الآن فقط أجيبك!(89) -ج5س حدّ العشق!- للكاتبة: Just Faith(مميزة)*كاملة& الرابط*

[Just Faith]

" كوثر .. ما بك ؟!!.. منذ صعدنا وأنت جالسة مكانك هنا؟!!".
نظرت لزوجها بدون أن تلاحظ إرهاق ملامحه .. هاتفة بشرود :" نعم ".
أكمل خطواته حتى وقف أمامها هامساً بتعب :" ما بك كوثر ؟!!".
عادت تطرق للأسفل .. ماذا عليها أن تجيبه .. وهي في موقف صعب .. ابنها أو لا .. كيف حتى تعلمه أن أمها قد شكت بها .. للآن تحمد ربنها أنه لم يكن متواجد بالقرب .. فقد كان غادر ليحادث محاميه ..وعاد بعد الموقف المشين ..
تريد كتف تبكي عليه .. هي هنا وكان يجب ان تكون هناك .. بجوار جواد وطفله .. ابنها أو اخيها .. بكل الحالات ما حدث أفقدها الحق في التواجد ..
عاد يكرر بصوت مرهق مختنق :" كوثر ".
رفعت عيناها تجاهه.. ليضع بصماته على بصمات الحزن تحت جفنيها الرطبتين بدون شعور منها .. ثم همس :" ما بك كوثر ؟!!.. هل علمتِ؟!!".
زمت شفتيها بقوة حتى صارت خطاً أبيضاً.. فاستطرد بوهن وهو يجلس جوارها :" نهى .. ضاع حقها".
توسعت عيناها صدمة مما يقال .. هناك حلقة مفقودة .. بدأ يمد لها يده لتأخذها .. في مواساة مطلوبة .. رغم احتراقها الداخلي .. غمغم وهي تمسد كفه بين راحتيها :" ميادة والمليجي كلا منهما أخذا سجن مؤبد .. ".
هتفت بحقد أرتفع بلحظة داخل قلبها الذي مازال يعاني :" لا يكفي .. نريد قلوبهم .. نقضمها بأسنان سبق ومزقتنا ".
سدد لها نظرته الدامعة فهذا هو ما يريده شص يدفعه بحمية نحو تنفيذ قراره المخفي داخله ..
مال نحو يديها هائماً في ضياعه :" آه .. آه يا كوثر .. الحقير .. والحقيرة .. قتلوا طفلتي .. ومجموع القضايا التي رفعت عليهم تكون 25 عاماً".
هتفت بجدية :" كيف هذا لائحة قضاياهم تفوق العشرون قضية من الأحجام الكبيرة ؟!!".
مال يلثم ظاهر كفها ثم علق موضحاً:" يتم حساب أعلى مدة .. حتى لو كانوا عشرون قضية كل منهما حكم مؤبد المحصلة النهائية للسجن هي مؤبد واحدة .. وليس مجموع الكل".
شددت على كفيه بضيق :" لا أقصد هذا .. أقصد أن قضاياهم قضايا ضاع فيها بشر .. نفوس .. كيف يمنحون أمثالهم أقل من إعدام في ميدان عام .. ليشفي غليلنا من أمثالهم ".
ثقل رأسه المطحون بالهرولة خلف أفكاره جعله يسقط متدلياً أمامه كذبيح يخور بأخر اناسه .. نظرت إليه وجدت أنفاسه تخرج بصوت مشبع بالثقل .. فمدت أصابعها نحو عنقه تمسدها هامسة :" حق نهى عند الله سيأخذه لها حتماً ".
انتفضت فقرات عنقه تحت أصابعها .. ثم قبض على أصابعها بيد قوية :" نهى لم تكن مقطوعة النسب .. سيأتي أبيها بحقها ".
وقف مغادراً وهو يلوح أصابعها بقوة .. هيئته جعلتها تتذكر لحظات أثمة .. كان أبيها ينحني انكساراً طويلاً بسببها ،ثم بعدها عاد منتفخ الأوداج وكأنه وجد مفتاح كنوز قارون لمجرد إعلانه أن زوجته حاملاً.. وخطأ صغير جعلها تدرك أن الشك أعلى في ان جواد ابنها .. يوم المقبرة .. عندما أخطأت أمها في تسلسل الأحداث ثم أدعت أنها تشوشت بسبب هذا الموضوع الذي لا تحب ذكره .. لا ليس لأنها لا تحب فتحه .. بل لأنها لم تحضره .. لم يكن أمام عينيها .. كان أبي يعلم .. هتفت داخلها لتعلن آخر هزائمها أمام أهلها .. يا غبية نعم .. كان يعلم وإلا كيف كتب طفل بدون علمه .. بل كيف كان سمح أن ينتسب إليه ..
وقفت مكانها ثم وجدت نظرتها تتجه لباب الشقة .. اندفعت تفتحه .. ثم غادرت وجذبته مغلقة إياه بقوة شجت سكن الليل ..
*******************
بعد نصف ساعة **
لحظة فارقة هي تلك التي فيها تناظر أمها التي ترفض حتى توجيه النظر إليها.. أرتفع آذان الفجر بصوت غير صوت تيمور .. شيء من وحشة أكتنف الشارع بسبب افتقادهم لشيخهم التائب ..
انتفضت نبراس في مكانها .. تشعر بشعور المذنب .. جالسة أمامها من وقت ليس قصير تنظر إليها فقط .. كانت مضجعة لتجد باب الشقة يفتح بمفتاحه .. جلست بغتة مستفسرة :" جواد ".
ليطل عليها وجه ابنتها كوثر التي دلفت كاملة وهي تغلق الباب خلفها همهمت :" معي مفتاح .. منحتني إياه فرسان ".
تراقص الذنب داخل عينا نبراس تحفر الذكرى قناة قوية في عقلها قبل زفاف ابنتها بيوم .. وقفت أمامها :" كوثر هل لك بمنحي مفتاح الشقة هنا ؟!!".
دهشة حلت بعينيها ومع ذلك خلعت المفتاح من مجموعتها الكبيرة .. ومدت به لأمها هامسة :" ليتك تصدقيني لن أعود للأفعال الصبيانية .. فجواد أخي وفرسان زوجته .. أضحي بنفسي من أجلهما ".
أخذت المفتاح هامسة :" البيوت أسرار طفلتي .. وأنت وزوجك ستكونان بالقرب .. قد تفتحين الشقة وتكون زوجة أخيك بملابس منزلية .. هذا هو الغرض .. طالما الجميع قرر البقاء بالمنزل ".
أقنية الذكرى مرت بينهما في هذه اللحظة الفارقة لتهمس كوثر بعتب :" وثقت بي فرسان أكثر من أهلي .. أمي وجواد .. أخـ.. أبـ..".
لم تكمل بل أرادت إجابة من أمها التي عادت تميل على جانبها .. ومازالت بملابسها تعاود كوثر الكلام تود منها تواصل :" لماذا لم تبدلي ملابسك للآن .. هل أكلتِ شيئاً".
لم تجد من أمها غير الصمت والجمود .. داخلها تخشى أن تتبادل الكلمات أكثر من ذلك .. للآن بين الرفض والتصديق .. بين المنطقي واللامنطقي ..
ساعة قضتها صامتة تهرع خلف أفكارها .. ولم تدرك ان أمها تركض بذات الموضوع ..
وقفت نبراس هامسة :" حتى الآذان غريب اليوم .. كل شيء تغير ".
تتحرك تحت وطء هم عظيم بحجم الجبل ..بطء يقيد قدميها الحافية .. توجهت حيث غابت في الداخل وكأنها تتيح الفرصة لابنتها حتى تغادر .. لكن كوثر لحقت بها في الداخل .. هامسة بما يؤلم أكثر من النصل الدامي داخل قلبيهما :" سوف أتوضأ وأصلي معك أمي .. ونجلس ندعو لحفيدنا بالنجاة .. ما أحوجهم للدعاء اليوم . ألم تكوني دائماً تقولين الدعاء يغير القدر ".
أكتفت نبراس بالإنصات ولم تحرك عضلة من وجهها .. تقدمت للحمام الواقع بين غرفتهما القديمة والمطبخ .. دلفت وأغلقت خلفها الباب .. تكاد أن تعلن هزيمتها .. تعلم ان لحظة الحساب قد حلت .. فكوثر بصمتها هذا خائفة أن تعلن لها استفسارها الملح ..همست داخلها .. رباه .. أعني على مواجهتها ..
ثم فتحت الصنبور لتهيل الماء البارد على يديها تأخذ منه مليء كفيها وترشق بشرتها .. تريد ان تعن يقظة عقلها ..
أخيراً خرجت لتجد ابنتها كملاك عقاب ينتظرها داخل إسدال صلاة تملكه أمها .. تحركت نباس تسدل كمي ثوبها الطويل .. حتى الاستقبال ..
عادت تجلس مكانها متخذة من القبلة اتجاهها كما تعتمد وقت صلاتها .. بينما وقفت كوثر جوار أمها خارج نطاق الكنبة ..
انتهيا من الصلاة وظلتا جالستين كل منهما تدعو للرضيع الذي اعتمدت كوثر ذكر حفيدنا عنه .. حتى تستنطق أمها التي لم تتبدل .. فعقدت عزمها على المواجهة المباشرة .. ظلت تدعو الله أن يقدر للصغير السلامة والخروج معافى .. وأن يقدها على المواجهة ..
قامت من جلستها على الأرض ثم جلست مقابل أمها تهمهم ببطء قلب متفجر ألماً :" لم أفعلها أمي .. فارس حفيدنا .. بل هو رضيعي كنت أرضعه مكان أمه .. لا يمكن ان يكون كل هذا ادعاء .. عتاة البشر لا يستطيعون التمثيل والخداع مدة أشهر ".
تنهدت نبراس من أول كلمة خرجت من شفتي ابنتها .. ثم وضعت أصابعها على شهقة مكتومة فوق شفتيها تخرس أي انفعال .. لا تريد الخوض في هذا الموضوع ..
لكنها تعرف أن كوثر أنصتت بل اخترقت كلماتها قلبها وعقلها .. استطردت كوثر بعد تردد برهة وصمت أخرى تبعها تردد جديد .. كانت شفتيها تنفرجان ثم تنغلقان :" هل ؟!!..هـ..".
رفعت نبراس عيني لا تحمل ثبات بوزن جزء من جرام .. بل الذنب جميعه يتمطى داخل عينيها .. لتحثها كوثر من جديد بعيني تحمل عبرتين متوجعتين :" من أذيته كان ابني ؟!!".
ابعدت نبراس عينيها بعيداً لا تريد أن تلوك هذه المواضيع فقد تعبت .. جمعت كفيها .. لتنصت من جديد لهمس كوثر المتواصل :" ليتك تجيبي بنكران .. أريد منك تأكيد أنك كنت تخدعيني حتى أتوجع ".
سالت الدموع الحارة من عينيها بعد ان تجمعت كتلتين صغيرتين داخل مقلتيها .. وصوتها يعاني أكثر من قلبها .. خشونة وحشرجة :" أجيبِ.. لا .. لست غاضبة ".
نظرت لها أمها وكأنها منيت بالخرس :" نعم يا أمي .. لست غاضبة .. أنا نفسي كنت سأتهم هناء .. سأتهم خالي سليم .. سأتهم نفسي بالنهاية حتى أقر بذنبي مع فرسان .. لكن جواد .. جواد هو .. هو ".
رفعت نبراس راحتيها تمسد عينيها تزيح منهما ضباب العمر :" لم يعد في عمرى بقية يا كوثر ".
انتفضت كوثر مكانها .. وفجأة شعرت بالوجع في قلبها الذي تقلص بغتة وفقد نبضه .. تريد أن تخرس الحقيقة علي شفتي أمها التي انهار سد تحملها هامسة بصوت مختنق :" تعبت يا ابنتي من المسئولية .. تعبت من الكتمان .. مات عاصم وترك فوق كتفي حمل ثقيل .. مسئولية فيها عذاب عظيم .. فيها ضياع للأنساب .. لكنه قدرنا ".
انتفضت كوثر مكانها .. همهمت لأمها بحدة :" أمي .. غير صحيح .. أنت تعلمين هذا .. جواد أخي .. ابني بالتربية ".
ثم انتفضت أكثر وصارت اسنانها تصطك ببعضها البعض مهمهمة :" برردد.. أشعر.. بالبرد .. أمي ".
مدت أمها يديها تجاهها تمسد وجهها ثم سحبتها من كفيها نحوها فسقطت على ركبتيها تجثو أمام امها لم تقدر على استكمال الخطوة الفارقة بينهما .. شهقت نبراس وهي تأخذها بين أضلاعها .. ليخرج صوت كوثر ملتاعاً :" آه .. آه يا أمي .. كنت أعلمتيني .. كنت منحته أكثر وأكثر .. كنت جعلته داخل عيناي .. منعت عنه النسمة تحرك شعره .. آه يا امي ".
ربتت نبراس على ظهرها وشددت عليها أكثر تدفئها بحصنها وتبث فيها الحب :" لم نستطيع .. كان سيظهر عليك .. تشبثتِ بجواد كأنه ابنك وهو أخيك .. كان الجميع يعلن .. كوثر تخاف على جواد وكأنه ابنها .. ".
رفعت لها عينان تخطان الوجع بخط أسود لم يعد هناك مكان لأي ألوان أخرى سواه :" ابني .. ابني .. كيف لم أشعر ؟!!.. كيف لم يشعر هذا القلب به .. ليتني ما أذيته .. لكني أذيته في كل شيء ".
همست أمها بوجد مفطور :" تعالي جواري كوثر .. حسبي الله فيمن فعلها .. وشتتنا جميعاً عن بعضنا".
تحاملت كوثر على نفسها لتقف حتى تجلس جوار أمها .. تريد معرفة كل شيء .. التفاصيل تهمها .. :" كيف حدث نبراس ؟!!".
جذبت رأس طفلتها نحو صدرها هامسة :" لقد كسرنا منه لله .. لو كنا نعرفه كنا مزقناه .. لكن الجميع بالنهاية كان سيلقي باللوم عليك .. هذا ما حدث عندما علم قاسم ليطلبك بناء على طلب راشد.. الذي كان قد طلبك من أبيك وأبيك رفض لأنه أراد لك عزة وكرامة أكبر .. المهم قاسم تحدث بطريقة وكأنه يمن علينا وأن راشد لا تصل له رأسك ولا هامة أبيك جعل أبيك يرفض قاسماً بالله أن لا تكوني لراشد لو كان أخر رجل في كوكب الأرض .. بعدها ظهرت علي أعراض الحمل فكتمتها لتظهر عليك وتأكدنا ".
تنصت بقلبها لأول مرة لأمها .. تعلم عن معاناة أبيها التي ما كانت تظهر لها .. لأول مرة تفكر في الوضع الرهيب الذي كان هو فيه .. بلدة لا تنظر للفتاة على أنها مطعونة بل مفككة التربية وعديمة الأخلاق .. أنصتت أكثر لأمها مستمتعة بالدفء بين أضلعها فلأول مرة تشعر بانها في طريقة للعودة :"علمنا من الطبيبة أنني لست حاملاً بل هو شعور بالحمل الكاذب نتيجة الوصول لسن اليأس ولظهور تليف بالرحم وجب استئصاله .. كل هذا جعل أبيك ترد له روحه .. بعد ان كان قد قرر أن يمنح الوليد لأحد يعتني به أو يضعه في ملجأ .. رحمنا الله بهذا الشيء .. ونقلنا جميعاً.. كل منا في مكان وكلانا بالشهر الخامس حتى لا يدرك هذا أحد .. كان ابيك يعاني بيننا حتى لا يعرف أحد ولا أنت .. كان قد وضع نيته في هذا الوضع .. ليكون الطفل باسمه هو .. كان سعيد أنه صبي .. أخذه منك بعدما علمنا أنه صبي واشعنا أني قد وضعت صبي .. واسميناه جواد .. أخذ منك الطفل بعد وضعك بلحظات .. أعلمك أن طفلتك وافتها المنية ".
همهمت :" ظننته قتلها ".
دموعها تغرق وجهها .. لتذكرها صراخها عندما علمت بوفاتها .. كانت تصرخ مكذبة ابيها :" أنت قتلتها ..ليتني مت معها ".
محت دموعها بأصابع مرتجفة لتسأل أمها :" كيف فعل هذا وهو لم يتركني لحظة ؟!!.. كنت أبكي على كتفه وخدمني كأفضل أم ".
علقت أمها وهي تربت على ذراعها :" راشد .. أسعده الله .. كان هو من جلب لي جواد ومعه شهادة ميلاده حيث كنت وحملني للبلدة بنفسه حتى عاد عاصم بعدما جلبك هنا وألحقك بالدراسة لتنالي شهادتك المتوسطة ..".
تجمدت من بداية سماعها لأسمه .. فقدت التنفس كلياً .. انتظرت حتى يعود إدراكها لعقلها فتعي ما فعلته :" راشد .. راشد ابن عمي .. كان يعلم .. هو أم غيره ؟!!".
لم تجب أمها فقط حدقت بها .. شعرت كوثر بالنظرات تترقبها فأغمضت عينيها على خجل ثم تمالكت نفسها لتنظر في عيني أمها بعيون يملأها الندم :" حماني وسترني .. وأنا كدت لابنته وحاولت فضحها .. كيف سأراه بعد الآن ؟!!.. ".
سؤال لا يعلم إجابته غيرها .. بينما امها تحدثت بلا لوم أو عتاب :" كان الشخص الوحيد الذي يعلم بعدي وبعد عاصم .. ساعدنا وسترنا .. هو من قام باستخراج شهادة جواد عن طريق معارفه ".
تنهدت كوثر هامسة :" لن أجرؤ وأري وجهي لأحد .. كنت أخطئ بحق الجميع .. وهم يمدون حبال الصبر لي .. حتى جواد .. كيف سأواجهه.. ليته لم يسمع لما حدث بيننا ".
همست أمها بتعب :" الآن لو ذهبت لله .. سأكون راضية .. كنت خائفة أن أموت والسر يموت معي .. فكرت كثيراً في الاوقات السابقة بهاجس غريب لو حدث كنا جميعاً سنتحمل الوزر حتى لو في قبورنا ".
حثتها زفرات كوثر الحارة المندفعة نحو وجه أمها في انتظار فاستطردت :" لو أنجبتِ فتاة .. عشقها ابن جواد كي سيكون الوضع ".
إجابة صادمة حلت بعقلها :" عمته .. ستكون ".
حركت نبراس رأسها بقوة مجيبة :" كل شيء كان فوق بعضه يدك حصن لساني ويحل قيده حتى اعلمك .. حل هذا بلحظة الضياع .. كل الملابسات تشير إليك .. تقاربكما أنت وفرسان السريع .. جعلني أعتقد أن هذا الشيء فيه خطة .. قلبي كان ينذرني بشيء غير طيب .. منذ فتحنا القبر وتهيئته .. كنت أخشى أن ينال أحد .. خاصة راشد بمرضه .. ثم خشيت على جواد ثم أنت .. كل يوم كنت أخاف أكثر فالراحة لن تكتمل إلا بفتح جميع الماضي ".
هدأت أعصاب كوثر وامدت وجنتها نحو وجنة أمها تنعم بدفئها المبلل بملوحة الدمع فتربت على خدها الأخر براحتها :" سيمر كل شيء يا أمي .. انا سأصمت كلياً .. لو علمت أن جواد قد سمعنا وقتها سأكون أكثر من سعيدة أن أخذ ابني في حضني .. لو لم يكن فسيكون سري الذي أخذه معي للقبر ".
نظرت لها أمها وهي تبعدها لتطلع على صدقها .. فحركت رأسها بجدية :" سيكفيني أنه هو ابني .. أمامي .. سعيد هو وعائلته .. لن استطيع الاعتراف له أو لزوجته الفريدة ".
همهمت نبراس بحنان دافق :" تمسي نار تصبح رماد لها رب يدبرها ".
تمسكت بأمها جيداً ,, عانت معها كثيراً :" ليتني علمت .. كنت أخذته ورحلنا عن هنا في أي مكان ".
هزت أمها رأسها :" ظننا وقتها أنه الحل الملائم .. خاصة عندما كبر جواد .. كل يوم صار الاعتراف أصعب ".
لم تكمل فهناك هزائم أخرى قد تقلب الكون عليهما .. هناك الرجل الجاني بإجرامه .. تخشى كلتاهما أن يكون جواد قد سمع للحديث.. وقتها قد يفقد مستقبله ويتحول لقاتل ..
غمغمت نبراس :" قصي لي كيف علمتِ بمرض فرسان ".
ابتسمت كوثر بحنين شديد هامسة :" لقد علمت وقتها أنها جوهرة فعلاً .. كنا هناك بقصر راشد يوم زفاف رشاد كنت معك بالغرفة انتظرك وأنت تصلين .. كنت بجوار الباب ".
تذكرت نبراس وقتها ثم همست بندم :" وقتها لاحظت وجومك فظننتك تتلصصين لتدبري شيئاً".
ربتت كوثر بلا ضيق :" أمي خطأك نتيجة طريقتي .. أنت وجواد لديكما كل الحق .. دعينا من هذا الشك .. سأكمل لك كل ما حدث بيني وبين فرسان .. زوجة ابني ".
كانت تهمس بها خافتة بشيء من التوقير .. فهذه الشابة أعادت لها كل يقينها في العالم .. يكفيها اليوم ما نالته من غضب كبديل عنها .. سؤال تأرجح على باب عقلها هل كانت فرسان تعلم أنها أم جواد ..أم هدؤها هذا كان لأنها لم تسمع مثله .. فهذا أغلب ظن كلتيهما .. ان الإنصات لم يكن من نصيبهما .. وأن تركيز الأبوين كان مع طفلهما والحادث ..
غمغمت كوثر بعد نهاية الشرح :" أمي .. أموت .. وأود معرفة حال فارس .. ماذا أفعل ؟!!".
أجابتها أمها :" صباحاً سأتصل على فرسان أطمئن عليه .. وأنت عليك متابعة العمل كأنها متواجدة .. بنت الأصول تحتاج إلينا ".
حركت رأسها بإيجاب.. ثم سطع شعاع صغير من بين خشب الشرفة ليعلن أن الشروق قد ملأ الكون ومر وها هي الشمس بدأت تنشر أشعتها ..
**************
صعدت أخيراً هادئة نوعاً ما لمعرفتها الحقيقة .. لكنها متشوقة لوضعه بين أضلعها .. لولا وعدها الآن لأمها كانت قطعت الطريق تتذكر ملاحظة كانت دائماً تقال إليها من بعض زميلاتها .. من يرى جواد لا يصدق أنه أخوكِ ،فأمك تصلح لأن تكون جدته ..
فتحت باب شقتها .. متحركة للداخل ظانة أن زوجها بالداخل فقد تركته نائماً .. دلفت لم تجد سوى الفراش الذي كان ينام فوقه .. خرجت تنادي عليه :" وسيم ..أين أنت؟!!".
لم تجد له آثر بحثت عن مفتاح سيارته حيث يكون فلم تجده .. وقفت في حيرة :" أين ذهب في هذا الوقت ؟!!".
عادت تجلس مكانها .. لن تترك موقعها بدون أن تطمئن عليه .. تعيد كلمات دارت بينهما .. تفكر في وجهته .. ثم تفكر في قلبها الذي لا يكتفي بالمعرفة فقط .. ابنها .. جواد ملأ العين والبصر .. ليتها علمت كانت منحته أكثر وما كانت اضرت به .. بل حمته هو وزوجته بنفسها ..
****************************

[Just Faith]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 2 والزوار 2) ‏Just Faith*, ‏جنة محمود



انتهي الجزء يارب يعجبكم

امووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووه

[Just Faith]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nana41

منتظرينك ياكبيرة بفارغ الصبر
والعب يامعلم😁😁

تسلمين نانا حبيبة هارتي

ده العشم والله

كلكم ذوق

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووه

[Just Faith]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قول يا رب

الف سلامه يا كبيره انتى عارفه الدحاديح اعمال سفليه و خلافه بعيد بعيد من عين رحيل وعين يسر وعين كل الغلاويه اللى فى الروايه

البرد دور زداير على الكل زيزو ابنى الكبير اخده سخونيه ورشح بس مش دى المشكله المشكله انه اخد اجازه اسبوعين فى البيت معايا يلا الحمد الله عدت على خير

الله يسلم قلبك

والله الصبح واقفة باكلم ابني علشان ليه اسبوعين مش بيذاكر فخد على البلطجة لقيتني ما حسيتش بنفسي وقعت عليهم

على الصغير ونرمين

سرعتهم ما بقوش عارفين يعملوا اية

لان ضغطي وطي

الف سلامة علي زيزو يارب يبارك لك فيهم دور صعب بيرد تاني

سخونة لا تنزل إلا لما تمص عظام الواحد

ربنا يجملها بالستر

خلاص الامتحانات على الابواب ربنا معاهم

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووه

[Asmaa Shehata]

الله يحرقه هشام المجرم بيحاول يقتل رضيع حتى ولاده مش بيسلموا من شره وهما اجنة
أصعب احساس فى الدنيا هو الاحساس بالعجز لما أم وأب يشوفوا طفلهم بين الحياة والموت وهما مش فى أيديهم حاجة يعملوها ليه
الجزء جميل أوى على قدر الألم اللى فيه أحسنت النشر حبيبتي دمتى بكل خير وسعاده

[samahss]

الف الف سلامة عليكى ياايمى عائلة دحية سرها باتع اوى ان شاء الله خير ربنا يطمنا عليكى انتى ونيمو

[samahss]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 7 والزوار 9) ‏samahss, ‏Lam16, ‏atoofa, ‏ليلكم شمس, ‏ام الارات, ‏عاليا محمد, ‏مهجه123

[samahss]

الثورة بدأت ناصعة ثم تلوثت بما في النفوس .. أطلقت من داخلنا كل الجرأة فأصبحنا أوصياء على أي تصرف .. الفوضي التي خرجت في الشوارع .. خرجت فوضى أكبر منها من داخلنا .. أرواحنا التي منحت الفوضى شكلها وجرأتها فصار من لا حق له يوجد لنفسه حق ويتمسك به .. مطلقاً على الجميع سيوفه التي لو تشق ستجرح ".
وصف اكثر من رائع عن الثورة فعلا احنا من لوثنها باطماعنا كل واحد كان عايز جزء من التورتة بغض النظر عن مسوءها او هنخسر مين فى سبيل هذا طبعا الفصل كالعادة ممتع واكثر من رائع رغم بكائى وحزنى على فارس الصغير وامه فرسان عجبنى مؤزاره الملكة وضاء لاخيها راشد رغم خطاءه فى حقها

تسلم الايادى يا ايمى مبدعة بجد

[قول يا رب]

معنى كده ان جواد ابن هشام ولا ابن مين بالظبط انا تهت

وناصر قدم السبت وباع فيروز لان هشام كان حيعرف ولا دى حركات عشان يكسب ثقته

جزء رائع يلا بسرعه نزلى السبع اجزاء من الجزء ال11

[Just Faith]

ياصباح الهنا
والرضا

اخير بدأت عقدة الفصل تتفك
نزلت جزء أول

غالبا هيكون فيه جزئين

نفسي أعمل خاتمة حلوة طويلة كلها رومنتيكيات ابطالي يستحقوا والله

هههههههههههههههههههه
مرمطت بيهم الأرض

يستحقون خاتمة نتشقلب فيها في العسل هههههههههههه

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووه