آخر 10 مشاركات
كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          بين ذراعيك مملكتي - ج1 سلسلة رؤساء عاشقون - قلوب زائرة - للرائعة * salmanlina*كاملة * (الكاتـب : salmanlina - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          80- لعبة من يخسر يربح- بيني جوردان -روايات عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          80 - العذراء والمجهول - جيسيكا ستيل (الكاتـب : فرح - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree60Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-19, 11:00 AM   #251

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم
أتمني فصل النهاردة يعجبكم وأشوف تفاعل أكتر ، ناس كتير بتدخل مش بتعمل حتي إعجاب ،أرجوكم من حقي علي الأقل كلمه توضح استحسانك او عدم قبولك لما أكتبه ..وفي النهايه أتمني بعجبكم ..

الفصل السابع

تقدمت لمياء بخطى ثابتة نحو مدخل المطعم تحاول السيطرة على انفعالها وتوتر أعصابها ..
المطعم رائع التصميم ذو إطلالة رائعة على البحر استغلها المصمم جيداً ، فجعل الحاجز بينه وبين المطعم عبارة عن جدران زجاجية شفافة ، تسهل على الزبون الاستمتاع بمنظر البحر أثناء تناوله الطعام ، أما الجدران الداخلية فألوانها المتناسقة والصورة المتناثرة فوقها تنم عن ذوق رفيع ، المكان بأكمله تفوح منه رائحة النظافة ، والطاولات نسقت في جلسات ومواضع مختلفة بطريقة راقية للغاية ، تكسوها شراشف زاهية الألوان تأسر النظر وتبعث بالسعادة والراحة النفسية للزبون تناسب الأفراد والعائلات ، كما تراصت طاولات أخرى في شرفة تخص المطعم في الهواء الطلق ..
وطاقم العمل يعمل كخلية النحل استعداداً لاستقبال الزبائن وفتح المطعم في تمام العاشرة صباحاً ..
لمحت إحدى النادلات بالقرب منها ترتدى زياً رسمياً خاص بالعمل وسألتها " لو سمحت ، أين يمكنني إيجاد السيد حمزة "
أشارت لها الفتاة أن تتبعها نحو الجزء المخصص للمكاتب وشرحت لها " ثاني مكتب على اليمين " ثم تركتها وعادت لمباشرة عملها ..
طرقت لمياء بلطف عدة طرقات حتى سمعت صوتاً يأذن لها بالدخول فأخذت نفساً عميقاً وفتحت الباب لتدخل متمتمه " بسم الله ، توكلت على الله "
خطت بقدمها اليمنى تستهل بركة التيمن ، كان حمزة واقفاً في مواجهة النافذة يدير ظهره للباب ، منشغلاً بحديث ما على الهاتف ، و الذي يبدو واضحاً أنه مع مورد الطعام ، فانتظرت بصمت حتى ينهي اتصاله ، لكنه التفت فجأة إليها مرحباً بإيماء صغيرة وهو يواصل حديثه ، تلجم لسانه ما إن وقع نظره عليها ، فتاة القطار ..أمامه .. لا يصدق عينيه .. هل يتخيل ذلك .. أما أنها هربت من إحدى بنات أفكاره .. لتتراءى له بهذا الشكل المهلك .
ولكن لحظة ..؟؟!! لقد ضرب موعداً لقريبة السيدة خديجة في مثل هذه الساعة ، هل من المعقول أن تكون هذه الواقفة أمامه هي نفسها قريبة الحاجة خديجة .. هل من الممكن أن تلعب الصدفة في حياته ذلك الدور الكبير يا لها من دنيا صغيرة .
استجمع شتات نفسه سريعاً وواصل حديثه مع المورد بهدوء مستديراً عنها حتى لا تلحظ اضطرابه..
وقفت لمياء متخشبة ، تحبس أنفاسها مترقبة لا تجرؤ على إطلاق سراحها ، هل تحلم و تعتقد أنه نفس الشاب ، لكنه نفسه إنها واثقة ، فمهما طالت بينهم المسافات ستظل تحفظ ملامحه الأخاذة ، ومهما رأت من رجال لن يملأ آخر عينيها ، تساءلت هل سيكون القدر رحيماً بها لمرة ويقربها منه ، يكفيها كثيراً أن تكون جواره فقط ، تملي عينيها من رؤياه كل يوم ، لا كل ساعه ، كل دقيقة ، لو يعلم ما تكنه له بقلبها لعرف أنه لن توجد مخلوقة على الأرض قد تمنحه حباً كحبها ...
أنهى حمزة المكالمة آخذاً عدة أنفاس عميقة يهدأ ضربات قلبه ، موبخاً نفسه فالأمر لا يستحق كل هذا التوتر ،هل جاء يوم عليه يقف صامتاً مشتتاً في حضرة امرأة وهو الخبير في نفوس النساء والمدرع ضد سحرهم ..
تقدم نحو مكتبه مشيراً لها بالجلوس ، تتبعته عيناها دون التحرك من مكانها فجلس على كرسيه يناديها منبهاً
" آنسة لمياء .. إن لم أكن مخطئاً ..تفضلي بالجلوس" .. لم تتحرك ..عيناها مسلطة عليه دون تراجع فنادها بصوت أعلى ومتردداً بعض الشيء " آنسة .. "
صوته العالي طرق مسامعها بقوة منتشلاً إدراكها من فوضى المشاعر الغارقة بها فسارعت بالرد عليه بحرج
" آسفة يبدو أنني سرحت بتفكيري فلم أفطن أنك انتهيت من حدثيك "
صوتها حنون وذو نبرة هادئة منخفضة تأسر أذن السامع وتسرع للقلب مباشرة .. كيف وقعت في طريقه هكذا ، لو علم من تكون لكان اختلق ألف حجة ورفض عملها لديه ، إنها الوحيدة التي أراد التقرب منها بكامل رغبته والهرب منها في ذات الوقت .. هذا إن كان ما يفكر به صحيحاً وأنها بالفعل هي قريبة الحاجة خديجة ، أشار لها نحو الكرسي قائلاً بهدوء " تفضلي بالجلوس "
أهدته ابتسامة لطيفة مرتبكة وجلست تهز ساقها اليمنى ، فعلم أنها متوترة كحالته تماماً ،سأل نفسه " هل كانت تعلم من هو ؟؟ أم أن مجيئها إليه صدفة ؟!! " منذ رآها لأول مرة ، وأنتبه لنظراتها المسلطة عليه بالمترو وهي لم تبرح عقله أو تفكيره .. لا يعلم لماذا شعر أنها تناديه ، تلتجأ إليه هو وحده وليس أي رجل آخر .. هو يعلم مقدار وسامته وانبهار النساء بلون عينيه الزقاء وجاذبيته ، أوليس هذا سلاحه في الحياه ومصدر رزقه.. ولكنه لم يرى هذا الانبهار بعينيها .. لقد رأى ملاذه فيهما ونداء صامت يرجوه الأمان ..
كسر حاجز الصمت قائلاً " أنت لمياء .. قريبة الحاجة خديجة .. أليس كذلك ؟؟ " أومأت برأسها دون كلام توافقه على كلامه
" الحاجة خديجة أخبرتني أنك خريجة جامعية "
"نعم لقد تخرجت العام الماضي من كلية التجارة " أخبرته بهدوء محاولة أن تظهر ثباتها فرد عليها " جيد ولكن هل لديك أي خبرة في العمل في المطاعم "
أجابته بتردد خائفة أن يكون عدم خبرتها حاجزاً بينها وبين قبولها للعمل عنده " في الحقيقة لم أعمل في أي من المطاعم مسبقاً ، عملي السابق كان معظمه في محلات بيع الملابس النسائية "
شعر بخوفها من ازدياد اهتزاز ساقها ، رغب لو يذهب إليها ، يهدئها ، ويعدها أن كل شيء سيكون على ما يرام ، وأنه لن يبخل عليها بتلك الوظيفة ، خاصة بعد أن أخبرته الحاجة خديجة بظروفها العائلية ومعاناتها مع أبيها وزوجته ، قال يزيح عنها قلقها " لا مشكلة ..التعامل مع الزبائن لا يتغير في شتى الوظائف .. أنا لا أقبل سوى بمن لديه خبرة في مجال المطاعم ، ولكني لن أرد أحد من طرف الحاجة خديجة .. سنسلمك الزي الرسمي للمطعم ، وتأكدي دوماً من نظافته ، ستتمرنِين على الخدمة لمدة أسبوع مع إحدى النادلات ثم تتسلمي العمل .. في مطعمي احرص بشدة على الارتقاء بمستوى الخدمة ، وأن يكون الترحيب بالزائر مشجعاً له على استمرارية زيارته للمطعم ، فمهما كانت جودة الطعام عالية ، لن يأتي الزائر إلينا إن تلقى خدمة سيئة ، مستوى الخدمة هو من يتحدث عنا وعن المطعم ، عليك الانتباه جيداً إلى كيفية التخاطب مع العميل ، وأن تكوني لبقة في الرد على أي استفسار له أو حتى اقتراح يساعد على تطوير مستوى الخدمات والمطعم في آنٍ واحد ، كما يجب أن تكوني سريعة البديهة ، وتحسني التصرف إن وقعتِ تحت أي ضغط أو حدثت مشكلة ما ، هل تفهمين ما أعنيه ؟؟؟ .. هل لديك أي تساؤلات ؟؟ "
نهرت لمياء نفسها على تأملها المبالغ فيه له .. كم تليق لحيته البنية المشذبة بوجهه الوسيم ..ألم يخبره أحد يوماً أن وسامته مهلكة ، وأن النظر إليه مضر بالقلب ، وخاصة لو قلب كقلبها ينتفض بين أضلعها من مجرد كلمة منه ..
" آنسة لمياء .. هل سمعتِ شيئاً مما قلته " أنبها بنفاذ صبر فاعتدلت قائلة " نعم .. نعم سيد حمزة فهمت كل ما قلته وليس لدي أي تساؤلات وأعدك أن أكون عند حسن ظنك "
حدثها حمزة بجدية وشدة صاحب العمل " آنسة لمياء .. من يعمل عندي ، يجب أن يكون منتبهاً طوال الوقت ، وذهنه حاضر دائماً ، وأنا أرى أنك كثيرة السرحان ، فأرجو أن تراعي هذه النقطة "
أجابته لمياء بوجه محمر من الحرج " أنا آسفة سيد حمزة .. أقسم لك .. ليس من عادتي أن أسرح بفكري أثناء العمل ، أنا شخصية جادة جداً في عملها وأحب أن أؤدي عملي بإتقان شديد وسترى ذلك بنفسك "
"أتمنى ذلك آنسة لمياء ، فأكثر ما يثير غضبي الإهمال في العمل وقتها لن أراعي وساطة أو قرابة وسيكون عملك منتهي لدي "
شعرت لمياء بالإهانة من حديثه ، وشعرت أنه أجبر على إعطائها هذه الوظيفة ، بسبب الحاجة خديجة ، وحين تمس كرامتها فأهون عندها أن تموت جوعاً ، على أن تكون في مكان ضد إرادة صاحبه ، أو تحس أنه يتفضل عليها بالعمل .
فهبت واقفة تخرس قلبها الرافض وتطلق لسان عقلها قائلة " سيد حمزة .. إن كان عملي هنا ضد رغبتك ، أو من باب المجاملة فقط ، ولست مقتنع به ، فأنا أعتذر منك عن هذه الوظيفة ، مزيلة عنك الحرج ، وسأخبر الحاجة خديجة أني من رأيت أن الوظيفة لا تناسبني "
أعجبته مرة واليوم ازداد إعجاباً بها ، إنسانة ذات كرامة ، لا تقبل أن يمن عليها أحد بشيء . ..حدثها صامتاً " رويدك يا جميلة الخلقة والخلق ، مالك تهرولين إلى قلبي تهدمين حصوني ، وتقللي من قناعتي أن أمثالك قد فنوا "
جلى حمزة صوته وقال بلطف " آنسة لمياء .. لا أحد أجبرني على فعل شيء ، ولا أقبل بشيء ضد إرادتي .. عملك هنا وافقت عليه من تلقاء نفسي ، وأنا لا أرد طالباً للعمل أبداً .. أنا أردت أن أفهمك ، أني حين وافقت أن أعطيك الوظيفة ، فأنا أنتظر منك أن تكوني على قدر العمل ، وأن تعطيني حقي كما سأعطيك حقك ، فلا تأخذي حديثي بحساسية زائدة ، وإعتاد على تغير أمزجتي ، لأنني لن أكون هادئا مبتسماً طوال الوقت ، ففي لحظة ، أكون غاضباً ثائراً ، وحينها قد يصدر مني ، ما لا يرضيك من قول أو فعل ، وليس هذا معناه أن أسئ إلى شخصك أو أستضعفك ، أتمنى أن تكوني استوعبتِ الحديث ولم تأخذيه بمأخذ شخصي "
خفضت لمياء ناظريها للأرض خجلاً وأجابته " نعم لقد فهمت "
أشار نحو الباب يسألها أن تتقدمه " تفضلي معي الآن لتتسلمي زيك ، وتتعرفي على الزميلة التي ستدربك على العمل "..
عرفها حمزة على إخلاص نفس الفتاة التي أرشدتها لمكتبه " إخلاص .. هذه لمياء .. ستكون بعهدتك طوال الأسبوع ، وعليك أن تعرفيها على كافة قواعد الخدمة والتعامل مع الزبائن "
ابتسمت إخلاص للمياء بترحيب قائلة " لا تقلق مستر حمزة .. لمياء في أيد أمينة وفي نهاية الأسبوع ستكون أتقنت كافة الأمور المتعلقة بالعمل .. .. سررت بمعرفتك لمياء "
مدت لمياء يدها ترد السلام قائلة " وأنا أيضاً سررت بمعرفتك إخلاص "
نظر حمزة إلى ساعته ، ثم قال بصوت عالي منبهاً جميع من حوله " حان وقت فتح المطعم .. سموا الله وابدؤوا عملكم ، لا أريد تقاعساً من أحد أو أي شكوى من زبون .." القى تعليماته ثم انصرف عائداً إلى مكتبه تاركاً لمياء مع إخلاص التي وجهتها قائلة " لمياء .. عليكِ أن تراقبي جيداً سير العمل هنا ، وطريقة التعامل مع الزائرين ، من اللحظة التي يقف فيها النادل أو النادلة أمامهم ، لاحظي السرعة في تدوين الطلبات ، والرد على الاستفسارات ، بشأن قائمة الطعام ، وأنواع الطعام ، ثم الطريقة الصحيحة لتقديم الأطباق ، بأسلوب راقي ، حتى لحظة تقديم الفاتورة .. اتفقنا "
هزت لمياء رأسها موافقة ، وتوجهت مع إخلاص لغرفة تغير الملابس ، لكي تبدأ أول يوم عمل لها
..............................................
ضغطت وجد برقة على زر الجرس ، مفكرة كيف تشعر بكل هذه الراحة والتفاؤل ، لمجيئها هنا ، ومقابلتها من جديد لأفراد هذه العائلة ..
فتح الباب ، تستقبلها ياسمه ، بابتسامة رائقة ، وفرحة عارمة " وجد ..كيف حالك الآن عزيزتي ..تفضلي .. تفضلي .. أمي ستفرح برؤياك كثيراً "
بادلتها وجد الابتسامة ، ودخلت تخطو لداخل المنزل مستفسرة " أنا احسن حالاً بفضل الله وكرمه .. هل السيد نديم هنا ، أريد رؤيته من فضلك .. وكنت أود أن أسألك عن شيء يخصني أضعته البارحة هنا "
استغربت ياسمه وسألت باهتمام " ما هو الشيء الذي أضعته ، اخبريني وسأبحث لك عنه حتى أجده "
أجابتها بحرج " إنه سلسال ذهبي ، كان في عنقي ، وكنت أتمسك به بشدة قبل انهياري ، يبدو أنه وقع حين فقدت الوعي"
" لكني نظفت المنزل اليوم صباحاً ، ولم اجد شيئاً ، على العموم سأبحث مرة اخرى ، ربما وقع تحت إحدى الكراسي "
وعدتها ياسمه فأكدت وجد عليها برجاء " أرجوك ياسمه ، إنه مهم جداً بالنسبة لي ، إنه الشيء الوحيد المتبقي لي من والداي"
طمأنتها ياسمه برقة " أعدك يا عزيزتي ، سأقلب المنزل عليه حتى أجده ، فلا أحد غريب يدخل هنا .. سنجده بإذن الله "
شدتها ياسمه لتجلسها جوارها ، وبدأت حديث آخر .
كانت واثقة ، أن وجد خير من تأتمنها على الاعتمام بسومه في غيابها " وجد ..هل يمكنني أن أطلب من خدمة "
اعتلت ابتسامة شفتيها وقالت بتصميم " اطلبي ما تشائين ، وإن شاء الله و يقدرني على تلبيته "
تشجعت ياسمه وأجابتها " يجب أن أعود لمنزلي غداً او بعد غد ، على حسب مجيء الخادمة الجديدة ، وكنت أتمنى منك ، لو تأتي لتطمأني على أمي سومة من حين لآخر ، فأنت قد علمت بحالة أخي أكرم ، وأخي نديم كثير السفر ، وأخاف ان يحدث لها ما حدث من قبل ، ولا يسعفها أحد .. عديني أن تكوني دوماً على اتصال معها .. أرجوك يا وجد سيكون صنيعاً منك لن أنساه أبداً "
احتارت وجد في قول ياسمه ، بأنها ستعود لمنزلها أليس هذا منزلها .. أتكون متزوجة ، وقد حان معود عودتها لبيتها وزوجها ، لكنها لا ترتدي أي خاتم زواج ..!!
أجابتها بوعد صادق " لا تقلقي .. أعدك أن أزورها بانتظام وأطمئن عليها .. ( ثم سألتها باستغراب ) أنا فقط اتساءل ، أي منزل ستعودين إليه أليس هذا منزلك "
أجابتها ياسمه بنصف ابتسامة " جهزي نفسك لما سأخبرك به الآن ، حتى لا تصيبك الدهشة .. أمي سومه ليست أمي الفعلية ..إنها زوجة أبي الأولى "
قالت وجد بعدم تصديق " ماذا ؟؟!!!!!"
" أقسم لك أنا ابنة ضرتها ، ومع ذلك لم تعاملني يوماً بكره أو بشدة .. طوال عمرها وهي كريمة معي ، توجهني ، تعلمني ، تحتويني ، ذات يوم سألتها كيف استطعت أن تتجاوزي كوني ابنة المرأة التي تزوجت زوجك ، فأخبرتني وما ذنبك أنت ، لو أخذنا كل شخص بذنب أمه او أبيه فلن نكون علي وفاق مع أحد ، كما وأنك اخت أولادي ، وإن كنتُ أعلم اولادي الحب والتسامح ، فأولى بي أن أنزع الكره والغل من داخلي أولاً "
نظرت لها وجد بانبهار، لا تصدق مدى نقاء تلك السيدة ، وكم تذكرها بأمها " يا لها من سيدة رائعة وراقية الأخلاق .. أنت في نعمة كبيرة ، بوجودها بحياتك ياسمه ، فحافظي عليها ولا تخسريها أبداً "
اعقبت ياسمه بصدق حزين " لن تصدقي إن أخبرتك ، أني أحبها وأحترمها أكثر من والدتي الحقيقة ، ويعز عليّ كثيراً أن احرم من حنانها ومجالستها من جديد "
هزت وجد رأسها بحيرة تستفهم عن معنى كلامها ففسرت لها ياسمه بإحباط " سيزوجونني مرة أخرى "
رفعت وجد حاجبها الأيسر بذهول " مرة أخرى "
تنهدت ياسمه بأسف يائس " إنها حكاية طويلة ، لو تقابلنا مرة أخرى ربما سأحكيها لك ، فأنا ارتاح في الحديث معك كثيراً.. ادعي لي يا وجد ، أن يوفقني الله هذه المرة ، وتكون زيجة العمر ، فما عاد عندي أي طاقة لتحمل ألم آخر "
أمسكت وجد بيدييها تشد من أزرها " وفقك الله في حياتك ، وجعله لك خير زوج ، وجعل حياتك كلها فرح وسعادة .. ولك مني هدية بمشيئة الله في جهازك ، أخبريني متى يكون موعد الزفاف "
هزت ياسمه رأسها نفيا "" لا أعلم فحتى الآن لم ألتقي به ، أو أعلن موافقتي "
"هل يزوجوك قسراً دون رغبتك .. لا اعتقد أن نديم قد يقبل بهذا "
"علاقة أخي الأكبر بنديم ليست جيدة ، ولا أريد وضع نديم في أي موقف محرج أمام أحد ، حتى لو كان أمام أخيه ، بسببي "
تساءلت وجد بفضول " أليس نديم اخيك الأكبر "
" نعم ،ولكنه تخلي عن الإهتمام بشؤن العائلة فأصبح اخي محمد رغم انه يصغره بعام هو كبير العائلة بعد أبي وكلمته واجبه التنفيذ"
شجعتها وجد بجدية " اعلني رفضك وتمسكي به"
" عاقرٌ مثلي ..قالتها بغصة استحكمت حلقها ..لا خيار أمامها وجد .. لقد وضعوني أمام خيارين ، أحلاهما مُرّ، أولهما يوقظ ألام الماضي ، والآخر ينهي شبابي ، مع رجل يكبرني بأكثر من عشرين عاماً ، لذا اخترت الأول ، فعلى الأقل سأظل حية اتنفس ، رغم الوجع ، وانعدام الثقة ، بدلاً من أن أموت وأنا حية لو اخترت الثاني "
تألمت وجد ، لألم ياسمه الظاهر على صفحة وجهها الرقيق ، وساندتها قائلة " لا أحد يعلم أين يكمن الخير ، ربما يكون ما تخافين منه ويؤلمك ، سبباً لراحتك وسعادتك القادمة ، سبحانه وتعالى ، رحيم بعباده ، وسيمن عليك براحة البال والرضا بإذنه تعالى "
"يا رب يا وجد يا رب "
" قنفدتي .. أين أنتِ .. أريد الفطووووور " صاح أكرم ، من أعلى السلالم نزولاً ، فعبست ياسمه وتنهدت بيأس " لن يتغير .. فليريني .. ماذا سيفعل مع الخادمة الجديدة ، أتمنى أن لا تهج من المنزل بسببه "
كتمت وجد ابتسامتها مع دخول أكرم عليهم ، فبان على وجهه التفاجأ من وجود وجد ، وقال بترحاب " السلام عليكم .. كيف حالك آنسة وجد ..أتمنى أن تكوني بخير حال الآن بعد ما حدث البارحة "
" أنا بخير حال الحمد لله " ردت بأدب ..
تسلق أكرم المقعد المجاور منها وقال بلؤم " تبدين مؤدبة جداً بالنسبة لأول لقاء بيننا ، ظننتك إنسانة عديمة الذوق ومتعالية "
صرخت به ياسمه " أكرم ما هذا الذي تقوله.. وجد إنسانة في منتهى الذوق والطيبة .. ( التفتت لوجد باعتذار ) وجد لا تحزني ولا تصديقه إنه يحب أن يناكف من يعز عليه فقط "
ابتسمت وجد وقالت ببساطة " ولكني لست غاضبة ياسمه .. أول لقاء لنا بالفعل كان غريباً .. لقد وجدت أحدهم يشير إلي في ضوء الفجر ، مرحباً من سطح منزلهم ، ويبتسم لي ، نازعاً مني انسجامي ، مع هدوء وحدتي وخصوصيتي ، فماذا تعتقدين مني أن أفعل حينها .. لقد أغلقت في وجهه باب الشرفة "
قهقهت ياسمه "وتستحق يا أكرم ، ولكني واثقة أن نيته كانت سليمة يا وجد "
" لكن نيتي لم تكن سليمة بتاتاً " صدمهما أكرم بقوله ، فنظرت إليه ياسمه محذرة ألا يتمادى مع وجد ، فتجاهلها موجهاً حديثه لوجد " كنت أريد أن أختبر أخلاقك في الحقيقة ، وأمر آخر كنت أريد التأكد منه "
تساءلت وجد لماذا لا يثير هذا الشاب أعصابها أو يضايقها بحديثه .. بالتأكيد الأمر لا يمت بصلة لشفقتها على إعاقته فهي قد تخطت مفاجأتها بحالته المرضية .. إنها وللغرابة تشعر بالألفة معه ، كأنه من دمها ، كأخ لها ، سبحان الذي وضع بداخلها شعوراً مثله لهذا الغريب من أول لقاء ، وهي التي لم تشعره مع اقرب الناس إليها من سنين عدة .. فسألته بفضول "وما هو الأمر الآخر "
أجابها بغمزة من وراء نظارته الطبية " كنت أريدك ان تقتربي قد الإمكان من سور الشرفة لكي استوضح ملامحك وأتأكد من لون عينيك "
احمرت وجنتيها خجلاً .
فأزال عنها الحرج مفسراً " هل تعلمين ماذا أفعل في حياتي .. أنا رسام .. وأكثر ما يجذبني في الناس هي الوجوه ، ونظرة العيون ، ومنذ رأيتك وأنت جالسة في هدوء الليل ، ترتلين القرآن ، ويداك تحيكان الخيوط الصوفية بمهارة وسرعة ، جذبت ريشتي ، لرسم تفاصيلك بالألوان ، لكني كنت بحاجة شديدة لأن أرى تفاصيل وجهك بإمعان ، وحين رفعت رأسك تنظرين إلي ، صدمني لون عينيك ، لكني لم أكن متأكداً من لونهما بدقة "
سألته ياسمه بحماس " وهل رسمتها "
نظرت له وجد بترقب وحين أجابها " نعم " تحول وجهها للعبوس ، ولامته بشدة بصوت منخفض " لكن كان عليك استئذاني أولاً ..لا يحق لك أن ترسمني دون إذني "
رد أكرم شارحاً " الفنانين أمثالي ، يحركهم شغفهم ، وحين يجذبهم مشهد ما لا تهدأ فرشاة ألوانهم إلا حين تخرج ما بعقلي بالألوان .. لقد رسمت وجد ، ولكني لم أضم صورتها لمجموعتي الفنية الجديدة ، لقد كنت سأهديها لها ، بعد أن أنتهي منها ، أنا لا اشارك بصور شخصية في معرضي إلا بعد موافقة صاحبها أولاً "
قالت وجد بامتنان " شكراً لك "
اطمأنت ياسمه ان الأجواء هدأت بين أكرم ووجد فقامت من جلستها قائلة " سأرى إن كانت أمي سومة قد انهت صلاة الضحى وقراءة القرآن وأبلغها وجودك "
تحرجت وجد من مكوثها مع اكرم وحدها لكنه تسلق مقعده نزولاً وسألها بأدب " وجد هل يمكنك ان تساعديني في المطبخ لو سمحت ونستكمل حديثنا ، فانا اتضور جوعا ، وتلك القنفدة ذهبت دون ان تطعمني ، وموعد طعامي لابد ان يكون ثابتاً ، بسبب الأدوية التي اتناولها قبل الأكل "
احتارت وجد ، من أن تذهب معه ، أم تعتذر ، ولكن قلبها طوع عقلها لتتبعه .. راقها تصميم المطبخ ، وحداثة تصميمه ، وبالأخص المنضدة المستديرة جوار النافذة تضفي حميمية على المكان لعائلة صغيرة تتناول وجباتها في جو لطيف ومبهج ..
أمرها أكرم " اجلسي ..خذي راحتك "
عرضت عليه المساعدة " يمكنني مساعدتك .."
" مساعدتي !!!..لماذا هل تريني ناقص او معاق لا سمح الله "
تسمرت وجد مكانها غير قادرة على الرد ، توبخ نفسها فانفجر أكرم ضاحكاً " أنا أمزح يا فتاة ، لا تتحرجي هكذا من كل فعل أو كلمة اقولها ، ياسمه راحلة ، ولن يكون أمامي غيرك لأناكفه ، فاصمدي معي ، فاشد ما أكرهه الضعيفات الباكيات .. فأخبريني من الآن هل أنت منهم "
دافعت وجد عن نفسها تمازحه " أنا من المشاكسات ، ذوات الألسن الطويلة ، فالأجدر بك أن تحذرني "
"رائع واضح أننا سنستمتع معاً " قالها أكرم بسعادة .
واستدار نحو الثلاجة يخرج الخبر ، ثم شد كرسياً بالقرب من الموقد ، وشرع يصنع طبقاً من الفول المدمس ..
تفاجأت وجد بمهارته في استخدام الموقد دون أن يؤذي نفسه ، وإتمامه تحضير الطعام دون أي مساعدة من احد ، نظر اليها قائلا " والآن بعد أن انتهى العرض الذي أقوم به ، هل يمكنك أن تساعديني في وضع الأطباق فوق الطاولة .. قامت وجد من مكانها مسرعة ، تأخذ من يديه الأطباق وترصها فوق المائدة ، ليصعد أكرم إلى كرسيه أمام المائدة ، ووضع كوبين فارغين عليها " أرجوك صبي لنا الشاي ، وإن كنت لا تفضلين شرب الشاي فلديك القهوة سريعة التحضير ، وأرجوك لا تخبريني أنك لا تريدين شيئاً ، أو لا ترغبين في تناول الفطور ، فأشد ما أكرهه ان أتعب في تحضير الطعام ولا يتناوله أحد معي "
تحرجت وجد كثيرا فاندفعت قائلة " لكني تناولت فطوري بالفعل .. صدقني .. ولا شهية لدي لطعام آخر "
أجابها ساخراً " وماذا تتناولين حبة زيتون ولقمة خبز .. أنت نحيفة جداً يا فتاة ..هيا أرجوك تناولي الطعام معي ، وإلا سأضعك في قائمتي السوداء و يا ويلك لو دخلتها .. أنا احذرك "
ابتسمت بخجل وهزت رأسها موافقة " حسناً .. أمري لله .. سأشاركك الطعام لكن بشرط .. أن تريني صورتي التي رسمتها ، أنا تواقة جداً لأراها "
فيناكفها مازحاً " موافق .. سأريك الصورة ، إن تذوقت طعامي ، وابديت إعجابك اللامتناهي به ، وأثنيت على مهارتي الفائقة في الطبخ "
فأجابت برقة تحاول كتم ضحكتها لمزاحه "حسنا "
صبت لنفسها ولأكرم كوبين من الشاي ووضعتهم أمامهما ، ثم أخذت بضعة لقيمات وقالت مشيرة بإصبعها نحو طبق الفول " هذا ألذ طبق فول تذوقته منذ وقت طويل (ثم صمتت قليلاً تستجمع قواها وأضافت بحزن ) يجب ان تتذوق الطبق الذي أعده .. كما علمتني أمي .. أنا متأكدة أنه سيعجبك كثيراً .."
تأثر بما قالت كثيراً وأجابها باحترام " أنا متأكد أنني سأحبه ..أتعلمين لماذا .. لأني واثق أن أمك .. رحمها الله .. كانت سيدة رائعة .. ومتأكد أنها كانت تعده بحب ، فمن ينجب ويربي فتاة مثلك ، بهذا الخلق ، والحس المرهف ، والشجاعة ، لهي إنسانة تحترم على جميل صنعها .."
رمشت وجد عدة مرات تداري دموع عينها ، وتضم فمها خوفاً من نوبة بكاء تمنعها بصعوبة أن تخرج ، حتى استطاعت في النهاية ان ترد عليه بامتنان صادق " أشكرك ..أشكرك كثيراً يا أكرم ( ارتشفت رشفة من الشاي خاصتها ، وقالت ) هل تسمح لي أن أقول لك أني منبهرة بك ، وبتمكنك من التحرك هنا وهناك باستخدام ذراعيك .. أرجو أن تتقبل كلامي برحابة صدر ، فأنا لا اقصد به أي انتقاص منك أو تجريح لشخصك "
نظر لها مستغرباً " ولماذا تعتقدي أنني قد أخذ حديثك على هذا الشكل ، بالعكس أنا سعيد بتقديرك لي .. أنا إنسان متصالح إلى أقصى حد مع حالتي الجسدية يا وجد ، المهم في الأمر هو الرضا "
تمتمت وجد " الرضا "
فأكد عليها " نعم الرضا .. ارضي كي يرضى الله عنك .. إن الله إذا قضى أمراً ، أحب ان يرضى العبد بقضائه .. فالرضا جلاب للفرح والسرور ، والعيشة الهنية .. الرضا مستراح العابد والناقم ..هو البذرة الأعظم في جنتك الدنيوية.. ودربك السالك إلى محبة رب الكون لك ، واليقين بعدله سبحانه وتعالى ، ففي الصبر على البلاء ، خير كثير ، وتحجيم للنفس من الشعور بسخط النقص والظلم ، وتقبل ألم الفقدان والابتلاء .. أما الرضا ، فيشرح القلب ، ويعطي السبيل للمرء بالتعايش مع نفسه ، وحاله ، وما قسمه الله له "
تأملته بصمت ، وكلماته تحفر بداخلها مجرى للراحة والتأمل والشكر فحدثته من قلبها " أتعلم أشعر أن بداخلي شرخ كبير"
اعتدل أكرم وبدأ يتحدث معها بعقلانية "ومن منا ليس بداخلة شروخ يا وجد .. انظري للجانب المشرق ، فالضوء يتسلل بين الشروخ .. انظري لحالك بعين الغريب ، صحيح أنك فقدت أحبتك وهذا امر مريع ، لا ينسى أبداً ، ولكنك خرجت من هذه المحنة معافاة جسدياً ، لا ينقص منك عضو او تضرر جزء من جسدك ..أنت ما شاء الله ، إنسانة قوية ، بكامل صحتك ، قادرة على إعالة نفسك ، لا تجعلي حزنك يسيطر على حياتك هكذا ، ويعميك عن النعم الأخرى التي أنعم بها الله عليك ، ليس لأن والديك توفاهم الله ،لا يحق لك أنت مواصلة الحياة ، صدقيني يا وجد أنت تقترفين خطأ كبير في حق نفسك ، وفي حق أبيك وأمك ، هم لن يستريحوا في قبرهم وابنتهم تعذب نفسها بهذا الشكل ، أريحيهم في رقادهم وأريحي نفسك "
نظرت وجد من النافدة ، تسلط نظراتها إلى المدى البعيد وأجابته بعينين دامعتين " لكني أشعر بأنني منطفأة منذ فارقوني "
"أذن أوقدي بيديك أنت شمعة ، تنير ظلمتك .. لن أقول لك أنسيهم ، أو اهملي ذكراهم ، أنا أخبرك أن تنظري للأمام ، لحياتك الحالية ، ومستقبلك القادم ، واعلمي أن وراء كل خريف شتاء سيروي جفاف أيامك ، ويعقبه ربيع سيزهر في قلبك أحلاماً وورداً ..الدنيا لن تقف عند أحد .. دنياك أنت وحدك من يرسم خطوط أيامها "
صمت أكرم ، يعطيها مساحة من الوقت ، كي تعقل فحوى رسالته التي بعثها إليها من خلال حديثه ، ونظر خلفها لنديم و ياسمه ، الواقفان عند باب المطبخ في هدوء ، حتى ينهي حديثه مع وجد .
ياسمه تبكي بغزارة ، ونديم يرنو إليه بفخر من حكمته في التعامل مع وجد ، فقد وفر عليه الكثير من الجدال معها ، فهي ستتقبل النصح من أكرم أكثر من أي شخص أخر .
حول أنظاره لوجد ، متأثراً بشجاعتها وقوتها ، فمن يراها البارحة ، لن يصدق أنها نفسها التي تجلس الآن بهدوء ، تفيض بخبايا قلبها لأكرم ..
ترى .. هل لو كان حدثها ؟؟ كانت ستتقبل منه هذا الحديث ؟!!
أم ستظل تنظر اليه كذكرى مؤلمة ، لو تعلم كم انتظر لقائها والاطمئنان عليها ...
تفاجأ بها تقف تستأذن الرحيل قائلة " اعذرني أكرم .. ولكن لابد ان ارحل الآن ، حتى لا أتأخر على محاضراتي ، يبدو أن السيدة سومه لن تستطيع مقابلتي ، اشكرك كثيراً على جلستنا هذه كنت بحاجة شديدة إليها .. أرجوك اخبر السيد نديم أني تركت له هذا " أخرجت ظرف مغلق فيه حزمة من النقود ، ووضعته على المنضدة أمام أكرم ، لكن نديم تدخل قائلا " السيد نديم بنفسه هنا ، وأمي تنتظرك في حجرة الجلوس .. كيف حالك يا وجد "
التفت وجد ، ترنو إليه بذهول ، متفاجئة من حضوره المفاجئ وقالت بارتباك " أهلاً .. سيد نديم ..أنا بخير الحمد لله .. أنا ( رفعت الظرف ومدته أمامه واستطردت قائلة ) كنت أريد أن أعطيك هذا "
نظر نديم للظرف بتساؤل وهي يأخذه منها "ما هذا "
رفعت وجد رأسها وقالت تشكره " أشكرك جزيلاً ، على استدعائك الطبيبة ، لإجراء الكشف الطبي عليّ .. أتمنى أن تعادل هذه النقود ما دفعته لها "
برقت عيناه بغضب ورد عليها " ألم أرفض تلك النقود من لمياء البارحة .. ما قمتي به الآن عيب كبير بحقي يا وجد "
ردت عليه بعناد وترفع " إنه حقك يا سيدي ، وأنا لا أقبل ان يدفع عني أحد "
أمرها بشدة " وجد .. أعيدي نقودك إلى مكانها ، ألست في نظرك رجلاً .. هل تريني إنسان لا قيمة له أمامك .. ومن قال لك ان الطبيبة أخذت مني أجرة ، إنها صديقة ، والأمر كان مجاملة منها لي ، فعلى أي اساس سأخذ منك نقود"
رفضت وجد استرداد النقود وعاندته قائلة " آسفة ولكني لست مقتنعة بكلامك "
اتسعت عينيه ذهولاً وسألها غير مصدق " أتكذبيني يا وجد "
نفت وجد التهمة عن نفسها وشرحت " بالطبع لا .. أنا لا أعرفك جيداً ، حتى احكم ان كنت تقول الصدق أم لا .. ثم أني لا أقبل الإحسان من أحد غريب كان أم قريب "
عنفت وجد نفسها سراً " يا غبية .. ما الذي تقولينه ، لقد افسدت الأمور"
كور نديم قبضته ، ونظر لأكرم الجالس يراقبهما بتسلية واضحة على وجهه ، فثار غضبه أكثر وود لو كانت وجد رجلاً أمامه ، فيلكمها على وجهها ، جزاء لقولها المقلل لقدره ، فحدثها من بين أسنانه قائلاً " كيف...."
قاطعته سومه ، التي قدمت للمطبخ ، لتفض الخلاف بين الطرفين ، بعدما أخبرتها ياسمه ، فكلاهما عنيد ولن يتنازل للآخر ..." وجد ..نديم ،م اذا يحدث لما صوتكما عالٍ هكذا "
خفضت وجد وجهها خجلاً فصاح نديم " اسأليها يا أمي ، إنها مصرة على دفع نقود أجرة الطبيبة ، وكأن هذا المنزل ليس به رجال .. بل وتكذبني حين أخبرتها أن الطبيبة لم تأخذ أجرة "
اقتربت سومه من نديم ، تربت على كتفه ، مهدئة " اهدأ يا ولدي .. وجد إنسانة عندها كرامة وعزة نفس ( ثم اقتربت من وجد ، وربتت على خدها قائلة ) نديم ابني ، رجل قروي يا وجد ، لا يقبل أن تردي إليه المال ، وأنت كنت في بيته ..أنت هكذا تنتقصين من مكانته .. كما أنه أخبرك أنه لم يدفع شيئاً "
حاولت وجد أن تناقشها ، ولكن نظرة سومه إليها اخرستها ، إنها نفس النظرة التي كانت ترمقها بها أمها ، وهي تحذرها من التمادي في النقاش مع والدها فتلجلجت " أنا ..أنا .."
تابعت عنها سومه الحديث " أنت ستأتين لتشربي معي القهوة ، في غرفة الجلوس ، هيا بنا "
لم تنتظر منها رداً ، وشدتها لخارج المطبخ ، بعد أن أخذت الظرف من يد نديم الغاضب ، ووضعته في يد وجد الساهمة ..
جلست وجد بجوار سومه ، تتأملها تحدث نفسها ، لماذا تشعر تجاه الحاجة سومه بكل هذا الدفء والمحبة ، ربما لأنها تذكرها بأمها ..أم لأنها تحتاج لعطف أم وتكاد تشحذه منها..." خالتي سومه.."
"ماذا يا بنيتي ؟؟!! " قالتها بحنو ، أجابتها وجد برجاء متردد " هل يمكننك .. أن تأخذيني .. لحضنك .. أرجوك "
دهشت سومه لطلبها ، ورق لها قلبها ، فشدتها جوراها ، وأخذتها لحضنها ، تضمها لصدرها ، بحب غريب ،متسائلة" مالها هذه الفتاة تغزو قلبها دون رادع وتتعلق كثيراً بتفاصيل وجهها وخاصة لون عينيها ، لماذا يراودها الأمل في أن تكون من دمها، هل تسألها ام سيكون الأمر مؤلماً لها ولا صحة له ولا تنول سوي افتعال حكاية تؤلم الفتاة أكثر "
تشبثت وجد بها ولفت ذراعيها حولها قائلة " ضمتك تشبه ضمة أمي ، بنفس دفئها حتى رائحتك تذكرني بها .. أنا أشتاق إليها كثيراً ، يا خالتي .. يكاد قلبي يتمزق من كثرة اشتياقه لها "
"مسحت سومة على رأسها بحنان تفكر " كيف يكون كل هذا التواصل بينهما والإشارات الواضحة ولا تكون هي "منذ رأتها وهي لا تكف عن سؤال نفسها عن حقيقة هوية وجد ومن اهلها حقاً ،ولكن ليس وقته الأن ستصبر قليلا وتحصل منها علي الاجوبة بطريقة غير مباشرة ،واستها قائلة " إنها أمك يا بنيتي ، ومهما طال الزمن لن تنسيها أبدا ، دوماً تذكري مواقفها معك ، وما علمته لك في الحياة ، وادعي لها ولأبيك بالرحمة "
ترحمت وجد بحزن " رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته "
أمنت سومه على دعائها " اللهم آمين .. ومنذ الآن اعتبريني كأمك يا حبيبتي ، وبيتي وصدري مفتوحين لك في أي وقت ، ياسمه ستتزوج قريباً ، ونديم يسافر كثيراً ، ويغيب لشهور ، ولا يوجد سواي انا وأكرم والسيدة التي ستعتني بالمنزل "
" أعدك .. أنني سآتيك كل يوم قبل ذهابي للجامعة ، لأطمئن عليك ، وبالمرة أستغلك وأخذ منك حضناً دافئاً وأسمع منك دعوة طيبة " وعدتها وجد بلهفة يتيمة تهفو لعائلة تتشرب منها من فقدته من سنوات بمحبة صادقة .. جاءت ياسمه تحمل القهوة ، ووضعتها أمام وجد لكن وجد رفضتها قائلة " أنا آسفة لن أستطيع شربها .. سأتأخر على الجامعة وسيفوتني المترو "
عرضت عليها سومه " اجلسي لشرب القهوة معي ، وسأطلب من نديم أن يوصلك "
تلفتت وجد حولها ، خوفاً أن يكون نديم سمع حديث أمه ، وقالت بسرعة " خالتي لا يصح أبداً ، فبأي حق أركب جوار السيد نديم في سيارته ليوصلني ، أرجوك لا تحرجيني وتطلبي منه امراً كهذا"
سعدت سومه بها واستحسنت أخلاقها العالية فطمأنتها "حسنا يا بنيتي ، لن احرجك ، وفقك الله وحفظك .. سأنتظرك غداً إن شاء الله "
قبلت وجد يد سومه وخدها ، ثم تحركت نحو باب المنزل ترافقها ياسمه فنادها نديم مستوقفاً
" وجد.."
التفتت وجد إليه وقلبها يهدر بصدرها فأخبرها بصرامة " سلسلتك الذهبية معي ، وجدتها البارحة ، لكنها كانت مقطوعة فذهبت بها لإحدى محلات تصليح الذهب ، وحين يتم إصلاحها سآتي بها إليك ، فلا تقلقي عليها "
شعرت وجد بالراحة وهمست " أشكرك سيد نديم ، تلك السلسلة تعني لي الكثير "
"شعرت بذلك حين تمسكت بها بتلك القوة ، وعندما تفحصتها ، علمت لما تتعلقين بها بهذا الشكل ..وبالمناسبة إن فتحت فمك وصممت دفع نقود تصليحها فلن أردها إليك عقاباً لك " أخبرها بجدية رجل لا يقبل النقاش ثم تركها وعاد للداخل ، قطبت وجد حاجبيها عبوساً ، فمالت عليها ياسمه هامسة " أخي نديم طيب القلب جداً ، ومرح لأقصى حد ، لكنه يغضب كثيراً حين يعارضه أحد ، أو يقلل من شأنه "
" لكنني لم اتعود على أن يتفضل عليّ أحد أو اتلقى الإحسان من أحد مهما كان " أخبرتها بانفعال فهدأتها سومه " إنه ليس إحسان يا حبيبتي ، أي شيء يفعله يكون من منطلق إحساسه بالمسؤولية ، وما تمليه عليه رجولته ، لو رأيت خوفه وقلقه عليك ، وأنت في غشيتك ، ما فكرت بتلك الطريقة ، حين دخلت منزلنا يا وجد اعتبرناك فرداً منا ، أنت وصديقتك ، لذا فنديم يتعامل معك كما يتعامل معي .. أتمنى أن أكون قد أوصلت لك الفكرة "
صمتت وجد والأفكار تتضارب بعقلها ، غير قادرة على تصديق أنه مازال في الدنيا من يتعامل بحسن نية وبكل هذا الكرم ، فما علمته لها الدنيا أن لكل شيء ثمن ، ولن تعطي شيئاً دون أن يكون له مقابل ، لكنها هزت رأسها في النهاية موافقة ، هرباً من استمرار نقاش لن يجدي معها نفعاً الآن ، فالسبيل الوحيد للتأكد من صحة هذا الكلام هي الأيام ..
**************************
في الرابعة عصراً
دخلت وجد الصيدلية ، لتستلم مناوبتها من ثريا كالعادة ، فذهبت اولاً للدكتور عبدالعال ، تعلمه بمجيئها ، الذي ما إن رآها حتى عبس قائلاً " وجد .. ما الذي جاء بك .. ألم أخبر صديقتك ألا تأتي إلا بعد أن تستردي صحتك .. وجهك يبدو عليه الإرهاق الشديد ، وعينيك يحاوطهما السواد "
" صدقني أنا بخير ، والعمل أكثر شيء يلهيني في الحياة ، فأسمحوا لي بمباشرة عملي "
"حسنا يا وجد ، ولكن إن شعرت بأن امورك ليست على ما يرام ، تعودي لمنزلك على الفور اتفقنا " اخبرها الدكتور عبدالعال
" اتفقنا يا دكتور " قالتها بامتنان
عادت وجد لمكانها تباشر عملها ، تحمد الله على اللحظة التي دخلت فيها هذه الصيدلية لشراء الدواء لشذى ، وسؤالها عن وظيفة متاحة لها ، وقد كان ، رحمة من الله بها قبولها بتلك الوظيفة واستمرارها بها لثلاث سنوات حتى الآن ..الدكتور عبدالعال رجل لم ينعم عليه الله بنعمة الأنجاب هو وزوجته فاتخذ من كل العاملين معه في الصيدلية من أطباء وغيرهم أبناء له ..

في نفس الوقت ..
غادرت دارين الحرم الجامعي واضعة هاتفها على أذنها تطلب أحمد الذي يتجاهل اتصالاتها منذ الصباح ، كاد أن ينتهي الاتصال دون ان يجيب لكنه رد عليها عند آخر رنة قائلاً " أهلاً دارين كيف حالك "
"أهلاً أحمد انا بأفضل حال ، طالما سمعت صوتك أخيراً "
" ألهذه هذه الدرجة ، هل أصبحتُ بهذه السرعة سبب تحسن حالك " قالها باستخفاف لم تلحظه دارين
"هل لديك شك .. بأن وجودك في حياتي أصبح شيئاً مهم جداً "
" في الحقيقة العلاقة بيننا لم تتطور إلى هذا الحد من التعلق ، فلا تستبقي الأمور ، إننا لم نتعرف على بعضنا سوى من أيام معدودة " أجابها بجدية
" ولماذا تضخم أنت من حجم ما قلته ، ما قصدته من وجودك في حياتي ، هو كونك صديق بت اعتز كثيراً بصداقته ، أنا لست فتاة بلهاء لأتصور أموراً أخرى ، خاصة وأنا لا أعرف شيئاً عن حياتك الخاصة ، فربما كنت مرتبط مثلاً ، أو لك حبيبة في الخارج " راوغته بقولها
سألها أحمد بمزاح " هل تنفين الأمر أم تحاولين الوصول إلى أسراري "
ردت بدلال " ربما الأثنين معاً ، أحب أن أكون قريبة منك ، أريد أن أعرف عنك كل شيء "
" وما المقابل " سألها بمكر
أجابته بغرور " ألا يكفي أنك ستكون صديقاً لدارين كامل الباهي ، هذا لقب من الصعب جداً أن يحصل عليه أحد "
علق ضاحكاً " ألهذه الدرجة أنت مهمة وأنا لا أعرف "
راوغته قائلة " تخيل !! ولكن هذا خطأك فأنت من لا يريد التعرف عليّ عن قرب "
أجابها مدعياً الندم ، متماشياً مع لعبتها ، التي تبينت خطوطها له "وكيف نصلح هذا الخطأ الجسيم برأيك "
اقترحت عليه " أمر بسيط جداً ، تعزمني على الغداء ونتعرف على بعضنا البعض جيداً أثناء تناولنا الطعام "
وافقها قائلاً "حسناً لا مانع عندي على الإطلاق ، اختاري المكان ، ونلتقي هناك بعد ساعة من الآن ، اتقفنا"
"بالتأكيد " أجابته بسعادة حقيقة ، فها هي تخطو أولى خطواتها نحو تحقيق هدفها ....
بعد ساعة ...
جلست دارين بكامل زينتها ، في انتظار أحمد ، الذي جاء في موعده تماماً ، يسبقه عطره النفاذ ، وطلته الرجولية الأخاذة ،وعندما اقترب منها انحنى أمامها ، ليمسك يدها التي مدتها لتسلم عليه ، ويرفعها لفمه يقبل ظاهرها باحترام ، تفاجأت دارين بهذه اللفتة منه ، والتي إن نمت عن شيء فهي تنم عن رقيه ، وتأثره بأصول المصافحة الإنجليزية ، فابتسمت له برقة عندما جلس قبالتها .
بادرها قائلاً " تبدين جميلة جداً اليوم دارين "
فعاتبته بلؤم " اليوم فقط !! .. أنا جميلة .. في كل الأوقات يا عزيزي "
ابتسم بخفة مؤكداً على تملقها بنفسها " بالتأكيد ، أكثر ما يعجبني بالمرأة هو ثقتها بنفسها وجمالها "
تقدم منهم النادل مرحباً ، ووضع أمامهم قائمة الطعام فتناولها قائلاً "ماذا تحبين ان تأكلي "
" القت نظرة سريعة على القائمة ، وقالت متجاهلة كافة الأصناف اللذيذة المعروضة داخلها وقالت " لا شيء ، أريد فقط السلطة الخضراء "
رفع حاجبيه استغراباً واستنكر طلبها " سلطة خضراء فقط .. !! ولا شيء آخر ؟؟ "
اكدت على طلبها " نعم لا شيء آخر ، فأنا اهتم كثيراً برشاقتي"
أكد على النادل طلبها ، وطلب لنفسه نوع آخر من الطعام ، ثم اردف قائلاً تعليقاً على حديثها " هذا أمر جيد ، ولكن من وجهة نظري أنت بهذا تفرطين في الاهتمام برشاقتك إلى حد الهوس ، أنت طبيبة وبالطبع تعلمين ما هو مرض فقدان الشهية العصابي "
ردت باستعلاء " كما قلت .. أنا طبيبة واعلم جيداً ما يجب أن أكله ومالا يجب ، لا تشغل بالك بهذا الأمر ، فمن رأيي أن المرأة التي لا تهتم بجمالها و برشاقة جسمها ونحافتها ، لا تستحق ان تلقب بامرأة "
رد عليها يخالفها الرأي " بالعكس أنا كجراح تجميل أخبرك أن معايير الجمال عند المرأة غير ثابتة ، وتختلف باختلاف الثقافات ، وميول البشر .. الجمال أمر فطري ، لا يحدده نحافة أو امتلاء الجسم ، بشرة بيضاء او سوداء ، كل إنسان تصادفينه ستجدين فيه ما يلفت نظرك إليه ، لذا قبل أن اجري أي عملية تجميل لأي مريض عندي ، يجب أن ادرس حالته النفسية أولاً ، ومدى تأثير الجزء المراد تجميله على حالته المزاجية "
قالت بثقة "عزيزي المرأة الجميلة ، هي من تثبت مكانتها ، وهي من تستحق أن ينظر إليها الجميع بنظرة إعجاب ، فمثلا لو كانت المرأة سمينة لن يعجب بها أحد أو تلك التي لا تهتم بزينتها وهيئتها عندها لن تختلف عن الخادمات "
تأكد من سطحية تفكيرها واهتمامها الزائد بالمظاهر" أنا لا اتفق معك في هذا الرأي ابداً ، فعندك مثلاً ابنة عمك .. الآنسة وجد .. إنسانة عادية جداً في مظهرها وملبسها ، ولا تضع أية زينة ، ومع ذلك فلديها حضور طاغي وطلة محببة "
تمسكت دارين بمفرش الطاولة بضيق واضح تحاول كبت غيظها من كلامه ، وقالت من بين أسنانها " وهل استطعت أن تكتشف كل هذا في الدقيقة الوحيدة التي وقفت فيها أمامك"
نظر إليها يتأمل غضبها ، واستشف مدى غيرتها من ابنة عمها ، فحازت تلك النقطة على استحسانه ، وخزنها في عقله ثم حاول تلطيف الأمور قائلاً " أنا فقط اعرض عليك مثالاً ، ولكن بالنسبة إليك يمكنني أن اؤكد لك .. أن جمالك من نوع آخر "
لانت دارين وسألته بفضول المرأة " حقاً ، كيف "
اقترب منها متأملاً وقال ببحة رجولية خالصة " لديك جمال متوحش .. ناري .. من يقترب منك عليه شحذ كل أسلحته كي يستطيع مقاومة الاحتراق بك "
أرضت كلماته غرورها بشكل فاق الحد ، ونظرت اليه بابتسامة رضا ، كقطة التهمت إناء لبن بأكمله وشبعت حد التخمة " وهل أنت شجاع كفاية .. حتى تقترب أم تخاف من أن تلسعك نيراني "
واجهها بضراوة دون أن يحيد عن عينيها " وماذا لو قلت لك .. أن عليك أن تخشي اقترابي منك .. فقد تنطفئ نارك في انتظاري .. فمثلي لا يحترق بتلك السهولة .. ولا يخضع لسلطة امرأة مهما كانت ، عليك أن تتأكدي من كافة أوراقك ، قبل أن تدخلي اللعبة معي ، لأنك لو خسرت اللعبة ستخسرين كل شيء وأولهم أنا "
لمعت عينا دارين بشغف ، للوصول لهذا الرجل ، فمثله لم يمر عليها ، والمطاردة ستزداد إثارة ، أكدت عليه بكل ثقة " وأنا لم أخسر في حياتي ، ولن اخسر .. فدارين دوماً فائزة "
عاد أحمد للخلف ، يسند ظهره لكرسيه ، ويريح ذراعيه على جانبي المقعد بوجاهة وتعالي قائلا ً" سنرى ..."
******************************
نزلت شادية لشقة ضياء تحمل ملابسه النظيفة ، ولتنظف الشقة بنفسها كي لا تجعل وجد تدخلها .. هذه الشقة من حق ابنها وحده ، وليست لتلك الفتاة ، يكفيها ما عاشته فيها ، وإن صمم ضياء على الزواج منها ، ستزوجه في احدى غرف شقتها ، ولن تسمح لها بأن تخطو داخل شقة ابويها أبداً ، ستجعلها لزوجة ضياء الثانية ذات الحسب والنسب ، وتؤثثها بأغلى الأثاث والمفروشات ، عناداً في ابنة سوسن ، تنهدت شادية بسعادة ، وهي تفكر كيف ستذل ابنة سلفها ، حين تزوجها ابنها ، وتشفي غليل قلبها ، وتزفر هواء كرهها لأكمل وسوسن في وجه المحروسة ابنتهم ، فكرت شادية تسترجع أحداث مرت عليها سنوات طويلة ، منذ تزوجت كامل ، وهي تحلم بأن تعيش كملكة ، كما كانت في بيت أبيها مدللته الوحيدة ، كلمتها أمر ينفذ دون اعتراض وطلباتها تجاب في أي وقت وبأي ثمن .

لكنها اصطدمت بواقع الحياة ، وضيق معيشة زوجها بل وسكنها مع أمه في منزل العائلة ، صحيح ان حماتها كانت امرأة ضعيفة ، طيبة القلب ، واستطاعت بكل سهولة أن تفرض وجودها عليها وعلى المنزل ومن فيه، إلا أكمل كان كالشوكة في حلقها ، كانت تخافه لأنه الوحيد الذي وقف بوجهها ، ورد حق أمه في كل مرة كانت تطاول عليها .
حتى جاء اليوم الذي دخل عليهم بفتاة يخبرهم أنها زوجته ، كانت آية في الجمال ورثته منها ابنتها ، وكل يوم يمر عليها تزداد شبهاً بها ، جمال عينيها ، لون بشرتها ، حتى طريقتها في الكلام وكأن الزمن يعيد نفسه من جديد ، سوسن امتلكت قلوب الجميع ، وسلم الكل بزواجهم دون حتى أن يسألوا من تكون ومن أي ارض أتت ، كان الحسد يعمي بصريتها عن رؤية أي من محاسنها ، وهي ترى أكمل يغدق على زوجته بحنانه ومحبته ، يعاملها وكأنها طفلته الصغيرة ، ويخبأها بين جوانبه كما لو كان يخشى ان يسرقها منه أحد ، ولم يمضي شهرين على زواجهم إلا وأخذها وسافر للعمل في بلد عربية ، وحين استقرت أمورهم بعث لأمه وعاشت معهم لوقت قصير قبل وفاتها ، لا تنكر أنهم اغدقوا عليها وعلى زوجها بالكثير من المال ، لكنها أبداً لم تستطع أن تحب سوسن ، أو تتقرب منها ، كانت تمقتها ، لشعورها أنها نالت حظاً وفيراً مع زوج يدللها مادياً وعاطفياً ، في حين أنها ابتليت برجل عاطل عن العمل ليست لديه أي طموحات في الحياة ، سوى التسامر مع أصدقائه على المقهى طوال اليوم ، أو بنيل متعته منها في آخر الليل حين يأتيها مترنحاً يتوسل وصالها .
في كل مرة تنظر لوجه وجد وترى فيه وجه أمها تتمنى من قلبها لو كانت ماتت معهم ، وابتلعها البحر حتى تستريح من ذكراهم جميعاً ويمحي اثر وجودهم عن الدنيا ..
فتحت شادية غرفة أكمل وسوسن المكدسة بها اشيائهم القديمة ، وعلقت أنظارها فوق صورتهم ذات البرواز الذهبي المغطى بالأتربة بشماتة ، ثم انطلقت ضحكاتها تغمر فراغ الغرفة بصداها الكريه وحدثتهم قائلة " صحيح أنكم ذهبتم غير مأسوف عليكم ، ولكني سأجعل ابنتكم تدفع ثمن ما لم تدفعوه أنتم في حياتكم ، ولتحمدوا الله أنكم لم تعيشوا ، لأني لم أكن لأترككم في حالكم ابداً ، كنت سأسعى ورائكم ، حتى اهدم عليكم صلاح معيشتكم ، وأمزق تمسككم بحبكم الذي سرقتموه عنوة من فم القدر .
( ثم نظرت لوجه سوسن بكره مقيت قائلة ) وأنت يا بنت الأكابر كما كان زوجك يدعي ، ما كنت ستهنئين بالولد الذي كان يمنو في أحشائك ، في كل الأحوال كان سيموت ، قبل ان يخرج للدنيا ، ما كنت سأتركك تستحوذين على كل متاع الدنيا ، وأنا أقف أنظر إليك واتحسر علي حالي ، أنا الأحق ..
أنا من كان من حقها أن تعيش سلطانة زمانها في مكان غير المكان ومع حبيب آخر ، فقط لولا حماقتي القديمة حين ضيعت (نشأت) من بين يدي ، وسلمته لتلك الفاشلة القذرة ، لكنت أحيا بسعادة العالم كله الآن ، وما كنت نظرت ولو بلمحة خاطفة لرجل ككامل ، غلطة حياتي ودفعت ثمنها غالياً .
وكما دمرت حياة نشأت يوماً لأنه فضل أخرى عليّ أنا ، سأحطم حياة ابنتكم لأني ببساطة لم أستطع النيل منكم وإفساد حياتكم .
انظرا إلى ما صرتم عليه الآن ، مجرد وجهين جامدين ، داخل إطار صورة يعلوها التراب وخيوط العناكب ، بين بقايا لا قيمة لها من أشيائكم أما أنا فأتحكم بكل صغيرة وكبيرة من أموالكم ، التي أضعتم حياتكم في جنيها ليل نهار ، اتمتع بها مع أولادي كيفما نشاء ، وأضني على ابنتكم حتى بالفتات ، صحيح أنها ذات كرامة عفنه مثلكم ، ولكني ورائها حتى امرغ كرامتها وجهها بتراب الأرض ، واجعلها تلحق بكم قريباً حزنا وكمداً على حالها "
شعرت شادية براحة غريبة ، بعدما تفوهت بكل ما بداخلها واستدارت تخرج بابتسامة رضا ، ولكن أمراً ما لفت انتباهها ،هناك من دخل تلك الغرفة وعبث فيها ، هل يكون ضياء ؟؟ ولكن لأي سبب سيدخلها ، وقد أكدت عليه أن لا يفتحها أو يدخلها ، بسبب الأتربة التي تعلو كل شيء فيها ، فهل تكون وجد ، أتسعت عينيها وعيداً وضربت قبضتها في باطن كفها غيظاً وهمست متوعدة" سيكون نهارك اكحل من سواد الليل ، لو كنت نزلت إلى هنا يا وجد دون علمي "
اخرجت هاتفها من جيبها تضغط زر الاتصال بابنها صارخة به حين أجابها " ضياء أين أنت الآن "
شعر ضياء بأن اتصالها غير مطمئن فرد عليها " أنا في النادي مع اصدقائي "
أمرته بنبرة حادة " أريد أن أراك أمامي خلال نصف ساعة في شقتك "
فسألها " ما الذي حدث يا......"
أغلقت الهاتف في وجهه دون أن يكمل حديثه حتى ، فعرف أن أمراً جللاً قد حدث ، ترى ما المشكلة التي اوقعت نفسك بها ضياء .
أيعقل أنها علمت بنزول وجد للشقة ، ولكن كيف ؟؟ لقد تأكد أن احداً لم يعرف شيئاً ، أو رأى وجد وهي تخرج من الشقة ، تملكه القلق فتملص من أصدقائه ، وهرول نحو سيارته يقودها بأقصى سرعة ، وفي أقل من نصف ساعة كان قد وصل إليها .
وجد باب غرفة عمه مفتوحاً على مصراعيه ، فتأكد أن أمر مبيت وجد في الشقة قد انكشف وعليه أن يواجه ويلات غضب أمه ..
نادي أمه المنهمكة في البحث داخل خزانة الملابس القديمة ، " أمي ما الأمر الذي أردتني فيه بهذه السرعة "
التفتت اليه أمه غاضبة وسألته مباشرة " كيف نزلت وجد إلى هنا ، ومن سمح لها بالعبث في هذه الغرفة "
ادعى ضياء جهله بما تقوله ، ودار بعينيه حول الغرفة هارباً من نظراتها المصوبة عليه " وجد !!! وكيف تنزل إلى هنا دون علمك يا أمي "

اقتربت منه شادية حتى وقفت أمامه تواجهه " الشقة ليس لها سوى مفتاحين ، واحد معي معلق في سلسلة مفاتيحي الموضوعة داخل درج في غرفتي والتي لا تجرؤ بنت سوسن على دخولها ، والآخر معك أنت ، ترى بأي مفتاح فتحت باب الشقة ودخلت ، وفي أي وقت ، هذه الغرفة كنت بها الأسبوع الماضي إذاً فما حدث ، حدث خلال اليومين الماضيين فما رأيك "
ابتلع ضياء ريقه بصعوبة .. وقال محاولاً الثبات عل قوله " ومن أين لي أن أعرف ، ولماذا أنت متأكدة هكذا انها دخلت الي هنا "
ضيقت عينيها قائلة " هناك أشياء اختفت من مكانها "
سألها بحيرة " وهل تحتوي هذه الغرفة على أشياء قيمة لهذه الدرجة التي تطمع في أخذها وجد ، ظننتك أخبرتني أنه لا يوجد هنا إلا كراكيب"
صرخت به " وتلك الكراكيب عزيزة عليها يا غبي ، لذلك أحرمها منها ، لألومها وأوجع قلبها ، هل تعلم كم مرة طلبت مني ألبومات الصور ، ترجتني كي أسمح لها بالبحث بين أشياء والديها لربما تجدهم ، لأنهم الذكرى الوحيدة المتبقية من والديها لها ، وأنت بكل السهولة سهلت لها الطريق لأخذها "
أجابها بارتباك " إن كانت تخصها يا أمي ، لماذا تحرميها حقها في أخذهم إن لوجد نصف هذه الشقة بحكم القانو......."
أوقفته صفعتها التي هوت كالمطرقة على صفحة وجهه ، فنظر إليها مذهولاً تكاد مقلتيه تخرجان من مكانهما من هول المفاجأة وسألها بذهول "اتضربينني يا أمي "
شدته من ياقة قميصه بغضب وقالت بغل " وأقتلك يا ابن بطني ، حين أراك تحني رأسك لبنت اكمل وسوسن ، وتكسر كلمة أمك لكي ترضيها .. أنا أعلم كم ترغبها وتشتهيها ، ولكن أن تحبها فلا ، اقسم لك يا ضياء .. سأقتلها قبل أن أراها تتحكم بك ، ولن تحصل عليها أبداً ، إن كنتُ وافقت على زواجك منها ، فلأني كنت متأكدة أنك ستزهدها بعد أسبوع أو أكثر من زواجكم ، وتكون لقمة سائغة افرمها تحت ضرسي ، لكن بعد ما حدث إنسى أن تكون لك يوماً ، وسأعلمك جيداً معنى أن تخالف أوامري ، أما هي فسيكون عقابها عسيراً "
فكر ضياء سريعاً ، وحاول إخراج نفسه من هذا المأزق " أمي لقد فهمتِ الموضوع خطأ ، كل ما حدث كان خطة مني ، ى، ىاإ، في الأمر أنها ترجتني أن اسمح لها بزيارة غرفة والديها دون علمك .
والنتيجة أنها صدقت أنني بدأت اتغير من اجلها ، أنت تعلمين كم هي عنيدة في رفضها موضوع زواجنا ، فكان علي أن اغير أسلوب المطاردة معها ، تنازل بسيط من جانبي سيعقبه تغير كبير في رأيها بي ، وبمرور الوقت ستخضع وتكون ملك لي ولن تستطيع الفرار بعيداً عن قبضتي ،
وحينها سأسلمها لك ولتفعلي بها ما تشائين ، أنت تعرفين ابنك جيداً ومتأكدة أنني لن اخيب أملك في أو أحيد عن الطريق الذي رسمته لي بخصوص وجد ،يجب أن أحاول بشتى الطرق معها حتى لا ينال قلبها آخر ، وحينها سيأتي طامعاً في نصيبها في الشقة ويسأل عن ميراثها وسنكون في مشاكل نحن في غنى عنها إن استطعت جعلها في عصمتي "
لان وجه شادية وخففت من قبضتها على قميصه وسألته " متى كانت هنا "
"البارحة ليلاً ، أثناء ضيافتنا للدكتور أحمد ، طلبت مني أن اسمح لها بالنزول للشقة ، وخرجت دون أن تدري بها "
" وكم مكثت بها "
"لا ادري ، بعد إنتهاء الجلسة خرجت وأكملت السهرة مع أصدقائي ولم آتي إلا في الفجر "
تركته شادية ، وخرجت خارج الغرفة تحلل هذه المعلومة قائلة " هذا معناه أنها قد تكون باتت في الشقة ، المفترض أنك كنت بها ، دون علم احد ، رائع يبدو أن لدنيا حدث جيد سنستغله في الوقت المناسب "
تبعها ضياء يسألها بفضول " ما الذي تنوين على فعله "
أجابته بلؤم " كل خير ، اسمع إياك أن تخبرها انني علمت شيئاً ، وأكمل معها باقي خطتك ، لا يهمني ما ستفعله معها المهم أن توقع عقد زواجك بها بأي طريقة ، حتى لو وصل بك الأمر لنيل شرفها ، لتأتيك راكعة ، لو فشلت أساليبك معها ، المهم عندي أن تسلمها لي دون أن يكون لها سبيل نجاة يحررها من يدي "
" حسناً أمي اطمئني .. ستسير الأمور كما ترغبينها "
أجابها ضياء وهو يسأل نفسه لأول مرة ، ما كل هذا الشر الذي بداخل أمه لوجد وكيف يحميهما منها ....
خرجت أمه من الشقة بحال أفضل ، وهي تصدق نوايا ابنها تجاه وجد ، وبمجرد أن دخلت شقتها ، أخرج ضياء هاتفه يطلب وجد داعياً الله أن تجيب على اتصاله لأن رقم هاتفه غير مدون لديها ، وبعد عدة محاولات وعندما يأس من ردها أجابت وجد فبادرها قائلاً " وجد أنا ضياء ، اسمعيني جيداً ..لقد عرفت أمي بما حدث ....."

انتهي الفصل *******



























التعديل الأخير تم بواسطة سمية سيمو ; 03-08-19 الساعة 12:23 PM
أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-19, 01:46 PM   #252

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الجميله sade butterfly شكرا علي تعليق الجميل حبيت اضيفه عندي
فصل فيه غموض كتير زهووووور

سومة شكلها هاتطلع قريبة وجد وده لسببين
الأول ان سومة نفسها بتشبه عليها
والتاني ان شادية في وسط ذكرياتها قالت ان أكمل جابها وقال انها بنت اكابر ومقالش مين عيلتها
😕😕😕😕

ضياء وتلونه مع والدته ووجد
مش قادرة اعرف هو أتغير فعلا ولا بيمثل علي وجد لحد ما ينالها 😶😶😶😶
دارين بتمشي خطوات التهلكة من غير ما تعرف
وأحمد ده وراه مصيبة
لما شادية قالت انها دمرت حياة نشأت معرفش ليه ربط موضوع أحمد بيه 😯😯😯
ياسمة جواها وجع جامد اوي وغير قادرة علي إظهاره 😥😥
أكرم ومنتهي التصالح النفسي وأعلى درجات الحكمة 😌😌😌
نديم وتصرفات مسؤلة لرجل قل ما وجد في هذا الزمان ❤❤
حمزة ولمياء ولقاء على صفيح ساخن

رائع جداً جداً جداً زهوووور


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-19, 02:24 PM   #253

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

يالهووووي شاديه الحقيره وصلت للشرف 😱😱ضياء يارب يقدر يساعدها لوجد بجد كل هالغل بقلب شاديه يخرب بيتها حقوده 😒
مزززي نديم يسلملي الرجال انا 💋💋
سومه ليه حاسه انها وجد قريبه منها وبتعرفها ياترى بتعرف امها وفي قرابه بينهم حتى كرم حاسس بهالشي
لمياء وبلشت تحلو مع نديم الولهان 😂😂
المنكوبه والواطيه دارين اخريتك تقعي غز على راسك الدكتور كاشفك ياحقيره
تسلم ايدك ياقمر الفصل رائع 😍♥♥😘


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-19, 02:29 PM   #254

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل جميل ياايمى
منك لله ياشادية مفيش شر وحقد أكثر من كدة
لكن بإذن الله ربنا هينقذ وجد من حقدك وعندى أحساس قوي
ان سومة ممكن تكون خالة وجد لأن واضح ان أهل والد وجد
ميعروفوش عائلة والدة وجد وأتمنى ان توقعى لو صح يظهر
فى الوقت المناسب اللى يحطم خطط شادية وكويس ان ضياء
قال لوجد معرفة شادية بأنها باتت فى شقة والدها
********
لمياء صح توقعى ان صاحب المطعم هو نفس الشاب اللى وقعت فى غرامه
فى المتر وهو كمان واضح اعجابه او حبه بس الظاهر انه هو كمان مر
بتجربة زعزعت ثقته فى النساء والحب


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-19, 03:37 PM   #255

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Rewitysmile21

لعنة الله عليكى ياشادية ياخقيرة
امراءة كالشيطان
لكن لاتفرح كثيرا فانتقام الله سياتى قريب بكى وبابنتك ياحيوانة

سومة شكلها قريبة ام وجد
اكرم ووجد تالفو معا واستطاع ان يجعلها ان ترضى
الرضا الكلمة السحرية
نديم ووجد عند البغال لمياء وحمزة وتلاقت بهم الطرق كلا
يراقب الاخر ويتمنى اللقاء
فحدث

ابدعتى حبيبتى فصل منتهى الروعة والابداع


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-19, 04:04 PM   #256

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي

تعليقي حيكون قصير عارفة بسبب ايدي ..بس حسجلك التفاصيل بالصوت ..
انا بشكرك بس على تعبك


Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
قديم 24-07-19, 04:44 PM   #257

رنا رسلان

قاصة هالوين


? العضوٌ??? » 304310
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,154
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

#زي ما توقعت حمزة هو الرجل الذي كانت تراقبه لمياء في القطار وتعشقه
#وهو ايضا انا فاهمة رغبته في التقرب منها انما الهروب ليه
#اكرم حبيب قلبي عجبني جدا كلامه مع وجد
(المهم في الأمر هو الرضا "
تمتمت وجد " الرضا "
فأكد عليها " نعم الرضا .. ارضي كي يرضى الله عنك .. إن الله إذا قضى أمراً ، أحب ان يرضى العبد بقضائه .. فالرضا جلاب للفرح والسرور ، والعيشة الهنية .. الرضا مستراح العابد والناقم ..هو البذرة الأعظم في جنتك الدنيوية.. ودربك السالك إلى محبة رب الكون لك ، واليقين بعدله سبحانه وتعالى ، ففي الصبر على البلاء ، خير كثير ، وتحجيم للنفس من الشعور بسخط النقص والظلم ، وتقبل ألم الفقدان والابتلاء .. أما الرضا ، فيشرح القلب ، ويعطي السبيل للمرء بالتعايش مع نفسه ، وحاله ، وما قسمه الله له "
تأملته بصمت ، وكلماته تحفر بداخلها مجرى للراحة والتأمل والشكر )
#سومه واحساسها الغريب ان وجد من دمها هل والدتها كانت احد اقربائها
#ولا شعور الانسان لما يقابل شخص لاول مرة ويشعر بالقرب والراحة بجواره
#غضب نديم الشديد لاصرار وجد علي ان يأخذ مال الطبيبة مفروض يقدر انها عزيزة النفس ترفض ان يدفع لها قريب او بعيد
#احمد بدأ يلعب بدارين وسجل في عقله غيرة دارين من وجد
#اكيد هيحاول يستخدم وجد ليؤذي دارين ولا تحذيره الاخير بانها يجب ان تتاكد من أوراقها والا ستخسر الكثير واولهم هو
#ايه الغل والحقد ده فعلا الحقد بيأكل صاحبه شادية التي تمقت سوسن لانها حصلت علي كل ما ترغب به بس مين نشأت اللي دمرته لانها فضل عليها اخري هل هو حبيبها
#مش عارفه انه كما تدين تدان ولا ان الظلم ظلمات
#الحمدالله ضياء قدر يحول الموضوع حتي لا تقدر والدته علي اذية وجد بس عرف ان والدته انسانه شريرة وقام بتحذير وجد


رنا رسلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-19, 04:52 PM   #258

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

" نعم الرضا .. ارضي كي يرضى الله عنك .. إن الله إذا قضى أمراً ، أحب ان يرضى العبد بقضائه .. فالرضا جلاب للفرح والسرور ، والعيشة الهنية .. الرضا مستراح العابد والناقم ..هو البذرة الأعظم في جنتك الدنيوية.. ودربك السالك إلى محبة رب الكون لك ، واليقين بعدله سبحانه وتعالى ، ففي الصبر على البلاء ، خير كثير ، وتحجيم للنفس من الشعور بسخط النقص والظلم ، وتقبل ألم الفقدان والابتلاء .. أما الرضا ، فيشرح القلب ، ويعطي السبيل للمرء بالتعايش مع نفسه ، وحاله ، وما قسمه الله له "

لو لم يكن في الفصل إلا كلام أكرم لوجد لكفى ووفى.

سومة شكلها قريبة وجد وهذا سيجعلها أقرب لها وربما ينقذها من ما ستفعله بها شادية.

دارين ستدفع ذنوبها وذنوب أمها.

شادية ما هذا الحقد هل سببه هي الغيرة فقط وضياء بدأ في الطريق الصحيح.

سلمت يداك على الفصل الجميل 💖💖💖


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-19, 07:12 PM   #259

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khawla s مشاهدة المشاركة
يالهووووي شاديه الحقيره وصلت للشرف 😱😱ضياء يارب يقدر يساعدها لوجد بجد كل هالغل بقلب شاديه يخرب بيتها حقوده 😒
مزززي نديم يسلملي الرجال انا 💋💋
سومه ليه حاسه انها وجد قريبه منها وبتعرفها ياترى بتعرف امها وفي قرابه بينهم حتى كرم حاسس بهالشي
لمياء وبلشت تحلو مع نديم الولهان 😂😂
المنكوبه والواطيه دارين اخريتك تقعي غز على راسك الدكتور كاشفك ياحقيره
تسلم ايدك ياقمر الفصل رائع 😍♥♥😘
تسلميلي ياعسولتي علي الريفيو المميز ..شادية الحقيرة الزبالة هتكون نهايتها من جنس عملها هيه وبنتها ،سومه الحنونه ام الجميع ياتري هتقرب لوجد هنشوف ، اكرم الإنسان الراضي بحاله ومعلم حكيم قدر يخلي وجد تفهم ان وراء كل فاجعة رحمه لا نستهين بها


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-19, 07:14 PM   #260

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monaeed مشاهدة المشاركة
لعنة الله عليكى ياشادية ياخقيرة
امراءة كالشيطان
لكن لاتفرح كثيرا فانتقام الله سياتى قريب بكى وبابنتك ياحيوانة

سومة شكلها قريبة ام وجد
اكرم ووجد تالفو معا واستطاع ان يجعلها ان ترضى
الرضا الكلمة السحرية
نديم ووجد عند البغال لمياء وحمزة وتلاقت بهم الطرق كلا
يراقب الاخر ويتمنى اللقاء
فحدث

ابدعتى حبيبتى فصل منتهى الروعة والابداع
اشكرك ياقلبي علي تعليقك الجميل ومتابعتك الأجمل 😘😘😘😘😘


أووركيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.