آخر 10 مشاركات
الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          يا أسمراً تاه القلب في هواه (21) سلسلة لا تعشقي أسمراً للمبدعة:Aurora *كاملة&مميزة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ظلام الذئب (3) للكاتبة : Bonnie Vanak .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          الشيـطان حــولك .. *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          106 - سيد الرعاة - مارغريت روم - ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree8992Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-01-22, 12:16 AM   #6061

ام سليم المراعبه

? العضوٌ??? » 342138
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 568
?  نُقآطِيْ » ام سليم المراعبه is on a distinguished road
Rewity Smile 5


في اليوم فصل بنتظارك 😘😘😘

ام سليم المراعبه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 12:47 AM   #6062

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
ازيكم حبايبي وحشتوني جدا
ان شاء الله هيتم اليوم تنزيل الفصل الخامس والثلاثون وهو فل ملييء بالأحداث
أتمنى يعجبكم


hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 12:49 AM   #6063

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

. كان صوت الرصاص مخيف جعل قدميها تتوقفان رغما عنها وقلبها يغوص في صدرها ، أصوات الضجة لا تحتمل لتضع يدها على فمها بخوف وهمسة متعثرة تخرج من شفتيها
" رواد ..."
" الى أين يا حلوة ...؟؟..."
الصوت البغيض حاصرها مجددا لتتراجع وهي ترى كمال ورجاله حولها ، ما الذي يحدث ..؟؟
الدموع تجمعت في عينيها وهي ترى النهاية أمام عينيها ، فرصة الهرب طارت ورواد في خطر !

صدح صوته مجددا بقسوة
" قيدها والباقي يذهب لانهاء الأمر وإحضار هذا القذر من الداخل ..."

ارتعشت شفتاها بخوف ودموعها تنساب على وجنتيها ، همهمتها بالدعاء لا تتوقف ، تدعو الله أن ينجيهما معا .
الأصوات القادمة جعلت قلبها يتوقف وهي تراهم يجرون شخص آخر مع رواد للخارج ، ذلك المكان البغيض المهجور أصبح أكثر. سوادا حولها وهي ترى حبيبها وخطيبها يمسك كتفه بقوة والدم يسيل منه لكنه يقاوم ، عيناه لا تحيد عنها وهمسته غير المسموعة تصلها
"ِلا تخافِي....."

" ما زلت قوي في القتال يا فتى رغم ضخامة الدبابة الا أنك ما زلت قوي البنية ....نفع تعليمي بك .."

لم يجبه رواد وتلك العواصف تهيج في عينيه وهو يتذكر الرجل الضخم بالداخل والذي حاول التهجم على فلة ، كلما تذكر نظرته لها ، تلك الحقارة التي تقطر من عينيه ورغبته الفجة بها وتلك الكلمات القذرة التي قالها في الداخل يود لو قطّع جسده وألقى به للكلاب وليس فقط ضربه على رأسه الى أن فقد وعيه بعدما باغته بطلقة حينما انقض عليه ، كان يحاول التمكن من سلاحه ولكنه ضخم الجثة ، لم يستطع التغلب عليه على الفور .
كان يفعل كل شيء حتى تستطيع الهروب من هذا الجحيم ولكنه فشل , فها هي سقطت بين أيديهم من جديد وهو مجروح وينزف الدماء , فاقد لقوته وقدرته على المقاومة , ينظر لها بيأس وخوف أن يفقد قوته بين لحظة وأخرى .
رد رواد بنبرة كارهة غاضبة
" أنت لا تستطيع تعليم أحد شيء يا كمال , أنتَ رجل لا تعرف سوى الغدر والخيانة , لم تفعل في حياتك شيء آخر , منذ خيانتك لأبي وغيره الكثيرين كل حياتك أصبحت وكر للخسة الا أنك فقت كل قذارتك ..وصل بك الحال أن تستخدم النساء في الإنتقام , أي خسة تملكها يا كمال , أي قذارة ووحل خرجت منه ..؟؟..."
تجهم وجه كمال ليجيبه بجمود
" حسابك يزداد يا رواد ... لا تنسَ أن حبيبتك الغالية بين أيدينا ..."
اتسعت عينا رواد بخوف لتسقط نظراته عليها , وجهها الشاحب وارتعاشها الخائف
لقد كانت مُرتعبة وهو عاجز في تلك اللحظة عن إنقاذها
اللعنة ...!
كتم توجعه وضعفه ليردف بمحاولة للثبات
" صفّ حسابك معي يا كمال وأتركها ... حتى إن أردت قتلي ... لا يهمني ... فقط أتركها ترحل فليس لها ذنب في كل هذا ...."
جلجلت ضحكة كمال الساخرة وهو ينظر لرجاله حوله ليشير لرواد كأنه جن فيشاركه رجاله الضحك
ليهتف بشراسة
" من أخبرك أنك ستغادر هذا المكان على قدميك ...؟؟... لا أنتَ ولا هي ستغادران هذا المكان على قدميكما ... الفارق يا عزيزي من منكما سآخذ روحه الأول ....."
سرت رجفة في جسد فلة وعيناها تتسعان بخوف حقيقي , تشعر بأن قلبها سيتوقف تلك اللحظة وهي ترى ضعف رواد الذي يجاهد كي يقف على قدميه , وجهه الذي شحب وفقد الدم وعلى وشك فقدان وعيه .
" يا رب ...."
همست بها وقلبها يدق بقوة , الفزع يحتل كيانها لتتعلق عيناها برواد بخوف عليه وعلى نفسها لتشهق برعب وهي ترى فوهة مسدسه مُصوّبة ناحية رواد أولا ثم تنتقل لها بحركات تهديدية وكأنها يفكر أي منهما سيقتل أولا .

هدر رواد بأنفاس متلاحقة وكأنه يقاوم لحظاته قبل أن يسقط منهما
" لا تقترب منها يا كمال .... لا تقترب منهاااا ....."
لم يهتم كمال به , صوته الذي بح وهو ينتقل بين التهديد والاستجداء علّه يتركها ولكنه لم يفعل بل وجه مسدسه صوبها ليردف ببساطة وابتسامة مَن ظفر في النهاية
" بل سأتخلص منها أولا فأرى قهرة قلبك وبعدها روحك وهي تخرج أمامي ...أرأيت الأمر بسيط للغاية كبساطة وشايتك عني لأدخل السجن .."
أغمضت فلة عينيها تنتظر تلك الرصاصة التي ستريحها من كل هذا , صوت رواد يزلزل المكان باسمها
" فلـــــــــــــــــــة ...."
القلب يرتج بين أضلعه وهو يقاوم الألم , عيناه تفقد الرؤية للحظات وتعود من شدة ألمه
يُحاول مقاومتهم علَه يصل لها ولكن بلا فائدة
لقد انتهى كل شيء
انتهى الوقت
انتهى الحُب
ذلك القلب الذي احتضن قلبها لسنوات يفقد دقاته الآن وهو يراها في الخطر وحيدة وهو السبب
أي عذاب
أي ألم
أي ضعف يواجهه
وكم قاسية قلة الحيلة والضعف على الرجال الحقيقيين
صوت حفيف أتى من حولهم لتتسع عيناه وهو يرى مُحمد يخرج فجأة لتصبح رقبة كمال بين ساعده ومطواه الصغيرة تنغرز في جانبه ليظهر بعض الرجال في المكان ليسيطروا عليه , ذلك السور المنخفض ساعده على القفز لهنا من الخلف والتحرك بخفة كعادته وكأنه معتاد على ذلك الأمر , كل شيء حدث في لحظات لم يتوقعها رواد وقلبه يهدأ بوصول صديقه
ليهتف محمد بخشونة
" لم أستطع التأخر عليك أكثر من ذلك ... الشرطة قادمة ...."
لينظر لرجاله ويهتف بأمر
" قيدوا الحميع الى أن تأتي الشرطة ..."
لكن حركة كمال المفاجئة وهو يتحكم في يده الممسكة بالمطواه ويضرب ركبته في نفس اللحظة أربكت الجميع ليتحول الأمر لشجار ومحمد يصرخ في فلة
" ابتعـــــــــــــــــــــ ـدي ....."
ركضت على رواد الممسك بذراعه وقد سقط على ركبتيه من شدة الألم لتحاول أن تحركه بعيدا عن تلك المعركة الدامية وقد اشتد العراك بين محمد وكمال ليبعده عن رواد وفلة .
" رواد ..."
همست فلة برجفة الخوف وهي ترتكز على ركبتيها على الأرض تدعمه بذراعيها حتى لا يسقط , همس رواد قبل أن يُغلق عينيه
" سامحيني يا فلة ...."
بكت بحرقة وهي تراه يفقد وعيه لتنظر حولها تطلب الإغاثة لتشهق براحة وهي تستمع لصوت الشرطة تقتحم المكان .



hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 12:51 AM   #6064

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

.
لم تكن لها القدرة على فعل شيء سوى الصمت ، الكل حولها وهي صامتة تماما لا تستطيع قول شيء .
فقط الانتظار هو الشيء الوحيد الذي تفعله وكم يكون بغيض بدرجة لا تحتمل حينما يكون قلبك موصول بنهاية الانتظار ، ذلك القلب المعلق به رغما عنها لتحارب كل معارك عقلها وتأتي معه للمشفى حتى تطمئن عليه ، اقتحام الشرطة في الوقت المناسب كان وسيلة نجاة من الله لهما ، صديقه الذي اتى مهرولا عليه كي يطمئن عليه وما زال معهما للآن ، ليأتي الجميع بعدها للمشفى حينما وصلهم الخبر ، والدها ووالدتها ، أخوتها وصديقاتها ، الجميع كان يحاوطها للإطمئنان عليها وكانت هناك والدته مع شقيقته وكأنها لم تكن تعلم ما حدث وأتت بعد وقت بقلب ملهوف ووجه قاتم ، لم تتحدث معهم سوى بإيماءة من رأسها والعجيب أنها احتضنتها دون كلام ، احتضنتها وهي تعلم برفض والدتها لهذا التقارب من جديد وكأنها أعلنت أسوار الابتعاد .
الأصوات حولها كثيرة وهي لا تستمع لشيء ، هي تعيش الخوف عليه كل لحظة ، تنتظر فقط خروج الطبيب حتى يُطمئنها عليه ولكن لم يخرج أحد للآن .

أغمضت عينيها تتمتم بقلب متلهف
" يا رب ... لا توجع قلبي فيه ... يكون سالما فقط ..."

مالت عليها والدتها تسألها بلهفة
" هل تريدين شيء يا فلة ...؟؟..."
هزت فلة رأسها بنفي لتتابع والدتها بقلق
" أنتِ تحتاجين للراحة يا فلة ... وجودك هنا خطأ يا ابنتي ... أنتِ لم تستعيدِ نفسك بعد كل الذي حدث ... تعالي لترتاحي في البيت ووالدك سيظل هنا كي يُطمئنك عليه ..."

نظرت فلة لوالدتها لترى القلق في عينيها ، لوعة الأم في نبرة صوتها لتحاول طمأنتها بخفوت
" أنا بخير يا ماما لا تقلقي .."
لتتدخل هديل قائلة برفق
" لا تقلقي يا خالتي ستكون بخير بإذن الله ..."
ولكن والدتها لم تقتنع بل زفرت بضيق ، هي تريد الاطمئنان على ابنتها في بيتها ، بعد كل الذي حدث لا تستطيع التنفس براحة بل كل نفس يؤلمها فتتذكر تلك الساعات التي قضتها وابنتها بعيدة عنها ، لا تعلم ماذا حدث لها ولا إن كانت بخير أو لا .
اقتربت كل من ألماس وزبرجد لتحتضناها كي يطمئن قلبها ولو قليلا بينما هديل تحتضن فلة هامسة في أذنها
" سيكون بخير بإذن الله .."

أومأت فلة لتلقي عيناها بعيني صفية الدامعتين ، وذلك الخجل الذي يلوح في عينيها بعدما علمت الحقيقة كاملة لتبتسم لها فلة ابتسامة صغيرة للغاية ، حاولت طمأنتها بشيء علّ الاطمئنان ينتقل لها فتبادلها صفية الابتسام ودموعها تنساب رغما عنها على وجنتيها .

........



hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 12:52 AM   #6065

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

.


تتحرك بلا هوادة , تنظر في الشباك مرة وفي ساعة الحائط أخرى , لقد تأخر الوقت ولم يأتِ وقلبها يوشك على الصراخ من قوة القلق خاصة مع اتصاله المختصر بأن تجعل والدته تنام قبل عودته وهي بالفعل فعلت ذلك بعد جهد منها ومحاولة إقناعها أنها مُتعبة ويجب أن تنام وهي من ستنتظره اليوم الا أنها قلقة , رغما عنها قلقة وقد بدأ الشيطان يوسوس لها بأفكار سامة وهي تستغفر باستمرار كي تُبعد عنها تلك الأفكار , تعض شفتها وهي تفكر أن محمد أصبح مهم للغاية لها , كل شيء أصبح يدور حوله , هو موجود في كل تفصيلة في حياتها , ذلك الأمان الذي تشعر به معه , دقات قلبها التي تتسارع بوجوده , الاهتمام الذي باتت تنتظره دوما منه , كل شيء جميل ولكنه مثير للقلق أيضا , هي مَن كانت تعلنها في كل لحظة أنها ستغادر هذا البيت ولن تستمر هنا تقف الآن على خط المواجهة حيث ترى واقع قلبها القلق الذي لا يعطي أي شك في مشاعره .
هي تحبه ... تحبه للغاية
ملعون هذا الحُب الذي يجعلنا نواجه أنفسنا بالألم حيث لا عودة من هذا الطريق
هي التي عاشت الألم , واجهت العالم وحدها , رأت الموت مرتين في عائلتها لتظن أنها ستكون وحدها
في هذا العالم كما اعتادت دوما ولكنه رفض , أتى ليختطفها بين جدران بيته , يقدم لها كل ما استطاعه من حماية ودعم ومساعدة مع والدته الحنون لتصبح عائلة جديدة لها هي وشقيقتها .
كل هذا لا يمكن أن تنساه في لحظة بل دوما ممتنة لكل هذا ولكن قلبها يريد أكثر , يتمنى أكثر وها هي تواجه ضعفها ناحيته , تواجه حبها الذي يريد الحياة .

هزت رأسها بحيرة وهي تحاول أن تُبعد مشاعرها المتفجرة تلك اللحظة جانبا وتنظر في الشباك مجددا , تحاول الاتصال به من جديد ويعطيها نفس الإجابة , الهاتف مُغلق .
اللعنة .
توقف قلقها وهي تستمع لصوت مفتاحه في الباب لينتفض قلبها وراحة غريبة تسكنه بعدها , تتمتم بـــ ( الحمد لله ) بلا صوت وتنهض كي تستقبله .
فور دخوله شعر بها , لم يكن في أفضل حالاته تلك اللحظة وقد ترك صديقه لتوه بعدما اطمئن على حالته , وقد رفض مساعدة أحد في كدماته التي يراها بسيطة وستطيب فور راحته , لقد كان يوم عصيب

هتفت بجزع وهي ترى هيئته
" يا الله .... ماذا حدث لك ...؟؟ هل أنت بخير ...؟؟..."
اقتربت لتتفحصه بيديها بلهفة حقيقية وخوف نبض مع دقات قلبها دون الانتباه لكدماته التي تؤلمه .
خرج صوته بوجع مكتوم
" آه ..."
ليجذب يديها بين يده ، يحتضنهما معا في يده لتقف أمامه بوجهها الصغير الشاحب خوفا عليه ، تلهث بقلق رغما عنها
دقات قلبها تنتفض خوفا حينما رأت هيئته المبعثرة وتلك الجروح والكدمات على وجهه ، همست بخفوت بنبرة مبعثرة رغما عنها
" محمد ..."
اسمه الذي خرج من شفتيها بقلق وتعثر جغل روحه ترتجف تأثرا بذلك القلق الصادق المطل من عينيها
أردف بخفوت حتى لا يسمعه أحد
" لا تقلقي يا رؤيا ... أنا بخير ...تعالي للداخل حتى لا تستيقظ أمي ...."
هزت رأسها ليحتضن كتفيها وكأنه يستند عليها لتنكمش بشيء من الخجل لم ينتبه له وسط ما يعيشه تلك اللحظة لتصل معه لغرفته فتلج معه ، تبتعد قليلا كي تضيء الأنوار ليتحرك هو للفراش بتعب فتقترب منه بعدها تنظر له عن قرب لتشهق بقوة هاتفة
" هل كنت في معركة يا محمد ..؟؟..."
" نعم ..."
أجابها ببساطة ليكمل وهو يخلع حذائه
" خطيبة صديقي كانت مخطوفة وكنت أحاول مساعدته ..."
رفعت يدها تغطي فمها لتهمس
" يا الهي ..."
أغمض عينيه ليتمتم بتعب
" لقد كان يوم عصيب ولكنه انتهى على خير يا رؤيا فلا ضرورة لقلقك ... اهدئي .. لقد مرّ الأمر ..."
اتسعت عيناها لتردف بصرامة غاضبة
" مرّ الأمر ...! ... تعود للبيت بهذا الشكل وتقول مرت الأمر ... تخرج بكل بساطة وأنتَ تعلم ماذا ستقابل في الخارج وتقول مرّ الأمر ..!..."

انحنى جانب فمه بمكر ليردف بخشونة
" هل يمكن تأجيل غضبك وهذا النقاش بعد أن أستحم وأنظف تلك الجروح .."

أومأت لتجيبه بغضب مكتوم
" حسنا .. خذ حمام الى أن أحضر ما أحتاجه كي أعقم جروحك. ٤
هز رأسه بالإيجاب لتخرج من الغرفة بعدما ألقت نظرة أخرى عليه ، تجبر نفسها على الهدوء والصمت حتى تفهم ماذا حدث .
نهض هو الآخر كي يأخذ ما يحتاجه من ثيابه حتى يستحم كي يزيل تعب اليوم الذي ظنه لن يمر أبدا .
بعد وقت قليل طرقت بخفة على باب غرفته لتدخل بعدما سمح لها تحمل بعض الأشياء في يدها كي تنظف جروحه وتعقمها ولكنها كتمت شهقتها وهي تراه يجلس على الفراش عاري الصدر لا يرتدي سوى بنطال منامته, تخضب وجهها وهي ترى عضلات صدره المحددة ، خفضت عينيها تخفي تأثرها ، رهبتها في كل مرة من المرات القليلة التي رأته فيها عاري الصدر .

عضت شفتها لتردف وهي تتحاشى النظر له
" ما الذي حدث يا محمد وفعل بك هذا ...؟؟..."
أغمض محمد عينيه بتعب ليجيبها بإجهاد
" كان صديق لي في ورطة فساعدته ..."
زمت شفتيها لتجيبه عابسة
" ساعدُته ..!.. وعرضت نفسك للخطر ..؟... ماذا لو كان حدث لك مكروه ..؟... ماذا كانت ستفعل والدتك المسكينة وشقيقتك المتعلقة بك و ...."
توقفت عن الحديث وهي تبتلع كلماتها لتشيح بوجهها بعيدا تقترب منه حتى تنظف جروحه وتعقمها ليقبض على يدها بإحكام قبل أن تبدأ ليهمس بنبرة خشنة
"ومن أيضا ...؟؟..."
احتقن وجهها بحمرة الخجل لتجيبه بتلعثم
" الجميع يخاف عليك يا محمد حتى رضوى تعتبرك الآن شقيقها الأكبر ..."
أجابها محمد بخفوت ماكر
" أنا شقيقها بالفعل ..."
هزت رأسها بصمت لتحاول جذب يدها وهي تبعد عينيها عنه ليرفض تركها فترفع عينيها له بلوم لتهمهم بخجل
" محمد ... دعني أرى كدماتك ، وجروحك حتى نتأكد أنك لا تحتاج للطبيب .."

تمسك بيدها بتحكم أكبر
" لا أحتاج لطبيب ... "
جذبت يدها لتهمس بصرامة
" سنرى ..."
لقد كانت تريد الابتعاد، وجودها بهذا القرب منه خطير على قلبها الضعيف ، لقد قاومت هذا الاقتراب كثيرا ، قاومت لتعتاد على للوحدة ، لقد عاشت عمرها وحيدة رغم وجود الجميع حولها فلا ضير من مزيد من العمر تحاول أن تبني فيه حياة لنفسها ، أما القلب فيكفي أنه يدق لتعيش .

ازدردت ريقها لتناوله الكيس الثلجي
" ضع هذا على وجنتك حتى لا تتورم صباحا فيبدو أن اللكمة كانت قوية ..."
تمتم بغضب
" لم تكن أقوى من لكمتي له ، لقد غيرت خريطة وجهه ..."
همست بغيظ وهي تتابع ما تفعله
" يا الله ...."
الا أنها توقفت وأنفاسها تُسرق منها حينما تمعنت النظر في جذعه ، لقد كانت لعلامات قديمة ، ذلك الجرح في بطنه المسطحة ،ندبة ملتئمة الا أن أثرها باق .
ازدردت ريقها وهي تجد غيرها على ظهره وفي أعلى ذراعه لتجد أناملها رغما. عنها تلامسها بحزن وهي تهمس
" ما الذي حدث لك يا محمد ..؟؟..."
لم تكن لمسة حُب قدر الحنان
لقد كان طفلها الوليد الذي رأت وجعه المكتوم ، لقد رأت ذلك الطفل تلك اللحظة وشعرت بأنه لها ، بأن هذا الوجع كثير عليه ، أكثر من قدرته على الاحتمال .
لمستها كانت ناعمة الا أنها عميقة لتصل لروحه المُثقلة بالوجع ، امرأة مُسمّى وقلعته الشامخة حقيقة ، هي صرحه الآمن الذي حلم به دوما ، لمستها لامست وجع قديم أثره في القلب أقوى من الجسد ، حياة عاشها بكل الألم فيها لتكسبه قوة وصبر لم يكن يتخيله الا أنها سرّبت له بعض الخوف
وهل الخوف في حياته مشروع
هل يحق له الخوف مع الحياة
لم يكن عقله يسمح بكل تلك التعقيدات الآن وقلبه ينبض بجنون
هو يريدها
اللعنة
يريدها كرشفة قهوة صباحية مع لفافة تبغ
وكانت تلك قصيدته الجديدة في الغزل
أو الوحيدة !
جذب يدها التي تلامس ظهره لتفقد توازنها فتلقفها قبل سقوطها لتصبح بين ذراعيه ، ساقها تستند على الفراش ،تتمسك بكتفيه حتى لا تقع ،لاهثة ، متسعة العينين ، تهمس بخجل شديد
" محمد .. ماذا تفعل ..؟؟.. أتركني لأنهض .."
اعتلت عيناه نظرة ماكرة ، ليترك الكيس الثلجي من يده حتى يسقط أرضا ويقترب من وجهها الصغير قليلا ليهمس بعبث ونظراته تتمعن فيها
" ماذا ترتدين ..؟؟..."
انكمشت بخجل من نظراته الجريئة لها رغم حشمة منامتها الزرقاء بخطوطها البيضاء ، شعرها المعقوص خلف رأسها في كعكة رسمية جعلتها تفكر .. ألم يكن من الأفضل لو كانت مشطته بالفرشاة الكهربائية حتى يصبح ناعم تماما وبمظهر حريري جميل بدلا من تلك التجعيدات المتفرقة فيه ، الميزة الوحيدة له هي كثافته وسمكه رغم قصره الا أنه ليس حريري كفتيات التلفاز .

ازدردت ريقها تقوّي قلبها لتهمس بشيء من الحدة
" منامة قطنية ... ارتحت ...أتركني الآن لأنهض ..."
وكأنها لم تقل شيء وهو لم يتوقع منها رضوخ لما يريده على الفور ، هو حتى لا يستطيع فهم احتياجه لها الآن وكأن عقله توقف عن أفكاره المتلاحقة ، الأسباب والدوافع والنتائج
لم يعد شيء يهم تلك اللحظة بعدما واجه الموت الليلة ، ذلك الموت الذي كان رفيقه لوقت طويل ، الا أنه تلك المرة كان مختلفا .
فكيف يكون الموت مرحبا به حينما نتذوق طعم الحياة ، السعادة ، تلك الراحة التي افتقدها لوقت طويل في غربته المُضنية ..كيف يكون سهلا وعاديا ودقات القلب لتوها نبضت كي تبدأ عُمر جديد ...!

لم يكن عاديا ولا سهلا بل لأول مرة يخاف الموت ، لأول مرة يجد الذعر طريقه لقلبه فلم يخف حينما كان في عرض البحر هاربا ولم يخف حينما مات صديقه غرقا بين غدر المياة ، لم يخف حينما أصبحت حياته مواجهة الموت بين حلبة صراع غير شرعي والبقاء فيه للأقوى ، كي يجد قوته لا بد أن يكن الأقوى ، كي يظل في بلدان الغربة بين جوانب وحشتهم وقسوتهم لابد أن يكن الأقوى ، لقد كادت حياته تُزهق من قبل في تلك الحلَبة على يد رجل أضخم منه ، لحظتها لم يخف ، بل كان الحزن يُعشش في قلبه وهو يتسائل ، هل سيغادر تلك الحياة دون أن يرى أهله ، دون أن يقدم لأمه أي شيء تغفر جُبنه السابق وهروبه ، هل سيترك تلك الحياة كطائر مهاجر دوما ...؟؟

الآن وهي بين ذراعيه ، ينظر في عمق عينيها الواسعتين وتلك الارتعاشة الخجلة فيهما لا يستطيع تركها بل يريد أن ينهل من تلك البراءة فيهما ، يريد أن يتذوق أنوثتها المخبأة حتى عن نفسها .

أحاط وجهها بيديه الكبيرتين ليهمس أمام شفتيها ينظر في عمق عينيها بشغف
" أنا سأقبلك يا رؤيا ولا أريد سماع سوى كلمة نعم ...."
تمتمت بغضب وهي تحاول الابتعاد عنه
" محمـــــــ........."

وكلمتها سقطت بين شفتيه في قبلة اشتاق لها وهو يميل بها على الفراش ، يجذبها أقرب اليه ، يلامس روحها القاحلة ويمطرها بلمسات مشتاقة .

" أنتِ جميلة ... جميلة للغاية ..."

قالها وهو يغمر وجهه ي عنقها بعدما تخلص من سترتها مع اعتراضاتها الواهية ، كلماته الصادق فتحت أبواب قلبها على مصراعيه وهي تعض شفتها مغمضة العينين ، تقاوم خجلها وخوفها ، تبحث عن أرض صلبة تقف عليها معه .

قبل محمد وجهها بقبلات صغيرة وهو يهمس بافتتان
" أي سماء أمطرتك على حياتي القاحلة ...."

تمسكت بكتفه بأنامل مرتعشة تحاول إبعاده ، أن تتشبث بأي عقل ينقذها من قلبها الذي يغرق لتهمس بخجل
" محمد ... لا يمكن ..."

لامس محمد خصلات شعرها بشغف ، ينظر لوجهها الصغير ، عيناها الكبيرتان المخبئتان بخجل خلف أهدابها المغلقة ،دقات قلبه الجنونية التي تضرب صدرها تكشف عن رغبته بها ، احتياجه لها ليهمس بخشونة
" لا تخافي يا رؤيا ... أنا محمد .ثقي بي ...."

أكمل وهو يلامس وجنتها بشفتيه
" أنظري لي ..."

هزت رأسها برفض وهي تغرق في قبلاته من جديد
تمتم مجددا بإصرار
" أنظري لي يا رؤيا ..."
فتحت عينيها بخجل شديد يحتل كيانها لتجد عينيه المصممتين مقابلها ، صوته الواثق يحيطها بهدوء
" لا تخافي أبدا معي يا رؤيا ... سأحافظ عليكِ بروحي ..."

تاهت عينيها بين عينيه وكلماته تطير بها بين الغيمات ، يقبلها برقة فتقاوم خجلها معه ، تترك قلبها بلا قيود تحكمها حوله بقوة ، تبحث عن أرضها الصلبة في عناقه وهي تتمسك بكتفيه القويين بحب يسكن قلبها ولأول مرة تفتح له جزء من بابها المحكم .
.................................................


hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 12:54 AM   #6066

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تمطى في فراشه يمد يده ليلمس جواره فيجده فارغا ليقطب وهو ما زال مُغمض العينين , لم يستيقظ بعد ولكن عقله بدأ في العمل , فتح عينيه على مهل ليجد غرفته فارغة منها , لقد رحلت .
جلس بوجه واجم يبحث عن هاتفه على الكومود جواره فيجده لينظر للساعة فيجدها السادسة والربع ... متى استيقظت ونهضت لتغادره ...؟
لا يعلم سر ذلك الغضب الذي نبض في قلبه حينما لم يجدها جواره , نهض يرتدي بنطاله ليبحث عن علبة لفافة تبغه ويأخذ واحدة يُشعلها , لا يعلم هل يذهب لها أم أنه سيتسبب في الإزعاج لرضوى , ووالدته التي بالتأكيد استيقظت لتصلي الفجر وتقرأ وردها من القرآن وبعدها تنام , لا يعلم هل نامت أم ما زالت مستيقظة .
نفخ دخان لفافته ليتحرك في غرفته كالأسد الحبيس , يشعر بالغضب يلتهمه , الغضب من نفسه لأنه يشعر بكل ذلك الفراغ حينما وجد فراشه فارغا منها , وحشة وكأن جزء من روحه رحل فجأة , مجرد ساعات بسيطة غابتها عنه واشتاقها , اشتاق رائحتها , نظرتها الخجولة له في كل قبلة كان يقبلها لها , كل همسة منه كانت ترتعش خجلا وهي تستقبل تلك المشاعر الجديدة .
مرر يده في شعره وهو يشعر أنه هو الآخر كان يشعر مثلها , رغم زواجه من قبل ولكن تلك المشاعر جديدة عليه , كأنها طبعت روحها على روحه ليتآلف جسده معها , بل يشتاق ويتلوع شوقا لها منذ تلك اللحظة .
دهس لفافة تبغه في المنفضة الزجاجية ليلتقط هاتفه ويرسل لها رسالة
" متى استيقظتِ وهربتِ...؟؟...."
ابتسامة صغيرة لاحت على شفتيه وهو يرى حالته الآن , يراسل زوجته بالهاتف , يعيش لحظات لم يجربها من قبل معها , ينتظر رسالتها بشوق لم يشعره من قبل , تلك اللهفة الغريبة أن ترى رسالته وترد عليها .
قطب جبينه وهو ينظر للرساله مجددا حتى يتأكد أنها رأتها , لم تكن فتحت الرسالة بعد لتفتحها وهو ينظر للهاتف فينتفض قلبه بين أضله وعلامة ( (seen تظهر له لينظر للهاتف بلهفة وهو ينتظر رسالتها .
التهم كلماتها التي أرسلتها
" لقد غادرت قبل استيقاظ والدتك ..."
انعقد حاجباه بغير رضا ليكتب لها
" وماذا فيها لو استيقظت أمي ورأتكِ معي ... أنتِ زوجتي الآن قولا وفعلا ومن الطبيعي أن تكوني جواري ..."
كتبت رؤيا وهي تحتضن نفسها أسفل الغطاء جوار شقيقتها
" هي لا تعلم أنني أصبحت زوجتك ولا يصح أن تتفاجأ بهذا ثم رضوى تحتاجني جوارها حتى لا تشعر بالخوف ...."

كتب لها بانفعال مكبوت , وتلك الحرارة تتفجّر داخله بشيء جديد عليه تماما .
" وأنا ...؟؟...."
" أنتَ ماذا ....؟؟...."
خطت له رؤيا بسؤال حائر وهي تنكمش على الفراش أكثر , تحاول محاورته وداخلها يضج بمشاعر عجيبة , قلق , خوف , خجل , حُب ... كل شيء يتفاعل لينتج عنه مزيج يُنهكها , لم تستطع النوم رغم إرهاقها واحتياجها له , ما حدث بينهما قبل ساعات تركها مرتعشة , حائرة , خجلة , قلبها يرقص سعادة وعقلها يتأنى بقلق , روحها تهفو له وأنوثتها تحتاج للمزيد , المزيد الذي يغذيها ويزهرها , تحتاج لمعرفة أركان قلبه رُكن رُكن بلا غموض أو خبايا .
نظرت لهاتفها لتجده أرسل لها
" أنا أحتاجك يا رؤيا والآن تحديدا ألا تشفقين عليّ في وحدتي ولو قليلا ..."
عضت شفتها وعيناها تتسعان وهو تواجه هذا الجانب العابث من محمد , جانب لم تره من قبل الا أنها جربته في الأمس وهي تتلقى اقترابه الحار منها , بعثرته التي أحدثها داخلها ليعلّمها أبجدية جديدة لم تعرفها .
كتبت له بخجل
" لا أستطيع يا محمد فلا أعلم إن كانت والدتك خلدت للنوم أم ما زالت مستيقظة ..."
لم يأتها رد بعدها فعلمت أنه غضب منها , لقد أصبح زوجها فعليا , يا الله على وقع الاعتراف على نفسها , لا تعلم كيف تتعامل معه بعد ذلك , لقد شعرت في لحظة أنه سيستيقظ ويتجاهل ما حدث , رغم كل ثقتها بمحمد ولكن ما حدث بينهما من قبل ما زال يترك أثره في قلبها , لا تنكر أن سبب من أسباب مغادرتها غرفته أنها لم ترد مواجهة تجاهله لما حدث فيتألم قلبها بشكل لن تستطيع احتماله , لقد خافت من ردة فعله رغم ما عاشاه معا .
عضت شفتها لتستدير في نومتها تحتضن شقيقتها علّها تبثها بعض الأمان , ففي تلك اللحظة لا تعلم حقا ماذا تريد أن تفعل , هل تود الذهاب له أم تريده أن يأتيها ليختطفها عُنوة فيثبت لها أنه يريدها ويحبها بالفعل أم تريد الاختباء حتى تهدأ مشاعرها الثائرة .
أغمضت عينيها تُحاول النوم في حضن شقيقتها التي تململت في نومتها , تتمنى لو تطير بعيدا
اليوم الثاني

جلسن في مقهى للقهوة والمخبوزات بعدما اطمئننن على فلة في البيت وجلسن معها وقت طويل حتى غفت وبدا جميع من في المنزل يحتاج للراحة فاستأذن المغادرة ولكن كل واحدة منهن كانت تحمل في قلبها خوف كبير على حال فلة ، لقد بدت والدتها في أوج غضبها و حنقها على رواد وعائلته رغم صمتها في المشفى ولكنها كانت رافضة وجود فلة هناك ، الا أن فلة أصرت على الاطمئنان عليه وساندها والدها وبعدما اطمأنت على وضعه المستقر غادرت دون قول شيء ، لقد كانت أخرى غير فلة التي يعرفنها ، تلك الفتاة التي تمتليء بالطيبة والحب ، كانت جامدة ، ودموعها جافة في عينيها وكأنها تستوعب ما حدث لها .

" أنا خائفة على فلة ..."

نطقت بها زبرجد وهي تضع يديها على وجهها تحت عينيها بتوتر ، تخفي وجهها سوى عينيها لتجيبها هديل بزفرة قوية

" كلنا خائفين عليها ، حتى ونحن نطمئن أنها في بيتها وأن ذلك القذر قتل على يد الشرطة أثناء مداهمته حينما أراد الهرب ولكننا خائفين ... ما حدث لفلة ليس سهل أبدا وهي كانت قوية كفاية لتتحمله للنهاية وتركت نفسها الآن للانهيار ..."


تدخلت ألماس باقتناع
" معك حق يا هديل ، لقد رأيت انهيارها بالفعل وهي تغرق في فراشها لتهرب من كل شيء ..."

رفعت زبرجد فنجان قهوتها لترتشف منه وتهمس بنبرة حزينة
" الوضع ليس هيّن أبدا ... بين صدمتها وما حدث لها ، هناك رأي والدتها الحالي ونظرة الجميع لزواجها برواد ... الرفض يلوح في أعين الجميع حتى لو لم يتكلموا .. وهي بالطبع ستكون بين شقي الرحى ...بين قلبها وعقلها ..."

هزت هديل رأسها لتردف بتفكير
" والله معك حق يا زبرجد .. أنا نفسي لا أعلم ما هو التصرف الصحيح .. هل تتبع قلبها أم عقلها وإن اتبعت قلبها هل نضمن ألا يحدث لها سوء مجددا وإن اتبعت عقلها هل ستكون سعيدة بدونه ... سأصاب بالجنون حتما ..."

أمسكت زبرجد هاتفها كي ترى الرسائل التي تصلها بلا توقف بينما ألماس تجيبها بهدوء
" سيدبرها الله .. سبحانه له حكمة في كل شيء ..."

لتشهق زبرجد بقوة وهي ترى رسالة من كم الرسائل المُرسلة لها ، فتحت الرابط المرسل لها لتتسع عيناها وهي ترى صورة نسرين أمامها ، الفيديو



hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 12:58 AM   #6067

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

. مر الوقت في الصمت وحسن ينتظر حديثه ، والرجل لم يفعل شيء سوى إشعال التبغ الذي بكل تأكيد ضار على صحته ولكن حسن في تلك اللحظة لم يتدخل في هذا الأمر تلك اللحظة ، بل تركه يفعل ما يريد حتى يتحدث وأتى صوته محمل بالغضب المكبوت

" ابنتي ... ابنتي أنا .. من ربيتها على يدي وجعلتها فتاة يفخر بها الجميع ، تصبح سيرتها على كل الألسن ... هل هذه هي النهاية ...؟؟... ليتها تعلم أن هذه هي نهاية الحب الذي تركتني لأجله ..."

نظر له حسن ليجيبه بهدوء
" أنتُ في قرارة نفسك تعلم أنها شائعات تثار حولها لغرض ما يا سيد نادر .... وتعلم جيدا الشائعات وتأثيرها على الناس هنا ، الا أنها في النهاية تأخذ وقتها وتنتهي ..."

هدر نادر بغضب
" أخبرني ماذا استفادت مما فعلته ..؟؟.. لقد تركها في النهاية ودمر حياتها ولا زالت على عقلها الغبي ولم تعد ... كيف أصبحت هكذا ... هذه ليست ابنتي التي ربيتها أبدا ..."

مرر حسن إصبعه على سطح الطاولة بينهما ليردف بهدوء
" ألم يجعلك هذا الأمر تعيد التفكير يا سيد نادر ..؟؟..."

عقد نادر جبينه ليهتف بحيرة
" أي امر ...؟؟..."

كل مرة كان حسن يسمعه يفضي عما يؤرق قلبه من ألم الذكريات التي لا تتركه وتؤرق حاضره ، زوجته التي تركته ولفظت حبه كارهة لتسلطه معها دون أن تنظر خلفها مرتين ، يسمعه يتحدث عن ابنته التي خذلته وبين حديثه يخبره عن مواقف قديمة بينهما ، تلك الأمور التي كان يجدها عادية دون أن يشعر ، طريقته الجافة معها ، صرامته الشديدة طوال عمره معها ، أوامره التي لا تنتهي ، كل شيء محسوب حتى أنفاسها ، كل شيء يتحكم به من دراستها لعملها لثيابها حتى صديقاتها كان يتقبلهم مرغما بعدما أخبرته أن علاقتها معهن سطحية وليست بتلك القوة التي يعتقدها ليكتشف العكس بعدما حدث ، لم يقاطعه حسن مرة أو يخبره بخطئه بل أراده أن يفرغ قلبه من كل شيء حتى يستطيع ملئه من جديد ولكن تلك المرة مختلفة .

تلك المرة أراد حسن أن يجعله يقف ولو لحظات أمام مرآته حتى يرى الوجه الآخر للحقائق ، أن يفكر بعقل ابنته ولو لحظات قبل أن يعود أب من جديد .

أجابه حسن بتروي
" أن سبب ترك ابنتك البيت لم يكن حبها بل أنت .."

انتفض نادر بغضب
" أنا ... ؟؟؟؟......"

أومأ حسن ليتابع متجاهلا غضبه
" نعم ... ابنتك شعرت أنك لم تعد حمايتها التي تمنتها ، وجدتك تضعها أمام ابن شقيقتك كبضاعة بخسة ليس لها قيمة ، لم تهتم. برأيها أو مشاعرها ، ابنتك احتاجتك وقتها أكثر من أي وقت آخر ولكنك خذلتها بطريقة ما كانت صعبة عليها ، ربما لو كنت تناقشت معها أبديت تفهما لمشاعرها حتى لو رفضتها لم تكن لتفعل ذلك .."

تمتم نادر بقهر
" وهي .. ألم تخذلنِي .. ألم توجع قلبي وهي تقف أمامي و تعصي كلامي ... ألم تجعلني أشعر أن كل حياتي ذهبت بلا فائدة وأنا أكرسها لها ..؟؟..."

ابتسم حسن برفق ليجيبه
" أنتَ لم تكرس حياتك لها يا سيد نادر .. أنتَ سجنت نفسك بين جدران الماضي ولم تستطع الخروج منه ، جعلت الماضي يتحكم في حياتك وحياة ابنتك ، لم تتعلم من خطأك السابق بل أمعنت فيه ، لم تفكر لحظة أن ما تفعله مع ابنتك هو ما فعلته مع زوجتك في الماضي بل وأقسى ، أنت ظلمت نفسك وظلمت ابنتك يا سيد نادر ، لم تكن بقوة كافية حتى ترمي الماضي خلفك وتعيش كما عاشت زوجتك السابقة بعيدا عنكما ..."

هتف نادر باستنكار
" أي هراء تقوله ... هل أنا السبب الآن في كل تلك المصائب ..؟؟.. ألم أضحي من أجلها بشيء ..؟؟..."

هز حسن رأسه بنفي ليردف بثبات
" بالعكس أنت ضحيت ولكن تضحيتك خاطئة ، يجب على الآباء أن يفكروا في وقع تضحياتهم على أطفالهم ، ليست كل التضحيات مفيدة فحينما تصبح التضحية طوق حول عنق الابن أو البنت في كل لحظة يدفع ثمنه تكن عقاب وليست تضحية ، أنتَ حاسبت ابنتك على تضحيتك في كل مرة كنت تضيق الخناق على حياتها ، في كل مرة كنت تقسو عليها ، هي أخطأت وأنت مهدت لهذا الخطأ ..."


انتفض نادر برفض لمواجهة الحقائق ، تلك الحقائق التي خاف عمره يواجهها كانت تصفع وجهه تلك اللحظة .
صمت حسن يعطيه الفرصة كي يستوعب ما يواجهه ليتمتم نادر بعد لحظات صمت وهو يحرك قدمه تحت الطاولة بمقاومة أن ينهض ويغادر هذا المكان

" أنا أحببت تلك المرأة .. أحببتها وهي لم تقدر ذلك الحب .. جرحت كرامتي ورجولتي ، جعلتني أكره نفسي التي حزنت لأجلها ، تركتني دون مقدمات ، تركت ابنتها بقلب ميت ، لماذا ، ماذا فعلت لها لترحل هكذا ...؟؟... كل الأسباب لا تبرر فعلتها فما أنا واثق منه أنها لم تحبنِي ولم تحب ابنتها كما يجب .."

لهث بغضب وأنفاس متسارعة وكأن تلك الكلمات كانت تقبض روحه فلا تجعله يتنفس ،ليضيف بغضب
" وأنتَ تأتي لتخبرني أنني أخطأت ... بعد كل ما أخبرتك به ترى أنني أخطأت ...!.... أي منطق هذا ..؟؟...."

مال حسن للأمام ليجيبه بهدوء
" أنت أتيت لي لأخبرك بهذا لأنك طوال عمرك عشت مقتنع بأنك لم تخطيء , ولا يوجد أحد في هذا العالم لا يخطيء يا سيد نادر , أنتَ تتعذب لبعد ابنتك عنك ولكنك ترفض الاعتراف بهذا كرفضك الاعتراف بالخطأ ... أخبرني شيء ... ماذا استفدت من المكابرة ....؟؟..."

ماذا استفاد من المُكابرة ...؟؟
خسر كل شيء
زوجته
ابنته
عالمه .
ربما لو تحدث مرة بما يجول في عقله وقلبه بكل صدق لما وصل الى هنا
لكن الوجع لم يرضى بالخسارة الكاملة ليهمس بألم
" أنتَ تقول أنني المخطيء الوحيد في هذا ...؟؟..."
هز حسن رأسه بنفي ليجيبه بعقلانية
" بالعكس .... الجميع أخطأ وأخطاء كبيرة أيضا ... زوجتك أخطأت حينما اختارت الهروب غير عابئة بمن ستترك خلفها , أخطأت حينما عرّضتك وعرّضت ابنتها لهذا الموقف القاسي والمهين وقد كان يمكنها أن تجد حلا بدلا من هذا , ابنتك أخطأت حينما عرّضت نفسها للخطر مع رجل يمكن أن يكون سيء , أخطأت حينما جعلت نفسها مادة دسمة للحكايا والأقاويل , وقد كان يمكنها المواجهة كما تفعل الآن وقد اتخذت خطواتها في حياتها وأنتَ أخطأت حينما اتخذت من الأوامر أسلوب حياة بدلا من النقاش والتفهم , الجميع يخطيء يا سيد نادر والقوي هو من يعترف بخطئه ويحاول إصلاحه ..."

لم يتقبل نادرأن يواجهه أحد بأخطائه يوما , دوما كان رجل صارم حاد الطباع لا يتقبل مواجهة الخطأ , ولكن الآن بذلك الشعور القاتل بالاشتياق لابنته , بتلك الحرقة التي تكوي صدره من ماضي موجع له لا يستطيع التغافل مجددا .
ليس للخسارة لذة لنعيد تجربتها !
صمت بوجه واجم ليطرق بوجهه بعقل شارد ليسأله حسن بنبرة ماكرة
" ماذا لو أتت زوجتك السابقة الآن وواجهتك ... هل تريد مواجهتها بهذا الضعف والوجع يكبل روحك وكأن السنوات لم تمر , أم تريد أن تواجهها بقوة لتخبرها أنك رجل قوي استطعت أن تجتاز محنتك بنجاح مع ابنتك ...؟؟...."

رفع نادر وجهه له بتفكير ليتابع حسن بجدية
" القرار لك يا سيد نادر ..... ما زال الوقت أمامك لتصلح ما فسد ...."
بعد صمت للحظات ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجه نادر ليردف بتنهيدة
" كيف تفعل ذلك يا ولد ...؟؟.... تستطيع زلزلة داخلي ليصبح كل شيء في غير مكانه فأرتبه من جديد , أنتَ تضعني أمام مرآتي وهذا لم يفعله أحد من قبل ...."

ابتسم حسن بثقة ليجيبه
" ربما لأن كل واحد منا له جانب يخشى مواجهته , ذلك الحوار الذي تديره مع نفسك كل فترة كمجنون عتيق له سجل طويل عريض , ضروري للغاية .... كما يبدو يا سيد نادر أنك لم تدر حوار مع نفسك ولا مع غيرك لسنوات ...."
لم يجبه نادر وهو يتذكر سنوات عمره الجامدة , العمر الذي مضى وهو يسجن نفسه بين جدران الغضب التي لم تجدِ نفع .
" هل تتركني كل ذلك الوقت مع روحية التي تثرثر أكثر مما تتنفس لتجلس مع هذا الرجل .... أنتَ عديم الذوق يا حسن ...."

صوت والدته التي اقتحمت الجلسة وهي تتخذ مقعدها لتجلس على الفور دون مقدمات , بينما نادر يرفع حاجبه باستياء وينقل نظراته لحسن باستنكار لما يحدث فيحرك حسن رأسه باعتذار صامت ليجيب والدته بهدوء
" لقد كنا في جلسة يا ماما ولسنا في لقاء عابر ...."
عقدت فاتن حاجبيها لتهتف ببساطة
" أنتَ مريض نفسي ....؟؟..."
احتقن وجه نادر بغضب مكتوم ليعاجل حسن ويجيب
" كلنا مرضى يا أمي , فقط الشجاع هو من يعترف بالمشكلة ويعالجها والسيد نادر رجل قوي ومشكلته صغيرة للغاية سيجد لها حل قريبا ....."

صوت هاتفه قاطع حديثه لـ ينبض قلبه نبضة صغيرة وهو يجد اسمها لينهض ويردف بخشونة
" المعذرة ...."
ترك والدته مع نادر ليكح نادر بعدم ارتياح بينما هي تنظر له بتمعن فيتحرك بتردد في المغادرة ليأخذ أشيائه من على الطاولة ويردف بهدوء
" أخبري حسن أنني سأهاتفه لتحديد موعد آخر ...."
أوقفته قبل أن ينهض وهي تقول ببساطة
" حسن لم يخطيء , كلنا بالفعل داخلنا الكثير من الخبايا , أتذكر ذلك الوقت الذي توفى فيه زوجي , كان حسن في الثانوية العامة , وقت حرج للغاية له , لم أستطع الحزن كما يجب , كان عليّ أن أكون أب وأم في نفس الوقت , واستطعت الحمد لله أن أكمل مع الطريق بقوة وصمود الى أن انتهى من اختباراته وقتها انهارت كل قواي لأسقط فاقدة الوعي بلا مقدمات , كان الحزن شديد وكأنني أعطيت لقلبي الإذن بأن يحزن , وحدث الكثير بعدها وأنا أحاول جاهدة أن أكون على قدر هذا الاختبار ..."
صمتت تنظر له فتجده ينظر لها بعجب وكأنه يراها للمرة الأولى لتتابع بابتسامة بسيطة
" الله يرسل لنا اختبارات كثيرة كي يختبر صبرنا فلا تكن أضعف من تلك الاختبارات , تسلّح بالقوة والصبر كي تصل لبر آمن في حياتك..."
ازدرد نادر ريقه وكأنه لا يعرف بما يجيب , كأنه صُدم بالمرأة أمامه , ليتنهد ويجيبها بنبرة جادة
" هناك أشياء لا يُمكن إصلاحها , تلك الندوب التي حُفرت في قلوبنا وحفرناها في قلوب غيرنا لا يمكن إصلاحها بسهولة ..."

ضحكت فاتن بخفة لتردف والهواء يتلاعب بخصلات شعرها القصيرة
" من أخبرك أن أي شيء يحدث بسهولة بالعكس يجب أن تشعر بالتعب والمجهود حتى تصل لمبتغاك , اللذة في الرحلة يا سيد نادر وليس الوصول ..."
هز رأسه بصمت يفكر فيما تقول
هل يُمكن أن نصلح حياتنا ونبدأها من جديد حتى لو أصبحنا في أواخر العمر .!



hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 01:06 AM   #6068

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

.

" ألن اراكي اليوم ....؟؟...."
تردد صوت حسن في الهاتف وتلك اللهفة تغلف صوته رغما عنه , في داخله يريد رؤيتها اليوم بينما هي ردت عليه بخفوت
" لن أستطيع اليوم يا حسن أعتذر , سفيان يريدنا أن نتناول طعام الغداء معا اليوم ..."
صمت حسن قليلا ليسألها برفق
" هل حدث شيء لا أعرفه ...؟؟...."
سمع تنهيدتها الحزينة لينقبض قلبه قليلا ولكنه حكّم عقله بعيدا عن مشاعره الثائرة تلك اللحظة وسمعها تجيبه برقة طبيعية
" لقد اتصلت بثريا ابنة عمي ..."
أجابها حسن بتفهم لكلماتها المحشورة داخلها , علم أنها تريد الحديث ولكن دون مواجهته
" لا أعلم لماذا هاتفتها .. كنت حانقة وأردت أن أخرج بها بعض غضبي ... كيف لإنسان أن يكون منافق هكذا , كيف لها أن تتزوج بشخص وهي تحب آخر .. لماذا لم تخبره ..."
صمتت قليلا لتضيف بخفوت
" هو أيضا ليس نزيه بما يكفي ... فهو تزوج شاهيناز وهو مازال مرتبط بثريا ....."

استمع لها حسن رغم ذلك الغضب الذي وجد مكانه في قلبه , ربما بعض الغيرة لأنها لم تنس زيد للآن .
فكر بصمت
كيف تورطت بهذا يا حسن ...؟؟
تلك الثائرة خطفت دقات من قلبك رغم مقاومتك للانسياق في هذا .
أخذ نفس وهو ينظر حوله , بعض الأطفال يركضون وراء بعضهم في النادي ... ضحكاتهم ترن في المكان ليجد امراة تنادي على أحدهم كي يلحق بموعد تدريبه ليرفع يده لها بخمس دقائق فتزجره بنظرة مهددة ليذهب لها بوجه متجهم غير راض .
تمتم بهدوء
" أنتِ غاضبة مما فعله زيد وأيضا أنه ابتعد عن الصورة الآن ... ربما هذا الغضب أردت أن تخرجيه بزيد وليس ثريا ..."
هتفت بغضب
" أنا ثرت فيه من قبل ولا أحتاج لقول أي شيء آخر له .... هو لم يعد يهمني ..."
تمتم بخشونة
" حقا يا أريام ...؟؟..."
اختنقت في صوتها لتجيبه
" نعم يا حسن لم يعد يهمني كالأول ...ز لن أنكر أن بداخلي بعض الغضب منه وهذا يغيظني ولكن غضبي الأكبر أنني وجدت أن جميعهم أناني ... حتى سفيان الذي يحاول أن يصلح الأمر بيننا حاليا مازلت غاضبة منه ... لم أغفر له تماما ... كلما أفكر أن ثريا تركتني أتزوجه وهي تعلم أنه يحبها هي ولا يحبني وأنني لم أمثل له سوى خطوة كي يحصل على حقه ... أغضب .. أشعر بالكره ناحيتهم ..."

صمت حسن قليلا ليجيبها برفق وشبه ابتسامة ترتسم على فمه
" هذا الكره يغضبك يا أريام ...؟...."
هتفت بقوة
" نعم ... يغضبني جدا ... يجعلني أشعر أنني سيئة للغاية ..أنا لا أريد الشعور ناحيتهم بشيء ... هم لا شيء في حياتي ... أنا أود أن أتخطى هذا الأمر يا حسن ...."
قالت آخر كلماتها بما يشبه الرجاء ليجيبها حسن بنبرة لم تخل من شيء من مشاعره
" ستتخطينه يا أريام ... ثقي بي سيمر كل شيء ... أنتِ قوية للغاية ... ما حدث لكِ ليس هيّن وأنتِ كنت قوية كفاية لتأخذي قرارك الذي يريحك ....."
تابع بلطف
" ما رأيك لو قمنا ببرنامج ظريف سيؤتي ثماره معك صدقيني ...."
تمتمت أريام بخفوت وهي تشعر بأنفاسها تتلاحق رغما عنها
" ما هو ....؟؟....."
أجابها حسن بهدوء
" سنمضي معا ساعة واحدة صباحا نركض معا لأيام ... تخبرينني في كل يوم شيء عنكِ ... شيء تحبينه ... ذكرى خاصة بكِ ... أي شيء .. أيضا أود أن أعلم ما هي خططك لمستقبلك ...."

ازدردت ريقها لترد بخشونة
" أنت قلت من قبل أنني لا أحتاج لطبيب نفسي يا حسن ... هل غيرت رأيك الآن ...؟؟..."
ابتسم حسن ليجيبها بتروي وكأنها طفلة صغيرة يُفهمها معضلة لا تقوى على فهمها
" لم أغيّر رأيي ... بالعكس ... أنتِ قوية للغاية ولكنكِ تحتاجين لصديق ... كلنا نحتاج لصديق في حياتنا حتى نستطيع تجاوز عقبات الحياة الصعبة ...."
تابع برفق
" اتفقنا ....؟؟...."
أجابته باختناق
" اتفقنا ..."
بعدما أغلق معها فكّر في صمت
" اهدأ يا حسن لا تكن متهورا .... لا تقترب الآن الا حينما تتعافى تماما ... لن تقحم نفسك في هذا ..."
تابع وهو يزفر بقوة
" يا الله ما هذا النحس الذي يسكنك يا أبو علي ... حتى الفتاة التي تشعر ناحيتها بشيء .. يكون في حياتها عقدة كالجبل ستأخذ قواك حتى تهدمها ...."
تمتم بشبه ابتسام متسلي
" استعنا على الشقا بالله ..."



hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 01:11 AM   #6069

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

.

رؤيته لثريا تلك اللحظة أربكه لثوان ثم استعاد سيطرته كالعادة ليواجهها بابتسامة واثقة وهو يستند على طارف مكتبه بجسده الفارع وعيناه الغامضتان ، يتخلى عن سترة بذلته الانيقة ويمسك بهاتفه يُنهي مكالمة عمل هامة .
" مرحبا ..."
قالتها بابتسامة عملية ، واناقة فطرية ، ترتدي طقم كلاسيكي راقي وترفع شعرها في كعكة عملية أظهرت عنقها الطويل ، تدب على الارض بحذائها عالي الكعب لتقف أمامه مباشرة وتلقي تحيتها المختصرة .
رد عليها سفيان بهدوء وهو يغلق هاتفه
" أهلا .."
لمعت عينا ثريا بذكاء لتردف مباشرة
" تود سؤالي على شيء يا سفيان ..؟..."
التوى جانب شفتي سفيان ليجيبها بخشونة
" أنا لا أسأل .."
ابتلعت ريقها بشيء من التوتر لتأخذ نفس عميق قبل أن تردف بهدوء
" لقد كان شيء قديم يا سفيان ..."
ضيق سفيان عينيه ليسألها
" كيف علمتِ ..؟؟.."
فهمت مقصده لتخفض عينيها وتجيبه
" لقد اتصلت بي أريام بالأمس ..."
اتسعت عيناه بقلق لتتابع ثريا بانفعال طفيف ، غريب عليها
" تلومني على كل شيء ، تخبرني أنني السبب في تعاستها ، أنا لم أفعل لها شيء يا سفيان ، لم أقترب من زيد بعدما تزوج ، لقد احترمتك واحترمت عقد زواجنا ، لم أفعل ما يشين أبدا وانا لست مسؤولة عن أفعال زيد ، كلٌ يتحمل نتيجة أعماله وأريام ليست طفلة بل هي كبيرة كفاية لتدير حياتها كما تريد ..."

" لكنها احتاجت منكِ اعتراف صغير كان سيضعها على أول الطريق بدلا من تلك السنوات التي أضاعتها هباء ، بدلا من ذلك الجرح الذي نشب في قلبها وسيترك أثرا مؤلم ... "

قالها بجفاف وهو يعتدل واقفا يتحرك مبتعدا عنها ليتابع بصرامة
" أنتِ دوما تفضلين نفسك يا ثريا ، ربما أحببتِ أن يكون هناك أحدهم مغرم بكِ حتى بعدما تزوج بأخرى ...!..."

شمخت برأسها لتجيبه بترفع
" لن أنساق لتلك الترهات يا سفيان ، ولست مضطرة لأن أبرر لك شيء كل ما يجب علّ قوله هو أنني حافظت على اسمك وعلى اسمي ولم أخطيء وإن كنت تلومني على طريقتي العملية فهذا تعلمته منك ، أنا لن أستفيد شيء لو أخبرت أريام أن زيد كان يحبني ... "

ضيق سفيان عينيه ، ينظر لها بتمعن وهي تجلس على الكرسي مقابل مكتبه وتلقي تلك الكلمات عليه ، يضع يديه في جيبي بنطاله ويفكر بوجه غير مقروء .
هل يلومها ..؟
لم تكن العلاقة بينهما عاطفية أبدا لتخبره كل شيء سابق في حياتها ، لقد كان عرض وطلب واتفاق بينهما .
لن يستطيع لومها وهو الذي اتخذ هذا النهج في حياته ، قلبه لا يحركه لكن تلك المرة تخص أريام وهي القادرة على تحريك ذلك الشيء في صدره .

تمتم بجمود
" ما حدث غير الكثير ، قواعد الشركة تعاد من جديد .كل شيء في نطاقي سيعاد ترتيبه ووضعه في نصابه الصحيح .."
أجابته بهزة من رأسها
" نعم .. لقد حضرت اجتماع أمس وسمعت القرارات الجديدة لكن هل ستوافق العائلة على تلك القرارات ..؟؟..."
حرك رأسه بلا اهتمام ليجيبها بصرامة
" لا يهمني ، كل واحد منهم سيتعب حتى يحصل على نصيبه من الأرباح ، من كان يعيش في الخارج يلهو وياتي ليأخذ نصيبه بكل بساطة .. لن يتكرر مجددا ، أنا لا أتعب لأجل أحد مجددا وإن لم يعجبهم الأمر سأسحب اسهمي ويتم تقسيم الأسهم ولنرى ماذا سيفعلون وقتها ..."
ازدردت ريقها بقلق فرغم عنجهية سفيان وأنه دوما لا يفعل شيء الا لو كان سيستفيد منه الا أن اسم العائلة ومكانتها كانت تمثل له الكثير ، دوما يتمسك بعقدة العائلة ويحرص ألا تنفك ، لذا عائلة التاجي دوما في المقدمة ، اسمها يمثل ثقل لا يستهان به في عالم الأعمال .

أن يفعل ذلك وكأن لم يعد يهمه أحد ، ذلك الغضب الكامن في عينيه ، غموض يقلقها وهي لا تحب الغموض أبدا !

رفعت حاجبها لتتمتم بنبرة يشوبها القلق
" هل تلك القرارات الجديدة تشملني يا سفيان ..؟؟..."
تحرك ليجلس على كرسيه بهيمنة فطرية ليجيبها بهدوء شديد
" وما هو اختلافك عنهم حتى يكون لكل امتيازات يا ثريا ... فإن كان كل واحد منهم لا يفكر سوى بنفسه فأنتِ كذلك حتى أنك تهتمين بعملك الخاص بعيدا عن العائلة ... أخفيتِ ما كان بينك وبين زيد حتى وهو يحاول التقرب منكِ وأنتِ زوجتي ..لا أرى أي امتيازات لكل حقيقة .."

نهضت ثريا تردف بحنق
" لقد أخبرتك أنني لم أقبل تقربه ولو أردت الزواج منه لتزوجت منه من البداية ... "
دارت حول مكتبه لتقترب منه ، تميل على كرسيه وهو يجلس بهيمنة لتهمس بإصرار
" أنا. وأنت متناسبان معا للغاية فلا تفسد الأمر بيننا بسبب تفاهات ليس لها أهمية ... زواجنا سيكون ناجح بجميع المقاييس فلا تجعله مستحيلا الآن ..."

صمت ينظر لها بتفكير لتهمس وهي تقترب منه أكثر تحتضنه
" نحن ثنائي رائع يا سفيان حتى لو مررنا ببعض العقبات لكننا نستطيع تخطي أي شيء معا ... "
استرخت على صدره بينما هو رفع يده على ظهرها بخفة بينما عقله شارد بعيدا عنها .
.................................................. .

لم يكن يرى أمامه ، كل شيء أصبح قاتم كقتامة صوتها وهي تتحدث عن طفله الذي قتلته بدم بارد ، أي إجرام تحمله في قلبها ليجعلها تفعل ما فعلت ، كلماتها عن زبرجد ومحاولة تشويه سمعتها ، لا يعلم أي نفس خبيثة تملك لتفعل كل هذا ...!.
يا الله
كل الوجع تجمع في قلبه وهو يتخيل ما حدث له ، ذلك الطفل الذي حلم برؤيته وفكر في اسمه الذي سيطلقه عليه ، رغم كل شيء كان سعيد به ، يشتاقه ويتمنى رؤيته .
كلما تذكر وقفتها ، صوتها ، كذبها وبجاحتها وهي تتحدث بالكذب ، كيف لم يعرفها من قبل ، لم ير هذا الجانب القذر منها ، أي حب يجعلنا نؤذي من حولنا ، أي حُب يعطينا الحق لنمتلك من نحبه حتى دون رغبته وهي أرادت الإمتلاك ، أرادت الاستحواذ عليه بالكامل وهو الغبي ظنها صديقة ، لم يُرد إيلامها. أبدا اعترافا بمساعدته لها سابقا ، لقد تحمل مسؤوليته على أكمل وجه ، لم يتخلّ عن طفله بل ترك كل شيء لأجله ولكن لم يعجبها ، لقد أرادت أكثر وأكثر منه ، لم ترض بما كان بينهما من صداقة ، أرادت أن يكون لها .

لم بستطع الانتظار ليذهب لها في بيتها يواجهها ، سيعلم .. ستخبره لماذا فعلت ذلك .
سيحاسبها على كلماتها الفجة ، لن يترك لها الساحة فارغة ، ستكون غبية إن توقعت أن ما فعلته سيمر مرور الكرام .

انفتح الباب لتطل الفتاة التي تعمل معها ليخبرها بلا مقدمات
" أخبري سيدتك أن قصي الظهير هنا ... "

بعد لحظات كانت تظهر أمامه بوجه غير مقروء ، ثبات تحسد عليه وكأنها متوقعة قدومه بعدما حدث
" مرحبا بك يا قصي .."
لكنه لم يكن بنفس ثباتها بل كان يحترق في تلك اللحظة ، غضب أعمى يحتله وهو يواجهها
" أنتِ من أي طينة جُبلت ... أنا أتسائل أقسم بالله عن نوعك ... أي امرأة أنتِ ..!..."

"امرأة مجروحة .."

أجابته بجمود لتتسع عيناه ويقبض على ذراعها بغضب صارخ
" أي جرح يا نسرين .. هل جننتِ .. وكأن كانت بيننا قصة حب لسنوات .. أنا لم أخبرك يوما أنني أحبك .. لم أقل تلك الكلمة يوما .. كنتِ بالنسبة لي صديقة عزيزة ولكنكِ استغللتِ الأمر ... ظننتِ أنني أبله وستحكمين وثاقك حولي لكنكِ غبية إن ظننتِ أن هناك رجل يستمر في زواج هو لا يريده ... لو أبديتِ رفض واحد وقتها لكنت توقفت ... لكنت فقت من تلك الغيمة الخبيثة حولي ... لكن لم يحدث ... إذن الخطأ لا يسقط عليّ وحدي .. بل نحن مشتركان فيه ..."

جذبت نفسها منه لتجيبه بهتاف غاضب
" نعم مشتركان ولكنني لم أرد التخلي .. أردت زواج دائم معك ... أردت حياة وزوج أحبه .."
هدر بغضب
" لكنني لا أحبك وأنتِ تعلمين هذا ..."

أجابها بانفعال غير مصدق لترد عليه بإصرار وهي تقترب خطوة منه تضرب بإصبعها على صدره
" كنت سأجعلك تحبني لولا وجود تلك الفتاة .. هي السبب في ابتعادك عني ... هي السبب في كل شيء ..."

"وهي السبب في إجهاضك لطفلنا. ...."

قالها باشمئزاز ورغبة قوية داخله في اقتلاع رأسها لما فعلته ، لآخر لحظة يكذب نفسه أن تكون فعلت ذلك ، ان تقتل نفس بقلب بارد !

لكن إجابتها كانت كدلو ماء فوق رأسه
" نعم أجهضته ولو تكرر الأمر سأفعلها ..... لقد كان هذا الطفل وسيلتي للتقرب منك .."
تابعت بغضب
" ولماذا سأحتفظ به وأنتَ قررت الانفصال عني ، فقط تؤجل الامر لبعد ولادته ، لم أكن أستطيع تربيته وحدي ، أنا لا أحب الأطفال ولا أستطيع التعامل معهم ، لقد سعدت به لأنه سيربطني بك أكثر ولكنك رفضت هذا القرب ، أنتَ كنت السبب فيما فعلت ...."

لم يستطع النطق للحظة ليصرخ بعدها بهياج وهو يجذبها بقوة من ذراعها لتصبح يده طوق عنقها
" لا تلصقي جريمتك بي ، ما فعلته جريمة لا تغتفر والأكثر منها هو برودك اتجاه الأمر دون ندم ، أنتِ مريضة يا نسرين وتحتاجين لعلاج .. لا يمكن أن تكوني طبيعية أبدا ...."

حاولت إبعاد يده وهي تستجديه
" أنا لست مريضة .. أنا أحبك يا قصي ... أحبك .. لو أعطيتنا فرصة سأنجب لك عشر أطفال وليس طفل واحد ... ، فرصة واحدة أثبت لك فيها حبي وإخلاصي لك ... لن تندم يا قصي أقسم لك ..."

نفضها بعيدا عنه وهو يهز رأسه بلا تصديق وكأنها ممسوسة لا يصدق أن هذه هي نسرين صديقته التي عاش سنوات يحمل فضلها فوق ظهره بإخلاص ، هي المراة التي صدقها وأمنها لتطعنه في ظهره بهذا الشكل ، تقتل طفله بدم بارد ، ذلك الطفل الذي جعله يؤجل كل شيء فقط ليطمئن عليه ، حتى لا يكون رجل ظالم ويخرج للعالم طفل بحياة معقدة أخرى ، تجعل سيرته علكة على الألسن وتجعل من زبرجد مادة للقيل والقال رغم ابتعادها تماما عنهما .

هل كان غبي لهذه الدرجة ....!؟
تمتم بصرامة
" لقد ذهبت للمأذون قبل أن آتي إليك وطلقتك ... ما كان بيننا انتهى ولا أريد رؤيتك مرة أخرى ..."

ارتعشت شفتاها لتهمس بألم
" كنت ستفعلها بعد إنجابي لطفلك وكأنني لا أمثل أي شيء لك ، مشاعري كحفنة تراب تبعثرها كما تشاء ، لهذا السبب أجهضت ذلك الطفل ، لم يقرّبني منك كما تمنيت بل أبعدك عني أكثر ....."

ارتد رأسها وهي تتلقى صفعته القاسية على وجهها وصوته يأتيها بغضب مكتوم واحتقار
" أنتِ تحتاجين لطبيب نفسي ... كم أود خلع رأسك هذا لما فعلته بطفلي ولكنكِ لا تستحقين... أنتِ حقيرة يا نسرين .. مجرمة .... لا أريد رؤيتك مجددا .. أبدا .."

تركها وغادر لتقف مكانها تنظر في إثره بوجه جامد وقلب يحترق .


.................

حينما استقل سيارته كان هائج بطريقة لم يشهدها من قبل , كره وغضب شديد يتملّك منه
لقد حوّلته لشخص لا يعرفه , رجل لم يحب أن يكونه أبدا .
أظهرت كل سيء فيه بطريقة بشعة كرهها , يا الله .... كم كان غبي .
الآن وهو يرى الصورة كاملة يود لو يضرب نفسه ألف مرة على ذلك الغباء الذي جعله يدمر حياته بهذا الشكل .
كل سنواته السابقة وهو يحاول أن ينقذ الأطفال بكل طريقة ممكنة خاصة أطفال المخيمات , جزء من وقته وجزء من ماله ينفقه في هذا الأمر دون علم أحد لتأتي تلك الصفعة على وجهه بقوة
لم يستطع إنقاذ طفله .
تُرى أي أب سيء هو ....!
دموع الألم هاجمت عينيه ليقاومها بضراوة وهو يخرج هاتفه الذي سجل عليه حديثهما فيقطع منه ما يريد ويرسله لشخص ما مع رسالة
" أريد لهذا المقطع أن ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في دقائق ..."
ثم أغلق هاتفه ليغمض عينيه بتعب , يحرك سيارته بعدها ليلتقي بساجد فربما يخفف عنه قليلا ولكن ذلك الاتصال الذي أتاه غيّر مجرى خططه تماما
لقد كانت زبرجد !
..................................ز


رؤيتها تلك اللحظة كان صفعة قوية على وجهه ، هل يترك لمشاعره العنان فترى كل الحزن في عينيه ، أم يخبرها كم هو وحيد ، بائس موجوع حد الموت تلك اللحظة وهو يتخيل ما حدث لصغيره .
ازدرد ريقه بقوة وهو يراها أمامه ، تتجسد بكل جمالها لعينيه فيتجسد الشوق معها .
ذلك الشوق اللعين الذي يقتات على قلبه ، لم يترك له شيء يستند عليه الآن وهو يواجهها !
بهية حتى وهي ترتدي بنطال جينز بسيط وكنزة زرقاء وشعرها بخصلاته الملونة مرفوع بذيل حصان عنيد يأبى السكون فيرتجف قلبه بشغف في كل حركة .

" زبرجد .... !!...."

همس بها باحتياج قاتل لتقترب خطوة منه تهمس بألم هي الأخرى
" أخبرني الى أين أذهب فأبتعد عن تلك الصراعات ...؟؟.. لقد تركت كل شيء وابتعدت .. هل كان هناك شيء أكثر من ذلك أفعله حتى أعبش في سلام ..!...."


نظر لها بصمت
عيناه الزرقاوان عميقتين كبحر مظلم ليس له قرار ، مشاعره كسماء مخبأة بغيوم المطر فلا تعرف رؤيتها بوضوح ولكن صوته كان صريح الوجع
" أتريدين حياة هادئة وأنا ميت بدونك ...!.."

ارتعشت برفض لسماع ما يقول ، رغم كل ما حدث ترفض سماع الموت له ... لا تريد سماعها ولا تخيلها .
رفعت ذراعيها تحيط جسدها لتجيبه بحزن لائم
" لا تقل تلك الكلمات .."
لتتابع بتماسك
" أنا لا أريد زج اسمي في شيء بعد الآن يا قصي ..."

أغمض عينيه يتذوق اسمه الذي اشتاقه من شفتيها ، صوتها ، وجودها كله ،يجعله على الحافة

تمتم بصرامة
" افتحي هاتفك ..."

اتسعت عيناها بحيرة ليبرق لونهما الزيتي فتُسرق أنفاسه للحظة ليزفر بقوة والصمت يتسيد الموقف بينهما فيراها تفتح هاتفها بتردد ليتابع بحزم
" ستجدين خبر حصري انتشر منذ لحظات ..."
وبالفعل وجدت الخبر بالمقطع الصوتي
صوت نسرين تعترف بجريمتها
شهقت زبرجد وهي تستمع ... ترى كم الأخبار التي انتشرت كالنيران في الهشيم
" أنتَ فعلت هذا !..."
انحنى فمه بقسوة ليجيبها بسؤال محترق
" لماذا هذا العجب على وجهك ..؟؟..."
هزت رأسها لتتمتم بحزن
" لم أتوقعها منك ..."
ضحك بخشونة ضحكة قصيرة بها جرح غائر
" أنا أخطأت يا زبرجد .. أخطأت في حقك .. أخطأت في حق نفسي .. لقد اعترفت وأقررت بهذا الا أنني لم أستطع أن أهرب من مسئوليتي ... من تحمل خطئي .. كان المقابل أن فقدتك ... فقدت جزء مني كي احافظ على طفلي الذي لم يكن له ذنب في شيء ..."
تحرك يمرر يده في شعره بغضب ... بألم
" لم أرد أن أجعل طفلي يعاني .. يكفي عالمنا العربي المليء بأطفالنا الموجوعين .. المشردين .. الجائعين .. كم طفل مشرد في الشوارع .. في المخيمات .. بلا وطن .. بلا هوية ... لقد عشت عمري أحاول إنقاذ الأطفال فلكِ أن تتخيلي أن آتي العالم بواحد آخر ضائع ... لم أكن أفعلها مهما حدث لتأتي هي بكل قذارة لتقتله .. متحججة بالحب .. "
نظر لها ليرى عيناها مليئتان بالدموع وقد رأته في حالة ضعف لم تره فيها سابقا .
تمتم بخشونة مستنكرة
" ألم يكن الحب فيما مضى سببا لإنسايتنا أم ماذا حدث في العالم ... ؟..."
همست بقلب ينتفض ألما لأجله ومنه
" قصي ..."
ازدرد ريقه يعطيها ظهره ويردف بخشونة
" غادري يا زبرجد ..."
وقفت تنظر لظهره بصمت ، تبتلع دموع أنهكتها تود لو انهمرت ، لا تعلم هل تواسيه أم تغضب منه
هل تعاتبه أم تربت على قلبه فتريحه ..؟
تقف مكتوفة الأيدي لا تستطيع فعل شيء سوى النظر له للحظات أخرى علّ بعض الراحة تسكنها ثم تحركت مغادرة وتركت بعض من عطرها يواسي قلبه ليغمض عينيه باحتياج يهمس دون صوت
" ليت الزمان يجود عليّ بفراش قديم برائحة الوطن جوار أمي وأبي .."
ليأتي اتصال شام كشيء من حنان احتاجه .


.............................
المكوث في البيت و قلبك يغادرك لهو قاسي ، وهي تركت قلبها هناك... معه .. في المشفى .. قلبها الذي لم يطمئن حتى وحالته تستقر ، ذلك القلب الموجوع ... المتأرجح بين الوجع واللهفة وهي تحيا الحيرة بكل أوجهها ، تحيا الألم والقلق ، كم يوم مر وهي جالسة هنا ترفض الخروج فقط تلك الرسائل المتبادلة بينها وبين صفية حتى تطمئن عليه وتطلب منها في كل مرة ألا تخبر أحد برسائلها .
تريد أن تراه
تحتاج رؤيته علّ وجع قلبها يهدأ ولو قليلا ، الا أن والدتها رفضت وهي تتفهم ، تتفهم ذلك الخوف الذي بات يغلف حياتها ، تتفهم خوف والدتها وقلقها عليها في كل لحظة ، تتفهم مرورها عليها ليلا حتى تتأكد أنها بخير ولم يصبها مكروه ولكن قلبها لا يستطيع الفهم ، قلبها الذي يتألم كل لحظة وهي بعيدة عنه لا تستطيع رؤيته والتملّي من وجهه حتى تطمئن عليه ، .

صوت رسالة قادمة على هاتفها جعل قلبها ينتفض بأمل لتفتحه سريعا لتجد صورته تظهر أمام عينيها فتبتسم بعينين ممتلئتين بالدموع ، قلبها ينبض بجنون الاشتياق ، ألم البعد القاسي وهي تجد نفسها بين مطرقة وسندان .

طرقات على باب غرفتها جعلتها تغلق هاتفها لتسمح لمن يطرق بالدخول ، فتدخل عليها والدتها بإبتسامة واسعة فتبادلها فلة ابتسام بسيط كي لا تقلق .

" كيف حالك الآن يا فلة ...؟؟..."

سؤال والدتها المعتاد منذ ما حدث لتجيبها بتنهيدة هادئة
" أنا بخير يا ماما ... لا تقلقي ... ها أنا أمام عينيك لم يحدث شيء ...."

جلست والدتها مقابلها على الفراش تنظر لها بتمعن ، تتشرب وجودها معها أولا ، تمد يدها لتجذب يد ابنتها تربت عليها بيدها الأخرى بحنان وتردف
" أنتِ ترين أنني قاسية القلب لأنني أرفض ذهابك له ، لكنك ستفهميني ، حينما تصبحين أم ستتفهمين ما أفعله معك ... قلبي يا ابنتي لم يعد يتحمل كل هذا القلق والألم ، لا أستطيع التخيل لو حدث لكِ شيء سيء لا قدر الله ..."

ازدردت فلة ريقها لتنظر ليدها بين يد والدتها لتهمس بتعب
" أنا أتفهم كل شيء يا ماما ولكن عدم ذهابي له في هذا الوقت الصعب الذي يمر به لهو قاسي ، أشعر بنفسي سيئة ، قلبي يؤلمني ، يؤلمني يا ماما ..."

أجابتها والدتها بحزم رغم الغصة التي تسكن صدرها
" هو من فعل بنفسه كل هذا يا ابنتي ، هو من تسبب في دخول هذا الرجل حياته ، هو من تسبب في أذيتك ، أنا لا أستطيع المسامحة في هذا ، لا أستطيع أن ألقي بكل في الخطر مجددا بيدي .. فليذهب لحال سبيله ، الله معه ..."

ارتعشت شفتا فلة وهي تهمس بخفوت
" أنتِ تعلمين أنه لم يقصد أذيتي ... "
زمت والدتها شفتيها بغير رضا
" فلة .. أنا أعلم أنه يحبك ولم يقصد أن يسبب لك هذا الأذى ولكنه غير مناسب لكِ .. ماضيه سيلاحقه في كل مكان ..."
ضغطت فلة على أنامل والدتها بانفعال مكتوم لتردف بدفاع وعينين ممتلئتين بالدموع
" هذا الماضي انتهى يا ماما ... الرجل مات ولن يصحو مجددا ..."

انتفضت والدتها مبتعدة عنها لتهتف بغضب
" ربما يكون له أقارب ، أشخاص حوله يريدون الانتقام له ، ... هل سأعيش حياتي كلها على ( ربما ) ، القلق ينهش قلبي عليكِ ، وأفكر في كل لحظة ... ماذا لو حدث شيء لكِ ... لا يا فلة أنا لست موافقة على تبريراتك له ... "
تابعت وهي تنظر في عيني ابنتها
" ثم أخبريني يا فلة هل أنتِ موافقة على الاستمرار معه رغم كل ما حدث ..؟؟.. ألا تشعرين بالغضب منه لأنه أخفى عليك تفاصيل حياته من قبل ..؟..."

صمتت فلة غير قادرة على الرد ، هل سامحته بالفعل أم أن وقلبها يوجهها بلا إرادة منها ، قلبها يُحركها وهي بلا حول ولا قوة .
أليست غاضبة منه ..؟؟
ذلك السؤال الذي يؤرقها وكأنه يقف لها بالمرصاد أن تكذب وهي لم تستطع الكذب بل همست بخفوت متعب
" بلى .. غاضبة .... غاضبة للغاية ... قلبي يتفتت ألما على ما حدث ، أحلامي كلها انهارت وأنا أستمع لصوت ذلك الرجل البغيض وهو يخبرني عن ماضي رواد ، لكنني في لحظة خاطفة أتذكر رواد الذي أنقذني وحافظ عليّ ، رواد الذي كان يدفعني لطريق النجاح بكل حب ، كان يشجعني في الوقت الذي كنت فاقدة فيه لكل لحظة قوة ، كان يراني أجمل امرأة في وقت لم أر نفسي فيه جميلة ، بثني الثقة والحب بلا شروط ... لا أستطيع كرهه يا ماما ... أنا غاضبة منه ولكن قلبي يحبه ، مشطور ولن يكتمل بدونه ..."

انسابت دموعها والوجع يتجدد ، ألم البعد لا ينتهي والرغبة في إرضاء الجميع تسكنها ولكن الحزن لا يبتعد ، هي لا تراه تلك اللحظة ، لا تحتضنه فتطمئن أنه بخير ، هي تحتاج للشعور بقربه كنفس هارب يعود لصدرها .

نظرت لها والدتها بغضب مكتوم .. لا تستطيع القسوة على ابنتها أكثر من ذلك وهي التي مرت بالكثير ولا تريد الحديث عنه ، ترفض أن تخبرها أي شيء ، كلما تسالها تجيبها بهدوء ( أنا بخير .. بجانبك يا ماما لا تقلقي ..) أردفت بصرامة خافتة
" هي كلمة واحدة يا فلة ولن أعيدها .. والدك سيعيد له ( شبكته ) ويتفق معه على موعد الطلاق وفسخ العقد ... لن نتحدث في هذا مجددا يا ابنتي ..."

انهمرت دموع فلة بصمت وهي تنظر لوالدتها بوجع لتزفر والدتها بقلة حيلة مرددة وهي تغادر غرفة ابنتها

" لله الأمر من قبل ومن بعد .."

احتضنت فلة ساقيها لتنفجر في البكاء وحرقة صدرها لا تهدأ أبدا !


........................

اليوم الثاني صباحا

وقفت تراقب صغيرها وهو يصعد السيارة مع سيلين التي أتت كي تأخذه خصيصا كي يقضي اليوم مع ابنتها , ابتسمت شاهيناز وهي تودع عمار ولولي بينما الأخيرة تعبت يدها من كثرة التلويح .
اتسعت ابتسامتها وهي تتذكر انبهار الصغيرة بشعرها الطويل حالك السواد , لقد مررت أناملها فيه أكثر من مرة , وأسئلتها لا تتوقف ... ماذا تأكل وماذا تشرب لتضحك شاهيناز وتقبلها وتتمتم بتسلية لوالدتها
" يبدو أنها تجلس مع الجدة كثيرا ..."
فقد كانت الأحاديث القديمة الموروثة تشيع أن الشعر يستطيل بأنواع معينة من الطعام .
ابتسمت سيلين وقتها دون رد .
غامت عينا شاهيناز بعجب من الحياة , لأول مرة يدار حديث بينها وبين سيلين
حديث ليس بالطويل .... هاديء , عن أمور الحياة والعمل لتخبرها سيلين أنها معجبة بفكرها الخاص في الثياب التي تعرضها , أشادت بذوقها وهذا جعلها تصمت للحظات لا تعرف بما تجيبها لتتمتم بعدها بقلب يخفق
" شكرا ..."
رأت السيارة تبتعد لتشعر أنها ستشتاق لصغيرها من الآن , زفرت بقوة وهي تفكر أن تذهب للنوم من جديد علّ بعض الوقت يمر قبل أن يعود لها .
شدّت شالها الخفيف حولها من نسمات الهواء الباردة نوعا ما وتلك الخضرة حولها تضفي راحة وجو خاص للغاية , تنفست بقوة مغمضة العينين لحظات باستمتاع بهذا الجو قبل أن تدخل البيت فتشعر بمن يدفعها للداخل فتخرج صرخة مكتومة منها أوقفها قبل أن تنطلق في صراخها
" أنا سفيان ..."
هتفت بغضب
" هل جننت ..ه‍ل سيصبح اقتحامك بيتي عادة لديك أم أنك أحببت حياة الهجَّامَة ..؟؟.. ؟؟..."
أغلق سفيان الباب ليجيبها ببساطة وهو يتغاضى عن كلماتها
" لا أنكر أن الأمر ممتع بعض الأحيان أن أفاجئك ولكن التكرار أحيانا لا يفيد ..."

عقدت ذراعيها بوجه متجهم لتردف بتنهيدة متعبة تؤكد على كل حرف تقوله
" من الأفضل أن تغادر يا سفيان ... أنا لا أحب وجودك في بيتي .. وفي الحقيقة لا احب وجودك حولي أبدا ...لذا من الافضل أن تغادر ولا تحوم حولي مجددا ، ما بيننا انتهى ولا يحتاج لمزيد من العبث والكلمات التي بلا جدوى ..."

خلع سفيان سترته بكل بساطة ليضعها على المقعد القريب من الباب ، كان بهو بيتها بسيط وقد قصدت هذا ، لم تضع فيه الكثير من الاشياء بل كان يحوي مقعد صغير بجوار خزانة الأحذية وبعض المقاعد المريحة تتوسطها طاولة دائرية وذلك الركن الخاص بشاشة التلفاز حيث ألعاب عمار وأمامها وسادات مرتفعة على هيئة كرة كمقعد خاص بها ،يطل البهو على شرفة كبيرة في جانبيها شتلات ورد وياسمين وريحان كما اختارتها مسبقا .
كان المكان مريح أكثر من اللازم وقد كانت رائحتها الخاصة فيه ، تلك التي تميز أي مكان تسكنه ، أخذ نفس عميق يستنشق تلك الرائحة المحببة لقلبه ليقترب أكثر منها
يردف بلهجة خاصة
" حتى لو أخبرتك أنني أحتاجك ...."
اعتلت ابتسامة صغيرة شفتيها تقاوم تلك الحاجة للتصديق في تلك اللحظة لتجيبه بتهكم
" أنتَ لا تحتاج سوى نفسك يا سفيان ... لا ترى أحدا سوى نفسك فقط ولا يهمك أي أحد آخر .. لا توهم نفسك بأنك أصبحت فجأة تشعر لا قدّر الله ..."
أشرف عليها في وقفته القريبة منها يضع يد في جيب بنطاله يجيبها بتسلّي يُخفي ذلك الشوق القاتل لها
" ياه ... أنا أملك كل هذه الصفات السيئة ..!.... لكن معك حق فما عرفته هو من جعل بيننا تلك الهوة ولكن يجب أن تعرفي أيضا أن زواجي من ثريا لأجل الميراث ليس الا ...."
رفعت حاجبيها لتهتف بغضب حقيقي تضربه بقبضتها في صدره
" هل لهذه الدرجة تراني غبية ...؟؟.... لقد سمعتك بأذني وأنت تتحدث مع ذاك القذر زيد عني ... لقد كنت تعرف الكثير عني , اقتربت مني لغرض في نفسك ... كل شيء فعلته لهدف ...."
تهكمت بضحكة مكتومة لتكمل
" حتى كلمات الغزل كانت كذب في كذب ... علاقتنا بأكملها خدعة .... لقد رأيتني امرأة فاسقة بسمعة سيئة فقلت لما لا أجرب حظي وأسلي نفسي قليلا .... أليس كذلك يا سفيان ...؟؟...."
كانت قريبة منه للغاية , تنظر في عينيه , تهمس بآخر كلماتها بنبرة مجروحة رغم صلابتها , رائحة عطره تتغلغل لأنفها فتهزم مقاومتها , شيء غريب يحدث لها ولا تفهمه , ما تلك الرغبة القوية لصفعه والتمسك بقربه في نفس اللحظة ..؟
ارتجفت شفتاها بمقاومة لذلك القرب الخطير على قلبها لتراه يميل بالقرب منها يهمس بنبرة غريبة عليه , لا ينكر ما قالته وقد عرّت الحقيقة أمامه
" لا أنكر أنني فعلت ذلك في البداية , لم أعتد على نكران ما أفعله الا أنني بعد ذلك لم أستطع مقاومتك , من البداية لم أستطع مقاومة قربك , أنتِ امرأة غريبة يا شاهيناز وكأنك بتِّ إدماني الخاص , لا أنكر أنني رجل عملي لا أعترف بتلك الأمور ما أريده أحصل عليه , رجل صفقات ... ورغم ما عرفته عنكِ وعن حياتك لم أستطع الابتعاد عنكِ .. كنتِ تجذبينني لكِ في كل مرة ... أنا لم أنوِ الابتعاد عنكِ ..."

ابتعدت عنه تلهث بغضب , تحتضن جسدها الذي ينتفض بخيانة لها واحتياج له , تحتاج لعناق يُخبرها أن كل شيء سيكون بخير وأن صغيرها سيحظى بحياة طبيعية بين أب وأم جيدين وأخ تريد أن تعوضه بحياة هادئة بها الكثير من الحب , تريد أن تكون أم حقيقية لهما , تريد أن تبني عائلتها الخاصة .

تمتمت بتهكم
" وكأنك تتفضّل عليّ بأنك ستحتفظ بي من بين أملاكك الكثيرة ... أنتَ لا تعرف عني شيء يا سفيان , لو كنت أريد الزواج برجل غني فقط يحتفظ بي كتحفة من مقتنياته لكنت فعلتها منذ زمن وصدقني عُرض عليّ الكثير من هؤلاء الرجال .... أنا لن أكون قطعة أثرية لدى أحد يا سيد سفيان ...."
غيرة قوية احتلت صدره ليجذبها بقوة من خصرها لترتطم بصدره , يُخفي غيرته بقوة , يهمس أمام وجهها بلمعة عينين كثعلب لا يعرف الهزيمة
" أخبريني عنكِ ... أنا أتيت هنا كي أعلم عنكِ... كي أسمعك وأنتِ تخبريني بما لا أعرفه ..."
همست بخشونة تقاوم اقترابه
" فات أوان هذا الحديث يا سفيان .... "
" "لا يفوت الاوان الا لو متنا يا شاهيناز وكما أرى ما زلنا على قيد الحياة .."

مطت شفتيها بتهكم لتجيبه بهدوء
" حسنا فليأتي الماضي باكمله هنا فنمحيه أو نصلحه كما يحلو لنا ... نمحي كل دمعة ذرفناها فيما مضى وتركت أركانا مظلمة داخنا لا تضوي أبدا .. نحاسب من ظلمنا كما يجب ليدفع ثمن ما فعله ... نمحي اخطاءنا فلا تركض خلفنا في كل لحظة من عمرنا ... ما تقوله وهم توقفت عن العيش فيه منذ زمن .."

أجابها بإصرار
" ولماذا نأتي بالزمن الماضي ، يُمكننا صنع زمن جديد خاص بنا .."

ابتعدت لتعطيه ظهرها تتمتم برغبة لإنهاء الحديث ومغادرته , وقد تغلغلت رائحته لتذيب بعضا من رفضها يبدو أن الحمل أثرعلى تعقلها
" لا أحب دخول معادلة محسومة من البداية ... ولا أريد المناقشة أكثر من هذا .. يمكنك المغادرة الآن .."

اقترب منها يجذبها من يدها كي تتحرك معه يجيبها ببساطة
"ومن أخبرك أنني. سأغادر .."
قاومته هي تهتف به كي يتركها
" توقف عما تفعله .. غادر بيتي .. ماذا تفعل .."

قالتها وهي تجده يحتل فراشها ليجذبها بقوة كي تستلقي جواره فتحيط نفسها تلقائيا لتسمعه يردف مغمض العينين
" لن التهمك الآن لا تقلقي .. فقط اريد النوم جوارك لساعتين .. أحتاج لنوم مريح .."
ألا ينام في بيته ..؟؟
فكرت فيها وهي تراه مغمض العينين ، ينام على جانبه ويحتضنها بين ذراعيه ، تتوسد صدره .
عضت شفتها وهي تشعر بهذا الضعف يهاجمها ، تقترب أكثر منه بدلا من ابتعادها تُقرب أنفها من صدره أكثر تأخذ أنفاس متتالية تغمض عينيها باستمتاع ، أنفاسها الحارة تضرب وجهه ليفتح عينيه فيجدها مغُمضة العينين تستنشق رائحته بنهم غريب .
صمت ينظر لها بتمعن فتفتح عينيها هي الأخرى حينما شعرت باختلاف وتيرة أنفاسه لتجده ينظر لها فتبتلع ريقها بتوتر لتتململ تقاوم احتضانه لها لتسمع سؤاله الخافت
" أنتِ تقاومين نفسك يا شاهيناز ... أنتِ تحتاجين لي وأنا أحتاجك .... اشتقت لكِ ..."
لقد كرهت كلمة الاحتياج هذه !
رغم حصونها التي تصدعت باقترابه الا أنها لم تخضع لاقترابه في اللحظة التي بعدها لتقاومه حتى تنهض من جواره والغضب يزأر في عينيها ولكنه تمسك بها بقوة , يقبض على يدها التي تدفعه بينما الأخرى تجذبها لصدره بتحكم ويهمس بضحكة خافتة
" حسنا ... حسنا ... سأصمت الآن .... فقط نامي جواري ... أحتاج للنوم العميق أقسم بالله ..."
سكنت تنظر له بصمت لتهدأ أنفاسها قليلا تراقب غمازتيه العميقتين وهما تظهران بقوة أمام عينيها أثناء ضحكه لتردف بخشونة
" حسنا نم وتوقف عما تفعله ...."
أغمض عينيه ليذهب بعد لحظات في نوم عميق رغم النهار الذي يحيط بهما ولكنه كما يبدو مرهق للغاية .
ازدردت ريقها بصمت لتشرد بتفكير .
هل حملها جريمة حتى تُخفيه ..؟؟
هي قادرة على الحفاظ على أطفالها الآن
ستحافظ عليهما وستبني لهما حياة حقيقية جميلة تليق بهما , لن تقبل بالخوف أو التخفي لأي منهما .
لن تهرب بعد الآن لا منه ولا من غيره
مَن يريد التشبث بماضيها فليتشبث كما يشاء .
عادت جملته ترن في أذنيها عن العمر الجديد
أطفالها بحاجة لحياة جميلة معها وذكريات حلوة تسكن قلوبهم وعقولهم , لقد تقدمت بخطى قوية مع عمار , رأت بذرة تقدمها واهتمامها به في معاملته التي تغيرت معها , حديثه المطول معها عما يحبه وما يفكر به , هي تريد أكثر , تريد حياة كاملة معهما بكل ما فيها و ستفعله .

بعد وقت كانت تنهض بهدوء من جواره تأخذ ثياب مناسبة وترتديها لتجذب ورقة خاصة بعمار تكتب عليها
" أنا حامل .... حينما تستيقظ من نومك أغلق الباب خلفك جيدا ..."



انتهى الفصل
قراءة سعيدة 😊


hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 01:37 AM   #6070

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 513
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚💚

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.