آخر 10 مشاركات
نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          بخصوص رواية قبلة المموت … (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )           »          1053ـ دليل الاتهام ـ جيسيكا ستيل. ع د ن (الكاتـب : عيون المها - )           »          واثق الخطى ملكاً فى قلبي *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : حياتى هى خواتى - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          متوجةلأجل ميراث دراكون(155)للكاتبة:Tara Pammi(ج1من سلسلةآل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree8992Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-22, 03:35 AM   #6271

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بعد شهر

راقبت زبونة أخرى تغادر وهي جالسة مكانها تختار بعض التصميمات الجديدة , تُغرق نفسها في العمل علّه يجلب لها بعض الراحة التي لا تجدها كأنها شتّت عنها بعيدا في سِرب آخر لم تلحق به .
انحنت شفتاها لتهمس لنفسها بلا صوت
" أنتِ لم تجديها أبدا يا شاهيناز حتى تهرب منكِ ... لقد عشتِ عمرك بأكمله بلا راحة , عِشته عبثا بين جنون وندم ..."
زفرت بضيق وأخفضت عينيها لبطنها تربت عليها بحنو لتهمس
" أنت وشقيقك فقط من تعطياني تلك الراحة الآن يا صغيري , عناق واحد من عمار يجعلني أرسم طفولة لنفسي جديدة معه وأنا أغمض عيناي مستمتعة بعبق طفولته ...."
ازدردت ريقها بحزن وهي تتذكر قدومه معها الى الطبيب تلك المرة
غصة فاضت من ملامحها وشعورها تلك اللحظة يراودها من جديد , لقد أصر على قدومه رغم رفضها بقوة لوجوده معها , ربما لم ترد أن تكون هناك ذكرى بينهما , هي تعلم قيمة تلك الذكرى لها , حماسسها للاطمئنان على صغيرها وتجربة ذلك الشعور بكل تفاصيله وقد مرّ عليها من قبل بغير إدراك , كل شيء من قبل كان به مرارة وطيش .
" قلقة ...؟؟...."
صوته الهاديء وقتها استفز غضبها الكامن لتلوي شفتيها مجيبة إياه
" وكأنها أول مرة ...!... لقد أنجبت من قبل لو تتذكر ...."
أرادت إغضابه , رؤية أي شيء سوى ذلك الهدوء المغيظ الذي يستفزها أكثر , تسأله نفسها بصمت
هل سيضل بذلك الهدوء , لا تعرف بما يفكر أو ماذا سيفعل
تود لو تدخل لعقله لدقائق , دقائق فقط حتى تعلم بماذا يحيك داخل هذا العقل الداهية
لقد كان أول شيء أعجبت به هو ذكاؤه المريب هذا , عقليته العملية الفذة ولكنها الآن تثير كل الصفات
السيئة داخلها ولحظه هي كثيرة !
رغم تحكمه في غضبه الا أنها رأت نيران تندلع في عينيه , نيران غيرة ستبتلعها لو ترك لها المجال
لكنه أجابها بجمود
" بالطبع أتذكر أنكِ أنجبتِ من قبل ولكن هذا قبل سنوات وبالتأكيد نسيتِ الكثير من الذكريات الخاصة بتلك المرحلة ..."
أطرقت برأسها لتجيبه بشبه ابتسام
" ليس كلها ...."
نظر لها من بين أهدابه بغيظ يكفي العالم أجمع , لم يقابل امرأة مثلها من قبل قادرة على جعل الجليد يغلي من ردودها العاصفة , لم يرد إظهار غيرته القوية من ردها الغامض الذي يحمل معنى لا يحبه .
اللعنة !
كيف يفكر هكذا وهو الذي علم عن ماضيها ما يجعله يجن من التشابك الغير المفهوم ..؟؟... كيف يغار بهذا الشكل وهو الذي تخبط كثيرا بين حكايات تناقلتها الألسن خاصة في مجتمعهم الراقي الذي رأى في تلك الحكايا ما يثير حفيظته بالشكل الاجتماعي البراق .
تنحنح ليجيبها ببرود وهو يلج العيادة معها
" لم تكن فترة رائعة كي تتذكرينها لتلك الدرجة فما أعلمه أن عائلة الصواف لم تكن مرحبة بكِ بينهم , وقد رضخوا رغما عنهم لأسباب غير معروفة ...."
توقفت خطواتها وظهرها يتخشب وكأنها صُفعت بدون توقع لتأخذ نفس وترفع وجهها له تجيبه بخفوت حتى لا يسمعهم أحد من الموجودين
" دوما كنت مرفوضة وليست أول مرة فلا تتوقع أن أنهار حزنا من كلماتك , الا أنني حينما آخذ قرار بعدم رؤية أحد لا أراه بالفعل فليفعل كل شخص ما يريد , أنا لا أهتم ...."
عقد حاجبيه وهو يشعر بالغضب من نفسه تلك المرة , لم يتوجب عليه تتبع طريقتها لاستفزازه وهي في حالتها هذه , رغم قوتها الظاهرية الا أنها شاحبة بعض الشيء .
أجابها بعدما ابتعدت خطوتين عنه
" مَن أخبرك بهذا ... أنتِ دوما مرحب بكِ زوجتي وفي بيتي ..."
لم تنظر له لتنحني شفتاها بهمسة أسى وهي تفكر
لكنني لست مرحب بي في قلبك ولم يكن مرحب بي في قلب أحد من قبل
فتوقف .... فقط توقف .
لم تجب على ما قاله لتردف ببساطة
" هل سندخل الآن ...؟؟...."
أجابها بثقة
" بالتأكيد ...."
بعد دقيقة كانت تنظر في جهاز الكشف ورجفة صغيرة تسير تنبض في جسدها بأكمله تأثرا , لم تنظر له لحظتها ربما لم ترد أن تفسد لحظتها برؤية نظرة لن تحبها لكنها لم تر تلك النظرة التي علت عينيه وهو ينظر بتمعن لشيء لم يكتمل بعد , فقط الدقات هي ما تثبت وجوده الا أنها كانت أكثر من كافية .

مضى الوقت سريعا وهي تستمع لتعليمات الطبيب الذي طمأنها على الجنين وطب منها عدة اختبارات تقوم بها للاطمئنان عليها ليفسر لها ما يحدث معها أنه وحم لكنه مبكر قليلا فيبدو أن الصغير أراد إثبات وجوده بقوة .
رفعت أنظارها له وهو يسأل الطبيب مؤكدا
" هل هي بخير والجنين بخير ...؟؟..."
ابتسم الطبيب ليجيبه برفق
" لا تقلق يا سيد سفيان ... هما بخير فقط تهتم بصحتها ولا ترهق نفسها وتهتم بطعامها تلك الفترة .."
هز سفيان رأسه لتنهض موجهة شكرها للطبيب مرة أخرى قبل أن تتحرك أولا كي تغادر غرفته بذهن شارد قليلا .
حينما تختار الوحدة برغبتك رافضا أن تكون صفحة في دفتر أحدهم قد يمزقها في أي لحظة تفخر بنفسك , بقوتك , بمهارتك في الاكتفاء بذاتك , تخبر نفسك في كل لحظة أنكَ الأفضل , الأقوى , الا أنك تشعر في لحظات خاصة بالمرارة , وذلك السؤال يتردد في عقلك
لماذا لا أحصل على الراحة بعد كل هذا التعب ...؟
دوما تجيب نفسها أنها تدفع دين أخطاء الماضي و لا أحد يمر دون أن يدفع الثمن كلِ بنصيبه .
نفضت رأسها عن أفكاره الفوضوية لتضع نظارتها الشمسية وترفع خصلاتها السوداء الحريرية بأناملها لتدخل أولا المصعد بينما هو يتبعها بنظرات متفرسة صامتة بدءا من كنزتها الوردية القصيرة باتساع مختلف بحيث تميل على أحد كتفيها فتضوي بشرتها البرونزية فيميل بعينيه على بنطالها بخصره المرتفع الذي يرسم خصرها المسطح للآن , يرسم انسياب جسدها المغري بقصة استفزت أعصابه وينزل باتساع , قصير قليلا فلا يسلامس الأرض على حذاء أرضي بأربطة متساوية منسقة للغاية .
رفع عينيه يمر على خصلات شعرها التي استطالت أكثر من اللازم فيزفر بقوة ويقترب خطوتين منها
يلامس خصرها بأنامله بحركة خاصة به فتجفل وقد كانت شاردة
" ربما يسبب لك المصعد الدوران ..."
اتسعت عيناها وقد فاجأها بذلك القرب , لتخترقها رائحة عطره التي تجذبها بقوة تلك الفترة
نصف ابتسامته التي تظهر غمازته العميقة وقد كانت أكثر أثرا من خاصتها , وسامته مستفزة للغاية
ولم تكن بحاجة للتمعن فيها الآن .
رمشت بتتابع لتبتعد قليلا وتجيبه بجمود
" أنا بخير ...."
كانت تعلم أنها ليست بخير , كانت تعلم أنها بحاجة لقرب يُطمئنها ولكنها لم تفعل
لقد أضاعت سنوات من قبل وهي تستجدي نظرة اهتمام من ياسين الصواف , كل شيء فعلته تحديا حتى ترى الاحترام في عينيه , لكنها علمت أن كل ما فعلته لم يؤثر في شيء سوى هدم صورتها أكثر وأكثر , لم يفعل سوى أن جعلها امرأة مشوهة بين ماضي كالقيد الذي يطبق على راحتها وحاضر جمع كل أخطائها .
استجداء الاهتمام بذل لا يجعل منا سوى نفوس كالمسخ لا نستطيع التعرف عليها .
تمتمت مجددا أمام صمته الهاديء
" أنا بخير يا سفيان وإن كنت تظن أنني سأتراجع عن القضية حينما تقدم تلك الاهتمامات البائسة فأنتَ مخطيء ... سنلتقي في المحكمة ...."
التوى فمه ليجيبه بثقة
" أنا لا أريدك أن تتنازلي يا شاهيناز ... افعلي ما يريحك ... ما يجعل غضبك يهدأ ... أنا أنتظر كل شيء بصدر رحب ..."
ابتسمت بتهكم
" ما هذا التفهم المبالغ فيه ... لا تخبرني أنك مخطيء وتود الاعتذار لا سمح الله ...."
عقد جبينه بشيء من الضيق ليجيبها بتروي وهو يقترب من جديد
" أنتِ تحبين اعتذار الكلمات أم الفعل ....؟؟.... "
انفتح المصعد لتنظر للخارج وتعيد أنظارها له من جديد تجيبه بضيق وقوة
" أنتَ لن تفعل هذا ولا ذاك ... لأنكَ تريد كل شيء يا سفيان ... تريد الزوجة التي تنتمي لعائلة عريقة فتحمل أطفال بدماء تخصكم ... عائلة التاجي العظيمة..... وأخرى تريحك .. تعيش معها حالة الانجذاب التي جمعت بينكما دون قيود .. الا أنك مخطيء يا سيد سفيان ... أنا لم أخلق لتسلية أحد ..."
تركته وتحركت بخطوات واسعة ليلحقها يهتف بغضب تحكم به
" تتحدثين عني وكأنني شهريار أبدل بين النساء .... يجب أن تفهمي أسبابي ودوافعي ..."
توقفت لتزجره بنفاذ صبر
" توقف ... فقط توقف قليلا وضع اعتبارا لقلبي في هذا الأمر .... أنا لن أقبل أن تجرحني مجددا ...."
تمتم بتأثر وقد رأى ألمها في عينيها
" شاهيناز .. أنا لم أقصد إيلامك .... أنا تعاملت بطبيعتي ... كما اعتدت ... توقعت منكِ تفهما لما أريد فعله ... لقد عشت حياتي السابقة أحمل اسم عائلتي على أكتافي , جدي رفعني كبيرهم فحافظت على تلك المكانة
, جعلت من اسم سفيان التاجي رمز يحتذي به الآخرون , ما نويت فعله هو لصالح عائلتي فقط ..."
نظرت له بوجع , هي تحبه , اللعنة عليه , هي تحبه
لقد مرت بالكثير لتسقط في عشق هذا الرجل عديم القلب ... يا له من حظ ... !
همست بغيظ وهي تجز على أسنانها قبلا
" ألا تملك قلب يا سفيان ...؟... ألا يخبرك قلبك هذا شيء عليكَ فعله في وقت من الأوقات فتقرر اتباعه ...؟؟...."
كان سؤال لم يستطع الإجابة عليه , ربما باغتته ... هو لم يعتد تلك الأسئلة التي تكشف دواخله ليردف بشيء آخر تماما
" فهد سيكون السائق الخاص بكِ بعد الآن ..."
جعدت جبينها بحيرة لتنظر في الاتجاه الذي يشير له لترى رجل ضخم البنية يقف جوار السيارة الثانية التي تتبع الأولى الضخمة فتزم شفتيها بعدم رضا لتردف برفض
" أنا لا أحتاج لسائق ولو احتجت سأحضر أنا شخص آخر ..."
مال بالقرب منه ليردف بنبرة صارمة
الأمر لا يقبل التفاوض يا شاهيناز ... هذا الرجل سيكون ظلك أينما ذهبتِ .... لا أريد سماع أي رفض ..."
عقدت ذراعيها لتشيح بوجهها بعيدا عنه فيردف بلين
" هيا كي أقلك ( للأتيليه )..."
سارت للسيارة بصمت غاضب لتأخذ مكانها تحاول الابتعاد عنه قدر المستطاع فلا يستحوذ على تركيزها بهيمنته الخاصة , هي لا تريد هذا , قلبها ستغلقه تماما الى أن تطوي تلك الصفحة الى الأبد !

soha, samahss, reehab and 64 others like this.

hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 03:36 AM   #6272

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هل تدرك معنى الفقد وأنت كبير ...؟
لم تكن طفل يتعلق بأذيال والديه ولكن قلبك كما هو يتعلق بقلبيهما ، قلبك كما هو يتلقى الحب منهما باشتياق ولهفة وفخر كقطرات الندى ، لم تكن طفل لتبكي لكن قلبك ينعصر من هول بكائه الصامت .
أمسموح لكَ الحزن ..؟؟
أيحق لك البكاء والصراخ ..؟؟
لم يرد الصراخ ، هي فقط صرخة واحدة بالآه عل قلبه الملتاع يهدأ .
في تلك اللحظة حينما ترى والدك في كفنه الأبيض لا يهم مَن ظلم مَن ، فقط كل ما يهمك أن يسامحك لو أتعبته ، تتمنى السماح منه على سنوات المراهقة الصعبة وسنوات الشباب المرهقة ... لقد كانت السنوات الماضية متعبة لكليهما ، كانت مشحونة بألم وجرح لم يندمل خاصة وصاحبته رحلت تاركة أيامها في قلبه لتخبره كم عانت معه وبسببه ، كان يعلم أن والده فعل ذلك خوفا عليه ولكنه لم يستطع التفهم ، لم يستطع جعل ذلك الأمر خلف ظهره حتى يمضي قدما ، كل ما استطاع فعله هو إعادة العلاقة مع والده حتى وإن كان الماضي يترك ثقوبا بها ، والآن ... كان ممتن أنه فعل فلم يكن ليتحمل ذلك الوجع لو لم يكن جوار والده في أواخر أيامه .
كان يقف في العزاء يتلقى عبارات التعازي بهدوء بينما داخله محرقة والنيران تلتهم روحه ، فلم يكن البكاء مسموح ولا التعب أمر وارد تلك اللحظة ، هو الجبل الذي يتكيء عليه الجميع ... هل سينهار الآن ...؟
لا يعلم كيف مر الوقت عليه وهو يتلقى التعازي بجمود ، يرحب بالضيوف ويفعل ما كان والده يفعله .
الحزن رفاهية لا يمكن للجميع التعبير عنه وقتما يريدون وهو كان يعلم ما له وما عليه تلك اللحظة
تحرك مبتعدا عن صيوان العزاء تاركا شقيقه وأولاد عمومته وبقية العائلة يتحدثون بعدما غادر الوافدين لتقديم واجب العزاء , أراد رؤية والدته تلك اللحظة والاطمئنان عليها , رؤية وجهها والتأكد أنها بخير .
أخرج هاتفه ليرسل لنوران
" هل ما زال لديكم نساء للعزاء ..."
ردت عليه نوران سريعا
" هنا بعض الأقارب فقط يا حاج وغادر المعظم منذ قليل ..."
تحرك متوجها للبيت القريب من مكان العزاء فيقف أسفل البيت العتيق متنهدا بحرقة
الذكريات
يا لها من سهم قاتل للقلب حينما تصبح عدو للإنسان , حينما تصبح ذكريات تهيل علينا ألألم بلا توقف
ذكرياته مع والده ترتسم أمام عينيه , رغم صرامته لكنه كان قوي , رجل عصامي , علّمه أصول التجارة
وضع ثقته فيه حتى وهو يشرد عن سربه انتظره , حتى وهو يرفض التواصل معه تفهمه رغم غضبه وحزنه .
الذكريات تفعل بنا الأعاجيب وهي ترفعنا وتسقط بنا لنرتطم بالواقع الذي نحياه فنرى الفراغ , الخواء
نرى مكان من نحبهم فارغ دونهم لكنهم أخذوا جزءا من القلب لا يعود
هكذا هو الموت
حقيقة صادمة تأتي بلا سابق إنذار لتضعنا في مكاننا الحقيقي
, تنتزع قلوبنا من أماكنها بقوة ثم تعيدها بعد ذلك ناقصة , لا يعيدها شيء كما كانت .
هم يرحلون ويتركون ندبة الفراق في قلوبنا غائرة لا تلتئم , تهدأ وتتقلص يوما بعد يوم الى أن يبقى جزء لا يرحل أبدا , لكن أثرها باق لا يزول .
ازدرد ريقه بصعوبة ليصعد الدرجات بثقل يتمتم بالدعاء ولسانه لا يتوقف الى أن وصل لطابقهم فيقف في الخارج يرسل لنوران من جديد
" أنا في الخارج .."
خرجت له سريعا بوجه شاحب تهمس بألم
" فاروق ..."
أردف فاروق بجمود
" أين أمي ...؟؟..."
تنهدت نوران لتجيبه برفق
" في غرفتها ... أدخلتها الآن لتستريح قليلا ...."
هز رأسه ليقول بهدوء وعيناه تتهربان من عينيها
" أفسحي لي طريق حتى أدخل لها ..."
أومأت لتسبقه تخبر الجميع أن الحاج فاروق سيدخل لتضع كل واحدة حجابها بينما هو يلج يتمسك بعباءته ويخفض عينيه للأسفل , يسير في طريقه لغرفة والديه يجيب عبارات التعازي المتفرقة من النساء
" البقاء لله ..."
هو الباقي جلّ علاه ونحن جميعا سنرحل فليحرص كل منا على ترك العمل الصالح خلفه فهو خير رفيق يشفع .
ولج للغرفة لتطالعه هيئة والدته التي تجلس على سجادة الصلاة وقد أنهت صلاتها فتتمتم بالدعوات ودموعها تنهمر على وجهها , قطب جبينه بألم لرؤيتها هكذا , دموعه توجعه وتود أن يفك قيده عنها لكنه تنحنح يقوّي نفسه , لا يمكنه الانهيار هنا
لا يمكنه الضعف هنا
" أمي ...."
تمتم بها وقلبه ينخلع مع كل حرف فيها , مع كل دمعة تنساب من عينيها تحوله لرجل ضعيف لا يعرفه
رفعت وجهها له لتكفكف دمعها وتهمس باختناق
" تعالى يا بني ..."
اقترب يضع عباءته على جانب الفراش يميل ليرتكن على ركبتيه أمامها يهمس بحب
" أنا هنا ... أنا هنا يا أمي ..."
لم تستطع التماسك أكثر وهي تحتضنه بقوة لتهتف بلوعة
" لقد رحل يا فاروق ... رحل دون رجعة ... لقد مات ... بعد كل هذا العمر معا رحل ..."
شدد من احتضانها ليردف بصعوبة
" أذكري الله يا أمي ...."
أردفت بموجة دموع جديدة
" لا اله الا الله .... لا اله الا الله ... أنا راضية .. والله راضية ... هو ألم الفراق يا بني ... ألم الفراق والعشرة الطويلة الطيبة ... أنا لم أعد صغيرة ولكن الحزن يملء قلبي دون إرادة مني .... البقاء لله ... البقاء لله ...."
أغمض عينيه يخفي ألمه ليربت على ظهرها , يهدهد ألمها عله يخفف عنها
" هو بخير بإذن الله ... هو يحتاج دعاءنا الآن وأعمال صالحة في ميزان حسناته يا أمي ... ادعِ له يا غالية وهوني على نفسك فما الموت سوى زائر سيزورنا جميعا كلُ في موعده .... فلنحسن ضيافته بطيب عملنا .."
تمتمت بلوعة
" يا رب هوّن .... يا رب ارحمه واجعله من أهل الجنة .... يا رب ... يا رب ...."
أبعدت ولدها لتهتف بلهفة
" إياك وأن تحمل له في قلبك ضغينة يا فاروق ... لقد استغفر كثيرا على ما فعل وطلب العفو من الله كثيرا , تصدق كثيرا وقد كان حزين على ما حدث ولكنها أنانية الآباء يا بني ... أحيانا تتحكم بنا فتمحو عقلنا ..."
هز رأسه ليجيبها بشبه بسمة حزينة
" لقد سامحته منذ زمن زمن طويل يا أمي فليغفر الله له ولي على تقصيرنا ....."
تنهدت براحة ليردف برجاء
" دعيني أساعدك حتى تستلقي على فراشك يا أمي ... لقد كان اليوم منهك لكِ ...."
نظرت له لتهمس بخفوت
" هل سترحل الآن ...؟؟..."
قبل رأسها ليجيبها بحمية
" أنا لن أرحل أبدا يا أماه ...."
تمتمت ودموعها تنساب مجددا
" حفظك الله لي وحفظ أخوتك ورزقكم الصحة والستر يا ولدي ...."
أمن دعائها ليدعو لها بالمثل ويساعدها كي تنهض وتستلقي على فراشها , دثرها جيدا ليقبل رأسها ويترك الغرفة ويغادر .
اتجه الى غرفته القديمة وقد كان قلبه ينعصر ألما تلك اللحظة , فجيعته كبيرة
لم يستطع التحكم في دموعه أكثر من ذلك لتنساب على وجهه , يجفف وجهه بخشونة لتنساب مجددا
وكأن القلب يتقلّب على مرجل تحرقه النيران ولا تتهاون , الألم كعاصفة أتت لا تبقي ولا تذر , ما تركت سوى الخواء والحزن كالسماء والأرض .
لم يشعر بتلك التي اقتحمت خلوته لتحتضنه من ظهره بقوة فيتجمد رغما عنه وداخله رفض لرؤيتها له هكذا الا أنها تشبثت لتردف بألم
" لا تبتعد يا فاروق .... لا تبتعد عني يا حبيبي ... دعني معك , دعنا نتقاسم الحزن معا .."
أغمض عينيه بقوة لتستدير في مواجهته تردف بعشق
" دع قلبي يحمل عن قلبك القليل ..."
فتح عينيه يجيبها بنبرة بها الغصة ساكنة
" لقد أتعبته كثيرا يا نور ... خائف ألا أكون الابن البار له , رغم ما فعله ولكن الذنب يقتلني وسنوات ابتعادي عنه تجعل مني مرتعا لطعناتها المميتة ...."
هزت رأسها باستنكار لما يقول
" لقد كانت مرحلة في حياتك يا فاروق .. مرحلة تعذبت فيها برحيل زوجتك , من منا لا يتخبط في هذه الحياة , الفارق أنك عدت وأعدت وصال الود بينكما ... لا تكن قاسي على نفسك هكذا ..."
زفر بقوة ليردف
" فقط أتمنى أن يكون سامحني حقا ... "
مرر يده على وجهه ليهمس بما شق قلبها نصفين وهو يسقط جالسا على الفراش
" كنت أتمنى أن يرى طفل لي قبل موته ... كنت أتمنى ...."
ارتعشت شفتاها بألم لتقترب منه تحتضن رأسه بالقرب من صدرها لتهمس بحب
" لا تفعل ذلك , أنتَ تعلم حكمة الله في كل شيء ... سيراضينا والله .... أنا أثق بذلك ..."
مالت تقبل خصلات شعره بعشق لتتمتم
" أنتَ قوي ومؤمن بالله وبقدره .... لا تترك الحزن يسلبك قوتك يا حبيبي ... لا تجعله أقوى منك بل افعل ما يسعد والدك ويريحه , فكر في طرق للصدقة له , إدع له كثيرا , كن الابن البار له الذي سيضاعف حسناته , كن كما اعتدت منك يا فاروق ..."
عقد حاجبيه يمنع دموعه من جديد , يتركها تضمه هكذا , فالقرب منها راحة لا تتخيلها
هي سكينته ومسكنه .
صوته يأتي خافتا وكأن النبرات محملة بالحزن
" الألم كبير يا نوران ..."
قبلت رأسه من جديد لتهمس برفق
" أترك حزنك ولا تقيده يا فاروق ... القيد سيؤلمك أكثر ...."
وقد كانت محقة
فما ضيره أن يترك قلبه لتهدهده قليلا في قلبها الدافيء , صوتها يبثه سكينة يحتاجها تلك اللحظة وقد استبد به التعب والحزن ليكون ذلك العناق وسادته التي يلقي عليها بأوجاعه الآن حتى ولو كان بالصمت .

soha, samahss, hammam and 63 others like this.

hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 03:36 AM   #6273

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

معرفة وفاة والد فاروق هزت ثبات البيت ، فالجميع كان حزين حتى لو كانت العلاقة بين العائلتين ليست عميقة للغاية ولكنها تحمل شيء من المودة لكن رؤية الحاج فاروق بهذا الحزن كان صعب عليهم ،
لقد ذهبوا جميعا لتقديم واجب العزاء ولكنها قلقة على نوران فقد بدت شاحبة ومنهكة من التجمعات المتتالية ومحاولة التخفيف على الجميع وأولهم زوجها .
تنهدت وهي تبحث عن خالتها بين أرجاء البيت بعدما تركت شقيقتها في الداخل تراجع الدرس الذي أخذته مع معلمتها عن طريق برنامج خاص عن بعد وقد كان اقتراح الطبيب .
محاولة تهيئتها للدراسة قبل مواجهة العالم من جديد فليس سهل مواجهة هذا العالم وأنتَ ملطخ بقذارة الآخرين ، فليست الأعين كلها واحدة ، لن ترى حقيقة ما يحدث معك ، لن ترى كونك ضحية وتحتاج للدعم .

زفرت رؤيا وهي تريح عقلها قليلا من قلقه الدائم ، هي تحاول ترك الامور تسير بتدابير الله ، تثق بقدرته على تبديل الأحوال وطمأنة روحها الخائفة .

وجدت خالتها بالمطبخ تجهز الكثير من الطعام وكان الوقت باكرا عليه فلم يقرب الوقت آذان الظهر بعد لتلج لها سائلة بهدوء
" هل تجهزين الطعام الآن يا خالتي ..؟؟..."
التفتت لها والدة محمد ، ترمقها بتفحص للحظة وبعدها تجيبها
" نعم يا رؤيا ولكنه ليس لنا وحدنا ، بل أجهز الطعام لبيت عائلة زوج نوران أيضا في العزاء ... إنه تقليد متعارف عليه يا ابنتي .."
أومات رؤيا متمتمة
" بارك الله فيكِ يا خالتي ... اخبريني ما الذي أساعدك فيه ..؟؟..."
تنهدت والدة محمد لتجيبها بهدوء وهي تتابع تجهيز تتبيلة اللحم
" اذهبي لزوجك حتى تطمئني عليه وبعدها تعالي لتساعديني يا رؤيا ..."
تمتمت رؤيا بحيرة حقيقية وقد أخذتها المفاجأة
" مَن ...؟؟..."
زمت والدة محمد فمها بحنق لتجيبها بضيق
" ستجعلينني أضربك على مؤخرتك في مرة بسبب تلك البلاهة التي تبتلعك ... كم زوج لديكِ يا ابنتي ..؟؟..."
شحب وجه رؤيا من تقريع خالتها لها وقد كانت أول مرة تحدثها بتلك الطريقة الغاضبة منذ أتت هنا .
تمتمت بخفوت ودقاتها تتسارع
" ماذا به محمد ..."
أجابتها والدة محمد
" يقول أنه متعب ولم يستطع النزول لمتجره اليوم ، لا أعلم ماذا يحدث معه فهو لا يتحدث ..."
تركت ما بيدها لتقترب من رؤيا أمام نظراتها المتسعة تردف بجدية
" أنا سأبدأ في تجهيز غرفة كبيرة لكما الى أن تنتهيا من تجهيز شقتكما في الأعلى ، لا يوجد عندي زوجين ينام كل واحد منهما في غرفة منفصلة ...."
همست رؤيا بتعثر
" أنا ...."
لتقاطعها خالتها بحزم
" أنتِ تحبينه وهو يحبك وأنا لن أقف صامتة أمام غبائكما ... ستضيع أجمل سنوات العمر وأنتما تقفان مكانكما لا تتحركان ... هذا لا يرضي أحد ..."

دمعت عينا رؤيا وشعور بالحيرة يتملك قلبها ، لتقترب منها والدة محمد أكثر تربت على وجهها
" أنا أقسو عليكِ لأجلك يا رؤيا ... شيّدي بيتك بلبنة تفهمك وصبرك ، لقد كانت حياتك وحياة محمد صعبة ...كل منكما يحتاج للحب فلا تبخلا به يا ابنتي ..."
انسابت دموع رؤيا لتحتضنها خالتها تهمس لها بتشجيع
" اذهبي لتطمئني عليه ..."
تحركت رؤيا بعدما جففت وجهها بيديها ، تبعدخصلة منفلتة من ذيل حصانها للخلف لتعدل من منامتها البيتية ، تطرق الباب وتدخل بعدما سمعته يأذن بالدخول .

كان مستلقي على الفراش يضع ذراعه فوق رأسه ، مغمض العينين ، يرتدي بنطاله البيتي فقط كعادته لتتنحنح فيفتح عينيه بثقل ، ينظر لها من بين أهدابه
تمتمت رؤيا ببعثرة دقاتها
" لقد أتيت للاطمئنان عليك ... خالتي تقول أنك مريض .."
" لست مريض ..."
خرج صوته بخشونة كعادته لترفرف بأهدابها خجلا من تواجدها هنا بعدما حدث بينهما .
تمتمت بخفوت وهي تقف على بعد خطوات من فراشه
" لماذا لم تخرج إذا ..؟؟..."
انحنى فمه بشبه ابتسام ليجيبها ببساطة
" أشعر ببعض الإرهاق وجسدي متعب يحتاج للراحة ، ربما تمرنت بحدة قليلا فتعبت ..."
زمت شفتيها لتهمس بلوم
" لم يجدر بك التمرين هكذا وليس ضروري أن تتمرّن ليلا كل ليلة ... جسدك سيؤلمك .."
نهض محمد فجأة ليجلس فتجفل وتتعثر بنصف خطوة للخلف ليجيبها ينظرة ثاقبة
" جسدي يؤلمني على كل حال .."
لا تعلم إن كان يقصد معنى وقح أم لا فقد كانت حائرة بما يجب فعله تلك اللحظة .
تمتمت بمحاولة للمغادرة
" هل تحتاج لشيء أفعله لك ...؟؟..."
" اقتربي ..."
قالها بجدية بدت لها خشنة أكثر من اللازم لينتفض قلبها بقلق فتقترب هامسة بحيرة
" ماذا حدث .."
جذبها من معصمها لتميل عليه فيردد بنفس الجدية
" ماذا تضعين على شفتيك ..؟؟؟..."
تمتمت بتعثر
" مرطب .."
سأل وعيناه تمر على شفتيها بتدقيق
" ما هو مذاقه ..؟؟..."
لقد شعرت أنها في اختبار ... وعليها أن تجيب الإجابة الصحيحة لكنها كانت مبعثرة كحبات الرز التائهة
" لا أعرف ..."
قالتها بصعوبة لينحني فمه بعبث ويجيبها بثقة
" سأعرف أنا ..."
وفي اللحظة التالية كانت تجلس على ساقيه كي يعرف مذاق مرطب شفاهها بقبلة سرقت أنفاسها وجعلتها كريشة طائرة لم تستقر على أرض بعد .
لقد كان يحتاج لتلك القبلة .... يحتاجها بقوة ، لم يستطع الابتعاد عنها أكثر ، أراد ضمها لصدره علها تطفء تلك الحرائق بداخل صدره .
ابتعد عنها يضع جبينه على جبينها ليهمس بصعوبة
" سأكتفي بتلك القبلة الآن لأن أمي ورضوى هنا ولكن لنا حديث آخر .."
لم تستطع قول شيء وهي تشعر بمشاعرها المتخبطة وتلك الحيرة تلفها ليردف بتسلية
" أريد شاي بالنعناع من يدك ، فله مذاق خاص ..."
رمشت ببلاهة وهي تنظر له ليشاكسها
" رؤيا .. هل التصقتِ بركبتاي ... في الحقيقة يعجبني هذا الوضع جدا ..."
انتفضت واقفة لتركض للخارج دون قول كلمة بينما هو شقت الابتسامة وجهه وقد أنعشته قبلتها .


..........................................

soha, samahss, hammam and 60 others like this.

hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 03:37 AM   #6274

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كان ينتظر فنجان القهوة الذي تعده زوجته ، يمني نفسه ببعض الوقت الهاديء بعد يوم عمل طويل ، بحث بعينيه عن كتابه الذي يقرا فيه تلك الأيام إن كان موجود في المكتبة الصغيرة الذي تحتل جزءا من جدار البهو بينما يجاورها العديد من الأرائك الملونة بين البرتقالي والأبيض ودرجات البني .
نهض ليبحث عنه عن قرب فلم يجده ليبتسم بتنهيدة حنونة
" لقد أخذته رباب كما يبدو كي تهرب من الدراسة فيه .."
اختار واحدا آخر ليعاود الجلوس ولكن اقتراب فلة منه اوقفه عن البدء في القراءة ليبتسم لها بحنان ويمد يده لها فتقترب منه تجلس جواره ، تميل على صدره بهمس
" أنا متعبة يا بابا ... قلبي يؤلمني ...'
مرر أنامله بين خصلات شعرها المجموعة بذيل حصان
" تحدثي يا ابنتي ... أخبريني بكل ما يؤلمك ..لا أحب صمتك يا فلة ... صوتك يريحني يا حبيبتي "
تمسكت بقميصه لتهمس باختناق
" لقد ظننت أنني مع الوقت سأقوى .. سأستطيع البعد ... لكنني أتألم يا بابا ... كل يوم يمر دون أن أراه يعصر قلبي حزنا ووجعا ، وهو لم يقترب ، لم يهاتفني مرة .. لم يحاول التواصل معي أبدا ... لا أستطيع حتى الاطمئنان عليه .."

تمتم والدها بهدوء
" هو بخير .."
اتسعت عيناها لتبتعد عن والدها هاتفة
" حقا ..؟؟.. هل رأيته ..؟؟...أين يا بابا ..؟؟.."
صمت والدها يرمق لهفتها التي تنبض في كل ملامحها ، صدرها الذي يعلو ويهبط بتسارع في انتظار كلمة منه حتى تطمئن .
الحب وما يفعله بنا !
أجابها بتروي
" لقد اتصل بي يا فلة حتى يَخبرني أنه ينتظر قرارنا بشأن ارتباطكما ..."
تابع بهدوء
" هو ببساطة كان يذكرني أن الأمر طال وهو بحاجة لمعرفة القرار ..."
ارتعشت شفتاها لتهمس بوجع
" ألم يقل شيء آخر ..؟؟..."
هز والدها رأسه بالنفي لتنغلق ملامحها بأسى ، هناك شيء صغير بداخلها ود لو أنه أخذ القرار عنها ، لو أنه أتى هنا واختطفها وأجبرها وأجبر الجميع على الرضا بزواجهم .
لقد عادت لعملها مؤخرا ولكنها لم تستطع الظهور أمام الكاميرا بعد رغم إصرار قصي عليها أن تضع حياتها الشخصية جانبا وتنتبه لحياتها العملية ولتلك الفرصة التي أتاحها لها بالظهور معه في برنامجه الناجح الذي يتابعه آلاف المشاهدين ، لكنها لم تستطع ، لم تقدر أن تبتسم وبداخلها كل هذا العطب وتعلم يقينا لولا أن قصي أحد مؤسسي القناة وشريك بالإنتاج لما كانت ظلت محتفظة بعملها فهو منذ أول لحظة يدعمها ويدعم هديل لأنه يرى فيهما موهبة خاصة .
لم ترد خذلانه لثقته ولكن قلبها يتألم ، كلها يتألم .
" حبيبتي ..."
صوت والدها انتشلها من ذلك الصراع الدائر داخلها لتنظر له بأسى فيردف برفق
" رواد يضع الكرة في ملعبك ..."
قطبت جبينها بحيرة ليضيق والدها بهدوء
" هو يريد أن ينبع القرار من داخلك دون ضغط منه أو تدخل ، ترك لك الوقت كاملا حتى تستطيعين الهدوء والتفكير بعدما حدث ، تركك حتى تستطيعين النهوض من جديد دون أن يجيرك على شيء ..."
ازدردت ريقها لتهمس
" لم يسأل عني حتى ..."

تنهد والدها بحزن لحالتها ، ليس سهلا عليه رؤية فلة المبتهجة دوما بتلك الحالة ، ليس سهلا عليه ما حدث لها ولكنه يوقن أنه ابتلاء من رب العالمين وهو تقبل وصبر وحمد الله على عودة ابنته من جديد لحضنه وبيته .

أردف والدها بهدوء وهي تنظر له باحتياج لسماعه
" اسمعيني جيدا يا فلة ... أنا ووالدتك لا نريد سوى سعادتك وصالحك ... وإن كانت والدتك رافضة لرواد فهذا خوفا عليكِ ولا يمكن لومها على هذا ... لكن في النهاية هي حياتك وما حدث مقدر لكلاكما المرور به ، ربما ما حدث كان لحكمة تعلمكما ، ربما كان لتكفير ذنب لرواد واختبار لكل ولقوة تحملك معه ،"
ازدرد ريقه ليتابع بهدوء
" أنا منذ أول لحظة وأنا معجب برواد ، منذ حديثك عنه بأنه دافع عنك مقابل خسة ابن عمك باسم ، حافالغريب ولكنه حفظك في عينيه ، دعمك في دراستك وفي عملك ، وجوده كان مؤثر. في حياتك بالإيجاب ، كل هذا أراه وأراقبه ، أجببت فيه إصراره على بناء نفسه وشخصه فأصبح المهندس رواد ... كل هذا يدل على نبتة صالحة يا ابنتي ... حتى ولو كان أخطأ فليس منا من هو معصوم من الخطأ ...المهم التوبة الصادقة ..."

أسدلت أهدابها لتهمس
" أنا محاصرة بين شعورين ... الحب والخوف ... أنا لست خائفة على نفسي يا بابا ... أنا خائفة مم قراري أن يتسبب بالأذى لأحد فيما بعد ... هذا العالم الذي دخله رواد أسود للغاية ... ليس لديهم رحمة .."

جذبها والده لعناقه ليربت على ظهرها مردفا بدعم قوي
" لا تخافي من شيء ووالدك معك يا فلة ... أتركي كل شيء على الله وهو كفيل بطمأنة قلبك يا ابنتي ... أنا معك في أي قرار تتخذينه يا فلة .. أنا أثق بك يا حبيبتي ..."

احتضنته بقوة لتهمس برجفة بكاء
" حفظك الله لي يا بابا ... حفظك الله لي ..."

بينما والدتها كانت تراقبها على باب المطبخ بعينين دامعتين وقلب حائر بين سعادة ابنتها وخوفها عليها ، تتذكر جملة زوجها لها فتطمئن قليلا
لو قدر ابنتك أن يحدث لها سوء سيحدث لها حتى ولو كانت نائمة جوارك على الفراش فتوكلي على الخالق ودعي أمورك لله .

soha, samahss, reehab and 58 others like this.

hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 03:38 AM   #6275

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اليوم الثاني

كانت تقف أمام مرآتها في بيت والدها تجهز نفسهابحماس صامت ، لم تبد أي صوت ولكن قلبها يقيم عرسا داخله وصوت الموسيقى يضرب رأسها فيجعل منها مشاكسة تتحرك هنا وهناك حتى تنهي هيئتها كي تبدو بأجمل ما لديها ، لقد عادت أخيرا لبيت والدها ، عادت منفتحة على حياة جديدة مختلفة ، حياة تتمنى أن تكون الأفضل وها هو اليوم الذي حلمت به طويلا أتى ولم يأت بتلك السهولة بل أخذ شهرا حتى يقرر موعد لقدوم قصي الى هنا كي يطلب يدها ، شهرا لم تره خلاله ولا مرة ، لقد كانت بينهما اتصالات سريعة لا تحوي حديث عن الماضي بناء على رغبة قصي
لقد قالها لها صريحة
" أحتاج أن أرى عينيكِ حتى أستطيع الحديث ..."
عضت شفتها وهي تضع ملمع الشفاه بلونه الوردي كي يليق بفستانها بلون الفضة الرومانية ، كان فستان محتشم ناعم لاق بها وتوج جمالها المميز .
صوت هاتفها أجفلها لتنظر فتجد مكالمة مرئية جماعية للبنات فابتسمت بحب لتفتح على الفور فتسمع هتافاتهن
" يا عرووووسة ... ألف مبرووووك ..وااااااو ... ما هذا الجمال ."
ضحكت بمرح لتهتف بلوم لهن
" ما كان عليّ فتح المكالمة ، كان عليكن الحضور ورؤيتي في الواقع لا في الهاتف يا هوانم .."
ردت هديل بصوت فرح لأجلها
" من أخبرك أننا لن نأتي ولكننا لن نأتي في بداية المقابلة حتى لا يطردنا والدك جميعا ومعنا العريس المسكين ، فهو على حافة الرفض ولا نريد إثارة حفيظته ..."
ضحكت زبرجد ولم تجبها ، فماذا ستقول ، هي تعلم أن والدها وافق بصعوبة وكل يوم يسألها
هل ستستطيعين العيش مع نجم له الكثير من المعجبات وحياته مختلفة عنها فتجيبه بنعم وأنها ستستطيع طالما هو معها وجوارها ويدعمها فلا يستطيع الرد عليها .

تدخلت ألماس قائلة
" وقصي لن يتحمل مماطلات أخرى ، يكفي ما فعله والدك فيه ..."
ضحكت زبرجد بخفوت لتزجرها بمرح
" حسنا .. أخفضي صوتك حتى لا يستمع بابا لكِ فيلغي الزواج بأكمله .."
ردت فلة بابتسامة
"لا .. سنصمت جميعا يا جميلة ونجهز أنفسنا حتى نأتي لكِ بعد قليل ..*
" لا أريد تأخير .."
قالتها زبرجد بتحذير وابتسامتها الواسعة ،لتغلق معهن الهاتف وتنظر لنفسها مجددا برضا ، تتنهد بحالمية وسعادة لحدث الليلة ولكن تذكرها لاتصال والدتها بها جعل ملامحها تتغضن بألم ، هي لا تستطيع مد جسر الحب بينهما وكأن السنوات السابقة لم تكن
لا تستطيع التعامل وكأن قلبها لا يتألم وما يتعبها أكثر هو رغبة والدتها في تعامل طبيعي بين أم وابنتها وكأنها ما هجرتها يوما ، وكأنها ما أوجعتها يوما !

هي لا تستطيع التعبير عن ذلك الوجع الذي يسكن قلبها منذ لقائها بها ، كل الكلام لا يعبر عما تشعر به وهي لا تهون الأمر عليها بل تطلب منها لقاءات واقتراب يخيف زبرجد ، الخوف من التعود وبعدها الصدمة ، هي لن تستطيع تحمل هجر آخر الآن .
لم تستطع تلبية طلب والدتها باللقاء وتحججت بانشغالها ، هي لا تريد أن تكون هكذا ولكنها تحتاج للوقت ، تحتاج لتخطي ما حدث قبل تقبل الجديد .

ازدردت ريقها لتهمس لنفسها
" كل شيء سيكون بخير يا زبرجد ، حتى الحزن له يوم وينتهي ... لن يدوم أبدا ..."

soha, samahss, reehab and 54 others like this.

hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 03:38 AM   #6276

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

غصن البان خاصته ، جميلة كالقمر حين يحتضن عيوننا بنظرتنا المنبهرة به ، جميلة أكثر مما يتحمل قلبه .
هل حقا يراها الآن بعد صوم طال لشهر كامل لم ير فيه عينيها بلونهما الساحر ، زبرجد .. من سرقت القلب بنظرة من عينيها ، من قدم لها كل كيانه على طبق من ذهب بكل رضا .
فستانها بلونه. الجميل كان بكمين قصيرين وصدر دائري أظهر سلسالها الصغير على هيئة فراشة داعبت شوقه السافر بقوة ليخفض عينيه عنها حتى لا يطرده والدها إن لاحظ تحديقه القوي بها .

كان قلبه في تلك اللحظة يهرول لقلبها عله يلامسه فتدب فيه الروح من جديد ، كانت أمنية ، أمنية تمناها الآن وهو يراها أمام عينيه دون القدرة على ملامستها .

ازدرد ريقه ليردف ببحة شوق
" كيف حالك يا زبرجد ..؟؟..."
أجابته بنبرة مرتعشة
" ب .. بخير الحمد لله ..."
لتجذبها شام الى عناقها تهمس لها
" اشتقت لكِ .. لو تعلمين كم أنا سعيدة أنكما تصالحتما لن تصدقي .."
أجابتها زبرجد بابتسامة حلوة
" بالتأكيد سأصدق يا شام لأنني اشتقت لكِ أيضا ..."
كان يراقبهما بسعادة ورغبة مكبوتة أن يحصل على هذا العناق بدلا من شقيقته فالقلب أصابه الجدْب في ابتعادها .
نظر لوالدلها فيصطدم بعينيه ليهدأ مردفا بابتسامة هادئة
" عمي لقد أتيت اليوم مع شام عائلتي الوحيدة هنا كي أطلب يد زبرجد للزواج ، وكلي رجاء أن تقبل طلبي وإذا رغبت بأناس أكثر سآتي لك بكبار البلد ومسئوليها هنا كي نطلب يدها ..."
أجابه السيد نادر بهدوء
" أنا لا أريد رجال كبار أو مسئولين أو أعيان يكفي شقيقتك التي أنارت بيتي بطلتها المشرقة ..."
ضحكت شام قائلة بمرح
" شكرا على رفعك لمعنوياتي يا عمي وربما أنا مشرقة من السعادة لأجلهما .."
"وتكفيني سعادتك الصادقة يا ابنتي كي أقبل .."
اتسعت عينا زبرجد وأنفاسها تسرق منها لتنظر لوالدها فيبتسم لها بتأكيد ، يهز رأسه وكأنه يخبرها
لأجل سعادتك سأفعل يا زبرجد
رؤيته لحزن ابنته بعد رحيل والدتها أوجعه بصمت ، صوتها وهي تعتذر له من جديد ولكن تلك المرة بحزن ، بأسى ، بوحدة شعر بها بقوة .

فمواجهة الهزيمة ليست بالشيء الهيّن وقد كانت هي هزيمتها .
لقد خالفت كل توقعاتها لتخبرها ببساطة أنها موجودة متى ما احتاجت لها ، أنها ستسأل عليها على الدوام كي تطمئن عليها وستأتيها قريبا فترفض زبرجد أن تخبرها بخطبتها الوشيكة أو أي تفاصيل عن حياتها ، لم تؤلمها بكلمة ولكنها ابتعدت بتفاصيلها التي رأت أنها ليس من حقها معرفتها .
ورغم غضبه وكرهه لما فعلته به الا أنه لم يرد لابنته هذا الألم ، لم يتمن يوما أن تجربه أو تذق مرارته فهو أكثر من يعلم بمذاقها المر .
تنحنح ليردف بجدية
سنحدد موعد العرس قريبا بإذن الله وتلك المرة سيكون عرس حقيقي يليق بزبرجد في حضور والدها ..."
..."
لم يصدق قصي عينيه وهو يشعر بالسعادة تغمره لينهض يعانق السيد نادر فجأة بتأثر فيبعده الرجل بغضب مفتعل
" ابتعد يا ولد والا غيرت رأيي ... وإياك أن تعانق ابنتي هكذا ..."
ضحك قصي لتخفي زبرجد ضحكتها في عناق شام التي هتفت بسعادة تبارك لهما لتنتقل بعدها لصدر والدها تتشبث به فيتمسك بها ، يربت على ظهرها بحنو يتمتم بالمباركة ، يتذكر حسن الذي أخبره أمس
" لا تعذبهما مجددا ... دعهما يجدا السعادة التي لم تجدها أنت علك تجد سعادتك في رؤية سعادتهما ..."
لقد ذهب له بعد لقائه بسمية طليقته .
ابتسامة قاسية شقت فمه وهو يتذكر لحظة رؤياها بعد كل هذه السنوات ، كم كان الأمر قاسي ومؤلم ورغم الألم أصر على مواجهتها ، لو كان في السابق لما استطاع رؤيتها بكل هذا الهدوء الذي احتله ، لا يعلم كيف استطاع التعامل بهذه الجدية الهائة وكأنها امرأة غريبة عنه وكأن الحب الذي نهش قلبه لسنوات بحرقة لم تهدأ تبخّر .
لقد أراد مواجهة نفسه قبلها ، أراد أن يثبت لنفسه أنه رجل قوي لم تهزمه السنوات بمصائبها ، لم يهزمه الهجر ولم يميته الألم .

" السلام عليكم ..."

قالها بهدوء أجفلها وكأنها لم تتوقع رؤيته أبدا لتدور عيناها بخوف ، تنظر في المكان حولها ، لقد كان مقهى قريب من بيت عائلتها القديم جلست فيه لتنهي بعض الاتصالات الخاصة بالعمل ، بالتأكيد ذهب لبيت عائلتها يسأل عنها .
ازدردت ريقها الجاف لتهمس بصعوبة
" وعليكم السلام ..."
أخذ كرسيه ليجلس. قبالتها يدقق النظر فيها ، ما زالت تحمل جمال خاص بها حتى ولو زاد بها العمر الا أنه في تلك اللحظة أدرك أن جمال الشكل لا يغني عن أنانية الروح .
لقد أدرك بالطريقة الأصعب أنه لم يكن ملاكا بجناحين ولكن ما فعلته معه ومع ابنتها لا يمكن تبريره أو السماح فيه ، ربما لو رآها من قبل لكان دق عنقها ، حتى ذلك السلام الذي يلقيه لم يكن ليستطيع النطق به ، لكن الآن بعدما ساعده حسن لفهم نفسهوما حدث معه أصبح رجل مختلف ، رجل قادر على التحكم في غضبه وتطويعه كيفما يريد
" كيف حالك يا سمية .."
أجابته بوجه منغلق
" بخير الحمد لله .. بالتأكيد أفضل مما كنت معك .."
ابتسم بقسوة ليجيبها
" هذا جيد ... أنتِ ما عدتِ تمثلين شيء في حياتنا ولذا لا نتمنى لكِ الخير أو السوء ... نحن لا نراك...."

اندلع الغضب في عينيها لتهتف فيه
" لماذا تجمع زبرجد معك ... هل أنت من جعلها ترفض مقابلتي ..."

هز رأسه بنفي ليجيبها بهدوء
" بالعكس ... أنا لم أتحدث معها عنكِ مطلقا ... ما جعلها ترفض المقابلة هو شعورها بكِ... هي الغربة التي وجدتها في عناقك .. هي صدمتها في الحقيقة ، بأنكِ لم تهتمِ بها أو تحاربي لأجلها يوما ... "

لهث ليتابع بحزم
" توقفي عن لعب دور الضحية لأنه لم يعد يليق بكٍ وواجهي نتيجة أفعالك ..."

ازدردت ريقها لتهمس بتعثر
" لقد كنت خائفة منك .."
ضحك ليردف بتهكم
" أنا لم اضربك يوما يا سمية ... خوفك مني غير مبرر .. فإن كنت رجل صعب وحازم بطبعي ولكنني لم أكن لأقبل أن تظل زوجتي معي وهي غير راغبة .. لو كنتِ واجهتني كنت سأقبل حتى ولو عاندت وحاولت معاك لرأب الصدع ، كنت سأقبل. ولكن هروبك واختفائك دون النظر للوراء كان حقارة منكِ ..."

اتسعت عيناها لتهتف برفض
" نادر ..."
ولكن السيد نادر لم يهتم ليقول لها بجدية صارمة
" اسمعيني جيدا يا سمية .... ابتعدي عن حياتنا ، ابتعدي عن ابنتي طالما وجودك يحزنها ، لا تقتربي منها مجددا ، لا أريد رؤية هذا الحزن والألم في عينيها مرة أخرى .."
لوت شفتيها هاتفة بغيظ
" وكأن حياتها معك نعيم ، لقد علمت أنها تركت البيت لك بسبب أفعالك .."

رفع نادر حاجبه ليجيبها بسخرية
" أفعالي أنا .. !!...حتى وإن أغضبتها فهي ابنتي .. حبيبتي .. قطعة من قلبي .. من كرست سنوات عمري لها دون ندم ولكن أنتِ ماذا فعلتِ لها ..؟؟... ماذا قدمتِ لها ... حتى عائلتك لم تكن تستطيع الاقتراب منها وأنتِ هاربة ولم تهتم بها ، بماذا كانوا سيجيبون أسئلتها حول اختفائك ... "
رمشت بألم ظلل عينيها لتجيبه بحشرجة
" لقد أخطأت في حقها ومعترفة بهذا .. لم أنكر وطلبت منها مسامحتي .."
نهض نادر ليجيبها باختصار
" لم يكن ندمك كافي كما يجب ... ندمك لا ينبع من قلبك يا سمية للأسف .."

ألقى عليها نظرة أخيرة ليتحرك خطوة فتوقفه بسؤالها
" هل لو تزوجت زبرجد قريبا .. ستمنعني من حضور عرسها ..؟؟..."
لم ينظر لها نادر على الفور ورغبة قوية بداخله تخبره أن يلتفت لها ويصرخ في وجهها أن تختفي من حياتهما ، تختفي ولا تظهر مجددا كما اعتادت لسنوات ولكنه لم يفعل ، حينما تخيل شعور زبرجد ليلتها لم يفعل بل استدار لها ليجيبها بهدوء قبل مغادرته
" ما تريده زبرجد هو ما سيتم ..."

صوت زبرجد الذي هتف فيه جعله ينتفض من تلك الذكرى المؤلمة له ليرسم ابتسامة على وجهه ويجيبها
" نعم يا ابنتي .."
قطبت زبرجد لتسأله بقلق
" هل أنت غاضب من شيء ما ... هل حدث شيء ..."
أحاطها بذراعيه ليجيبها بنبرة حنونة تطمئن قلبها
" بل سعيد لأجلك يا حبيبتي .."
ابتسمت لتلتقي عيناها بعيني قصي وتلك النظرة فيهما تعادل عالم بأكمله ، هل وصل القلب لبر أمانه ..؟؟
تلك الامواج الثائرة في عينيه الزرقاوين بشوق مستعر لا ينتهي وكأنه لا يصدق تلك اللحظة بينهما ، لا يصدق أنها أخيرا ستصبح زوجته أمام العالم كله .
تنحنح قصي ليقول بهدوء
" عمي .. هل يمكننا تناول العشاء في الخارج ومعنا شام بالطبع .."

رمقه والد زبرجد بصمت ليجيبه بصرامة
" لا ... لا يمكنك يا سيد قصي ... هي لم تصبح زوجتك بعد ، لكننا سنرتب موعد واختاروا المكان الذي تريدونه وأنا من سيدفع واخبري صديقاتك المجنونات كي يحضرن طعام العشاء ..."

صمت قصي بحنق داخلي وهو يفكر .. يمكنه أن يدعو ا…


صمت قصي بحنق داخلي وهو يفكر .. يمكنه أن يدعو المنطقة بأكملها لطعام العشاء ولكن يتركها له ولو لدقائق وحدهما ولكن هذا لم يحدث ، الا حينما ذهبت لإحضار أكواب العصير والكعك فتبعها متعللا بحاجته لغسل يديه .
لم تشعر سوى وهو يجذبها من يدها بعيدا عن عين والدها ليهمس برجاء وأنفاسه الحارة تضرب كل كيانها
" فقط عناق واحد يا زبرجد .."
هزت رأسها برفض وقلبها ينتفض بين أضلعها
" لا يمكن ..."
تمتم قصي بلهاث وعيناه تلتهم ملامحها لتتوقف عند شفتيها بتوق يلتهمه
" لم اقل قبلة ... عناق واحد أتأكد أن ما يحدث حقيقي وأنك حقيقية .."

ابتسمت بحلاوة لتجيبه بدلال لا يحتاجه تلك اللحظة
" لا عناق ولا قبلة ... واطمئن ما يحدث حقيقي وأنا وأنت حقيقة ستكتمل بإذن الله ..."
تنحنحت وهي تحاول الابتعاد عنه لتهمس ببسمة
" بابا سينادي الآن .."
لم تكمل جملتها وصوت والدها يعلو بالنداء
" زبرجد ..."
لترفع حاجبيها بقلة حيلة وتبتعد عنه فيزفر قصي باستياء وهو يعلم أن والدها لن يجعل أيامه سهلة أبدا .

soha, samahss, hammam and 60 others like this.

hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 03:40 AM   #6277

hadeer mansour
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وساحرة واحة الأسمربقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية hadeer mansour

? العضوٌ??? » 312706
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 3,442
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » hadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond reputehadeer mansour has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نهضت شاهيناز بإرهاق لتنهي روتينها الصباحي بين إطعام كلبها وتجهيز نفسها للخروج فقد كان عمار يقضي ليلته لدى ياسين ورغم رغبتها في كونه سعيد فلا تجبره على شيء ولكن المكان كان موحش بدونه وقفت في مطبخها أخيرا تعد العصير الذي اعتادت تناوله كل صباح
.
شردت فيما حدث قبل ليلتين حينما وجدته أمام بابها يقول لها بلا مقدمات
" هل لديكِ طعام ...؟؟..."
لتجيبه بسخرية
" لم تبدأ موائد رمضان بعد ... "
ابتسم سفيان بتسلية
" وكانني عابر سبيل يا جميلتي .."
زمت شفتيها بضيق لتردف
" لو قال لي عابر السبيل يا جميلة لكنت أغلقت الباب في وجهه ، فالزم لسانك من فضلك ..."
تركته وولجت للداخل كي يتبعها ويغلق الباب خلفه وفعل ليرمقها بتمعن ، تتحرك بمنامتها الزرقاء بقصتها الأنثوية ، خصلات شعرها الحرة أسفل ظهرها ، دوما مبهرة بطريقتها الخاصة حتى وهي بسيطة ولا تضع شيء في وجهها ، فبنطال منامتها القصير أظهر خلخالها الناعم حول ساقها اليمنى ليسرق نظراته رغما عنه
" لو لم يقل عابر السبيل ذلك سيكون رجل أعمى ولكن ردة الفعل لن تكون بغلق الباب بل بقص لسانه ..."
لم تستدر لترد عليه بل قالت ببساطة
" ماذا تريد أن تأكل ...؟؟..."
اقترب ليقف جوارها في المطبخ يجيبها بسلاسة وهو يتخلص من سترته
" معكرونة بالدجاج ..."
رفعت حاجبيها لتردف براس مائل
" حقا ..؟؟... تأتي في الثانية عشر ليلا كي أعد لك معكرونة بالدجاج وتسبب الإزعاج لعمار النائم بالداخل ..؟؟... ماذا يحدث معك يا سفيان ..؟؟؟..."
مال بالقرب منها ليهمس
" اشتهيتها ..."
كانت تعلم مقصده جيدا .... لتردف بتهكم
" هل تتحرش بي يا سفيان .؟.."
انطلقت ضحكاته ليجيبها ببحة
" أنتِ ما زلت زوجتي يا شاهي ... أي أن ما أقصده يفوق التحرش بمراحل ..."
زفرت بقوة لتبتعد عنه هاتفة
" يا الله ... لا فائدة منك .."
ثم التفتت له هاتفة بحدة
" ستأكل المعكرونة وتغادر على الفور ... "
اومأ لها لتبدأ رحلتها معه في تتبع حركاتها ، مغازلتها ومشاكستها التي جعلتها تقارب الجنون ليغادر بعدها بضحكة مرحة .

تنهدت بتعب وهي ترتشف من مشروبها لتهمس لنفسها
" وماذا بعد يا شاهيناز ..؟؟...."
لكن صوت جرس الباب أجفلها لتتحرك من مكانها كي ترى من بالخارج فتجد غريب يقف ويحمل دفتر يطلب إمضائها قائلا ببساطة
" أنت السيدة شاهيناز .؟؟؟.."
أومات له ليضيف بنفس النبرة
" هذه ورقة طلاقك ... نحتاج لإمضائك هنا ....."


hadeer mansour غير متواجد حالياً  
التوقيع

التنزيل كل اثنين العاشره مساء بتوقيت القاهره







رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 04:32 AM   #6278

أزهار الفل

? العضوٌ??? » 476182
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 252
?  نُقآطِيْ » أزهار الفل is on a distinguished road
افتراضي

شكرا على المجهود الرائع، قمة الروعة 💚💚💚
MerasNihal likes this.

أزهار الفل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 04:41 AM   #6279

عواصف الصمت
 
الصورة الرمزية عواصف الصمت

? العضوٌ??? » 394110
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 231
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عواصف الصمت has a reputation beyond reputeعواصف الصمت has a reputation beyond reputeعواصف الصمت has a reputation beyond reputeعواصف الصمت has a reputation beyond reputeعواصف الصمت has a reputation beyond reputeعواصف الصمت has a reputation beyond reputeعواصف الصمت has a reputation beyond reputeعواصف الصمت has a reputation beyond reputeعواصف الصمت has a reputation beyond reputeعواصف الصمت has a reputation beyond reputeعواصف الصمت has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

😭😭😭 ليش هيك
شو راح يصبرني الفصل القادم.
شكرا على الفصل 😘😘😘


عواصف الصمت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-22, 04:51 AM   #6280

rasha shourub

? العضوٌ??? » 267348
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,873
?  نُقآطِيْ » rasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل رائع بس ايه القفلة دي يا هدير بعد المكرونة يبعت ورقة الطلاق يا ترى ناوي على ايه يا سفيان

rasha shourub غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:11 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.