22-06-19, 02:07 AM
| #1 | ||||
|  رواية قمر الدم * مكتملة * الجزء الأول يوم الإعدام دلو ماء أيقظه من إغماءته فتح عينيه فرأى الأرض أمامه وعنقه فوق خشبة الإعدام فجأة تذكر كل شيء - " أنت ترتكب خطأ كبيرا.. ما كنت لأؤذيها أبدا " خرجت الحروف ضعيفة لكنها مسموعة. - " قل هذا الكلام للشيطان عندما تقابله في الجحيم الذي سأرسلك إليه" أجابه مخاطبه قبل أن يتبع كلامه بأمر اجتمعت المدينة كلها لتشهد تنفيذه. - " نفذ "... ********** قبل مئات السنين .. بأنفاس لاهثة وأرجل مرتجفة، وقف مانزو وإريس أمام كهف بالكاد يكفي مدخله لمرورهما.. مازالا يقاومان الدوار الشديد الذي يعصف برأسيهما... - "إريس .. هل أنت واثق من أنه الكهف المنشود؟" يرمقه إريس بعين نصف مفتوحة قبل أن يجيبه: -" لا" نظرة دهشة تطل من أعين مانزو فيقول وهو خائف من الإجابة: - " لا تقل لي أننا غامرنا بأرواحنا من أجل وهم؟" يشير إريس لمدخل الكهف قائلا: - "لندخل ..الحقيقة توجد هناك قابعة في الظلام وسط هذه الأطنان من الثلوج المحيطة بنا" و دون أن ينتظر رد مانزو يحشر جسده ويختفي في الظلام، كشخص منوم مغناطيسيا يدخل مانزو ورائه، مرت ثواني عديدة قبل أن تألف أعين مانزو الظلام.. هناك ممر أمامه يبدو وكأنه تكون من المرور المتكرر لقطيع ما أو شيئا ما. مرت هذه الخاطرة في ذهن مانزو وهو يتخيل الياتي رجل الثلوج الأسطوري، ارتعدت فرائصه فطرد هذه التخيلات وهو يتبع إريس الذي يبدو وكأنه يعرف كل شبر من هذا الكهف، لو كان مانزو في ظروف طبيعية لتوجس منه خيفة لكنه الآن لا يملك رفاهية التوجس والشك، يمشي وراء رفيقه وكل ما يفكر فيه أن تحقيق حلمه يقترب، نشوة غلبت على غرائزه فلم يلحظ عشرات الأعين التي تراقب الدخيلين الذين اقتحما عليهم حرمهم، كل ما في تفكيره هو الخلود .... الخلود... ********** - " الخلود ؟؟ " تخرج هده الكلمة من فم مانزو ساخرة مما قاله صديقه إريس.. هذا إن سماه صديقا فلم يمر أسبوع واحد على لقائهما الأول، لكن مانزو أصبح لا يفارق هذا الصديق الجديد إلا للذهاب للنوم. - " هل تعلم يا صديقي؟ لكل أسطورة جانب من الحقيقة" - " الخلود ليس أسطورة بل خرافة" - " الخلود سر لكن حمله ثقيل له شرط مهم وأغلب من وصلوا للسر لم يتوفر فيهم الشرط ولذلك أهلكتهم "أنغرا ماينيو"" ("أنغرا ماينيو" قوة شريرة في أساطير الفرس) - "أنغرا ماذا ؟؟ - " أنغرا ماينيو إنها حارسة السر وواهبة الخلود كل طالب للخلود كانت نهايته على يدها إنها رحيمة لكنها لا ترحم" يقهقه مانزو قائلا : - "كم أنت مسلي يا إريس، رحيمة لكنها لا ترحم" - "ستفهم ما أقول إن كان لك نصيب معي في الخلود" - " وما دمت واثقا هكذا لماذا لا تذهب وحدك وتستفرد بالخلود؟ لماذا تريدني معك؟" - " الشرط يا صديقي .. الشرط" - " أوضح ..فقد ضاق صدري بألغازك" - "ماذا تعرف عن يوم ميلادك؟؟" - "كفى يا إريس وتحدث بوضوح" - "قمر الدم". فجأة وكأن مانزو فهم كل شيء ، دائما ما كانت أمه تحدثه عن القمر الضخم الأحمر الذي زين السماء ليلة مولده، ليلتها حمله أبوه عاريا لم يبلغ دقائق من عمره ورفعه أمام القمر الأحمر وكأنه يقدمه له قربانا. (أثناء الخسوف الدامي على الأرض، تكون الأرض في خط مستقيم بين القمر والشمس، لذا فإن أشعة الشمس تحجب عن القمر بشكل شبه كلي، إلا أن ضوء الشمس يمر من خلال طبقة رقيقة لجو الأرض ويتشتت فيها، فتتشتت الألوان منها الأحمر والأخضر والأزرق، وتنفذ أشعة الشمس الحمراء لتضيء القمر باللون الأحمر، ويعود تشتت الألوان الأخرى عند مرورها بجو الأرض إلى قصر موجاتها، مقارنة بطول اللون الأحمر التي تستمر في طريقها وتسقط على سطح القمر وتضيئه بالضوء الأحمر، وتُسمى هذه الظاهرة ظاهرة القمر الأحمر). ********** - " وصلنا " نطقها إريس دون أية انفعالات وكأنه أمر يقوم به بشكل دوري.. لكن الحال كان مختلفا لدى مانزو فقد انقبض قلبه بشدة وتضاعفت نبضاته حتى كاد يصاب بأزمة قلبية. الخلود.. هل هو فعلا حقيقة، صحيح أنه تبع إريس لآلاف الكيلومترات لكنها كانت مغامرة بالنسبة له أكثر من بحث عن الخلود.. لقد أقنع نفسه بأنها فرصة كي يعيش حياة جديدة.. حياه ترحال ومغامرات بدل الروتين الممل الذي كان يطبع حياته السابقة، لم يصدق فعلا قصة إريس. أو أنه صدقها وينكر حتى لا يرفع سقف أمانيه فيكون الفشل صامدا ؟. لكنه اليوم على أعتاب الخلود. - "إريس .. هل....؟؟" أشار له إريس بيده ليصمت وبدأ في العبث ببعض الأحجار بجدار الكهف كطفل يلعب لعبة البازل الشهيرة. فجأة تحركت صخرة لتكشف عن مدخل غرفة ولجها إريس دون أن يكلم مانزو الذي لم يكن في حاجة لدعوة فتبعه دون تفكير.. بمجرد دخول مانزو للغرفة أضاءت بلون أحمر جعله ينتفض برعب في الوقت الذي ركع فيه لإريس على ركبتيه. على صوت من لا مكان وكأنه آت من كل ركن من الغرفة - " هل أنجزت مهمتك يا إريس" - " أجل يا مولاتي" - " تقدم يا ابن القمر الأحمر" نظر إريس لمانزو وأشار إليه إشارة فهمها مانزو فورا فتقدم إلى جانب إريس الذي تراجع للخلف دون أن يرفع رأسه. - " تعرف مهمتك التالية يا إريس.. هيا اذهب" كان مانزو يريد الانسحاب لكن قوة أكبر منه جعلته يركع إراديا على ركبتيه. -" تحاول أن تفهم أليس كذلك ؟؟... لا عليك ،لقد وعدك إريس بالخلود وعد إريس هو وعدي وسأفي به.. لكنه لن يكون كما تتمنى، أنا مدينة لك بشرح أنا "أنغرا ماينيو" يكفيك إسمي الآن ، منذ آلاف السنين فقدت جسدي أثناء صراعي مع أحد الكيانات، كان قويا بشكل فاجئني، لكني تمكنت من الحفاظ على روحي، مرت على سنين وأنا أحاول التواصل مع العالم المادي ثم استطعت الدخول لأحلام البشر، هكذا كنت أجند خدامي، إريس هو أحدهم، لا أتخذ أكثر من خادم في نفس الوقت، ثم استعملت عدة أجساد من عدة أصناف كوعاء لروحي، لكن لم يتمكن أي جسد من احتواء قوتي ، هناك من احترق ومن ذبل ومن انفجر إلى أن اكتشفت طريقة تمكنني من احتواء طاقتي داخل أجساد بشرية. دماء أبناء قمر الدم" (ليلتها حمله أبوه عاريا لم يبلغ دقائق من عمره ورفعه أمام القمر الأحمر وكأنه يقدمه له قربانا.) ارتعدت فرائص مانزو وهو يتخيل نفسه قربان لطقوس إعداد جسد ل"أنغرا ماينيو" قرأت الروح أفكاره فأردفت قائلة - " إن كان لك عزاء فأنت لن تموت أنت آخر لبنة في البناء، مئات السنين وطقوس إعادتي للحياة المادية قائمة ، مئات من أبناء قمر الدم ذبحوا في معبدي وجمعت دماؤهم وجففت انتظارا للحظة التي نعيشها الآن، لكن يؤسفني أن أخبرك أنك لن تفرق كثيرا عن شخص ميت، ستكون مجرد وعاء لي سأتحكم في كل تصرفاتك ستكون أنا، جسدك سيتحملني مائة سنه على الأقل ولن يكون صعبا علي في جسدي الجديد أن أعثر على وعاء آخر لأنتقل إليه، أما أنت فصورتك واسمك سيكتبان على جدران هذه الغرفة.. هذا هو خلودك الذي حلمت به أحققه لك، والآن لتبدأ الطقوس.." في الخارج كان إريس يقوم بمهمته الأخيرة يرسم على الثلوج دوائر متداخلة ويكتب حولها حروفا من لغة غير معروفة عندما سمع صرخة مانزو كأنها آتية من قلب الجحيم.. لقد عادت "أنغرا ماينيو" [COLOR=blue]روابط الفصول الفصل الأول .... اعلاه الفصل الثاني .... بالأسفل الفصول 3، 4، 5، 6 نفس الصفحة الفصول 7، 8، 9، 10 نفس الصفحة الفصل الاخير التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 30-06-19 الساعة 01:18 PM | ||||
|  |
|
22-06-19, 12:21 PM
| #5 | |||||
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
22-06-19, 12:49 PM
| #6 | |||||||
| مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي  
| مبروك اول خطواتك معنا وان شاء الله تجد النجاح الذي تتمناه مقدمه مشوقه وغامضه انغرا الان اتخذت جسد مانزو وستعيش به لنرى ماذا ستفعل بعالم البشر بخصوص سؤال المشرفه العزيزه ابتهال عندنا بالمنتدى قسم الروايات الخاليه اي الفانتازيا اي اشياء خوارق وخيال واحداث لايمكن ان تحصل بالواقع وشخصيات بطاقات خارقه مبتكره واحداث واشكال من صنع الخيال هذه مكانها قسم الخيال لا يمكن ان ننكر هناك اشياء تحصل بواقعنا لايستوعبها العقل ونسمع بها احيانا مثلا اشباح تسكن بيوت او ارواح او صرخات تسمع احيانا او ماشابه هذه ممكن الروايات ان تكون في قسمنا | |||||||
|
| |
|
22-06-19, 01:01 PM
| #7 | |||||
| اقتباس:
بارك الله فيك وأرجو أن أكون عضوا فعالا في المنتدى الرواية هي فعلا تنتمي لصنف الفانتازيا رغم أن الظواهر الخارقة محدودة فيها وتنحصر في شخصية أنغرا ماينيو، بينما باقي الشخصيات والأحداث فهي واقعية لكم كامل الصلاحية في وضع الرواية في القسم المناسب لها، فأنا جديد معكم وأخطو أولى خطواتي بينكم | |||||
|
| |
|
22-06-19, 01:18 PM
| #8 | ||||
| الجزء الثاني قبل ثلاث سنوات من الإعدام. صوت طرقات على الباب : "ادخل". يدخل شاب في العشرينات من عمره ودون ان يتكلم ينحني في خضوع أشبه بالركوع أمام عجوز لا بد وأنه تجاوز الثمانين سنة بسنين. - " هل من جديد يا إريس" - " كل شيء تحت سيطرتي" - " إريس إريس ... لا تخذل ثقتي بك.. أنت تذكري بجدك الأكبر إريس لقد أطلقت عليك اسمك هذا تيمنا به كان تابعا مخلصا" - " لن أخذلك يا مولاتي" - " تعجبني قدرتك على التحكم في كلامك لم يسبق أن ناديتني مولاتي أمام أحد كما لم يسبق أن ناديتني مولاي في خلوتنا والآن أخبرني كيف تسير الخطة فهذا الجسد لن يستحمل أكثر من بضعة أشهر" - "مولاتي لقد أصبحت أحد الندماء الدائمين في بلاط الإمبراطور، المهارات التي وهبتني إياها قربتني منه كثيرا، خصوصا بعد فوزي بجميع مباريات المبارزة التي أقيمت هذه السنة، يقول بأنني أفضل مبارز شاهده ولا يتفوق علي إلا ماركوس" - "ماركوس.. قائد الجند ... راقبه جيدا يا إريس لا أريده أن يتدخل في عملنا." - "و لكن يا مولاتي هذه أول مرة تختارين فيها جسد فتاة.. لماذا؟؟ أخبرتني انك دائما ما اخترت أقوى الأجساد فماذا اختلف هذه المرة؟؟" - " أنت كثير الأسئلة يا إريس لا عليك سأجيبك.. كل أبناء قمر الدم من هذا الجيل إما هلكوا أو أجسادهم موبوءة وجسدي الحالي إلى دمار ولن يمهلني إلى أن يولد ويكبر أبناء قمر الدم القادم، الوحيدة التي جسدها سليم هي ابنة الإمبراطور." - " كاثرين" -" تماما ثم أن هذا الأمر لن يشكل مشكلة كبيرة فكل ما أنا بحاجته هي بضع سنوات إضافية أصل بها للظهور القادم لقمر الدم وحينها سيكون شأن آخر. " - "يقولون أنها جميلة، أنا لم أرها بعد رغم ترددي الدائم على قصر الإمبراطور حتى أصبحت شبه مقيم فيه، إلا انه لم تتح لي الفرصة بعد للقائها" يصمت إريس قليلا ثم يكمل - "هناك أمر لا بد أن تعرفيه قبل أن أعود للقصر" - "تكلم بدون مقدمات" - " الإمبراطور يريد تزويج كاترين" - " جميل جدا فكما أخبرتني الإمبراطور يحبك وقد قربك لمجلسه حتى أصبحت دائم التواجد به .. لماذا لا تفاتحه إذن برغبتك في الزواج منها" صمت إريس قليلا قبل أن يجيب دون أن ينظر ل"أنغرا ماينيو" - " لأنه فاتح ماركوس بالأمر.. يريده زوجا لابنته" ********** داخل جناح النساء كانت الأميرة كاثرين مستلقية تراقب وصيفاتها وهن يلعبن ويتراقصن طمعا في تسليتها بينما وصيفتها المقربة صوفيا تجلس عند قدميها... ودون أية مقدمات سألتها صوفيا - "هل تحبينه ؟" نظرت لها كاثرين بعين ناعسة - "من تقصدين؟؟" أجابتها بغنج: - " أنت تعلمين يا مولاتي" -" أنا لا أكرهه أما إن كنت تقصدين بسؤالك هل أريد الزواج منه فأجل أرغب بذلك" - "و من في المملكة لا ترغب بالزواج من قائد الجند؟ إضافة إلى أنه شاب ووسيم ودائم الاهتمام بأناقته" - "هذه أمور تتطلبها وظيفته" -"و هل تتطلب وظيفة قائد الجند الجمال والوسامة؟" ضحكت كاثرين طويلا قبل أن تجيب : - " أتحدث عن الأناقة أيتها الخبيثة" نهضت كاثرين وتوجهت للشرفة المطلة على الحديقة، فتبعتها وصيفتها صامتة فقد تعلمت أن تصمت عندما تقف كاثرين في هذه الشرفة لتراقب الأفق. - "الحب سيأتي بعد الزواج" قالت كاترين: "دائما ما كان الأمر هكذا" أحست صوفيا بمسحة من الحزن في كلام أميرتها .. و من يعرف الأميرة أكثر من وصيفتها المقربة لقد انضمت لحاشية الأميرة منذ أن كانا في العاشرة من عمرهما. لعبا سويا وكبرا سويا كانت العلاقة بينها تكاد تكون كعلاقة الأخوة لولا بروتوكولات الإمبراطورية. صوفيا تعلم أن أميرتها بحثت عن الحب كثيرا ولم تعثر عليه بعد. هل فعلا سيكون الزواج هو مفتاح السعادة وباب الحب المنتظر، ماركوس شاب وسيم ذو أخلاق عالية ومكانة اجتماعية مرموقة لا يختلف اثنان في كونه زوج مثالي. لكن هل سيكون هذا كافيا ليشع نور الحب في قلب أميرتها. -"صوفيا" انتزعتها صرخة كاثرين من أفكارها "قلت لك أخرجي الوصيفات" - "عفوا يا مولاتي لقد سرحت بأفكاري قليلا" - " يبدو انك أنت من تحبين يا صوفيا، هيا أخبريني من سعيد الحظ هذا الذي ملك قلب اقرب وصيفاتي إلي" تضحك صوفيا بخجل قبل أن تجيب: - " إن كان هناك شخص ستكونين أول من يعلم" ********** دخل حاجب القصر قاعة العرش يمشي منتصبا إلى أن واجه الإمبراطور فانحنى قائلا "مولاي الإمبراطور، إريس على الباب يستأذنك للدخول" - " دعه يدخل " ثواني مرت دخل بعدها أريس مبتسما - " مولاي .. خادمكم المطيع بتشرف بالوقوف بين يديك" - " اجلس يا إريس ودعك من الكلام المعسول، ما سبب غيابك عنا كل هذه المدة؟" - " لقد كنت خارج المدينة يا مولاي لتصريف بعض أمور تجارتي " - " لو تأخرت أكثر يا إريس كنت بعثت من يحضرك إلي مكبلا " قالها الإمبراطور ضاحكا. ضحك إريس وقال: - " منذ أن أصبحت من ندمائك يا مولاي بت مكبلا بحبك فلا أطيق فراقك طويلا" قهقه الإمبراطور قائلا: - " عدنا للكلام المعسول " - " بل هي الحقيقة يا مولاي.. لكن يا مولاي ما كل هذه الزينة التي تملأ القصر؟ يبدو أنكم تستعدون للاحتفال بمناسبة ما" - "هو ذاك يا أريس. وقد جئت في أنسب وقت للاحتفال معنا" - " هذا من دواع سروري يا مولاي " - " اليوم خطبة كاثرين على ماركوس، أريد أن أطمئن على أميرتي قبل أن أفارق هذه الدنيا يا إريس" - " أطال الرب عمر مولاي " دخل الحاجب في هذه اللحظة بطريقته المعتادة قائلا - " السيد ماركوس قائد الجند يطلب الإذن بالدخول" - " ليدخل " دخل ماركوس بلباسه العسكري يمسك خوذته بيده إلى أن تواجه مع كرسي العرش فقدم التحية العسكرية للإمبراطور الذي قال له مازحا : - " إنس اليوم أنك جندي يا ماركوس، اليوم يومك، وقريبا ستصبح زوج ابنتي" - " هذا شرف لا أرى نفسي أستحقه يا مولاي" - " بل أنت كذلك يا ماركوس، لن أجد في الإمبراطورية من آمنه على ابنتي وملكي أكثر منك، أنت تعلم أن كاثرين هي وريثتي الوحيدة، والأطماع تحيط بها من كل جانب في حياتي فما بال الحال حين أفارقكم إلى ملكوت الرب " - " أطال الرب عمر مولاي حتى ترى أحفادك وتختار منهم وريث ملكك " تكلم إريس لأول مرة منذ أن دخل ماركوس قائلا: - " أحفاد مولاي سيكونون نعم القادة، كيف لا وهم أبناء ماركوس الشجاع" استدار ماركوس ناحية أريس قائلا: - "إريس المبارز الماهر" تقدم إليه يصافحه وهو يكمل: " اعذرني لم أنتبه لوجودك" - " أعذرك يا ماركوس، فلا أحد يكون له وجود في حضور مولاي " يضحك الإمبراطور قائلا: - " ألم أخبرك يا ماركوس أن إريس لا يغلبه أحد في فن الكلام ؟ " "الأميرة كاثرين" قالها الحاجب. دخلت كاترين تلبس ثوبا أبيضا أنيقا زادها جمالا وتتبعها وصيفتها المقربة صوفيا، طبعا كاثرين الوحيدة التي تستطيع دخول قاعة العرش دون استئذان. قام الإمبراطور من كرسيه وتقدم لاستقبال ابنته مبتسما لها في حب قبلها في جبينها قائلا: - "لا أصدق أن صغيرتي كبرت وأصبحت امرأة على وشك الزواج." ابتسمت كاثرين في خجل واستدارت ناحية ماركوس - "مرحبا ماركوس" - " مرحبا مولاتي " تقدم الإمبراطور ممسكا يد ابنته ناحية إريس وقال: - "كاثرين أقدم إليك إريس." رفع إريس عينيه لتلتقيان بعيني كاثرين، فتوقف الزمن بهما، تاه كل منها في بحر الآخر ، صمت رهيب لم يقطعه إلا صوت الإمبراطور يقول: -" أنتما لم تلتقيان من قبل " انتفض إريس ليعود إلى رشده قائلا : - "شرف لي لقاء مولاتي في أسعد أيامها" " فعلا هذا أسعد أيامي " أجابته كاثرين مع ارتجاف بسيط من جانب ثغرها ارتجاف التقطته صوفيا التي علمت أن هناك مشاعر طالما حلمت بها أميرتها بدأت تتكون، لكن صوفيا لم تكن الوحيدة التي أحست بما حدث، فهذا الأمر لم يكن ليمر مرور الكرام على شخص محنك مثل ماركوس الذي ضغط على مقبض سيفه بقوة وهو ينظر إلى إريس الذي تحول في لحظة إلى غريم محتمل يهدد حبه. نعم فرغم انه لم يعترف لأحد من قبل إلا أنه أحب كاترين منذ أن رآها أول مرة، وعندما اختاره الإمبراطور زوجا لها كان في أسعد أيام حياته، لكنه يشاهد حلمه يتحول إلى كابوس. قال في نفسه: "لن أسمح بهذا" التفت الجميع إليه بدهشة في حين قال الإمبراطور: - " ما هذا الذي تقوله يا ماركوس؟ لن تسمح أن يكون هذا اليوم أسعد أيام ابنتي؟" انتبه ماركوس إلى أن فرط انفعاله جعل الجملة تخرج من فمه مسموعة، لكن ماركوس لم يصل إلى مرتبة قائد الجند عبثا فقد كان سريع البديهة فأجاب: - " أجل يا مولاي لن أسمح أن يكون هذا اليوم أسعد أيام أميرتي بل سأعمل على أن يكون كل يوم تعيشه مولاتي أسعد من اليوم الذي قبله" ابتسم الإمبراطور قائلا: " كنت أعرف أني أحسنت الاختيار يا ماركوس" أجاب ماركوس وهو ينظر مباشرة في عيني إريس: - " لن أخذلك أبدا يا مولاي، سأحافظ عليها حتى لو اضطررت إلى شن الحروب من أجل ذلك." ********** في مخدعها جلست كاثرين تداعب بأناملها أوراق وردة حمراء حين دخلت عليها وصيفتها. - " يبدو أنك سعيدة اليوم يا مولاتي " - " كيف لا أكون سعيدة واليوم يوم خطبتي" - " أنت تحبينه فعلا " أجابت كارين في تذمر - " صوفيا .. أخبرت أني لا أكرهه ولا أحبه.. سأحبه بعد الزواج هذا أكيد " -" لا أتحدث عن ماركوس" تيقظت كل جوارح كاثرين لتهب جالسة قائلة في همس: - " ما الذي تتحدثين عنه " قالت صوفيا بابتسامة: - " أنت تعلمين " - "صوفيا وضحي كلامك أو غادري فأنا نعسانة وأريد النوم: - " إريس " دون أن تشعر وضعت كاثرين يدها على فم صوفيا وهي تلتفت رغم أنها في مخدعها ولا أحد سواها وصوفيا يتجرأ على دخوله. " إذن فأنا على حق" قالت صوفيا - " أي حق يا غبية، إنك تتوهمين" - " لقد كانت النظرات بينكما فاضحة، أعتقد أنه احبك هو أيضا " قالت كاثرين في لهفة - " هل تعتقدين ذلك" ضحكت صوفيا بغنج وهي تقول: - " ألم أقل أنك تحبينه؟" خفضت كاترين صوتها كمتهم حاصرته أسئلة المحققين فلم يجد بدا من الاعتراف - " لا أنكر أني أحسست بشيء ما ناحيته لكن لا يمكن أن تقولي أني أحبه فأنا حتى لا أعرفه. " - " الحب لا يهتم لهذه التفاصيل، يدخل القلب دون مقدمات ودون أسباب، فقط تجد نفسك تحب" - " لا يهم المهم أني سعيدة كما لم أكن يوما." - " وأنا سعيدة لسعادتك" و أردفت في همس لم تسمعه كاثرين المنتشية بمشاعرها الجديدة: " أرجو أن لا تتحول سعادتك إلى شقاء، فأنت لا تستحقين ذلك " ********** انتهى كبير الطباخين من تفقد وجبة الفطور الملكية ثم توجه إلى مكتب كبير الخدم، اجتاز الباب المفتوح قائلا: - " الفطور جاهز، ألم يستيقظ مولانا الإمبراطور بعد؟" أجابه كبير الخدم دون أن ينظر إليه: - " يبدو أنك لن تتعلم أصول العيش داخل القصور، على الأقل ألقي التحية" رد كبير الطباخين بتأفف: - " وأنت لن تتوقف أبدا عن النقد ولأتفه الأسباب، المهم، الفطور سيبرد وأنت لم تطلبه بعد" - " لقد حزرت بنفسك، مولانا لم يستيقظ بعد، البارحة كانت خطبة الأميرة كاثرين ويبدو أنه أثقل في الشرب قليلا" - " كلا .. نحن في خدمة الإمبراطور منذ أكثر من عشرين سنة، ذكرني بيوم تأخر فيه في النوم إلى هذا الحد" طرد كبير الخدم الهواجس التي لم تفارقه منذ أن تجاوز الإمبراطور موعد استيقاظه المعتاد وقال - " ماذا تقترح؟ أن ادخل لأوقظه بنفسي؟ " - "إن لم تفعلها أنت سأفعلها أنا" - '" حسنا حسنا، أرجو أن لا أندم على هذا" ********** دخل كبير الخدم غرف نوم الإمبراطور وناداه هامسا - " مولاي " كررها أكثر من ثلاث مرات مع فارق زمني بينهم دون أن يتلقى أي أجابة، تشجع واقترب من سرير الإمبراطور أكثر ، مجرد الاقتراب إلى هذا الحد قد يؤدي به لفأس الإعدام بتهمة محاولة اغتيال الإمبراطور، لكن الأفكار التي تتراقص في ذهنه لتكون سيناريوهات عديدة كل منها أبشع من الأخرى لم تترك له من حل إلا التمادي. رفع الغطاء ببطء وهو ينادي مولاه بهمس. ********** "مات الإمبراطور" تناقل الكل هذا الخبر في الوقت الذي تحول القصر إلى خلية نحل تموج بالحركة، كان أول الواصلين هو ماركوس، وزع رجاله داخل وخارج القصر لتأمينه ثم توجه ناحية طبيب الإمبراطور. - " ما الأمر أيها الطبيب؟ هل هناك شبهة ما؟" - " لا أظن ذلك، الإمبراطور مات ميتة طبيعية هادئة كما تمنى دائما " وصل في هذه الأثناء إريس وبمجرد ما رآه ماركوس صاح به: - " ما الذي تفعله هنا ؟ ومن سمح لك بالدخول؟ حسابه سيكون معي عسيرا". -" أنا من أقرب حاشية الإمبراطور إليه لدي كل الحق بالتواجد هنا ولا حق لك في منعي من الحضور" كادت الأمور تتحول لمبارزة بينهما لولا أن أوقفتهما صرخة كاثرين "أبي". دخلت كاثرين تتعثر في ملابسها وهي تبكي بحرقة وبجانبها صوفيا تحاول الإمساك بها ودموعها الغزيرة تتساقط لرؤيتها لأميرتها في مثل هذه الحالة أكثر من حزنها على الإمبراطور الراحل. ألقت كاثرين بنفسها فوق جثة أبيها تجهش بالبكاء، لم يجرؤ أحد على منعها. ماركوس وإريس الذين أعلنا هدنة لم يتفقا عليها ينظران إليها بأسى، قلباهما يتقطعان أسفا على حالها لقد أحباها كل بطريقته، يعز عليهما أن يراها تتألم دون أن يتمكنا من مساعدتها. فقط طبيب الإمبراطور بعد أن أحس أنها أفرغت بعضا من شحنة الحزن في قلبها أمسك كتفيها برفق ورفعها قائلا: - "أنت اليوم إمبراطورتنا، نريدك قوية، كل الشعب يريدك قوية" مسحت دموعها دون أن تتمكن من التوقف عن البكاء،التفتت لترى ماركوس الذي بادرها بالقول: - " تعازي الحارة أيتها الأميرة، أقصد أيتها الإمبراطورة " -" شكرا ماركوس" - " يبدو أنه كان يحس بدنو أجله لهذا كان حريصا على إعلان خطبتنا" ثم أكمل وهو ينظر لأريس: " زواجنا هو الرغبة الأخيرة للإمبراطور، سنحقق رغبته الأخيرة قريبا" قال ذلك ليقطع كل أمل لإريس الذي فهم الرسالة، صوفيا أيضا فهمتها وتحقق ما كانت تخشاه فماركوس أحس بما تكنه كاثرين لإريس. "ليخرج الجميع" قالتها كاثرين، هم الجميع بالخروج قبل أن تستدرك: "صوفيا ابقي أنت والطبيب" وقفت كاثرين بقامة منتصبة وكأنها لم تكن منذ لحظات منهارة وقالت موجهة كلامها للطبيب : - " هل مات أبي طبيعيا" - " نعم يا مولاتي لقد فحصت جثته جيدا لا شيء يدعو للريبة" - "إذن لتبدأ مراسيم الجنازة، وليعلن الحداد في كل أرجاء الإمبراطورية" - " السمع والطاعة يا مولاتي" بعد أن خرج الطبيب لتنفيذ الأوامر قالت كاثرين لصوفيا - " أريد إريس فورا يا صوفيا ليدخل وحده وانتظري بالباب" خرجت صوفيا دقائق قبل أن تعود - " لم أجده يا مولاتي، عندما سألت أخبروني أنه بمجرد خروجه من الغرفة توجه نحو باب القصر يبدو أنه غادر" - "إلى أين ذهبت يا إريس في هذا الوقت الحرج" - " ألم تلاحظين أن ماركوس كان يوجه نظره مباشرة إلى إريس حين كان يتحدث عن رغبة الإمبراطور الأخيرة بزواجكما" - "هل فعل ؟" - " أجل، يبدو أنه أحس بمشاعرك لإريس" -" أخبرتك أن لا شيء مما في ذهنك صحيح، ثم ما دخله هو؟" - " كيف ما دخله؟ أولا هو خطيبك وطبيعي أن يغار عليك، كما أنه يحبك هذا واضح" - " غريب أن نتحدث في هذه أمور وأبي لم يدفن بعد" - "مولاتي، الحياة تنبعث من الموت، لقد أصبحت مسؤوليتك كبيرة، فلا تظهري ضعفا" - " اذهبي الآن وأخبريني بمجرد عودة إريس" خرجت صوفيا تاركة كاثرين وحدها أمام جثة أبيها تنظر إليه طويلا قبل أن تهمهم " أين أنت يا إريس ؟" | ||||
|
| |
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| رواية، فانتازيا، قمر، الدم، إثارة، تشويق، خيال، دراما، رومنسية, ط±ظˆظ…ط§ظ†ط³ظ?ط©طŒ |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
العرض العادي
