29-06-19, 05:23 AM
| #21 | ||||||||
| نجم روايتي 
|  ومعانا شخصيات جديدة كمان ظهرت لويزة وتفضيل اخوتها على زواجها هل بسبب انها ماتحبه او شيء ثاني لان سببها غير مقنع اخوتها معاهم جدتهم وابوهم بيربوهم .. اسئلة كثيرة منتظره الفضل القادم بكل حماس 😶 شكرا لك مجهودك تشكري عليه واصلي 😙 | ||||||||
|
|
29-06-19, 09:43 AM
| #22 | ||||
| الكاتبة المبدعة امينه....اهنئك على اسلوبك الفريد المميز في السرد، اعجبت جدا باسلوبك واحببت شخصية بلقيس كثيرا واخلاقها الحميده،،وعلاقتها المميزه بأنيسه انيسه مالماضي الذي تخفيه وتخاف كثيرا منه؟؟؟ حزنت على قصة والدي بلقيس وانصدمت انه للجده تدخل في هذا الانفصال،، لكن صحيح المواقف تغير الانسان او بالاصح الخساره تغيره اكثر وعذا ماحدث مع الجده ومع ومصطفى،، صحيح الجده اخطات خطأ فااادح لكن ايضا مصطفى اخطا اكثر كان بإمكانه يتلطف مع زوجته ويزيل بتعامله الجميل ماتعانيه مع والدته، لكنه كابر الى اخر لحظه، وحصل الفراق، وقهرني نصرفه مع والدته وهجره لها مهما كان هو وحيدها وهي نذرت نفسها له وربته لوحدها حتى يكبر ويهجرها اخذا معه مصدر سلوانها شاهين!!!!!!!!! سلمت اناملك يامبدعه في شوق لباقي القصه | ||||
|
|
|
29-06-19, 09:54 PM
| #23 | |||||||
| عضو ذهبي  
| اقتباس:
 قصة بلقيس مازالت لم تبدأ .. هناك تفاصيل كثيرة سيماط اللثام عنها عما قريب .. أحببت غوصك هذا بالتفاصيل .. يعجبني القارء الفطن  العفو حبيبتي .. سأواصل حتما بدعم كهذا اللذي وجدته عندكم ♥ | |||||||
|
|
|
29-06-19, 10:13 PM
| #24 | |||||||
| عضو ذهبي
| اقتباس:
 يعجبني في بلقيس الكثير أيضا .. لكنها مع ذلك ليست كاملة، تابعي معي أكثر لتعرفي أكثر ♥ .. فعلا .. جل من لا يخطأ .. وأصعب أمر بالنسبة لي هو تقمص دور الشخصيات وتحديد الأخطاء التي تغتفر من تلك التي لا تغتفر .. ومصطفى يمثل تلك الشخصية التي تخاصم فتفجر .. لذا...  الله يسلمك حبيبتي ..  في شوق لدوام متابعتك  | |||||||
|
|
|
30-06-19, 04:06 AM
| #25 | ||||||||
| نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة 
| صباح الخير قرأت روايتك بالصدفة لاجدها جاذبة جدا فلم اتركها حتى انتهيت من الفصلين طريقة السرد و البداية ممتازة و تدفع من يبدأ بها ليتابع متابعة معك واتمنى ان لا تتركينا بمنتصف الطريق تحياتي | ||||||||
|
|
|
30-06-19, 04:27 AM
| #26 | |||||||||||
| نجم روايتي  
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 3 والزوار 2) موضى و راكان, أمينة يوسف, زهراء ش بداية شيقة لرواية ممتعة فى أنتظار تكملتها يا مبدعة | |||||||||||
|
|
|
30-06-19, 01:07 PM
| #27 | |||||||
| عضو ذهبي
| اقتباس:
أشكر لك كثيرا كلماتك الطيبة هذه يا أم علي .. وأتمنى ألا أخيب ظنك فيم هو آت ❤ بإذن الله لن يحصل وسأبذل ما أوتيت من جهد لإنهائها .. خالص الشكر لك والتحية | |||||||
|
|
|
30-06-19, 01:10 PM
| #28 | |||||||
| عضو ذهبي
| اقتباس:
أتمنى أن أكون وروايتي عند حسن ظنكم ♡♡ بإذن الله سينزل البارت يوم الأربعاء يا رائعة | |||||||
|
|
|
03-07-19, 03:22 AM
| #29 | ||||||
| عضو ذهبي
| الفصل الثالث في دولة أوربية في زاوية مدخل بيت جميل التصميم بديكور متناسق حميمي .. يجلس الكهل الخمسيني على أريكة وثيرة تقع في جزء مشرق من المدخل .. يمسك هاتفه الذكي يتصفح من خلاله جرائد الوطن بشغف ونهم ليعرف كل صغيرة وكبيرة تخص بلاده .. عن منتخبها الرياضي وأخبارها السياسية .. عن مستجدات الفن فيها وعمود الاقتصاد .. في كل مرة يدفعه الشوق إلى العودة هناك يفكر بحسرة في التعقيدات التي تركها خلفه حين أتى إلى هنا فلا يملك سوى لجم نفسه عن العودة رابطا على قلبه بوجود الغالي شاهين وزوجته التي اختارها ابنة وطنه الحبيب (ثلاث وعشرون سنة مرت عليك يا مصطفى وأنت هنا في بلاد الغربة، ثلاث وعشرون سنة لم تر فيها وجه أمك والأدهى من ذلك أنك لم تسمع صوتها أو تسمعها صوتك! بأي وجه ستقابلها؟ وهل ستشفع لك النقود التي أرسلتها لها تقصيرك المخزي معها؟ أبوك لو عرف لفظك لأمك بهذه الطريقة هل كان سيسامحك يوما ما؟ أخي ربيع رحمه الله هل كان سيفعل الشيء ذاته لو مر به نفس ما ألمّ بي؟ كنت مرتاحا جدا في حياتي مطمئنا إلى ما آلت إليه الأمور مستبشرا بواقعي الجديد الذي لم يعرف فقرا ولا عوزا حتى سنتين مضتا كنت فيهما قد بدأت أتذبذب بدأت شكوك تساورني وتساؤلات استبدت بي بوحشية! مفادها: أمك يا مصطفى أتستحق كل هذا العقاب؟ أما ما قصم ظهري هو موت زوجة صديقي فواز الفتية تاركة خلفها يتامى صغارا في السن .. حين اتصلت أعزيه لم أكن أتخيل حجم المصيبة التي هو فيها .. ولا حجم تأنيب الضمير ا لذي سأتجرعه .. أطفاله صغار جدا يبكون أمهم التي توفيت والنعم التي فقدوها بخسارتهم إياها .. أما أنا فرجل مستقل أنعم الله علي بالصحة والمال والبنين وحفظ لي فوق كل ذلك أمي وأنا .. ضيعتها بكل معنى الكلمة!) حين انتبه من شروده وحسرته العميقة وجد الهاتف يهتز بين يديه منذرا بوصول مكالمة فرد بابتسامة زينت ثغره: السلام عليك فواز كيف حالك وحال أبنائك؟ وبعد السلام والسؤال عن الأحوال .. قال فواز بأسى: _بدأت أشعر بالإرهاق يا صديقي .. لقد تعبت قال مصطفى بصدمة: فواز أأنت تشتكي؟ لم أرك بحياتي تفعل هذا! قال فواز على الطرف الآخر من الهاتف مبتسما بحسرة: لا أذاقك الله يا أخي ما يمر به صديقك اليوم.. _بُح بما يزعجك فواز أنا بالاستماع. قال فواز يبسط الأمر وكلاهما خير من يعرف أن الأمور ليست بتلك البساطة: مشاغل أطفالي واشتياقهم لأمهم .. تهاون أصغر البنات في الدراسة بعد موت أمها .. رغبة ابنتي الوسطى في فسخ خطوبتها من زين العابدين وهو شاب رائع كما تعرف .. أما الأولاد فحالهم أشد وطأةً علي .. حمزة خرج من الجامعة متوجها نحو الحياة المهنية دون موافقة مني .. عبد الباري ازداد تباعده .. هو لم يكن يوما قريبا من أحد سوى أمه رحمها الله والآن بالكاد يكلم أحدا .. وصهيب أصغرهم لا يعلم شيئا .. لم نستطع إخباره أن أمه ذهبت إلى غير رجعة من دون سابق تميهد .. أحيانا يسأل فيثير مواجع إخوته دون أن يدري فأهب أنا لإصلاح الموقف قبل أن يصرخ به باري أو هديل .. تعبت يا مصطفى والأمر أكبر بكثير من احتمالي .. تقوم الفتيات الآن بكل أعمال المنزل وتؤدين واجبات وفاء رحمها الله بكفاءة لكني قلق من المستقبل يا صديقي .. بل يكاد القلق ينهش عظامي.. قال مصطفى بحذر .. فهو يعلم حساسية صديقه المقرب من الموضوع: لم لا تتزوج يا فواز؟ قال فواز ملدوغا من قوله: مصطفى القضية مفروغ منها .. زواج آخر بعد وفاء رحمها الله أمر مرفوض تماما .. لم أناقشه مع أحد ولا أنوي أن أبدأ الآن .. قال مصطفى متعجبا من فورته: كل ما أحاول فعله يا صديقي هو مساعدتك .. فسعادتك من سعادتي لا تنس هذا .. بعد برهة صمت شعر معها فواز أن عصبيته تجاه صديقه لم تكن مبررة .. قال محاولا احتواء الموقف: دعنا من الأمر يا صديقي .. ما كل الناس محظوظون في زيجتهم الثانية مثلك .. وهنا كان دور مصطفى في الوجوم: اتركنا من موضوع الزواج كلية فهذا أسلم لقلبينا يا صديقي .. قال فواز مؤكدا: ثم إن العنصر النسائي في حياتي ليس ينقصه فرد جديد .. ما عندي يكفيني (بضحكة) أضف لجميع من تعرف من بناتي والحاجة نعيمة أم وفاء رحمها الله اثنتين ستكثر عندهما زياراتي من اليوم فصاعدا .. الحاجة حسينة أم الجميع وأولهم أنا .. ثم الشابة الرائعة ابنتك بلقيس .. حديثها لا يمل يا صديقي .. أقسم لك أن أمك ربت فبارك الله لها فيم ربت ونعم التربية فتاة بعشرة شباب .. قال مصطفى وقلبه ينبض بحب وشوق لصغيرته .. مستمتعا بكلمات المديح هذه: لهذه الدرجة ؟ قال فواز: بل أكثر .. مهرة عربية يا صديقي بجمال أمازيغي وروح حرة .. صدقني يا مصطفى هي أحسن من عرفت أخلاقا .. كلما رأيتها ازددت للحاجة حسينة احتراما وتقديرا ! سرح مصطفى في الوصف وهو يرسم لابنته أجمل الصور في مخيلته .. عشرينية .. جميلة .. متدينة جدا .. رزينة أيضا .. جمح خياله كثيرا وهو يتخيلها عروسا لشخص يحدده هو فابتسم .. فانتشله صديقه من خياله العذب ذاك وهو يجس نبضه قائلا: كنت أتمنى مصاهرتك منذ زمن لكن بلقيس كانت صغيرة وابني حمزة الذي يماثلها سنا كذلك .. لكني أرى الآن أن هذا هو أنسب وقت لذلك خصوصا مع وفاة أمه .. أرى أن تزويجه في عمر مبكرة سيطفئ شوقه لها وانتكاس حاله من فراقها .. كل هذا ومصطفى صامت يصغي فقط .. بعد أن ذبلت البسمة من شفتيه تماما .. _قال فواز بعد أن لاحظ الصمت الغريب الذي التزمه صديقه: لا تقل لي أنك غير موافق؟ _قال مصطفى بحسرة تنخر عظامه بعد أن ارتطم هو وأحلامه بالأرض: وهل لدي الحق في إبداء موافقتي من عدمها؟ قال فواز بدهشة وغيظ من لامنطقية صديقه: لا يا مصطفى لا تقل هذا .. أنت أخطأت ولازلت مخطئا لكنك والدها رغم كل شيء .. ثم استطرد مغتاظا بشدة: لو بقيت هكذا فستفسد كل شيء قبل أن تحاول إصلاحه أصلا كن حازما يا صديقي واضرب بقبضة من حديد وسترى كيف تحل مشاكلك العالقة .. واحدة تليها الأخرى قال مصطفى بحدة: أتظن أني لا أحاول التجلد عشرين مرة في اليوم أو أكثر؟ .. أتظن أنني لا أتلظى بنار من سَموم تقلب أحشائي وتقتلني بحسرتي؟ أريد أن أجتمع بأمي وأصحح مساري كله معها .. أضم ابنتي إلي وأزوجها بمن أريد أنا .. لكني الآن لا أملك من الأمر شيئا .. هي ابنتك أكثر منها ابنتي .. أنت ربيتها أكثر مما فعلت أنا .. نظرت إليها وحادثتها أكثر مما فعلت .. لبيت رغباتها ورأيتها تكبر أمامك أكثر مما فعلت أنا .. سقط من أذن فواز كل ما ذكره صديقه من تحسر وعلقت بها حقيقة واحدة مفادها أن صديقه يريد تزويج بلقيس من شخص معين فقال بحذر: تريد .. أن تزوجها من شخص محدد ؟ قال مصطفى دون تردد: أجل .. قال فواز وبوادر غضب تظهر على وجهه: ومن يكون هذا الشخص ؟ قال مصطفى بثقة: تربية يدي أنا .. شاهين قال فواز بغضب: كيف هذا ومن أين جئت بهذه الفكرة؟ _قال مصطفى بسخرية وليدة اللحظة: من نفس المكان الذي جئت منه بفكرتك.. حبي لكليهما دفعني لذلك طبعا. ***** عودة إلى الوطن/ولاية أخرى دخل وصديقه إلى مطعم راق يقدم مأكولات بحرية وهما منهمكان في الدردشة .. فكلاهما يعرف عن الآخر الكثير وكلاهما صديق للآخر منذ فترة طويلة .. ما بينهما أعمق بكثير من مجرد صداقة سطحية .. كانا مشتركيْن في صفة واحدة تميزهما معا هي الطول الفارع. _قال (أصيل) لصديقه بمودة وهو يسحب كرسيه ليجلس: هل تعرف يا (طارق) كم مضى عن آخر مرة خرجنا فيها سويا هكذا؟ _قال صديقه بمودة مماثلة: نحن لم يتسنّ لنا الجلوس والحديث منذ فترة يا أصيل .. بيد أن سفرك الأخير كان مفاجئا .. _ضحك أصيل قائلا: كأني أشم رائحة لوم بين كلماتك يا صديقي؟ (سكت برهة ثم استطرد) هي كانت رحلة عمل بالدرجة الأولى لكني اغتنمت الفرصة وزرت صديقا قديما لي هناك .. _قال طارق بأريحية: لم أكن لأستطيع المجيء حتى لو علمت عن السفرة مسبقا.. _أصيل: حقا؟ وما السبب؟ _هنا أخذ طارق يشرح بإسهاب لصديقه المقرب عما يمر به حاليا قال: أنت تعلم أكيد عن مشروعي الجديد الذي أطلقته منذ قرابة ستة أشهر .. أومأ أصيل برأسه مشيرا لدرايته عن الموضوع وقال: ماذا عنه؟ _قال طارق متنهدا: تنقصه الدعاية .. قال أصيل آسفا: فكرة مشروعك ممتازة طارق، عليك ألا تبخل عليها في الإعلانات .. ففي النهاية لو نجحت الفكرة كما أظن فستعوض رأس مالك في فترة قياسية .. _أصيل .. الأمر ليس متعلقا بالمال فقط .. صحيح أنه سبب من ضمن الأسباب الأخرى لكنه ليس كل شيء .. _قال أصيل مستاءً من تردد صديقه: إذن ما الذي يحدث ؟ قال طارق: أصيل .. دخلت ميدانا أكبر مني وأريد منك العون .. تعلم جيدا أنني غير مؤهل جيدا في التجارة .. ثم إن الفكرة لم تكن فكرتي من البداية .. عجائن صحية بمكونات عضوية .. كيف أروج لفكرة أنا لا أفهمها أصلا! _قال أصيل متفاجئا : فكرة من هي؟ _قال طارق: لا تشغل بالك بمثل هذه الأمور فقط ساعدني .. احترم أصيل رغبة صديقه على مضض وهو غير مقتنع تماما بالمنحى الذي يتخذه الموضوع .. قال مبددا لأفكاره مطمئنا لصديقه: هل جربت الدعاية على مواقع التواصل من قبل؟ _لا أعرف حتى إن كان الأمر ممكنا ..! _الأمر ليس ممكنا فحسب بل هو ممكن ورائج جدا .. جربه _أصيل أتمزح .. كيف أجربه؟ ضحك أصيل قائلا: أتساءل أحيانا من أي عصر أتيت يا طارق .. ثم تابع حديثه شارحا لصديقه الطريقة: تقوم أولا بإنشاء حساب على الفيسبوك مثلا .. ثم تبحث عن أكثر الحسابات متابعة في المجال الذي تريد الدعاية فيه حيث يساعدك هذا على التأكد من ميول المتتبعين وتتأكد من أن الفئة المتجمهرة هناك هي المستهدفة من قبلك .. تتواصل مع صاحب الحساب وتتفقان على مبلغ يرضي كليكما .. وأيضا على كيفية الدفع وتتم العملية بنجاح .. _قال طارق مذهولا: بهذه البساطة؟ _ليرد أصيل مؤكدا بهزة من رأسه: بهذه البساطة أجل .. أصعب مرحلة هي مرحلة إيجاد الحساب المناسب أو بمعنى أدق إيجاد القاعدة الجماهيرية المناسبة .. أما التعاملات المتبقية فسهلة .. فرح طارق كثيرا بشرح صديقه الوافي والمبسط لشخص لا يجيد خطوات التواصل الإلكتروني كحالته أما ما أسعده أكثر هو تغاضي أصيل عن موضوع فكرة المشروع .. رغم أنه يعرف صعوبة تغاضيه عن أمر لا يقنعه فأصيل كما يعرفه شخص فطن جدا .. قال ببشاشة: هلا تكرمت يا أستاذ أصيل علي مرة أخرى وفتحت لي حسابا محترما في الموقع المناسب لعمل هذه الدعاية؟ _قال أصيل: مع الأسف لست متابعا جيدا للحسابات الأنثوية .. لكنني سأرد عليك بعد أن أسأل أختي .. ***** في شرفة منزل حميمي دافئ أتت من داخل المنزل حاملة مِلحفة قطنية واسعة غطت بها أكتاف جدتها الجالسة على أرجوحة الشرفة .. أعطتها كوبا مخففا من الشاي يتصاعد البخار منه ثم أتت بكوبها المركز ودست نفسها تحت ذراع جدتها .. قالت حسينة بحب: بلقيس لو استمريتِ بتدليلي بهذه الطريقة فلن أسمح لك بالزواج يوما يا ابنتي .. ابتسمت بلقيس من الموضوع الذي لا تمل جدتها من المزاح فيه أبدا وقالت: جدتي سوف تبدين كجدة تقليدية إن استمررتِ في الإتيان على ذكر الزواج كل مرة تريدين المزاح فيها .. قالت حسينة بحب: الأمر أكبر من قدرتي على ضبط نفسي يا صبية .. أشعر بالزهوّ في كل مرة أنجح في إحراجكِ فيها .. ضحكت بلقيس وقالت مغيرة الموضوع وهي تشير برأسها ناحية أصيص كبير نسبيا: جدتي أرأيت نبتة الهِدرانْج كيف كبرت وتفتحت بتلاتها؟ قالت الجدة مفتخرة بحفيدتها: نعم رأيتها وأُخذت بجمالها .. لا أصدق أنكِ ماهرة لهذه الدرجة في الزراعة .. قالت بلقيس بحماس: جدتي .. الفضل لا يعود إلي طبعا لقد سألت على النت وبحثت فاستفدت من نصائح الخبراء وطبقتها وها هي النتيجة.. قالت الجدة بسعادة: أتعرفين يا ابنتي لقد زرعتها ثلاث مرات من قبل .. نجحت في إحداها فقط وطبعا نَمَتْ بحجم لا يكاد يضاهي نصف نبتتكِ هذه ..أنتِ تفوقتِ على جدتكِ يا فتاة .. قالت بلقيس بضجر:جدتي ألا تملين أبدا من إلقاء المديح علي؟ ضحكت الجدة بمسرة وقالت تمازحها: طبعا لا .. أنتِ تمثلين لي نفس ما تمثله لك زهرة الهدرانج تلك .. زهرتي المتفتحة! ثم تابعت بمسكنة: أنا عجوز ضعيفة البنية مع الأسف .. حفيدتي الفتية أخذت مني كل أعمالي وعوضتني في عقر داري .. قالت بلقيس ضاحكة: جدتي مع الأسف أنتِ امرأة ذات هيبة رغم كبركِ .. لم تناسبكِ المسكنة .. أعتذر منكِ جدا لكن حتى لو ذهبتِ للتسول في عمركِ هذا فلن يعطيكِ أحد شيئا .. ضحكت الجدة ملئ شدقيها متفكهة جدا من دعابة حفيدتها .. أكثر ما تحبه في حياتها مع حفيدتها هو استمتاعها بكل تفصيلة .. تعيشان كل يوم بيومه مستغلتين رفقة بعضهما البعض أحسن استغلال وأكثر أيامها سعادة –كما اليوم- حين تكون بلقيس متفرغة تماما من الدراسة والمشاغل فتسهران لتتسامرا أو تقومان بأي نشاط اعتادتا عليه .. _قالت الجدة بعد أن هدأت قهقهتها تماما: أنتِ لن تستطيعي النوم يا بلقيس مع كل ذاك الشاي الذي تناولتِه .. _قالت بلقيس التي كانت مدمنة شاي: بل سأنام أبكر من المعتاد لو أردت .. تأثير الكافيين في الشاي أصبح معكوسا علي .. كلما أكثرت من شربه كلما شعرت بالنعاس أكثر.. قالت حسينة بحس مغامرة وليد اللحظة والأرجوحة تهتز لحماسها: إذن ما رأيك بأن نخرج قليلا .. أحب وقت عندي للخروج هو الليل. قالت بلقيس برزانة تداري جدتها: حبيبتي الخروج ليلا خطِر إذا كنا نساءً لوحدنا.. دعينا نخرج غداً عصراً لو أردتِ.. قالت الجدة وقد خبت لمعة الحماس اللحظية من عينيها: أنتِ صرتِ أكثر حذرا من اللازم يا صبية! كل العجائز تخرجن ليلا لأكل المثلجات أو للمشي قليلا .. قالت بلقيس وهي تحسب لكل كلمة: هنّ يا جدّتي لا تخرجن من غير رفقة رجالية ونحن لا نملك رفاهية هذه الرفقة .. (ثم صمتت وهي تترقب ردة فعل جدتها) قالت حسينة تكابر الحزن الذي لم تستطع السيطرة عليه وهي تتذكر حسرتها الأكبر: إذن لنبقَ في بيتنا كما نحن .. لا نحتاج نزهات ليلية إن صار الأمر هكذا! قالت بلقيس بمراعاة: حبيبتي سأعوضكِ غدا عصراً.. ضحكت الجدة لتخفي ألمها قائلة: لن تراضيني بهذا فقط .. على أنيسة أن ترافقنا غدا وإلا فلا داعي! ابتسمت بلقيس بشبه راحة وهي ترى ردة فعل جدتها الغالية: من دواعي سروري .. سأراسلها الآن! ثم قالت تغير الموضوع برمته: على كل حال الخروج اليوم مستحيل أساسا فسيبدأ الآن برنامج: ! Silence , ça pousse أم أنكِ نسيتِ؟ _لم أنس يا عزيزتي .. بل لم تعد تكفيني حلقة واحدة فقط في الأسبوع .. أريد المزيد منه! ضحكت بلقيس وهي تساعد جدتها على النهوض من مكانها: سنقدم شكوى ضد البرنامج .. فاستنزاف طاقة الصبر عند عجوز طيبة مثلك لأسبوع كامل ليس أمرا يغتفر .. ***** تقف عند باب غرفة أبيها لتلتقط أنفاسها .. فقد حسبت في رأسها لكل شيء، أبوها شخص صباحي وهي جاءته في أبكر ساعة ممكنة .. ستستغل أوقات تحسن مزاجه .. ستدخل بثقة .. تشرح لوالدها وجهة نظرها .. تأكد رغبتها الكبيرة في فسخ الخطوبة ثم ستعود من حيث أتت .. حاولت خلال اليومين الماضيين أن تتخيل كل الإجابات التي سيقولها وحضرت نفسها للرد عليها أيضا .. طرقت الباب بتوتر أشد ثم دخلت حين أذن لها .. وجدت والدها جالسا على أريكة غرفته يحمل بيده أوراقا .. فعمله تراكم كثيرا في الفترة التي تلت موت أمها على وجهه علامات استفهام كبيرة عن سبب وجودها في غرفته في مثل تلك الساعة لكنه لم يفصح عن أفكاره .. قال برزانة: تعالي يا ابنتي .. دخلت لويزة إليه وقد تبخرت كل شجاعتها .. فوالدها رغم طيبة قلبه يتحلى بهيبة كبيرة تلجم المقدم على الخطأ أن يحذر منه حتى قبل ارتكابه للخطأ وقالت بارتباك: أبي .. لازلت مصرة على فسخ الخطوبة! إن ظنت أنها الوحيدة التي تحضرت للمواجهة الحتمية وجهزت ردا فهي بلا شك مخطئة .. قال فواز بدون مهادنة: أقنعيني؟ قالت لويزة التي لم تكن جاهزة لرد مماثل: أقنعك بماذا يا أبي؟ قال ببساطة: بأسبابكِ طبعا ! حين ران الصمت لفترة أردف: أنا لدي أسباب تجعلني أتمسك بزين العابدين كصهر لي لكنك تنكرين كل أسبابي متصورة أنك تعرفين أحسن من والدكِ .. إذن أقنعيني علي أعرف كيف أتخذ قرارا بعدها.. قالت لويزة بفورة أعصاب مطمورة تحت احترامها الشديد لوالدها: لو كانت أمي رحمها الله حية لاحترمت قراري بلا سبب .. _نعم .. وهو أكثر ما كنا نختلف حوله أنا والمرحومة وفاء .. قضية الدلال الزائد عن الحد .. تعالي يا ابنتي اجلسي ودعينا نتفاهم بهدوء .. زيْن خطبكِ مني قبل وفاة أمكِ بحوالي شهرين .. هو شخص عصامي ناجح في عمله .. متدين ومصلٍّ .. خلوق ومهندم .. لا أعرف يا لويزة ماذا تتمنى البنات اليوم في أزواجهن لكنني لا أظنهن يطمعن في أحسن من زين! _قالت وقد ضاقت بها السبل ورأت أن الصدق هو سبيلها الوحيد للخلاص: أبي! لا أريد الزواج من شخص متدين .. (شعرت بالصدمة من نفسها لقدرتها على مواجهة والدها بصفاقة مماثلة) لكنها تابعت: أنا إنسانة تحب الحياة والعيش المنطلق! أحب تصميم ملابسي وابتداع أناقة خاصة بي .. أحب صبغ شعري والتصرف بحرية .. أشعر أن زين ليس مناسبا لما أريد وأتمنى .. قال والدها بعصبية وقد استنفر عرق في رقبته أثناء محاولته لردع نفسه عن الصراخ بها: دعيني أعلمكِ أولا يا ابنة فواز أن أسبابكِ واهية سخيفة .. إنها أتفه مما تصورت حتى .. كنتِ تتحججين بإخوتكِ الصغار ورغبتكِ الملحة في البقاء معهم .. كنت أعلم أن الأمر ليس كذلك! _قالت بصدمة: أتتهمني بأني لا أهتم بأمر إخوتي يا أبي؟ _بل أقولها صراحة .. أنتِ لم تذكري سوى نفسكِ منذ بدأتِ الحديث .. زين أعرفه وأعرف من أي معدن هو .. كبر أمام عينيّ شابا أفتخر بمجرد كوني أعرفه وحين خطبك مني لم أصدق .. فرحت به واستبشرت بالزيجة كثيرا .. في الرؤية الشرعية خفت من عدم تقبل أحدكما للآخر .. لكنها مرت بخير وسعادة .. أمكِ كانت سعيدة وأنا كنت أسعد .. وحتى أنتِ رأيت القبول على قسمات وجهك فلم تحاولين إنكار الأمر الآن؟ لم تحاولين كسر فرحتي بهذه الطريقة؟ قالت لويزة تمسح دموعها قبل حتى أن تدرك أنها كانت تبكي: أمي رحمها الله كانت تحثني على القبول .. فقبلت إكراما لها! _وأبوكِ لا كرامة له .. أليس كذلك؟ _قالت بقفزة استنكار: لم أقصد ذلك مطلقا يا والدي .. بل لك الكرامة كلها! قال وقد آلمه قلبه على صغيرته: عموما أنا لن أجبركِ على شاب لا تريدينه يا ابنتي .. فتح الله عليه وعليكِ لكني لا أملك سوى الرجاء بأن تمنحي نفسك فرصة التفكير ثانية .. امنحي نفسك وزين فرصة ثم قرري.. مسحت لويزة عينيها بسرعة وهي تقول: لا حرمني الله منك يا أبي .. كنت أعلم أنك لن تجبرني على ما لا أريده! _قال أبوها متنهدا: القرار التالي الذي ستقررينه هو قراري النهائي كذلك .. لذلك فكري جيدا .. قراءة ممتعة التعديل الأخير تم بواسطة أمينة يوسف ; 03-07-19 الساعة 03:27 AM سبب آخر: ♥ | ||||||
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
.png)
العرض العادي
