آخر 10 مشاركات
سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          124 - مر من هنا - آن شارلتون (الكاتـب : pink moon - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          409 - غدا لن ننسى - تريزا ساوثويك (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-09-19, 07:26 PM   #151

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmedman2010 مشاهدة المشاركة
الف مبروك التميز حبيبتي ❤❤
الله يبارك فيك يا قلبي⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩




Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 07:28 PM   #152

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير
سيتم تنزيل الفصل بعد لحظات
آسفة على التأخير البسيط لسه رجعت من الكلية
أتمنى لكم قراءة ممتعة مسبقا


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 07:32 PM   #153

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن

"أنت تشعر أنك مجرد شخص في هذا العالم، بينما يوجد دائما من يشعر أنك العالم بأسره
جورج برنارد شو"


ثلاث سنوات مرت و لا تصدق أنها مرت بالفعل...ثلاث سنوات بشتائها و ربيعها و صيفها و خريفها...ثلاث سنوات مرت على نهاية تلك الرحلة العائلية التي شاركهم فيها هو و أخته...يوم النهاية الذي ابتدأت فيه تحقيق الوعد الذي قطعته على نفسها...وعد بالوقوف في المنطقة المحايدة، وعد بتكريسها الوقت لدراستها فقط و أحلامها...وعد بأن تعيش أياما تنسى فيها حبها لمالك و حب زيد لها...
و هل نست حقا؟
بالتأكيد لم تستطع لا اقتلاع حب الأول من قلبها و لا دفع الثاني إلى رؤية مستقبله مع أخرى تحبه...لكنها عاشت في منطقة محايدة، فكان الأول كشخص تعرفه يتبادلان الأحاديث بين الفينة و الأخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما توطدت صداقتها مع الثاني لأنه يحمل "رائحة الوطن" كما يقول لها دائما...دون أن تستطيع علاقتهما تجاوز الصداقة...و كيف تتجاوزها و قلبها معلق بالآخر، عقلها مليء بذكرياتها معه...ذكريات قررت أخيرا تدوينها بأكملها كجزء من رواية بدأت كتابتها منذ سنتين...رواية قاربت على ختامها دون أن يكون لقصتها معه ختاما في الواقع...
نظراتها تطوف حول الوجوه المتواجدة حولها في المطار، وجوه من أجناس و أعراق مختلفة...وجوه تروي حكايا مختلفة: فهذان زوجان يبدو عليهما أنهما متوجهان إلى شهر عسل، و هذا رجل أنيق ينظر إلى ساعته بين الفينة و الأخرى أثناء مطالعته للوحه الالكتروني، و هذه امرأة تضع يدها على بطنها المنتفخة قليلا تهمس لجنينها بشيء ما...تجعله يعتاد منذ الآن على صوتها...و هذه مجموعة من شبان و فتيات يحملون حقائب ظهر فيبدو أنهم سيذهبون لمغامرة في مكان ما...
مرت حقيبتها أخيرا تحت جهاز الكشف، لتمر بدورها قبل أن تبتسم للشرطي الشاب و هي تأخذ منه نظاراتها الشمسية، ثم تتحرك ناحية استراحة المطار فلمحته جالسا هناك، تمنت للحظة لو تدعي عدم رؤيته...تريد أن تجلس لوحدها و تتمتع بخلوة قبل صعودهما إلى الطائرة، لكن مع الأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد رفع عينيه ليراها فيلوح لها ببشاشة...زفرت بعمق و هي تتجه ناحية الطاولة التي جلس عليها لتجلس قبالته و تقول: "أيمكنك أن تطلب لي كوبا من القهوة يا زيد من التي أحبها؟"
قال زيد بشيء من الغرور: "و كأنك تأمرينني يا قمر".
رفعت قمر عينيها من فوق شاشة حاسوبها ثم قالت بهدوء: "لم آمر، سألتك بأدب و عليك أن تجيبني بأدب سواءً أقبلت أو رفضت".
قام من مكانه و هو يقول: "حسنٌ سأحضرها لك، أنا أيضا أريدها...لقد أصبحت مدمنا على قهوتك المحلاة".
شكرته دون أن تبعد عينيها على حاسوبها، فابتعد عنها لتفتح صفحة جديدة خاصة بالكتابة فتتراقص أصابعها على لوحة المفاتيح مدونةً:
"مرت السنين و انتهت مهلة الانتظار التي وضعتها بدون قصد...مع اقتراب نهايتها طوال الأيام السابقة لامني صوت داخلي لأنني جعلته يتشبث بأمل...كان بإمكاني أن أعترف بحبي لمالك ببساطة له دون أن يعرف من الشخص المقصود بالتأكيد...ربما كان الزمن كافيا لينسى، بل ربما كان من الممكن أن يتجاوز حبه وقتها و اعترافي وقتها و كان بإمكاننا أن نتابع حياتنا كصديقين أو كمجرد فردين جعلهما زواج أقارب لهما من نفس العائلة...لكن كبريائي من اختار، من رفض البوح وقتها و من سيرفض البوح الآن مباشرة ليختار هو أن يتابع حياته في انتظاري...
ظننته سيمل، لكن مع مرور الأيام كنت أرى تعلقه بي -رغم محاولته بألا يظهره-...لكنني كنت أرى و كنت أتألم...
ليس من أجله فقط لأنه يعيش حبا لن يجد له صدى في قلبي، بل من أجلي أنا أيضا، فوقت الاعتراف سأفقد صداقة شخص كان جزءا مهما في آخر سنوات حياتي...
لكن هذه هي الحياة: أخذ و عطاء...ربح و خسارة و ربما خسارتي لهذه الصداقة ستكون ربحا لشيء آخر في علم الغيب"...

جلس قبالتها و هو يضع كوب القهوة البلاستيكي، فشكرته و هي تعاود الانشغال بحاسوبها ليسألها باهتمام لا يخلو من السخرية: "هل تكتبين روايتكِ؟"
رفعت رأسها بحدة ثم قالت بجمود: "احذر يا زيد، ستتجاوز الحدود الحمراء من جديد".
رفع كفيه باستسلام، ففتحت ملف الرواية لتنسخ فيه المقطع الجديد و تعدله و عقلها يستعيد ذكرى تعود لأكثر من عام، حيث وجدها تكتب مقطعا من روايتها في استراحة الكلية، فلم يتوقف عن السخرية بعد أن أخبرته أنها تكتب رواية...
و كانت لا تملك طاقة على الجدال، فتركته يومها في مكانها و رحلت إلى المدرج...أسبوعان و هي تتعامل معه بسياسة التجاهل، لا تهتم بوجوده من حولها في أي مكان، يحضران للمحاضرات معا، يتشاركان في بحث تجريبي معا، لكنها لا تتكلم معه و إن حدثها لا تجيبه إلا للضرورة...
كان من أقسى أنواع العقاب التي تعرض لها، لكنه كان مغرورا لدرجة ألا يعتذر منها، لكن في النهاية غروره انكسر و اعتذر...فقبلت اعتذاره و كأن شيئا لم يكن، لكنها كانت تعلم ما كان و ما الذي تعلمه مما حصل؟
ألا يتجاوز الحدود التي تضعها حول نفسها مهما حصل...
أخرجها صوته من شرودها: "تعرفين أنه رغم كل شيء سأقرأها...فقط لأعلم إن كنت متواجدا فيها".
نطق بجملته فتذكرت ما قال لها مالك يوم قرأت عليه قصتها...أنه سيكون سعيدا أن يقرأ رواية لها من باب التشجيع كصديق...و قد كان كذلك و لم تكتب مقالا في المجلة الأدبية إلا و كان يقرأه و يعلق عليه...
همست في سرها: "شتان ما بينه و بين زيد".
ثم قالت بهدوء: "لا وجود لك، الشخصيات من وحي خيالي فقط".
قال من جديد: "سأقرأها و أرى بنفسي".
هزت كتفيها بمعنى أنها لا تهتم...فحتى إن قرأها لن يعرف بالتأكيد أنه موجود...لأنه بالرغم أن محور القصة نفسه إلا أن الأحداث مختلفة تماما و لن يعرف أحد من معارفها المقربين أنها هي نفسها البطلة إن لم يكن ذا نظرة بعيدة...و هو الشيء التي تشك أن زيد يملكه...


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 07:37 PM   #154

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

*********************************************
على بعد مئات الكيلومترات في مطار آخر كانت فتاة أخرى تجلس على الطاولة التي كانت تجلس عليها قبل عشرة أيام، تحدق بالخاتم الماسي الذي يزين بنصرها و الذي ألبسها إياه على نفس هذه الطاولة...
فتاة غيرتها حادثة واحدة، فنقلتها من قمة الاستهتار إلى قمة الجدية...
عفوا لم تكن حادثة واحدة...بل حوادث كثيرة كانت آخرها الأكثر طولا، الأكثر استنزافا، و الأكثر ألما...
حادثة جعلت الكأس يفيض، جعلت الكبرياء ينتفض بشكل جديد صائحا: "لا لرجل في حياتي".
انغمست في الدراسة حتى أذنيها، دراسة و عمل...حصلت على الماجستير و تفكر في ولوج سلك الدكتوراه قريبا بعد أن نالت قسط راحة لمدة سنة...السنة التي تغير فيها الكثير، توقف رثائها لنفسها رغم كل شيء حققته...انتهى عصر جمودها و تفكير عقلها في العمل و الدراسة فقط...لمست جوانب من آلام الناس، سمعت حكاياتهم أثناء رحلتها العلاجية معهم...و عرفت وقتها أنها كانت مدللة حقا، لقد كانت تتذمر لأن والدها لا يحبها، لكنها سمعت قصص لاجئين قتل آباؤهم و أبناؤهم في الحرب ففروا من بلادهم بطرق مشروعة أو غير مشروعة ليصلوا إلى هنا...كانت تتذمر من كذبة شادي التي ألقاها على مسامع والديها حتى يفر من خطبتها، فرأت من تخلى عنها حبيبها و هي حامل بطفله، من تركها حبيبها و هم على وشك الزواج لأنها تعرضت لحادثة سير فأصبحت لا تستطيع السير...سمعت الكثير حتى أصبحت مأساتها كحبة رمل أمام مآسيهم و كل هذا كان بفضله...
كان من اقترح عليها أن تعمل خارج أوقات دوامها في أحد مراكز الترويض المعروفة، مع طبيب للعظام يفتح عيادته من أجل ذوي الدخل المحدود...فكان يقدم لهم العلاج بشكل مجاني أو شبه مجاني بينما كانت تهتم بالترويض الطبي...عند عملها عنده أحست حقا أنها إنسانة، تقدم دعما للناس...رافقته في رحلة مع مجموعة من الأطباء إلى بعض المناطق المتدهورة في دول جنوب افريقيا...مناطق لم تكن تسمع بها إلا بشكل عابر في الأخبار، فهالها ما رأته من فقر و جوع و أمراض منتشرة بينهم، لقد اتصلت به باكية في أول يوم لها هناك و هي تهتف أنها كانت غبية و مدللة، لتجده أمامها في اليوم الموالي ليخبرها أنه يحبها رغم كل شيء...
كان هذا اعترافه الأول بعد أزيد من سنتين و نصف يعيشان في نفس المدينة...يتصل بها يوميا، يحضر ما تحتاجه، يظل بجوارها إن مرضت، يمسح دموعها كلما انهارت...كان يقوم بكل شيء و هو صامت حتى ذلك اليوم الذي اعترف فيه بما رأته و رفضت تصديقه...
لا زالت تذكر أن الصدمة شلتها...جعلتها تحدق فيه بذهول دون أن تهمس بشيء، فكان من تكلم قائلا: "اعترافي هذا لا يعني أنني أريد منك شيئا يا تماضر...أردتك أن تعرفي حتى لا تتفاجئي إن اتصل بك والدك و أخبرك أن شابا يدعى ابراهيم قد أتى و طلب يدك".
اتسعت عيناها باندهاش، ليطمئنها قائلا: "لا تقلق، لن أقوم بها الآن...علي أن أحل بعض الأمور أولا".
و قد حل تلك الأمور قبل أن يصارحها برغبته بالزواج قبل عشرة أيام...
بيت يطل على أحد الشوارع التي عشقتها في مونتريال...مؤثث ببساطة و أناقة بالألوان التي تحبها...كما أنه حصل على عمل ثابت كمهندس صوت في القناة التي كان يتدرب فيها و هي إحدى القنوات المهمة في كندا مع مشروع لمطعم سيفتتح قريبا حتى يزيد دخلهما كما قال...لا زالت تتذكر جملته عندما أخبرته أنه لا داعي لافتتاح المطعم: "أنا لن أكون مسؤولا عنك فقط إن رضيت بي كزوج، بل مسؤولا على أولاد قادمين و عن أمي و أختيَّ بما أن أخي سيتزوج قريبا...و أنا أريد لكم جميعا حياة مريحة".
لقد كان رجلا بمعنى الكلمة...منذ أن اعترف لها بمشاعره و هي تتساءل: "لماذا لم يعرض عليها أن تكون حبيبته قبل أن يتزوجا؟" فجاء الجواب ذلك اليوم الذي عرض عليها الزواج مباشرة: "لا أريد أن أعيش قصة حب عاصفة قبل زواجنا ثم تفتر علاقتنا بعده و ننفصل...سنعيش تلك القصة و أنت حلالي...سنعيشها بكل لحظاتها كمراهقين مجنونين و كراشدين مسؤولين...فلا أريد أن أسيء لك أو لنفسي لأننا سننال عقاب الإساءة في ما بعد".
سالت دموعها ثم أحست بأنها لا تليق به...هي مدنسة...متلاعبة...عاشت علاقات متعددة آخرها كانت مع قريبه، فكيف ستليق به؟
دفعت الكرسي و كادت أن تغادر بدون أية كلمة، لكنه أوقفها و هو يقول بحزم: "إلى أين؟"
التفتت إليه و قالت: "أنا لا أليق بك، أنت تستحق فتاة أفضل مني بكثير...أنا لا أستحق حبك".
أشار لها كي تعود إلى مكانها فهتفت مبررة قبل أن يسأل: "لم يكن شادي وحده من ارتبطت به".
قال ببساطة رغم وجومه: "أعرف".
رفعت عينيها إلى ملامحه غير المقروءة ثم قالت: "أقسم أنني لم أتجاوز مع أحدهم...كانوا يقبلون بالارتباط بي على شروطي، إلا...."
توقفت عن الكلام، فحثها قائلا: "إلا ماذا؟"
أخذت نفسا عميقا ثم قالت: "واحد من الذين ارتبطت بهم...قبل شادي بالتأكيد، أوهمني بالموافقة على مطالبي و بعد أيام قليلة كاد أن يعتدي علي".
نظر إليها بصدمة، فقالت بتلعثم: "لا أعتبره خطأه وحده، هو خطئي أنا الأخرى...بعد ارتباطي به بيومين رأيت كابوسا مخيفا...كانت فيه حية تتبعني في مكان مهجور فسقطت و التفت من حولي...قمت فزعة و لم أجد ما أفعله غير الاتصال بقمر...كانت الثالثة صباحا، أجابتني بصوت ناعس فحكيت لها ما رأيته فأخبرتني أن رؤية الحية في الحلم سيء جدا و أن ربما المقصود هو الشخص الذي تربطني علاقة به، فطلبت مني الانفصال عنه لكنني لم أبالي لها و ظننتها تبالغ".
أتمم ابراهيم القصة بدلا عنها: "فكاد أن يعتدي عليك في الوقت الذي ذهبت عنده لتثبتي لنفسك أن قمر لم تكن على صواب".
حركت رأسها إيجابا و هي تطأطئه، فقال لها بهدوء: "تماضر اليوم هي ليست تماضر الأمس و ما حدث في الماضي بقي في الماضي".
ظلت صامتة للحظات قبل أن تقول: "ستظل الفتاة الجامحة المتهورة بقلب تلك الباردة التي أصبحت تهتم فقط بمستقبلها".
نظر إليها بطريقة و كأنه يقول: "أنا كفيل بجموحها هذا".
كانت حائرة، لا تستطيع اتخاذ القرار و هو رأى الحيرة على وجهها فقال: "أنا سأعود للوطن كما ترين و أعرف أن موعد عودتك سيكون بعدي، خذي وقتك الكافي في التفكير و فور موافقتك ستجدينني أمام بيتك مع أمي و أخي لأطلب يدك".
أومأت برأسها، ليلتقط كفها و يدس فيها الخاتم و هو يقول: "لقد رأى المتواجدون من حولنا أنني أفتح أمام عينيك علبة قطيفية بها خاتم، ضعيه الآن و يمكنك نزعه حتى موافقتك، وقتها سآخذ الوقت الكافي لألبسه لك من جديد".
و تحت أنظارها المصدومة رفع كفها و قبله بدفء...
رمشت بعينيها و توردت وجنتاها في الوقت الذي تعالى فيه تصفيقات من حولهم...يبدو أنهم كانوا يتابعونهم رغم أن العرض لم يكن رومانسيا...لأنه كان يعرف أنها لم تعد تؤمن بالرومانسية أو بالأحلام...
نظرت من جديد إلى الخاتم الذي لم تستطع إزالته منذ ذلك اليوم لتحمل هاتفها و تكتب بحزم في رسالة: "أنا موافقة"...
*********************************************
صعب أن تكتشف متأخرا أنك عشت جل سنوات حياتك مغتربا بين الناس...و ليسوا مجرد أي ناس، بل هم أهلك...من تسري دماؤهم في عروقك...عشت بينهم، لكنك لم تكن مواطنا حقيقيا...أو ربما كنت كذلك و كان واحد منهم مستعمر خائن يستغل جبروته ليجعلك ضعيفا و ذليلا بين يديه...
و كان البقية أعوان له، مواطنين يحركون رؤوسهم حول كل طلب بخنوع، خوفا من البطش...
صعب أن تشعر أنك عشت جل حياتك مقيدا بقيود وهمية...تنظر لحرية الناس دون أن تتجرأ على القيام بما يقومون به...فقط خوفا من أن يتم محاكمتك في محكمة تعسفية لا وجود لها...محاكمة مستعمِر لمستعمَر...
و قد كانت جل حياتها مستعمرة من قبل علاء، ليأتي الاستقلال على هيئة نسيم...
لقد كان جل حياتها مغتربة بين أهلها ليكون نسيم وطنا لها...
ثلاث سنوات...عاشت فيها السعادة...عاشت فيه الحب...عانقت فيها الحرية...ازدادت قوتها و ثقتها...و في كل مرة كانت تضعف كان تعرف أنه خلفها...سندها و مساندها في كل كبيرة و صغيرة...
قلبه وطن وضع مفاتيحه بين يديها، فجلست على عرشه فخورة به و ستظل كذلك إلى آخر نفس...
لحياتها معه طعم آخر...ألوان أخرى...مزيج بين ألوان ربيعية زاهية، ألوان شتوية دافئة، ألوان صيفية مبهجة و ألوان خريفية حزينة بغموضها...حياتها معه فصول أحبتها بتناقضاتها...تناقضات امتزجت بنسيم عليل جعل الفصول غير الفصول...فكانت متفجرة بالعشق رغم كل تقلباتها...
ابتسمت و هي تترك مكانها أمام طاولة الزينة أخيرا، ثم تتحرك حافية القدمين إلى المطبخ حيث زوجها يعد الإفطار كالعادة...وقفت تتأمله بحب و هي تبتسم، فضبط نظراتها العاشقة عندما شعر بوجودها و التفتت لتتسع ابتسامته و يقول بمشاكسة: "بدلا من أن تقفي هناك، تعالي و ساعديني".
دلفت إلى المطبخ و بدلا من أن تتجه ناحيته، كانت تقترب من الطاولة فتميل لتتناول من صحن العسل أمام نظراته المتفحصة لها قبل أن تجلس براحة على الكرسي و هي تقول: "يكفي أنني أحضر الغذاء و العشاء، فلتحضر أنت الإفطار".
ارتفع حاجبه ليقول: "حقا، سنتين و أنا أحضر الإفطار، أشتري الغذاء و العشاء عندما تكون لديك اختبارات...لماذا؟ لأنني أقدرك حبيبتي و لا أحب إزعاجك أثناء عند اقتراب الامتحانات و طوال فترتها حتى لا تصبي غضبك المجنون علي بدون أي سبب...أنهيت الماجستير فارتحت أنا و قلت ستهتم بي قليلا و تدللني كما كنت أدللها، لكنك عينت في منطقة بعيدة عني بآلاف الكيلومترات...عشرة أشهر و أنا أعاني من بعدك، لا أراك إلا في العطل و كأنك أمي لست زوجتي".
ضحكت برقة ثم قالت: "لم تتذمر الآن و قد حصلت على الانتقال إلى العاصمة؟ ثم إنه ليس ذنبي، فلست أنا المكلفة بأمور تعيين الأساتذة".
فاجأها بقوله الجاد: "ألم يحن الوقت لنفكر في إنجاب طفل؟"
طأطأت رأسها، فاختفى وجهها بين خصلات شعرها...كان يعرف ردود أفعالها و ما تعني...اقترب لينحني أمامها ثم رفع وجهها بإبهامه ليقول باهتمام و هو ينظر إلى عمق عينيها: "ما الأمر حبيبتي؟ ما الذي تخفينه عني؟"
همست بعد لحظتين من التردد: "لقد توقفت عن تناول حبوب منع الحمل منذ أن أنهيت دراستي".
غمغم بصدمة و حيرة: "ماذا؟ لكن لماذا لم تخبرينني؟"
هتفت بشيء من الحدة: "أخبرك حتى أخبر أمك التي لمحت لي أنني ربما أكون قد أعاني من مشكل بعد مرور سنة على زواجنا بدون حمل، فبررت لها أننا من اتفقنا على الانتظار حتى أنهي دراستي...لم أكن أريد أن أجعل الجميع ينتظر سماع الخبر الذي سيتأخر -و كأنني شعرت بذلك-...لقد عشت لحظات صعبة لوحدي ظننت فيها أنني حامل بالفعل لكنني لم أكن...لم أكن أريد أن أرى الخيبة في عيني أي شخص".
قال بصوت مبحوح: "أنا لست أي شخص، أنا زوجك و من حقي أن أعلم".
أشاحت بوجهها لتغمغم لين أسنانها: "حتى تبحث عن زوجة جديدة بعد مرور عام على عدم استعمالي للدواء بدون أدنى نتيجة".
رفع كفيها ليقبلهما قبل أن يقول: "هل أنت مجنونة؟ أنا أحبك و لا أستطيع التخلي عنك يا فتاة".
ثم تابع قائلا بمرح: "كما أنني لا أريد أن يدفنني علاء في مكاني إن عرف أنني أود الانفصال عنك...أخوك صار مجنونا من أن خطبت طليقته بسمة و أنا أحاول تجنبه".
ضيقت بين حاجبيها و هي تقول: "و كأنك تخاف من علاء...ابتعد عني أريد أن آكل أنا أتضور جوعا".
نظر إليها بدهشة قبل أن يقهقه عاليا على تغير حالها من الحزن إلى الحنق...
جلس أمامها ليبدأ في تناول طعامه بصمت قطعته بعد لحظات بقولها: "أتدري؟ قمر ستعود اليوم؟"
قال باهتمام: "حقا؟"
أومأت برأسها و هي تقول: "علي التفكير في هدية لها...عيد ميلادها بعد ثلاثة أيام...لقد أخبرتني الخالة نجاة أنها تخطط للقيام بحفل كبير من أجل المناسبة و سيكون احتفالا بتخرجها في نفس الوقت".
رغم انشغالها بالهدر حول عيد ميلاد صديقتها القريب، لا زال الحزن يكسو عينيها بعد موضوع الإنجاب...أمسك بيدها ثم قال بهدوء: "عليك أن تعرفي أنني لست متعجلا لحملك و حتى إن لم يحصل الآن أو بعد سنة أو اثنتين أو عشرة أنا راض بقضاء الله وقدره...كل ما يهمني أن تكوني سعيدة دون أن تهتمي بكلام الآخرين حتى لو كانت أمي".
ابتسمت له بامتنان، فابتسم لها قبل أن يتابعا طعام الإفطار و على وجهيهما أمارات السعادة...
*********************************************
ما أزكاها رائحة الوطن!
رائحة مختلفة عن كل الروائح، تشعرك باطمئنان عجيب ما إن تتغلغل بين أنفاسك...تشعرك بسعادة بعد سنوات اغتراب بعيدا عن أرضه و أهله...
سارت قمر بين أروقة المطار برفقة زيد قبل وصولهما إلى البوابة التي تفصلها عن أهل وطنها المنتظرين لأحبابهم الغائبين مثلها...أخذت نفسا عميقا قبل أن تخطو إلى الخارج و عينيها تبحثان بين الوجوه عن أحدهم مألوف لها...
اتسعت ابتسامتها و هي تلمح أمها تلوح لها فسارت بسرعة لتحتضنها بقوة دافنة وجهها بين طيات حجابها تشم رائحتها المألوفة...كانت نجاة تقبل رأسها قبل أن تبعدها عنها و هي تقول: "حمدا لله على سلامتك صغيرتي".
-"سلمك الله يا أمي...اشتقت لك".
ابتسمت والدتها و قالت: "رغم أنني رأيتك قبل أسبوعين اشتقت لك أيضاً... البيت بدونك بلا طعم صغيرتي، هذه آخر مرة أسمح لك بالاغتراب".
ضحكت قمر و هي تقول: "لم يعد هناك داع للاغتراب، سأظل بجوارك إلى الأبد".
سلمت والدتها على زيد ثم سار الثلاثة إلى الخارج...توجه زيد ليبحث عن سيارة أجرة بعد أن رفض بلباقة أن تقله والدتها بينما استقلت السيارة بجوار أمها لتقول لها: "كنت أتوقع رؤية أبي".
قالت نجاة بحزن مصطنع: "هل يعني هذا أنك لا تريدين رؤيتي؟"
-"لا بالتأكيد، أتدرين لقد اشتقت لك أكثر من أبي ماما، لكن لا تخبريه حتى لا يغار".
ضحكت نجاة برقة على طريقة ابنتها في الإرضاء التي لم تتغير منذ أن كانت طفلة، ثم قالت بهدوء و هي تنطلق إلى وجهتهما: "والدك لديه اجتماع، كما أرغب بأن ترافقيني لتختاري بطاقات الدعوة الخاصة بعيد ميلادك...أعرف أنك متعبة من الرحلة لكن لن نتأخر نصف ساعة سنقضيها هناك لا أكثر".
قالت قمر بهدوء: "لا تقلقي أمي، لست متعبة إطلاقا...لكنني لا أرى ضرورة لبطاقات دعوة لعيد ميلادي حقا".
قاطعت والدتها الحديث قائلا: "لقد قضيت ثلاث سنوات بعيدا عنا يا قمر، كما أنه ليس عيد ميلاد عادي بل سنحتفل بتخرجك أيضا...سيكون حفلا ضخما يحضره أفراد العائلة و أصدقاؤها و أصدقاؤك بالتأكيد...كما أن والدك يحضر لك مفاجأة".
شدتها نبرة والدتها المهتمة عندما همست بالجزء الأخير من الجملة، فقالت باهتمام: "أية مفاجأة هذه؟"
غمغمت والدتها بغموض: "إن أخبرتك لن تظل كذلك".
زفرت قمر بحنق ثم أشاحت بوجهها إلى النافذة مفكرة في فرضيات المفاجأة الغريبة...
عند عودتهما إلى المنزل كان والدها موجودا...استقبلها بحرارة و كأنه لم يراها منذ أسبوعين يوم إلقائها لأطروحة الدكتوراه- في الصيدلة- الخاصة بها...جلس الجميع في غرفة الجلوس فتساءل كمال باهتمام: "إذن، هل اخترتم البطاقات؟"
أومأت والدتها برأسها و هي تقول: "سيكون جاهزين هذا المساء بإذن الله".
التفت لابنته ثم قال: "هل سمعت تفاصيل الحفل الذي ستعده أمك لك؟ منذ أكثر من أسبوع و هي تتكلم في الموضوع حتى صدعت رأسي".
ألقت نجاة وسادة زهرية لتصيب وجه زوجها فتأوه بألم بينما ضحكت هي و قمر بسعادة...توقفتا عن الضحك لتقول قمر لأمها: "لا تشاوريني في شيء أمي، أنت منظمة الحفل، قومي بأي شيء يعجبك".
-"و أنت صاحبة عيد الميلاد من حقي أن آخذ بمشورتك".
قامت قمر من مكانها و هي تهمس بتعب: "حقا أمي، أي شيء تقومين به سيعجبني...سأذهب لأنام قليلا في غرفتي قبل ذهابنا لشراء الفستان".
هتفت والدتها بغثة من وراء ظهرها: "ما رأيك بحفلة تنكرية إذن؟"
التفتت قمر و هي تقول بحدة: "مستحيل...لست مراهقة مجنونة في الخامسة عشر من عمرها".
قالت والدتها بمراوغة: "أرأيت إذن، هذا ما كنت أخطط له".
عادت لتجلس أمامها و هي تقول: "لديك خطط بديلة صحيح".
أومأت والدتها برأسها قبل أن تقول: "حفلة في باخرة و والدك موافق على هذا الاقتراح".
نظرت إلى والدها الذي كان يحرك رأسه إيجابا، فقالت بضجر: "أمي، لا داعي لهذا البذخ حقا، سنقيم حفلة عادية أنيقة في البيت، أنت رتبي لكل أمورها و أنا متأكدة أنها ستكون جيدة".
راقبت نجاة انصرافها من أمامها متعللة برغبتها في النوم...
التفتت ناحية كمال لتقول له: "هل تمت الأمور؟"
أومأ برأسه ثم قال: "إياك أن تكوني قد أخبرتها بشيء".
-"لا لم أخبرها...قلت لها أن والدك يعد مفاجأة لك...لم أخبرها بالتفاصيل".
قال كمال بارتياح: "هذا جيد جدا".
-"أتمنى فقط أن يكون ما تخطط له من وراء هذه المفاجأة جيدا، فأنا أعرفك يدفعك حماس رجال الأعمال لتقوم بخطوات خاسرة بعض المرات".
جلس بجوارها ليمسك يدها قائلا باطمئنان: "لا تقلقي كل شيء سيكون بخير و تحت السيطرة"...
*********************************************
-"حمدا لله على سلامتك يا جميلة".
التفتت تماضر بحدة لتجد ابراهيم من خلفها ينظر إليها بتسلٍ، قالت بدهشة و هي تتلفت من حولها: "ابراهيم، ما الذي تفعله هنا؟"
همس بصوت مبحوح: "منذ أن أخبرتني بموافقتك و أنا أحسب الساعات حتى أراك، لقد كانت التسع ساعات الماضية تشبه الجحيم".
توردت وجنتاها ثم قالت: "ما كان عليك الحضور، والدي سيأتي ليقلني...يمكن أن يكون الآن قريبا و يرانا...اذهب".
-"مممم، في الواقع لقد كنت مع والدك قبل ساعات و طلبت منه أن أقلك بنفسي".
هتفت بصدمة: "ماذا؟ ما الذي كنت تفعله مع والدي؟"
أخذ حقائبها عنها ثم قال و هو يتوجه ناحية سيارته المصفوفة: "اتصلت به و طلبت منه اللقاء و عندما التقينا أخبرته بكل شيء: أنني كنت أعرفك منذ سنوات لأن أخي كان يدرس برفقتك و أردت خطبتك لكن المسؤولية التي كانت على عاتقي وقتها منعتني كما أنك كنت تدرسين، ثم التقينا في كندا بما أنني كنت أعمل و أتابع دراستي هناك أنا الآخر و بعد أن أنهيت الدراسة أتيت لأطلب يدك آنستي".
قالت تماضر بترقب: "و ما الذي قاله؟"
-"ينتظر اتصالا مني لأحدد معه موعدا للحضور أنا و أهلي بالتأكيد...ما رأيك أن نأتي بعد ثلاثة أيام؟"
اختفت ابتسامتها لتقول بحدة: "لا، بعد ثلاثة أيام عيد ميلاد قمر و هي تقيم حفلة من أجل المناسبة".
قال بإصرار: "سنأتي إذن بعد يومين، سأتصل بوالدك صباحا و أعلمه...هيا اصعدي لأوصلك، لقد أخذت الإذن مسبقا من والدك و لم يمانع".
أومأت برأسها و هي تصعد إلى السيارة و ابتسامتها متسعة بسعادة لتتجمد فجأة و هي تتساءل في سرها بخفوت: "ترى كيف ستكون ردة فعل شادي إن علم بالأمر؟"...


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 07:40 PM   #155

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

*********************************************
-"شادي العشاء جاهز".
توقف شادي عن العزف ليلتفت ناحية أخيه الأصغر الذي هتف بالجملة أمام الباب قبل أن يهرول مبتعدا، فألقى بجيتاره على الأريكة ليخرج من الغرفة يخطو بسرعة ناحية أخيه و هو يقول بمرح اعتاده معه: "أشم رائحة دم طازج، سأمسك بك يا فتى و أمص دمك حتى آخر قطرة".
تعالت قهقهات وسيم و هو يجري بعيدا عن أخيه...أمسك به شادي فور دخولهما لغرفة الطعام ثم رفعه عاليا لتتعالى قهقهاته من جديد بينما شادي يدغدغه قبل أن يعيده إلى حضنه و يلقي تحية المساء بهدوء على اللذين كانا يرمقانهما بحب...
جلس على الكرسي، فقالت نورا برقة لا زال لا يعتادها: "أعطني وسيم يا شادي حتى أطعمه".
غمغم بهدوء: "لا داعي، سأطعمه بنفسي اليوم، أليس كذلك يا بطلي الصغير؟"
هز أخوه رأسه و هو يقول لأمه بتهديد: "لن آكل اليوم إلا من يد شادي و إلا لن آكل".
هزت والدته يديها و هي تقول باستسلام: "حسنٌ، حسنٌ لك ما تريده".
قبل شادي قمة رأسه ثم بدأ بإطعامه بصمت و هو يتناول طعامه...قاطع لحظة سكونه صوت والده: "إذن، كيف حال العمل؟"
السؤال المعتاد كل ليلة و الإجابة المعتادة منه: "كل شيء بخير يا أبي؟"
قبل أن يهمس في سره: "و كأن شيئا سينقلب بين عشية وضحاها".
-"و كيف حال شيرين؟"
كتم زفرة مشتعلة في جوفه قبل أن يجيب والده بفتور: "بخير، ترسل لكم سلامها".
قال والده بتدقيق: "هل تحدثت معها أم أنك تقول الجواب بنفسك حتى لا ألومك؟".
قال شادي بضيق: "لقد تحدثت معها يا أبي حقا، اتصلت صباحا أثناء وجودي بالمكتب، يمكنك أن تتأكد بنفسك".
قالها باستفزاز و هو يلوح بهاتفه أمامه، فهز والده رأسه و هو يقول: "حسنٌ، صدقتك لا داعي لكل هذه العصبية".
كاد أن يهمس بشيء، لكن رنين هاتف والده أوقفه...في الوقت الذي سألت فيه نورا باهتمام: "من المتصل؟"
قال والده بإيجاز قبل أن يفتح الخط: "أختي".
بلا مبالاة تابع شادي إطعام أخيه رغم أنه يتساءل في سره عن سبب اتصال عمته في هذا الوقت المتأخر؟ أنهى والده الاتصال أخيرا ليقول بدون مقدمات: "ابراهيم سيرتبط".
اتسعت عينا شادي باندهاش في الوقت الذي همست فيه نورا: "أخيرا...لقد ظننت أنه مضرب على الزواج، فأخوه الأصغر خطب قبله...هل نعرف الفتاة أو عائلتها؟"
-"لا أدري...أخبرتني فقط أنه تعرف عليها في كندا كما كانت تدرس سابقا مع أخيه".
أجفل الجميع على صوت المعلقة التي سقطت على الطاولة فحملها شادي و هو يشاكس أخاه الذي يدفع يده حتى تسقط منه...ابتسما و هما يتابعان كلامهما دون أن يعلما أن شادي اتهم وسيم بشيء لم يقم به...فهو من أسقطها بعد ما قاله والده و اسم واحد يلتمع في عقله بعد هذه المواصفات: تماضر...
*********************************************
بعد ثلاثة أيام:
اليوم عيد ميلادها...
ابتسمت لنفسها في المرآة قبل أن تترك مكانها أمام طاولة الزينة و تجلس على كرسيها الهزاز حاملة في يدها مذكرتها الأثيرة...فتحت صفحة فارغة ثم بدأت تخط بسرعة و كأن الكلمات متلهفة لملء بياض الورقة:
"اليوم سأبلغ عامي الرابع و العشرين و لا زلت لا أصدق مرور تسع سنوات على أول لقاء لنا...أ كنت أكثر انشغالا كي لا أشعر بمرور كل هاته السنين أم أنني كنت أشعر بها سنة سنة، شهرا شهرا، أسبوعا أسبوعا، يوما يوما، ساعة ساعة؟ أم ربما توقفت سنيني عن المضي كجميع البشر منذ ذلك اليوم و أصبحت تقويمي اليومي يمر بعد كل ذكرى لنا معا مهما كانت سعيدة أو حزينة فلا يمكنني نسيانها...
عيد ميلادك كان قبل شهر تماما من الآن، بالضبط في نفس هذا اليوم من الشهر الماضي...أليس مميزا بالنسبة لك أننا ولدنا في نفس اليوم و الفصل و أن التفاوت بيننا في الشهر و السنة...أفكر أحيانا أننا لو ولدنا في نفس اليوم و في نفس الشهر لكنا نقوم بعيد ميلاد مشترك...لكن لا بأس فقد نذرت أننا إن ارتبطنا خلال العامين القادمين سنقوم بعيد ميلاد مشترك في اليوم الذي يصادف منتصف الشهر الذي يفصل بين ذكرى مولدنا...
كل عام و أنت في قلبي يا مالك، كل عام و أنت حبيبي و أتمنى من كل قلبي أن تتحقق الأمنية التي سأهمسها في سري بعد إطفاء الشموع أمام ناظريك"...

فتح باب غرفتها لتظهر عائشة و تماضر و تبدآ بالغناء أثناء دخولهما و كل واحدة تحمل في يدها قطعة "كاب كيك" عليها شمعة: "سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا جميل...سنة حلوة يا قمر، سنة حلوة يا جميل".
ابتسمت قمر بسعادة و هي تطفئ الشمعتين قبل أن تعانقهما و هبدي تغمغم: "لقد اشتقت إليكما جدا".
غمغمت عائشة: "و أنا أيضا اشتقنا لك، ثلاث سنوات يا لئيمة دون أن تطأ قدمك أرض الوطن".
غمغمت تماضر: "و أنا لولا أنني حضرت مؤتمرا طبيا في ألمانيا بداية هذه السنة لما رأيتها".
غمغمت قمر بسخرية: "و كأن قدمك وطأت أرض الوطن طوال هذه السنوات الثلاثة...ربما لم أكن لأراك مجددا لولا خطبة ابراهيم لك...بالمناسبة أنا آسفة البارحة لأنني لم أكن معك".
قالت تماضر بمرح: "لقد كان تعارفا بين العائلتين فقط...الخطبة بعد أسبوع بإذن الله".
لتتابع قائلة بنزق: "و قبل أن تبدئي بالسؤال لتنسيني موضوعنا الأصلي فأنا سأخبرك أنني لن أسامحك لأنك أتيت إلى أمريكا قبل أشهر و لم تفكري حتى بزيارة صديقتك التي تعيش بالمناسبة على أرض جارتها كندا".
أجابتها قمر: "أنت تعرفين أن الحجوز في الرحلات وقتها كان مزدحما لأنه كان يصادف "الكريسماس" لقد سافرت إلى إسطنبول أولا قبل أن أتوجه من هناك إلى نيويورك و لولا رغبتي في حضور القمة التي أقيمت هناك لما تركت إسطنبول دون أن أرى شيئا منها غير المطار بالتأكيد".
ضحكت الفتاتان بمرح قبل أن تقول عائشة: "هيا اتركا التذمر و العتاب علينا أن نساعد صاحبة الحفل في الاستعداد".
هتفت قمر بغيظ: "بحق الله و كأنني عروس، كل ما في الأمر أنني سأرتدي فستاني و أصفف شعري و أضع بعضا من الزينة".
فتحت تماضر باب الخزانة و هي تقول باهتمام: "أين الفستان؟"
قالت قمر و هي تشير إلى أحد أبواب خزانة ملابسها: "خلف هذا الباب".
أخرجت تماضر الفستان لتفرده فوق السرير و هي تنظر إليه بانبهار هي و عائشة...رفعت تماضر عينيها أخيرا و قالت: "هل تنوين الزواج بأحدهم يا فتاة؟ لقد ظننتك ستختارين شيئا أسودا لكنك اخترت الأبيض".
ضحكت قمر قبل أن تقول: "كنت أنوي ذلك، لكن عندما رأيت هذا أحببته جدا".
ثم هتفت بمرح: "هيا غادرا غرفتي أريد أن أستعد قبل وصول الضيوف"...
*********************************************
ترجل من السيارة أمام المنزل ثم سار ليسمع هتافها الساخط من خلفه: "ألن تفتح لي الباب يا مالك؟"
كتمت أخته ضحكتها بينما تسمعه يزفر بحنق قبل أن يفتح الباب لشيماء التي أمسكت بيده حتى تترجل من السيارة مدعية أنها لا تستطيع أن تقوم بذلك بمفردها بسبب طول كعب حذائها و فستانها...
قال مالك بين أسنانه أثناء سيرهما معا إلى مدخل بيت كمال بن سودة: "في المرة القادمة، استأجري لنفسك خادما يقوم بفتح باب السيارة و يساعدك على النزول منها يا شيماء لأنني لست خادمك".
لم تستطع نهى إيقاف قهقهاتها هذه المرة بعد الذي قاله أخوها و بعد أن رأت ملامح الساحرة السوداء -كما تحب أن تسميها- المصدومة...همست شيماء بعتاب: "لكنك خطيبي".
قال بفتور: "خطيبك و لست خادمك".
زفرت شيماء بصوت مسموع بينما انتقلت نظراتها لتدرس منزل مضيفهم بشيء من الغيرة و الحقد...
كانت السيدة نجاة في استقبالهم، تعرفت عليها شيماء على الفور رغم مرور سنوات طويلة على آخر مرة رأتها فيها...
تعلقت عينيها في تفحص للصالة التي اجتمع فيها الضيوف منبهرة بأناقتها و بتوزيع الطاولات المزينة بالورود و الموسيقى الكلاسيكية المنبعثة من مكبرات الصوت...تأففت فجأة بنزق و هي تقول: "بحق الله، لم أتينا إلى هنا؟"
رمقها بإحدى نظراته الباردة التي تصيبها بالقشعريرة ثم قال: "أنت من أصررت على الحضور معي عندما أخبرتك أنني مدعو لحفلة عيد ميلاد قمر".
زمت شيماء شفتيها و هي تهمس في سرها: "و كأنني سأتركك لها بعد أن حصلتُ عليك".
ابتسمت ببشاشة مصطنعة و هي تلمح اقتراب والد مالك منهما، فقبلت كفه مثلما فعل خطيبها...
سألها عن حالها بشيء من البرود...تعرف أنه لا يحبها و يتقبلها في العائلة على مضض هو و نهى...لكنها لا تأبه لهما معا، المهم عندها هو مالك...أجابته بابتسامة زائفة تجيد ارتداءها أمام الأشخاص الذين لا تحبهم و يال العجب يشعرون بالمثل اتجاهها...
انتبهت فجأة أنها لم تحضر حقيبتها من السيارة فاعتذرت منهما لتذهب و تحضرها...
زفر مالك بارتياح لابتعادها عنه أخيرا...لقد آلمه رأسه من ثرثرتها و تذمرها حول كل شيء منذ أن علمت أنه مدعو لحفل عيد ميلاد قمر...يعرف أنها تغار من قمر منذ مراهقتها لهذا قامت بما قامت به في الماضي...لكنها الآن صارت ناضجة و عليها أن تتقبل العلاقة التي تجمع بين عائلته و عائلة قمر، بل بينه و بين هذه الأخيرة بالذات...
تذكر فجأة أنه لم يلمحها، فمرر نظراته حول المكان باحثا عنها بعفوية...كان والده يقف مع والدها السيد كمال، بينما كانت والدتها تتحدث بحماس مع إحدى الضيفات...صديقتها عائشة كانت بجوار زوجها بينما كانت صديقتها المقربة تماضر -و التي يعرفها من الثانوية- تقف برفقة شاب لم يتعرف عليه، لكن يبدو أن علاقتهما عميقة و أن قمر أيضا تعرفه و إلا ما كانت دعته...
لمح زيد من بعيد برفقة أخيه و زوجته و طفليهما فلوح له ليتقدم صديقه ليصافحه بحرارة...
هتفت أخته فجأة بحماس أثناء حديثه مع زيد: "ها هي قمر قادمة".
التفت الجميع لتتعلق أنظارهم بصاحبة عيد الميلاد التي تنزل الدرج بأناقة...ترتدي فستانا خلابا أبيض اللون جعلها تبدو و كأنها إحدى أميرات الأساطير الاغريقية التي تعشقها...شعرها ازداد طولا على آخر مرة رآها فيها، فانسدلت بعض من خصلاته المموجة لتغطي عري كتفها...تعلقت أنظاره عند اقترابها بطوق الزهور الأبيض الذي تضعه فوق رأسها و بالأقراط الطويلة التي تحمل أحجارا بلون الفيروز...
-"لقد زادها النضج جمالا".
فكر في سره و هو يلمحها تسلم على قريبها سليم و زوجته قبل أن تتجه إلى حيث وقف كل من والديها و والده...
لمحها تقبل كف والده -كما تفعل في العادة- بينما والده يربت على رأسها بحب و مودة يكنها ناحيتها...كان يعرف أن قمر غالية جدا بالنسبة لوالده، يعتبرها ابنته لا ابنة صديقه المقرب...
أشار له والده، فاعتذر من زيد الذي يحدثه ليسير ناحيتهم...همس بتحية المساء قبل أن يخصها بالقول: "أتمنى لك سنة مليئة بالسعادة يا قمر".
أومأت برأسها و هي تشكره ليقول والدها: "حان وقت الكشف عن المفاجأة التي أخبرتك عنها يا قمر".
نظرت قمر إلى والدها ثم إلى مالك و والده و هي تفكر أن المفاجأة لها علاقة بمالك بالتأكيد و إلا لما كان متواجدا عند الإعلان عنها...رباه! أيعقل أنه يريد الارتباط بها؟ خفق قلبها بعنف و أحست بأن أعصابها تحترق في انتظار ما سيقوله والدها...
-"مساء الخير".
رفعت قمر رأسها بحدة عند سماعها للصوت المألوف لتجد نفسها تقف أمامها...ما الذي تفعله هذه الكريهة هنا؟ فكرت قمر في سرها و هي تنظر إلى وقوفها المجاور لمالك الذي قال بعد لحظات بصوت غريب: "أعرفكم على شيماء خطيبتي".
ارتسمت الدهشة على وجهي والدي قمر بينما حافظت قمر على ثباتها، فلم تظهر الصدمة القوية التي شعرت بها على ملامحها، بل قاطعت الصمت المطبق بقولها الهادئ: "لم أكن أعرف أنك خطبت".
كان والده من قال: "لا أحد يعلم تقريبا غير المقربين من عائلتنا، لأن الاحتفال كان عائليا".
شرارة انتصار التمعت في عيني شيماء و هي تنظر إلى قمر...و كأنها تخبرها أنها أخذت من كان لها...قابلت قمر نظراتها باستهانة قبل أن تقول و ابتسامة واسعة مرتسمة على شفتيها: "مبارك لكما...أتمنى لكما السعادة معا".
ثم التفتت إلى والدها لتقول له: "عن ماذا كنا نتكلم قبل المقاطعة؟ آه تذكرت! عن المفاجأة الغامضة بالتأكيد".
أحست شيماء و كأن قمر صفعتها بلا مبالاتها بالخبر ثم التفتت لتسأل والدها عن المفاجأة...لم تمنع نفسها من السؤال: "أي مفاجأة هذه؟"
كان مالك من أجاب بهدوء: "أنا و قمر سنصبح شركاء قريبا، لقد افتتحنا شركة للأدوية".
ظهر الاندهاش جليا على ملامح قمر هذه المرة ففسر لها والدها قائلا: "لقد تشاركنا أنا و عمك عبد العزيز -والد مالك- في تأسيس شركة للأدوية لكما...عبد العزيز جعل أسهمه في الشركة باسم مالك بينما أنا جعلت جزءا من الأسهم باسمك...حاليا أنت و مالك شركاء بنسبة خمس و ثلاثين بالمئة لكل واحد منكما بينما أنا شريك بالثلاثين بالمئة المتبقية".
تساءلت قمر باهتمام: "لماذا لم تجعل الأسهم كلها باسمي؟"
-"لا تكوني طماعة يا فتاة، لقد منحتك نسبة أكبر من نسبتي".
ضحك الجميع -غير شيماء بالتأكيد- ليتابع كمال قائلا: "سأظل شريكا لكما بالتأكيد و إلا من سيهتم بالأمور الإدارية يا خريجة الصيدلة؟"
قالت قمر بمرح: "معك حق، لو ظلت الأمور الإدارية بين يدينا سنفلس بعد يومين".
هتف مالك: "تحدثي عن نفسك، أنا سأنتقي أفضل الموظفين ليهتموا بإدارة شركتنا غير خريجي كلية الصيدلة و شعبة البيولوجيا الذين تابعوا دراستهم في مجال صناعة الأدوية".
-"يبدو أنك نسيت أنني شريكتك يا مالك لذا يجب أن نوافق على أي شيء معا قبل أن نقوم به".
ضحك كمال و هو يقول: "حسنٌ، حسنٌ لا داعي للشجار يا شركاء...و إلا ستدفعانني لأظل حول رأسيكما في العمل كل يوم حتى لا تتشاجرا كالأطفال".
قال مالك و عيناه تأسران عينيها: "لن نتشاجر بالتأكيد، سيكون عملنا معا ممتازا أليس كذلك يا قمر؟"
قالت قمر بثقة: "بالتأكيد يا شريكي".
تصافحا و هما يهمسان معا في آن واحد: "مبارك شراكتنا".
قال كمال بمرح: "مبارك شراكتنا رغم أنني لن أحضر إلا اجتماعات الشركة الإدارية في نهاية كل شهر".
-"بالتأكيد يا أبي...نحن سعيدين بدعمك لنا".
ابتسمت لصديقتها التي تلوح لها من مكانها ثم قالت: "عن إذنكم، سأذهب لأتسلى مع صديقاتي".
أمسكت بطرف فستانها و هي تشير بعينيها ناحية تماضر فاعتذرت هذه الأخيرة من ابراهيم حتى تتحدث مع قمر و عائشة...
وقفت الفتيات الثلاثة في مكان بعيد عن باقي الضيوف لتسأل عائشة باهتمام: "ما الذي حدث؟ و من تلك العلقة التي تكاد ترتمي على مالك؟"
غمغمت قمر بين أسنانها: "شيماء خطيبته".
نظرت تماضر إليهما معا قبل أن تقول بصدمة: "أتقصدين شيماء نفسها التي قامت بزرع الفتنة بينكما في الماضي؟"
أومأت قمر برأسها، فهتفت تماضر: "رباه! كيف نسى كل شيء و ارتبط بها؟"
هزت قمر كتفيها ثم همست بسخرية: "ربما أحبها".
كانت عائشة من تكلمت هذه المرة: "لا أظن...لا يبدو أبدا عليه أنه يحبها...كما أنه أتى قبل نزولك ليلقي السلام علي و على نسيم، لم يكن يضع خاتم خطبة".
قالت قمر بفتور: "لاحظت ذلك".
ثم تابعت قائلة: "أتدريان؟ عندما قرر والدي إعلان مفاجأته لي أمامه و أمام والده ظننت للحظة أنه طلب يدي قبل أن تقتحم شيماء دائرة حديثنا بوجودها...كم أثير الشفقة حقا".
تنهدت عائشة بعمق، بينما سألت تماضر باهتمام: "أية مفاجأة؟"
أخبرتهما قمر بما حدث، فقالت تماضر بحماس: "رباه! انظري إلى والدك ربما يعرف بمشاعرك ناحيته لذا قام بذلك".
أومأت عائشة موافقة على كلامها ثم قال: "و ربما يكن لك مالك مشاعرا و والده يعرف بها، لذا اتفق مع والدك من أجل هذه الشراكة حتى ترتبطان معا".
تأففت قمر و هي تقول: "إنكما تهذيان حقا، لا يوجد شيء من هذا القبيل...ألا تريا الشاب مخطوب".
قالت تماضر و هي تنظر ناحية زيد: "إذن ربما عليك أن تنسيه و تبدئي حياتك مع شخص آخر...شخص يحبك و مستعد للقيام بأي شيء من أجلك".
-"لا تهذي، رغم أنني لا أحب زيد لا أستطيع الارتباط به هو بالذات...لا يمكنني أن أرتبط بالصديق المقرب للرجل الذي أحبه".
تعالت موسيقى أعياد الميلاد فالتفتت قمر لتلمح النادلين الذين دلفا إلى القاعة و هما يسحبان عربة الكعكة ...
سارت لتقف قبالتها بينما وقف والدها بجوارها و باقي الحضور من حولها و هم يغنون لها...ابتسمت برقة و هي تغني معهم قبل أن تقرر إطفاء الشموع لتتوقف فجأة و هي تقول: "نسيت الأمنية".
أغمضت عينيها و ضمت قبضتيها إلى صدرها لتهمس بالشيء الوحيد الذي تبقى لها: الأماني...
*********************************************
-"و كأنها تهمس بديوان من الأماني".
رمق مالك شيماء بنظرة تحذيرية بعد همستها، فغمغمت باعتذار خافت و هي تخفض وجهها عنه...
لطالما أحبت عينيه بدفئهما، لكنها تكره نظرة الصقيعية التي يرمقها بها عندما يزل لسانها بأحد أفكارها...
راقبت قمر التي تناولت السكين أخيرا لتقطع الكعكة بمساعدة من والديها بشيء من الغيرة و هي تتساءل: "ما الذي تملكه هذه الفتاة ليثير اهتمامه؟ ما الذي تملكه حتى يتشاركان في نفس العمل؟"
لقد ظنت للحظة أنها استطاعت الاستلاء على عقل مالك خلال الثلاث سنوات الأخيرة و تجعله يرتبط بها في النهاية...لكنها ستعود لنقطة البداية من جديد بسبب هذه الشراكة...
كورت قبضتيها و هي تهمس في سرها: "لن أسمح بحصول شيء مثل هذا، لن أسمح"...


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 07:43 PM   #156

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

*********************************************
-"ما الذي يشغل بالك؟"
التفتت تماضر لتنظر إلى ابراهيم بشكل غريب بعد سؤاله لتقول بعد لحظات من الصمت باهتمام: "كيف استطعت أن تظل وفيا لحبك لي وقت ارتباطي بقريبك؟"
انعطف ابراهيم بالسيارة ليتوقف جانبا و هو يقول بوجوم: "احذري تماضر، أنت تتحدثين حول فترة اتفقنا البارحة بعدم التحدث عنها طوال حياتنا معا".
زفرت تماضر بصوت مسموع قبل أن تغمغم بهدوء: "لاحظ أنني لم أهمس باسمه على لساني و قلت فقط قريبك...كما أنني أريد أن أعرف عن حالك أنت، أما هو لا أهتم به إطلاقا...فليحترق بنار جهنم إن أراد لا يهمني".
كبث ضحكة بعد ردة فعلها العنيفة، قبل أن يتساءل باهتمام: "ما الذي دفعك لأن تسألينني هذا السؤال الآن؟"
تأففت هذه المرة و قالت بنفاذ صبر: "اعتبرني لم أسألك، لنتابع طريقنا سنتأخر".
انطلق بالسيارة ليقول بعد دقيقتين كاملتين من الصمت: "ربما لأنني كنت أؤمن أن علاقتك معه لن تكون دائمة".
التمعت عينيها و كأنها وجدت جوابه موافقا لإحدى الفرضيات التي كانت تدور في عقلها حول السؤال...لا يدري لم أحس فجأة أن رغبتها في معرفة جواب هذا السؤال ليس متعلقا به، لكنه متعلق بصديقتها قمر؟
لا يدري لم حط عقله على قمر بالذات، ربما لأنها بدت منزوية بنفسها في نهاية الحفل رغم تقبلها لأحاديث من يحيطون بها برحابة صدر، لكنها كانت كشخص يعزل نفسه في قوقعة خاصة لأنه لم يعد يدعي خلو البال رغم أنه يجيد هذا الادعاء..
رغم أن عقله تساءل حول السبب الذي دفع قمر بالتمسك بالادعاء حتى استنزفت لم يشأ أن يطرح السؤال عليها مخافة أن يؤثر على هذا الاهتمام المباشر بصديقتها...فمنذ أن عرف تماضر كانت قمر تهتم بها و تمنعها من التصرف برعونة رغم أنها لم تكن تبالي بها...
ربما حان الوقت لأن تكون تماضر من تساند صديقتها...
كان يقول بسلاسة تشبه التي يقود بها سيارته: "تشبثنا بالوفاء لشعور نكنه لشخص رغم أن اجتماعنا معا يبدو للناس مستحيلا بسبب حبنا له، الذين يحبون بصدق يكون وفاءهم للأشخاص الذين يحبونهم أبديا حتى لو انقطعت السبل بينهم و صار اجتماعهم مستحيلا...الحب الحقيقي ملعون بالوفاء عزيزتي لأنه صادق...لأن من يحب يحب لمرة واحدة في العمر و أي شعور قبل ذلك الحب الحقيقي لم يكن سوى وهما ضخمناه في قلوبنا".
التفت إليها مبتسما ثم قال: "ربما يمنحنا القدر فرصة...ربما الشيء الذي نراه مجرما قتل أحلامنا يكون السبب في أن تتحقق مستقبلا...علينا فقط بالصبر و عدم اليأس بالحصول على مبتغانا".
سألته بوجوم: "ماذا إن كان ذلك الشيء مجرما بالفعل؟ ماذا إن قتل أحلاما في مهدها و جعلنا نبكي على أطلالنا".
زفر بعمق قبل أن يقول: "وقتها سنمسح دموعنا ثم ننهض من جديد و نحن أكثر قوة، أكثر كبرياءً، لكننا مع الأسف سنكون قد فقدنا جزءا كبيرا منا بعد فقداننا لأحلامنا...سنكون قد فقدنا قلبنا"...
*********************************************
-"من الذي يجعلك شاردة عني منذ نهاية الحفل؟"
تنهدت عائشة بنعومة بعد سؤال زوجها الذي طرحه عليها في طريق عودتهما إلى البيت ثم قالت: "أفكر".
ثم رفعت عينيها إليه لتسأله باهتمام: "ماذا إن كنا نحب أحدا لكنه لا يرى هذا الحب؟ ليحدث شيء و يجعل حلم الاجتماع معه تبخر و كأنه لم يكن...و رغم أننا نرى أن الأشياء التي كانت سببا في منع هذا الارتباط غير منطقية نصر بعناد ألا نتدخل في الموضوع رغم ألم البعد".
قال نسيم مستنتجا: "حرب باردة بين الحب و الكبرياء، أليس كذلك؟"
أومأت برأسها إيجابا، فتابع قائلا: "الحب و الكبرياء لا يجتمعان معا في مكان واحد...كلاهما يحب السلطة، كلاهما يحب الاستحواذ و أن تكون له الغلبة في النهاية و مهما طال الصراع سيتنازل أحد منهما لصالح الآخر".
هتفت بشيء من الحدة: "لكن ربما يكون هذا الكبرياء يحمينا من أشياء ستؤذينا".
-"أعطيني مثالا حتى أفهمك أكثر".
أخذت عائشة نفسا عميقا قبل أن تقول: "تخيل أن فتاة تحبك و أنت لا تعرف بذلك...ظلت صامتة يمنعها كبرياؤها عن البوح بمشاعرها...لكن في وقت ما فاض بها الكيل فأتتك و باحت...كيف ستكون ردة فعلك؟"
قال بعد لحظات من التفكير: "عادية...ربما سأمنح لنفسي فرصة للارتباط بها و ربما أحبها بعد مرور الوقت".
استندت بظهرها على مقعد السيارة قبل أن تقول بتهكم: "ليس الجميع مثلك من سكان المدينة الفاضلة...كثير من الرجال إن لم أقل أغلبيتهم إن اعترفت لهم امرأة بحب تكنه في قلبها سيستهينون بها و بحبها أو سيعتبرونها متحررة أكثر من اللزوم هذا إن لم يروها عاهرة".
نظر إليها بصدمة، فقالت بهدوء: "لا تدعي الصدمة يا نسيم و كأنك لا تعرف المجتمع".
تنهدت بعمق قبل أن تتابع: "كثيرات هن الفتيات اللاتي يعانين من هذا الأمر يا نسيم، فيكون كبرياؤهن هو طوق النجاة الوحيد الذي يتشبثون به حتى لا يبتلعهم عمق بحر الحب، حتى لا تنكسر مشاعرهن على يد ذكر مغرور، حتى لا يعايرهن المجتمع...لكن بالرغم من كل هذا يتشبثون بأمل يوم يأتي فيه فارس أحلامهن جاثيا على ركبته معترفا بمشاعره".
قال نسيم بإصرار: "إلى متى ستنتظرن فارس الأحلام؟ إلى متى؟ حتى يمر قطار السنين فتجد نفسها وحيدة؟ أو حتى يرغمها المجتمع عن الزواج بشخص لا تحبه، فتكون خائنة له و خائنة لحبها في نفس الوقت؟ إلى متى ستظل النساء تهتم بالحدود العقيمة التي وضعها المجتمع؟ إلى متى سيظل الاعتراف بالحب حكرا على الرجل؟ يكون هو أول من يعترف به؟ لقد خلق الله الذكر و الأنثى و جعل لهما مشاعرا و أحاسيسا...جعل لهما قلبا و سيأتي يوم يهفو فيه ذلك القلب إلى شخص آخر، فلم نعاند وقتها؟ لم لا تكن السابقات بالاعتراف دون أن تأبهن لكلام الناس...لكن بدون إفراط في المشاعر، بدون الانسياق حول متعة محرمة...و وقتها إن رفض الطرف الآخر الأمر فليذهب و غروره و إساءاته إلى الجحيم..."
ابتسمت عائشة ثم غمغمت منهية الكلام: "ليت القول كالفعل يا نسيم، ليت القول كالفعل"...
بعد دخولهما إلى المنزل و جلوسهما لمشاهدة التلفاز، قال نسيم بهدوء و هو يطعمها من صحن المكسرات: "لم تخبريني بهوية الشخص الذي جعلك تتحدثين معي حول ذلك الموضوع في السيارة قبل قليل".
رفعت رأسها من فوق كتفه لتنظر إلى عينيه و تقول ببساطة: "ليس من شأنك".
أجفل من ردها، لكنه سألها بإلحاح: "أهي قمر؟ أم الشقراء التي كانت معكما؟"
غمغمت بصوت قاطع: "ليس من شأنك نسيم، لن أخبرك بشيء...لقد انتهى ذلك الموضوع في السيارة".
تعلقت نظراتها بشاشة التلفاز تتابع المعروض باهتمام، فقال بتسلي و هو يحمل جهاز التحكم: "أعرف الشيء الذي سيدفعك للاعتراف...الجزء الجديد من سلسلة الرعب التي أشاهدها سيبدأ الآن...سنرى إن كنت تستطيعين مشاهدته دون أن تختبئي في حضني".
غمغمت عائشة بين أسنانها: "كفاك جنونا نسيم".
لم يأبه لما قالته بل تابع قائلا بتحدي: "إن صرخت عند رؤيتك لمشهد مرعب أو احتضنتني أو أمسكت بيدي ستخبرينني من المقصودة من حديثك".
تمتمت بضيق: "لست راضية على هذا الجنون".
هتف بمرح و هو يحرك حاجبيه: "الانسحاب أيضا خسارة و ستخبرينني".
ابتعدت عنه و هي تأخذ إحدى مخدات الأريكة الملونة و تحتضنها...
ابتدأ الفيلم فكانت تتابعه دون أن ترمش بعينيها و مع كل لقطة مرعبة كانت أظافرها تنغرز في الوسادة بينما تعض على لسانها حتى لا تصرخ...
كان نسيم يراقب حركاتها دون أن يعلق...مانعا نفسه من الاقتراب منها و احتضانها...لكنه في الأخيرة استسلم و عند ظهور أكثر اللقطات رعبا كان يسحبها إلى صدره يضمها بقوة...
سالت دموعها و هي تضرب صدره بقبضتيها هامسة: "لن أسامحك...لقد وعدتني أن تشاهد أفلامك المخيفة لوحدك أنا أكرهها...و أكرهك أنت أيضا".
ضحك بخفة ثم قبل جبينها قبل أن يقول: "و أنا أحبك و لأنني أحبك لم أحتمل أن أراك تتألمين".
لم تتوقف عن ضربه، فقال بهدوء و هو يتخلل خصلات شعرها: "أيمكنني أن أسألك سؤالا آخر؟"
رفعت رأسها و هي تهمس بحدة: "لا".
غمغم برجاء: "أرجوك".
-"قلت لك لا".
صرخت في وجهه و النيران تشتعل في عينيها، فقال ببرود مستفز: "لقد تحول السؤال إلى أمر لذا سأسأل: لقد تحدثت قبل قليل عن النساء التي يمنعهن كبرياؤهن من الاعتراف بحب يشعرن به اتجاه شخص لا تجمعهن به أية علاقة، أو ربما تجمع بينهن صداقة أو زمالة دراسة أو عمل؟ ماذا عن النساء اللواتي لا يعترفن بحبهن لأزواجهن رغم أنهن يعرفن أن أزواجهن يعشقنهن...أنا أعرف سيدة متزوجة منذ سنوات و لم تقل لزوجها أحبك مع أنه يمطر مسامعها بها و يعرف أنها تشعر بالمثل اتجاهه".
عرفت أنها المقصودة فقالت بغيظ و هي تنزع ذراعه من خصرها: "ربما يظن زوجها أنها تحبه بينما هي تكرهه لأنه لورد متبجح مغرور، فظ، غليظ، يجعلها تشاهد أفلام الرعب و هو يعرف مقدار خوفها منها و الكوابيس التي تنتابها عندما تشاهدها...سأذهب لأنام إياك أن تنسى التلفاز مشغلا كالعادة و تنام هناك على الأريكة بدون غطاء...أو نم نم هناك و أرحني من طلتك البهية التي تستفز مشاعري".
تحركت مغادرة دون أن تأبه لقهقهاته العالية، ليتوقف عن الضحك بعد لحظات و يطفئ التلفاز مقررا الذهاب لمراضاتها...
*********************************************


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 07:51 PM   #157

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

غادر الحمام و هو يمسح شعره المبلل بمنشفة جافة، تعلقت عيناه بالعلبة التي وضعها قبل قليل بجوار عطره...امتدت يده لتلتقطها ثم تفتحها لينظر إلى الساعة السويسرية الأنيقة التي أحضرتها له كهدية...
صوتها الناعم يتردد في أذنه هامسا بما قالته وقتها: "لأنني لم أكن متواجدة في الشهر الماضي أنت تدين لي بهدية بالتأكيد...كل عام و أنت بخير يا مالك".
لا ينكر أن ذوقها رفيع جدا و قد كان يعلم ذلك منذ سنوات...فقد ساعدته ذات مرة على شراء هدية لنهى...
ابتسم و هو يضع الساعة بقلب الدرج الأول بجوار ساعاته الأخرى و قبل غلقه تعالى طرق على الباب...
قال بهدوء و هو يظن أنها أخته: "ادخلي حبيبتي".
لكن الشخص الذي أطل من الباب لم يكن نهى بل كانت شيماء...
لعن نفسه ألف مرة لأنه أقنعها بالمبيت معهم في المنزل بدلا من العودة إلى فندقها الذي يقع خارج المدينة...أرادت غلق الباب فقال بوجوم: "اتركيه مفتوحا".
أجفلت قليلا لكنها تركت مقبض الباب لتتحرك و تجلس على أريكة فردية و نظراتها تجوب الغرفة التي تطأها لأول مرة...همست بعد لحظات من الصمت: "غرفتك جميلة".
لم تتغير ملامحه الجامدة، فقالت هذه المرة بشيء من الخيبة: "قبل قليل دعوتني إلى الدخول قائلا حبيبتي...كان علي أن أفهم أنك كنت تظنني نهى".
سحب كرسي مكتبه ليجلس قبالتها ثم قال بسخرية: "جيد أنك استنتجت ذلك لوحدك".
قالت بتوتر: "عموما لن أطيل البقاء في غرفتك، أود أن أحدثك في موضوع لا يحتمل التأجيل".
ارتخت ملامحه قليلا ثم قال: "أسمعك".
غمغمت بدون مقدمات: "لا أريدك أن تعمل مع قمر".
-"عفوا؟"
هتفت بنزق: "لا داعي للتغابي يا مالك، قلت لك لا أريدك أن تعمل مع قمر...أنهي هذه الشراكة قبل أن تبدأ لأنني لن أقبل بها في حياتك كشريكة عمل".
سألها ببرود مستفز: "بأي صفة تطالبين بذلك؟"
-"بصفتي خطيبتك...كما طلبت مني ترك عملي شرطا لإتمام خطبتنا فقبلت".
قال بهدوء: "هل تقارنين الآن عملي مع قمر مع عملك أنت يا شيماء؟
أومأت برأسها فقال بقسوة: "دعيني أذكرك إذن بالعمل الذي كنت تقومين به عزيزتي...لقد تخليت عن دراستك و جامعتك من أجل حلم غبي بأن تكوني عارضة أزياء...أتتذكرين ما كنت تقومين به في عملك هذا أم أذكرك بنفسي؟ لقد كنت تعرضين جسدك المزين بملابس أنيقة مغرية أمام جميع نظرات الرجال الذين يرونك على مواقع التواصل أو على صفحات المجالات".
ثم تابع بسخرية لاذعة: "إن كنت تحبين عملك إلى هذا الحد، يمكنك العودة إليه بالتأكيد... لكن تعرفين أن عودتك يعني أن تنزعي خاتمي من يدك فأنا لست رجلا يقبل بأن تعرض خطيبته نفسها أمام أعين الناس".
ابتلعت ريقها و تجمعت الدموع في مقلتيها لتهمس بصوت مختنق: "لم أقل لك أنني أريد العودة...قلت أنني لا أريدك أن تعمل معها...لم لا تقم بشراكة مع صديقك زيد؟ ألم يكن يدرس معك حسب ما قلته لي في السابق".
قال ببرود: "زيد سيستقر في دبي بعد مدة قصيرة".
ثم تابع قائلا: "أعطيني سببا مقنعا لأترك العمل مع قمر غير غيرتك الطفولية منها".
هتفت شيماء بحدة: "أجل، أغار منها و إن كنت لا تراه سببا مقنعا فعلينا أن نضع حلا لهذا الارتباط الذي يجمعنا".
نظر إليها ثم همس ببرود: "و ما الذي تقترحينه؟"
التمعت عيناها و ارتسمت ابتسامة نصر على شفتيها بسبب ما يدور في بالها...متأكدة أنه سيتراجع عن عمله هذا بعد الذي ستقوله...باستفزاز كانت تنظر لأظافرها المطلية قبل أن تقول بهدوء: "عليك أن تختار أنت واحدة في ما بيننا: يا أنا يا عملك مع قمر...لديك وقت طويل للتفكير يا مالك، تصبح على خير".
تحركت لتغادر غرفته لكنه ناداها، ابتسمت بنصر و هي تفكر أن خطتها قد نجحت...سيختارها هي بالتأكيد...تجمدت الابتسامة على شفتيها و هي تسمعه يهمس ببرود: "ربما أنت من عليك أن تختاري بين تقبلك لعملي أو انفصالي عنك يا شيماء، لأنني لن أتخلى عن هذه الشراكة لأنني لا أملك صلاحية التخلي عنها...و حتى إن كان الأمر بيدي سأرفض ذلك بالتأكيد لأنني لن أنهي مستقبلي من أجل دلالك و غيرتك يا شيماء".
التفتت تنظر إليه بصدمة فقام من مكانه و هو يقول بهدوء: "عندما تقررين التحرك من مكانك إلى الخارج لا تنسي أن تغلقي الباب من خلفك"...
غادرت غرفته صافقة الباب بعنف، فتنهد و هو يفكر أن قراره بالارتباط بها لم يكن حكيما على الإطلاق...كان عليه أن يتوقع منذ البداية أنها لن تتغير عن الفتاة الغيورة التي دفعتها غيرتها لخلق كذبة لا أساس لها من الصحة عندما كانت مراهقة...ليعود و يتذكر أنها أجبرته على الاقتناع بأنها أخطئت في الماضي و أنها تعترف بخطئها، حتى أنه تعاطف مع ظروفها وقتها و فكر أنها السبب بشعورها بذلك النقص الذي يدفع الإنسان ليؤذي شخصا يرى أنه يعيش حياة مثالية...
-"لقد كانت جدتي طباخة مشهورة في المدينة تطبخ للناس في مناسباتهم...كانت ذات مرة ستحضر الطعام لعائلة يهودية في عرس لابنتهم...و ذهبت أمي معها لمساعدتها فقد كانت معتادة على القيام بذلك في العطلة الصيفية، فرآها أخ العروس صدفة و أعجب بها...أيام و هو يرسل لها الرسائل و يلاحقها من مكان إلى آخر، فكانت دائما ترفضه لأن زواجهما مستحيل لأنه هو يهودي و هي مسلمة، فابتعد عنها. لكن شاءت الأقدار بعد تخرجها أن تعمل معه في نفس المدرسة و عادت رسائله تغزو عالمها الصغير، رفضت أن تجيب رسائله بداية لكنها في مرحلة ما قبلت بذلك لتجد نفسها بعد أشهر تقع في حبه...
لكن حبهما هذا كان مستحيلا...زواجهما كان مرفوضا بالتأكيد قبل أن يسلم، فأسلم...
تبرأت عائلته منه بعد إسلامه و زواجه و بعد ثلاث سنوات من ولادتي مات في حادثة سير، عندها ظهرت عائلته من جديد في الصورة...
حاولوا نزعي من والدتي خصوصا بعد أن أجبرت على الزواج من أحد الأقارب لأنها كانت صغيرة و لن تستطيع تربية طفلة لوحدها، لكنهم لم ينجحوا في ذلك خصوصا أن نفوذ زوج أمي منعتهم من تحقيق مطالبهم...
سنوات عشتها تحت كنف زوج أم...الله يشهد أنني اعتبرته أبا لي، لكن لكل شيء نهاية فما إن أنجبت والدتي ابنا من صلبه حتى انقلبت معاملته معي رأسا على عقب...أرسلتني والدتي لأعيش مع والدتها لكنها توفيت بعد سنتين تقريبا فانتقلت للعيش مع عمتي الصغرى -التي كانت قد أسلمت بعد سنوات من زواجها بمسلم و اقتناعها بالإسلام-...عاملتني كابنة لها و كانت جدتي تنفق على تعليمي، درست في أحسن المدارس، ارتديت أفضل الثياب...كنت دائما مميزة بالنسبة لجدتي، كانت تناديني بابنة الغالي لأن أبي كان ابنها الوحيد و رغم تمرده عليها ظلت تحبه...
عندما كنت في السنة الأولى من السلك الاعدادي، كانت عمتي تستعد للرحيل إلى الخارج مع زوجها...لم تشأ والدتي أن أرافق عمتي و زوجها و لم تشأ أن تربيني حماتها السابقة، فقبلت على مضض أن أعود إليها بشرط أن تظل جدتي تنفق علي...عندما انتقلت للعيش معها تفاجأت أنها كانت تعيش في منزل والدتها المرحومة، لأفهم بعد مدة أن زوج أمي أفلس و خسر كل أملاكه ثم أكتشف بعدها أنه قبل بأن أعود للعيش معهم فقط بسبب المال الذي ترسله له جدتي كل شهر من أجل حاجياتي...
أتدري معنى العيش في تناقض في ذلك العمر، أن تدرس في أفضل المدارس في المدينة، تجعل جميع سكان الحي الذي تعيش فيه يشعرون بالغيرة...تجعل إخوتك الأصغر منك يشعرون بالغيرة فيفسدون أي شيء يخصك دون أن توبخهم والدتك...لقد انعزلت عن كل شيء وقتها، وضعت نفسي في قوقعة غير مرئية، عالمي كان محصورا في الدراسة فقط قبل أن أتعرف على قمر...
كانت تكبرني بسنة و كانت قد جاءت من العاصمة لتعيش مع جدتها بسبب مرض والدتها...كنا ندرس في نفس المدرسة و عندما تعرفت عليها أول مرة تفاجأت أنها كانت تعيش على بعد شارعين من منزلنا...كنت أذهب إلى منزل جدتها الذي أحببته...كان رياضا تقليديا واسعا...كنا نجري و نلعب هناك و تحضر لنا جدتها الحلوى و تخبرنا أنها تحب وجودنا و سماع ضحكاتنا...قضيت أياما و ليالي كثيرة عندهم، كانت قمر تساعدني في دروسي و تماريني، تشرح لي كل ما لم أستطع فهمه...كانت جميلة، ذكية، متفوقة، مدللة إلى أقصى حد من جدتها و من والدها الذي كان يحضر بين مدة و أخرى ليزور ابنته...لم أكن أعرف أمها وقتها فلم تكن تأتي معه لأنها كانت في المشفى...كنت أغبطها على سعادتها في البداية لأكتشف أنها كانت تبكي في كل ليلة و هي تدعو لأمها المريضة بصوت مرتجف...ثم تصحو صباحا فتلعب و تمرح و كأن شيئا لم يكن...
عاد والديها معا بعد انتهاء علاج أمها و عادت معهما إلى العاصمة، عادت الوحدة لتسيطر علي من جديد، لكنني كنت سعيدة مع انتهاء كل موسم دراسي لأنني سأرى قمر في العطلة الصيفية أثناء زيارتها لجدتها...إلا أن انتهت صداقتنا بعد الذي فعلته، فلم أعد أراها إلا بشكل عابر حتى رحلت أنا إلى فرنسا لأتابع دراستي الجامعية...وقتها أردت أن أبني نفسي، أن أتوقف عن أخذ المال من جدتي التي لم أرها سوى مرتين أو ثلاث فلجأت لعالم الأزياء بفضل والد زميل لي في الجامعة...بنيت نفسي بنفسي و بعد سنة لم أعد محتاجة لمال جدتي فلم تعد يدي تمس الحساب الذي كانت تضع لي فيه المال...لم تكن والدتي تحدثني و تسأل عن حالي و لا إخوتي...لا أحد، فقط عمتي التي كانت تعيش في لندن هي من كانت تسأل عني كما كنت أزورها بين الفينة و الأخرى...و قد كانت السبب في لقائي بك يا مالك ذلك اليوم في المطار و كم أنا ممتنة جدا لأن علاقتي معها لم تنقطع و إلا لما كانت ستنقطع طرقنا أنا و أنت".
كانت هذه قصتها التي أخبرته بها ذات مرة بعد أن أصر على معرفة الظروف التي دفعتها حتى تفتري على قمر قبل سنوات...لا زال يتذكر الجملة التي قالتها له وقتها: "لن أكذب إن قلت أنني لم أشعر بالغيرة منها، لأنني شعرت و كيف لا أغار من فتاة لم ترى الشقاء يوما، لم تعش الحياة المتذبذبة التي عشتها أنا، فكيف تريد أن تكون ردة فعلي عندما أجدها مهتمة بشاب وسيم مثلك"
كاد وقتها أن يخبرها أنها عاشت أيضا شهورا صعبة بعيدا عن كنف والديها و قد اعترفت بنفسها بذلك، لكنه تراجع ليخبرها أن "الغاية لا تبرر الوسيلة"، ثم كذب اهتمام قمر به الذي ابتدعته شيماء قبل سنوات لتلفق قصة حتى تفسد العلاقة التي تجمعه بقمر...فاكتفت بالصمت للحظات قبل أن تخبره بقراره السابق بتجاوز الأمر...
أجل تجاوزه، و أعجب بقوتها و سعيها لتحقيق حياة مستقلة بعد كل الذي عانته رغم امتعاضه من المسار المهني الذي سلكته في تحقيق استقلاليتها...أعجبته شخصيتها و طريقة تفكيرها و أقر أنها مختلفة تماما عن الفتاة المراهقة الكاذبة فارتبط بها...لتظهر الواجهة الحقيقية لها فور أن ارتدت خاتمه ببعض التصرفات التي كانت تثير حنقه فكان يصبر و يفكر أنها ستتغير بالتأكيد، لكن اليوم وصل صبره معها إلى آخر حد...
زفر بضيق و هو يلتقط الخاتم الفضي الذي لم يرتديه سوى في حفل الخطبة ثم نزعه ليلقيه بعيدا و كأنه يشعره بالاختناق ثم كور قبضته و هو يفكر بالقرار الأخير بين القرارين: الاستمرار معها رغما عن غيرتها و تصرفاتها الأخرى الغبية أم يسير كل واحد منهما إلى حال سبيله؟...
*********************************************
جلست أمام جبل الهدايا تحدق بالعلب بعمق و كأنها تريد اختراق العلب لتعرف ما فيها دون أن تفتحها...
التفتت إلى والديها الجالسين على الأريكة ثم قالت باهتمام: "اختارا لونا من الألوان التي أمامي".
اختارت والدتها "الأزرق" بينما اختار والدها "الأحمر".
امتدت يدها لتلتقط العلبة الزرقاء ثم تزيل عنها ورق الهدايا قبل أن تفتحها و تلتقط الورقة الصغيرة فتقول ببشاشة: "هذه الهدية من سليم".
أخرجت العلبة القطيفية متوسطة الحجم ثم فتحتها لتنظر بانبهار إلى السلسلة الذهبية التي نقش اسمها على طولها...
مدتها لوالدتها و هي تقول: "هدية خلابة".
أومأت والدتها برأسها فالتقطت العلبة الحمراء التي اختارها والدها...فتحتها ثم قرأت البطاقة فعبست و هي تهمس في سرها: "كان علي أن أتوقع أن الهدية منه بسبب ورق الهدايا الأحمر".
امتدت يدها لقلب العلبة فالتقطت علبة صغيرة سوداء و كتاب...
لم تهتم بالعلبة بينما تقرأ الغلاف الرابع للكتاب الذي كان تبحث عنه منذ شهور...
فتحت الصفحة الأولى لتجد إحدى الأوراق الملونة ملصقة على قمتها فتقرأ ما كتب بخفوت: "أتذكر أنك كنت تبحثين على الكتاب منذ مدة، وجدته صدفة في إحدى المكتبات و اشتريته أتمنى لك قراءة ممتعة و إياك و نسيان العلبة الصغيرة...زيد".
ابتسمت و هي تفتح العلبة لتخرج قرطين فضيين على شكل هلال...
سألتها أمها باهتمام: "ممن تلك الهدية؟"
قالت بهدوء: "من زيد".
أبعدتها جانبا و هي تحدق بالهدايا المتبقية بحثا عن هدية بعينها... ترى هل سيستطيع قلبها أن يدلها على هديته؟
أغمضت عينيها للحظتين قبل أن تفتحهما و تنظر إلى الهدايا من جديد...
نزعت العلب المتراكمة لتصل يدها إلى علبة سوداء كبيرة...
أزالت الغطاء لتخرج علبة أصغر منها سوداء أيضا...
تساءلت و هي تنظر إلى العلبة: "ما بال الجميع مع لعبة الماتريوشكا؟ الكل يضع هدية بقلب هدية".
ابتسم والدها بينما ضحكت والدتها في الوقت الذي فتحت به العلبة الخاصة بالمجوهرات، فتخرج منها الورقة الملونة لتتعرف على خطه الأنيق قبل أن تقرأ كلماته: "لا يليق بالقمر إلا حجر القمر...أتمنى أن يعجبك".
نظرت إلى السلسال الذي يضم حجر القمر بانبهار ثم همست بغير تصديق: "لقد كان حلمي أن أحصل على شيء يحمل حجر القمر".
نظرت إلى العلبة الأخرى لتخرج الشيء المغلف بورق هدايا يشبه الجرائد...أزالته لتنظر إلى الكتب الخمسة الخاصة بكاتبها المفضل...و الكتب الخمسة هي التي تنقصها لتكمل بها مجموعة كتبه...
كيف عرف ذلك؟ لا تدري، لكنها سعيدة جدا بهديته...
للحظة كانت ستضع السلسلة التي تحمل حجر القمر حول عنقها لكنها توقفت لتتذكر خطبته التي فاجأتها و هدمت سقف أحلامها...
أغلقت العلبة عن السلسال ثم استدارت لتتابع فتح الهدايا المتبقية بجمود تحول إلى حماس عندما رأت هدية والدها: لعبة ماتريوشكا حمراء اللون...
قال والدها بهدوء: "إنها أصلية...طلبت من صديق لي يذهب إلى روسيا بأن يشتريها من أجلك، أعرف أنك تحبينها".
ابتسمت و هي تشكره ثم تفتح آخر هدية...هدية والدتها...
كانت العلبة ضخمة جدا مربوطة بشرائط وردية، فتحت غطاءها بشيء من الاستغراب لتخرج ما يوجد بقلبها...اندهشت و هي ترى قفطانا عروس أبيض...
قالت والدتها بهدوء: "هذا القفطان ارتديته يوم عرسي أنا و والدك...لقد أخذته منذ مدة عند صديقة لي مصممة للأزياء التقليدية حتى تجري عليه تعديلات تناسب الموضة دون أن تفسد رونقه القديم...لقد صار لك الآن و كم أتمنى من كل قلبي أن أراك به قريبا".
مررت يدها على القماش الأبيض الناعم ثم أجهشت باكية...
قامت والدتها لتحتضنها و هي تقول: "لم تبكين الآن صغيرتي؟"
همست قمر بين دموعها: "لأنك تريدين تزويجي و التخلص مني".
انفجر والدها ضاحكا، فحدجته زوجته بنظرة محذرة قبل أن تلتفت ناحية ابنتها و تقول: "ابنتي غالية جدا و من سيطلب يدها عليه أن يحترق بالنيران قبل الحصول عليها".
ابتسمت بين دموعها قبل أن تقول بغرور: "بالتأكيد، فأنا القمر"...
أنهت ترتيب جميع الهدايا في أمكنتها المناسبة، قبل أن تنظر إلى القفطان الأبيض الذي غلفته والدتها حتى لا يتسخ...
أزالت عنه الغلاف ثم نزعت قميص منامتها لترتديه...جلست أمام طاولة الزينة لتضع زينة ناعمة ثم أسدلت شعرها الذي لازال يحتفظ بتموج خصلاته الأمامية...وضعت طوق الزهور الذي كانت تضعه في الحفل فوق رأسها ثم سارت لتقف أمام مرآتها الطويلة تحدق بانعكاسها في جمود لم يطل قبل أن تفترق شفتاها لتهمسا بارتجاف:
"أميرة مضيئة كالقمر في السماء
تمشي الهوينا و الأهازيج تطرب مسامعها في غناء
رأسها مرفوع مزين بتاج حب و كبرياء
ثغرها مبتسم يروي قصة شوق و استحياء
عيناها في عينيه و العشق بينهما تعالى في نداء
فسار ناحيتها ملبيا النداء
و تعانقت أيديهما في حب و استقواء
و باحت الشفتان بما يملأ القلب في خفاء
لتحدق عيناه بها بجمود و خواء
قبل أن يمضي و يختفي كل شيء فتصبح القاعة جرداء
فتنهار باكية بين قطع أثاثها الخرساء
لم البكاء يا صغيرتي على رؤيا زارت منامك في ظلمة ليلة سوداء
ارفعي رأسك و سيري بكبرياء
و احرقي قلبك الذي يحبه فلم يبادله إلا بالجفاء"

بقوة كانت تنظر إلى عينيها المتلألئتين بالدموع دون أن تذرف دمعة واحدة...و ببطء كانت تنزع القفطان و تعيده إلى مكانه و عقلها يستعيد ذكرى معينة...الذكرى التي كانت سببا في إنهاء صداقتها مع شيماء...
لازالت تذكر ذلك اليوم و كأنه حدث بالأمس...و كأنه لم تمر ثمان سنوات تقريباً على وقوعه...
كانت تسير لوحدها بين أروقة الثانوية، متجهة إلى قسم علوم الحياة و الأرض، فاعترض طريقها فور دخولها الجناح الخاص بالعلوم...
خفق قلبها بسعادة لرؤيته...لتتحول السعادة إلى حيرة و تساؤل فور رؤيتها لملامحه غير المقروءة...
قال بدون مقدمات: "أريد أن أتحدث معك في موضوع مهم".
قالت بهدوء: "لدي حصة الآن يا مالك، لنلتقي وقت الراحة و نتحدث".
أومأ برأسه ثم قال ببساطة قبل أن يتراجع إلى الخلف و يبتعد عنها: "ستجدينني أنتظرك في قاعة المطالعة".
ارتقت الدرج و دلفت إلى القسم و الحيرة مرتسمة على ملامحها الجميلة...تابعت الدرس بعقل شارد و ما إن انتهت الحصة حتى وجدت نفسها تندفع إلى الخارج لتتجه إلى قاعة المطالعة...وجدته جالسا برفقة زيد يقومان بحل مسائل رياضية...تنحنحت فرفعا رأسيهما قبل أن يومئ مالك لزيد برأسه و يقوم من مكانه ليرمق قمر بنظرة كريهة لم تنساها حتى الآن...
جلست في مكانه متسائلة عن ماهية الموضوع المهم، فاكتفى بالعبث بأزرار هاتفه قبل أن يضعه أمامها مفتوحا على محادثة ما...
قرأت الحوار دون أن تفهم شيئا فرفعت عينيها متسائلة باندهاش عن المكتوب، فقال مالك ببرود: "هذا حساب قريبي نضال و هذا حديث له مع صديقتك شيماء التي هي زميلته في القسم...و الحديث حولك بالتأكيد".
ارتفع حاجبها باندهاش، فتابع قائلا: "حسب قول شيماء، أخبرتها الصيف الماضي عني و بأنني حبيبك".
ارتسمت الصدمة جليا على ملامح قمر، فتابع مالك بسخرية: "ليس هذا و حسب، لقد أخبرتها أن زواجنا مقرر في المستقبل بسبب العلاقة التي تجمع بين والدينا و مواقف أخرى كثيرة حدثت بيننا كما ادعيت لكن لا وجود لها في الواقع".
أرادت أن تتحدث، لكنه قاطعها قائلا بخيبة: "لطالما رأيتك عاقلة يا قمر، لكنك خيبت ظني فيك".
همست وقتها بارتجاف: "هل ستحاكمني دون أن تستمع إلي يا مالك؟"
قال مالك بهدوء: "كيف تنتظرين مني الاستماع و كل شيء أمامي واضحا؟"
قالت ببساطة: "يبدو أنك لم تعرفني حقا يا مالك، كما لم أعرفك أنا بدوري".
قامت من مكانها لتقول له بكبرياء: "صدقني أولا تصدقني يا مالك، أنا لم أقل شيئا من هذا...كل شيء كذب و افتراء".
قال باستفزاز: "ما الذي ستجنيه إن افترت عليك شيئا كهذا؟"
صرخت في وجهه حتى ارتفعت رؤوس المتواجدين في المكان: "لا يهمني ما الذي ستجنيه كما لا يهمني ما الذي تفكره به...لا أهتم بكما معا مثقال ذرة يا مالك".
سارت بعنفوان مغادرة المكان دون أن تأبه للمسؤولة التي وبختها لإزعاجها للتلاميذ بصوتها المرتفع...سارت و الدموع تملأ عينيها، و هي تتساءل عن السبب الذي جعل شيماء تخونها بل و تبتدع قصة من عقلها حول علاقة تجمعها به...همست في سرها و هي تخرج هاتفها من مكانه: "الوقحة، الحقيرة، أقسم أنني سأريها، لكن أولا..."
بحثت عن حساب مالك حتى تقوم بحظره فلم تجده، لتدخل إلى الرسائل فتجد أنه سبقها و حظرها...
ابيضت يدها من شدة ضغطها عليها و تزامن سقوط الأوراق التي كانت تحملها مع صوت زيد الذي ناداها...التفتت ناحيته ليقف قبالتها فيقول بنبرة غريبة: "لا داعي لترهقي نفسك بالحلم حول مالك و أنا موجود يا قمر".
همست قمر بنفاذ صبر: "ما الذي تقصده يا زيد؟"
قال زيد بهدوء: "هل تقبلين أن تكوني حبيبتي؟"
كان جوابها صفعة تحط على خذه قبل أن تستدير فأمسك بيدها قائلا: "أنا أكثر تفتحا من مالك في هذه المواضيع صدقيني".
كانت ستصفعه مجددا لكنه أمسك بيدها، فنزعتها لتقول: "حتى لو كنت أنت و هو آخر شابين على وجه هذا الكوكب لم أكن لألتفت ناحيتكما".
سارت إلى قسمها و هي تغلي و تزبد بعد ما قاله زيد...على الأقل رغم برود مالك و استفزازه لم يكن بمثل وقاحة صديقه...لا تدري كيف تابعت ذلك اليوم دون أن تفجر غضبها في وجه أحدهم، بل كيف تابعت أيامها قبل أن يأتيها مالك قائلا بأسف أنه فكر كثيرا في حوارهما فلمس الصدق في صوتها و عندما حدث قريبه قال له أنها اعتذرت منه على كذبها...
أجل اعتذرت منها حتى بعد شجار كلامي حصل بينهما هاتفيا قبل أن تنهي قمر علاقتها معها نهائيا...
تقبلت اعتذار مالك على مضض لكن علاقتهما لم تعد كما كانت عليه حتى عامهما الأول في الجامعة...
أما صديقه المغرور فاكتفى بإخبارها ذات مرة عندما ذكرته بما قاله أن كلامه لم يكن سوى مزحة...
ربما قررت التناسي و جمعت بينهما صداقة خلال السنوات الأخيرة...لكنها أبدا لن تنسى تلك النظرة كما لم تنسى ما قاله...كما لن تنسى خيانة شيماء لها
على الأقل مالك فهم خطأه و اعتذر مرتين فما الذي قام به هو؟ اغتر و اعتبر الأمر دعابة...
زفرت بحنق و هي ترى تحول أفكارها من مالك إلى زيد...جلست على كرسيها الدوار و شغلت حاسوبها لتفتح ملف روايتها التي يبدو أنها لن تكتمل قريبا كما كانت تتوقع...فكرت قليلا قبل أن تتحرك أصابعها على لوحة الحاسوب كاتبة:
"ترجلتُ من سيارة الأجرة حاملة حقائبي ثم تحركت ناحية بوابة منزلنا...صوت سيارة توقفت بالقرب جعلتني أنظر إلى الجهة المقابلة حيث يقع منزله...لقد كانت سيارته... تابعته عيناي بشوق أخفته النظارة الشمسية التي كنت أرتديها لتتعلق بصدمة بالفتاة التي ظهرت من ورائه فتعلقت بذراعه بحميمية...
التقت أعيننا فابتسم و هو يلوح لي مناديا: "شمس".
نزعت نظارتي و أنا أغتصب ابتسامة على شفتي أثناء اقترابهما مني...صافحني بينما ظهر الجمود على ملامح الفتاة التي يبدو و كأنها تعرفت علي للتو...أخرجني من تحديقي الناري بها صوته و هو يهمس أثناء معانقته ليدها باستفزاز صريح لمشاعري: "أقدم لك لبنى...خطيبتي".

أغلقت الحاسوب دون أن تستطيع إتمام المشهد لتتكئ على مكتبها فتسيل دموعها المحبوسة ببطء و صمت مغيضين...


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 07:58 PM   #158

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نهاية الفصل الثامن
قراءة ممتعة و بانتظار تعليقاتكم
تحياتي و ودي لكم⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 08:01 PM   #159

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تصميم خاطرة الفصل إهداء من الغالية سمية سيمو


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 09:29 PM   #160

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

بتعرفي والله مالك ما بستاهل قمر اذا بدو يخطب ويتزوج ليش ما يخطب قمر صديقته وصديقة عيلته؟؟شيماء هي البنت مجنونة روايتك فيها مرضى نفسين كتيير🤣
زيد غبي عنجد عبي في واحد بحكي لبنت محترمة كوني حبيبتي وقال هي مزحة واحد غبي🤦🏻‍♀️🤷🏻‍♀️🙍🏻‍♀️
تماضر بتمنى انها تحب ابراهيم وتتسى شادي تماما 🖤🖤
شادي بحب اخو ؟!مين شيرين🤔
عائشة كتير باردة ليش ما تبادل نسيم حبه ؟
بطلاتك عندهم خلل بالدماغ باردين جدا 🤨🤨


affx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:09 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.