آخر 10 مشاركات
الرغبة المظلمة (63) للكاتبة: جاكلين بيرد×كامله× (الكاتـب : cutebabi - )           »          تحت إيوان النخاس (3) * مميزة ومكتملة * ...سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          عروسه البديلة (32) للكاتبة: Michelle Styles .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          بخصوص رواية قبلة المموت … (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )           »          1053ـ دليل الاتهام ـ جيسيكا ستيل. ع د ن (الكاتـب : عيون المها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree183Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-19, 09:43 PM   #141

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل الثالث و العشرون
سكون ..
كل شيء حولها يسبح في سكون تام ..
حتى عقلها ساكن اكثر من اللازم !
أليس عليها أن تفكر مرارا فيما سيحدث فور عودتهما للمنزل ؟!
أليس من المفترض أن يخط خيالها آلاف السيناريوهات و يضع اكثر من نهاية هذه القصة ؟!!
أليس من المفترض أن تتوتر .. ان تقلق .. أو حتى تخاف ؟!!
إذا لما تشعر أنها نائمة في بئر عميق بعيدة كل البعد عما يحدث !
فتحت عينيها بهدوء تحدق في وجهه المسترخي الذي يبعد عنها بإنشات قليلة و ظلت تنظر إليه و كأنها تسأله عما ألم بها !
اليوم ستتخلص من آخر و أهم تبعات الماضي ..
ستتخلص من وصمة العار التي بُليت بها منذ صغرها و التصقت بأمها دون أي ذنب ..
اليوم سترفع رأسها عاليا وسط تلك العائلة التي رأتها دائما ناقصة ..
ابنة خاطئة .. لا تليق بأن تكون فردا منهم .
" هل تشردين في وجهي يا غزال ؟!! .. لكِ حق ، تزوجتي اكثر رجال العالم وسامة "
انتبهت له جزاء فابتسمت بهدوء ثم قالت بصوت خافت :
" كيف تشعر الآن ؟! .. هل اصبحت افضل ؟! "
مال بكر يقبل شفتيها بحنان ثم رفع رأسه و قبل أنفها بمشاغبة ليتبعها بقبلة أخرى دافئة لجبينها ثم همس بخفوت :
" حاليا .. انا افضل من اي وقت سابق "
تنهدت جزاء ثم سألته بقلق :
" هل يؤلمك ذراعك ؟! "
قرص وجنتها بخفة ثم ابتعد عنها ونهض مجيبا :
" قليلا .. لكن لا تقلقِ "
اومأت دون رد لتأتيها نبرته عابثة بعد عدة لحظات و إن كانت تظن انه يتصنع المرح من أجلها :
" أتعلمين ما الذي يؤلمني بحق .. أن ابن الـ.... ذاك مختفي منذ بداية الخليقة و لم يحلو له الظهور الا وسط شهر عسلي ، بت اشعر ان هناك من نظر لنا في زيجتنا يا زوزو "
ضحكت بخفة دون تعقيب و جلست على الفراش بصمت مطبق فاقترب منها بكر ثم امسك بوجهها بين يديه قائلا بيقين :
" سيكون كل شيء على ما يرام ... اعدك "
تلونت نظراتها بالقلق فاستطرد بقوله الواثق :
" أنتِ لستِ بمفردك .. سيقف خلفك ثلاثة رجال يسدون عين الشمس و اذا اراد الاخ جاسم الانضمام إلينا مرة قبل وفاته لن امانع و بهذا لن يجرؤ أحد على المساس بكِ .. جميعنا حولك حبيبتي ، أتركِ الرعب لأهله "
رفعت له جزاء عينين خائفتين ثم سألته بآخر ما أتى بباله :
" هل تظن أن امي قد تسامحني على ما فعلته سابقا ؟! "
جلس بكر جوارها ثم ابعد خصلاتها الثائرة عن وجهها مجيبا إياها بأقصى ما يملك من هدوء :
" أنتِ لم تخطئِ بشيء يا جزاء .. أجل انحرفتِ قليلا عن الطريق الصحيح لكن في كل مرة كنت أرى ضميرك ينبض حيا في عينيكِ .. كنتِ تنظرين بأسى ، بذنب و ضيق ، انا متأكد أن كل خطأ وقعتِ فيه جلدك عليه ضميرك الف مرة "
اغتم وجهها فأكمل هو مداعبا وجهها بلمساته الحانية :
" انا رأيت بنفسي دموعك الحبيسة يوم سقط اباكِ و اتهمتك فيه زوجته ، رأيت وجعك الصادق على جدك بعد أن امرضه إحتمال خسارته للمزرعة تلك المزرعة التي أصبحت ِ سبب اساسي في استعادتها ، كما رأيت ألمك على وصال و استعدادك التام لمساعدتها دون لحظة تردد أو تفكير "
دمعت عينا جزاء بينما ينهي بكر حديثه قائلا :
" لقد وفيت كل ديونك يا جزاء و انا متأكد أن امك كانت لتكون فخورة لما أصبحت ِ عليه .. أنتِ لستِ سيئة على الاطلاق ، أنتِ فقط ..... ماذا اقول ! .. لم تعتادي على إظهار مشاعرك للعلن لكنها تغافلك و تظهر في المواقف "
اقتربت جزاء منه ببطء ثم عانقته تستمد منه بعض القوة التي ستحتاج إليها اليوم بالتأكيد ولم يبخل هو عليها كعادته و منحها كل الدعم الذي يقدر عليه لكن طبعه المشاغب تغلب عليه فقال فجأة بجدية مفتعلة و هو يبتعد عنها :
" تبا لقد نسيت .. نحن لم ننهي كل الأمور العالقة ، بقى دين اخير "
نظرت له بتساؤل فأكمل بنفس النبرة :
" لدينا ليلة ضُربت .. هذا دين كبير ان كنتِ لا تعلمين و يجب أن نوفيه في أسرع وقت ، يُستحسن الآن "
قالها و هو يقترب منها فابتعدت عنه فيما تقول بغيظ :
" انت حقا اكثر شخص مستفز و مريب قد يقابله المرء في حياته .. تلف و تدور ثم تعود لطبع الوقاحة حتى في أكثر المواقف جدية ... ثم أخبرني الا تتعب ؟! "
اتسعت عينا بكر بجزع مضحك ثم فرد كفه أمام وجهها عدة مرات هاتفا :
" لا اله الا الله .. ماذا بكِ يا ابنة الناس ؟! .. هل تحسدينني هكذا عيني عينك ؟!! .. ستدمرين امجادي بعينك الصفراء هذه و انا مازلت عريس لم انهي شهر العسل حتى "
لوت جزاء شفتيها بسخرية ثم جارته في تصنع المرح قائلة :
" لا انهيته يا حبيبي .. اليوم انتهى شهر العسل الذي تغني لي أغنيته منذ أكثر من أسبوع "
كتف لها بكر ذراعيه و رد ببؤس :
" ها انتِ قلتيها بنفسك .. اكثر من اسبوع بقليل ، لا يزال أمامنا الكثير على نهاية الشهر .. و الله حرام ما يحدث معي هذا "
تكلمت جزاء بجدية مفاجئة :
" أتعرف .. انا لا اريد العودة إلى العاصمة ، ليتنا ننتقل و نعيش هنا بعيدا عن الصخب و الزحام "
نظر لها بكر مفكرا ثم قال بعدها آسفا :
" صعب .. يجب أن أكون قريبا من العمل "
هزت جزاء رأسها بتفهم لكنه استطرد بعد لحظات :
" لكن سأبحث عن حل .. اعدك "
ابتسمت له بخفة ثم اقتربت منه تلف ذراعيها حوله فيما تقول بشقاوة محببة :
" هل اخبرتك من قبل انني أحبك ؟! "
فيضمها بكر الى جسده و يقبل رأسها :
" قلتِ .. لكني لا امانع ترديدك لها طوال الوقت ، احب سماعها "
" احبك .. احبك .. احبك .. احبك "
ظلت ترددها له بلا توقف فمال عليها فجأة و حملها من خصرها ليضعها بعدها على كتفه السليم فتضحك هي و تسأله باستمتاع :
" ماذا تفعل ؟!! "
" لدي مهمة أخيرة عليّ إنجازها قبل العودة إلى بيت الزواحف "
.............................
نفس الجلسة الصباحية المعتادة في المنزل لكن هذه المرة هناك شيء مختلف في الأجواء .. شيء سوداوي !
هكذا فكرت وصال و هي تتطلع بفضول الى من يجلسون على نفس المائدة بأجسادهم فقط بينما عقل كل واحد فيهم يسبح في أفقه الخاص ..
جدها صامت لم ينطق بحرف منذ استيقاظه و حتى طعامه لم يمسه بعد !
أما عمها فيجلس بنفس الهدوء المعتاد و إن كانت عيناه تحوم بقلق حول والده كل دقيقتين ..
حتى جاسم و امين لم يتشاحنا كالمعتاد و لو بنظرة واحدة !
صمت مطبق يحل على الجميع و كأنهم يشعرون مثلها أن شيئا ما حدث مع جدهم لهذا يلتزمون الصمت الحذر .
نظرت وصال الى امها تسألها بعينيها عما يحدث فهزت لها كتفيها بجهل تام ثم نظرت الى رغدة فبادلتها الاخرى النظر بعدم فهم لما يحدث فتنحنحت هي و سألت عمها بصوت حذر :
" عماه .. ألم يخبرك بكر متى سيعودان بالضبط ؟! "
اخيرا ظهر الاهتمام على وجه جدها فيما يجببها عبد الحميد :
" سيصلا بعد الظهر بإذن الله "
اومأت وصال بتفهم ثم عادت باهتمامها الى جدها تسأله بشكل مباشر :
" هل انت بخير يا جدي ؟! .. لما لا تأكل ؟! "
حدق فيها صفوان للحظات طويلة فدققت النظر في ملامح وجهه التي يغطيها الإرهاق بعينيه المجهدتين و كأنه لم يحظى بدقيقة نوم و ارتعاش يده الممسكة بالعكاز ليكمل صوته المكتوم تلك الصورة الواهنة التي جعلت الكل ينظر إليه بقلق :
" لست جائع لكني بخير و الحمد لله "
نظرت له وصال بقلق ممزوج باستغراب من تلك النظرة التي يرمقها بها !
هل حدث شيء يخصها وهي لا تعلم ؟!
لماذا ينظر لها هكذا و كأنه .... يأسف لحالها ؟؟!
هل هناك جديد ما يخص مرضها و هي لا تدري عنه شيئا ؟!
هل حدثه ادم عن شيء لا تعلمه هي ؟!!
اللعنة ما هذه الدوامة !
" جاسم تعال اريدك "
قاطع جدها أفكارها المتلاطمة فنظرت في إثرهما بفضول قلق ثم سألت مرة واحدة :
" ما الذي يحدث بالضبط ؟!! .. ما هذا الحال الذي أصبح عليه جدي ؟! "
وافقها امين بالقول :
" فعلا .. حاله يبدو غريبا "
هزت رغدة كتفيها بعدم فهم فيما تقول بتخمين :
" لقد كان بخير البارحة .. يبدو أنه رأى كابوسا جعله يستيقظ بهذا الحال "
تدخلت مديحة تسأل بفضول عارم :
" ترى ماذا يريد من جاسم ؟!! "
ألقى عبد الحميد نظرة مزدرية نحوها ثم وجه كلامه الى امين و رغدة :
" اتركوه سيصبح بخير بعد قليل و الان هيا انت لعملك و أنتِ الى جامعتك "
نهض كلا منهما بينما نظر هو إلى وصال سائلا برفق :
" هل ستذهبين الى العمل اليوم ؟!! "
هزت وصال رأسها نفيا فيما تجيب بحنق :
" لا .. لقد أصدر السيد جاسم قرار قاطع بعدم ذهابي إلى الشركة من جديد فقط لأنني شعرت ببعض الدوار "
هز عبد الحميد رأسه متفهما و عاد لصمته من جديد حتى عاد جاسم الذي أعلن أن جده قد عاد إلى غرفته ليستريح قليلا ثم نظر إلى وصال و قال :
" استعدي سنذهب معا إلى الشركة "
نظرت له وصال بتعجب بينما هتفت مديحة :
" اي شركة و اي هراء ؟! .. ابتعد عنها و اتركها ترتاح "
نظرت وصال الى امها بحنق بسبب اسلوبها الهجومي الذي لا تفهم له سبب بينما تجاهلها جاسم تماما و استطرد بصبر يُحسد عليه :
" ستأتين معي لكن لا عمل اليوم .. مفهوم ! "
اتسعت عينا وصال بسعادة لكنها شاكسته قائلة بحنق مفتعل :
" و لما سأذهب اذا كنت لن أعمل ؟! "
هز جاسم كتفيه بلا مبالاة و اجاب ببساطة :
" اعتبريها نزهة .. و الآن هيا حتى لا نتأخر "
نهضت وصال بحماس حاولت إخفاءه فيما تقول بتبرم :
" نزهة في الشركة ! ... و نعم النزهات "
انتظرت مديحة حتى اختفت وصال ثم هتفت بعصبية :
" هل تريد قتلها ؟!! .. اي شركة و أي جنون ! ... قلت لك ألف مرة ابتعد عن ابنتي نهائيا .. ألا تفهم ؟! "
قبل أن يرد عليها جاسم بشيء ظهر صوت عبد الحميد قاصفا و كأنه كان ينتظر اللحظة التي سينفجر فيها بوجهها :
" اخرسي .. و إياك أن ترفعي صوتك من جديد "
اتسعت عينا جاسم بصدمة لا تقل عن صدمة مديحة التي نظرت لعبد الحميد بذهول دام لعدة لحظات من تلك الإهانة الصريحة ثم قالت بعدها بصوت متوتر .. مُحرج :
" انت كيف تتحدث معي هكذا ؟! "
ألقى لها عبد الحميد نظرة سوداء ثم قال من بين أسنانه :
" انا لم اقل شيئا بعد .. احمدي ربك انني اضع صلة قرابتنا البائسة بعين الاعتبار و إلا و الله كان ليكون لي معك تصرف آخر "
لينهض بعدها و ينصرف من المنزل تحت أنظار جاسم المستغربة من احوال الجميع اليوم بدئاً من جده الذي طلب منه إبقاء وصال خارج المنزل لأطول فترة ممكنة دون إبداء أسباب و وصولا إلى عمه الذي يراه لأول مرة غاضبا بهذا الشكل !
ترى ما الذي حدث و قلب أحوال الجميع ؟!!
................................
بعد عدة دقائق في سيارة جاسم كانت وصال تجلس شاردة مما أثار انتباهه لكن قبل أن يسألها بادرت هي وسألته بتوجس و فضول :
" ماذا أراد منك جدي ؟! .. لماذا طلبك ؟! "
هز جاسم كتفيه بلا مبالاة ثم أجابها بتمهل :
" لا شيء .. كان يسألني عن شيء خاص بالعمل "
اعتدلت له وصال في جلستها ثم عقبت بسخرية ذات مغزى :
" آه .. شيء له علاقة بالعمل ، ألهذا غيرت رأيك فورا بشأن خروجي من المنزل بعد أن كنت رافض الأمر رفضا قاطعا ! "
ابتسم جاسم رغما عنه ثم نظر لها و قال غامزا :
" وصال .. ماذا تريدين ؟!! "
كتفت وصال ذراعيها بطفولية مضحكة ثم قالت بصراحة :
" اريد ان اعرف ماذا يحدث اليوم و لماذا يرسلني جدي من المنزل معك كالنعجة ؟!! "
ضحك جاسم بخفة ثم علق :
" لا حول و لا قوة إلا بالله .. ألم تتحمسي وتركضي حين طلبت منكِ أن تأتي معي ؟! .. ثم هل توجد نعجة بكل هذا الجمال ؟! "
يتعمد احراجها ..
إنه يفعل ذلك بتعمد حتى يلهي عقلها عن التفكير ..
لكن لا.. لن تنطلي عليها تلك الخدع الـ.... لذيذة ..
لذيذة !
احترمي نفسك يا وصال و كُفي عن البلاهة و الحمق ..
إنه تلاعب بك يا حمقاء و أنتِ بكل غباء تستجيبين له !
حمقاء ..
" من الحمقاء ؟!! "
انتبهت له وصال تنظر بجزع مضحك فرفع جاسم حاجبيه باستغراب و قال موضحا :
" لقد شردتِ و قلتِ حمقاء .. من ؟! "
تنحنحت وصال ثم لوحت بكفها فيما تقول :
" لا شيء .. انسى الأمر "
كتم جاسم ضحكة سعادة تهدد بالانفلات منه و هو يلاحظ أنها بدأت تعود لسابق عهدها من الشقاوة و الحمق الممتزج ببراءة غير معقولة ..
لقد نفضت أخيرا دور الاكتئاب عنها و بدأت تعود لطبيعتها المنطلقة التي اشتاق اليها حد الموت ..
امسك جاسم بكفها المجاور له فجأة ثم ناداها بخفوت :
" سندريلا "
" أترك يدي "
قالتها وصال بحزم مضحك لا يتناسب إطلاقا مع احمرار خديها فشدد هو على كفها قائلا :
" مستحيل .. لقد أمسكت بها بصعوبة و لن اتركها ابدا "
أرادت وصال أن تسحبها منه لكنه فاجئها من جديد حين سألها على حين غفلة :
" هل اخترتِ يوما لعقد القران ؟!! "
اعتلت إبتسامة مرة شفتيها لم تحاول إخفائها عنه ..
فهي لم تنجح !
في كل مرة حاولت فيها تخطي أزمتها لم تنجح ..
لهذا لا ضير من مصارحته بما يدور في عقلها عله يساعدها او يُفهمها او حتى توضح له هي ما هو مقبل عليه :
" ماذا تريد أن تتزوج بي يا جاسم ؟!! "
القتها هكذا دون سابق إنذار فقطب بعدم فهم ثم تمتم :
" عفوا لم افهم .. ماذا تقصدين بماذا ؟!!! "
تنهدت وصال بعمق ثم اغمضت عينيها و وضعت أمامه حقيقتها التي يتجاهلها هو عن عمد :
" اقصد ماذا تنتظر مني ؟! .. انا لم أعد املك ما اقدمه لك ، لما كل هذا التمسك لا افهم ؟! .. انت مؤكد بت تعلم أنني أصبحت ناقصة بشكل ما ، و قد لا استطيع ان انجب أبدا .. كما أن علاجي اضعف مناعتي للغاية ، نسمة هواء زائدة قد تتكفل بإبقائي في الفراش لعدة أيام ، ماذا ستتزوج بي بحق الله ؟! .. ولا ترفع لي شعارات الحب من فضلك ، أنا لست صغيرة و اعلم جيدا أن الحب لا يكفي لإنشاء حياة مستقرة "
تركها جاسم تلقي ما بجعبتها ثم تكلم بعد لحظات منتقيا كلماته بعناية شديدة :
" رغم أننا تحدثنا في هذا الأمر أكثر من مرة لكن لا مشكلة لنجعل هذه المرة الأخيرة في الخوض في هذا الموضوع لكن أولا وقبل كل شيء انا لا اسمح لكِ ابدا بنعت نفسك بالناقصة .. أنتِ تكادِ تكونين افضل شخصية قابلتها و انا لا اقول ذلك لأنني احبك أو لأرضيكِ لكني تعرضت بشكل ما لتجربة جعلتني أعيد النظر في كل ما يحيط بي .. بت ارى الأمور من منظور آخر أكثر عمقا لهذا اول شيء فعلته بعد أن استفقت من تلك الغيبوبة الإجبارية التي أغرقت فيها نفسي لسنوات طويلة هو أنني ركضت اليكِ و صارحتك بمشاعري ، وصال قد لا تصدقين الأمر لكنك بشكل ما اعدتِ هيكلة تفكيري بالكامل "
نظرت له وصال بعدم فهم فأكمل هو متنهدا :
" لولا شجاعتك و اعترافك بمشاعرك لم اكن لأترك المنزل و لم اكن سأفهم و اقدر أهمية ما كان بيدي .. لولاكِ يا صغيرة لم اكن سأعرف الفرق بين الذهب و التراب "
تمتمت وصال :
" لا افهم "
رفع جاسم كفها و قبله بدفء ثم قال :
" لا يهم .. ما اريدك ان تفهميه هو أنه لولاكِ أنتِ لم اكن سأتصالح مع نفسي أبدا لهذا لا شيء في هذه الدنيا كلها قد يعادل وجودك حولي ، أنتِ جعلتني احب نفسي و اتقبلها كما هي فماذا قد اريد اكثر من هذا ؟! "
نظر لها جاسم فوجد عدم الاقتناع لا يزال يعكر نظراتها فقال من جديد دون يأس :
" اما عن مرضك فأختك ستعود اليوم و بعدها ستتبرع لكِ و ينتهي الأمر و اذا لم ينتهي لا قدر الله لا مشكلة سنحاول معا من جديد "
حين وجدها على حالها رمى جاسم رميته الأخيرة سائلا بنبرة حادة :
" بحق الله يا وصال .. لو كنت أنا من مرضت هل كنتِ ستتركين يدي من اجل اطفال في علم الغيب أو كل هذا الهراء الذي تفوهت به ؟! .. اجيبي .. انا اريد رد الان "
همست وصال بصدق :
" كنت سأفديك بنفسي إذا تطلب الأمر يا جاسم"
ألجمته إجابتها بحرارتها للحظات ثم قال بعدها بصوت متأثر :
" و لا تتوقعي مني أقل من هذا يا قلب جاسم "
صمتت وصال ثم مسحت دمعة هربت منها و رآها هو فقال بحزم :
" من اليوم لن نفتح هذا الموضوع من جديد ، لا مزيد من الدراما .. لنرمي كل شيء وراء ظهرنا و نعيش سويا اليوم بيومه و سنبدأ من الآن "
أنهى كلامه و هو يزيد من سرعته فضحكت وصال بخفة ثم شاكسته :
" جاسم "
" امرك "
" اريد بيتزا على العشاء "
ضحك ثم قال بصدر رحب :
" كما تشائين "
" جاسم "
" ماذاااا ؟!! "
" اريدها بالجبنة فقط "
هز لها رأسه بطاعة :
" تحت امرك يا مدللة "
" جاسم "
" همممممم "
" انا أحبك جدا "
هل توقف قلبه عن الخفقان للتو ؟!!
توقف عقله للحظة كانت كفيلة لتعريض حياتهما للخطر فصرخت وصال تحذره برعب حين اوشكا على الاصطدام بسيارة أخرى لكن جاسم تدارك الأمر بسرعة قياسية مثيرة للاعجاب ثم صف السيارة عند أول فرصة و التفت لها قائلا بقلق عارم :
" هل أنتِ بخير ؟! .. لا تخافي لقد مر الأمر الحمد لله "
دمعت عيناها بخوف فسحبها جاسم الى صدره مربتا على رأسها فيما يقول باعتذار :
" انا آسف حبيبتي .. اهدأي "
زفرت وصال ثم سألته هي الأخرى :
" هل انت بخير ؟! .. هل شردت ام ماذا ؟! "
رغما عنه غافلته ضحكة خافتة ثم قال معترفا :
" انه تأثير اعترافك المفاجئ "
اتسعت عينا وصال بصدمة ثم قالت ببراءة قاتلة :
" انا آسفة لم اقصد "
ضحك جاسم من جديد ثم ضمها لصدره مرة أخرى فيما يقول بخفوت :
" لا عليكِ حبيبتي .. فقط لا ترميها في وجهي هكذا المرة القادمة .. هل خفتِ كثيرا ؟!! "
اومأت ببطء فقبل جاسم رأسها معتذرا من جديد ثم تنحنح قائلا بهدوء مخالف تماما لما يشعر به الان :
" لقد تأخرنا بما يكفي .. آه بالمناسبة لقد نقلت مكتبك الى مكتبي حتى تبقين تحت عيني "
اتسعت عيناها بمفاجأة لكنها لم تنطق بحرف آخر حتى تضمن وصولهما سالمين ليعيد هو تشغيل السيارة فيما يقول :
" على فكرة .. انا ايضا احبك جداااااا "
اومأت له وصال بصمت تخبره بعينيها أن رسالته قد وصلت فلم يتمالك نفسه هذه المرة و ضحك بعلو صوته على تلك المجنونة التي بُلي بها
و ما أجملها من بلوة !
.............................
أهذه النهاية ؟!!
أتخطو الان حقا نحو امنيتها و هدفها الذي تشعر أحيانا انها خُلقت فقط من اجل ان تصل إليه ؟!!
ليت أمها كانت على قيد الحياة لتشهد معها تلك اللحظات !
ليتها كانت هنا لترى بنفسها عودة حقها المسلوب ..
شرفها الذي اُريق على يد من لا يعرفون معنى الشرف ..
بل ليتها هنا ..
تقف خلفها ، تؤازرها ... تطمئن قلبها الذي يرتج بين ضلوعها ترقبا و قلقا مما هو آت !
استغفرت جزاء ربها بخفوت شديد ثم نظرت إلى السماء و همست بخفوت شديد :
" اقتربنا يا أماه "
نظر إليها بكر لكنه التزم الصمت تماما تاركا لها مساحة الهدوء التي ترغب بها ..
قلبه كعادته يشاطرها ما تشعر به ..
هي الآن قلقة ، مترقبة و خائفة !
عالقة ما بين رغبتها في الطيران الى هناك حتى تبرئ سمعة امها و ما بين خوفها مما ستسمعه !
عالقة ما بين شعورها بقرب انتصارها و بين قلقها من الثمن الذي قد تضطر لدفعه ..
الثمن الذي يتمثل في اسم واحد ..
وصال .. اختها التي عثرت عليها بعد عناء !
يعرف جيدا انها مرتعبة من خسارتها بعد أن توصلت معها إلى نقطة التقاء ..
أما عنه هو ..
فهو الآخر لا يستطيع وضع أي توقعات لما هما مقبلين عليه !
إنه نصرها الكبير .. أو خيبة أملها الكبرى ..
قد يدعمها جده .. و قد يختار صف ابنته !
و إن فعلها لا يدري ماذا قد يفعل هو وقتها ؟!!
فهذا ثأرها الذي عادت من أجله .... و ثأره هو الآخر !
ثأره ممن حرموه منها لأكثر من عشرين عاما ..
حرموه من أن يرى اول خطواتها ..
من أن يسمع اول كلماتها ..
من أن يراها تكبر أمامه فيحميها و يحاوطها برعايته !
حين وصلا إلى المنزل سألها بكر كاسرا حاجز الصمت بينهما :
" هل أنتِ جاهزة ؟!! "
اومأت له جزاء دون رد فأمسك بكفها و صف السيارة لينزلا بعدها فلاحظا بضعة سيارات مصفوفة الى جوار المنزل ..
تشبثت جزاء بكفه تستمد منه دعمها و هما يخطوان الى المنزل ليجدا الجميع في انتظارهما ما عدا وصال و جاسم و رغدة !
" حمدا لله على السلامة يا عريس .. كيف كانت الرحلة ؟!! "
كان هذا صوت ادم المهلل الذي نهض و عانق صاحبه فبادله بكر العناق بصمت مما زاد من توجس الآخر الذي يكاد يعد الدقائق ليفهم لماذا ارسل الجد في طلبهم بهذه الطريقة منذ الصباح !
ألقت جزاء نظرة على الوجوه أمامها فأدركت بذكائها أن لا أحد يعرف بعد ما عادا لأجله ..
فعمتها المصونة تنظر لها باستعلاء كعادتها و زوجة أبيها لم تنظر ناحيتها من الأساس !
" ادم .. امين ، اصعدا و احضرا حامد "
ألقى الجد أوامره فنظر الجميع لبعضهم بتعجب فحامد لا يشاركهم الجلسة في العادة !
" هل كل شيء على ما يرام يا ابي ؟! .. تبدو غريبا منذ أتينا "
سألته ناهد حين استشعرت توتر الأجواء فلم يعيرها صفوان انتباها بينما جلس بكر دون أن يتخلى عن امساكه بجزاء التي بلغ توترها أوجه ..
بعد دقائق كان ادم و امين قد جلبا حامد الذي نظر إلى جزاء فأبعدت هي عيناها عنه ليدوي صوت صفوان قائلا :
" بما أن الجميع هنا .. لدينا ضيف ، بعضكم يعرفه حق المعرفة و البعض الاخر لا "
" ما الذي يحدث بالضبط يا ابي ؟! .. ما كل هذا الغموض ؟!! "
سألته ناهد بتوتر خاصة و أن مديحة لا تبدو على طبيعتها هي الأخرى
" انتظري و ستعرفين "
قالها صفوان بهدوء تام ثم نظر إلى عبد الحميد و أشار له فنهض عبد الحميد و خرج ثم عاد بصحبة ..... نوح !
نهضت مديحة مجفلة تنظر الى زوجها بقلق و رعب بعد أن أصدر زمجرة غاضبة بينما ظلت ناهد على جلستها و إن كان وجهها قد شحب قليلا ..
إذا هذا هو الحقير الذي افترى على امها ووصمها بالعار !
نظرت اليه جزاء بشر و همت بالنهوض لكن بكر لف ذراعه حول خصرها يسحبها إليه فيما يهمس بخفوت :
" اياكِ .. ليس الآن "
تبادلا النظرات المتحفزة فهي كانت على أتم استعداد لقتل هذا الحقير و هو كان على أتم الاستعداد للوقوف بوجهها من أجل حمايتها و استرداد حقها المهدور ..
تكلم إمام لأول مرة منذ بداية الجلسة سائلا بتعجب :
" ماذا يفعل هذا الرجل هنا يا حاج ؟!! "
" هل تعرفه يا بني ؟!! "
سأله صفوان مستغربا فكل ما حدث لم يشهده إمام لتأتي إجابة الأخير مفسرة :
" أجل .. لقد رأيته مرة طالبا صدقة و ناهد أعطته ما به النصيب "
اومئ صفوان بسخرية واضحة ثم قال بعدها بصوت قوي :
" أخبرني ما لديك .. و قسما بالله إن شعرت للحظة انك تكذب في حرف لن تخرج من هنا حيا "
" ماذا تريد أن تعرف يا حاج صفوان ؟!! "
نظر له صفوان بازدراء دون يساوره أي شعور بالشفقة على هيئته المزرية التي يقف بها أمامه ..
فعلى حسب ما أخبره عبد الحميد هذا الرجل ابتلاه الله بفشل كلوي و بات لا يقوى على الوقوف دون علاج !
" أخبرني بكل ما يخص تلك الليلة "
ابتلعت ناهد ريقها بتوتر شديد بينما بكت مديحة بصوت مكتوم ليتكلم نوح أخيرا بصوت واهن :
" بدأ الأمر حين رغبت بها و رفضتني ، كنت مستعد اتزوجها لو أرادت لكنها نهرتني و لم توافق أبدا فكرهتها و امتزجت رغبتي بها برغبة اقوى في الانتقام منها .. بعدها حدث ما حدث و قمتم بتزويجها من الباشا الصغير و أنجبت منه .. و بعد أن كانت ضعيفة و مسألة الحصول عليها مسألة وقت أصبح مجرد النظر إليها مهمة مستحيلة لهذا عندما عرضت عليّ السيدة ناهد عرضها وافقت على الفور فهي من البداية كان يجب أن تكون لي كما أنني سأحصل على مبلغ لا يُستهان به .. كانت صفقة لا تُرد بالنسبة لي "
التفتت الأنظار ناحية ناهد التي نهضت هاتفة بغضب اسود :
" اي عرض أيها الرجل المخبول ؟!! .. عما تتحدث أنت ؟! "
هتف صفوان فجأة بعلو صوته و افزعها :
" لا اريد مقاطعات .. من ستنطق منكن لن ارحمها "
ظلت ناهد على وقفتها تتجنب النظر إلى زوجها بينما استطرد نوح :
" في تلك الليلة طلبت مني السيدة ناهد و السيدة مديحة أن انتظر صباح عند نهاية سور الإسطبل القديم على أن يجلبوها لي فأحصل عليها حتى و لو بالقوة مستغلين بُعد المنطقة عن المنزل تماما و بهذا لن يسمع لها أحد صوتا لو صرخت او استغاثت "
نهضت جزاء بعنف و كادت أن تهجم عليه وهي تصرخ و تسبه فهتف صفوان من جديد :
" سيطر على زوجتك يا بكر "
امسك بكر بها و قيدها إليه فيما يهمس جوار اذنها محاولا إختراق فورة غضبها :
" على ماذا اتفقنا ؟! .. اهدأي و اتركيه ينهي حديثه حتى نصل لنهاية هذا الأمر "
لكن جزاء كانت في عالم آخر خاصة ً بعد أن هتفت كلا من مديحة و ناهد :
" لم يحدث .. هذا الرجل يكذب "
" افتراء .. هذا كذب ، اقسم بالله لم يحدث أيا من ذلك "
" اخرسن جميعا "
هتف بها صفوان فحل الصمت عليهن ليهدر صفوان مشيرا إلى نوح و هو يضرب الأرض بعصاه بغضب شديد :
" وانت .. لا تتوقف عن الكلام دون أن اذن لك "
كان نوح يبدو و كأنه يصارع للوقوف بثبات .. بدا كرجل يحتضر فأخذ نفس عميق ثم أكمل حديثه قائلا بصوت يظهر الندم فيه جليا :
" لا اعرف كيف اقنعنها بالنزول في تلك الساعة المتأخرة و حين وصلت إلى المكان المنشود تهجمت عليها فحاولت هي مقاومتي فاضررت لضرب رأسها بالحائط حتى يستكين جسدها قليلا فتقل مقاومتها و هذا بالفعل ما حدث لكن بعد ذلـ...... "
قاطعته جزاء من جديد و هي تصرخ بحرقة بعد أن فشلت في السيطرة على اعصابها و هي تسمع تلك التفاصيل القاتلة :
" كفى .. كفى لعنك الله ، ماذا فعلت لك امي حتى تفعل بها ذلك ؟! "
" خذها من هنا يا بكر "
قالها صفوان بحسم فصرخت جزاء من جديد :
" لا .. لن اتحرك من هنا "
هدر صفوان بتعب واضح :
" اذا اصمتِ و دعينا ننهي هذا الأمر "
ضم بكر رأسها إلى صدره يحاول تهدئتها لينهي نوح ما بجعبته قائلا :
" لم أدرك وقتها أنهن ينوين على جلب السيد حامد ليراها بين ذراعي ّ .. فجأة وجدت من ازاحني عنها لينفجر الوضع بعدها و لم ادري بنفسي إلا و انا مقيد و محتجز في الإسطبل و بجواري صباح تئن و تبكي من الألم لتأتي في النهاية السيدة ناهد وهي تحمل ابنة صباح و تهربهن من المكان كله "
" و لما لم تفضحها وقتها ؟!! "
سأله صفوان بنفور ليرد عليه نوح بعد لحظات :
" لم أكن أملك القوة حتى لرفع رأسي يا حاج فما بالك بالصراخ "
هز صفوان رأسه ثم قال :
" حسنا .. الى هنا انتهت حاجتي إليك "
لينظر بعدها إلى عبد الحميد آمرا بجبروت:
" خذه الى رجالنا ، هم يعرفون جيدا المطلوب منهم "
اومئ عبد الحميد بطاعة بينما رافقه نوح باستسلام تام لمصيره ليلتفت بعدها صفوان إلى مديحة التي هتفت ببكاء مخزي و هي تجلس القرفصاء أمام كرسي زوجها :
" لم يحدث .. و الله العظيم لم يحدث ، كل هذا كذب و افتراء "
أبعد حامد يده بضعف رافضا لمستها المتوسلة بينما نهض بكر و فتح هاتفه قائلا بسخرية قاسية :
" كذب و افتراء ! .. و ماذا عن هذا ؟! "
ليضغط بعدها على هاتفه فيصدح صوتها الباكي باعترافها الذي سجله لها دون أن تعلم في ذلك اليوم الذي فاوضتها فيه جزاء ظاهريا حتى تتبرع لوصال ...
ذلك اليوم الذي تم استدراجها فيه و تحدثت عن سبب كره ناهد لصباح و عن اتفاقهن الشيطاني عليها حتى يتخلصن من وجودها !
ارتدت مديحة الى الخلف بصدمة جلية ثم لطمت وجهها دون أن ترفع نظراتها عن زوجها الذي كان ينظر إليها بنفور رهيب منها و من نفسه التي اطاع هواها دائما حتى انتهى به الأمر إلى ما هو عليه .
اما ناهد كادت أن تتحدث فقاطعها صوت إمام الذي خرج حازما بعد أن سمع قصة إبراهيم خطيبها السابق و الذي بسببه فعلت ما فعلت :
" بعد اذنك يا حاج .. لقد سمعت ما أردت مني سماعه ، ابنتك الآن لديك و انت حر بها .. عهد ، ادم هيا بنا "
كادا آدم و عهد أن يعترضا على ترك امهما بمفردها لكن نظرة واحدة من أبيهم اخرستهم تماما فلحقا به بتردد أمام نظرات ناهد الذاهلة مما يحدث !
هل تركها إمام لمصيرها بحق ؟!!
لن يغفر .. من عشرتها له تدرك جيدا أنه لن يغفر لها ابدا ..
إمام لا يتهاون ابدا في مثل هذه الأمور ..
و مؤكد لن تجازف و تعود إلى منزله فيطردها أشد طردة أمام الجميع !
إمام سيطلقها ..
لن يشفع لها عنده عِشرة و لا أولاد و لا اي شيء !
لكن ماذا يعني هذا ؟!!
هل يعني انها خسرت الآن كل شيء ؟!!
و لصالح من ؟!!
الخادمة الحقيرة و ابنتها !
ألقت نظرة حارقة تجاه جزاء فيما تردد بهذيان :
" ابي انت لن تفعل ذلك .. لن تنصرها على ابنتك ، مستحيل "
لم يرد احد عليها بينما امسك صفوان ببعض الملفات التي كان يضعها جواره فيما يقول بصوت حازم موجهاً حديثه لناهد و مديحة :
" و الآن لديكن خياران .. اما أن تتنازلن الان عن نصيبكن في كل شيء لأبنة صباح أو ........ "
قبل أن يكمل جملته صرخت ناهد بجنون مطلق :
" مستحيل .. على جثتي أن اتنازل لها عن فلسا واحدا من مالي "
نظر لها صفوان بلا تعبير ثم التفت إلى مديحة التي تراقب الوضع برعب سائلا :
" و أنتِ ! "
مسحت مديحة وجهها ثم قالت بسرعة :
" سأفعل اي شيء لكن أرجوك اتركني ابقى هنا جوار ابنتي "
قست نظرة صفوان ثم كرر سؤاله لها مشددا على كل حرف :
" ستتنازلين عن نصيبك و ستمنحينها نصف ارثك من ابيك .. ماذا قلتِ ؟! "
بكت مديحة و هزت رأسها باستسلام فأشار لها صفوان أن توقع فتحركت بانكسار تام و فعلت ما أمرها به ثم ابتعدت لتقف من جديد جوار زوجها الذي كان ينظر إلى ابنته لاعنا عجزه الذي يقيده بعيدا عنها !
اما ناهد فألتقطت عيناها بعيني جزاء التي لم تتوانى عن اهدائها نظرة انتصار و شماتة ففقدت الاخرى التحكم في أعصابها تماما و هجمت فجأة على جزاء فيما تصرخ بجنون :
" أيتها الشيطانة ابنة الشيطانة .. يا ابنة الساقطة ، لا تنسي أبدا انها كانت ساقطة و أنتِ مثلها "
امسك بها امين يبعدها بينما وقف بكر حائلا بينها و بين جزاء لينهض صفوان فجأة و يقف أمامها ثم يصفعها لأول مرة و أمام الجميع فيما يهدر بخيبة أمل :
" لم ابخل عليكِ يوما بشيء .. دللتك و أجبت كل طلباتك ، لم أكن أدري انني اربي حية في بيتي .. ابنتي انا .. ابنة صفوان الغانم تفضح شرف أخاها و تريقه علنا و تدمر حياة امرأة ضعيفة و ابنتها فقط لأنها تغار ! .. ما الذي قصرت به معكِ حتى تفعلين ذلك ؟!! .. كيف تخونين اهلك و تستبيحي شرف اخيكِ بهذا الشكل المخزي ؟!! "
بكت ناهد بخزي من الموقف البشع الذي تتعرض له الآن على مرأى من الجميع ..
لقد صُفعت و هي امرأة في الخمسين من عمرها !
حمدا لله أن إمام اخذ ولديها معه فلا يشهدا تلك اللحظات المُذلة التي تحياها ..
" اخرجي من هنا .. انا برئ منك ليوم الدين ، لا اريدك في بيتي من جديد "
اتسعت عينا ناهد بصدمة بينما اغمضت جزاء عيناها تزفر براحة و هي ترى تلك الحية تشرب من نفس الكأس الذي شربت منه امها !
انتشاء عجيب يداعب كل خلية منها و هي تسمعها تهمهم بغير تصديق و كأنها على وشك الإصابة بالجنون :
" ماذا تقول يا ابي ؟!! .. هل سترمي ابنتك في الشارع ؟! "
نظر لها صفوان قائلا بلا رحمة :
" و أنتِ رميتِ ابنة اخيك في الشارع دون أن يرف لكِ جفن .. فلما لا افعلها انا الان ؟!! "
احمر وجه ناهد فيما تقول بنبرة من على وشك الانهيار :
" مستحيل .. انت لن تفعل هذا بابنتك ، مستحيل "
حدق صفوان في عينيها آمرا و هو يشير إلى الاوراق :
" إذاً .. وقعي "
ظلت ناهد تنظر الى الوجوه حولها بنظرات ذاهلة ثم تحركت بخطوات بطيئة .. ذليلة و وقعت على ما يريد بيد مرتجفة ليأخذ صفوان مكانه السابق ثم ينادي على عبد الحميد الذي عاد قبل دقائق قائلا بجبروت :
" خذهن .. و مثلما قلت ، لا قرش زائد يصلهن عما حددت "
تعالت اصواتهن المعترضة بينما قال صفوان :
" طعامكن و شرابكن سيصلكن لكن .. ممنوع الخروج من تلك الشقة منعاً باتا و إياك ثم إياك ثم إياك أن تفكر اي واحدة منكن في التلاعب وقتها قسما بالله العلي العظيم لن اتهاون و سأقتلكن و اتخلص من عاركن "
صرخت مديحة و هي تركض ناحيته فيما تهتف بتوسل :
" لا يا عماه أرجوك .. لقد فعلت كل أمرت به حتى لا تبعدني عن ابنتي ، أرجوك يا عمي "
أبعدها صفوان قائلا بلا ذرة شفقة :
" ابنتك وقت ما تريد رؤيتك ستزورك .. و لولا خوفي على صحتها لفضحتك أمامها مثلما فعلت مع التي تقف خلفك و منعتها عنك ، لهذا لا تطمعي بأكثر من ذلك "
ليهدر بعد ذلك بصوت مرتفع حتى يسمع الجميع :
" من هذه اللحظة لا انتِ و لا ناهد تربطكن اي علاقة بهذا البيت و لا بتلك العائلة .. انا برئ منكن "

نهاية الفصل الثالث و العشرون


قراءة سعيدة 💚💙💙💚


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-19, 10:43 PM   #142

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قد ايش الانسان ظالم لنفسه ....اول ما يملك حفنة من المال يتكبر ويتعالى على الناس و يظن نفسه انه افضل المخاليق وكل من حوله عبيد له ...
وكأنه ما يعرف انه بلحظة رب العالمين بقادر ان يجعله مريض او فقير ....
ناهد ومديحة ايش الي استفدتوه من كل هذا الحقد والحسد ..غير انهم دمروا عايلة بأكملها ... الجد اكيد بتتأثر صحته وابناء ناهد امهم بتكون وصمة عار في حياتهم ووصال بتكون بين نار اختها وامها ....
ظهر الحق وزهق الباطل ويا كثر ناهد ومديحة في حياتنا وكم سمعنا عنهم وياريت في متعظ ومعتبر .....
تسلم يدينك المبدعة وما ننحرم من ابداعك يارب ❤

Hager Haleem likes this.

Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-19, 01:44 AM   #143

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

ما طار طيرا وارتفع الا كما طار وقع

ناهد ومديحه فكروا انهم خلاص خلصوا من صباح ونفذوا خطتهم المحبوكة وطلعوا منها زى الشعرة من العجين ونسيوا ان ربنا يمهل ولا يهمل وان الحق لازم يرجع لأصحابه وصباح لازم يترد لها اعتبارها حتى بعد موتها وبنتها لازم ترفع راسه وتفتخر انها قدرت ترجع حق امها المسلوب

بكر ووقوفه وحبه لجزاء متخلاش عنها ولا يأس من انه يدور على حقها وطبعا دمه العسل ووقاحته لازم تدخل فى الوقت المناسب هههههههههههه
صدمه قويه لأدم وعهد فى امهم استحالة يصدقوا ان امهم فى قلبها الحقد دا كله

صفوان كان عادل جدا ورجع الحق لأصحابه

ياترى وصال هتعرف بعملة امها وهتقدر تغفر وتسمح لجاسم بالدخول لحياتها ولا هتستمر فى البعد بالذات بعد عملة امها
فصل مبهر ياجوجو تسلم ايدك

Hager Haleem likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 05-08-19, 01:58 AM   #144

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

عالم مقرفه بجد لما الحقد يملي قلوبهم ويوصلوا لمراحل منيله في الافترا 😒بس كويس أن الحد قدر اخيرا يحسم الأمر
وكويس أنه عاقبهم كده بس انا لو منه اسيح دمهم

Hager Haleem likes this.

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-19, 09:40 PM   #145

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة reem1997 مشاهدة المشاركة
قد ايش الانسان ظالم لنفسه ....اول ما يملك حفنة من المال يتكبر ويتعالى على الناس و يظن نفسه انه افضل المخاليق وكل من حوله عبيد له ...
وكأنه ما يعرف انه بلحظة رب العالمين بقادر ان يجعله مريض او فقير ....
ناهد ومديحة ايش الي استفدتوه من كل هذا الحقد والحسد ..غير انهم دمروا عايلة بأكملها ... الجد اكيد بتتأثر صحته وابناء ناهد امهم بتكون وصمة عار في حياتهم ووصال بتكون بين نار اختها وامها ....
ظهر الحق وزهق الباطل ويا كثر ناهد ومديحة في حياتنا وكم سمعنا عنهم وياريت في متعظ ومعتبر .....
تسلم يدينك المبدعة وما ننحرم من ابداعك يارب ❤
للأسف الطمع عمى عيونهم هما شافوا جمالها و أثره بس مشافوش نقمة الجمال ده عليها و في النهاية بعد ما افتكروا أنهم كسبوا خسارتهم و فضيحتهم كانت علنية و ربنا نصرها هي و لو بعد حين


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-19, 09:47 PM   #146

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
ما طار طيرا وارتفع الا كما طار وقع

ناهد ومديحه فكروا انهم خلاص خلصوا من صباح ونفذوا خطتهم المحبوكة وطلعوا منها زى الشعرة من العجين ونسيوا ان ربنا يمهل ولا يهمل وان الحق لازم يرجع لأصحابه وصباح لازم يترد لها اعتبارها حتى بعد موتها وبنتها لازم ترفع راسه وتفتخر انها قدرت ترجع حق امها المسلوب

بكر ووقوفه وحبه لجزاء متخلاش عنها ولا يأس من انه يدور على حقها وطبعا دمه العسل ووقاحته لازم تدخل فى الوقت المناسب هههههههههههه
صدمه قويه لأدم وعهد فى امهم استحالة يصدقوا ان امهم فى قلبها الحقد دا كله

صفوان كان عادل جدا ورجع الحق لأصحابه

ياترى وصال هتعرف بعملة امها وهتقدر تغفر وتسمح لجاسم بالدخول لحياتها ولا هتستمر فى البعد بالذات بعد عملة امها
فصل مبهر ياجوجو تسلم ايدك
كالعادة تعليق شامل و مفصل لكل احداث الفصل
تسلم ايدك يا ام زياد ألف مرة نورتيني يا قلبي ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-19, 09:49 PM   #147

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
عالم مقرفه بجد لما الحقد يملي قلوبهم ويوصلوا لمراحل منيله في الافترا 😒بس كويس أن الحد قدر اخيرا يحسم الأمر
وكويس أنه عاقبهم كده بس انا لو منه اسيح دمهم
هما شافوا جمال صباح نعمة و حسدوها عليها مع إن الواقع أنه كان نقمة عليها مش اكتر و في النهاية اهم اتفضحوا قدام ولادهم و دا اكبر عقاب ليهم


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-19, 09:50 PM   #148

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل الرابع و العشرون ( ما قبل الأخير)

" ماذا ؟!! .. هل سنقضي ليلتنا هنا ؟! .. لقد رحل الجميع و لم يبقى غيرنا ، الساعة تخطت الرابعة مساءا بحق الله متى سنعود ؟!! "
ألقت وصال سؤالها بتهكم ساخر فألتفت لها جاسم منتبها ثم قال :
" بقي القليل .. توقفِ عن التذمر كالاطفال "
رفعت له حاجبها باستياء ثم نهضت فجأة هاتفة بضيق و هي تجمع اغراضها :
" انا سئمت و سأعود الى المنزل في الحال "
تنهد جاسم قائلا بمهادنة :
" فقط ربع ساعة سأنهي ما بيدي ثم نعود على الفور "
قطبت وصال ثم هتفت بعصبية :
" هذه ثالث مرة تقل لي فيها ربع ساعة و انا سئمت من هذه الجلسة المملة ، ثم انا لم اطلب منك ايصالي .. سأطلب سيارة أجرة "
أنهت كلامها ثم تحركت مبتعدة ليقصف صوته مناديا اسمها بعصبية فأصابها القلق لكنها سيطرت على اعصابها و التفتت تكتف ذراعيها ببرود تلعب دور اللامبالية بينما تكلم جاسم مشددا على حروفه و كأنه يوجه طفلة صغيرة :
" قلت سأنهي ما بيدي و نعود .. و الآن اجلسي و التزمي الهدوء من فضلك حتى انهي مراجعة العقود دون اخطاء "
ظلت على وقفتها قليلا ثم كادت أن تعترض لكن نظرة واحدة منه جعلتها تعود ادراجها بتبرم ليخفي هو ابتسامة تلح في الظهور ثم يعود بعدها إلى عمله حتى ينهيه بسرعة دون أن يغفل عن مراقبتها .
و بعد ربع ساعة كانا يخرجان سويا من مبنى الشركة بينما تتمتم وصال بغيظ مُشبع بالفضول :
" لقد رحل امين و عهد قبل الظهر و انا .. انا المتدربة ارحل قرب الخامسة ! "
لتلتفت بعدها إلى جاسم الذي يسير جوارها ثم تسأله :
" برأيك ماذا أراد منهما جدي ؟! "
هز جاسم كتفيه بجهل حقيقي فيما يقول :
" و الله انا أيضا لا افهم ماذا يحدث اليوم ؟!! "
توقفت وصال أمام السيارة بشكل مفاجئ ثم لوحت باصبعها في وجهه مثل المحقق فيما تسأله :
" جاسم .. هل هناك شيء تريد قوله لي ؟!! "
نظر جاسم الى اصبعها الذي سيخترق عينه ثم أمسك به قائلا :
" شيء مثل ماذا يا سيد كرومبو ؟!! "
لوت وصال شفتيها بحنق من سخريته ثم حاولت تحرير اصبعها من كفه فيما تقول :
" شيء له علاقة بالشيء الذي يدور في المنزل ولا يرغب جدي أن أحضره .. أخبرني إذا كنت تعرف لأنني لن اغفر لك إذا علمت انك تخبئ عني شيئا "
ترك جاسم اصبعها ثم أجابها ببساطة و هو يركب سيارته :
" اذا علمتِ أنتِ ما يحدث لا تنسي إطلاعي على الأمر "
ركبت وصال الى جواره فيما تتمتم بصوت خافت .. مصمم :
" على العموم سأعلم فور عودتي ، فلا احد يصمد أمام الزن "
ضحك جاسم بخفة ثم علق ساخرا :
" أريني مواهبك الفذة .. لكن لنذهب اولا و نشتري لكِ البيتزا "
........................
صعد بكر الى جناحه بعد أن قضى أكثر من ساعتين بصحبة أباه الذي فاجئه بنيته في ترأس الشركة بدلا من أمين ليتحدثا بعدها عن بعض التفاصيل التي يجب أن يعرفها قبل أن يدخل الأمر في حيز التنفيذ على أرض الواقع ..
وقف بكر أمام باب الغرفة التي ستجمعهما معا ثم شرد قليلا محاولا توقع حالها !
فبعد أن انتهى العرض اختفى جده في غرفته معلنا رغبته في الراحة و محذرا الجميع بصرامة من مضايقته بينما اختفت جزاء هي الأخرى في غرفتهما و حين اتبعها أخبرته بلطف بأنها تريد الانفراد بنفسها لبعض الوقت فتركها على راحتها حتى تستوعب ضخامة ما حدث ..
فهو لم يخفى عليه كم المشاعر التي تعرضت لها اليوم بدءا من قلقها الطبيعي و رهبتها من الموقف ككل ثم غضبها المهول و هي تسمع تفاصيل ما حدث لأمها في تلك الليلة السوداء لتغرق بعدها في حزن و انكسار على ما تعرضت له امها ثم تنتشي فجأة و هي ترى جدها ينصرها و يرد لها حقها !
زفر بكر ثم شجع نفسه و دخل الى الغرفة ليتسمر مكانه قليلا بقلب يرتجف ..
رباه .. ما ابهاها في عينيه !
حدق بكر فيها للحظات بذهول حيث كانت تقف خلف إحدى النوافذ المفتوحة ترتدي مزأر ذهبي اللون يجعلها اقرب إلى هدية غامضة تجعله يتوق إلى اكتشافها ..
اما جزاء فحين شعرت بوجوده التفتت إليه بوجه متورد تشبك أصابع يديها ببعضها بتوتر ثم قالت بخفوت :
" تأخرت "
للحظة توقفت أنفاسه حين التفتت و ظل واقفا يحدق فيها و فيما ترتديه بانبهار و .... تعجب !
فهذه المرة الأولى التي تنتظره فيها بل و تستعد له أيضا !
ثم منذ متى و هي مبادرة من الأساس ؟!!
هل ما حدث سبب لها صدمة غيرت خريطة عقلها الملتوية لتتصرف عكس طبيعتها ؟!
" ماذا بك ؟!! "
سألته بوجه محتقن خجلا و نبرة يلونها الحياء و هي تتابع نظراته التي تأكلها اكلا فتحرك بكر بخطوات بطيئة غير مستوعب لما يحدث إلى أن وقف أمامها مجيبا على اول ما نطقت به منذ دخوله إلى الغرفة :
" لقد طلبتِ الجلوس بمفردك فتركتك على راحتك "
خرج صوته خشنا اكثر من اللازم دون أن يستطيع اخفاء تأثره بها بينما قالت هي بمشاكسة تشجع نفسها على الثبات :
" لقد فاجئتني بصبرك .. لقد ظننت أنك ستعود بعد نصف ساعة على الاكثر مقتحما المكان بعاصفتك المعتادة "
ابتلع بكر ريقه ثم رد كالمنوم مغناطيسيا :
" لم أرغب بفرض وجودي عليكِ فجلست مع أبي لبعض الوقت "
ارتفع حاجبيها للحظة من رده ثم اقتربت منه ببطء مهلك لأعصابه لتضيء الإجابة فجأة في عقله فيهتف دون سابق إنذار و يجفلها :
" أنتِ تكافئيني "
ارتدت جزاء للخلف مجفلة و نظرت له بعدم فهم بينما استطرد هو بحماس من وجد الإجابة الصحيحة في اخر دقيقة من لجنة الامتحان :
" انتِ تكافئيني لأنني ساعدتك .. لقد فهمت "
قال اخر كلمة بابتسامة عريضة فيما يطرقع بإصبعيه فضحكت جزاء على طريقته الطفولية في التعبير فقلدته و طرقعت بإصبعيها مثله ثم قالت :
" و لما لا تقول انني احتفل معك بما وصلنا إليه ؟! "
بنفس الحماس رد عليها بكر فيما يقترب منها من جديد :
" لم نختلف .. أنتِ تحتفلين معي و تكافئيني ، صحيح ! "
هزت له رأسها بموافقة ثم قالت بعدها بصوت دافئ .. مُحب :
" ليتني استطيع ان اقدم لك العالم بما فيه و اضعه تحت قدميك ، لكني لا أملك غير نفسي و قلبي و ها أنا اضعهم بين يديك و انا أدرك جيدا انك ستحافظ عليهم مثلما فعلت دوما "
امسك بكر بذراعيها يقربها منه أكثر قائلا بعاطفة جلية لعينيها :
" انتِ عالمي يا جزاء .. أنتِ الفلك الذي ادور فيه منذ وعيت على نفسي ، و لن اتصنع المثالية و اخبرك انني كنت سأفعل ما فعلته من أجل اي شخص غيرك ، انا فعلت كل ما فعلته من أجلك و من اجلي أيضا .. فعلتها انتقاما لسلبهن إياك مني ، لقد سرقن طفولتي حين سرقنكِ أمام عيناي لهذا فأنتِ لستِ مدينة لي بأي شيء لأنني فعلت كل هذا لأجلنا معا "
لمست جزاء لحيته الخفيفة التي تحبها ثم قالت بصوت مشاكس لا يخلو من التأثر :
" اذا انت لا ترغب في المكافأة ! "
في ثانية لون المكر حدقتيه دون أن يؤثر على عاطفته المتقدة ليرد عليها بصوت بائس .. مشاكس مثله :
" و من قال هذا ؟! .. انا رجل مسكين هلكت بحثا لسنوات طويلة عنكِ ، و حين عدتِ لم يكن ينقص إلا أن تشهري مدية في وجهي بل أكاد اجزم انكِ كنت ستفعلينها اذا امتلكـ.......... "
قاطعت جزاء ثرثرته بقبلة لاهبة خطفت بها أنفاسه لدقائق طالت بينهما لتبتعد عنه أخيرا فيهمس هو مشاغبا بأنفاس مسلوبة بعد لحظات طويلة من الصمت :
" رائع .. لقد اجدتِ فعلها "
فتحت جزاء عينيها تسأله باستغراب :
" ما هذه ؟! "
فيشير هو لشفتيه قائلا بوقاحة جمة :
" القبلة "
ثم بدأ في فك ازرار قميصه فيما يقترب منها اكثر و يستطرد ضاحكا :
" احسنتِ تلميذتي النجيبة اجدتِ فعلها كالمحترفين لكن الآن يجب أن ننتقل للمستوى التالي في الدورة التدريبية "
بادلته جزاء الضحك ثم سألته بدلال تعلم تأثيره عليه وهي تعود بظهرها الى الوراء :
" اي دورة هذه ؟!! "
فيميل هو عليها ليكتشف هديته كما سبق ووصفها فيما يجيب بوقاحة ضاحكة :
" الدورة التدريبية لقلة الحياء يا غزال "
.............................
" الى اين تهرب ؟!! "
اجفل أمين من صوت وصال المرتفع فقد كان شاردا تماما فيما حدث و تأثيره على عهد في هذه اللحظة بالأخص !
لقد ترك لها ساعتين او اكثر من الخصوصية مع أبيها و لتستوعب صدمة ما حدث و الآن جاء دوره هو ليحتويها ..
" يا عم الشارد اين ذهبت بخيالك ؟!! "
اجفل أمين مجددا ثم نظر إلى وصال من نافذة سيارته و قال دون أن يبادر و ينزل منها خاصة بعد أن لمح جاسم يصف سيارته :
" لدي موعد مهم "
توقفت وصال قليلا أمام ملامح وجهه التي يظهر عليها الهم ثم سألته بقلق :
" ماذا بك يا امين ؟!! .. ماذا حدث ؟! "
لمح امين اقتراب جاسم و عاد بنظره إليها قائلا بصوت حنون .. مشفق :
" اعتني بنفسك جيدا حتى عودتي .. اتفقنا ؟! "
" هل ستهرب من المنزل ؟!! "
سألته وصال بغباء تام دون أن تستطيع تفسير جملته المريبة مثل حاله بشكل اخر غير الوداع بينما اتسعت عينا امين بتعجب من مسار أفكارها ثم قال بعدها باختصار:
" أي هروب ؟! ... انا ذاهب إلى عهد "
تنهدت وصال براحة مصطنعة ثم قالت و هي تضع يدها فوق قلبها ضاحكة بانطلاق :
" يا رجل أوقعت قلبي .. هل توصيني بنفسي لأنك ذاهب الى عهد ؟! "
لم يشاركها امين الضحك و تبادل رغما عنه نظرة واحدة مع جاسم جعلت الأخير يدرك أن هناك كارثة تنتظرهم في الداخل ...
كارثة ستمس وصال بشكل ما !
" هل جاءت جزاء ؟!! "
قاطعت تواصلهما البسيط بسؤالها المتحمس فأومئ لها قائلا :
" جاءت و صعدت إلى غرفتها منذ قليل "
اتسعت ابتسامة وصال ثم تركتهم و ركضت الى داخل المنزل فتابع جاسم رحيلها بعينيه ثم اقترب سائلا بهدوء كاذب :
" ماذا يحدث ؟!!! "
شغل امين سيارته و تحرك مبتعدا لكن بعد أن قال باقتضاب خافت :
" اعتني بها "
نظر جاسم متعجبا لسيارة امين المبتعدة ثم دخل مسرعا خلف وصال ليرى ما الذي قلب احوال الجميع بهذا الشكل !
.......
في الداخل توقفت وصال في منتصف الدرج بحرج بعد أن فكرت أن اختها و ( زوجها ) بالتأكيد بحاجة إلى الراحة الان أكثر من أي شيء بعد رحلتهما المتعبة و ليس من الذوق أن تقتحم خلوتهما فقط لأنها اشتاقت لهما !
نظرت وصال الى الاعلى باحباط ثم عادت ادراجها بتبرم ليدخل جاسم في تلك اللحظة و يرى حالها فيبادر سائلا بقلق :
" ماذا هناك ؟!! "
هزت وصال كتفيها فيما تقول :
" لا شيء .. سأنتظرها حتى تستيقظ "
" من هذه ؟! "
سئلها جاسم مقطبا فقالت بضيق طفولي :
" جزاء .. و من غيرها ؟!! "
" وصال "
التفتا سويا على نداء عمهما الذي أشار لهما قائلا :
" تعاليا .. اريد التحدث معكما عن أمر مهم "
.........................
توقف امين أمام بيت عمته ثم أتصل بعهد مرة أخرى ليبادرها فور أن استقبلت المكالمة :
" عهد انا أمام منزلك .. هل ستخرجين أم ادخل انا ؟! "
فيأتيه صوتها المنهك و يزيد قلقه أضعافا :
" تعالى انت .. انا لا استطيع الخروج لك الآن "
نزل امين من سيارته ثم توجه إلى الداخل ملقيا التحية على العاملة ليُفاجئ بعدها بعهد التي اقتربت منه بوجه متورم من البكاء فيقترب منها بخطوات شبه راكضة ليستقبلها بين ذراعيه فتنفجر هي في البكاء من جديد فيما تشكي له حالها بصوت متقطع :
" انا لا افهم ، اقسم بالله لا افهم .. ما هذا الذي يحدث لنا بالضبط ؟! "
ربت امين على ظهرها ثم تحرك بها إلى أقرب أريكة لا يعلم ماذا عليه أن يقول في مثل هذا الوضع فيثرثر بغير هدى :
" تماسكِ قليلا حبيبتي .. يجب أن تكونِ قوية ، آخر شيء تساعدين به عائلتك الآن هو انهيارك هذا "
رفعت عهد رأسها عن صدره و سألته بقلق بالغ :
" ماذا فعل جدي بعد رحيلنا ؟!! "
توترت نظرات امين لكنه أجابها بعد لحظات بصوت خافت محاولا تبسيط الأمر :
" هو الآن غاضب للغاية لكنه لم يؤذي أيا منهن لا تقلقي "
مسحت عهد وجهها ثم نادته بنبرة من على وشك الانهيار و قالت :
" ماذا فعل بهن يا امين ؟! .. كيف عاقبهن ؟!! "
زفر امين بقنوط و لم يجد مهربا من الإجابة فقال باستسلام :
" لقد اشترى لهن شقة خاصة يقيمن فيها سويا "
شهقت عهد هامسة بذهول :
" هل طردهن ؟!! "
اومئ امين بضيق شديد و بكت عهد مجددا فيما تقول بعجز :
" لقد اختفى ابي في غرفته تماما منذ عودتنا دون أن ينطق بحرف أما ادم لم يدخل البيت من الأساس و تركنا و رحل دون أن يرد على هاتفه و لو لمرة واحدة "
تنهد امين مستغفرا ربه ثم ربت على رأسها من جديد مواسيا :
" كل شيء سيكون على ما يرام باذن الله .. لا تقلق ِ "
نظرت عهد لعينيه تطالعه باستجداء ثم همست كمن يبحث عن طمأنينة زائفة :
" امي لم تفعل ذلك يا أمين .. أليس كذلك ؟! "
اطرق امين برأسه دون رد فتطاير تماسكها و أمسكت بتلابيبه فيما تهتف بنشيج مؤلم :
" قُل هناك شيء خاطئ و أنها لم تفعل ذلك .. قل ، استحلفك بالله يا أمين قلها "
ضمها أمين الى صدره من جديد يود لو أن بإمكانه فعل أي شيء لتخفيف ألمها بينما ظلت هي تضرب صدره تطالبه بقول ما تريد دون توقف ليدوي بعدها صوت إمام الذي يبدو أن صراخ عهد المنهار أخرجه من غرفته :
" توقفِ عن البكاء و العويل يا عهد "
التفتا سويا لكن امين حافظ على بقائها بين ذراعيه بينما وقف إمام أمامهما شامخا كعادته و كأن كل ما حدث لم يهز به شعره قائلا بحزم :
" أنتِ لستِ طفلة صغيرة حتى تفعلين ما تفعلينه الآن ، و أمين لن ينكر حقيقة ما فعلته امك من أجل أن يمنحك شعور الراحة الذي تركضين خلفه ، واجهي الأمر يا عهد .. أمك اخطئت خطأً جسيما و ما فعله جدك اقل شيء تستحقه "
عادت دموعها تدفق كسيل لا ينتهي بينما تهتف بانهيار :
" ربما لو كنا انتظرناها كانت لتوضح لنا حقيقة ما حدث و حقيقة موقفها "
هدر صوت إمام مدويا فجأة مما جعلها تنكمش بين ذراعي امين :
" اي توضيح اكبر من رؤيتي لها تقدم مالا لذلك الملعون هنا في بيتي انا دون خجل بل و كذبها وقتها بكل صلف أنه لم يكن أكثر من مسكين تعطف عليه ! "
دمعت عيناها بعدم تصديق لأنهيار عالمها بهذا الشكل المريع بينما استطرد إمام بمرارة التقطها أمين في نبرته :
" قد يرفض عقلك أنتِ تصديق الأمر حتى لا تتشوه تلك الهالة المقدسة التي قمتِ برسمها حول امك رغم كل أخطائها و مساوئها لكن انا كزوج رأيتها دائما كبشر تخطئ و تصيب وهذه المرة الخطأ اكبر بكثير من أن احتمله أو امرره "
التقطت عهد ما يريد قوله فهمست برهبة :
" انت لن تطلقها يا ابي .. أليس كذلك ؟! "
حدق إمام في عينيها للحظات ثم قال بعدها بنبرة قاسية لا جدال فيها :
" بل سأفعل .. امك لن تبيت ليلتها على ذمتي "
شهقت عهد برعب ثم نظرت لأمين تناشده الغوث ليشفق إمام عليها فيأخذها بين ذراعيه قائلا بنبرة حنونة خاصة بها :
" لا تفجعي هكذا .. اعتبري كل هذا إختبار من الله سبحانه وتعالى و كونِ على قدر المسؤولية كما اعتدتك "
ابعدها عنه بعدها و نظر لعينيها يغرس كلماته في عقلها غرسا :
" أنتِ قوية يا عهد .. لطالما كنتِ و دائما ستظلين ، إياك ِ أن تدعي هذا الأمر يؤثر عليكِ ابدا ، فأمك من اخطئت و هي من ستُعاقب "
ليقبل بعدها جبينها بحنان بالغ فتتمسك هي به قليلا ثم يبعدها هو قائلا لأمين :
" لا تتركها يا بني ، و انا ساعة على الاكثر و سأعود "
اومئ امين بطاعة ليتركها إمام تقف مع أمين ذاهلة و يذهب إلى المأذون لينفذ وعيده .
......................................
على الناحية الأخرى وقفت وصال تهمس بذهول :
" ماذا تقول يا عماه ؟!! .. مستحيل أن تفعل امي مثل هذا الشيء ، امي أضعف بكثير من ان تقدم على فعل شيء مرعب مثل هذا "
زفر عبد الحميد بانهاك ثم نهض قائلا بثبات :
" للأسف يا ابنتي هذا ما حدث و امك لم تنكر حرفا منه "
اتسعت عيناها اكثر ثم رددت بعدم تصديق :
" يعني امي انا حرضت رجلا لينتهك ام جزاء ثم رمتها هي و ابنتها خارج البلدة ! .. ما جو الأفلام الهابطة هذا ؟!! "
نظرت بعدها إلى جاسم الذي لم يكن بنفس التشتت الذي كانت عليه ثم عادت إلى عمها تقول بيقين :
" انا متاكدة أن امي لا تستطيع فعل ذلك ، انا اقول لك انها اكثر ضعفا من أن تفعلها .. صدقني "
استغفر عبد الحميد ربه ثم قال بعدها بصوت قوي :
" اسمعي يا وصال .. انا أدرك جيدا انها صدمة قوية لكِ ، لكن ها أنا اخبرك للمرة الثالثة أن امك اعترفت لجزاء بكل ما فعلته بل و اعترفت أيضا أمام الجميع "
لا تصدق !
أمها !!!!!!!
مستحيل !
حسنا تعترف أن أمها ليست بالشخص المثالي و لا حتى اماً مثالية لكنها أيضا تعلم جيدا أن أمها اكثر جبنا من أن تنفذ مثل هذا المخطط !
حسنا عمتها قد تفعلها لكن امها !!!!
امها التي تنكمش خوفا ما أن يهتف بها أحدهم تفعل ذلك !
يا الله ستفقد عقلها ..
ظلت وصال تنظر إلى عمها بغير تصديق فاضطر الى إخراج ذلك التسجيل الذي أصبح بحوزته و جعلها تسمع بنفسها صوت امها و هي تروي تفاصيل جرمها لتشهق بصدمة وتضع كفيها فوق فمها تنظر الى جاسم الغير مصدوم بنفس القدر على الأقل بارتياع ثم تميد الأرض بها فجأة فتترنح في وقفتها ليجلسها جاسم بسرعة بقلب يتفتت ألما على حالها ثم يهتف في عبد الحميد :
" اغلق هذا الشيء يا عمي بحق الله .. كفى "
أغلق عبد الحميد هاتفه ثم اقترب منها مربتا على رأسها بمواساة فيما تردد هي بهذيان دون أن تسقط منها دمعة واحدة :
" لماذا ؟! .. كيف استطاعت فعلها ؟! "
امسك جاسم بكفيها الباردتين و دلكهما هاتفا بقلق و هو يرى شحوب وجهها :
" وصال .. هل انت ِ بخير ؟! .. بما تشعرين حبيبتي ؟!! .. وصال "
ربت على وجنتها لتستعيد تركيزها لتظل هي على حالها للحظات ثم تستعيد بعضا من ثباتها وتهمس فجأة و كأنها تذكرت الطرف الآخر في الأمر :
" جزاء .. كيف حالها ؟!! "
رفع عبد الحميد كتفيه بجهل حقيقي فيما يجيبها :
" لقد انسحبت إلى غرفتها ثم لحقها بكر فيما بعد "
همست وصال باستجداء و هي تحرك وجهها بين جاسم و عمها :
" انا أحتاج إلى رؤيتها .. ارجوك "
نظر عبد الحميد و جاسم الى بعضهما ثم اتصل عبد الحميد ببكر عدة مرات دون أن يتنازل الأخير و يرد فنظر إلى وصال بعجز بعد أن يأس من رد ابنه على هاتفه لتنفجر وصال بشكل مفاجئ في بكاء موجع اجفلهما معا فنظرا اليها و هي تغطي وجهها بكفيها مثل الاطفال ليبادر جاسم مبعدا كفيها عن وجهها فيما يهمس لها بنبرة محترقة :
" كفى يا وصال .. توقفي عن انهاك نفسك بهذا الشكل "
انتحبت وصال اكثر وهي تتمتم بصوت متقطع من البكاء :
" كيف استطاعت فعلها ؟!! .. كيف ؟!! "
ظل جاسم ينظر لها بعجز يود لو يسحبها و يخبئها داخل قلبه ويبعدها عن كل تلك الكوارث التي لا تأتي إلا من وراء أمها ..
ليت بإمكانه معانقتها على الأقل .. ليته من حقه !
ظل جالسا أمامها على ركبتيه يحاول تهدئتها بينما انسحب عبد الحميد مستغفرا و هو يحاول الإتصال بابنه مرة أخرى إلى أن تكرم الأخير و استقبل المكالمة ليبادره عبد الحميد موبخا :
" اين انت يا متخلف ؟! .. لما لا ترد على هاتفك ؟! "
تنحنح بكر ثم أجاب بحنق :
" كنت نائم يا ابي .. ألا يحق لي النوم في بيتي ! "
هتف عبد الحميد بغيظ :
" نام عليك حائط يا شيخ "
اتسعت عينا بكر بصدمة من توبيخ والده بينما اغمض عبد الحميد عينيه و زفر مستغفرا من جديد ثم هتف آمرا :
" اخبر زوجتك أن اختها تبكي و ترغب في رؤيتها "
تنهد بكر ثم قال بعدم إحساس :
" جزاء نائمة .. كيف ساوقظها الان ؟!! "
شتم عبد الحميد بخفوت فهو اعلم الناس بألاعيب ابنه الوغد و لم يشعر بنفسه إلا وهو يهتف بغضب حقيقي :
" قسما بالله يا بكر إن لم تنزلا في غصون عشر دقائق على الاكثر لأصعد و اجلبكما كما انتما و انت تفهم جيدا ما اعنيه "
وصلته بعض التمتمات الخافتة قبل أن يغلق الهاتف شاتما مرة أخرى ثم تحرك بعدها إلى غرفته عسى أن يجد راحة لم يحظى بها منذ أكثر من أسبوعين .
.............................
" وصال ! "
نادتها جزاء بخفوت حين نزلت و رأت حالها فرفعت لها وصال رأسها التي كانت تنكسها أرضا و ما أن رأتها أمامها حتى ركضت و ارتمت عليها دون سابق إنذار تبكي بألم فيما تردد بلا توقف :
" أنا آسفة .. أنا آسفة ، لم اكن اعلم اقسم بالله لم اكن اعلم "
تسمرت جزاء قليلا بصدمة من رد فعلها لكنها عانقتها و هي تحدق في وجه جاسم و بكر و قالت بخفوت :
" أنا متأكدة أنكِ لم تكونِ على دراية بأي شيء .. اهدأي "
انسحب جاسم و بكر تاركين لهن بعض الخصوصية لتهتف وصال بعدم تصديق من بين دموعها :
" كيف فعلت هذا بكِ و بأمك ؟! .. كيف استطاعت ؟! .. كيف طاوعها قلبها ؟! .. كيف ؟!! "
التوت شفتي جزاء بمرارة شديدة ثم ردت بنبرة غريبة :
" الغيرة تفعل ذلك و اكثر "
ابتعدت عنها وصال تهز رأسها نفيا فيما تهتف بغضب عارم :
" لا .. هذه ليست غيرة ابدا ، هذا حقد .. قلب أسود لا يعرف الرحمة و لا يملك أدنى مشاعر ولا ضمير "
دمعة غافلت جزاء و سقطت منها فأطرقت برأسها لتجد وصال اقتربت منها و رفعت وجهها تمسكه بين يديها فيما تقول بوجه احمر من فرط البكاء :
" لا تبكي ، أنتِ لم تؤذي و لم تظلمِ .. أنتِ المظلومة و الله رد لكِ حقك اليوم ، و ما فعله جدي هو أقل بكثير مما يستحقن لكنه فقط أشفق على عمرهن "
نظرت لها جزاء باستغراب من الغضب الأسود الذي يلون مقلتيها بينما استطردت وصال :
" لقد حاولت مرارا تربيتي على كرهك من قبل حتى أن يظهر احتمال عودتك .. لقد كبرتني على قصة ابنة الخادمة التي ورثت مقت امها لنا و التي هربت بها امها من زمن ، علياء صدقتها و كرهتك دون حتى أن تراكِ و انا كادت أن تنجح معي لولا انني سمعت بكر بالصدفة يتحدث عنكِ و عن امك فأثار فضولي لأجد نفسي أسأل أم رمزي عن امك مرارا فتحكي لي عنها في اقل الحدود لكن تلك التفاصيل القليلة التي عرفتها عنكن بنيت بها جدارا عازلا يمنع وصول نفور أمي منكن من الوصول إلى قلبي "
دمعت عينا جزاء تأثرا لتدمع عينا وصال في المقابل فيما تهمس :
" لقد انتظرت عودتك يا أختاه .. أجل لم ابحث عنكِ ، أجل لم تتوقف حياتي على وجودك مثل بكر .. لكني على الأقل انتظرتك و تمنيت وجودك و لم اضمر لكِ اي شر ثم احببتك بصدق حين رأيتك و تعاملت معك "
تدفقت دموعهن بينما تنهي وصال حديثها تهمس بتقطع :
" أنا آسفة على كل ما مررتِ به "
جذبتها جزاء من جديد تحاول تهدئتها ..
فهي لم تشعر يوما أن وصال اقتربت منها مثل اليوم ، فهي ببكائها بأسفها و غضبها الشديد من أجلها كانت اقرب إليها من اي وقت مضى .
ربت جزاء على رأسها فيما تتمتم بوعد يجب عليها كأخت كبيرة أن تقطعه :
" سيمر .. سيمر كل هذا و سننساه كأنه لم يكن يوما "
..........................
( بعد فترة )
خرجت جزاء من غرفة المستشفى بعد أن أتمت مهمتها و تبرعت لوصال و رغم كل إرهاقها إلا أن شعور رائع بالرضا اصبح يغمرها من رأسها حتى أصابع قدميها في الفترة الأخيرة !
فعلى الرغم من أن الفترة الماضية كانت أكثر صعوبة مما توقعت على الجميع لكن و للحق لم تشعر ابدا أن هناك من يدينها أو يحقد عليها لما حدث .. عدا عهد !
عهد التي على الرغم من تعاملها اللطيف المتحفظ معها إلا أنها ترى احيانا في عينيها بعض اللوم على ما آل إليه وضع امها بعد أن طلقها زوجها و حجزها جدها في تلك الشقة التي اشتراها من أجلها هي و مديحة لكنها اكثر ذكاءاً من أن تلفظ حرفا واحدا مما يدور في خلدها لأنها تدرك جيدا من الجاني و من المجني عليه ..
و مع ذلك لا تلومها فهي أدري الناس بمرارة خسارة الأم !
" هل أنتِ بخير ؟!! "
انتبهت جزاء على صوت بكر الذي كان يمشي بجوارها حذرا تحسبا لأي دوار قد يصيبها فأهدته جزاء اجمل ابتسامة قد يراها منها فيما تطمئنه :
" لا تقلق .. كل شيء تحت السيطرة "
عبث بكر بخصلة من شعرها لينتبها معا الى خروج ادم من غرفة وصال فسألته جزاء بقلق :
" هل ستكون بخير ؟!! "
اومئ لها ادم ثم قال بعد أن قرأ بعضا من الأوراق الممسك بها :
" ستكون بأفضل حال بإذن الله "
" متى سنراها ؟!! "
رد ادم مجددا بنبرة عملية دون أن يرفع عينيه عما يقرأ :
" ليس الان .. سأخبركما ليلا متى سيُسمح بالزيارة "
انهى آدم إجابته ثم استأذنهما لينهي بعض الأشياء فأجلسها بكر على أحد مقاعد الانتظار و تحرك خلف ادم قائلا بهدوء :
" الى متى ستظل متخذا مني هذا الموقف ؟!! "
التفت إليه ادم ثم قال بنبرة باردة :
" ليس الان يا بكر .. لا وقته و لا مكانه "
رفع بكر حاجبه قائلا بسخرية :
" و متى وقته بالضبط حتى تكون مستعد لمحادثتي يا دكتور ؟!! .. متى سينتهي خصامك و تجنبك لي ؟!! "
تنهد ادم ثم قال باختصار :
" انا لا اتجنبك يا بكر .. انت تعلم جيدا وضعنا المتوتر هذه الفترة لذا كل ما في الأمر هو أنني لا اريد أي ضغوط زائدة حولي "
هذه المرة ارتفع حاجبي بكر بمفاجأة فيما يردد خلفه بلوم :
" ضغوط زائدة ! .. هل اصبحت ضغط زائد عليك يا صاحبي ؟! "
استفزته نبرة اللوم الساطعة في صوت بكر فاقترب منه قائلا من بين أسنانه بصوت خفيض :
" كنت تخطط منذ أشهر و لم تفكر بإخباري و لو لمرة واحدة يا ..... صاحبي "
ألقى ادم اخر كلمة بتهكم ساخر فزفر بكر بضيق شديد ثم قال بعدها :
" انت لا تفهم و لن تفهم يوما و لن تنظر الى الأمر من زواية محايدة لأنها امك .. لكنك تعلم جيدا أن كل ما حدث هو العدل بعينه "
رفع ادم كتفيه ثم أنهى حديثه قائلا ببساطة شديدة :
" حسنا .. و الى أن استطيع رؤية الأمر من زاوية محايدة كما تقول دعنا لا نفتح هذا الأمر من الجديد فأنا اريد بعض الإستقرار بعد كل تلك الإنقلابات التي تسببت بها يا بكر "
شد بكر على قبضته ثم قال بنفس البساطة و هو يلتفت عائدا الى زوجته :
" حسنا .. كما تشاء "
و ما أن تركه بكر و التفت حتى وجد جزاء بمواجهة زوجة أبيها فتقدم بخطى ثابتة نحوهن ثم وقف على بُعد خطوة منهن ليسمع نبرة زوجته الباردة التي بات يحفظها و هي تقول :
" لم افعلها من أجلك "
لتطرق مديحة برأسها ثم تتحرك مبتعدة عنهما تجنبا للسان جزاء المؤذي و نظرات بكر النافرة فجلست على مقعد يبعد نسبيا عن مقعد جاسم الذي يجلس بهدوء و يشاهد كل ما يحدث بلا مبالاة و كأنه لا يخصه في شيء!
شامت هو بها .. تدرك ذلك جيدا و لا تستطيع لومه !
إذا كانت ابنتها نفسها ترفض رؤيتها حولها كيف تلوم البقية على موقفهم منها !!
" هل نذهب ؟!! "
سأل بكر جزاء فسألته هي في المقابل بعد أن رأت تهجم وجهه :
" هل لا يزال ادم على موقفه ؟!! "
زفر بكر ثم قال و هو يساعدها للنهوض :
" سيفهم مع الوقت .. ما بيننا صداقة عمر لن يهز ثوابتها شيء "
ربتت جزاء على كفه ثم رددت خلفه :
" سيفهم .. لا تقلق ، كل شيء سيعود كما كان بينكما "
اومئ لها بكر دون تعقيب ليتحركا معا أمام نظرات جاسم الهادئة التي يخبئ خلفها قلقه العارم على حبيبته التي يفصل بينه و بينها باب سخيف يرغب بتحطيمه ليأخذها بين ذراعيه يحتوي خوفها الذي حاولت مرارا إخفائه عن عينيه لكن قلبه التقطه و فطن لوجوده !
رفع وجهه و ابتهل هامسا بخفوت :
" احفظها لي يا الله .. ليس لي غيرها "
أنهى جاسم دعاءه ثم فتح هاتفه يقرأ بعض الآيات منتظرا رؤياها بشوق حارق .
..................................
وصل امين أمام منزلها ليصطحبها معه كعادته في الفترة الأخيرة لكن اليوم لن يأخذها إلى العمل مثل كل يوم ..
فبعد أن عرض عليه والده ترأس الشركة بدلا منه وهو يشعر كما لو أن حملا ثقيلا قد أُزيح من فوق كاهله فبات محلقا بعد أن حصل اخيرا على حريته و اصبح من حقه أن يحظى بامتيازات الموظف العادي .
رآها تخرج من المنزل فنزل من السيارة و استقبلها مقبلا خدها بحنان فابتسمت له هي بحب جارف ..
ما اجملها من امرأة حظى بها بعد أعواما من الشقاء و الضغط !
راحته هي التي تجسدت في إنسانة تفهمه دون كلام .. تحتوي تقلباته و تحتمله بكل عيوبه دون أن تشتكي حتى من صمته الكريه الذي بات يمقته في الفترة الأخيرة ..
ألقى عليها تحية الصباح ثم ركبا و انطلقا معا فخيم الصمت عليهما لبعض الوقت إلى أن لاحظت عهد أنه يسلك طريقا مختلف عن طريق الشركة فقالت بعدم فهم :
" أمين هذا ليس طريق الشركة .. الى اين تأخذني ؟!! "
نظر لها امين بنصف استدارة ثم أجابها بصوت مخيف .. مشاكس :
" سأخطفك الى منطقة نائية و التهمك كما يحلو لي "
ضحكت بخفة ثم شاكسته هي الأخرى :
" هل عليّ أن أصرخ الآن ؟!! "
امسك امين بكفها المجاور له فجأة فيما يقول :
" اصرخِ كما ترغبين ، اليوم سأختطفك يعني سأختطفك و لن يعثر علينا أحد الى أن اقرر انا عكس ذلك "
قالت عهد ببعض التردد :
" لكن ابي لـ............ "
فيقاطعها أمين بتفهم :
" لا تقلقِ .. لقد أخبرته و اخذت إذنه "
ابتسمت عهد و استرخت في جلستها تاركة نفسها له تماما عسى أن يستطيع سد فجوة روحها التي خلفتها الاحداث الأخيرة !
بعد مضي بعض الوقت لاحظت عهد اختفاء معالم المدينة تماما ليظهر شاطئ البحر على استحياء بينما قال امين بحماس كبير :
" لقد وصلنا يا عهدي "
كانت تدرك أن حماسه لا يخصها بمفردها لكنه في الفترة الأخيرة تحديدا منذ أن سلم مسؤولية الشركة إلى أبيه يبدو كمن يحاول تعويض نفسه عن كل لحظة عاشها تحت ضغط جده و العمل فوجدت نفسها تحدق في حماسه الطفولي بحنان هامسة بعشق تحمله له منذ طفولتها :
" مفاجأة رائعة .. لقد كنت بحاجة إلى هذه النزهة بالفعل "
اتسعت ابتسامته ثم نزلا الى الشاطئ يتحركا سويا في تناغم ليضحك امين بخفوت مفاجئ فنظرت إليه عهد بتساؤل ليهمهم هو :
" لم أتخيل أبدا أن اتنزه على الشاطئ بصحبة حبيبتي بعد كل هذا العمر .. الأمر يبدو أشبه بمراهقة متأخرة "
قطبت عهد ثم وقفت أمامه قائلة بغير رضا :
" و هل انت مسن حتى تتحدث هكذا ام أننا خُلقنا للعمل فقط ! "
ضحك امين مجددا ثم رفع كتفيه مجيبا ببساطة شديدة و هو يسحبها للتحرك من جديد :
" لقد ظننت أنني خُلقت لذلك بالفعل "
ازدادت تهجم وجهها ليستطرد هو بعد لحظات :
" أتعلمين ! .. حين أخبرني أبي أنه يرغب في ترأس الشركة و استلام العمل بدلا مني ظللت احدق فيه للحظات بعدم فهم ثم سألته بكل غباء و ماذا سأفعل انا فما كان منه إلا أن أجابني بكل بساطة ستعيش حياتك كما ترغب "
ظلت عهد على صمتها فأكمل هو بصوت خافت :
" قد لا تصدقين الأمر لكني كنت احسد بكر احيانا على وقاحته و تمرده على كل الأوامر و الأعراف و كنت اسئل نفسي دائما لما لم اولد انانيا مثله افعل ما يحلو لي ضاربا بكل شيء عرض الحائط ! "
وقفت عهد أمامه مجددا فيما تقول بصوت دافئ :
" لم اكن لأعشقك كل هذا العشق وقتها ، انا احببت بك ايثارك و حنانك .. احببت امين لأنه يفكر في كل شخص حوله و لا يختزل العالم كله في نفسه و رغباته أو في شخص معين "
حدق امين في عينيها العسليتين بصفائهما المريح للنفس بينما قالت هي بصوت خافت :
" انا أحبك لأنك هكذا فإياك ان تتغير "
رفع امين اصبعيه يمررهما على ملامح وجهها الناعمة مثلها يحمد الله سرا أنه فاز بها في نهاية المطاف و لم تصبح ملكا لأخر كما كان يظن سابقا !
فهي عهده التي بقيت على عهد حبها له لسنوات و سنوات دون أن يخفت بريق حبها و صدق عطائها لمرة ..
حتى عندما تزوج غيرها و انجب منها أمام عينيها احتفظت هي بما تكنه له لنفسها و تمنت له السعادة بل و ساعدته في تجهيزات عرسه بكل تفاني !
تهجم وجهه عند الخاطر الأخير فأي غباء و قسوة جعلته يعرضها لمثل هذا الأمر !
مال امين و طبع قبلة خفيفة مفاجئة فوق شفتيها فشهقت عهد و نظرت حولها بصدمة و خوف من وجود متلصص فضربته على ذراعه بغيظ بينما كان هو هائما في أفكاره حولها و شيء واحد يتردد داخل عقله دون توقف و كأنه أمر مباشر غير قابل للمناقشة !
تستحق أن تعلم ..
تستحق أن يبدأ معها دون شوائب ماضي دُفن مع صاحبته ..
تستحق أن يعري روحه أمامها و يهديها نفسه دون أسرار تُشعرها بأنها على الهامش ..
تستحق كل الحب ..
كل الشغف ..
تستحق أن يهب لها كل نفس يخرج منه !
كانت عهد تنظر له صامتة مدركة أنه يحل معضلة كبيرة بينه وبين نفسه لتجده همس فجأة دون سابق إنذار :
" هناك ما يجب أن تعرفينه يا عهد "

نهاية الفصل الرابع و العشرون


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-19, 09:45 PM   #149

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النهارده هنزل الفصل الأخير و الخاتمة

الفصل الخامس و العشرون (الأخير )
دلف امين الى المنزل ببسمة راضية تزين وجهه لأول مرة منذ أكثر من ...... !
رباه هو نفسه لا يذكر متى اخر مرة كان يطفو فيها فوق غيوم الرضا مثل اليوم !
اغمض عينيه و تنفس بعمق ثم تحرك بداخل الردهة غير مستغربا خلوها من ساكني المنزل في هذا الوقت من الليل ..
صعد إلى غرفة قصي ليطمئن عليه فوجده نائما مثلما توقع فقبل رأسه و داعب شعره قليلا هامسا بخفوت :
" سنصبح بخير يا بني .. لقد سقط حمل اباك عن ظهره و اصبح حرا كما لم يكن يوما "
ليدثره بعدها بالغطاء ثم يقبل رأسه مرة أخرى و يرحل الى غرفته ..
استلقى فوق فراشه متنهدا براحة ليرجع به عقله الى اللحظة التي اكتفت فيها عهد من حديثه بعد أن فهمت و شعرت بكل حرف نطق به لتتبع بعد ذلك قلبها فتغمره بين ذراعيها لوقت طويل دون أن تنطق بحرف غير عابئة باحتمال وجود من يتلصص عليهم !
و بدوره شدد هو الآخر ذراعيه حولها و كأنه يحتمي بها من تلك الذكريات الحارقة التي فتح بابها بنفسه فيتشاركا الوجع و يطبباه سويا ..
يختبئ بها كطفل صغير فتهبه امومتها دون حساب ..
تدمع عيناه فتشاركه الدمع دون أن ترى عيناه !
لكن قلبها يشعر به ، مرتبط به برباط مقدس غير قبل للانقطاع ..
كان جائعا للأمان فأشبعته بوطن مختزل في عناق !
غلف الصمت المكان حولهما لكنه لم يقدر ابدا على صخب قلبهما ..
فقد كانا يتشبثان ببعضهما كغريقين على وشك النجاة من أمواج ماض متلاطمة كادت أن تبتلعهما معا !
ليفترق بعدها الجسدان دون القلوب و يحدقا في بعضهما بوعد غير منطوق أن ما مضى قد مضى فلا حديث عنه بعد اليوم !
كانت طعنة غدر من صاحبة نفس مريضة اوهنته لأعوام الى أن عثرت عليه عهده فعلمته الجرأة و طببت وجعه و جعلت منه آخر يفتح ذراعيه للحياة بعد أن اولاها ظهره بكل تخاذل و جبن ..
رن هاتفه وقطع أفكاره فنظر إلى صورتها التي تزين شاشته ثم استقبل المكالمة فتبادره هي بصوتها المتلهف الناعم الذي يدغدغ رجولته :
" حبيبي .. هل وصلت ؟!! "
تنهد امين ثم رد عليها :
" وصلت منذ قليل و كنت على وشك الاتصال بكِ "
فتعقب بسماحتها :
" لا يهم .. الحمد لله على سلامتك "
" سلمك الله من كل شر يا عهدي "
صمتت عهد لا تدري بأي شيء ترد فينتهز هو الفرصة و يسألها بخفوت :
" عهد .. ما رأيك أن نقيم الزفاف اول الشهر القادم ؟!! "
حسنا هي ليست فكرته بل فكرة العم إمام الذي طلب منه تعجيل الزفاف حتى يخرجاها من حلقة الحزن التي باتت تدور بها !
على الناحية الأخرى صمتت عهد قليلا ثم قالت بعد تفكير :
" لكن اول الشهر بعد ثلاثة أسابيع .. كيف سأستعد ؟!! "
فيزفر هو براحة على قبولها المبدئي للفكرة ثم يرد عليها :
" كل شيء جاهز تقريبا .. و من الغد اذا اردتِ سنبحث لكِ عن اجمل فستان زفاف و قد نبعث بطلبه من الخارج ايضا لا مشكلة ثم نقيم الحفل هنا في حديقة المنزل أو بمنزل المزرعة مثل بكر أو حتى نختار قاعة سويا .. كل الاختيارات متاحة ، فقط اختاري أنتِ ماذا تفضلين و انا تحت امرك "
ابتلعت عهد ريقها ثم سألته ببعض التردد :
" و أين سنعيش ؟!! "
قطب امين قليلا ثم أجاب ببطء :
" سأنقل غرفة قصي الى مكان اخر و اوسع و اجدد المكان كليا لأجلك "
تنحنحت عهد ثم سألت بحذر شديد :
" ألا يمكننا أن نعيش بمكان مستقل ؟!! "
تفاجئ امين قليلا لكنه قال بعد لحظات من التفكير :
" اذا كنت ِ لا ترغبين بالعيش في المنزل سأجد حلا .. قد اطلب من بكر ان يتنازل لنا عن الملحق فنقيم به رغم أنني اشك في قبوله بعد كل تلك التجهيزات التي أنهاها به من أجله هو و جزاء ، لكن لا مشكلة سأحاول معه .. لكن اخبريني يا عهد لماذا لا ترغبين بالإقامة في المنزل ؟!! "
زفرت عهد ثم اجابته ببعض التوتر :
" الأمر ليس له علاقة بالمنزل نفسه ، لكني ...... "
صمتتت لا تدري كيف عليها أن تصيغ جملتها فيحثها هو قائلا :
" تكلمي حبيبتي ، لا داعي لتوترك "
تنهدت عهد من جديد ثم همست بخفوت :
" انا اعلم اني مخطئة و تفكيري طفولي لكني لم استطع مسامحة جزاء حتى هذه اللحظة "
اعتدل امين بجلسته ثم قال ببعض الحذر :
" تسامحينها على ماذا يا عهد ؟!! .. جزاء لم تخطئ بحقك ابدا "
دمعت عيناها لتهمس بألم :
" اعرف .. اقسم بالله اعرف لكن لا اعلم كيف اشرح لك نفسي ، هذه امي يا امين .. تلك المرأة التي قام جدي و الجميع من بعده بنفيها امي .. لا استطيع التوقف عن التفكير بها و بحالها و رغما عني .. رغما عني "
صمتت من جديد فأكمل امين عنها :
" رغما عنك تحملين جزاء نتيجة ما حدث بل وتتمنين لو أنها لم تعد من الأساس "
لم تستطع عهد النطق بشيء لكن شهقاتها فضحت مدى وجعها فاستطرد امين بصوت خافت :
" لم اعهدك ظالمة يا عهد "
فتدمع عيناها بعجز و تتمتم بصوت مبحوح :
" غصب عني يا امين ، ماذا افعل ؟!! .. أخبرني "
تنفس امين بعمق ثم رد عليها بصوت صلب :
" اسألي نفسك لو كنتِ أنتِ مكانها و تعرضتِ لكل ما تعرضت هي إليه ماذا كنت ستفعلين ؟!! "
بكت عهد مجددا بينما اكمل هو :
" اخرجي مكانة أمك في قلبك من الصورة و انظري لها بحيادية كما فعلت وصال .. ستجدين وقتها الحل لمعضلتك ، وصال ليست اقوى ولا اذكى منك يا عهد .. لكنها اختارت أن ترى الأمور من الزاوية الصحيحة و هذا ما عليكِ أنتِ فعله الآن "
مسحت عهد وجهها ثم سألته بصوت ضعيف :
" هل هذا يعني أن أمي لن تشهد زفافي ؟!! "
اغمض امين عينيه ثم رد عليها بصبر :
" اعدك أن افعل كل شيء حتى احضرها لكِ "
ابتسمت عهد وسط دموعها ثم همست له :
" لا حرمني الله منك يا امين "
فتصيبه عدوى الابتسامة لا سلكيا و يهمس لها :
" و لا منكِ حبيبتي .. فقط لا تنسي ما تحدثنا عنه ، جزاء لا ذنب لها فيما حدث بل كانت الضحية الأولى مثلها مثل امها رحمها الله بالضبط .. اتفقنا ! "
هزت عهد رأسها بإرهاق فيما تتمتم بصوت خافت :
" اتفقنا "
" حسنا .. أراك ِ غدا في الشركة "
" تصبح على خير حبيبي "
" و أنتِ كل أهلي حبيبتي "
...................................
تحسس الفراش بجانبه فلم يجدها ففتح بكر عينيه يبحث عنها في الغرفة بتشوش معتقدا انها تذاكر في أحد الأركان كعادتها هذه الفترة لقرب اختباراتها لكنه كان بمفرده تماما ..
نهض ببطء من نومه وجلس على الفراش يتمطئ بكسل ثم أعطى لنفسه بضعة دقائق يستفيق خلالها فنهض و غسل وجهه ثم ارتدى ملابسه و خرج يبحث عنها قبل أن تغتال أحد أو يغتالها احد !
ابتسم كالابله لمسار أفكاره ثم تحرك يبحث عنها في أنحاء المنزل لكنه لم يعثر عليها فزفر ببعض القلق و تحرك عائدا إلى غرفتهما ليتصل بها لكنه توقف حين سمع بعض الهمهمات القادمة من غرفة عمه حامد فاقترب بحذر ينظر من شق الباب ليجدها أخيرا .... تجالس والدها !
قطب بكر بارتياب من جلوسها معه أثناء نومه ..
ألم يكن من الأفضل أن تجالسه مستيقظا ؟!!
يشهد الله لقد حاول مرارا طوال الفترة الماضية أن يجعلها تقترب من تلك الغرفة لكنها كانت ترفض و تتهرب و تغير الموضوع كلما قام بفتحه ... إذا ً لما الآن و ما الذي تفعله جوار أباها النائم ؟!!
ارهف بكر السمع فيصله صوتها الخافت بحشرجة بكاء :
" لم اتخيل يوما أن اتمنى لك الشفاء ، لكني حقا أريد أن اسمعك .. اريدك ان تخبرني لما فعلت بها كل تلك الأشياء البشعة ! .. حسنا انت برئ من مؤامرة اختك و زوجتك لكنك تعديت عليها و هذا ما لن يغيره شيء "
قبض بكر كفه بغضب لأجلها بينما استطردت هي بدموع :
" لقد حاولت تخطي الأمر لكن رغما عني لم استطع .. في كل مرة حاولت فيها تجاهل الأمر تصفعني الحقيقة بقوة ، حقيقة انني لست سوى ثمرة عفنة نتجت عن حادثة اغتصاب "
شتم بكر بخفوت و ود لو يقتحم تلك الغرفة فيهدها فوق رأس صاحبها لكنه استدعى كل طاقات الصبر الكامنة بداخله و ظل مكانه يسمع منها بدلا من الغافي فتكويه حروفها الممتزجة بدموع القهر :
" أخبرني انت كيف افعلها ؟!! .. كيف أنسى و اتخطى تلك الحقيقة المخزية التي كرهت نفسي بسببها لسنوات ؟!! .. كيف اعبر فوق كل تلك الحقائق و اسامحك كأن شيئا لم يكن ؟!! "
اوشك بكر على اقتحام الغرفة لكن اوقفه صوتها من جديد حين أكملت بحزن مكلل بالشموخ و هي تهم بالنهوض من مكانها :
" لكن لا بأس ، انا لست بحاجتك من الأساس .. لم اكن يوما و لن اكون ابدا ، لقد دربت نفسي لأعوام و جعلتها تعتاد على عدم وجودك حتى بات هذا الأمر عاديا بالنسبة لي ، دفنت تلك الفتاة الواهنة الهشة التي كانت تنتظر عودة والدها نادما و خلقت بدلا منها أخرى شرسة تحارب بضراوة حتى لا تكون بحاجة أحد و لا بانتظار أحد خاصةً انت .. لهذا انا آسفة ، آسفة جدا .. فأنا لا اعتقد انني استطيع مسامحتك .. على الأقل في هذه المرحلة من حياتي "
أنهت جزاء كلامها ثم تحركت للخارج لكنها وقفت مجفلة حينما رأته يقف مستندا على الجدار المجاور للغرفة فتقطب باستياء و تسأله بصوت مستنكر رغم أنها تعلم إجابة سؤالها مسبقا :
" هل كنت تتنصت على حديثي ؟!! "
اومئ لها بكر بوقاحة ثم كتف ذراعيه قائلا بصوت هادئ :
" حين استيقظت و لم اجدك جواري بحثت عنك و حين سمعت صوتك هنا وقفت و استمعت إليكِ "
ازداد انعقاد حاجبيها ثم تركته و ذهبت الى غرفتهما تدب الأرض بقدميها مدركة أنه يتبعها لا محالة لتدخل بعدها الغرفة بعصبية فيتبعها هو كظلها لتهتف هي بضيق :
" توقف عن محاصرتي يا بكر "
رفع لها حاجبه مستهجنا ما تقول ثم يرد عليها ببرود مغيظ :
" لقد انتابني الفضول لا اكثر "
تنهدت جزاء بضيق شديد فهي لا ترتاح لكونها مكشوفة أمامه لتلك الدرجة و هو لا يساعدها إطلاقا بل يكاد يحشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة في حياتها !
جلست على طرف الفراش و اطرقت بوجهها يأسا منه فهي باتت تدرك جيدا أن معظم الأحيان لا يكون هناك قيمة للحديث معه من الأساس لأنه ينفذ ما يرغب به فقط و لا يستمع لغير نفسه .. بينما جلس بكر جوارها فأعطته ظهرها معلنة خصامها له فأبتسم بدفء لم تراه ثم اقترب برأسه هامسا جوار اذنها :
" أنا آسف "
ارجفها قربه لكنها سيطرت على نفسها ولم تتنازل عن موقفها ليصعقها حين استطرد :
" لا تفهمني خطأ فأنا لست آسف على تصنتي عليكِ "
جزت على أسنانها و التفتت له تسأل ببوادر زوبعة غضب جديدة :
" إذا ً على ماذا تعتذر يا محترم ؟! "
أبعد بكر خصلة ثائرة فضربت يده بعصبية تبعدها عن وجهها ليرد هو بعد لحظات من الصمت :
" انا اعتذر نيابة عنه .. انا نادم بدلا منه "
قطبت جزاء بعدم فهم لتسطع الإجابة أمامها حين استطرد :
" سأكون لسانه اليوم و اخبرك ما لن يستطيع هو قوله لكِ .. أنا آسف جدا ليتني ما اضعتك من يدي ، بل ليتني ما اقترفت ذلك الذنب الذي لا يُغتفر بحق امك "
شعرت جزاء بضربة عنيفة في قلبها فنهضت تهتف بضيق عارم :
" اصمت يا بكر "
نهض بكر بدوره ثم اكمل دون أن يعير حديثها اهتماما :
" آسف على كل دقيقة شعرتِ فيها انكِ بمفردك ولا سند لكِ .. آسف على كل يوم طعنك فيه خنجر اليتم و انا على قد الحياة .. آسف على كل مرة كنتِ بحاجتي فيها و لم تجديني جوارك "
" قلت توقف "
يقترب خطوة أخرى ثم يقف أمامها تماما مواجها ضعفها بقوته هامسا بعمق عاطفته نحوها مشيرا إلى قلبه :
" آسف على كل لحظة مرت و انتِ بعيدة عن عيني لكنك لطالما كنتِ هنا .. أنتِ قطعة من روحي ، أنتِ ابنتي و أول فرحتي "
وضعت جزاء كفيها على اذنيها تهمس ببكاء و توسل :
" توقف ارجوك .. توقف "
فيبعد هو كفيها عن أذنيها و يحدق في عينيها الباكيتين منهيا حديثه :
" اجرمت في حقها و حقك اعترف .. لكن تأكدي ان الله اقتص لكن و اصبح عقابي هو رؤيتك أمامي دون أن استطيع رفع عيني لعينيكِ الكارهتين أو حتى لمسك .. ابنتي أمامي بقرب خطوة ببُعد السماء ، هل يوجد عقاب اصعب من ذلك ؟!! "
هتفت جزاء باكية بانهيار :
" اصمت .. اصمت ، هو لن يقولها أبدا ً .. لم يندم على فعلته "
لم يرأف بكر بحالها و واجهها بما تنكره :
" هل تتصنعين العمى يا جزاء ؟! .. كل من رأى اباكِ رأى ندمه ساطعا في نظراته نحوك ، أنتِ من ترفضين رؤية الأمر و متمسكة بنفورك منه و كأنك ستخونين امك اذا سامحتِ اباكِ "
هتفت جزاء باكية بقهر :
" كيف اسامحه على ما فعل ؟!! .. لو كنت انت مكاني ..... "
قاطعها بكر مكملا عنها :
" لو كنت مكانك لأنهيت الأمر من أجل نفسي .. و إن كانت نهاية عذابي تكمن في مسامحتي لرجل اضعف بكثير من طلب السماح و المغفرة بلسانه سأفعلها شفقة به و رحمة بنفسي "
غطت جزاء وجهها بكفيها هاتفة بوجع خالص :
" صعب .. صعب "
أبعد بكر كفيها عن وجهها هامسا بثقة خبئ خلفها ألمه على حالها :
"الصعب ليس مستحيلا ، أنا لا اطلب منك ِ تخطي الأمر فورا لكن على الأقل اعطي لنفسك فرصة .. أنتِ تستحقين السعادة بعد كل ما مررت به حبيبتي و سعادتك هذه المرة لن تكون إلا من صنعك أنتِ "
ابعدت جزاء وجهها عنه بعجز فعانقها هو غامرا إياها بين ضلوعه رغما عنها فيما يهمس لها بنبرة محترقة :
" انا لن اتركك تسقطين في تلك البؤرة السوداء من جديد .. و إذا لم تتمكنِ من مسامحته ضعيني انا مكانه ، اصنعي مني أب لكِ "
حين وجدها استكانت على صدره مازحها مكملا :
" أب منحرف ووقح بعض الشيء لكن لا بأس ، لقد تدربت قليلا في قصي و اعتقد انني سأفي بالغرض "
ضحكت جزاء رغما عنها فيما تعقب ساخرة :
" منحرف ووقح بعض الشيء ! "
أبعدها بكر و نظر لها قائلا بصدق مضحك :
" و الله بعض الشيء .. أنا حتى هذه اللحظة أحترم خجلك و لم أحاول خدش حياءك حتى "
ضحكت جزاء مرة أخرى بصوت أعلى حتى ادمعت عيناها من جديد فيصيح هو موبخا إياها بحنق مصطنع :
" توقفِ عن السخرية من حديثي ، انا لا امزح "
تنهدت جزاء ثم حاولت التكلم بصوت اهدئ :
" و بما أنك تريد لعب دور أبي من الذي سيشد لك اذنيك حين تغضبني كزوج ؟!! "
رفع لها كتفيه و أجابها ببساطة شديدة :
" أولا أنا لا اغضبك ابدا .. انا زوج مثالي جدا لكن لو حدث في يوم ما لا قدر الله لديكِ أبي اذهبِ و اشكيني إليه "
رفعت جزاء حاجبا مستفهما و سألته :
" و لما لا أذهب إلى جدي ؟!! "
لوى بكر شفتيه بضيق مصطنع و رد عليها :
" لأنه لن يتوانى عن طردي من المنزل .. هو يبحث عن فرصة ليفعلها منذ زمن من الأساس و أنتِ اذا ذهبتِ له غاضبة في يوم سيحقق حلم حياته و يطردني أشد طرد "
ضحكت جزاء من جديد و عقبت ساخرة :
" جدي يحبك للغاية .. أليس كذلك ؟!! "
فيضحك هو مغمضا عينيه بتأكيد و يجيبها :
" جدا .. قصة عشق رهيبة بيننا "
تعالت ضحكتها مرة أخرى ثم عقبت و هي تشبك ذراعيها خلف عنقه :
" يا مسكين "
فيسحبها هو من خصرها الى صدره متمتما بصوت أجش وهو يقترب من شفتيها باحثا عن شهدها :
" جدا .. مسكين جدا و عريس جديد جدا لم يأخذ فرصته بعد "
فتضحك جزاء بخفة و تستسلم له تنهل من عبق قربه الذي يغنيها عن كل شيء .
...........................
تحركت وصال بتثاقل من فوق فراشها ثم نهضت ببطء تهم بالدخول إلى دورة المياه لتتوقف خطواتها حين لمحت جاسم يقف مبتسما في الممر مع امرأة فارعة الطول مثله و تبدو كما لو أنها خرجت من إحدى مجلات الازياء العالمية !
حدقت وصال فيهما بغيرة مؤلمة و هي تلاحظ مدى توافق هيئتهما و قارنت الوضع بهيئتها هي حين تقف معه و كيف تبدو جواره قزمة هزيلة شاحبة بحاجة إلى من يسندها ..
اغتم وجهها و تراجعت بينما لمحها جاسم فاعتذر من محدثته و دلف إليها دون أن يمنح امها الجالسة في الخارج نظرة واحدة ولو من باب الشفقة !
" لما نهضتِ ؟!! .. هل تحتاجين لشيء ؟! "
لم ترد عليه بشيء و أكملت طريقها إلى دورة المياه ثم أغلقت الباب خلفها بكل قوتها إعلانا عن غضبها منه ..
رفع جاسم حاجبيه باستغراب ثم ذهب و جلس على أحد المقاعد منتظرا خروجها لتدخل امها في تلك اللحظة هادرة بخفوت شديد حتى لا يصل الصوت الى ابنتها :
" انت بأي حق تظل مع ابنتي في الغرفة بمفردكما ؟!! .. أخرج من هنا "
لم يعير جاسم غضبها اي أهمية لكنه مع ذلك قال بصوت هادئ :
" ابنتك خطيبتي و في اقرب وقت ستصبح زوجتي "
جزت مديحة على أسنانها بغضب مجنون تداري به رعبها من ظنها بأنه ينتقم منهن في وصال فيما تقول بصوت مكتوم :
" لم تصبح خطيبها و لن تكون بإذن الله .. سأفعل ما بوسعي حتى أنقذها منك ، انت لا تعـ....... "
قطعت هذرها مجفلة حينما وجدته أمامها في ثانية يقول بغضب مرعب :
" قسما بالله العلي العظيم إذا اقتربتِ منها و بثثتِ سمك في اذنها لن ارحمك و لن يشفع لكِ عندي شيء ولا حتى وصال نفسها "
نظرت له مديحة بحقد جلي لتهتف بعدها بسخرية سوداء :
" هل تريد اقناعي بأنك استيقظت فجأة ووجدت نفسك عاشق لها ؟!! "
اسودت نظرة جاسم و قال ببرود مهين :
" اقتناعك من عدمه لا يهمني في شيء "
كادت مديحة أن ترد عليه لكنها صمتت تماما حين خرجت وصال من دورة المياه و ركضت إليها حتى تساعدها رغم إدراكها انها لا تحتاج إلى مساعدة فباغتتها وصال سائلةً بضيق واضح :
" ماذا تفعلين هنا يا امي ؟!! "
صُدمت مديحة من قسوة سؤال ابنتها و احراجها لها أمام جاسم فتمتمت بهمس خافت :
" ماذا ؟! .. أليس من حقي رؤية ابنتي و الوقوف معها في محنتها ؟!! "
تجاوزتها وصال ببطء تتجنب النظر إلى عينيها الدامعتين بانكسار ثم اجابتها بنفس النبرة :
" لقد فقدتِ كل حقوقك بما فعلتِ "
نظرت مديحة لظهر ابنتها و هتفت بلوم باكِ :
" هل ستتخلين عن امك يا وصال ؟!! "
جلست وصال على الفراش بصمت دام للحظات ثم تمتمت بألم :
" ليتني استطيع التخلي عنك لكان الأمر أكثر راحة ، لكن مع الأسف أنتِ امي ولا أستطيع تركك بمفردك .. و مع ذلك انا لم اتخطى بعد فعلتك لهذا ارجوكِ لا تضغطي عليّ اكثر بوجودك "
تدفقت الدموع من عيني مديحة ثم اومأت برأسها متفهمة وخرجت من الغرفة لتهمس وصال الى جاسم الذي كان يقف في نهاية الغرفة :
" اتبعها من فضلك حتى لا يحدث لها شيء "
قطب جاسم سائلا بضيق :
" و أنتِ ؟!! "
تمتمت وصال وهي تغمض عينيها :
" انا بخير لا تقلق .. كما أن آدم سيأتي لفحصي مجددا بعد قليل "
خرج جاسم من غرفتها كارهاً ليقابل آدم الذي بادره سائلا عن وجهته فيرد هو باقتضاب :
" لحظات و سأعود "
حدق ادم في طيفه بتعجب ثم أكمل طريقه و دخل إليها فبادرته بابتسامة مصطنعة ليقول هو بذكاء و هو يقترب منها :
" لاحظت اختفاء امك .. هل تشاجرتِ معها ؟!! "
هزت وصال رأسها نفيا ثم قالت بخفوت :
" لم نتشاجر ، لكني طلبت منها أن ترحل "
سحب ادم كرسي و جلس أمامها ليسألها بنبرة يشوبها العجز :
" كيف تتعاملين مع الأمر ؟! .. كيف تشعرين ؟!! "
رفعت له وصال عينين حزينتين لترد له سؤاله :
" اخبرني انت .. بما تشعر ؟!! "
تنهد ادم ثم مال بجسده للوراء يسنده على ظهر المقعد و أغلق عينيه مجيبا بتشوش :
" لا اعلم .. أنا حتى لم اصدق ، الأمر كله أشبه بكابوس بشع لا استطيع الاستيقاظ منه "
ابتسمت وصال إبتسامة مريرة ثم عقبت :
" كابوس لن نستيقظ منه ابدا ، بل أصبحنا مجبرين على التكيف و التعايش معه "
صمت ادم لتباغته هي بسؤالها :
" هل لازلت تقاطع بكر ؟!! "
تغصن وجهه بالألم ثم رد عليها قائلا بضيق :
" في كل مرة تعرضت فيها لاختبار صعب كنت اركض إليه و الآن في أصعب إختبار مررت به لا أجده بجانبي .. ليس لأنه لا يريد لكن لأنني لا أستطيع ، بكر خانني بشكل ما يا وصال ، كان يخطط للإيقاع بأمي من خلف ظهري "
اعتدلت وصال في جلستها ثم سألته من جديد :
" و هل كنت ستقف معه و تساعده إذا كان اخبرك ؟!! .. هل كنت ستقدر موقفه ؟!! "
صمت ادم غير قادرا على الرد فتمتمت وصال تصارحه بما يرفض هو رؤيته :
" كلانا نعلم و أنت بالأخص أن جزاء بالنسبة لبكر ليست مجرد زوجة أو ابنة عم .. إنها روحه التي يحيا بها ، بكر منذ أن وعيت و انا أراه يهيم في دنيا خاصة به محورها جزاء ، قد يكون الأمر مبتذلا أو مريبا بالنسبة لنا لكننا في النهاية مجبرين على تقبله "
قطب ادم بعدم رضا لتهمس وصال بخفة :
" انت الآن غاضب لأنه أعلن ما حدث قديما و عفوا منك شوه صورة والدتك ام لأنه لم يخبرك بالأمر من البداية ؟!! .. كن صريحا مع نفسك ثم أخبرني "
ظل ادم على صمته للحظات قبل أن يتمتم معترفا :
" كلاهما "
اومأت له باستحسان ثم قالت مازحة :
" توقعت هذه الإجابة .. أفضل صفاتك انك صريح مع نفسك "
تنهدت ادم مبتسما بهدوء ثم نهض لتبادره هي هامسة من جديد بنصيحة هي أصغر عمرا بكثير من منحها :
" لا تهدم صداقة عمر بسبب موقف يا ادم مهما كان صعبا عليك .. أنت وبكر أكثر من أخوه بل انت أقرب إليه من أمين نفسه و انا متأكدة أنه الآن يتألم لما حدث اكثر من الجميع لكنه كعادته ثور لا يعرف يحتوي غير جزاء "
ضحك ادم بخفوت ثم وافقها قائلا :
" صدقتِ في وصفه بالثور .. لديكِ حق "
بادلته وصال الضحك بينما فحصها هو بشكل روتيني ثم قال بدفء :
" هكذا استطيع ان اقول .. انرتِ مكاننا المتواضع سيدتي ، دعينا لا نراكِ مجددا "
" حقا ؟!! "
جاء السؤال من جاسم الذي دلف إليهما في تلك اللحظة ليجيبه ادم :
" نعم و لا "
حين وجد عدم الفهم يعلو وجههما زفر مستطردا :
" نعم ستعود غدا للمنزل و لا سنراها مجددا مرة كل شهر لإجراء بعض الفحوصات اللازمة "
تنهد جاسم حامدا ربه بينما نظر ادم إلى وصال بطرف عينه ثم لعب حاجبيه بشيطانية فيما يتمتم ساخرا :
" سنسحب منكِ عينة كل شهر "
ابتسمت وصال باستهانة ثم ردت عليه :
" لقد اعتدت الأمر .. لقد تعرضت للجلسات الكيميائية هل سترهبني عينات الدماء ! "
عقب ادم ضاحكا وهو يهم بالخروج من الغرفة اتقاءاً لشر جاسم الذي لا يحبذ مزاحهما :
" وحش يا ابنة خالي "
لينطلق بعدها ضاحكا و هاربا من نظرات جاسم النارية التي صوبها نحوه دون أن ينسى إغلاق الباب خلفه تجنبا للفضائح ..
عاد جاسم بعينيه الى وصال التي تجلس مكانها بوداعة و برود ثم قال بهدوء ما قبل العاصفة :
" اعتقد أننا تناقشنا من قبل في موضوع الحدود "
لكن وصال باغتته حين هتفت من بين أسنانها :
" يا سلام ! .. تكلمني عن الحدود و أنا لم أفعل شيء بتاتا غير الحديث مع ادم و امامك بينما انت كنت تقف في منتصف الممر تضاحك احداهن منذ اقل من نصف ساعة ! "
ضيق جاسم عينيه بتركيز ثم ما لبث أن قال بصبر :
" انا كنت ابتسم بمجاملة لعميلة لدينا في الشركة قابلتها صدفة .. اما أنتِ يا حلوة ما حجتك ؟!! "
قطبت وصال بطفولية ثم قالت بصوت حاد :
" انا لا أحتاج إلى حجة أو سبب للتحدث مع اقاربي و المزاح معهم .. انا افـ........ "
ابتعلت حديثها حين وجدته أمامها فهدرت فيه بجدية مضحكة وهي تلوح في وجهه باصبعها :
" جاسم .. توقف عن ترهيبي ، انا احذرك "
ليمسك جاسم اصبعها كما بات يفعل في كل مرة تهدده فيها و قال بجدية :
" احترمي غيرتي عليكِ يا وصال و لا تتباسطِ مع أحد بهذا الشكل خاصةً ادم .. فأنا لم أنسى بعد عناقكما في الحديقة "
نهضت وصال و هتفت بغضب :
" لقد شرحت لك الأمر مرارا .. قلت لك كان عناق اخوي لا اكثر "
" أخوي أبوي لا يخصني .. ليس من حق أحد غيري أن يعانقك أو يقترب منكِ و هذا آخر كلام "
ضحكت وصال باستهزاء ثم تخصرت و هتفت :
" ليس من حق أحد غيرك ؟! .. عن اي حق تتحدث ؟!! .. نحن لم نُخطب بعد "
ثم رفعت كفها أمام وجهه فيما تكمل مسلسل سخريتها دون حذر :
" أنظر إلى يدي جيدا يا سيد جاسم ، انا لم ارتدي محبسك لذا لا تتشدق عليّ بأي حقوق "
ابتسم جاسم ابتسامة ثعلبية ثم أمسك كفها عنوة فيما يقول بهمس خافت :
" و هل مشكلتك في المحبس ؟!! .. حسنا "
أمسك بكفها بيد بينما اخرج بالاخرى علبة من القطيفة الناعمة زرقاء اللون من جيبه ثم استطرد أمام عينيها المتسعتين و هو يلبسها شبكتها دون سابق إنذار :
" الخاتم موجود و المحبس موجود .. ألف مبروك يا عروس "
أصابها الخرس للحظات ظلت تحدق فيها إلى إصبعها الذي حمل خاتمه فجأة لتعود و تنظر اليه فترى ابتسامته المنتصرة لتسأله بعدها بتشوش و غباء :
" انت ماذا فعلت ؟!! "
فيجيبها هو بثقة دون أن يفلت يدها :
" ألبستك شبكتك يا عروس و كله بعلم من جدي "
" ماذا تقصد ؟!! "
فيرد بنفس النبرة :
" اقصد انك ِ الآن خطيبتي رسميا و عقد قراننا سيكون في نهاية هذا الشهر باذن الله "
دمعت عيناها و هتفت به :
" هكذا دون أخذ رأيي ؟!! "
انحسرت ابتسامته بالتدريج و اختلجت عضلة في خده بينما ارتجف قلبه ليسألها بنبرة باهتة :
" و هل لديك ِ رأي آخر في ارتباطنا يا وصال ؟!! "
صمتت و أنذرت عيناها بالدمع فاقترب هو منها من جديد سائلا بخفوت مرتعش غير مستوعبا ما حدث لها بالضبط :
" ألا تريدين الزواج مني ؟!! "
" اريد بالطبع "
هتافها غير المتردد أثلج قلبه و جعله يزفر ارتياحا للحظات لكنه عاد ينظر إليها منتظرا بقية حديثها لتكمل هي :
" أريد لكن ........ "
صمتت مرة أخرى و اطرقت بوجهها أرضا ليستوعب ما تريد قوله فيهدر فجأة :
" هل سنعود للخوف و التردد من جديد ؟!! .. انا لا افهمك يا وصال ، كيف تحبيني و لا تثقين بي ؟!! "
همست بصوت ضعيف :
" الأمر ليس هكذا "
فيهتف هو مرة أخرى :
" إذا ً كيف هو الأمر ؟! .. أشرح ِ لي "
حين لم تجد وصال ما ترد به صمتت فأستفزته ليمسك جاسم بوجهها بين كفيه قائلا بلا تراجع :
" أنظري لي و اخبريني صراحة انكِ لا تثقين بي .. هيا قوليها "
" أنا اثق بك اكثر من أي شخص "
همست بها وصال بصوت يكاد يُسمع فيطالبها هو دون أن يرأف بحالها و دون أن يسمح لجملتها بالتسلل الى قلبه و العبث به :
" أثبت ِ لي "
ابتعلت وصال ريقها و سألته بتشوش :
" كيف ؟!! "
" جدك سيسألك عن رأيك النهائي فور أن يراكِ .. إذا كنت ِ تثقين بي حقا كما قلتِ ستوافقين على ارتباطنا و على موعد عقد القران ، أما إذا رفضت ِ سأفهم وقتها قرارك و لن افرض وجودي عليكِ "
للحظة شعرت وصال بالرهبة من حديثه ليفاجئها هو أكثر حين سحب خاتمه من اصبعها فتنسحب روحها منها ليقول هو بثبات :
" من هذه اللحظة أنتِ صاحبة القرار و انا عليّ التنفيذ "


نهاية الفصل الخامس و العشرون


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-19, 09:48 PM   #150

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الخاتمة :
( بعد فترة )
كثيرا ما يقف الإنسان عاجزا أمام رحمة ربه و كرم عطاؤه ..
فهو الذي خطط لأشهر طويلة لسلب أموال عائلته و هو الذي حمل الحقد في قلبه لسنوات أطول !
هو الذي كاد يقتل ابنة عمه في لحظة غضب ..
و هو أيضا من فر هاربا من مشاعر نقية حملت له راية بيضاء و حسمت حربه ضد نفسه لصالحه !
الحقيقة قد تكون مؤلمة أحيانا لكن لا مفر منها ، و مهما تأخر ظهورها ستنبلج يوما مثل البدر و تبدد ظلام الباطل ..
و حقيقته هو تخطو أمامه الان مثل البدر في تمامه كما سبق و وصف !
حقيقة ترتدي ثوب أميرة تسلب الألباب تنظر إليه كما لو أنه الرجل الوحيد على الأرض ..
حقيقة بددت بضيائها عتمة أعوام قضاها فريسة لوحش الخيانة و الحقد ..
حقيقة تتحرك ناحيته بهالة من عشق سيتمرغ فيه لما تبقى عمره !
" وصال "
همس اسمها بتنهيدة راحة حين وقفت أمامه تتطلع فيه بعينين واسعتين وكأنها لا تصدق ما يحدث !
كانت أجمل من أن يصدق وجودها على أرض الواقع ..
أكثر طهرا مما يستحق ..
و أكثر قوة و شموخا ممن يستنكرون زواجها منه !
مال يلثم جبينها بعشق ثم غمرها بين ذراعيه هامسا بصوت أجش :
" لو لم تكوني في لوح القدر
لكنت كونتك ياحبيبتي
بصورة من الصور
كنت استعرت قطعة من القمر
وحفنة من صدف البحر ... وأضواء السحر
كنت استعرت البحر ... والمسافرين ... والسفر "
أبعدها جاسم عنه يحدق في عيناها المبتسمتين له بسعادة و غير تصديق فيمسك بكفها و يتحركا سويا في حديقة المنزل التي زُينت من أجل زفافهما ثم صعدا فوق المنطقة المخصصة للرقص فيما انبعث انغام هادئة للغاية أضافت حولهما هالة من الجمال و السحر ..
ضمها جاسم الى قلبه ثم استطرد بصوت خافت جوار اذنها :
" كنت اخترعت الغيم ياحبيبتي
- و من أجل عينيك - أنزلت المطر
لو لم تكوني أنتِ في حياتي
ما كان في الأرض هواء ... أو مياه ... أو شجر
ما كان في الأرض بشر "
لفت وصال ذراعيها حول عنقه تغمره بجسدها الضئيل فيما تتمتم بهمس خافت :
" أتذكر يوم ارتديت ثوب سندريلا و سرقت حذاء أمي "
اومئ لها جاسم فيما يقول ضاحكا :
" يوم طلبتِ مني أن ألعب دور الحصان "
ضحكت وصال ثم قالت :
" لقد كنت احاول إثارة غيرتك "
اتسعت عينا جاسم بصدمة لتستطرد هي بشقاوة :
" يبدو انني كنت واقعة في عشقك منذ أن وعيت إلى الدنيا "
ضحك جاسم مرة أخرى مستمتعا ثم سأل بمشاكسة :
" إذا ً من كان الأمير ؟!! "
" انت "
" و من كان الحصان ؟!! "
" انت "
" و من سيلتهمك الليلة ؟!! "
اتقد وجهها بالخجل من وقاحته و لم ترد عليه ليضحك هو و يقربها منه قائلا :
" انا أرى ان قصة سندريلا و الأمير لا تليق بي ، اعتقد ان الأنسب لنا الجميلة و الوحش .. ما رأيك ؟!! "
سألته وصال بعدم فهم :
" في ماذا ؟!!! "
فيجيب هو بابتسامة عريضة وقحة تحمل بين طياتها الكثير من الوعود :
" سنبدأ بتأديتها من الليلة ، استعدي أيتها الجميلة فالوحش قد نفذ صبره "
فتضربه وصال بقبضتها على كتفه ثم تضحك بسعادة و تضم نفسها إليه تستمتع بما ظنت يوما انها لن تحظى به ابدا .
...........................................
" ماذا تفعل يا أمين ؟!! .. لا يصح ما تفعله ؟! "
هتف امين و هو يستمر بسحبها بعيدا عن التجمع :
" ماذا ؟! .. ألا يحق لي التسلل مع زوجتي بعيدا عن الزحام ؟!! "
وبخته عهد بحنق و خجل و هي تتطلع إلى نظرات والدها :
" الجميع ينظر لنا "
" لا يهم اتركيهم ينظرون "
اخذها أمين و التف حول المنزل فيما يقول بحماس :
" تعالي لتشاهدي المفاجأة "
تحركت عهد جواره إلى أن وصلا إلى الملحق الذي أصبح أشبه بفيلا صغيرة جاهزة للإقامة فيها فسألته عهد بعينين متسعتين بعدم تصديق :
" هل وافق بكر على منحك إياها بعد كل التعديلات التي أجراها فيها ؟!! "
اومئ امين ثم قال ضاحكا بيأس :
" طوال الفترة الماضية و انا أحاول معه و هو يهتف حانقا بأنه يرغب في السكن بمفرده إلى أن وجدت حيلتين جعلوه يوافق مضطرا بل و يقنع زوجته أيضا "
سألته عهد و قد انتقل حماسه إليها :
" اي حيل هذه ؟؟! "
أشار لها بإصبعه إلى شيء ما خلفها فالتفتت لترى جاسم ووصال يرقصان فعادت بنظرها إليه تسأله بضحكة خفيفة :
" ماذا ؟!! "
فيجيبها أمين ببساطة :
" جاسم "
رددت عهد خلفه بعدم فهم :
" جاسم ! ... لا افهم ، ألم تهدأ الأمور بينكما ؟!! "
اومئ لها مجددا ثم قال بنبرة خبيثة :
" الأمور هدأت و هذا ما لم أخبر به بكر و لله الحمد ، هو الآن لا يزال يعتقد أن وجودي مع جاسم في مكان واحد سيسبب المشاكل للجميع فوافق ممتعضا "
ضحكت عهد بخفة ثم سألته بحماس :
" و الحيلة الثانية "
أشار لها مرة أخرى لكن هذه المرة الى ادم الذي كان يحمل قصي قائلا :
" أخذت ادم معي و حللت الخلاف بينهما "
اتسعت عينا عهد بفرحة عارمة ثم هتفت :
" حقا تصالحا ؟!! "

اومئ لها امين بابتسامة واسعة ثم أوضح :
" دون شيء ادم جاء إلى الشركة يبحث عن بكر لمراضاته بعد أن توقف بكر عن السعي وراءه للتحدث معه لكني أمسكت به قبل أن يصل لبكر و اتفقت معه على الأمر "
ضحكت عهد بفرحة عارمة ليعقب أمين بعد لحظات بغيظ :
" لكن النذل سلب مني غرفتي و غرفة قصي أيضا و بهذا أصبح الدور الثالث بالكامل ملكه هو و زوجته و الثاني لوصال و جاسم و الدور الأول لأبي و عمي و جدي "
ابتسمت عهد برضا و هي تدلف معه إلى داخل الملحق المُعد لاستقبالها ليتركها امين تسبقه بخطوتين ثم وقف خلفها و الصق صدره بظهرها هامسا بنبرة ذات مغزى :
" لقد تزوج الجميع و لم يتبقى غيرنا "
اراحت عهد ضهرها على صدره فيما تشير حولها ضاحكة :
" لقد حللت انت كل العقبات ، لم يعد يبقى غير الثوب و الطرحة و كعكة الزفاف "
لثم امين جانب عنقها مستمتعا برائحتها الخلابة و همس بمشاعر مشتعلة :
" و شهر عسل طوووووووووووويل لا نهاية له "
ضحكت عهد بخفة و اطرقت بوجهها فلفها امين قائلا بمشاغبة :
" ألا يوجد منحة من منح شهر العسل تحت الحساب ؟!! "
بعكس طبيعتها الخجولة اقتربت عهد منه و قبلته بنعومة شديدة ليسحبها هو إليه راغبا في المزيد فتبعده هي بحسم فيما تقول :
" يجب أن نعود ، لا يجوز أن نختفي هكذا .. كما انتي يجب أن أشكر بكر لأنه تنازل لنا عن الملحق بعد كل تلك التحضيرات "
تأفف أمين بحنق ثم أبتعد عنها قائلا بضيق :
" تستطيعين شكره في وقت لاحق يا عهد "
ضحكت عهد بخفوت ثم قالت بصوت ناعم :
" في كل الحالات يجب أن نخرج الآن "
لوى امين شفتيه سائلا بغيظ :
" و منح شهر العسل ؟!! "
تحركت للخارج وهي تنظر له و ترد :
" بعد الزفاف "
يلحقها امين قائلا باصرار :
" و متى الزفاف ؟!! "
فتهز كتفيها بشقاوة و تهتف له قبل أن تتحرك تجاه والده :
" وقت ما تشاء "
تبعها امين ليتوقفا أمام عبد الحميد الذي كان يجلس مع آدم و قصي فتسألهما عهد و هي تتلفت حولها :
" اين بكر ؟!! "
كتم ادم ضحكته بينما لوى عبد الحميد شفتيه قائلا بامتعاض :
" أخذ زوجته و هرب "
........................
" لما هربنا مبكرا ؟! .. لقد كنت اريد البقاء قليلا مع وصال "
هتفت بها جزاء بمعارضة حانقة لينظر لها بكر بطرف عينيه ثم يرد ببرود مغيظ :
" يؤسفني أن اخبرك أن اختك ستركلك قبل جاسم نفسه لو اقتربتِ منها لشهر قادم .. وصال لم تعد بحاجتك يا جزاء بينما أنا بحاجة بعض الاهتمام "
لوت شفتيها بحنق من منطقه ثم قالت بعد لحظات :
" على الأقل أخبرني الى اين تأخذني "
لعب لها بكر حاجبيه بمشاكسة ثم قال ببطء :
" الى بيت المزرعة "
اتسعت عينا جزاء بفرحة عارمة و صفقت كالاطفال ثم سألت من جديد بحماس كبير :
" الى متى سنبقى هناك ؟!! "
" الى أن تملين من المكان "
اتسعت ابتسامتها اكثر ثم ما لبثت أن قالت ضاحكة :
" جدي سيقتلنا يوما ما لما نفعله به "
رفع هو كتفيه بلا اهتمام ثم زاد من سرعته قائلا :
" فليفعل ما يشاء ، انا لست فلبيني العائلة حتى يرمون كل الاحمال فوق كاهلي ... من حقي كفرد من العائلة أن احظى ببضعة ايام من الراحة و التمتع بزواجي كما اشاء "
ضحكت جزاء مجددا ثم قبلت خده بشقاوة فيضحك بكر قائلا :
" لو كنت اعلم أنكِ ستسعدين بهذا القدر كنت فعلتها من زمن "
بعد أن وصلا إلى المنزل ترك بكر هاتفه و محفظته في السيارة ثم أخذ حقيبتها و وضعها جوارهما أمام نظراتها المستغربة ليساعدها بعد ذلك على الترجل بينما ينظر باعجاب و أسف دفين الى ثوبها متعدد الألوان ليقول بعدها :
" لم اراكِ ترتدين مثل هذا الثوب من قبل ، أصبحت ِ تحبين الألوان "
ابتسمت جزاء ثم قالت بحماس وهي تتحرك معه إلى الداخل :
" لقد لفت نظري فور أن رأيته .. يبدو رائعا أليس كذلك ؟!! "
مال بكر فجأة و حملها بين يديه فيما يقول بحماس مشابه :
" مبهر .. تبدين مثل الزهور"
ضحكت جزاء و تشبثت فيه ليتحرك هو بها إلى أن وقف أمام المسبح فيما يقول بشقاوة :
" هل جربتِ السباحة ليلا من قبل ؟!! "
لم تفطن جزاء الى ما يفكر به فقالت ضاحكة ببساطة :
" ولا حتى في النهار ، انا لا اجيد السباحة من الأساس "
اومئ لها بكر متفهما ثم هتف مرة واحدة و هو يقفز بها داخل المسبح غير مباليا بصرختها المرتعبة :
" إذاً هيا لأدربك "
تلقفتهما المياه لتسعل جزاء للحظات طويلة بينما يمسك بها بكر ضاحكا بمرح و فور أن استطاعت التقاط أنفاسها ضربته بغل على كتفيه فيما تهدر بعصبية :
" يا غبي .. يا متخلف ، حرام عليك يا بكر دمرت ثوبي و شعري "
تعالت ضحكاته و شدد ذراعيه حولها فيما يقول :
" الحق عليّ قلت ابدد حالة الملل التي كنتِ تعيشين بها الفترة الماضية "
ضربته جزاء مرة أخرى ثم تشبثت به أكثر بخوف ليهددها هو ضاحكا :
" هل افلتك ؟!! "
فتصرخ هي به حين أرخى ذراعيه قليلا عنها :
" اياااااااااااااااااك "
" لا قوليها كاملة .. لا تتركني أبدا يا بكر "
نظرت لها جزاء شزرا فأرخى ذراعيه أكثر لتصرخ هي مرة أخرى و هي تتشبث به برعب :
" لا يا بكر .. لا تتركني "
" كاملة "
" لا تتركني أبدا يا بكر اللعنة عليك "
ضمها إليه ضاحكا باستمتاع يسبح بها هنا و هناك بينما تشبثت به جزاء بقوة ليسندها هو على حافة المسبح غير مباليا بشتائمها التي تدوي في المكان ثم يهمس أمام شفتيها الرطبتين :
" و بكر لن يفلت غزالته ابدا "
ثم لثم شفتيها بخفة فتبعده هي هامسة بخوف :
" ابتعد .. سأغرق "
فيضغط بجسده على جسدها يلصقها أكثر على الحافة هامسا باحتراق :
" و ماذا بها ؟!! .. انا غارق بمفردي منذ سنوات ، لنغرق الآن سويا "
أمسكت جزاء بحافة المسبح بيد بينما تشبثت بكتفه بالاخرى ثم قبلته بسرعة خاطفة وقالت :
" اتركني لأخرج من هنا هداك الله "
ضحك بكر قائلا :
" هل ترشيني بقبلة يا زوزو ؟!! .. حسنا اعطيني أخرى و سأخرجك "
أعطته ما أراد فيكرر هو بشقاوة :
" واحدة أخرى "
تجز على أسنانها غضبا و تعطيه لكنه يمسك بخصرها قبل ان تبتعد هذه المرة و يسحبها إليه ثم يهمس بتوق قبل أن يغوص بها تحت الماء :
" سأخرجك لكن تعالي يا حلوتي أولا "
و بعد وقت ليس بقليل كانت جزاء تجلس بين ذراعيه على العشب ظهرها يستند على صدره بعد أن ابدلت ملابسها بأخرى كانت قد تركتها هنا سابقا ليبعد بكر شعرها الرطب عن اذنها ثم يقبلها هامسا جوارها :
" شكرا لك ِ "
التفتت برقبتها تنظر إليه تسأله بعينيها عما يقصد فيستطرد هو بهمس خافت و هو يحدق في عينيها :
" شكرا لأنكِ عدتِ "
فتميل هي بجزعها تلتصق به أكثر كقطة ترغب في الدلال ثم تنظر لعينيه كما فعل و ترد همسه :
" شكرا لأنك انتظرتني "
ابعد بكر غرتها الكثيفة عن وجهها ثم مال يقبل جبينها هامسا بشقاوة محببة :
" هل اغني لكِ ؟!!! "
فتضحك جزاء بخفوت ثم تهز رأسها رفضا فيقطب بطفولية بددتها هي حين قالت :
" بل سنغني سويا "
ابتسم بكر بسعادة و دفء كأنه يلاعب طفلته لتفاجئه هي حين دندنت بأول ما غنى لها :
" في هويد الليل ولقيتك
ما أعرف جيتني ولا جيتك "
التمعت عينا بكر ليرد عليها بصوته النشاز :
" ما أعرف غير إني لقيت روحي
ونجيت من همي ونجيتك "
فتضحك جزاء بخفة ثم يستطردا سويا بروح خفيفة .. عاشقة :
" واداري و لا ما اداري
دا هواها داري ومداري
وهواها زهزه خضاري
زرع البداري غوايش
ده الحب مش سهم طايش
الحب زاد اللي عايش
دانا كنت مت انا كنت مت
و حيتني ست الصبايا غوايش
ست الصبايا غوايش "

_ تمت _




التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-08-19 الساعة 11:09 PM
Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.