آخر 10 مشاركات
رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          وبياض ثوبك يشهدُ (1) سلسلة في الميزان * مميزة ومكتمله * (الكاتـب : um soso - )           »          156 - الهروب من ليلة الزفاف - روايات ألحان (الكاتـب : MooNy87 - )           »          تحميل روايات جديده 2012 txt على جوالك موسوعه متكامله من الروايات (الكاتـب : MRAMY - )           »          شـقّ الـغَـمـام (الكاتـب : مدامع حزينة - )           »          أم العيال (1) سلسلة نداء صحوة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : mooonat - )           »          7 - النبع الجاف - نبيل فاروق (الكاتـب : حنا - )           »          رواية وأنا مُذ عرفتُكِ والسرورُ يزورني كالغيمِ ظلّلَ خاطري وأقاما *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عيناك كنهري أحزان(نزار قباني) (الكاتـب : الورد في الأكمام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree183Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-19, 10:06 PM   #131

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 3 والزوار 3)
‏Reem1997, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏ريلينا بيسكرافت

تسجيل حضووووور ...
النت عندي ضعيف اليوم ...بقرا الفصل وراجعين ي قلبي 😍

Hager Haleem likes this.

Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-19, 05:32 PM   #132

هديرخلف علي

? العضوٌ??? » 436459
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 122
?  نُقآطِيْ » هديرخلف علي is on a distinguished road
افتراضي

ررررروووووعه استمري
Hager Haleem likes this.

هديرخلف علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-19, 07:18 PM   #133

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,825
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

حبيت المواجهة بين امين وجاسم صورتيها بابداع
Hager Haleem likes this.

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-19, 11:44 PM   #134

هديرخلف علي

? العضوٌ??? » 436459
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 122
?  نُقآطِيْ » هديرخلف علي is on a distinguished road
افتراضي

مرحباااااااااا😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂 😂
Hager Haleem likes this.

هديرخلف علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-19, 06:53 PM   #135

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لا رهيبة جدا قفلة الفصل ...رغم ان القلوب لسى ما تصافت بينهم ويمكن كمان ما يرجعوا زي قبل علاقتهم بس خلاص المهم انتهت قصتهم مع علياء الى الابد ...
Hager Haleem likes this.

Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-19, 09:57 PM   #136

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل الثاني و العشرون

دلف جاسم الى الشركة بوجه مكدوم تتابعه نظرات الموظفين بفضول لتقوده خطواته حيث مكتبها متجاهلا كل تلك الأعين التي تنظر له
فكل ما يحتاجه الان رؤياها ..
لكم يتمنى أن يحالفه الحظ و يحظى منها بعناق يخرج فيه كل تعبه و ضغطه لكنه يعلم جيداً انها ستشق رأسه بأقرب شيء اذا تخطى حدوده معها من جديد ..
فمنذ تلك المرة التي أهداها فيها العقد و لم يسيطر على مشاعره و قبّل رقبتها و هي لا تقترب منه ابدا تعاقبه ضمنيا دون أن تنطق بحرف يخص هذا الأمر !
ضحك بخفة فمن كان يظن أنه سيخضع يوما للعقاب ممن كان يحملها فوق كتفيه ؟!!
لكنه يعترف أن عقابها يشبهها .. شهي و حارق مثلها !
رفعت وصال عيناها إليه حين دلف إلى مكتبها لتتسع عيناها بصدمة من منظر وجهه الدامي فشهقت و نهضت تتحرك نحوه بلا حذر لينتابها دوار مفاجئ فأغمضت عيناها و ترنحت ليهرع هو إليها مرتعبا و يسندها إليه :
" ماذا بك ِ ؟!! "
سألها و هو يدقق في وجهها الذي يبدو عليه الإرهاق جليا ثم ألقى نظرة خلفها نحو المكتب ثم عاد بنظره إليها سائلا بحدة و استنكار:
" هل كنتِ تعملين بحق ؟!! "
ابتعلت وصال ريقها ثم ردت عليه بسخرية تخبئ خلفها وهنها :
" لا جئت إلى الشركة أبيع اللبن "
هدر جاسم موبخا :
" و لكِ عين تسخرين ؟! .. انا المخطئ ، لم يكن عليّ السماح لكِ بالخروج من المنزل من الأساس "
فتحت عيناها و استقامت بوقفتها لكنه رفض تحرير خصرها بعناد لتسيطر هي على رجفتها و تسأله متجاهلة دقات قلبها التي تكاد تكون مسموعة له :
" من الذي فعل بك هذا ؟!! .. مع من تشاجرت ؟! "
اجلسها جاسم على المقعد لترتاح قليلا متمتما بهدوء اقلقها :
" لا تشغلي بالك بي .. انا بافضل حال "
دققت النظر في تلك العلامة الزرقاء تُزين اسفل عينه ثم تمتمت بسخرية صريحة :
" واضح "
تجاهل تعليقاتها ثم سألها بعد عدة لحظات :
" هل أنتِ جاهزة للعودة إلى المنزل ؟!! "
ودت لو تجادله لكنها كانت متعبة بحق فأومأت له ثم نهضت لتترنح من جديد فأسندها جاسم بعفوية ضاما إياها الى صدره لتهتف هي بعصبية لم تستطع التحكم بها كارهة أن تظهر أمامه بهذا الضعف المذل :
" اتركني انا لست عاجزة .. استطيع التحرك بمفردي "
اما هو فقد أصبح أكثر من يفهم ما يدور بعقلها فقال بنبرة صادقة :
" لقد ربطت مصيري بك ِ يا وصال و انتهى الأمر و هذا معناه انني سأسندك وقت تعبك و انكِ ستسنديني وقت تعبي ، معناه أننا سنكمل نواقص بعضنا البعض ، اننا سنبقى هكذا يداً في يد الى اخر لحظة في حياتنا "
انغلقت ملامحها لتهمس و هي تهم بالابتعاد عنه بالفعل :
" و مع هذا ابتعد .. لست بحاجة إلى مساعدتك "
أدرك جاسم أن لغة الحوار و الهدوء لن تأتي معها بمنفعة فتغيرت نبرته الى الحزم قائلا :
" اسمعي يا ابنة عمي لديكِ اختيارين إما أن احملك أو أن تتبطئي ذراعي ... اختاري "
تنهدت وصال بضيق :
" جاسم قلت لك لا داعـ..... "
قاطع حديثها ضاغطا على حروفه :
" اختاري و الا ساختار انا "
رغم وهنها رفعت له حاجبا معترضا فقال بغتة :
" حسنا كما تشائين "
شهقت وصال و تراجعت للخلف بسرعة حين مال بجسده و هم بحملها فكادت تسقط أرضا لكنه أنقذها حين جذب مرفقها و قربها منه ينظر في عينيها يزرع في قلبها الثقة قائلا بوعد :
" لنبقى هكذا دائما .. توشكين على السقوط فأمسك بكِ و اتشبث انا بكِ في كل مرة تزل بها قدمي "
حدقت وصال في عينيه للحظات ثم اخفضت عيناها بخجل غريب عن طباعها المنطلقة لكن جاسم امسك بوجهها بين يديه و أجبرها على النظر الى عينيه من جديد ثم همس دون سابق إنذار بصوت اجش :
" تزوجيني يا سندريلا فقد سئمت هذا الجفاء "
توترت وصال و حاولت الفكاك منه لكنه لم يمنحها الفرصة و شدد ذراعيه حولها قائلا بتملك تام مدركا كل مخاوفها :
" لا تحاولي عبثا .. ساتزوجك حتى لو اضطررت لاجبارك "
في لحظة تبدل توترها الى تحدي اراد هو ظهوره من البداية فرددت من بين أسنانها :
" و ما اسمه هذا ؟! .. زواج تحت التهديد ؟! "
اتسعت ابتسامته ثم اقترب بوجهه منها و همس جوار اذنها بما زلزل الارض تحت قدميها :
" لا اسمه أحبك ولا اقو على العيش بدونك يا حمقاء "
رباااااااااااه ...
من دون شيء الدنيا تدور بها فما حاجتها لمجهوداته الآن ؟! ..
لما يزيدها عليها ؟!!
اغمضت وصال عينيها بشدة تطرد سحابة الضعف التي غيمت فوقها ثم قالت بصوت مهتز :
" اريد العودة إلى المنزل "
ابتسم جاسم بإدراك ثم همس مشاكسا :
" هل ستخجلين الآن مثل الفتيات الطبيعيات ؟!! "
قطبت وصال و جزت على أسنانها فيما تردد بغضب مكتوم :
" قلت اريد العودة إلى المنزل .. اما ان تقلني أو تبتعد عن طريقي "
ابتعد جاسم عنها خطوات بسيطة ليمسك بمرفقها بعدها و يلفه حول ذراعه فتتبطأه رغما عنها ثم تحرك معها نحو الخارج و هو يمعن في غيظها قائلا بمشاكسة :
" اصبحتِ كثيرة التدلل .. لكن يعجبني الأمر "
نظرت له بطرف عينها باستخفاف تداري به خجلها من تلك الهيئة التي سيخرجان فيها سويا امام الموظفين فيستطرد هو غامزا و كأنه يدرك ما يجول في رأسها :
" حان وقت العرض .. حددي يوم لعقد القران "
اتسعت عيناها بصدمة لكنه لم يمهلها و جذبها معه إلى الخارج بهدوء تام و كأنه لم يقلب عالمها كله منذ لحظات .
.........................
فتح عبد الحميد باب غرفة ابنه الذي وصل منذ قليل بحال لا يعلم به غير الله ثم اقترب منه سائلا :
" ما الذي حدث لك ؟! "
كان امين يجلس مطرقا برأسه فلم يتحرك قيد انملة ليهدر فيه عبد الحميد بتلك النبرة الآمرة التي أصبحت جزءا من شخصيته على مر الأعوام :
" تكلم يا ولد .. ماذا بك ؟! ، هل هاجمك لصوص ام ماذا ؟!! "
تنهد امين بتعب ثم رفع عينيه الى وجه أبيه القلق :
" انا مرهق للغاية .. الا يمكن أن نتحدث لاحقا ؟! "
همس بكلماته و كأنه لم يعد لديه طاقة حتى للحديث فقطب عبد الحميد ثم لانت نبرته و جلس جواره سائلا بقلق بالغ :
" ماذا بك يا بني ؟! .. ما الذي اوصلك لهذا الحال ؟! "
دمعت عينا امين لكنه ابى أن يظهر ضعفه أمام أبيه فقال بصوت مجهد .. متوسل :
" ساخبرك فيما بعد اعدك .. لكن لوجه الله اتركني بحالي الان "
اتسعت عينا عبد الحميد لكل هذا الضعف الذي يتحدث به ابنه فلم يشعر بنفسه الا وهو يضمه إليه برفق دون أن ينطق بحرف ..
تنهيدة حارقة مشبعة بالألم خرجت من أمين و استقبلها صدر أبيه الرحب ليجد لسانه يهمس دون إرادة منه و كأنه اكتفى من الكبت و الكتمان :
" انا متعب جدا .. أشعر أنني ضعيف جدا و عاجز جدا كما لم اكن يوما "
كاد عبدالحميد أن يتكلم مستفهما من جديد لكنه صمت مكرها حتى لا يضغط عليه اكثر فما كان من أمين إلا أن استطرد بعدها بصوت متحشرج .. واهن :
" تعبت من كثرة الضغط ، كل شيء حولي يضغط عليٓ دون رحمة .. بت أشعر أنني لن اتذوق طعم الراحة ابدا "
شعر بيد أبيه تشدد من ضمه إليه لتدمع عيناه رغما عنه و يخرج صوته مكتوما بالبكاء :
" لماذا ؟! .. انا لم اؤذي أي شخص ، لم اعصي لله أمرا .. لما يحدث كل هذا معي ؟! "
" اختبار من ربك يا بني "
قالها عبد الحميد واثقا ليهمس امين دون أن يستطع التحرك من موضعه :
" لكن الاختبار هذه المرة ثقيييييييييييل للغاية "
فيبتسم عبد الحميد بألم و يرد عليه برضا :
" على قدر البلاء يأتي الفرج و العوض "
صمت امين قليلا ليقول عبد الحميد بخفوت و كأنه لا يرغب في خدش ستار الهدوء الذي يجمعه بابنه :
" ربك الذي وضعك في هذه المحنة يعلم جيدا قدر تحملك و عليه سيجزيك ... اقدار يا بني ، كلها اقدار "
أبعده عبد الحميد بعدها و ساعده في الاستلقاء على الفراش ليغمض امين عيناه بتعب مضني مستسلما لغفوة مَن الله عليه بها حتى يرحمه من هول الألم الذي يمر به .
.................
في احدى الأسواق الشعبية يتجولان معا غير عابئين بشيء ..
يمسك كفها كأغلى ما يملك و يتحرك معها هنا و هناك بحماس طفل في العاشرة !
احساس خروجهما معا للعالم كزوج و زوجة خلق في قلبه سعادة كافية لإغراق الكون كله ..
يريها كل شيء و يشتري لها ما ترغب و ما لا ترغب و كأنه يعوض نفسه و يعوضها عن تلك السنوات اللاتي افترقا فيها ...
بينما كانت جزاء تنظر إلى كل شيء حولها بسعادة طاغية ، بكر أصبح لها مثل مارد المصباح فور أن تطلب شيء يكون حاضرا أمامها !
كما أنها باتت تعتاد طباعه مؤخرا رغم سخافة بعضها ..
فبعد سنوات طويلة من الاستقلالية من الصعب أن تتكيف مع تدخله في كل صغيرة و كبيرة في حياتها !
حتى ملابسها لا يتركها دون انتقاد و احيانا كثيرة يختار لها ما ترتديه فتتشاجر معه اولا ثم تطيعه صاغرة بعد ذلك ، فرغم هزله معظم الوقت إلا أنها باتت تعلم عن ذاك الغيور الشرقي بامتياز الذي يسكنه و لا يخرج إلا معها .
جلسا قليلا في مطعم قريب من السوق بعد أن انهكهما التعب فيشاكسها هو قائلا بقلة حياء :
" ها أنا نزهتك كما رغبتي ، حذاري الا تنزهيني فور عودتنا و تتصنعين لي التعب "
نظرت له جزاء بطرف عينيها ثم ردت عليه :
" لست بحاجة لتصنع شيء ، لقد اُرهقت اليوم بما يكفي و سأنام مثل الميتة "
ضحك بخفه ثم كشر لها بوجهه قائلا بتوعد :
" سنرى من منا سيلتهمك اولا يا غزال .. انا ام النوم "
تحكمت في ابتسامتها ليغمز لها هو بوقاحة يبرع فيها ثم تمر بعدها الدقائق بينهما في مشاكسات لا تنتهي حتى قاطعهما صوتا منفرا اعتقدت جزاء انها لن تسمعه في حياتها من جديد :
" من ؟!! .. صاروخ المنطقة ! "
رفع بكر رأسه ثم نهض يحدق بشر في الضخم الاصلع الذي اقتحم جلستهم بل و يعاكس زوجته علنا بينما اهتزت نظرات جزاء بغير تصديق ..
خلف !
خلف السكير الذي سرق النوم من عينيها و ارعبها لأيام طويلة حين كان يهددها أمام الجميع دون أن يقوى أحد على الوقوف بوجهه !
من اين خرج لها هذا الشيطان ؟!!
" ماذا تريد يا هذا ؟!! "
نطق بكر بسؤاله دون أن يفوته انسحاب الدم من وجه زوجته ليدقق فيه خلف للحظات باستهزاء يخبىء خلفه حقده على من هم من طبقته ثم عاد بعينيه الى تلك التي وقفت تراقب ما يحدث بذهول و رعب :
" هل اوقعتِ هذا المدلل في شباكك حتى ينتشلك من الفقر و يصرف عليكِ ؟!! .. لا داعي أن أسأل حتى ماذا تقدمين في المقابـ...... "
لم يستطع إكمال هذره حين أمسك بكر بياقته و دفعه بخشونة في لحظة خاطفة فيما يهتف بتهديد :
" ابعد عيناك القذرة عن زوجتي بدلا من أن احسرك عليهما "
فهمت جزاء من نظرته إليها أنه لا يرغب في خوض شجار و هي معه فقالت بصوت مهزوز :
" بكر دعنا نرحل من هنا .. ارجوك "
لكن الوضع انفجر بعدها حين هجم خلف على بكر بجسده الضخم لكن بكر تفاداه و أصابه بركلة في ركبته من الخلف جعلته ينحني متوجعا ..
" اخرجِ من هنا حالا"
هتف بها بكر و هو يرى ذلك الثور ينهض من مكانه بعينين حمراوتين لكن جزاء ظلت مكانها تحدق فيهما برعب خاصة بعد أن تجمع بعض رواد المكان للفصل بينهما فتحرك بكر ناحيتها وامسك بها بقسوة يخرجها من المكان لكنه لم يحسب حساب ذلك اللعين الذي تخلص في ثانية ممن يكبلونه و امسك بزجاجة من المياه الغازية فكسرها و تحرك بها ناحيتهما !
صرخت جزاء برعب تحذر بكر حين لمحت اقترابه منهما لكن خلف باغتهما و غرس الزجاج المكسور بقسوة في ذراع بكر الذي تأوه متألما لكنه ابعد جزاء بسرعة و اشتبك من جديد مع خلف بينما يحاول الناس الفض بينهما إلى أن وصلت عناصر الشرطة بعد أن اتصل بهم صاحب المطعم خوفا على مصدر رزقه فامسكوا بخلف يجرونه بعيدا بعد أن شهد الجميع أنه هو من هاجم الرجل و زوجته ..
ظلت جزاء تحدق في ذراع بكر الذي ينزف بلا توقف بينما عقلها قد توقف تماما عن العمل من صدمته ليعرض أحد الواقفين اخذهما الى أقرب مستشفى بينما صاحبهما أحد أفراد الشرطة لأخذ اقوالهما .
" لا تبكي "
همس بها بكر متألما فدمعت عيناها تلعن ماضيها الذي لا يتركها بحالها فيما شاكسها بكر قائلا بسخرية وقحة :
" أنتِ من تبكين ! .. إذاً ماذا افعل أنا بعد أن ضُربت ليلتي في مقتل ؟! "
اتسعت عيناها بصدمة من مسار تفكيره و حمدت الله أن لا أحد ينتبه لهما بينما كان السيد المصاب يغمض عينيه و يسبح في وادي اخر متمتما بما لا يسمعه غيرها :
" آه يا ربي .. اللهم اشهد انني قلت لها سأنزهها في كل غرفة لكنها أصرت على الخروج ، ذنب ليلتي المضروبة في رقبتك يا بنت صباح "
" ماذا يقول ؟!! .. هل يحتاج الاستاذ شيئا ؟! "
نظرت جزاء الى ذلك المختل الذي يجلس جوارها بطرف عينيها ثم أجابت الرجل بتعثر مرتعبة من أن يكون قد سمع شيئا غير لائقا :
" انه يهلوس .. على الأغلب سيفقد وعيه "
اومأ لها الرجل بتفهم و اكمل طريقه الى أن وصلوا أخيرا إلى المستشفى ليُدخلوا بكر الى قسم الطوارئ بينما كانت جزاء تتشبث به كطفلة مذعورة خاصة و أن ذراعه لا يتوقف عن النزف !
بعد دقائق طويلة للغاية اطمئنت جزاء على بكر ثم جلست جواره تدلي بافادتها فيصيب بكر الوجوم و هو يسمع منها ما كانت تعاني منه ..
حبيبته كانت معرضة للأنتهاك و هو لا يدري عنها شيئا !
هل يوجد وجع اكبر من هذا ؟!!
بعد خروج الضابط المسؤول نظرت جزاء الى وجهه الشاحب ثم ارتمت عليه دون سابق إنذار و انفجرت في بكاء موجع بينما لسانها يردد الاعتذار دون توقف ..
اخفى بكر وجعه و ربت على رأسها قائلا بمزاح :
" يجب أن تعتذري .. لقد كانت خططي مختلفة لهذه الأمسية "
رفعت جزاء رأسها تحدق في عينيه بشعور رهيب بالذنب ليشاكسها هو مرددا من جديد ببؤس طفولي :
" الليلة ضُربت يا جزاء "
رغما عنها فلتت ضحكتها و هزت رأسها بيأس منه بينما ظل هو ينظر لها بحنق مصطنع يخبئ خلفه غضبه و ألمه .
..........................
لمسات خفيفة بنعومة بتلات الورد تداعب وجهه ..
هل عليه أن يستيقظ الآن ؟!!
الا يستطيع التنعم بتلك الأصابع التي تلامس وجهه و لحيته لوقت أطول !
" أمين "
صوتها الهادئ مثلها يخترق غفوته فيفتح عيناه ببطىء شديد محدقا فيها بتشوش دون أن يدري إن كان وجودها هنا في غرفته حقيقة ام خيال !
" هيا استيقظ "
رمش امين عدة مرات ثم اعتدل جالسا فيما يسألها بجلافة غير مقصودة :
" متى اتيت ِ و ماذا تفعلين في غرفتي ؟! "
ارتفع حاجبي عهد و تلون وجهها بالاحراج فقالت بتعثر وهي تهم بالنهوض من جواره :
" اتصلت بك عدة مرات و حين لم تجيبني اتصلت بخالي و أخبرني انك مريض ، الحمد لله انني اطمئـ.... "
قاطع امين بقية حديثها حين امسك برسغها و جذبها إليه يقبلها دون سابق إنذار فتشنجت أولا بين ذراعيه ثم تغلب عليها عشقها له فاسترخت و استسلمت له تماما ..
بعد لحظات طويلة ابتعد امين عنها هامسا بصوت مشحون :
" يا عهد .. آه منكِ يا عهد "
و كعادتها الأزلية معه فهمت ما يرغب به دون سؤال فعانقته و أسندت رأسه على قلبها تداعب خصلاته القصيرة فيما تقول باعتذار صادق :
" سامحني يا حبيبي ، لقد أصبحت الفترة الأخيرة عبئ جديد فوق كاهلك .. اعرف انني ضغطت عليك كثيرا لكن والله كل ما أردته أن اشاركك همومك مثل ما اعتدت و أن اصلح بينك وبين جاسم و كلما اصررت انت على عدم البوح كنت اصر انا على مشاركتك و لو رغما عنك .. اعرف ان اسلوبي كان خاطئ لكن ماذا افعل ؟! .. لقد جرحتني بتنحيتك لي يا امين "
تنهد امين بارهاق ثم سألها بصوت مكتوم مغيرا الموضوع :
" هل يعلم جدك انكِ في غرفتي ؟! "
فهمت عهد ضيقه من التحدث في هذا الأمر فجارته قائلة بخفوت :
" لا .. لقد ادخلني خالي سراً و امرني حرفيا أن لا أخرج من هنا إلا بعد أن اطمئن عليك تماما "
التوت شفتي امين بشبه ابتسامة ثم رفع رأسه و سألها :
" و هل اطمئن قلبك ؟! "
هزت عهد رأسها نفيا ثم قالت بخفوت وهي تتحسس وجهه المكدوم :
" خائفة من أن أسألك عن سبب شجارك معه من جديد فتتشاجر معي انا ايضا "
قطب امين و اعتدل :
" و من قال انني تشاجرت معه ؟!! "
ابتسمت عهد بفتور قبل أن تقول ببساطة :
" حال وجهه لا يختلف كثيرا عن حال وجهك ، لقد رأيته ظهرا حين عاد إلى الشركة ليأخذ وصال "
اومئ امين بتفهم فربتت عهد على كتفه و همت بالنهوض فيما تقول :
" هيا أنهض و اغتسل و انا سأنزل و اطلب منهم تحضير بعض الطعام لك "
امسك بها مجددا :
" ألن تسألي عما حدث ؟!! "
ابتسمت له عهد بحنان و اجابته :
" حين ترغب في البوح ستجدني حاضرة "
كادت تنهض فأمسك بها مرة أخرى :
" هل ستأكلين معي ؟!! "
اومأت له دون أن تغيب ابتسامتها فتركها للحظة قبل أن يمسك بها من جديد و ينهض اخيرا فيما يسألها كطفل مذنب:
" هل تصافينا ؟!! "
ضحكت عهد بخفة ثم قالت :
" الا يخبرك وجودي هنا بشيء ؟! "
قبل امين رأسها ثم همس لها بنبرة دافئة لينهي كل المشاحنات السابقة :
" انا آسف يا عهدي "
انارت ابتسامتها وجهها فأبتسم لها هو الآخر ثم مال ليقبلها مرة أخرى فابتعدت عنه بسرعة فيما تقول بشقاوة :
" هكذا لن ننتهي .. هيا أغتسل و ألحق بي "
ضحك امين بخفه يهز رأسه بطاعة فخرجت عهد من غرفته لتجد مديحة أمامها تنظر لها بحنق فيما تقول :
" ماذا تفعلين في غرفة امين يا عهد ؟!! "
التقطت عهد معنى غير مريح لسؤالها فاضطربت قليلا لكن أنقذها امين الذي خرج خلفها يجيب بدلا منها :
" زوجتي جائت تطمئن عليّ .. هل لديكِ مشكلة في هذا الأمر ؟! "
التفتت له عهد تنظر له باستغراب من تلك الطريقة التي يتحدث بها مع زوجة عمه لكن مديحة فور أن رأت وجهه المكدوم شهقت و سألته :
" ماذا حدث لك انت الآخر ؟!! .. هل تشاجرت مع جاسم لهذا تبدوان بتلك الهيئة المزرية ؟!! "
شاء القدر أن يخرج جاسم من غرفته في تلك اللحظة فوقف ينظر إلى امين من بعيد ليبادله امين التحديق ثم يجيب ببساطة :
" اجل تشاجرنا "
نظرت له عهد باضطراب بينما تحرك جاسم يائسا من تفكير هذا الأبله الذي يرفض استيعاب حقيقة ما حدث ليوقفه صوت امين حين اكمل بنبرة غريبة :
" تشاجرنا سويا مع لصوص هاجمونا صباح اليوم "
التفت له جاسم و نظر إليه للحظات ثم أكمل طريقة الى الأسفل أمام عينا مديحة المتسعة بصدمة !
اذا كان امين صادقا فيما يقول فهذا معناه أنهما كانا معا و تصالحا و هذا يعني أن كل منهما قد علم حقيقة ما حدث بل و واجها بعضهما بالأمر !
عادت بنظرها إلى امين الذي كان يحدق فيها بازدراء واضح ليتجاهلها بعد ذلك تماما فيما يقول لعهد :
" اذهبِ و اطلب ِ من ام رمزي تحضير الطعام لنا "
اومأت له عهد بتشوش ثم تركتهما و ذهبت ليدخل امين بعدها إلى غرفته صافعا الباب بقوة في وجه من كان يضعها يوما في مكانة والدته .
..................
" لما تشاجرت مع ابن عمك ؟!! "
توقف جاسم مكانه زافرا بضيق ثم التفت إلى عمه قائلا بهدوء :
" لم نفعل .. أظن أنك سمعت امين حين قال ..... "
قاطعه عبد الحميد هاتفا اسمه بصرامة ثم قال :
" لا يهمني ما قاله ، انا أسألك انت .. ما الذي حدث بينكما و جعلكما تتشاجران بالأيدي ؟! "
تنهد جاسم ثم كرر بهدوء :
" لم يحدث يا عماه "
ضيق عبد الحميد عيناه قليلا ثم نظر حوله و جذبه بعدها و خرجا الى الحديقة ليقف جاسم صاغرا فيما يهمس عبد الحميد من بين أسنانه :
" منذ اليوم الأول لقطيعتكما و الذي تصادف أنه كان يوم خطبة امين لابنة عمه و انا صامت و حبذت عدم التدخل بينكما عسى ان يمر الأمر و يموت بمفرده .. لكن الى هنا و كفى ، لن اصمت لكما على تلك المهزلة اكثر من ذلك .. لم يبقى إلا أن تقتلا بعضكما "
كان جاسم يقف مطرقا يستمع إليه بصمت تام ثم قال بعد لحظات بصوت هادئ خالي من اي انفعال :
" لا تقلق يا عماه .. كل شيء تحت السيطرة "
صمت عبد الحميد قليلا ثم قال بنبرة غامضة :
" حسنا .. كما تشاء ، سأنهي انا هذا الأمر و الليلة "
قطب جاسم و سأله :
" ماذا تقصد ؟! "
نظر له عبد الحميد من بين اهدابه ثم قال :
" ساجعل كل شيء تحت السيطرة كما سبق و قلت يا ابن أخي "
ليربت بعد ذلك على أعلى ذراعه قائلا بهدوء :
" اذهب انت الى طريقك .. وفقك الله "
ليترك جاسم متسع العينين و يتحرك بخطوات واثقة نحو هدف محدد يعلم جيدا أن نهاية هذا الأمر ستكون بيده .....
والده !
......................
" كيف تشعر الآن ؟!! "
سألته جزاء بعد عودتهما الى المنزل و هي تساعده على الاستلقاء ليهمس هو مشاكسا رغم الحمى التي بدأت تهاجمه :
" مريض و احتاج إلى قبلة الحياة "
عدلت جزاء الوسائد خلف ظهره دون أن ترد على هذره ليستطرد هو بصوت واهن :
" آه .. اول شيء خلعت عني ملابسي بحجة بقعة الدماء و الآن تتخذ الوسائد حجة أخرى كي تميل عليّ و تغريني بنت الاصول "
" انت تحتاج إلى كمادات باردة "
قالتها جزاء و هي تهم بالتحرك ليمسك هو بها قائلا بارهاق حقيقي :
" عودي بسرعة "
اومأت له جزاء دون فهم ثم أسرعت تجلب ما تحتاجه و حين عادت وجدته يغفى فجلست جواره و بدأت تجفف عرقه فهمس بغياب :
" تأخرتِ "
هزت جزاء رأسها نفيا ثم قالت بخفوت و هي تساعده في تناول خافض الحرارة :
" لا .. لقد عدت بسرعة كما طلبت "
" تأخرتِ لسنواااااااااااااااااات "
دمعت عيناها رغما عنها و داعبت منابت شعره ثم همست :
" لكنني عدت .. انا معك "
ابتسم لها بكر بإعياء ثم فتح عينيه ببعض التركيز قائلا بعد لحظات بصوت حذر :
" لقد تحدثت مع ابي .. لقد وجده "
اتسعت عينا جزاء بعدم تصديق فأمسك بكر بخصلة من شعرها هامسا بتعب :
" انتهى الأمر غاليتي .. سنعود غدا الى المنزل و نفضحهم جميعا "
دمعت عينا جزاء لكنها ابت البكاء فسألها بصوت مرهق و هي تضع الكمادات على جبهته :
" هل أنتِ مستعدة لإغلاق تلك الصفحة الابد ؟! "
اومأت جزاء دون إجابة و رهبتها من الأمر تلجم لسانها عن اي حديث فظل بكر يداعب خصلتها إلى أن همست بخوف رغم أنها تعلم إجابة سؤالها يقينا :
" هل ستكون بجانبي ؟! "
" للأبد "
" لن تتركني ؟! "
" ابدا "
" ستحميني منهن ؟!! "
" بروحي "
" إنهم عائلتك ! "
حين لم يصلها رد منه أدركت أنه استسلم اخيرا للنوم فظلت تتابع عملها لوقت طويل إلى أن شعرت بانخفاض حرارة جسده فابعدت القطن المبلل ثم مالت و قبلته بنعومة شديدة ليهذي هو باسمها حين ابتعدت عنه فتمسح على جبهته الرطبة فيما تقول :
" و انت عائلتي "
تحرك بكر لينام على جانبه فاستلقت هي الأخرى جواره تحشر نفسها في حضنه و تلف ذراعيها حوله ، تقبل موضع قلبه و تهمس باعتراف :
" حياتي كلها باتت ُمعلقة بوجودك حولي .. ادامك الله لي "
قربها بكر من جسده بلا وعي فابتسمت بخفة و بقيت تحدق في وجهه إلى أن غفت تماما بين أحضانه .
...............................
دخل عبد الحميد غرفة والده فوجده يقرأ القرآن فجلس على الأريكة بصمت و هدوء إلى أن انتهى والده و أنتبه إليه قائلا :
" مرت أعوام كثيرة على اخر مرة جلست لي فيها هذه الجلسة "
قطب عبد الحميد بعدم فهم فأبتسم صفوان و أوضح :
" انت تجلس لي هكذا في حالتين .. حين تأتي لتطلب شيئا مهما أو عندما يحدث شيئا خطيرا "
ظل عبد الحميد على صمته لبعض الوقت ليأتيه صوت والده من جديد و إن كان متفكها بعض الشيء :
" أخبرني اولا .. طلب ام مصيبة ؟ "
التوت شفتي عبد الحميد بشبح ابتسامة ثم اجاب بنفس الطريقة :
" الاثنان يا حاج ... ماذا ترغب اولا ؟!! "
سعل صفوان قليلا فناوله عبد الحميد بعض الماء ثم جلس جواره قائلا بهدوء :
" لقد أتيت لأطلب منك شيئا تأخرت كثيرا في طلبه "
رفع صفوان حاجبيه ثم علق ساخرا :
" لولا معرفتي بك لظننتك ترغب بالزواج "
لم يتفاعل عبد الحميد مع مزاح والده ثم قال بعدها بصوت واثق :
" اريد منك أن تضعني مكان أمين في الشركة "
اتسعت عينا صفوان بصدمة مبدئية لكنه تمالك نفسه و سأله في المقابل :
" لما الان ؟!! .. لقد طلبت منك هذا الأمر فيما مضى اكثر من مرة و انت كنت ترفض بشكل قطعي "
اومئ عبد الحميد مؤيدا ليستطرد صفوان باستنكار :
" كنت تحملني ذنب وفاة زوجتك و كأنني دمرتك يوم ادخلتك كلية الشرطة و الآن تأتي لي بعد أن تخطيت الخمسين و تطلب مني أن أعطيك منصب ابنك الذي اجتهد ليلا و نهارا ليستحقه ! "
زفر عبدالحميد بضيق ثم أجاب والده بصراحة تامة :
" انا أفعل كل هذا من أجل ابني .. امين لن يحظى بالراحة ابدا طالما انت تضعه مكانك "
قطب صفوان سائلا باستنكار :
" ماذا تقصد ؟! "
نهض عبد الحميد قائلا :
" انت قلتها بنفسك منذ قليل .. اجتهد ليلا و نهارا ، يا ابي لقد سرقنا شبابه دون أن نقصد .. أنظر إليه بحق الله هل هذا منظر شاب في منتصف الثلاثينات ؟! .. قارن بينه و بين أخاه ستجده لم يحظى بنصف ما حظى به بكر فقط لأنه كان يُعد ليصبح الكبير رغم أن جاسم هو الأكبر منه "
لم يعلق صفوان تاركا المساحة لابنه حتى يفضي ما بجعبته فلم يخب ظنه و استطرد عبد الحميد منفعلا :
" و هذا الأمر خلق بين الشابين فجوة كبيرة .. انا لا اريد ان يكون هناك عداوة بين ابني و ابن عمه ، لا اريد ان يكون امين كبير العائلة من بعدك على حساب حياته ، بحق الله يا ابي هل تذكر اخر مرة رأيت فيها امين يأخذ عطلة أو يخرج مع أصدقاءه لبعض الوقت ؟!! .. هل تذكر انك رأيته يخطئ و لو لمرة واحدة ؟! .. الولد ليس انسان آلي يا ابي يتبع تعليماتنا دون أن نبالي به "
ظهر الضيق على وجه صفوان ثم سأل ابنه بسخرية سوداء :
" و هل سنجزيه بعد كل تلك الأعوام من الكد و العمل بتنحيته من منصبه لنعطيه لك انت و انت لم تتعب نصف تعبه ؟! "
زفر عبد الحميد بغيظ تام من منطق أبيه ثم قال بتحدي واضح :
" خيره يا حاج .. اسأله اذا كان يرغب في رئاسة الشركة مقابل سنوات شبابه ام لا ؟! "
لم يرد صفوان بشيء ليكمل عبد الحميد بندم سطع بين حروفه :
" أعترف أنني تأخرت لكني غرقت تماما في رثائي و تركت الاولاد يتخبطان لأجد الكبير قد غرق تماما في دوامة الايثار و الصغير يتخبط بحثا عن ماضيه الذي وجد فيه نفسه "
نظر صفوان إليه بغير رضا ثم سأله بتحدي مستفز :
" وهل ستقدر على قولها لأبنك ؟! .. هل ستقدر على الوقوف أمامه و سلب سنوات طويلة من العمل منه ؟!! "
جاءته الإجابة دون لحظة تردد :
" اجل سأفعلها .. سأسلبه سنوات التعب و أهديه بدلا منها سنوات طويلة من الراحة ، ابني يستحق ذلك و اكثر "
لم يظهر الاقتناع على وجه صفوان فرمى عبدالحميد رميته الاخيرة قائلا بخبث :
" هل ستقدر انت على رؤية جاسم و امين يتقاتلان يا حاج ؟! .. هل ستقدر على رؤية أحدهما يقتل الآخر من أجل المال و النفوذ و ما الى ذلك ؟! "
في لحظة تغير وجه صفوان لكنه كابر و قال بصوت غير واثق :
" لن يفعلا ذلك "
ابتسم عبد الحميد بمرارة شديدة ثم قال :
" لقد فعلاها و تقاتلا "
ارتد وجه صفوان و شحب و ظل ينظر إلى ابنه بغير تصديق فأكمل عبد الحميد خطته و استطرد يهول الأمر :
" يجب أن يكونا في نفس المكانة حتى نضمن أن لا يتولد الحقد بينهما .. انظر كم كانا قريبان من بعضهما في سنوات مراهقتهما و انظر الى حالهما الآن و سترى بنفسك ما اتحدث عنه ، قتل أحدهما للآخر أصبح مسألة وقت لا اكثر "
صمت صفوان تماما يحدق أمامه بشرود فاقترب عبد الحميد منه قائلا بما يشبه التوسل :
" سأكون لك الابن الذي رغبت به دوما لكن ارجوك يا ابي .. ارجوك اترك امين يعيش حياته "
صمت صفوان يقلب الأمر في رأسه ثم قال بعد دقائق طويلة من الصمت التام :
" حسنا .. أخبره و إن وافق على هذا الأمر كان بها لكن إن لم يرغب بمنحك سنوات تعبه لا تتحدث في هذا الأمر من جديد "
اتسعت ابتسامة عبدالحميد برضا ثم مال يقبل كتف والده و كفه فيما يقول :
" حفظك الله لنا جميعا يا حاج "
انتظر صفوان خروجه من الغرفة و حين ظل عبد الحميد مكانه سأله صفوان متأففا :
" ماذا تريد ايضا ؟!! "
تنحنح عبد الحميد ثم قال بصوت خافت :
"هذا كان الطلب يا حاج "
رفع صفوان حاجبيه بعدم فهم للحظات ثم تذكر فقال بقرف :
" آه .. اخبرتني أنهما طلب و مصيبة "
تمتم عبد الحميد محاولا تخفيف الأمر عليه :
" ليست مصيبة بالمعنى الحرفي لكنه أمرا لن يسرك "
نظر له صفوان منتظرا فقال عبد الحميد بنبرة حذرة :
" الأمر يخص .... حامد و ام جزاء رحمها الله "
انقلبت مقلتي صفوان لكنه ظل على صمته يراقب ملامح ابنه القلقة ليستطرد عبد الحميد بعد لحظات :
" حقيقة ما حدث في الماضي مغايرة تماما لما نعرفه يا حاج .. لقد تأكدت اليوم من هذا الأمر "

نهاية الفصل الثاني و العشرون

قراءة سعيدة 💚💙💙💚


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-19, 10:54 PM   #137

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هههههههه بكر غسلت يدي منه خلاص مجنون 😂😂😂
عبد الحميد كلم ابوه قبل ليجوا بكر وجزاء من السفر وصفوان بيعاقبهم وجزاء بتموت قهر لانها ما فضحتهم 😢
شكرا لك للفصل الرائع 😍

Hager Haleem likes this.

Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-19, 03:18 AM   #138

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

ايوه ياجاسم اتحرك كدا زهقتنى واخيرا بدأ يفجر حصون وصال

عهد مش معنى انها صالحت امين انها كدا هتسكت ومش هتحاول تعرف باللى حصل هى بس بتديه فرصة عشان يخرج اللى فى قلبه بدون ضغط
مديحه فوضت فيكى الامر لله

عبدالحميد قرر يقول الحقيقة اخيرا لأبوه بعد ما قدر يجمع الادلة ودلوقتى عايز يرجع الشركة تانى ياترى رد الفعل ايه

بكر المرة دى صعب عليا كفاية ان الليلة انضربت منك لله يابنت صباح
تسلم ايدك ياقمر

Hager Haleem likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-08-19, 09:36 PM   #139

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة reem1997 مشاهدة المشاركة
هههههههه بكر غسلت يدي منه خلاص مجنون 😂😂😂
عبد الحميد كلم ابوه قبل ليجوا بكر وجزاء من السفر وصفوان بيعاقبهم وجزاء بتموت قهر لانها ما فضحتهم 😢
شكرا لك للفصل الرائع 😍
انتي كان لسه عندك امل في بكر 😂😂😂


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-19, 09:39 PM   #140

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
ايوه ياجاسم اتحرك كدا زهقتنى واخيرا بدأ يفجر حصون وصال

عهد مش معنى انها صالحت امين انها كدا هتسكت ومش هتحاول تعرف باللى حصل هى بس بتديه فرصة عشان يخرج اللى فى قلبه بدون ضغط
مديحه فوضت فيكى الامر لله

عبدالحميد قرر يقول الحقيقة اخيرا لأبوه بعد ما قدر يجمع الادلة ودلوقتى عايز يرجع الشركة تانى ياترى رد الفعل ايه

بكر المرة دى صعب عليا كفاية ان الليلة انضربت منك لله يابنت صباح
تسلم ايدك ياقمر
انتي على طول عيالي مزعلينك كده 😂
هما أينعم يعلوا الضغط بس غلابة والله 😂😂😂


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.