آخر 10 مشاركات
دموع رسمها القدر * مميزة ومكتملة *_ بقلم ديدي (الكاتـب : pretty dede - )           »          82 - الحمقاء الصغيرة - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          315 - شمس الحب ...لا تحرق ! - رينيه روزيل (تصوير جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          345 - هروب من الماضي - تامي هوبر - م . د** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree183Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-19, 10:05 PM   #121

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنزل الفصل الجديد حالا 😘😘


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 10:06 PM   #122

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العشرون :
وقفا متقابلين ...
المسافة بينهما خطوة .. و بين قلبهما بعرض السماء و الارض !
عيناه تبحث عن صبر، عن ثقة، عن تفهم .. عن سؤال قبل إصدار الحكم ..
و عيناها تبحث عن القطعة الناقصة فيما سمعت ..
تبحث عن لمحة واحدة في وجهه تخبرها أن ما سمعته لم يحدث قط !
ستصدقه .. تقسم أنها ستصدقه فهو بوصلتها .. ملاذها .. هو ... هو أباها كما يخبرها دائما ً ..
بكر لا يكفر عن ذنبه بها ..
هو يحبها من كل قلبه و كيانه ...
أليس كذلك ؟!
وهو يقف أمامها حاله لا يختلف عن حالها كثيرا ً ...
لم يرغب أن تعرف بهذا الشكل !
عيناها لأول مرة ترتدي ثوب الطلاسم في حضوره فلا يفهم ما يدور بخلدها ..
يتخبط وحده و داخله يهتف حانقا ً أنه ليس من العدل أن تحاكمه على خطأ ارتكبه في طفولته فتبزغ عقدة ذنبه القديم و ترد باستهزاء لا يرحم أن خطئه الصغير دفعت هي ثمنه بطول عمرها كله !
تحركت جزاء فجأة من أمامه فلحقها ليهتف عبد الحميد محاولاً إيقافه :
" انتظر .. دعها تهدئ أولاً "
فلا تتوقف خطواته الملاحقة لها و كله مرتعب من أن تجن فتهرب من بين يديه من جديد فيما يرد على أبيه بصوت مهزوز :
" لا .. إن كانت ستنفجر فلتنفجر بي "
هربت إلى غرفتها و همت بإغلاق بابها لكن يده كانت لها بالمرصاد ليدخل بعدها إلى غرفتها و يغلق عليهما الباب بالمفتاح ليضعه بعدها في جيبه ثم يستدير إليها محارباً رجفة قلبه فيما يهتف بأول ما جاء في عقله بعد لحظات طويلة من الصمت المطلق بينهما :
" لا تقول ِ انكِ ستحاسبينني الان على ذنب اقترفته و انا طفل "
بقيت جزاء على صمتها للحظات كارثية بالنسبة له و عقله يموج بألف سؤال ..
هل ستتركه ؟!!!
هل ستفهم ؟!!
كيف ستتقبل ؟!!
كيف ستغفر و هو نفسه لم يغفر ؟!!
بكلمة منه كان سيغير قدرها لكنه شاركهم جريمتهم بصمته !
" لا تصمتِ هكذا .. تكلمي، تشاجري معي، عاتبيني .. افعلِ اي شيء "
انتفضت حين هدر بها فزفر بتوتر جلي لعينيها ماسحاً وجهه بكفيه ثم قال بعدها بتوسل واضح و إن كانت نبرته اكثر تماسكاً دون أن يجرؤ على الاقتراب منها :
" جزاء .. ارجوكِ لا تصمتِ هكذا "
أجلت جزاء حلقها و سألته بخفوت :
" لما لم تخبرني ؟!! .. لما لم تخبر أحد ؟! "
سألته و قلبها يردد بعنف لديه سبب .. بالتأكيد لديه سبب جعله يصمت
بكر يحبها و لم يكن ليتركها تعاني الويلات بمفردها ابدا ً إلا لسبب قهري !
عيناه لا تزال تبحث عن تفهم يلمع في نظراتها يطمئنه فلا يجد ضالته ..
كتابه المفتوح احترقت صفحاته و نشبت نيرانها في قلبه هو !
" كنت طفل .. لم اعي ما يحدث ، خفت "
يمطرها بأسبابه دفعة واحدة فتقطب هي و تقترب منه تسأله من جديد :
" لما لم تخبر اباك أو حتى امك ألم تكن حافظة اسرارك ؟!! "
كاد أن يتكلم فتقاطعه هي بهذيان ترسم الصورة من وجهة نظرها :
" حسناً خفت وقتها حين رأيتهم يأخذونني من امامك .. ماذا عن السنوات التي تلت ما حدث ؟!! .. بعد أن أبتعد عنك الخطر .. لما لم تتحدث بعدها أبداً يا بكر ؟!! "
أنهت سؤالها بنبرة حادة عالية فأجابها هو و عقله يهول له عظم ذنبه :
" لم املك اي دليل .. لم يكن ليصدقني أحد "
ضحكة مستهزئة منها تبعتها اول دمعاتها لتقترب منه أكثر إلى أن وقفت أمامه و سألته بسخرية مريرة :
" و هل كنت تملك دليلا ً حين قررت الاستعانة بأبيك بعد عودتي ؟! "
صمت غير قادراً على الرد فتمسح هي دموعها فيما تقول بألم :
" أتعلم انك بصمتك حكمت عليّ و على امي بأكثر من عشرين سنة من العذاب ! "
" كنت طفل "
يهمس بها و هي تلقي في وجهه الحقيقة الذي كان يهرب منها دائما ً ..
انه شاركهن بجرمهن !
" أعلم .. و لا استطيع القاء اللوم عليك "
رفع عيناه عن الأرض بأمل لم يجد الوقت ليزهر حين استطردت هي بما جعل عيناه تتسع بغباء :
" لكن معنى هذا أن كل ما قدمته لي كان أكذوبة .. مجرد تعويض عن ذنبك، كنت فقط تكفر عن خطيئتك و ......... "
لم يصله بقية حديثها و عقله يردد بلا توقف انها مجنونة حتماً !
هل اصبحت الآن تشك في مشاعره و تصنفها على مزاجها ؟!!
هل هد بغبائه جسور الثقة التي كان يبنيها بينهما طوال الشهور الماضية ؟!!
اقترب منها بكر بغتة فكادت تتراجع خوفاً الى الوراء لكنه امسك بها قائلاً بعنف :
" حقاً ؟!! .. اكفر عن ذنبي ! .. حسناً ماذا عن هذا ؟!! "
قالها و هو يمسك يدها و يضعها فوق صدره هاتفاً من جديد :
" هل اضطرابه و ركضه إليكِ فور أن يشعر بوجودك حتى لو لم تراكِ عيناي عقدة ذنب ؟!! "
اضطربت جزاء وكادت تبعده عنها لكنه تمسك بها اكثر و وضع كفها على جانب جبهته مستطردا :
" و ماذا عن هذا ؟!! .. صورتك التي لا تفارقه و تفكيره بكِ ليل نهار عقدة ذنب ! "
ارتعدت جزاء و شهقت حين جذبها مرة واحدة فارتطمت بصدره و أكمل حديثه قائلاً بجنون أمام شفتيها :
" و ماذا عن هذا ؟!! "
ليميل إليها و يقبلها بلا ارتواء لدقائق طالت بينهما واضعا ً كفه فوق قلبها و واضعاً كفها فوق قلبه يستشعر كل منهما نبضات قلب الآخر ليبعدها عنه بعدها هامسا ً بلهاث :
" هل تلك الرجفة التي تسيطر علينا معاً حين يلمس أحدنا الآخر عقدة ذنب أيضاً ؟!! "
دمعت عيناها بعجز ممتزج بخوف من أن يكون كل ما تحيا به مجرد خدعة من القدر !
تكاد تموت رعباً من أن يتضح لها أن هواجسها حقيقة فيتركها بكر بعد أن يثبت براءة امها حين يكتشف أنـ.......
و كأنه في نزال مع أفكارها فيزلزلها اكثر وهو يداعب وجهها بطرف أنفه مقبلاً كل انش منها ثم يميل مجدداً غامرا ً وجهه في شعرها هامسا ً باحتياج و لهفة :
" قلبك يجن و يرتجف حين المسك و قلبي حاله لا يعلم به غير الله ... عن أي عقدة ذنب تتحدثين أنتِ ؟!! "
قبلاته الصاخبة لعنقها لا تتوقف و هدير قلبها يشاركه الصخب فتهمس هي تناجيه باسمه أن يتوقف دون أن تقدر على إبعاده لكنها لا تزيده الا جنونا ً بها ليهدر هو بعنف قبل أن ينقض على شفتيها من جديد :
" كل ذرة بروحي ترغب بك .. تناجيكِ ، طامعة بكِ .. لن يسلبك مني إلا موتي "
حاولت جزاء مقاومته حين تجرأت يداه عليها أكثر لكنه كان كالجدار لا يتزحزح فلم تجد حلاً اخر و ضربته بقدمها على ساقه بكل قوتها فتأوه بألم مبتعداً عنها ينظر لها بلهاث فيرى آثاره واضحة عليها بدئاً من شعرها المشعث مروراً بوجنتيها القرمزيتين و انتهاءً بشفتيها التي تلطخت ببقايا احمر الشفاه الذي كانت تضعه في الصباح و آثار احتكاك شعيرات ذقنه الخشنة فوق عنقها !
" هل وعيت لنفسك ؟!! "
هتفت بها حتى توقظه من تأملاته التي توهنها فيرد عليها بوقاحة تغطي توقه لها :
" وعيت .. وعيت لما بين يدي "
كادت أن تطرده كعادتها لكنه رفع كفه قائلاً بدلاً منها :
" سأرحل .. هذه اخر مرة ستطردينني بها من الأساس "
اعطاها ظهره و اخرج المفتاح ليفتح بعدها الباب فتحركت هي الأخرى حتى تغلق الباب على نفسها بعد ذهابه لكنه قال قبل أن يرحل بجدية مدركاً أن ظنونها لم تُطمس بعد :
" انا اعشقك يا جزاء .. امتلكتِ قلبي يوم عودتك .. اسميه جنون، هوس أو حتى غباء لا يهم ، قد يكون تعلقي القديم بكِ عقدة مثلما تقولين لكن هذا حين كنت انا طفل لا يدرك ما يمر به أما كل مررت به معك منذ أن جئتِ لا مسمى له عندي غير الحب ومهما يحدث بيننا سأظل عاشقاً لكِ "
خرج بكر بعد ذلك من غرفتها متمنياً أن تكون المرة الأخيرة التي يتركها فيها بمفردها مدركاً للأسف أنه لا يزال أمامه الكثير حتى يحظى بثقتها المطلقة .
..............................................
( اليوم التالي )
يقف في الحديقة يتابع بعينيه العاملين و هم يضعون لمساتهم الأخيرة على المكان فيما يضع هاتفه على أذنه ليأتيه نفس الرد من جديد ..
" الهاتف المطلوب مغلق او غير متاح من فضلـ..... "
اغلق أمين هاتفه و شتم من بين أسنانه لاعناً غباءه المرة الألف !
هل كان يجب أن يحدث ما حدث في هذا التوقيت ؟!!
هل حظه اسود لدرجة أن يقضي يوم عقد قرآنه و عروسه غاضبة منه ؟!!
غاضبة !! ...
الوصف الأصح انها ساخطة عليه ..
منذ ما حدث وهو يحاول التواصل معها بلا أي نتيجة تُذكر و كأنها انقلبت لأخرى قاسية غير عهد التي عرفها تماماً !
حسناً لقد أدرك خطأه معها و تسرعه كما يعلم أنها لا ذنب لها في تلك التجربة اللعينة التي جعلت منه ما هو عليه الآن لكن اليوم يوم مختلف بل يوم لن يُكرر في حياة أياً منهما أبدا ً !
اليوم سيتوحدان ، سيمتزجان .. سيلتف عمره على عمرها ..
اليوم ستُكتب على اسمه هو مما يوضح أنه اليوم بالأخص لا مجال الخصام فيه !
" وااااااااااااااو ما هذه الوسامة يا زينة الشباب ؟!! .. لا يجب أن ارقيك قبل أن تصيبك عين "
التفت امين لتتسع عيناه للحظات بانبهار واضح قبل أن يغشاها الحنان فيقترب من وصال التي تقف أمامه بثوب اقل ما يقال عنه أنه رائع يجعلها تبدو مثل الأميرات بلونه الازرق الغامق و تصميمه الفريد حيث التف حول صدرها و خصرها فيرسمهما بشكل جذاب خاصةً بعد فقدانها للوزن في الفترة الأخيرة ثم ينساب عليها بطبقات متعددة من الشيفون الثقيل المرصع ببضعة فصوص بلون ذهبي باهت كالتي تنتشر على طبقة الشيفون الأخرى التي تغطي ذراعيها ..
اما عن شعرها المفقود فقد استعانت بشعر مستعار طويل و جمعته خلف عنقها بشكل كلاسيكي أضاف إلى طلتها نعومة و ألق غير معتاد .
" هل ابدو بكل هذا الجمال ؟!! .. احترس أن تراك العروس ، ستفتك بك بعصا المكنسة "
قالتها وصال ضاحكة فاقترب منها امين قائلاً بمزاح :
" يحق لي التحديق .. من يراكِ يظن انكِ العروس ، من أين لك ِ بهذا الفستان الرائع ؟!! "
اسبلت وصال اهدابها وقالت بغموض :
" هدية "
كاد أن يستفسر لكنها قاطعته بمكرها المعتاد :
" هل تشاجرت معها ؟!! "
اتسعت عينا امين و سألها بتعجب :
" كيف عرفتِ ؟!! "
ضحكت له بخفه ثم قالت بخفوت عابث :
" انا اعرف دبة النملة في اي مكان اكون فيه .. أخبرني ماذا فعلت يا آخرة صبري ؟!! "
احتدت نظرته بتمثيل فقالت هي ضاحكة بحبور :
" لا تحاول .. انت لا تجيد الايذاء يا أمين "
عادت ابتسامته تتشكل فوق ثغره و إن كانت مصطنعة هذه المرة ثم زفر بعدها وقال بغموض :
" اجيده يا صغيرة .. مثلما اجيد المداواة اجيد أيضاً الايذاء "
ربتت وصال على مرفقة ثم قالت بعدها بمؤازرة تجيدها :
" لقد علمت أن هناك ما حدث بينكما من ملامحها ، عهد ليست على طبيعتها رغم أنها حاولت جاهدة لعب دور العروس السعيدة "
زفر امين بقنوط فقرصته هي بخفة ثم استطردت :
" هون عليك يا اخي، هل اخبرك سراً ؟!! "
نظر لها امين بترقب فقالت بثقة و هي تضع اصبعيها الإبهام و السبابة أمام بعضهما :
" تلك الفتاة التي في الأعلى غارقة في عشقك حتى أذنيها منذ أن كانت بهذا الحجم .. احبتك طفلة و مراهقة و سأكشف سرها و اخبرك انني رأيتها تبكي في ركن خفي يوم زفافك انت و علياء لهذا عدل الله يقول ان بعد كل هذه السنوات التي مرت و تحملت هي فيها لا تؤاخذني غبائك و لعبة اصدقاء حتى الموت التي كنت تلعبها معها انك اليوم مُطالب بفعل اي شيء حتى تنال رضاها و تسعدها حتى و إن وصلت أن ترقص لها فوق الطاولات والكراسي "
لم يضحك امين على مزحتها و ابتلع ريقه مجفلاً ..
رباه هل كانت تنتظره كل تلك الأعوام ؟!!
هل جرحها بدون قصد لأكثر من .....
يا الله لا يدرك حتى منذ متى !
كيف لم يراها منذ البداية و سلم مقاليد قلبه لأخرى خائنة ؟!!
و كيف احتملت هي حضور كل مراسم زواجه ؟!!
" يا الله يا عهد .. ماذا فعلت بكِ و بنفسي ؟!!! "
تمتم بها امين قبل أن يتخذ قراره و يدخل الى البيت بخطوات سريعة قاصداً غرفتها مقسماً بأغلظ الايمان أن لا يتركها الا بعد أن تصفح عنه .
.........................
يبحث عنها بعينيه في كل مكان إلى أن اصطدمت عيناه ببهاء حضورها فكادت أن تخرج منه شهقة كتمها بمعجزة ثم ظل واقفاً مكانه ينهل بعينيه من عبق حضورها ..
لم يتخيل في أعتى أحلامه أن تكون بكل هذا الحُسن و كأنها حقاً أميرة قد وجدت طريقها إلى أرض الواقع !
يراقبها بقلب ينتفض غيرة تشاكس امين و تضاحكه كما لم تفعل معه يوما لكن هل يلومها ؟!!
ألم يكن هو من نبذ نفسه من العائلة و كل ما يخصها حتى قررت تلك الشقية أن تدك كل حصون حقده و تأتي به رغماً عن أنفه !
طوال الفترة الماضية و عقله يثأر منه يومياً فيذكره بحقارته معها في اكثر من موقف فيزداد غضبه من نفسه اكثر و اكثر كما يزداد أيضاً تصميمه في الاقتراب منها و نيل رضاها .
تزامنت خطواته المقتربة منها مع ابتعاد الآخر حتى لا يفتعل مشكلة هو في غنى عنها ثم وقف أمامها مطلقاً صفير خافت فيما يقول محاولاً استفزازها :
" ما هذا ؟!! .. هل لدينا عروس ثالثة ؟!! "
رفعت له وصال عينيها بعد أن كانت تعبث بهاتفها رغم علمها بقربه منها تنظر له بتحدي رغم أن كل جزء فيها يستحلفها بأن توقف حربها الباردة ضده !
رباه كم اشتاقت إليه ..
جل ما تتمناه الآن أن تختفي بين ذراعيه تبكي استحالتهما !
أجل لم يعد هناك أي طريق يجمعهما بعد ما أصابها ..
فماذا تملك هي الآن لتهديه إياه ؟!!
جسد واهن !
خطر يحوم حولها دائما ً !
ام أنوثة ناقصة بعد أن صار احتمال انجابها ضعيف للغاية !
انتشلها صوته العميق من لجة أفكارها حين قال :
" الحمد لله انكِ قبلتِ هديتي لكن هناك شيء ..... "
تعمد ترك جملته مفتوحة حتى يسترعي انتباهها فنظرت إليه تتفحص بذلته التي اختارها بنفس لون فستانها ثم قالت ببرود تعمدته :
" ماذا ؟!! .. ألا ابدو جيدة بنظرك ؟! ... يؤسفني اخبارك بأن رأيك لا يهمـ..... "
قاطعها جاسم حين أمسك بكفها و تحرك قائلاً بهدوء و كأنها لم تكن تهينه منذ لحظات :
" تعالي يا وصال .. اريد ان اعطيك شيئا ً "
حاولت سحب يدها منه قائلةً بسخافة تداري خلفها مشاعرها :
" لا اريد منك شيء ..... "
ابتلعت بقية كلامها حين التفت لها قائلاً أو بالأحرى آمراً بصرامة :
" قلت تعالي "
تحركت وصال معه بصمت إلى أن تواريا عن الأنظار فنظر لها قائلاً بصوته الرخيم الذي يزلزل قلبها :
" تبدين فاتنة ، لم اتخيل أبدا ً أن الفستان سيناسبك هكذا "
توترت من تبدله و كادت تتحدث لكنه قاطعها من جديد حين اخرج من جيبه علبة من القطيفة الناعمة باللون الازرق الداكن و اخرج منها عُقد مرصع بالماس فيما يقول :
" اعتقد ان هذا سيكمل اطلالتك "
نظرت وصال الى ما يحمل و اتسعت عيناها بإعجاب تداركته هي حين قالت بصوت خرج رغماً عنها مهتزاً :
" قلت لك ...... "
قاطعها جاسم حين لفها من كتفيها غير عابئاً بشهقتها المصدومة ليضع بعدها العُقد حول عنقها بسرعة اربكتها فيما يقول مهادناً بصوت خفيض :
" توقفي عن الدلال .. لقد رأيت أنه اعجبك "
أنهى إغلاق القفل ثم مال سارقاً قبلته الأولى من خلف عنقها مما جعلها تنتفض بين يديه لكنه لف ذراع حول خصرها يدعمها و يمنعها من الهرب و لف الآخر حول كتفيها واضعاً كفه فوق قلبها فيما يهمس جوار اذنها بأنفاس كاللهب :
" منذ طفولتك و أنتِ تسرقين القلب ببراءتك و شقاوتك .. يزيد العمر عاماً بعد عام و تبقين أنتِ كما أنتِ و كأن الزمن يتوقف عندك فلا يستطيع تغييرك "
حاولت وصال الفكاك منه لكنه كمن القى عليها تعويذة ثبتتها و اوهنت مقاومتها لكنها مع ذلك ردت عليه و إن كان بصوت متهدج :
" مخطئ .. لقد تغيرت كثيرا ً "
فيناطحها هو بالقول :
" للأجمل .. للأقوى و للأشهى ، لا تزال الصغيرة التي كنت أضعها فوق كتفي عالقة بداخلك .. رغم ابتعادي رغم هروبي رغم غبائي السابق لا تزال تنتظرني هنا "
قالها مشيراً إلى قلبها لترتجف هي أكثر ثم تهمس بصوت مكتوم تحارب دموعها التي تهددها :
" لم يعد اي شيء كما كان ، انتهى ...... "
و كأنه مقسماً على ألا يجعلها تكمل اي حديث تبدأه إذ قاطعها من جديد ضاماً إياها إليه اكثر قائلاً بصبر :
" لم يبدأ بعد حتى ينتهي .. و لن ينتهي أبدا ً يا وصال ، انا مستحيل أن اتركك بعد أن وجدتك "
هزمتها دموعها ليتجمد هو للحظات ثم يلفها أخيرا ً لتواجهه قائلاً بألم :
" لما الدموع الآن ؟!! "
تطرق برأسها فيضمها هو إليه ثم يميل و يقبل رأسها مراراً معتذراً عن كل لحظة اوجعها فيها بقصد أو حتى بدون قصد لكن شهقاتها المكتومة في صدره لا تتوقف فيجد نفسه يبعد رأسها عن صدره و يهتف ناظراً إلى عينيها :
" قسماً بالله سأعوضك عن كل ما فعلته معك و إن امضيت عمري كله أسألك الغفران "
فتبتعد هي عن كفيه الممسكين بها بتملك و تهتف بحرقة :
" افهم .. أفهم لم يعد يجدي نفعا ً "
" لماذا ؟! .. أنتِ تحبيني وانا أحبك ، أنتِ ترغبين بي و انا لم اعد أرغب بسواكِ إذا ً اين المشكلة ؟!! "
اعترافه بالحب بهذه الطريقة ارهبها و اخرسها فبقيت تنظر إليه بدموع لا تنضب ليتغلب عليه طبعه النزق و يهتف بها :
" انطقِ .. هل اصابك الخرس ؟!! "
اتسعت عيناها مجفلة بينما تدارك هو نفسه فاقترب منها من جديد دون أي محاولة للمسها قائلاً بهدوء مصطنع محاولاً عدم اخافتها :
" اسمعي .. انا اعلم جيدا ً حجم ما مررت ِ به و أدرك أبعاده لكن هذا الشيء انا لن اسمح لك ِ أن تجعليه حائلاً بيني وبينك ، انا سأتزوجك يا وصال حتى لو اضطررت لانتظارك العمر كله .. سأنتظرك لأنني احبك و لا اريد غيرك و ضعِ هذا الكلام في رأسك العنيد و اقهري به أي مخاوف وهمية تنتابك "
يجب أن تهرب ..
أجل عليها أن تفر من أمامه الان و تستعيد ثباتها قبل تنهار من جديد في حضرته !
أدرك جاسم ما يدور في عقلها فهمس لها بحنان أصبح يتخذه منهجاً في تعامله معها :
" اذهبِ الآن و قومي بتعديل تبرج عينيكِ "
لكن طبعه الحامي لا يتركه دون أن يضع لمسته في كلامه لتجده هي وقد تبدلت نظرته الحانية لأخرى فيما يمد سبابته و يحركها على شفتيها قائلا ً بغلظة :
" و خففي هذا الشيء بالله عليك ِ .. او يستحسن أن تزيليه تماماً "
ابعدت وصال رأسها عنه بحده و التفتت تعطيه ظهرها و قد عاد طبعها المتمرد لموقعه فقالت بتحدي وهي تتحرك عائدة :
" لن افعل "
اتسعت عيناه بغيظ و هم يلحق بها منادياً اسمها بخفوت حاد لكن اوقفه نداء عمه فذهب إليه متأففاً ثم اندمج معه بعد ذلك دون أن ينسى إلقاء نظرة خاطفة عليها كل دقيقتين .
....................................
لم يفلح ...
فعل كل شيء حتى تغفر له زلته الاخيرة لكنها لم تفعل !
تكلم معها لأكثر من نصف ساعة لكن عنادها الذي يعرفه تمكن منها بل إنها طردته في نهاية الأمر حتى تكمل تحضيراتها التي تعطلت بما يكفي كما سبق و اخبرته ..
حسناً يعلم جيداً أنه أخطأ لكنه اعتذر منها مراراً لما لا تصفح ؟!
لم يقل غضبها منه ولو قليلاً حتى إنها أعادت عليه حديثها السابق و أخبرته أنه لولا كرامة والدها لكانت ألغت عقد القران نهائيا ً !
أين عشقها السابق اللامحدود له ؟؟
كيف تحبه كل هذا الحب ولا تغفر له ؟!
تنهد أمين بضيق يشغل نفسه بمشاهدة المكان في شكله النهائي بعد أن انتهى تحضيره بالكامل ..
البالونات مختلفة الأحجام و الورود البيضاء و البنفسجية التي تلائم حفل زفاف نهاري أصر عليه السيد بكر متعللاً بأنه لن يطمئن اذا سافروا كل تلك المسافة من المزرعة حتى العاصمة في وقت متأخر ..
بدأ المدعوون في الحضور فلبس قناع الدبلوماسية الذي أصبح يمقته و بدأ في الترحيب بضيوفه حاقدا ً على أخيه الذي تركه بكل أنانية ليهتم بالمدعوين و لا يعلم أحد اين اختفى في تلك الدقائق الأخيرة قبل زفافه !
.............
( في غرفة جزاء )
لقد ذهبت اخيراً تلك المتخصصة التي حضرتها للحفل
تنهدت جزاء بتوتر ثم وقفت أمام المرآة تحدق في نفسها بوجل !
هل هذه هي ؟!!
كم تبدو ......
" ربااااااااه "
اطلقت صرخة مرتعبة و التفتت تحدق في المجنون الذي لا تعلم كيف اقتحم غرفتها هذه المرة !
صدرها يعلو و يهبط إثر المفاجأة بينما ظل هو متسمراً مكانه لا يقوى على الاقتراب منها ..
هل ترى بريق دموع في عينيه ؟!!
" كـ..ـيـ..ـف دخلـ...ـت ؟!! "
سألته بصوت هامس جاهدت لتخرجه ثابتاً و فشلت امام عينيه التي تنظر لها كما لو أنها .....
" فاتنة "
هل قال فاتنة أم يُهيئ لها ؟!!!
أخيراً تحركت خطواته ليقف أمامها قائلاً بعينين لامعتين :
" لم اكن سأسمح أبداً أن يراكِ أحدا ً قبلي "
زفرت بتوتر خيم عليها بينما مد هو يديه نحو وجهها برهبة و كأنه مرتعباً من أن يكون كل ما يمر به مجرد حلم آخر و سيتبخر من بين أصابعه !
لمس وجنتيها الساخنتين لتخرج منه زفرة حارة هامساً اسمها بخفوت فترفع له عينيها التي زادها الكحل اتساعاً فترى دموعه المكتومة بوضوح اكبر ..
قطبت لوهلة و همست اسمه تنظر له بلا فهم فيميل هو و يقبل رأسها بإجلال :
"كيف يمكن أن يكون الواقع اكثر روعة من الخيال ؟!! .. تخيلتك كثيراً و حلمت بكِ مراراً حتى من قبل أن اراكِ لكن لم يصل خيالي أبداً لجمال تلك اللحظة و أنتِ تقفين أمامي هكذا بثوبك الأبيض تُزفين لي "
ينظر بافتتان إلى ثوبها الأبيض المائل للذهبي الذي يلف كتفيها مظهراً عظمتي الترقوة لينحدر بعدها بتطريزاته الثقيلة متسعاً حولها راسماً قدها الرشيق بطريقة تعذيبيه لعينيه العاشقتين لكل ما فيها ..
اما شعرها فتركته منسدلاً حولها إلا من خصلتين رفعتهما من كل جانب فأعطى وجهها استدارة ناسبته ..
ظلت عيناه كعادتها تطالع كل انش منها و لا تغفل عن اي لمحة بينما فرت هي بعينيها الى كل مكان بخجل رهيب من نظرته التي تراها في عينيه لأول مرة !
لم تكن نظرة اعجاب ..
لم تكن نظرة انبهار ..
و لا حتى نظرة عشق ..
بل إنها نظرة رجل ينظر إلى جل ما يتمنى ، رجل ينظر إلى حلمه بعينين مفتوحتين كما سبق و اخبرها !
كيف لها أن تتصدى له بمفردها و هو يسقيها كل إحساس حرمت منه حتى ترتوي ؟!!
" لن يسلمك أحد لي .. لن اسمح لغيري بلعب اي دور في حياتك ، انا اباكِ و اخاكِ و حبيبك و زوجك و حاميك و عاشقك .. انا كل عائلتك "
يختم حديثه بقلبة أخرى منه على جبينها مدركاً بحدسه احتياجها كأي فتاة الى امها في يوم مثل هذا ...
رباه لو كانت أمه على قيد الحياة لكان منحها إياها عن طيب خاطر !
استغفر بكر ربه بخفوت بينما كانت هي الأخرى تطوف بنظراتها فوق ملامحه المشدودة لتجد لسانها همس دون سابق إنذار :
" انا احبـ...... "
" اياكِ "
قاطعها هادراً قبل أن تكملها فأجفلها ليضع بعد ذلك اصبعيه على شفتيها قائلا ً بغيظ عارم من توقيتها السيء :
" لو قولتيها الآن لن يخرج أحدنا من هنا و لو أتوا لي بالدفاع المدني ، اقبّل يدك احتفظي بها لنفسك لساعتين على الأكثر حتى يرحل هؤلاء المتطفلون و بعدها غنيها إذا شئت ِ "
كتمت ضحكتها فنظر لها شزراً و اعطاها ذراعه لتتمسك به فيما يقول من بين أسنانه :
" ادور حولك منذ عودتك و لم يحلو لك ِ قولها إلا الآن "
هزت رأسها يأساً منه بينما فتح هو الباب ليجد وصال و أباه أمامه الذي كان يحدق فيه ساخراً فيما يقول :
" حين أخبرني امين باختفائك المريب علمت انك هنا "
صمتت جزاء بينما قطب بكر قائلا ً بطفولية :
" كنت احضر زوجتي "
التوت شفتي عبد الحميد قليلاً ثم أشار لهما بالنزول فيما يقول :
" الحمد لله اني سأتخلص من فضائحك اخيراً "
اطلقت وصال ضحكتها الرنانة ثم علقت و هي تنزل معهم :
" ألا تعرف ابنك جيداً يا عماه ؟!! .. الأخ فضائحه لا تنتهي ما شاء الله عليه طاقته متجددة فيما يخص الفضائح "
ضحك لها عبد الحميد بينما نظر لها بكر بطرف عينيه لتستقبلهم بعدها الزغاريد من كل جانب .
............................
و على الجانب الآخر كانت العروس الأخرى ترسم ابتسامة مجاملة تقابل بها كل من يهنئها ..
تتصنع دور العروس السعيدة بامتياز خشية من أن يلاحظ أباها وجود شيء خاطئ فيسألها عما ألم بها ووقتها لن تستطيع اخفاء الأمر لا عنه و لا عن ادم الذي ينظر لها الان من بعيد بعينين ثاقبتين و كأنه يشعر بحدسه إنها ليست على طبيعتها !
نظرت الى امين الذي حاوط خصرها في تلك اللحظة هامسا لها بابتسامته التي لم يفقدها منذ بداية الحفل رغم حديثهم السابق :
" أنتِ ممثلة فاشلة جداً حبيبتي ، دعينا نتصافى الان حتى ترسمين ابتسامة حقيقية على وجهك بدلاً من تلك الابتسامة المستفزة التي تقابلين بها الجميع "
ضحكت عهد باصطناع ثم ردت عليه بنبرة باردة :
" هذا اقصى ما استطيع تقديمه يا ابن العم فلا تضغط عليّ أكثر من اللازم إذا كنت لا ترغب بفضيحة توصم بها لبقية عمرك "
بادلها الضحك جازاً على أسنانه بغيظ منها فقط يتمنى أن ينتهي هذا الحفل في اقرب وقت حتى يستطيع استمالتها من جديد ..
" هل يمكنني مقاطعة هذه اللحظة السعيدة و اراقص اختي ؟!! "
جاءتهم المقاطعة من ادم الذي لم ينتظر رأي امين و سحب أخته يراقصها مزاحماً بكر الذي كان يراقص جزاء بدوره غير عابئاً بصدمة امين البادية على وجهه ..
" متى تشاجرتما ؟!! "
حدقت عهد في أخيها تحاول اخفاء توترها ثم قالت :
" اول البارحة "
" لماذا ؟! .. ماذا فعل لكِ ؟!! "
وصلها سؤال ادم بنبرة جامدة فقالت كاذبة :
" لقد أثرت غيرته و هو غضب مني "
ابتسامة ادم المتهكمة كانت ابلغ رد على عدم تصديقه لروايتها ليأتيها قوله الساخر مؤكداً لها أنه لم يصدق حرف مما قالته :
" حقاً ؟!! .. أنتِ من اغضبته و هو من يحاول مراضاتك الآن ؟!! "
ابتسمت عهد بتوتر ثم أكملت كذبتها قائلة بخفوت متجنبة النظر إلى امين :
" أجل لأنني قلبت الطاولة عليه .. لقد اغضبته فصرخ عليّ و ها أنا اعاقبه على صراخه و فقدانه لأعصابه "
" انا لا اصدقك "
قالها ادم صريحة فزفرت عهد بقنوط تفكر بسخرية مريرة أنها لا تستطيع مشاركة أخاها ما حدث ..
ماذا ستخبره بحق الله ؟!!
هل ستخبره انها صُدمت في اخر لحظة بشخصية أخرى تسكن أمين و لم تراها هي من قبل ؟!!
هل ستخبره أن هذا الرجل الذي كُتبت على اسمه منذ دقائق معدودة لم يهتم بالضرر الذي حدث لها و ما كاد أن يحدث و ان كل ما فرق معه ان ابن عمه اللدود هو من ساعدها ؟!!
هل تخبره انها لم ترى في عينيه يومها خوف أو لهفة فأدركت انها لا تمثل له غير زوجة مثالية أهداها له القدر بينما كانت هي تعيش و ترسم وهم الحب طوال تلك الفترة بمفردها ؟!!
أجل اخبرها أنه يحبها لكن ليس بالقدر الكافي الذي يجعل خسارتها كارثة له مثلما كانت خسارة علياء ..
آه علياء ....
و هل تصل هي لمكانتها في قلبه ؟!!
مستحيل ..
" هل اكتفيت و استطيع أخذ زوجتي الآن ؟!! "
تنبهت على صوته فنظرت له عهد بهدوء ميت بينما هز ادم رأسه قائلاً بغموض ساخر :
" بالطبع .. لكن احترس قد استعيدها منك في اي لحظة فأنا لا املك اغلى منها "
نظرت عهد الى أخيها مبتسمة بدفء ..
كم تحب وقوفه جوارها دائما ً دون أسئلة او استفسارات !
يقدم لها دعم غير مشروط و يكاد يفتك بمن يضايقها رغم أنه الأصغر سنا ً !
ربت ادم على وجنتها بمحبة ليحاوطها امين بعدها سائلاً بهدوء :
" هل تكلمتِ معه عما حدث ؟! "
نظرت له عهد و شددت على حروفها :
" وهل ما حدث يمكن الكلام عنه ؟!! "
قطب امين ثم سألها من جديد :
" إذا ً لما شعرت بلهجة تحذير في كلامه ؟!! "
رغماً عنها ابتسمت و اجابته بمكر و كأنها توضح له إنها ليست بلا سند :
" لأنه لا يفكر حين يعلم أن أحدهم ضايقتني وما يوقفه الان هو أنني لم اقلها صريحة "
" هل تهدديني بأخيكِ يا عهد ؟!! "
سألها امين بذهول فردت عليه بلا تهاون :
" الأمر لا يحتاج إلى تهديد .. انت سألت و انا أجبت "
تنهد امين مستغفراً ثم حاول معها من جديد :
" يا عهد لقد اعتذرت منكِ مراراً .. ماذا افعل لتسامحيني على ما حدث ؟!! "
نظرت له و حدقت في عينيه لثواني ثم قالت بعدها بصوت قوي يخالف تماماً تلك الابتسامة الحالمة التي ترسمها على شفتيها بمهارة :
" هل تريد أن حقاً ينتهي الأمر ؟!! "
" بالطبع "
قالها بلا تردد فقالت هي بتحدي :
" أخبرني عما يدور بينك وبين جاسم و سأنسى ما حدث نهائيا ً كأنه لم يكن "
كعادته جمدت نظرته بل و اشتدت يده حول خصرها ثم أجابها كاذباً :
" أنتِ تعلمين أمر العمل و الشركـ...... "
قاطعته عهد و قد اتخذت البرود منهجاً في التعامل مثله :
" لا داعي .. لا تكمل "
زفر امين بضغط و رغماً عنه ألقى نظرة نحو ذاك الذي يقف في أبعد نقطة عنه !
ذاك الذي أسماه يوماً صديقاً و اخاً ..
ذاك الذي طعنه في ظهره ..
ذاك الذي فضلته زوجته عليه ..
ذاك الذي يبادله الان النظرات و كأنه يدرك ما يدور في خلده فيحدق في عينيه بتحدي وقح مثله ..
ذاك الذي سمع حديثه البارحة مع زوجة عمه و رآه كيف اهانها بصلافة ثم أدرك أنه كان يضع عينيه على زوجته و منذ زمن بعيد !
كما سمع علياء بأذنيه تهتف بحبها لجاسم وهي على ذمته ، سمع جاسم أيضاً وهو يعترف أنه أرادها لنفسه !
كل ما يريد معرفته الان هو الى اي مدى تطورت علاقتهما ..
عاد بنظره الى عهد فوجدها كما هي بل أصبحت نظرتها أكثر بروداً و تباعدا ً ..
هل يخبرها ؟!!
هل يصفعها بحقيقته و يعري أمامها كرامته المهدورة ؟!!
هل ستشفق عليه ؟!!
و هو نفسه .. هل سيقدر ؟!!
لا يعلم رد فعلها و لا يعلم كيف سيواجه هو الأمر !
لكن كل ما يعلمه أن هذا الجرح اللعين الذي ارقه لسنوات طوال آن اوان فتحه من جديد بل و التخلص من قيحه الى الابد .


نهاية الفصل العشرون
قراءة سعيدة 💚💜💙


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-19, 10:23 PM   #123

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هههه كناري الحب جزاء وبكر يجنننوا 😍
وأمين لا يزال في دوامته الي بتخرجه منها عهد ...كلام علياء كان هادم لرجولته قبل حبه عشان كذا شكله بيطول في الدوامه حبتين ...
وجاسم يا اخي ارحمنا من نظراتك الي تخلي الحليم مجنون هههههه ريح نفسك وريحنا معاك 😂
شكرا للفصل ي جميلة ❤

Hager Haleem likes this.

Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 02:14 AM   #124

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

انا من الأول قولت بكر دا مجنووووووون
ياعينى عليكى يابنت ياجزاء امك داعيالك الواد هايم وغارقين وكمان بيطرد نفسه بنفسه واخلاقه ياختاااااى عايزك تقوليله بحبك بينك وبينه بدل الفضيحه

جاسم ايه يابنى هو انت متلحقش تقول كلمتين حلوين ولازم الدبش اللى بيطلع فى الاخر دا

عهد ياخايبه علياء مين دى اللى بيحبها امين اسكتى اسكتى

امين خلص نفسك وقول كل حاجه لعهد عشان هى تهدى وانت عقدتك تتحل
حبيبتى ياجوجو تسلم ايدك



Hager Haleem likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 10:36 AM   #125

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,825
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

بكر وجزاء عسل
امين صح لازم يصارح عهد

Hager Haleem likes this.

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 09:51 PM   #126

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Reem1997 مشاهدة المشاركة
هههه كناري الحب جزاء وبكر يجنننوا 😍
وأمين لا يزال في دوامته الي بتخرجه منها عهد ...كلام علياء كان هادم لرجولته قبل حبه عشان كذا شكله بيطول في الدوامه حبتين ...
وجاسم يا اخي ارحمنا من نظراتك الي تخلي الحليم مجنون هههههه ريح نفسك وريحنا معاك 😂
شكرا للفصل ي جميلة ❤
دول كناري دول قرود هيقطعوا بعض


هههههههههههه جاسم يسكت يسكت و يبعتلها نظره توقعها


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 09:55 PM   #127

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
انا من الأول قولت بكر دا مجنووووووون
ياعينى عليكى يابنت ياجزاء امك داعيالك الواد هايم وغارقين وكمان بيطرد نفسه بنفسه واخلاقه ياختاااااى عايزك تقوليله بحبك بينك وبينه بدل الفضيحه

جاسم ايه يابنى هو انت متلحقش تقول كلمتين حلوين ولازم الدبش اللى بيطلع فى الاخر دا

عهد ياخايبه علياء مين دى اللى بيحبها امين اسكتى اسكتى

امين خلص نفسك وقول كل حاجه لعهد عشان هى تهدى وانت عقدتك تتحل
حبيبتى ياجوجو تسلم ايدك


و انتي عندك شك في اخلاقه دا متوضي و خلوق 😂😂😂

جاسم بقى مينفعش يكمل كويس للآخر لازم يحط التاتش بتاعه 😏😂

اما امين افندي ففوضت الأمر فيه لله


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 09:57 PM   #128

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Msamo مشاهدة المشاركة
بكر وجزاء عسل
امين صح لازم يصارح عهد
فعلا امين لازم يوضح موقفه بس هو برضه معذوز الموقف صعب


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 09:58 PM   #129

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاهزين للفصل الجديد 😉😉


الفصل الواحد والعشرون
ماذا عليه أن يفعل الآن ؟!!
هو يوم لا يعلم به إلا الله من الأساس ...
بعد كل ما خاضاه سوياً .. بعد كل ما كادت تهتف بعشقه في الصباح و بعد هذا العمر الطويل الذي انتظرها فيه و الأهم بعد كل تلك الطموحات و الاحلام والأماني التي رسمها لليلة زفافه عليها ها هو الآن يقف مثل التلميذ المُعاقب بعد أن هبطت عليه ابنة خاله التي لا يجد لها وصفا ً و خربت له الليلة !
لما يحدث كل هذا معه ؟!!
هل هذا حسد ؟!!
لا .. لا هذا حظه الأسود ..
ام إنه الاثنين سوياً ؟!!!!
اغمض عينيه ببؤس و هو يمج من سيجارته فتعود الذكرى و تقصف عقله مثل الصاعقة ...
حضور خاله و عائلته ليباركوا له ثم اقتراب جهاد ابنة خاله منه بحجة المباركة له و لزوجته لتقبل جزاء أولاً ثم تصدمه هو بقبلتين !
شتم بكر بخفوت و هو يضرب سور الشرفة أمامه بقبضته مردداً بغضب مكتوم :
" المنحلة القصيرة .. قبلتين ؟! .. قبلتين ؟! .. ليست واحدة حتى ! "
ليرمي بعدها السيجارة على طول ذراعه بضيق منفثاً الدخان بغل ثم يتحرك إلى الداخل مقرراً المحاولة معها من جديد ...
وقف أمام باب غرفتهما التي بات يعتقد أنه سيصيبه الشلل قبل أن يشاركها بها و استغفر ربه عدة مرات ثم طرق على الباب منادياً اسمها بأمل فلم ترد عليه ..
طرق مجدداً ثم قال بمهادنة :
" حبيبتي افتحِ الباب و دعينا نتفاهم بالعقل "
فترد هي عليه هادرة بوقاحة :
" احضر لي رجل يقبلني أمامك أولاً و بعدها نتفاهم بالعقل يا صاحب العقل "
اتسعت عيناه بغضب مجنون ليضرب على الباب هاتفاً بسخط :
" احترمي نفسك "
و كأن مستوى استفزازه لها قد تخطى حدود المعقول إذ فتحت له الباب و هتفت بجنون يساوي جنون نظراتها في تلك اللحظة :
" تقل لي انا احترمي نفسك ؟! .. و ماذا عنك انت يا محترم ؟!! .. لقد جعلتني أضحوكة و مادة للتندر و السخرية لعام مقبل بفعلتك السوداء "
تتسع عيناه بذهول فيشير إلى نفسه قائلاً بصوت مرتفع :
" فعلتي ؟!! .. ماذا فعلت انا ؟!! .. هي من قبلتني و ..... "
قاطعته جزاء تصرخ به و هي تعود ادراجها للغرفة :
" و ماذا فعلت انت يا محترم ؟!! .. اعطيتها الوجنة الأخرى لتتم مهمتها كاملة .. أتعلم انت .... انت ...... تباً لك "
صرخت في اخر حديثها حين لم تجد وصفاً له لتهم بمغادرة الغرفة فيمسك بمرفقها هادراً بصوت اعلى :
" لا ترفعي صوتك عليّ و اياكِ أن تصرخي في وجهي من جديد "
تحاول تخليص مرفقها منه فيما ترد عليه بنفس النبرة المرتفعة :
" انا لا أصرخ .. انت من يصرخ "
" انا لا اصرررررررررخ "
يصرخ بها بعلو صوته فتنكمش داخليا و تنظر له مجفلة ليعم عليهما الصمت المطلق لعدة لحظات بقيا ينظران فيها إلى بعضهما و يلهثان ..
سحبت جزاء مرفقها من جديد بين يديه فلم يقاومها هذه المرة ثم بادر هو من جديد قائلاً بنبرة اكثر تماسكاً :
" هل عاد عقلك لرأسك ؟!! "
ارتفع حاجبيها باستنكار و همت بالرد عليه ليقاطعها مهدداً :
" اقسم بالله اذا صرختِ مجدداً لن ينجدك أحد مني "
أغلقت فمها من جديد ليزفر بكر ثم يستغفر و يحاول إقحام الكلام داخل عقلها الملتوي :
" اسمعي .. اعترف انني لم اتدارك الأمر لكن هذا لأنها باغتتني بفعلتها ، لكن تأكدي انني لم يسعدني الأمر على الاطلاق و اعلمي أيضاً أن جهاد ليست أكثر من فتاة افرط خالي في تدليلها فباتت تتصرف بغير حساب "
نظرت له جزاء شزراً و نظرات عمتها الساخرة حين شاهدت ما حدث مثل البقية تجلدها جلداً فتقول له من بين أسنانها :
" لم تبعدها عنك حتى .. تركت فتاة شابة تتعلق برقبتك وانت تقف بجواري أمام الجميع يا بكر "
ضيق بكر عينيه ثم سألها بضيق سافر :
" هل ما يضايقك انها قبلتني ام انها فعلت ذلك أمام الجميع ؟!! "
جزت على أسنانها فهدر بغيظ منها :
" أجيب ِ "
" توقف عن الصراخ "
عض بكر على شفتيه ثم اقترب منها سائلاً بصبر اوشك على النفاذ :
" هل تتشاجرين معي الان لأنك تغارين عليّ ام لأن واجهتك تضررت إثر ما حدث ؟!!! "
سألها وفي قرارة نفسه يدعو أن الا تخيب أمله هذه المرة وحين ظلت على صمتها تكلم وخيبة الأمل تداعب قلبه :
" هل سؤالي صعب لهذه الدرجة ؟!! .. هل تغارين ام لا ؟!! "
" نعم أغار "
اتسعت عيناه و داعبت الابتسامة شفتيه و هتافها المتهور يبدو لأذنيه اجمل من اجمل اعترافات الحب !
على الأغلب هذه الفتاة ستظل تتلاعب به لما تبقى من عمره لكن المثير في الأمر أنه يستمتع بذلك جداً ..
عيناه تلقفت حمرة الخجل التي هاجمت وجهها بسعادة جمة و كأنها قد أدركت هي الأخرى حجم ما تفوهت به
تحركت جزاء من أمامه بخطوات متعثرة بثوبها الذي لم تستطع تبديله حتى الآن فوقف أمامها يسد عليها طريق الخروج و قد تبخر مزاجه العكر تماما ً و حل مكانه العبث فيهمس لها بتوق شديد و هو يقترب منها ببطء مخيف لها :
" هيا قوليها "
ابتعدت جزاء و نظرت له بتوتر تسأله بعدم فهم :
" ماذا اقول ؟!! "
فيقترب بكر من جديد وبسمته تتسع فوق صفحة وجهه :
" ما كنتِ ستقولين قبل حفل الزفاف و انا اوقفتك "
ابتسمت له أخيراً فرفرف قلبه في صدره ثم اقتربت منه أمام عينيه المترقبتين لتهمس له اخيراً بدلال :
" دع من قبلتك تقولها لك "
هل تلاعبت به حقا للتو ؟!!
شتم بكر بخفوت و نظر لها يود لو يلكمها حتى تختفي تلك الابتسامة الشامتة الصفراء من فوق شفتيها لتكتم هي ضحكتها و تهم بالتحرك نحو الخزانة حتى تخرج ملابسها فيوقفها مجدداً يسد عليها الطريق بجسده و يديه بدأت تعبث بأزرار قميصه فيما يقول بصوت خافت :
" هل تحتاجين إلى مساعدتي في تغيير ملابسك ؟! "
للأسف الشديد تحتاج لكن على جثتها أن تطلب منه مثل هذا الأمر لهذا ارتدت ملامحها ثوب البرود و اجابته بلا مبالاة ظاهرية :
" لا شكراً لك "
ضحك بكر بخفة ليسد عليها طريقها من جديد قائلاً بعبث :
" حسناً .. ساعديني أنتِ ، أزرار القميص عالقة "
ابتعدت جزاء خطوة للخلف فيما تقول بنبرة مهتزة :
" توقف عن الوقاحة "
ضحك بنبرة اعلى ثم رد عليها ساخراً :
" إذا لم اتواقح يوم زفافي متى سأتواقح ؟! "
كادت أن تبتعد لكنها أطلقت شهقة فزعة حين جذبها من مرفقها مرة واحدة فارتطم ظهرها بصدره ليهمس ضاحكاً بجوار اذنها :
" انتهى وقت الهرب يا غزال .. لقد وقعتِ في الفخ "
تسمرت جزاء مكانها حين شعرت بأصابعه تفك عقدة ثوبها من الخلف ببطء شديد فحاولت الهرب للمرة العاشرة قبل أن ينزلق الثوب من على جسدها لكن ذراعه كان لها بالمرصاد فيلتف حول خصرها يضمها إليه أكثر هامسا ً بنبرة ثقيلة :
" كُفي عن المحاولة فأنا لن اتركك أبداً "
ينزلق الثوب قليلاً عن كتفها فيميل بشفتيه يقبلها برفق لترتجف هي بين ذراعيه تتنفس بعنف ثم تهمس بتعثر :
" انا ... اريد ... "
فيقاطعها و قبلاته تصبح أشد حرارة :
" و انا ايضا ً اريد و أريد و اريد "
تختض فيديرها لتواجهه يحدق في عينيها الفاتنتين التي لا تجرؤ على رفعهما إليه فيقبل جبهتها محاولاً طمأنتها فتتشبث بكم سترته رغماً عنها تختبئ منه فيه كعادتها ..
فلتت ابتسامة حانية منه و أبعد شعرها عن وجهها ثم همس و قربها منه بهذا الشكل الغير مسبوق يصيبه بالثمل و الجنون :
" انتِ أمنيتي التي ولدت بها و كبرت على أمل تحقيقها .. لستِ أمام عيني لكنك كل ما ارى .. كنتِ البعيدة عن العين المختبئة في القلب "
اغمضت جزاء عينيها لتجده رفعها من على الأرض فتتشبث بثوبها حتى لا ينزلق بينما يتحرك بها ناحية الفراش و لسانه يهمس لها شاكياً حال صاحبه :
" من يوم ما رأتك عيناي و قلبي متورط بكِ .. يمر العمر يوماً بعد يوم .. شهراً بعد شهر .. عاماً بعد عام فتترسخ جذورك في قلبي و تحتلين روحي بلا رحمة فأتوحد بك و اهيم على وجهي بحثاً عنكِ في كل وجه أقابله إلى أن رأف بي القدر و وجدتِ أنتِ طريقك لي فولدت بكِ من جديد "
قلبها يعصف بصدرها و قربه منها يهلك مشاعرها فتود لو تخبره بمدى تعلقها به و عشقها له فلا يخرج منها إلا اسمه كمناجاة خافتة فتزيده جنوناً فوق جنون و اشتعال فوق اشتعال ليختم بكر حديث اللسان هادراً بصوت خافت خشن قبل أن يبعد ثوبها عنها هذه المرة بلا صبر :
" قلبي يضج بشوقه لكِ يا ابنة عمي .. ارحميه "
فتغمض جزاء عينيها تحلق معه فوق غيمة وردية لا تهمس إلا باسمه و كأنها اختصرت به كل الابجديات و الحروف .
.........................................
( بعد عدة أيام )
تقف أمام مرآتها تحدق في ملامح وجهها و كعادتها تصنع من السخرية جدار تختبئ خلفه فتتكلم مع نفسها مبتسمة بألق لا يزال كسير :
" شعرك المستعار فوق رأسك ، تبرجك على وجهك ، مديتك في جيبك .. من يقل لكِ تغيرتِ قطعيه "
أضافت بعض الكحل لعينيها ثم همست بخفوت شديد تحفز نفسها اكثر :
" هيا يا ويسا .. هيا حان وقت عودتك لساحتك يا رويتر "
رغماً عنها ابتلعت ريقها ببعض القلق والتوتر لكنها مع ذلك لن تتراجع عن قرارها بشأن عودتها إلى العمل ..
اجل .. لا اختباء بعد اليوم
ستمارس حياتها بشكل طبيعي إلى أن يأذن الله و تخرج نتيجة تحليلها النهائية ثم تعود لإجراء العملية ..
فقد مقتت بقائها هنا و معاملتها كعاجزة و اليوم قررت على الرغم من أنها لم تستعد صحتها بشكل كامل الخروج من هذا السجن الذي باتت تحيا فيه !
وضعت بعض أدواتها الشخصية في حقيبتها ثم ارتدها بشكل معكوس و نظرت إلى نفسها تقيمها للمرة الأخيرة لتسمي الله ثم تخرج من الغرفة .
و بالأسفل على مائدة الإفطار جلس الجميع كعادتهم بعد أن اكتمل عددهم من جديد بعودة جاسم الذي فاجئهم بقراره عقب الزفاف مباشرة ً و كأنه يعلن بشكل غير مباشر أن ايام انفصاله عن العائلة قد ولت بلا رجعة !
انتبهوا جميعاً و التفتوا حين هلل صفوان مبتسماً بوقار فور أن رأى وصال تنزل من على الدرج فأدرك انها قررت أن تخرج من عزلتها اخيراً :
" يا صباح الخيرات .. اخيراً استيقظت ِ "
ابتسمت وصال و انضمت إليهم بعد أن قبلت جدها فيما تقول بمشاغبة :
" أرى أن مزاجك أصبح رائقاً منذ أن تخلصت من بكر يا جدي "
ابتسم لها جدها يدعمها بنظراته ليرد عليها قصي بنبرة ناعسة :
" متى سيعود ؟! ... لقد اشتقت إليه "
ابتسمت له وصال بمحبة متجاهلة نظرات من يجلس قبالتها يراقبها كالصقر ثم قالت ضاحكة بشقاوة :
" انساه ... عمك لن يعود قبل شهر على أقل تقدير "
" الى اين ستذهبين ؟!! "
سألها جاسم بنبرة متزنة تعاكس تماماً نظراته التي لم يرفعها من عليها فردت عليه دون أن ترفع عينيها إليه :
" الى الشركة "
كاد أن يخبرها بأنها لا تزال تتعالج ولا يجب أن تجهد نفسها فهي من الأساس خرجت من المستشفى لفترة مؤقتة لحضور زفاف اختها ثم ستعود لإجراء عملية نقل الخلايا الجذعية لكن جده وضع كفه على يده ليومئ له و يخبره بعينيه ان يتركها على راحتها
عم الصمت عليهم للحظات إلى أن نظرت وصال الى امين ثم قالت بأدب نادر :
" امين .. هل يمكن أن تأخذني في طريقك ؟!! .. سيارتي اللعينة تعطلت من جديد "
لتبرطم بعد ذلك بعدم رضا :
" تلك السيارة تتعطل اكثر مما تعمل "
" انا سآخذك معي "
قالها جاسم بحسم ليرد امين بعناد و صبيانية رغم أنه كان يخطط للمرور على عهد ليحاول مراضاتها من جديد :
" لا .. سآخذها انا "
تواجها بالنظرات النارية كعادتهما فقال الجد بحسم و ذكاء موقفاً الجدال قبل أن يبدأ :
" جاسم خذها معك و مر على صاحب معرض السيارات الذي تتعامل معه و اشتري لها سيارة جديدة بدلا ً من تلك الخردة المعدنية الملقاة في الأسفل "
قفزت وصال من مكانها تصرخ بسعادة جمة و قد طغت فرحتها بالسيارة الجديدة على اي شيء اخر ثم ركضت ناحية جدها و هجمت عليه تقبله مراراً و تشكره فضحك صفوان و ربت على رأسها بخفه فيما قالت رغدة بغيرة زائفة :
" و انا أيضا ً اريد واحدة "
نظر لها جدها ثم أجابها ببساطة :
" بعد تخرجك ... و بتقدير ممتاز "
كشرت رغدة بطفولية و وضعت رأسها في طبقها تتمتم بما لا يفهمه غيرها بينما ربتت مديحة على كتف ابنتها تدعو الله أن يحفظها لها فيما تنظر الى جاسم الذي بدأ يعلن ملكيته لطفلتها يوماً بعد يوم بغيظ ممتزج بقلق بالغ من أن يكون ذلك المختل ينوي أن ينتقم من لعبة علياء القديمة عليه و يؤذي طفلتها التي لا ذنب لها في شيء .
..................................
وقف بكر في الشرفة يشاهد شروق الشمس بعينين صافتين ..
ما أجمله من يوم يبدأه برؤيتها تنام بعمق بين ذراعيه !
حتى هذه اللحظة لا يستطيع وصف إحساسه في كل مرة يفتح فيها عيناه فيراها تنام جواره تتوسد ذراعه ..
لكن الماكرة خاصته لا زالت تعاقبه على خطأ ابنة خاله فترفض رفضاً قاطعاً بل ريقه بتلك الكلمة التي قالتها بكل الطرق إلا شفهياً !
وهو طماع ... يرغب بسماعها و الشعور بها بكل السبل
تنهد بكر و التفت برأسه ينظر إلى تلك النائمة بعمق ليشعر برغبة شديدة في تدليلها و مشاكستها قليلاً ..
أنهى سيجارته ثم لمعت الفكرة برأسه فابتسم بشغب و تحرك يغادر الغرفة حريصاً على عدم ايقاظها ... على الأقل الان !
..........
و بعد ربع ساعة أو أكثر بقليل ..
فتحت جزاء عينيها بإجفال حين صدح صوت الموسيقى في الغرفة يرافقه صوت ( مطرب الهنا ) الذي تزوجت به فأغمضت عيناها مجدداً بيأس قاتل ..
فها هو انتقل لمرحلة اعلى في الازعاج و اصبح يقتحم غفوتها بصوته المزعج مثله !
فركت عيناها تطرد النعاس بينما تعد ذلك المستفز الذي ينتظرها في الخارج بوصلة نكد من العيار الثقيل رداً على ما يفعله بها !
نهضت تبحث عنه تتبع صوت الموسيقى الغير مفهومة بالنسبة لها حتى وصلت إلى المطبخ لتتسع عيناها للحظات ثم تدمع من الضحك المكتوم و هي تراقب حركات ذلك المجنون الذي ابتُليت به و الذي لا تفهم حتى الان سر حبه للغناء رغم بشاعة صوته !
راقبته للحظات و هو يقف عارياً كعادته الا من سرواله القصير الذي يهددها دوماً بخلعه هو الآخر اذا علقت اكثر على موضوع الملابس بينما كان يصنع فطوراً بدا لعيناها شهياً للغاية !
التفت اليها فجأة و كأنه شعر بها ليرقص لها حاجبيه بمشاكسة و هو يقترب منها ففلتت منها اول ضحكاتها حين رقص لها كتفيه يمينا و يسارا بمشاغبة وهو يردد مع المطرب بصوت اعلى بعد أن أعاد الاغنية من البداية :
تعال اشبعك حب اشبعك دلال "
تعال يا ابن الحلال بس لك منطي مجال
تعال .. تعال .. تعال
اريد اگلك اني قافل عليك
و اريد اشرد بيك تروح ما اخليك
تُعال .. تُعال .. تُعال "
تعالت ضحكاتها حتى ادمعت عيناها و هي ترى عدم فهمه لبعض الكلمات لكنه يهز رأسه بلا مبالاة و يكمل غناءه بل و يمثل لها ما يفهمه بوجهه و يغمز لها بوقاحة و يحرك رقبته في كل مره يردد فيها المطرب " تعال"
اريد احضنك حضنة ما انتقام
واحسسك بالغرام واسمعك احلى الكلام
تُعال .. تُعال .. تُعال "
" ماذا تفعل ؟!!"
هتفت بها بصوت مرتفع ضاحك تحاول أن تغطي على صوت الموسيقى الاكثر ارتفاعا فيتجاهل هو الرد عليها و هو يلف حولها دون أن يتوقف عن الرقص ليجلب الملح من الرف خلفها مكملا ما يفعله ممعناً اكثر في غيظها فتبتعد هي بسرعة البرق تتجنب ملامسة جسده العاري !
فرغم انها اصبحت زوجته بشكل كُلي إلا أنها لا تزال تشعر بالخجل كلما رأته عاريا !
لكنه لا يرحم خجلها فينظر لها بطرف عينه بخبث و يقترب منها خطوة جانبية دون أن يلتفت لها فتبتعد هي خطوة فيقترب منها مجددا إلى أن الصقها في الحائط دون أن يلمسها ليلتفت لها اخيراً فيكون اقرب إليها من انفاسها يحدق في وجهها بطريقه اربكتها ليهمس بعد لحظات بنبرة مغوية بينما يغمز لها بوقاحة :
" تعالي "
قطبت جزاء بعدم فهم تسأله بغباء :
" أين ؟! "
فيعض شفتيه قائلاً بتنهد وقح وعيناه تطوف عليها بلا خجل :
" تعالي اشبعك حب اشبعك دلال "
تورد وجهها من تعابير وجهه و أوشكت على الرد عليه لكنه قاطعها رافعاً صوته عائداً الى أغنيته الغريبة مثله و قد أضاف اللحن الى الكلمات مجدداً :
" تعال يا ابن الحلال .. تعال .. تعال .. تعال "
رفعت له حاجبها باستخفاف فيما تقول بضيق مفتعل :
" صوتك بشع و دمك ثقيل "
رقص لها حاجبيه مجدداً فيما يرد و قد التقط ضحكتها المكتومة :
" يا كاذبة "
التفتت لتخرج من المطبخ بحنق تداري خلفه خجلها الذي لا يزال يكبلها فناداها بكر مجددا قائلا بنبره أنثوية معترضة :
" تعالي هنا .. من سيأكل هذا الطعام الذي وقفت و تعبت في تحضيره من الصباح ؟! "
تأففت فيما تقول بغيظ من نفسها التي باتت حليفته بشكل كامل :
" لا اريد .. كما انني قلت لك ألف مرة ارتدي بقية ملابسك و لا تجلس لي هكذا "
وقف امامها بكر متخصراً يتطلع إليها من الاعلى الى الاسفل ببرود ثم قال بجدية مفاجئة :
" أنتِ يضايقك هذا السروال ، يثير حنقك ... أليس كذلك ؟! "
اجابته جزاء مستغربة نبرته الجادة المفاجئة :
" اجل "
فقال مرة واحدة و هو يمسك بطرفي وسط السروال يهم بشده الى الأسفل مما جعلها تصرخ بجزع و هي تضع كفيها فوق عينيها :
" و ها هو السروال الذي يضايقك يا جزاء "
أدارت وجهها للاتجاه الآخر و هي تسبه بكل ما تعرف من الفاظ بينما تعالت ضحكاته هو فعلمت أنه كان يهددها و يمزح كعادته لكنها مع ذلك التفتت تنظر إليه بحذر لتجده واقفاً كما هو يكتف ذراعيه و يضحك بانطلاق فيما يقول :
" اذا كانت امي رحمها الله بجلالة قدرها لم تستطع تغيير عادتي .. ستقدرين أنتِ ! "
تمتمت بسبة خافتة وهي تراه يقترب منها مجددا و يسحبها خلفه الى المطبخ فيما يقول :
" هيا لنفطر حتى نجد طاقة للجري خلف بعض بقية اليوم "
فلتت منها ضحكة خافتة رغماً عنها ليجلسها هو فوق المقعد ثم يميل إلى اذنها هامساً بشقاوة :
" هكذا الأغنية القادمة ستكون ضحكت يعني قلبها مال و ربنا لا يحرمنا من الهضبة "
ارتفع صوت ضحكتها اكثر لتُفاجئ به و قد مال فجأة مقبلاً وجنتها فيما يقول لنفسه متجاهلا ً ارتباكها :
" الصبر حلو .... كله بالحنان يرق "
ثم جلس أمامها مناقضاً نفسه في ثانية يسألها بطفولية :
" أليس لديكِ شيئا تقولينه لي ؟! "
فترد هي سؤاله بسؤال دون أن ترفع عينيها إليه :
" شيء مثل ماذا ؟!! "
" اللبيب من الإشارة يفهم "
ألقاها بكر بغيظ فرفعت له عيناها ثم ابتسمت بحلاوة و قالت باستفزاز :
" سلمت يداك .. الطعام رائع "
وضع لقمة في فمه يمضغها بغيظ دون أن يجيبها بشيء فالتقطت جزاء حركته و تعبير وجهه الحانق فلم تتمالك نفسها و ضحكت ضحكة عالية انتهت بسعال شديد و قد توقف الطعام في حلقها لينهض بكر مجفلا و هو يرى اختناقها واحمرار وجهها الشديد ثم يصب لها كأس ماء قائلا بقلق بالغ وهو يضرب على ظهرها برفق :
" تنفسي حبيبتي .. تنفسي "
بعد لحظات تنفست جزاء بعمق بينما مسح بكر وجهها بكفيه فيما يقول :
" هل اصبحت ِ افضل ؟!! "
اومأت له ثم شربت مجدداً فقال هو كطفل مذنب :
" اعتذر .. لن امازحك على الطعام مجددا "
رغما عنها ضحكت بخفة مجددا ثم أمسكت بكفيه و قبلتهما بمحبة فيما تقول بنبرة مقصودة :
" سلمت يداك على كل شيء يا بكر "
سحب بكر مقعدها إليه ثم مسح دمعتها الناتجة عن اختناقها السابق فيما يرد عليها بشقاوة :
" لا اريد هذا الشكر الجاف .. اعطيني اجرتي "
و دون أن يمهلها انهال عليها تقبيلا من جديد فيما يهدر آمرا بلا يأس بصوت خشن :
" قوليها ... هيا قوليها "
لتضحك جزاء و تهمس بتعثر و هي تشعر بملمس يده المتسللة على جسدها :
" احمق ... لكني احبك "
..........................
" صباح الخير يا ابي "
رفع إمام عيناه من على الصحيفة ليبتسم الى عهد و يرد تحيتها ثم طوى الصحيفة بعدها ليسألها باهتمام :
" كيف حال معدتك الان ؟! .. هل زالت التشنجات ؟!! "
ابتسمت له عهد و اومأت تدعو الله ان لا يلاحظ أباها تغيرها الأخير لتجفل عندما سألها بغتة :
" كيف حالك مع أمين ؟!! "
ردت عليه و هي تتفادى نظرته المحدقة فيها :
" بخير .. الحمد لله "
اومأ لها إمام مرددا الحمد خلفها ليقول بعدها بلهجة ذات مغزى :
" كنت اظن انكِ ستطيرين من السعادة بعد ارتباطك به .. لكنك فاجأتني حقا بتشنج معدتك الذي لا يظهر إلا وقت توترك أو حزنك "
توترت عهد و افتعلت ضحكة عصبية فيما ترد بمرح زائف :
" هذه المرة اخطئت التشخيص يا حجوج .. فأنا لم اعاني من القولون العصبي بل مرضت بسبب تغير الجو لا أكثر "
ثم أكملت حين رأت عدم اقتناعه يبدو جلياً على وجهه :
" الحمد لله الأمن مستتب بيني و بين امين .. لا تقلق "
ارتشف إمام قهوته ليتمتم بهدوء و هو ينهض مغادرا إلى عمله :
" حسناً .. شفاكِ الله مما يتعبك "
لم تنظر إليه عهد تدعو الله ان يمر الأمر على خير لتنتبه بعدها على صوت وصول سيارة أحدهم فخرجت ناهد في تلك اللحظة من المطبخ تمسح يديها فيما تسأل :
" ترى من سيأتي في بكرة الصباح ؟!! "
لتأتيها الإجابة من إمام :
" خطيب ابنتك "
نهضت عهد تنظر له بوجل و هو يصافح أبيها باحترام معللاً قدومه بأنه سيوصلها اليوم معه إلى الشركة ليبتسم له إمام و يدعوه لمشاركتهم الإفطار فيعتذر امين بلباقة دون أن يحيد بعينيه من على عهد التي لم ترحب بقدومه حتى الآن !
اقتربت عهد حين لاحظت نظرات أبيها إليها و اقتربت منهم ترحب به على مضض راسمة ابتسامتها الدبلوماسية حتى لا يشك والدها في شيء ثم قالت بسرعة خوفاً من أن يدعوه والدها إلى الداخل و يستجوبه :
" انا انهيت فطوري الحمد لله .. هل نذهب ؟!! "
نظر لها امين مستغرباً تصرفها لكنه ابتسم لها قائلا :
" كما تشائين .. هيا بنا "
ودعا الجميع ثم انطلقا بسيارته ليسالها بعدها باستغراب :
" لم طلبتِ ذهابنا بهذه السرعة ؟!! .. هل ضايقك حضوري ؟! "
نظرت له عهد بطرف عينيها ثم اجابته بصراحة تامة :
" ابي كان سيسألك اذا حدث شيء بيننا و انا لا أريده أن يعرف "
قطب امين و زفر بضيق ليسالها بعد عدة لحظات من الصمت المطلق بينهما :
" الى متى يا عهد ؟!! .. لقد اعتذرت منكِ مئات المرات "
ردت عليه عهد ببرود :
" انا لم اطلب منك أن تعتذر يا امين "
نظر لها امين بضيق ثم ضرب على المقود بغضب دون أن ينطق بحرف إلى أن وصلا إلى الشركة فدخلت عهد الى مكتبها لتجده قد تبعها قائلا بغضب مكتوم :
" أنتِ الى اين تريدين أن تصلِ ؟!! "
وضعت حقيبتها على المكتب ثم اجابته بثقة :
" الى اعمق اسرارك .. اريد ان اصل الى الشيء الذي تكتمه بداخلك و الذي ما أن يقترب أحد منه حتى تنفجر في وجهه مثل البركان "
" أنتِ تتوهمين "
ألقاها امين بضيق فرفعت هي كتفيها ببساطة وقالت باستفزاز :
" اذا اعتبر انك أيضاً تتوهم غضبي منك "
رفع امين حاجبيه ثم اقترب منها قائلا بصبر على وشك النفاذ :
" عهد .. أنتِ لطالما كنت ِ الشخص الوحيد الذي يسمعني و يدعمني دون شروط .. ما الذي تغير الان ؟!! "
لوت شفتيها بابتسامة ساخرة لتجيبه بقوة :
" ما تغير هو أنني أصبحت زوجتك يا امين و انا لن أقبل أبداً أن تهمش وجودي في حياتك .. فكما وهبت لك نفسي و اعطيتك الحق في مشاركتي كل تفاصيل حياتي الخاصة اظن من حقي انا ايضا أن املكك بالكامل و اشاركك كل تفاصيلك لكن ما رأيته منك يخبرني انك وضعتني في خانة محددة غير مسموح لي بتخطيها و الا سينالني سخطك "
كانت تعلم انها تضغط عليه لكنه لا يدرك أن فرحتها بزواجهما غير مكتملة بسبب ما يؤرقه ..
كل ما تريد أن تزيح هذا الحمل عن كاهله ..
جل ما تتمنى أن ينالا نصيبهما من السعادة دون شوائب تحول بينهما ..
هل هذا كثير عليها ؟!!
صمته المطبق جعلها ترمي اخر أوراقها فقالت بصوت مكتوم و قلبها يقرع في صدرها كطبول الحرب :
" اظن أنه من الأفضل أن نعيد التفكير في مدى صحة ارتباطنا "
هل جازفت بخسارته الآن ؟!!
هل عرضت عليه الانفصال ؟؟!
غبية يا عهد و ستبقين غبية الى ما تبقى من عمرك !
كل أفكارها توقفت حين رأت اتساع عينيه ليقترب منها قائلاً بخفوت :
" عفواً ماذا قلت ِ ؟!! .. مدى صحة ارتباطنا ! .. هل تظنين بعقلك الصغير انكِ هكذا تضغطين عليّ مثلا ام انكِ تظنين أن انفصالك عني سيكون سهلا ؟!! "
ابتلعت عهد ريقها ليهدر هو مرة واحدة و قد انفجر غضبه في وجهها كما سبق و أخبرته :
" بعينك أن اتركك و لن اخبرك بما ترغبين بسماعه و اضربِ رأسك في اقرب الحائط "
ليتركها بعد ذلك و يغادر الشركة ساخطاً على كل شيء ..
لما كل شيء في حياته بهذه الصعوبة ؟!!
لما لا يتمكن من نيل نصيبه من السعادة ؟!
زواجه الاول بات لعنة تلاحقه منذ أعوام يضفي طعمه المر على كل شيء حوله ..
لكن عهد ..
ضوء أيامه السوداء ..
نجمته اللامعة التي تهديه لطريقه دائما اصبحت حمل جديد فوق كاهله !
لا يلوم عليها .. يشهد الله أنه لم يلوم عليها يوما خاصة بعد أن ادرك انها كانت تكن له الحب منذ طفولتها لكنها اكتفت بنصف الرغيف المتمثل في صداقته و لم تطمع ابدا في الشبع !
لكن صعب ...
صعب للغاية أن يشاركها ما مر به !
صعب ان يحكي لها عن كرامته المهدورة و ذلك الجرح النازف في ظهره الناتج عن غدر صاحبه !
صاحبه !!
ضحك امين ساخرا من نفسه متمتما بحقد :
" طعنك في ظهرك ثم استدار ليبدأ حياته من جديد و انت تقف مكانك كالابله لا تقوى على تخطي الأمر "
جلس في سيارته ينظر أمامه دون أن يرى شيئا !
داخله يغلي ..
قلبه يغلي ..
روحه تغلي ..
ماذا عليه أن يفعل حتى يتحرر ؟!!
اين و لمن يذهب ؟!!
بعد عدة لحظات شغل سيارته و تحرك تاركا القدر يسوقه حيث يشاء !
..................................
و على الجانب الآخر ...
لا يعلم ما الذي يجلبه إلى هنا هذه الفترة !
هل اشتاق اليه ؟!!
لا مستحيل ..
لكنه في نفس الوقت لا يستطيع محو كل ما تشاركاه سويا على مدار عمرهما !
اجل يمقته و يمقت تصرفاته و أسلوبه ..
اجل غاضب منه رغم علمه بأنه لم يكن إلا دمية في يد قذرة تلاعبت بهما سويا دون أن يرف لها جفن ..
اجل يكره تفضيل جده له عليه بل و على الجميع لكن مع ذلك .....
مع كل ذلك لم يستطع ابدا أن يدهس على كل ما جمعهما من ذكريات كانا فيها كتفا في كتف !
و ها هو حتى هذه اللحظة لا يزال يحتفظ بجزء مما كان بينهما داخل قلبه متمثلاً في مجيئه إلى نفس البقعة التي كانا يجتمعا فيها مراهقين يبحثان عن التمرد و رجلين بالغين يفضيان لبعضهما بما يؤرقهما ...
ابتسم جاسم بسخرية مريرة حين أدرك أنهما تصارحا بكل شيء عداها و عدا مشاعر كلا منهما ناحيتها !
كانا يحفاظان عليها و يحترمان كونها ابنة عمهما و ما هي إلا.....
اوقف أفكاره قسراً عند هذا الحد و نفث اخر دخان سيجارته ينظر إلى المدينة من فوق هذا الارتفاع حيث يقف اعلى المنطقة الجبلية ثم أخرج هاتفه يبعث لأميرته رسالة جديدة ..
فقد اتخذ الرسائل النصية القصيرة منهجا في التعامل معها في الفترة الأخيرة بسبب اقصائها الغير مفهوم له !
يبعث له صباحا مساءا كل تفاصيل يومه مصراً أن يقحم نفسه في عقلها و أفكارها ..
يسألها عن رأيها في كل شيء و حين لا ترد يغيظها بقوله الواثق انها لو كانت معه الان لاختارت ما اختار و كأنه يؤكد لها أنه يحفظها عن ظهر قلب !
ضحك جاسم بخفوت و هو يبعث لها رسالته الجديدة متمنيا أن ترد عليه هذه المرة ..
( سيارتك الجديدة ستصل اليوم مساءا .. الن تشكري من اقتطف من وقته و عطل نفسه و ذهب معكِ لشرائها أولاً ثم اوصلك الى الشركة فيما بعد و كأنه يعمل عندك ؟! )
اتسعت عيناه للحظة حين رأى علامة انها استلمت الرسالة و تكتب الرد فابتسم منتظرا بترقب
( لو كنت أمامي الان لأريتك كيف يكون الشكر على كل تلك الملفات التي بعثتها احتفالا بعودتي )
تعالت ضحكاته متخيلا شكلها وهي تستلم هدية عودتها التي خصها بها ثم كتب مشاكساً إياها
( هذا اقل واجب أقدمه ترحيبا بعودتك اميرتي )
على الناحية الأخرى حاولت وصال تجاهل ضربات قلبها التي رقصت بسعادة بسبب كلمته البسيطة لتبعث له دون تفكير
( اين انت لأشكرك كما يجب ؟!! )
شتمت نفسها و فضولها الذي سيطر عليها بعد أن بعثتها ليأتيها سؤاله في المقابل
( هل افتقديني ؟!! )
توترت و لم ترد عليه بشيء ليكتب هو من جديد يجيب نفسه كعادته في الفترة الأخيرة
( انا ايضا افتقدك جدا ، لقد كنت انهي بعض الأعمال ثم توقفت قليلا عند منطقة ( ..... ) الجبلية لكن بما أن الحلوة الصغيرة تفتقد وجودي سأعود الى الشركة في الحال )
تركت وصال هاتفها بعد أن اغلقته دون أن تشعر بتلك الابتسامة التي ارتسمت على صفحة وجهها و هي تسترجع كل ما يفعله معها الفترة الأخيرة محاولاً ان يثبت لها تمسكه بها و مكانتها التي تترسخ في قلبه في قلبه بكل الطرق !
يجعلها تعيش حلمها القديم معه ..
فلطالما حلمت بتغيره أو بالأحرى عودته لما كان عليه سابقا من أجلها وهذا ما تلمسه منه خاصة في الأيام الأخيرة !
ذاك الضخم الحنون الذي فتنها في طفولتها عاد ليتربع فوق عرش قلبها من جديد ..
كل ما عليها فعله الان أن تهزم شبح خوفها الذي بات يسيطر عليها !
عليها أن تخرج طبع الأنانية من مكمنه فتنهل به من بئر سعادتها معه دون أن تلتفت لأي شيء ..
تنهدت وصال بعمق و قد بدأ يداهمها الصداع من كثرة الملفات الموضوعة أمامها بينما عقلها يردد سؤالا محددا ..
هل ستقدر على كسر مخاوفها و تلك الحواجز التي بنتها فتحرر مشاعرها ناحيته من جديد ؟!!
وكأنها في نزال مع أفكارها إذ ضربت فجأة على مكتبها فيما تقول بصوت واثق :
" سأفعل "
.......
اغلق جاسم هاتفه و كاد أن يغادر ليُفاجئ بسيارة امين التي توقفت على بعد خطوات منه ليترجل منها الأخير ناظرا إليه بصدمة لا تقل عن صدمته لكنه سرعان ما تغلب على صدمته و اقترب بخطوات سريعة ينظر له بعينين لا ترى سوى الدم و كأنه وجد المنفث المناسب لإخراج كل ضغوطه فلكمه بكل قوته فيما يهدر بجنون :
" و لك عين تأتي إلى هنا "
اتسعت عينا جاسم بصدمة و هو يتلقى اللكمة الاولى متفاجئا فترنح قليلا في وقفته ثم اعتدل قائلا بتحذير لا يعلم لماذا اطلقه الان :
" لا تتمادى "
لكن امين كان بعالم اخر و معاناته طوال تلك السنوات الماضية تتجسد أمام عينه فلا تزيده الا جنونا ...
خيانة زوجته ..
غدر صاحبه ..
فقده المحتمل لعهد و قبل كل شيء خسارته لنفسه ليتحول على مر الأعوام الى بائس جبان لا يقوى على المواجهة ..
كل شيء .. كل الافكار و المواقف تدور في رأسه مثل الأعاصير القاتلة و لا قربان غيره !
رفع قبضته يريد تسديد لكمة أخرى لسبب معاناته لكن جاسم تصدى له هذه المرة و امسك بذراعه قائلا ببوادر غضب يعلم جيدا أنه سيحرقه و يحرق امين اذا انفلت من عقاله :
" لا تجبرني على اذيتك "
زمجر امين كلمات الآخر التي تستهين في ظاهرها بقوته تشحنه بطاقات غير مسبوقة من الغضب و الجنون فلا يشعر بنفسه الا وهو يرفع ركبته و يسدد بها ضربة جديدة في معدة جاسم الذي زمجر بجنون فلكم امين بكل قوته مما اسقط الاخير أرضا لينهض بعدها بسرعة كبيرة و ينطلق كالدبابة ناحية جاسم فيسقطه أرضا و يجثم فوقه يكيل له اللكمات بلا توقف فيما يهدر بغضب من نار :
" انت السبب .. قذر ، خائن ، عديم الشرف "
فيقلبه جاسم و يحين دوره في رد الضربات فيما يرد بنفس الجنون :
" افق لنفسك يا مدلل جدك .. هل تصدق حقا ما تقول ؟! "
ازاحه امين من فوقه بصعوبة لاهثا بتعب لينهضا سويا و يقفا أمام بعضهما فيبادر امين بلكمة جديدة و إن كانت قوته قد بدأت تخور :
" كنت صاحبي .. اعتبرتك اخي "
فيترنح جاسم للخلف قليلا ثم يرد اللكمة صارخا بلهاث مشابه :
" لم تكن ملكك وقتها "
ارتد امين بضعة خطوات للخلف من قوة الضربة لكن غضبه يتحكم فيه من جديد و يمده بطاقة تجعله يماثل من يقف أمامه قوة فيسدد ضربة أخرى لفك جاسم هادرا بثورة :
" لطالما كانت ملكي "
مال جاسم بوجهه إثر الضربة لكنه تمالك نفسه و هجم على امين يمسكه من تلابيب قميصه صارخا بعلو صوته :
" لم تكن سوى ساقطة "
يصرخ بها ثم يضربه برأسه فيطلق امين انين وجع بينما ينفضه جاسم عن ذراعيه و لا يعطيه فرصة حتى للاستيعاب فيلتف من خلفه و يكبل ذراعيه هادراً جوار أذنه :
" تلاعبت بي و بك في آن واحد "
يزمجر امين و يحاول تحرير نفسه لكن جاسم استغل قوته البدنية فسيطر عليه و استطرد :
" طلبتها للزواج من امها قبلك و اقسمت لي أن لا تكون لغيري ، سيطرت على عقلي و طلبت أن نؤجل اعلان الأمر قليلا من أجل اختبارات وصال .. ذهبت بعدها لأخبر جدي فوجدته يزف لي خبر زواجكما المرتقب "
سكنت حركة امين فجأة فتركه جاسم ليلتفت له امين بعينين تشعان كرها و حقدا فيكمل جاسم غير مباليا :
" لم اكن اعلم انها حسبت حسبتها و رأت انك الخيار الأفضل خاصة مع تصرفات جدك ووضعه لك في مكانه معظم الوقت "
برغم أنه يعلم جزء من الأمر بعد أن سمعه منها في تلك الليلة الملعونة إلا أن سماعه الأمر من جديد شق قلبه فنظر لجاسم قائلا بنفور :
" حتى لو كان هذا ما حدث .. لم تخبرني و فضلت أن تذهب و تلتف من خلفي ...... "
قاطعه جاسم بصوت صارم .. مزلزل :
" لم اتمادى معها ابدا .. لم اقترب منها ابدا منذ اليوم الأول "
نظر له امين بعدم تصديق ثم صرخ من جديد و لكمه في أنفه :
" كنت تحب زوجتي لعنك الله "
مسح جاسم الدماء التي سالت منه ثم رد له الضربة بأقوى منها و دافع عن نفسه من جديد :
" لم تكن زوجتك وقتها .. انا لست بخائن ، لم يكن هناك خائن سواها .. خانتني معك اولا ثم حاولت خيانتك معي فيما بعد "
العالم يدور به ..
كل شيء من بدايته كان خدعة !
خدعة الغرض منها الوصول إلى ماله و مكانته التي دفع ثمنها سنوات من شبابه ..
مكانته التي تخلى في مقابلها عن أحلامه ..
مكانته ..
كانت ترغب بمكانته و سلطته و لم تراه ابدا ..
لم تراه و هي كانت له كل النظر !
سقط امين على ركبتيه يتنفس بعنف شديد كمحارب أعلن استسلامه ليسقط جاسم هو الآخر أمامه بنفس الوضع فيما يردد بلا توقف و كأنه يقحم الكلمة عنوة في رأس من أمامه :
" هي الخائنة .. اعترف بالأمر وواجه نفسك يا امين ، انا و انت وقعنا في شباك ساقطة .. ابنة عمك كانت مستعدة تبيع نفسها لمن يدفع أكثر "
دمعة غادرة سقطت من عين امين تنعي اخر اثر لرجولته المطعونة ليسقط بعدها بظهره الى الخلف يستلقي أرضا غير مباليا بشعره و لا ملابسه ..
لا يفعل شيء عدا النظر إلى السماء بخواء تام فتغافله دمعة اخرى و تنسكب من مقلتيه ..
قلده جاسم دون أن يشعر و استلقى هو الآخر ينظر بدوره إلى السماء يتنفس بعمق شديد و قد القى اخيرا هذا الحمل العظيم عن كاهله ..
لا يعرف ماذا يخبئ لهما الغد ...
لا يشغله موعد المعركة القادمة بينهما و لا سببها ..
لم يعد يعلم إلا شيء واحد هو أن تلك الصفحة الملوثة قد أغلقت بينهما الان و إلى الابد .

نهاية الفصل الحادي والعشرون

قراءة سعيدة 😎😎


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-19, 10:02 PM   #130

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hager haleem مشاهدة المشاركة
دول كناري دول قرود هيقطعوا بعض


هههههههههههه جاسم يسكت يسكت و يبعتلها نظره توقعها


ايش يقول المثل القرد بعين امه كناري😂😂
و جاسم غييير طيح وصال في حبه من دون حتى النظرات ...
هو بس كان يطلعها على اكتافه وهي صغيرة 😍😘

Hager Haleem likes this.

Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.