23-11-19, 04:06 AM | #577 | ||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الحلم الرمادي ..... الفصل الخامس والثلاثون الحلم الرمادي الفصل الخامس والثلاثون............ (حب تملك .... لا أكثر!) تطلعت به وهو يخرج الدواء من جيب سترته وشعرت بالامتنان نحوه انه انسان راق جدا وقلبه يسع الكون ودعت الله ان يحفظه لشبابه لنبل اخلاقه. سلمها العلاج وابتسمت له ابتسامة جعلتها فائقة الجمال بعينيه ليغضض بصره ويقول: "مع السلامة" خلع جاسر نظارته الشمسية وخفف السرعة وزمم شفتيه واتسعت عينيه ليشتعلا بنار الغضب وهو يراقب المشهد! لم ينزل من السيارة مباشرة بل بقي جالس لبعض الوقت وعيونه ضيقة وكأنه لا يريد ان يحسسها انه رأى واصف معها. تحركت اهدابها ببطء وهي في المطبخ عندما سمعت صوت الباب يغلق وانتابها الضيق من قدومه فقد تغير كل شيء بداخلها اتجاهه خلال الأيام الماضية وبدأت تشعر بأن بعده عنها راحة وكلما كبر بطنها وشعرت بوجود روح داخلها كلما شعرت بالمسؤولية أكبر وتفاقم النقمة على جاسر الذي عاملها اسوء معاملة خلال الشهريين الماضيين وكرس وقته لديم وعلاجها بعد العملية وكان معها خطوة بخطوة حتى مشت على قدميها كما فهمت وهي مهمشة كالعادة وكلما داعته بحقها تجاهلها واحيانا يسمعها كلام يزعجها ويسم بدنها حتى انها شعرت بالندم على عودتها اليه وتمنت ان يرجع بها الزمن حتى ترفض الزواج البغيض الذي جعل منها كالجارية عنده ولا تعرف ما به تغير معها جدا وبدى خشن الأسلوب ومتهكم؟ ربما لأنها أصرت على شرطها بعدم تقربه منها حتى ينفذ طلباتها؟ او لأنه كرهها وندم أيضا على الارتباط بها؟ سار في الصالة وبوجه صارم ولم يتجه الى المطبخ بل وقف امام النافذة وتطلع في الشارع متفحصا اطلالة البيوت على الكوخ وسحب سيجارة من العلبة ببطء شديد ثم تطلع الى النافذة الأخرى المطلة على باب الحمام مباشرة وأشعل سيجارته بتوتر وهو يراقب المنزل الذي يقابلها مباشرة وزمم شفتيه وهو يتطلع بأعلى الجدار فوق النافذة كان قلبها مضطرب وهي مترقبة لدخوله عليها وتجمد الدم بعروقها عندما شعرت بخطواته تقترب وتمنت الا تراه فقلبها ممتلئ بالاسى منه قال بنبرة جافة: "يبدو انك لم تشعري بقدومي ام لا يهمك؟" لم تتطلع به وواصلت عملها بأعداد السلطة ولم ترد عليه لأن الصمت أصبح عندها ابلغ من الكلام. وقع بصره على شريط الدواء على الطاولة واقترب وتناوله ثم رماه وقال بلهجة باردة: "لماذا لا تردين علي؟" توترت يداها وهي تفرم الخضروات بالسكين وارادت ان تصرخ بوجهه "أصبحت لا اطيق وجودك" لكنها تراجعت خشية من ردة فعله الحقيرة بمثل تلك المواقف ازاح ستارة النافذة وقال بأقل حدة وهو يتطلع بالشارع: "كيف الناس هنا؟ لديك تواصل معهم؟" ابتسمت بانزعاج وقالت بنبرة خافتة: "سؤالك متأخر جدا" أسدل الستارة بهدوء وتأملها قائلا: "اردت ان اطمئن لا أكثر وكنت اود ان تجيبينني بدون تلميحات سخيفة" ساد صمت لثواني وعندما سألها عن الدواء اجابت بتوتر وجفاء : "اوصيت عليه .... ام عابد" هو وبتفحص: "ام عابد؟ لماذا توصين الاغراب وانا موجود؟" هي ودون ان تتطلع به: "لو كنت موجود ما اوصيت احد" قال وهو يتجه نحوها: "كنت اتصلت بي" هي وباستخفاف: "خشيت ان احرجك وانت بحضن زوجتك" انكمشت واغمضت عينيها عندما دنا منها وأصبح خلفها مباشرة وزاد من اضطرابها ما قام به اذ لمس جوانب خصرها بيديه ببطء وقرب فمه من اذنها وهو يهمس بتعمد: "ما الامر؟" انتزعت نفسها منه بخفة وابتعدت قائلة: "لا تلمسني؟" هو وبعيون خبيثة: "متغيرة علي جدا .... اتساءل ان كان هناك سبب يجعل الزوجة .... متمردة؟" تأملت وجهه الماكر وقالت باضطراب: "ما السبب؟ المصيبة انك لا تعرف ما السبب والمصيبة الأكبر انك تسألني بهذه البراءة المزيفة!" دعك ذقنه ببطء وقال: "لست كما عهدتك سابقا .... ما سبب تمردك؟ ماذا تريدين يا هتان؟ " هي وقد استفزها كفاية: "بصراحة نسيت!" تطلع بها بدهشة لتواصل بقوة: " نسيت ماذا اريد لأنك توهتني بمراوغتك معي كل تلك الأيام .... ماذا تعتقد انني اريد منك وانت تأتي الى هنا مرة واحدة بالأسبوع كضيف .... ثقيل الظل" رفع حاجبه وتأملها تدريجيا لتواصل بعصبية واضحة: " سأكرر لأن ذاكرتك تبدو ضعيفة .... اريد حقوقي .... اريد ان استرد كرامتي .... اريد ان" قاطعها قائلا وبعيونه بريق غاضب لكن بنبرة باردة: "مهلا مهلا ماذا عن حقوقي انا بما انك تتكلمين عن الحقوق؟ ثلاثة أشهر مضت على زواجنا ولم تسمحي لي حتى ان امسك يدك! .... كيف لك ان تريدينني الا أصبح ضيف؟ كنت مريضة وسامحتك وتغاضيت لكن الم يحن الوقت ان" قاطعته وبانفعال: "لا .... لم يحن .... تعرف لماذا؟ لأنك لم تنفذ أي مطلب من مطالبي .... لأنك بغاية الانانية لأنك لم تحترمني وتتركني في هذا المكان الحقير دون ان تفكر ان توفر لي أدنى متطلبات زوجة .... اكرهك .... اكرهك" عقد حاجبيه وتطلع الى السكين الذي يرتجف بيدها وقال ببرود: "منفعلة اكثر مما ينبغي .... الا ترين ذلك؟" تنفست بتلاحق وصوت أنفاسها مسموع وتراجعت خطوة عندما اقترب منها بخطوة سريعة وجذب السكين من يدها ورماه بعيدا ثم ربت على خدها وقال بهمس وشدة: "اهدأي" ابتلعت ريقها وشعرت ان هناك ما يجعله غريب وبقيت تراقب الباب الذي خرج منه وحاولت ان تهدأ وهي تضع يدها على صدرها. جلس في الصالة وبقيت جالسة في المطبخ ومر الوقت لا هي تريد ان تذهب اليه ولا هو جاء اليها وكلا في صدره غلا ما! علاقة فاشلة بكل المقاييس ومشاعر على المحك وزواج على حافة الهاوية .... الحب مفقود .... الأمان معدم .... الثقة تحتضر .... لا أمل في الاستمرار .... هذا ما توصلت له هتان بعد عشرتها المضطربة معه. .................................................. .............................. كانت ام جاسر تسند جبينها على راحة يدها وتهز برأسها وتنود بجسدها وكل الضعف الدنيا تجمع بداخلها وشعرت بانهيار قوتها وصلابتها .... ماذا تفعل؟ كيف تتصرف؟ الى من تلجأ؟ مع من تتحدث والبيت كله رجال .... تخبر سعيد؟ ام يوسف؟ ام جاسر؟ تعبث بشرفهم؟ تقلل من رجولتهم؟ اختكم منتهكة .... اختكم الوحيدة الصغيرة ليست عذراء؟ شرفكم مدنس؟ سمعتكم تلطخت؟ كيف اداري الفضيحة؟ كيف اطمها كيف ادفنها؟ وان طممتها وأغلقت فمي ماذا عن رائحة الفضيحة التي فاحت وكلها أيام وسيكبر بطنها .... اترك اخوتها يقتلونها ويقتلون ابن الحرام الفاسد؟ اجعل جاسر يتورط بسفك دم شقيق زوجته؟ أرشدني يا الله. ................................................. ديم وباستنكار وهي تسند يدها على العكاز: "ماذا؟ .... مجنون؟ .... مجنون" بركات وبحرقة: "لم اجد امامي سوى ذلك الطريق .... اردت ان انتقم منه واسترد كرامتي .... اردت ان اراه ذليلا" ديم وبانفعال هيستيري: "انت انتقمت مني انا يا جاهل .... انت خربت بيت اختك .... انت دمرت كل شيء بفعلتك النجسة .... كيف تجرؤ؟ كيف تجرؤ؟" بركات وبتحدي: "سأتزوجها .... وسترضى وهي الممتنة .... ستوافق بكل سرور بعد ان كانت مترفعة .... هي اليوم من سيجري خلفي .... هي من يريد ان يستر نفسه .... وغدا كل أهلها واخوتها يبارك ذلك الزواج" هزت ديم برأسها بصدمة وهتفت: "غبي .... بفعلتك هدمت كل ما بنيناه .... يا ويلي من جاسر وياويلك .... سيسود وجوهنا وحياتنا .... لماذا قطعت اخر امل بيني وبين جاسر انت دمرتني يا بركات دمرت اختك وقضيت عليها .... كنا قد وصلنا الى النهاية ولم يبق الا اشهر قليلة ويحصل المراد وتعود المياه الى مجاريها لكن الان قد ظلمت الدنيا بعيني .... حرام .... حرام عليك ما فعلته بي" .................................................. ............................... وضعت بيلسان يدها على زر الارسال وهي تبتسم ثم أبعدته وهي تهمس: "الان؟ ام امنحك الوقت لتسترد عافيتك يا جاسر من توالي الصدمات؟ الان أفضل لكي اقصم ظهرك واجعلك تبكي كالنساء .... ام امهلك وقتا تتنفس فيه قبل الضربة الموجعة؟ .................................................. ................................. التفت واصف ناحية الباب عندما رن الجرس وعقد حاجبه وتطلع بالساعة التي اشارت الى العاشرة مساءا!من تراه قادم للزيارة بهكذا وقت؟ ارتدى قميصه على عجل وتوجه الى الباب وعندما فتحه تغيرت ملامحه بالتدريج وضيق كبير اجتاح صدره وبقوة لدى رؤية الضيف ابتسم جاسر ابتسامة غريبة وهو يتفرس بوجهه وقال: "لا داعي ان اعرفك بنفسي .... اعتقد انك تعرفني جيدا " واصف وباعتداد وثقة وهو يمد يده اليه بعفوية وكياسة: " اهلا ... اهلا" وضع جاسر يده بيد واصف وبمنتهى القوة ضغط انامله ليتوجس واصف من زيارته وبداخله قلق كبير من شخصية ذلك الرجل الذي يبدو حقير للغاية. .................................................. ............. دعكت هتان يديها بارتباك وهي خائفة من مبيت جاسر معها الليلة وقلقة من نواياه بالتقرب منها خاصة وانها قرأت بعينيه رغبة همجية بإخضاعها له ولو على حساب رأيها ورفضها وكأنه بدى غير آبه بنفورها منه! كانت واضحة بتصرفاته ونظرات عينيه نيته بإجبارها على الاستسلام ولو بالقوة هي تعرفه وتعرف تلك النظرات .... لكن اين هو الان ولماذا اختفى فجأة؟ انه مختلف وليس على طبيعته خصوصا اليوم كأن هناك ما يحفزه ويدفعه ليؤذيها ويزعجها وكأن إصراره الليلة عليها انتقام وليس شوق ومحبة وكأنه تحدي وحب تملك لا اكثر. التعديل الأخير تم بواسطة هند صابر ; 23-11-19 الساعة 05:01 AM | ||||||
23-11-19, 04:15 AM | #578 | ||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| شكرا من القلب على تعليقاتكم الرائعة احبتي سعيدة بمتابعتكم وان شاء الله غدا انزل فصل جديد نظرا لقصر فصل اليوم ولي تواصل بالردود على تعليقاتكم بأذن الله تحياتي ومودتي | ||||||
23-11-19, 07:16 PM | #580 | |||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
اهلا وسهلا بك غاليتي الله يسلمك ويحفظك واشكرك على رقة كلامتك واهتمامك احبتي انتوا تعلقوا وقت ما شئتوا فأنا بأي وقت ممتنة لكم نحن في وقفة من الحيرة الان مع من الشخصيات نكون؟ ديم زوجة غيورة وتريد الحفاظ على بيتها بشتى الوسائل غير آبهة بالعواقب وهتان زوجة ثانية صبرت بما فيه الكفاية على تهميش جاسر لها واصبحت ناقمة عليه وانقلبت المشاعر بركات بغض النظر عن طريقته باسترداد كرامته هل هو فعلا يحب سولاف؟ جاسر قلبه مع من؟ من الطبيعي الا يتخلى جاسر عن هتان بعد حملها لأنه يريدها ان تلد الطفل تحت رعايته ورقابته شكرا لتعليقاتك الرائعة | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|