آخر 10 مشاركات
مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          Wed for the Spaniard's Redemption by Chantelle Shaw (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree43Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-11-19, 02:08 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



14..


.
.
.
سحب نفس قصير.. ثم نفس قصير.. ثم نفس أطول ثم أطول.. ما يبي يطلع بصورة مقرفة و مقززة قدامها اكثر مما هو عليه الحين.. بلع ريقه ثم جر تنهيدة طعنت صدره.. التفت لها و قال برجاء /تزوجيني...
في موقف آخر كانت راح تعطيه كف يعلمه إن الله حق.. بس هو ضعيف لدرجة ما تقدر معها تمد يدها و تبرد قلبها..
رد يقول بوجع لمع في عينه / تكفييين.. اسمحي لي أكفر ذنبي فيك
رفعت يدها بوجهه تسكته و قالت ببكاء/بس.. بس الله يخليك
مسك يدها اللي رفعتها، كانت جااامدة من البرد.. فركها بين يديه تلقائياً كأنه يحاول يدفيها و قال /ارجوك ارجوووك عارف انك تكرهيني و تتمنين لي الموت.. بس _ بكى بانهزام _ شهرين و اسرحك و تعيشين حياتك بعيد عني و عن القرف اللي تحسين فيه معي... ريحيني الله يريحك انا مو بقادر.. _ اختفى صوته وسط بكاه.
سحبت يدها و هي ازدادت بكاء بعد كلامه، ضربت على صدره محل قلبه بصدمه /كذا؟ كذا تكفر ذنبك؟ _ همست ببحة جرحت بلعومها _ الله يلعن ضميرك يا شيخ
و مشت مبتعدة عنه رايحة لسيارة السواق بدموع تنساب على خدها و كل شوي تردد بغبنة /الله ياخذك الله ياخذك... تتزوجني عشان تريح ضميرك؟
....
أي جرح تركته لها بعد هالليلة يا سعود؟ كل جروحك القديمة تهون.. جرح الحب يهون.. و جرح الخيانة يهون.. إلا جرح الكرامة يا سعود إلا جرح الكرامة!
نزلت من السيارة بعد ما وصلت لقصر ابوها و دخلت و هي تركض و طلعت من الدرج و هي دموعها اللي حبستها سنين طويلة جالسة تنساب بلا توقف.. راحت لغرفة عمر دقت الباب المقفل بقوة و تناديه بصوت صار مبحوح اكثثرر من البكاء /عممَر.. عممر. عمر.
فتح الباب بفجعة و انصدم لما شاف دموعها اللي بللت لثمتها،
بلع ريقه بخوف.. عرفها هالشهرين ما تبكي بالساهل. قال بقلق/وش فيتس؟
سحبت يده بيد وحدة و الثانية تمسح بها دموعها اللي ما توقف و قالت ببكاء/تعال ودني..
عمر و هو لابس بيجاما النوم قال بصدمة /وين؟ وش صاير؟ احد فيه شيء
وقفت و ناظرته بعيون احمرت من البكاء و قالت بألم /انا انا فيني كل شيء. _و قالت برجاء و ضعف_تكفى عمر ودني
عمر /دقيقة ابدل ملابسي بس
سحبته ب اصرار /تعااال
مشى وراها و قال بربكة/وين وين يا بنت الحلال؟
و هي تمشي و تسحبه معها و هو بصدمة و استسلام يجاريها.. قالت بشهقة/ بيت نوف
..

.
.

.
طلت في وجهه و هو نايم و ابتسمت بخبث.. راحت للمطبخ التحضيري اللي في جناحهم لبست قفازات و من فوقها قفازات و راحت للبكس الحديدي الموجود على رف بوسط الطاولة الصغيرة.. فتحته فتحة صغيرة و دخلت يدها و المخلوق الصغير اللي جوا ع طول ركض ليدها ع اساس بتعطيه اكل.. قطعة جبن ربما أو كسرة خبز!.... و هي مسكته من ذيله و هي تتقرف و تهمس/يععع يع
رجعت للغرفة اللي هو نايم فيها بسلام و مالت عليه و هي تحط الفار على صدره العاري و تخليه يمشي على رقبته..
...... حس بالحركة السريعه على صدره و شم ريحة الخطر فتح عيونه و هو يصرخ و يضرب المخلوق الصغير بقوة طيرته من يدها و يضرب في الأرض و يخر صريع..
شهقت بهلع ما توقعت ردة فعله بتكون كذا..
اتسعت عيونه و هو يشوف الفأر و قال بصدمة /مااات؟ ذبحتيه؟
شافت وجهه اللي انقلب من الصدمة إلى الغضب و التفتت تناظر الفأر اللي غرق في بركة من الدم.. و ركضت بسرعه هاربة من الجناح و هو نقز خلفها و هو يصارخ/تعااااالي.... و ربي لا تندمين يا حيوواااانه
صرخت برعب من صراخه /يمممممممههه._ و حطت رجلها لجناح ام و ابو نواف و قبل لا تدق الباب انفتح و طلع من خلفه وجه ابو نواف المرعوب و هي بسرعه اندست وراه و هي تقول باستنجاد/تكفى يا عمي انا في وجهك
طلع نواف و هو يركض بسروال بيجاما كحلي من غير بلوزة و قال بعصبية /يبه لا تتدخل ابعد عنها..
زفر و هو يحاول يطول باله على الطفلين هذولي اللي كل يوم لو ما عملوا ضجة ما يكونون نواف و مرام..
ابو نواف/و الله ما تلمسها.. و انقلع البس يالمفصخ
نواف بحقد/قسم بالله لاوريتس.._ و قال بقهر_ اطلعي اطلعي واجهي اللي سويتيه اذا قوية
مرام من خلف ظهر ابوه قالت له باستفزاز/و الله ما بعت عمري اطلع لك يالفيل الوحشي
ام نواف ضحكت و مسكت مرام و هي تقول /متى بتعقلون انتم؟
نواف ناظرها بوعيد و قال/اذا ما انتقمت له قبل ما يجف دمه ما يكون ذا الشارب على رجال _ و مسك شاربه يمسح عليه بنظرة شر
مرام/انت اللي ذبحته مو انا
صرخ بوجهها /انطممممي
ابو نواف/قصر حسك و اذلف امس بس ( نام بس)
نواف بقهر/و الله ما ارجع الا و انا...
قاطعه ابوه/اص اص و الله ما تأخذها غصب عنها.
كتف يدينه و ناظرها شادة ظهرها في ابوه.. قال بتهديد /قسم بالله لو ما جيتي معي الحين ان تنحرمين من فطور بكرة مع خواتتس و فوقها ما تطلعين شهرين كاملين.
مرام نقزت و قالت برجا/طيب جيت و الله
ابو نواف ناظر ولده بعصبية و مرام باست راسه و توها بتبوس راس امه سحبها هو بقوة و جرها معه للجناح و قفل الباب من خلفه
مرام تمسكت فيه و قالت برجاء /تنفع دية؟
ناظرها بحقد و قال بقهر /قد كلامك؟
مرام غمضت عينها ن فتحتها براحة بعدين قالت/اول علمني شلون بتنتقم لصديقك؟
شد شعرها بقوة و صرخت بألم /اااي.. فك.. فكني
قرب من اذنها و همس بتهديد/و الله لأخليتس تنظفين دمه بلسانتس الطويل ذا
مرام بصدمة /و الله لأدفع ديته لو وش كانت قيمتها
نواف بهمس خبيث/بس انا ما ابي دية نقدية
مرام ناظرته و بلعت ريقها/اجل شيك؟
شد شعرها اكثر /تستهبلين؟
مرام/ااااي.... وش تبي و الله موافقة
نواف/متأكدة؟
مرام هزت راسها بسرعة و هو فك شعرها و وقفها قدامه و ناظرها ببسمة خبيثة.. مسك يدها اليمين بيده اليسار و شبك اصابعه في اصابعها.. و يده اليمين مسكها من خصرها و قربها منه بخفة و هو يميل عليها. و يطبع قبلة طوييلة على شفايفها اللي راحت تبادله القبل من غير شعور..... و لما استوعبت اللي يصير دفته و هي تغطي وجهها بيديها في حركة اعتادها منها كل ما استحت.. و صرخت باسمه باحراج و قهر/نووواااف
ضحك بمتعه و هو يعض شفته التحتية يحاول يبعد تأثير السحر اللي ألقته عليه شفايفها..
...
.


.
.
دخلت على روان اللي كانت شبه منسدحه و تكلم بالجوال و تلعب بشعرها و تبتسم.. قربت منها و هي تقول /قفلي لاحقة على الحب
روان هزت راسها بمعنى "انقلعي" بس هي جلست على السرير/بنت هذا فيصل؟ اسأليه اذا ملاك رجعت و الا لا؟ مو كأن تأخروا؟
روان و هي تكلم فيصل/حبيبي سمعت؟
فيصل / ايه ملاك رجعت
روان/صدق؟ من متى؟
فيصل/من ساعتين يا روحه
روان/غريبة جودي للحين ما رجعت؟
فيصل / يمكن رجعت و انتوا ما حسيتوا فيها.. قومي تأكدي و ردي لي خبر
روان /اوك شوي و راجعه
رهف بقلق/ملاك رجعت؟
روان و هي تقوم من السرير و طالعه من الغرفة /ايوه يقول من ساعتين
رهف بعبرة /ثمه وين راحت؟ ساعتين المفروض تكون هنا من زمان مو من بعد بيتهم..
روان راحت لغرفة وحدات لقتها مقفلة و جلست تدق الباب و تنادي عليها
رهف/مو هنا جيتها من قبلك.
روان عضت اصابعها/بنت طلعتي للحوش و دورتي في كل مكان؟
رهف بحدة /اقولك مو هنا؟؟؟
روان دفتها بتوتر/لا ترفعين صوتك علي.. قلة حيا. _ دقت على رقمها و هي تهز رجولها و ما فيه رد.. ارسلت لها واتس و سناب و دقت عليهاا بس بعد ما ردت
رهف تجمعت الدموع في عينها /يمكن صاير عليها شيء! خلينا نعلم ابوي
روان/لالا نخوفهم خلينا ننتظر شوي
..


.
.
.
التفت لها و كأنه يبي يتأكد/بيت نوف؟ تقصدين بيت سعود؟
بس هي ما ردت عليه و لا وصله الا صوت بكاها.... مشى بالسيارة ببطء و هو شوي يناظر الطريق و شوي يسرق النظر لها قال بقلق / تسمعيني؟
شهقاتها العالية كانت الرد الوحيد اللي خذاه منها..
عمر سحب نفس و طلعه يهدي نفسه لا يتوتر /وجدان! بيتكم اللي اخذناكم منه؟؟
وجدان ببحة نطقت/ايوه_ و شهقه خفيفة تبعت الكلمة..
عمر عاقد حواجبه و انتظرها تهدأ بس هي ابد مو راضية.. رفع عينه يناظر المراية بتوتر و ارتباك من السيارة اللي من يوم طلع من القصر و هي وراه.. عرقت راحته بخوف و أخيراً وقف عند البيت و هو يناظره.. ثم ناظر السيارة البي ام الرصاصية واقفة قريب منه..
التفت لها و مسك يدها اللي كانت عبارة عن كتلة جليد و عقد حواجبه من جمدتها و قال بحنان نادراً يطلع منه /جودي؟ قولي وش بلاتس تكفين..
ناظرته بألم و هي نوعاً ما انخفض صوت بكاها بعد كلامه التزمت الصمت، تظن ان الكلام القابع في قلبها المنهك، لو تفجر ما احد بيفهمه..
نظرتها اخترقت عمق قلبه و قال و هو يضغط على يدها/لا تقطعين قلبي فديتتس
سحبت يدها بهدوء من تحت يده و نزلت.. نزل معها و وقف جنبها و هو يبلع ريقه من السيارة اللي موقفة قريب منهم و بدون غطاء يسترهم.. قلبه مقبوض.
ارتجافة جسمها مو من البرد.. ما كانت الا احتجاج على انهيارها اللي هي ما كانت مستعدة له و ما كانت مخططة له همست له /ما راح اتأخر.. ارجع
و راقبها لين دخلت ثم ركب السيارة و هو يقفل عليه.
دخلت البيت و هي ترتجف من كم المشاعر اللي تعتريها و تحاول تقاومها.. يا كم ضم عالبيت بعثرتها.. كم احتواها باحزانها و مواجعها.. تستغرب هي صموده قدام انكساراتها اللي شهدها.. قوي؟؟ و الا مثلها يستقوي؟.. طلعت مع الدرج رايحة لغرفتها، فتحت بابها المفتوح، وقفت قدام الدولاب على أطراف اصابعها و رفعت يديها لفوقه تسحب شنطة سفر رمتها على السرير و فتحتها، كانت فارغة الا من حاجتين.. شنطتين.. و مع انهم شنطتين بس الا انهم ابكوها بشكل مخزي، بكت بقوة و هي تناظرها.. ليه كانت محتفظة فيها؟؟ كان عندها امل يكون اللي صار حلم و تصحى منه لو بعد سنين؟؟ آآه يا انها صحت منه بطريقة مؤلمة و تكسرها اكثر من الحلم نفسه.. يا أن كمية الألم اللي جالس يشرخها اكبر من حجمها.. اكبر من حجم السنين.. خلاص هي حرام تتألم اكثر.. و لا تبكي اكثر.. و لا تعاني اكثر.. هي اتخذت قرارها هالساعة.. راح تحرق اشياءه و ذكرياته و بتحرق قلبها معها.. زمان الوقوف و البكاء على على الأطلال انتهى.. الحين زمن تلتفت لنفسها و تشق دربها مثل ما شق هو دربه من سنين.. زمن تنتقم لكرامتها اللي جرحها بحبه الكاذب مثله.. ما راح تلتفت له و لو التفتت و الله ان تكسر رقبتها بيدها.. فتحت الدولاب و سحبت شنطة من شنطها القديمة و فتحتها جلست تدور مثل المجنونة فيها بس ما لقت شيء؟؟؟؟ سحبت الشنط كلها تدور عليها بس كلها فارغه فراغ حياتها.. وينها؟؟ ما تذكر انها رمتها!! يكون أحد أخذها؟... راسها مصدع حيل و قررت انها ما تهمها، ربما هي رمتها في وقت ما و هي ما تذكر؟ سحبت الشنطتين وحدة شانيل لونها زيتي و الثانية ماركة الدو مصنوعة من خامة التريكو لونها اورنج فاقع و راحت طالعه من البيت و ركبت السياره اللي على طول مشت بسرعة كبيرة مجرد ما ركبت... و ما كانت مهتمة لها.. حاسة من شدة الألم اللي يجتاحها من فارق معها تعيش و إلا تموت..
سمعت صوت عمر المرتجف /البنات انشغل بالهم عليتس.. زين ما استنفروا و راحوا يصحون ابوي. قلت لهم انتس معي و بخير بس ما صدقوني دقي عليهم عشان يرتاحون..
بكت و سندت راسها على المقعد.. هي مو بخير لا تقول انها بخير ، هي بائسة لدرجة تنطفي معها الحياة في داخلها.. هي عاشت حاضرها مع أشباح الماضي حتى صارت بهذا السوء و السواد و لا تدري اذا راح تتغير او لا؟
عمر بقلق /انتي وش فيتس؟

..

.
.
.
فتح عيونه و هو يحس ب امه تغطيه.. ناظرته بحنان و هي تقول/صحيتك؟
رمى البطانية عنه و رجع يغمض عيونه من غير ما يرد..
زفرت امه بضيق و قالت/برد ي امك و ملابسك خفيفة
و برضه ما رد و هي طلعت و هي تذكر الله و تدعي له.. تنهد و تقوست شفايفه و هو يكبح البكاء.. تذكر اللي صار.. ما يدري وش اللي ذبحه! نظرات عيونها؟ و الا نبرة صوتها؟ و الا بكاها و الا كلامها؟ بس يدري ان اللي ذبحها اكثر هو و هو يترجاها تتزوجه عشان يكفر ذنبه.!! لو تدرين يا وجدان ان كل كلامه شكلي.. شكلي فقط و الا انتي يعدك حق من أعظم حقوقه و لو ما عدتي له.. حق مستحيل يتنازل عنه لأي كائن غيره... يالله شلون ذبحها و هو حاط عينه في عينها؟ شلون ظل واقف قدام انهيار عيونها؟ شلون ينجح في كل مرة يجرحها و يتفنن في تعذيبها؟

___ سمع الآذان و قام يستعد للصلاة... تسنن.. و صلى و رجع ينسدح في الصالة.. و على طول تفكيره طار فيها.. و غمض عيونه و هو يسمع صوت الجوال يرن.. ناظر في الاسم و ارتسم الحزن في ملامحه و فتحه بصمت.. و المتصل تكلم و كأنه عارف ان الجوال عند اذنه
/هلا.. انا جاي في الطريق اطلع للديوانية.._ و تقفل الخط
ما يدري ليه شم ريحة الخطر.. و قام بسرعة نازل و هو عاقد حواجبه و الفراغ اللي كان في عيونه من بعد وجدان امتلأ بالألم.. و الضياع اللي بوجهه حل محله الحزن.. ما امداه يجلس الا و فيصل داخل و معه عمر اللي يناظر سعود بخيبة.. نظرته فطرت قلب سعود اللي علق عيونه عليه..فيصل ببسمة راس سعود /يا صباح الخير
عمر /السلام عليكم
سعود نطق /و عليكم السلام
عمر صافحه بصمت و نفس النظرة في عينه.. جلس و ناظر فيصل و قال بجمود /فيصل ياخوك ابي سعود بكلمة راس
فيصل بمزح/لالا ما يصير انا بصير نسيبك مب هو
سعود انقبض قلبه و ناظر فيصل بنظرة.. هو بسرعه حس ان الموضوع جدي و طلع و هو يقول /عن اذنكم
حول نظراته لعمر اللي كان شابك رؤوس أصابعه في بعض و يقلبها و عيونه عليها بعدين قال و هو يناظر عين سعود/تدري ان وجدان امس وافقت على ماجد
رجع ظهره على الكنب و رص على أسنانه و ضم شفايفه لبعض اللي اختفت تحت شعر لحيته و شاربه.. يدينه يحس لو ما مسك فخوذه و ضغط عليها راح تطير، و تضرب كل شيء قدامه.
رد عمر يقول بنبرة غريبة/ما فيه مبروك؟
ناظره و الغصة وصلت لحلقه.. و الصمت هو الصمت.
عمر يكمل /تدري! كان نفسي اعرف سر تعلقك في.. _ ضيق عيونه و كأنه يتذكر_ تذكر عندك تيشيرت أصفر
قدم ظهره لقدام و حط يده اليمنى تحت فكه و اصبعه السبابة يمسح على شاربه و شفايفه
عمر بتساؤل/وينه صدق هو؟
ما يدري ليه حس انه يعرف شيء.. قال بهدوء/وين تبي توصل عمور؟
عمر طلع ورقة من جيبه و فتحها و فرشها على طاولة الخدمة قدام سعود بقوة و ضرب عليها و قال/وش هالمهزلة؟ وش انت شايف خواتي عشان تلعب بهن على كيفك؟ تطلق وحدة و تتزوج الثانية على كيف ما تبي و زي ما تشتهي؟
ناظر بالورقة.. تنهد بألم و هو يشوفها.. هي قالت لفجر اذا فيه باقي عنده ذرة تقدير للي كان بيننا يعطيني ورقة الطلاق.. و هو كان رافض في كل مرة تأخذها هي، يخاف تكرهه اكثر كل ما شافتها. حول نظراته بعمر المنفعل.. عمر الغاضب.. و اللي قال/عشان ما وراهن احد و لا لأبوي سلطة عليهن قمت تلعب بذيلك.. لعنبوك ما تحشم الرجال اللي افنى عمره يربيك و عزك اكثر مما عز عياله؟ قسم بالله ما تستاهل أحزن على حالك و اسفح من عيوني دمعة عليك.. قليل فيك اللي يصير لك.. خاين و غدار.. _ تفل على الأرض بحقد و كره و اشمئزاز.. و خيبة.. خيبة كلت قلبه و انرسمت في عيونه..
نزل راسه سعود و عينه انكسرت قدام نظرة الخيبة بوجه عمر.. شخص جديد ينضاف للقائمة الطويلة بالأشخاص اللي هو خيب ظنهم فيه..
دخل في هالاثناء سامي و قال/السلام عليكم
و لا أحد رد عليه.. بينما عمر وقف و قال/و قسم بالله لأدفعك ثمن فعولك غالي.. غالي يالرخمة _ و جاء بيطلع بس شد على ذراعه سامي بقوة
عمر صرخ بوجهه /فكني.. فكككك اقووولك
سامي/اهدأ.. و اسمع العلم كله
عمر دفه بكل قوته رغم نحافته و قال بحدة / اطلع منها لا اكسر عظامك
سامي صرخ فيه /اقولك اهجد بس و انطق_ و مسكه بقوة من ذراعه مرة ثانية و عمر عطاه بقس على وجهه بيده الثانية و هو يصارخ/فارقني لا اثعا فيك معه_ تسارعت أنفاسه و هو يصارخ_اذا ابوي طيب انا مانيب طيب و ما اكون اخوها لو ما طلعت حقها من بين عيونك يالخسيس
كان صامت صمت المقابر.. و عينه المكسورة للارض و كأن المعركة اللي قاعدة تصير بين عمر و سامي تصير فيي ارض غير ارضه و دنيا غير دنياه و زمان غير زمانه..
و سامي بحركة سريعه و مباغته طرح عمر على الأرض و ثبته بقوته و جسمه المعضل و هو يقول /بتسمع غصبٍ عنك بتسمع
عمر يصارخ/مابي اسمع.. فكني لا اقلب الدنيا على راسك..

..

.
.
.
.
- عودة لليلة البارحة -

نزلها عند باب القصر الداخلي و راح يسفط سيارته في الكراج.. نزل و هو يمشي بخطوات سريعة لما شافها واقفة و قريب منها ماجد.. ركض بسرعه لما وصلهم و سمعها تقوله/انا موافقة ب....قاطعها لما سحبها بكل قوته و نفخ في وجهها/اذلفي فوق و غطي ذا العيون الماحلاها ربي _ و دفها و هو يصرخ/اذلفييي
وقف في وجهه ماجد و هو يقول بغضب /ما سوت عيب ابععدد
ضرب صدره بقهر و قال/علي بمثل امي و ابوي انها عليك حرام ما دام راسي يشم الهواء
ابتسم باستفزاز /ما عاد يهمني رايك اهم شيء انها موافقة
رفع أصبعه بوجهه بتهديد و قال بغيظ / تخسي تأخذها.. و انقلع للمحلق لا تشوفك عيني توطوط هنا و هناك و الله لا اقص رجولك.._ و عطاه ظهره رايح خلف وجدان.
و قبل ما تقفل الباب فتحه و عيونه تلمع شر/تستهبلين انتي و الا تستهبلين؟؟ وش غادي (صاير) عليتس اليوم؟
فسخت عبايتها و ناظر بوجهها المورم من كثر البكاء و قالت بحزن طعن قلبه /لا تخليني اندم اني جيتك و شديت ظهري فيك
تنهد و هو يشوفها ترمي الشنط على التسريحة و تجلس على السرير و هي ترتجف من البرد
قال بهدوء /ب اطلع شوي و جاي لا تقفلين الباب
و ما طول.. رجع و بيده بطانيتين و قرب منها بعد ما سكر الباب حطها على السرير و جلس جنبها و هو يغطيها بالمفرش ثم البطانية ثم البطانية.. و وقفت يده عن الحركة لما سمعها تقول بذات الحزن /أنت تشبه ابوي كثير
قال و هو رجع يساوي البطانية عليها/و انتي متى عرفتي ابوي عشان تشبهيني فيه؟
لمح البسمة المرير اللي ارتسمت بوجهها.. تنهد و قال بضيق /ليه احس ان قلبي يوجعني لما تتكلمين؟
على طوب هطلت دموعها بعد كلامه و قالت ببحة /تقول حاس فيني؟
عمر بزفرة/انتي وش بلاتس؟
ناظرته و قال برجا /تاخذ حقي منه؟
عمر لمعت عينه بحميه /و الله لاذبحه لو تبين بس علميني؟
ناظرت بالشنط اللي ع التسريحة و هو قال بسرعة/اي وحدة؟
بكاها الموجع و الحالة اللي مرت فيها ذابحته.. و ذابحه الفضول بعد.. بيموت و يعرف وش فيها؟؟
همست /شانيل
قد بسرعه و جاب الشنطة لها و هي فتحتها و هي ترتجف و طلعت ورقة مطوية و مهترئة نوعا ما.. و مدتها له بتردد و خوف من ردة فعله.. و رجعت تسكر الشنطة
و هو فتح الورقة بخوف من خوفها و التهمت عيونه المكتوب فيها.. اتسعت عيونه بقوة.. جمد في مكانه و قال بصدمة/وش هذاااااا؟
كانت منزلة عينها ما تبي تشوف ردة فعله.. ممكن يعصب و يزعل و يقوم الدنيا و لا يقعدها بس هذا كله مو مهم.. المهم هي ترمي حزنها على ظهر احد..
و بعد صمت طويل قال و هو باقي مصدوم /متى؟؟

" ثم بدا لها أن نهر الحكايات كان مختبئًا في مكان قريب،. تحت جلدها تمامًا، و كان ينتظر لحظته ليندلق كشلالٍ من نور."



..

.
.
.

.

تأففت بطفش /اففف وينها ذي تأخرت؟
رهف بمرح/طولي بالك يا بنت،، من خطبك فصولي و انتي متغيرة
ناظرتها بطرف عينها و قالت /تمونين؟ فصولي!!!
ضحكت رهف و لمحت مرام تطلع من الفيلا/هذي هي..
ركبت و قالت بعجلة/صباحو.. سوري تأخرت؟
روان بقهر/لا شدعوه يا طويلة العمر كلها 23 دقيقة انتظار.. مؤمن ياللا امشي
مرام ضحكت و سلمت عليهن.. قالت ببحة صوتها و اللي تصير قوية لما تصحى من النوم /كله من نواف المعتوه
رهف/شوف وجهها فيه وحدة تقول عن زوجها معتوه؟
مرام بلا مبالاة/و ذا الصدق بعد معتوه
روان تغير مزاجها و قالت بضحك /وش مسوي بعد؟
مرام كشرت لما تذكرت و لا ردت عليها
رهف /احكي احكي.. بعد فأر هالمرة
مرام بضحكة انتصار/لالا قديمة انتي.. الفار مات الله يرحمه
رهف و روان ضحكوا
مرام لمست راسها/لما جيت ب البس عبايتي كب علي عصير
روان بضحك /لالا.. لا تقولين اخذتي شور في صباحات الشتاء ما اصدق
رهف بغمزة/ما عليك منها الحين..بتاخذ شور و هي تضحك بعد
روان ضربت يدها و هي ميته ضحك على شكل مرام المصدومة
مرام بدفاع/لا قسم بالله انها اول مرة اخذ شور ذا الوقت
روان بحنان هزت راسها /ما عليك منها قليلة الحيا ذي
مرام بحقد/البزرة.. _ و التفتت على الفيلا اللي وقف عندها مؤمن _هذا بيتهم؟
روان/ايوه ما تذكرينه؟ قد مرة أخذناها للسوق من هنا
مرام هزت كتوفها /مدري ناسية
رهف/ايوه ميم قبل انسى.. راشد يقولك يالقاطعه زورينا و ابوي.....
قاطعتها مرام/بس بس لو سمحتي.. _و نزلت و معها روان
اما رهف ف جلست مكانها و ضيقت عيونها بعدم رضا بعدين استوعبت انها باقي في السيارة و خواتها راحوا.. نزلت بسرعه و سكرت الباب،، شهقت لما حست بأحد ماسك عبايتها و التفتت برعب و شافت الباب متسكر عليها فتحت الباب بقهر و هي تشوف عبايتها انقطعت و راحت داخله البوابة و هي تتحلطن.. و وقفت مرة ثانية و هي تشوف الكائن الطويل و المعضل الواقف قدامها.. الوجه هذا حافظته زين.. كم مرة نامت و هي تشوفه و تتحلم فيه، كم مرة باست صورته بغرام غبي، يده اللي ماسك بها الجوال على اذنه و بسمته شاقه وجهه و نظرته مركزة عليها وَ دخلت يدها في شنطتها و مسكت السكين الصغير.. و ذاكرتها استرجعت كل كلمة حب كذابة قالها و كل ضحكة ضحكها له و كل وعد خادع قطعه بها، رصت على السكين و هي تتذكر
/لالا مناف صدقني الصيدة جاهزة..
/و الله البنت طايحة في غرامك لأبعد شيء.
نزلت دموعها و شهقت شهقة وحيدة و هي تكتم صوت بكاها، هي قطعت على نفسها عهد.. انها لو تشوفه راح تشوه وجهه الوسيم له، و بسرعه البرق ركضت له و هو يطالعها ب استغراب من نظراتها، شهق بقوة لما شافها تطلع السكين من شنطتها و تمد السكين و تجرح وجهه اللي ابعده للخلف بسرعه و وصله طرف سكينها بس، و مرة ثانية رجعت السكين عكسيا و هي تجرحه بحقد مكبوت
و قالت بكره أسود /منننناففف ياللللواااطي _ و رفعت السكين للأعلى بتجرحه للمرة الثالثة بس هو صحى من صدمته و مسك كفوفها الثنتين بيديه و عيونه متسعه لآخر شيء، لسانه انربط ما قدر يتكلم من الصدمة و بس هز يدها يحاول يخلص السكين منها..
و هي بكت بسرعه و هي ترفسه في بطنه بركبتها رفسه ضعيفة ما أثرت فيه و صرخت بقوة / يببببببـ.....
فك يديها و حط كفه بقوة على فمها عشان يوقف صياحها و هو مفجوع من هالبلوى اللي بتفضحه الحين و يده الثانية خلف راسها و همس بخرعه /خيييير من انتي؟؟ و وش مناف غلطانة يا اختي انا.... _ انقلبت ملامح وجهه و رص على أسنانه و خفت يده اللي على فمها و اللي على رأسها تركها عشان يحطها على يدها اللي غرست السكين ببطنه _آآآآآه
عضت يده اللي على فمها بقوة و هو صرخ بألم، هجوم ثنائي ما يقدر يتحمله و يسكت ما يصرخ.. دفته عنها برعب و بكت لما حست بدمه الحار يلطخ يدها
انحنى و هو يقول بضعف/روحي.. روحي
ارتجفت /انننن..ا شششسويت
رص على بطنه بقوة كأنه يمنع دمه من النزيف و قال بوجع /روووحي..
سحبت نفسها و هي ترتجف من راسها لأخمص قدميها و من دخلت الفيلا لقت عن يسارها مغاسل و دورة مياة و بسرعة دخلت دورة المياة و هي تستفرغ من منظر يدها الملطخه بالدم..

..

.
.

.
داسه نفسها تحت البطانية.. ما تدري وش الهدوء الغريب اللي حل عليها.. يكون هدوء الموت؟ و الا هدوء ما قبل العاصفة يا وجدان؟؟.. نفخت رئتينها بالهواء و احتفظت فيه لأطول وقت ممكن.. كم من الوقت مر عليها و هي نايمه؟ ما تدري. كل اللي تحس فيه انها بعمرها ما نامت مثل هالنومة الحلوة من 3 سنين.. هي شلون نامت؟؟ صح.. صح.. تذكرت الحين.. كان عمر عندها و معطيها بثلاث بطانيات و كانت بكل ما أعطاها الله من لغات و مفردات و تعابير تفضفض له... فزت بسرعه مثل الملسوعه و هي تتذكر وش قالت له؟ و وشلون كانت تترجاه ياخذ حقها منه؟.. ناظرت التسريحة اللي رمت عليها الشنط ما لقتها! بس هي متأكدة انها على التسريحة قبل تنام!
عقدت حواجبها من صوت البكاء اللي صدح في القصر و نزلت برعب تستكشف وش اللي صار؟؟ و شافت في الصالة رهف جالسة في مثل الحمل الوديع في حضن ابوها و تبكي بكاء شل الأرض، دفنت راسها و هي تبكي في صدره، و هو ضمها و هو يمسح على كتفها و يقول بحميه/اهدي اهدي و قولي بس يابوتس من اللي نزل دموعتس و و الله ما تشرق عليه شمس بكرة
زادت شهقاتها بما سمعت كلام ابوها و لا ردت عليه..
راشد تكتف و هو يناظرهم بغيرة كلت قلبه.. ابوه ما عمره باسه خل عاد انه يضمه و يتعزوا له كذا!!
وجدان وقفت بوجهها الشاحب و التفتت على روان و قالت بخوف /شفيها؟
روان مسحت على رأس وجدان بحنان/جودتي؟ وش في وجهك كذا؟ تعبانه؟
ابو عمر بحدة و هو يكلم روان/وش بلاها اختتس؟
روان بهدوء و جفاف/اخو وريف مدري من طعنه و هي تأثرت من المنظر ما فيها الا العافية
ابو عمر ناظرها بشك و رجع يناظر رهف و يمسح على ظهرها و هي هدأت نسبيا
ام عمر فزت بسرعه و هي تدق على اختها تتطمن و تسأل شنو صاير
راشد بغيرة قال/دلع بنات
ابو عمر ناظره بغضب و هو صد بسرعه.. يعرف ابوه زين يمكن يقوم و يصفقه كف
روان طلعت و هي مو عاجبها اللي يصير.. و وجدان راحت لرهف مسحت على كتفها و قالت بحنان/رهوف؟ امي؟
ابعدت عن حضن ابوها و هي ساكته و ابتسمت بوجهها وجدان و هي تقول ببحة/شرايك تبعدين عن ابوي لأن فيه ناس ودها تغتالك
رهف ناظرت راشد اللي يخزها بغيرة و ابتسمت بقلق و قامت بسرعه و هي تقول بربكة/ابي انام
.....
..


.

.
كان فوق ظهره و يديه الثنتين مثبت بها يدين عمر خلف ظهره اللي هو جالس عليه و يضغط بركبته على خد عمر اليمين و شق وجهه اليسار يضغط على الأرض.. و قال يكلم سعود اللي متسند على يده و يناظرهم بألم يقسم روحه /انطق.. علمه بالعلم الصحيح..
عمر بصوت ضعيف من كثر ما كافح سامي قال بإصرار/ما ابي اسمع ما ابي
سامي صرخ/انطق يا سعود انطق.. تكلم.. إلى متى ساكت

-- قبل 4 سنوات من الآن --
ركض في ممرات المستشفى غير مبالي للرضوض اللي تعاني منها فخذه و راسه و ظهره.. سأل الاستقبال عن اللي كانوا في السيارة اللي اصطدم فيها قالوا له رجال و زوجته، بس اختفوا و كأنهم تبخروا قبل لا يحددون هوياتهم و يعرفون هم مين؟
احلام كثيرة تراوده و هو نايم.. عذاب الضمير مو مخليه ينام. لكن لحسن أو "لسوء" حظه تعرف على شخص يدعى "أسامة" و مع انه كان غريب نوعا ما.. الا انه كان يرتاح معه.. اسامه هذا يبعث فيه طاقة إيجابية عجيبة. و من غير شعور منه صار مقرب له خلال كم شهر فقط. و تعود عليه اعتياده على شغله و على روتين حياته اليومي.. و على حبه اللا متناهي للمراهقة المغرورة.. ايوه كان غريب بس تعود على غرابته،، مثلا لما ينزل معه لمكان عام يحاول قد ما يقدر يخفى وجهه، أرقامه اللامحدودة اللي يغيرها كل شهر اكثر من 10 مرات. و نظرات تنرسم في عيونه لما يسرح! و يا كثر ما يسرح و يهوجس ؟ و وسم غريب يمتد من جبينه و يقطع حاجبه اليمين و ينتهي في خده اليسار!!

-- قبل سنتين و نصف من الآن --
متكي معه في السيارة اللي يصدح فيها صوته الأثيري و هو يغني أغنية قديمة لعبد المجيد..
انتحل شخصيتك.. و أوقف أمام مرايتي.. و اضمني و احبني.. و احكي لي وش سوا زمااان ... وش حيلتي لا صرت لي في الدنيا هذي حاجتي؟ من قبل لا كنت اعتقد هالحب؟ يلقى بي مكان...... _ و بنبرة حزينة_ هزمتني.. هزمتني و اقلقت فيني راحتي.. كم قلتها ما راح احب!.. خدعني برك ي الأمان.
قطع الأغنية و صد يناظر مع الشباك..
سعود /كمل ليش وقفت؟
التفت له/اعجبتك؟
سعود/وش مجيد عند صوتك؟
ضحك/تبااالغ
سعود ابتسم و التفت على البيت الشعبي يناظره بلوعه
سمعه يقوله /اذا ميت عليها تزوجها! ما احد بيردك.. انت _ سكت شوي_رجال و النعم فيك
افتر ثغره عن بسمة /تقوله؟
بثقة/و ابصم بالعشر بعد...
التفت له و هو يقول بتنهيدة/ يبان علي؟
ضحك/و الله و بهذلتك ام لثمه _ و قال بإصرار_تزوحها يا سعود
لمعت عينه بفرحة و تملك/متزوجها من زمان..
انصدم!! /بالله؟؟ و ليه انا ما ادري!
سعود ببسمة /ما احد يدري.. الا ابوها طبعا هو اللي زوجها.. و سامي و اختي بس
رفع حاجب /ليش طيب؟
سعود/الظروف حدتني.. _تنهد_ تدري توقعت ب اتزوجها و ارتاح و بأفتك من العذاب اللي احس فيه نا دريت اني ب اتعذب اكثر.. انا اموت لو ما سمعت صوتها _ ناظره بلوعه_و اموت بعد الف مرة ليا سمعته
ضحك/لالا لهالدرجة؟ دا انتا هايم يا راقل..
بحسرة /هايم و خالص

--بعد شهرين--
فتح له الباب و انصدم من شكله /شفيييك؟؟؟
مسح على شعره بضياع /دخلت عليها
ابعد عن الباب و قال بهدوء/ادخل
دخله للشقة الصغيرة اللي ما يسكنها الا هو و اللي ما تحتوي على أثاث كثير نظرا لتنقله الدائم من شقه لشقه.. أشار على الكنب و بنظرة غريبة/ارتاح
اختفى شوي ثم جاء و في يده قارورة موية مدها له و هو خذاها و شرب شوي
جاه صوته/دخلت على زوجتك؟ متى؟
سعود يندم قطع قلبه/البارح _ مال براسه يحضنه بيديه و قال بعبرة _خااايف.. خايف عليها مو بعلي لازم أعلن الزواج اليوم قبل بكرة
نطق /هي وش اسمها قلت لي؟
ناظره بيأس/اقولك دخلت عليها تقولي وش اسمها؟
بإصرار قال /وش اسمها؟
سعود بلوعه/وجدان
و لمح النظرات الغريبة اللي دايم يشوفها بعينه كل ما سرح بباله عنه لما نطق اسمها..
قال ببرود/طلقها..
سعود بقهر /مو بوقت مزحك و ثقل دمك يالسخيف
أسامة بحقد/بس انا ما امزح.. انا اقولك بوضوح.. طلقهااا. _ سكت لحظة و رجع يقوب بأمر /و تزوج اختها الكبيرة.. شسمها هي؟؟ ايييوه نوف
سعود وقف و هو يرفع حاجب و قال /انت الظاهر شارب شيء.. لا رجع لك عقل...
دفه بقوة جلسته في مكانه/انثبر اقولك
صرخ بوجهه سعود و هو يدفه عنه/انهبلت انت؟
اسامه بنظرات شر/قسم بالله يا سعود ان تذرف الدمع دم لو ما تطلقها و تتزوج اختها..
طالعه ب ذهول و صدمة /من انت؟؟؟؟
بكل ما أعطاه الله من قوة ضربه بقس على وجهه و قال بمرارة/تبي تعرف من انا؟؟ انا الرجال اللي انت ذبحت زوجته من سنين بدم بارد و مضيت.. مضيت بدم بارد تعيش حياتك و تحب و تتزوج عادي و كأنك ما سويت شيء.. كأنك ما قتلت احد.. و لا كسرت احد.. و لا أظلمت حياة احد.. لالا.. لا تذرف دموعك الحين خلها لبعدين
تجمعت دموعه في عينه و حجبت الرؤية.. قال بصوت مهزوز/سامحني.. سامحني.. اذبحني بس هي ما لها ذنب ما لها ذنب باللي سويته.. وجدان م.....
قاطعه لما بقسه مرة ثانية و هو مستسلم و صرخ بوجهه /لا تنطق الاسم هذا على لسانك.. لا تنجسه يالنجس.. و الله و الله لتدفعون الثمن غاللي. غالي يا سعود
عقد حواجبه و هو يبكي بتعذيب ضمير/سألت عنكم.....
جره و هو يخنقه بقوة و حقد و الشر يتطاير من عيونه و قال و هو يصارخ بغضب اسود أعمى عينه/سألت و وصلت.. ما كفاك الحادث اللي شلها رحت من ورانا تلحقنا و تكمل الناقص!!! _رص يده على حلقه بقووة_انت ذبحتها ما ذبحتني و تترجاني اذبحك الحين و ما اذبحها؟؟ و الله ما اريحك و الله ان اذوقك حزنها مثل ما ذقت حزنها انا.. _دفه عنه بغل و كره _ اذا فيه شيء وحيد يخليني ما اضرها هو انك تطلقها و تتزوج على اختها
كح.. كح.. و قال من بين سعاله/و الله و الله لأطلقها و لأتزوج اختها بس لا تأذيها.. لا تأذيها.. تكفى أسامه لا تأذيها.. لا تأخذها بذنبي..

..
-- بعد اسبوعين --

شافها تدخل مع باب الفيلا تعمد يطلع نفسه و يسوي انه ما شافها.. و هو عارف انها جايه عشانه.. طول الأسبوعين اللي راحت ما يرد عليها و لا يتصل.. هو ماله وجه.. يرد وش يقول؟ انا ما عاد ابيك!! او انتي طالق؟؟ ما يقدر ما يقدر.. أفضل شيء يقنعها انه خاين.. حس فيها لما وقفت وراه و لما تراجعت بعد كلامه و ضحكه المزيف.. التفت لها و هو يمثل الصدمة بس ألم عيونها يذبحه.. و هو اللي قدامها بدون درع يحميه من نظراتها.. بدون مناعه تقيه شر عيونها ََ الشعور اللي حست فيه و اوجعها.. اوجعه هو قبلها.. و جملتها اللي شرخت ما تبقى منه /تضحك لغيري و انا عشانك دفنت نفسي يا سعود!!
يا روح سعود لو تدرين!! لو تدرين انه ما يعرف يضحك الا لك! و لك انتي فقط؟ لو تدرين انه قليل حيلة و ان كل شيء بيسويه هو يسويه في نفسك قبلك! اصلا جرحك هو موته.. و كسرك هو موته.. و قهرك هو موته.. و خيبتك هي موته.. انتي تعانين عن نفسك و هو يعاني عنه و عنك.. آآه لو تدرين يا روحه كان صديتي بدون ما تذبحينه..


--بعد 3 ايام--
يا ترى وش كان شعورها و هي تشوف ورقة الطلاق؟ كم ارتجفت و طاح القلم من يدها؟؟ كم دمعه ذرفتها؟ دمعة وحدة زي ما هو واضح له الحين و الا دموع ما تعد ولا تحصى و كان النصيب للدمعة ذي تبلل الورقة و تجف قبل تلقى احد يحن و يمسحها! تقولين يا وجدان اذا باقي عنده ذرة تقدير للي صار بيننا؟؟ إلى متى بتجرحينه و تجرحين حبه يا روحه!!... _ و عطا الورقة لفجر اللي خذتها بوجه حزين تعتلج الخيبة فيه و هي تناظره.. بورقة وحدة هدم كل الروح اللي بناها و همست /سعود؟؟
رفع يده بوجهها و قال بقهر و غبينه/اص اص
صدت عنه و هي كارهة تصرفاته اللي مو قادرة تصدقها.. و هو ما همه.. خلال اسبوعين.. اسبوعين بس خسرها و خسر ابوه.. حس بطعنه تستقر في قلبه و هو يتذكر ردة فعله على اللي صار.. شلون حط عينه بعينه و قال اللي قاله بدون ما يحن قلبه عليه.. مو هو ولده؟
/انت حتى الشرهة واجدٍ عليك.. و مثل ما طلقتها و تركتها تراك تركتني و تركت عيالي و كل أحد يقرب لي.. اذلف يا جعلك ما تذوق الهنا مثل ما كسرت عيني قدامها
ناظر جواله بكره اللي نورت شاشته بإسم أسامة و رد و هو يقول بسرعه/ليش ما تسمعني؟ اقولك مو بأنا اللي ذبح....
قاطعه و هو يصارخ بوجهه /الشنطة اللي تركتها بسيارتك جبها يا سعود
رص على أسنانه /مريض انت؟ زوجتك و بلعت اني ذابحها.. لا تبلاني بشنطة و...
قاطعه مرة ثانية/شنطة جدي و ربي لو ما تطلعها يا سعود ان يمحيك من وجه الأرض
قال بغيظ سعود /أعلى ما بخيلك اركبه و خل جدك يجي ياخذ شنطته اذا يقدر _ و قطع الخط بوجهه.. خلاص هو بايع.. خسرها وش بعد ممكن يخسر اكثر؟ ما احد يهمه خلاص.. هو من كم سنة حصر اهتماماته كلها فيها.. هي لها الأهمية و الاولوية و الأساسية.. قبل كل شيء.. قبل حتى نفسه..

-- بعد يومين--
معصوب العينين.. ما يدري هو وين او وش جالس يصير؟ حاول يحرك يده بس مقيدة.. رجوله؟ مقيدة.. شم الريحة.. فيه ريحة دم تدور في المكان.. هذا دمه؟ بس هو ما يحس بشيء يعوره!! تمنى لو عنده قدرة او تجيه معجزة و يشوف من تحت الرباط اللي ع عينه هو وين؟
وقت طويل مر عليه.. و أصوات ضخمة تقترب منه.. تخيل أشكال اصحابها!! جاء في باله خزنة النار.. اكيد هو الحين ب ياخذونه خزنة النار و بيرمونه فيها، مثل ما احرق روح وجدان بيحرقونه.. يتمنى يصرخ و يقول أسامة اجبرني عاقبوه هو.. بس الكلام يذوب ما يوصل حنجرته من الخوف.. انجر من ذراعه اليمين و اليسار بنفس الوقت و راحوا يسحبونه لما جلسوا في كرسي.. و انسحبت العصبه من عينه.. و شاف قدامه وجه مألوف.. تبسم بقباحة.. اشمأز منه و من ضحكته و بسمته.. روحه نفرت و بانت علامات القرف على وجهه..
و الشخص الاخر في المقابل سأله بصوت نشاز/وين الشنطة؟
هو خايف.. موت خايف.. مو فاهم وش الشنطه هذي يتكلمون هذي اللي يتكلمون عنها و ليه مصرين انها معه!!
خنقه بقوة و هو رقبته اعتادت هاليومين على الأيادي اللي تغدر فيها و تخنقها و قال بنفس الصوت النشاز/أسامة الكلب عطاك الشنطة هاتها و الا قسم بالله لأخلي نهارك اسود
نطق برعب /ما معي شنطة
رص على رقبته لما احمر وجهه و قال و هو يخنقه اكثر /لا تكذب.. حددنا موقعها عن طريق الجي بي اس في بيتك.._ و دفه بقوة لما حس انه خلاص مو قادر يتنفس و أشار بعيونه للي واقفين خلف سعود، و هم جروه لين حوض مليان مويه، غطس راسه فيه لمدة دقيقتين ثم طلعه و هو يشاهق و يحاول يدخل هواء لرئتيه
صرخ بوجهه بصوت غليظ /وين الشنطه؟؟
سعود بهمس مرعوب /ما معي شنطة
رجعوا يدخلون راسه للحوض.. و يطلعونه و كل مرة نفس الإجابة، اخر شيء مسكه هو و رماه على الأرض و قال بتهديد /رجعوه مكانه و اذا ما اعترف خلال 24 ساعه اذبحوه _
سحبوه بقوة و هو باقي مقيده يدينه و رجوله بس عيونه مو معصوبه و رجعوه لمكانه الممتلئ برائحة الدم...
ما يدري كم من الوقت مر و المكان اللي فيه هو ما فيه شيء يمتع نظره غير الجدران اللي تصطدم بها عينه كل ما حرك بؤبؤه الخايف .
انفتح باب مساحته مترين و كأنه باب عمليات او شيء من هالقبيل، و طلع من خلفه وجهه اللي يكرهه الحين و بشكل لا يصدق، جلس قدامه بمتعه يناظره و على وجهه بسمة مريرة و نطق بكره/كيف شعورك و انت تشوفك عاجز كذا؟ ما تقدر تنقذ نفسك و لا تقدر تنقذ_ نطق برثا و حزن و حسرة_وجدان
و بسرعه نزلت دموعه و هو يقول بصوت متهدج /وعدتني.. و عدتني ما تلمسها _حاول يقوم يضربه بس ما قدر مربوط.. صرخ بقهر و لوعه و هو يبكي /وعدتني.. و عدتني ما تأذيها
ابتسم ابتسامة استفزازية و قال /ما راح تطلع من هنا لين تسلم الشنطة و لا تخاف ما راح يذبحونك لأن الشنطة تساوي حياتهم، طبعا انت عارف بحكم انك سفاحهم البارد المتخفي تحت غطاء رجل الأعمال ذو المبادئ الحسنة، اووه سامحني نسيت انك ما تتدخل ب اعمالهم بس تقتل و تمشي..رص على أسنانه و هو يقول بضعف و مرارة /قلت لك ما ذبحته...
بس قطع كلمته و هو يبلع لكمة قوية على وجهه من قدم أسامة خلا الدم يتناثر و صرخ أسامة بصوت واطي مقهور.. مذبوح /تدري وش نقطة ضعفك؟ انت تنسى وجيه اللي انت تسفح دماءهم، و مع انها اكثر فكرة ارعبتي الا اني استغليتها و كسرت خشمك مثل ما وعدت نفسي..
هذا مجنون! مريض نفسي! أي سفاح و اي وجيه؟؟ و اي انسى و انا اللي اسابيع و شهور ما قدرت انام زي الخلق عشان حادث
مال عليه و قال بانتصار /ما يهمني تسلم الشنطة لهم و الا ما تسلمها.. المهم اضمن انك ما تطلع من هنا الا بعد ما تنتهي عدة_ و انعقدت حواجبه بألم و قال بحزن مرير ما يدري وش سببه كل ما نطق اسمها_وجدان
غمض عينه يشكر الله انها حية و دموعه الحين بس هطلت اكثر و كأنه ما صدق بسلامتها..

-- بعد اسبوعين --
فز بسرعه و هو يرتجف لما دخل عليه، و ناظره ينتظر وش العقاب الجديد؟؟
بينجلد الحين و الا بيخلعون ظفر من ظفور رجله؟؟ او بيغرقونه في حوض المويه لما يشوف الموت؟
بس هالمرة دخل مع الباب رجال لابس بزة عمليات، و معه ممرضين و من خلفهم أسامة اللي اول مرة يشوفه يناظره بنظرة مكسوفة و كأنه راحمه و مشفق عليه، نظرته ارعبته حس راح يذبحونه اكيد و الا ليش النظرة هذي!! و حارسين ضخمين مسكوه بقوة و ثبتوه في مكانه و هو يصارخ بلا فائدة.. و الممرضين دفوا سرير و سدحوه عليه الحراس غصب و قيدوا يديه و رجوله
ناظر أسامة برجا وصراخ /أسامة أبعدهم عني ابعدددهمم قسم بالله ما ذبحتها، تكفى يا اسامة أبعدهم _ صراخ اكثر لما دفوه_ اساامة وش بيسووون تكفى أسامة ابعععدهم عني
بس أسامة صد عنه و هو يكلم الدكتور / عادل بدون تخدير و الا انت عارف وش بيصير؟
دخلوه للغرفة اللي دايم يشوف بابها اللي شبيه ب أبواب العمليات و تفاجأ بالغرفة اللي شبيهة بغرفة عمليات... جردوه من ملابسه و شاف الدكتور ياخذ مشرط من رفوف متحركة قريبة منه.. و صرخ هو ب رعب و هو ينادي أسامة و يترجاه انه يطلعه..
الدكتور مال عليه و قال بهمس / اوعدك اني راح احاول قد ما اقدر ما أأذيك، ارجوك سامحني من الحين انا قسم بالله مجبور.. و و الله مثل ما بآخذ منك كليتك اوعدك راح اردها لك فيوم من الايام.. دين على رقبتي
انلجم يحاول يستوعب كلامه... يعني ب ياخذون كليته، بيقطعونه الحين بدون تخدير بعد؟؟
و بدا الدكتور عادل شغله تحت صراخ سعود و بكاه اللي يشق جدران المستودع اللي هو فيه..

..

-- بعد 3 شهور--
همس في اذنه /لا تنسى بعد ما تنظف نفسك من هالقذارة تخطب نوف و تتزوج ف اسرع وقت
ناظره برجا و مذله/أسامة.. و حق الله تسمعني ياخوك
تفل على الأرض و قال بحقد؛ /و رب البيت يا سعود كلمة زيادة لأغتالها قدام عينك
رمى جواله له و بوكه على الأرض و اختفى من عينه..
...

رجع للبيت بعد ما حلق لحيته و شعره و هو للحين مرعوب و خايف من كل شيء شافه و اكتشفه في المستودع اللي انسجن فيه.. شيء يهول و تتقزز منه النفس
لقى بوجهه فجر اللي كانت تناظره بعتب و قالت بزعل/كذا؟ تسافر و لا تعطينا خبر؟ تخلينا كلنا خايفين و نفكر فيك _ قربت منه و همست و كأنها خايفة لا أحد يسمعها _جودي مرة قلقت عليك لدرجة نست زعلها منك و برضه تقول تتصل على ابوها و لا يرد عليها ابد بس راحت للشركة تخيل شافته فيها _بحزن نطقت_حرام عليه اللي يسويه فيها يكفي انت تركتها لا يت....
قاطعها و هو يقول بقهر/بس.. بس اسكتي
-- في نفس اليوم...
دخل على ابوه و قال بعد ما سلم عليه و سأله عن احواله /ابي اتزوج
شقت البسمة وجه ابوه /و ذي الساعه المباركة.. طق عمرك ال30 و انت م تزوجت
قال ببرود /بس انا ما ابي بنت اخوك.. انا ب اتزوج اللي احبها و ابيها..
ناظره يجاريه/و من هي هذي؟
سعود /نوف بنت جيراننا اللي قدامنا
نفخ ابوه في وجهه /و الله ان خطبتها بس هاه؟ ان يحرم عليك وصلي ليوم الدين
قام يوقف و قال ببروده /انا خاطبها ذا الليل خاطبها.. بك و الا بدونك
ناظره بشرار/قم اطلع براااا.. اطلع عسى الله لا يسعدك و لا يوفقك يالعاق
صد عن ابوه بسرعه... خايف يضعف.. خايف منهم موووت..

-- بعد 3 اسابيع--
اليوم عقد قرانه على نوف.. بعد ما كان فوق الثريا ارتطم بالثراء و بشكل قاسي.. برغم انه نفس ملكته على وجدان ما معه أحد من اهله الا ان شعوره ما هو نفسه.. شعوره مختلف. مر.. مر.. ما اهتم لنظرات ناصر المستغربة ان ما معه أحد.. و انه ما طلب زوجته يلبسها الشبكة و يجلس معها... و استأذن بعد العشاء و قبل ما يروحون المعازيم و طلع من الفيلا اللي من اسبوعين ما مر من عندها.. دخل بهدوء.. لازم يضبط وضعه مع أهله.. صعبة صعبة ما يقدر يخسر كل شيء و يطلع من هالحرب بجروح و زوجة غير مرغوب فيها.. و اول ما دخل استقبلته ريحة.. مو غريبة عليه.. هذي؟؟؟ ريحة حريق!!!! و صرخ بكل ما أوتي من قوة /ياااااااااااه. َ. فجججححررررر فجججححررررر
كان الدور العلوي يحترق بشكل فضيع.. النار تأكله بسرعه فضيعه و كأن في الهواء مادة قاعدة تساعدها تشتعل بالسرعه ذي.. انجن و هو يسمع صوت فجر من داخل غرفتها تصارخ و تستنجد فيه.. انجرح حلقها و هي تنادي عليه و تترجاه يطلعها.. و انجرح حلقه و هو ينادي عليها و يقدم خطوة و يرجع الأخرى.. طاح على الأرض و هو يشوف الجسم اللي اندفع باتجاه فجر، و مغطي جسمه بطانية، حاول يستجمع نفسه بس ما قدر.. الموقف اكبر منه.. غمض عيونه و كأنه يهرب من الحادثة او ممكن يسلم نفسه لها.. ومضات... وجه ياسر و هو يشل بين يديه فجر.. وجيه تشله هو... وجيه غريبة و أصوات أغرب.. و صوت كريه اقشعر له بدنه و هو يهمس /المرة هذي اختك؟ المرة الجاية اهل مكة و أهل لندن.. طلع الشنطة و الا...
إبرة تنغرس في ذراعه.. مصباح يخترق عينه ََ و أخيراً انفتحت عيونه و استوعب المكان اللي هو فيه.. شاف الوحيد اللي جالس جنبه نطق بتعب /فجر
بسرعه فز له /الحمدلله على سلامتك ابو عبود.. فجر بخير
ناظره و تجمعت الدموع بعيونه ما يدري هو واقف معه للحين لعيون اللي اسمها فجر او لأنه ولد عمه.. مو مهم! المهم انه واقف معه و الوحيد بعد اللي واقف معه.. نطق بتعب/وينها؟؟.
ياسر/بس هي مصدومة و معطينها مهدي الحين..
مد يده يبي يمسك يد ياسر و ياسر حط يده بحضن يد سعود
سعود برجا /ياسر ياخوك.. تكفى طلعها.. طلعها و قل للعالم ماتت لا أحد يدري انها حيه..
اتسعت عيونه و قال بخوف /ليه؟ وش صاير؟ الشرطة تقول الحريق متسبب مو بحادثة، وش السالفة سعود؟
ضغط على يده / بعدين اعلمك... زور موتها تكفى ياسر.. حتى اهلي لا يدرون لا أحد يدري تكفى ارجوك
ياسر بهدوء /متأكد؟
سعود ناظره بضعف و كره لنفسه/بتموت.. بيذبحونها.. قل ماتت و اخفها عن العالم...

-- بعد نصف سنه --
جالس على مكتبه و هو قدام عينه.. ينتظره يتكلم بس هو ساكت من ساعة تقريبا..
قال بكره/مطول؟ وراي أشغال مو بفاضي لك
سمع صوته الكريه يقول بهدوء /تحبك؟
ناظره بحقد و لوى فمه/ما لك دخل فيها
فرك اصابعه /تدري وحدة من صاحباتها اعرفها.. دايم اسأل عنها تدري وش تقول؟
بلع ريقه و هو يمسك نفسه لا يقوم يفرش به الأرض و سمعه يكمل بنبرة عميقة حزينة/تقول تغيرت.. مو صديقتي نفسها أكيد مبدلينها....
و قاطعه كف قوي يلف وجهه من يد سعود و هو يناظره بحقد و يقول بكره/وجدان ذي تطلعها من راسك.. انتهت الحسابات.. تعادلنا خلاص _ و ضرب يديه فبعض
وقف بحقد و على خده الموسوم انطبعت أصابع سعود/ما تعادلنا و انت تدري... و اذا فيه شيء مخليك على قيد الحياة اني ضامنك لجدي و قايل له بتسلم الشنطة عاجلا ام اجلا و الا لو على جدي كان من زمان و هو دافن سلالتك كلها _ و راح طالع بس لف عليه و هو يفتح الباب _انت تحت عيوننا لين تسلم الشنطة يا.... خاين _ و ابتسم ابتسامة شماته مريرة

...
--الوقت الحاضر--
ختم كلامه اللي ارهقه ب تنهيده وحيدة و باقي التنهدات استعصى عليها كبرياءه لا تطلع.. بس غيره ما اهتم لكبرياءه على الأغلب، دموعه هلت بلا توقف و قال ببكاء/كذب.. كذب.. انت تكذب
سامي بحدة/وليه يكذب عليك هاه؟ ليه!!
عمر بصدمه /ليه ما قلت ل ابوي..؟ ما تدري انك ذبحته هو بعد موب بس هي لحالها
صد بعيونه عنه و سامي جاوب عنه و هو يقول /ابوك لو عرف خذا منه وجدان
عمر وقف بغضب /اااييي نعم ياخذها منه وش لقت هاه؟ غير انه كسر مجاديفها و حطمها، ما عاد تثق بأحد حتى نفسها تشك فيها،، امرضتها،، ليتك خليته يذبحها ي الاناني.. خسيس.._ كفكف دموعه و هو باقي مصدوم و قال بوعيد _ عنادٍ فيك يالنجس لأزفها على اللي يستاهلها و اليوم قبل بكرة
و قبل ما يقوم سعود اللي تقلصت عضلات صدره من الصدمة و الغضب قال عمر برعب /يعني اللي كانوا يتبعونا البارح يراقبونها هي مو بأنا؟
فز سعود و قال بملامح تبدلت من الغضب للخوف/وش؟ وش قلت؟ متى يتبعونكم؟
عمر رجع يجلس و رجفة قوية سرت بجسمه،، و طلع جواله و طاح منه و هو يدور على اسمها.. رجع ياخذه بيد ترتعش و دق عليها و سعود جلس جنبه ب أنفاس متسرعه و قال بوجع/ متى هالكلام؟
عمر دفه عنه و قال بعصبية و رجفه/كله من تحت راسك و الله لأكون ذابحك لو يجيها شيء و الله لأكون ذابحك
نزل راسه بحزن عميق ذبح روحه
و سامي دف عمر من كتفه و قال بغضب /تلومه للحين!!!!!
عمر ضرب برجله الا ض و قال و هو يناظر سعود برعب /ما ترد؟ ما ترد!!!
سعود فز و هو يقول /امشش نروح لها.

..

.
.
.

.
انتهى..



نافذة أمل likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-19, 12:48 PM   #22

الزمن القديم
 
الصورة الرمزية الزمن القديم

? العضوٌ??? » 444275
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 258
?  نُقآطِيْ » الزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond repute
افتراضي

يالله ياسعود وش كثر تحملت
ليت وجدان تدري علشان تعذرك ..
وهالخبل اسامه شكله مريض نفسي بسبب موت زوجته ..
والشنطه وينها ؟؟؟
واذا هم حددوا موقعها ليييه مايدخلون ياخذونها !!!

لامارا شكرا على النقل... بانتظاارك

نافذة أمل likes this.

الزمن القديم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-19, 06:04 AM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



15..

.

.
.

.

دخلت للفيلا بسرعه و هو يركض خلفها و تمت نفسها في حضن أمها "بالرضاعه" و قالت بدلع /مامي
تبسمت لها و قالت بحنان/يا عيون مامي
فسخت نقابها و طلعت لسانها للي واقف متمايل و على وجهه ضحكة و قالت بأمر /ياللا روح نزل الأغراض
استقام بوقفته و قال و هو يتكتف/و الله!!!
صفا بدلع/اي و الله.. انا سبقتك عليها يعني انت اللي تنزل الأغراض
جلس بأريحية و قال لأمه /امايه بنتج هاي ما تستحي ع ويهها
ضمتها امها اكثر/و هي الصاجة نزل الأغراض
كتف يدينه مرة ثانيه و قال و هو يمثل القهر/الله الله! ما تلاحظين انتي و ابويه من يتنا و انتم ساحبين علينا؟ كله بنت نادر و بنت نادر؟
ام عبدالاله /لأنها شيختكم بنت نادر
ضحكت صفا بدلع ماسخ عشان تقهره اكثر و هو شق الضحكة على ضحكتها
صفا تكلم ام عبدالاله بدلع/امايه ولدج يرفع الضغط ماشي يحره!
عبدالاله بتصير /يا عييييني عاللهجة تليق لج اكثر و الله
صفا/انا كل شيء يليق لي اصلا
عبدالاله /معليه بنصبر عليج لين يقشج ريلج
صفا بلا مبالاة /بعد اليامعه ان شاء الله
عبدالاله و هو يوقف /الجامعه الجامعه.. بعدين ترا ريلج مكلم ابوي يبي يسوي العرس قبل تبدأ المدرسة في السعودية
صدت بوجهها عنه و هو ضحك بخفة و راح ينزل الأغراض

..

.
.

.
لكزته بكوعها على جنبه و هو قال/اااه _ و ناظرها بغضب
التفتت عليه و هي تبتسم بقهر و قالت بهمس غاضب/لا تناظر عساك بالعمى
قرب وجهه منها و هي ابعدت وجهها عنه بسرعه رد عليها بهمس مماثل/كيفي اناظر زوجتي
كشرت بوجهها و صدت عنه.. و شافت ربا اللي واقفه قريب منهم و قال بهدوء غير معتاد منها /ممكن مرام شوي؟
مرام وقفت بسرعه بس تبي تهرب من نظرات نواف و هو عقد حواجبه بتساؤل "وش تبي منها؟"
و مجرد ما اختفن عن عينه قام و هو يستأذن من أمه و ابوه و طلع لغرفة اخته.. لصق اذنه عند الباب يحاول يسمع.. يدور على إجابات لأسئلته اللي تدور في رأسه.. بس ما سمع شيء... ارخى مسامعه لدرجة حس انه راح يجيه الصمم بس برضه ما سمع شيء..
دقيقة... دقايق.. و سمع مرام تقول بنبرة جافة/خير وش تبين؟
ن صوت ربا متلعثم/مرام.. ااا.. انا.. انتي... ما قلتي. ل.. ما قلتي لنواف شيء صح؟
مرام بقرف / مو لسواد عيونك.. بس الواحد يستحي يقوله و الله اختك الشاذة قطعت علاقتها فيني لأنها تبيني اصير حبيبتها و عشان تنتقم لغرورها المزيف كذبت و تبلت علي!
فتح الباب بقوة و بعين يتطاير منها الشر ناظرها و قال باحتقار/صحيح اللي سمعته؟؟؟؟؟؟
ارتجفت و طارت عيونها من الصدمة
مرام وقفت و قالت بسرعه/نوا...
قاطعها و هو يمد يده في وجهها /لا تتدخلين انتي مالتس دخل
رفعت حاجبها من ردة فعله.. و هو بسرعه راح لربا و هو يشد شعرها بقوة و يقول بغيظ/تكلمي!!! صدق اللي سمعته؟؟
ربا بصراخ مرعوب/يممممممه... يباااااااه
عطاها كف فر وجهها و صرخ بغضب اسود/و لتس وجه بعد تنادين عليهم يعرفون سواد وجهتس؟
بكت و هي تقول /تكفى نواااف و ربي تبت لا تقولهم تكفى
مرام تحاول تخلصها من يده و قالت تترجاه/نواف ابعد عنها تكفى
دفها بيذه الثانية و قال بشر/قلت لتس انقلعيييي_ و شد على شعر ربا اكثر و هو ينافخ_و الله لأعلمهم خلهم يربونتس من جد و جديد
مرام بتهديد/و الله يا نواف لو تنطق بحرف لأعلم عمي و ابوي و اخواني بسواد وجهك يكسرون راسك _ و صرخت بحقد_.. فكها فكهاا ترا ما انت ببعيد عنها
قاطع كلامه امه و هي تدخل مصدومة /وش فيكم؟؟
و من خلفها ابوه اللي من شاف ربا تصيح قال بعصبية/كم مرة قلت ما لك دخل فيها ما بعد مت
نواف بغضب دفها و قال بنرفزة/بلاك م.....
مرام قاطعته و هي تمسك يده و ترص عليها /عمي امسحها بوجهي هذا نواف ركب راسه ابليس و يبي ربا تكوي ثوبه غصب
ام نواف بعصبية و هي تضم بنتها /و تكوي خلاقينك (ملابسك) لييه وش خانة(شغلة) مرتك و الا تبي تشيخها على اختك؟
نواف ناظر مرام بقهر و صد
ام نواف و هي تكلم مرام بحقد /لو انتس مهتمة في رجلتس ما صار اللي صار فالحتن في الهياته هنا و هناك
مرام اتسعت عيونها بصدمة و قالت بهدوء /الله اكبر كل هذا في قلبك و مخبيته؟؟
ام نواف بصراخ/خذ مرتك من وجهي يالرخمه... خلها تفااارق
نواف مشى لأمه بقهر/مر...
قاطعته مرام و هي تسحبه من يده و هو مشى خلفها بقهر و استسلام
و ام نواف ناظرت زوجها و قالت بغبنه/شفته؟؟ شفته وشلون تجره وراها مثل الخروف؟
ربا و هي تبكي /يمه مرام مالها دخل
ام نواف بغل/انطمي انطمي.

.
.


.
.

حط يده مكان الجرح الملفوف بالشاش بعد ما خلص من الشرطة و خذوا الإفادة و ناظر ب اخوه الواقف عند سريره و مستعد يفترس اي شيء قدامه و قال بهدوء/شفيك؟
حمود بقهر /شلون يعني ما شفته؟
هشام/و انا صادق ما ادري من هو
حمود يرص على أسنانه /الحين يدخل بيتنا و يجرح وجهك و يطعنك و يطلع لا انت شفت وجهه و لا عرفت منهو و لا حتى الحارس شافه؟؟ على من تغطي يا هشام؟؟ وش مهبب بعد؟

هشام بنرفزة/قلت ما شفته ليه مو بمصدق؟ وين أمي و وريف بس طمنتوهم؟؟
حمود و هو رايح يطلع/ما رضوا يجلسون هناك
هشام /نادهم خلهم يدخلون، انا بخير ما فيني الا العافيه
ناظره حمود ثواني ثم صد طالع و بعد دقايق دخلن امه و وريف اللي للحين يبكن.. ضمته امه و هو تألم من ضغطها عليه /ااه
ابعدت عنه بسرعه/بسم الله عليك يمه الحمد لله على سلامتك
وريف قربت منه و قالت ببكاء و خوف/من سوا فيك كذا هشوم؟
هشام بطفش/اووه كم. مرة سألتوني؟ قلت لكم ما شفته
وريف صدت بسرعه و هي تصيح بقوة
هشام بعتاب/كذا ريف؟؟ تصيحين و كأني ميت؟
وريف باست كتفه بخفة و ابعدت عنه و هي تمسح دموعها /حسبي الله ونعم الوكيل
هشام بهدوء و حذر/اعذريني عاد ياخوتس خربت عزيمتس و تركتي ضيوفتس عشاني!
رفعت يدها و قالت بنبرة باكية/لا تهتم مو بأغراب
هشام بسرعه/هم بنات عمي محمد الراشد صح؟ خوات عمور!
وريف هزت راسها /ايه
ام حمود بحنان/خالتك توها م كلمتني تقول دخلت علينا رهف و هي تشل الأرض بصياحها و روعتنا
وريف بقلق/البنت ذي حساسة و خوافة بزيادة_ و رجعت تبكي و هي تتفحص وجه هشام و قالت_انت بخير؟
هشام ابعدها عنه /بخير بخير و الله بخير.. اجل قلتوا لي بنت زوج خالتي بكت علي؟؟ _ شاف نظرات امه و وريف المستغربه و قال بسرعه_يمكن معجبة فيني تدرون اني مزيون و وسيم و كذا _و تبسم بثقة
ضحكت امه اما وريف ناظرته على جنب و هي تكتم ضحكتها
تنهد و صد عنهن و هو يفكر..!! تقول مناف؟؟ اكيد مضيعة و الا مشبهة،، اجل تطعني و تبكي علي؟_ مسح على جرحه بحواجب معقودة..
ام حمود /يعورك يمه؟
التفت يناظر أمه /لالا

..


.


..
انحنى عليه و همس بكلام ما.. و الاخر هز راسه بموافقة.. و راح لدقايق ثم رجع و معه رجال نحيل البنية أسمر البشرة، أشار له يجلس و جلس..
بصوت فذ قال/ قالوا معك اخبار حلوة؟
هز راسه و قال /الشنطة شفناها مع البنت اللي أمرنا حفيدك نراقبها
ناظره باهتمام بالغ و أشار بعينه " كمل"
/كانت خارجة من فيلا سعود الجديدة و راحت لقصر ابوها، و معها اخوها عمر
عقد حواجبه / كيف؟ و الجي بي اس يعطينا الموقع في الفيلا القديمة؟
/هذا يفسر سبب عدم وجودها في الفيلا اللي احرقتوها من سنتين
تبسم بقهر /أسامة الخبيث!!
الشاب الأسمر /او ممكن سعود اكتشف الجهاز و رماه بالفيلا و الشنطة خذاها للفيلا الثانية
هز راسه بالنفي/كنت عارف انه خاين من زمان و عارف انه دبس الشنطة في سعود و هو يعرف اني عارف، بس مثل ما قال المثل " اذا حاجتك عند الكلب!!"
الشاب الأسمر /وش ناوي تسوي بخصوص أسامة؟
/طلعوه لو من تحت الأرض و جيبوه و أرسل فريق مختص يجيب الشنطة بشتى الطرق
الشاب الأسمر بتردد/لكن طال عمرك.... اا.. انت عارف البنت من تكون؟
شمق /من تكون علمني؟
الشاب الأسمر /بنت رجل الأعمال محمد الراشد
/و ليش ما عندي علم من زمان؟؟
الشاب الأسمر صمت....
بحقد قال / اذا كان أسامة مهتم في البنت.. الا وش اسمها؟
الشاب الأسمر /وجدان طال عمرك
كمل بكره/اذا هو مهتم فيها!!! خذوا منها الشنطة و اقتلوها، و جيبوه لي غصب عنه.. اذا تطلب الأمر هددوه ب رائد.
الشاب الأسمر / و رائد وش نسوي فيه؟
اتسعت عيونه بحدة و غضب /رائد من يرشه بالماء ارشه بالدم
الشاب الأسمر /ابشر طال عمرك

.
.


فتح الباب بينزل بس عمر ركله برجله يسكره بقوة.. غمض عينه بقهر من نظرات عمر اللي تطعنه.. اذا هو كذا تصرف معه حتى بعد ما عرف كل شيء.. ابوه محمد و آآه.. وجدان؟ وش بيسوون؟ مستحيل يسمح يعرفون مستحيل.. ناظر في اللي جاء يركض بسرعه ركب و شغل السيارة من غير كلمة
سعود بهدوء يعاكس خوفه و رعبه /وش فيك؟ وينها؟
عمر بصراخ مقهور/في المستشفى
اتسعت عيونه و قال بأنفاس مقطوعه/وين؟
التفت عليه بسرعه و لف يناظر الطريق و قال بعصبية يحاول يكتمها/رايحة مع امي المستشفى.. امي رايحة تزور هشام
بلع ريقه سعود و الخوف باقي مسيطر عليه/دق على اهلك لا يتركونها بروحها
ضرب على الطارة بقهوة و قهر.. المصايب جالسة تتهادى عليه في وقت واحد.. صدق اللي قال المصائب لا تأتي فرادى.. دق على جوال امه و على طول ردت /الو
عمر بسرعه/وين وجدان
ام عمر بقلق/ليه وش فيك
عمر /يمه وين وجدان و بس
ام عمر /انا عند هشام في المس....
قاطعها بقلة صبر/ادري ادري.. وين وجدان
ام عمر /ما انت بسائل عن هشام؟
عمر بقهر و صراخ خفيف/اقولك وين وجدان خلي هشام يموت
سمع صوت هشام مرتفع ما يدري وش يقول و كأنه يهاوش.. قطع الخط بقهر و دق على وريف اللي ردت بضحك/هلاا.. هشام يتوعد فيك
عمر/وين وجدان؟
وريف/تو جيت من عندها الحين..
عمر بغبنة /انتم بقر؟؟ انا اسأل وينها؟ وينهااا؟
وريف بحدة /بلا قلة أدب.. اللي تقول عنهم بقر امك و اختك العودة
عمر/لا تكثرين هرج و جاوبي على قد السؤال
وريف بعناد/و الله اظن عندك رقمها.. خل اسلوبك النجس ينفعك_ و قطعت الخط بوجهه
رمى الجوال بقوة على الزجاج الأمامي و هو يصرخ بتهديد/و الله لاوريتس يا حيوانه
سعود خذا نفس و مد يده ياخذ جوال عمر و دق على رقم امه شوي و جاء صوتها زعلان و معاتب /انت ما تربيت؟
سعود بصوت مرتجف/هلا خالتي انا سعود.. وشلونتس
ام عمر باعتذار /هلا هلا و الله.. العذر ابو نوف ما دريت
سعود بزفرة و ضيق /و لا يهمك.. خاله وين وجدان
ام عمر /و الله تركتها برا.. اظن عندها صداع و تبي تشوف دكتور
سعود /زين ممكن االله يرضالي عليك وين ما كانت تاخذينها عندكم و لا تروح مكان الا معكم لين يجي عمر.. مسافة الطريق بس
ام عمر بخوف /سلامات وش صاير؟
سعود بسرعه/لالا و لا شيء.. بس عشان صداها لا تتعب و ما في احد جنبها
ام عمر/ابشر و لا يهمك
سعود/تسلمين الله يطول بعمرك. _ رمى جواله على الطبلون و استند بجسمه المرهق النخيل على المقعد و قال بحسرة /متى كانوا يتبعونكم؟
عمر بنرفزة /لك وجه تتكلم في الموضوع؟
سعود بعتب/لا تذبحني.. حط نفسك في مكاني وش بتسوي؟
عمر ناظره بقوة و صد
سعود كمل بنبرة ضايقة/انا قسم بالله لولا خوفي من الله كان ذبحت نفسي من زمان _قال بعبرة_ و الله ذابحها.. في كل مرة اجي اسويها اتذكر ربي و اتعوذ من الشيطان
تقوست شفايفه و من كثر ما كتم صوت بكاه ارتجفت شفايفه و ناظر بسرعه و صد.. و قال بوجع و هو يتذكر انهيارها امس/انت ذبحتها
سعود بألم /ذبحت نفسي قبل اذبحها.. و انذبحت مرة ثانية بعد ما ذبحتها هي

.
..

.

.
رجعت تجلس مكانها بعد ما طمنت ام عمر، و حضنت راسها بين يديها.. الحروب اللي تخوضها ما تدري متى تنتهي؟ قبل كانت حروب نفسية شلون امتدت حتى صارت حروب جسدية! .. تستاهل هي اللي ضعفت البارح و سمحت لنفسها البائسة تعبر عن شقاها و حزنها العارم.. هي متأكده ان نهايتها على يد هالحروب بس تتمنى هي تنتهي قبل تدمرها اكثر و ما تشوهها اكثر مما هي مشوهة.. كم مرة حسدت خالها و هي تشوفه يتشهد و تغفى عينه للأبد؟ و يرتاح من همهن و حملهن اللي حمله على عاتقه لمدة غير يسيرة.. حسدته كثير.. تمنت لو تقدر تتبرع له بعمرها و الله ما كانت بتبخل عليه بيوم واحد.. خله ياخذ عمرها و هي تخلص..
/اختي انتي بخير؟
و من غير ما تناظر اتجاه الصوت الرجولي هزت راسها ب ايه..
بإصرار رد يقول /تشكين من شيء؟
نزلت يديها لحضنها و رفعت بؤبؤ عينها لفوق من غير ما ترفع راسها.. تناظر الشخص اللي لابس بنطلون اسود و قميص ابيض رسمي و بالطو واصل لفخذه.. شعره المجعد يوصل لآخر رقبته بشرته بيضاء ناصعه و يمتد وسم متين من جبينه اليمين و يشق حاجبه اليمين مرورا بأنفه و أخيراً ينتهي في نصف خده اليسار.. معطيه شكل غريب بس مو غريب عليها هي.. هي تعرف هالوجه و هالوسم من مكان بس وين؟؟ غمضت عينها من الصداع اللي نغزها لما شحذت ذاكرتها.. رفعت راسها تناظره و هو من مسافه بعيدة نوعا ما مايل عليها..
سمعته يقول بنبرة دافية/انتي مريضة؟ ليه جالسه هنا عندك موعد؟؟
قال بصوت مبحوح /لا
شافته ابتسم ابتسامة صغيرة و قال بحنان/لا على أي جزء؟
ببرود ردت/كل الجزئين
عدل وقفته /بس انتي مبين مريضة
ناظرته بحدة/يا أخ _و ناظرت البطاقة المثبتة على جيب البالطو اليسار_ أسامة ما تفهم انت؟ ما لك دخل
و وقفت تمشي مبتعدة عنه و هي تقول بغضب/قلة أدب
..
اصطدمت بجسم يركض زي الصاروخ و قالت بنرفزة و عصبية/مرض يهد حيلك ان....
قطعت كلامها و هي تشوف وجه عمر المرعوب و اللي من شافها و سمع صوتها ضمها بقوة و هو يقول و يردد /الحمد لله الحمد لله.. _و باس راسها مرة و مرتين و ثلاث
دفته عنها و قالت ببرود /خير؟ مضيع الكعبة؟
ابتسم بقلق و هو ماسك كتفه اللي عوره من يدها اللي دفعته بعيد عنها،
طاحت عينها على الادمي اللي واقف وراه ناظرته ببرود و حولت نظراتها لعمر و قالت بهدوء /رجعني للبيتعمر يتفحص عيونها /ليه صاير معك شيء؟
هزت راسها ببرود و راحت تمشي و عمر يمشي وراها لما صار بجنبها و مسك يدها
وجدان بنرفزة سحبت يدها و قالت/لا تلمسني محسسني بضيع
و هو قال ببرود/محسستني بآكلك!! _ و كمل _ ب اروح لهشام اتحمد له بالسلامة
وجدان بسرعه/ما راح ادخل معك ب أوقف عند الباب
هز راسه بموافقة و التفت لسعود الواقف وراهم و يراقبه بعيونه و اشار له أن تعال!
وقف قريب منهم و قال بحواجبه "وش تبي"
عمر /ب ادخل اسلم على هشام
هز راسه بمعنى فهمت و وقف مكانه و عمر راح يدخل عند هشام و وجدان مشت وراه و هي تسب فيه... وقفت عند باب الغرفة و صارت تهز رجولها بسرعة تنتظره يطلع..
التفت للي قال بهدوء/ متى بتبطلين اللثمة ذي؟ كأنك لحجية
ناظرته بحدة و صدت عنه، لا تردين لا تردين هو حتى خسارة فيه تاخذين و تعطين معه.. اسفهيه
/ و الا عبايتك الماسخه هذي؟؟ عندك مشكلة في الذوق العام
و لا ردت عليه..
/ليه ما تكلميني؟
التفتت عليه و قربت منه خطوتين و هي تناظره و قالت بهمس مبحوح.. مُتعب / كنت آكل مشاعري من سنين، و لا استفدت شيء _ هزت راسها بأسف _ تعب الكلام من الكلام يا سعود..
و قبل لا يفتح فمه او يسمح لنفسه يعطي ردة فعل على كلامها كانت هي معطيته ظهرها و تدق باب الغرفة تستعجل عمر...

.

.


.

.
رمى البالطو في مقعد المعاون و تنهد تنهيدة طويلة.. ضرب بقوة على الطارة /تحبه؟؟ تحبه! تحبه!... ما يستاهل حبها.. هذا سفاح ما ينحب..
رفع راسه يناظر سقف السيارة اللي جالس فيها.. صغر عيونه بضيق آآآه يا عيونها شلون تناظر؟ كيف ترسم الحزن بطريقة تحزن اكثر من الحزن نفسه؟ ما يستاهل السفاح تهل دموعها عشانه.. ما يستاهل تفني نفسها لأجله.. هو ما يستاهل حبها و لا حزنها.. حتى كرهها واجد عليه.. نزل المراية اللي قدامه و بمرارة ناظر الوسم المعلم على وجهه.. حس يإصبع ناعمة تمسح عليه من بدايته لين نهايته.. الملمس هذا يعرفه زين.. و الريحة يعرفها.. التفت على اللي جالسة بجنبه و مايله بجسمها عليه و تناظر بحنان و حب و اصبعها باقي عند نقطة نهاية الوسم.. مد يده بيمسك يدها يبوسها.. بس تلاشت قبل يوصلها.. و تلاشى الطيف اللي كان بجنبه.. حتى ريحة تلاشت..
نطق بهمس مرتجف/وجدان؟؟
تنهد تنهيدة قصيرة و لمعت عينه بالشر.... طلعه من جوه السوداوي رنين جواله.. فتح الخط بسرعه /الوو
وجاه الصوت من الطرف الثاني سريع.. مستعجل.. خايف /مرحبا دكتور أسامة.. شفت الصور اللي ارسلت لك؟
أسامة يتنحنح /لا
/الشنطة تحدد موقعها
أسامة بصدمة /متى هالكلام؟؟
/البارح
أسامة بقهر/كمل يا علي لا تجلس تقصد علي الكلام
علي /يا دكتور البارح حسين و راكان يراقبونها كالعادة و شافوها خارجة من فيلا سعود اللي كانوا ساكنين فيها و معاها الشنطة.. و كان معها اخوها قالوا اسمه عمر
أسامة تسارعت أنفاسه /ما احد يعرف بالشيء صح؟
صمت....
أسامة بصراخ/تكلم يا علي صح و الا لا؟؟
علي بصوت خافت /جدك وصلته الصور.. مدري من أعطاه اياه..
أسامة بصدمة و غبنة /خونه.. خونه..
علي بقلق / لازم تختفي يا دكتور ، جدك راح يوصل للشنطة ب الف طريقة و ما يهمه لو كانت البنت هي بنت محمد الراشد.. همه يوصل للشنطة و بما انهم عرفوا انها في قصر الراشد بيطلعونها اليوم و الا بكرة..ووو....._ سكت _
أسامة /و ايش بعد يا علي؟
علي /احذر منه هالمرة يا اسامة.. لو يطيح فيك ما راح يوفرك.. وجه امر انهم يذبحونها لأنك مهتم فيها.. و يجيبونك لو من سابع سماء
أسامة بصراخ /قله ما تهمني.. ما تهمني.. مو مهتم فيها انا..
علي بهمس /لا تفكر فيها هي الحين.. فكر في رائد!
اسامة بنرفزة/ليش تهمس انت؟؟؟ اتصالنا آمن ما احد يقدر يتجسس عليه
علي /انا عند قصر جدك خايف احد يسمعني
أسامة /انت طلع رائد يا علي.. طلعه و اختفي معه
علي /بس اذا حسين و راكان خونه اكيد علموه اني معك وشلون ب اطلعه
أسامة برجا/ارجوك يا علي ولدي تكفى.. طلعه و الا قسم بالله يفجعني فيه
على بربكة /و انت وش بتسوي؟؟
اسامة/تخلص من جوالك.. و طلع رائد خلسة و تأكد من ملابسه لو فيها أجهزة تعقب او تنصت.. اوعدني اوعدني تطلعه
علي بحمية/وعد و وعد الحر دين لأطلعه.. بس وين اوديه؟
أسامة بصوت مخنوق/اخذه للبيت الأخضر يا علي هو المكان الوحيد الآمن.. و انتبه يمكن يراقبونك
علي /و امك يا دكتور؟
أسامة بلا اهتمام/بنته.. ما راح يفرط فيها
علي/بيهددك فيها؟
أسامة /روح روح يا علي نفذ لي وعدك..

قفل من عنده و لا على باله الا هي؟؟ شلون وصلت الشنطة معها؟؟ معقولة السفاح دبسها فيها عشان يخلص روحه؟ بس هو يحبها!! _ جر تنهيده من العمق و هو يتذكر عيونها و صوتها.. كان يبي ينتقم من السفاح اللي سفح دم زوجته و انتقم صح بس ما ارتاح.. ليش ما ارتاح؟؟ كان يعاني و يتعب.. و يشوف كوابيس تحرمه من راحة نومه.. هو ما يقدر يزهق روح حتى لو كانت روح سفاح.. بس متأكد انه كان يتمنى لو يذبحه و يريحه من العذاب اللي عيشه فيه..

.

.
.

.
.
تناظرها نظرات متفحصة.. و الثانية لفت و ناظرتها باستغراب /شو؟؟
ابتسمت ببلاهة/ما شفت ترا شلون تناظرينه؟
اشاحت بوجهها و هي تقول /منو؟
صفا بسخرية/الشيخ زايد
ناظرتها ببرود/الشيخ عيل!
صفا بضحك/هيه
دقت كتفها /ترا معرسة اذا ناسية اذكرج
صفا لوت فمها/ما نسيت يا حظي
ابتسمت /عيل حق شو تقزين الشيخ زايد _ قالتها بسخرية
صفا ضحكت/انا اقزه و الا انتي يا قليلة الادب
سكتت و هي تبعثر نظراتها
صفا/ترا اذا ما اعترفتي لي انك تحبينه صرخت و قلت خوله تحب زايد
خوله بقهر/حبتج ينانوه قولي آمين.. عشان يقتلج عبود
صفا بحب/اخوي عنده احن قلب في العالم
خوله/هيه بس عندج 3 غيره وحوش
صفا ضحكت /ياللا قولي
خوله/ماحبه
ناظرتها بحقد/مكتوب على جبيني بنقالية

...

.
.

.
صرخت بوجهه /تخسي انت وياه
مسك اعصابه لا يوقف السيارة و يحوس وجهها اللي شايفه فيه نفسها و رص على أسنانه و هو يقول حرف حرف /بتتزوجينه و غصبًا عنتس
ضمت يديها لصدرها تحس بتفتح الباب ب اي لحظة و ترمي نفسها تحت السيارة و قالت تصطنع البرود /و الله ان تخسي و يخسي هو بعد اتزوجه
ابتسم ب استهزاء /اجل تبين تتزوجين مويجد؟؟ ع بالتس انه ميت عليتس و بيرضى يكون الثاني في حياتتس؟
سكتت.... و غمضت عيونها
عمر يناظرها و قال بغضب / و الا تحسبين اني نفس ابوي مدري انكم تممتوا زواجكم من قبل؟؟؟
وجدان ببرود /انا ما ابيه و لا ابي غيره.. ما بتزوج طول عم....
قاطعها بشراسة /و الله ان تاخذينه و رجلتس فوق راستس بعد.. و كلمة لا زيادة و قسم بالله لأقلب الدنيا على راستس انتي وياه و اخلي اللي ما سمع يسمع تفهميييين؟؟؟
غصت بعبرتها و التفتت تناظره و قالت بهمس مصدوم/تعطيني للي بايعني يا عمر؟؟
سكت و هو يلف وجهه عنها لدقايق ثم قال /من ننزل ب اعلم ابوي انه خطبك و انك موافقة..
وجدان بحدة/اقسم بالله لو تسويها يا عمور ما اناظر بوجهك لو اموت
عمر ببرود /انا اللي ميت عاد تناظرين بوجهي!!
هزت كتفه و هي تصرخ ببكاء/لا تكسرني بعد انت لا تسويها...
وقف سيارته في الساحة و نزل تاركها تسبه وراه...
راح طالع لمكتب ابوه بس حس بيدها تشد يده و من غير ما يناظرها سحب يده و قال ببروده المعتاد / لو تبوسين رجلي يا وجدان ما تراجعت.. و انا عند كلمتي و الله ان تاخذينه يعني تاخذينه
مسكت وجهه بيدها و هي تضغط عليه بقوة /ناظر وجهي ناظره و قل هالكلام في عيني؟
ناظر عينها بحدة و هو يقول/ما تبينه؟؟ بكيفتس انتي اختاري يا تتزوجينه و الا اعلم الأول و التالي بعلمكم المشرف
غرقت عيونها بالدموع و همست من قلب / يالله عساك تموت قبل اليوم اللي تدعس فيه على كرامتي و تزوجني له..
عقد حواجبه بقهر و صد عنها و هو يدخل مكتب ابوه اللي اول مرة في حياته يدخله../السلام عليكم
ابو عمر /و عليكم السلام _أشار على الكرسي_اجلس
جلس بهدوء و هو ساكت
ابو عمر يناظره/قلت تبيني في موضوع مهم؟
عمر بهدوء /فيه رجال خطب وجدان و انا وافقت و عطيته
ابو عمر بصدمة /و من انت عشان توافق و تعطي؟ من اللي جالس قدامك هاه؟
عمر ببرود /انا ما وافقت الا و انا داري انك بتوافق
ابو عمر بنرفزة /و من هو ذا الرجال؟
عمر بهدوء /سعود
وقف ابوه بغضب/و الله يا عم......
قاطعه ببرود/يبه هي موافقة بعد
فتح عينه على وسعها/وجدان موافقة؟
عمر كتم تنهيدته /اي يبه موافقه روح اسألها اذا مو بمصدق
جلس ابوه بهدوء على كرسيه و قال بغيظ/ذا الرجال يخسي يعرف بنتي تفهم و الا لا؟
عمر سحب نفس و طلعه و قال برجا /يبه الرجال ذا انت تحبه و تعزه اكثر مني و من عيالك كلهم مهما أنكرت .. و انا تعبان صار لي يومين ما نمت لا تفشلني و تتعبني اكثر.. الرجال اللي انا عطيته قدامهم وش بيقولون عني رخمه؟؟ و لا هو بعند كلمته؟
ابو عمر بحزم/وجدان بالذات ما فيه بيع و سوم و عطايا.. و لو حطوني انا اردى رجال ما عاد هوب انت.. توحي العلم انت و الا لا؟
عمر بتعب/يبه خطبها.. خطبها زي ما يخطبون العالم و انا عطيته كلمة و أهم شيء وجدان موافقه
ابو عمر بعصبية /كيف توافق و هو لو انه اخر رجال ما عاينت (ناظرت) فيه
عمر برفعة حاجب/الله اكبر كل هذا؟ اجل شلون وافقت؟
ابو عمر /اذا كنت غاصبها..
عمر بطفش /غاصبها؟؟ و وجدان تنغصب على شيء _ رفع صوته ينادي عليها_وجدااان ادخلي
ناظر ابو عمر باللي طلت من الباب بوجه ما قدر يفسره و نظرات عادية و قالت ببرود /يبه اللي سمعته صح.. انا موافقة
ابو عمر و هو في مكانه قال بضيق/تبينه؟
عمر ببرود/وهو وش فيه عشان ما تبيه؟
ابو عمر بقهر /قم قم اطلع انت
عمر وقف بتعب و راح طالع و وصله صوت ابوه و هو يقول /لا تنام لين تصلي
عمر هز راسه و هو مقفي و رمى لوجدان اللي تناظره ببرود.. رمى لها نظرة لها ألف معنى و معنى، بس هو غلفها بتهديد و وعيد
ابو عمر بعد ما طلع عمر قال بهدوء/ليه موافقة
وجدان ببرود/سامحتك انا يعني ما اقدر اسامحه؟
سكت ابوها و هو يحاول يدور على اي معنى يقول لا ما ابيه هذا عمر يكذب.. بس هي صدت و هي تقول /عن اذنك ابي ارتاح شوي.


..
.


.
.
دخلت غرفتها و بسرعه نزلت دموعها.. كذا يا عمر؟؟ كذا!! أشد ظهري فيك و تكسره لي.. سعود؟ بعد اهانته البارح اللي ما بعد بلعتها؟.. _ قفلت الباب عليها و بكل ما أوتيت من قوة و جنون و بفعل الكبت و الكتمان و الخيبات و المشاعر السيئة اللي مرت فيه جلست تكسر و تدمر كل شيء تطيح عليه يدها.. حتى إذا تعبت نامت بوسط عاصفتها غير ابهه للزجاج و الشظايا اللي جرحت جسدها النحيل..

--- و هو ناظر الساعه 4!! تو مصلي العصر و باقي على المغرب ساعه و نصف ما يقدر يصبر.. تعبان و مرهق لدرجة ما صدق يدخل في سريره،، غمض عيونه من غير لا يبدل ملابسه غير شاعر باللي يصير خارج محيط سريره..

.

.

.
.

دخل مع باب القصر و هو يصرخ و يبكي /يبااااااااه.. يباااااااااااااااه
..
ابوه اللي كان قدامه اللابتوب و يشتغل عليه في مكتبه سمع صراخه و فز بسرعه و هو مفجوع من صراخه.. ما يدري ليه حس ان صوته نذير شؤم.. رجوله ما قدرت تشيله و تذكر هذا الثقل و الاحساس جاه لما طاح سعود عليهم.. و على تفكيره هذا وقف قدامه راشد و هو يشد شعره ببكاء و دموعه تجري /ولد عمي عبدالله ماااات، ابو سعود مات..
كان عارف.. الاحساس هذا ما جاه من عبث.. ولده.؟؟ ليه يموت؟ ليه يموت و هو ما جاء يعتذر مني!! ليه يموت و يتركها مرة ثانية؟ بعد ما قالت أخيراً ايه ليه هو يروح للمرة الثانية؟ ليه يخيب أملها! نزلت دموعه بكثافة على خده و قال ب بصيص أمل /مات؟؟
راشد لف وجهه بيده و بكى بصوت عالي /مات يبه مات.. العصر صار عليه حادث و مات على طول.. _جلس يشاهق لدرجة ان صوته صار خشن و كمل / طحنت عظامه سيارته يا يبه، بيصلون عليه مع العشاء
اختنق بصيص الأمل اللي زرعه ب ارض جدباء و مات.. اسود وجهه و طاح على ركبتيه اللي ما عادت قادرة تشيله اكثر و صاح و هو يقول /ابوك يا سعود.. ارجع ارجع و الله لأعطيك اياها.. _بكى بحسرة _ و الله مسامحك بس ارجع... ابوك يا سعود
..
أيادي كثيرة تهزه و أصوات تتداخل براسه بس هو ما كان مع احد.. كان مع حقيقة وحدة.. حقيقة مُرة.. مات سعود..!
...


.

.
.

.
مصلى النساء.. مسجد الراجحي..
كانت أم سعود جالسة تردد/انا لله وانا اليه راجعون.. لا حول ولا قوة الا بالله..
متسلحة بالصبر و الإيمان و كل ما ارتفع صوت بنتها بالبكاء و النواح نهرتها.. من حولها ام عمر و ام نواف و ام حمود و ام طلال و حريم اعمام سعود.. و من حول ملاك بنات محمد الراشد.. روان الصامته و مرام و رهف اللي يبكون بصمت و كل وحدة داسة راسها في حضنها.. و وريف مسندة لرأس ملاك..
وريف ناظرت رهف اللي بجنبها و همست بحزن/عمر بيزعل و بيقوم الدنيا علينا لو دفنوه و هو ما شافه و لا ودعه!
رهف ردت ببكاء /ما صحى وش نسوي يعني؟ _ و رجعت تدس راسها في حضنها
اقتربت منهم متلملمة بالسواد و باست راس ام سعود مطولا ثم يدها و كتوفها و قالت بصوت بالعافية طلع من البكاء /احسن الله عزاكم الله يرحمه و ي....
قطعت كلامها و هي تحس باليدين اللي لمتها لحضنها و قال بصوت باكي متأثر و حزين /الله يقبل دعاتس.. من انتي؟
تلعثمت وسط بكاها/اا.. انا _و بسرعه قالت _ وجدان صديقتي _ و بكت بمرارة و هي تشيح بوجهها بلوعه بعد الاسم اللي ذكرته.
ام سعود تركتها و قالت بصوت متحشرج /السموحة منتس
صدت بسرعه و هي تنفجر و تكمل بكاها خارج المصلى.. دقت بسرعه على واحد من الأسماء اللي في جوالها و جاها صوته بسرعه و هو يقول بحزن/هلا حبي
شهقت بالبكاء /بشوفه.. تكفى ياسر بشوفه
أشار على عيونه و كأنها تشوفه و قال بغصة/ابشري من عيوني.. خلتس عند الجوال.


..



.
.
.
تسلق الباب الخلفي بخفة و هو كل شوي يلتفت وراه خوف من عيون جده..نط في الحوش و طلعت منه آهه لا إرادية من الألم اللي حس فيه و هو يطيح على رجوله.. جلس 3 دقايق في مكانه و هو عاقد حواجبه ثم مشى بخطوات خفيفه.. هو عارف ان البيت ما فيه الا هم الاثنين من غير الخدم.. صدفة ما حلم بها،، اكيد ربي يحبه " او يمكن يحبهم؟؟".. دخل القصر من الباب الخلفي مع المطبخ و كأنه من اهله.. و بخطواته الخفيفة صعد للدور الثاني و هو ما يقدر يضغط على رجله من طاح عليها.. فتح أبواب الغرف الفاضية.. و عند آخر غرفة لقى الباب مقفل.. تلفت يمين.. يسار.. رما فيه صوت ابدا.. طلع مسدس و مده على الباب و هو يفركه بين يديه و يقلب الفكرة براسه.. هز راسه لالا ََ لصق وجهه في الباب.. دقه مرتين و ثلاث و عشر .. بس ما في رد.. و رفس الباب بقوة و قهر في محاولة و امنيه انه ينكسر بس الباب اللعين!! _ اهتز الجوال في جيبه، فتحه بسرعه و هو ينهر المتصل بهمس/خلاص لا تقلقني خلك مكانك لين اطلع
علي /دكتور استعجل....
قاطعه/علي علي.. خلك قريب من الباب الخلفي _ و قطع الخط بعيون متسعه و. هو يحس بالباب ينفتح، مد يده يتأكد ان شماغه اللي لفه في السياره للحين يستر ملامح وجهه.. لسبب ما، ما يبيها تكرهه و كل ما شافت وجهه تتذكر موقف كريه تنقرف منه.. بلع ريقه و هو يشوف عيونها الواسعه خلقه تتسع اكثر.. عينه التهمت ملامحها.. بعمره ما تخيل انها جميلة لهالحد.. كانت عنده قناعه ان صاحب العيون الجميلة مستحيل يمتلك وجه جميل.. بس هي جت و كسرت قناعته، و قبل لا يغرق في ملامحها اكثر، مسك يدها و قال بهدوء/تعالي معي لو سمحتي
فتحت فمها بتصرخ و هو مد يده بسرعه لفمها يسده و هو يلصقها على جانب الباب و يناظرها باعتذار و همس /آسف _ و حط منديل على انفها و هي كتمت أنفاسها و غمضت عينها ما تبي تشم.. بس هي بطريقة ما شمت و فقدت احساسها بنفسها غصب.. جلسها مكانها و دخل الغرفة و انصدم و هو يشوف الأغراض المبعثرة و الزجاج المتناثر يمين و يسار و.. دم؟؟ دم!!! التفت لها و هو هنا لاحظ قميصها الأزرق الباهت ملطخ بالدم..
نكث في الغرفة يدور على الشنطة، ما ترك بوصة وحدة الا ما استكشفها بس ما لقى شيء!! ردد بقهر و غيظ و ربكة.. لعنه لعنه...!! و سحب عبايتها من على المشجب و لفها عليها و هو يشيلها و يطلع من الباب الخلفي و لقى بوجهه علي يدور بقلق و توتر و من شافه جاء يركض له و هو يفتح يدينه بس اسامه شد عليها لحضنه أكثر و هو يهز راسه بلا... سدحها في السيارة في المقاعد الخلفية و همس لعلي /خلك معها، و لو ساءت الأمور مت.. مت يا علي عشانها.
و رجع يركض طالع للدور الثالث و اول باب فتحه كان في وجهه مدخل مشى فيه لين طلعت بوجهه غرفة نوم فخمة باللون البيجي و على السرير كان مستلقي عمر في سلام و امان، مال عليه و هز كتفه و هو ينادي/عمر.. عمررر.. _هزه بقوة و قال بصوت عالي /عممممرررر
فتح عيونه بغضب من اللي خرب عليه نومته و جمد مكانه و هو يشوف الرجال المتلثم و بيده موجه له مسدس
همس له بتهديد /امش معاي.. لا تحاول تلف و تدور لأن اختك في السيارة تحت
غمض عينه.. بلع ريقه و قال بخوف نفض قلبه و هو باقي منسدح /وجدان بخير
هز راسه و كأنه يشوفه /بخير للحين.. قممم
قام ب استسلام و هو يحس بروحه وصلت حلقه من الخوف و مشى قدام اسامه اللي كل شوي يدفه و يقول /عينك قدام.. خل يدك تحت عيوني
طلع مع الباب الخلفي للقصر الداخلي ثم نفس الباب اللي طلع معه وجدان.. لمح السيارة المغيمة كليا واقفة قريب من الباب بمسافة.. ارتفع صوت أنفاسه و لف بسرعه على اللي وراه بحركة مباغته و ضربه بقس قوي على رقبته.. و ف نفس الوقت ضيق عيونه و آخر شيء شافه صورة قصرهم و السماء المشعه بنور البدر و البدر نفسه و كلها كانت تطيح و تهوي للأرض " او ممكن هو يطيح!!"، و صوت رصاصة ما يدري من وين جات اخترق طبلة اذنه.. ثم ظلام و برد لفوه.. و صوتها من بعيد : يالله عساك تموت قبل اليوم اللي تدعس فيه على كرامتي و تزوجني له...!



°°
°

°
°
انتهى..


نافذة أمل likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-19, 06:06 AM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



16..


.
.
.
.


فتح عيونه و البياض يلفه مع كل جانب.. حاول يتذكر وش صار؟؟ وش هالمكان؟ ووو.. سعود مات؟ صار معه حادث و مات! شلون يموت و يترك وراه قلبين كاسرهم؟.. يترك وراه اعتذارات ما نطقها.. و جروح ما عالجها.. و أيادي تركها من سنين ما مسكها؟.. تهيأ له خيال سعود يقترب منه.. و يمسك يده يبتسم له بس ابتسامته بين بكاء و دموع.. يبوس جبينه بس و يمسح على يده بس بارد برود الأموات؟.. يتكلم بس ما يطلع له صوت .. هطلت دموعه بغزارة و رفع يده بيأس يحاول يمسك لحيته الكثيفة اللي واصله لرقبته و شاربه اللي مغطي شفايفه.. قال بأسف و صوت متهدج.. باكي.. مكسور.. يحاكي خياله اللي تهيأ له /ما حلقوك يابوك؟

..

شهق بالبكاء و حط يده على اليد اللي تتلمس لحيته و شاربه و ضمها بقوة لشفايفه يبوسها.. يحاول ينقل له الأمان.. يحاول يحسسه ان وجوده حقيقي مو خيال ميت.. يابوك؟؟؟ آآه من زمان عنها، منظره و هو يبكي و يهذي باسمه و ينادي عليه كسره.. و حز في خاطره اكثر من منظر اخوه الراحل... اخوه الوحيد.. فيصل؟؟؟ بكى بشدة و هو يتذكر منظره و صرخ بصوت رايح من البكاء /يبه؟ ابوي محمد؟ انا حي... حي.. _ مسك يديه الثنتين و حطه على وجهه يلمسه عله يستوعب انه فعلا حي و قال يصرخ و هو يبكي_ انا حي و الله العظيم حي..
انحنى بألم و هو يشوفه يهذي من جديد و صد عنه و هو يجر صوت بكاه من حنجرته لما شاف الممرضين يعطونه مهدي و بعدها راح يغط في سبات عميق..

طلع من عنده و شاف سامي اللي واقف برا شد على عضده و هو يضمه و يلصق شماغه بوجه سعود قاصد يمسح دموعه و قال بصوت حزين مواسي هو الآخر / وكل الله يا سعود و اذكر الله.. خلك قوي لخاطر اهلك.. خلك قوي مثل ما عهدناك..
التفت خلفه للغرفة النايم فيها ابو عمر و قال/ ابوي محمد _ و شهق بالبكاء..
سامي /تعال نروح نلحق على الصلاة .. _ ضيق عيونه و كأنه تذكر شيء _ ياسر صار له وقت يقول خله يجي اهله يبون يسلمون على فيصل و يودعونه.

بكى بمرارة و هو يتذكرها و همس بهم أشقى عمره/ ااه يا فجر

و طلعوا لمسجد الراجحي حيث الصلاة على فيصل..


..

.

.
.

ضمته لفترة طويلة و هي تبكي بوجع و كل شوي تشد عليه و بصوت بالعافية طلع/ تكفى لا فيصل لاااا اااه يا قلبي.. اااه يمممهه ياخوي.. اه يا فيصل
سحبها منه و ضمها بقوة و هو يهمس في اذنها/حرام اللي تسوينه في نفستس.. تكفين خلاص لا تقطعين قلبي..
دست نفسها في حضنه و قالت برجا/تكفى يا سعود انا بموت ما اقدر خلاص.. ابي امس ابي ابوي.. اشتقت لهم _ بكت اكثر و هي تتألم / اشتقت لكم.. لا تحرمني منكم اكثر.. ما ابي اموت قبل ما اضمهم لا تحرمني منهم
سعود بهم و هو يكبح بكاءه/لا تزيدين علي فجر.. انتي الوحيدة اللي تعرفين وضعنا شلون
فجر /رجعني لهم اقولك.. عادي اموت المهم اكون معهم تكفى يا سعود الله يخليك ياخوي لا تحرمني منهم اكثر
ناظر ياسر برجا انه ياخذها و ياسر جاء بياخذها، بس هي قالت ببكاء حاد و هي تتشبث في سعود/و الله ما اسامحكم لو تبعدوني عنهم بعد الحين ما راح اسامحكم
أخذها ياسر بقوة و هو يضمها و يطلعها من غرفة غسيل الموتى.. و بقى هو بروحه في الغرفة و بقى معه اخر كلامها.. ذرف دموعه بيأس.. فجر مبعدها و حارمها من أهلها.. و هو السبب.. و فيصل يمكن هو السبب في موته ََ و ابوه محمد!!.. وجدان؟.. بنته؟؟ اااه.. الله ياخذ عمرك يا اسامة و لا يبارك في ساعةٍ عرفتك فيها..

..
بعد الصلاة : توافد المعين لقصر ابو سعود.. الليلة كئيبة.. كئيبة لحد غير معلوم..


..
الساعة ٢ صَ :
جالس قدامه على الكرسي اللي عند راسه، ينتظره يصحى.. يشوفه و يصدق انه حي و بخير.. لاا! هو صحيح حي بس مو بخير.. هو مكسور لدرجة فضيعه.. باقي بينه و بين النهاية شعره. يتمنى لو على الاقل تكون نهايته سعيدة او... عادي راضي جدا لو تكون شبه سعيدة.. من متى هو عن طعم السعادة؟؟ و عن ريحتها!! و عن لونها؟.. اصحى اصحى يا ابوه و كن له الظهر اللي يرمي عليه حموله.. مستعد هو يبوس رجولك بس تسامحه و توقف معه.. ما تقصيه و تبعده عنك هالمرة.. هو محتاجك حيل.. زي ايام زمان.. لما كان يحتاجك و يلاقيك جنبه.. تشد ظهره و تربت على كتفه.. و الله محتاجك.. هو ما هو قوي.. متنازل هالمرة عن كونه الرجال الصلب القوي اللي انت زرعته فيه.. هو هش.. ضعيف.. نفس الهشاشة اللي اكتشفها تحت وابل سهام عيونها الشبيهة بعيونك.. هش و أكثر.....
و صارت ٨..! و انت يا ابوه ما صحيت! مستكثر عليه تفتح عيونك؟ تبتسم له ابتساماتك القديمة النادرة.. و انت اللي كل نادر منك يعني له هو كثير اشياء.. يا كم اشتاق لك؟ اشتاق لنظرة الرضا في عيونك.. اشتاق تمسك بيده و تجلسه على يمناك بملامح تفتخر فيه و عيون يا جعلها ذخر بس.. و كأنك من أنجبه!.. انت ابوه اصلا.. صوتك هو الصوت اللي صدح في اذنه بالآذان.. شفايفك هي الشفايف اللي باسته لأول مرة.. اسمه هو الاسم اللي اخترته.. و في الحين اللي كانوا امه و ابوه اللي انجبوه يسافرون سفرتهم الكثيرة و الطويلة و يرمونه عليك.. كنت انت اللي تستقبله بصدر رحب، رحابة صدر السماء.. و تحرم نفسك و تحرم زوجتك اللي قالوا عنها عقيم من ملذات الحياة عشانه.. انت اللي مسكت يده و علمته كيف يمشي؟ انت اللي خطيت معه خطواته الأولى.. انت اللي فتحت ذراعك قدامه و نطقت تشجعه عشان يمشي/هدا.. هدا..
وجهك هو أول وجه تعرف عليه و والفه.. و صوتك هو الصوت اللي حفظته اذنه.. و ريحتك هي الريحة اللي علقت في أنفه.. انت اللي علمته يصلي و علمته يكتب.. علمته يقرأ و حفظته سور القرآن القصار.. انت اللي درسته على حسابك برغم حالة ابوه اللي أنجبه الماديه الممتازة.. انت اللي امنته على اسرارك رغم حداثة سنه.. انت اللي عرفته على عايلتك الثانية و اللي ما احد يعرف عنها شيء.. انت اللي ما غيروا عيالك اللي انتظرتهم كثير من غلاته شيء.. انت اللي وقفت معه و شديت ازره.. انت اللي علمته شلون يكون صلب و قوي.. شلون يناضل و يكافح.. انت اللي اهديت له أغلى و أثمن و أجمل هدية ممكن تنهدى.. انت مجبور تصحى.. مجبور توقف معه و تسامحه لأنك ابوه..
شهق بقوة و هو يشوف الماثل أمامه على السرير و فز و هو يقول / ابوي محمد! الحمدلله ع..._ و مات كل الكلام و هو يحس بيدينه الصلبة تضمه بقوة و هو يقول بصوت متهدج/انت.. انت.. اااه يابوك
ضمه و هو يسمح لنفسه يبكي على كتفه.. و الله تعب هو من كل شيء.. تعب و لازم يستريح.. انهد حيله و الله العظيم.. باس راسه و ابتعد عنه و هو يمسح دموعه بكم ثوبه و بسرعه مسك كتفه يمنعه لا يقوم /انت تعبان استريحبس هو ما طاعه و وقف على رجوله و قال بضيق/قم معي الحين احلق وجهك الماحلاه الله
ناظره بهدوء.. يعرف طريقته زين في إخفاء مشاعره و حزنه.. مثلها تمامًا. قال بألم /اول خلنا نروح نفطر.. انت جوعان أكيد
رفع يده و هو يقوم لدورة المياة بضعف بان ف خطواته /معاذ الله آكل معك و ذي شيفتك.. _ و وقف في نصف طريقه و التفت عليه و قال بحدة_و الا ناوي تاخذ وجدان و انت بذا الشيفة؟؟ و خلني اعلمك من الحين ترا خطبتك من عمر ما هيب بخطبة حتى لو هي موافقة انا ابوها ما بعد مت تبيها تعال اخطبها مني _و رشقه بنظرة غاضبة و لف لدورة المياه
فتح عيونه مصدوم و متفاجئ... هو ما يذكر انه خطبها من عمر!!! و عمر اصلا حالف يغيظه و يقهره و يزوجها لماجد!! و هي بعد موافقة؟؟؟ لف بسرعه معطي ابوه ظهره قبل يكتشف انه ما خطبها اصلا و ضم يديه لوجهه و بكى من الفرحة . سجد على الأرض و هو يحمد الله.... و همس لنفسه بعد ما قام من السجود" اول الغيث قطرة يا سعود، اصبر اصبر شوي"

_ آه يا سعود لو تدري !


..


.
.
.
أنهى أخر الشاهي وهو كل شوي يسترق النظر للجالس أمامه ومنصب نظره عليه وكأنه مو مصدق أنه حي للحين أبستم له بسمه صفراء وشاحبه ورجع نظره على كوب الشاهي..
سمع صوته وكأنه يأكد له /انت م أنت بخلي وش بلاك؟
تنهد وناظره بحزن.. يدري أمه باقي مكسور منه وشايل في خاطره عليه.. محتار شلون يقوله عن فيصل.. وعن.. عن حقيقة كل شيء مضى..
أبو عمر هز رأسه وهو يهمس بنوع من الخيبه/كل شيء يتطلع..
سعود بهم/انا.. _صد بعيونه_أنا ابي أكلمك في شيء مهم.. _تنهد بتعب_مدري هو المفروض أقولك والا المفروض اني قايلك من زمان.. كل الي ادري عنه اني تعبت جدا وماعادني حمال شيء..
يناظرها في صمت ينتظره يتكلم.. بس هو صامت وطال صمته.. بعدها هز راسه وهو يقول/مو الحين مو الحين..
مسد على راسه ولا رد عليه..
سعود/أبوي.. اا.. _ناظره ابو عمر وهو قال بسرعه_اوصلك لبيتك ترتاح؟!
وقف وقال بهدوء /يكون احسن.. _وراح طالع.... وسعود راح يدفع الفاتوره وبعدها طلع لسيارته الي موقف عندها ابوه محمد.. ركبوا في صمت.. اثنينهم مايدرون ليه بس يحسون الحكي ضايع والمواضيع معدومه بينهم..
صدح صوت ابو عمر الي قال بقلق/انت وش فيك؟
أسود وجهه وحمرت عيونه وقال بحزن عارم/فيصل مات يبه..
صمت.. لدقيقه.. لدقيقتين ثم قال بحشرجه/إنا لله وأنا أليه راجعون.. انا لله وانا اليه رجعون.. _مد يده ومسد على كتفه وقال بمواساة_عظم الله أجرك الله يرحمه ويغفر له ويثبته عند السؤال.. "كل من عليها فان.. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام"
همس بعمق/سبحانه..
أبو عمر/اخذني لابوك.. لبيتكم.
هز راسه بلا /باخذك لبيتك وارتاح الحين.. الظهر تجي هنا أن شاء الله
عقد حواجبه وتلطم بشماغه.. ضيق عيونه في تعبير عن الحزن.. وسكت مارد ما اعترض ولا وافق.... _فتح الحارس البوابه وسعود ضرب البوري كذا مره قبل لا يدخل ساحه القصر.. عقد حواجبه وهو يشوف الي ف الحوش!!!
ماجد وراشد والعم عبدالعزيز.. وأم عمر الي اعرفها من جسمها السمين نوعا ما.. والبنات بعد!! ثنتين حاضنات بعض ووحدة بين يديها بنته الي م طل بوجهها من كم شهر..!.. _نزل مع ابو عمر.. وقرب منهم شاف وجيههم المقلوبه؟!تلقائيا قرصه قلبه ولفتلقائيا قرصه قلبه ولف ع البنات يدورها بعيونه.. بس هو ماشاف معهم وحده طويله ونحيفه وفارقه دايم.. ماشاف معهم وحدة متلثمه و عبايتها ضيقة! ماشاف الي عيونها تطير العقل وتشع بنظرات يهيم فيها الواحد غصب!!.. انبلم وانربط للسانه وشافهم كلهم يسلمون على ابوه محمد ويتحمدون له بالسلامة بتوتر وقلق..
ابو عمر بصوت قوي/وش الي صاير ف غيابي؟!!!
عبدالعزيز شد على ذراع اخوه/وش ذا التشاؤم أعوذ بالله!
ابو عمر فك يده بقسوة وقال بحده ورفعه حاجب/شايفني أعمى والا غبي؟! انطق انت وياه وش صاير؟
ماجد بلعثمه و وجه اسود /البارح و انا في العزا دق علي بيتر (الحارس) يقول تعال للقصر ضروري و يوم جيت قال إنهم سمعوا صوت طلق ناري و راحوا يشوفون وش هو.. لقوا دم عند الباب الخلفي للقصر _ عقد حواجبه بقلق و خوف_ عمر ما هو بهنا لا هو و لا....
ابو عمر بغصة/و لا من؟؟
_ و لا أحد رد عليه..
قال بصراخ / من من؟؟؟؟
سعود بنبرة خافته مصدومة /وجدان!!!
كلهم نزلوا عيونهم.. جلس على الأرض على حيله و مسد شعره اللي من ساعه بس حلقه و ناظر ابوه محمد بضياع و حسرة، يسمع صوت حطام فرحته اللي سجد من كبرها... هو شاف فرحته هذيك تنذبح على طاولة التعاسة.. يؤلمه ان قلبه ما عاد يتحمل.. و روحه ما عاد تتلهف لشيء سواها.. و ان ابتسامته ما عاد تحب الظهور.. تؤلمه الكثير و الكثير من الأشياء من بينها فكرة انه يبدو ثابت من الخارج بينما في الداخل تقام حروب اقسم انه يموت فيها كل ليلة.. هو تعب من كل شيء.. ما احد يدري ليش هو منهك لهذي الدرجة.. متى شاخ إلى هذا الحد؟ و وين هربت منه الدهشة بالأشياء؟ أسئلة تأتي اجاباتها على شكل عويل كسبيل للعزاء..
ابو عمر أشار عليهم بصدمة /انتوا وين؟؟ وينكم عنهم! دقيتوا على الشرطة و الا لا؟
عبدالعزيز باحترام/كنا ننتظرك تطلع
صرخ بقهر/و لو ما طلعت هاه؟؟ لو ما طلعت
تقدمت منه روان و هي تصيح/يبه؟ غرفتها مكسور فيها كل شيء و دمها مالي الأرض.. _ صاحت اكثر_و جوالاتهم ما خذوها معهم.. يبه تكفى
نزلت دموعه بانسياب.. ضاقت أنفاسه. حط يده على رقبته و هو حاس انه مخنوق، يا ذا البنت اللي ضيعها اول و تالي..
ماجد قرب منه و مسك ذراعه و هو يقول/انا دقيت على كل المستشفيات تقريبا ما جاهم احد منهم..
ابو عمر جلس بجنب سعود بدون حيل /دق على الشرطة
ماجد بسرعه دق عليهم. و عبدالعزيز حضن رهف و روان و هو كل شوي يقول /اذكروا الله يبه.. تعوذوا من ابليس اكيد اخوانكم بخير
و صد بسرعه لما شاف ام عمر انهارت على الأرض و تصيح بصوت عالي و تترجا /جيبوه تكفوون يا حبة عين امه.. تكفى يا محمد.. عمر عمر ااه

..

.

.

.
ضرب الطاولة بقوة و صرخ بغضب مجنون /كيف يخطفهم كييييف؟؟؟ و اللي ادفع لهم آلاف باليوم عشان يراقبون وش كانوا يسوون؟
نكسوا رؤوسهم بصمت
و رجع هو يقول بتهديد / اقسم بالله لو ما تطلعونه لي ان اقطع رؤوسكم واحد واحد.. جيبوه حي و اذبحوا الاخوان الاثنين و الخاين علي _ و صرخ بغبنه_ اطلعوووووا بررراا
و طلعوا الواحد تلو الآخر ، بينما هو بكل قوته ضرب كل شيء على الطاولة و طرحه على الأرض ثم جلس و هو يعض شفايفه و يهمس /أسامة.. أسامة.. أسامة..
قاطعه دق الباب ثم دخول السكرتير اللي قال بسرعه و خوف /يا طويل العمر الشركاء واقفين برا يطلبون لقائك
نفخ بقهر / اصرفهم انا ما راح اقابل احد
السكرتير /بس هم معصبين و.....
صرخ بوجهه /قلت لك اصرفهم!!!!
هز راسه بسرعه /ابشر يا طويل العمر
و ما هي إلا دقايق و ينفتح الباب بقوة و يدخل معه 6 رجال و كل واحد معه البودي قارد تبعه..
انخطف اللون من وجهه بس حاول يبدو ثابت و قوي و ناظرهم بحدة
تكلم 1 باستهتار /صباح الخيير يا سيد سفر
سفر/صباح النور.. تفضلوا اجلسوا
رقم2/ما جينا نجلس جينا نفهم وين الشنطة؟؟
رقم 3/كلنا اتفقنا نأمنها عندك و انت وش سويت؟؟؟
سفر بهدوء /راح ارجعها سالمة من غير ما تتلف البيانات اللي فيها..
رقم 4/شبعنا من كلامك هذا اللي تسكتنا فيه من كم سنة
سفر بحدة /لا ترفع صوتك علي يا عثمان!!
رقم 1 باستهزاء /لااا.. معه حق يا عثمان هذا حضرة السي سيد الوزير سفر ال.... لا ترفع صوتك عليه
ناظره سفر نظره حارقة بس ما أثرت فيه حيث انه ضم كتوفه لصدره و يناظره نظرات استهتار و تحدي..
رقم 5/الا عثمان اللي معاه حق.. كم سنة و انت تقول ب ارجعها؟؟ آخر شيء تطيح بيد أسامة!! اذا كنت ناسي كم مرة بلغ علينا انا اذكرك! و هالمرة ما راح يمنعه شيء بعد
سفر بثقة /لو يبلغ بيديه و رجليه ما احد يقدر يتجاوزني و يوصل الشكاوي للنيابة العامة..
رقم 1 باستهزاء /و الله؟؟ و لو كان هذا الأحد هو محمد الراشد؟؟
رقم 6 / انت الغلطان.. قلنا لك من زمان اذبح أسامة بس ما طعتنا.. شف ب ايش ورطنا الحين؟
سفر صرخ بغضب /قلت لكم ب ارجعها يعني ب ارجعها!!!
رقم 1 قرب منه و قال بتهديد /معك اسبوعين!! اسبوعين بس يا سفر لا أقل و لا أكثر لو ما رجعت الشنطة و ذبحت هالحفيد اللي ما من وراه خير !! انت عارف الباقي عاد ما يحتاج اكمل
سفر بغضب / أسامة لو تفكر يا سعيد تلمسه و الله لا أكون اكبر أعدائك
سعيد فر شفايفه ببسمة تحدي و عينه بعين سفر

..

.


.
.
فتحت عينها ببطء و ضعف.. ١٠ ثواني ٢٠ ثانية ٣٠ ثانية.. اكثر.. و استوعبت وش صار قبل ما تنام.. او تتخدر!!! فزت بسرعه و خرعه و حست بوخزات في أجزاء متفرقة من جسمها َ. شافت قميص المستشفى الأبيض المنقش بوردات زرقاء يلف جسمها.. و في كفها النحيل مغروسة ابرة المغذي.. و لصقات جروح على يديها في أماكن مختلفه.. ناظرت حولها.. الغرفه مو غرفة مستشفى!! غرفة نوم عادية. فكت المغذي بقسوة و رمته على الأرض.. و نزلت رجولها الحافية على الأرض الباردة و مشت.. آآه.. أطلقها و هي تحس بألم في اقدامها.. نزلت نظرها لرجولها.. ملفوفه بشاش و القميص واصل لنصف ساقها و برضه لصقات جروح على ساقينها..!! وقفت قدام المراية المثبته بالجدار.. و خدها عليه لصقة جروح و رقبتها! وش صار لها؟؟ _ مدت يدها و فتحت لصقة الجروح اللي على خدها و /اااي
عقدت حواجبها بألم.. تذكرت العيون الرمادية اللي ميزتها من تحت الشماغ الملثم به.. جرت قشعريرة قوية بجسمها.. راحت للشباك تفتحه في أمل.. الحين راح تشوف ساحة القصر اللي يتوسطه دوار تزينه النافورة.. او راح تشوف الحديقة الخلفية لقصر ابوها.. او بتطل على المسبح و الجلسات حوله.. أظلمت الدنيا في عينها و هي تشوف مزرعه لأول مرة تشوفها لها أول بس مالها آخر.. مسطحات خضراء على مد بصرها و إلى المالانهاية و أشجار مصفوفة بشكل مرتب.. صرخت بيأس/يببببببباااااااه.. يبببببببااااااااااااااااه . _ و ما تدري بأي سبب صرخت ب/يمممماااااااااااه..
بكت بخوف و رعب لأول مرة تحس فيه.. تشم ريحة الخطر.. احساسها مستحيل يكذب... التفتت للباب اللي انفتح و دخلت منه نيرس ركضت لها بسرعه.
بس هي صرخت و هي تغص بالبكاء /ابعدددديييي عنننني... ابعدي عنني... يببباااااه يبببه
مسكت يدها النيرس و هي تقول /اهدئي عزيزتي اهدئي
قاومتها بقوة و هي تبكي و تضربها /وخرررري وخرررري.. ابي ابووووووي.. يبهههه وييينك يييبببااااه
ابعدت عنها النيرس بس يد حديدية شدت عليها بقوة اكبر ب أضعاف كثيرة من قوتها.. و شافت صاحب العيون الرمادية يثبتها في مكانها و يناظرها بحنان مبالغ فيه.. ارعبهت موووت ارعبها.. و جلست تصارخ بلا هدف بس تحاول تنفس عن رعبها منه..
ضغط على ذراعها اللي مثبتها بقوة و قال يطمنها/اهددي.. انتي بخير.. انتي في امان _التفت على النيرس _اعطيها إبرة مهدئة بسرعه
و النيرس بسرعه جهزت الإبرة و جت بتعطيها.... ثبتها بقوة في مكانها و ما سمح لها تتحرك.. و أشار للنيرس تبدأ
راقبها بحرص و هي تغرس الإبرة في ذراعها اللي ثبته بقوة،
طلعت منها آهه من ألم ضغطه على ذراعها..
و هو صرخ بوجه النيرس /بشويييييش عليها.. لا تعورينها
هدأت تدريجياً و هلوست بعبث /ابووي.. ابي.. آآآه... عمر _و غمضت عيونها بسلام..
فك لثمته و زفر بضيق /لا تعبيني معك يا وجدان.. بسرعه اصحي و عطيني الشنطة عشان نخلص
شلها بخفة و سدحها على السرير و قال بأمر للنيرس/اعطيها المغذي
هزت راسها بطاعة و هو قال بسرعه لما تذكر آهاتها/ابتعدي ابتعدي.. سأعطيها انا
نطقت باعتراض /و لكن يا دكتور
ناظرها بحدة لمعت في عينه الرمادية.. و هي بسرعة ابعدت عنه.. و سألها و هو يغرس ابرة المغذي في كف وجدان/كيف حال الشاب؟
و ردت باحترام /قيمه جيدة.. لكن انت تعلم انه دخل في صدمة أدت إلى غيبوبة لا نعلم متى سيخرج منها..
هز رأسه ب تأييد /راقبوه جيدا.. إياكم ان تغفلوا عنه، أيضا اخبري مديرة المنزل ان لا تسمح لرائد بالدخول إليه
/و هل أتى سيدي الصغير أخيراً؟
ابتسم بسعادة /نعم


..

.
.
.
.
نزلت بسرعه و هو بجنبها يهديها /اهدي ميم.. لو رحتي وش بتسوين يعني؟
حطت يدها على صدرها/اقولك اخواني مختفين ما تفهم ما تفهم!!
مسك يدها اللي ع صدرها و باسها بحنام/يا عمري انا و ربي فاهم.. بس لا تعصبين كذا.. يمكن هم رايحين مكان
سحبت يدها بقوة /بتوديني و الا شلون انت؟
لوى يده على كتفها و قال بحب/اوديك و انا ما اشوف الدرب
سمعوا صوت من خلفهم/و انت متى شفت الدرب و هي معك؟
ناظرتها مرام بحزن و نواف قال بهدوء /لا إله إلا الله_ و باس راس امه و هو يقول بحنان/تجين معنا يالغالية ب اودي مرام لاهلها و اوديك بدربي لأم سعود
ام نواف سفهته و كلمت مرام /انتي ما عندتس مذهب؟ ما تقولين اروح اعزي و اقوم بالواجب؟ حتى أهلتس ما احدٍ منهم راح للعزا
مرام بهدوء /عزيناهم و قمنا بالواجب في المصلى
لوت شفايفها بعدم رضا /بدال ما تروحين لاهلتس على غير سنع....
قاطعها نواف /يمه الله يرضى عليك ما تدرين عن شيء انتي.. بتروحين معنا يالله؟
ابتعدت عنهم و هي تقول/بيوديني مناف الله يخليه
التفت لمرام بقهر /زين كذا
رفعت يدها بوجهه/بس.. بس

.......
دخلت عليهم و انفجعت لما شافت أشكالهم.. حست بالغصة و وقفت مكانها.. انتبهت لها رهف و ركضت تضمها/ميييم
مرام بصدمه /وينها؟ ماتت!!
وريف بعبرة/بسم الله عليها وش ذا الفال
صرخت بعصبية/وينها اجل وينها؟؟؟ ليش وجيهكم كذا؟ _ما احد رد عليها و صرخت بقوة اكبر/ما تتكلموووون؟
رهف نقزت من صرختها و قالت ببكاء/فيه دم عند الباب خذوا عينه منه و حللوه _بكت و ما قدرت تكمل
مرام بكت معها و حطت يدها على فمها..
ارتفع صوت ونات ام عمر و وريف ضمتها و بكت معها و هي تقول /تكفين يمه اهدي ان شاء الله انه حي و بخير
مرام هطلت دموعها بزيادة /دم عمور؟
ضمتها رهف و هي ضمتها ببكاء و شهيق
...
دخل عليهن و شاف الجو الكئيب اللي مسوينه و بكاءهن اللي يرتفع و ينخفض.. قال بقهر/الحين وش هو لو البكاء؟ احد مات لكن؟ الشرهة ما هيب عليكن على اللي معلمكن بكل شيء
كلهن ناظرنه بألم و هو كمل بجفاف/لا اشوف وحدة تهل دموع عينها تفهمن؟؟ ابوي مريض لا تمرضنه اكثر.. اذا ودكن يعني تساعدن بشيء قومن صلن و ادعن و الله يجزاكن خير
ناظر مرام مشى لها و باس راسها و هو يقول/شلونتس؟ وين نواف هو اللي جابتس؟
هزت راسها و قالت بغصة /راح للعزاء _ناظرته بعيون مليانه دموع_ الحمد لله على السلامة
رص على كتفها و لا رد و راح طالع للديوانية.. وقفه صوت هشام و هو مرعوب /عاااااامر
التفت و ركض له.. مسكه بقهر /منهبل انت؟ وش بلاك؟
شد على كتفه و قال بوجع/اللي سمعته صدق؟
عامر سفهه و كلم حمود/وش فيك جايبه و هو بذا الحالة
حمود بغيظ/ما طاع يجلس عندك به العن خيره انا ذبحني
عامر بهدوء /روح ارتاح ما به الا الزين ان شاء الله
هشام بغصة/الزين؟ وين الزين و هو مخطوف و دمه عند بابكم؟
عامر بألم يكتمه/"يأت بها الله ان الله لطيف خبير" و كل الله و ارجع ارتاح _كبم حمود/رجعه بالله لا يشوفه ابوي اللي فيه مكفيه
مسكه حمود و هو يشده /سمعت؟ تعال
هشام نزلت دموعه بكثافة/رجيتك رجيتك يا عامر تجيب لي اخباره اول بأول و الا قسم بالله لتشوفني مربع عندكم
عامر ربت على كتفه/ان شاء الله
حمود ضم عامر و هو يقول/هاه حتى ما قدرنا نقول الحمدلله على السلامه
عامر جامله ببسمة مزيفة/الله يسلمك.. كله من اخوك المهبول
كفكف دموعه هشام و اللي. بسرعه نزلت مكانها دموع ثانية و قال بهمس /استودعه الله الذي لا تضيع ودائعه..
رجع للديوانية و دخل بهدوء.. عينه لفت المكان بسرعه.. بدءًا من ابوه اللي عقاله طايح عند رجوله و حالف ما يلبسه لين يرجعهم.. وده يعرف ليش ابوه واثق انهم مخطوفين!!.. ثم عمه عبدالعزيز اللي متلطم بشماغه و عيونه محمرة و هو يشوف اخوه شلون مغبون.. ثم راشد اللي من جاء للبيت العصر و هو يشوفه على ذا الوضعية لاف راسه بيده و يصيح.. ثم ماجد اللي جالس و منزل راسه لاسفل درجة.. من كثر ما هو مطمنه حس انه راح يدخل جوا صدره، يعرف انه جالس يحمل نفسه مسؤولية اللي صار مع انه ما له ذنب..
مشى لين راشد و لكزه برجله و قال بغضب/قم غسل و تعال معي للعزا
راشد بعيون دامعه قال/روح لحالك مانيب رايح
و قبل لا يتكلم عامر نطق ابوه بسخط و تعنيف/قم قبل العن جدك
عبدالعزيز زفر/استغفرالله
و راشد فز بسرعه و هو يناظر عامر بحقد و طلعوا اثنينهم..

.

.
.

.
دبي :

قال بطفش /ما صارت انتي طالعين نفرح نكدتي علينا
صدت بوجهها عنه و هي تقلب جوالها بيدها
عبدالاله /عن جد؟ و اذا ما ردوا عليج شو صار؟ على قولتج فيه عزا
صفا بكت /ما تفهموني انتم خواتي دايم يردون علي.. خاصة رهف دايم عند جوالها
حمد/ليه تبجين؟ و الله لاخذج الرياض إذا تبين بس امسحي هاي الدموع
صفا ابتسمت/صدق حمود؟
بادلها الابتسامه /صدق يا عين حمود
عبدالاله/ياااا منكر الحريم... مب توج اتصيحين
ضحكت بخفة و هي تمسح دموعها
بادي/ياللا عاد لا تنسين تمدحين فينا عند الاحم احم.. ترا هااااا يبناج و وديناج لا تنسين
صفا ضحكت/انت من كثر شفاحتك شكلك ما راح تتزوج بالاخير
ضحكوا كلهم
عبدالاله /جو و الا بر حمود؟
حمد/جو جو طبعا و انا من متى اسافر بر؟_ رن جواله و فتحه بسرعه و هو يقول/مرحبا الساع
و جاه صوت زايد قوي و معاتب /سمعنا تبي تنحاش الرياض بدوني؟
ابعد الجوال عن اذنه و هو يغمض عيونه و يعقد حواجبه من قوة صوته اللي اخترق اذنه و رجعه ع اذنه و هو يقول /توني قررت الحينه.. انت شو دراك معاك يني شو؟
زايد بصراخ /احجز لي تذكرة وياك فاهم
حمد ناظر بادي اللي شق بسمته.. ناظره بقهر و رد يقول/وياي اختي انجلع بس
زايد/شو بآكلها؟
حمد /لا اختي تستحي
زايد بطفش/اختي و اختي ترا غثيتنا بهاي الأخت
حمد بضحك /اقلب ويهك اذا رضت اختييي_قالها بتركيز_ تيي ويانا حجزت لك
زايد بسرعه/راضية راضية.. ياللا بروح ازهب اغراضي باي
حمد دس جواله في جيبه و هو من قفل ركض بادي و هو ركض وراه و هو يقول/تعاااال يالجبان

...

.

.

.
حاسة بدوخة بس مع هذا مكملة طريقها ما عليها.. لازم تطلع من هالمكان بأي طريقة.. بس شلون و هالمكان ماله نهاية و مظلم بعد لحد يخوف.. التفتت خلفها تشوف البيت الأخضر اللي طلعت منه.. إضاءاته صارت بعيدة عنها بس مع هذا ما حصلت نهاية للمزرعه اللي جالسة تمشي.. او تركض او تهرول فيها من وقت.. حطت يدها ع راسها و هي تحس بالدوخة مرة ثانية.. انقطعت أنفاسها.. و رجولها عورتها.. جلست مكانها بيأس و انطلقت تصيح و تبكي و تنادي نداءات متلاشية..

...
كان يناظرها من شباك غرفته الي سواها في الملحق القريب من البيت الأخضر... واتصل على الممرضه يحذرها لاحد يروح وراها.. خلها تدور وتتعب وتيأس.. تعرف ان مالها مخرج وترجع مكانها و..مرت نصف ساعه وساعه.. وهذا هي اخيرا ترجع وهي تجر خطاها المتعبه.. تنهد.. فتنه بشريه تمشي.. الحين بس عرف ليه سعود يحبها!! لها نظرات عيون ولو عاش سعود 100 سنه ماقدر يتخطاها.. صد عنها بسرعه وهويلعن شيطانه.. جلس على سريره وزفر بضيق.. وهي؟! قدرت تتخطاه ولا لا؟؟.. ياترى هو من عاقب اكثر.. سعود و الا هي ! سعود تزوج وعنده بنت وهي ماتزوجت ومستحيل تتزوج هو عارف هالشيء حتى لو طاح في غرامها الف رجال ما تزوجت واحد فيهم.. غير سعود ماتتزوج.. بس سعود عليه حرام ياخذها.. هو له بالمرصاد.. ما حسب لموت نوف حساب ما حسب ان عقله الملعون راح يفكر فيها هي ويركض في الظل خلفها في كل مكان.. وش كان على باله لما كان يتبعها مثل ظلها كل هالسنين؟! انها بتعوض مكان وجدان اللي راحت؟؟ لا لا هو عمره مافكر يحط مكان وجدانه وجدان غيرها.. هو بس.. بطريقه ما.. بشكل ما... بلعنة ما.. لقى نفسه يفكر فيها و يتبعها ويتألم لألمها خذا جواله ودق على النيرس قال بأمر /خذي للانسه طعام العشاء و لتتأكدي من تناولها إياه.. هل هذا واضح كلارا؟
كلارا /نعم سيدي الدكتور
قفل بوجهها و جلس يناظر الجهاز اللي بجنب السرير.. تذكر صراخها الأليم اللي طلع من هذا الجهاز اليوم الصباح و صحاه من غفوته.. أنصت يسمع..
صوت كلارا /مساء الخير
و صمت من جهتها..
كلارا /هل انتي جائعة..؟
صوت اشياء تطيح و تضرب في الأرض و شهقة كلارا/يا إلهي ماذا فعلتي؟
صوت وجدان الساخط اخترق قلبه/أين سيدك اللعين؟ استدعيه لأرى ماذا يريد مني
كلارا بصوت مفجوع/عزيزتي اهدئي اولا....
قاطعتها بغضب/لا تقولي لي اهدئي او ما شابه.. اغربي عن وجهي ليأتي اللعين صاحب الأعين الرمادية
ابتسم برثاء.. صاحب الأعين الرمادية؟؟ نادرًا احد يلاحظ ان عينه رمادية.. هو ضعيف و منهزم الليلة بما فيه الكفاية.. مو مجنون يروح لساحة حرب بهالحالة.. هو بلا شك مهزوم و بشكل يرثى له.. قفل الجهاز يطرد صوتها و بسرعه انسدح يضم نفسه..

.

..
.


.
دخل و هو يفرك يدينه من البرد اللي يحسه ساكن بين ضلوعه.. و ناظر اللي يناظره بحزن و خيبة و علق عينه عليه.. لو ترحمه سهام هالعيون الشبيهة بعيونها؟ لو ترحمه بس! شكثر هو تعبان و محتاج ينتهي الكابوس او تنتهي هالكوابيس.. و الله تعبان
نطق بعبث/السلام عليكم
ناظروه ب استغراب!! كلهم عارفين ان علاقته معدومة مع صاحب الديوانية و ردوا/و عليكم السلام
وقف ابو عمر و قال قبل يجلس سعود قال/ابيك ابو عبدالله بكلمة راس
تنهد و مشى خلفه دخلوا قسم الرجال الداخلي ثم المجلس الرجالي و سكر الباب خلفه من دخل سعود.. جلسوا في ابعد نقطة عن الباب.. و بعد صمت.
ابو عمر بهم /عيد الكلام اللي علمتني به
ناظره بحزن عميق.. هو يا ابوه محمد ما عاد فيه حيل.. و الله هلك من لعنة الحب القديم.. و هلك من تضحياته البائس اللي ما اثمرت في شيء.. هلك من خساراته العظيمة.. خسارة اهل.. و خسارة اب.. وخسارة صاحب.. و خسارة حبيب.. و خسارة اخ؟ حتى نفسه خسرها.. تعب من كثر ما كتم زمان.. و تعب من الحكي الحين.. و مع هذا رجع يقول كل شيء صار معه و يعرفه.. و عم الصمت عند آخر كلمة قالها.. صمت طويل.. مهيب..
بعدها جاء صوت ابو عمر قوي بس مهموم/بكرة تجمع لي الثلاثة اللي يعرفون عن هال****
سعود /ليه؟
ابو عمر وقف/اجمعهم بس.. _و ناظره بتفحص_ كيف الوالد والوالده؟
ناظره بحب.. هالرجال عظيم.. عظيييم.. حتى في عز مصيبته ما نسى وجع أصحابه.. نطق ببساطة /بخير
ابو عمر بعد صمت و هو واقف/و انت كيفك؟؟
سكت.. و كان الصمت أبلغ من الكلام
همس بعتب ابو عمر /لو وثقت فيني بس! ما تعب احد و لا انكسر احد
طمن راسه في ندم جلي و نطق بانكسار /كنت و لا زلت خايف
زفر ابو عمر و قال /نام هنا لا ترجع بيتكم و انت تعبان
هز راسه و ناظر ابوه محمد برجا نظرة صامته.. و الآخر كأنه فهم نظرته ضغط على كتفه و طلع.. و دخل عامر بعده مباشرة و هو يقفل الباب و يقول بصرامة/الحين تقولي وش بينكم؟ وش تعرفونه و ما نعرفه
سعود ينسدح على الكنب و يلوي يده على راسه /جب بنتي
عامر/سعو....
سعود بعصبية/لا تكثر حكي و روح جيب بنتي
ناظره بقهر و راح.. دقايق رجع و معه نوف و حطها في حضن سعود بدفاشة..




سعود /شوي شوي على البزر
تبسم بلوعه و حسرة و هو يتأمل ملامحها.. باس جبينها و همس بلوعه/كان المفروض عندك اخ او اخت اكبر منك َ. بس ابوك أناني.. دمر كل شيء.. _ ضمها لما بكت و نطق بنفس الهمس الملتاع/بس اودعك أصلح كل شيء..خليها تجي بس
عامر بزعل/ابعد عنها لا تخنقها
ابعدها و هو يناظرها تبكي.. نطق و هو يبوس يدها بعشق/آسف.. آسف..
ناظر عامر بهدوء و قال/يا زينك و انت راجع لندن و مكمل دراستك
عامر بغضب/يا جعلها تنقص رجلي ان طبيتها بعد
سعود ناظره بقهر/يعني شلون؟
عامر/يعني ما راح اكمل.. جامعاتنا هنا وش زينها
سعود/زين ما راح اناقشك الحين بس لا تنسحب من الجامعه الحين
عامر /طيب.. بتنام هنا انت؟
سعود/ايه.. جب فراشي
عامر/ابشر.. بس سعود!!
ناظره بصمت؟؟
عامر برجا/بتعلمني وش بينك و بين ابوي؟
صد عنه و هو يلاعب بنته.. و الثاني زفر بقهر..


.

.


.
.
ناظرتها بتحدي و ضمت ذراعيها حول صدرها.. و الأخرى وقفت في مكانها و هي شايله بين يديها صينيه فيها معقم و لصقات جروح و قطن و شاش و لاصق..
كلارا برجا /عزيزتي ارجوك سوف يغضب الدكتور لاحقا ان علم اني لم اقوم بتضميد جراحك
بحده مبحوحه قالت /ليذهب إلى الجحيم..
كلارا بيأس/ارجوك.. انه شخص حاد الطباع
وجدان بعناد/لن تقومي بتضميد جروحي ولن تقتربي مني حتى يأتي ذاك الوغد ليخبرني لم انا هنا.. اللعين لم اصلي صلواتي _ و نطقت من قلب_ يا جعله للمرض الشديد
طلعت كلارا و هي تضرب الأرض برجولها من القهر.. و وجدان جلست على السرير ومجرد ما طلعت كلارا هطلت دموعها و احمر وجهها.. لا تبكين.. لا تخافين.. كوني قوية.. لا تضعفين.. كررت هالكلمات لين تعبت و نامت..

-- اندق الباب كذا مرة و عقدت حواجبها من نور الشمس اللي اخترق قماش الستارة الشيفوني.. داهمتها العبرة لما دارت عيونها في الغرفة و حست بطعم الخوف في فمها.. و الطارق لا زال مستمر.. وقفت بسرعه و حست بدوخة من أثر وقفتها المفاجئة.. نطقت برجفه /مين؟
و جاها صوته /ادخل؟؟
حست بالأرض تتزلزل من تحتها.. تسارعت نبضات قلبها.. مرعب.. مرعب.. عيونه مرعبة.. و هيأته مرعبة.. و صوته مرعب.. استنفرت خلاياها العصبية اللي كانت من البارح تحاول تهديها و طلع صوتها خايف مرعوب/لا تدخل..
كم كم ساعه بس أو كم دقيقة حتى ما تدري! كانت تعاند تبيه يجي.. و لما جاء الحين بتموت من الخوف.. ما تبيه.. ما تبي تسمع صوته و لا توظف وجهه و لا عيونه الرمادية الغريبة.. لو تجلس هنا في هالمكان طول عمرها المهم ما تشوفه.. صرخت برعب و تأكيد لرغبتها/لا تدخل..!
و سمعت صوت خطواته تبتعد عنها.. رجعت تجلس بس على الأرض هالمرة و هي تضم ركبها لحضنها و تحط فكها عليها.. ترتجف خوف يأكل قلبها.. شهقت بما حست بالباب يندق من جديد و ينفتح.. ناظرت بالوجه اللي طل منه.
صرخت بقهر من خوفها /خيييير؟ وش تبين؟
كلارا بانزعاج من تصرفاتها /السيد الدكتور يريد لقاؤك الآن
وجدان بتهكم/الآن؟
كلارا برجا /أعني يريد لقاؤك، أحسب ان هناك ما يود الحديث به معك
بلعت ريقها بخوف/أين هو؟
كلارا/ينتظرك في الحديقة الامامية.. سأقف خارج الباب ريثما تستعدين..
وجدان بسرعه ناظرت ملابسها و كلارا كأنها فهمت عليها و قالت و هي رايحة للدولاب تفتحه و تطلع عبايتها منه /هل تبحثين عن هذه؟
ناظرتها بظرف عينها.. و تحلطمت.. خذتهت منها من غير كلام و لبستها و تلثمت بطرحتها.. سحبت نفس طويل و هي تدي نفسها.. و مجرد ما طلعت من الغرفة وقفت مرعوبة و رجعت بسرعه للغرفة و سكرت الباب بقوة.. ما راح تروح له مستحيل.. ما تعرفه.. ما تثق فيه.. خاطفها.. تجرأ يدخل قصر ابوها رغم الحراس و رغم أهلها.. ما احد يسوي اللي سواه الا واحد قوي.. قوي و ما يخاف.. حطت يدها على قلبها تحاول تهدي نبضاته المتسارعة.. و نزلت دموعها لا إرادياً.. ليه بس هي اللي يصير معها كل اللي جالس يصير؟ ليش بس هي تنخذل و تنكسر.. ابوها خذلها.. و حبها خذلها.. و عمر خذلها. نفسها خذلت نفسها.. محتاجة ترجع وجدان القديمة.. وجدان اللي اكبر همها انها بعيدة عن ابوها.. و ان امها ما تحبها و لا تناظر وجهها.. محتاجة وجدان اللي كانت ضحكاتها تشق عنان السماء دايم.. آآه يا انها مشتاقة تضحك.. تضحك من قلب.. نست شلون تضحك كانت تضحك حتى! ما عاد باقي الا انها تنخطف و هه هذا هي انخطفت..؟ صحيح هي دعت و تمنت كثير انها تختفي.. تتبخر.. بس هي تناضل الحين عشان ترجع لأمان ابوها. ليش؟؟ هالكثر كانت امنياتها كذابه؟ هالكثر كانت دعواتها كذابة! بس هي كانت تبي تختفي و بشدة _ كفكفت دموعها و هي تشوف كلارا توقف قدامها و تقول بحنان/لا تقلقي يا جميلتي.. السيد الدكتور قاسي قليلاً لكنه يملك قلبًا طيباً
لوت شفايفها باستهزاء من بين دموعها.. قلب طيب؟ و قلبه الطيب هذا سمح له شلون يخطفها؟.. عقدت حواجبها و قالت /ما اسمه؟
كلارا بعثرت نظراتها و هي تقول/لا أعلم هيا لا نتأخر..
تعلقت في ذراعها و هي تقول /سوف تذهبين معي إليه؟
كلارا هزت راسها بموافقة.. و هي سحبت نفس طويل ثم قالت بهمس/استودعني الله الذي لا تضيع ودائعه
و بخطوات مهزوزة.. خايفة.. مشت خلف كلارا.. نظراتها تبعثرها في أنحاء البيت بعبث من غير لا تلقط اي تفصيل صغير كان او كبير له.. طلعت مع الباب نفسه اللي طلعت منه البارح لما خططت تهرب.. الهروب الفاشل.. و ناظرت المزرعه اللي على مد بصرها.. و شافته جالس قدامها على كراسي خشبية طويلة و في شكل مستقيم و من غير لا يلتفت قال لكلارا /بإمكانك الانصراف كلارا
هزت راسها في طاعة كما لو انه يشوفها.. و لما كانت بتروح مسكتها وجدان و قالت بحدة/ما راح تروح لمكان!
كتم ابتسامته.. ما يتذكر بالضبط آخر واحد كلمه بالأسلوب هذا كان متى؟ و هو ايش سوا فيه؟ يمكن كسر أسنانه؟ او فقع وجهه؟ او كسر خشمه؟ ما يذكر بالضبط.. بس هي الحين ليش كأنها قالت اطراء و مديح استحق ان يبتسم له!!!
رد بثبات/حسناً تستطيع البقاء لكن لتبقى بعيدة، هواكما أود سؤالك عنه
كتفت يدها و ما تدري وش القوة اللي نزلت عليها فجأة.. قالت بنرفزة/انا ما جيت اسمع أسئلتك.. جيت بآخذ أجوبتك
مد يده مشيراً للكراسي اللي هو جالس عليها.. /استريحي الآن
بس هي وقفت مكانها و لا تحركت خطوة.. و هو قام و ناظر كلارا و قال بأمر /ساعديني
و سحب الكرسي و معه كلارا لين حطه أمام الكرسي الآخر.. و في مسافة بعد معقولة و من غير لا يناظرها قال/كذا تمام؟
مبدئياً ارتاحت لأنه ما حط عيونه عليها و راحت تجلس بصمت و هو جلس قدامها و ناظر كلارا نظرة بمعنى " ابتعدي"
..

.

..

.

همس له /ابوك محمد وش يبي؟
هز كتوفه/مارضى يعلمني..
/اهلك كيفهم بعد فيصل؟
لمعت عينه الحزينه بحزن أعظم /امي صابره.. وابوي مكسور حيل..
سامي برجا /حافظ على نفسك.. عشانهم بس تكفى..
صد عنه و هم يزفر بضيق
انفتح الباب و كلهم وقفوا غصب احتراما لشخصيته المهيبة اللي طلت عليهم و نطق بهدوء /السلام عليكم
/و عليكم السلام
جلس على رأس الطاولة /استريحوا
جلسوا ينتظرونه يتكلم و بعد صمت قليل قال بقوة شخصيته/انتم بس اللي مطلعين على التحقيق
هز راسه هادي و بصوت مضخم قال/اي نعم يا طويل العمر
ابو عمر بازدراء/َ من كم سنة تحريات و تحقيقات ما مسكتوا عليه طرف خيط؟ و لا قدرتوا تثبون انه المتسبب في الحريق؟ و لا قدرتوا تكتشفون مستودعاته اللي ذكرتوها في تقاريركم لساداتكم؟
نكس عينه لطاولة و قال بهدوء/مع الأسف
ابو عمر بحدة /تقفلون القضية.. و تحرقون أوراقها او تبلونها و تشربون مويتها شيء راجع لكم.. المهم القضية تتقفل.. و لا اشوف احد يحط احذ من وراه يراقبه و لا لكم دخل فيه من بعد الان ابدا
اتسعت عيون سامي بذهول من كلامه و الاثنين الآخرين بعد
سامي /بس يا عمي المدراء اللي فوقنا...
ابو عمرمد ظرف بيده لسامي و قال بحزم/المكتوب هذا توصله لأكبر رئيس بيده حبال القضية.. و هو بنفسه بيوجه لكم امر إلغاء التحقيق
ناظر سامي بالظرف عليه طبعة حمراء و هز راسه بطاعه /ابشر..
ابو عمر بهدوء /بالنسبة لعيالي انا سفرتهم لأرض ما فيها انس و لا جان. و سعادة الوزير انا اعرفه شخصيا و أبرأه أمامكم و أمام الله من كل التهم اللي اتهمتوه بها.. تقدرون تتفضلون...
كلهم الثلاثة طلعوا برا و هم مصدومين من الكلام اللي سمعوه.. و هو من تقفل الباب من خلفهم انحنى ظهره و راسه َ. و ما كأنه من شوي الرجال الشامخ المهيب..
سعود ناظره ب استغراب بس كان متأكد ان فيه شيء يدور في راس ابوه و قبل لا يسأله قال هو بحزن شديد/قالت لي راسك ما تطمنه لو هو عشاني _ نطق بغصة _لا و الله ادسه في التراب يا عين ابوها..
سعود بعمق /محشوم راسك.. _ و بتردد قال_ ابوي وش تخطط له؟
من غير ما يناظره قال بحزم/روح لأهلك و لا عاد اشوف وجهك لين يأتي الله بأمره
أساساً كان المفروض يعرف انه صعب يسامحه.. المفروض ما ينصدم لما يسمع منه هالكلام لأن اللي سواه مو قليل.. ابد مو قليل.. و لو عرف انه دخل عليها؟؟ و لو عرف انها كانت حامل؟؟ و الله ما يسامحه لو يذبح نفسه قدامه عشان يسامحه مستحيل يسامحه..
وقف بضيقة صدر و باس راسه و همس /استودعك الله

..


.

.

.
تأففت في نفسها من "العلة" اللي نشب لهم في السفرة و في نفس الفندق و الحين برضه رايح معهم لقصر ابو عمر.. لزقة عنزروت..
وقفوا عند القصر أخيراً.. و قبل لا تنزل سمعت حمد يقولها /صفوي.. لا مليتي سوي لي تلفون
نزلت و هي تقول /طيب..
وقف في وجهها واحد من الحراس و استغربت!!!
الحارس تكلم بلغة ما تفهمها و هي اتسعت عيونها تناظره
نزل حمد و هو الاخر مستغرب و قال/صفا شو فيه؟
صفاء /مدري ذا شكله مو بناوي يدخلني
حمد ب استهزاء /الله اكبر.. لا تقولين كنوز الأرض في قصره و حن مو دارين
صفا ناظرته ع حنب/و الله على حد علمي خواتي يسوون كنوز الأرض اللي تقول عنها.
ضحك حمد و قال للحارس /هل تتكلم الانجليزية؟
الحارس برضه يتكلم بلغة ما فهموها، التفت حمد و أشار لزايد ينزل..
زايد نزل و هو يقول /شو بلاكم؟
صفا تكتفت بقهر و حمد قال /الظاهر ها يتكلم لغة ألمانية.. ما فهمت حجيه
زايد تكلم مع الحارس شوي بعدين التفت لهم و قال باستغراب/يقول ممنوع تدشون داخل؟
صفا بسرعه بكت/صاير شيء.. صاير شيء اكيد صاير
حمد رص على يدها الي مسكها بين يديه /هدي هدي انتي ماعندج حلول ع طول تصيحين!!
دقت على أرقام خواتها كلهم ولا وحده ردت عليها جربت رقم وريف قي يأس بس اخيرا جاها صوتها /هلا صفوي!
صفا بعصبيه/لا لا كان مارديتوا بعد؟ انتم ايش؟ ماعندكم دم؟
وريف/هدي وش فيك معصبه
صفا /انا برا من نصف ساعه وحارسكم الزق يقول ماتدخلين
وريف /طيب طيب انا جايه سلام
صفا فتحت فمها بتقول :معي اخوي وولد عمي بس هي قفلت التفت تناضر حمد الي احمر وجهه من الفشيله من كلامها.. وزايد على وجهه ابتسامه متعه من احراج حمد.. وصلت وهي تعض لسانها وتلعن نفسها.. ومن الفشله ماقدرت تقولهم ارجعوا للسياره. كم دقيقه وانفتح الباب الصغير الي جوا البوابه الكبيره.. بس بنفس السرعه الي انفتح فيها سكر ولف حمد بسرعه وهو يسب صفاء في نفسه والثاني وقف مكانه يناضر الباب الي انفتح من شوي بانت من وراه وريف
صفا بنرفزه/ممكن يالطيب تبعد وراك؟
ناضرها وقال بهدوء/هذي اختك؟؟
صفاء رفست الباب بقوه وسفهته.. و هو حس على نفسه و رجع لحمد اللي ركب السيارة.. دخلت بسرعه و قفلت الباب وراها و ناظرت وريف باستغراب و كانت بتهاوش بس قالت بدلع/كنتي تبكين؟ وش فيك؟ شفيكم؟ احد فيه شيء!!
وريف حضنتها و بكت

.


.
.
.

تسحب نفس ورا نفس لعل و عسى تهدي نفسها و تسكن خوفها..
هي وحدة تحط عينها بعين اللي قدامها بكل قواة عين عطاها الله.. بس قدام هالإنسان الغريب هذا رعب مميت.. فركت اصابعها ببعض اول ما تكلم
بصوته الرجولي العميق قال/لا تخافين انا مني خوف.. انتي هنا بأمان و ما احد راح يأذيك او يلمس شعره فيك.. قولي كل اللي تبين تقولينه و تسألينه بدون تردد _ و نطق بحنان اربكها_انا صديق مو عدو..
كلامه كان ممكن يطمن اي احد فالدنيا الا هي.. هي اللي ياما انخذلت و انخانت ثقتها.. ياما انكسرت و انذبحت.. هي اللي ياما و ياما
رجع يقول/اذا ما عندك أسئلة.. قولي اللي تبين او قلت اللي ابي
بسرعه قالت/ليش انا هنا؟ وش تبي مني
طلع جواله من جيبه و قلب فيه شوي بعدين مده لها و هي رجعت بسرعه للخلف و انكمشت على نفسها.
قال بضحكة حاول يكبتها و هو يهز الجوال قدام عينها/و الله جوال مو قنبلة.. خذي شوفي
رفعت عينها تناظره و...!!! غمضت عينها تحاول تتذكر هالوجه.. وجه مين؟؟ و قال بصدمة و خوف /انت الدكتور ذاك اليوم؟
ابتسم يريحها لما فتحت عينها بس هي خافت اكثر.. و هو قال باصرار /خذي الجوال تعبت يدي و انا امده لك
خذت الجوال بأطراف اصابعها و ناظرت الشاشة..
كان يراقب ردة فعلها.. عينها اتسعت و هي تشوف صورتها واقفة عند باب الفيلا.. و من غير ما يقول لفي بالصور لفت و هي تشوف صورها و صور عمر في السيارة.. ناظرته بقلق و صدمة و خوف /وش تبييي؟؟
أشار براسه و هو يقول /الشنطة الاورنج هذي!! شلون وصلتك؟
رجعت تناظر في الشنطة اللي هي مسكتها و كانت تفتح باب السيارة.. وو؟؟

..
حست بثقل يده اللي تلفها من خصرها.. ريحته اللي علقت في انفها و جسمها و شعرها.. أنفاسه المنتظمة اللي تدل على نومته العميقة اللي غارق فيها.. صدره العاري الملتصق بظهرها العاري.. تسارعت نبضات قلبها و هي تستوعب هي وين؟ في غرفته! في سريره! في حضنه!.. قامت بخفة ما تبيه يصحى.. تحس ما تقدر تحط عينها بعينه.. بس شعرها!!! عالق في مكان ما.. رجعت تنسدح و هي تكتم آهه ألم حست فيه لما انسحب شعرها َ. و التفتت عليه و هي مقفلة عيونها.. ثواني امتدت لدقيقة ثم بشويش فتحتها ََ و شافته نايم ما صحى.. و شعرها؟؟ عالق تحت راسه.. سحبته بهدوء تام و هو ما حس فيها.. غارق في عمق نومته.. لكت ملابسها بسرعه و ركضت لدورة المياة اللي جوا غرفته.. ودها تعرف كم الساعه!! بس مع هذا ما تقدر ترجع للبيت و هي ما خذت شور و غسلت جسمها من ريحته اللي علقت فيها بقوة.. اندق باب الحمام و جاء من خلفه صوته العذب و هو يهمس /حبيبي.. تركت لك بجاما على السرير البسيها.. _و قال عشان يطمنها _انا طالع _ و همس اكثر بعمق _انا احبك
ما تذكر بالضبط كم مرة بلعت ريقها.. و سمعت صوت باب الغرفة يتسكر.. طلت براسها تتأكد انه مو فيه و فعلا كانت الغرفة فاضية..
لافه روبه الكبير مرة عليها.. على جسمها.. و فسخته و هي ترميه على السرير و تلبس بجاما فجر السودا سواد حياتها تماما بعد ذيك الليلة.. و بسرعه سحبت التيشيرت الأصفر معها و هي تشد عليه بين يديها.. تذكرت عبايتها و شنطتها تحت في الصالة.. ما تبي تطلع و تشوفه، تبي تهرب بسرعه سحبت جوالها و جرت بتطلع من الغرفة تاركه فستانها الأسود خلفها.. و قبل لا تطلع تمامًا لفت انتباهها!! شنطة نسائية لونها اورنج.. عقدت حواجبها.. متأكده ما عند فجر هالشنطة لأنها ببساطة تكره هاللون.. و لأنها تستخدم شنطة وحيدة و من تطفش منها ترميها و تشتري غيرها.. بغيرة اعمت قلبها خطتها معها مقررة تحاسبه عليها بعدين و ركضت للصالة تلبس عبايتها و تأخذ شنطتها وقفت في الحوش تناظر في الشنطة و فتحتها بقلق و اول شيء طلع بوجهها نور احمر او نقطة حمراء مشعة.. ما تدري.. تتذكر انها سحبت النور هذا و طلع شيء اسود صغير فيه نقطة حمراء تطلع اللون الأحمر المشع هذا و... الله أكبر الله أكبر الله أكبر..
شهقت بقوة و رمت الشيء هذا بأرض الحوش.. و طلعت بسرعه رايحة لبيت خالها قبل يصحى و ما يلقاها... في وقت لاحق فتشتها بس ما لقت اي غرض نسائي البته . و كل اللي لقته هو فلاش وحيد و برضه لونه اورنج و 3 سيديهات.. قررت ترجعها مكانها بدون ما يلاحظ اذا قدرت.. و اذا ما قدرت راح تعتذر منه.... بس الصدمات اللي توالت عليها نستها أمره تماما..


.


.

.
.

.
انتهى



نافذة أمل likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-19, 01:03 PM   #25

الزمن القديم
 
الصورة الرمزية الزمن القديم

? العضوٌ??? » 444275
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 258
?  نُقآطِيْ » الزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond repute
افتراضي

كل هالصجه واللجه واخرتها الشنطه مع وجدانوه ههههه
وطبعا جهاز التتبع مرمي بحديقه بيت سعود ولهالشي هم يحسبونه عنده ..
يااااالله منك كل شي من تحت راسك
الله يعين سعود على مابلاه ...

نافذة أمل likes this.

الزمن القديم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 07:33 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



١٧..

..


.
.
.

تنهدت.. ماقدرت تسيطر على تنهيدتها لا تطلع.. وقالت ببرود وهي تناظر يدها/ليش تسأل؟!
احتار شلون يجاوب عليها..!! يجاوب أصلا وش يقول؟!
والله انا دسيت الشنطه هذي في سيارة سعود وحطيت معها جي بي إي عشان لما يحددون موقعها يلقونها في بيته؟!
بس بطريقه ما.. الشنطه طلعت معك بينما الجي بي إس قال لنا إنها في بيته!!! _صمت طويل.. بعدين قال بهدوء/الشنطه هذي تخصني.. ومن زمان ادور عليها لأنها مهمه جدا بالنسبه لي.. _وسأل _من متى كانت معك؟!
وجدان /وين تركتها اخر مره؟!
ناظر عيونها يترقب ردة فعلها /في سيارة واحد...
وجدان /ماله اسم؟
يسألها و تسأله!! تنرفز / فيه احد أعطاك إياها؟! لان إذا أحد معطيك الشنطه فهو مانوى لك خير.. الشنطه هذي جهات كثيره تطردها... ولما عرفوا انها معك..... _سكت_
بلعت ريقها من الخوف/بس أنا ماشفت وش فيها! _تحشرج صوتها_شفت اللي فيها بس م شغلتها.. ما أبيها.. مو لي..أخذتها أنا ما احد أعطاني إياها.. ما أحد..
مد يده ياخذ الجوال وقال بدفا/اهدي.. اهدي.. انا أخذتك قبلهم.. أخذتك هنا م أحد يقدر يلاقيك ولا أحد يقدر يمسك..
ضمت وجهها بيديها وانفجرت تبكي وتنادي/يبه.. يبه.. يمه!
أسامه بصوت قوي /قلت لك أنتي بأمان هنا.. وإذا تبين أبوك الشيء هذا بيدك.. عطيني الشنطه وأردك لأهلك..
زادت فالبكاء وهي تتذكر إن عمر ماخذ الشنط.. وهزت راسها بلا.. بكت بيأس.. الغيرة على واحد كلب وخاين بإيش نفعتها؟!! لا أبوك يالحب لا ابوك ي سعود! تبي هي شي واحد تقول ربحت فيه من الحب! مشاعرها وتأذت!
قلبها وانذبح! أحلامها وانكسرت.. كرامتها وانهارت..! والحين حياتها؟! هذا هو الحب الي يقولون عنه!!! آآآه ياضياعها... من يمسكها بيدها ويهديها للدرب المستقيم؟! من بيعدل عوج أحلامها المكسورة؟! من يحيي قلبها ويشعل مشاعرها؟! محتاجه هي بعد سنين التعب راحه..من يهديها الراحة من؟!!
أسامه بصدمه /مع مين؟!!
مسحت دموعها بأصابع يدها/عشان تأذيه؟!
زفر بضيق/الحين أنا أذيتك؟! أنتي هنا في أمان أكثر من أي مكان.
مستحيل تثق فيه.. مستحيل.. هي وثقت.. لا لا هي كل اللي وثقت فيهم أوجعوها.. فزت بسرعه وهي تردد/لو أموت ما قلت لك
.
.
.


طلع من المكتب ثم من المبنى كله وهو للحين مو مستوعب اللي يصير.. أبو عمر وشلون ببساطه يهدم سنين تعبهم؟!!
وليش اصلا؟! بعد عياله المخطوفين المفروض يحرص على أن القضيه ماتتقفل يروح هو يقفلها.. ولا يقدم بلاغ بأختطاف عياله وتصرفاته كلها غريبه!! مرتاح مره وكأنه ما شال همهم؟! هو متأكد نسبيا أنه يكذب مو مسافرين لمكان بس ليش يسوي كل هالاشياء؟! وعشان ايش... دق على سعود الي ثواني معدوده ورد عليه بنبرة كسوله/الو..
/نايم؟!
سعود/وش تبي؟!
سامي /يارجال راسي بينفجر من كثر مافكرت في اللي سواه أبو عمر.
سعود تنهد /مصحيني من النوم عشان تذكرني ب ذنوبي؟
سامي بنرفزه/إلى متى وانت تلوم نفسك هاه! ياخي خاف الله في نفسك
صمت من كلا الطرفين..
سامي /على العموم انا داق عليك أقولك تعال تعشى عندي
سعود /كم الساعه الحين؟
سامي /4العصر بعد ساعه بيأذن المغرب.. قم صحصح وبعد الصلاة تعال
سعود /بجي بعد ما يروحون المعزين بس بشرط
سامي بضحك/الله يقلعك يابو بطين قم قم ان شاءالله بس تكون الوالدة راضيه علي صار لها كم يوم وهي ماتواطني
سعود /ليش وش مسوي لها!
سامي بتوتر/لا تنسى تجيب بنتك معك.. يلا باي
.
.
.
دخل القصر وعلى طول اتجه للديوانية..
عقد حواجبه باستغراب وقال /السلام عليكم..
التفت له ابو عمر وقال/وعليكم السلام.. تأخرت!
دخل مفتاح سيارته في جيبه وقال وهو يحك حاجبه/إيه تواجهت مع رجال _وقف جنبه وقال بقلق/لبيه طلبتني!!
أبو عمر /استريح..
جلس وعيونه على الرجال الآخر اللي بالديوانية.. اول مره يشوفه
ابوعمر بهدوء /اعرفك على عادل
ماجد ناظرهم وجهه الجاد ولا كلف على نفسه يبتسم حتى وقال وهو يرد نظره على خاله /ياهلا والله
ابو عمر يكلم عادل/وهذا ماجد ولد أختي..
هز راسه و هو يقول /والنعم.. تشرفنا.
ماجد بقلق /الشرف لي..
ابو عمر /اذا جاهز ومستعد خلونا نمشي..
عادل /ياطويل العمر انا م عندي شك في كلامك ابد بس أبيك توعدني اهلي في امان وما يلحقهم شي من تحت اللي بسويه.
ابو عمر بقوه/اهلك من اليوم اهلي.. وعهد علي مثل ما احافظ على اهلي لأحافظ عليهم.. بس انت حافظ على روحك ولا تكشف نفسك ولا تنسى!! ماتطلع ولا تتواصل معنا ابد لين تسمع خبر عن عيالي وتعرف وينهم فيه!! أحياء والا_غص بالكلام لثواني وقال بنبرة منخفضة_ميت.
غمض عينه ماجد وهو يحس بدرجة حرارته ترتفع..
/تقول وتطول طال عمرك اجل لا اطول اكثر من كذا.. ارجع قبل لا أحد يلاحظ غيابي
ابو عمر /قبل م ترجع لازم نسوي اللي قلت لك عليه.
عادل بطواعيه/ابد.. تحت امرك.
وقف ابو عمر ووقفوا كلهم معه وماجد رافع حاجب وعلى راسه علامه استفهام كبيره.. ومو فاهم شي ابد!! بس مشى معهم لما مشوا.. طالعين من الديوانيه لساحه القصر الاماميه الي موقف فيها سيارة طويلة مغيمه كليا.. ومجرد ما قرب ابو عمر نزل رجال وفتح الباب له.. ركب ابو عمر ومن خلفه ماجد وعادل وتسكر الباب من خلفهم..
ناظر بالرجال اللي لابس زي اسود بنطلون جلد اسود لامع ستره جلديه سوداء لامعه.. وجلس جنبه ابو عمر وأمامهم جلس عادل.. بينهم طاوله مستطيله تستقر عليها شنطه سوداء.. فتحها الرجال الأسود هذا.. وطلع جهاز غريب بس يشبه المسدس.
ماجد بسرعه همس وهو مرتبك/خالي و..
قاطعه وهو يأشر له أن "اصمت" وفعلا سكت وهو يشوف الرجال اللي وقف بشكل منحني من سقف السياره ومسك ذراع عادل الي كشفها كليا وقال بنبرة ضخمه/بتتألم بس الألم بيكون لدقايق
هز راسه وهو يغمض عينه وخلال ثواني احمر وجهه وهو يقول /آآأه... _ويرص على أسنانه يكتم باقي آهاته..
عقد حواجبه.. حس انه راح ينجن فعلا لو ما عرف اللي جالس يصير..
ابو عمر صافحه وهو يقول/كن متأكد اني معك و زي ما اتفقنا
التفت على على الرجال الغريب وقال بحده _شوف لو فيه احد يراقبكم
لما تطلعون من هنا!!
هز راسه بطاعه/ابشر طال عمرك..
نزل ابو عمر ومن خلفه ماجد الي قلبه يضرب في صدره بقوه.. اكيد خاله متورط مع احد.. والأحد هذولي هم اللي خطفوا وجدان وعمر!
رجعوا للديوانيه وجلسوا بصمت.. ناضر خاله اللي في يومين بس ذبل وجهه.. محني كتفه وراسه للارض عقاله حالف مايحطه على راسه لين يرجعهم!! ياخوفه لو كان الموضوع كبير..
نطق بتردد/خالي بتقولي اللي عندك؟!
جر تنهيده طويله وقال بعمق /عادل دكتور جراحه.. جراح يعني
سكت ينتضر خاله يكمل.. خايف يسأل.. خايف من كلام خاله إذا وجهه اسود هالشكل وش بيكون حكيه..
وكمل ابو عمر /اللي خطف وجدان و عمر وزير.. اسمه سفر عنده أعمال غير قانونيه مثل الاتجار بأعضاء البشر وتهريب المخدرات و الاسلحه وتصنيعها.. من كم سنه فاتحين ملف تحقيق في اعماله ولا احد قدر يمسك عليه شيء.. أغلب الظن ان بعض رؤساء التحقيق متواطئين معه ويغطون على اعماله.. واليوم ارسلت خطاب مختوم باسمي طلبت يتقفل ملف التحقيق ويلتغي كل شي.. و ماقصر العقيد صالح آل.. رحب بطلبي و أمرهم يلغون تحقيقاتهم ويقفلون ملف هالقضيه..
ماجد بصدمه /وليه يقفلونها؟ ليه ياخال؟!
ابو عمر بدهاء /وش فايدة اللي يسوونه دامهم يلعبون على المكشوف؟ كل خطوه يخطونها يوصل خبرها لسفر.. إذا الغوا التحقيقات بشأنه بيشتغل بأريحيه.. لابد يسوي بزله والله لأنكبه على راسه واعلمه شلون يلعب مع عيال محمد الراشد..
ماجد بذهول /و عادل اللي من شوي وش سالفته؟؟
ابو عمر/الرجال هذا حدته الحاجه يشتغل معه.. والحين يشتغل معه بس لحسابي انا..
ماجد/شلون وصلته إذا الشرطة ماقدروا يمسكون عليه شيء ؟
ابو عمر /سعود يعرف عادل
ماجد /وليه ما اشتغلوا مع الشرطه من قبل؟؟
ابو عمر بنرفزه/انت ثور؟ الشرطه بينهم الخاين اللي يشتغل مع سفر..
ماجد/سعود شلون يعرف عادل؟! وانت من قالك على سفر.. هذا ياخال وزير ماهو اي كلام!
ابو عمر زفر بضيق/الله يكنسه.. وانت لا تسأل اسئله مالها داعي.. ابيك تهتم في موضوع عادل دخلنا في جسمه جهاز جي بي اس تحدد موقعه لو اضطرينا نحدده.. ولما يعرف شيء عن عيالي اتفقنا ان هو اللي يجي.. وابيك تهتم في عائلته.. تأمن لهم بيت كريم وتنقلهم له واحذر يكون أحد منتبه لك ويراقبك..وماجد!! نبههم مايتواصلون مع احد يعرفونه.. ولا يعلمون احد بمواقعهم
.. هز راسه ماجد و هو يناظر خاله بوجه متجهم.. ملايين الأسئلة تدور براسه الفاهم المحنك ما قدر يفك شيء من كلام خاله.. كل اللي فهمه ان عمر و وجدان خاطفهم شخصية سياسية تعمل أعمال غير قانونية في الخفا و ان عادل جاسوس عند خاله و ان عليه هو ماجد يهتم في عائلته
ابو عمر /أقدر اعتمد عليك؟ ترا هذي امانه امانه
ماجد برجوله/ازهل ياخال ابد..
ابو عمر مد نظره للجدار بينما هو في الحقيقه كان يناظر اللا شيء .. حزن عميق يقبع ف وجهه.. يستنزف طاقه الصبر عنده. فلذات كبده.. راح يسوي اي شي في سبيل خلاصهم.. لو تطلب هالامر موته..
قاطعه صوت ماجد المتردد/طيب هو ليش خاطفهم؟!
ابو عمر بتعب من الكلام نطق ببساطه /لا تسأل ياماجد لا تسأل
...
..

..
....
..
اخر ايام عزا اخوه.. انتظر اخر معزي يطلع من المجلس ومجرد ما طلع.. طلع وهو يمسك بكف ابوه اللي استأذن من إخوانه عشانه يرتاح.. وصله لين جناحهم.. ومن هناك خذته امه عنه وهي ترحب فيه بصوت ثابت.. صابر محتسب.. ناظر في ظهورهم بمرارة لا تضاهى وهو يتخيل بعد 40سنه.. بدال يد امه الملتفه حول ظهر ابوه.. يد وجدان تلتف حول ظهره هو.. وبدال صوت امه الهادي صوتها هي المبحوح..
نقز في مكانه لما حس بأمه تسأله والله اعلم هذي المره كم اللي عادت فيها السؤال /تبي شي؟!
هز راسه في صمت وجر خطواته خارج الجناح رايح لغرفة ملاك.. دق الباب مرتين وجاه صوتها /ادخل.
دخل وهو يحاول يرسم ابتسامه على وجهه.. اخته اللطيفه البريئه هذي ماتستاهل تعيش ف جو حزين وكئيب قد كذا.. على الاقل هو يعطيها بسمه.. يمكن تبتسمها هي لنفسها بعد مايطلع..
نطق بنبره حنونه /السلام عليكم
ملاك /وعليكم السلام.. تعال شف بنتك تضحك وهي نايمه
ابتسم بوجع وقرب وهو يطل ف وجهها وهمس /متى نايمه؟
ملاك /الدبه من زمان نامت وتركتني.
مال عليها يبوسها.. ثم باس راس اخته وهو يقول /طفشانه ياعمتها؟!
ملاك بضيق /مره.. _وبزعل وعتاب نطقت_. انت تروح لقصر ابوك محمد؟
هز راسه بايجاب صامت..
وهي لوت شفايفها بزعل /بالله لو صادفت الكلبه وجدان قل ملاك زعلانه منك مره..
اسود وجهه عند طاريها اللي يحاول مايذكره.. وقال بحيره /ليه؟
ملاك بعتب/اتصل عليها ماترد.. تخيل حتى ماجت للعزاء ولا اتصلت
حس لو ماجلس راح يطيح من طوله.. وقال بجمود/جهزي شنطة نوف باخذها معي_ وبعد صمت شوي_إذا تبين تجين معنا امشي
ملاك/وين بتروح؟
سعود/سامي.. إذا تبين مي يالله
ملاك /بس ماقلت لامي وابوي
سعود/عادي. امشي بس _خذا نوف اللي تضايقت منه _انتظرك تحت لا تتأخرين

_في الطريق..
ملاك /عادي اشغل شي؟؟
هز راسه بصمت..
وهي خذت اليو اس بي وشبكته ف جوالها وشغلت اغنية.. ميوزك حزين مره.. ثم صوت حزين اكبر وكلمات حزينه اكثر..
ماكفاك؟!ياللي ضاعت أجمل ايامي معاك.. مو معاك يوم نا..
وقطع الجو صوت سعود الغاضب/طفيييييه..
بسرعه طفته بعد ماشهقت مصدومه من نبرته المتحوله..
ارتجف فكه.. ولمح بقاله على يساره وقف عندها بسرعه ونزل وهو يقفل السياره.. متجاهل نظرات ملاك المذهوله..
و بخطوات سريعه تخطى البقاله ووقف وراها وهو يحاول يسيطر على الرعشه اللي سرت بجسمه..
..
خطفت جواله اللي بحضنه من غير استئذان.. وهو ناظرها وهو عاقد حواجبه ورجع يناظر الطريق.. سمع صوتها المبحوح تقول غير آبهه باللي سوته /كم رمزك؟
صغر عيونه بعدم رضا عن تصرفها (الطفولي) وقال بأمر /رجعي الجوال
لعلع صوتها ف السياره /ليه؟ فيه شي خايف اشوفه؟
كتم بسمته وقال يستفزها /يمكن
رفعت راسها بكبرياء وهي ترمي الجوال بقسوه في حضنه وتصد لشباك وقالت ببرود/لاتخاف لأنك ماتهمني
استفزته..هو عارف انه ما يهمها.. بس لا تقولها كذا وكأنه شيء عادي وقف السياره على جنب وقال بقهر/حتى انتي ماته..
قاطعته وهي تناظره بثقه وتحدي /انت تموت في الأرض اللي امشي عليها
صغر عيونه متضايق من نظرتها ونبرتها في نفس الوقت.. ورجع كرسيه للخلف وصار شبه منسدح وغمض عيونه وسفهها.. لكم دقيقه ثم قال بهدوء يشوبه الازدراء/لا تصيرين واثقه مره ثم تنصدمين بعدين..
قربت منه وعلى وجهها ابتسامة لعوب.. اشتد عرق بوجهه وكتم أنفاسه يمنع نفسه يستنشق ريحتها الملعونه اللي بعثرت مشاعره.. حس ب اصابعها الدافيه تلامس جفن عينه تقول ببحه تعذبه /افتح هذي افتحها..
تسارعت نبضات قلبه ومسك اصابعها بيده وضمها لشفاته يبوسها بنعومه ودفا.. وفتح عينه تدريجيا وجاء بعينه وجهها الجميل.. والجميل جدا.. متورده خدودها بس خجلها ما منع بسمة الثقه تند من شفايفها _وهو ضغط على اصابعها وقال ببسمه/حتى لو كانت قردة اللي مكانك بأبوس يدها لأني رجال_ سحبت يدها وهي تختفي البسمه من وجهها.. وضربت فمه بخفه وغضب.. حس بالرضاء وانفجرت ضحكته المتشفيه.. ورجعت تاخذ جواله وهو حرك السياره ويقولها الرمز وشبكته في اليو اس بي وشغلت اغنية.. ومجرد مابداء الفنان يغني غنت معه..
ماكفاك؟ ياللي ضاعت أجمل ايامي معاك؟. مو معاك. يوم نادى والتفت ذا الكون كله مالقاك ماكفاك؟ ياللي ضاعت أجمل ايامي معاك؟ مو معاك يوم نادى والتفت ذا الكون كله ومالقاك.. طفا الاغنيه بسرعه وهي ابتسمت وهي تكمل بصوتها المبحوح
انت وينك؟ ياللي تجبرني لعينك ياللي تجبرني لعينك ذكرى حلوه.. وااه اه منك يا اغلى عشره
ردد بطرب /الله الله..
...نفخ صدره بالهواء وزفر بضيقه تسكن جنبات صدره الحزن تشكل تحت جلده.. ياخوفه يجي اليوم اللي ينفتق فيه جلده ويظهر حزنه للعالم بشكل يستعصي على التصديق..
دخل البقاله وقال بصوت غليظ /محمد فيه سجاير؟
العامل هز راسه واعطاه باكيت.. وهو رمى عليه١٠٠ ريال وقال وهو يفتح الباكيت ويطلع سيجاره استقرت اخيرا بين شفايفه /ولاعه؟
وعطاه ولاعه وطلع راجع لمكانه خلف البقاله..
...
..
..
...
تعبت من كثر مابكت.. ماحد فاضي لها يمسح دموعها ويطبطب على كتوفها.. كل واحد في حزن مع نفسه.. ما لقت وجه لوريف اللي نزلت نقابها على وجهها عشان يدخل عامر..
ودخل وهو يقول /السلام عليكم _وقال ببسمه بعد ماردوا البعض عليه السلام _وانا اقول وش في بيتنا منور طلعت حرم الشيخ عمر فيه؟؟
هطلت دموعها بغزاره وضمت كفوفها لوجهها تكتم بكاءها.. وهو قال بقوه /امسحى دموعتس يالشيخه.. اخواني وراهم رجاجيل_ و دق على صدره_ مايغمض لهم جفن لين يردون بالسلامه
ناظرته روان الأكثر حزن بينهم.. وبكت بعد كلامه وهي تحس بالعزوه اللي فقدوها من مات خالهم..
مرام ببحة بعد البكاء/ماعرفتوا عنهم شي؟
عامر /ارتاحن انتن لا تفكرن في شي.. هم بخير وهذا المهم
باس راس امه اللي فزت بعد كلامه وقال /بسم الله عليتس
ام عمر/احلف انهم بخير.. احلف
عامر باس يدها وقال بحنان /والله بخير والله.. لا تذبحين عمرتس يام عمر.. وين الإيمان بالله وحسن الظن فيه؟! و الا انتي ماتودعينهم الله
ام عمر ببكاء هد حيلها /حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله ونعم الوكيل
عامر /والنعم بالله..
.
.

.
دخل المجلس الداخلي بوجه مهموم حاول كثير يستبدله بوجه بشوش بس فشل.. وقف سامي وهو يقول ببسمه /ياهلا وسهلا .. تور مانور المجلس _وسلم عليه بالخشم.. عقد حواجبه من ريحة الدخان الي فغمت أنفه _وينك تأخرت؟
سعود بهدوء/على ماطلع اخر رجال وراحوا أعمامي جيت..
سامي /استريح.. حياك الله
سعود يجلس /البقاء
سامي يصب القهوه في فنجال ويمده له قال/شلونك؟!
سعود خذا الفنجال/بخير.. وين خالتي؟
سامي /امي مب فيه..
سعود بزعل /وشرطي وش صار عليه؟
سامي /تخيل اجلس امي عشانك!
سعود ببسمه /الا قل طردتك وريحنا
ضحك سامي /لا لا ماتسويها ام طلال
سعود/الله ياخذ عدوك والله اني مشتهي خبزها مير الشكوى لله
سامي ببسمه/ابشر اجل بخبزها كم سعود عندنا؟
سعود تبسم وتو كان بيرد عليه إلا دخلت ام سامي وهي تسلم /السلام عليكم
وقف سعود /وعليكم السلام والرحمه.. حيا الله ام طلال شلونك عساك بخير يالغاليه؟!
ام طلال بحب/ياجعلك دايم بخير.. استريح فديتك..
جلس وهو يقول/فداتس عداتس
سامي صب فنجال قهوه لا مه وهو يقول/تقهوي يامزنه
ام طلال خزته وهي تجلس قدامهم وقالت بزعل /مير صاير أعوذ بالله
ضحكوا سامي وسعود..
سعود ببسمه/وش مسوي لك يام طلال وأبشري بعزك وانا ابو عبود
ام طلال بضيقة صدر/ابي ازوجه شيخة البنات وهو رافض
امتقع وجه سامي وقال بسرعه /يمه نوف داخل؟!
سعود بضحك/انطق لا تغير السالفه
ام طلال/والبنت تعرفها انت اخت المرحومه زوجتك.. وجدان اسمها.. احتس (تكلم) عليه أقنعه.. احد يعيف الجمال والخلق والحسب والنسب؟!
اختفت ضحكته وناظر سامي الي منزل راسه للارض بذهول وغصة.. إنربط لسانه ماقدر يرد على ام طلال اللي كانت تنتظر رده خياله المريض صور له سامي متزوجها.. صديقه؟ وحبيبته!؟ فز بسرعه يركض لدورات المياه واستفرغ كل اللي ف معدته هناك...
وكل ما وقف.. رجع عقله يصورهم مع بعض ويستفرغ من جديد.
__ضرب الباب بقوة وقهر/سعود؟؟؟ سعووود!!
فتح الباب بوجه خايب وغاضب ومسك سامي من ياقة ثوبه ولصقه بالجدار وقال بغصه/وجدان؟! وجدان ياسامي؟!
سامي مسك يدين سعود بقوه وهو يقول/والله اني محرمهن على نفسي...
اللي يشوفك يقول موافق وابيها.. سعود.. سعود!!
هزه بغيظ/ليه ماقلت لي طيب؟! ليه ماعلمتني؟
سامي دفه عنه وصرخ /اركد.. اركد.. وانا لاقي سعود الحقيقي عشان اقوله؟ انت وشفيك؟انت انهبلت!
طق على صدره وقال بغبنه/انا مت مت_ودفه بيد وحدة وراح طالع لسيارته وسامي وقف مكانه وهو عاقد حواجبه بضيق.. هو اسف لأن الليله ماصارت نفس ماخطط لها.. واسف انه زادك هم وضغط.. ياليت لو كان بيده شيء... معجزه مثلاً..يجمعك فيها و تكونون سعيدين للأبد.. هز راسه بيأس.. بس هو ما بيده شيء.
.
.
.
_اليوم التالي ٩مَ
ناظر في الشاشه الموصلة أسلاكها لصدره وانبوب الأكسجين ملتف حول وجهه.. زفر بضيق وهو يناظر وجهه/اصحى ي عمر بالله عليك
ناظر كلارا وقال بحزم /انتبهوا عليه جيداََ.
كلارا/كما تأمر دكتور.
رد على جواله اللي يرن في جيب بزته/مرحبا سارا
سارا برعب/سيدي الصغير لا أعلم ما الذي ألم به..
سمع صوت صراخ ولده وبكاه وقال بسرعه/حسنا انا قادم
وطلع يركض من البيت الأخضر للملحق الي يعيش فيه و اول ما دخل استقبله صوت بكاء رائد.. ناظره بقلق وقال بحده شوي/رائد؟ ليه البكاء الحين؟! فهمني وش تبي؟!
رائد امسك برجول ابوه ورفع راسه وهو يبكي /ابي ماما.
انصدم.. انصفقت ملامح وجهه ومال عليه يضمه ويبوس راسه بشغف ابوي وهو يرد بهمس مجروح/حتى انا ابي ماما
رائد بانكسار/انت قلت ماما مسافره لأنها تعبانه وبتجي بعد سنه.. جينا بعد سنه وينها يا بابا.!
ناظره بغصه وهو يبعده عن حضنه وقال بحنان /هي لسه تعبانه لما تكون اوكي راح تجي.
رائد بعدم تصديق/واذا ما جت؟!
تبسم ابتسامه واسعه/راح نروح لها
لمعت عينه بفرح طفولي/صدق بابا؟ نروح لها؟
هز راسه وهو يقول ببسمه /بس بشرط؟ ماعاد تسوي حركات الأطفال هذي والازعاج.
رائد بسرعه/اسف بابا.. وعد ما أسويها..
مسح دموعه وقال بهدوء/الحين صار وقت النوم_ياللا
وباس خده وراقبه لين دخل غرفة النوم.. تنهد بألم وهو ندمان انه كذب عليه

ولا علمه ان امه ميته وما راح يشوفها لو ايش دق على كلارا ومجرد ما فتحت قال بأمر/احضري الانسه وجدان لمقابلتي خارج المنزل.. ولتلبس رداءاََ ثقيلا فالجو بارد..
وقطع الخط وهو طلع لنفس الجلسه اللي جلس معها امس..
هو لازم يفهمها كل شيء.. لازم.. ضروري تعطيه الشنطه وهو يسلمها للشرطه.. للرجال الوحيد اللي يثق فيه العقيد صالح ال***والا الباقين يعرف انهم خونه ولو طاحت بيديهم الشنطه رجعت لجده.. الشيء الوحيد الي يطمنه انه هو اللي يقدر يفك الشيفرة.. هو فقط..وهذا اللي " باعتقاده" حافظ على حياته طول السنين الي فاتت.. مستحيل يظل يهرب من جده طول الايام الباقيه من حياته _هو عارف انه باختطافه لوجدان وعمر اشعل فتيل الحرب بينه وبين جده.. و هالمرة حرب حرفياََ مستحيل يطلعون كلهم منها رابحين_وهو راح يبذل اكثر مما في وسعه عشان يسقط إمبراطورية جده و اللي يشتغلون معه.. حتى لو كلفه هذا موته.. عقد حواجبه من الرقم اللي أضاء الشاشه ورد بسرعه/علي!؟
على /السلام عليكم..
أسامه /عليكم السلام.. صاير شيء؟!
على /صايرة اشياء.. قفلوا ملف جدك..
اسامه بصدمه/كيف؟! وش تقول انت؟!
على /اقول اللي صاير دكتور..الغوا التحقيقات خلاص..
اسامه /بأمر من مين؟!
علي/محمد الراشد... تخيل انه مارفع شكوى على جدك؟! وكل الي سواه انه برأه من كل التهم الي عليه!
اسامه اتسعت عينه/تمزح معي؟
على /وهو وقت مزح!
اسامه/يعني عارف اني انا اللي اخذتهم؟! اكيد انه حكى مع جدي شيء!
على /لا لا ما أعتقد.. هادي يقول مسفرهم لمكان مافيه انس ولا جان!
اسامه بعد صمت وتفكير/الأكيد انه مخطط لشيء كبير.. محمد الراشد ذيب والذيب مايهرول عبث يا علي!
على /مخطط على ايش مثلا َ؟!
اسامه /مدري.. المهم انت انتبه منه تراه داهيه.. ولا تتواصل معي الا اذا فيه اخبار تستاهل تعلمني عنها.. سلام..
نقز وهو يكتم شهقة رعب في صدره لما سمعها تقول/خايف؟!
التفت عليها وزفر بضيق وقال باستهزاء /مره خايف..
جلست بثقه بظهر مستقيم.. شابكه اصابعها في بعض وعينها تصطدم بعينه.. قالت ببحه/انت ماتدري.. ابوي كلها مسألة وقت ويجيب راسك.
اسامه بهدوء /مشكلتي مو مع ابوك ولا معك...
وجدان بحده/اجل ليه انا هنا؟
اسامه سحب نفس وزفره/انتي عارفه ليه!.. _وقال بحزن _تدرين ابوك حالف ما يلبس عقاله لين يردكم بالسلامه!!
وجدان شهقت بصدمه/يردنا؟!!!!
عض شفته بقهر من نفسه وسكت..
وجدان بغصه/من احنا؟ من بعد يا عسى الله ياخذك!
أسامه تنهد وقال بهم/اجلسي أول شيء...
جلست بسرعه وهي دموعها بدت تنساب
أسامه بهدوء /بقولك قصه.. _وسكت وهو يبتسم برثاء لما ناظرته بحده وحقد.. كمل بنفس الهدوء_وبعدها بأقولك من بعد؟!
سكتت وماردت عليه وهو اعتبره جواب بالرضا.. قال بعد ما نفخ صدره بالهواء/كان فيه واحد تربى عند جده اللي رعاه واهتم فيه لين تخرج من الثانوي دخل الجامعه تخصص الاقتصاد التجاري بس ما أعجبه التخصص ودرسه جده في الخارج على حسابه الطب.. وتعلم الطبابه وصار طبيب..
وتزوج_ناظرها بألم اخترق روحها وسكت شوي _حب زوجته بشكل كبير
ورجع أخيراً لأحضان جده بسمعه جراح ترفع الراس و بزوجه حامل بشهورها الأولى غير مرغوب فيها بس قبلها عشاني و سكن في نفس قصر جده اللي ضمه لما كان طفل وفي يوم من الايام اكتشف ان جده اللي كان بطله العظيم ما هو الا وجه اخر للشيطان..كان يتاجر بأعضاء البشر ويروج المخدرات وينتجها.. ويهرب الاسلحه لداخل البلد اللي عاهده إنه راح يحفظه بدمه وروحه.... وقتها كان عليه يختار جده؟! وإلا وطنه يعني مثل اللي يختار بين قلبه وروحه!.. وقرر انه يبلغ عنه بس ما بلغ شخصيا.. أرسل واحد من أصحابه اللي يشتغلون في مستشفاه يبلغ عنه ومعه أدله و اثباتات.. بس تدرين وش صار.؟!
ناظرته بفضول ونست تماماً اللي كانت جايه عشانه! واللي بكت من شوي لأجله
أسامه كمل بمراره/ذبحوه.. وأتلفوا الادله
شهقت وحطت يدها على فمها بسرعه تكتم شهقتها..
/تخيلي شعوره؟! ماعرف وش يسوي..! او يثق بمين! خاف على نفسه وزوجته وولده اللي مابعد جاء.. قضى أيام بلياليها يقفل على أهله خوف من جده لا يأذيهم! و كبر و كبر معه الخوف. ولدت زوجته بس ماحس بطعم الفرحه.. كان يتخيل جده وهو يجي ويذبح زوجته وولده ويذبحه.. وبعدها قرر قرار خطير.. تدرين وش هو؟!
وجدان بخوف/إيش؟!
/قرر يشتغل مع جده ويتعمق معه.. وفعلاً كسب ثقه جده بالساهل وصار ذراعه اليمين وعرف كل صغيره وكبيره عنه و عن كل السياسيين اللي يشتغلون معه... ثم عطاه جده شنطه.. تبين تعرفين وش فيها؟!
بلعت ريقها وقالت برجفه/إيش؟!
ابتسم بحزن وقال بهم /فيها فلاش.. فيه قائمه بكل العملاء و المهربين والمروجين و الدكاتره الي يشتغلون في هالقذاره.. وفيه حسابات بنكيه لدول مختلفه فيها ملايين الدولارات.. كل هالملايين هي نتاج شغلهم الوسخ طول هالسنين.. وقتها عرف ان هذا الوقت المناسب عشان يضرب ضربته.. بس ما عرف لمين يروح وبمين يثق ؟! بس جرب حظه على كل حال وأرسل نسخه من الاجتماعات الي كان يسجلها للشرطه بس ما تحرك ساكن.... وأرسلها مره ثانيه وثالثه.. ونفس الشيء.. وقتها كان ينتظر جده يجي يقوله! إن فيه أحد يقدم بلاغات ضدهم بس ما جاه.. وبدأ الشك يدب في نفسه... توقع ان جده عرف.. و اللي أثبت توقعاته ان جده توقف عن أخذه معه الاجتماعاته وأبعده نوعاً ما عن شغله.. وأول شيء فكر يسويه عشان يأمن على حياته وعلى حياة عائلته هو إنه يشفر الفلاش اللي خذاه من جده.. وبعد ما شفره صار يتجسس على جده.. مكالماته واجتماعات وعلاقاته.. صار هذا شغله الشاغل.. بينما صار متأكد إن جده عرف إنه خاين.. وعرف إن جده ذابحه لا محاله... و تجسس على اجتماعهم مرة يتفقون مع سفاح العصابه إنه يذبحه بالسعر الفلاني.. _جر نفس عميق_ حاول يكتشف من هالسفاح؟ بس ما قدر يوصل له أو حتى يعرف اسمه! ما احد يعرفه الا الرؤوس الكبار، عندها صار ينتظر موته.. يبوس زوجته وولده ألف مره في اليوم ويقولهم إنه يحبهم و حرمهم من انهم يطلعون من قصر جده أبداً.. لأن جده مستحيل يذبحهم في قصره لو إيش.. ومره زعلت زوجته زعل شديد وأصرت الا تطلع معه.. وفعلا طلعوا سوا.. _وسكت مطولا.....وهو يناظر بالأرض وكأنه يشوف شريط الي صار قدامه..
صحاه من صمته صوتها المبحوح مرتجف/وش صار؟!
ناظرها ثم صد بسرعه وكمل بهدوء /صارلهم حادث..
شهقت وهمست /يالله
تبسم ببؤس وهو يناظرها ثم مرر أصبعه على الوسم اللي من حاجبه اليمين لين خده اليسار وقال بحزن تفجر ف صوته /هو كم خدش وكم وسم بس! وزوجته _بلع ريقه_كانت مو بخير ابد.. بس مع هذا طلعها من المستشفى غصب وهرب معها بعيد عن عيون جده.. بس السفاح ماتركهم.. _لمعت عينه بحقد أسود وقال بغصه_لما عرف ان الحادث ماقتلهم.. بحث عنهم لحد ما حصلهم.. وفي يوم كان هو رايح الصيدليه رجع ولقى زوجته ميته.. وهو خذاه جده وسجنه عنده وعذبه أشد تعذيب عشان يفك الشيفرة اللي حطها على الفلاش بس هو كان رافض.. بعدها اقنع جده انه مو خاين! شلون يخون اللي كان له ابو وجد وظهر وسند وطلعه جده واعتذر منه بس هو اصلا م اقتنع.. وطلعه بس عشان يوصل للفلاش... وهذا الدكتور مارضى يفتحه وقال لجده :اثبت لي انك تثق فيني عشان افتحه!... طلع من سجنه بروح جديدة حاقدة.. ووعد قطعه لنفسه ولذكرى زوجته.. راح يذوق السفاح ما ذاقه هو.. وتدرين؟!
ناظرته وهي مستصيبه من البلاوي اللي سمعتها.. ماكان عندها قدرة بعد ترد عليه..
قال بحزن فضيع /سفاح العصابه ينسى الوجيه اللي قتلها.._اكثر شي يرعبه لما يفكر فيه.. إن اللي ذبح زوجته ناسي انه ذابحها _راح يبحث عنه من نقطة الحادث وبسرعه لقاه.. شكله وواجهتة الاجتماعيه توحي انه انسان عادي.. رجل أعمال شريف.. راقبه كثير.. وتعرف عليه ومع الايام صار صديقه المقرب.. كم كان منافق يتظاهر بالإيمان والإنسانية وهو عنها ابعد.. تدرين وش عمل فيه؟!
وجدان بحواجب معقوده ناظرته بصمت.؟!
سحب نفس وقال /خذا الشنطه وحط فيها كل السيديهات الي سجلها ضد جده ورمى فيها جهاز جي بي إس وحطها في سيارته.. وهو أخذ الشنطه لبيته ولما فقد الشنطه جده جاء يحاسبه.. وقالهم عن الجي بس اس وحدد لهم الموقع.. وخذوه شهور يعذبونه بس الغبي م اعترف والدكتور اقنع جده انه يطلعه وهو راح يتفاهم معه بالحسنى ويأخذ منه الشنطه.. طبعا جده مايثق فيه بس اضطر ينفذ كلامه لانه يبي الشنطه بأي وسيلة...
وجدان بتشفي قالت/احسن يستاهل.. وليه يطلعه كان تركهم يذبحونه!
ابتسم وهو يناظرها.. للحين ما استوعبت ان السفاح هو نفسه سعود.. وكمل وهو يراقبها/والسفاح مارضا يتفاهم مع الدكتور ويعطيه الشنطه.. ولما عرف جده قرر يقرصه قرصه.. تدرين وش عمل؟
وجدان بنبره حاقده/ايش؟
/احرق الفيلا اللي هو عايش فيها.. وماتت وقتها اخته في الحريق..
علقت عينها عليه.. وارمشت كم مره وبسرعه.. بلعت ريقها وهي تحس بجفاف في فمها..
.
.
.
ركضت بسرعه وتعثرت ف الظلمه وقامت وهي تسب بطفش/يلعن امها حياه_وكملت طريقها وهي تركض ودخلت لغرفة النوم الوحيدة بها المنزل وقالت بسرعه/يمه! برا واحد مزيون و..._قطعت كلامها لما اندق الباب بهدوء وقالت _هاه قلت لكم
ردت امها /من الي بيجي الحين؟! ورى ماراح لعمانك؟
هزت كتوفها /وش دراني؟ افتحي الباب عشان نعرف! والله يايمه _وحطت اصبعها تحت عيونها _مزيووون_وسحبت اصبعها لتحت وكررت _مزيوون
ردت اختها بطولة بال/وامداك تشوفينه وتدرين انه مزيون بها الظلام؟!
/مو انا طليت مع شباك المجلس شفته على انوار الشارع.. المهم مزيون
امها بعصبيه/تعالي دفيني وانتي ساكته بس
ضحكت اختها ووقفت تدف امها/انا أدفك يمه.
ودفتها لين وصلتها الباب المصدي من فعل الزمان ونطقت امها بصوتها الرزين /من عند الباب؟!
..

وجاهن صوت رجولي قوي وواثق /السلام عليكم انتي ام عادل؟
ام عادل انذرفت دموعها وقالت بصوت متهدج /اي يمه وصلت.
/شلونتس ي خاله عساتس بخير؟!
إم عادل بعيون دامعه نطقت /نحمدالله.. وين عادل؟
/عادل بخير ويسلم عليكم ووصاني اخذكم لبيتكم الجديد
نقزت من الفرح وصاحت بوناسه/واخيرا َ بنطلع من هاالخرابه!
قرصتها اختها بقوه في فخذها وقالت/اقصري فضحتينا ي حماره.
هجدت وهي تحس بنظرات امها تخترقها تحت جنح الظلام..
ام عادل بعد صمت/عادل عارف ان الوضع مايسمح لنا نطلع لبيت غير في ذا الحي
جاء صوته بعد سكوت/بس ياخاله لو مو عادل يشوف انه ضروري تطلعون ماطلعكم..
ام عادل بضيق/طلعه ما احنا بطالعين وخل عادل يوصل في امه وأخواته بالأول.. _ودمعت عيونها بغزاره وهي تقول _خله يمنعنا من المشاكل عارف عمانه وش بيسوون لو طلعنا،..
/لا تعلمون احد انتم.. لا قريب ولا بعيد.. لا صديق ولا عدو.!
ردت هالمرة اخته وهي تقول بغضب/كفايه علينا كذا.. يسوي بلاويه ويتركنا بالواجهه.. خله يفكنا بس مانبي منه لا وصل ولا فلوسه حتى مو بحاجتها
دقت امها يدها بعصبيه وقالت/قص بلسانك كانك ماتستحين
زفر بطفش/انا م ادري وش بينكم وبينه.. لكن عادل في مكان مايقدر يطلع منه ويجيكم.. وانتم حياتكم في خطر وضروري اطلعكم من هنا قبل شمس بكره ومن غير م احد يدري..
وردت اخته /على اساس عماني مو شايفينك الحين! اقول اطلع بس قبل يذبحونك..
إم عادل ناظرتها بالظلام بغضب وقالت /انطمي ليلوه..
لفت ليلى وجهها بضيق وهمست/ماقلت الا الصدق..
وعند اخر كلمه سمعوا صوت ثاني يقول/وين تبي تاخذهم ان شاء الله من وسط عمانهن؟! ومن انت هاه؟!
وشهقن هن بصدمه وقالت اخت عادل الثانيه وهي ترمق ليلى بنظره مصدومه/اكثر من كذا شؤم ما شفت!
ليلى رصت على أسنانها وقالت بتهديد/حنين!!!!
__برا__
التفت بسرعه على صاحب الصوت.. رجال ضخم.. كرشته قدامه_وشنبه طويل وينحني على فوق عند اطرافه.. ولابس ثوب وسيع وطويل مفتوحه ازاريره وراسه اصلع مع المقدمه والنصف ومع الجوانب شعر طويل.. شكله قبيح ومهايطي هو صحيح قضى مراهقته لين شبابه إلى م قبل ٣ سنوات في الخارج بس يعرف الأشكال المسترجله هذي.. ومن نظره وحده عرف انه م راح يضيع وقته ويحاول يتكلم معه.. قرب منه وعطاه بقس قوي طرحه ارضاََ ومال عليه وقال بهمس/اسف_وضرب راسه بالأرض وخر صريع..
ورجع بسرعه للباب المتهالك وقال بحزم /يا أم عادل حياتكم في خطر.. اذا ماتخافين على نفستس خافي على بناتس، وإذا انتي شاده ظهرتس في عمانهن انتي تشوفين بعينتس الحين ماردعوني.. ولو احد مكاني ناوي لكن شر كان سواه من زمان وما أحد صوبه.
وجاه صوتها الرزين مرتجف وخايف /حلفتك بالله عادل فيه شي!! ولدي وينه!!
تنرفز وقال بحده/ولدتس بخير بس انتن اللي م راح تكونن بخير.. اطلعن اخلصن لا تضيعن وقت!
سمع صوت وحده تقول بعتب/من جدك يمه تحاتين عادل؟! هذا ولدك من يومه يسوي مصايبه وما أحد يأكلها الا احنا..
وصوت ثانيه يترجى /يمه خلينا نطلع من هاالخرابه بس ومن جور هالاعمام اللي يمنون عليك اللقمه الوحده.. وجيه فقر صدق..
إم عادل بعقلانيه /ومدارسكن؟!
ماجد تكلم بسرعه /لاتفكرين في شي.. بنضبط اموركم ولا عليكم قاصر ابد..
ام عادل /اجل انتظرنا يابوي نلم أغراضنا و جايين
ماجد بتوتر فرك يده /بسرعه ياخاله الله يرضا لي عليتس..
ومشى رايح.. جاي يراقب لو احد من اعمامهم انتبه له عرقت راحه يده من كثر ما انتظر.. واخيرا انفتح الباب وطلع من خلفه وحدة طويله وتدف امها على العربيه والثانيه قصيره شوي وتسحب شنطتين.. صد عنهن وراح يفتح شنطة السياره.. وراح ياخذ الشنط يركبهم السيارة وانفجع من شهقة القصيره ذي اللي قالت بصدمه/ضربت خليف؟! _ناظر الرجال الي طايح على الأرض ورجع يناظرها باستغراب!!! _وهي بسرعه سحبت يده وباستها وهي تقول بتشفي /يابرد قلبي برداه.. جعل يمناك ماتمسها النار..
فتح فمه بصدمه وسحب يده بقوه وهو يحس فيها انشلت بعد حركتها.. وشاف الثانيه سحبتها بقوه وقالت له بفشله/سامحنا بنتنا ناقصة عقل المسكينه.
وعطته ظهرها وهي توبخ اختها وتقرصها وتضرب كتفها كتم ضحكته وهو يقول بهمس /الحمدالله والشكر.
.
.

.
رفعت راسها تناظره بعد ما سيطرت على نوبة الضعف الي زارتها من نصف ساعه تقريبا َ.. وناظرته تدور الكذب بعينه.. سعود حقير وخاين وكذاب صح! بس مستحيل يكون سفاح.. قلبها مستحيل يكون حب واحد يسفك الدم بسهوله وينسى.. يا ان هالأسامه قاعد يكذب عليها ويمثل الصدق ببراعه واحترافيه.. او.. او ايش ياوجدان؟! او انه يكذب بعد.. همست بغصه/انت م تعرفه انا اعرفه... سعود _استحت تبكي ورجعت تنزل راسها للارض وهمست_ماتعرفه
أسامه بهدوء/يعني تعرفينه انتي؟
وجدان وهي راسها بالأرض للحين.. قالت ببرود /ليه قلت لي هالقصه يعني؟! وش تبي؟!
اسامه/لاني ابي الشنطه.. جدي تمادى خلاص.. ومسألة وقت عشان يلاقينا هنا.. انا اتفقت مع عقيد هو الوحيد اللي اثق فيه.. لما اخذ الشنطه بأعطيه اياها.
وجدان بجمود /قلت لك الشنطه مو معي...
اسامه هز راسه /ادري قلتي لي.. مع مين اجل؟!
وجدان /مع عمر.. _وناظرته و توترت لما شافت ملامح وجهه!!
اسامه بخيبه/عمر؟! اخوك!
وجدان بقلق/فيه شي؟!
وقف وهو يقول بمراره /تبين تشوفين من بعد معك؟!
وقفت بسرعه وصمت.. ومشت خلفه.. دخل البيت الأخضر ومشى مع مدخل طويل شوي و في آخره باب خشبي أخضر فتحه ودخل وهي وراه
.. لغرفه بارده نوعا ما.. و انصدمت وهي تشوف اللي منسدح على السرير وموصل فيه اسلاك وصوت الجهاز يصدح في الغرفه.. شهقت و ركضت بسرعه تطالعه مدت يدها تمسك يده وعقدت حواجبها من برودتها.. التفتت لأسامة بعيون دامعه و مصدومه وكأنها تسأله بعيونها "وش صار؟!"
وكان واقف عند الباب من جوا واستقام بسرعه لما التفتت له وبلع ريقه يناظرها بصمت قدام نظرات عيونها المتسائله..
وجدان بحده/وش فيه؟!
أسامه بربكه/اا.. بالغلط علي رماه وو.. _بلع ريقه لما توسعت عيونها وكمل_بالغلط.. _بسرعه قال_بس هو بخير الحمد لله بس دخل غيبوبه مؤقته ماراح يطول ان شاء الله يصحى ويعطينا الشنطه قبل جدي يكشف هالمكان..
ردت ببرود وهي تقترب من الباب/ابعد..
أخفى استغرابه وابعد عنها وهو يدخل جوا الغرفه اكثر.. لو احد في مكانها وقف على رأس عمر ليل ونهار.. بس هذي من يتوقع خطواتها؟!
وهي راحت الغرفه وقفلت الباب بجمود وكأنها مسلوبه من كل شي.. مسلوبه من مشاعرها.. مسلوبه من قوتها.. مسلوبه من ضعفها.. وجردت جسدها النحيل من ملابسها.. نزعت الضمادات الملصقه في كل مكان بجسمها بلا اهتمام اذا كانت جراحها شفيت والا باقي.. ودخلت دورة المياه وفتحت دش المويه على البارد.. وبكل تبلد وقفت تحت المويه.. غمضت عينها وهي تشهق من برودة المويه المتجمد بفعل الطقس البارد الجاف.. و تدريجيا َ خفت شهقاتها حاولت تستجمع افكارها.. سبب اللي جالس يصير لها مع عمر هي الشنطه من وين خدتها؟! من غرفة سعود! شلون وصلته؟! دسها اسامه فيه! ليه عشان ينتقم لمقتل زوجته! من قتلها؟! سعود! كيف؟ تسبب لهم بحادث أنشلت فيه زوجته وبعدها لاحقهم لما وصلهم وذبحها ليش اسامه واثق ان سعود هو اللي ذبح زوجته؟ لانه تجسس على العصابة يتفقون مع سفاح العصابه يتسبب لهم بحادث يقتل فيه زوجته! شلون عرفوا ان الشنطه معي؟! كانوا يراقبوني؟! ليه؟ ما احد يعرف عن علاقتي بسعود! شلون عرفوا ان انا وجدان؟!
واسامه ذاك اليوم بالمستشفى؟!!.. طيب الشنطه وين أخذها عمر؟!
اه ي عمر _تذكرت دعوتها عليه وتسارعت أنفاسها وسحبت الروب بسرعه ولبسته سريع وطلعت تلبس من غير ما تجفف شعرها.. ولبست عبايتها وتلثمت رايحه لعمر..
.
.
.
انكمشت على نفسها اكثر لما حست بالباب ينفتح بهدوء وغمضت عيونها في تمثيل للنوم.. داعبت انفها ريحه العطر الرجالي.. وسمعت صوت خطوات اللي دخل وثوبه يحتك برجله و وقف.. ماتدري بالضبط وين وقف.. بس وقف.. ثم يد تمسح على شعرها بحنان ودفا.. وحست بشفايفه تطبع قبلة حانيه على جبينها وهمسه الحنون متجرد من غطاءات القوة والقساوه/استودعتس الله الذي لا تضيع ودائعه..
ثم ابتعد عنها وسكر الباب بعد ما طلع.. نزلت دموعها اللي مسكتها من دخل ونطقت بوجع /متأخر يايبه.. حنانك هذا كان عطيته امي بدال جفاك وقسوتك اللي هدمتها وهدمتنا معها.. متأخر كثير.. _انقلبت على الجهة الثانيه لعل وعسى توقف دموعها اللي اتعبتها.. ياليتها كانت قويه وجريئه
ودخلت لفيصل تودعه.. ياليتها كانت قويه لدرجه تبكيه وتريح قلبها.. منعطف ماحسبت حسابه.. خططت لكل شيء إلا الموت ماخططت له ولا توقعت هو اللي بيوقف بينهم.. ياليته ظل حي.. ياليته تزوج خلود بس ما مات! عادي لو ماتزوجها بس مايموت كذا! مو الحين! مو قبل مايتزوج ويترك خلفه من يشيل اسمه.. مو قبل مايعيش ويستمتع بحياته.. ياليته لو ما مات..
.
.
.

وقف عند الباب بسيارته و هو صامت.. و هي مستغربة بالعادة يبربر لما تطفش منه.. فتحت فمها بتسأله اذا فيه شيء؟ بس تراجعت و فتحت الباب نازله و هو نزل وراها و دخلوا البيت بهدوء.. و نقزت برعب و هي تشهق لما طلع بوجيههم جسم خاطف و تبعه صوت غاضب/لا و الله؟ كان تأخرتوا بعد؟ معلوم ماخذتن البيت فندق.. تجين تنخمدين و من تقومين تذلفين..
زفرت بضيق.. مالها خلق و لا لها خاطر.. همها يكفيها اصلا ما هي في حاجة هم جديد من هالعمة اللي انقلبت عليها في يوم و ليلة
ام نواف تخزها /كأن كلامي مو بعاجبتس؟
سفهتها و طلعت فوق من غير ما تسلم..
ام نواف اتسعت عيونها و قالت بصدمه /شفتها؟ شفتها؟ على وش رافعتن خشمها يا كافي!
نواف بتعب مسح على راسه و قال/تكفين يمه تعبان.. بعدين بعدين
ام نواف بقهر/اكيد بتتعب اذا هي بتجرجرك وراها في كل مكان
ضم يديه بقوة و طلع صوتها و قال بنرفزة/يمممه! يمممه خويي خويي اللي اعده اخوي مات.. و زوجتي ما احد يدري وين اخوانها و الا وش صاير عليهم.. ممكن لو سمحتي تراعين نفسياتنا و تعفينا اليوم من المشاكل
ام نواف بصدمة/الحين صرت انا اللي اجيب المشاكل؟ ها يا ولد بطني؟ هذي تاليتها
بسرعه باس راس امه و قال بحنان/قسم بالله ما اقصد يالغاليه بس يمه انتي ماخذه موقف من مرام بليا داعي
لوت فمها و قالت بغضب/الحرمة اللي تحاول تدخل بين الإخوان و تسبب بينهم مشاكل ما فيها خير.. حط ذا الشيء في رأسك..
ابتسم بتعب /و عشاني حاط ذا الشيء في راسي هي كبرت في عيني.. _قال برحا_يمه رجيتس لا تظلمينها و لا تضغطين عليها ترا اللي فيها مكفيها..
ام نواف بعتب/حسيت فيها بس ما حسيت في اختك؟ و لا حتى اعتذرت منها!
نواف بعصبية ابعد عن امه /و تخسي بعد اعتذر منها.. و لا اشوفها تطلع بوجهي بعد كسرت راسها من الحين اعلمتس..
و قبل ما ترد امه كان هو رايح يصعد الدرج درجتين درجتين و كأن في جن تلحقه..
ام نواف بغيظ/كله من تحت راسها حسبي الله عليها

..

.
.
انتهى



نافذة أمل likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 10:46 AM   #27

الزمن القديم
 
الصورة الرمزية الزمن القديم

? العضوٌ??? » 444275
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 258
?  نُقآطِيْ » الزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond reputeالزمن القديم has a reputation beyond repute
افتراضي

ياذا الشنطه الي قلبت الدنيا فوق تحت
متى يصحى هالعمر ويعلمنا وين الشنطه

شكرا لامارا على النقل ننتظرك 💕

نافذة أمل likes this.

الزمن القديم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-20, 09:07 AM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



١٨..

..

.

.
هزت كتفه /سعود؟ سعود!!
فتح عيونه يناظرها و صد بسرعه و قال بهمس/خلاص صحيت
تنهدت و قالت بهدوء /اسوي لك قهوة
هز راسه بلا و قال بأمر/روحي
ناظرته بحزن و همست قبل تروح/بس ارحم نفسك
رجعت للغرفة و دخلت و هي عاقدة حواجبها
ياسر تبسم لها/وش فيتس؟
وقفت مكانها و قالت بلوعه/ما يبي يناظر وجهي
ابتسم اكثر /مو مهم.. المهم انا اناظره
تبسمت وسط حزنها /ليش جاي هنا؟ ما عرفت!
ياسر /مدري..بس تعرفين اخوتس اذا ضاقت عليه و يزعل من سامي يجي هنا
فجر ناظرته بعتب/تخبي علي؟
ياسر زفر بضيق و ضرب على الكنبة بجنبه /تعالي
جلست مكان ما كان يضرب و ناظرته بصمت
ياسر يرفع حواجبه الاثنين /بس مو تزعجيني و تزعجينه؟
هزت راسها بإيوه
ياسر /يقول ما عاد فيه احد يراقبه
ابتسمت بسعادة /يعني.....
قاطعها بسرعه/قلت لتس لا تزعجيني، لا صار الوقت المناسب ب تشوفينهم
فجر بهم /متى متى؟ و الله تعبت
مسك يدها و ضغط عليها/الله كريم _ و ابتسم و هو يقول _تدرين ابوي و ابوتس وش مخططين له؟ قبل يموت فيصل الله يرحمه
عبست ملامحها و قالت /وش؟
قرص خدها و قال بمرح/خليه يبتسم وجهتس اول
ضربت و قالت /اااي.. تعورني
ترك خدها و هو باقي يبتسم /يبون يزوجون الشيخة لسعود
تفاجأت؟؟ و قالت بصدمة/ليش توني اعرف!
ياسر /هذا انا قلت لتس
فجر/و سعود يدري؟
ياسر/ما اعتقد كلموه بالموضوع للحين
فجر عقدت حواجبها و قالت ببرود/تبي تعرف سعود ليه ما يناظر وجهي؟
ياسر بفضول /ليه
فجر بحزن شديد/لأني اذكره بها _ و ضمت كفوف يدها لوجههت و بكت_
ياسر بعد صمت /الله يرحمها.. بس هذي سنة الحياة
فجر بين بكاها /بس انا ما اقصد زوجته؟
ياسر رفع حاحب/اجل من؟
فجر /اقصد اللي يبيها سعود _و بحدة متألمة كملت_و اللي لو تذبحونه الحين ما لد (ناظر) في غيرها.
ياسر باستغراب /و ليه تزوج بنت محمد الراشد اذا هو يحبها لدرجة ما يلد في غيرها؟
فجر هزت راسها بحزن/انت مو بفاهم شيء
ياسر بإصرار/فهميني!

~~ خارج الغرفة.
صلى صلاة الفجر اللي فاتته.. و جلس على سجادته يتابع نقوشها و رسوماتها.. منطفي؟ و مظلمه روحه.. حتى بعد ما رمى حموله على ابوه محمد ما قدر يرتاح لو شوي.. ابوه ما ريحه.. الكل يلومه.. حتى هو يلوم نفسه.. و لكن هو حاول! حتى اليوم حاول! حاول بكل عزمه. بس هم ما يفهمون وش معنى انه يحاول من غير ما ينجح بشيء.. انها تذهب كل محاولاته سدى و دون جدوى! و بعد كل محاولاته البائسة يطلبون منه يتنحى و يبعد عنهم.. يتركهم يقررون و يشتغلون على ما يشتهون! هم يرتاحون و هو لا؟؟ هم ما يفهمون!! هو في أصعب حالاته و أشدها يأسًا كان يحاول و بشدة يكون حولها.. في الهالة اللي تحيط حولها.. و على الرغم من وجود أنثى تحرم وجودها الا انه كان يقنع نفسه، ربما في مكان ما.. في زمان ما.. و تحت ظل ظرف ما.. يجتمع معها تحت سقف واحد و فوق أرض وحدة.. و تبتسم له ابتسامتها المتكبرة ذيك.. لا تحبه! عادي هو راح يحبها بس.. يكفيه تكون معه و تنسى.. تنسى أهم شيء..... واحد عنده عزمه و حبها حبًّا عارمًا فاق حجمه حجم السماء! واحد مثله شلون كانوا يتوقعون منه يستسلم و يراقبهم يخطبون محبوبته لفلان صديقه.. و يتحدونه انهم راح يعطونها لفلان ولد عمها المتكبر.. هو يتحداهم، اذا ما خذاها الموت ما ياخذها غيره.. واحد من الذكرين الاثنين هم اللي راح ياخذونها و كل ذكر غيرهم هي عليه حرام.
رفع صوته ينادي اخته/فجر؟ فجر؟
ثواني و صوتها خلفه/لبيه
كتم تنهيدته و قال و هو ينزل راسه للأرض /ابي مصحف
فجر/ابشر

.. و قبل لا ينسى!! هو آسف كثير يا فجر.


..
.

.
.
فتحت عيونها بقلق من الازعاج اللي تسمعه، ناظرت المكان حولها باستغراب!! بيتهم كان عبارة عن غرفة نوم وحيدة و دورة مياه وحيدة و مجلس وحيد و مطبخ وحيد و صالة وحيدة. َ بسقف طامن و فرش مهترئ اكل الدهر عليه و شرب.. بس الغرفه اللي هي فيها الحين.. ملكية و فخمة! و اثاثها باذخ بشكل يعور القلب و.. اختها هذي المزعجة!! لازم تتفاهم معها عشان ترجع تنام كويس. امس ما نامت من كثر ما فكرت عادل وش مسوي عشان تصير حياتهم بخطر؟ و هل هو بخير او لا!! و تفكر في أمامها لما يكتشفون غيابهم وش بيسوون؟ الضعيف هذا اللي يحاول ينقذهم بيروح فيها.. اعمامها اكيد بيذبحونه و بيذبحونهن معه.. طلعت من غرفتها و هي تحس ان فرحتها تبددت تحت ضوء أفكارها اللي لمعت براسها.. و شافت اختها متوسطة الصالة و قدامها ما لذ و طاب من الاكل و فاتحة التلفزيون على فيلم في قناة ما و الصوت لأعلى درجة.. و يمينها و يسارها شغالتين فلبينيات و كل وحدة تسوي لها مساج.. احتقن وجهها من الغضب و صرخت فيها /وش قاعدة تسوين يا زفت؟
ناظرتها من فوق لتحت و قالت بلامبالاة/قاعدة استمتع بالنعيم
ليلى بقهر أشارت على طبق أرز/هذا ايش يسوي؟ من يأكل رز الساعه ٨؟؟ _نطقت بتعجب _رز!!!
حنين دفت الفلبينيات اللي يدلكن و قالت بطفش /خلاص روحن _التفتت على اختها و قالت_انتي هي! يا هادم اللذات مو عاجبك انقلعي لا تتفرجين
ليلى خذت الريموت و كتمت الصوت و قالت بتهديد/هذا لا اسمعه!
حنين بسخرية/هذا اسمه تلفزيون ما تعودتي عليه ما ألومك
فتحت فمها بتتكلم بس وقفها صوت الجرس اللي رن في البيت.. نقزت حنين بطفاقة و هي تقول بتمثيل للهيام/ااه يا قلبي هذا المزيون
ليلى بهمس مهدد و متوعد/بنت! لا تفتحين خلنا نصحي امي
حنين و هي تركض /اوه انتي ما تدرين! اصلا امي تنتظره
ليلى بقهر/تغطي يا حمارة
حنين وقفت و التفتت لها و هي تتخصر/نعم نعم؟ اتغطى في بيتي؟ و الله توني صغيرة لا احد يظلمني بهالعباية بس
ليلى و هي رايحة تدخل غرفتها قالت بوعيد/علمك عند عادل
سفهتها حنين و راحت تفتح الباب ببسمة واسعه و عقدت حواجبها اول ما طلع بوجهها رجل كبير في السن و من خلفه المزيون على قولتها.. ناظرت الرجال الكبير المتأنق بتفحص و إعجاب ما خفى عليهم.
ماجد بطفش/مطولة؟
ناظرته ب استفهام ثم بسرعه انتبهت و قالت /تفضلوا امي في المجلس
و خذتهم للمجلس حيث امها تستقر على كرسيها المتحرك متغطية بالسواد من راسها لأخمص قدميها.. و بسرعه ناظرها ماجد يعني "اطلعي.. وش تبين؟" بس هي وقفت مكانها بقميصها الوردي الطويل
ام عادل بنبرة لاذعه نهرتها /روحي عند اختك و تغطي يامال اللي مانيب قايلة
امتقع وجهها من الفشلة و طلعت رايحة ل ليلى.. و ماجد سكر الباب من خلفها و جلس جنب خاله..


..

.
.
.

.
فتح الباب بعد مادقه ٣مرات وطل بعينه.. شافها جالسه بجنبه وحاضنه يده اليسار يبديها الثنتين.. تقلبها وتبوسها. وقف مكانه يراقبها.. كم سنه ركض وراها؟! سنه؟! سنتين؟! ونصف طيب كم مره شاف هالنظره بعينها..ولا مره كم واحد ناظرته بالحنان هذا؟! ماحد.. حس بجو الغرفه دافي.. مو من الطقس..لا من نضرة عيونها اللي غرقت عمر فيها.. انت تغرق يا أسامة عيب تغرق اصحى تغرق.. بسرعه دق الباب بقوه نقزت من الخرعه بمكانها وكل نظره حلوه بعينها انقشعت مثل ماتنقشع سحابة صيف.. وتكشفت عينها عن نظرات تنم عن خوف تحت غلاف بارد دخل بهدوء ونطق بصوت حاول يكون مريح /صباح الخير
ولاردت عليه.. ورجعت تناظر عمر بنظرات جامده..
اسامه /روحي لغرفتك ارتاحي.. انا برسل كلارا عليك تضمدك ضمادات جديده
ببرود ردت /مابي...
وقف عند عمر وفي يده مناديل مد يده لصدر عمر العاري وهي بسرعه مسكت يده وقالت بعصبيه وفجعه/خيير؟!
عرق مجنون في خده نبض بعنف من لمسة يدها.. وناظرها بفاه مفتوح وجاف من الصدمه.. لكن هو عرف نفسه دايم الرجال المتحكم.. كل شعور عصف فيه بذيك اللحظة سفحه تحت بروده المصطنع وابعد يدها عن يده وهز المناديل بوجهها وهو يقول/والله منديل.. ومسح العرق عن صدر عمر ورقبته ووجهه وقال بنبره غريبه _خلي كلارا تقوم بشغلها ولا خدرناك وضمدنا جروحك
وجدان بصوت مرتجف وخايف /طبعا.. انت بتسوي اللي تبي _تحشرج صوتها فيما اكملت _لو تبي تحرقني بتحرقني بقلب بارد.
اصطلب جسمه وهو مصدوم وقال بسرعه/نفسي من دون نفسك
و تفاجأ.. تفاجأ باندفاعه ولعن نفسه وهو يشوف كلامه م أثر فيها ولا زادها الا كره وازدراء
طفرت عيونها بالدموع وقالت بهمس/هذا مايلغي حقيقة انك احرقت انسانه حيه
ضم شفايفه ورد بوجه اسود/ماحرقتها انا جدي هو اللي امرهم. يشهد الله مادريت_تنهد _انا بغيته يذوق ما ذوقني بس انا اخاف الله مستحيل توصل فيني اوسخ يدي بدم احد
صرخت بوجهه بغضب السنين /سعود تربية ابوي.. وهو يخاف الله أكثر منك مستحيل يكون سفاح جدك المريض
افتر ثغره عن بسمه هازئه.. استفزه مدحها فيه ونفث الكلام كما لو انه ينفث سم /وطبعا تربية ابوك خلته يخونك..
بهتت ملامح وجهها.. وبعد ماكان احمر من شدة احتقانه بالغضب أصبح رمادي شاحب.. كان الأمر يشبه ان مايسمى حياه تنتزع انتزاع لحظي ومباغت في اقل من ثانيه.. ولا قدرت تتساءل هو شلون عرف او ليه عرف!كل اللي حست فيه ان الهواء انعدم وماعاد يوصل لصدرها ورئتيها وكانت ماسكه بيدها سياج السرير بس فجأه ماصارت تحس فيه.. هي عارفه التالي.. عارفه وش بيصير.. الموقف هذا صارلها من قبل.. ومضات.. فجر تسلم عليها بسرعه وربكه قدام باب بيتهم وتعطيها ورقه وتهمس /افتحيها انتي لحالك ومقفله عليك..
_هي في دورة المياه تفتح الورقه بحماس فظيع وهي تتخيل اعتذار خطي.. نفسها ينقطع لما استوعبت انها ورقه طلاق.. لا احساسها بالورقه.. ضبابية الرؤيه في عينها.. شعور الغثيان وكأن طفلها يحتج معها..
_هي تفتح عيونها.. تسمع دق الباب وندءات خايفه باسمها.. ريحة القئ تحت خدها ورقبتها.. منظر سقف الحمام المتصدع.. ردها الميت على أخواتها (هاه)..
_هي توقع على الورقه بجمود غريب ودمعه وحيده تتمرد وتسفح نفسها على الأوراق..
_اعتمت الرؤيه عندها وسمعت صوته يصرخ ومرعوب /وجدااااااان..
...
...
..
..
...
ضرب الباب بقوه وهو يرغي ويزبد والتفت على اللي واقف مفقوع وجهه بين اعمامه وعيال اعمامه؛ شبت النار بصدره وركض له بقوه ولما وقف عنده ضرب صدره برأس الرشاش وهو يسبه.. والآخر يون بألم.. مسكوا الاعمام الثاير هذا وهم يحاولون فيه يهدأ
صرخ بصوت غليظ من القهر /كنت جاي بيتهن وش تسوي يالملعون؟ كم مره قلت لك لا تعرضه
ليجيب الاخر بجوف غلفه العناد/وانت وش دخلك؟!
رفع الرشاش بيضربه بس مسكوه إخوانه وعمانه.. تسارعت أنفاسه وصدره صار يرتفع ويهبط بصوره مخيفه.. حس بضغطه يد على يده وبعدها صوته/تعوذ من الشيطان يا متعب
رص على أسنانه وهو يضم شفايفه تحت شاربه الثخين ولحيته وكأنه يحاول يحتفظ بغضبه مايتبدد. وناظر في صاحب الوجه المفقوع باحتقار وقال بتهديد مبطن/فكوني ماعلى خليف خوف_ و رص على الكلمة_الحين
بلع ريقه خليف لكن رفع راسه في تمثيل رديء للقوة
و متعب نفض يده من الأيادي اللي ماسكته و راح متجه لسيارته..
جاه صوت ابوه من خلفه/وين بتروح؟
متعب سفهه و شخط بسيارته و هو راكز رشاشه بجنبه و كل شوي يسب خليف و يتوعد بنات عمه و اللي خذاهن..
نفخ/و لعنه _ لما دق جواله.. خذاه و تنرفز و هو يشوف رقم زوجته و رد بفظاظة /خير وش عندتس
بس جاه صوت ولده بدال صوتها/يبه
متعب بحدة/و حطبه.. عط امك الجوال
صوت ولده هامس /امي تقول لا تعلم ابوك ذبحتك
متعب عقد حواجبه باستغراب/تعلمي ب وش؟
اتصال ثاني.. ناظر الشاشة يتراقص اسم صديقه قال بسرعه و بدون اهمية/خلاص اطلق و لا تعلمني..
و قطع الخط بوجهه و رد على صديقه..

..

.
.
..

ناظرها بصدمة حس ان لسانه ضيع التعليق المناسب مو مصدق ان ولد عمه صار معه كل اللي صار!!
فجر تناظره بحده /لا تحدونه على أقصاه ياسر.. يا ناس اتركوه في حاله لا تتدخلون فيه
ياسر بهدوء/بعد كل هذا و الله ما ازوجه الشيخة لو وش يصير
فجر /من متى و هو يبيها عشان ما تزوجه لها؟
ياسر ناظرها بحدة
فجر كملت بنرفزة/ خلها تشوف حياتها و طريقها، لا تعلق قلبها في رجال ما درى عنها
ياسر بقهر/احشميني اذا ما راح تحشمينها!
فجر تنهدت /ترا هي بنت عمي و احبها بس هي بعزوفها عن الرجاجيل بتخلي ابوي يجبر سعود عليها.. كفايه اللي شافه في حياته خلوه يتهنى يا ناس
ياسر وقف و هو معصب /اصلا بعد كل اللي قلتيه و لو يجيني سعود يترجاني يبيها ما شم ريحتها.. و الله انها عليه حرام ما دام راسي يشم الهواء
فجر ناظرته بلامبالاة و صدت، هي ما قالت شيء.. ما كذبت.. هذي الحقيقة بس الحقيقة دايم تجرح.. ياسر بنفسه يعرف ان سعود ما يبيها بس مع هذا كان يتجاهل هالحقيقة ليش؟ ما راح يسعدها وهو مثل الشبح . ما راح يعطيها شيء ما عنده شيء لها اصلا..
..


.
.

.

كفكفت دموعها بباطن يدها و قلبها يتقطع خوف على ولدها و بناتها.. لامت نفسها و هي طول كل هالسنين كانت تعاتبه و تاكل قلبه بكلامها القاسي دايم! اخر شيء يطلع ولدها ضابط استخبارات بس ما يقدر يقولها.. ااه كم قست عليه؟ كم مرة سمعت بناتها يدعون عليه من قهرهم و لا سكتتهن و لا وقفتهن عند حدهن..
نطقت بحزن عارم/و عادل؟
عادل اللي اسهد عينها و قض مضجعها.. و عادل اللي ياما عانى من ظلم و اجحاف من القريب و البعيد.. و عادل الرجال الرقيق الحنون وش بيصير له يابو عمر؟
رد ماجد اللي حس بتعب خاله من الحكي /عادل ما عليه خلاف لا تشيلين همه.. و مثل ما وعدك خالي هذي اخر مهمه له و بعدها راح يمتهن الطب ان شاء الله
وقف ابو عمر و وقف معه ماجد..
و حاولت ام عادل ترفع صوتها تنبه بناتها بس غص حلقها ب العبرة و ما قدرت.
ماجد بصوت عالي /درب.. درب يا ولللد
و بعدها طلع مع خاله اللي يمشي مطأطئ الرأس.. و ركبوا السياره في صمت..
بعد فترة تكلم ماجد /كان ضروري تكذب عليها؟
ابو عمر /خله يرتاح راسها و لا تجلس تفكر وش مسوي عادل
ماجد/بس بتجلس تفكر الحين لو صار له شيء؟
ابو عمر بهم أضنى قلبه /كلنا نفكر.. ما فينا احد ما يحاتي
ماجد بمرح حاول يغير الموضوع/ما شفت بنتها؟ شكلك معجبها
و تبسم ابتسامة تنم عن البرود ليس إلا.. و صد ماجد بوجهه عنه يناظر الطريق المؤدي لشركة خاله.. بأي أرض انتم؟ خالي وش مخفي عني؟ مو من عادته يخبي علي شيء.. ليه الحين يتكتم كثير و كأنه خايف مني؟ حتى لو هو سفر ال.. اللي خاطفهم زي ما يقول مو منطقي انه ما يقدم شكوى ضده! يعني خاله مو قليل نفوذ و لا هو برجال عادي.. و مر بخياله نظرات عيونها الباردة الساخطة دايما و اللي ترهق النفس.. كانت غير عادية.. كل شيء فيها يشهد انها غير عاديه.. يتمنى لو يلقى منها نسخة مطابقة تمامًا بس نسخة تحبه.. وين يلقى؟ من غيرها راح تقدر تخليه يشوف مساوئها بعينه محاسن؟ و من غيرها راح تخليه يركض خلفها من لندن للرياض و يطلبها و هو يغض النظر عن مسألة الكرامة!! لو ما رجعت راح يموت.. غصب ترجع و غصب يتزوجها.. هي له.. أصلا خاله عطاه اياها من كان أبو 10 سنين.. واجب عليه ياخذها.. مستحيل يتركها لسعود.. _اقشعر جسمه و هو يلعن تفكيره.. ليه يقول مستحيل يتركها لسعود؟ و من يكون سعود؟ أرمل اختها... يعني ليه ب ياخذها!! يخسي.._ تنهد من تفكيره اللي ينجرف لها غصب و احمر وجهه و هو يسمع خاله يسأله /وش فيك؟


.

.
٠

.
حاولت تدف راسه عن فخذها بس هو ثبته و هو يرص عليه
نطقت بألم /اااي
تبسم و قال بصوته الخشن /ليه ما عاد تطلعين من الجناح؟
لوت فمها/يعني ما تعرف؟
ناظرها /لا ليه؟
سكتت و هي تشيح بوجهها عن نظراته الهايمة
جلس بجنبها و هو يمسك يدها و يحضنها بيده/حبي...
قاطعته بصدمه و هي تنافخ/ماني بحبك! _ و سحبت يدها
تبسم بسماحة و قال/انزين مع ذلك انا حكيت مع امي خلاص ما راح تضايقك
ناظرته بهدوء و صغرت عيونها و هي تقول/في الأساس هذا مو موضوعنا
صغر عيونه يقلدها/اجل وش موضوعنا
مرام/انت قلي وش فيك تسرح كثير ذا اليومين؟
ناظرها بصمت و هي رفعت حواجبها تسأله "ايش"
نواف تبسم بمتعه/و تقولين ما تحبيني؟
ناظرته بطرف عينها و صدت و هي تقول/بتقولي و الا لا
نواف/لا
مرام ببسمة /ترا بترتاح لما تقولي
نواف تنهد /توعديني ما احد غيرنا يعرف؟
ناظرته بحماس /اوعدك
نواف بحسرة/ترا مو بكل الأسرار حلوه
هزت راسها و هي تقول بسرعه/ادري بس ياللا قولي

..

.
.


.
اخترق الاسم عمق قلبه.. و كأنه كان ميت بس الاسم اللي انقال و بكمية الرعب المخفية و الصوت المدري بعثه للحياة.. صال بنظره المرعوب في الغرفة.. و حاول يقوم بس حس بعضلاته متراخيه.. خفض بصره لأدنى درجة يحاول يشوف اللي عنده بس كل اللي شافه ظهر رجال.. هو اكيد نفسه اللي صرخ بالاسم.. بس من؟ و من وجدان؟ و انا من و وين؟.. ألم فظيع يحسه براسه و نطق لسانه بثقل /ااه اهه

___ التفت بصدمة لصاحب الصوت و الاهات و شافه يغمض عيونه بقوة و يتأوه.. توقف عن محاولة انه يصحيها و يرجعها لوعيها و حملها بين يديه و طلع من الملعب و هو يركض و ينادي /كلاااراااا.. كلارا
طلعت كلارا من غرفتها مفجوعه و انصدمت بالمنظر و راحت تركض خلفه لغرفة وجدان اللي سدحها على السرير و أمر كلارا /لقد أغمى عليها.. اهتمي بها جيدا
و طلع بسرعه رايك لعمر اللي يئن من الألم اللي فجر راسه.. مسك كتفه و همس له/عمر.. عمر. اهدأ.. اهدأ.. انت بخير
ناظر وجهه و هو باقي يتأوه و قال بثقل و ألم /را.. راا.. راسي.
هز راسه أسامة بموافقة/عادي لا تخاف هذا طبيعي.. المفروض تكون عارف لأنك قريب بتصير جراح
غمض عينه بقوة و هو يصرخ بآهات متألمة
ارتبك أسامة و بسرعه راح ياخذ مهدي و هو يرتجف بس ما قدر يعطيه من رجفته.. غمض عيونه يهدي نفسه.. اهدأ أسامة.. انت مسيطر دايم.. انت تتحكم في نفسك إهدأ... و على أثر هالكلام وقفت رجفته و عطا عمر المهدي.. و راقبه ينام و هو محتار يفرح لأنه صحى و الا يحزن عليها هي.. هي اللي ما يدري لأي مدى وصلت منزلتها.. بس يدري انه جرحها و بقوة.. عض شفايفه بندم.. الحين وش بيكون موقفها منه؟ اكيد بتكرهه.. يعني على اساس انها تحبه الحين؟ لا بس بتكرهه اكثر.. و هو شعليه طيب حبته..
و الا كرهته.. المهم ياخذ الشنطة و خلاص.


.

.

..
.
ناظر في عيون ابوه وقال برجا /يبه تكفى لا تجبرني.. انا مانيب رايح مكان وانتم بذا الحاله..
سكت ابوه ونزل عيونه للأرض.. بينما قال ماجد /الأسبوع هذا اول اسبوع مدارس.. بيداومون البنات؟!
عامر بسرعه/طبعا لا.. لي...
ابو عمر قاطعه بصرامه/الابيداومون.. رهف في الجامعه وصفا كلمت أهلها وشرحت لهم الوضع وطلبتها تجلس عندي.. هم ماوافقوا خايفين عليها بس سكتوا عشاني.. _ناظر ماجد_جهز لهن سيارة توديهن وتطلعه كل يوم وسياره ثاني ثاني تكون معهم بودي قارد وين ماراحوا..
ماجد /ابشر..
عامر /يبه شرايك توظف روان فالشركه؟ معها بكالوريوس اداره اعمال و متخرجه بامتياز..
هز راسه ب موافقه أبوه
عامر ناظر جواله الي اهتز ورفعه بوجه ابوه ببسمه وهو يقول/الطيب عند ذكره..
بس ابوه ماابتسم ينكص راسه بهم كاتم على قلبه..
عامر يكلم بالجوال/هلا والله... ايه.. ايه.... لا بروح لحالي.. مع السلامه...
ووقف وسأله ماجد /وين؟
عامر/يبون نوفتي...
ماجد/طيب ماشفت راشد؟!ماعاد ينشاف
عامر سكت شوي/في غرفته..
وطلع لسيارته رايح لقصر ابو سعود القريب منهم... اتصل على سعود كم رنه وجاه صوته/نعم..
عامر عقد حواجبه من نبرته و كلمته /ينعم عليك.. شحالك
سعود/بخير الحمد لله
عامر حس انه ما له خلق يتكلم فسأله على طول/انا فالطريق جايكم.. ابي اخذ نوف يمديني؟
سعود/بقولهم ينزلونها
عامر /طيب مع السلامه
دخل بسيارته للساحة و جلس ينتظر نوف..

.

.
.

.

قفلت الجوال و هي تشيل نوف و تبوسها بقوة
ام سعود /من هذا؟ سعود؟
ملاك هزت راسها/يقول جهزي شنطتها و هلي الشغالة تطلعها
ام سعود/وين بياخذها؟
ملاك /مدري يمكن لخوالها.. ما قال شيء
ابو سعود بزعل /و ليه ما ينزل يسلم
سكتت.. ابوها من توفى فيصل و هو صاير ضعيف و حساس.. طلعت تجهز أغراض نوف بذهن مشغول.. صارت تكره جو بيتهم.. وحدتها الفظيعه.. سعود ما يجلس في البيت مثل فيصل.. و ان جلس اغلب وقته مع نفسه ما يتكلم مع احد و كأنه غريب..
نزلت و حملت نوف طالعه لسعود"على حسب ظنها" استغربت و هي تشوف سيارة غير سيارة سعود الجاغوار.. بس كملت طريقها بلا اهتمام اتجاهها..

.

.
.
.
مسح على شعره المتجعد و لمه بيده الثانية يدلك ذراعه و ردا على طلب ولده.. و بدون تفكير قال/ماما طويلة، و شعرها أسود و طويل.. و... عيونها.. _تنهد_ عيونها أحلى شيء بالعالم.
ناظر عيونه و قال /احلى من عيونك؟
عقد حواجبه /من؟
/عيون ماما
بهتت ملامح وجهه و ابعد ولده عن حضنه و وقف بسرعه وكأنه ملسوع تحت نظرات ولده.. هو مريض!! وصل فيه المرض انه يوصفها لولده بدال ما يوصف امه؟؟.. التفت ناحية ولده اللي قال/بابا اشتقت لجدي سفر و امي وردة.. متى بنروح لهم؟
عقد حواجبه بضيق من نفسه و قال/ما عاد فيه جدي سفر لا تزعجني و من بكرة يا رائد راح يجي استاذ جديد كن مؤدب و مهذب
رائد بزعل/و استاذ سليم
أسامة بعصبية/لا تكثر أسئلة يا رائد
رائد سكت شوي /بابا.. ليه ما تجلس معي نفس اول
أسامة زفر بضيق/انا اسف بس انا مشغول كثير بس خلاص ب ينتهي شغلي قريب
رائد/طيب ليش انت تروح للبيت الثاني و انا ممنوع
أسامة يحاول يمسك اعصابه /لأن البيت الثاني في ناس تعبانين و انا دكتور بس انت لا
رائد فتح فمه بيتكلم بس أسامة ناظره بتهديد.. و رجع يقفل قمه و هو في رأسه تلمع فكرة محفوفة بالأمل..

__ البيت الأخضر

لبست عبايتها و تلثمت قاصدة الذهاب لعمر.. تحاول تحجم عن التفكير في اللي صار بس ما قدرت تحجم عن التفكير سعود.. اذا كانت قد كرهته في مرة.. لو مرة وحدة في حياتها.. فهي تكره الان ضعف ذيك المرة بأضعاف مضاعفة.. و الله تكرهه.. هي فتحت عيونها اليوم و ما على قلبها غير انها تكرهه.. شلون سولت له نفسه فوق اللي عمله فيها يروح و يتفشخر؟ كم واحد غير اسامه علمه و ضحك عليها معه؟ _ فتحت باب الغرفة اللي ينام فيها عمر و اتسعت عيونها.. هالمرة عمر مو نايم.. هالمرة جالس.. صاحي..
بكت و هي تنطق باسمه /عمووور! _ و باندفاع ركضت ترمي ثقل جسدها و روحها عليه..
عقد حواجبه و هو تطلع منه /آآه.... _ غصب عنه و حاول يبعدها عنه بس هي تشبثت فيه أكثر..
بعد ما شبعت من البكاء و الحضن ابعدت وجهها عنه و حضنت وجهه بيديها و هي باقي تبكي و همست ببحتها/انت بخير؟؟ الحمد لله على سلامتك _و لثمت جبينه و خده بعدم تصديق.. رجعت تناظره و قالت بندم /اسفه. . اسفه.. يا ليته انقص لساني قبل ما ادعي عليك.. _ضمت يده لشفايفها تبوسها بعمق.. و بين دموعها ما قدرت تشوف نظرة الاستغراب تعلو وجهه الا بعد ما نطق/انتي من؟
ناظرته بتعقيدة حاجب بعدين ابتسمت و دقت كتفه/بلا عبط عاد
ابعدها عنه و قال بجدية/وين الدكتور اللي كان عندي أمس؟ ناديه لي بسأله من اهلي و وينهم؟
بلعت ريقها و هي واقفة الحين و أشارت على صدرها و هي تقول بهمس مصدوم/انا وجدان ما تتذكرني؟؟؟
علق عيونه عليها و تذكر الصرخة و الاسم اللي صحوه من سباته.. و قال بعد صمت /من وجدان؟
تخصرت بيد وحدة و يدها الثانية حطتها على رأسها و صدت عنه و بكت.. هذا هو حظها.. دايم يوقفها على الهاوية، برغم خوفها العظيم من السقوط.. تخاف تزل اقدامها في يوم و تطيح.. تطيح من قلبها و عقلها.. و الادهى و الأمر انها تطيح من عين نفسها..
ناداها مرة ثانية/من وجدان؟ انتي من؟
تركته و طلعت تركض وقفت عند باب غرفة كلارا، دقته بقوة و بشكل متواصل
فتحت الباب كلارا مصدومة و هي تقول/ماذا هناك؟
وجدان بصراخ / أين سيدك اللعين؟
صوته الرجولي الفذ جاها من خلفها يقول /انا هنا، ماذا تريدين؟
ابعدت عن كلارا و وقفت قدامه و قالت و هي تشدد على مخارج الحروف /رجعني انا و عمور لأبوي و ال...
قاطعها بهدوءه المعتاد /هدي.. هدي.. معصبة الحين ليه؟ مو اتفقنا لما يصحى عمر و...
قاطعته بغضب /و صحى وش صار؟؟؟ بإيش راح ينفعك؟ مو فاقد ذاكرته.. حتى انا _ أشارت بيديها الاثنين لصدرها بطريقة ما فاتته و قالت _حتى انا ما يتذكرني
سحب الهواء لصدره و قال بحنان/تخافين من النسيان؟
علقت عيونها عليه و لما فتحت فمها بترد! ما لقت شيء تقوله.. صدت بوجهها عنه و ركعت تناظره بحده لما قال
أسامة /لا تخافين! اللي يعرفك مستحيل ينساك
ببحة حادة ردت/لا تنسى.. لا تنسى.. لأني ما راح انسى
و راحت لغرفة عمر و هو وقف يناظرها و على طرف شفايفه نبتت بسمة.


.


.
.

.
جالسين بزيهم العسكري في زاوية المطعم اثنين يتبادلون الأحاديث و هو ملتزم بالصمت..
لكزه صاحبه من تحت الطاولة و قال بضحك/اللي ماخذ عقلك...
ناظره بقهر و صد عنه
ضحك الثاني و هو يقول/لا شكلها السالفة كايدة
الأول بجدية /وش بلاك متعب؟
متعب بغيظ/بنات عمي و امهن مدري وين ذلفن
ضحك/اووه قل المسألة ليلى
متعب بقهر يناظره/لا تنطق اسمها قطعت لسانك
/زين يمكن خوالهم خذوهم..
متعب /لا يا صالح ما يتجرؤون بعدين خليف يقول الرجال غريب
صالح /و انتم شلون يدخل حارتكم غريب ما تدرون عنه
متعب/اسكت بس لا تقهرني ذاك اليوم انا ماسك خفارة لما جيتهم الصبح لقيتهم مستنفرين
صاحبهم الثاني قال/و انت تلومهم لو هجوا عنكم؟ مالقوا عندكم لا حسن نفس و لا طيب معشر
متعب بضيق/و انا وش بيدي اسوي؟ ما اقدر اجبر عماني يحبونهم
/بس تقدر تجبرهم يحترمونهم ترا ما يبون منكم محبة.. حتى البيت اللي معيشينهم فيه ما تعيش فيه حيوانات
متعب بحدة ناظره/و انت متى شفت بيتهم
/هذا همك؟
متعب بعصبيه /جاوب و انت متلايط
ضحك صالح و الثاني رد بزعل/انت تقول مقابل بيتك
صالح /الا صدق مو تقول عندهن اخ وينه عنهن؟
متعب كشر بوجهه/قلعته ما منه فايدة
صاحبهم الثاني باستهزا/قلعته عشان تاخذون راحتكم فيهن الضعيفات؟
وقف متعب و قال بحدة /عن اذنكم تأخرت على اهلي
صالح رمق صاحبه بنظرة و رد على متعب /الله معك
اما الاخر تكلم بلامبالاة/لأن كلامي صحيح زعل.. و الله لو هن خواته ما رضى لهن حياة الذل اللي عايشاتها
صالح رص على أسنانه /مالك دخل.. مالك دخل فيهم بحريقة ان شاء الله
تبسم باستفزاز /على أمر العقيد صالح

..


.

.


.
دخل البيت و هو متنرفز من كلام صاحبه للحين.. ناظر شاشة الجوال 8 م.. بدري بس البيت هاجد.. جلس في الصالة يفسخ جزمته و شم ريحة عطرها.. رفع راسه يناظرها.. كالعادة متأنقة و تنتظره حتى مع علمها انه ما راح يرجع أحيانا كثيرة و لو رجع على الأغلب بيصدها..
سألها /وين حمودي؟
اجابته بغنج/نايم.. تعشيت؟
وقف و هو يفك ازارير الجاكيت و ناظرها/مالي نفس
قربت منه و مدت يدها تفك الازارير و هو تركها.. رفعت نفسها تبوسه.. ابعد وجهه للخلف و همس /تعبان.. خليها يوم ثاني
ابعدت عنه بسرعه و هي عاقدة حواجبها و نطقت بعتب/تحبها؟
ناظرها برفعة حاجب!!
همست/للحين ما نسيتها حتى بعد هالسن...
قاطعها بتهديد /ابلعي لسانك
صرخت بوجهه/وش شايفٍ فيها زود عني؟ تعبت و انا اركض وراك و انت مو معبرني
ناظرها ببرود و قال/اذًا لا تركضين
ابتسمت هازئة/انت على بالك هي بترضى تتزوجك؟
متعب بحدة/زيدي تكلمي في الموضوع و قسماً بالله لأعلمك حدودك زين كانك ما عرفتيها.. _و تخطاها رايح للغرفة تاركة خلفه تشتعل حقد و غيرة

.


.
.

.
ناظرته بعصبية/انا ما ابي ادرس!! شلون ادرس و احنا كذا؟
زفر بطفش/وش فينا كذا؟ الحمدلله اتركي الهبال و بتدرسين غصب و الا هذاك ابوي روحي تفاهمي معه انا _وقف و هو يصفق بيديه_تعبت منكم
سكتت و ما ردت عليه
رجع يقول بعصبية/وين روني روحي ناديها لي
رهف بنرفزة/في غرفتها روح انت
عامر يخزها /فوق صفا
رهف خذت جوالها و هي تقول /فيه شيء اسمه جوال
ابتسم بدون نفس و سمعها تكلم روان تناديها..
و من قفلت قالت بحلطمة/الحين شلون اداوم و انا باقي ما جهزت اغراضي
عامر/يا شيخة تكرم عينك العصر اوديتس لأي مكان تبين
رجعت ظهرها على الكنب و سكتت...
شوي و نزلت روان/السلام
/و عليكم السلام
ناظرها ببسمة حنونه و هو يقول/كيفتس؟
روان تبادله الابتسامة /بخير الحمد لله
عامر/ودتس تشتغلين؟ في شركة ابوي!
روان/مدري و الله.. صار لي فترة افكر بس حاليا ابي اجلس بالبيت ما فيني للشغل و الله
عامر/ليه؟ اشتغلي احسن تقضين وقتتس بدال الفراغ
روان/مو الحين ما ابي
وقف و قال بهدوء /الدنيا ما توقف على احد.. المهم علموا صفا ان ابوي كلم اعمامها و طلب منهم تجلس هنا و هم موافقين..
هزت راسها في صمت..
و هو راح لأمه اللي منسدحة في المجلس و دموعها الصامتة تجري على خدها باس راسها و يدها و قال بحنان و حزن /افا يا ام عمور.. تنزل دموعتس و انا حي
غصت بالعبرة و قالت بهم ام مكلومة/وينه؟ اليوم خامس و لا جبتوه؟ وينه يومه بخير؟
عامر ببسمة /يمه يمه فديتتس ظني بالله خير و الله ما يضيعتس.
كفكفت دموعها اللي نزلت مكانها دموع ثانية و هو باس راسها و قال برجا /يمه اليوم ابوي ماهو بخير .. تكفين خليتس قوية و سانديه و وقفي معه
حاولت تجلس و هو ساعدها.. تنهدت و سألته/وينه؟
عامر /في الديوانية.. الصباح لما جاء بيروح للشركة _نطق بخيبة _ ما قدر يوقف على رجوله.. بس يكابر و يقول انه بخير
ام عمر بضيقة صدر /و الحين وشلونه؟
عامر /لا قام يتوضأ العصر و صلى.. و رجع ينسدح
ام عمر بعبرة /لا حول ولا قوة الا بالله.. انا لله وانا اليه راجعون..


.


.
.

.
واقف قدام القصر بعزيمة... هم ما يقدرون يبعدونه و كأنه مو شيء، ما يقدرون يلغون حقيقة ان قلبه مرتبط بقلبها و العكس صحيح.... جاه واحد من الرجال و قال بغلاظة / تفضل معي..
مشى وراه و قلبه يضرب في صدره، الحين بس حس بالرعب.. بس مع هذا كان عازم على اللي بيسويه لو تطلب الأمر انه يموت بدالها بيموت.. هو ضحا من قبل وش راح يضره لو يضحي بعد الحين.. نفسه تفدا نفسها.. هو عاش و تزوج و خلف و مات، و هي باقي ما ضحكت حتى.. دخل المكتب الشاسع و المليان تماثيل اغريقية سوداء، و هناك يجلس خلف المكتب وجهه اللي يمقته ااه كم يكرهه!
تبسم ابتسامة كريهة و تشمئز منها النفس، نفسها ابتسامته قبل سنين.. سيماهم في وجوههم!!
تقلصت عضلات صدره لما سمع صوته يقول / وش عندك لي يا استاذ سعود؟
حس ان الغرفة انعدمت من الهواء و مهما حاول يتنفس عبث، ما هو قادر يدخل هواء لرئته.. أشباح مواقف تعذب فيها جسديا و نفسياً مرت في شريط ذاكرته، و حاول.. حاول محاولاته الفاشلة دايماً في انه يوقف و لكن......!



..


.

.


.
انتهى



نافذة أمل likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-20, 09:08 AM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



19..

..
.
.



حس ان الغرفة انعدمت من الهواء و مهما حاول يتنفس عبث، ما هو قادر يدخل هواء لرئته.. أشباح مواقف تعذب فيها جسديا و نفسياً مرت في شريط ذاكرته، و حاول.. حاول محاولاته الفاشلة دايماً في انه يوقف و لكن رجوله خذلته و طاح من عليائه حتى يرتطم راسه في الأرض.. كان صاحي.. حاس باللي يصير حوله، يشوف وجيههم المصدومة و أسئلتهم الشكلية /انت بخير؟
ابعد مما تكون مطمّنة، هذولا فئة من الناس ما يهمهم لو ما كنت بخير المهم هم يكونوا بخير و لو كان يعني هالشيء انهم يتغذون عليك.. استعان برئتيه اللي يحاول يملاها بالهواء، و شيئاً فشيئاً صار يتنفس طبيعي حتى استعاد لون وجهه و قدر يجلس ثم يوقف، حاول قد ما يقدر يكون واثق بس شلون؟ الأرض جالسة تتزلزل من تحته و السماء تعصف من فوقه.
نطق بعدم اتزان و خوف يكتم صدره / ابي اكلمك على انفراد
تبسم بشماتة على خوفه المتصاعد اللي شم ريحته و أشار بعيونه على اللي حوله " أن اخرجوا"
تنفس أنفاس قصيرة و متسارعة و قال بلعثمة بلعت نصف كلامه/الشنطة.. ادري، بس ما لها دخل وووجدان.. ما معها و عمر
شمق فيه بغضب/جاي عشان تعلمني من اللي له و اللي ما له دخل! _ ضرب الجرس بيده بقوة و هو يقول _ انت لك يوم بس مو الحين بعد ما اتفاهم مع صاحبك العاصي
سعود بكره همس /ما هو بصاحبي
دخلوا رجالين و أشار لهم يطلعونه و سحبوه بقوة مثل ما ينسحب أي حيوان و رموه خارج القصر.
جلس مكانه و هو يرتجف و يهمس بمرارة/ما لها دخل.. ما لها دخل


..


.

.

.
اليوم التالي، صباحًا :

قام من السفرة لما جلست و راح يغسل يده و بعدها طلع و سألها /وين حمودي؟
ردت عليه بنفس شينة /نايم
عقد حواجبه /لا يكون تعبان؟ من امس نايم!
ناظرته بسرعه /ما فيه شيء توني جايه من عنده
ضيق عيونه و هو يناظرها، كم سنة و هو يمارس شغله كمحقق؟ ما تفوته تفاصيل تافهة مثل هذي، زوجته و لسببٍ ما تكذب عليه ، أو تحاول ما يشوف حمودي؟ و تذكر كلامه" امي تقول لا تعلم ابوك ذبحتك"، راح لغرفة ولده و هي فزت من السفرة و راحت خلفه فتح الباب و دخل و فعلاً كان نايم قرب منه و طل بوجهه ، تلمس حرارته و كانت طبيعية.. هز كتفه يصحيه
سمع صوتها تقول بربكة/اتركه ينام لا تزعجه
سفهها و هز كتفه اكثر و قال بعصبية لما حس انه صاحي اصلا /حمود؟؟
فتح عيونه و ناظر ابوه ثم حول نظراته الخايفة لأمه و رجع يناظر ابوه
متعب بهدوء ناظرها و قال /ماما شرايك تطلعين برا و تتركين بابا مع حمودي؟
بلعت ريقها و ناظرت محمد بتهديد ما فات متعب و طلعت
متعب ناظر حمود و قال و هو يجلس / ياللا علمني
حمودي بخوف /وش اعلمك
متعب /امس قلت لي بتعلمني بشيء؟
حمودي /لا
متعب بحدة /حمود لا تنرفزني تكلم اخلص!!
حمودي طفرت عينه بالدموع/امي شافت الرجال اللي خذا خاله ام ليلى و انا و عزوز ولد خليف صورنا سيارته بس امي حذفتها من جوالي
متعب نبض عرق في رقبته من الغبنة بس تصنع الهدوء و هو يشوف ولده خايف و قال /روح لبيت جدك
قام بسرعه من مكانه و راح طالع لبيت جده ببجامة النوم و متعب جلس مكانه يحاول قد ما يقدر يمسك أعصابه بس لااا.. اعصابه مو راضية تهدأ ابدا ، طلع من غرفة ولده و صرخ بغضب ينادي عليها / تغرررييييدددد.. تغرررريددددددددد
بس ما في اي رد عليه
صرخ من جديد /قسم بالله لو ما تطلعين لا يكون موتك على يدي يا حماااارة
طلعت من غرفتها بسرعه و هي تحاول تسيطر على رجفتها، تعرفه زين عاشرته 8 سنين كافية تخليها تعرف وش رايح يسوي الحين!
نط بوجهها و كأنه أسد ينقض على فريسته و قال بصراخ و هو يشد شعرها /سواتك سواة حرمة؟؟؟ علميييني سواتك سواة حرمة يا كلبة؟
بكت بس مو هي اللي تضعف قدامه /اجل تبيني أدق عليك اقول الحق على ليلى بتهج؟ خلها تفارق جعله مراح جدي.
دفها بقوة على الأرض و صرخ بوجهها /يمين بالله لأتزوج الثانية ودها ليلى او غيرها، و الله لأجيب شيختك و احطها فوق راسك و ما اكون متعب لو ما جبتها
بكت بصراخ /رووح.. تزوج.. بالطقاق، تزوج 10 لو تبي ما احدٍ غيري متحمل قلة الحيا معك حتى ليلى اللي انت ذابح عمرك عليها.. و الله ما تشوف رقعة وجهي و الله و الله لو تسويها ما تشوف وجهي
تفل على الأرض بحقد و طلع من البيت بكبره رايح لبيت خليف و دق الباب ب أقوى شيء و هو متنرفز، ااه بس لو سمع كلام ولده امس كان نام ليله هني و مرتاح..
فتح الباب خليف و انفجع لما شاف متعب و انبلم
متعب و هو ينافخ /وين عزيز؟؟؟
خليف بصدمه /وش هو مسوي؟
متعب صرخ/عزززززيزززززززززز _ و كانت صرخة وحدة عشان يوقف قدامه عزيز و هو مرعوب من متعب
متعب /وين جوالك؟؟ ورني السيارة اللي صورتها يا حمااار
عزيز بخرعه/ابشر ابشر _ و انطلق يجيب جواله في لمح البصر و قال بحماس / سيارته ملعونة والديييين
سحب الجوال منه بقوة و طلع لسيارته و هو يشوف اللوحة و ما قدر يصبر لين يوصل دوامه، دق على صالح صاحبه و عطاه مواصفات السيارة و رقم اللوحة و صالح طلعها له بإسم مين و حدد موقعها.

..


.

.
.
طلعت معه من دورة المياة و هي تسند له و سدحته على السرير و راحت تفتح الشبابيك و الستاير، ناظرت الجو بحسرة.. أشكال الغيوم مغرية، تخلي الواحد يتمنى يكون غيمة، مستعدة تتخلى عن كونها إنسانة، اذا كان معنى انسانة انها تشقى و تنكسر و تنخذل و تنوجع كذا! مستعدة تتخلى.. اليوم سادس يوم! كل الايام اللي فاتت خوفها ما كان مخليها غير تشوف نفسها و تفكر في نفسها، بس الحين هي تفكر في خواتها؟ و ابوها! و... هو؟ يا ترا يفكر فيها؟ خايف عليها؟ و انتي وش يهمك؟ صفحته انطوت مثل ما تنطوي سالف الايام. خواتها وش مسوين؟ كيف قادرين يعيشون تحت ظل حقيقة انها مو فيه؟ ابوها طيب؟ متأكده انه قوي قوي.. لحد ذيك اللحظة اللي راح يشوفهم فيها راح ينهار.. جالس يحمل نفسه ذنب اللي صار لهم؟ بس هو ما له ذنب.. يا خوفها يكون من شدة ندمه و خوفه يتركها مثل ما تركها من قبل.. يا خوفها يخذلها نفس قبل بعد ما رجعت تشد ظهرها فيه.. تتمنى تهمس في اذنه و تقول له ان ما له ذنب باللي صار.. الذنب كله ذنبها و ذنب غباءها.. كل اللي يصير لها لعنة و عقاب و دروس.. اللي ما ملت الحياة تعلمها اياها. اه لو توقف! لأنها تعلمت بما فيه الكفاية، ترا الدروس اللي قاعدة تاخذها الحين اكبر من عمرها.. فوق احتمالها.. لو تكف الحياة يدها عنها؟ و تشوف لها شخص غيرها ما يعاني؟ شخص طري ما ذاق طعم المعاناه؟ يبدو لها انها صارت زبونه جيدة لدرجة تهديها كل هالضربات اللي تفوقها حجم و عمر.. التفتت لعمر الضايع، خذ لك ضربة جديدة كسرتها.. في وقت تدور لها فيه على سند تلاقيها صارت سند لغيرها.. ما قدرت تبتسم له لما ناظرها و أشاحت بوجهها عنه، هي السبب.. لو هي ما سحبته معها لفيلا نوف ما كان هو الحين هنا.. كان هو الحين قاعد يتزوج و يتناقر مع صفاء.. كم مرة تمنت تقول لها : انتي محظوظة لأنك بتصيرين زوجته..، بس كانت تكابر و تحاول تتمسك برايها و فكرتها الأولى عنه، انسان جلف و قاسي و ما يفهم، بس حتى هو طلع ألطف منها، طلع ليّن اكثر منها.. و الحين ما تدري هي بتقدر تقولها اللي تتمنى تقوله و الا لا؟ بتقدر تقول لأبوها ان ما له ذنب و ان الذنب كله ذنبها و الا لا؟ هي حتى ما ودعتهم يالله حرام تموت في هالمكان قبل ما تودعهم.. و تناظرهم النظرة الأخيرة و تحضنهم الحضن الاخير.. يالله في كل مرة دعت انها تموت هي كذابة.. ما تبي تموت الحين.. ما تبي تموت بعيد عنهم، يالله قلبها باقي ما أزهرت بذوره و لا أينعت ثماره، لا يوقف قبل ما يصير معافى تمامًا.. هي يالله تبي تكون بنت بارة و اخت صالحة و خالة عظيمة قبل تموت.. يالله لا تحرمها من انها تكون مثل ما تبي تكون.. هي تبي تضحك بدون ما تعلق ضحكتها في المنتصف يالله لا تحرمها لا تحرمها.. اغسل قلبها يالله..
/ليه تبتسين( تبكين)؟
ضمت يديها لوجهها تمسح دموعها و توقف صوت بكاها اللي تمرد عليها.. هي آسفه يا اخو قلبها لو هيضتها غيمة!
ناظرته بعد ما وقفت بكاء و شافته يناظرها بتعجب و ضمت كفوفها لوجهها و رجعت تصيح..
تحسدك هي يا عمر.. ودها تناظر نفسها تبكي و تتعجب منها ليش تبكي؟؟ ودها تنسى نفس ما انت ناسي الحين.. ليه حتى امنياتها التافهة الاشد بؤسًا تنعطى لغيرها؟ ليه لما كانت تتمنى تموت،. تموت نوف؟ و عمر يفقد ذاكرته بينما هي تتمنى تضيعها؟ كم نسى قصة معاناتها؟ كم مرت عليه و عبرته و هي عجلة؟ لو تنسى بس! لو تنسى!
رجع يسألها بنبرة أرق/ليه تبكين يا وجدان؟ _ و بتأكيد _ و الله اني بخير بس ذاكرتي سمعتي الدكتور يقول ب استرجعها قريب، لا تبكين ما يصير تبكين
مسحت دموعها للمرة الأخيرة و هي تأخذ نفس ورا نفس و قربت منه، حاولت ترسم على وجهها بسمة و قالت برجا يائس/تكفى تذكر بسرعه لا تطول علي و لا تخذلني.. _ ناظرته نظرة ترجي و استعطاف و همست _تكفى

..

.

.

.
واقف مع خاله في ساحة القصر و متخصر و هو عاقد حواجبه، شماغه متلثم به و كأنه يحاول يخبي ملامح وجهه الكئيبة.. و يناظر خاله بضيق و كأنه يقول و بعدين؟؟
زفر /سمعته وش يقول؟ لا تخليه يشوفك يقولك تعبان
ضرب على صدره جهة قلبه /يعني انا اللي مو بتعبان؟ انا ميييت ما اقدر اكمل حياتي و هو مو بمعي.. ما تفهمون انتم _غص بعبرته و سكت
شد على ذراعه و قال بقسوة /ناقص تصيح بس عشان تكتمل الصورة، لعنبوك استح على وجهك اخوه و هو اخوه ما بكاه و انت ب تقومها مناحة و كأنه ميت؟
اشاح بوجهه عنه و مد يده يمسح طرف عينه اللي تبلل بدموعه و التفت لخاله و قال بعتب /يعني انا ما نيب اخوه؟ يجي منكم اكثر يا وليد
وليد مسكه بقوة و قال باعتذار/و الله ما بذا المقصد و ما فهمتني بس هشام الناس ترا مفجوعين ل..
سحب يده و قال بقهر و غبنة /لا فهمت.. و فهمت زين.. ترا ما احد انفجع الا انتم لأن ما احد يحبه غيركم..
و صد و هو يمشي بسرعه و قهر و اصطدم في جسمها الصغير

ارتدت على أثر اصطدامها للخلف و طاحت على الأرض و طاحت الأكياس معها و سمع صوتها المتنرفز يتحلطم بكلام مو مفهوم
زم شفايفه و تو كان بيسبها على غباءها و عماها بس تذكر وجه عمر و مال للاكياس اللي تبعثرت يجمع الأغراض فيها و هو يعتذر بهمس بس هي مرة ثانية قفزت عليه و هي تصرخ بفجعه /لاااا اتركهههاااا
وقف و هو يترك الأغراض و يعقد حواجبه باستغراب بس زال استغرابه و هو يشوف ملابس اللانجري اللي سحبتها بسرعة البرق و هي تدسها في الأكياس و تنافخ و هي تقول /الله لا يشكر لك فضل
في موقف آخر كان بيضحك ملء فمه بس الحين ماله خلق يبتسم حتى
جاها صوت عامر من خلفها و هو يقول /انقلعي داخل يا قليلة الأدب
خذت معها كيسة وحيدة و تركت الباقية و هي تقول بنرفزة /دخلها معك اجل الله يطول بعمرك
و بسرعه البرق ركضت للقصر من خلفها صفا و روان اللي مرت من عند وليد و كأنها ما تشوف أوادم بينما هو تعلقت عيونه فيها..
عامر ناظر هشام باحراج /اعذرها ترا متضاربة معنا و الا مو من عادتها تكون كذا
تبسم بدون نفس و هو يمشي تارك عامر، نفس الريحة و نفس الحجم و نفس الصوت و نفس الجرأة..و تقول مو من عادتها تكون كذا؟ رهف!! وقفه صوت عامر /تفضل هشوم ليه رايح؟
هشام ناظره بسخرية و صد مكمل طريقه من غير ما يرد عليه
عامر ركض خلفه و سحب يده يوقفه و هشام دفه عنه و قال بعنف/ابعد عني
عامر بحزم /قسم بالله ما تطلع
هشام دفه مرة ثانية /قلت لك ابعد عني ما تسمع؟ و الا اوه معليش نسيت ما تفهمون
عامر مسك يده من جديد و قال بقوة/و الله ما تطلع، من اللي ردك و الله لأكون خصيمه
وليد قرب منهم و قال بحدة/وش عندكم؟
عامر يناظره/انت اللي رديته؟
وليد برفعة حاحب/ايه انا
عامر بقهر /و ليييه ان شاء الله؟
وليد /ب أجلس أبرر لك بعد انت يالبزر!
هشام تنرفز و دف عامر عنه و قال بحدة /و قسماً با....
قاطعه عامر بسرعه / هذا وليد ما عنده سالفه ابوي من امس و هو يسأل منك، و الله يا هو شايل عليك عتب!
هشام انغبن /انا؟ يعتب علي انا؟ ليه ما علمته كم مرة جيت و طردتوني هاااه؟
عامر زفر بضيق /هذاك اول يوم كنا نظن انه افضل ما يشوفك بس الحين...
هشام بحدة/طبعا.. قبل ما مني فايدة بس الحين لا احتجتوني
عامر طمن عينه و قال بهدوء/و انت كن احسن منا و اقلط _ باس خشمه _ أفدا خشمك و سامحنا على ما بدر
هشام تنهد و سكت
عامر يشيل الأكياس قال /روحوا للديوانية انا ب ادخل الأغراض و جايكم


..


.
.


.
جالس في سيارته يغطي وجهه هالة كبيرة من الدخان اللي يدخنه، تحت وطأة شعور الانهزام و الذل.. دموعه عيت على نفسها ليه؟ تكون خافت على صاحبها من احساس المذلة! و الا هي في بقعة ما في العالم قاعدة تبكي الحين عنها و عنه؟ وش يسوي؟ يموت! آه آه لو يموت.. بس موته مو حل، وين يلقاها؟ كيف يلقاها؟ شلون يرجعها؟ يبي يداويها.. جروحها النازفة القديمة و الجديدة بيداويها، بيلقى طريقة يداويهم فيها.. بيلقى طريقة يرقع فيها ثوب علاقتهم الممزق.. لو ترجع! _ اندق شباك السيارة بقوة و التفت بغضب على اللي يدقه و شاف وجهه؟ احتار شلون يكافئ هالصديق العظيم؟ كم مرة هو أعطاه ظهره و هو ركض وراه حتى لو كان من المفترض يوقف كان يركض من غير تعب او كلل، فتح الشباك له و الثاني قال ببسمة واسعة /تسمح لي؟
فتح القفل بوجه جامد و ركب سامي السيارة و هو يقول /شلونك ابو عبود
عقد حاجبه و ناظره في صمت..
سامي مد يده للباكيت بيأخذ سيجارة
ضرب يده بقوة و نفخ /وش تسوي؟
سامي بتمثيل للبراءة/ب اشاركك
سعود ناظره شوي نظرة حكت ألف كلمة و قال بجلافة رقيقة /انا الابن السيء و الأخ السيء و الزوج السيء و الحبيب السيء و الأب السيء _ بنبرة راجية_لا تطلعني الصديق السيء
سامي ببسمة مازحة/يعني تقول اترك لي شيء افتخر فيه
هز راسه من ورا ضباب الدخان و قال بحيرة فظيعة /انا راسي ما عاد يحتمل التفكير.. تعبت و انا افكر و أحاول اوصل لحل مقنع!
سامي/يا صديقي.. لا تكثر التفكير و الله ولي التدبير
سعود بعد صمت /اذا حضرة السي سيد سفر هو اللي خاطف وجدان و عمر عشان يضغط علي ليش وقف مراقبة و تجسس؟
سامي ناظره بتدقيق /انت مسوي شيء؟
شفط دخان و حبسه في صدره لأطول وقت ثم زفره و هو يغمض عينه بطريقة اللي يستمتع
سامي بنرفزة /تكلم يا تبن! وش مسوي؟
سعود برجفة حاول يخفيها/رحت له
سامي بصدمة /ما اصدقك! وش تبي عنده تستهبل انت و الا وش وضعك
سعود بتفكير /هو ما يبيني.. ما يبي مني شيء، يمكن تأكدوا ان الشنطة مو بمعي.. بس ليش وجدان و عمر ليييش؟؟
سامي عض شفايفه من القهر و سكت، حس الكلام ضايع معه
سعود ناظره بتساؤل/وش يبي منهم؟
سامي لوى فمه و هو ساكت بمعنى مدري
سعود /و ليه يرضى يشوفني و هو ما يبي مني شيء؟
سامي /و انت وش دراك انه ما يبي منك شيء!
سعود /ما فيه احد يتبعني.. ما فيه عيون تلاحقني و تكون معي وين ما رحت..
سامي /يمكن فخ؟؟
هز راسه و هو يطفي السيجاره و رماه برا و قال بهمة /ما يبيني.. همه ما هو بمعي.. فيه شيء أهم مني مشغله
سامي ب استهزاء /بالله؟ وش بيكون اهم منك و هو يتبعك مثل ظلك طول هالسنين!
سعود /اهم مني اللي كان يظن انه معي، بس... وجدان و عمر؟؟ لييييه طيب!!
سامي /تكون الشنطة معهم بطريقة ما؟
انخطف لون وجهه.. لالا ما هو حمل هالذنب بعد!
سامي بسرعه قال و هو يلاحظ وجهه المقلوب /بس مجرد افتراضات
سعود /أسامة...
سامي ناظره بصمت.
سعود يكمل /أسامة ما عاد ينشاف ليه؟ تكون الشنطه معه! يكون هو اللي خاطفهم مو جده!
سامي بتعقيدة حواجب /بس هم يشتغلون مع بعض!!
سعود لوى فمه/طيب ليش يقول اني سفاح جده اللي أرسله يذبح زوجته؟ هو حاقد على جده بنفس القدر اللي حاقد علي فيه.. اذا يشتغل مع جده ليش جده ذبح زوجته؟
سامي/الا اذا ما كان يشتغل معه من الأساس!
سعود هز راسه برفض/اجل وش كان يسوي طول ال3 شهور اللي حجزوني فيها؟ كان مستودع مخدرات بس من كرهه لي سوا العملية هناك في أجواء ملوثة و آلات وسخه _ ارتعش لمجرد الذكرى و تنفس بعمق في محاولة للحفاظ على هدوءه
سامي بتخمين/ يمكن صارت بينهم مشكلة؟
سعود /يمكن... بس وش المشكله اللي توصل فيه انه يذبح زوجة حفيده؟
سامي/خيانة؟
سكت و هو يحس بصداع ينغز راسه و تنهد.. ناظر سامي و قال بضعف و إجهاد / وش يبون منهم هم؟
سامي ضيق عيونه /يمكن نفس اللي كانوا يبونه منك!
تجعد وجهه دلالة على الضيق /لو بس اشوف عادل! هو راح يعلمني عن طبيعة العلاقة بين أسامة و جده
سامي / طيب تواصل معه
بيأس رد/اخاااف عليه.. يكتشفونه
سامي/شلون وصلت له اول؟
سعود بضيق/هو مو معطيني رقمه؟ يقول كليتك دين في رقبتي و الله لأرده لك، انا قلت لأبوي محمد كلمه و قل سعود السامي يطلبك تسدد دينك _ بعتب مرير قال _ بس ابوي محمد طلعني من حياته حتى بعد ما عرف كل شيء، ما ريحني و لا سمح لي أرتاح
سامي زفر بضيق من ضيقه /عطني رقمه و انا اوعدك راح أوصله من غير ما احد يشك
سعود طلع جواله و فتح على رقم عادل و مد الجوال في وجهه و الثاني خذا الرقم ثم سلم على سعود و نزل رايح لسيارته و سعود نزل من السيارة للقصر ابتسم تلقائياً اول ما سمع صوت ضحكات بنته و راح يتتبع الصوت اللي وصله للمطبخ.. و شاف امه حاضنه بنته و قدامها بنت لافه حجابها على شعرها و معطيته ظهرها، لابسة جنز كحلي ضيق مبين تفاصيل جسمها الجميل و بلوزة حمراء شيفون ضيقة و مطلعه جمال خصرها الفاتن
كانت تلاعب بنته اللي كانت تضحك من تعابير وجهها فكل مرة
ام سعود بسرعه /ارجع وراك يمه في بنات
طلع برا المطبخ و قال /السلام عليكم
و سمع صوتها الناعم يرد عليه مع امه/و عليكم السلام
سعود /يمه كان عامر بيأخذ نوف امس شصار ليش ما خذاها؟
ام سعود بربكة /اا.. سلم.. سلم عليها و راح
سعود /زين ممكن آخذها الحين؟
طلعت امه و هي تبتسم و خذا نوف من حضنها و هو يبوسها و هي لأنها ما تعودت عليه جلست تبكي، ابتسم لبكاءها و كأنه يقول تطمني هذا ما هو إلا ابوك..
ناظر امه /من فيه هنا؟
ام سعود ببسمتها /الشيخه
رفع صوته /كيف الشيخة عساها بخير؟
شيخة ردت عليه بخجل /بخير الحمد لله، كيفك انت؟
سعود /تمام.. انا اخذ بنتي و اطلع فوق


.

.
.

.

دخل الديوانية بوجه أسود و اسود أكثر لما شاف زوج خالته و ابو صديق عمره.. جالس بهيئة ضعيفة بظهر منحني و كتوفه مايله قدام و متقوسة و لحيته اللي كان يخالطها الكثير من الشعر الأسود متى ابيضت تمامًا؟ و كأنه تقدم 10 سنين في العمر
نطق/السلام عليكم _ بهمس ما توقع ان احد سمعه بس ابو عمر رفع عيونه يناظره لكم ثانية قبل ما يوقف على حيله الهزيل، تخطى الكل " اللي عبارة عن راشد و ماجد و عبدالعزيز و ابو سعود و وليد" رايح له هو و باس راسه و خشمه و هو يقول / ماجور يا عم
ضمه و كأنه يضم ولده و بكى!! بكى هشام معه و هو يضغط على كتوفه و ظهره و يحس ب ألم جرح سكين بنته من قوة حضن ابو عمر له بس تحمل الألم و هو يستسهله قدام ألم فقده في عمر و قدام ألم ابو عمر و دموعه اللي متأكد انه مو هيّن عليه ينتحب و يهل دموع عينه.
راشد وقف و هو يبكي و ركض خارج من الديوانية و اصطدم في عامر اللي كان بيدخل..
ناظره عامر لما ابعد عن دربه و راح مكمل طريقه للقصر متأكد انه بيندس في غرفته و يبكي.. دخل الديوانية و سحب هواء و زفره بضيق لما شاف ابوه يبكي على كتف هشام، يعرف انه يذكره في عمر عشان كذا طلب يشوفه.. ابوه مهما كابر و جلد عمر و سبه و دعى عليه ما يقدر ينكر انه أغلى عياله..
عبدالعزيز بصوت مرتفع مليء بالإيمان / اذكر الله يابو عمر و ادع ان الله يقر عينك بهم
ماجد نزل راسه بحزن شديد و هو يشوف خاله يمر بحالة ما يدري وش يسميها؟ يأس و الا شيء ثاني.. أيا كان هو متأثر و ضعف من ضعفه و يأس مع يأسه، هو اكيد خاله ما ضعف و صار حاله كذا الا انه يحس باليأس من انه بيقدر يرجعهم بعد!
باس راسه مرة ثانية و هو ينشج و صد و جلس بجنب ماجد بعد ما سلم على الباقين و هو يتحاشا يناظر في عين ابو عمر اللي علق عيونه عليه و كأنه يدور على عمر بين ملامحه..
دخل عامر و جلس بجنب ابو سعود و رفع صوته ينادي على القهوجي يصب القهوه.
عبدالعزيز ارتفع صوته يذكر الله و يسبح و يستغفر ثم بدأ يقرأ قرآن بصوت شجي آيات من سورة البقرة.
"كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يعلمكم آياتنا و يزكيكم و يعلمكم الكتاب و الحكمة و يعلمكم مالم تكونوا تعلمون *فاذكروني أذكركم و اشكروا لي و لا تكفرون *يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر و الصلاة إن الله مع الصابرين *و لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء و لكن لا تشعرون *و لنبلونكم بشيءٍ من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين *الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون"
همسوا بأصوات متفرقة/صدق الله العظيم.
و عم الديوانية سكينة و طمأنينة و أخذ العم عبدالعزيز يتحدث عن الصبر و حسن الظن بالله و هم منصتين بصمت ما عدا كلمة وحيدة يرددها ابو سعود بين الفينة و الأخرى" الحمدلله "

وقف ماجد بعد ما حس بخنقه و ناظر خاله و هو يقول بهدوء /تامر على شيء الغالي؟
ابو عمر علق عيونه عليه بصمت للحظة ثم رد بهزال / انتبه لنفسك
إبتسم ابتسامة مطمئنة.. خاله عظيم لدرجة انه حتى في أعز حالات ضعفه و أشد مصايبه ما ينسى اللي حوله و هذا اللي جعل منه عظيم و كبير في عينه و عين غيره.. باس راسه و سمع همسه يستودعه الله و طلع..


..

.

.

.
جمعت الأغراض في الأكياس و هي تسب و تتحلطم و زفرت بعصبية و هي تناظر وريف / و لا واحد أعجبني
وريف رفعت بصرها و نزلته و قالت بطولة بال / يا بنت الحلال كلها و الله حلوة ليش مو بمعجبتس مدري!
صفا/هي اصلا عاجبتها بس تبي تنزل للسوق مرة ثانية البزر
رهف بطرف عين /بزر؟ اكبر منك مع هذا
صفا ببسمة وسيعه و بمرح / انا متزوجة و انتي عزباء باقي بزر
رهف تنهدت و وريف اكتأبت ملامحها و عم الصمت
صفا وقفت بسرعه ثم رجعت تجلس و انفجرت تبكي و هي ماسكه قلبها علقوا عيونهم عليها وريف و رهف و روان
صفا ناظرتهم و هي تبكي بوجع و قالت بنبرة متألمة/احس قلبي بينفجر ااااه بنات، قلبيييي يعورني مرررة.. ما اقدر اسكت.. ذبحني الخوف و الله متتتتتت.. ااااه يا ربي يا ربي ااه
رهف بكت معها و عليها و وريف حضنتها و هي تمسح على ظهرها صعودا و نزولا و تقولها /يا عمري انا، حبيبتي بسم الله عليتس
روان تناظرها بصمت و كم حسدتها انها قدرت تعبر عن اللي في قلبها بمنتهى البساطة.. حسدتها انها بكت على وجدان و عمر مع ان الكل يعرف شعورها السطحي ناحيته.. و هي؟؟ تبكي مع نفسها ما احد يدري عن حبها و لا عن حالها، الوحيدة اللي تدري عنها انحرمت منها و ما تدري هي تبكي على نفسها؟ و لا عليه؟ و الا على اخوانها! ما فيه احد يطبطب على كتفها و يمسح لها دمعها.. يواسيها و يمسك بيدها و يعلمها شلون ترجع تحلم من جديد، يساعدها تدفن أمانيها اللي ماتت قبل ما تشوف النور و تبني أمنية و أمنية! جلست مكانها تناظرها بصمتها و كأنه ما عندها انسان جالس يبكي و يعبر عن حزنه اللي يحزن.. في هالاثناء دخلت مرام و وقفت مكانها بتكشيرة و هي تشوف الجو الكئيب اللي مسوينه و انتظرت لما هدأت صفا و هي تضم شفايفها بقوة تمنع نفسها تبكي..
التفتت لها وريف و ارتسم على وجهها شبح بسمة و قالت بمرح مصطنع/و انا اقول الدنيا منورة؟
تبسمت لها مرام ابتسامة صفراء و قربت منها و هي تسلم بالخد ثم سلمت على رهف و ناظرت صفا و قالت /غسلي اول مو مستعده يلصق وجهي من دموعتس
ضحكت صفا ضحكة تافهة ما لها معنى و طلعت لدورة المياه.. التفتت مرام لروان تناظرها قبل تسلم عليها بنظرة شفقه و عقدت حواجبها حتى تبان ملامح القسوة على وجهها و سلمت عليها بالخد و شوية حضن و كأنها تحاول تواسيها.. همست في اذنها بحدة/ما احد يستاهل تنطفي ضوك عشانه.. _ و بنبرة خاصة قالت _ تفهمين؟
روان ناظرتها بصمت و استفهام؟ ما قدرت تفهم مغزى كلامها بس نزلت راسها و سكتت..
و رجعن جلسن ما عدا مرام اللي قالت بتوتر/وين ابوي؟
ناظرتها رهف باستغراب شوي ثم قالت/فالديوانية بس عنده رجال كالعادة
مرام /اها _ و جلست بصمت و عينها تروح غصب صوب روان اللي استنكرت وضعها بس جاها احساس ان نواف قال لها عن حبها لفيصل ايام الجامعة.

..


.

.
.
فتح الباب بمفتاحه و على الرغم من تأخر الوقت دخل الشقة و قفل الباب من خلفه و مشى بخطوات قصيرة و خفيفة في الظلام و كأنه يعرف طريقه و جمدت كل خلية في جسمه و هو يسمع بالقرب من اذنه صوت زر أمان المسدس ينفتح....
و سمع صوت هامس من خلفه/شششش ارفع يديك ارفعها
حس بدمه رجع يسري في عروقه و أطرافه الباردة حس بالدفا يغزيها و قال بنرفزة و هو يحس قلبه يضرب في اذنه للحين /ياسر يا زفت هذا انا سعود؟
تقفل زر الأمان و جاء صوت ياسر الزعلان /انت؟
سعود التفت له بقهر /باقي بس يذبحني ولد عمي و تكتمل قصتي!!!!
ياسر لمعت عينه بالشفقة تحت ظلام الليل و قال بعد صمت /اسف ما تعودت عليك تدخل الشقة بمفتاحك
سعود رمى نفسه على الكنب و تأوه، دقايق مرت و هو منسدح و ياسر واقف عنده و ما احد فيهم حكى.. التفت لياسر اخيرا و سأله/وين فجري؟
ياسر زم شفايفه /فجري انا وش دخلك انت تصير فجرك؟
تبسم ابتسامه صغيرة و جلس و قال /اجلس ب أكلمك ف موضوع
جلس ياسر قدامه و هو يقلب المسدس في كفه
سعود سحب المسدس منه و قال بمزح / ما سمعتهم يقولون يحفظ بعيداً عن متناول الأطفال
ياسر ضحك /لا المزاج عالي الحمدلله
سعود تنهد و قال /فجرك نايمة؟
ياسر إبتسم برضا و هز راسه ب ايوه
سعود بصوت واطي قال بحذر / شلون نعلم اهلي انها حية؟
ياسر علق عيونه عليه و هو ما يقدر يشوف ملامحه زين من الظلام و قال /بتعلمهم الحين؟
سعود زفر بضيق/امي و ابوي حالهم ماش ما يعجب العدو، خاصة ابوي بعد فيصل.. _ فرك راسه بتوتر و دس يده في جيبه ثم طلعها،
ياسر ب استغراب من حركاته /زين؟؟ و ما عليها خطر الحين يعني؟
سعود فرك رقبته /لا ان شاء الله.. _ وقف عن فرك رقبته لما تذكر هذي الحركة من يسويها؟ حس بالغصه في حلقه، و رجع يدس يده في جيبه و يطلع باكيت الدخان و الولاعة و طلع سيجارة و ولعها و أخيرا استقرت بين شفايفه
ياسر تأفف و قام يفتح شبابيك الصالة
سعود ارتجف من البرد و ناظر ياسر بحدة /قفل الشبابيك وش ناوي عليه انت تبي تذبحنا؟
ياسر /طف الزق ذا اللي تشفطه عشان اقفلها
سعود سحب كمية كبيرة و نفثها في حركة مستفزة لياسر و لف وجهه عنه و هو يقول /ما لك دخل..
ياسر رجع يجلس بس بعيد عنه و قال /لا تعلمهم انها حية
سعود التفت عليه بتساؤل و هو يشوف وجهه الجاد على أضواء الشارع
ياسر يكمل/خذها و ودها لهم خلهم يشوفونها عشان ما تضطر تتكلم و تشرح و تتعب
سعود بتردد/بس اخاف يصير لهم شيء لو شافوها
ياسر /وش بيصير يعني؟ بيفرحون اكيد
سعود /اي و لو انجلط احد منهم وقتها؟
ياسر /بسم الله عليهم.. لا تتفاول ان شاء الله مو بصاير لهم شيء
سعود /لالا.. مستحيل افاجئهم كذا بينفجعون.. ب أقولهم و أوضح لهم كل شيء و بعدها ب اخليهم يشوفونها.
ياسر هز كتوفه/اللي تشوفه.. طيب متى ناوي تعلمهم؟
سعود /اليوم لا صحوا.. ابوي يتقهوى الساعه 6 لازم و امي تقابله ب أجلس معهم و اعلمهم.
ياسر /طيب وش جاي تبي؟
سعود /عشان آخذها معي
ياسر /زين انت روح انا ب اجيبها لما تصحى تصلي الفجر و آخذها لكم
سعود وقف / كأنك تقول فارق بس
ضحك ياسر و سكت ما رد عليه
سعود ضيق عيونه /لا تقول قاطعتكم ب..
قاطعه ياسر و هو يقوم و يدفه يطلعه برا /انقلع انقلع بس
ضحك سعود ضحكة صغيرة و طلع من الشقه رايح لبيتهم
..

.

.


البيت الأخضر :

أعطته آخر ملعقة من شوربة العدس ثم فتحت قارورة المويه و ناظرته بصمت لما قال و هو يبتسم بمرح /طبعا ما راح تشربيني المويه صح؟
حاولت تتصنع بسمة / عندك مانع!
ضحك بخفة و قال بتساؤل /كنتي تدلعيني نفس كذا من قبل و الا بس الحين عشاني تعبان؟
ناظرته بأسف انه مو متذكر شيء و قالت بهدوء /لا كنا نختلف كثير
مال فمه بباقي ضحكته /يعني عشاني تعبان
ابتسمت بمرارة و هي تقول /لا عشان عرفت قيمتك
شرب جغمه من المويه و قال بعد صمت /ياللا صار وقت تكملين لي الباقي
وجدان بعقدة حواجب / ايش؟
عمر /أهلنا.. وقفتي عند لما توفت اختنا الكبيرة و انا جيتكم آخذكم؟
اندق الباب
عمر بصوت عالي شوي /من؟
و جاء صوته من خلف الباب / دكتور أسامة
تبسم عمر ابتسامة واسعة و قال بمودة /دقيقة يا غالي
عقدت حواجبها بضيق، غالي؟؟؟ الزفت هذا غالي!! هو السبب في اللي احنا فيه الله لا يوفقه..
انتبهت له يقول بنرفزة /رجعتي تسرحين؟؟ قومي البسي لا نطول على الرجال
قالت بتنهيدة/مع هذا انت لا تعطيه وجه طيب؟
عمر بشك /ليش؟
وجدان بنرفزة /لازم سبب؟ بس لا تاخذ راحتك معه كثير ترا غريب
عمر ببرود /كلكم اغراب.. حتى انتي غريبة
سوت اللثمة و قالت ببرود / تهنى الحين ما احد بنادم كثرك بعدين
عمر بسرعه /وش تقصدين؟
وجدان ناظرته بحدة /و ليش تهتم مو انا غريبة؟
سكت و هي راحت تطلع و من فتحت الباب لقته بوجهها لسعته بنظراتها الحاقدة و همست له / قل لعلي ذاك عسى الله لا يسلم فيه مخز ابرة و الله لا يبيحه و لا يبيحك
تبسم بوجهها و قال ببسمته متجاهل كل كلامها/ما تبين تعرفين وش جايب معي لعمر؟
وجدان بسرعه و غضب/لا _و راحت معطيته ظهرها و هو كالعاده يناظرها و يبتسم
و دخلت غرفتها و هي ما تركت كلمة سيئة ما قالتها عنه و وقفت في نص الغرفة تفكر وش معه يقول؟؟ و كلت قلبها الحسايف و هي تتمنى ما استعجلت و قالت لا.. الحين بيروح بيعطيه عمر مو هي و عمر يجلس يقدسه اكثر! و ركضت بسرعه لغرفة عمر و فتحت الباب بقوة و سرعه و شافتهم الاثنين يضحكون و التفتوا لها، واحد عصب منها و الثاني إبتسم و أخفى ابتسامته
وجدان بحدة /وقت نومك خلاص صارت ٢
عمر بحدة مشابهة/فيه شيء اسمه استئذان و الا انتي ما تعرفين تستأذنين؟
وجدان ببرود /بالضبط.. _ و ناظرت أسامة و قالت بكره_ ممكن دكتور أسامة تطلع و تتركه يرتاح
اسامه وقف و هو يقول لعمر ببسمة /اذا اشوفك بكرة يا وسيم، كن بخير
عمر إبتسم له /اجلس ما راح انام الحين ب أجلس اتقلب_و خز وجدان بنظرة وعيد
أسامه /ما اقدر انا ابي انام بعد
عمر/تصبح على خير أجل
اسامة/و انت من أهله _و طلع بعد ما مر من عندها
وجدان بسرعه قالت /ياللا نام تصبح ع خير
عمر برجا /تكفين اجلسي عندي ما فيني نوم.
وجدان بطرف عين / خل دكتورك ينفعك _ و بسرعه طفت الانوار و طلعت و هي تسكر الباب.. التفتت وراها ما شافته و راحت ركض طالعه من البيت الأخضر و شافته طالع منه و رايح للملحق
نادته و هي ترص على اسنانها/أسامة.. اسااامة
وقف و التفت عليها بتساؤل مصطنع و قال بهدوء /نعم؟
وجدان مدت يدها و قالت /هات
تبسم ابتسامته اللي تعودت تشوفها ع وجهه كل ما يشوفها و قرب منها و هو يطلع من جيبه شيء ما درت هو ورقة او كرت او ايش بالضبط؟ بس اللي درت عنه انه حط هالشيء بيدها و اختفى من عينها بلمح البصر.
و ناظرت اللي بيدها صورة مقلوبة على وجهها، قلبتها و علقت عيونها في اللي مجتمعين في الصورة.. عقدت حواجبها و غمضت عيونها.. هي وعدت نفسها ما تبكي ما راح تبكي.. بتحتفظ في طاقتها لعمر.. بتهتم فيه و بتحطه في عيونها و تحاول قد ما تقدر تذكره فيهم لما يتذكر. و راحت لغرفتها تنام و هي توعده توريه الصورة بكرة.


..


.

.

.


/لا تروح انت، بروح انا
رفع حاجب /على اي اساس تروح انت؟
ناظره بعتب/و فيه فرق بيننا؟
هز راسه بموافقة /ايه فيه فرق.. بنات عمي انا انت وش لك؟
بزعل قال/هذا جزاي اللي افكر فيك....
قاطعه/وش تفكر فيه الله يصلحك بس
/صار لك كم يوم ساحب على الدوام و حالتك حالة لا تحسب ما ندري عنك، خلاص متعب روح ارتاح و اترك الموضوع لي.
متعب بحزم/و الله ما ارتاح و لا تغفى لي عين لين الاقيهن
صالح بحدة /طيب لقيتهن بس ماتقدر تجيهن انت ما قلت لي البيت مفخخ بالحرس
متعب/و انت على بالك بيمنعوني حرس عنهن بعد ما لقيتهن؟
صالح/لا تدخل نفسك في بلاوي انت ما تدري عن شيء
متعب/وش تدري عنه انت؟
صالح بعد صمت /الرجال اللي صار لك يومين تراقبه و اللي تقول ان ولدك صور سيارته ماخذ بنات عمك ما هو إلا ولد اخت محمد الراشد
متعب تحرك بضيق/من جدك؟
صالح / اي و الله.. لا تشتبك مع ذا العايلة و انت تعرف بكبسة زر يطيرونك وراء الشمس
متعب بسخرية /زي ما طيروا سفر ال.....، هذا و هو خاطف ولده و بنته.. عرضه عرضه ياخي بس ما قدر يسوي شيء غير انه يبرئه من أفعاله و ينسف تعبنا في رجاء انه يرحمه و يردهم له
صالح بهدوء /و الله انك مسكين و لا تدري وش هو يخطط له، ابوك ذا داهية الدواهي لا تعرض طريقه قسم بالله ما يرحمك.
متعب بشراسة/بنات عمي و بآخذهن طرق(غصب) عن خشومهم
صالح /انا حذرتك و انا عاد كيفك.. لا تلعب معهم يحرقونك.
..

.

.

.
باس راس ابوه ثم امه و هو يقول /صبحتوا بالخير
/صبحت بالنور والسرور
جلس قدام امه و ابوه اللي جالسين على الجلسة الشعبية الأرضية.. يفصل بينهم مركى.. و سحب ترمس القهوة يقهويهم و يتقهوى معهم
ام سعود /غريبة صاحي ذا الحزة؟
سعود تبسم ب ارتباك و نزل فنجان القهوة عند رجله و قال بتوتر /انا ابي اكلمكم في موضوع مهم
ابو سعود ناظره باهتمام /قل وش في خاطرك يابوك.. انا بعد ابي اكلمك في شيء
سعود /سم يبه
ابو سعود /لالا علمني انت اول.. موضوعنا ملحوق عليه
سعود بعد صمت / يبه تذكر الحريق اللي نشب في الفيلا اللي عطانا ابوي محمد؟
ابو سعود لمعت عينه بالمرارة و سكت ما رد عليه
ام سعود لهج لسانها بذكر الله
ارتفعت حرارة جسمه و نفخ صدره بالهواء يحاول يضبط نفسه
ابو سعود /الله المستعان يابوك.. وش جاب طاريها؟
سعود /ذكروا في التحقيق ان الحادث متسبب تذكر؟
ابو سعود هز راسه /حسبي الله ونعم الوكيل
سعود ازدادت دقات قلبه و قال بهدوء/اللي مفتعل الحريق بيني و بينه عداوة.. و يبي يعطيني قرصة اذن على قولته..
اتسعت عيون ابو سعود بالصدمة و قال بغضب عنيف /و ليه توني ادري بذا العلم؟ جايٍ تعلمني الحين وشهو له؟
سعود بلع ريقه /يبه اذكر الله و اسمعني للأخير
طفرت عين ابو سعود بالدموع و قال بعتب /وشلون قدرت تعيش مع ذا الذنب؟
ام سعود لطمت صدرها بحسرة و قالت بتحسر على بنتها /انت اللي جنيت عليها، انت اللي ذبحتها و هي في عز شبابها
تنهد.. خلاص هو ما عاد يتأثر بهالحكاوي.. هو ما سوا شيء خطأ.. كل اللي سواه انه حماها، الشيء اللي راح يسويه اي واحد كان في مكانه.. وقف و قال ببرود / بنتكم ما ماتت، _ و كمل في نفسه : ما احد مات الا انا
سعود بنفس البرود و هو ماتت في نفسه رغبة انه يشوف ردة فعلهم لما يشوفونها كمل / انا زورت موتها مع ياسر و خبيتها عن العالم عشان ما احد يوصلها. و الحين ما عاد فيه لزوم اخبيها اكثر و هذي هي جبتها لكم
طلع من عندهم تاركهم خلفه للصدمة و الفجعة، و تارك ابوه من خلفه يناديه يبيه يرجع يأكد له اللي سمعه... راح لسيارة ياسر و فتح باب مقعد فجر و قال ببرود /انزلي
ارتجفت أطرافها و قالت بتوتر /كك.. ككيففف؟ علمتهم؟
هز راسه /ينتظرونك
التفتت فجر على ياسر و قالت بغصة/ياسر ب اشوفهم؟؟؟ بشوف امي وابوي؟؟؟
نزل من السيارة و التف عليها و جاها.. مسك يدها و سحبها له و هو يضمها و يقول / اي يا عين ياسر بتشوفينهم و بتضمينهم و بتنامين في حضنهم من اليوم و طالع.. _ و أطلق نظرة قاسية لسعود الواقف و يناظرهم ببرود الدنيا كلها
سعود و هو يده في جيبه قال / ادخل ما فيه احد عندك
ياسر بنرفزة /وين بتذلف؟؟
سعود سفهه و مشى مبتعد عنهم
ياسر ابعد فجر عن حضنه و ركض خلف سعود و سحبه و هو يقول بقهر/وين ان شاء الله؟؟؟
سعود دفه عنه و نفخ في وجهه /ما لك دخخخلللل يسور فارقني
وقف يناظره و هو رايح و معطيه ظهره و طلع من الحوش على أقدامه بدون سيارة.. تنهد و رجع لفجر المرتبكة و اللي ما اهتمت كثير للي يصير و كان كل همها شلون بتشوف أهلها الحين؟.. حضن يدها بيده همس لها بحنان /تعالي حبيبي
وقفته عند الباب قبل يدخل و قالت و هي ترتجف /ياااسسسرر.. _ حطت يده على قلبها و قالت بنبرة تدل على البكاء _ احس قلبي بيوقف
إبتسم لها يطمنها /بسم الله عليتس
و شد على يدها و هو يدخل و هي وراه تخطوا الصاله الجانبية و طلعوا للجلسة اللي جالسين فيها ام و ابو سعود...
ارتجفت شفايفها و هي تشوفهم جالسين بجنب بعض و اثنينهم يبكون و عيونهم ما تطيح على بعض.. نطقت بلوعه /يممممه؟؟؟
رفعت راسها بصدمة، كانت تعتقد انها سمعت غلط او ان سعود كان يمزح معهم مزحة! و حاولت.. حاولت تقوم بس رجولها خانتها و بكت بصوت و هي تفتح يدينها و تقول بصوت متحشرج /يممه فجررررر
رمت نفسها في حضنها و هي تنشج و تشاهق، باست راسها و خدودها و خشمها و رقبتها و كتوفها. باستها بلوعه و لهفه و هي بين ثانية و ثانية تهمس /يمممه؟
و امها تبادلها البكاء ببكاء و الحضن بحضن و كل شوي ترد عليها ب/يا عين يمه.. يا روح يمه.. الحمدلله.. الحمد لك يا ربي.. الحمد لله والشكر..ابعدت عن حضن امها و ناظرت ابوها اللي عيونه تلمع بدموعه و زحفت على ركبتها لما وصلته و باست راسه و خشمه و هو خذاها في حضنه و هو يشهق شهقات مكتومة، مسح على رأسها و شم ريحتها، يحاول يصدق انها قدامه و ان السمومة (الجثة المحترقة) اللي بكى عليها قبل سنين ما هي جثتها..
ياسر مسح دموعه بطرف شماغه و تلثم و مال على فجر ياخذها من حضن عمه و قال بحنان/بس يا عمري تعبتيهم.. _ ناظر عمه و زوجة عمه_ قرت عيونكم
ام سعود ببكاء /قرت عيونك بشوفة نبيك _و ناظرت فجر و مدت يدها لها _تعالي يمه تعالي في حضني تعالي اااهه ب اشبع منتس
فجر ابعدت عن ياسر و رجعت لحضن امها و رجعت تبكي و بكت امها معها
و ابو سعود كفكف دموعه و قال لياسر /تعال وقفني يابوك
ياسر شد على يد عمه يوقفه و طلع معه و هو كل شوي يسترق النظر لفجر و راحوا للديوانية
ابو سعود بصرامة/علمني وش صاير يوم تغبون بنتي عني؟ وين العاق ذاك ادعه لي خله يجيني ما خلصت كلامي معه
ياسر باحترام /عمي و الله ما سوينا كذا الا خوف على حياتها
ابو سعود صرخ في وجهه بتعب /انا بيجي مني مضرة؟؟ انا ب اذبح بنتي؟
ياسر طمن عيونه و سكت..
ابو سعود ينافخ /رح ادعه لي خله يجي ذا الحين الله يسخط عليه
ياسر زم شفايفه بزعل من دعوة عمه و قال بضيق/استغفرالله
دخل سعود و قال ببرود /هذاني يبه.. ياسر ماله دخل انا السبب في كل شيء.. انا اللي احرقت الفيلا و انا اللي ذبحت فجر و انا اللي خبيتها عنكم.. انا الله يسخط علي
ابو سعود مد يده اللي هبطت تلقائياً على خد سعود و قال بغيظ و غبنه/انت؟ انت غاسل يدي منك من زمان، انت ما تستأمن على احد.. اطلع اطلع من بيتي لا اشوفك فيه و لا اشوفك متقرب من بناتي و الا و الله!! و الله لا تكون ذبحتك على يدي
ياسر ركض بينهم و صرخ /استهدي بالله يا عم.. تعوذ من الشيطان الرجيم
سعود اسود وجهه.. و مد يده يفتح ازرة ثوبه العلوية و قال بغصة /ضربتين على الراس توجع يابو سعود
ابو سعود بصراخ/تخسي و تعقب مانيب ابو سعود.. انا ابو فيصل و الله يخلف علي، انقلع جعل الله لا يبارك فيك يالردي
ياسر لمعت عينه بحمية /يا عم انت مو بفاهم شيء، سعود متورط مع ناس ما يخافون الله، هم اللي....
قاطعه سعود و هو يدفه و يقول ببرود/انكعم.. مالك دخل في شيء انت
ياسر رص أسنانه بقهر لما شاف ابو سعود يدف سعود و يطلعه و هو يدعي عليه
/يا سواد وجهك يا عبدالله.. تعال قل للعالم ان بنتك حية ما ماتت.. وش عذرك؟ وش بتقول؟ وش بيظنون فيها.. حسبي الله ونعم الوكيل عليك من ولد كانك اشقيتني اول و تالي
ياسر راح بيركض خلق سعود بس وقفه عمه و هو ينافخ عليه /روح جيب ابوك و عمانك عسى الله لا يبارك فيك معه
ياسر وقف يناظره بغبنه و بعدها طلع...

..



.
.
طلع من الديوانية بوجه الأسود و راح بخطوات سريعة للقصر و منه لجناحه و من جناحه لغرفته و سحب شنطة سفر زيتية متوسطة و فتح دولابه و سحب فستانها الأسود الحرير و رماه في الشنطة و سحبها معه و طلع لغرفة ملاك و جلس يدق الباب بقووة و فتحت و هي مرعوبة و انرعبت اكثر لما شافت وجهه
ملاك بخوف /سعود؟؟
سعود ناظرها بشراسة و قبل لا يتكلم بكت هي و قالت برجفة /قسم بالله ما دريت.. و الله عبالي انه انت اللي برا و تبي نوف.. _ بكت بقوة_ و الله ما دريت
عقد حواجبه مو فاهم عن ايش تتكلم و مو فاضي بعد لخرابيطها دفها عن الباب بقسوة و هو يقول /وين نوف؟
و دخل و شاف بنته تلعب نفسها على سريرها رمى الشنطة على الأرض و التفت لملاك اللي تبكي في مكانها و قال و هو ينافخ /وين ملابسها؟؟
ملاك فزت بسرعه و هي تشاهق و فتحت الدولاب و هو بسرعه ياخذ ملابس و يرميها في الشنطة
ملاك مسحت دموعها /وين بتاخذها؟
سعود سفهها و قفل الشنطة و حملها على كتفه و خذا نوف و هو يضمها لصدره و طلع من القصر..
..

.

.
.
الساعة 7ص..

شهقت بفجعة من الباب اللي انفتح من غير ما استئذان و هي جالسة على سريرها تتأمل الصورة اللي بيدها.. تنفست بعمق و هي تشوف اللي واقف عند الباب و يناظرها بتفحص، ضيقت عيونها و هي تدقق فيه و تتفحصه و بانت على وجهها ملامح الكره و هي تشوف الشبه القوي بينه و بين أسامة حتى بالشعر المجعد قلبت الصورة على وجهها و قربت منه، مالت عليه و مسكت اذنه و قالت بتهديد /ابوك المخنز ما علمك تستأذن قبل تفتح الباب؟
عقد حواجبه بألم بس حافظ على فمه مطبق و لا بكى
ضغطت على اذنه و هي تقرصها و قالت بغضب/ليش جاي هنا؟
فتح فمه بس رجع يقفله و هو يحس راح يصيح لو فتحه مرة ثانية و مد يده الصغيرة البيضاء لطرحتها اللي متحجبة فيها و هو يحاول يفكها
فكت يدها و ضربت يده و قالت بعصبية/قليل أدب مثله
رد عليها بفحيح زعلان/انا مو قليل ادب
رفعت حاجب بطريقتها المشهورة فيها و قالت بنرفزة /ياللا انقلع من هنا قبل اضربك
وقف بعناد و قال و هو رافع خشمه /ما راح اروح لما اشوف شعرك
ضيقت عيونها باستغراب بس دفته بسرعه تطلعه من غرفتها و هو جر طرحتها عن راسها و انتثر شعرها على كتوفها ممتد لين اخر ظهرها
لمعت عينها بالغضب بينما لمعت عينه بفرحة و صرخ و هو ينقز في حضنها /مامااااااا وجدااااان
شهقت بصدمة ووجهها احمر من شدة حضنه لها و يديه الصغيرة تلتف حول رقبتها و تخنقها
فككت يده و دفته عنها و هي توقف صرخت بنرفزة /ابععععد عنننني
و انفجر يبكي و هو يرجع يرمي نفسه عليها و يتمسك برجولها و كل شوي يقول /ماما.. مممااما
صرخت تنادي كلارا /كلااااااررررراااا... كلااااررراااااااا
زاد في بكاه و هو يتمسك فيها أكثر و كأنه يحاول يتخبى فيها
جت كلارا و انصدمت من المنظر اللي تشوفه و قالت و هي تحط يدها على فمها/يا إلهي!! سوف يغضب السيد الدكتور غضبًا شديدًا
وجدان بصراخ /خذي هذا العلقة قبل أن أبدأ بك و بسيدك _ و صرخت بقوة اكبر و هي تدفه برجولها عنه_ خذذذذذيه عنننني التبن
بس بدال كلارا كان جسمه هو مثل الصاروخ يميل على ولده و ياخذه و هو يضمه و يبوس راسه و رقبته و يحاول يهديه و يوقفه عن البكاء و الصراخ..
ناظر وجدان بحدة و قال بعصبية/حسابي معك بعدين، فيه احد يتعامل مع طفل كذاا؟؟ طفل يا التبن انتي…

.

.

.

.
انتهى


نافذة أمل likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-20, 09:13 AM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


20

.
.
..

.

بس بدال كلارا كان جسمه هو مثل الصاروخ يميل على ولده و ياخذه و هو يضمه و يبوس راسه و رقبته و يحاول يهديه و يوقفه عن البكاء و الصراخ..
ناظر وجدان بحدة و قال بعصبية/حسابي معك بعدين، فيه احد يتعامل مع طفل كذاا؟؟ طفل يا التبن انتي
صرخت بوجهه و هي تبكي بخوف من تهديده/رجعننننيييي لأبوي اقولك، _ قربت منه و ضربته بقوة على كتفه_ رجعني لأبوي يا حيووواااان
بكى ولده اكثر و صرخ باسمها /ماما وجدااااان _و فك يديه عن رقبة ابوه و هو يميل عليها و يبكي
ضربت يديه و صرخت ببكاء/ابعد ولدك الزف......
قاطعها و هو يفتح عيونه على وسعها و يناظرها بتهديد لا تكمل و فعلا هي سكتت و حطت يدها على فمها و هي تبكي و ولده يبكي و يحاول يتخلص منه و يروح لها.. بس هو بسرعة البرق طلع من البيت و اختفوا بس صوت ولده ما اختفى، سندت ظهرها للجدار و هي باقي تبكي و تلم نفسها بيديها
انحنت عليها كلارا و قالت بحنان/عزيزتي الجميلة توقفي عن البكاء ارجوك..
صرخت بوجهها /ابتعدي عني كلارا ابتعدددددي
و من كثر البكاء صارت تشاهق و ما في خيالها الا صورة وحيدة، اللحمة اللي تشبه الاسفنجة الصغيرة، اللي قست على نفسها بس عشان تحرمها حقها في الحياة، احساسها و هي تنزلق من بطنها و تطيح من بين رجولها، منظرها و هي تنعطى لها و تتأملها بدون دمعة و كأنها اختارت انها تجهضها مو انجبرت على هالاختيار.. ليتها ما اضطرت تموت ضناها! ليتها كانت قوية و وقفت بوجيههم و قالت صار كيت و كيت.. و خسرت من خسرت و فقدت من فقدت بس ما تخسر ضناها و تخسر نفسها، بس هي في سبيل انها ما تخسر احبابها ضيعت نفسها.. _ انسحبت ذراعها بقوة و بكت باستسلام و هي تناظر وجهه المليان قسوة في هاللحظة، يا ليته كان شخص سيء و يذبحها و ترتاح.. خلاص تبي تموت هي و الله تبي تموت.. ما قدرت تجاهده و تناضل في سبيل نفسها انسحبت وراه مثل ما تنسحب الذبيحة و دموعها اللي مسوية غشاوة على عيونها ما سمحت لها تشوف هو وين ماخذها؟ و مع هذا ما اهتمت كثير بس تمنت انه ياخذها للمكان اللي تموت فيه و تخلص.

..

.

.

.
الساعة 8 ص
وقف قدامه معترض طريقه و قال / شو بدك هون سيدي؟
ناظر في صالح المتوتر و رد بقوة و هو يطلع هويته و قال / تفتيش
احمر وجهه و قال بسرعه /صاحب البيت مش هون استنى...
دفه عن دربه و أشار للفريق اللي معه يمشون وراه،
صالح /يا ولد لا تلعب بالنار تحرقك!
متعب ناظره بشراسة /الحين جاي معي لييه؟؟؟ اسكت صالح اسكت لا ترفع ضغطي
دق الباب بقوة و سمع صوتها يجيه من خلف الباب /مين؟
بلع ريقه و ناظر صالح برجاء انه يتكلم و صالح المتوتر ما قدر يساعده و لم لسانه و أطبق على فمه..
متعب بحدة /افتحي الباب ليلى و الا خلعناه!
وصله صوت شهقتها ثم صوت خطواتها و يبدو أنها ركضت هاربة منه..
التفتوا للصوت اللي جاهم من خلفه..
شاب طويل و نحيف لابس ثوب مخصر و عاصب شماغه على راسه مشى بطريقة أنيقة لين وقف قدامهم و قال بثقة / هلا يالحبيب مضيع شيء هنا؟
متعب بنرفزة طلع الشاره بوجهه و قال بحقد /كائن من كنت ابعد عن وجهي
تبسم ابتسامة بينت أسنانه المصفوفة بترتيب و قال بوقاحة متعمدة /تعرف وين تحطها شارتك هذي
متعب تحرك بسرعه بيضربه بس صالح مسكه بقوة و قال بعصبية هامسة /انكعم يا رجال لا تودي نفسك في داهية
متعب و هو يرص على أسنانه /تعرف اني اوديك في داهية بس على كلامك هذا؟ فالأفضل انك تفارق من وجهي الحين و لا ابي منك تعتذر لا تخاف ما يشرفني اعتذارك
حط يده على خصره و هو رافع جزء من أسفل ثوبه بيده الثانية و قال بهدوء /اطلع من الحي بكبره لا اشوفك لا انت و لا واحد من كلابك يوطوط فيه و الا.... _ سحب نفس طويل _ طيرته ورا الشمس بغمضة عين
كل اللي واقفين حوله ناظروه بغضب
واحد تكلم /سيدي خلنا نسجنه بتهمة التعدي على رجال الدولة
ناظره باستفزاز و قال بتحدي/اذا تقدر بس لا تقصر _ و رجع يناظر متعب _ معك دقيقة وحدة لو ما تلم الكلاب اللي مجمعهم و تفارق قسم بالله ليكون اخر يوم تتهنى فيه _ تبسم بمتعه_ و مرة ثانية لو نويت تفتش مكان جيب معك مذكرة تفتيش ما هو بأنا اللي ب اعلمك يا _ب استهزاء نطق_رجل الدولة
صالح بسرعه قال/نعتذر على الإزعاج السموحة منك ياخوي _ و سحب متعب من ذراعه و هو يترجاه يطلع _ انسحاب يا عناصر!
متعب سحب ذراعه من يد صالح و ناظر وجه الشاب اللي واقف قدامه بقوة /و الله ما اطلع من هنا الا و معي بنات عمي
مد يده و ربت على كتف متعب و قال بتهديد /ما راح أكرر كلامي.. اطلع قبل تندم
متعب بحركة مباغته مسك ذراعه و لواها خلف ظهره و هو يرص عليها و قال بحقد و أنفاسه تضرب في اذنه /اندم؟ ورني وشلون اندم! _ و لوى ذراعه اكثر
..
دخل مع خاله و شاف ذاك المنظر قدامه، تحفزت خلاياه و نسى انه محقق و رجل دولة و ركض يمسكه بقوة و يعطيه بقس على وجهه بحقد و قال بصراخ /على من تمد يدك؟
عناصر الفريق مسكوا ماجد الثاير و هو يصارخ /فكني عليه ابن الكلب
صالح بنظرة من عينه أشار لهم فتركوه و هو بدال يرجع يهجم من جديد وقفه خاله اللي أشار له بعينه اركد..
ناظر ولده نظرة حنونة و هو يشوفه يضم يده على صدره من الألم و رجع يناظر متعب و صالح و قال بحزم و صرامة و هو اللي لا قال فلا رجعه في قوله/أجمعوا أنفسكم و اطلعوا برا
صالح بأمر/ انسحاب..
متعب صرخ /ما اطلع من هنا الا و معي بنات عممممي
صالح رص على أسنانه / اطلع يا متعب!!
متعب ناظر صالح بأسف و قال /بكم شراك هاه؟ عساه بس سعر يسوى و أغلى من سع.....
قاطعه لكمة قوية في وجهه من صالح اللي قال /تطلع يا متعب حالا و الا قسم بالله لأطردك و لأجرك السجن
متعب ناظره بغيظ و وعيد و انسحب خارج من البيت من خلفه صالحو بقية العناصر.
ماجد راح يدق على الباب و قال بصوت عالي /يا ام عادل لا تخافون انتم ب امان بإذن الله
و رجع وقف بجنب خاله..
ابو عمر خطف نظرة سريعه على عامر /تعورك؟؟
عامر هز راسه بلا و هو يفرك ذراعه و قال بشك /يبه تعرف الرجال الثاني اللي مع متعب؟؟
ابو عمر /هذا العقيد صالح.. ما قصر لو ما هو بهنا كان كبرت بيننا و بين متعب
عامر بصرامة قال /ما نيب متحرك من هنا الا معلميني وش جالس يصير؟
ماجد ناظر خاله المتعب و الهزيل و قبل يسند له كان خاله ماشي و هو يقول /انا راجع للبيت ارتاح.
ماجد /اوصلك انا
ابو عمر هز راسه /لا راجع بنفسي انت ارجع مع عامر
فهم عليه و سكت و هو يلاحقه بعيونه لين طلع من الحوش ثم جلس على الأرض و جلس بجنبه عامر
ماجد /كل اللي اعرفه ان خالي متورط مع ناس يسوون بلاوي.. مثل المتاجرة بالأعضاء و المخدرات و تهريب الأسلحة و هم خاطفين وجدان و عمر.. ليش؟ مدري عاد عن شيء، و اللي هنا في البيت اهل عادل هو موصي خالي عليهم
ارتسمت المرارة على وجهه و نزل الخبر مثل الصاعقة على راسه، صح هو من حالة ابوه و ضعفه متوقع انهم مخطوفين بس وقع الكلام عليه غيير غير
همس /و صالح هذا؟
ماجد /وش فيه؟ ليه علقت عليه!
عامر /ما سمعت متعب يقول له بكم شراك؟ و هو ضربه ما خلاه يكمل كلامه!
ماجد ضيق عيونه /يعني تقول ان فيه شيء؟
عامر وقف و عقد حواجبه من ألم يده بس مشى و تجاهل الألم و تجاهل صوت ماجد اللي يناديه من وراه
..
.
.
بحركة تمثيل هيام حطت يدها على صدرها و تنهدت و هي تقول /اااه اه من هالعايلة كلهم يقطعون القلب يعني؟
ناظرتها ليلى و هي قلبها يدق في اذنها للحين من الخوف و الرعب من صوت متعب و قالت بنقد لاذع /هم ما فيهم حلا لكن انتي مخفة الله يعين عليك
حنين شهقت /ما فيهم حلا؟ من اللي فيه حلا ان شاء الله يكون متيعب و انا مدري؟
ارتجفت من طاريه و بان الخوف و الكره في وجهها
حنين /اسمعي انا راح اقول للشايب الرزة ذاك يدور لك على وظيفة
ليلى صرخت بوجهها /عشان اذبحك يا زفت
حنين بملل /يعني ناوية تنتظرين؟ حبيبتي بنات معدلهم ممتاز و متخرجين بمرتبة الشرف الأولى و لا توظفوا تبين انتي اللي معدلك كأنه وجهك تتوظفين بدون وساطة؟ احلممممي
ليلى /بعمري ما توظفت ان شاء الله.. و الله لأقص لسانك لو تقولين شيءحنين ناظرتها بقهر ثم صدت تناظر ماجد و عامر مع الشباك و قالت بهيام /اوووف
ليلى سحبتها من بلوزتها بطريقة مهينة و دفتها عن الشباك و هي تقول بتهديد /قسم بالله لأقول لأمي انك تترززين عند الشبابيك تمنظرين في الرجاجيل
حنين صرخت و خنقت نفسها بيدها و هي تقول /اذبح نفسي احسن وععع وعع.. _و طلعت عند امها اللي جالسة على كرسيها و تستغفر
ام عادل /ها وش صار؟
ليلى جاء صوتها من خلف حنين /ارتاحي الغالية خلاص راح
ام عادل /حسبي الله ونعم الوكيل
حنين بمزح/يمه لو تركنا بعض العرب هناك ما كان ركض ورانا لين هنا
ام عادل ابتسمت
ليلى صرخت عليها /اقطعي و اخسي
حنين ضحكت بمتعه و ضحكت معها امها..
و هي ناظرتهم بعتاب و جلست بزعل
..
.

.
.

قلب الصورة بيديه و هو يدقق فيها و إبتسم و ناظر اللي جالس قدامه بامتنان و قال بمرح /و الله ابوي وسيم؟
إبتسم أسامة /و الا من وين جاتك الوسامة انت؟
ضحك عمر /الله يسلمك.. بس ابوي اوسم مني
أسامه ناظر جواله اللي يدق.. هذا علي ما رحمه من الصباح و هو يتصل اففف.. وقف و هو يقول /عن اذنك عمر ب اطلع اتطمن على ولدي
عمر عقد حواجبه /الله يطمنك عليه، و الله صراخه روعني
أسامة لوى شفايفه بضيق و هو يتذكر اللي صار و لف عن عمر طالع و هو يفكر فيها.. الحين وش بتكون ردة فعلها؟ بتكرهني.. على اساس تحبك هي؟ بس بتكرهني اكثر.. استعجلت استعجلت أسامة.. وش اللي خلاك تكشف سترك قدامها؟ شلون هزتك و انت الثابت!! _ ندمان بس في قرارة نفسه مرتاح، و كأنه كان فيه جبال عظيمة على صدره و انهارت، وقف عند باب غرفتها لثواني قبل ما يكمل طريقه خارج البيت الأخضر، و من طلع كان بوجهه علي اللي صرخ برعب /انت ويييينك ليش ما ترد علي؟ كم مرة اتصلت عليك
أسامة بنرفزة /علي تكلم زين شلون تكلمني بهالطريقة؟؟؟
علي بسرعه /مكانك انكشف.. جدك كلمني يحذرني و قالي اطلعك بسرعه لمكان ثاني انت و حفيده.. قالي يترك عيال الراشد هناا و ينجى بجلده
أسامة صرخ برعب /اااييييييششششش؟؟ _ و قبل لا يرد عليه علي كان هو راكض للمحلق و دخل غرفته و فتح خزنة و طلع منها شنطة فيها 4 جوازات و 4 هويات.. فتحها يتأكد منها.. كانت الهوية و الجواز الأول بإسم باسم الزيد.. و الثانية سيف النايف.. و الثالثة مؤيد النايف و كانت تحمل صورة ولده.. و الرابعه بإسم مروة النايف و تحمل صورة وجدان.. خذا اللي تحمل صورته هو و حطها في جيبه و الباقيات رجعها للشنطة و راح ركض لمربية رائد و صرخ عليها /خذي رائد و اتبعيني
و كانت رائد تحت تأثير المهدئ اللي خذاه من ساعه و حملته المربية لسيارة علي الواقفة قدام البيت الأخضر.. و أسامة صاح على علي /روح جيب عمر و انا ب اخذ وجدان بسرعههه
و ركضوا اثنينهم واحد على عمر و الثاني لوجدان اللي صرخت برعب من شافت أسامة فاتح الباب بقوة.. بس هو ما اعارها اهتمام سوا انه فتح درج الأدوية اللي عندها و طلع منه ابرة و علبة زجاجية سحب منها مقدار معينو قرب من وجدان اللي تصيح /ابعععد عنننني الله ياخذك... اابببععددد... يبببببااااه
امر كلارا/قومي بتثبيتها جيدا..
و فعلا كلارا مسكتها و ثبتتها و هو عطاها الإبرة و هو يناظر ذراعها بأسف ثم لما نامت لمها بالعباية اي كلام و حملها و امر كلارا / تعالي بسرعه و لا تنسي إحضار جوازك و إقامتك
كلارا هزت راسها و هي مرعوبه من رعبه و ركضت لغرفتها خذت شنطتها و طلعت وراه و كان واقف الحين عند السيارة ينتظرها و من ركبت سدح وجدان في حضنها... و التفت لعمر اللي واقف وراه يناظره بصدمة و عيونه شوي بتطلع و صرخ /وش جالس تسوي؟؟؟؟
أسامة برجفة سحب عمر و ركبه السيارة غصب و قال برجا /عمر... عمر اسمعني... اااا.. بياخذك علي لواحد في الإمارات اسمه سلطان.. لما تشوفه قله اسامه وعدني انك راح تعلمني بكل شيء و هو بيعلمك.. بس الحين روحوا روحوا _و ناظر علي _ علم سلطان لا يطلعهم مكان و لا يسوي شيء لما اجيه انا بنفسي تمام؟؟؟
علي صرخ/و انت دكتور أسامة؟؟؟؟
أسامة /انا وراكم بس انتم اطلعوا مع الباب الصغير و انا ب اطلع مع الباب الرسمي
علي /بس جدك.
أسامة سكر الباب بقوة و ضرب على السيارة بمعنى امشوا ياللا
عمر التفت لعلي و صرخ/وش جالس يصير علمننني؟؟
علي سكت و لا رد عليه و طلع من باب كان في آخر المزرعه و تغطيه أشجار كثيفة و قصيرة

.

.
.
.

9:30ص
ناظره باحتقار /انت على بالك بتشريني بفلوسك؟ اعرف ترا فلوسك ما تهمني يا ولد العز
إبتسم له بوقاحة اكتشفها فيه هاليومين بس و قال / حتى لو عرضت عليك ثمن غير الفلوس؟؟
ناظره بصمت
و كمل عامر /مثلا بنات عمك اللي ذبحتنا عندهن؟
متعب بقوة /و انت ع بالك الدنيا سايبة؟ المحاكم تجيبهن من بين عيونكم و اصبروا علي ما اكون متعب لو ما اخذتهن و عيونكم تشوف
عامر إبتسم بلعانه/و انتم من تكونون قدام اخوهن و ولي امرهن؟؟
متعب بصدمة/عاادل؟ وييينه؟
عامر بثقة/موجود و خلها توصل للمحاكم صدقني ما احد متفشل غيرك و الا احنا ما علينا شر..
متعب /وش تبي مني؟
عامر حط رجل على رجل و قال برضا /حلو بدينا نفهم بعض
متعب ناظره بكره و قال /لكن قسم بالله ان تندم لو ما تكون قد كلامك
عامر بقوة /و انت و الله لأنفيك من الأرض لو اكتشف انك قلت كلمة كذب وحدة
متعب بثقة /صالح خاين.. قبل كم يوم لما قفلنا القضية سمعته يكلم الوزير نفسه و يبشره ان القضية تقفل ملفها و جلس يتميلقه يبي مكافأة على البشرى اللي زفها له
عامر إبتسم بقهر و قال / تدري عادل وين؟؟ عادل يشتغل عند سفر بس لحساب ابوي و انت بمراكضك وراهن فتحت عيون صالح عليه الحين.. هو في خطر و هن في خطر أكبر
متعب بهت لون وجهه لدقايق و صرخ /و انا وش يعرفني هاااا؟ بنات عمي امانهن عندنا و بيننا و بس
عامر بسخرية /امان؟؟ خذاهن ماجد من بينكم وين الأمان؟
متعب سكت بقهر و وقف و هو يقول بسرعه /اذا كان صالح ذكي لدرجة يفهم ان عادل مع ابوك ف لازم نطلعهن من البيت و حالا
عامر رفع يده بوجهه /احنا نتصرف انت استريح
متعب ناظره بحقد /تذكر كلمتك!!
عامر/و انا عندها بس الاولوية لأمانهن _ و بخطواته السريعه القصيرة طلع من مكتب عمل متعب و من المركز بكبره ثم ركض لسيارته و هو قلبه يدق بإذنه.. لازم يقول لأبوه.. لازم
متعب فرك لحيته بقلق، هو شدراه ان عادل الكريه بيطلع متورط مع شبكة هم يلاحقون وراها من زمان؟ لو داري كان بيروح يعني و يضر بنات عمه مستقصد؟ لو يمسك صالح و يربطه في مكان لما يطلعون عادل و أهله؟؟؟ بس شلون و هو من طلعوا من عند بنات عمه ما عاد شاف وجهه!
..

.
.

.
10ص

دار في زوايا المكان و هو يضرب رجوله في الأرض بقوة اشتكت منها الأرض اللي كانت كأنها تتعاقب على جرم هي ما جنته، ضرب الجوال عليها فتفرق لأجزاء و صرخ ينادي سكرتيره العتيق /مصععععب... يا مصعب
دخل مصعب في صمت و نزل عيونه للارض
/اتصل على علي شوف وينه و وش صار؟
مصعب باحترام /ابشر طال عمرك
و دق عليه بس نفس الشيء من غير مجيب
صرخ/اتصل لحد ما يرد
و فعلا مصعب يتصل لين يفصل ثم يرجع يتصل من جديد
اندق الباب ثم انفتح و طل من خلفه وجه مساعد سكرتير مصعب و قال باحترام و كياسة/طال عمرك في الخارج شخص يقول يبي يقابلك ضروري اسمه العقيد صالح
ضرب على المكتب و تكلم بغيظ/ما راح اقابل احد و خله يرجع من مكان ما جاء.. و الغي مواعيدي كلها الأسبوع هذا
مساعد هز راسه بطاعه و خرج
.

.
.
.
11ص
تسارعت خطواته لما شاف ابوه و ماجد و واقف معهم رجال ما يعرفه، تنفس بسرعه و هو يوقف بتمايل و يده على صدره و قال بأنفاس منقطعه /يبببه..
ابو عمر هبط قلبه و حس انه وصل لقلبه، ناظره بصمت ينتظره يقول اللي عنده
عامر رفع يده يحاول يشرح /صالح خاين و يسرب معلومات للوزير، لازم نطلع اهل عادل و عادل من أماكنهم بسرعه قب....
قاطعته صرخة من الرجال الواقف أمام ابوه /اايشششش؟؟؟؟ وين أمي و خواتي فييييه؟؟؟؟؟
التفت عامر لعادل اللي انقلب وجهه في لحظة و حاول يفتح فمه و يتكلم بس ما قدر
ماجد رفع ثوبه بيد و يده الثانية ثبتها على شماغه و ركض و خلفه ركض عادل
عامر ناظر ابوه و قال بأمل /هذا عادل؟ فيه خبر عن اخواني؟؟ ليش طلع؟؟ و الا عرفتوا ان صالح خاين و عارف عنه؟؟
ابو عمر صد عن عامر و هو يقول /شف لي سعود وينه؟ يدق عليه ماجد ابيه يجيني ما يرد _ و وقف و التفت عليه و قال بقلق _ متى شفته اخر مره؟
عامر بهدوء /من زمان بس كلمته قبل يومين عشان بنته و لا واجهته
في هاللحظة دق جواله و عقد حواجبه لما شاف الاسم و قال بخوف /الطيب عند ذكره
ابو عمر /خله يجي الحين_ و وقف يناظر عامر
عامر /هلا والله
/وش؟... طي..... _ عقد حواجبه و زاد افراز الادرينالين عنده
ابو عمر /وش يبي؟
عامر /يقول اطلع للساحة انا جاي
ابو عمر /علمه يمرني.. ابيه يكون موجود ضروري
عامر /وش صاير يبه؟
ابو عمر يتذكر من نصف ساعة...
كان ينسق مع المدير التنفيذي للشركه في الديوانية بما ان ما فيه حيل يرجعه للشركة بعد ما طلع منها لما عرف من ماجد ان متعب عند أهل عادل لما دخل عليه ماجد قاطع للاجتماع و مال عليه حتى يهمس في اذنه/عادل برا ادخله؟؟
ابو عمر بلهفه اتسعت عينه و قال بصدمة/و ليه برا للحين خله يدخل
و فز و هو يطلب من المدير التنفيذي ينتظره و طلع حتى يتواجه مع ماجد و عادل في منتصف ساحة القصر.. و بعد ما صافحه قال بلوعه و لهفة /بشرني و طمني يا عادل؟
عادل إبتسم /قبل ما اقول شيء ابيك تتطمن و ترتاح عيالك بخير و في امان بإذن الله
ابو عمر بانفلات أعصاب /تكلم يا عادل تكلم
عادل /لو نجلس بس؟
و قبل ما يتكلم ابو عمر و يهزأه اتسعت بسمة عادل و قال بسرعه / الكل يتكلم عن أسامة و هذا أسامة حفيد الوزير مقوم الدنيا و مو مقعدها.. طلع سارق من المجلس شنطة مهمة و مخبيها عنهم.. و هم من سنين نكثوا الدنيا عليها و لا لقوها.. و يقولون انهم لقوها اخيرا مع بنت و اخوها _ عقد حواجبه _ مدري وش جابها مع عيالك.. هم يعرفون أسامة يعني من قبل؟؟
ابو عمر بصدمة علق عيونه عليه.. الشنطة كانوا يقولون مع سعود؟؟ و الحين مع وجدان و عمر!!!!
عادل يكمل / يقولون أسامة خذا عيالك بس عشان ما احد يوصلهم من رؤساء المجلس.. و الحين كلهم ناوين يذبحون أسامة
ماجد بصدمة /و جده بيذبحه عادي؟
عادل رفع يديه /و الله عاد هذا انا مدري عنه.. اصلا بينهم مشاكل الرؤساء نفسهم بس ما احد يعرف عنها
ناظر ابو عمر بتردد و قال / اذا في رأسك نية تسوي شيء احس ان هذا وقته و انت عاد ادرى
ماجد / يعني عمر و وجدان ما هم بمخطوفين؟
عادل/و الله مدري شلون.. بس حتى لو كانوا مخطوفين ف هم بخير دامهم عند أسامة.. انا اعرفه شخصياً من 3 سنين.. طيب و مختلف عن جده
ابو عمر مع انه ارتاح نسبيا لكلام عادل الا انه مستحيل يغفى له جفن الا لما يشوفهم قدامه و يتأكد انهم بخير.. دم عمر مو راضي يطلع من باله و ناظر ماجد /اتصل على سعود خله يجيني هو و سامي
ماجد لوى فمه بعدم رضا /وش تبي فيه؟ دوك انا أشر و أبشر
ابو عمر ناظره بصمت و ماجد رد يقول /ما عندي رقمه
مد له جواله بعد ما طلع رقم سعود و ماجد خذا الجوال و ناظر الرقم و اتسعت عيونه لثواني... ابو عمر صد عنه و هو متأكد ان ردة الفعل هذي بسبب الاسم اللي مسجل فيه رقم سعود!!


.


.
.

.
11:15
فتحت الباب بقوة و لهفة قبل لا يرن الجرس حتى و رمت نفسها في حضنه و هي تبكي بكاء مكتوم.. و هو في المقابل ضمها بيديه و هو يمسح على ظهرها ذهابا و ايابا.. و ضحك بقلق لما سمعها تبكي و قال بمرح مزيف /حنو تصيحين؟ وش صاير بالدنيا؟
ابتعدت عنه و مسحت دموعها و نطقت باسمه بعدم تصديق /عادل؟؟ _ و رجعت تنفجر بالبكاء و ضمت يديها لوجهها
عادل بحنان باس راسها ثم ضمه لصدره و قال بلوعه/بس يا عييين عادل و شوفه لا تقطعين قلبي تكفين يا تاج راسي
حنين بعتب من بين بكاها /ويييينك وينك وينك؟ ما تدري عنا و الا عن عيشتنا الضيم اللي عايشينها
عادل بوجع /جعل ضيمكم بصدري اااه بس بروحي عنكم يا حنيني
ماجد تنحنح ثم قال /عادل مطول؟؟ خلنا نمشي بسرعه!
عادل ابعد حنين عن حضنه و قال و هو يمسح دموعها /روحي نادي امي و ليالي قولي ماجد يقول ضروري نمشي و نطلع الحين لا تاخذون معكم أغراض بنرجع لها بعدين .. انتبهي تعلمينهم اني هنا؟
هطلت دموعها بزيادة و قالت باستعطاف/بتخلينا من ثاني؟؟
عادل إبتسم لها و بعثر شعرها بين يديه /و الله ما عاد اخليكم
لمعت عيونها بفرحة بس عادل عقد حواجبه و نفخ بوجهها /وين غطاك انتي ما تستحين؟
احمر وجهها و ركضت تدخل البيت قبل تسمع باقي التهزيئة
عادل إبتسم بحب و ناظر ماجد اللي كان يراقب الموقف و قال /مرجوجة هالبنت
ماجد بتوتر و ارتباك /من جد ذاك اليوم باست راسي عشان ضربت واحد قالت اسمه خليف مدري وش
عادل امتقع وجهه و قال بفشلة/سامحنا ياخوك تحسب عليها قل صح
و التفت ماشي للسيارة و هو يسب حنين في نفسه
ماجد عض على لسانه و لعن نفسه خلصت السوالف عشان تقول هالسالفة؟ ليتك ماكل زق و ساكت... و راح خلف عادل للسيارة ينتظرون ام عادل و البنات شوي و هن طالعات حنين تدف امها و ليلى تمشي من خلفهن.. ركبن بصمت و سلمت ام عادل /السلام عليكم
رد السلام و معه ماجد /و عليكم السلام
صرخت ليلى بقوة و هي تشهق/عععععاااااااادددددللللل؟؟
ماجد عقد حواجبه من قوة الصرخة و حرك السيارة بسرعه
عادل التفت بجسمه و هو يبتسم ثم بانحناءة و هو جالس مال على امه و هو يناظرها بحب و لهفة /ييممههه؟؟ حبيبتي!!
ام عادل ضمت يدها لفمها كأنها تمنع بكاءها لا يطلع و همست بعدم تصديق/عادل؟ يا عين يمممه.. يا روح يمممه.. انت جيت؟ انت بخير؟ _و مدت يدها تتلمس وجهه
مسك يدها و باسها بشغف و قال بحنان/بخيرر بخير دامكم بخير يا جنتي انتي، كيفك يالغالية عساك بخير؟
ام عادل غصت في عبرتها و هزت راسها في إجابة صامته، ارتفع اكثر و باس راسها و باس عيونها اللي باينة من تحت النقاب و هو يهمس ببحة /حبيبتي.. يمممه.. و الله العظيم اشتقت لك.. اشتقت لكم
ام عادل باست راحة يده و هي تتفداه
عادل التفت لليلى و ناداها بحلاوة/ليالي؟
صدت عنه و سفهته
إبتسم بلوعه و قال بعتب/كذا تستقبلين اخوك يا عين اخوك؟
و برضه ما ردت عليه
عادل جلس مكانه و سند راسه على السيت و قال بحنان عميق /الايام بيننا ارضيك لين ترضين علي يا ضي عيني
ماجد إبتسم بينه وبين نفسه و حسد عادل كثير على حنانه الغامر و حريته في التعبير و إظهار مشاعره.. تمنى كثير انه مثله كان ممكن وجدان ما تكرهه الحين و يمكن..يمكن تحبه!!! حسناً لمجرد خياله لهالشيء إبتسم ابتسامة ظاهرة

..

.
.
.

11:30
متّر الأرض و هو يمشي عليها جيئة و ذهابا .. محتار سعود وش يبي منه؟ يكلمه و هو معصب و زعلان و ينافخ بوجهه؟ مع العلم انه صاير كريه من رجع بعد طول الغياب هذاك.. فرك يديه ببعض اكيد عشان اخته اكيد.. انا ناقص انشغل معه على هالموضوع.. سحب نفس و زفره و هي تلمع صورتها قدام عينه...
يشتغل في جواله ينتظر الشغالة اللي بتجيب نوف الصغيرة.. رفع عينه يناظر المخلوق اللي يشيل نوف و شنطتها.. ضيق عيونه يدقق فيها و كأنه يبي يتأكد من الملامح!! و التفت لها لما فتحت باب السيارة و في حضنها نوف و تميل عليه و هي تبتسم ابتسامتها اللي أرقته شهور كثيرة و هو يناظر فيها عن طريق الصورة اللي لقاها بين كتبه؟؟؟ انصدم.... البسمة اللي كانت مخرفنته طول هالفترة ما هي إلا صورة شغالة؟؟؟ شغالة يا عامر!!!
تنرفز من طريقتها تفتح الباب ليش؟؟؟ بنت الكلب ليش ما تذلف وراء و هي جاية له؟؟..
صد بوجهه عنها و هو يبلع ريقه من غير ما ينتبه للملامح اللي انقلبت مجرد ما شافته و قال بعصبية /روحي اركبي ورا.. شنو يبي انتي يفتح باب انا؟
تعجب لما شافها جامدة في مكانها و التفت لها و هو ناوي يمسح فيها البلاط صدق هالمرة بس انصدم لما شاف دموعها اللي تهطل على خدها و هي تضم نوف بقوة لصدرها و كأنه راح يخطفها منها..
عامر بتعقيدة حواجب /اركبي ورا ما تفهمين؟؟؟
ارتجفت شفايفها و هي تبتعد عنه و تقول بلعثمة /اااانننن..انننااااا س..سعووود قال.... و انهارت تبكي
انقلب وجهه و تحول لونه للاسود.. سكر باب السيارة بقوة و شخط فيها و هو يهرب من قصر ابو سعود من غير نوف..

راح يقوله هي اللي جت له مو هو وش دخله فيها؟ ناظر الباب اللي انفتح و سيارة سعود الجاغوار تدخل.. توتر اكثر و راح له لما وقف قريب منه. فتح باب السيارة و عقد حواجبه و هو يشوف نوف مقطعه نفسها بالصياح في حضنه خذاها عنه و قال /وش بلاها؟
بس هو ما عطاه وجه و التفت يناظر الشنطة و كأنه يفكر وش يسوي فيها؟ اخر شيء فتح الشنطة و حاس بين الأغراض ثم طلع لبس اسود ما يدري وش هذا بس شافه رماه على المقاعد الخلفية و سكر الشنطه و رماها على عامر و قال بدون نفس /خلها عند خالاتها لفترة
عامر بصدمة/وش صاير؟؟؟؟؟
سعود نفخ بوجهه /تفهم انت؟؟
عامر تقرف من ريحة الدخان و قال بقرف /انت تدخن؟
سكر الباب و هو يقول/وش دخلك
عامر لما شافه بيمشي تكلم بسرعه/سعود ابوي يدق عليك و لا ترد ترا يبيك انت و سامي ضروري
بلع ريقه و ناظره و قال بخوف/فيه شيء صاير؟
عامر و هو يمشي مبتعد عنه /ابوي بيعلمك.. سامي جاي فالطريق _ و وقف و التفت له _ غير ملابسك لا يشوفك ابوي بهالشيفة و ترا بيكون فيه رجال غيرك.. سنع نفسك ما هو بأنا اللي اعلمك!
سعود بهدوء /ابوي وينه؟
عامر علق عيونه عليه شوي /في الدوانية وين بعد بيكون..... ادخل ب اجيب لك من ملابس عمور؟
سعود اسود وجهه اكثر و حس بغمامة في وجهه تحجب الرؤية عنده و تنحنح شوي ثم قال /لا معي ملابس بس شف لي درب
عامر/ادخل مع باب الرجال و خذ راحتك _ رجع يدخل القصر و هو كل شوي يلتفت خلفه يشوف اخر نقطة اختفى عندها زول سعود و يفكر وش صاير معه؟ دخل و هو ينبه و يتنحنح /هييي يا ولد.. يا ولد
جاه صوت امه التعبان /ادخل يمه ما دونك احد
دخل /السلام عليكم
فتحت ذراعها في إشارة لنوف و ردت السلام /عليكم السلام
حطها في حجر امه و باس راسها في صمت
ام عمر/وين ابوها؟
عامر هز كتوفه /في قسم الرجال ، يقول خلها عند خالاتها لفترة
ام عمر /عسى ما شر
عامر /و الله لا تسأليني عنه هذا الرجال وراه بلا


..
.


.
..

لبس ملابسه بعد ما استحم و جفف جسمه و شعره طلع من دورة المياه و وقف يناظر وجهه في المرايه.. يتمنى لو يكون كلام ابوه في لحظة غضب و يزول.. ما هو حمل يخسر نفس الأشياء اللي خسرها من قبل.. ما هو حمل الخسارة مرتين.. أكثر شيء حز في نفسه دعوته ان الله يسخط عليه.. لو يدري ابوه عن ما جرا له كان عذره و بكى عليه، آه كم تحمل قلبه من مصايب و طعنات؟
/بتقولي وش فيك؟
التفت يناظر اللي واقف يناظره كم ثانية و قال/قابلت ابوي محمد؟
سامي هز راسه بلا /سألت عامر عنك و دلني عليك، قلت اشوفك و نروح سوا
سعود رجع يناظر الشعر الأبيض اللي انتشر في لحيته و مقدمة شعره/تدري من هنا طيب؟
سامي /مدري بس اكيد احد مهم
سعود التفت له /تتوقع وش يبي منهم؟
سامي/شفت عادل هنا.. الظاهر ابوك محمد ناوي له على نية
سعود بلهفة /عادل؟؟؟؟؟ وينه!! شفته
سامي هز راسه /ايه شفته من شوي واقف في الساحة الأمامية و انا داخل معها، كان معه حريم اظن اهله
سعود بسرعه مشى / انا ضروري اشوفه
سامي مسكه /اصبر اصبر.. لا تتعب نفسك يعني عارف ان ابوك محمد موصيه ما يتكلم بخصوص عياله لأي أحد
سعود عقد حواجبه / اي أحد؟؟
سامي /يا رجال خلنا نروح للديوانية و هناك بتفهم كل شيء
سعود نفض ذراعه من يد سامي و مشى تاركه خلفه
سامي مشى وراه و دخلوا المجلس.. طلع شماغه من الشنطة و ناظره بعدم رضا لأنه متعفط و رماه بعصبية على الأرض ثم جلس على الكنب و حضن راسه
سامي كان يراقب تصرفاته بصمت و لا علق
سعود بوجه كالح / كل شيء ابيه يصير عكسه.. كل شيء.. لو بس درت السماء اني احب لونها الأزرق بدلته للون أكرهه.. وش انا مذنب فيه؟ وش انا مسوي وششش وش وش _ ضرب الأرض برجله بقهر و غبنه
سامي فسخ شماغه و حذفه عليه /قسم بالله ان تلبسه
سعود ناظره بيأس و خذا الشماغ و رجع يحطه على رأس سامي بس بدون ما يرتبه و قال بتعب /و الله ما البسه، عادي ب اقول لعامر يجيب لي شماغ و الا يعطيهم يكوون شماغي
سامي /طيب و يميني؟
سعود زفر بضيق /انا اكفره عنك
سامي راح عند المرايا يضبط شماغه و عقاله و راح طالع /ب ارسل لك عامر..
.
.
.

.
11:45ص
دخلن القصر بعد ما استقبلتهم روان و ام عمر، قلبت حنين عيونها بانبهار و إعجاب في أنحاء القصر و أثاثه الفخم من جلسات و تحف و ثريات و ديكور.. و من جلست نطقت بإعجاب/ما شاء الله كأنه من قصور الجنة
روان مع ان ما لها نفس تضحك بس ضحكت / ليه قد شفتي قصور الجنة انتي؟
حنين بحسرة /مجرد تشبيه
ليلى بنرفزة /و هذي وجهها وجه اهل الجنة؟ ما تشوفينه اسود من المعاصي
روان ندت عنها ضحكة عالية
حنين /قولي غيرانه من لوني الاسمراني
ليلى بقهر /عسى الله ياخذك يا فشيلة انتي
روان ببسمة حلوة و هي من البداية حبت جوهن /خذوا راحتكم و عدوا أنفسكم من اهل البيت
ام عادل ناظرت بناتها بتهديد و ابتسمت لروان و ان عمر /الله يخليكم حبيبتي
روان ببسمة تكمل /و ترا غرفكم جاهزة اذا محتاجين راحة
ام عادل /يا حلوك ما تقصرون جعلكم ذخر
ام عمر ابتسمت لروان بفخر و قالت /ما عرفناكم و لا تعرفنا عليكم.. انا ام عمر و هذي بنتي روان بنت ابو عمر و باقي البنات ماخذين قيلولة لما يصحون ان شاء الله تشوفونهم
ام عادل /و النعم و الله و انا ام عادل و هذي بنتي الكبيرة ليلى و هذي حنين اخر العنقود
ابتسموا حنين و ليلى و بادلوهم ام عمر و روان الابتسام


.
.

.
.
12م
وقف عند الباب قبل لا يدخل تماما و حس بحزن فظيع و هو يشوف وجه ابو عمر الشاحب و عيونه الذابلة.. وش بقى بعد ما جرا عليه؟؟ بغض النظر عن أي خسارة خسرها من سنتين.. الحين جالس يخسر من جديد.. ابوه و أمه و أهله و راحته و هذا الوجه اللي جالس يناظره و هي.. هي ااااه يا هي.. و ااه من المسافات اللي بينه و بينها هي..
كل الانظار توجهت له.. الاستغراب من قبل عامر و ماجد.. و الاحترام من قبل عادل.. و الشفقة من قبل سامي.. و الحزن و الزعل من قبل ابو عمر.. الحزن و الزعل عليه.. ما عاد فيه عتب و لا خيبة.. هذاك قبل بس مو الحين.. كل مرة يفكر ليش تصرف هالتصرف بدال ما يلجأ له و يعلمه؟ يلقى نفسه يعذره غصب.. لأنه لو حصل و انذبحت بنته؟ لو افتدى ببنته عن نفسه كان مستحيل يسامحه.. مستحيل يناظر بوجهه بس..
دخل يتخطى الكل متوجه له هو، و هو وقف مال عليه يبوس خشمه و راسه و قبل لا يتفوه الاثنين بأي كلمة و أي سؤال من الأسئلة الشكلية الاعتيادية "كيف حالك؟ بخير.. تمام" ابتعد و سلم على ماجد و عادل.. ثم جلس بجنب عامر..
فترة صمت لفت الدوانية قبل لا يتكلم ابو عمر.. و لما ناظروه الكل ما عدا سعود كان أبو عمر يناظره بنظرات ما احد فهم معناها ثم تنحنح و تكلم /حياكم الله جميعا
ردوا بردود متفرقة /البقا.. الله يبقيك.. ابقاك الله
ضم شفايفه شوي ثم قال بهيبة معتادة /العصر الساعه 4 فيه اجتماع خاص جدا في مركز النيابة العامة بخصوص سفر ال...
ماجد كان عنده علم و سكت..
اما عادل إبتسم بتأييد و سعادة..
عامر و سامي ناظروا ابو عمر ينتظرونه يكمل..
ابو عمر /ابي منك يا سامي تكون هناك و تكون اذني و عيني
سامي بحيرة /على بالي قلت اجتماع خاص؟؟
ابو عمر /اي نعم خاص.. بس لك مقعد و راح تدخل
عادل /بما انه خاص على قولتك و انت تلمح للمحقق سامي يدخل بجهاز تنصت راح يفتشونه اكيد قبل يدخل؟
ابو عمر /ما له لزوم جهاز تنصت و غيره.. انا ابي منك يا سامي اول ما ينتهي الاجتماع تعلمني بالقرارات اللي خذوها و هل عندهم نية يقبضون عليهم أو لا؟ هل راح يفتشون المستودعات و العيادات اللي عطيتهم عناوينها او لا؟
عامر/و افترض غضوا النظر عنه؟ تعرف ما راح يلقون القبض بلا ادلة
عادل ابتسم بخبث و قال /من قال ما فيه ادلة؟؟ انا ما رجعت الا بأدلة توديه في داهية
عامر /اي أدلة؟
عادل/سجل عمليات نقل أعضاء و تصوير زيارة للوزير مع واحد من الرؤساء اسمه سعيد آل...، و معهم زبون إيطالي رجل أعمال و شخصية مهمة.. كان جاي يشتري قلب و عين يمنى.. يعني حتى لو ما لقوا مخدرات او أسلحة في المستودعات الاثنين اللي هنا في الرياض الادلة هذي توديهم في داهية.. و الا يا حضرة المحقق؟
سامي بوجه منشرح و بسمة وسيعة /اكيييد من جدك انت؟؟ هذي تدخلهم السجن المؤبد و ممكن يقام عليهم حد القصاص
ابو عمر براحة نوعا ما /اجل بعد ما تتغدا تروح تتجهز للاجتماع و زي ما قلت لك من تطلع تحط عندي خبر.
سامي وقف و هو يقول /تتغدا عندكم العافية ان شاء الله انا مستعجل ب اروح اتجهز للاجتماع
ابو عمر بحزم/و الله ما تمشي من هنا قبل الغداء
سامي ببسمة ودودة/تم على خشمي بس ب اطلع الحين شوي اخلص مكالماتي و راجع
ماجد رمق سعود بنظرة كره و هو مو عارف خاله ليش مناديه؟ اه طبعا يناديه مو هذا؟؟؟ تذكر اسمه المسجل في جوال خاله.. " ابني العزيز".. يعرف ان خاله مغرم في هالرجال، يشوف هالشيء بعيونه و لو عمل نفسه ما يدانيه.. يتمنى لو يدخل عقل خاله و يشوف ليش يحبه هالكثر و ليش برغم حبه مقصيه عنه و غاضب منه؟ وش سوا عشان يغضب عليه خاله كل هالغضب؟
في الطرف الثاني كان سعود منصت بصمت يبدو على وجهه الثبات بينما قلبه من الداخل يتآكل.. طول الوقت مرخي مسامعه لعل وعسى يأتي ابوه بذكرها لو بالغلط بس لا اسمها و لا اسم عمر انذكر.. و للحين هو مو فاهم ليه مناديه عشان يقول هالكلام بعد ما كان طارده طول الاسبوع اللي فات؟ نفض عن نفسه وشاح الصمت لما انتهى اجتماعهم و شاف سامي انسحب و من خلفه عادل.. وقف و هو يقول بجمود مرير /عن اذنكم،
و قبل يمشي خطوة وحيدة على الاقل اخترق طبلة اذنه صوت ابوه محمد يقوله/اجلس ابيك في موضوع
و فهموا عامر و ماجد و قاموا اثنينهم طالعين و ماجد يسترق كم نظرة للخلف قبل يطلع
رجع يجلس في مكانه و هو ساكت
ابو عمر أشار للفراغ على يمينه و اللي كان جالس فيه ماجد قبل دقيقة و قال /تعال هنا
ناظر للمكان اللي كان في ما مضى مكانه بس حتى مكانه هذا خسره.. همس بهدوء /مرتاح هنا و اسمعك
وقف ابو عمر و قال بمرح مصطنع /اذا ما راح تجي جنبي ب اجي جنبك
رفع راسه يناظره، تشبع قلبه بالأمل لما شاف بشاشة وجهه و مسك لسانه لا يسأل عنها و عن عمر.. ما راح يسأل بينتظره يحكي من نفسه
استقر بجنبه و بعد صمت دقايق قال /طمني عليك؟
هز راسه و قال بدون اهتمام /بخير الحمد لله
بنبرة رقيقة/ما راح تسأل عن حالي؟
عقد حواجبه بضيق و ناظره و قال بعمق /ما يحتاج اسأل.. شايف حالك وشلون
ناظره بتدقيق / و هي ما راح تسألني عنها؟
نفخ صدره بالهوا.. ضاق صدره ضاق.. ليه ما احد يفهم ان طاريها لحاله يقلبه فوق حدر.. يكتم على صدره و يصعب عملية التنفس عنده.. دخل يده في جيبه يدور على سجاير تملأ رئتيه و امعاءه بالهوا اللي حس انه انقطع عنه.. بس الباكيت مو قادر يلاقيه و حتى لو لقاه ما يقدر يدخن قدام ابوه
ابو عمر تضايق من ردة فعله و أسند ظهره على الكنب و قال بحزن /طلع اللي ماخذهم أسامة اللي قلت لي عنه،
لوى شفايفه بقهر.. كان متوقع هالاحتمال بعد و التفت عليه و قال بغبنة/اشوفك مرتاح؟
ابو عمر يكمل /عادل قال ان بينه و جده مشاكل.. أما ليش خطف وجدان و عمر مو مثل ما توقعت عشان يضغطون عليك..
سعود ضيق عيونه و قال بعتب مر/غريب!! ما كنت قبل اسبوع طاردني و حتى عادل مفهمه ما يعطيني اي معلومة عنهم!! وش تغير الحين؟
ابو عمر كمل و كأنه ما سمع شيء /يقول وجدان معها الشنطة اللي سارقها أسامة من المجلس و موثقين الخبر بالصور و معها عمر...
قاطعه سعود بصدمة/وشششش؟؟؟؟
ابو عمر تنهد / و أسامة خذاهم قبل ياخذونهم المجلس و اختفى معهم و الحين مهددينه يذبحونه عشان ما احد يقدر يفتح الشنطة غيره
سعود للحين مصدوم /وشلون وصلت الشنطة لها؟
ابو عمر بامتعاض/الجواب عندك؟
سعود بذهول/اقولك قسم بالله ما شفتها هالشنطة اللي يتكلمون عنها و لا ادري وش هي..
ابو عمر /موب انت تقول ان أسامة قال هو حاطها في سيارتك عشان يورطك معهم؟ يمكن هي خذتها من هناك!!
سعود عقد حواجبه يحاول يتذكر.. عصر مخه بس بدون نتيجة و قال بهدوء/لو كانت ماخذتها على قولتك كانت بتعلمني او بتردها لي!
ابو عمر باستهزا/متى؟ يوم طلقتها و الا يوم تزوجت اختها؟
سعود انلجم.. و رفع راسه و عيونه في الأرض و حاول يسحب نفس عميق و قال ببرود /للحين تلومني؟ للحين!!! _ ناظره بقهر و ألم و طق على صدره _ ترا حتى انا متتتت مت
ابو عمر بتفكير / انت و عارف انك تبيها من قبل لا تتزوجها.. بس هي متى لحقت تحبك؟؟؟
بلع ريقه و سكت..
ابو عمر يكمل /ليه احس ان فيه اشياء مدري عنها؟ علمني الصدق كنتوا تتقابلون؟
سعود شتت انظاره و همس بصدق/لا.. كانت تتحاشاني.. نلتقي بالصدفة او لما آخذها لك
ابو عمر /يعني تقول انها غبية لدرجة تحبك من بعيد؟
سعود و هو يحط عينه ف عين ابوه/غبية لدرجة تحبني لأني ريحة ابوها
انقلب لون وجه ابو عمر و تحولت نظراته من السخرية و التكذيب للألم و العتب.. و هنا بس حس ان فيه شيء قالب مزاجه و مغير شخصيته و سأله بسرعه /صاير معك شيء؟
سعود ناظره بهم و قال بسرعه و كأنه ما صدق يسأله /ابوي.. طردني يقول لا عاد اشوف وجهك
ابو عمر بصدمة /وش انت مسوي؟
سعود /عشان عرف ان فجر حية و ما ماتت.. لما شافها طلع شياطينه علي و لعني و دعى علي بالغضب من الله.. _ناظره برجا صامت..
لسان حاله قال يا ابوي انا مو حمل الحمول هذي كلها.. دخيل عينك شيلها عني نفس ما كنت تشيل الثقال من كتفي زمان... بس كبريائه ألجمه و سكت
ابو عمر بهدوء /ما عليك تنحل ان شاء الله _ ربت على كتفه و قال بقوة_ انت لا تترك نفسك تتشتت
سعود بهم /و بخصوص أسامة؟ وش راح تسوي معه!
ابو عمر /اذا هو ماخذهم يحميهم من جده و اقرانه اذا انسجنوا ان شاء الله راح يرجعهم
سعود هز راسه بدعاء /ان شاء الله ينسجنون و يلقون جزاهم و تقر عيونك بشوفتهم
ابو عمر بإيمان /بإذن الله
.

.

.
.

12:40م
سحب يده من تحت رأس رائد النايم في حضنه و مسد راسه بقوة يحاول يخفف من ألم الصداع اللي غزاه.. ما يدري هو صداع الخوف و التوتر، مع انهم ابعدوا عن الخطر من زمان بس أسامة ما يدري وش صار معه؟ علي ما رحمه و لا رحم صياحه و هو يترجاه يرجع لأسامة و يوقف معه.. ضغط قوي يحس فيه جوا راسه و الأشياء جالسة تتزاحم فيه.. صور كثيرة تمر بخياله و بسرعة البرق.. أشكال ناس اول مره يشوفها..و ومضات مواقف يحس انه مر فيها.. و الموقف هذا بالذات يحس انه قد عاشه.. سمع صوت كلارا من جنبه تقوله بخوف /هل انت بحال جيدة؟
عمر بأنفاس مقطوعة /لا.. لا.. لا.. ااععلم.. لا
كلارا /هل يمكنك اخباري مالذي تشعر به؟
عمر بصراخ من ألم راسه/رأسي... آآآآهه
كلارا اللي نايمة في حضنها وجدان و كأنه طفلة صغيرة سحبت شنطتها و طلعت منها حبتين و ناولتها عمر اللي بسرعه بلعها بدون مويه و سند راسه للسيت يضغط عليه بقوة عل و عسى يخف ألم راسه..
علي يراقب الوضع في المرايه و في نفس الوقت يناظر الطريق بخوف ان احد يكون معه و لاحقه..
و أخيراً تكلم /عمر.. إنت تحس انك بخير الحين؟
عمر تكلم بعيون مغمضه /وين ماخذنا؟ ليه أسامة جلس؟ وش يصير؟
علي /انا ما اعرف شيء.. مثل ما قالك أسامة اسأل سلطان إذا واجهته
عمر بصراخ /سلطان منننن؟؟
شهقت كلارا برعب من صراخه و هو ناظرها بقهر و نفخ /ماذا؟
كلارا ضمت وجدان /بهدوء لو سمحت سوف توقظ الآنسة بصراخك المزعج
ناظر وجدان بحنان و رحمة ، ما يدري ليش حس بشعور الشفقة ناحيتها.. رجع راسه على السيت و حاول ينام بس الخوف واقف في بلعومه ما قدر
علي /استعدوا _مد جواز سفر و هوية لعمر و قال بلطف_ هذا اسمك الجديد راح تستخدمه هنا في الامارات
عمر رفع حاجب من الاسم المزيف و لا علق. أسامة وعده انه من يوصل هناك راح يفهم كل شيء و هو بيصبر.. هذا هي الإمارات لاحت له يصبر شوي بس
.

.
.
.
.
انتهى..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.