29-03-20, 10:04 PM
| #258 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة 
|  الفصل الثالث عشر "قد لا نختار الحب لكن الوجع يختارنا " للحظات طالت بعد اعتقال يعقوب ،ظلت واقفة مكانها ،عاجزة عن الإتيان بخطوة واحدة أو كلمة ما و نظراتها لا تفاق نهى التي تتساقط دموعها على خديها و التي أخذت تحدق فيها كأنها شبح تمثّل أمامها حامل !... زوجته حامل .. و أعادها إلى ذمّته ! بعدما أنكرته ها هو ينال مبتغاه مع امرأة أخرى،فيبني عائلة هي ليست طرفا فيها أحبته و لم تختره ..دفعته بعيدا ثم ندمت أيّ غبية هي لتظن أن طريقها سيكون سهلا؟ أظنت أنه سيفتح ذراعيه أمامها و يستقبلها ؟ أحسبت بجهالة أن ما رفضته سابقا سيكون سهل المنال لمجرد كونها تشعر بالندم ؟ حانت منها نظرة نحو الصورة التي تحملها نهى ،فكان كأن قلبها قد تهشم إلى قطع صغيرة لا تستطيع جمعها و لتحفظ ما تبقى لها من كرامة ،أجبرت نفسها و تحركت بتثاقل تغادر المنزل نحو السيارة ثم مقر قيادة الأمن العسكري أولويتها كانت إخراج يعقوب من المأزق الذي كانت سببا فيه و بعدها ستبتعد تماما عنه و لن تتنفس معه الهواء عينه قابلها حيان عند المدخل و قبل أن تتحدث قال : – بعض معارفي من المخابرات قالوا بأن أمر الاعتقال تم من طرف رئيس الجهاز، هم لا يتهمونه بشيء ،يريدون فقط طرح بضعة أسئلة عليه بشأن المعلومات التي أعطيتها له بخصوص الجاسوس . إن لم يتم اتهامه بشيء ،فما الداعي من سحبه من بيته بتلك الطريقة الهمجية كأنه مجرم ما ؟ رئيس المخابرات متورط في مسائل تتعلق بالتخابر و قطعا يريد أن يتأكد من كون يعقوب لا يملك معلومات تورطه قالت : – علينا التحدث مع قائد الأمن العسكري،في النهاية يعقوب ضابط سامي و بما أن المخابرات تتبع الرئاسة فلا حق لهم في طلب معلومات منه . سارا جنبا إلى جنب و رد عليها : – لقد تم الأمر بالفعل، و يعقوب كان يعلم بأن شيئا كهذا سيحدث . توقفت عن السير فجأة و قد ضرب استنتاج ما عقلها ،فأخذت تطالع حيان بعدم تصديق و سألت بانفعال : – لا أصدق! ..هناك شيء تخططون له و أنا لا أعلم ! . فيجيب ببساطة :– المهمة سرية و تحت أوامر قائد الاركان . – أنت تمزح ! . – منذ أسابيع نراقب رئيس جهاز المخابرات و بعض الجنرالات ،الأمور معقدة أكثر مما تتصورين ،هناك رؤساء أحزاب سياسية و قيادات من الجيش غير مستشاري الرئاسة متورطون في قضايا تخابر و تهديد للأمن القومي . لقد توقعت ذلك ،فالمعلومات التي تحصلت عليها كانت توحي بعظم المؤامرة التي تحاك ضد الوطن ..فبات الخوف عليه من أبناءه لا أعداءه – ما الذي سيحصل الآن؟ قال :– يعقوب سيبقى مكانه حتى تنتهي المخابرات من عملها معه ، أما نحن فننتظر دليلا قويا لنقبض عن المتورطين . تنفست الصعداء أخيرا و اطمأنت أكثر ،كان عليها تخمين ما يحصل من الهدوء الذي اتسم به يعقوب ..حتى أنه ابتسم و هي من ظنته قد فقد عقله لم تكن تتخيل أن الأمور ستكون بسيطة و قد جهزت نفسها لأفظع التخيلات ،حتى أنها فكرت بتسليم نفسها و الاعتراف بحقيقة أنها هي مصدر المعلومات فليخرج يعقوب من هذه الورطة بخير ..و ستراه و تشبع عينيها برؤياه ثم ستمضي في طريقها بعيدا عنه ستبدو كأنها تهرب إلا أنها تريد عتقه من مشاعره فحبه لها لم يجلب له سوى الخذلان و وجع القلب و لعل ابتعادها سيداوي جروحه و ينسيه إياها * * * * بعد يومين .. الولايات المتحدة الحيرة ..الارتباك ..الأمان ..و الخوف مشاعر متباينة تطرق أبواب روحها فتستقبلها دفعة واحدة فتبدو كأنها دخلت دوامة لا نهاية لها كأنها تشعر بكل شيء و في الآن ذاته لا تشعر بشيء و مثلها كمثل ورقة سقطت من شجرة تلاعبها الريح و تقودها إلى سبل تجهلها بين الأمل الذي يمحنها إياه مصطفى،بوجوده و اهتمامه الشديدين ،بنظراته التي تحمل بحورا من المشاعر يتردد في الإفصاح عنها لفظا و كأنه ينتظر منها إشارة ما كي يتخذ خطوته. لن تفعل و ما كانت لتفعل. قد ترتاح له ..تحب كل التفاصيل الصغيرة التي يقوم بها تفرح كلما نظرت إليه فيبتسم كأن مجرد عناق بسيط لعينيهما يبعث فيه شعورا عظيما بالسعادة هو رجل مهما قالت فيه من كلمات فلن توفيه حقه الوحيد من يمنحها كل شيء تريده و تحلم به الوحيد الذي يفهمها ..يقويها ..بل و يهش ذباب اليأس عن نوافذها و يبقى خوفها فوق كل شعور تخشى الوثوق به فتتعرض للخذلان تخاف من نفسها و ما ستؤول إليه ،خاصة و الكوابيس لا تعتقها و قد باتت تتخيل "فؤاد" و هي بكامل وعيها ،مما جعلها تنزوي قليلا داخل شرنقتها لتحمي ما تبقى منها ..قد تخسر شعورها بالأمان ..قد تتقبل خسرانها لكل شيء ..إلا عقلها .. أغلقت الحاسوب و وقفت تتجه نحو الحمام المرتبط بمكتب ألكساندر في شركته ،فدخلته لترش بعض الماء على وجهها لعلها تستعيد طاقتها و تركيزها لأيام و هي واهنة ،لا طاقة لها دون أن تجد سببا لذلك ..لا تستطيع أن تضع لقمة في فمها دون أن تؤلمها معدتها و ما أن رفعت رأسها للمرآة حتى قابلها انعكاس "فؤاد" عليها فشهقت بخوف تستدير بسرعة فلا تجده ..اختفى! تنهدت براحة ثم عادت إلى المكتب فتجد ألكساندر في انتظارها و قد بدا له شحوبها جليا :– هل أنتِ بخير؟ أومأت دون أن تأتي بكلمة و عادت لمكان جلوسها السابق ،في حين أبقى الرجل نظراته القلقة عليها و ذاك حاله منذ أيام و قبل أن يعلق سبقته بالقول : – كيف كان الاجتماع؟ أجاب مبتسما: – ممتاز، أفكر بإبقاءك هنا ..معي . ضحكت:– كي يقتلك يعقوب ..مازلت لا أصدق أنه قد سمح لي بالسفر و البقاء معك في بيت واحد . ترك كرسيه و مضى ليجلس بجانبها على الأريكة،يريد أن يكون أقرب إليها دوما ،كي يرى كل تفاصيل وجهها المليح و يحفظ كل خلجاتها و لو استطاع ضمها داخل أضلعه و حبسها هناك لفعل ... فتكون بعيدة عن كل الأنظار تكون له وحده ..ملكه ..و تخصه قال : – لأنه لم يرد مكوثك في فندق وسط أناس غرباء ، لأنك تخافين و قد تضطرب نفسيتك ،و لهذا بت أنام في الطابق السفلي و أنت في الطابق الأعلى منه و بجانبك تاتيانا. فسألت بحيرة:– غيرت غرفتك؟ أومأ :– لكي أحفظ الحدود بيننا. بتعبير أصح و أدق ،ليستطيع السيطرة على نفسه و عدم إخافتها ليتها تعلم كم أن قلبه يكاد يشح من غرامها كل ما فيه يعشق كل خلية من تكوينها نظراتها التي خلقت لتفتن القديس و تدفعه لارتكاب أكبر المعاصي براءة روحها التي تضغط على الجزء المظلم من أفكاره ويح قلبه مما ألمّ به ..و قد نال منه الحب و هزمه ! و لا مرد للهوى إن سكن فؤادا و سد مسامع العقل و أعماه بحاجبين منعقدين جعل يناظرها و هي تتنفس بشكل سريع و حبات العرق تتشكل على جبينها – ألا..تشعر كأن الجو حار؟ ..أنا أتعرق . – ماريا؟ ..ما بك؟ رفعت يدا مرتجفة تمسح بها على وجهها ثم أسندت رأسها على ظهر الأريكة ،تغمض عينيها و تحاول التنفس بعمق – ماريا؟ ..أنتِ ترتجفين بحق الله! جملة مصطفى و الخوف يقطر من حروفها أتتها بعيدة جدا ،حاولت التكلم ففشلت و لسانها أخذ يتثاقل شيئا فشيئا و على الطرف الآخر لم يكن الوضع هينا على ألكساندر الذي لهف قلبه عليها و لم يفهم ما سبب حالتها تلك؛ فالتقط هاتفه يتصل بالإسعاف ثم أخذ يصرخ مناديا مساعدته ،يسألها كأسا من الماء و عصيرا و دون أي لحظة تردد كان يميل نحو جسد ماريا يحمله بين ذراعيه نحو أريكة أخرى أكبر حجما و ما أن عادت مساعدته حاملة كأسا من الماء رش القليل منه على وجه حبيبة قلبها ،اتبعه ببعض العطر على معصميها و أنفها ..و عبثا سعى .. – ما..ماريا ! ..حبيبتي افتحي عينيك .. جسدها أخذ يختض بعنف فألقى بالكوب بعيدا و احتضنها بين ذراعيه يحاول تخفيف الرجفات التي تهز بدنها كأن روحها ستنسل منه ... و لدقائق أخذ الخوف منه مأخذه قبل أن يحضر المسعفون و يتم نقلها إلى المستشفى .أين قضى ثلاث ساعات يجوب الرواق جيئة و ذهابا ،و قد خيّل إليه أن جسده تتآكله أنياب الخوف ،خطواته تحمل توترا و قلة صبر ،يحتاج ليتأكد من كونها بخير ، يحتاج رؤيتها،سماع صوتها ،أو لمس يدها إن كان سيتجاوز الحدود ؛لأنه يقف على شفا حفرة الجنون و لا يظن أن قدرة تحمله ستطول و إن انقطع خيط الصبر فسيقتحم الغرفة و ليذهب الجميع للجحيم! ما أن خرج الطبيب من غرفتها حتى هرع نحوه يسأله عن حالها فقال الآخر: – لقد وجدنا نسبة عالية من السيرترالين في دمها و هي من تسببت في هكذا نوع من المضاعفات ..هل تتناول أي أدوية ؟ أجاب :– مضادات للاكتئاب و دواء النوم ،هذا ما أعرفه. – هذا يفسر نتائج التحاليل،فالسيرترالين يوصف عادة لمرضى الاكتئاب ..لكن بجرعات قليلة ..عكس ما وجدناه في دم المريضة.. عقد مصطفى حاجبيه يحاول تفسير غرابة الموقف ،يدرك يقينا بأن ماريا ما كانت لتغفل عن نفسها كما من المستحيل أن تنسى و هي تحظى بذاكرة فوتوغرافية إذن ما التفسير المنطقي؟ – و ما الحل ؟ – عادة الأعراض الجانبية لمضادات الإكتئاب من هذا النوع تكون خلال الثلاث أو الأربع أسابيع الأولى من بداية أخذها، قد تستمر حسب الجرعة و حسب رد فعل جسد المريض. – هل يجب أن تتوقف عن تناولها إذن؟ هز الطبيب رأسه نافيا بل و حذره: – هذا النوع بالذات لا يمكن أن تتوقف عن أخذه فجأة ..لأنه قد يولّد للمريض أعراضا جانبية ..و هذا سيكون صعبا و أكثر تعقيدا..على الطبيب المعالج أن يشرف على ذلك . تنهد بقلة حيلة ،كأنه يجهل عالي الأرض من سافلها،ففي اللحظة التي يخبر فيها نفسه بأن كل شيء سيكون على ما يرام ،و أن الفتاة التي عانت لسنوات سترتاح أخيرا و تنال السعادة التي تستحق_و الله يعلم كم أنها تستحق!_تطرق المصائب بابها ..مجددا . – هل هي بخير؟ ..هل يمكنني رؤيتها؟ – إنها نائمة ،لكن يمكنك الدخول .. ما أن نال الإذن لم يتأخر لبرهة و ولج داخل الغرفة ،دبيب خطواته يكاد لا يسمع عيناه تتشربان جمالها و وجعها روحه تظمأ لقطرة من حب تسقيه إياها ليت أيامه تمضي بشكل أسرع فيلملم رباطة جأشه و يفصح عمّ يكنه لها في قلبه من مشاعر يخشى أن تخافه.. أن ترفضه .. أو تهرب منه فيفقدها دون فرصة أخرى للقتال ... التقط حجابها من فوق الكرسي و غطى به رأسها يحجب شعرها عن عينيه و أعين أخرى قد تمتد إليه و بشق الأنفس حرّم على أصابعه السعي للمسها و اكتفى بمراقبتها دقائق و لعلها ساعات قضاها هناك ..لا يفعل شيئا سوى التحديق و داخله يتعجب مما تفعله به .. حتى و هي نائمة تسحره .. فهمس لها : – أعدك بأنني سأجعلك سعيدة و لن يمسّك سوء بإذن الله ما دمت معي .. تنهدّت فابتسم بحنان و أكمل بوحه: – ليتك تعلمين كم أحبك و كم أحتاجك ..و كم أريدك معي . بعض الحب لا نعلم بدايته من نهايته و لا نعرف جنونه و لا قوته فكثرته تعمي و قلته تضني الحب لا تعريف و لا عنوان له .. بلاء لا شفاء منه و أحيانا بين حاءه و باءه تكمن الحياة بكل ما فيها . و حياته تختصر بين كفي ماريا . . يتبع... | |||||||||
|  |
|
29-03-20, 10:07 PM
| #259 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| منزل الإخوة بلقاسم .. ليلا حياة الإنسان أساسها الخيارات ..هي من تحدد السبل التي يسلكها و العوائق التي تقابله و بعض الخيارات قد تكون سيئة و تحمل نتائج أسوأ كالحب مثلا ، قد لا يكون اختياريا ..فهو لحظة سكن في الزمن و تبدلت الدنيا بأخرى لكن إن رافقه الخوف و العجز و صاحبه الألم ،يجعل المرء عاجزا عن الرؤية بوضوح و العيش بارتياح و ها هي في لحظتها تلك ترى انعكاسها في المرآة فتارة تشمئز منها و تارة تشفق عليها ، و قد صيّرت ذاتها بيديها إلى كائن يؤذي بأنانية في سبيل تحقيق غاياته حنثت بقسمها و خانت عملها من أجل رجل يعشق أخرى بأم عينيها رأت نظراتهما ،رأت حوارات الغرام التي يتبادلانها في صمت قلبها تهشم و صار كهشيم تذروه الرياح و كم ندمت! ..على كل خطأ اقترفته ،على كل كذبة تفوهت بها هذا و لم تستطع تصحيح غلطتها في حق ماريا بعد ... وضعت يدها أسفل بطنها تبتسم بانكسار و حزن ، تدرك يقينا أن لولا هذا الجنين لما أعادها يعقوب و لما كسر كلمته قد يكون إصرارها على البقاء معه حمق و ضرب من الجنون ربما هو كذلك ... تالله لقد جربت شعور الوحدة قبلا و كان مخيفا جدا فلا تريد تكراره خاصة و أن قلبها طرف في القصة ، كما أنها امرأة تعشق و تريد تمضية حياتها مع من تحب رغم كل الأوجاع و الأحزان رغما عن قلبه العصي ستكمل معه ..من أجل نفسها و من أجل طفلها ... لثلاث أيام تعيش وسط المجهول ،لا خبر عن يعقوب ، و إخوته لا يقولون سوى أن هناك سوء فهم و سيتم حل المشكلة ..دون أي تفسير آخر ،بينما يتآكلها الخوف و القلق و تمضي وقتها في التفكير و التوتر . كانت في طريقها نحو المطبخ حينما دق جرس الباب و لما فتحته وجدت سيد أفكارها أمامها، فلم تتمالك نفسها و قفزت عليه تحتضنه بقوة و تقول بسعادة : – حبيبي!..للحمد و الشكر لله ..الحمدلله . اكتفى يعقوب بأن ربت على ظهرها ،بينما تقبل خديه ثم تبتسم : – هل أجهز لها العشاء؟ – لا أريد ..سأستحم ثم أنام . أومأت تربت على صدره و رافقته حتى غُرفتهما ، تخرج له ثيابا نظيفة ثم تبعته إلى الحمام ،تراقب خلعه لقميصه و باقي ملابسه و لدهشتها كان قد أمسك بذراعها يقربها منه و يسأل بجدية : – هل أنتِ حقا حامل؟ ردت : – أقسم لك و يمكنك التأكد متى و أينما شئت. هزّ رأسه بإيجاب ثم سألها المغارة فاستجابت لطلبه و هرعت إلى المطبخ تعد له شيئا خفيفا ليتناوله الوضع كان غريبا جدا ..فتشعر بالوحشة و المرارة فنظرات يعقوب كانت متباعدة ،بل كله متباعد . تحس كأنها قد فقدت احترامه و أن ما بينهما لن يعود كالسابق مطلقا . الخطأ هي صاحبته و هي الملامة و ليس لها الحق لتتذمر و بعد ما يقارب الربع ساعة خرج من الحمام و جلس على طرف السرير فالتقطت المنشفة الصغيرة من يده و طفقت تجفف شعره ثم تمنح خده قبلة صغيرة و تجلس بجانبه تريح خدها على كتفه – لماذا اعتقلوك؟ – سوء فهم ..اكتفوا ببضعة تحقيقات و أسئلة ثم أطلقوا سراحي . ساد الصمت بينهما فتكلمت :– يعقوب ... همهم فتابعت :– أنا آسفة على كل شيء . ليأتيها رده الجاف :– لا أريد مزيدا من الأكاذيب ،خطأ واحد منك و سينتهي كل شيء . أومأت بضياع و داخلها يتمزق ،لو أفصحت عما فعلته فسيطلقها حتما و لن يعذرها ،لذا ستسعى لتصحيح غلطتها ثم ستكشف له كل ما خفي عنه الخسارة لن تكون خيارا أمامها ..قد تعلمت درسها وقفت تعيد المنشفة إلى الحمام و عندما عادت وجدته يد يعقوب تمسك بيدها تقربها منه فتقف بين ساقيه و يداه تنتقلان إلى خصرها ،فتبتسم ما أن طبع قبلة على بطنها و قال :– لطالما أردت طفلا ،عائلة ،فشكرا لك . مسحت على شعره بحنان و رقة ،تاركة إياه يسند جبينه على بطنها كان متعبا و هي من ستمنحه كل الراحة . يتبع... | |||||||||
|
| |
|
29-03-20, 10:13 PM
| #260 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة
| اليوم الموالي .. منزل المقدم خليل .. للكلمات جروح لا يداويها زمن ،تبقى عالقة ،تنزف و تبعث الوجع للروح فتشقى طوال سنوات عمرها لم تتخيل أن الرجل الذي عشقته و وهبته كل ما تملك و لو شاء لماتت من أجله سيرمي على مسامعها كلمات ثقيلة لو نزلت على الجبال لهدتها فكيف بها هي الضعيفة بحبه ؟ خاصمته .. و نأت أراد استرضائها فعاندته ... الجرح و الأذى سهل لكن المداواة تتطلب صدقا و جهدا و صبرا ،فإن كان حقا نادما فلن ييأس ..و ليثبت لها حبه إن صدق . لا تنكر أنها أخطأت بدورها حينما رفعت يدها على ابنتها،تدرك جيدا فداحة ما اقترفته ،قد تتحجج بالغضب،بخوفها عليها، بكرهها للمشاكل التي قد تتسبب بقطيعة بين أفراد العائلة الواحدة ؛لكن لا شيء يبرر لها الضرب خلال اليومين اللذان أعقبا تلك الحادثة ،سعت لتحاول مراضاة نسيم ،غير أن الأخيرة اعتصمت في غرفتها ، لا تخرج منها أبدا و ترفض الأكل..تعاقب نفسها و والديها و لم تفتح الباب إلا لهشام الذي أخذها معه إلى بيته بعد شجار كبير بينه و بين شقيقه تنهدت تطوي آخر قطعة ملابس فتفاجأ بزوجها يسحبها منها ثم يمسك بيدها يقرّبها منه قائلا : – أنا آسف،أخطأت و كلامي كان غبيا ..و الله أعتذر . عبست تشيح بوجهها بعيدا،فيلتقط ذقنها بين أصابعه يجبرها على النظر إليه و قلبه يهتز بين أضلعه و يقول : – متى سينتهي جفاؤك يا ابنة العم ؟ – عندما تتعلم أن تحترمني و تحترم وجودي هنا. – أنا آسف. ابتعدت عنه تناظره بغضب ،لا تنوي كتم كلمة داخل صدرها ، إن أوجعته أو قست عليه فيستحق : – أنت لن تحب ابنتي أكثر مما أفعل،أنا من أنجبتها و تعذبت من أجلها ،و لن تخاف عليها أكثر مني ..كما لن أسمح لك بإقصائي من حياتها . أومأ يوافقها الرأي، فبتصرفه الجاهل أظهر لها "عدم أهميتها" في حياة ابنته و هو ما يظلمها كثيرا نظرا لعطائها و بذلها المتفاني تابعت توبخه : – وجودي بات يقتصر على خدمة البيت و تدفئة سريرك أليس كذلك ؟ – قطعا لا ! فهتفت بانفعال :– إذا لا تقل كلاما لا تعنيه !،و إن كنت في غنى عني فسأذهب لبيت والدي بكل كرامتي و جد لك امرأة أخرى ! بخطوات هادئة جعل يدنو منها ،فيحتضن خصرها بذراعه ثم يسحبها معه ليجلس على السرير و هي على ساقه،يداعب فكها بظهر سبابته و يهمس : – منزلك هنا،معي و بين أحضاني ، أنا أخرج منه و أنتِ تبقين لما آثرت الصمت قال مداعبا يقبل ذقنها : – اغفري لي يا مناي؟ – لا. – سأفعل أي شيء لتغفري..قاطعتني لأيام و أنا أحتاج لابتسامة منك كي تحلو أيامي . – لولا العشرة التي تجمعني ما نظرت لوجهك قط ..لأنك رجل لا يرحم و لا يزن كلماته إن غضب . – أعلم ..و أنا آسف جدا يا حبيبتي. رق قلبها كعادته و طفق يتراقص على لحن الحب ،فتضم وجه خليل بين يديها ،عيناها تأسران عينيه فتعشقه أكثر – لو تكرر هذا فلن يخاطب لساني لسانك و لن ترى وجهي مجددا . طبع قبلة خاطفة على ثغرها هامسا: – لن يتكرر،وعد . – و ماذا أيضا ؟ – أنا أحبك و سنخرج لنتعشى خارجا. ضحكت تحتضنه :– وأنا أحبك يا كل عمري . لدقائق استقرت بين ذراعيه،تنعم بدفئه، و تلتمس مشاعره التي يملكها اتجاهها،و لوهلة تبتسم و هي تتذكر خليل المراهق و هو يبعد أبناء عمها الآخرين عنها حتى أنه قد دخل في شجار مع ابن الجيران الذي أعطاها وردة نظرت لملامحه التي اكتست برداء الحزن و قبل أن تسأل عمّ ألّم به بادر بالقول : – أنا أشتاق لسمسم... – وأنا كذلك. – أنا أعلم بأنها غاضبة، لكن سأتحدث منها و أفهم منها كل شيء. أومأت:– اذهب و آت بها ،سأعد لها البيتزا و بعض البطاطا المقلية ،ستفرح. عاد ليمنح فمها تحية قلبية ثم لم يلبث لثانية أخرى و مضى نحو سيارته باتجاه منزل شقيقه و هناك و بالتحديد في غرفتها كانت نسيم تضع رأسها على صدر هشام و الأخير يمسح على شعرها و ظهرها – أنت تصدقني يا بابا ،أليس كذلك؟ – ربما أخطأت بعض الشيء عندما لم تكوني صارمة في إبعاده عنك ،لكن حتما لم يكن لك ذنب في فسخ الخطبة ..أنتِ تربيتي و أعرفك. رفعت رأسها تقبّل خده ثم تعود إلى وضعها الأول و بعض السعادة تزحف لقلبها ،صعب أن يكذبها اقرب الناس إليها و لا تلقى منهم دعما في أفظع الأوقات خاصة والدها الذي ظنته لن يوليها ظهره يوما و بتصديق عمها لها فهو يمنحها بعض القوة لتواجه كل شخص يسيء إليها أجل،أخطأت و تغافلت ضعفت و أذنت لقلبها بتسيير حياتها .... أتاها صوت هشام : – يا صغيرة، قلبك لا يجب أن يعمي بصيرتك،و إياكِ أن تقبلي برجل لا يحترمك و لا يرفعك عاليا فوق رأسه . حمزة كذب ..خدع ..و تمادى في غلطته يحبها لا تنكر ذلك ..لكن آذاها أكثر مما نفعها – عائلتك تبقى أهم من مشاعرك. في تلك اللحظة دخل عليهما والدها الغرفة بملامح عابسة و ازداد تجهما ما أن رأى منظرها و شقيقه فنهض هشام من مكان استلقاءه ،يسير نحوه ليستقبله ،أما هي فأشاحت بوجهها بعيدا ترفض النظر إليه بعدما اعتاد على رؤية الابتسامة تزين محياها كلما رأته و لا تلبث لحظة بعيدا عنه دون أن تحتضنه أو تلتصق به – جهزي نفسك يا نسيم ،سنغادر . تدخل هشام بعدما نظرت إليه باستجداء : – دعها معي. – لأيام و هي معك..هيا يا نسيم. أزاحت الغطاء عنها ثم وقفت تقترب من هشام تقبل خده و تقول : – بابا ،أخبر ماما سهام تجمع لي ثيابي و أرسلها مع سائقك ،حسنا؟ أومأ فتجاوزت والدها و غادرت المنزل نحو سيارة الأخير بثياب النوم و شعر غير مرتب و هذا ما لم تكن لتفعله في حالاتها العادية و لتثبت موقفها الغاضب ركبت في الخلف و أغمضت عينيها تدعي النوم و تجاهلت محاولات أبيها لاستمالتها ،لا عندما شغّل أغنيتها المفضلة و لا الأخرى التي تكره ،حرمته من صوتها و من مجرد نظرة صغيرة فتجيد معاقبته و تستغل ضعفه نحوها ..فسايرها و لما بلغا المنزل تبعها إلى غرفتها و عندما التقطت علبة بها هاتف و زجاجات من طلاء الأظافر تتوسط سريرها قال : – هاتف جديد و من طراز أفضل . ردت :– لا أحتاجه ،بابا هشام اشترى لي واحدا أفضل منه..شكرا لك. لم يستسلم فأكمل :– هل أعجبتك ألوان طلاء الأظافر؟ ..أنتِ تحبين هذه الأشياء. – بابا هشام أخذني إلى المركز التجاري و اشتريت كل ما أحتاجه ..شكرا لك. كلمة الشكر تلك تثير رغبة فيه بقتل شقيقه سحقا لهشام ..بل سحقا له لأنه سمح لها بالتعلق به فها هو يفسد عليه كل محاولاته ..لا يكفيه أنه يشاركه إياها ليأتي و يفقده فرصته لمراضاة صغيرته! – ربما قسوت عليكِ قليلا،لأنني غضبت عليك و من أجلك ،لو سمعتِ كلامي و نفذت أوامري لما وصلنا لهذه الأمور . رفعت عينيها إليه و قد غشيتهما الدموع : – أنا أخطأت ..و أقسم بالله أنني آسفة ..لكنني لم أخطط لإفساد الخطبة و أنت لم تصدقني . قبل أن يتكلم أكملت بصوت مرتجف عكس انكسار خاطرها: – أنا لا أكترث بما يظنه الآخرون ،لا خالي و لا ريهام يهمني أمرهما ..لكن أمي ..و أنت يا أبي ..أنت كذّبتني و لم يبق إلا أن تضربني أنت الآخر ربما هكذا أكون قد دفعت ثمن غلطتي . هاله ما نطقت به فسارع الخطى نحوها يلثم جبينها بحنان ثم يلملمها بين أحضانه ،حيثما يقبع مأمنها و مسكنها و ملجأها من كل الصعاب و الآلام يخاف عليها ! ..و لا يقبل أي سوء عليها و لو من نفسها لهذا قسى و تصرف ببعض الشدة ليس تكذيبا منه و لا تشكيكا بتربيته بل حبا فيها ! – ألن يزول غضبك عن والدك يا صغيرة ؟ ردت بخفوت :– سأذهب لأستحم ... ابتعدت عنه و مضت تسحب ملابسا من الخزانة ثم تتركه واقفا مكانه و تتجه نحو الحمام و عند باب الغرفة توقفت أمام والدتها التي ابتمست بتردد فحدقت فيها نسيم بحزن ثم تجاوزتها و غادرت في حين ظلت منى تناظر خليل الذي هز رأسه بقلة حيلة هذه هي نسيم ، نسخة منه قلّما تغضب و إن فعلت فصعب نيل رضاها و ليعن الله الجميع عليها . يتبع... https://www.rewity.com/forum/t455417...l#post14764918 | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
214Likes
العرض العادي
