آخر 10 مشاركات
23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree12Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-09-19, 01:55 AM   #11

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي لكل متابعيني الكرام
تحياتي لكل من ترك لي تعليقاً وتفاعل مع أحداث الرواية
وهديتي لكم فصل إستثنائي إن شاء الله السبت صباحاً 😘😘😘


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-19, 06:51 AM   #12

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير
فصل اليوم طويل، خفيف، لطيف، مليان عك مشاعر 😅😅😅
إستمتعوا بنسمات العشق الموزّعة بين زوايا هذا الفصل قبل أن نبدأ بالجد 👌🏻😉

جنّة عدن
الفصل الثالث

وقفت عن مقعدها لحظة سمعت صوت الشيخ قادماً من البهو، متبوعاً بوالدها وعمّها وثائر وبعض الأقارب.
شبكت أناملها ببعضها تشعر بساقيها ترتعشان عاجزتان عن حملها، شقيقتيها بقربها فرحتين بها حدّاً جعلها ترغب بالبكاء، تلفّتت حولها بخجل يعكّر فرحتها غياب والدتها الحبيبة، لو أنّها ما تزال على قيد الحياة لكانت الآن تقف بقربها مع هديل وهدير، لكانت ستفرح جداً بخطوبتها.

دخلت زوجة عمّها من باب الصالة تطلق زغرودة طويلة، فنهرها عمّها مؤنّباً«ماذا قلنا يا عاليا»
« دعني أفرح بإبني يا كامل، لقد غادر الرجال ولم يتبقى سوى العائلة» قالت تفسح المجال لعدن بالدخول أمامها، ولكنّها بدّلت رأيها تجذبه لحضنها تقبّل وجنته بحرارة« مبارك لك يا بني، عقبال الفرحة التامّة »
ربّت عدن على كتف والدته برفق يلثم جبهتها بحنان، ومن ثم حرر نفسه متوغّلاً داخل غرفة الجلوس حيث النسوة تجتمعن، لا يطيق صبراً للوصول اليها، يلتهمها بنظراته المشتاقة، يرى النور يشع من مقلتيها، بحجابها الزهري الفاتح وتبرجها الطفيف، وفستانها الزهري المطرّز بدانتيل يحاكي لون حجابها، جميلة وفاتنة، حبيبته التي بنظره من بعدها خلت الأرض من النساء، حبيبة طفولته ومراهقته وصباه، وإن شاء الله رفيقة شيخوخته.

أمسكت بذراع أختها تستند اليها، تشعر بوجنتيها تشتعلان خجلاً، تلحظ أن كل العيون منصبّة عليها، يراقبون أدق حركاتها، فأخفضت بصرها تناظر الأرض، تشعر كأنّ المسافة قد طالت بينها وبينه، بأنّها ستموت بأزمة قلبية قبل أن يصل اليها.
يا الله!
من يراها الآن، لا يقول بأنّها تراه يومياً وتحادثه يومياً،
تستيقظ على نغمة صوته
ولا تنام الاّ عليها
فما بالها الآن
تشعر بالخجل ينال منها
يسيطر على مشاعرها
عاجزة حتّى من النظر اتجاهه وهو يقترب منها
بهيئته الخلاّبة
وعينيه الفاتنة
وطلّته البهية
وجاذبيته التي لا تقاوم

شعرت بهدير تحاول تحرير ذراعها من قبضتها
فرفعت بصرها اليها بتساؤل لتجدها مسترسلة بالضحك« أنا أقف مكان العريس، هل أطلب منه أن يعود لاحقاً؟»
تنحنح عدن وعلت من بعده الضحكات، وهي إزدادت وجنتيها إشتعالا تدرك هفوتها، فحررتها تشاهد عدن يأخذ مكانها ومن ثمّ علت الزغاريد مرّة ثانية تقدّم سحر زوجة أخيه لهما الخواتم.

إحتوى كفّها المرتعش بين أنامله تقول نظراته ما لم ينطق به لسانه.
سأحميك بعيوني
وأفديك بنفسي
سأحافظ عليك كأنّك قطعة منّي
لأنّك قطعة منّي

تعانقت نظراتهما بنغمة عشقهما المخضرم، تشعر به يمرر الخاتم بإصبعها برفق، «وأخيراً» همس لها، فهربت منه تلهي نفسها بإلباسه خاتمه تشعر بقلبها يرفرف كجناحي عصفور داخل قفص، يناشد التحرر منها اليه.
وبالرغم من أن جميع أهل القرية يعلمون أن جنّة لعدن وعدن لجنّة الاّ أن رمز هذا الخاتم بإصبعه كان مهمّاً بالنسبة اليها، كي تضمن عدم إقتراب أي فتاة منه بأي شكل وأي طريقة وخاصّة في جامعته التي سنتظم اليها الشهر المقبل.

وإنتهت حفلة الخطوبة وغادر المدعوين الذين إقتصر أفرادها على العائلة المقرّبة فقط.
غادر عمّها وزوجته، وثائر وزوجته ووالدها خرج من الغرفة يودّع أخر زائرية ولم يعد بحجّة ذهابه لصلاة العشاء، وأختيها إستأذنتا الى غرفتهن.

وقف يتمطط بجسده، وهي تبعته بنظراتها تسأله« هل سترحل أنت كذلك الأمر؟»
« ماذا!»
ردّ على سؤالها بنبرة مستهجنة، خلع سترته وعاد يجلس بقربها يمد ذراعه على طول الأريكة خلف رأسها« أنا لم أصدق أننا أصبحنا وحدنا أخيراً» همس بنبرة شقية، يندس بها يشعر بتصلّب جسدها، يراها تندس بزاوية الأريكة.
إبتسم بخبث يدنو من أذنها هامساً« جنّتي، مالك تهربين منّي، أعدك، أنا لا أعض »
دفعته تحاول خلق مسافة بينهما تشعر بالخوف من أن يأتي والدها ويراهما بهذا القرب « لا تفعل عدن، من الممكن أن يرانا أحد، سأموت خجلاً إذ أتى والدي ورآك قريباً مني الى هذه الدرجة.»
ضحك يهز برأسه « أقسم لك بأنّي كنت أعلم بأنّك ستستمرين بصدّي حتّى بعد أن نعقد قراننا»
بهتت ملامحها لا تفهم مغزى كلامه، خائفة من أن تكون قد ضايقته بتصرّفاتها، ولكنّها حقاً خائفة، خائفة من أن تأتي إحدى أخواتها وتراهما بهذا القرب، ستظن بأنّهما يفعلان شيئاً قبيحاً، وستكون مصيبة لو والدها هو الذي يراهما، عندها ستموت خجلاً ولربما ستعجز عن النظر الى عينيه مطلقاً.
« هل غضبت؟» همست بها بنبرة متهدجة، على وشك البكاء
عبست ملامحه « جنّتي ، ما هذا الجنون!» قبض على كفّها برفق« ولماذا أغضب، حبيبتي، أنا فقط أحاول إستغلال غياب الجميع للتغزّل بك وإعلان إشتياقي لك»
رفع كفّها الى شفتيه يلثمهما ببطئ سالباً منها أنفاسها، جنّته البريئة، التي طوال مراهقتهما لم تسمح له بلمس كفّها حتّى، وبالرغم من أنّه كان يتذمر ويثير غيظها بتلميحاته، الاّ أنّه أبداً لم يتوقع منها غير ذلك، وما كان ليرضى بغير ذلك، إنّها جنّته، عرضه وشرفه، وإذ هو مسّها بالضر سيكون كمن يمس نفسه بالضر.
لثم كفّها رافضاً تحريره، يشعر بها تصارع نفسها على عدم جذبه من كفّه، رفع بصره اليها ملتحمةً نظارتهما العاشقة، تفيض مقلتيه حناناً وتفهّماً
«فرحتي اليوم تطال عنان السماء، لا تعلمين كم كنت أنتظر هذه اللحظة، لحظة يقبل والدانا بإعلان إرتباطنا، لحظة يطلبك والدي ويعلن قبوله والدك، لحظة يقول والدك « زوّجتك إبنتي على سنّة الله ورسوله» وأنا أخبره بأنّي قبلت الزواج بك ومن ثمّ المآذون يعلن زواجنا علنا»
أخبرها يحتوي كفّها بين كفّيه يعلن ملكيّته له، بأنّ كفّها هذا أضحى لمسه حلالاً مباحاً، وهي لا تملك الحق بمنعه عنه.
« ولكنّك، لكنّك تعلم بأنّ عقد قراننا هذا ليس زواجاً، بل فقط من أجل الرؤية الشرعية وإعفائنا عن إقتراف المحرمات في حال أمسكت بيدي أو رأيتني دون حجاب، أو ذهبت معك بالسيّارة الى الجامعة وحدنا، لقد شرح لي بابا هذا الأمر»
ومأ عدن يتأمّل روعتها بفخر.
« نعم صحيح، ولكنّ هذا الأمر لا يلغي حقيقة أنّك أمام الله زوجتي، حلالي، زوجتي مع وقف التنفيذ.»
إبتسمت بطلاقة « نعم، أعجبتني هذه التسمية، زوجتك مع وقف التنفيذ»
التفتا كلاهما ناحية الردهة عندما سمعا صوتاً قادماً منها، تنحنح عماد يدخل عليهما الغرفة المفتوحة الباب على مصراعيه يلحظ أنه أثار إرتباك الزوج، وقف عند الباب يسألهما« هل صليتما العشاء؟»
وقفا كلاهما عن الأريكة يردان معاً.« لا، لم نفعل بعد»
« حسناً، هيّا فالتفعلا، من الأفضل أن تحتفلان بخطوبتكما بتقربكما من الله وليس التأخر عن موعد الصلاة.»
تنحنح عدن بإرتباك يدرك أن عمّه يطرده بإحترام.
ودّع جنّة وغادر دون تعليق قبل أن يقرر عمّه فرض قوانين جديدة عليهما، قوانين تحرمه رؤيتها الى أن تصبح بمنزله الزوجية.

« هل تحتاج منّي لشيئ قبل أن أصعد الى غرفتي؟» سألته جنّة بعد أن إحتوت إرتباكها الواضح المعالم، تريد فقط الهرب من أمام والدها.
« فقط رضى الله عنك يا جنّتي، إذهبي بأمان الله» قال وإتّجه نحو غرفة الجلوس يشغّل التلفاز على إذاعة الأخبار المحلية.
وجنّة تبعته بنظراتها الحانية تشفق عليه، لقد تبدّل كثيراً بعد وفاة والدتها، أضحى أكثر حساسية إتجاه أمور حياتهن هي وأخواتها، أكثر خوفاً عليهن، وأكثر صمتاً، لا ينطق لسانه سوى بالدعوات الصالحة لهن، إذ كان يحتاج لشيئ يطلبه، وإذ سألنه عن شيئ يجيب على قدر السؤال ويعود لصمته وشروده.
والدها ما يزال حزينا لفراق والدتها، ولا تعتقد بأنّه سيتخطى فراقها أبداً.
تنهّدت بحرقة وإعتلت السلالم نحو غرفتها.
طنّ هاتفها لحظة وطأت عتبتها، تفقدت الشاشة تنقشع شفتيها بإبتسامة واسعة.
- إشتقت اليك يا معذّبتي.
فردّت عليه
- وأنا إشتقت اليك كثيراً أيّها المعذّب.

- الن تشفقي على حالي وترسلي لي قبلة تطيّبين بها خاطري

ضحكت بعمق ترسل له وجهاً أحمراً غاضباً

- أستغفر الله العظيم . ردّ عليها - صرت أرى هذا الوجه بمخيلتي في كل مرّة أحاول تخيّل نفسي أقبلك.

تورّدت وجنتيها خجلة من تعليقه، تنهّدت بلطف ترسل له وجهاً ملائكياً وعلّقت
-تصبح على الف خير

رفعت حاجبها تفكّر قليلاً ومن بعد تردد طفيف أرسلت اليه قلباً وقبلة فقيرة.
تفكّر، يستحق قبلة بعد أن صبر عليها لكل هذه السنوات

وما هي الاّ لحظات حتّى بدأ هاتفها يطن طنّات متلاحقة واجدة أنّه يرسل اليها قبلات لا تعد ولا تحصى
قفز قلبها من مضجعه تضحك بعمق وهي تحاول أن تكتم صوت هاتفها قبل أن يسمعه أحد.
« هل غادر عدن؟» أتى صوت هدير مجفلاً إيّاها، تشعر بأنّه تم القبض عليها بالجرم المشهود.
ضمّت الهاتف الى صدرها تشعر به يهتز مع كل قبلة يرسلها لها عدن، عضّت على شفّتها تومئ لأختها بنعم.
إتسعت إبتسامة هدير تغلق باب غرفتها بهدوء « حسناً، لقد وعدتني بإخباري بكل شيئ، هيّا»
رفعت جنّة حاجبها بتساؤل« هل نامت هديل؟»
« نعم، فعلت» أجابتها تتبعها الى غرفتها « هل قبّلك، هيا أخبريني»
« هدير» هتفت بها مؤنّبة« يا الله! هل فقدتي عقلك؟» أخبرتها تدخل غرفتها «بالطبع لم يقبّلني»
مطّت هدير شفتيها بخيبة وجنّة ضحكت تسألها« ماذا، وهل كنت تتوقعين بأنّي عشت مغامرة في النصف ساعة التي تركتونا فيها وحدنا»
« أنت متشدّدة جداً بتعاملك مع عدن، أتعلمين، عندما يعقد قراني، أوّل شيئ سأفعله هو تقبيل خطيبي»
« سَتَرَكِ الله» علّقت جنّة مردفة « سأسأل بابا أن لا يعقد قرانك أبداً، بل سأطلب منه أن يزوّجك دون خطبة، إذ لا يمكننا الوثوق بك وبرومانسيتك هذه التي تعيشين فيها بين صفحات الروايات.»
إستلقت فوق سرير أختها تتنهّد بحالمية« آه، بل سأُخطب، لأنّ أجمل فترات الحب هي تلك الفترة التي تشعرين خلالها أنّك تسرقين المشاعر تسرّقاً، القبلات المسروقة والملامسات اللطيفة التي دائماً تحرصين على أبقاء عقلك صاحياً خلالها كي لا تتمادي، وتلك النظرات العاشقة والهمسات الحارّة، أشياء بالرغم من أنّها ليست محرّمة الاّ أنّ الأدرينالين يصل خلالها معك حدّ الذروة.»
حدّقت جنّة بأختها التي لم تتعدى بعد الخامسة عشر بذهول، لا تصدّق طريقة تفكيرها، لا تستوعب قدرتها على وصف تلك المشاعر بطريقة هي نفسها تخجل من التفكير فيها.
« أتعرفين، أنا الآن صدّقت هديل عندما إتّهمت تلك الروايات بإفساد عقلك البريئ، أنت حقاً يُخاف منك وعليك»
ضحكت هدير بعمق تسألها دون ذرّة خجل« هل تعديني بأن تخبريني عن إحساسك بقبلتك الأولى مع عدن»
قذفتها جنّة بوسادتها هاتفة بها« أخرجي من غرفتي أيتها المنعدمة الأخلاق، سأشكوك لوالدي »
قفزت هدير عن السرير تركض نحو الباب، فهتفت جنّة بها قبل أن تغادر« ومن أخبرك بأنّي سأسمح لعدن بتقبيلي قبل حفل الزواج»
« هههه، لا داعي لأن تخبريني، ستفعلين، حتّى لو أنكرتي » وهربت من الغرفة تاركة جنّة تعاني حالة من الذهول الممزوج بالخجل، أختها الصغرى بحاجة لإعادة رباية، ولكنّها بالرغم من كل ما قالته، الاّ أنّها لا تخاف عليها، إذ بالرغم من جرأتها بالكلام، الاّ أنّها تعتبرها أنضج من عمرها، تعي ما لها وما عليها، وأبداً لا تضع نفسها بموضع شك بأي طريقة من الطرق.
وأكثر ما يريح بالها من ناحيتها، هو أنّها لا تخفي عنها شيئ مهما كان صغيراً أو تافهاً، أمّا هديل، تلك التي تثير قلقها، إذ وفاة والدتها أثّرت فيها بطريقة مختلفة عنهم جميعاً، جعلتها أكثر حساسية لكل ما يحيط بها، مزاجية ودائمة الشرود، كأنّها تعيش بعالمها الخاص، ولا تسمح لأحد بإختراقه، تحتمي داخل قوقعتها كأنّه لا شأن لها بالعالم ككل.


**********************************


ومرّت الأيام مكتشفاً خلالها عدن أنّ إرتباطهما لم يكن مجرّد عقد قران مع وقف التنفيذ، بل أيضاً خطوبة مع وقف التنفيذ، إذ ما يزال يجد نفسه يتسرّق كعادته لرؤيتها في المساء لبضعة دقائق تحت شجرتهما المشهورة، وأغلب الأوقات يجتمع فيها عند بيت أهله لأنّه ممنوع من زيارة بيتها في غياب عمّه أثناء فترة النهار، عندما يكون بمتجر الأدوات الكهربائية مع والده،
ومن ناحية ثانية، منزله دائماً يضج بالزائرين، بأخيه ثائر وعائلته، بأخته وزوجها وأولادها، ونساء الحي القادمين للزيارة، فيجد نفسه يجلس قبالتها وسط العائلة ويتحدّث اليها عبر الرسائل النصيّة، يستمتع حدّ الذروة بإثارة خجلها ورؤية وجنتيها تشتعلان بحمرة نارية لذيذة.
بإثارة غضبها عندما يعلّق على إحمرارهما يتّهمها بأنّها تكثر من وضع حمرة الخدود، وبأنّها جميلة من دونها، وبأنّها لا تحتاج اليها كي تثير إعجابه، وهي ترد عليه مراراً وتكراراً بأنّها لا تضع عليهما شيئاً، وأن هذا لونهما الطبيعي، وهو يصر على أنّها تكذب مستمتعاً بإثارة غيظها الصامت دون أن تجرؤ على التعليق كي لا تثير إنتباه الحاضرين.

رنّ هاتفه أثناء قراءته رسالتها المتوعّدة يرى رقم صديقه أمان، فإستقبل الإتصال يخرج الى الشرفة.
وهي تبعته بنظراتها المتفحّصة ينال منها الفضول، فإنتظرت لدقائق قليلة وتبعته.

خرجت اليه بالتزامن مع إقفاله للخط.
« من هذا؟» سألته
التفت اليها يبتسم لها بطلاقة« صديقي»
« صديقك بالجامعة»
« نعم، هو بذاته، يريدنا أن نلتقي بمنزله الليلة » أخبرها يجذبها الى صدره فشهقت تضع ذراعيها بينهما هاتفة به« سيرانا آحد»
قلب مقلتيه يجيبها« وليفعلوا» غافلها يسرق قبلة من وجنتها سالباً شهقة أعمق من بين شفتيها.
شذرته تضربه على صدره « قليل الأدب»
ضحك بعمق « أه، فأنت لم تري بعدُ شيئ من قلّة أدبي»
« عدن» همست بإستنكار تحاول التملّص من تحت قبضته.
« روح عدن، وقلب عدن، ومعذّبة عدن »
« أنا لست معذّبتك» تذمرت « أفلتني أرجوك»
« سأفلتك بشرط» قال بإبتسامة جانبية سلبت لبّها « قبّلي وجنتي »
« بل سأعضّها» هددته تتململ بين ذراعيه بهدف التحرر
« آه، ومن قال بأنّي سأمنعك إذ فعلتي» أجابها مثيراً تزايد غيظها
داست على قدمه فأفلتها، فهربت من أمامه الى الداخل
فصاح خلفها غير عابئ لمن يسمعه« حسناً، دعيني أرى الى متى ستستمرين بالهرب منّي يا جبانة»

************************************

أغمضت عينيها تخشع بروحها، متأثرة بتجويد عدن العذب وهو يقيم صلاة العشاء بالعائلة، الرجال في الصف الأمامي والنسوة في الخلف، صوته من عالم ثاني، يجعلك ترغب بسماع القرآن الكريم بأكمله بجلسة واحدة، لا تريده أن يتوقف حتّى لإستجماع أنفاسه.
سلّمت على ملائكتها ورفعت كفّيها تدعو خلف والدها الذي إسترسل بالدعاء للجميع دون إستثناء.
ومن ثمّ وقفن من أماكنهن يفسحن المجال للرجال بمواجهتم.

هذه العادة من الطقوس العائلية التي تتكرر كل نهار جمعة، بحيث تجتمع العائلتين على عشاء ضخم تبدأ النسوة بإعداده منذ الصباح، ويجتمعوا جميعهم حول طاولة المائدة عند الغروب وينهوا الليلة بصلاة العشاء الجماعي.

يوم بالرغم من التعب والإرهاق الذي يحمله بين طياته، الاّ أنّه أجمل أيّام الأسبوع بحيث يشعر الجميع بأهمية إحتواء العائلة لبعضها البعض.

إنتهت من الصلاة وعادت الى المطبخ تسأل زوجة عمّها عمّا يمكنها فعله فنهرتها تشير لها الى الحديقة« أخرجي خلفه فهو يحوم حولك منذ عاد العصر وأنت تتجاهلينه مشغولة معنا»
جف فمها مصدومة من نبرة زوجة عمّها المعاتبة، أشاحت بنظراتها الخجولة، متفاجئة منها بأنّها لاحظت ما يحصل، ومأت لها وإتجهت نحو الحديقة بخطوات صغيرة مترددة .

إنّها غاضبة منه، وكثيراً، غاضبة لأنّه أضحى يغيب عن المنزل دون مبررات، وخاصّة عندما يكون مجتمعاً مع شلّته التي تعرف عليها بالجامعة، يلتقي بهم ويغيب لساعات وساعات، وفي بعض الأحيان يتأخر حتّى منتصف الليل، وعندما تتصل به يرسل لها رسالة نصية يسألها عن حاجتها مثيراً غضبها، في بادئ الأمر إستعملت أسلوب التلميح معه، ولكنّها في نهاية المطاف طفح كيلها منه، فتشاجرت معه رافضة مخاطبته أو النزول لرؤيته كعادتهما قبل أن تخلد للنوم، لليلتين متتاليتين، تتجاهل رسائله وإتصالاته.
جلس على المقعد الخشبي بالحديقة يقلّب بهاتفه، يتفقد رسائله العديدة التي أرسلها لها ولم تراها بعد، لقد لاحظ أنّها لا تحمل هاتفها معها، ضحك بسخرية، ما تزال على حالها، تحافظ على كل خصال طفولتها الرعناء، عنيدة متسلّطةٌ، ذات كبرياء خانق، وتعلم كيف تأخذ حقّها منه من بين عينيه.

رفع بصره عندما إستشعر بحركة طفيفة قادمة من أمامه، يشاهدها تقترب، بخطى صغيرة مترددة.
رفع حاجبه يراقبها بمكر، وإبتسامة متلاعبة تزيّن محياه
لا يصدّق بأنّها أتت اليه بنفسها، بعد كل ذلك التجاهل الذي صدّته به لطوال يومين كاملين.

وقفت قبالته تلعب بأناملها بتوتر، تتأمل إبتسامته بغيظ، تفكّر بينها وبين نفسها.
كان يجب أن تعاقبه لفترة أطول، ولا تأتيه بنفسها، وهذا ما قررته عندما إستدارت هامّة بالمغادرة وهو فهم مقصدها، فجذبها من ذراعها الى حضنه سالباً شهقة عميقة من بين شفتيها، أجلسها على ركبتيه غصباً عنها، يضم جسدها الهش الى صدره، يحاول كبح مقاومتها الشرسة.
« أفلتني عدن، أفلتني حالاً»
« وإن لم أفعل» همس بقرب أذنها، فضمّت عنقها الى كتفها، تحاول إحتواء زوبعة المشاعر التي سيطرت عليها عندما لامست شفتيه وجنتها.
« عدن أرجوك، سيرانا أحد»
تذمّرت كعادتها،
سيراهما أحد،
وما همّه إذ رآهما أحد، إنّها خطيبته بعقد قرانٍ شرعي بحق السماء، ولقد سئم من تمنّعها لأبسط الملامسات، يحق له إمساك كفها، طبع قبلة على وجنتها، التغزّل بها.
ضغط على جسدها مقابل صدره يصرّ« توقفي جنّة عن مقاومتي»
« سأتوقف عندما تتوقف عن تجاهل إتصالاتي والرد عليها برسائل نصيّة عدن، لا يعجبني غيابك المكرر والمتأخر مع رفاق جامعتك هؤلاء، وخاصّة عندما أهاتفك وترد علي برسالة، ذلك الأمر يثير ريبتي، يثير شكوكي، وأنت تعلم مصيرك عندما يبدأ الفأر يلعب بأفكاري»
« هل عدنا لغيرتك الغير مبررة من رفاقي جنّة، الم تنضجي بعد عن تلك التفاهات؟»
سألها يشبك أنامله بأناملها يلعب بها، وهي إنتفضت بحضنه هاتفة بحدّة«إنّها ليست تفاهات، لم تكن ولن تكون تفاهات، أنا يحق لي أن أعلم أين أنت وماذا تفعل، وأنت لا يحق لك أن لا تجيب على إتصالاتي، خاصّة عندما تكون برفقتهم، لأنّي لا أعلم ماذا تفعل معهم»
هتفت به تحاول دفع نفسها عنه
« رسائلي النصيّة هي إذاً سبب غضبك» سألها مستنكراً حالها.
التفتت اليه هاتفة بحدّة« نعم»
إبتسم يهزّ برأسه، يتنفّس بوجهها، وهي حبست أنفاسها تشعر بقلبها يتقافز بصدرها، تراقب شفتيه بإهتمام شديد، تشعر بزوبعة من المشاعر تسيطر عليها.
حرر كفّها يحتضن وجنتيها بين كفّيه الدافئين يقول بنبرة فاتنة يشوبها المكر
« حسناً، أعدك، أعدك بأن لا أجيب على إتصالاتك برسالة مهما كانت ظروفي ومهما كنت مشغولاً» أخبرها يلحظ إحمرار وجنتيها.
إبتسمت بالرغم من محاولاتها العقيمة بأن لا تفعل« أقسم»
هز رأسه يضحك ضحكته الساحرة« أقسم لك »
ومن دون أن تعي ما تفعل مالت الى وجنته طابعة قبلة خاطفة، أخذته بها على حين غرّة.
وقبل أن يستوعب ما حصل، كانت تهرب من أمامه عائدة أدراجها الى المنزل.
تبعها بنظراته يتلمّس وجنته بذهول،
هل تهيأ له؟
أم أنّها حقّاً حنّت عليه أخيراً بقبلة؟
آه منك يا جنّتي
ما تنفكين عن مفاجأتي بردّات فعلك العفوية
بسخطك وبهدوئك
بثورتك وبخضوعك
بغضبك وبهمسك
بطيبتك وبقهرك
دائماً تأتين كزوبعة تجمعين مشاعري وتهربين بها.

*********************************

القت نظرة متفحّصة أخيرة الى نفسها وتركت غرفتها على عجل، انّه يومها الأوّل بالجامعة، عدن ينتظرها بالسيّارة
ما إنفكّ عن إرسال الرسائل بأنّه ينتظرها.
بأنّها تأخرت
بأنها إذ لم تسرع سينطلق من دونها.
تأففت بضيق وهي تفتح باب السيّارة وتدخلها بإندفاع.
« صباح الخير » قال يرمقها بتساؤل « ما بالك، تبدين معكّرة المزاج »
تأففت من جديد وهي تضبط حجابها تستعين بالمرآة الصغيرة أمامها هاتفة «أشعر بالإختناق، أكره هذا الحجاب ولكنّه الوحيد الذي يتماشى مع ثيابي» فكّت رباطه تفرده، تتأفّف من جديد « أكره، لا أطيقه» جزّت على أسنانها بضيق.
هزّ برأسه ترتسم فوق شفتيه إبتسامة جانبية « حسناً وما يجبرك على إرتدائه، إذهبي وبدليه »
التفتت اليه يتطاير الشرر من مقلتيها، فإندس بالباب بحركة طفولية يدّعي بأنّ نظرتها تلك قد أخافته، مثيراً تزايد غضبها حدّ الذروة « وهل صبرت أنت علي؟ إنّه يومي الأوّل وأنت ما إنفكيت عن مهاتفتي وإرسال الرسائل، لقد أثرت توتري أكثر مما أنا متوترة»
ضيّق بها حدقتيه « آه، أتلوميني أنا على ما أنت فيه؟»
« نعم» تمتمت وهي تضع الدبّوس بفمها وتحاول إعادة ترتيب حجابها،
فكتّف ذراعيه مؤثراً الصمت، يراقبها تعقده وتعيد حلّه، تزفر بضيق ومن ثمّ تبدأ من جديد، الى أن قنعت به، إبتسمت لإنعكاس صورتها والتفتت اليه تسأله «ما رأيك؟»
عقد حاجبيه يجيبها« بالحقيقة لا يختلف عمّا كان عليه من قبل»
ضمّت شفتيها على وشك الإنفجار به فهتف يتدارك الوضع« ولكنّه جميل، تبدين جميلة وفاتنة، أعجبني جداً جداً جداً»
إبتسمت تعطيه الإذن بالإنطلاق وهو تنفّس الصعداء يدير محرّك السيّارة وينطلق نحو الجامعة.

« هل سنكون بذات المبنى؟» سألته تشعر بالتوتر ينال منها، خائفة من مواجهة ذلك العالم وحدها.
التفت اليها يرمقها بنظرة حانية، جذب كفّها يشبك أناملها المتعرّقة بكفه الغليظ يطمئنها« لا تقلقي، سأوصلك بنفسي الى محاضرتك الأولى، وأتأكد من كل أمورك، وثانياً هاتفك معك، بإمكانك أن تتصلي بي في أي وقت إتفقنا»
ومأت له تفيض مقلتيها بالإمتنان، تعبق رائحته بأنفها، عقدت حاجبيها تسأله«هل تضع عطراً؟»
« القليل» أخبرها يهرب من نظراتها المتفحّصة
« رائحتك مثيرة عدن» قالتها بإستنكار
« ستختفي بعد قليل، إنّها كذلك لأنّي وضعتها للتو»
صمتت تتنشقها بعمق، تشعر بالرغبة الجامحة بدفن وجهها بعنقه وتنشقها للأبد، وعند تلك الخاطرة تجهمت ملامحها، تتخيّل فتيات أخريات يتنشقن عطره، ويتمنين قربه.
فتحت فمها بنية التعليق، ولكنّها عادت وأطبقته تتفادى إختلاق مشكلة معه، ولربما هو محق، ستتلاشى رائحته بعد قليل، أو بعد أن يغادر السيّارة.

إنقبض قلبها عندما وصلت السيّارة الى مدخل الجامعة، بوّابة حديدية عملاقة، أشار للحارس ببطاقته ففتحها له على مصراعيها يسمح له بالدخول.

إنكمشت جنّة على نفسها تراقب محيطها بذهول، كأنّها مدينة مغلقة، بشوارعها العريضة والمكاتب والمحال والمقاهي المنتشرة على جانبي الشارع، موقف السيّارات العملاق، يضم مئات السيّارات، المباني الضخمة بالواجهة، وبرج ساعة عملاقة تتوسط حديقة تضج بالطلاّب، منهم الواقف ومنهم الجالس، جماعات جماعات منتشرة حول المكان، يبدون وكأنّهم قادمون من عالم آخر.

أوقف عدن السيّارة يلحظ بأنّها غارقة بحالة من الذهول، عاد وقبض على كفّها يدير وجهها اليه يسألها« هل أنت مستعدة؟»
هزّت برأسها« لا، لست مستعدة، هل ، هل بإمكاني أن أعود غداً؟»
ضحك « أعلم بأنّهم يبدون مخيفون، ولكن صدّيقيني، إنهم فقط هكذا لأنّك أنت تريهن كذلك، لا تعطيهم أكبر من قدرهم، لا تُشعريهم بخوفك، أدخلي عليهم بثقة وقوّة، والتهميهم قبل أن يلتهمونك»
ضحكت بتوتر« أنت تزيدني ذعراً بكلامك هذا»
« أنظري حولك»
التفتت الى جهة الحديقة تشاهدها مكتظّة بالطلاب
« كلٌّ منهم منشغل بنفسه ومجموعته، ويظن بأنّ هذه الجامعة لا تضم غيرهم، لا يرون الآخرين ولا يهتمون لأمرهم، وإذ أردتي أن تكوني غير مرئية بإمكانك أن تفعلي ذلك بكل سهولة هنا، بإمكانك أن تتعلمي ووتتخرجي وتكتشفي بعد ذلك أن الدكتور نفسه لا يعلم بوجودك، ضعي نصب عينيك هدفاً واحداً فقط، أنت هنا لتتعلمي وتتخرجي، وليس كشأنهم للّهو والصياع، وأنا متأكد بأنّك ستنجحين وتتفوّقين بمسعاك »

ومأت له تتنشق بعمق، زفرت أنفاسها تحاول إستجماع قوّتها« حسناً، أنا جاهزة »

مشت بمحاذاته تشاهد محيطها بعين عذرية مشدوهة بكل ما تراه، فتيات جميلات أنيقات ترتدين أفخر أنواع الملابس، منهنّ المحجبات كحالها، ومنهن المعتدلات، بدون حجاب ولكن بثياب لطيفة مقبولة، ومنهن السافرات، بشعرهن المصفف بعناية وتبرجهن البارز الملامح.
والشباب لا يقلون عنهم أناقة، كأنّهم ذاهبون الى حفل وليس الى الجامعة.
تبعت بنظرها زوجاً يحتضن بعضه بسفور، ولا كأنّ هناك عشرات الطلاّب حولهم، يضع كفيه حول خصرها ويلصق صدرها الى صدره.

«جنّة» هتف بها عدن، فأجفلها.
التفتت اليه بذعر كأنه قبض عليها بالجرم المشهود« لا تفعلي ذلك»
أتى تعليقه المقتضب، فهربت من نظراته الصارمة تفهم مقصده.
وضعت الأرض نصب عينيها ومشت بقربه، عاجزة عن نزع ذلك المنظر من بالها، أإلى هذه الدرجة أصبح الإنسان يسترخص نفسه، يبيح للآخرين بإنتهاك حرمته علناً.
( إذا ابتليتم بالمعاصي فأستتروا)
أإلى هذا الحد أصبح الإنسان يستهتر بإجتناب المحرّمات ويتفاخر بفعلها علناً.

« عدن، عدن » سمعت صوتاً يناديه تشعر به يدفعها نحو المبنى، كأنّه يهرب منه.
« هناك من يناديك» أخبرته تتباطئ
« لا تكترثي لهم» أخبرها يشير لمن يناديه بأنه سمعه وجنّه إستغلت ذلك تتبع إشارته تتفقد المنادي.
شاب أشقر طويل القامة، يقترب منهما، وصل اليهما وهي وجدت نفسها تحدّق بمقلتيه بذهول، مشدوهة بزرقتهما الصافية، كأنّهما جوهرتان تبرقان تحت أشعة الشمس.
« صباح الخير» قال
«صباح النور أمان» أجابه عدن يقف بوجهه، يحجب عنه جنّة التي إنتبهت لنفسها تغض بصرها عنه.
« هل هذه أختك؟» سأله يحاول لمح جنّة من خلف كتفه.
« أراك لاحقاً أمان» أجابه عدن يجذب كفّ جنّة ويدخل بها المبنى.
« من هذا؟» سألته
« زميلي بالتخصص »
« آه» كان جوابها تلحظ بأنّه لا يرغب بالتحدث عنه وبأنّه لم يعجبه قدومه اليهما.

أوصلها الى قاعة المحاضرات ولم يغادرها الاّ عندما إطمأنّ عليها وإطمأن بأنّ من جلس بقربها فتاة مثلها محجبة وتبدو هائمة كحالها.
وقد عمد على التواجد عند إنتهاء كل محاضرة، يرافقها الى المحاضرة التي تليها، الى أن إنتهت من دوامها وعاد بها الى المنزل،
تشعر بأن رهبة اليوم الأوّل قد تبددت كلياً، وبأنّ الجامعة والمحاضرات وزملائها هم جزءٌ جديد من حياتها، عليها أن تعتاد عليهم وتتغلّب على مخاوفها منهم.

وهذا ما حصل بالتحديد، ولإختلاف أوقات إنتهاء محاضراتها عن محاضرات عدن، كانت نادراً ما تراه بحرم الجامعة، حصصها معبّأة بالكامل، تصل عند موعد إبتداء محاضرتها الأولى وتغادر عند إنتهاء محاضرتها الأخيرة، لا تملك وقتاً لمغادرة الحرم لأي سبب من الأسباب، وهذا الأمر كان يريحها ويريح عدن الذي يطمئن باله عليها، بأنّها ستبقى بعيداً عن كل ما يحصل خارج الحرم.
كان في بعض الأحيان يتقصّد لقائها بين المحاضرات، بضع دقائق، يقوم بإحضار القهوة أو العصير لها مع بعض المأكولات الخفيفة، يرافقها الى المحاضرة الثانية، يتأكد من أنها لا تحتاج لشيئ ومن ثمّ يعود لمحاضراته وأمور شلّته التي يحاول قدر الإمكان إبقاء جنّة بعيداً عنها.

جنّة سعيدة
تقضي طوال طريق العودة الى المنزل تتحدّث عن محاضراتها، والنهفات التي تحصل، زملائها الذين يدخلون المحاضرة لإثبات حضور، ومن ثمّ يتسللون من الباب الخلفي دون أن يعلم الدكتور، تتحدث وتتحدث وهو يستمع اليها دون ملل أو كلل، سعيداً لسعادتها، فرحاً بها، وفخوراً بكل تفاصيلها.

********************************

منذ دخلت السيّارة حرم الجامعة، وهي تلحظ أنّ هناك شيئاً غريباً، تلحظ نظرات الطلاّب اليهما، يتبعونهما يعيونهم، يشيرون ناحيتهما، التفتت الى عدن، تراقبه عن كثب، تدرك أنّه غافل عمّا يدور من حوله، يتصفّح هاتفه بإهتمام شديد.

هناك أمراً غريباً يحصل، بكل تأكيد
ما هو؟ لا تدري
هل تسأل عدن عنه؟
ولكن إن فعلت، بأي طريقة؟
« هل أنت بخير؟» وجدت نفسها تسأله بكل غباء
رفع بصره عن هاتفه، أسراً إيّاها بمقلتيه الداكنتين الساحرتين« نعم بخير» أجابها مستغرباً سؤالها.
« أشعر بشيئ غريب يحصل من حولنا» أخبرته تتلفّت حولها بحيرة، متأكّداً لها أن أغلب عيون الطلاّب شاخصة عليهما.
إستدار عدن يتفقد الوضع من حوله، عقد حاجبيه تتغضّن ملامحه مؤكّداً لها أن هناك أمراً مريباً يحصل.
« عدن» نادته تشعر بالخوف يتسلل الى وجدانها.
« دعيني أوصلك الى محاضرتك، ستتأخرين »
« ولكن» تذمّرت تحاول صدّ دفعه لها ناحية قاعة المحاضرات.
« ولكن ماذا؟»
« لماذا أصبحنا فجأة محط إنتباه الجميع من حولنا؟»
« لا أدري ولا أكترث، جنّة» علت وتيرة صوته يشير لها ناحية باب القاعة.
كتّفت ذراعيها عند صدرها تعانده، رافضة إطاعة أمره.
مسح على صفحة وجهه يستغفر ربّه قبل أن أولاها ظهره وغادر دون تعليق.
« حسناً يا سيّد عدن، سأريك نجوم الظهر، إذ إكتشفت أنّك تخفي عنّي شيئاً»

noor elhuda likes this.

امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 09:08 AM   #13

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 07:47 PM   #14

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

جنّة عدن
الفصل الرابع

« لماذا أصبحنا فجأة محط إنتباه الجميع من حولنا؟»
« لا أدري ولا أكترث، جنّة» علت وتيرة صوته يشير لها ناحية باب القاعة.
كتّفت ذراعيها عند صدرها تعانده، رافضة إطاعة أمره.
مسح على صفحة وجهه يستغفر ربّه قبل أن أولاها ظهره وغادر دون تعليق.
« حسناً يا سيّد عدن، سأريك نجوم الظهر، إذ إكتشفت أنّك تخفي عنّي شيئاً»
زفرت بضيق وإستدارت تدخل القاعة، تشاهد مجموعة من الفتيات تحاوطن فتاة تشغّل أغنية على هاتفها.
وتتدافع التعليقات السافرة من أفواههنّ
« أنظري اليه إنّه جذّاب جداً!»
« عينيه خلاّبة »
« صوته قوي ومثير »
«أمّا بقية الفرقة، أنظري اليهم، كلّهم رائعون»
« أتعلمون بأنّهم طلاّب بجامعتنا؟»
« حقّاً، يا الله! أريد رؤيتهم»
« نعم، لقد أخبرني أخي، إنّهم طلاّب هندسة سنة ثالثة »
تجاوزتهم جنّة تجلس بمكانها المعتاد، ألقت السلام على زميلتها سارة تسألها
« ماذا هناك؟»
مطت سارة شفّتها بعدم مبالاة هاتفة« البارحة أنزل أمان كرم فيديو على صفحة الإنستغرام خاصّته، يعلن عن تكوين فرقته الموسيقية بقيادة المغنّي الجديد الذي إنظم مؤخراً اليهم.»

عادت بنظرها الى الفتيات تراهن يتهاتفن على هواتفهن، كل واحدة منهن تفتّش عن صفحة أمان كي تحفظ الفيديو عندها.
« لقد وقعت بالغرام» هتفت إحداهن تظم الهاتف الى صدرها
فسألتها أخرى« بأيٍّ منهم بالتحديد؟»
« بهم كلهم، لقد وقعت بغرام أعضاء الفرقة أجمعين»

قلبت جنّة مقلتيها بمحجريهما تهمس لسارة« يا الله! تتصرفن كالأغبياء»
ضحكت سارة بخفوت تعلّق« يبدو أنّك لا تعلمين بالأمر؟»
« أعلم ماذا؟»
رفعت سارة حاجبها ترمق جنّة بغموض، مثيرة ريبتها، تشاهدها تنتشل هاتفها من محفظتها، قلّبت فيه لبرهة، ومن ثمّ قدّمته لها.
أخذت جنّة الهاتف منها تتفقد الفيديو، الذي إفتتح مباشرة على عدن.
حدّقت بالشاشة تتمسك بالهاتف بأنامل مرتعشة، تشاهد عدن يجلس على كرسي فردي طويل وخلفه أربع شباب عرفت من بينهم ذات العينين الزرقاوتين،
أمان!
عدن يغني!
إنّه يغني!
هل عدن هو المغني الذي تمّ إضافته مؤخراً للفرقة؟
ولكن، لماذا لم يخبرها بالأمر؟
ولكن كيف سيغني؟
إذ علم عمّها بالأمر سيقتله!
لا يجوز له أن يغنّي؟
حدّقت بالهاتف لبرهة، لا يستوعب عقلها ما يحصل، تفقّدت تاريخ نشره، ليلة البارحة، وعدد المشاهدين تجاوز المليون بتلك الفترة الضئيلة ويتزايد مع كل دقيقة تمر.

نعم، إنّها تدرك بأنّ عنده حنجرة ذهبية لا مثيل لها، صوتاً عميقاً وشجياً، ذات نوتات طويلة ونبرة تخترق ذبذبات الروح دون جهد، لطالما عشقت صوته وهو يجوّد القرآن،
هل سيستبدل تجويد القرآن بالغناء؟

أعادت الهاتف الى سارة، ووقفت من مكانها تغادر القاعة.
« ولكن الى أين أنت ذاهبة؟» سألتها سارة تتبعها.
« أريد التحدّث الى عدن، أريد أن أعلم قصّة هذا الفيديو»
أخبرتها تتلفّت حولها بحيرة، لا تعرف أي إتجاه عليها أن تسلك.
«تعالي معي» أخبرتها تجذبها من ذراعها« أنا أعلم أين تجدينه بالضبط»

قادتها سارة خارج المبنى
« ولكن، إنه سنة ثالثة، اليس من المفترض أن تكون محاضراته بالطابق الثالث» تساءلت جنّة تسير بمحاذات سارة بتردد، لا تعلم الى أين تأخذها الأخيرة
« أنا أراهم دائماً مجتمعون في نادي الأثرياء» أخبرتها سارة تقطع الحديقة المكتظة بالطلاب، تتساءل بينها وبين نفسها( ما الذي يحضرون لأجله كل هؤلاء، إذ أراهم دائماً يلهون خارج المباني )

قطعتا الحديقة الى الجهة المقابلة ترى أمامها واجهة زجاجية مغطات بستائر الكترونية تحجب أشعة الشمس عنه، رفعت بصرها نحو اليافطة المعلّقة أعلى الباب الزجاجي المزخرف تقرأ، نادي الأثرياء.
« حقاً!» تساءلت بنبرة ساخرة
« نعم» أجابت سارة بضحكة لا تقل سخرة
« ولا تقولي بأنه لا يسمح الاّ للأثرياء بدخوله» قالتها
« نعم، لا يمكنك الدخول الاّ إذ ملكتي بطاقة إنتساب ذهبية تدفعين ثمنها»
« هل هذه جامعة، أم دولة لها عالمها وقوانيها الخاصّة؟» سألت جنّة تشعر بغيظها يتصاعد.
إنتشلت هاتفها من جعبتها ترسل له رسالة نصيّة
- أين أنت؟
أتاها الرد سريعاً
- بقاعة المحاضرات، هل تحاجين لشيئ؟»
قضمت شفّتها تكتب
- لقد رأيت الفيديو
رأيتك وأنت تغني

أرسلت له الرسالة وإنتظرت ردّه الذي طال ولم يأتِ
« ماذا هل إتصلتي به؟ أنا متأكدة بأنّه بالداخل مع أمان وشلّته، فهم يقضون أغلب أوقاتهم هنا»
« إنه بالمحاضرة » أجابتها جنّة هامّة بالعودة، تشتم نفسها، لقد خسرت محاضرتها، إذ بكل تأكيد سيرفض الدكتور إدخالها بعد أن غادرت دون إذنه.

«آه، أنظري، ذلك أمان وجهان ويزن » قالت تشير اليهم تراهم يتوجهون الى النادي، برفقة مجموعة من الفتيات صوت ضحكاتهم مسموعة.
راقبتهم تفتّش عن عدن، تتنفّس الصعداء عندما تأكّد لها بأنّه ليس برفقتهم،
عقدت حاجبيها تشاهد أمان يجذب إحدى الفتيات اليه، حضن خصرها وهي إقتربت دون تردد، تبتسم له بفتنة.
أصدرت جنّة صوتاً مشمئزّاً من حنجرتها « حقاً، ما هذا القرف!»
« آه، أنت لم تري شيئاً بعد؟» علّقت ساره بنبرة مستفزّة
سأقتلك عدن، أقسم لك
توعدت له تنتشل هاتفها من جعبتها
فتحته واجدة أنه أرسل لها ردّاً
- لن أستطيع أن أترك محاضرتي.
سنتحدّث بالموضوع عند إنتهاء الدوام.

فتّشت عن إسم ثائر تحدّق بالشاشة بإضطراب،
حائرة بما عليها فعله
هل تتصل بثائر وتشي عدن ؟
أمّ تصبر حتّى تسمع تبريره ؟

لا يعجبها كل ما يحصل من حولها، ولا تعجبها شلّته الفاسقة تلك.
ولكنّها إذ وشته لثائر سيثور عدن عليها، لن يغفر لها....
زفرت بضيق، تعيد هاتفها الى حقيبتها.
ستنتظر تبرير عدن قبل أن تصب الوقود على النار.

*******************************

خرج بها من حرم الجامعة دون تعليق، وهي ضمّت شفتيها تعض على لسانها تفادياً لإثارة فضيحة وسط الحرم.

إنتظرت حتّى إبتعدا وسألته« منذ متى؟»
زفر عدن نفساً طويلاً يقول« سأخبرك بكل شيئ، لكن أوّلاً دعينا نجد مكاناً هادئاً نتحدّث فيه»
أخبرها يوقف السيّارة أمام مطعم صغير يبيع المؤكلات السريعة.
« لست جائعة» قالت
« سنتحدّث جنّة، وكفّي عن تصرفاتك الطفولية، إتفقنا»
تأففت وهي تدفع الباب بغيظ، نزلت تنتظر توجيهاته فقبض على كفّها رغماً عنها يقودها الى الداخل.
لحظة فتح باب المطعم، إغتالت حواسها رائحة الشاورما والشيش طاووق، تشعر بمعدتها تتوق لتذوق أي منهم، إزدردت لعابها تتبعه بصمت، تحاول جذب كفّها من كفّه دون جدوى، إذ رفض تحريرها الى أن وصل بها الى القسم الخلفي من المطعم الفارغ، إذ أغلب الشارين، يشترون الطلبية ويغادرون بها.
تبعهما شاب بعمر عدن تقريباً يسألهما عن حاجتهما، فتولّى عدن تلقينه ما يريد، يطلب وليمة لكلاهما دون تكبّد عناء سؤالها حاجتها، بحيث أنّه يعلم ما تحب وكيف تفضّل سندويتشها.

وعندما إبتعد الشاب إستدار بجسده اليها، يوليها كامل إهتمامه« أعلم بأنّي أخطأت بإخفائي الأمر عنك، ولكنّي كنت أنتظر الوقت المناسب، لم أكن أتوقع أن أمان سيستعجل بنشر الفيديو»
« المشكلة تتعدّى مشكلة إخفاء الأمر عنّي!؟» هتفت بنبرة مخنوقة، تشعر بالعجز والخوف « عدن، هل تدرك معنى ما تفعله؟»
« أرجوك، لا تعطي المسألة أكثر من ما تستحق » أخبرها بنبرة هادئة « إنّها مجرّد أغنية، والأهم من هذا كله، الأموال التي ستدرها علينا وفيرة جداً، مالٌ أحتاج للعمل لأشهر عديدة بعتل الأدوات الكهربائية بمتجر والدي مقابل أن أتقاضاها»
صمتت لبرهة تفكّر بكلامه، إذ لا يمكنها أن تنكر عمله الشاق بمتجر والدها وعمّها، بحيث يقتصر عمله على نقل الشحنات المكوّنة من كافّة أنواع الأدوات الكهربائية من المتجر الى منازل الزبائن مقابل أجرٍ زهيد بالكاد يكفيه لفاتورة هاتفه ووقود سيّارته.
نعم، إنه عمل شاق ومهلك، وفي بعض الأحيان يتسبّب له بآلام ظهر شهدت عليها بنفسها، ولكن، هذا ليس سببا وجهياً للغناء.
« وماذا بشأن دراستك، صلاتك وعباداتك، وعمّي، ما سعى جاهداً لإيصالك اليه منذ طفولتك، هل ستترك كل هذا وتجري خلف سراب لن يجلب لك سوى القبائح والسيئات؟»
« ليس من الضرورة أن أنغمس بالقبائح والسّيّئات جنّة، لن تصل المسألة الى ذلك الحد، فجل ما نفعله هو الغناء بحفلات صغيرة، كأعياد الميلاد والسهرات، ونشر الأغاني على صفحة الإنستغرام، أجمع خلالهم الثروة التي نحتاجها لبناء حياتنا ومن ثم بعد التخرّج سأترك، أقسم لك»
« كلامك هذا غير منطقي من نواحي عدّة عدن، أوّلاً عمّي لن يقبل أبداً بأنّ يتحوّل إبنه بين ليلة وضحاها من قارئ ومجوّد للقرآن، الى مغنّي، وثانياً، أنا أبداً لن أقبل بأموالك تلك، لن أقبل بأن أراك تنغمس بأجواء الشهرة والنساء والسهرات وأبتسم لك فرحة بك وبشهرتك، أنا من المستحيل أن أقبل بهذا، هل فهمت، وثالثاً، هل تصدّق نفسك بأنّك ستتخلى عن تلك الحياة بسهولة بعد أن تطأ قدمك سلّم الشهرة والمال»
مسح عدن على صفحة وجهه يزفر بحرارة، شبك أنامله ببعضهم فوق الطاولة يقول« أقسم لك، أقسم لك بأنّي لن أنغمس بذلك العالم، والشهرة لا تعنيني أصلاً، أمّا المال، نعم، أنا أحتاج اليه، أحتاج اليه من أجلك، من أجل التمكن من الزواج بك بأسرع وقت ممكن، أنا لا أؤذي أحد بذلك، ولا أعتقد بأنّ الله سيعتبره مالاً حراماً لأنّي أغنّي مقابله، أنا لن أترك صلاتي وصيامي وعبادتي، وسأبقى عدن الذي نشأ على حبّ الله والتقرّب منه، ويعشق الأرض التي تمشين عليها، عدن الذي يراك مقابل نساء العالم أجمعين»
توسّلها بنظراته ونبرة صوته، وكل ذرّة بكيانه، يحتاج دعمها، يحتاج لها لأنّ تبقى بقربه، تُبقي يدها بيده كي تمنعه من الإنزلاق والإنغماس بذلك العالم.
عالم مبهرج يغري الناظر للغوص به، الإندماج بين طيّاته، تذوق شهده المرّ، ولكنّه واثق من نفسه، واثق بأنّه طالما جنّة معه، تمسك بيده، لن يسمح لذلك العالم بطول شعرة منه.
« أنت، أنت تقترف خطيئة عدن، وأنا لا أستطيع أن أجاريك فيها، وأنا، أنا لا أطالبك بشيئ، لا أريد تلك الأموال، أقبل أن أعيش بمنزل عمّي بعد الزواج، لريثما نتمكن من بناء منزلنا الخاص»
همست، تشعر بأنّها تختنق، بأنّها تخذله، وبذات الوقت تشعر بأنّه دورها في إعادته الى طريق الصواب.
قرّب كرسيّه من كرسيّها، قبض على كفّها يقول « إذ تخلّيّتي عنّي جنّة الآن، سأعتبر أنّك فشلتي بأوّل إمتحان بعلاقتنا، بأنّك لا تثقين بي، لا تثقين بحكمتي على إدارة الأمور، بأنّك لا تصدّقيني بأنّي من المستحيل أن أنغمس بالخطيئة، بأنّ حبّنا لبعضنا لكل تلك السنوات كان مجرّد وهم، وليس حقيقة، بأنّك تخليتي عنّي عند أوّل عقبة صادفت علاقتنا، جنّة أنا أحبّك وأفعل كل هذا من أجلنا»
« وماذا، وماذا بشأن عمّي؟»
سألته بنبرة مهتزة، خائفة من أن تفقده،
عدن عنيد،
وإذ إتّخذ قراراً ما، لن يتمكن شيئ من تبديل رأيه،
وأمّا بالنسبة لها، هو يضع يديه الإثنتين بمياه باردة، إذ أنّه يدرك قدر أهميّته عندها،
إنّه عشق طفولتها،
ومن المستحيل أن تتخلى عنه،
ستغضب، ستهدد، ستثور،
وفي نهاية المطاف سترضخ،
لأنّها أبداً لن تتركه،
أبداً لن تتخلى عنه،
أبداً لن تطيق فراقه،
عدن نقطة ضعفها، وهو أكثر من يعلم ذلك.
إحتوى كفّها المرتعش بين كفّيه، رفعه يلثمه بحنان وإمتنان هامساً«ليس هناك من داعي لأن يعرف أحد من العائلة، إتفقنا»
هزّت برأسها تتلألأ مقلتيها بالدموع، تدرك بأنّها تخطو خطوتها الأولى في درب جحيمها، وبالرغم من إدراكها لذلك، الاّ أنّها عجزت عن منع نفسها من إتخاذها.

*********************************

خلال الأسابيع التي تلت معرفتها بأمر غناء عدن
عمد الأخير على البرهان لها مرّة تلو الأخرى بأنّه كان أكثر من صادق بوعده معها.
يواضب على محاضراته، نادراً ما ينخرط بأمور شلّته وجلساتهم العلنية السافرة،
يضع حواجز متينة بينه وبين معجباته اللواتي يحاولن التقرّب منه، عبر إخبارهم بأنّه مرتبط، ويعشق خطيبته.
وفي نهاية المطاف لم يترك مجالاً لتذمر جنّة، التي كانت تراقب جميع تحرّكاته كالعسكري الذي يتابع أمور مشكوك بأمره بإتهام خطير، عندها عيون في كل مكان، شقيق سارة، ورفيقات سارة، وكل من يعرف سارة.
كلّهم كانوا أكثر من سعداء بنقل كل أخبار عدن وشلّته اليها، صوتاً وصورة، وهي بدورها كانت تنقلها لجنّة.
وكان أثناء الحفلات الصغيرة التي يقيمونها، يعمد على تمضية كل فترات الإستراحة يتحدّث معها صوتاً وصورة، كي يطمئنها بأن كل شيئ يسير حسب الإتفاق.

*********************************

- أنا أنتظرك في الأسفل
وصلتها رسالته عند منتصف الليل تماماً
تثاءبت تفتّش عن وشاحها وعبائتها، إرتدتهم وتسللت خارج الغرفة دون أن تتكبد عناء تفقّد نفسها بالمرآة.
بحيث أن علاقتها بعدن قد تخطّت تلك الشكليات، مؤكّداً لها مراراً وتكراراً، أنّه يعشقها بكل حالاتها وهيئاتها، حتّى وهي تتسلل اليه نصف نائمة.

من المستحيل أن يذهب للنوم قبل أن يراها لبضع دقائق، يطمئن عليها، يشحن طاقته الإيجابية من نظراتها الحنونة وهمساتها التي تثير جنونه رغبةً بها، وبالرغم من ذلك، يقاوم، يقاوم لمسها وتفريغ شحنات رغباته على شفتيها، خوفاً من أن يتمادى، من أن يدمنها ويصبح كالمعتوه الذي ينتظر جرعته التالية.

طلّت من الباب تتلفّت حولها وسط العتمة، تتجّه نحوه بخطوات متعثّرة، يدرك أنّه السبب بحالها، خاصّة أنّها تبقى صاحية لوقت متأخر من الليل بإنتظار عودته.
لقد كان الأمر عادياً في السابق، بحيث كان يعمد على أن لا يتأخر بعودته من التدريبات، أمّا الآن، الوضع إختلف، بحيث يضطر للتأخر في بعض الأحيان لما بعد منتصف الليل خلال أيّام نهايات الأسبوع، بسبب الحفلات التي بدؤوا يغنون فيها، ويعجزون عن مغادرتها الاّ بعد إنتهاء وصلتهم الغنائية المتفق عليها.

وصلت اليه تحتضن نفسها وهي تتثاءب، فلم يتمالك نفسه يضم وجنتيها بين راحتيه هامساً« أعتقد بأنّه علينا تغيير هذه العادة، لربما سأكتفي بإرسال رسالة نصية أخبرك عبرها بأنّي عدت الى المنزل، هكذا لا تضطرين للنزول لملاقاتي وأنت نصفك بالسرير.»
هزّت برأسها رافضة إقتراحه، غطت راحتيه براحتيها تقول« لن أستطيع النوم قبل رؤيتك، أصلاً بالرغم من نعاسي الشديد، الاّ أنّي عجزت عن أن أغفو»
إبتسم لها بحنان يفيض من مقلتيه، هذه الفتاة عشقه، عشقه لدرجة أن رفاقه بالفرقة مذهولون من كم الحب والإخلاص الذي يكنّه لها، مذهولون من صدّه لأي إمرأة تحاول التقرّب منه، حتّى إنتشر الخبر بين الفتيات أنّه خط أحمر، إيدن، الإسم الذي بدأ يتعامل به بمجال الغناء، هو خط أحمر لكل إمرأة ترغب به، أو ترغب بالتقرّب منه، حتّى أصبحت جنّة محط إهتمام الجميع، من هي تلك الفتاة التي يرفض إيدن أجمل وأثرى الفتيات من أجلها؟
فتيات يتمنى أي شاب التواجد معهن، ومستعد لفعل المستحيل من أجل إستمالتهن.
وهم لا يعلمون، أن جنّة بنظره هي أجمل وأفضل وأرقى وأثرى النساء على الإطلاق.
ولأوّل مرّة على الإطلاق يطيع رغبته بها، رغبته بتذوق شهد شفتيها، راغباً بدخول جنّته التي كان يرفض وطأها قبل أن تصبح زوجته حلاله بمنزله.
جذب وجهها اليه يستلم شفتيها بقبلة هادئة لطيفة، مصدوماً من كم المشاعر وروعتها التي تفجّرت بصدره وإنتشرت بكامل أنحاء جسده.
قبلتها حقّاً أشبه بجرعة من الكوكايين، التي تجعل الجسد خذراً يتهيأ له أنّه يطوف فوق السحاب، وكل ذرّة بكيانه تشاركه ما يشعر به.
إحتضنها يشعر بها هي الأخرى تندس به، لا تقاومه، بل تشاركه عاطفته ومشاعره ولهفته، تقبّله، تعطيه وتأخذ.
كأنّها هي الأخرى، ضمئةً لها بذات القدر، عطشة لهذا الإتصال، مقرّرةً ضرب الخوف والحذر الذي كانت تعمد على التسلّح بهما بحضوره عرض الحائط، والغوص معه بذلك العالم الذي صدقت هدير بوصفه على أكمل وجه.
ما أجمل القبلات المسروقة، التي بالرغم من أنّها ليست محرّمة عليهما، الاّ أنّ سرقتها تشحن مشاعرهم بمغامرة أشبه بسيّارة سباق، تسير بسرعة قصوة دون مكابح.
مزيج من متعة ورغبة ممزوجة بخوف ورهبة،
كيف سنتوقف!
متى علينا أن نتوقف!
لا نريد أن نتوقف!
ولكنّنا إذ لم نتوقف سنصطدم بعنف!
غافلين عن أن هذه القبلة، هي الجرعة الأولى.
وما أدراكم بالجرعة الأولى؟
جرعة يبقى المدمن يفتّش عن مثيلها، يشتاق ويهفو لذلك الشعور الذي وهبته إيّاها، راغباً بالمزيد، المزيد، المزيد.

*****************************************

دخلت القاعة وهي تظم محفظتها الى صدرها، تلحظ نظرات الفتيات موجّهة اليها بحقد، الغيرة تنغل بصدورهن، وبالرغم من إدراكهنّ أنّها خطيبته، الاّ أنّهن لا تحاولن إخفاء إعجابهن بإيدن كما تسمّينه وبفرقته، تتغزّلن به وبصوته وبجاذبيته علنا دون رادع، وجنّة تكتم غيظها وتصمت، تفضّل أن لا تنزل لمستواهن.
جلست قرب سارة كعادتها تحاول أن لا تتأمّل ثيابهن وأشكالهن،
تحاول أن تقنع نفسها أن عدن من المستحيل أن تعجبه تلك الأشكال.
تراقبهن عاجزة عن الإنكار أنهن ملفتات، جميلات، فاتنات، وكل عيون الشباب بالمحاضرة شاخصة عليهن.
ويعود الشيطان للعب بملعبه، ويعود الخوف والشك يتسلل الى وجدانها، ماذا لو تمكّنت إحداهن من إغرائه، من دفعه لإقتراف الخطيئة؟
قبضت على محفظتها تتذكر حالتها معه في الأونة الأخيرة، لهفته اليها عندما يختلي بها، قبلاتهما المسروقة التي تزداد عمقاً وملامساتهما الساخنة تزداد تفرّعاً مع كل مرّة.
أنفاسهما المتلاحقة التي بالكاد يتمكنان من إرتشافها، رغبتهما تلك تخرج عن السيطرة، وهي تجد نفسها عاجزة عن ردعه،
خائفة من ردعه،
لا تريد ردعه
لأنّها بكل بساطة لا تريده أن يفتش عن مصدر غيرها لإفراغ رغبته.
خائفة من أن تصدّه فيصبح ضعيفاً أمام الإغراءات الخارجية التي تنصب عليه من كل إتجاه.
وبالرغم من محاولاتها العقيمة في إقناع نفسها أنّها لا تقترف خطيئة الزنا، الاّ أنّها في كل مرّة تسلّم نفسها له، تشعر بأنّها تخون ثقة والدها،
تخون عائلتها،
تعبث بشرف شقيقاتها.


« هل رأيتي صور حفلة ليلة السبت التي أقامها أمان وفرقته؟» أخرجها من دوّامة أفكارها الذاتية صوت سارة، فإلتفتت اليها تراها تقلّب بهاتفها، وصلت الى مبتغاها وأعطتها الهاتف .
تناولته جنّة، تشعر بأنّ الأخيرة تنتظر ردّة فعلها لما ستشاهد، وهذا الأمر بالذات أثار ذعرها.

تفقّدت الشاشة تقلّب بالصور، أمان وجهان في أغلبها، وفي كل صورة هناك فتيات مختلفة، بثياب فاضحة، وضحكات سافرة، لا يوجد صورة تخلو من كؤوس المشروبات الروحية بقبضاتهم، يشربون ويثملون، يرقصون ويغنون، وعدن كان هناك، بتلك الحفلة، وليلتها لم يعود للمنزل، بل إتصل بها يخبرها بأنّه سينام بمنزل أمان.
ليلتها كذب على عمّها يخبره بأنّه يحضّر لمشروع مهم مع أصدقائه، وسيضطر للنوم عندهم توفيراً للوقود الذي سيبذّره بذهابه وإيابه، وعمّها أعطاه الإذن دون مناقشة، لأنّه أبداً لن يشك بما يفعله إبنه.

قلّبت بالصور تفتّش عن عدن، هل كان يتقصّد عدم الظهور بالصور، أم طلب عدم نشرهم على صفحة أمان التي تدرّ عليهم جميعاً بآلاف الدولارات شهرياً.

« لن تجدي مبتغاك على صفحة أمان» أخبرتها سارة تجذب الهاتف من بين أناملها المرتعشة، قلّبت بصفحاته تقول« ولكنّي تمكّنت من الوصول لبعض الصور، التي تمّ إلتقاطها لإيدن دون علمه، تفضّلي»

أعادت لها الهاتف تشوب ملامحها إبتسامة خبيثة، دفعت جنّة بالرغبة بصفعها ورمي الهاتف بوجهها دون أن تنظر الى الصور، ولكنّ فضولها كان أقوى من رغبتها تلك، تستعيد الهاتف منها وتتفقد صور عدن، صور ملامحها الضبابية تشير على أنّها إتخذت من مسافة بعيدة، أي الذي يصور صوّرها دون علمه.

عدن جالس على طاولة محايدة، بدا ذلك واضحاً، نظراً لأنّ خلفية الصورة خالية من الناس، وهناك فتاة تجلس معه، كأنّهما يختليان ببعضهما، الفتاة قريبة جداً، قريبة لدرجة أنّ جنّة تخيلت بأنّه لربما كان يقبلها، أو سيقبلها.

حدّقت بالصورة بمقلتين مشوّشتين، غارقتين بالدموع، لا تصدّق ما تراه، وبحركة سريعة متعثّرة، أرسلت الصورة لنفسها وأعادت الهاتف لسارة، لملمت أغراضها وتركت المحاضرة.
خرجت من المبنى ضاربة أشعة الشمس جبهتها بعنف، ظللتها بكفها تتلفّت حولها بحيرة، تحتاج لأن تهدأ قبل أن تواجه عدن، والاّ ستفتعل معه فضيحة علنية، تنهّدت بعمق، تحاول إحتواء النيران التي تشعر بها تغلي بعروقها.
إنّها تخسر عدن،
عدن الذي ينزلق من بين أناملها كإنسياب المياه العذبة والنظيفة،
لتسقط في حفرة من المياه العكرة والملوّثة،
فتتجانس معها وتطمس عذوبتها وتلغيها نهائيا.
وهذا ما سيحصل مع عدن بالتحديد، لو إستمر مع تلك الشلّة الفاسدة والفاسقة.

«جنّة، اليس كذلك» إلتفتت تتفقد المنادي، إنّه أمان
عقدت حاجبيها ترمقه بحقد لم يخفى عنه.
إبتسم بخبث يتخذ بضع خطوات ناحيتها يسألها« هل تبحثين عن عدن؟»

تمسّكت بحبل حقيبتها تستمد منها القوّة، رفعت أنفها بشموخ ترفض الإجابة عن سؤاله، وترفض الحياد بنظرها عنه،
لن تجبن أمامه، لن تجبن أمام نظراته المتفحّصة تلك، نظرات فضولية تبحث عن ميزة فيها جعلت شاب كعدن لا يرى سواها، بالرغم من توفّر الأفضل على كافّة الأصعدة والمستويات.
« إنّه بنادي الأثرياء، لقد سبقنا الى هناك مع البقية» أخبرها يشير بإتجاه النادي.
وذلك الخبر بحد ذاته كان كفيلاً باللعب بمخيلتها، لقد أقسم لها بأنّه لا يدخل اليه، بأنّه لا يشارك بكل تلك القذارات التي يقومون فيها، وبالرغم من قسمه كذب، كذب بكل شيئ.
تبعت أمان بصمت، تحاول أن تبقى على مسافة بعيدة خلفه، لا تريد حتّى أن تُشاهد برفقته، تبعته تشعر بالعيون شاخصة عليها، وبأمان يلتفت ناحيتها كل برهة كي يتأكد بأنّها ما تزال تتبعه.

وصل الى الباب ينتظرها، وهي وقفت مترددة، تعيد حساباتها، تفكّر بالذي تفعله، إخترق سمعها صوت الموسيقى، وغناء عدن، إنّه صوت عدن.
« هل ستأتين أم ماذا؟» سألها أمان يفتح لها الباب الزجاجي العريض على مصراعيه، يفسح لها المجال لرؤية بعض المتواجدين بالداخل، تنهّدت بحرارة وخطت داخل النادي.

دخلت تتلفّت حولها تتفقد المكان، تشاهد شباب وصبايا جالسين حول طاولات أنيقة المظهر، المكان كله يدل على الفخامة والمال.
إرتسمت فوق شفتيها إبتسامة ساخرة، تفكّر، وهل الآن أصبح الفساد عنوان الثراء، هل يجب على كل ثري أو ثرية في هذا البلد تستغل ثرائها ببيع نفسها للعيون واللمسات، هل أصبح معيار التفرّع والسفور يرتبط بمعيار الثراء الذي يتمتع به الشخص.

noor elhuda likes this.

امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 07:49 PM   #15

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل
صباح النور والبنور 😘😘
نزل الفصل


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 08:07 PM   #16

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

عنجد عدن انك غبي ضيعت حالك وضيعت جنة يا مرتل القران انت ما بتعرف انه عملك السيء بعطيك مصاري الله ما حيباركلك فيها !!
عذر اقبح من ذنب قال بشتغل مغني لحتى اتزوج بسرعة 😑😑
قرف يقرفك عصبتني واحد تافه ..
جنة ويلي صار فيها بسببك وحاسة انه سارة انسانة سيئة جدا !!جنة اغتصبت وهي صاحية وما قدرت تدافع عن حالها بتمنى انها تنتقم منك شر انتقام يا عدن 😈🙍🏻‍♀️


affx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-19, 10:32 PM   #17

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة affx مشاهدة المشاركة
عنجد عدن انك غبي ضيعت حالك وضيعت جنة يا مرتل القران انت ما بتعرف انه عملك السيء بعطيك مصاري الله ما حيباركلك فيها !!
عذر اقبح من ذنب قال بشتغل مغني لحتى اتزوج بسرعة 😑😑
قرف يقرفك عصبتني واحد تافه ..
جنة ويلي صار فيها بسببك وحاسة انه سارة انسانة سيئة جدا !!جنة اغتصبت وهي صاحية وما قدرت تدافع عن حالها بتمنى انها تنتقم منك شر انتقام يا عدن 😈🙍🏻‍♀
حرام عليك، لاحقة دعاوي على عدن المسكين
أنا بقول الخطأ على الإثنين بالتساوي
جنّة وعدن
جنّة ما كان لازم ترضخله وتسكت ، كان لازم خبرت على القليلة ثائر حتّى يتولّى مسألة عدن
😔😔


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-19, 11:16 PM   #18

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل والرواية مشوقة وهادفة جدا سلمت يداك حبيبى

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-19, 06:49 PM   #19

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يعني عدن مشي ورا صحابه و عملوا فرقة عشان يجمع فلوس اكتر عشان يتجوز جنة بسرعة !!! بالله هو مصدق كلامه !!
طب مصدق قسمه لجنة و انه مش هينزل لمستوى فرقته و ان الشهرة مش هتعميه !!!
و انه هيسيبها اول ما يتنجوز !!

ازاي امان اثر في عدن و خلاه يغني ؟؟؟ ازااي اصلا عدن اتعرف على امان 🤔؟؟

جنة غبية انها سمعت كلامه و مقالتش للعائلة !!! و خوفها من انه يضيع منها و يسيبها مانعها من انها تتكلم و عدن عارف اهميته عندها ؟؟؟

هيجرالها ايه لما تتدخل نادي الاثرياء و رد عدن على الصورة اللي معاها هيكون ايه ؟؟🤔


Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
قديم 20-09-19, 04:00 AM   #20

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت سعاد38 مشاهدة المشاركة
فصل جميل والرواية مشوقة وهادفة جدا سلمت يداك حبيبى
الله يسلمك يا رب ، فرحت برأيك ومتابعتك


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.