|
مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي ثنائي جذبتكم قصته أكثر ؟؟ | |||
نديم و بريهان | 23 | 34.33% | |
آصف و نادية | 44 | 65.67% | |
أكرم و إيثار | 10 | 14.93% | |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 67. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-09-19, 12:15 AM | #74 | ||||||||||
نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات
| الله عليكي يا نغم 💃💃 و الله وحشاني جددا و حشتني رواياتك 😍😍 ابطالك كلهم عقد بس لسه عايشين الحمد لله 😂 يا ترى هيوصلوا لفين 😂 بس مع كل واحدة و انت بتعرفينا عليها و اللي عشته و هتعيشه بتصعب عليا 😔 و يا ترى مخبية لهم ايه تاني ؟! نادية ام لسان بيطول و يقصر على حسب الطلب مع حضرة الضابط اصف و امه اللي كانت بتختبرها 😂 نادية بتتعامل مع مشاكلها بسطحية عشان تعيش ... بس اصف مأثر فيها فحياتهم هتبقى ازاي ؟؟ اصف كمان وراه ايه و طلق زوجته ليه ؟ مين السبب !! متحمسة ليهم 💃 ايثار مع الدكتور الغريب اكرم دا اكيد وراه قصة قديمة و ماثرة عليه ... بس تاثير ايثار شكله اكبر 😂😂 بس هو عايز التاثير دا ولا هيحاربه ؟؟ ايثار المجنونة اللي بتعجب بكل الرجالة عادي ووقعت في حب اكرم و بتحاول تنساه .. هتنساه و تنفذ نصايح نادية و لا اكرم له راي تاني مع اختبارته المفاجاة 😂😂 دا انا هكرهه عشان حركة الاختبار المفاجئ دي 😈 بريهان صعبانة عليا و لها حق تبقى باردة بعد اللي فقدتهم 💔 بس واضح ان نديم المعقد الكئيب ماثر عليها زي ما هي ماثرة عليه بوقاحة 😂😂😂 هو فيه مريض نفسي يفكر كدا بردو 😉 هههه متخليهاش تقابل ابنك تاني عشان مش ضامنين هتعمل ايه المرة الجاية يا دكتور يا محترم 😋😋 عجباني صداقة التلاتة و متحمسسة جدا اشوف الحياة هتعمل فيهم ايه 💃 او انت يا نغم هتوديهم لفين 😂 | ||||||||||
14-09-19, 11:21 PM | #78 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الفصل الثاني عشر كانت بريهان مطرقة الرأس حين فُتِح المصعد و لم تهتم أبدا برفع عينيها فذهنها كان منهمكا بعمق ، يراجع آخر تفاصيل يومها . التفتت إلى أمها و هي تشعر بها تتقدم شيئا ما إلى الأمام ، ابتسامة واسعة تضيء وجهها و تبعد عنه شبح إرهاقه . تحركت عيناها أخيرا نحو الأعلى و شعرت بدهشة خفيفة و هي ترى نديم يقف أمام والدتها . لم يكن هذا موعد عودته أو على الأقل هذا ما كانت تظنه ، غالبا ما تعود هي في هذا الوقت و لم يسبق لها مقابلته مغادرا عيادته باكرا هكذا . عادت إلى لحظتهم الراهنة على صوت أمها تقول بصدق دافئ : - أهلا دكتور كيف حالك ؟ - بخير ، أشكرك مدام . - لم تسمح لي الفرصة أن أشكرك تلك المرة ، أنا ممتنة جدا لك . - العفو ، تمتم بحرج واضح ، كان ذلك واجبي . - و مع ذلك شكرا لك دكتور . في ركنها البعيد قليلا عنهما ، كانت بريهان تصغي للحوار القصير و هي تكاد تهلل . إنه يتردد ، يرتبك ، يضطرب ، إنه إنسان . كانت تراقب نصف وجهه المواجه لها بينما يوجه لأمها نصائح طبية موجزة و فجأة التفت نحوها و نظر ملء عينيها . نظرة غريبة ، غامضة . تحمل معاني قريبة جدا من إحساسها و مع ذلك نائية تماما عن فهمها . دون وعي اتسعت عيناها مصدومة من قوة تحديقه نحوها . تجمد الهواء حولها و ابتعدت شفتاها في شهقة بكماء بينما بداخلها تحس كأنها تهوي من حالق ، بعنف ، بسرعة ، لا شيء يعيق سقوطها . لا منطق و لا فهم يمد يده نحوها تتشبث بها و تستقر ، الهاوية تحتها تتسع و تتسع و تستمر بجذبها و هي مثابرة بقلة حيلة ، بشيء يفوق إرادتها و إدراكها بالغرق داخل مقلتيه . حتى و هي ترى ظهره يواجهها بينما يخطو أولى خطواته خارج المصعد لم تعد إلى وعيها . لم تفقه سوى حين سحبتها أمها خارجا و هي تتمتم بقلق : - بريهان ما بك حبيبتي ، وجهك شاحب جدا . - لا شيء ماما ، مجرد دوار . هزت رأسها ببطء ، تبتسم بشرود و تطمئنها و في ذات الوقت تسأل ذاتها عن كنه ذاك الشعور الهائج المراوغ الذي قرأته داخله . ما كان ذلك بالضبط ؟ و لم كل هذا التأثر الذي تشعر به يخالط روحها و أنفاسها . بفكر سارح و قلب غير مستقر بين جنباتها أمضت ما تبقى من يومها ، تطالع ما حولها بنظرات فارغة و اللغز بداخلها ينمو ، يكبر و يتشابك ، يلتف حولها و يلفها بخيوط غزلت بعضها من ماض مازال يأسر و أخرى من حاضر يُحيِّر . ******************* طُرِق الباب بخفة معتادة فرفع نديم عينيه عن شاشة جهازه ، ملامحه و نفسه مثقلان ضجرا و هو يحدق في السكرتيرة تدخل عليه للمرة الثالثة و تدمر خلوته . مع أنه حذرها و عبس في وجهها و أخبرها بالحرف أنه يحتاج عشر دقائق منفردا ليقرأ على مهله ذلك المقال التحذيري الجديد عن بعض الأوبئة الحديثة الظهور ، الحماسية الانتشار كأن العالم يشتاق كوارث جديدة . لكن أنى لها أن تفهم . - ماذا الآن يا آنسة .. - صفاء ، للمرة المئة تذكره . - ماذا تريدين ؟ سأل دون ذوق . - أنا آسفة لأني قاطعتك لكن الآنسة جارتك تريدك في موضوع . لم يكن بحاجة ليسألها أي جارة تكون فقد سبق لها المجيء و قد سبق له رفض استقبالها . و للمرة الثالثة و رغم اضطراب عارم يعتمل بداخله ، رفع وجها ميت التعبيرات و بصوت بارد قال : - هل وراءها حالة مستعجلة ؟ - كلا دكتور ، أخبرتني مثل المرة الماضية أنها تريد حضرتك في موضوع خاص . - إذن قولي لها أني مشغول و لا أستطيع استقبالها . - حاضر دكتور . استدارت الفتاة تغادر و رفع هو عينيه في نفس اللحظة لتقع على جسدها البارز المعالم . تجهم كبير سكن نظراته إليها و استقبله الباب المغلق وراءها . مط شفتيه باستياء يفكر كيف لها أن تشعر بالراحة و هي تحشر نفسها حشرا في تلك البلوزة الضيقة و ذلك البرمودا الذي بدا يعاني بوضوح من فائض لحمها . ما الذي يحصل معك نديم ؟ ماذا ؟ ماذا ؟ نهر نفسه المتعبة المعطوبة و هو يسند جبينه بحيرة على قبضته . الأولى و تقريبا طردها من عيادته حتى يتجنبها و هذه الأخرى ماذا سيفعل معها الآن ؟ هل عليه أن يتخلص منها و يطردها حتى يطرد رغباته . زفر بضيق و هو يعترف أنه حتى لو فعل ، حتى لو استبدلها بأخرى أو بآخر فجسده لن يهجع و لن ينسى . رغبته التي دفنت تحت أنقاض مصائبه استيقظت الآن ماردا عملاقا لا يهدأ و لا يستكين . و الأهم أن هذه الرغبة لها اسم و شكل و رائحة . و المصيبة أنها تسكن قربه ، لا يفصل بينها و بينه سوى جدار واحد . * * في تلك الليلة و هو يصحو قريب الفجر كالعادة توجه بعد الاغتسال إلى المطبخ ، شرب نصف زجاجة ماء مثلجة عله يطفئ لهيب جوفه ثم فتح هاتفه و دخل تلك الصفحة التي هجرها منذ أكثر من سنة . " جروب .... للإحاطة و الدعم النفسي " تنفس بعمق يطرد خموله ، ضياعه و تردده ثم تحركت أنامله تترجم أفكاره . " السلام عليكم ، أنا أعاني من مشكلة كبيرة و مستمرة و بحاجة لحل سريع و عملي . أنا إنسان جاد وجدي جدا ، ملتزم نوعا ما . مؤخرا صار لدي هوس كبير بجارتي و رغبات لا أقدر على السيطرة عليها . " كان سيضغط على زر النشر حين تذكر السكرتيرة فعاد ليضيف : " مع العلم أن جارتي شابة ملتزمة جدا في لباسها و أني أقابل أثناء عملي نساء لبسهن مثير جدا لكن لا تتحرك غريزتي نحوهن سوى بشكل بسيط جدا . ملاحظة : من فضلكم لا تنصحوني بالحمامات الباردة أو بتجنب رؤية جارتي ، فهذا ما أفعله طوال الوقت دون جدوى " ******************************** - و آصف يا بنات كان قمة في الذوق و المراعاة . سكتت نادية ، تتنهد بحنان و نظراتها الحالمة تتغزل بطيفه الذي لم يغادر لحظة خيالها . - الحاجة ميرفت بالمقابل كانت قمة في الكرم و أدب الضيافة ، مع أنه كان مجرد غذاء للتعارف بين الأسرتين إلا أنها عاملتنا كأننا من العائلة منذ الأزل . المائدة و الطعام كانا ببساطة خيال في خيال ، كل الأصناف و الأنواع التي تخطر على البال و الحلويات حدث و لا حرج . منها نوع لم أره أبدا في حياتي رغم أني كما تعلمان احتفلت باليوبيل البرونزي ك"جرسون" متنقل بين مطاعم البلد . أسدلت جفنيها بنعومة ، تترك فرصة لذهنها يتلمظ بالذكرى و لذتها التي تشعر بها ملاصقة لحبيبات التذوق داخل لسانها ، أخذت ثانية تبتلع ريقا كاد يسيل و يفيض ثم أكملت : - الحلوى كانت مصنوعة من عجين الكنافة و لكنها كانت مختلفة ، تعجز كلماتي عن وصفها لكن يكفي أن أقول أنها كانت خرافية المذاق . للأسف كنت أتخمت ببقية الأصناف فلم أقدر على شفاء غليل منها . ابتسامة مالت بها شفتاها الناعمتان ترسم مشاعرها المتلونة قبل أن تواصل : - آصف بكل حنان و رقة التفت نحوي و همس لي ( شهيتك خفيفة جدا نادية ، أنت لم تأكلي شيئا تقريبا ) . و دون أن أشعر قلت له ( بابا ماشاء الله لم يقصر ، أكل بدلا عنا جميعا ) - في سرك طبعا ، قاطعتها إيثار . - كلا طبعا ، لم يعد هناك مجال للأسرار بيني و بين آصف . أريده أن يعلم عني كل شيء بما فيهم بخل بابا و تقتيره . تنهدت بعمق ، طيف من شجن يزحف بظلاله على ابتسامتها فيطمسها . - معظم الناس حين يتعرفون علي يقولون لي نادية أنت شخصية شبه خالية من العيوب . لا يعلمون أني يكفيني عيبا أن أكون ابنة بابا . - حبيبتي ، لا بأس ، تمتمت بريهان ، تربت على كتفها بحنو . - بابا ببساطة فضحنا في ذلك الغذاء ، أطرقت تعبث بأزرار قميصها ثم أكملت ، المرارة تنضح بين نبراتها ، كان ثورا و أطلقته بين البرسيم ، شنق كرامتنا أنا و ماما أمام الناس . في البداية لمت نادر أخي على عدم قبول الدعوة لكن بعدها أعطيته كل الحق . تصوري بعد الغذاء و الحلويات ، قدمت لنا الحاجة الشاي و معه أطباقا صغيرة ملأتها لنا مكسرات و وضعت طبقا كبيرا مليء هو الآخر مكسرات في حالة إذا أراد أحدنا المزيد . طبعا لا أحد منا مد يده أصلا إلى طبقه ، بالكاد استطعنا شرب الشاي لكن بابا ... أغمضت عينيها بقوة و تحول صوتها لمجرد همس خاو و هي تضيف : - بابا أكمل طبقه و ملأه مرة و أخرى و أخرى حتى قامت الحاجة من مكانها و وضعت أمامه الطبق الكبير . توقفت طويلا تتأمل قطع الجاتوه الذي اشترته و جاءت به إلى شقة بريهان لتحتفل ثلاتهن بمناسبة قراءة فاتحتها و خطبتها التي ستكون قريبا . فجأة دفعت قطعتها الخاصة بعيدا عن متناولها تتمتم في الأثناء : - بصراحة الذكرى أغلقت نفسي عن الأكل . المهم ، أكملت بشبه ابتسامة ، عند الخروج كنا محرجين جدا من الناس ، ماما دعتهما للغذاء و هما قبلا الدعوة و آصف كان رائعا ، ببساطة رائعا . - ماذا فعل ؟ تحمست إيثار بينما شغلت بريهان نفسها في تناول الجاتوه ببطء مفكر . - أخذني على جنب و أعطاني بطاقته البنكية ، أقصد إحدى بطاقاته فهو يتعامل مع عدة بنوك ، لا أدري هل أخبرتكما أم لا لكنه سليل عائلة خليل نجم الدين للعقا رات . - ماشاء الله . - صبرت و نلت حبيبتي . - إن شاء الله ترزقن مثلما رزقت و أكثر . أجابتهما بحنان ثم ابتسمت بشرود و أكملت : - في البداية لم أقبل البطاقة لكنه ألح ، قال لي أنت الآن تعتبرين حرم آصف نجم الدين و صرت مسؤوليتي ، قلت له آصف لكني مازلت أعيش تحت سقف أبي و حينها يا بنات أطلق علي عيارا صاعقا مذيبا من عينيه ، كان صوته خفيضا جدا و هو يهمس لي بصدق ( مؤقتا يا نادية مؤقتا ، بيني و بين نفسي و الأهم بيني و بين ربي أنت نادية حرمي و زوجتي ، خذي البطاقة نادية ) - و أخذت ؟ - و هل كنت أستطيع أن أرفض ؟ انكمشت في جلستها فوق سرير بريهان تتوسط كليهما ، ثنت ساقيها تحتها و نظرت إلى قطعة السماء الصغيرة التي تطل عليهن من بين الستائر كأنها تشاركهن الحكاية و الأحاسيس . فجأة شعرت بصدرها يضيق بشكل غير مفهوم ، جذبت أنفاسا متلاحقة ثم أضافت تختم سردها عن اللقاء : - و أنا خارجة من باب فيلتهم الخارجي ، وجدت نفسي واقفة بين آصف و بابا ، القطبين المتنافرين ، الأول قمة في الكرم ، الثاني قمة في البخل ، الأول يتوق لأصبح مسؤولة منه و الثاني يتلهف ليوم الخلاص مني . الإحساس كان غير ظريف أبدا يا بنات . صمتت كلماتها فيما هاجت الانفعالات . مسحت دمعة صغيرة و هي تهمس ثانية : - كان غير ظريف بالمرة . و هذه المرة لم تستحي الدمعة بل نادت أخريات ، جئن دون تردد و معهن الكثير من الشهقات . ***************** جلس أكرم في عتمة غرفته ، أباجورة واسعة الإضاءة تطرد الظلال عن مساحة لا بأس بها من سطح مكتبه حيث فرد أوراق الاختبار الأخير . منذ أكثر من ربع ساعة كان قد وصل إلى ورقتها و منذ ذلك الوقت لم يقدر على تركها . بإعجاب تغلب على حصن بروده أخذ يتأمل إجاباتها للمرة الثالثة . في كل مرة يجد نفسه يفك رموز شخصيتها أكثر ، تستعمل الألوان بكثرة كأنها تلميذة ابتدائي ، تحن لطفولة لم تشبع من أيامها ربما و في ذات الوقت لديها حس ناضج واضح فالأسئلة التي لم تفهمها لم تجب عنها ببساطة لا مثل زملائها البغال الذين يضعون أي شيء كإجابة ، يلعبون معه قمارا ذهنيا من نوع صاب أو خاب . رسوماتها الكروكية التقنية أكثر من رائعة ، دقيقة و واضحة و أنيقة لا مثل تلك الشخابيط الهمجية التي يخطها من أجله أغلب زملائها . أسند ذقنه على قبضة يده ، مقطبا جبينه بشدة ، لأول مرة تتداخل مشاعره الشخصية مع مهنته و بشدة . الآن هو لا يعرف حتى كيف يضع لها علاماتها ، لو حاسبها بحزم سيشعر أنه يقسو عليها بسبب إحساسه نحوها ، لو دللها قليلا كما يراها بعقله تستحق سيشعر أنه ظلم زملائها . وقف القلم عصيا بين أصابعه ، يرفض النطق و الحكم ، تنهد هو مرات و مرات ، يحاول أن يطرد وجهها و عينيها من أمامه . بحركة مباغتة أغلق ورقتها و نهض يسير بثورة مكتومة داخل غرفته . فتح باب الشرفة و خرج يستند بكفيه على الحاجز الحجري ، يتأمل حيهم العريق المتوسط الرقي و القيمة . جال بنظراته يحدق عمدا في كل بنت تمر و خاصة في أي واحدة تفوقها جمالا و أنوثة . بعد دقائق استدار يعود لغرفته ، يده تجول مرارا بين خصلاته و هو ينفث أنفاسا ثائرة غير راضية . ألا تبا له ! ألا قدرة له و لا رجولة ليمنع نفسه من التفكير فيها معظم الوقت ؟ على من يكذب ، يفكر فيها طوال الوقت . كأنما فكره يتبعها ، كأنما صار ظلا لها . مع أنه حاول و ما يزال بكامل قواه يحاول أن يشيح بقلبه عنها لكنه و لغضبه لم يقدر . يسعى أن يكون باردا كما تفرض عليه فوقية مهنته ، كما تفرض عليه قيود تجربته السابقة ، يسعى لذلك فلا ينجح سوى في إعطائها مجالا أكبر داخله و في عمق أفكاره . المشكلة أن تلك الظلال اسيرة رموشها الطويلة ، في كل مرة تسقطه عن عرش بروده . و في كل من تلك المرات ، يتذكر و معه قلبه مساندا و في ذات الوقت غادرا ، لحظة رآها . حين كانت دمعتها تبكي دموعا أصغر فوق خديها . تركيزه ضاع و هيبته لو ترك نفسه لنفسه ستضيع هي الأخرى ، كم مرة أثناء المحاضرة ، يفتح شفتيه و ترفع عينيها فتتوه منه الفكرة و تفر هاربة من وعود حارة يكاد يبصرها داخل مقلتيها . فجأة و كأنه ينطلق من عدم ، رن هاتفه و تواصل رنينه ، يسحبه شيئا فشيئا من دوامة أفكاره . سرح صوته من عقدة شعر بها تتوسط حلقه ، نظر بملل إلى صورة خطيب أخته و فتح المكالمة قائلا : - سيف ؟ كيف حالك ؟ اسمعني لو ستشتكي لي من شيرين قيراطا أنا سأشتكي لك منها أربعا و عشرين قيراطا . - كلا للأسف الموضوع لا يتعلق بشيرين ، يتعلق برانيا . - رانيا ، كرر الاسم بمعرفة و كره . - في الواقع لا أعرف كيف أبدأ ، تردد الآخر . - من البداية سيف ، تكلم أنا أسمعك . و تكلم سيف . بعد دقائق كان أكرم مازال يقبض على الهاتف و يضغط و يضغط ، صدره ينهج بأنفاس متكالبة على الخروج و جفناه مسدلان يخفيان غضب لا قبل له باحتوائه . - الحقيرة ، بصق بها بعنف ثم خرج مغادرا . ********************* | |||||||
14-09-19, 11:40 PM | #80 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 11 والزوار 12) نغم, houda4, ام^عزووز, زهرورة+, نورالشهري, منو6, Mona eed, NH_1927+, الوفى طبعي الوفى, Arjoana, affx سيلفي مع الحبايب قراءه ممتعه و تصبحوا على سعاده و رضا | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|