|
مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي ثنائي جذبتكم قصته أكثر ؟؟ | |||
نديم و بريهان | 23 | 34.33% | |
آصف و نادية | 44 | 65.67% | |
أكرم و إيثار | 10 | 14.93% | |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 67. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-01-20, 02:51 AM | #818 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الفصل الرابع و العشرون لم يدم صقيع قلب ميرفت أكثر من طرفة عين رأت فيها لقطات تركض بضراوة ، تدفع بعضها بعضا على شاشة عرض ذاكرتها ، بالأبيض و الأسود و بكل ألوان الحب و الغضب و الغدر ، صورا لحزنها ، لضعفها ، لخذلانها ، لقهرها . حسنا لا مزيد يا قلب ، لا مزيد . بشموخ الجبال قامت من مقعدها في أقرب طاولة لمكان العروسين ، أمسكت طرف عباءتها السماوية المطعمة بخيوط فضية ، رفعت وجهها بأناقة مهيبة ألبستها إياها السنوات و ما ضمته السنوات ثم توجهت نحو منصة الفرقة المحلية . راقبتها نادية بعينين لا تطرفان تعطي أوامر سريعة لقائد الفرقة ثم تشير بيد صارمة إلى أحد الشباب و تشير له بذقنها و حاجبيها نحو غرفة الكواليس الملحقة بقاعة الاحتفال . أومأ الشاب برأسه بسرعة ثم جرى يطير بأوامرها . الأغاني لم تكف طوال الوقت عن الانبعاث و الألحان لم تخفت لكن نادية هي من توقفت عن سماع أي شيء إلا صوت خوفها . قلبها يطرق بندم بين أضلعها و عيناها ملتصقتان بعجز بحليلة عريسها السابقة . هل هي سابقة بالفعل ؟ الحقيقة لا تلومه أبدا على عشقها . هي نفسها من نظرة واحدة عشقتها . خمرية البشرة ، عسلية القسمات ، فائرة الأنوثة و صاروخية الإمكانيات . بصعوبة جاهدت نفسها و أجبرت عَينيها لتدورا على جميع من حولها متجنبة بتعمد ، بكل إصرار مَلامح شَخص واحد ، هو : عريسها . داست على فزع مشاعرها بعنف و جاهدت لتوقظ الابتسامة التي ماتت فوق شفتيها . تنفست بعمق بينما تحيد بعينيها عن تلك أخيرا و تثبت وجهها على الطاولة التي تجلس إليها أمها و خالاتها و بجانبهن تناثرت طاولات صديقاتها . طافت مقلتاها بهن وجها وجها ، قلبا قلبا ، تجمع ابتساماتهن تضمها إلى صدرها ، تكتم بها صريخ روحها المرتعبة بداخلها . ارتجفت بقوة و هي تشعر به يقبض على يدها الهارب دفئها و يحملها حتى شفتيه يرسم على بشرتها قبلات محملة بالوعود . لكن كيف تصدق أي شيء و الحقيقة تجلس مقابلة لها ، أنثى واثقة جدا من نفسها و من تأثيرها ، مشرقة في ثوب نبيذي مسكر الانثناءَات . لمعت عيناها بوعد دامع فجذبت أنفاسا حادة أخرى بينما شفتاها تتمسكان بقناع الابتسام . قرقعة عالية لطبل شرقي أصيل انبعثت من خلفها فالتفتت ببقايا فضول . و رأته ، أولهم . كأنه صقر نزل بعد تحليق ليحط على أرضية القاعة ممسكا بعصاه الطويلة يدق بها على جلد طبله ، دقات مشتعلة كأنها لقلب عملاق ينبض بنغمات الدبكة العاشقة المعشوقة . خفت حزنها فورا و تجمدت عيناها بدمعتهما الوليدة في انبهار . انحنى الرجل أمامهما نصف انحناءة ثم دق دقة أخرى على طبله فتبعه سرب من الرجال الصقور . قمصان ذهبية لامعة . بناطيل عربية واسعة . أحزمة عريضة ملفوفة حول خصورهم العضلية . أحذية جلدية طويلة الرقبة تدق بلونها الأسود على الرخام الأبيض فتجعل من الأرضية رقعة شطرنج تتماوج بسحر . تحلق الرجال يتوسطون الحضور أذرعهم متعانقة يتمايلون بانسجام أنيق ، يحيطون صاحب الطبلة . ركبهم ترتفع ترفع معها التصفيق لعنان الجنون . كعوبهم تدق تضرب الأرض ترشق فتتراشق لها نظرات العيون . سيقانهم العضلية ترسم موسيقاهم برقصها الرشيق . سيقان عاشقة لفلكلورها و لا تجيد الرقص لغيره من النغمات . يقفز صقرهم الأوسط يدور ثلاث دورات متتالية وسط الحلقة حوله فتنسى نادية لحظيا كل مخاوفها و تذوب يداها تصفيقا له و لأصحابه . " هور يابو الهواره و بتحلى الليلة الهواره حنن يا قلب حنن خليك بتهوى الأسمر و الأسمر طبعه يجنن أنا عفراقه ما اقدر لا تقلي كيف و يمكن لما تشوفه تتحير عمري عيوني ما شافت متلك يا العود الاخضر و الله لو نكبر بالسن بحبك و انتي ختياره " كانت هذه هي فرقة الزفة الشامية ، هدية الحاجة ميرفت لهما بمناسبة الزفاف . كان المفروض أن تكون وصلتهم منتصف الاحتفال لكنها قدمتها بسبب القضاء المستعجل الذي نزل على رؤوسهم في شكل أفعى جاءت فقط لتبث سمومها و تعكر بركة سعادة بالكاد بدأت تتشكل . تمايلت نادية في مجلسها تحرك كتفيها في نعومة ، تصفق بحماس لحركات الراقصين و تتجاهل رقصات قلبها الذي يؤلم أضلعها ضربا لتستدير بوجهها و تلتفت إليه . لكنها أجهدت إرادتها و جاهدت كي تستمر في النظر إلى الأمام في عتاب صامت و لوم أخرس له . أكيد هو لم يدعها لحفل زفافهما لكنها واثقة في قلبها أنه السبب . بشكل ما هو السبب ، لا تعرف كيف و لن تجتهد لتعرف . هذا ما تقوله حاستها السابعة الخاصة بالرجال و دهاليزهم المظلمة و هذا ما ستختار تصديقه . شعرت بذراعه تحيط كتفيها ثم تنزل كفه الأخرى ليشبك أصابعه بأصابعها لكنها بإصرار لا يلين تركته يتصرف مع جسدها و ابتعدت بروحها المخذولة منه ... عنه . تنفست بارتياح و هي تشاهد أحد الراقصين يقترب و يشير إليه بترحاب لينضم إليهم في رقصهم . شعرت به يوليها نظرة أخيرة متسائلة لكنها استمرت تحدق أمامها فليست الطرف الذي يملك أية أجوبة . تراخى كفاها قليلا عن التصفيق و هي تراه يقف في منتصف الجدار الرجالي ، صدره العريض يفرض نفسه بين القامات الرشيقة حوله ، يهز ركبه مثله مجاريا حركاتهم ، مقلدا ببراعة و غير قابل أبدا للتقليد . قمرا يضيء بين نجوم وجوههم . ابتسامته الواسعة تلف بملامحها ، تطوف فوقها برياح شوقه ، نظراته العميقة تفرض على عينيها حصارهما العنيد تحاولان الغرق في لجة مقلتيها فترفض هي و تلفظ جميع محاولاته . فقط تواجهه بنظرة ضائعة يختلط فيها ألم بنشوة بعتاب بشوق أنثى بعذاب . مرة أخرى تتدخل الحاجة ميرفت و تساندها ، تنتشلها من صراع العيون و هي تأتي لها ببريهان من طاولتها لتحتل مقعد آصف الخالي . جلست بريهان بجانبها تشع على روحها بأنوار خجلها مع جمالها في فستان سكري اللون . لمسة يدها الدافئة و فرحة العروس النضرة المشرقة منها تدثر كما الحال دائما برودة روحها . * * | |||||||
01-01-20, 02:53 AM | #819 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| في نهاية الاحتفال ، وقفت نادية تتجاذبها الأحضان الكثيرة تودع بينها حياة سابقة لتطرق على باب مستقبل يجيد التخفي . على ما يبدو طال وداعها و فاض على حد احتمال آصف لأنها في لحظة ما شعرت بذراعه تتملك خصرها و التفتت إليه لتراه يقول للنسوة و كل ما فيه يبتسم : - آسف يا جماعة ، أحتاج عروستي حالا ، ألصقها بجسده و أضاف ، بالنسبة لبقية القبلات تستطعن إرسالها لها عبر رسالات قصيرة . أعقب كلامه بغمزة سريعة قابلنها هن بعاصفة من الضحكات بينما ابتعد بها بخطوات سريعة و هو يهمس داخل أذنها : - مع أني سأتأكد بنفسي أنك لن تحتاجي أية قبلات الليلة يا حياتي . بعد لحظات كان يشق بها عباب الطريق ، قلبه يكاد يشق صدره شوقا لها . عند كل إشارة ، كل زحام تتثاقل فيه السيارة يميل إليها يعطيها عربون عشق . قبلة على خد ، لثمة على شفة ، على رقبة ، على راحة يد ، على كل ما يقع فمه عليه منها . عندما وصلا أخيرا أمام الفيلا كان كتفها الملاصق له عاريا من كم الفستان مغطى بآثار عاطفته . ما إن أغلق وراءهما باب المرآب حتى ترجل من مقعده برشاقة فهد متحفز لغزالته . دار حول السيارة ثم فتح لها الباب ليتلقاها بين صلابة ساعديه . حملها بقوة شوقه و جرى بها ينهب درجات السلم دون لحظة توقف . باب غرفة النوم كان مفتوحا ، مشرعا على الجنة التي طال حلمه بها . بلطف وضعها فوق السرير و بحركة خاطفة أنزل كم فستانها الأيمن حتى يصبح كتفاها في الإغراء سواء . الإغواء المسترخي بين خجل نظراتها إليه أطار صوابه ، بالأحرى ما تبقى له منه فانحنى يتوه في خيرات أنوثتها الكريمة . يلتهم عطرها ، يتذوق ملامحها ، يرشف من همساتها . - آصف ، آصف .. قطب جبينه و هو يرفع وجهه يسمعها تحاول أن تقول شيئا ما له . تتكلم ؟ هل هذا وقته ؟ مضى زمن الكلمات و حل عهد القبلات . - فيما بعد نادية ، فيما بعد يا روحي . صوته كان ثقيلا مثقلا و عقله سكران عن معنى كلماتها . استمرت تتكلم ألغازا و جسدها يتشنج قليلا بين ذراعيه ثم أمام اكتساح تصميمه سكنت حركتها . استسلامها داخل حضنه كان حطبا جديدا يلقى في أتون شوقه يلهبه فتتأجج ناره و تعلو أدخنتها تحرق كل صبر و أية ذكرى عن التعقل . استلقت نادية فوق السرير تراقب عتو أمواجه ، مهاجمتها الضارية لرمال شاطئ أنوثتها ، تذيب و لا تغيب . الدفء الخشن لرجولته تسلل إليها و خدر لذيذ يعجز الوصف عن وصف حلاوته أصاب عروقها و مفاصلها . ثوان فقط كانت عمر تجاوبها معه ثم تركت له نعيم مفاتنها ينهل منه و رحلت . فالخوف في روحها كان أعمق صدى من أصوات جسدها المطالب به . سافرت بعيدا عن ضفاف اشتياقه الملهوف ، حاملة معها فكرها و كينوتها المشوشة و استقرت كلها داخل تلك اللحظة . لم تكن سوى لحظة لكنها كانت أكثر من كافية . حين صارت يده كالحجر داخل يدها ، حين خلت أصابعه من الحياة بين حضن أصابعها ، حين أبصر قلبها للشوق كلمات و آهات داخل عينيه . صحيح أنه ماعدا تلك اللحظة لم يلتفت للأخرى ثانية ، لم يتفضل عليها حتى بنصف نظرة و لا تنكر أنها لم تر سواها في مقلتيه تتلألأ بفستان زفافها الأبيض بين نيران انتظاره لها . تعترف أن كل حركاته ، التفاتاته ، نظراته كانت لها و من أجلها . لكن الأنثى المرهفة بداخلها أخبرتها أنه .. يقاوم كي لا يلتفت ، يقاوم كي لا ينظر ، يقاوم كي لا يهتم . فجأة لم تعد تشعر بجسدها بين ذراعيه . فجأة لم يعد آصف يشعر بها بين ذراعيه . رفع وجهه عن نهر أنوثتها الرائق ، تقطيب حائر على وجهه يأخذ مكان شوق فائر . لم تكن مستسلمة كما اعتقدها كانت فاقدة الإرادة و الإحساس . - نادية ؟ ناداها متسائلا و يده تهز كتفها بلطف . لكنها رغم عينيها المتسعتين عن آخرهما كانت مغمضة عنه . شفتاها فاغرتان لكن لا همس بينهما . - نادية ؟ هزها ثانية ، حركته تتلون ببعض عصبية و عنف شوق مجروح . لم تجبه ، فقط شفتاها أخذتا ترتجفان و ترتعشان . ثم دموع صامتة كثيفة سارت سيولا لا تمل و لا تنقطع على خديها الذي انحسر عنهما توهج حمرتهما . دموع مع أنها لم تطفئ رغبته لكن أطفأت روحه . - نادية ؟ هذه المرة خرجت من بين شفتيه برائحة اللوم و طعم خيبته الكبيرة فيها . هربت من نظراته المحترقة تسدل جفنيها حاجزا بينها وبينه ، تبعده أميالا باردة عن روحها . شفتاها لا تتوقفان عن الارتعاش و هي تهمس بنبرات دامعة : - أنا آسفة ، أنا آسفة . - نامي نادية . صوته كان ميتا ، مدفونا تحت كرامته المهانة . بصعوبة حد العجز ابتعد عن جسدها المكشوفة حدائق أنوثتها أمامه . و للحظة أو اثنتين انتظر مزعزع الإرادة نظرة ، لمسة يد أو حتى مجرد همسة بعيدة تعيده لجنة حضنها . لكن جمودها كان إمضاء ا صريحا على وثيقة طرده من قربها . بزفير مختنق غادر السرير و كل الغرفة و لولا خوفه على مشاعر أمه لغادر الفيلا بأكملها و ربما المدينة نفسها . * * التعديل الأخير تم بواسطة نغم ; 01-01-20 الساعة 03:53 AM | |||||||
01-01-20, 02:58 AM | #820 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| ارتخت أصابع آصف عن عقب السيجارة العاشرة و راقبها بعينين منطفئتين تهوي إلى الأسفل خفيفة ، مرتجفة ، مشتعلة ، منتهية تماما كرغبته . بعقب قدمه داس عليها بعنف ثم امتدت أصابعه بتشنج عصبي تتناول أخرى . منذ مدة طويلة طويلة لم يدخن بهذا القدر. في الواقع لم يسبق له أبدا أن دخن بهذا الكم و هذا الغل . و لا حتى يوم صباحيته السابقة . و لا حتى يوم اكتشافه لإجهاضها الثاني . و لا حتى يوم أمضى ورقة طلاقه لها . جذب نفسا دخانيا عميقا كأنه يريد تسويد رئتيه بدرجة اسوداد قلبه يأسا هذه اللحظة . مرر كفه بشرود على الجلد الملتهب لصدره العريض المتصلب العضلات ثم نظر إلى أصابع يده الأخرى المتشبثة بشدة برخام المغسل . دار بعينيه يتأمل تفاصيل الحمام حوله ، تعود له مع نظراته ألوانه الماضية قبل التغيير الشامل الذي أجراه على الشقة كلها . أرادته بين الأبيض و البنفسجي ، مزيجا ملوكيا رآه حينها لائقا بقيمة عرش قلبه المتربعة عليه وحدها . الألوان الآن عبارة عن بيج بتدرجاته الهادئة ، مع شريط عريض مرقط بمربعات صفراء ، برتقالية و حمراء يمر على طول الجدار بالعرض يجعل الديكور الجديد و لو كان أكثر بساطة أشد دفئا بكثير . الشقة كلها بتفاصيلها الجديدة التي كلفته أقل من ربع المرة الأولى كانت بسيطة و دافئة . تماما كما تصور ليلته مع نادية لكن ها هو برودها الذي لا يتقن تفسيره يهجم و يهاجم مجتثا ذكريات كان يظنها شبعت موتا و نسيانا . و ها هي الآن تعود مريرة ، جليدية القسوة تطرق دون رحمة على جرح ضميره . - أنت أخذتني بالقوة . - اخرسي . - رغما عني و عن إرادتي . - اخرسي . - كنت حيوانا و اغتصبتني . - اخرسي ، اخرسي ، اخرسي . هز رأسه بقوة يصارع رياح الذكريات الهائجة ثم توقف لاهثا يسند جبينه على يده بينما بالأخرى متكئة على الجدار . تلك الليلة كانت و مازالت غامضة على فهمه و إدراكه . تلك الليلة دخل عليها و على قلبه يرزح عشق ثقيل لم يجد يوما التعامل معه . ما وصفته نفورا رآه هو خجلا . ما قالت أنه تمنع شعره هو دلالا . هل هي من كانت تكذب ؟ هل هو الذي أجرم في حقها ؟ هل كلاهما مخطئ أم كلاهما على صواب ؟ هل ذلك يهم ؟ لأشهر منذ قَبِلَ قلبه استقبال نادية في حياته ظن أنه لم يعد يهم . لماذا يا نادية تقلبين الوجع و تذكين ناره ؟ حتى أنت يا نادية ؟ حتى أنت ؟ حتى أنت ؟ نادية التي حلم بها خياله معطاءة سخية تجود و لا تذود تقابله بوجه أنوثتها البارد . أكلهن هكذا ؟ يحرقن و هن جليد ؟ يذبن و هن حديد ؟ ما هذا النحس الذي يبخر كل ليلة دخلة يكون هو العريس فيها ؟ أطفأ النور يهرب من ظلال الغضب ، الألم ، الخذلان المنعكسة على مرآة وجهه و مد يده يتحسس علبة سجائره وسط الظلام ، لمست أصابعه حوافها قبل أن يسمع صوت سقوطها في دورة المياه . نظر إليها تغرق ببطء في رسالة تؤكد له نحسه ثم غادر إلى غرفة النوم بخطى عاصفة . ما إن دخل حتى قابلته عيناها مسمرتين على باب الغرفة كأنها تنتظر عودته أو على الأرجح تخشاها . نظر نحوها نظرة عتاب صريح فازدادت عيناها تحديقا ، تنهد بعمق دون أن يحيد عنها بنظراته اللائمة . خفق قلبه بغرابة و هو و ينتبه لأول مرة إلى أن آخر رمشين في صف رموشها أطول بشكل ملحوظ من البقية ، يلقيان ظلالا من السراب فتبدو عيناها أصغر من حجمهما الحقيقي بينما هما في الواقع واسعتان جدا كما يراهما و هي تحدق به بترقب طفلة . زفر نفسا حادا و هو يعقد ذراعيه على صدره فأطرقت برأسها قليلا قبل أن تتحرك تخفي معالم جسدها تحت الملاءة . تواصلت زفراته الغاضبة و هو يفتح الدرج بعنف مقصود يبحث عن علبة سجائر أخرى ، أخذ واحدة ثم بكل قوة إحباطه الجسدي خبط الباب وراءه و هو يخرج مقفلا عليها و على أحلامه المحرومة . * * تتمة الفصل https://www.rewity.com/forum/t456040-83.html التعديل الأخير تم بواسطة نغم ; 01-01-20 الساعة 03:33 AM | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|