آخر 10 مشاركات
وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          492 - حبيبها - كارول مارينيلي (عدد جديد) (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          ومازلنا عالقون *مكتملة* (الكاتـب : ررمد - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          93 - زواج العمر - منى منصور (الكاتـب : meshomasray - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1161Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-19, 05:20 PM   #181

نور المعز

? العضوٌ??? » 257317
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 505
?  نُقآطِيْ » نور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond reputeنور المعز has a reputation beyond repute
افتراضي


حلو اوووي الفصل كله هييييح ويا بختك يا كارمن ❤️❤️😂 حقيقي الفصل كله روعة من أحداث لاسلوب كتابة لأبطال لطول البارت اللي بيخلص ومش بشبع منه 😭
فريدة ويونس هو لو يتجرأ كدة ويلمحلها بس هيا برضو مش هتفهم هتقول بيتهيألي ولا حاجة 😂
عهد وزياد چان الرواية 😍 هو يطالما اتجوزوا وبقوا مع بعض ان شاء الله هيكتشفوا مشاعر بعض قريب عقبال الشيمي بيه وأستاذة رفيدة ☺️


نور المعز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-19, 11:21 AM   #182

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Msamo مشاهدة المشاركة
فصل رووووعة عقبال يونس وزياد اما تنفك عقدتهم



تسلمي يا Msamo ربنا يخليكي





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ala7lam مشاهدة المشاركة
روايتك السابقه اكثر من رائعه ان شاء الله تكون هذه الروايه بمستواها



اتمنى تعجبك يارب


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
هييييييييييييييح يابنت المحظوظة ياكارمن

سيدى ياسيدى على الهدايا يلا امرنا لله
الحمد لله عهد خرجت من الازمة على خير فاضل بقى سوء الفهم اللى بينها وبين زياد ويفهم ويبطل الغيرة من يونس

والشيمى عسل والله انا مين ياض ههههههههههههه تستاهل ياعبود يازفت

رفيدة ياختى اعترفى بقى زهقتينا

بقلظ وكرنبة ياختى عليهم وعلى حلاوتهم عقبالهم بقى

فصل رووووووووووعه ياجميلة تسلم ايدك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة



ما اترحمش منك ابدا يا ايمي يارب


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمو الرواد مشاهدة المشاركة
فصل رائععععع حقا، اشكرك لانك انقذتي عهد وانتقمتي من عبود لكن بقي حسن 🤔 يالله اعتقد خسارته انو ماقدر يزوج ابنه،
حببت لقاء فارس وكارمن والمنح والاتفاقيات 😍😅😅
اتشوق لما سيحدث بين شمشوم ورفيدة 😄😉
سلمت يداك يا مبدعه دائما طول فصل الروايه ينعشني صراحه احب اقرا روايتك فصل بفصل لانها طوويلة واحداثها حلوة عكس بعش الروايات اجمع فصلين 3 مع بض عشان يكون طويل _اهنيكي على اشباعنا بطول البارت_
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمو الرواد مشاهدة المشاركة
الله يسعدك ولا حرمنا من ابداعك 💗💗💗🌸


شكرا الله يعزك على كلامك الحلو دة تسلميلي يارب


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى قلبي وروحي مشاهدة المشاركة
حلو ❤❤❤❤❤❤❤❤❤
❤❤❤
❤❤
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى قلبي وروحي مشاهدة المشاركة
شكرااااااا



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام سليم المراعبه مشاهدة المشاركة
روايه رائعة جداً ابدعتي 👏♥️





شكر لمرورك يا ام سليم





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Berro_87 مشاهدة المشاركة
بانتظار الفصل ❤️❤️



ان شاء الله


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور المعز مشاهدة المشاركة
حلو اوووي الفصل كله هييييح ويا بختك يا كارمن ❤️❤️😂 حقيقي الفصل كله روعة من أحداث لاسلوب كتابة لأبطال لطول البارت اللي بيخلص ومش بشبع منه 😭
فريدة ويونس هو لو يتجرأ كدة ويلمحلها بس هيا برضو مش هتفهم هتقول بيتهيألي ولا حاجة 😂
عهد وزياد چان الرواية 😍 هو يطالما اتجوزوا وبقوا مع بعض ان شاء الله هيكتشفوا مشاعر بعض قريب عقبال الشيمي بيه وأستاذة رفيدة ☺️





شكرا نور على كلامك الحلو تسلميلي










Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-19, 11:48 AM   #183

ghdzo
 
الصورة الرمزية ghdzo

? العضوٌ??? » 334773
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » ghdzo is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 6 والزوار 19)
‏ghdzo, ‏عبق الوطن, ‏بدويه كاشخه, ‏شكولاين, ‏Shammosah, ‏نور المعز


❤❤


ghdzo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-19, 11:55 AM   #184

..هناك أمل ..

? العضوٌ??? » 336703
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » ..هناك أمل .. is on a distinguished road
افتراضي

منتظرين زخات ابداعك 🥰💓

..هناك أمل .. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-19, 12:58 PM   #185

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الحادي عشر

الفصل الحادي عشر




صباح الخميس
بحث عنها في كل مكان في الشقة .. فلم يجدها ..
فوقف متوترا .. مرعوبا .. مطعونا في كبريائه .
هل رحلت؟؟
هل تركته عهد ورحلت ؟؟
هكذا ببساطة !!.. دون حتى وداع !!..
لمح الرسالة المطوية بعناية على المنضدة فأسرع يلتقطها بلهفة ممزوجة بالخوف ..
كلمات مختصرة قليلة ..لكنها كانت حادة قاطعة كمشرط يقطع وريده .


زياد ..
أنا ممتنة وشاكرة لكل ما فعلته من أجلي ..
ولأني ممتنة ..
ولأني شاكرة ..
ولأني أقدرك وأحترمك ..
كان لابد أن أرحل ..
لأنني ببساطة لا أرضى بأن أتلقى منك كل هذا وأنا أحب شخصا آخر ..
رجل آخر ..
لن أقبل بأن أبقى معك بينما أنا أحب صاحبك
أحب يونس .


صرخ باسمها بلوعة " عهد .. "
وفتح عينين حمراوين يتطلع فيما حوله ..
كانت الآلام تهاجمه في كل شبر من جسده فحرك رأسه بصعوبة فلمحها بجواره .
ولم يعرف أيهما كان الحلم وأيهما هو الواقع .. ما رآه من قليل أم ما يراه الآن أمامه.


تحامل على نفسه وتحرك متألما ليعتدل بصعوبة جالسا على السرير .. ليجدها تنام في وضع الجلوس بجواره منكمشة على نفسها تتوسد ذراعيها على ظهر السرير القصير .. ولم يعرف إن كان عليه أن يوقظها لتعتدل أم يتركها غارقة في النوم .. بجواره ..
وخشي أن تتحرج وتغادر الغرفة إذا ما ايقظها فعدل عن الفكرة ومدد الأغطية فوقها بإحكام ..
بحث بين الأدوية على مسكن أو خافض للحرارة ليخفف من آلام جسده المحموم .. وابتلع القرص باستجداء للراحة وهو يطالع الساعة التي تشير للسابعة صباحا .. ثم استدار يتطلع فيها .. ومد يدا محمومة يتحسس وجنتها بظاهر أصابعه بخفة .. ليعود و يستلقي .. مقتربا منها أكثر وأكثر حتى التصق بركبتيها المنكمشتين فوق الوسادة ..


ومن جديد صعب عليه تحديد إن كان مستيقظا أم لا يزال نائما ..
لكنه أمسك بطرف قماش منامتها متشبثا وكأنه يخشى أن ترحل ..
ليغمض زياد عينيه مستسلما لمزيد من الهلوسة المحمومة في رأسه .
××××


في العاشرة صباحا خرج يونس من غرفته مرهقا يرتدي حلة رسمية للذهاب للعمل مضطرا لارتباطه بمواعيد هامة تأجلت في الأيام الماضية .


حين تطلع في مائدة الطعام لمعت عيناه وهو يرى الإفطار ينتظره .. فاقترب بأسارير منشرحة ومعدة تنعق فيها الغربان الجائعة ليتقابل مع فريدة التي تخرج من المطبخ حاملة للمزيد من الأطباق .
تلاقت الأعين فتخضبت وجنتيها واختبأت خلف قناع المرح تقول بلهجة ساخرة " لم أصدق حين أخبرتني أمي أنك ستذهب للعمل اليوم ظننتك سترتاح .. ما هذه الهِمّة والنشاط يا بني !"


تقافز قلبه في استقبالها كالعادة فرحا كلما وقعت عيناه عليها .. ومنحها تلك الابتسامة المذيبة لأعصابها .. ابتسامة من أجلها هي على استعداد للتضحية بأي شيء لتراها مرسومة على وجهه..
كان أقل هما .. هكذا شعرت ..
أخف روحا .. أعدل مزاجا ..
فتساءلت أيكون السبب انه نام طوال الليل بدون كوابيس ؟


وضع يونس يديه في جيبي بنطاله وسألها" تبادرين بتحضير الفطور اليوم بدون إلحاح مني ولا تهديد ولا وعيد .. ماذا حدث في الحياة يا ترى !.. هل أنت مريضة؟!!"
رفعت ذقنها بكبرياء وتحركت أمامه نحو منضدة السفرة تقول " هذا من أجل أبيه الذي تعب اليومين الماضيين "
اقترب منها ووقف يطالعها بهدوء ويديه مازالتا في جيبه قائلا بمسكنة صدقتها رغم حفظها لألاعيبه جيدا "أبيه فقط من أعددت له هذا الفطور الدسم ؟!! (وأطرق برأسه)"
فأسرعت تقول " وبالطبع أنت .. لكي أشكرك على العروسة التي أحببتها جدا "


رفع إليها مقلتين عسليتين فارتجف قلبها كالعادة لحركة عينيه وكأنهما كعصا المايسترو حين يحركهما يتحكم في سرعة وبطء نبضاتها بينما قال يونس بلهجة خافتة" هل ذكرتك تلك العروسة بشيء؟"


بلعت ريقها وأدركت أنه يذكر مثلها .. رغم أنها تحمل صورا ضعيفة مشوشة في ذاكرتها.. لكنها تعلم بالضبط أي مأساة لا تزال تحتل ذاكرته فقالت بخفوت" ظننتها صدفة "
تكلم بعاطفة ممزوجة بالألم "ليست صدفة يا فريدة .. حين رأيتها شعرت بأنها تشبه الأخرى كثيرا .. وبرغم ما جلبته عليّ من ذكريات أحاول ابعادها عن ذهني.. إلا أنني شعرت ببعض الراحة حين رأيتها .. شعرت بأنني أخيرا أتممت مهمة لم انجزها من عشرين سنة ماضية "
عقدت حاجبيها وغمغمت" أي مهمة هذه التي تتعلق بالعروسة؟؟؟"


سألها متفاجئاً " ألا تعلمين لماذا تسللت وخرجت ليلتها؟!!"
حركت رأسها نافية فقال "ألم تستمعي لما قصصته على كارمن؟"
أجابت مفسرة" تركتكما بمجرد أن بدأت في الحديث .. الحقيقة لم أتحمل أن أراك متألما "
جملتها أعادت الحيرة إليه ..


وكالعادة تأرجح بين قلبه ومخاوفه ..
أهو شعور بالأخوّة أم .... !!
تكلم بلهجة هادئة معترفا " أنا خرجت ليلتها متسللا لأحضر لك عروستك التي نسوها في البيت قبل أن نغادره متسللين.."
اتسعت عينا فريدة بمفاجأة ليكمل يونس بنفس الهدوء " كنتِ تبكين كثيرا وكنتِ مريضة .. وظللت تبكين ليومين قبلها تريدين أن تنامي في سريرك بجوار والدك كما كنت معتادة أن تقضي الليل معه ثم تعودي إلينا في الصباح.. وكنتُ أنا مشفقا عليك .. لا أعرف كيف سنخبرك بأن والدك قد مات في حادث ولن يعود .. وحين وصلنا لبيتكم متخفين في انتظار السيارة التي ستُقِلّنا للهرب ممن لم أعرفهم وقتها.. رأيت الاحباط على وجهك حين لم تجدي والدك بالمنزل بعد أيام من فراقه .. واكتشفتِ بأن عروستك غير موجودة أيضا .. وظللت تبكين فشعرت بأنني لو أسرعت للبيت وجلبتها لك لربما خفف هذا عنك احباطك "


اغرورقت عيناها بالدموع تأثرا .. وظلت تحدق فيه لثوان وقد عقدت المفاجأة لسانها ليقول يونس بلهجة ساخرة لينفض عنه الذكرى الكئيبة والتي لم تكن هي الغرض من حديثه " واعترف بأني شعرت براحة عجيبة حين وجدت هذه العروسة التي تشبه عروستك .. وشعرت وأنا أعطيها لك بأني أغلقت بابا كان مفتوحا لعشرين سنة لأني لم أنفذ المهمة "
غمغمت غير مصدقة "لم أكن أعرف بأنني السبب ! "


أحس يونس بالندم من اخبارها .. وشعر بالإحباط من نفسه .. أراد أن يخبرها كم هي مهمة عنده منذ وجودها في حياته فجاء تصريحه نفحة من ماضيه الحزين فآلمها.. ولم يكن هذا مشجعا أبدا لأن يمضي فيما يرغب في أن يوصله لها فاستحضر مرحه المعتاد نافضا به السيرة وقال " يا غبية ليس هذا المغزى من الحكاية .. أن أشعرك بأنك السبب يا هبلاء.."
حدقت فيه بقطعتي الشيكولاتة الذائبة في عينيها بترقب فأكمل " المغزى من الحكاية أن أثبت لك بالدليل القاطع أنك مدينة لي بأن تطبخين لي مدى الحياة .. جميع الأصناف والأكلات التي أحبها كتعويض بسيط لما حدث لي بسببك "


لمَ باتت عباراته تسير دوما في اتجاه تضخيم الوهم عندها؟؟؟
وكأنها مكتوب عليها أن تظل غارقة فيه دون فكاك !!.
قبل أن تجد أي كلمات مناسبة للرد المحايد خرجت نفيسة من غرفتها تلقي تحية الصباح .. لكنها تسمرت بعدها قليلا حين وجدتهما يقفان بجوار المائدة يتبادلان النظرات في صمت .
وكان يونس الأسرع في الخروج من دائرة مشاعره ليرد على أمه تحية الصباح بالاقتراب منها وطبع قبلة وحشية على وجنتها .
على المائدة نظر يونس لساعته وقال " عليّ أن أسرع لدينا اجتماع هام اليوم ( وعقد حاجبيه يقول وهو ينظر للمائدة مستعيدا كلمات فريدة في ذهنه ) هل تعنين أن فارس لم يستيقظ بعد ؟؟؟؟.. ظننته قد سبقني كعادته؟!!!"
ردت فريدة مؤكدة" إنه بالفعل لم يستيقظ بعد "


تحرك يونس يترك مقعده وهو يقول "لم يفعلها من قبل .. دوما يكون جاهزا للعمل من السابعة صباحا"
امسكت الحاجة نفيسة برسغه قبل أن يبتعد قائلة "اتركه يستيقظ وقتما يريد "
رفع حاجبا ورد باستنكار " اليوم بالذات لدينا اجتماع هام"
وحاول التحرك فأمسكت به الحاجة بإصرار وقوة أدهشته تقول موبخة" قلت اتركه مادام لم يستيقظ بنفسه.. ألا يستطيع أن ينام لبضع ساعات إضافية !!!.. طيلة عمره يستيقظ مع شروق الشمس يجري في بلاد الله "
نظر لها يونس متفاجئا بانفعالها وقال" ماذا حدث لكل هذا الانفعال يا نفيسة ! .. أنا لا أريده أن يفوّت الاجتماع الهام "
اشاحت الحاجة بيدها قائلة" تصرف أنت فيه ودعه يستريح"


نظر يونس لفريدة التي شاركته حالة الاندهاش ثم قال وهو يخرج هاتفه من جيبه "على الأقل سأتأكد من أنه لن يأتي "
امسكت الحاجة بيده تقول بإصرار " قلت لا تزعجه ولا تتصل به وتصرف وحدك "
مط يونس شفتيه متعجبا ثم قال "ماذا لو كان مريضا يا ناني علينا الاطمئنان عليه.. لم يفعلها من قبل ألا يقلقك هذا ! "
قالت ببساطة "زوجته معه ولو كان مريضا بعيد الشر لأخبرتنا"


تحرك يونس يغادر مستسلما ثم استدار فجأة يقول مضيقا عينيه " هذا الامر مريب .. واصرارك هذا يا ناني يزيده غرابة "
تنحنحت الحاجة نفيسة وحاولت التبرير قائلة " أنا اشفق عليه فمن حقه أن يستريح قليلا لقد كابد من الشقاء ما يكفي "
قال يونس بغيظ "لماذا تشعرينني بأني أريد أن أزيد من شقائه .. سأذهب يا ناني سأذهب "
ورفع انظاره لفريدة مودعا ثم غادر وهو يبرطم بينما نظرت الحاجة نفيسة إلى الدور العلوي وهمست في سرها " إن شاء الله ليس بمريض والا لأخبرتنا كارمن بالتأكيد "


××××


اقترب بخطوات حثيثة بعض الشيء سعيدا بسماع صوتها في الهاتف لأول مرة ..وخيل إليه من صوتها أنها كانت مرتبكة.. مترددة .. ولم تقل الكثير.. فقط ارادت أن تتناقش معه في أمر يخص الدار حين يعود من العمل آخر اليوم .. لكنه أخبرها بأن فارس لم يستيقظ حتى الآن وانه يستطيع مقابلتها الآن إن رغبت .


تأمل الشيمي وقفتها متدثرة بالوشاح الثقيل حول كتفيها تنتظره في حديقة الدار .. والارهاق باديا عليها فتمنى لو يستطيع أن يخفف عنها حمولها ..


لو يدللها ومن غيرها يستحق التدليل ! .. شاعرا بأنها قد شقيت في حياتها وتستحق الراحة.. تستحق أن ترسو على ميناء سلام .
تطلعت إليه رفيدة من خلف نظارتها الطبية.. ولأول وهلة استشعرت بأن ضخامته لم تعد تخيفها بل تشعرها بــ ...
بترت الخاطرة بسرعة فقد وعدت نفسها بأن تخفف من احتكاكها به .. بعد أن استشعرت مبالغتها أمس في رد فعلها لغيابه .. فواجهها عقلها بسؤال.. ماذا تفعل معه الآن إذن بعد كل ما قررته ؟؟!!


قال الشيمي بهدوء" تحت أمرك يا استاذة عم كنت تريدين التحدث معي فيه ؟"
قالت رفيدة وكأنها تبرر" بشأن الدار طبعا .. أردت أن أتحدث معك فيم يخص تأمين الدار"
أومأ برأسه يقول "بالطبع فيما يخص الدار "
نظرت حولها في الحديقة وقالت " بالنسبة للسطح..."


قاطعها قائلا" اليوم سيكون للسطح بابا من الحديد مغلقا بالجنازير "
قالت تتحداه " كان هذا خطأ أمنيا كبيرا يا مدير الأمن"


اتسعت ابتسامة على وجهه تراها دوما طفولية وقال معترفا" لا انكر ذلك.. لكن كما تعلمين نحن نؤمن المكان من الكبار وليس من الاشقياء الصغار.. فلم نتخيل ان السطح سيكون خطرا "
شعرت بصحة كلامه فعدلت نظارتها وقالت وهي ترفع رأسها نحو السطح " وأسوار السطح أشعر بالقلق منها "


رفع الشيمي أنظاره هو الأخر للأعلى ورد" لا تقلقي من هذه الناحية أنا عاينتهم بنفسي لأتأكد .. أنهم يحتاجون لشخص بالغ لتسلقهم وسيكون ذلك بصعوبة"
حركت رفيدة رأسها موافقة ثم استدارت تنظر لبوابة الدار فقال الشيمي " لو تشعرين بأن هذين البغلين يقصران في التأمين أبلغيني"
اسرعت بالقول" لا لا انهم يبلون بلاء حسنا .. (ولاحت ابتسامة على وجهها واكملت ) بل بمبالغة أحيانا"


ابتسم لابتسامتها وتمنى لو تتاح له الفرصة لإضحاكها أكثر .. بينما قالت رفيدة وهي تنظر للسور الفاصل بين الدار والفيلا والباب الصغير بينهما "هذا السور يقلقني جدا واخشى أن يتسلقه طفل أو يدخل من الباب لحديقة الفيلا ويخرج من بوابتها .. "


رد الشيمي بهدوء" السور أراه أعلى من أطوال الاطفال وحتى لو تسلل لحديقة الفيلا.. فبوابتها الكترونية تفتح عن بعد ومفاتيحها مع قاطنيها فقط آل سعد الدين وعائلة زغلول وأنا.. وزر البوابة اليدوي عال جدا "
صمتت رفيدة ساهمة تحاول تقييم الأمر فقال ليطمئنها "تفضلي لأريك حدود حديقة الفيلا"
نظرت ليده الضخمة التي تشير لها حتى تتقدم أمامه.. وتحركت نحو الباب الصغير .. ليفتح لها الشيمي الباب فدخلت في حرج تمشي بجواره في حديقة الفيلا وذلك الشعور الغريب الذي نسيت وجوده يسيطر عليها.


الشعور بأنها أنثى ..
دوما كانت تشعر بأنها إنسان ..
أو
أنثى ذات شوارب ! ..


أما ذلك المعنى المدلل لكلمة أنوثة لم تشعر به من قبل مع أي إنسان ... حتى مع مجدي .
التلذذ بالضعف .. الشعور بالطفو .. وبأنها ناعمة حتى لو كانت عصبية حادة اللسان تخطت الاربعين مثلها .
ويالها من مشاعر تمنتها بشوق لوقت طويل ! .


"وماذا بعد يا رفيدة ؟!"
قالتها لنفسها في الوقت الذي قال فيه الشيمي وهو يشير لها بذراعه الضخم "كما ترين يا استاذة سور الفيلا الخارجي عالي.. وأطول بكثير من قامة طفل حتى لو استعان بمقعد "
فنفضت عنها سؤالها الملح الذي بات يؤرقها .. وانتبهت لما يقوله متفحصة المكان متجه نحو جانب من جوانب الفيلا.. فتقدمها الشيمي موضحا "وخلف مبنى الفيلا يوجد الملحق "
ظهر أمامها مبنى من طابقين فأكمل الشيمي " الدور الثاني يخص زغلول وعائلته والطابق الأول اسكن أنا في احدى غرفه"
سألته سؤالا ماكرا تعلم اجابته" وهل تسكن فيه مع زوجتك؟"


لاحت ابتسامة على وجهه وقد التقط أن السؤال ليس له علاقة بالعمل .. فندمت رفيدة على اندفاعها لكنها رفعت إليه وجهها بمكابرة وإصرار وكأنه سؤالا عاديا فرد بنفس الابتسامة" أنا لست متزوجا"


تصنعت المفاجأة وعلقت قائلة" حقا ! .. شيء غريب أن يكون رجلا في سنك لا يزال اعزبا "
هرش في رأسه فرحا باهتمامها الذي وضح بأنه خارج اطار العمل .. حتى لو كان مجرد فضول أنثوي.. فكونها تهتم بأمر يخصه كان مدغدغا لأعصابه ليجيب "الحقيقة أنا أرمل"
تفاجأت رفيدة هذه المرة بصدق وبلعت ريقها تقول بانزعاج" آسفة أن ذكّرتك بالأمر "
رد ببساطة "لا بأس .. لقد حدث هذا في عمر آخر كنت وقتها شابا صغيرا ولم أرغب في تكرارها ( وغمغم بحرج ينزل عنها نظراته إلى الأرض ) إلا في الفترة الأخيرة "
كررت بجرأة رغم احتفاظها بجدية ملامحها " في الفترة الاخيرة ؟!!"


رفع انظاره نحوها يرمقها بمقلتين نفذتا لصميم قلبها فارتجفت وهو يقول بجدية" أرى أنك تدورين حول سؤال معين ترغبين في التأكد من إجابته .. وقد ابلغتك من قبل أن البوح به لن يفيد .. خاصة وأني رجل لا أهين كرامتي بالبوح بما ليس له معنى أو قبولا لدى الطرف الأخر"
شعرت رفيدة بالحرج الشديد ولامت نفسها على جرأتها وفضولها وتذبذبها النفسي في الفترة الاخيرة .. وكرهت نفسها .. كرهتها بشدة وكرهته لأنه السبب فيما تفوهت به من سخافات لا تليق بمربية فاضلة كما ترى نفسها ..


ولم تجد ما ترد به حتى لسانها الحاد لم يسعفها فعدلت نظارتها فوق وجهها المكفهر واستدارت بحركة حادة هاربة وهي تغمغم " يكفي هذا .. لقد اطمأننت على تأمين الاولاد شكرا يا شيمي "
آلمه قلبه أن تسبب في احراجها .. ولم يعرف إن كانت تلعب معه كنوع من الفضول الانثوي؟ أم إنها تشعر بالفعل بانجذاب نحوه ؟.
ورغم أن الخاطرة الأخيرة لم تكن منطقية بل ومستبعدة..


ورغم اعتراض كبرياؤه الذكوري الذي يعتز به ..
لم يقدر على الصمود أمام شعورها بالحرج فهتف يلحقها بصوته " ومع هذا فالإجابة هي نعم .. وما وصلك صحيحا .."


تسمرت رفيدة في مكانها توليه ظهرها .. وصدرها يعلو ويهبط بانفعال بينما أكمل الشيمي بصوت أخفض لكنه مسموع لها جيدا " ما وصلك صحيحا يا استاذة .. فأنا ... منجذب لك .. بشكل لم يحدث لي من قبل .. وأعرف بأن مجرد التفكير في أي مستقبل بيننا هو أمر صعب بل مستحيل .. ليس لأنني أقلل من شأن نفسي فأنا بفضل الله أعلم قدر نفسي جيدا وأعلم من هو الشيمي .. ولكني احترمك وأعلم قدرك جيدا .. ولست مراهقا ساذجا قد يتخيل أمورا ليست واقعية .. عموما هذا الأمر يخصني وحدي ولستِ طرفا فيه ..ولن اتجرأ أبدا على تخطي حدودي معك .. ومن فضلك إن شعرت بأي تجاوز مني أو مضايقة أخبريني .. وفي المقابل أرجو أن تحترمي خصوصية هذه المعلومة التي أخبرتك بها عني منذ ثوان .. وأنا متأكد أني استطيع الوثوق بك "


لمَ كتب عليها حين تتلقى أول اعتراف لها بالحب أن يكون مؤلما بهذه الطريقة ؟؟ّ!!
قبضت رفيدة على الوجع في قلبها لا تعرف إن كان وجعها أم وجعه .. وقالت دون أن تستدير لتواجهه حرجا وخجلا " آسفة يا شيمي إن كنتُ قد تسببت لك في أي ألم بسؤالي الجريء .. وشكرا لإخباري بهذه المعلومة "
وأسرعت الخطى لتختفي من أمامه بينما تقبّض الشيمي واطرق برأسه شاعرا بالحزن .
××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-19, 01:00 PM   #186

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2



قفز من السرير مفزوعا برغم أوجاع جسده حين لم يجدها بجواره.. وتحرك يقاوم الدوار في رأسه يخرج من الغرفة نحو غرفتها .. لكنه لم يجدها فخرج بسرعة يبحث في الحمام الرئيسي للشقة ثم للصالة ينظر في المطبخ المصمم على الطراز الأمريكي يطل على غرفة المعيشة ولم يجدها أيضا .



فوقف في منتصف الصالة لاهثا يحاول التركيز أهو مستيقظ أم أنها هلوسة أخرى مما كانت مصاحبة له طوال الليل؟ .

هل تركته عهد ورحلت ؟؟؟!



هم بتبديل ملابسه ليذهب باحثا عنها .. لكنه بمجرد أن استدار سمع المفتاح بالباب .



دخلت عهد شاردة واجمة تشعر بالتبلد .. إنها على هذه الحالة منذ استيقظت ووجدت نفسها بجواره ..

فلم تخرج بعد من تابعات تلك الرحلة القاسية التي عاشتها .. ولا من ذهولها لما انتهت إليه بزواجها من زياد بعد أن كاد أن يفقد حياته بسببها ..

الأمر كله مازال يشعرها بالصدمة وبالذنب تجاهه .. وبالشفقة على نفسها في الوقت نفسه .



"عهد"

قالها زياد بلهفة أخرجتها من شرودها لترفع أنظارها وتواجهه يقف في منتصف الصالة .. فارتسمت ابتسامة عفوية ضعيفة على وجهها فمازالت لا تصدق أنها تستطيع أن تنضم إليه ويجمعهما مكان واحد.. هكذا ببساطة بدون أي تعقيدات ..

حتى ولو لبعض الوقت !.

وضعت الأكياس الثقيلة من يدها بمجرد دخولها وأغلقت الباب تقول بهدوء " هل استيقظت؟"



اقترب زياد ليتأكد من أنها بالفعل موجودة ورفع كفا يلمس أعلى ذراعها قائلا وهو يطوف بعينيه عليها بكليتها متفحصا "أين كنت؟؟ وما كل هذه الأكياس؟"



ردت بهدوء "الشقة فارغة من أي طعام مناسب .. وأنت تحتاج للطعام حتى يلتئم جرحك بسرعة .. (ورفعت أمامه ميدالية مفاتيحه وأضافت ) فسرقت مفاتيحك "



قال بعتاب" ولماذا لم توقظيني يا عهد؟ .. كنا طلبنا كل ما تريدين من السوبر ماركت بدلا من خروجك "

منحته ابتسامة حانية وردت" الحقيقة لم أرغب في ايقاظك وفضّلت أن أذهب بنفسي حتى أعد لك الطعام قبل أن تستيقظ"



قال وهو يميل ليحمل الأكياس بذراعه السليمة "سأعطيك كل أرقام الهواتف لكل ما ستحتاجين لشرائه هنا "

مالت تأخذ منه الأكياس وهي تقول معترضة "زياد أتركها وعد لسريرك من فضلك"

رفع إليها مقلتين يرمقانها بنظرة صارمة ورد "أتركي الأكياس أستاذة عهد ولا تفعلينها مجددا "



تطلعت في عينيه عن قرب مائلة الجذع مثله ليكمل مضيقا عينيه قائلا بحزم" قلت لك من قبل .. نحن حازمون جدا شديدون جدا.. ولا نقبل للنساء بالخروج من البيت"



تخضبت بالحمرة.. فرغم ما تعتقده مزاحا كانت كلماته مدغدغة لها .. فرفع زياد حاجبا يقول بلهجة خطرة "أهذا مفهوم أستاذة عهد ؟"



اتسعت ابتسامة منهكة على وجهها تداري روحا مستنزفة عاطفيا وأومأت برأسها بطاعة .. فاعتدل يحمل الأكياس متجها نحو المطبخ وهو يقول " الفاتورة من فضلك نحن ليس لدينا نساء تنفق أيضا على البيت "



قالت مازحة بسخرية مُرة "يبدو أنك قد صدقت مصاهرتك للدهاشنة ! "

تجمد لثانية ثم حرك مقلتيه نحوها محتفظا بجمود جسده ليقول " وماذا تعتقدين أنت؟ "



حدقت فيه مثقلة بحزمة من المشاعر تطبق على روحها وغمغمت بخفوت" آسفة يا زياد .. حاولت ألا أورطك معي صدقني .. أرأيت كيف أن السفر هو حلي الوحيد ؟"



تجاهل ما قالته لعدم رغبته في أي مواجهة حاليا وسألها بسرعة وعيناه تدققان في رد فعلها" لماذا فعلها هذا الرجل؟"



ضيقت عينيها وأمسكت بكفها ذراعها الأخر بحركة دفاعية وسألته "من تقصد؟"



ترك المطبخ واقترب منها ببطء متفحصا ملامحها وهو يجيب" زوج أمك .. لماذا فعل ذلك؟ .. لو كان متأزما من وجودك عنده فبالتأكيد استقلالك بعيدا عنه كان أفضل له .. لماذا يشي بك عند أعمامك بل ويحاول الاضرار بسمعتك والافتراء عليك؟؟؟!!!"



ارتبكت عهد ولم تدري ماذا تقول وكيف تجيب .. فقالت وهي تتحرك من أمامه هاربة "وما أدراني أنا .. إنه رجل مجنون وأنت تعلم أنني كنت دائمة الشجار معه .. لكن على ما يبدو حين أخبرته بنفاذ الوديعة وجد أن أحلامه بالاستيلاء على بعض منها قد ذهبت أدراج الرياح .. ( وأضافت بسرعة تغير الموضوع ) سأذهب لأعد لك الطعام حتى تتناول أدويتك .. ولكن سأبدل ملابسي أولا"



راقبها وهي تبتعد وتختفي بداخل الممر المؤدي للغرف عاقدا حاجبيه شاعرا بأن ما تقوله غير منطقيا ابدا ..

××××

تابعت الوشم المرسوم على ذراعه وبشكل عجيب وغير مفهوم خيل إليها أن لونه بات مختلفا عن أول مرة رأته في تلك الليلة في الفندق بعد زواجهما مباشرة ..



ورغم اعترافها بأن ما تفكر فيه غير منطقيا لكنها ترى خطوط الوشم التي كانت سوداء قد اضحت باللون الأخضر الداكن !



هل أخطأت في لون الوشم كما أخطأت في لون عينيه وفي قرابة فريدة للعائلة ؟!

صوت أنفاسه المنتظمة تراقبها منذ مدة وتفاصيل جسده الرجولي دققت فيها عيناها بإعجاب لتداعب تفاصيل ليلة أمس مخيلتها بدون توقف .



مررت أصابعها على خطوط الوشم في محاولة لفهم ما تعنيه تلك الخطوط .. ودفء بشرة ذراعه تناقضت مع ذكرى حرارة جسده المتجمّر التي أصابتها بذلك الانصهار الذي عاشته بين ذراعيه .



تململ في نومه فابتعدت في حياء شاعرة بحرج شديد .. وحين بدأ يفتح عينيه ابتعدت أكثر .



فتح فارس عينيه وأول ما التقطه رائحة عطرها كهالة تحيط به فأدار وجهه يطالعها بعينيه الزرقاوين ولم يفته ذلك الخجل الذي تطل به ملامحها ..فهمس بصوته الرخيم "صباح الخير"



ضحكة شقية مكتومة كانت الرد قبل أن تتمتم " قل مساء الخير "

تطلع حوله يقول " كم الساعة؟"

ردت بابتسامة واسعة " اقتربت من الثالثة "



عقد حاجبيه لثوان قبل أن يقول باستنكار " الثالثة عصرا !! "



أومأت برأسها ليعتدل جالسا وهو يدلك فروة رأسه بأصابعه .. فتذكرت بأنها قد مررت أصابعها في شعره ليلة أمس لتستقيم واقفة بحرج فأكمل فارس بضيق " كان لدي اجتماعا هاما اليوم .. لماذا تركتني كل هذا الوقت يا كارمن؟ .. أين هاتفي ؟"



ردت بهدوء " أنا أيضا لم أصحو إلا من ساعتين.. ووالدتك اتصلت بي لتطمئن عليك .. وحين أخبرتها أنك لازلت نائما طلبت مني ألا أوقظك "

تمتم وهو يغادر السرير متوجها نحو الحمام "لم أنم لوقت متأخر هكذا من قبل"



ردت تشاكسه" وأنا أضعت حصة للغة الانجليزية كانت صباح اليوم "



استدار إليها ليجدها تقف متخصرة فقال بحاجب مرفوع "وهل عطلتك أنا .. لقد كنت نائما "



ردت مخضبة بحمرة رفرفت لها فراشات لامعة في رأسه " حين استيقظت صباحا تحرجت من النزول إليهم وحدي فعدت للنوم.. وعندما استيقظت ظهرا تحرجت أيضا من النزول"



سألها بنظرة ماكرة" لماذا؟؟؟"

حركت مقلتيها يمينا ويسارا ثم غمغمت" لا أعرف لكني شعرت بالحرج .. وبأنني سأُسأل أين أنت ولماذا لم تستيقظ بعد .. حتى حين اتصلت بي الحاجة كنت أشعر بالحرج الشديد "

قال بلهجة متسلية وهو يستدير ليخرج ملابس نظيفة من الخزانة" ولمَ الحرج اليوم بالذات ( وأدار وجهه إليها) هل هم يعرفون باتفاق الخميس بيننا ؟.. أو بالهدية التي تلقيتها منكِ أمس؟! "



تحولت وجنتيها لحبتي طماطم وردت تخبئ وجهها في كفيها" لا اعرف لكني اشعر بالحرج من مواجهتهم اليوم بالذات "



رفرفت الفراشات اللامعة في رأسه أكثر فاقترب منها لتتفاجأ به حين أبعدت كفيها يضع كفه على خصرها قائلا بتهكم "أنت ستفضحيننا بهذا الشكل .."



حدقت في زرقة عينيه الداكنة التي غرقت في أمواجها منذ ساعات .. فأكمل فارس بلهجة ذات مغزى " وستجعلينني أقرر أن نقضي بقية اليوم في الغرفة .. حتى تتخلصين من حرجك "



ابتعدت كارمن للخلف هاربة وهي تقول بحرج " سأنتظرك لننزل سويا "

××××

شعرت ريتا بالقلق والاندهاش حين لم تجد فارس حاضرا للاجتماع .. ولم تستوعب ما قاله يونس باقتضاب بأن فارس قد قرر الراحة في البيت بعد سفرة غامضة أرعبتها لساعات حين لم تستطع الوصول إليه.. ليرد عليها في المساء بسرعة بأن لديه موضوعا شخصيا يحله..



وجلست في قاعة الاجتماع مشغولة الذهن وهي تتطلع في يونس الذي يتصدر الاجتماع يعرض على الشاشة عرضا تقديميا عن أحد المشاريع القادمة وقد بدا على وجهه الجدية .



تأمل عاصم يونس بأعجاب وهو يجلس بجوارها والذي تعرف عليها في المرات القليلة التي انضم فيها للمساهمين في المصنع وغمغم لها بصوت خافت " هذه العائلة حقا تدهشني .. انظري لهذا الولد .. حين قابلته أول مرة والمرات التي تلتها كان خفيف الظل مازحا مشاكسا .. وفي الوقت نفسه رجلا يشعرك بأنك تستطيعين الاعتماد عليه .. وحين أراه في هذه الشركة أرى شخصا آخر جادا وحازما .. بل انني أراه أكثر حزما من فارس مع العاملين ويميل للقسوة بعض الشيء "

انتبهت ريتا لما يقوله عاصم بينما أكمل الأخير " انظري له .. ما شاء الله يقف واثقا في نفسه محاربا لإقناعهم بوجهة نظره مثقفا وعلى دراية بكل ما حوله .. أنا حقا حين أتأمل أفراد هذه العائلة أشعر بالسعادة .. أشعر بالمعنى الحقيقي للطرح الطيب المثمر للأولاد .. "



ابتسمت ريتا وشاركته التأمل في يونس الذي يشرح أمرا لأحد المساهمين وقالت " أتفق معك .. فمنذ أن تعرفت على فارس منذ عدة سنوات مضت وأنا أجده مميزا .. كان مميزا في كل شيء حتى في جديته وفي عزمه وإصراره .. ورأيت يونس كيف يكبر ويصير ذراع أخيه اليمين "



قال عاصم " لو كنت قد رزقت بأولاد ذكور لتمنيت أن يكونوا كفارس ويونس "

على سيرة فارس سألته ريتا بقلق " هل تعلم شيئا عن فارس أنا قلقة بعض الشيء خاصة أن هاتفه مغلق "

رد عاصم هامسا " اتصلت بكارمن قبل دخولي الاجتماع وأخبرتني بأنه بخير وأن هاتفه قد نفذ شحنه وسيفتحه بعد قليل "

أومأت ريتا برأسها بضيق من سيرة كارمن متمنية أن يكون بخير بينما قال عاصم " هل ستنضمين لنا في النادي في المساء ؟.. كما أخبرتك المجموعة ظريفة جدا وتضم شخصيات شهيرة في المجتمع "



تطلعت فيه بحماس قائلة " إن شاء الله سآتي .. أنا أحب دوما التعرف على الناس "

ابتسم لها عاصم رافعا ابهامه وقال " اتفقنا "



××××

راقبت كارمن ظهره المفرود وهو ينزل أمامها بهيبة يتحدث في الهاتف قائلا " إذن الاجتماع على وشك الانتهاء "

فأسرعت لتلحق به وهي تقول بارتباك" فارس انتظر"



استدار نحوها يبعد الهاتف عن اذنه ويقول هامسا بعد أن طالع وجهها المخضب بالحمرة" كارمن ستفضحيننا أقسم بالله... ما بك ؟"



اشفق قلبه عليها وذلك الحياء على محياها دغدغ رجولته فحضن كفها بكفه يقودها لتنزل معه مخبئا يده خلف ظهره وعاد ليقول بالهاتف " حسنا نسرين سأتصل بيونس بعد أن ينتهي .. شكرا "



لفت اسم السكرتيرة انتباهها وتساءلت عن شكلها بينما قابلتهما الحاجة نفيسة بنظرات متفحصة مدققة ثم اتسعت ابتسامتها فقال فارس" كيف حالك يا أمي ؟.. لمَ تركتموني نائما كل هذا الوقت ؟!"



ردت الحاجة ببساطة " يا حبيبي من حقك أن تستريح قليلا"



قال بعبوس "أنا جائع جدا"

قالت الحاجة بابتسامة أكثر اتساعا" حالا سنضع الغداء"

تكلم فارس بتعجب " ألن ننتظر يونس وفريدة ؟ .. ضعوا لي أي طعام حتى موعد الغداء"



قالت الحاجة مستنكرة" ولماذا تنتظر والغداء جاهز !!.. فليأكلوا وقتما يحضران ( وعلت صوتها ) بسرعة يا خضرة "

بعد دقائق خرج فارس من غرفة المكتب وهو يحدث يونس في الهاتف فسمع كارمن تقول وهي تنظر للأصناف الموضوعة على السفرة " ما شاء الله هل لدينا مناسبة اليوم يا حاجة نفيسة ؟ "

ردت الحاجة مبررة " أردت فقط أن نحتفل بعودة ولداي سالمين "

فدعك فارس جبينه بحرج وقد خمن أن والدته تشعر بكل شيء منذ البداية .

××××



على منضدة السفرة تأملها بسعادة رغم لمسة الحزن التي تطل من عينيها .. لا يزال لا يصدق كيف يجلسان معا بمفردهما .. فحتى في ألمانيا كانا يحرصان على الحدود الخاصة بالمجتمع الشرقي فلم تستقبل أحد منهما أبدا في غرفتها بمفرده .



لاحظ أنها لا تأكل وانما تلعب بالملعقة في طبقها بشرود فسألها " لمَ لا تأكلين؟ "

انتبهت من شرودها تقول بابتسامة باهتة " أنا آكل "

سألها بقلق " عهد هل أنت بخير ؟"



بخير !

أين ذلك الخير فهي تحاول دائما البحث عنه في وجوه المحيطين ؟!!.



أين ذلك الخير في حياتها فهي لم تطلب الكثير ..

تمنت أم مهتمة وأب على قيد الحياة ..

تمنت إخوة كالعزوة والسند ..

تمنت أهل .

تمنت عائلة ..

فهل طلبت بذلك الكثير ! .



وبالرغم من ذلك لم تؤذي أحد أبدا .. ولم تحمِّل أحد ما تعانيه .. أرادت أن تعيش بمفردها على الهامش .. تشقى وتتعب لتأكل من عرق جبينها ..

أرادت أن تسافر حتى تتحرر من قيود المجتمع والقيل والقال..

حتى حين حكمت عقلها ورغبت في البحث عن زوج لم تنجح محاولتها ..

وليكون عذابها مضاعفا أحبت الرجل الذي لا يراها سوى مثيرة للشفقة .. بائسة .. يتيمة يشفق عليها وعلى ظروفها .. وها هو قد اضطر لأن يتزوج منها مؤقتا حتى ينقذها من الإهانة .. من الظلم .. من كسرة النفس .



بخير !

كلمة قالها زياد لتنفجر عهد في البكاء وكأنه قد ضغط على الزر لتشفق على نفسها وتبكي حالها .



انخلع قلبه وهو يراها بهذا الانهيار لكنه كان متوقعا .. فهدوءها وتماسكها منذ ليلة أمس كان أمرا غير صحيا..



قرّب مقعد السفرة منها وأمسك بيديها يدلكهما بهدوء .. فكان ذلك التعاطف من جانبه محفزا للمزيد من الانهيار في البكاء من جانبها .. ليقوم زياد بإدارة مقعدها لتواجهه ثم يأخذها بين ذراعيه ..

هكذا ببساطة.. وبدون حواجز سوى ذلك الحاجز الشرعي الذي رُفِع يوم أمس بورقة من المأذون واثنين من الشهود .



كانت عهد في حاجة لذلك الحضن .. كانت في حاجة إليه بشدة .. حتى لو كان حضنا على سبيل الشفقة على شخص بائس مثلها كما تعتقد .. لهذا استسلمت لهذا الاحتياج... وادخلت ذراعيها تحت ابطيه تتشبث بكتفيه من الخلف بقوة .. ليزداد بكاءها ويشدد هو في احتضانها بصمت مقدرا لما مرت به ..



بعد قليل بدأت تفيق .. وتعي ماذا تفعل .. فتملكها الحرج والشعور بالذنب أن اثقلت عليه .. وشعورا آخر بأنها مثيرة للشفقة .. لتبتعد عنه مغمغمة " أنا آسفة .. آسفة جدا "

دفعت المقعد للخلف قليلا واستقامت واقفة ولم ترد على ندائه القلق باسمها ولكن دخلت لغرفتها مسرعة .

اسرع زياد خلفها بقلب ملتاع لا يعرف ماذا يفعل من أجلها لتنسى ما حدث .. وطرق على باب غرفتها عدة مرات مناديا " عهد .. عهد أرجوك لا تقلقيني عليك "



حين لم ترد فتح الباب ودخل .. ليجدها مستلقية على بطنها فوق السرير تدفن وجهها في الوسادة وتبكي بحرقة .. في نوبة بكاء جديدة بانهيار كامل بعد تماسك دام لأيام وأعصاب مشدودة الوتر .



غمغم زياد بتعاطف " أنا أعلم يا عهد أي مأساة مررت بها وأعلم أنك كنت متماسكة وشجاعة وأنا فخور بك .. فخور بك جدا صدقيني "



اعتدلت جالسة تقول من بين دموعها "أنا آسفة يا زياد .. آسفة لما حدث لذراعك آسفة .. لتوريطك معي آسفة جدا"



أمسك بوجهها المغرق بالدموع وقال بحنو " يا غبية علام تتأسفين .. أنا سأبقى في حياتك شئت أم ابيت .. عموما لنا حديث مطول فيما بعد لكن عليك باستعادة توازنك النفسي أولا "



اطرقت برأسها وعلا نشيجها فأخذ زياد رأسها في صدره يمشط شعرها بحنان .. ليقول بعد قليل " حاولي النوم قليلا"



أطاعت بهدوء مستمرة في بكائها ليحكم زياد الأغطية فوقها ويبدأ في تمشيط شعرها الناعم المموج دون أن يعلم بأن والدها دوما كان يفعل ذلك لتنام .. فاستسلمت عهد للنوم بعد قليل وانتظمت أنفاسها.. ليتأمل زياد وجهها المنتفخ من نوبة البكاء .. فبلع غصة مسننة في حلقه .. وكعادته منذ أن عاد من تلك الرحلة الصعبة .. ينتابه شعورين .. شعور بالسعادة وشعور بالألم من أجلها .



لم يقدر على كبح جماح نفسه يكفي أن من ضمن عذاباته تلك الرغبات الذكورية التي تنخر في رأسه بإلحاح .. فاستلقى بجوارها على السرير وهو يكتم الألم من ذراعه لينام على جانبه متكتفا يطالع وجهها أمامه ويمشط شعرها بحنو مغمغما بما قاله له يونس منذ يومين " سيمر كل مرُ يا عهدي إن شاء الله "

واقترب يطبع قبلة بين عينيها المنتفختين.

××××

في المساء :

خرجت فريدة من الملجأ لتجد يونس بالانتظار فقالت له بعجلة " ماذا هناك يا يونس .. أنا أحضر لحفل الغد وليس لدي وقتا "



أخرج يونس من خلف ظهره باقة ورد وقدمها لها بحرج وتوتر قائلا بصوت هارب منه " من أجلك "



التمعت عينا فريدة بانبهار وأخذت الباقة منه تقول " وااااو .. ما أجملها باقة ورد .. أهي لي ؟"

قال يونس وهو يتأمل ملامحها التي تجذبه وتذيب قلبه مهما قابل الأجمل منها " ومن غيرك يا فريدة يستحق أن يُهدى بالورود ؟"



لملمت ابتسامتها وسألته باندهاش " ما بك ؟ .. لهجتك بها بعض الغرابة !!"



تقبض بقوة وقال متشجعا يريد أن ينهي هذا الأمر " فريدة .. أنا .... أنت قلت أنه ليس عليك بهين إن تزوجت .. وأنا أقول لك أنه ليس عليّ بهين أنا أيضا أن أراك تتزوجين .. رجلا .... غيري "



عقدت فريدة حاجبيها باندهاش وقالت" لم أفهم"



اقترب منها ومد يده يمسك بيدها ويضغط عليها بكل ما يجيش في صدره من مشاعر تجاهها وهمس" ما الذي لا تفهمينه يا فريدة .. ألا تشعرين بي؟ .. وبما أعانيه وأنت أمامي كالماء الزلال لكني ممنوع من أن أرتوي منه "

لاح الذهول على وجه فريدة وخلصت يدها من كفه مبتعدة خطوة للخلف وقالت بضيق " ما معني كلامك يا يونس؟ لم أفهم أرجوك كن صريحا "



تعرق يونس وقد وجد أنه لا مفر من الاعتراف فقال " فريدة أنا أحبك .. أحبك جدا واتمنى أن تقبلين الزواج بي"



ساد الصمت المتوتر بينهما للحظات قبل أن تنفجر فريدة في الضحك قائلة بغير تصديق " لا أصدق ! .. لا أصدق ! .. تحبني أنا !! .. هل جننت يا يونس ؟! .. نحن كالإخوة "



بلع ريقه الجاف ونظر إليها بحرج يقول " ولكني .. شعرت أكثر من مرة أنك تنظرين لي كرجل وتخافين عليّ وتهتمين بي بشكل خاص "



ردت فريدة موضحة " كأخ .. كأخ يا يونس فعلت ذلك لأني أعتبرك أخ وصديق عزيز .. لكن .. زوج ؟؟؟ .. حبيب؟... (وضربت كفا بكف وقالت وهي لا تزال تضحك ) هذه أظرف نكتة سمعتها في حياتي .. أنا لا أصدق كيف تفكر في الأمر بهذا الشكل "



طعنه رد فعلها في الصميم فقال متألما" هل تجدين الأمر مضحكا يا فريدة ؟ "

ردت بهدوء متكتفة " أن أضحك أفضل من أن أُصدم من فكرة أنك تنظر لي نظرة غير أخوية .. لن يصدق أحد ما تقوله.. "

وعادت للقهقهة فتألم قلبه بشدة .. ليجد رفيدة خرجت تبحث عن فريدة التي بادرتها تقول من بين ضحكاتها " تعالي يا رفيدة اسمعي نكتة الموسم .. يونس يطلبني للزواج تصوري! "



نظر لوجه رفيدة المصعوق فشعر بالحرج الشديد خاصة بعد أن انفجرت الأخيرة في الضحك تشارك فريدة .. ثم نادت فريدة على الشيمي وزغلول " تعالا اسمعا نكتة الموسم يونس يريد أن يتزوجني "



"يونس .. يونس فيم أنت شارد ؟؟!"



انتبه يونس من شروده ينظر حوله في حديقة الدار يبحث عن رفيدة والشيمي وزغلول الذين كانوا يضحكون عليه للتو .. ليدرك أنه كان شاردا في انتظار فريدة ويهلوس.. فحدق في وجهها المتسائل بصمت وتردد .. لتقول فريدة بقلق "يونس هل أنت بخير؟ .. وجهك شاحب جدا "



تمتم بحشرجة" لا ..كنت أتساءل لماذا تأخرتم في الدار اليوم ألا زلتم تعدون للحفل ؟"



ردت فريدة وهي تنظر لكارمن التي خرجت هي الأخرى من باب الدار " انتهينا حالا .. سيعجب الأطفال جدا .. سيكون بسيط كحفل عائلي "

ابتسم يونس لها فاقتربت كارمن تسأله " هل ستشاركنا في الحفل غدا ؟"



ردت فريدة نيابة عنه " سيشارك بإذن الله "

ونظرت إليه نظرة خطرة فابتسم وحرك رأسه موافقا وهو يقول " حاضر ..أوامر الست فريدة "



لملمت كارمن ابتسامة خبيثة على شفتيها فحدجها يونس بنظرة متوعدة جعلتها تشيح بوجهها تداري الضحك .. وتحرك ثلاثتهم نحو الباب الصغير الفاصل بين الدار والفيلا .. بعد أن حانت التفاتة مختلسة من يونس نحو باقة الورد الموضوعة فوق منضدة جانبية بالحديقة ..وقد جَبُن في تقديمها.. فدخل حديقة الفيلا يحدث قلبه في سره قائلا " قلت لك إنها خطة مبتذلة .. ولن أفعلها مجددا .. فلست أنا من يهادي بالورد وتلك الأمور المائعة .."



ابدى قلبه اعتراضا فصاح في سره " أخرس أنت السبب فيما أعانيه من حياة صعبة هذه الأيام.. سننتظر حتى يتقبل فارس الفكرة أولا وبعدها ..... "



تسارعت دقات قلبه في شوق فاختلس النظر لفريدة وهي تدخل الفيلا وغمغم في سره " اخرس قلت ستفضحنا "

×××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-19, 01:01 PM   #187

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

في حديقة الدار تفقد الشيمي الأمور وهم بالمغادرة ولم ينس أن يرفع أنظاره نحو الدور الثاني من المبنى .. ليتأكد من أنها قد صعدت لغرفتها .. ثم أطرق برأسه يزفر نفسا مهموما من صدره وتحرك مغادرا لكنه انتبه لباقة الورد الموضوعة على منضدة جانبيه بجوار السور الفاصل بين الفيلا والدار .


عقد حاجبيه واقترب من الباقة وأمسك بها مندهشا يقلبها بين يديه فلم يجد عليها أي بطاقة تدل على مرسلها أو حتى مستقبلها .. تلفت حوله متعجبا وقرب أنفه منها يشتمها .. في اللحظة التي اختلست رفيدة النظر من النافذة لتراقب إن كان لا يزال بالأسفل أم ذهب لينام .. فتسمرت متفاجئة وهي تراه يضع الباقة على المنضدة ويختلس النظرات لأعلى قبل أن يخرج من الباب الجانبي ويغلقه خلفه .


شعرت بالارتباك وتسارعت دقات قلبها .. أيعقل أنه قد اشترى لها باقة الورد هذه وخشي أن تصده فوضعها بهذا الشكل ؟؟!!! ..
أيعقل أن يتصرف بهذه الصبيانية !.
لم تستطع الصمود خاصة وأن ضربات قلبها قد بدأت في التسارع بحماس مراهقة صغيرة .. فغطت شعرها وخرجت من غرفتها مندفعة فلم تكن قد بدلت ملابس العمل بعد .. لتجري على السلم بالشبشب .. حتى وصلت الحديقة فاستقبلها الهواء البارد .


اقتربت بهدوء ووقفت تتطلع في باقة الورد الحمراء وقد أصابتها رغبة في البكاء.. فمدت يديها للباقة لتحملها و تحضنها وعادت لغرفتها وهي تتطلع فيها وقد انهمرت الدموع من عينيها ..
إنها المرة الأولى التي تحصل فيها على باقة ورد .
××××


قالت ريتا في الهاتف " هل أنت متأكد من أنك بخير؟ "
رد فارس وهو مشغول ببعض الأوراق أمامه " أجل يا ريتا أنا بخير أخبرتك أني بخير والحمد لله "
قالت موضحة " أنا قلقة لأنك لم تفعلها من قبل .. "
قال فارس " أردت أن أستريح لا أكثر يا ريتا ألا يحق لي ذلك!"
دخلت كارمن الغرفة متفاجئة بوجوده وتفاجأت أكثر حين سمعت باسم ريتا .. فأدار فارس رأسه نحوها جالسا على الأريكة لتحدجه بنظرة ممتعضة وتتجه .. نحو غرفتها فتابعها بنظراته مندهشا بينما قالت ريتا في الهاتف " واليومين الماضيين اختفيت فجأة ولم استطع الوصول إليك وقتها ظننت أنه قد حدث لك مكروها على يد الشماع "


قال فارس مطمئنا " لا.. الجبان لم يظهر بعد .. مهما استفزيته لا يظهر "
انفعلت ريتا قائلة " يا فارس أنا أجاريك في انتقامك لنوقع به بضربة كبيرة حين يأتي للوطن .. لن نستفيد من ضربات صغيرة تضر برجاله .. نريده هو أليس كذلك ؟"
زفر فارس في حيرة وقال " دعيني اعيد ترتيب الأمر في ذهني يا ريتا ( وأضاف بلهجة حاقدة ) أنا بالفعل أريده هو شخصيا أمامي "
بعد قليل خرجت كارمن من الحمام ووقفت أمام المرآة تمشط شعرها لتسمعه ينفخ بعصبية ويبرطم بخفوت .. فخرجت إليه تطالعه بفضول .. لتجده يجلس أمام الحاسوب المحمول وأمامه بعض الأوراق ..


حرك فارس فأرة الحاسوب بعصبية يضغط على أيقونة عدة مرات بغيظ فتجمد الجهاز أمامه في تلقي الأمر ليزداد فارس عصبية .
اقتربت منه تحرك أنظارها بينه وبين الحاسوب قائلة " ما بك يا فارس؟!! "
ترك الأوراق هاتفا بعصبية "لا شيء غير أني أكره تلك الأجهزة المعقدة .. ما المشكلة في أن يرسلوا لي الملفات مطبوعة !"
اتسعت عيناها تحاول فهم المشكلة ثم اقتربت منه ومالت بجذعها على الحاسوب تحرك الفأرة وهي تقول " فارس أنت أعطيت أكثر من أمر في وقت واحد فسببت في ارباكه بالأوامر"
قال بغيظ" أليس من المفروض أنه ذكي!!"
أدارت وجهها نحوه تقول بابتسامة أغاظته " هو مهما بلغ ذكائه يتحرك في مسارات محددة .. كما أنك عصبي وهذا يؤثر"
رفع حاجبا وقال" لم أفهم"
تطلعت في زرقة عينيه الداكنة بنفس شعور المراهقة الذي ينتابها كلما رأتهما ثم قالت بابتسامة عذبة بدلت كل ضيقه وهي تمد كفها مفرودا تضعه على صدره " حين تكون عصبيا تنشر طاقة سلبية تؤثر على الأجهزة من حولك .. راقب الأمر كيف يتصادف دوما حين تكون عصبيا أو متوترا أو متعجلا وأنت تتعامل مع الحاسوب أن تكثر ارتباكاته "
وادارت وجهها نحو الحاسوب تتعامل معه .. فتأمل فارس قامتها المائلة بجواره بنظرة مشتعلة .. ثم مد يده يبعد شعرها عن جانب وجهها إلى خلف أذنها.. فاحمرت ليقول بلهجة هادئة " رغم أني لا أفهم ما تقولينه عن الطاقة السلبية التي تخرج مني فتؤثر على الحاسوب.. لكني اعترف بأني لا أحبه .. وقد فشل يونس وفريدة في جعلي أتعامل معه بذلك الهدوء الذي تتحدثين عنه.. (وأكمل بلهجة أهدأ وأثقل نفسا وهو يحرك أصابعه في شعرها ثم ظهرها المحني بجانبه) لكني أحب أشياء أخرى"


ادارت وجهها المشتعل نحوه تقول بمراوغة " دعني اساعدك فيما تريد منه (وتطلعت في وجهه القريب جدا منها وقد بدأت نظراته تشعرها بالخطر اللذيذ ) ما رأيك أن أحاول أن ....."
لم يستطع الصمود أمام إلحاح رغبته في وصالها واستعادة تلك اللحظات التي جمعته بها في تجربة هي الأروع على الاطلاق .. فقاطعها قائلا " أوافق "
عقدت حاجبيها وسألته " موافق على ماذا؟"
تفاجأت كارمن به وهو يسحبها لتجلس على حجره قائلا " على أن تعطيني دروسا في الحاسوب لربما طريقتك كانت الأسهل .. والأمتع ...لكن ليس اليوم "
همهمت باعتراض منكمشة على حجره وذلك الخدر الذي ذاقته ليلة أمس يسري في أعصابها وسألته" ولمَ ليس اليوم؟؟؟"
تجول في ملامح وجهها لثوان قبل أن يدفن وجهه في حضنها يشتم عطرها متمتما " ألم تدرسي مادة الجغرافيا في المدرسة أيتها الجامعية ؟!"
تسارعت ضربات قلبها بحماس ممزوج بالخوف والترقب والخجل الشديد وسألته " ماذا تقصد ؟"
رد قبل أن يطبع قبلات هادئة دافئة على رقبتها " حسب التوقيت المحلي .. نحن لازلنا يوم الخميس "
قالت بحرج " أليس هذا ما قلته قبيل فجر اليوم ؟"


رفع إليها عينيه بتلك النظرة التي تشعرها بأنها الأكثر أنوثة على وجه الأرض وقال بصوته الرخيم" اليوم أربع وعشرون ساعة كارمن هانم .. وأنت اتفقت معي على يوم الخميس وأنا من جانبي التزمت .. لكن هل كنت دقيقة فيما يخص تفاصيل يوم الخميس في الاتفاقية؟"
ضغطت على شفتيها تحرك رأسها بلا.. فقال ويده قد تسللت تحت منامتها " هذا درس لك بأن تكوني دقيقة ومحددة جدا في اتفاقياتك مستقبلا ولا تتركي ثغرة للطرف الأخر لاستغلالها .. وأنا من حقي أن استغل اليوم المحدد كما أريد ما دمت أتحرك في حدود الاتفاق.. "


شعرت بأن الطقس الشتوي البارد قد تحول لطقس استوائي وهي تهمس بأنفاس متقطعة " قلت لك أنك ماكر "
رد هامسا وقد عاد إليه ذهوله بأنها حقيقة ملوسة " أنا لست بماكر .. أنا .. ( وبلع ريقه وأكمل بصوت متهدج ) أنا فقير جائع .. وأنت .. تملكين كل جرات العسل الموجودة على سطح الارض .. ألا يحق لي بأن أستغل كل لحظة في اليوم المسموح لي فيه بالدخول لقصر العسل ؟!"


مجددا كلماته تخترق قلبها الذي أصبح لينا في يده فهمست وهي تتلمس وجهه بأصابعها في خفر " إذن أنا صاحبة جرات العسل؟؟ "
طبع فارس قبلة على اسفل عنقها ورد وهو يفتح أزار منامتها "بل أنت أميرة قصر العسل "
أحاطت كارمن ذراعيها بعنقه تضمه إليها بقوة فلف فارس ذراعيه حولها ليسمعها تتمتم " فارس أنا .. أنت تغمرني بأحاسيس ومشاعر لم أعشها من قبل .. (وأبعدت وجهها لتواجهه وتقول مستمتعة بمشاكسته التي أضحت عادة لديها) لكني مازلت أصر على أنك ماكر " .


قال ببراءة مصطنعة " أنا أتصرف في حدود الاتفاقية كارمن هانم وكل طرف من حقه الاستفادة بقدر ما يسمح به الاتفاق .. ( ثم أضاف بصدق ) إلا اذا كنت متعبة هذا فقط ما سيجعلني أعفو عنك .. هل أنت متعبة ؟"
رغم شعورها بالحرج حركت رأسها بلا فأطلق ذلك التصريح بالقبول من جهتها الانفجارات في رأسه وهو الذي كان يبذل مجهودا لتأخير نزع الفتيل .. فأمالها على حجره قائلا أمام شفتيها " جميل .. لأن هناك أمور بيننا لم نحسم أمرها بعد "


سألته وهي تستشعر أصابعه التي تفك أزرار منامتها " أية أمور؟"
قال بهمس مقربا شفتيه من شفتيها " مثلا .. هل اعجبتك قبلة الشفاه؟ .. (وأطبق علي شفتيها ببطء فحبست أنفاسها .. ليطلق صراحها بعد قليل قائلا بأنفاس تعلو وتيرتها ) وما هو الشيء المفقود الذي تحتاجينه مني كارمن هانم؟ "
وقبّل شفتيها مجددا بشوق لا يتوقع أنه سيرتوي أبدا.


××××


في صباح اليوم التالي
طرقت فريدة على باب غرفة يونس برفق عدة مرات لكنه لم يرد .. ففتحت الباب تدخل باندفاع مقتربة من سريره لتوقظه..
كان يغط في نوم عميق مرتديا فانلة سوداء بحمالات وكتفيه العضليان قد بديا جذابان لناظريها.. فأخفضت نظراتها بحرج وأخذت توقظه بإصرار دون أن تنظر إليه مغمغمة " يرتدي فانلة في عز البرد وأنا أتدثر بكل الملابس التي بالخزانة .. يونس .. يونس استيقظ .. يونس يا كسول "
رفع يونس رأسه عن الوسادة يطالعها بصمت ثم أدار وجهه بالغرفة ليتأكد أنه في غرفته ثم قال بحشرجة " ماذا تفعلين هنا؟ .. ألم أمنعك من دخول غرفتي ؟"


قالت فريدة بحماس" قم أرجوك .. هناك أمرا عاجلا"
عقد حاجبيه ورد بصوت أجش من أثر النوم" ماذا حدث؟"
ردت بحماس وهي تغطي فمها بقبضتها " هناك شيئا أريد أن أريه لك في الحديقة بسرعة"
تطلع فيها وهي تشرف عليه من علو .. ثم دفن وجهه في الوسادة قائلا "اذهبي من هنا يا بنت الناس"


أمسكت بالغطاء تهزه وتستعطفه بلهجة طفولية .. فضرب على الوسادة فجأة .. فأجفلت لتجده قد اعتدل جالسا يقول " اليوم هو الجمعة ألا يستطيع أحد في هذا البيت النوم لعدة ساعات إضافية !"


صمتت تتطلع فيه بنظرة طفولية مستعطفة ليزفر يونس ويبعد عنه الغطاء بعنف مغادرا السرير .. فأسرعت تناوله كنزة رياضية ثقيلة وهي تقول " الجور بارد جدا بالخارج وأخشى أن تمطر اليوم وتفسد الحفل الذي خططت له "
وجودها في غرفته حرك مشاعر غير مستحبة تشعره دوما بالذنب فقال وهو يرتدي الكنزة" تحركي أمامي وإياك أن تكرريها وتدخلي عليّ وأنا نائم سأكسر عنقك "


في الحديقة تحرك يونس يعلو وجهه الامتعاض واضعا يديه في جيبي الكنزة بينما فريدة تسحبه متثاقلا من كمه حتى استدارت يمينا واقتربت من سور الفيلا لتشير له على شيء في الأرض .
حدق فيه مضيقا عينيه وأخرج يده من جيبه وقد بدا على وجهه الاهتمام لتقول فريدة وهي تفرك كفيها بتوتر " حرام يونس انه مسكين .. والجو بارد لكني أخاف أن أمسكه "
نزل يونس القرفصاء يتناول عصفور صغير ثم استقام واقفا يتفحصه فسألته باهتمام" ما به؟ "


بعد دقيقة رد عليها " جناحه مكسور "
تحرك نحو الحديقة الأمامية وهي تتبعه قائلة " هل ستساعده؟ "
رد مشغولا "أجل بالطبع "


لاحظ أنها تنظر إليه في خوف فأشاح بيده التي تحمل العصفور أمام وجهها فصرخت فريدة مبتعدة ليطلق يونس ضحكة متسلية .
في غرفة فارس وكارمن تأملها مسترخيا على الوسادة بجفنين نصف مغلقين تجفف شعرها بالمنشفة أمام المرآة مرتدية زيا رياضيا وقد خرجت من الحمام يسبقها عبيرها الذي تسيطر به على رائحة الغرفة .
أرادت أن تجفف شعرها بالمجفف فاستدارت لتراه إن كان قد استيقظ لتتفاجأ بزرقة عينيه الداكنة تراقبها من تحت جفنيه فقالت بحرج لم يغادرها بعد متذكرة تفاصيل الليلة الماضية " هل استيقظت ؟.. كنت انتظرك لأشغل مجفف الشعر "


أشار لها فارس إيجابا واستمر يتابع تأملها في صمت .
انه سعيد ..
سعيد لدرجة لم تحدث له من قبل ..
بل إنه كان قد نسي طعم السعادة وشكلها ورائحتها ..
ولم يتخيل يوم أن يمر بهذه المشاعر في يوم من الأيام .


ولم يتخيل أن أميرة الحكاية التي كان يراقبها لمدة ثلاث سنوات ستكون زوجته حلاله .
وصالها ..


وصورته التي بات يراها في عينيها ..
ووجودها في حياته ..
وكل لحظة مرت عليه معها وخاصة في اليومين السابقين قد أعادوه صبيا مراهقا ..
وكأنه لم يكبر بالعمر ؟


وكأن بعض علامات الشيب المبكر لم تظهر عليه .
وكأن..
فارس الذي كان مستعدا للموت في سبيل الثأر لوالده أضحى يتمنى أن يعيش لو كانت الحياة مع كارمن .
وهذا التمني لم يعجبه ! .


سألته كارمن بعد قليل وهي تجلس على السرير " هل ستكمل نومك أم تنزل .. اليوم نعد حفلا صغيرا في حديقة الدار "
سألها فجأة" كنت قلت من قبل أنك تريدين شقة بمفردك .. أ لازلت تتمنين ذلك ولا تشعرين بالراحة مع عائلتي؟ "
سألته بدلال "وهل لو قلت أني أريد أن أسكن بمفردي ستوافق ؟"


رد فارس وهو يمد يده يمسك بيدها " أجبتك من قبل بأني سأتصرف وأبحث لك عن شقة في المحيط أو قد اقتطع جزء من الحديقة الخلفية لأبني لك بيتا صغيرا مستقلا "
اتسعت ابتسامتها وردت مبتهجة " لا أنكر بأني في الأيام الأولى لي هنا كنت غير مرتاحة فلم أكن أعرف أحد منهم لكني الآن قد ارتبطت بكل الموجودين هنا حتى أطفال الدار "
حرك ابهامه على ظاهر يدها مغمغما في راحة " الحمد لله "


فقالت كارمن " كنت أريد أن أحصل على دورة تدريبية عن طرق التدريس .. فكما تعلم قد بدأت بتدريس الأطفال .. وأريد أن أتعلم تقنيات أفضل ..(واضافت بحماس لم تشعر به من قبل ) الحقيقة أنا أحببت التدريس جدا يا فارس .. أشعر بأنه هو الشغف الذي كنت أتمنى أن أجده وهو تدريس اللغات "


رد فارس سعيدا " بلغيني بالمكان وبالتفاصيل وسأرسل من يشترك لك بها "
ابتهجت ورمت نفسها فوق صدره تحيط رقبته بذراعيها تتمتم بسعادة " شكرا فارس "
ارتسمت ابتسامة صغيرة على زاوية شفتيه وهو يلف ذراعيه حولها فابتعدت عنه تضيف" وسأتمرن على التدريب معك وعليك أن تتحملني .. ما رأيك أن أعلمك الإنجليزية وبعض تطبيقات الحاسوب ؟"
لم يغفل عما تحاول أن تفعله في أن تجعله يتواصل مع عالم رجال الأعمال بشكل أفضل وتعرض مساعدتها دون أن تجرحه .. فأومأ برأسه قائلا" لا بأس فلنتفق على موعد (وأكمل بلهجة ذات مغزى) أي يوم إلا يوم الخميس "
احمرت وجنتيها وقالت تغيظه " اليوم هو الجمعة "


رفع مقلتيه للسقف مفكرا ثم سأل" والمعنى؟"
تخصرت تقول بإغاظة وقد أعجبتها اللعبة "أصبحت في ملعبي الأن وعليك بالالتزام ببنود الاتفاقية "
هرش في رأسه وتحرك ليغادر السرير وقد أدرك أنها تلاعبه .. وأسعده ذلك فقرر أن يقدم المزيد من الصبر تعلمه خلال رحلة شقائه ليجني ما زرعه بينهما من ثقة فقال" حسنا وأنا أحترم الاتفاقيات ولهذا عليّ أن أغادر هذا السرير فورا "
قالت بسرعة موضحة " لا لا لم أقصد هذا .. أنت تعلم أني لم أحب نومك على الأريكة منذ اليوم الأول "


رد وهو يفتح الخزانة يخرج منها ملابسه " أنا سأعود للأريكة كارمن هانم .. ( وادار وجهه لها يكمل بلهجة ذات مغزى ) ويكفيك وجودي بجانبك يوم الخميس فقط "
سألته مندهشة "لماذا؟؟!!"
رد بكبرياء " حتى أظل قويا في تنفيذ الاتفاق"
وقفت متخصرة بثقة هو من زرعها بداخلها لتشعر بالرضى عن ذاتها وقالت" سنرى فارس بك إلى أي مدى ستحترم اتفاقك "
شاكسها قائلا" وإن لم أفعل؟"
أجابته ترفع حاجبيها وقد رسمت ابتسامة متشفية على وجهها " سيطبق عليك شرطا جزائيا فارس بك "
هز رأسه متفهما وسعيدا بشقاوتها وقال" لا بأس أنا أحترم ذلك .. لكن عليك أن تعلمي بأنني استطيع أن أجد لك ثغرات كثيرة في اتفاقك هذا ..ووقتها لا تلوميني"


عقدت حاجبيها تحاول فهم ما يعنيه لتسمع صوت رسالة على الواتساب فأسرعت تتناول هاتفها لتجد فريدة قد أرسلت إليها رسالة فقالت بسرعة " أنا سأسبقك للأسفل يا فارس ففريدة وجدت عصفورا بالحديقة"
وأسرعت تجري مغادرة بينما تمتم فارس باستنكار" عصفور!!"


في الحديقة بعد قليل وقفت كارمن بحماس تطالع العصفور في كف يونس وقد ربط له جناحه .. بينما فارس يقف في الشرفة يتابعهم .


أعطى يونس العصفور لكارمن فابتعدت بارتباك تقول صارخة "لا لا لن أقدر أن أحمله"
رفع حاجبيه ثم عرضه على فريدة التي كانت أكثر رعبا فصرخت مبتعدة .. ليمط يونس شفتيه ويقول" ما هذه الميوعة يا استاذات .. إنه مجرد عصفور صغير تعالي يا شهد"
اقتربت شهد التي خرجت للتو من الملحق الخاص بعائلتها خلف الفيلا .. ليناولها يونس العصفور فمدت يدها تأخذه ببساطة .. ليقف على كفيها فصاح يونس في فريدة وكارمن " أرأيتم القلب الشجاع .. وليس الرأس المحشو بالمارشميلو (وتوجه لشهد قائلا بإعجاب) عفارم كابتن شهد عفارم .. أرأيتِ كيف هما مرتعبتان"


ردت شهد بامتعاض وهي تعطيه العصفور وتعدل من نظارتها "مدللات ! "
وتحركت مبتعدة بعد أن طالعتهما بكبرياء غائظة .. فتوعدتها فريدة بينما قالت كارمن متشجعة تمد كفها ليضع العصفور فيه " ضعه على يدي لدقيقة واحدة فقط "
اقترب يونس متسليا ووضعه برفق .. لتصرخ كارمن فجأة برعب وهي تخشى أن يقع من يدها" خذه يونس .. خذه يونس أرجوك "
التقطه يونس مقهقها بينما اشتعلت الغيرة في صدر فارس في الشرفة .. فمهما كان .. فهو يشعر بالغيرة أن غيره يستطيع اضحاكها .. وكأنه يريد أن يكون هو مصدر سعادتها الوحيد .
توجه يونس لفريدة يعطيها العصفور فتخشبت وعقدت يديها خلف ظهرها تهز رأسها بقوة رافضة .. فهدر فيها مهددا" امسكي يا بنت .. أليس هذا من أيقظتني بسببه!"


ردت مدافعة" ايقظتك حتى تنقذه"
هذا الدلال منها والارتباك وتلك الميوعة في هذه المواقف يدغدغ رجولته ويشعل أعصابه ويخيفه من نفسه أن يفقد صوابه في لحظة انفلات .. فوضع العصفور على كتفها فصرخت فريدة متمتمة بكلمات سريعة متوسلة " أرجوك يونس أرجوك .. أرجوك "


أسرعت كارمن مشفقة تمسك بالعصفور من فوق كتف الأخرى .. ثم نظرت لرأس العصفور التي تطل من بين قبضتها المترفقة به .. وصرخت بدورها" أمسك يونس بسرعة أرجوك"


انفجر يونس ضاحكا وقال وهو يأخذه منها " أنت شجاعة يا كارمن .. دوما تكونين أكثر تماسكا في المواقف .. على عكس هذه الجبانة .. وكأنها لم تتربى في حارة شعبية "
وتحرك نحو فريدة بالعصفور متوعدا فجرت في الحديقة تصرخ وتضحك وهو يجري خلفها يخيفها به.. ثم عاد إلى كارمن يحاول أن يضعه فوق رأسها الذي تغطيه بطاقية السترة التي ارتدتها فوق حلتها الرياضية .. فأفلتت منه الأخيرة تجري هي الأخرى تشارك فريدة في الصراخ والضحك ..


وصلت ضحكات كارمن العالية لوالدها الذي يجلس في شرفته يحتسي قهوته .. وشاهدها من مكانه ويونس يطاردها هي وفريدة بشيء في يده بينما الاثنتان تجريان وسط ضحكاتهما وصراخهما المرتعب معترفا بأنها المرة الأولى التي يرى فيها كارمن بهذه السعادة .. وهذا الانطلاق .. شاكرا ربه أن عاش ليرى هذا المشهد لأبنته تجري في الحديقة كطفلة .


بينما وقف فارس يحيد مشاعر الغيرة بداخله ومشاعر السعادة وهو يرى أميرته بهذا الانطلاق .. ليركز نظراته على يونس وفريدة محاولا لهضم فكرة ارتباطهما .. متعاطفا مع اخيه الذي يستطيع أن يرى بوضوح الآن بعد أن دقق النظر في علاقته بفريدة أنه متيما بها ..


فتساءل في سره .. هل فريدة تبادله هذا الشعور أم إنه بالنسبة لها أخا ؟.. واعترف بأن الإجابة في كلتا الحالتين ليست مريحه له ..
فإن كانت الإجابة بلا سيتألم من أجل يونس .. وإن كانت الإجابة نعم فهو لا يزال لم يغادره الشعور بغرابة الأمر بعد ويحتاج للمزيد من الوقت .


وبرغم ذلك فإذا ما خير أي الاجابتين سيتمنى ..
فتمنى أن تكون الإجابة هي ( نعم فريدة تكن له نفس المشاعر).. حتى لا ينفطر قلب أخيه.
××××



يتبع








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-19, 01:02 PM   #188

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

عند الظهيرة



تحت الشمس الظاهرة على استحياء في سماء ملبدة بالغيوم بدأ حفل صغير في حديقة الدار .. وتحرك يونس وهو يشير للصبية حسام واياد وسيف بألا يصدروا صوتا .. يحني جذعه حتى كاد أن يمشي على يديه وقدميه .. متسللا خلف فريدة التي ترتدي هذه المرة زي الشخصية الكارتونية ريبونزل عاقدة شعر الشخصية الطويل .. كضفيرة طويلة جدا فوق حجابها .. فاستقرت الضفيرة خلفها في الارض وهي جالسة على أحد المقاعد ترسم بالألوان على وجه الصغيرة فرح ..

فاقترب يونس والصبيان من خلفها وأشار الأول بإصبعه لفرح التي لمحتهم لتصمت .. ثم جثى على ركبتيه يربط خيطا مثبتا به عددا كبيرا من البالونات في ضفيرتها .. وابتعدوا يكتمون ضحكاتهم في انتظار أن تستقيم واقفة ..

بينما وقفت رفيدة بالقرب من طاولات الطعام تراقب الحفل .. أو بالتحديد .. تراقب الشيمي الذي كان يقف أمام الصغيرتين هنا و راندا تقدمان له وحدات (الكب كيك ) على صواني بلاستيكية صغيرة ملونة.. تصران على مضايفته .. تلعبان لعبة محاكاة فكان هو الضيف فيها وهما المضيفتان ..

التقط الشيمي قطعة الكب كيك وازال عنها الشخصية الكارتونية الصغيرة التي كانت تزين قمتها والمصنوعة من عجينة السكر الملونة .. وتركها لهما على الصينية ثم رفع القطعة لأعلى واسقطها في فمه دفعة واحدة ..

وعاد لينظر لهما بابتسامته الطفولية بينما الفتاتان تصرخان بحماس ثم اسرعت احداهما بصب بعض العصير في فنجان ملون صغير جدا وناولته للشيمي فرفع حاجبا ثم امسك به بين اصبعيه وألقي بمحتواه في فمه دفعة واحدة .. فصاحت الفتاتان بسعادة قبل أن يضع الشيمي يده على بطنه متظاهرا بالامتلاء ثم يقول بصوت غليظ "لقد شبعت واشعر برغبة في دغدغة أحدهم"

مختلسا النظر لبراء الجالس على الأرض بجواره رافضا كالعادة المشاركة أو الحديث .. فمال نحوه وكأنه يهم بدغدغته.. فابتعد الآخر للخلف في جلسته .. ليغير الشيمي وجهته الناحية الاخرى ويقوم بدغدغة الفتاتين اللتان انفجرتا ضحكا وصراخا واستغاثة ..

ارتسمت الضحكة على وجه رفيدة وازدادت معاناتها وحيرتها .. فمنذ أمس وبعد هذا التصريح الذي أخبرها به وهي شاعرة بالارتباك فاقدة للتركيز.. وباقة الورد تلك التي احتارت إن كانت لها أم لغيرها .. وهل هو من احضرها أم لا .. تتوسط غرفتها وتشعرها برغبة في البكاء كلما رأتها..

قالت احدى المعلمات الشابات لزميلاتها "يبدو أن العم شمشون يحب الكب كيك .."
قالت الأخرى وهي تحمل واحدة من الكب كيك متوجة بقلب أحمر "سأهديه هذه عله يفهم"
قالت أخرى موبخة " يفهم ماذا يا مصيبة أنت .. صفا .. تعالي يا صفا .. توقفي يا مجنونة !"
اندفعت صفا المعلمة في اوائل العشرين أمام ناظري رفيدة التي غلت الدماء في عروقها وهي تستمع لحديث الفتيات .. لتصل الأولى للشيمي وتقدم له قطعة الكب كيك على طبق .. فطالعها الشيمي متفاجئا ثم مد يده يتناول القلب المزين للقطعة ويلقي به في الطبق ويأخذ القالب يلقيه في فمه ببساطة ..وابتسم.. فأصرت الفتاة بجرأة جزت من أجلها رفيدة على أسنانها بالوقوف أمامه بالطبق ليأكل قطعة القلب المصنوعة من عجينة السكر الحمراء .. فعقد الاخير حاجبيه ثم مد يده يتناولها ببساطة ملقيا بها في فمه شاكرا إياها ..

كتمت صفا ضحكة محرجة واسرعت بالهرب من أمامه عائدة لزميلاتها بوجه يشع بالحرارة.. ليقابلنها بالغمز واللمز متهكمات.. فقالت صفا بهيام واضعة يدها على صدرها " لقد صنعت القلب الأحمر مخصوصا للعم شمشون .."
تضاحكت الفتيات بحرج وقالت أحداهن" صفا هل أنت مجنونة؟!!.. الرجل في سن والدك .. واعتقد أنه لا يحمل شهادة عليا يا جامعية ."
وقفت صفا متخصرة تستعرض نفسها قائلة" وما المشكلة .. الحب لا يفرق بين سن ولا تعليم ولا حالة اجتماعية.. "

تمنت رفيدة أن تكون بمثل عقلية هذه الفتاة الشابة وفي عمرها أيضا .. لكنها لم تملك إلا ان تقترب من الفتيات توبخهن بلهجة حازمة" ما هذا التهريج يا آنسات!! .. هل نحن في ملهى ليلي أم في مكان محترم!!"

امتقع وجه المعلمات وتمنت رفيدة أن تطاوع الرغبة الصبيانية التي تلح عليها بتعنيف صفا بالذات ..أو ربما عضها أو شد شعرها .. لكنها كلفتها بمهمة سخيفة فتحركت الفتاة لتنفذها وهي تبرطم ..
لكن رفيدة لم تشعر بالراحة بعد هذا فاتجهت مندفعة نحو الشيمي .

تفاجأ الشيمي الذي يختلس النظرات نحوها من حين لأخر بها تقف أمامه فجأة كزوبعة حلوة .. وأمرت الفتاتان بحزم أن تذهبا ثم رفعت ناظريها نحوه تقول " اعتقد أنه من غير اللائق أبدا ما يحدث من هذا التهريج في هذا المكان يا شيمي"

عقد الشيمي حاجبيه متفاجئا بعصبيتها وسألها بهدوء "ماذا حدث؟"
قالت رفيدة باندفاع "الفتيات يغازلنك وأنت سعيد وتضحك"
رفع حاجبيه وسأل باستنكار "الصغيرات!!.. هنا وراندا ؟!!"
ردت من بين أسنانها " بل الشابات .. المعلمات يا سيد شيمي"
رد الشيمي متمسكا بهدوئه " لا أرى أنه حدث منهن شيء كهذا "

هتفت بإصرار " وطبق الكب كيك الذي أخذته من صفا منذ قليل والضحكات المتبادلة .. فلم يبق إلا أن تسمح لها بإطعامك في فمك"
تملكه الغضب لكنه قال بهدوء "انهن في سن بناتي ..وحتى لو غير ذلك .. أنا لست هذا الشخص الذي يغازل الفتيات يا استاذة رفيدة"
تقبضت وقد استفزها هدوءه فقالت بإصرار" لم أقل أنك تغازل قلت يغازلنك "
هتف باستنكار "وما ذنبي أنا إن كن كما تقولين !!!"

تكتفت وردت بلهجة موبخة " ذنبك أنك تتساهل معهن كثيرا .. لابد أن تكون حازما أكثر معهن ولا تتركهن يتجرأن عليك بهذا الشكل"
سيطر عليه الغضب من لهجتها التي اشعرته بالإهانة فقال بحزم يحدجها بعينين غاضبتين "أنا لا اتجاوز حدودي مع احد .. وليست مشكلتي ما يفعلن مادام في حدود لائقة .. ولا اعتقد أن علي اخافتهن ..( ومال نحوها قليلا.. فتراجعت للخلف متوترة ليكمل) وما دمت لا اتجاوز حدودي .. لا أقبل بأن يتجاوز أحد حدوده معي"

مجددا تشعر أمامه بأنها طفلة حمقاء ..
فعدلت رفيدة نظارتها وقالت مندفعة "تتكلم عن عدم تجاوز الحدود ؟!.. وما معنى باقة الورد تلك التي تركتها على المنضدة كالمراهقين إذن ؟؟... ترى لمن كانت ؟... لإحدى معلمات الدار مثلا .. التي تدعي بأنك لا تتجاوز الحدود معهن؟؟؟ أم ..... ( وصمتت قليلا تتنفس بانفعال ثم أكملت بترقب ) لمن ؟"

رد الشيمي بغضب بارد" أنا لست مراهقا يا رفيدة.. ولا أعلم أي شيء عن باقة الورد التي تتحدثين عنها .. فقد وجدتها على المنضدة .. تفحصتها ثم تركتها وغادرت"
وكأن دلوا باردا قد القي فوق رأسها ..

هل نطق باسمها مجردا باستصغار للتو .. لأنها حمقاء مندفعة مراهقة وظنت أن باقة الورد تلك لها !!!.
حدقت فيه بوجه مشتعل بالغضب فأضاف الشيمي بغضب مماثل وبلهجة موبخة أخافتها " كما أني لا أحضر باقات الورد لامرأة تخص رجلا آخر"
جحظت عينا رفيدة بانفعال وكأنه يخبرها بأمر غاب عنها .

أنها أصبحت تخص رجلا أخر !!! .

ليكمل الشيمي تقريعه" إن كانت تلك الورود تسعدك أعدك بأن أمطرك بها .. ولكن تخلصي من هذا المحبس في بنصرك أولا قبل أن تحاسبيني مع من أتحدث وتتهميني بأني أتساهل مع الفتيات "

أرادت أن تصفعه على وجهه لكنها جبُنت .. ولم تقدر إلا أن تختفي من أمامه .. فاندفعت بسرعة تاركة الحفل لتدخل المبنى وتصعد مسرعة نحو غرفتها منفجرة في البكاء .. بينما تألم الشيمي مما كان مضطرا لأن يقوله بغضب حفاظا على كرامته .. فتحرك هو الأخر يخرج من بوابة الدار .

في غرفتها انفجرت رفيدة في البكاء الحار ..
تبكي شعورها بالحرج ..
وتبكي مراهقتها المتأخرة ..
وتبكي كسرة قلبها ..
وتبكي حيرتها وعدم قدرتها على اتخاذ قرار يسعدها مكبلة بتعقيدات المجتمع حولها..
استفزتها باقة الورد أمامها تتوسط الغرفة وكأنها تضحك عليها ساخرة ..

تضحك على خيبتها.. وتفاهتها .. وغبائها.
فاندفعت تمسك بها صارخة وهي تضرب بها المنضدة عدة ضربات بكل قوة " افيقي يا رفيدة .. افيقي .. لن تأخذي كل شيء .. عليك بالاختيار .. إما القلب وإما ما سيرضي غرورك الانثوي بواجهة اجتماعية.. افيقي .. افيقي ... افيقي" .



في حديقة الدار وصل عاصم قبل قليل .. وجلس على أحد المقاعد يداعب احدى الرضيعات على كتف المربية حياة .. فدخلت ريتا بأناقتها المعهودة تبحث عن أحد تعرفه ليشير لها عاصم بسعادة .. فحيته ثم توجهت للحاجة نفيسة التي تجلس في الجهة الأخرى وسلمت عليها .. فابتسمت الحاجة ترد السلام بفتور.. بينما هلل يونس مرحبا..

حين تركتهم ريتا عائدة لعاصم قالت نفيسة بغيظ "من دعا هذه المرأة إلى هنا؟"
رد يونس "لا اعرف من دعاها ..لكن لم تعاملينها بفتور يا أمي لقد ساعدت فارس كثيرا.. "
ردت الحاجة بامتعاض "لا اعرف لكن أسلوبها لا يريحني.."

اقتربت ريتا من عاصم وجلست بجواره شاكرة هذه الفرصة التي منحها إياها بأن تحضر لحفل الدار .. حتى ترى فارس وتطمئن عليه فسألت عاصم بفضول "أين فارس؟.. ألم يحضر الحفل ؟"

رد عاصم بلهجة متسلية" كارمن أصدرت فرمانا أن يحضر الحفل وذهبت لإحضاره من غرفة مكتبه بالإجبار "
شعرت ريتا بالغيرة لكنها كانت ممتنة لأنها ستراه.

بعد دقائق دخلت كارمن من الباب الجانبي تسحب فارس الذي يمط شفتيه بغير رضا .. ثم قالت له وهي تشير للحفل " امنحنا وقتاًَ إضافياًً فوق الخمس وأربعون دقيقة فارس بك "
طالعها ممتعضا ثم قال متهكما " رائع .. حفل رائع كارمن هانم.."

وهم بالعودة فأمسكت به بإصرار تقول بغيظ " أنت بالفعل مدمن يا فارس وعليك أن تفعل شيئا حيال هذا الأمر"
رد فارس بجدية " كل دقيقة تمر تساوي نقودا يا كارمن "

فغرت كارمن فاهها باندهاش بينما تنبه فارس لوجود عاصم وريتا فعلت الدهشة وجهه وتركها ذاهبا إليهما.. يصيح مرحبا " أهلا عاصم بك (واستدار لريتا التي اتسعت ابتسامتها) ما هذه المفاجأة يا ريتا"

ردت الأخيرة وهي تطالعه بسعادة "عاصم بك دعاني .. كيف حالك فارس حبي ؟"
هتفت كارمن باستنكار خافت " فارس حبي !! .. تناديه فارس حبي !!.. أليست هذه المرأة من أوصتني عليه في حفل الزفاف!!"

أشارت لها الحاجة نفيسة بنظرة موبخة أن تقف بجوار زوجها ولا تتركه .. فتحركت كارمن نحوهم ووقفت متقبضة ترمق ريتا بنظرة متفحصة من رأسها حتى اخمص قدميها ..بينما أحاط فارس ذراعه حول خصرها يقول "كارمن هذه ريتا شريكتي"

سلمت عليها كارمن ببرود وضحكة صفراء .. وطالعتها ريتا بنظرة لم تستطع أن تجعلها خالية من الحقد .

فأشارت كارمن لفارس بعينيها ليبتعدا قليلا ثم قالت بلهجة مستنكرة " هذه المرأة تناديك فارس حبي !!"

رد بهدوء " هذه طريقتها في الحديث .. راقبيها ستسمعينها تقول يونس حياتي .. عاصم عمري "

ردت بغيظ "كل هذا لا يعنيني منه سوى (فارس حياتي) (عاصم عمري ) .. كيف تسمح لها بذلك ؟!"

ضيق عينيه واضعا يديه في جيبي بنطاله وسألها "هل أعتبر هذه غيرة "
ردت بكبرياء " من قال إنها غيرة .. انها الأصول أنا أتحدث في الأصول .. و( ريتا سماجة ) هذه لا تعرف اللباقة ولا الأصول"

ردد متفاجئا " ريتا سماجة !!"

تكتفت وأجابت مؤكدة" إن كنت أنت فارس حبي فهي بالتأكيد ريتا سماجة "
لاح شبح ابتسامة على وجهه ثم ببرود مستمتعا بإغاظتها ومتمنيا لو كانت تغار عليه فعلا " أنا لست مخولا بتعليم الأخرين الأصول كارمن هانم"

قبل أن ترد عليه انفجرت فجأة ضحكات الأطفال وبدأوا يصفقون يشاركهم يونس وهو يصور فريدة فيديو بهاتفه بعد أن انتهت من مهمة تلوين وجوه الصغار واستقامت واقفة .. لتجد أن ضفيرتها مثبتا بها الكثير من البالونات وفي طرفها سيارة لعبة صغيرة تُجَر خلفها .. فنظرت بغيظ ليونس .. ثم جرت خلفه تقسم أنها ستعضه بينما الأخر يجري منها ويراوغها غائظا.. وخلفهما الأطفال يصيحون بتهليل .

وقفت كارمن ملتصقة بفارس يراقبان ما يحدث بينما ريتا تحاول أن تشغل نفسها عن وقفة فارس حاضنا لخصر كارمن بهذه الحميمية .

أما عاصم فأدرك أخيرا .. أن الزواج بينهما قد تم بالفعل .. بعد أن قرأ لغة جسديهما .. وذلك التقارب الذي يقفان عليه .. وتعامل كارمن مع فارس بدون تحفظ في التلامس ..

فقد كانت ملتصقة به تحدثه بأريحية معلقة على المشهد الذي يدور أمامهما وهي تضحك ..ولاحظ تلك النظرات التي يتبادلانها من وقت لآخر وكأن العيون تهمس بحديث آخر غير الشفاه .. فشعر بالراحة .. خاصة وهو يرى ابنته سعيدة لأول مرة في حياتها.

فجأة هتفت احدى المعلمات بجزع " براء اختفى مجددا .. بحثت عنه في كل مكان بالدار !!!! "
××××


نهاية الفصل الحادي عشر

اتمنى يكون عجبكم

خالص تحياتي

شيماء يسري شموسة







Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-11-19, 01:32 PM   #189

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

لك أن تتوهّمَ:
أنّ المتاهاتِ أشرعةٌ ،
وبأنّ الحصى سحبٌ ممطرةْ ..

لك أن تتوهّمَ :
أنّ السرابَ نبيذٌ

وأنّ التماعاته مُسكرةْ ..


لك أن تتوهّمَ …

لكنْ :
أهذا الذي أنتَ فيهْ خرابٌ وتيهْ ؟
أم هو الوهمُ يا سيّدي .. ؟

Dr. Aya likes this.

نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-19, 03:23 PM   #190

mayna123
 
الصورة الرمزية mayna123

? العضوٌ??? » 365675
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,279
?  نُقآطِيْ » mayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond repute
افتراضي

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

mayna123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.