آخر 10 مشاركات
287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )           »          284 - أنت الثمن - هيلين بيانش _ حلوة قوى قوى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          275 - قصر النار - إيما دارسي (الكاتـب : عنووود - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1161Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-19, 01:22 AM   #161

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


يخربيتك ياحسن انت وعبود فى ساعة واحدة

دلوقتى اعمام عهد ظهرو وبيدورو على شرفهم كانوا فين من سنين من ساعة ما ابوها مات وامها الغبية وقعت فى ايد متخلف زى عبود اللى بسببه عهد واقعه فى المصيبة دى
لملوم ووردة ياعينى عليهم وعلى حظهم ووقعتهم مع الواطى ابوه اللى مصر على انه يجوزه عشان الولد ودلوقتى جوازه ببلاش من عهد
يونس رجعله الماضى بسبب ازمته وحبسه هو وزياد الحمد لله ان فارس فى الطريق وربنا يستر

شويكار ربنا ياخدك

تسلم ايدك يا أحلى شموسه


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 09:01 AM   #162

حزينة جدا

? العضوٌ??? » 365994
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » حزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond reputeحزينة جدا has a reputation beyond repute
Angry

يكسر ايدين حسن ان شاء الله ما يعرف غير يضرب عهد هالكفوف كان وين عنها من زمان صدق الي اختشوا ماتوا
أحلى كوبل عندي شيمي ورفيدة رحمت شيمي جدا قلبه متولع بمس روز وهي بتعاند
حبيت البارت جدا تسلم ايديك يا احلى شمووووسة


حزينة جدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 10:57 AM   #163

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يا غريبتك يا عهد
ومتحمسة لماذا سيفعل فارس عندما يصل هناك


أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 11:30 AM   #164

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سيف مشاهدة المشاركة
تسلم الايادي ياشموسه فلم اكشن بس نت يا أبو الفوارس شو بيعلم ان شاء الله يتربى زوج أمها ع يد أعمامها بانتظار الباقي عزيزتي

هنشوف يا ام سيف ايه الذي راح يحصل في فصل يوم ان شاء الله


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمو الرواد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله 💖🌹
كنت اتابع الروايه بصمت واستمتاااع وترقب للاحداث لكن ماحدث مع عهد جعل الدماء تفور في رأسي من القهر 💥😠😡😡 عم عهد حق شخص حقير اتمنى ان يتدخل والد زياد ويقوم بتربيته جيدا ويخسر الارض اللتي من أجلها اراد اذية واهانة عهد، اعجبني تصرف لملوم عندما اعطى يونس الهاتف، اشفقت على يونس كثيراااا يبدو ان معاناته ستستيقظ من جديد بعد الذي عاشه من احداث واعتقد ان فاارس سيريهم نجوم الظهر على مافعلوه مع اخيه،
بالله عليكي بردي لي قلبي في عبود وعم عهد زي ماحرقتي لي اياه 😖😖😖😤
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمو الرواد مشاهدة المشاركة
انتي كاتبه مبدعه ومتميزة في ايصال المشاعر للقارئ وتسلسل الاحداث جميل جدا، اتمنى لك التوفيق واسعدينا دائماً بقلمك الجميل، لاعدمنا ابداعك ي غاليه به😍😘😘


شكرا سمو الرواد على كلامك وتفاعلك مع الرواية وسعيدة انك تخليك عن صمتك ونورتي الفصل بالتعليق ان شاء الله نشوف في فصل اليوم ايه الي هيحصل



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرام النافلة مشاهدة المشاركة
اكشن اكشن اكشن ثم ...فصل قصير على غير العادة شموسة حقا هل تمزحين؟😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭 شيصبرنا على الفصل القادم؟ والله مبدعة

ان شاء الله نشوف باقي الاحداث اليوم يا اكرام واتمنى تعجبك


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تالا الاموره مشاهدة المشاركة
تسلمي ع الفصل الجميل

عهد المتني جداااااا، بجد اعمامها انذال ولهم وجه يحاسبوها وقد تخلوا عنها😡😡😡
هنشوف يا تالا ماذا تخبئ لنا الاحداث

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة msamo مشاهدة المشاركة
والله يونس ده غلبان وعسل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة msamo مشاهدة المشاركة
يا رب فارس يلحقهم



هنشوف باقي الاحداث ايه يا Msamo
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
يخربيتك ياحسن انت وعبود فى ساعة واحدة

دلوقتى اعمام عهد ظهرو وبيدورو على شرفهم كانوا فين من سنين من ساعة ما ابوها مات وامها الغبية وقعت فى ايد متخلف زى عبود اللى بسببه عهد واقعه فى المصيبة دى
لملوم ووردة ياعينى عليهم وعلى حظهم ووقعتهم مع الواطى ابوه اللى مصر على انه يجوزه عشان الولد ودلوقتى جوازه ببلاش من عهد
يونس رجعله الماضى بسبب ازمته وحبسه هو وزياد الحمد لله ان فارس فى الطريق وربنا يستر

شويكار ربنا ياخدك

تسلم ايدك يا أحلى شموسه



وتسلميلي يا ايمي على متابعتك وتعليقاتك



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حزينة جدا مشاهدة المشاركة
يكسر ايدين حسن ان شاء الله ما يعرف غير يضرب عهد هالكفوف كان وين عنها من زمان صدق الي اختشوا ماتوا
أحلى كوبل عندي شيمي ورفيدة رحمت شيمي جدا قلبه متولع بمس روز وهي بتعاند
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حزينة جدا مشاهدة المشاركة
حبيت البارت جدا تسلم ايديك يا احلى شمووووسة


شكرا يا جميلة يارب باقي الاحداث تعجبك


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الساموراي مشاهدة المشاركة
يا غريبتك يا عهد
ومتحمسة لماذا سيفعل فارس عندما يصل هناك



ان شاء الله نشوف اي الي حصل في فصل اليوم يا اميرة







Dr. Aya likes this.

Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 11:43 AM   #165

ghdzo
 
الصورة الرمزية ghdzo

? العضوٌ??? » 334773
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » ghdzo is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 7 والزوار 11)
‏ghdzo, ‏Shammosah, ‏ميمو كوكي, ‏Aya adel diab, ‏منارًً, ‏إميلا, ‏كلي جنون


❤❤


ghdzo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 11:55 AM   #166

سوووما العسولة
 
الصورة الرمزية سوووما العسولة

? العضوٌ??? » 313266
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 928
?  نُقآطِيْ » سوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond repute
افتراضي

انا مااعرف ارد واكتب واعبر للشي اللي يفوق الجمال والخيال في نظري... انتي مبددددعة اتعب واقول انا انتظر فصولك بفااارغ الصبر وكنت معاكي اول باول من بداية رواية قلبك وطتي وفرحت جدا بروايتك الجديدة اتوقعت مافي اجمل من قلبك وطني بس بتبهرينا كل مرة.. عشان كده سامحيني لو ماكتبت رد يليق بفنك وقلمك لاني مااعرف اعبر اقرأ بنهم وحب فقط..

سوووما العسولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 12:56 PM   #167

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أحلى صباح و أحلى مساء لحبيبتنا شموسة
ربنا مايحرمنا من إبداعك
دمتى بكل خير


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 01:05 PM   #168

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل العاشر

الفصل العاشر







"زيااااااااااد"
صرخة أطلقتها عهد بمجرد أن استفاقت بعد غيبوبة محمومة أصابتها حين سقطت مغشيا عليها قبل ساعات..
رأت خلالها أحلاما وكوابيسا كان أصعبها وأقساها رؤية عبود وأعمامها ملتفون حول زياد يضربونه بالشوم فارتمت عليه بجسدها تحميه .


تطلعت حولها لتجد احدى النساء تضع بجانبها بعضا من الطعام وكوبا من العصير فقامت من سريرها وتحركت تمسك بذراعها تسألها في هستيريا" هل مات؟؟ .. هل قتلوه؟؟ .. هل قتلوهما؟؟"
خلصت المرأة ذراعها منها بقوة وتحركت في صمت ووقفت عند الباب تطرق عليه من الداخل ليُفتح لها الباب وتخرج.
جرت عهد بسرعة نحو الباب المفتوح فأغلق في وجهها .. فأخذت تدق عليه بقبضتيها صارخة "افتحوا الباب .. افتحوا الباب .. استحلفتكم بالله أن تفتحوا الباب .. حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل .."


بعد قليل .. خارت قواها فجلست بجوار الباب تنتحب متسائلة كيف سينتهي بها هذا الكابوس .. لينفتح الباب بجوارها فجأة وتلحظ طرف عباءة نسائية فاستقامت واقفة لتجد امرأة عجوز تبدو ذات شأن فجرت عليها عهد تقول باستعطاف "بالله عليك يا حاجة أخبريني هل قتلوه .. هل قتلوه هو وصاحبه ؟"
تكلمت الحاجة نعمة بحزم "كفي عن الصراخ والدعاء علينا"
انحنت عهد نحو يدها ترغب في تقبيلها باستعطاف متخلية عن عِندها وكبريائها قائلة "بالله عليك طمئنيني يا خالة"
سحبت الحاجة نعمة يدها بسرعة تستغفر الله محاولة ألا تظهر شعورا بالشفقة يتملكها بشأن تلك الفتاة وقالت بهدوء "أنا الحاجة نعمة زوجة عمك الحاج عبد الراضي اهدئي واجلسي وسأخبرك"


اسرعت عهد لتجلس على السرير بطاعة تتحكم في شعورها بالغل .. فقالت الحاجة نعمة" الشابين بخير .. أحدهما أصيب إصابة سطحية من الرصاصة لكنها لم تخترق جسده .. كان الله رحيما به وبنا والرصاصة خدشته واستقرت في الحائط"


سحبت عهد نفسا عميقا تحاول به البقاء على قيد الحياة بعد هذا الخبر .. ثم دفنت وجهها في كفيها تبكي بحرقة متمتمة "الحمد لله الحمد لله.. يا رب ماذا فعلت في حياتي ليحدث لي ذلك .. يا رب أنا لم أؤذي أحد في حياتي "
تأملتها الحاجة قليلا بنظرة نسائية مقيمة فرفعت عهد رأسها تسألها" ماذا سيفعلون بهما يا خالة ".. وماذا سيفعلون بي؟"


تكلمت الحاجة وقد تملكت الشفقة منها تدعو الله أن تكون شريفة كما تدعي وكما تشعر هي فقالت "اسمعي بنيتي .. الأمر الذي يدور هنا بسببك أمر كبير قد ينتج عنه جرائم قتل .. فأنت تعرفين أن أمور الشرف ليس فيها أي تهاون .. لهذا سأنصحك نصيحة لوجه الله ان كنت واثقة من نفسك لا ترفضي فحص القابلة لك حين تأتي.. فهو اجراء سيحل أمورا كثيرة .. أما لو كنت لا سمح الله .. فأخبريني وسأوصل الأمر للحاج عبد الراضي وحده .. وأعدك بشرفي أن أخفي سرك وأخبر عمك عبد الراضي فقط بيني وبينه وسأبذل قصارى جهدي للستر عليك .. "


حدقت فيها عهد مذهولة ثم صرخت " مستحيل .. مستحيل أن أقبل بهذه الإهانة أبدا .. والحمد لله أنا أثق في نفسي جيدا "
مالت عليها الحاجة ممسكة بذراعها تقول محدقة في عينيها " يا غبية .. حين يتهمك أحد في شرفك لا تتركي له مجالا للشك ولا فرصة لأن يبيع ويشتري فيك .. هذا اجراء لابد منه مادام هناك من يشكك فيك .. وسيتم في سرية تامة بعيدا عن هذا الذي يقول أنه خطيبك .. هذا وعد مني بشرفي لن يخبره أحد بما تم "
عقدت عهد حاجبيها تتمتم "خطيبي !"
قالت الحاجة مستفهمة "أليس واحدا منهما خطيبك كما يقول؟!!!"


أسرعت عهد تقول باستدراك رغم عدم معرفتها من فيهما لكنها فهمت كذبتهم وأدركت صعوبة موقفهما أمام الدهاشنة فلو لم يكن لأحد منهما حق في المجيء والسؤال عنها قد يقتلوهما على جرأتهم .. وتمنت لو تقودها هذه الكذبة للخروج من هذه البلدة " أجل بالضبط خطيبي "


أكملت الحاجة نعمة موضحة" كما قلت لك هذا الأمر ستمرين به ولا مفر منه لأنه يتعلق بشرف الدهاشنة كلهم .. فبدلا من أن تعطيهم الفرصة ليجبروك.. افعليه باختيارك أنت ما دمت واثقة من نفسك .. بعدها قفي أمامهم مرفوعة الرأس وادحضي أي تهمة يلصقوها بثوبك .. سمعتك تصرخين أمامهم( أنا عهد الدهشان ).. قفي وقوليها أمامهم مرة أخرى بعد أن تثبتي للجميع أولا أنك شريفة ..وارفعي رأسك أمام من يحاول اتهامك في شرفك ..وانقذي الشابين من رغبة محمومة للقصاص منهما فحين تثبتين للجميع أنك شريفة ستبرئينهما من علاقة غير شريفة تربطهما بك .. لكن اذا استمريت في العند سينفذون قانونهم ويدوسونك بالأقدام .. ادفعي عنك هذه التهمة التي ستعميهم عن أي شيء .. وبعدها نرى ماذا سيتم .. "


حدقت عهد فيها بعينين حمراوين من أثر البكاء تحاول استيعاب ما تقوله هذه الخالة متمتمة " أبرئهما من علاقة غير شريفة تربطهما بي !!"
××××


استيقظت كارمن من النوم متأخرة .. متأخرة جدا .. لقد نامت في وقت متأخر ليلة أمس نوما متقطعا وذلك الخبر الذي تفاجأت به ظل يدور في رأسها حيث لم تعتاد على هذه المفاجأة بعد .. شاعرة بالحرج من أنها لم تكتشف هذه الحقيقة إلا صدفة .


لاحظت الورقة التي تنتظرها كل يوم فابتسمت وأحست بافتقادها لفارس ليلة أمس فأمسكت بها تقرأها رغم علمها المسبق بما فيها .. وتملكها شعور بالذنب بأنها لم تستيقظ مبكرا لتتناول الفطور معه .


اتسعت عيناها ووضعت يدها على فمها متفاجئة وهي ترى ما هو مكتوب في الورقة..
اشتاق إليها !!
تسارعت دقات قلبها بعنف ودفنت وجهها في كفيها لثوان بحرج ثم رفعت بعدها وجها مشتعلا بالسعادة قبل أن تتناول هاتفها وتحاول الاتصال به ..


حين لم يرد كتبت له على الواتساب " صباح النور (ورفعت وجهها تحرك مقلتيها باحثة عن معنى صادق وعادت لتكتب ) يا فارسي "
بعد قليل كانت بغرفة المعيشة تلقي التحية على الحاجة التي بدت واجمة.. فحركت ناظريها بينها وبين خضرة وسألت "ماذا حدث؟"
قالت خضرة مفسرة "الحاجة قلبها مشغول على يونس منذ الصباح وحين حاولت الاتصال به وجدت هاتفه مغلق وفارس بك أيضا لا يرد على الاتصالات "


قالت كارمن مطمئنة" لا تقلقي يا حاجة نفيسة يبدو أنه قد تأخر في الاستيقاظ وهاتفه فرغت بطاريته (وأكملت بابتسامة محرجة ) أنا أيضا تأخرت في النوم اليوم "


تمتمت الحاجة بخفوت تحرك سبحتها " أن شاء الله ربي يكون بنا لطيفا "
تحركت كارمن تقول " سأذهب لأمر على الدار فقد وعدت رفيدة وفريدة بأني سأدرس الأطفال الإنجليزية والفرنسية فسأذهب لأتناقش مع رفيدة في الترتيبات والمواعيد وسأعود بعد قليل .. ولا تقلقي يا حاجة سأحاول الاتصال بفارس فيبدو أنه في اجتماع"


دخلت الدار بعد قليل تحيي رفيدة ثم اسرعت بسؤالها سؤالا ملحا " رفيدة .. هل تعلمين صلة القرابة بين فريدة وآل سعد الدين ؟"
حركت رفيدة مقلتيها وقالت " ابنة عمهم "
اتسعت عينا كارمن متهمة نفسها بالغباء فقد كانت تتمنى أن تكتشف أنها ليست وحدها من يجهل هذه الحقيقة بل هم من يخبئونها عن الجميع.. فسألتها رفيدة بقلق " لمَ تسألين هل حدث شيء؟"


ردت كارمن بسرعة " لا لم يحدث شيء ( ثم عادت لتعترف بحرج ) بصراحة أشعر بأني حمقاء "
عقدت رفيدة حاجبيها متسائلة.. فأسبلت كارمن أهدابها تقول بحرج" بصراحة أنا لم أكن أعلم حتى مساء أمس كنت اعتقد بأنهم أشقاء "
صاحت رفيدة متفاجئة " ها ! "
غطت كارمن وجهها بكفيها تتمتم" أنا حمقاء"
اتسعت ابتسامة رفيدة وعلقت" أعتقد أنها ملتزمة وتجلس في البيت بحجابها على ما أظن كيف لم تشعري بغرابة الأمر! "


ردت كارمن مدافعة " الحقيقة اندهشت في أول الأمر لكني اعتقدت أن ذلك لأن زغلول أحيانا يدخل الفيلا رغم أنه لم يفعلها أبدا بدون استئذان حتى حين يريد شيء من خضرة يقف على باب المطبخ المؤدي للحديقة ولم أره يدخل أبدا إلا إذا استدعوه .. لكن حين أخبرتني فريدة بأن يونس كان يتهكم على شعرها وهم صغار.. ويعايرها بتموجه .. وأخبرتني بأنها تريد أن تخضعه للفرد رغم أنه لا يحتاج اطلاقا .. فشعرها جميل جدا .. اعتقدت أن يونس قد مارس سخافته عليها كثيرا حتى سبب لها عقدة نفسية من شعرها فتتعمد أن تغطيه أمامه بالحجاب على الطريقة الاسبانية "


قهقهت رفيدة ثم قالت " أنت بالفعل تزوجت دون أن تعرفي أي شيء عن هذه العائلة كما اخبرتيني من قبل "
أومأت كارمن برأسها موافقة ثم سألتها " أين فريدة ؟"

أجابت رفيدة" فريدة قلقة على يونس لأن هاتفه مغلق واكتشفت منذ قليل أن زغلول قد عاد بدون فارس والشيمي .. فازداد قلقها وذهبت تحاول أن تفهم منه ماذا يحدث "



شعرت كارمن بالقلق فأسرعت نحو بوابة الدار لتجد فريدة تقف أمام زغلول تقول باستعطاف " أرجوك يا زغلول أرجوك أخبرني ماذا يحدث "
قالت كارمن بارتباك "ما الذي تفعله هنا يا زغلول (وتطلعت للسيارة الرابطة بعيدا قليلا عن الفيلا وقالت ولمَ السيارة موجودة هنا "
لم يعرف زغلول ماذا يقول.. ولم يجد مكانا يركن فيه السيارة بعد أن أوصل فارس والشيمي للمطار فقال" أرجو ألا تخبرا الحاجة بأن السيارة ترابط خارج الفيلا .. فارس باشا والشيمي سافرا في مهمة مفاجئة تخص العمل "


سألته فريدة وهي تشعر ببطء في دقات قلبها "ولماذا لا تريدنا أن نخبر أمي؟.. ولمَ لا يرد فارس على الهاتف ؟"
حرك زغلول كتفيه ورد "ربما يكون في اجتماع أو مشغول .. ولا نريد أن نشغل الحاجة بسفرته المفاجئة "


وضعت فريدة يدها على قلبها وسألته ببطء" هل الأمر يخص يونس ؟.. هاتفه مغلق وهذا لم يحدث من قبل حتى حين كان في ألمانيا لم يحدث "
تصنع زغلول الغباء وقال" لا أعرف "
بدأ قلق كارمن يزداد وتبادلت النظرات مع فريدة ذات الوجه الشاحب فأمسكت بهاتفها تحاول الاتصال بفارس وهي تتمتم "كيف يسافر فجأة بدون مقدمات؟!!"


حين لم يرد طلبت والدها تسأله " بباه .. ألم يكن لديك اجتماعا مع فارس الليلة في المصنع في أي ساعة هو"
لم يعرف عاصم بم يخبرها .. لكن قبل أن يجيب أتى صوت رفيدة التي اقتربت من الحارسين فهيم ونبيه تقول بجزع "براء ليس موجودا بالدار!!"
××××


الثانية ظهرا
وقف لملوم مع عمه حسين يقول متوسلا" أرجوك يا عماه ساعدني في أن أتخلص من هذه الزيجة .. أنا لست راغبا في الزواج بأخرى"
زفر الحاج حسين بضيق وقال "أنا لا أعرف كيف أتعامل مع رأس أبيك الحجرية .. انه يتصرف بغباء وعند .. ودوما يجلب لنا المشاكل"


أطرق لملوم برأسه حزينا ..فربت عمه على كتفه مشجعا وهو يقول" أعدك أن أبذل قصارى جهدي في هذا الموضوع .. وأنا في ظهرك دوما يا لملوم مهما حدث"


مال لملوم يلثم يد عمه قائلا بمحبة صادقة" لا حرمني الله منك يا عماه.. دوما أنت تدعمني"
ربت الحاج على كتفه يقول بحنو "أنت محبتك عندي كأولادي يا لملوم .. فلندعو الله أن نقدر على رأس والدك العنيد ..بالمناسبة أين هو؟"
رد لملوم بضيق "مع عمي الحاج عبد الراضي"
تكلم الحاج حسين مغادرا "سألحق به قبل أن يبخ سمه في رأس الحاج ..فصحته لم تعد تحتمل كل هذا التوتر "


××××


وقف عاصم أمام بوابة الدار يستجوب الحارسين اللذان أكدا بأنه لم يخرج من البوابة أبدا ..
بينما العاملات والمدرسات يتحركن بتوتر بداخل الدار للبحث عن براء بقيادة رفيدة التي شعرت وقتها بحاجتها الماسة للشيمي .. لم يكن احتياجا من مديرة مكان لمسئول الأمن فيه .. ولكن رغبة في اللجوء إليه لحل مشكلة تتعرض لها هي شخصيا .. لكنها لم يكن لديها الوقت ولا الفرصة لتحليل هذا الشعور بداخلها وهي تهرول بين أروقة الدار في رعب باحثة عن براء بينما فريدة التي كانت قلقة على يونس منذ أن استيقظت زاد أمر براء عليها التوتر فجلست على عقبيها في حديقة الدار بانهيار غير قادرة على التحمل .


أما كارمن فلم يكن حالها بأفضل منهم فخرجت من إحدى الغرف إلى الحديقة تقول من بين لهاثها "لم أجده" ..
اقترب عاصم منها يطمئنها وقال "أين من الممكن أن يذهب مادام لم يخرج من البوابة أمام الحرس؟"
دقائق مرعبة عاشها الجميع قبل أن تصيح شهد من فوق سطح الدار " وجدته .. وجدته .. إنه يختبئ فوق السطح "
انهارت فريدة في البكاء بينما اسرعت رفيدة وبعض العاملات على السلم صاعدين للسطح ..


ربت عاصم على كتف كارمن التي ترتجف وقال "الحمد لله انتهى الأمر على خير"
قالت كارمن بقلق " بباه .. فارس لا يرد على هاتفه وسيارته عاد بها زغلول ولا يريد أن يخبرنا إلى أين ذهب .. هناك أمرا ما يحدث .. حتى فريدة لم تستطيع الوصول ليونس "
نظر عاصم لها ولفريدة وتردد قليلا ثم قال " حسنا سأخبركما على أن يبقى الأمر بعيدا عن الحاجة نفيسة "


××××


في مجلس الرجال في دار أولاد الدهشان .. كان الخلاف محتدما بين الأخوين كالعادة .. فصرخ الحاج عبد الراضي متخليا عن هدوئه وانصاته المعهودين قائلا "كفى .. ارحما رأسي من جدالكما المستمر .. لنتأكد أولا من عذرية الفتاة ..وبعدها أقرر ان كانت ستتزوج من ابنك يا حسن أم لا .."


سأل حسين قاصفا أخاه "واذا لم تكن عذراء يا حاج حسن هل ستقبل بها زوجة لولدك؟!
امتقع وجه الحاج حسن وتلجم في حيرة ما بين ما يرغب في تحقيقه من وراء هذه الزيجة وفخره وعصبيته الذكورية وقال بحقد "إذا لم تكن عذراء .. سأقتلها وأدفنها دون أن يشعر بها أحد عقابا لها على تفريطها في نفسها "


رد الحاج عبد الراضي بسخرية مُرة وهو يضرب بيده على الأخرى الممسكة بعصاته " بل سيكون عقابا لنا نحن على ما اقترفته أيدينا يا حسن"
أطرق حسين برأسه شاعرا بالهم بينما رفع حسن حاجبا مستنكرا ليكمل الحاج عبد الراضي حديثه "أخشى أن تكون قد فرطت في نفسها عقابا من الله لنا"


تكلم حسن بغضب " قلت لكما سأدفنها دون أن يشعر بها أحد "
رفع الحاج عبد الراضي عصاه يلكزه بها هادرا" حتى لو سمحت لك بفعل ما تقوله ..هل هذا سينظف ثوبنا يا حاج .. سيظل عارها يلاحقنا حتى في منامنا .. أدعو الله أن يكون رحيما معنا في عقابه"


قاطع الجلسة أحد الشباب يدخل مندفعا فطالعته العيون باستنكار ليقول مرتبكا" هناك عددا من سيارات الدفع رباعي سوداء آتية قاصدة دارنا يا حاج عبد الراضي نستطيع رؤيتها من سطح البيت


××××


رغم الشعور بالإهانة ..
والخزي ..
وكسرة النفس والقلب ..
وامتهان الكرامة ..
وكل المشاعر السلبية التي من الممكن أن تشعر بها فتاة تخضع لكشف عذرية .. ابتلعت عهد دموعها وهي تعتدل تستر نفسها بعد أن قامت القابلة بفحصها .. معلنة للحاجة نعمة والحاجة فتنة التي أصرت على الحضور .. بأنها عذراء ..


لتتنفس الحاجة نعمة الصعداء .. وتتسع ابتسامة الحاجة فتنة استعدادا لعرس وشيك لأبنها ..


لكن عهد لم تشعر بالفخر لهذا الإعلان كأي أنثى في مكانها طعنت في شرفها وتم تبرئتها ..
وإنما أحست بالقهر والذل .


خرجت الحاجة فتنة مع القابلة تشدد عليها وتهددها ألا تفتح فمها لأي مخلوق عن السبب الذي جاءت إليه لبيت الدهشان .. توصيها بأن تخبرهم بأنها كانت تفحص وردة زوجة لملوم الحامل .. أما الحاجة نعمة فاقتربت من عهد المنكمشة على نفسها تربت عليها بتعاطف متمتمة " انتهى الأمر بنيتي .. انتهى الأمر فانسيه "
×××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 01:06 PM   #169

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

اصطفت السيارات أمام دار الدهاشنة الكبير وسط الحقول .. وخرج منهم رجال ضخام الهيئة يبدو عليهم شدة البأس .. فرفع حراس الدار بنادقهم في حالة دفاع .. بينما تكلم حسن في هاتفه وهو يقف مع أخويه وبعض شباب الدهاشنة في باحة البيت في حالة استنفار قائلا لأحد رجاله " أرسل لي مددا من الرجال والأسلحة .. أسرع "


خرج فارس من أحد السيارات وتقدم نحو البوابة ..فأشهر أحد شباب الدهاشنة السلاح في وجهه .. ليتقدم الشيمي يقف أمام فارس في اتجاه فوهة البندقية بتحدي بينما قال فارس بهدوء حازم" ارغب في مقابلة الحاج عبد الراضي الدهشان "
أشار عبد الراضي من الداخل لأحد الشباب فأتاح مجالا لفارس ليدخل بينما الباقون لايزالون يشهرون الأسلحة في وجه الرجال الآتين مع فارس.


دخل فارس يتبعه الشيمي فاعترضوا دخوله ليقول له فارس "ابق بالخارج يا شيمي"
ابتعد الأخير خطوتين في طاعة .. رغم نظرة القلق التي رمق بها فارس ليطمئنه الأخير ويدخل قائلا " السلام عليكم .. "
رد الحاج عبد الراضي "كيف سيكون سلاما وأنت تحاصرنا برجالك !"
قال فارس بصرامة" أنتم من بدأتم الحرب يا حاج ..ولديكم ما يخصني"
سأله الحاج عبد الراضي " من أنت؟"
تكلم فارس بثقة " أنا فارس سعد الدين .. وأخي يونس وصاحبه واختنا عهد في حوزتكم"
قال عبد الراضي بحزم " تكلم فيم يخصك فقط"


رد فارس بتحدي " ثلاثتهم يخصونني يا حاج .. فزياد وجدي وخطيبته اخوة لي"
أشار الحاج بعصاه لبعض المقاعد في الباحة " تفضل بالجلوس وسنحدد بالضبط ما يخصك وما يخصنا"
وقف فارس متخصرا طرفي سترته للخلف وقال " لن أجلس إلا بعد أن أراهم بعيني"
هم حسن بالرد بعصبية كعادته لكن الحاج عبد الراضي أشار بيده لأحد الشباب قائلا "أحضروهما ".


فتحرك فارس يخرج بطاقات العمل ويوزعهم على الواقفين بادئا بكبيرهم الذي تطلع في البطاقة متفحصا.. ليتدخل الحاج حسين محاولا تلطيف الأجواء .. خاصة بعد أن أدرك أن فارس من رجال الأعمال .. فحاول اقناعه للجلوس لكن الأخير أصر على الرفض ..


في الخارج ظل الوضع كما هو الشيمي بجوار البوابة متحفزا وأمامه الرجال المرافقين لفارس والواقفين في وضع استعداد لأي إشارة للهجوم بينما رجال الدهاشنة يرفعون أسلحتهم في وضع استعداد مماثل فأثار هذا المنظر فضول أهل البلد الذين تجمع بعضهم يشاهدون راغبين في معرفة ماذا يحدث في بيت أولاد دهشان .
بعد دقائق حضر رجلين ومعهما زياد الذي يتأبط ذراع يونس بإعياء وقد ارتدى سترة الأخير كما طلبوا منهما حتى لا يلتفت أحد للجرح الذي في ذراعه.


نظر يونس للشيمي الجاد الملامح وللمنظر المتحفز خارج بيت الدهاشنة فلاحت ابتسامة ساخرة من بين شفتيه وهمس للشيمي وهو يمر من أمامه يدخل بوابة البيت " أشعر بأني في لعبة قتالية على الانترنت"
لاح شبح ابتسامة على وجه الشيمي بينما دخل يونس وزياد لباحة البيت .


" هذا اخي "
أنه ذلك الشعور بالفخر الممزوج بالثقة هو ما يعتري يونس دوما حين يرى فارس أمامه في كل كارثة كان يقع فيها حين كان مراهقا .. وها هو قد كبر ونضج ودارت به الأيام ليجد نفسه في مشكلة جديدة ويجد فارس كما هو ظهره القوي ..


بينما تنفس فارس الصعداء حين رآه سالما .. فمنذ أن أتصل به صباحا ولم يستطع الوصول إليه بعدها كاد أن يموت من القلق من أن يتصرف هؤلاء الناس بأي طريقة قد تؤذيه قبل أن يصل إليه .. حتى أنه حين أخبره عاصم بمعرفته لمدير الأمن في المنطقة وأنه سيتصل به لتسهيل مهمته لم يستطع انتظار مدير الأمن ليأتي معه بل أسرع بركوب السيارات التي تم الاتفاق عليها مسبقا بمجرد نزوله للمطار ليقطع المسافة بين البلدة المجاورة وبلدة الدهاشنة في سباق مع الزمن .


قال الحاج عبد الراضي" أخوك وصاحبه عندك فعلمهما ألا يقتحما بيوت الناس في وقت متأخر من الليل وبدون استئذان "
تكلم يونس معترضا "نحن لم نقتحم بيتكم إلا حين بدأتم أنتم بالتعدي على خطيبة صاحبي وخطفها"
أشار الحاج عبد الراضي للجميع بالدخول لمجلس الرجال بعد أن نبهه أحد أبنائه أن أهل البلدة قد تجمعوا لمحاولة فهم ما يحدث .. فأطاعه الجميع متوجهين نحو الداخل .
××××


بعد دقائق
دخل أحد أبناء الحاج عبد الراضي يميل عليه يزف إليه الخبر من الحاجة نعمة .. فأغمض الحاج عينيه في راحة بينما تعلقت أنظار أخويه به قلقا ليأمر الحاج ابنه بالانصراف ويرد على تساؤل أخويه الصامت بحركة مختلسة من يده يقبل ظاهرها وباطنها ..ليتنفس الحاج حسين الصعداء .. وتضيق عيني الحاج حسن مفكرا في احتمالية فوزه في المعركة الدائرة .
تكلم فارس وهو يجلس أمام الدهاشنة "زياد من حقه أن يعرف لماذا أخذتم خطيبته"
سأله الحاج عبد الراضي "وممن خطبها لتصبح خطيبته"
رد زياد منفعلا" خطبتها من أمها ولم أجدكم حتى أخطبها منكم .. هي نفسها لم تكن تعرف أين عنوانكم بالتفصيل"


انخرس الحاج عبد الراضي شاعرا بالحرج ..فتكلم الحاج حسن يقول بعنجهية "وها انتم عرفتمونا .. وليس لدينا بنات للزواج .. عهد ستتزوج من ابن عمها لملوم"
صاح زياد معترضا" كيف !!.. لقد خطبتها وهي وافقت!!"


تكلم فارس بهدوء قائلا "يا حاج عبد الراضي أنتم أهل أصول ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه .. لو كنا نعرف مكانكم لما تأخرنا أبدا فمعرفتكم ومصاهرتكم شرف لنا .. ( وربت على فخذ زياد الجالس بجانبه )زياد أخ لي كيونس وأعرفه منذ أن كان مراهقا .. وعهد ابنتكم مثال للفتاة المحترمة "


تكلم زياد بضيق مقاطعا "أسف يا فارس لكن هناك كلمتين في حلقي أريد قولهما لأن ما سمعته حين حضرت ليلة أمس من هذا الرجل كان صادما ( وأشار على الحاج حسن ليكمل ) لقد طعن في سلوكها واتهمنا واتهمها بالوقاحة وهذا كلام لن أمرره أبدا .. فإن كنتم لا تعرفون عن ابنتكم شيئا فنحن نعرف ".


تدخل يونس يقول بهدوء" ابنتكم ذهبت للدراسة بالخارج والتقينا على الطائرة بالصدفة .. وكانت مثال للفتاة التي يفخر بها أي بيت وعادت تحمل رسالة الماجستير في إدارة الأعمال .. وتعمل لدينا بشهادتها وأثبتت أنها مثال للموظفة الناجحة .. أنا ابن بلد مثلكم هل تعتقد بأني سآتي هنا أنا وصاحبي نضع حياتنا في خطر من أجل فتاة رخيصة !!"


قال زياد منفعلا والألم في ذراعه يشتد " وهل تعتقد بأني سآتي معرضا نفسي للخطر من أجل فتاة رخيصة .. أنا اسمي زياد رأفت وجدي أبي كان وزيرا سابقا .. هل تعتقد أني قد أقترن بفتاة لا تليق بمكانة عائلتي !"


قال الحاج حسين محاولا تهدئة الوضع" ما حدث ليلة أمس كان كارثيا ومخزيا وانفلتت أعصابنا جميعا (وحدج أخوه حسن بنظرة غيظ وهو يقول ) جاءتنا معلومة خاطئة فارت لها الدماء في عروقنا "
هتف زياد بغضب" إن جاءكم فاسق بنبأ...يا حاج حسين"


شعر حسين بالحرج ونظر لأخيه عبد الراضي المتابع في صمت فرد الحاج حسن بإصرار" كما قلنا .. هذه ابنتنا ونحن من سنقرر من ستتزوج ( وتوجه لفارس يقول) اخوك وصاحبه عندك فاصرف رجالك من هنا وانصرف ولا تتدخل فيما يخص عهد ..."
شعر الحاج عبد الراضي بالحرج من طريقة أخيه المستفزة بينما قال زياد بعند " وأنا لن أتحرك بدون أن أراها وأسمع منها بأنها ترفض الزواج مني "


فقال فارس "وأنا لن أتحرك لا أنا ولا رجالي إلا وزياد معي"
هدر الحاج عبد الراضي بعصبية" هل تريدونها حربا!"
قبل أن يرد أحد سمعت أصوات سيارات الشرطة تقترب جعلت الجميع يتساءلون .. فاقترب الحاج حسين من النافذة يتطلع منها بفضول ويرى أحد الرجال ينزل من سيارة خاصة تابعة لوزارة الداخلية فصاح متفاجئا" اللواء شكري الجهيني مدير الأمن !!"


بعد دقيقة كان الحاج حسين والحاج حسن في استقبال اللواء شكري بينما الأسلحة التي كانت مشهرة في وجوه أتباع فارس قد نكست .. ليجدا فارس خلفهما يعرف نفسه " فارس سعد الدين سعدنا بتشريف سيادتك"


صاح اللواء شكري مهللا "أهلا فارس بك .. عاصم السيوفي اتصل بي .. وحميد بك أيضا وعدد من رجال الأعمال .. ماذا حدث يا رجل لكل هذا كان يكفي أن تأتيني بنفسك فارس بك وتخبرني بأنك صهر عاصم السيوفي ولن أردك خائبا أبدا "


شعر الحاج حسن بالغيظ بينما قال فارس مرحبا " الأمر كان عاجلا فلم استطع أن أمر على سيادتك وكنت أعلم بأنك لن تحرمنا من تشريفك"
قال الحاج حسين "تفضل سيادة اللواء أنرت دار الدهاشنة"
قال اللواء وهو يدخل من البوابة" أريدك بعد أن ننتهي من الزيارة يا حاج حسين لنتحدث في بعض الأمور الأمنية التي تخص البلدة"




في الخارج ازداد الفضول عند أهل البلدة .. فالموضوع وصل لزيارة من مدير أمن المنطقة شخصيا .. وحاولوا استدراج أفراد عائلة الدهشان .. لكنهم راوغوا في الإجابة لحين ورودهم تعليمات من كبيرهم .


في قاعة المجلس تكلم اللواء شكري مستفسرا "ما المشكلة بالضبط ؟.. سمعت عن حبس شابين وخطف فتاة وأمور غريبة يا حاج عبد الراضي لم أصدقها .. فأنا أعرف أنك رجل حكيم ولك كلمتك ولن تسمح بتلك الأمور أبدا"
قال الحاج عبد الراضي في صلابة" الأمر كان سوء تفاهم لقد أرسلنا لإحضار ابنتنا بعد عودتها من الدراسة في الخارج .. فظن هاذان الشابان أننا اختطفناها وجاءا يقتحمان دارنا بعد منتصف الليل"


هم يونس وزياد بالرد بانفعال فأشار لهما فارس ألا يكذِّبوا الرجل الكبير مدركا حرج موقفه فقال معقبا "كما قلت لك يا حاج عبد الراضي خطيبها ( وشدد على الكلمة ) فهم ما حدث بالخطأ خاصة حين لم يستطع الاتصال بها لهذا كان لابد أن يأتي مفزوعا"


رد الحاج حسن بعناد "قلنا لسنا موافقون على هذه الخطبة التي لم تتم في حضورنا"
رد عليه فارس بإصرار " لا بأس ..نحن نطلبها منكم الآن وفورا ولن نغادر إلا وهي زوجة لزياد"
ساد الصمت المشحون وشعر مدير الامن بتوتر الجو فتدخل يقول " الحقيقة أنا لا أفهم لماذا ترفضون زواج ابنة اخيكم من زياد وجدي ؟.. إن والده وزير سابق ( وتوجه بالحديث لزياد قائلا بسعادة لا تتناسب مع الموقف المحتدم بين الطرفين ) أنا تقابلت اكثر من مرة مع والدك حين كان وزيرا أرجوك ابلغه سلامي "


أومأ زياد برأسه بلباقة بينما قال الحاج عبد الراضي "ولماذا لم يأتي والدك لطلبها مني"
تكلم زياد بهدوء "والداي يعيشان خارج البلاد ولا اعتقد أن صحة والدتي ستحتمل ركوب الطائرة حاليا ..لهذا أنا هنا أطلب يدها منكم ومعي فارس سعد الدين انه في مقام أخي الكبير"
تحدث مدير الأمن مؤكدا "وأنا أيضا معه يا حاج"


صمت الحاج قليلا يفكر بينما شعر حسن الدهشان بأن كل خططه توشك على أن تذهب أدراج الرياح ..فقال الحاج عبد الراضي بعد فترة من الصمت" مجيئك يا سيادة اللواء ومجيئ فارس بك شرف لنا ..وبالتأكيد مصاهرة شخصية كرأفت وجدي شرف كبير لكني سأسأل ابنة أخي للمرة الأخيرة لأتأكد من رأيها "
قال فارس بإصرار "ونحن منتظرون ردك هنا يا حاج عبد الراضي"
شعر الحاج بأنه محاصر فاستقام واقفا يستند على عصاه وترك الجلسة .


بعد قليل دخلت عهد متماسكة إلى غرفة عمها عبد الراضي وكلمات الحاجة نعمة في رأسها " كوني هادئة ولا تهيني شيبة الرجل الكبير حتى لا يعند معك فالحاج أن عاند في شيء لن يثنيه حتى عزرائيل على أن يترك ما يريد "
اقتربت عهد وضربات قلبها تصم أذنيها فقال الحاج دون أن يرفع نظراته نحوها "هل هذا الشاب خطيبك؟"


لم يكن لديها فرصة للنجاة سوى بالكذب وبالرغم من أنها لم تكن تعلم أيهما .. لكنها كانت تعلم أن هذه الكذبة لإخراجها من المكان فقالت بحشرجة "أجل"


رفع ناظريه إليها يقول بهدوء" أنا لا أملك حق تعنيفك على أنك اخترتيه دون الرجوع إلينا لأني أعترف بأني قصرت في حقك .. التهيت بمشاغل الدنيا واطمأننت لوجودك مع والدتك"
غامت عينا عهد وقد ألح عليها ذلك الشعور باليتم الذي يسكن فيها .. بينما أضاف الحاج موبخا "لكني لم احاسبك بعد على سفرك وحدك مع الشباب حتى لو كان للدراسة ولا على السكن بمفردك .. كيف تسكن فتاة وحدها وتعرض نفسها للقيل والقال؟!"


أرادت عهد أن تبوح بكل شيء .. وخاصة عن عبود لكنها شعرت بأنها قد نالت ما يكفي من المشاعر المرهقة للروح والبدن ..ولم ترغب في تعقيد وضعها أكثر من تعقيده .. أو أن يعرف زياد ويونس عن عبود .. تشعر بالحرج الشديد من ذلك .. فقالت باختصار " لم اشعر بالراحة مع زوج أمي وكنا كثيري الشجار ولم يكن لي مكانا في بيته"


قال موبخا رغم اعترافه بالتقصير "إن كنا قد التهينا عنك .. كنتِ بحثت أنت عنا وأتيت إلينا .. هل كنا سنطردك إن لجأت إلينا؟!! .. أنت متعلمة وحاصلة على شهادة عليا من الخارج لن يصعب عليك البحث عنا وإيجادنا"
غمغمت عهد بصوت يخنقه البكاء" لم أعرف إن كنتم تريدوني أم لا"
تنحنح الحاج عبد الراضي يداري شعورا بالشفقة واللين في قلبه نحوها .. بينما طرق الحاج حسين الباب ودخل يتبعه اخاه الذي حدج عهد بنظرة ممتعضة .. فاشتعلت عيناها بالغضب ووقفت أمامه بذقن مرفوع بتحدي تداري ارتجافها الداخلي.


قال الحاج حسين " هل تعلم ماذا يدور بالخارج يا حاج ؟ .. الناس متجمهرون يتملكهم الفضول لمعرفة ماذا يحدث عندنا.. وسبب زيارة مدير الأمن لنا شخصيا .. وذلك ابن الوزير يصر على أن يعقد قرانه عليها الليلة ويعود بها للعاصمة"
"ابن الوزير !!!"


أغمضت عهد عينيها وهي تسمع العبارة التي دغدغتها رغم ادراكها بأن كل ما يحدث منه أو من يونس هو فقط لإخراجها من هنا .. لكن رغما عنها لم تستطع ألا أن تتأثر بكون زياد هو من طلبها .. دوما هو شهم ذا اخلاق عالية.


أكمل الحاج حسين "وحاولنا اقناعه بأن يذهبوا ويعودوا فيما بعد لكنه مصر على ذلك ويؤيده مدير الأمن .. وأشعر بأن سيادة اللواء يستشعر شيئا غير طبيعيا في الجلسة أنا أعرفه جيدا يجلس بهدوء لكنه ماكر كالثعلب .. وبصراحة أخشى أن ينفلت لسان ابن الوزير ويخبره بأنه قد تعرض لإطلاق الرصاص "


مط الحاج حسن شفتيه بامتعاض قائلا" أرى أنك تعظم الأمر .. أستطيع أن احضر الكثير من الشهود بأني كنت في حالة دفاع عن النفس "
رد الحاج حسين بعصبية " اثارة الأمر نفسه وتدخل الشرطة فيه سينشر الشائعات في البلدة .. لقد أصبح كل شيء مرهونا بهذه الزيجة يا حسن فهل سترد طلب مدير الأمن ؟.. وان رفضت الطلب ماذا ستخبر الناس المتجمهرون بالخارج؟ كان آتيا ليخطب ابنتنا منا أمر غير مقنع"
نظر الحاج عبد الراضي لعهد يسألها "هل توافقين على هذا الكلام ؟.. أن نعقد قرانك عليه الليلة وتعودي معه للعاصمة"


عقد قران !!
لم تحسب أن الأمر سيصل لذلك .. لكن إن كان هذا ما سيخرجها من هنا ستفعل أي شيء فقالت بسرعة "أجل أوافق"
مط حسن شفتيه شاعرا بالعجز أمام تعقد الموقف بينما أشار الحاج عبد الراضي لعهد بأن تخرج قائلا بلهجة صارمة "عودي للغرفة التي أتيت منها ..ولو تحركت خطوة واحدة لمكان آخر .. أو تحدثت مع أحد حتى آذن لك ..سأفرغ المسدس فيكِ بدون أي اعتبار لأي أحد بالخارج .. اذهبي وانتظري مني خبر"


لم تشعر عهد بالراحة لكلامه لكنها أطاعت بهدوء وتحركت مغادرة لتعرف إلى أين سيصل الأمر بالضبط .. ليقول الحاج حسين "أنا أرى أن الشيء الوحيد الذي سيبدو مقنعا أمام أهل البلدة هو أن يكون مدير الأمن موجودا لحضور عقد قران ابنة أخينا .. ودعونا نفكر بهدوء .. الفتاة ليست معتادة على حياتنا .. وعاشت في العاصمة طيلة عمرها .. وابسط تعويض نقدمه لها هو أن نزوجها ممن اختارت .. وسنكون وقتها مطمئنون عليها .. كما أن هذه المصاهرة تشرفنا أمام أهل البلد ابن وزير سابق .. ومدير الأمن ورجل أعمال شهير حاضران كل هذا سيرفع رؤوسنا أمامهم"


تكلم الحاج حسن بقرف وهو يغادر" لا تفكر إلا في مصلحتك وفي الانتخابات ومنصبك البرلماني فقط .. عموما افرحا بمهرجان المصاهرة هذا .. وسأثبت لكما يوما أنها مجرد تمثيلية بينها وبين الشابين لإخراجها من هنا لتعود وتعيش وحدها"
وخرج صافعا الباب خلفه.. فضرب الحاج حسين كفا بكف متمتما بتعجب "لا حول ولا قوة الا بالله"
ثم نظر لأخيه الواجم ينتظر رأيه فقال الأخير بعد تفكير .. "لا مفر أمامنا إلا الموافقة ..لكن سنطلب منهم تأجيل عقد القران للغد ..فعلينا أن نظهر بمظهر يليق بنا .. وأتمنى أن نكون قد فعلنا الصواب من أجل الفتاة"
××××



بعد ساعتين :


وقف فارس في باحة دار الدهاشنة يقوم بعدة اتصالات تخص عقد القران الذي تم الاتفاق عليه بأن يكون بعد صلاة العصر في اليوم التالي مما سيجبرهم للمبيت في البلدة ..فوضع أمامه الكثير من المتطلبات للانتهاء من هذا الأمر بشكل لائق لا يترك غضاضة بين الطرفين .. وذلك بعد أن غادر مدير الأمن واعدا بالعودة لحضور مراسم عقد القران غدا ..


بعد أن أجرى فارس عدة اتصالات هامة طلب كارمن في عجالة منشغلا بما ينتظره من مهام فانتفضت واقفة حين ظهر اسمه على الهاتف بينما تطلعت فيها العيون القلقة في غرفة المعيشة .. أسرعت ترد بصوت خرج متأثرا دون أن تدري " فارس أين أنت؟ "


لم ينتبه فارس لصوتها وقال بلهجة عملية متعجلا "كارمن أريدك في مهمة عاجلة"
سألته بإلحاح" هل أنت بخير يا فارس طمئني أولا"
عقد حاجبيه مستوعبا ورد" أنا بخير ماذا حدث؟"
قالت بصوت مبحوح أشعل النار في أعصابه رغم انشغال ذهنه " أنت لا ترد على هاتفك منذ الصباح و .. ( وتذكرت عدم معرفة الحاجة بما أخبرها به والدها فهمست تقول ) ويونس هاتفه مغلق ونحن هنا جميعا متوترون وبباه اخبرنا بالمشكلة التي تواجه يونس "
أدرك فارس أنه نسي أمرهم فقال "مطمئنا" أنا بخير الحمد لله "
حاولت فريدة أن تأخذ منها الهاتف لكن كارمن ابتعدت بشعور بالتملك انتباها و..
بعض الغيرة ..
بينما هتفت فريدة بصوت عال" حمدا لله على سلامتك يا أبيه (وقالت لكارمن) أرجوك اسأليه عن يونس "


سألته كارمن" طمئننا على يونس "
رد فارس بسرعة " انه بخير .. اسمعيني"
زفت كارمن الخبر للحاجة "يونس بخير "
تمتمت فريدة بالحمد لله بينما صاحت الحاجة نفيسة "هل هو متأكد بأنه بخير لماذا لم يتصل بي "
فقالت كارمن مشفقة عليها "والدتك تريد أن تطمئن عليكما "


أخذت الحاجة نفيسة الهاتف تقول "طمئنني على يونس يا فارس فقلبي مشغول عليه"
قال بسرعة "اطمئني يا أمي ابنك بخير (واستدار حوله يبحث عنه فلم يجده فقال )سأجعل هذا الجحش يتصل بك بنفسه لقد وقع هاتفه وانكسرت شاشته"
تمتمت الحاجة بالحمد وقالت" ما الموضوع يا فارس؟"


قال فارس بسرعة "الموضوع يخص عهد وزياد ويونس كان يساعدهما .. نحن في بلدة عهد الآن.. وسأضطر للمبيت الليلة أنا ويونس .. في المساء سأتصل بك وأحكي لك الأمر بالتفصيل المهم اعطي الهاتف لكارمن من فضلك "
أخذت كارمن الهاتف بينما جلست فريدة بجوار الحاجة تحاول استجوابها عما أخبرها به فقال فارس" اسمعي يا كارمن أريد أن تشتري فستانا للزفاف "


اتسعت عيناها وتمتمت "نعم !"
فأكمل فارس "وأريد حلة رسمية من حلاتي وحلة ليونس وأخرى لزياد .."
هتفت كارمن بعدم استيعاب" فستان زفاف !!!.. لمن ؟.. ولمَ تريد حلة رسمية لك وليونس وزياد ؟؟"
استدارت فريدة وقد هربت الدماء من وجهها وتوقفت عن التنفس وهي تستمع لما ستقوله كارمن بانتباه غير قادرة على الحركة بينما قال فارس " فستان زفاف لعهد .."
سألته بغباء "من عهد؟؟"


جحظت عينا فريدة وجف حلقها .. فطالعتها الحاجة بقلق بينما رد فارس "عهد صديقة يونس .. اسألي فريدة عنها ستخبرك بمقاساتها .. أما حلة زياد فأريدها حلة عريس أعتقد أنه نفس مقاس يونس "
سألته كارمن بغباء "من سيتزوج من عهد؟؟؟ "
قال فارس بقلة صبر "يا كارمن ركزي معي قلت حلة زياد أريدها حلة عريس فمن في رأيك يكون العريس ؟"


قالت مستدركة " حسنا ولكن هل من الممكن أن أفهم ماذا يحدث ؟"
قال بسرعة" سأتصل بك مرة أخرى وأطلعك على التفاصيل المهم أن تلك الأشياء أريدها أن تأتيني صباح الغد بالبريد السريع لأقرب نقطة من العنوان الذي سأعطيه لك وبلغيني حين ترسلينها وأنا سأبعث شخص لإحضارها من شركة الشحن "


قالت بإحباط "هل ستبيت خارج البيت؟"
رد بلهجة عملية "أجل .. كما قلت لك أريد تلك الأشياء أن تكون عندي صباح الغد سأعطيك العنوان ومن الممكن أن تستعيني بسكرتيرتي لإرسالها لي بأسرع وقت فهي بارعة في هذه الأمور"
أسندت يدها على خصرها وردت بضيق" ريتا ؟؟"
تسمر فارس لوهلة يحاول الاستيعاب ثم قال "ريتا شريكتي يا كارمن أنا اتحدث عن سكرتيرتي ما بك اليوم ؟!"
ردت بكبرياء مدافعة " أستطيع أن ارسلها لك يا فارس أنا لست صغيرة "


دخلت خضرة تقول بلهجة مرحبة" أهلا وسهلا خطوة عزيزة (وقالت للحاجة ) الأستاذة رفيدة يا حاجة"
قالت الحاجة مرحبة" تعالي يا ابنتي تفضلي "
بينما ظلت فريدة تتابع الحديث في الهاتف فقالت رفيدة بحرج " أعتذر على التطفل لكني .. لكني شعرت بالقلق حين سمعت بموضوع عدم استطاعتكم للتواصل مع فارس بك واستاذ يونس ( وابتلعت الاسم الثالث وأكملت ) فجئت لأطمئن عليهما "


ردت الحاجة مطمئنة " حمدا لله يا بنيتي .. رد فارس علينا أخيرا ومعه يونس ويبدو انهما خارج العاصمة .. تعالي تفضلي "
شعرت رفيدة بالراحة فما سمعته منهم ظهر اليوم أنهم سافروا من أجل حل مشكلة ما أشعرها بالقلق الحقيقي على الشيمي .. وها هي الآن تتسع ابتسامتها بسعادة وتتمتم بالحمد والشكر لله بعد أن أطمأنت.. بينما انهى فارس المكالمة قائلا " اذهبي أنت وفريدة لشراء الفستان سلام "


أغلق الهاتف .. فرفعت كارمن حاجبيها تتطلع فيه بتعجب بينما ظلت فريدة تحدق فيها غير قادرة على سؤالها .. فتدخلت الحاجة تقول بسرعة "فهمنا أن الفستان لعهد من العريس ؟"
انتبهت كارمن وردت بهدوء "زياد .. العريس هو زياد "


فأغمضت فريدة عينيها وتنفست الصعداء تحمد ربها.


××××


مساء الثلاثاء


في خلال ساعات قليلة تحولت الباحة في بيت الدهاشنة لمقر استقبال المهنئين بعد أن تم إعلان أن ابنة وحيد الدهشان التي تعيش في العاصمة قد جاءت ليعقد قرانها في بيت الدهاشنة .. محددين الليلة لتلقي التهاني واليوم التالي لعقد القران في المسجد بعدها يعود العروسين للعاصمة.


وقف فارس الذي لم يستريح لحظة منذ أن توصلا لاتفاق على عقد القران يشرف على الذبائح التي أوصى عليها بأن تذبح لأهل البلدة كرامة للدهاشنة في محاولة لكسب ودهم ولإعلاء شأن زياد الذي وقف بجانبه يتحمل ألم ذراعه الذي يزداد حتى بعد أن أتوا له بطبيب .. وقد تملكه التأثر والحرج من فارس لما يفعله من أجله فقال بامتنان "أنا شاكر لما فعلته وتفعله من أجلي يا فارس .. ولا أعرف كيف كنت سأتصرف بدونك .. لكن أرجوك كل ما ستصرفه هنا عليك بإخباري به فأنا العريس وعلي أن أفعل هذا بدلا منك لكني لا أعرف عاداتهم "
ربت فارس على كتفه يقول بمحبة " أنت مثل يونس يا زياد .. ووالدك له فضل عليّ .. وأنا لا أنسى أصحاب الفضل أبدا"


قال زياد بتأثر " بل أنت من بدأ بالأفضال يا فارس ألا تذكر؟"
قال فارس بمحبة خالصة " كبرت يا زياد وستتزوج"
أمسك زياد بذراعه المتألم وقال " العقبى ليونس .. وأتمنى أن يتزوج ممن تملك قلبه .. أعرف بأنك ستنفض عنك الصدمة قريبا"
ربت فارس على كتفه قائلا بحرج "إن شاء الله"
في داخل البيت تجمع النسوة يطبلن ويرقصن احتفالا بالأستاذة بنت الدهاشنة كما لقبوها .. فجلست عهد تحدق فيهم بذهول واستغراب وكأن ذلك الاحتفال يخص شخصا آخر .. شاردة فيما يحدث .. تتمنى لو تستطيع التواصل مع أي منهم وخاصة زياد لتخبره بأنها تعرف بما يفعلونه من أجل إخراجها .. وتخبره بأنها لن تورطه معها .. ولن تضغط عليه .. ستسافر للخارج وتريح الجميع منها ..


تسلل إليها شعور بالذنب نحو عائلتها التي لم تعرفهم سوى من ساعات قليلة حين اعترفت بأنها تكذب عليهم .. لكنها بررت لنفسها بأنها لم تكن لتفعل ذلك إلا مضطرة.. فلا تتخيل أنها ستستطيع البقاء هنا خاصة وذلك العم الذي يصر على تزويجها كزوجة ثانية لأبنه .


تطلعت في الحاضرات واستقرت أنظارها على وردة التي علمت منذ قليل أنها زوجة ابن عمها حسن .. والتي لم تتوقف عن الرقص منذ أن بدأ الاحتفال بالرغم من انتفاخ بطنها تشع السعادة من ملامحها وكأنها هي العروس .. بينما الحاجة فتنة تجلس مكمودة ممتعضة تمط شفتيها بقرف متوعدة زوجة ابنها .


شعرت عهد بأنها تهلوس .. فما مرت به خلال الأربع وعشرون ساعة الماضية لم يكن هينا .. وستحتاج وقتا طويلا حتى تتوازن وتستوعب ما تعرضت له خلال تلك الساعات ..
كيف يمكن أن تنقلب دنيانا هكذا في لمح البصر .. فنجد انفسنا وقد انقلب عالمنا كله فجأة دون سابق انذار !..


حدقت في العباءة التي ترتديها والتي لا تعرف لمن تكون عباءة مطرزة لامعة .. بينما شعرها ترك مسدلا على ظهرها .. بعد أن جهزوها البنات وكأنها دمية فلم تشعر بأي شيء أما وجهها المنتفخ من أثر البكاء قد اضطروا لأن يكثروا من زينته ليخفين انتفاخه ..


في جلستها الصامتة الذاهلة حاولت استيعاب ما يحدث حولها بأنها في مثل هذا الوقت كانت تدخل بيتها مرهقة تفكر كيف ستصالح زياد .
و حاولت استيعاب أنهم يحتفلون الآن بليلة حنتها قبل ساعات من عقد قرانها على زياد .. وأنها ستحمل اسمه ولو لساعات أو لأيام ..
حاولت الاستيعاب بأن فارس ويونس لم يغادرا بدونها وأن زياد هددهم بأنه لن يتحرك إن لم يأخذها معه ..


حاولت استيعاب ما يفعله زياد .. وما فعله .. حاولت تصنيفه .. منطقته .. تفسيره ..
حاولت الاستيعاب .. لكن ما يحدث كان أكبر من اداركها.


فاستسلمت مؤقتا لما يحدث تحدق بنفس ملامح الذهول في المحيطين حتى شكت بعضهن في أنها غريبة الاطوار آملة أن تنتهي هذه الهلاوس سريعا وتعود لشقتها .. شقة زياد وجد..


وتنااااااام بملء جفنيها كما تفعل منذ أن سكنتها وحدها.


××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-10-19, 01:06 PM   #170

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3



خرجت وردة من مجلس النساء تمسك ببطنها وصعدت لجناحها تبحث عن لملوم حين أخبرتها إحدى الفتيات بأنه يسأل عنها .. وحين دخلته وقفت تتطلع حولها باحثة عنه لتسمع اسمها يأتيها مناديا من خلفها ..

استدارت لتجد لملوم يشير لها بالتقدم فاقتربت عاقدة حاجبيها ليسحبها من يدها ويلصقها بالحائط.

قالت وردة متفاجئة" لملوم ماذا حدث ؟"

التصق بها ومال يلتهم شفتيها دون أن ينطق .. فلم تتوان عن إحاطة ذراعيها بعنقه باستجابة سريعة لقبلته .

ترك لملوم شفتيها يحدق في عينيها عن قرب ..فهمست بتوبيخ" هل جننت !.قد يرانا أحد"

تكلم لملوم قائلا بشقاوة "بعد نصف ساعة من الآن سأعود فأجدك في انتظاري"

رفعت حاجبيها وقالت "كيف ولدينا مناسبة في الدار واذا اكتشفوا عدم وجودي سـ "

قاطعها بإصرار "بعد نصف ساعة يا وردة ..وسأجعل الحاجة توحيدة تغطي على غيابك"

ضربته على صدره بدلال تقول بوجه أحمر "والبنات ماذا ستفعل بهن فلا يزلن مستيقظات "

قال بأنفاس حارة "أوصيت الحاجة توحيدة زوجة أبي بالاهتمام بهن الليلة"

عضت على شفتها وقالت ضاحكة" ماذا حدث لك يا لملوم علام تنوي بالضبط ؟"

رد بشقاوة "سنعيد ليلة زفافنا الليلة"

غطت وردة فمها بيدها ضاحكة بحرج فأكمل" أريدك أن ترتدي ذلك القميص اللامع القصير الذي يصيبني بالجنون "

كتمت ضحكتها وقالت باندهاش "كيف سألبسه يا مجنون أنظر لبطني المنتفخة؟!!!"

قال بعناد ولد صغير "ليست مشكلتي أحشريه أو قصيه وأعيدي لصقه على جسدك "

غامت عيناها تتطلع فيه غير مصدقة انه لن يفعلها هذه المرة أيضا ولن يخضع صاغرا لضغط والده بالزواج من أخرى .. فتبادل معها لملوم نظرات عشق يزداد يوما بعد يوم .. لترتمي في حضنه فيضمها سعيدان بنفادهما مرة أخرى من مقصلة العادات التي لا ترحم.

××××

في وقت متأخر من الليل جلس يونس في دار الضيافة التي نزلوا فيها ليبيتوا ليلتهم والتابعة للدهاشنة..واتصل بها مشتاق ..

لم تمر عليه كل هذه الساعات من قبل بدون أن يتحدث معها .. حتى حين كان في ألمانيا وحين كان يوهم نفسه بأنه بعيد .. لم تكن لتمر بضع ساعات إلا ويتصل بها بأي وسيلة اتصال تقليدية كانت أو مبتكرة .

كان مجهدا بعد كل ما مر به في الساعات الماضية وما تعرض له من انفعالات صعبة ومجهدة اليوم .. وبمجرد أن استطاع الاختلاء بنفسه شعر بحاجته الشديدة لسماع صوتها .

كان يتصل من هاتف فارس لأن هاتفه انكسرت شاشته حين وقع منه وقت حادث زياد .. فجاءه صوتها يتغلغل في أعصابه مدغدغا وهي تقول " كيف حالك يا أبيه "

ابتسم وقال مشاكسا "لست الأبيه خاصتك بل أخوه"

صاحت بلهفة "يونس .."

تسارعت دقات قلبه وابتسم فأكملت بغيظ موبخة تداري انفعالاتها "يا غليظ .. يا سخيف .. يا .. يا (فاتسعت ابتسامته مستمعا لتقول في النهاية ) يا بقلظ "

قهقه متسليا ثم رد" نعم"

قالت بحنق" اقسم بالله سأموت يوما بنوبة قلبية بسبب أفعالك"

تعلقت ابتسامة متأثرة على شفتيه وقال بهدوء" كان عليّ أن أذهب معه ولم يكن هناك وقتا من الأساس للتفكير"

قالت بسرعة" هل اتصلت بأمي .. ظلت قلقة عليك "

رد عليها وهو يشعل سيجارة يحتاجها وهو يتحدث معها مستمتعا بذلك العالم الجميل الهادئ الذي تسحبه فريدة إليه "أجل اتصلت بها"

ساد صمت ساخن الانفاس بينهما فقطعه يونس يقول بخفوت" طق ..طق"

اتسعت ابتسامتها وسألت بدلال " من بالباب؟"

رد بخفوت "بقلظ ينادي كرنبة"

قالت بعد أن استلقت على ظهرها على السرير مغمضة العينين وصوته يدغدغ شغاف قلبها "كرنبة تسأل ماذا يريد بقلظ؟"

فتح كيسا بلاستيكيا أمامه وأخرج عروسا بسيطة التصميم مصنوعة يدويا ومحشوة بالقماش كان قد اشتراها من احدى البائعات في البلدة بعد أن لفتت انتباهه وقال" بقلظ يقول بأنه اشترى عروسة لكرنبة"

قالت بحماس طفلة "صدقا يا يونس اشتريت لي عروسة؟؟؟"

قال مراوغا في حرج" لست أنا بل بقلظ"

عضت على شفتها تقاوم جنون وانفجارات نبضات قلبها .. وتوبخ نفسها في سرها "هذا وهم يا غبية .. أنت توهمين نفسك .. وتتعلقين بأمل زائف ككل مرة .. وسيزيد جرح قلبك كل مرة اقسى من سابقتها" ثم غمغمت تقول بقلب غير قادر الا أن يتقافز في صدرها بسعادة" كرنبة تشكر بقلظ شكرا بحجم السماء"

وقف يونس مرتبكا مطرقا برأسه لا يعرف كيف يصيغ الكلمات التي تريد أن تندفع من فمه بدون أي اعتبارات فقال مغمغما "بقلظ لا يهمه إلا سعادة كرنبة .. حتى انه .. حتى انه .. (وأكمل ببطيء ) يخشى أن يقترب منها خوفا عليها من أن يؤذيها باقترابه"

شعرت فريدة بأنها توشك أن تُلقي بكلمات تفضح بها مشاعرها بتأثير ذلك الوهم الذي تعيشه والذي يفسر ويتأثر بكل كلمة يقولها وكأنه يعنيها .. يعنيها جدا .. يقصدها بشدة .. فحاولت تغير مسار الحديث لتقول" هل تعلم أنه حين طلب فارس من كارمن أن تشتري فستانا للزفاف اعتقدت .. اعتقدت.."

سألها بخفوت وهو يعيد العروسة في الكيس " ماذا اعتقدت؟"

ردت بحرج " اعتقدت بأنك قد تكون العريس"

رفع حاجبيه متفاجئا ثم قهقه ضاحكا .. فضربت فريدة برأسها في الوسادة بصمت عدة مرات وهي تستمع لصوت ضحكته التي تشعرها بالرضا والسعادة.. بينما عاد يونس ليسألها بخفوت حذر " وماذا لو كان ذلك حقيقيا .. ماذا سيكون شعورك تجاه الأمر"

أجابت بصدق " سأسأل نفسي هل ستكون سعيدا"

عقد حاجبيه وسأل بغباء" وما دخل سعادتي في الأمر أنا أسأل شعورك؟"

رسمت بسبابتها على الملاءة رسوما غير مرئية وأجابت بصوت متأثر "ما دمت ستكون سعيدا .. كل شيء سيهون بعدها"

سألها بلهفة "أهو ليس بهيِّن؟"

شعرت بأنها ستفضح نفسها.. فقد هلوست بما يجيش في صدرها فغمغمت بلجلجة " أعتقد أن أمي تريدني .. عععلي أن أذهب"

أطرق يونس برأسه وسألها بخفوت " فريدة لم تردي على سؤالي"



"ماذا تفعل بالضبط !!!"

قالها فارس من خلفه فجأة فأجفل يونس هاتفا" بسم الله الرحمن الرحيم أفزعتني يا فارس"

رفع فارس حاجبا وقال" من سمح لك باستخدام هاتفي؟"

قال يونس مدافعا "اخذته لأتصل بأمك"

سأله بامتعاض وهو يلاحظ بقايا بعض الانفعالات على وجهه "وهل تتحدث معها الآن؟"

اتسعت ابتسامة باردة على وجه يونس ورد "لا إنها أختك"

نظر فارس لساعة يده وقال مستنكرا" في هذا الوقت المتأخر؟!"

رفع يونس حاجبيه باندهاش بينما مد فارس يده يقول "اعطني هاتفي"

صاح يونس بحنق "امنحني بضع دقائق أخرى"

رد فارس ببرود "آسف"

زفر يونس وقال بحنق لفريدة" اذهبي الأن لأن اخاك يقف فوق رأسي"

ثم أعطى الهاتف لفارس بغيظ وتحرك يبحث عن زياد الذي كان يجلس بائسا على أحد المقاعد يمسك بذراعه شاردا .

اقترب منه يونس يقول" ما بك يا عريس ؟"

رفع زياد أنظاره إليه دون رد فجلس بجواره يونس يعيد السؤال "لمَ لا تحاول النوم لبضع ساعات فأنت لم تنم منذ ليلة أمس وتتناول أدوية قوية "

قال زياد مراوغا" لم استطع النوم من قرص الناموس"

رفع يونس حاجبا وتطلع حوله يقول "أين الناموس يا بني؟!! "

رد زياد" رأيت بضع وحدات من الناموس "

عوج يونس شفتيه يكرر بتهكم "بضع وحدات ولا تستطيع النوم!! .. لا حول ولا قوة الا بالله .. سأبحث لك عن أقراص لطرد الناموس "

لم يرد زياد ولكن استمر على شروده فقال يونس مشفقا "هل ذراعك بخير؟"

امسك زياد به وغمغم" يعذبني كثيرا"

رد يونس بتعاطف "أعلم بأن الجرح ليس بسيطا" فأكمل زياد بلهجة معذبة" لماذا لا يدعونني اتحدث معها ولو حتى لبضع دقائق ؟؟.. ألا تعتبر خطيبتي مادام عقد قراننا المزعوم سيكون غدا!"

نظر يونس حوله وقال بهمس" اخرس ولا تقل تعتبر خطيبتي( الجدران لها آذان ) وأخشى أن يسمعنا أحد .. اصبر لم يبقى سوى ساعات فتحملهم بعيدا عنها "

تمتم زياد بلوعة قلب لم يهدأ بعد "بضع دقائق فقط يا يونس لأطمئن عليها .. لا أخفيك سرا أنا ( وتوتر صوته ) أنا أشعر بالرعب ألا يأتي الغد .. أخشى بأن أكون في غيبوبة من تلك الرصاصة التي اخترقت جسدي واهذي لا أكثر .. غير قادر على تحمل الساعات القادمة .. أشعر بأنها ستكون من اصعب الساعات التي ستمر عليّ في حياتي "

ربت يونس على ركبته متعاطفا وقال "إن شاء الله سيمر كل مُر يا زياد .. صدقني أنا أعرف جيدا تلك اللحظات التي تمر علينا وكأن شاحنة تمر على أرواحنا لكننا مضطرون لأن ندعها تمر .. وستمر بإذن الله وسيأتي غدا وستتزوج ونفرح بك يا عريس "



أطرق زياد برأسه يتمتم "يا رب .. أتمها على خير يا رب"

مط يونس شفتيه وهو يتطلع للعدد الكبير من الأدوية الموضوعة بجواره وقال مناكفا ليخرجه من شروده "المهم أني قلق من هذا الكم من الأدوية وأنت لم تنم ولم تأكل كالبشر خلال الأربع وعشرون ساعة الماضية .. والحقيقة أن كل هذا يقلقني .. بأن تقصر رقبتنا غدا مساء حين تعود بإذن الله للعاصمة وتُغلق عليكما أبواب شقة واحدة .."

رفع إليه زياد أنظاره فأكمل يونس متسليا "أخشى ألا تستطيع رفع رؤوسنا يا صديقي .. وتفضحنا "

مط زياد شفتيه ورد بلهجة ممتعضة " يونس أنا لست في مزاج مناسب للمزاح "

قال يونس ببراءة" ماذا فعلت !.. كنت أعبر عن قلقي على جودة أداءك !"

فجز زياد على أسنانه قائلا "يونس اذهب من أمامي "

تكلم يونس متهكما " هل ستدعي الشرف والأخلاق أمامي يا زيزو .. أنت بمجرد أن يغلق عليكما بابا واحدا ستظهر كل أغراضك الدنيئة يا ذئب يا سفاح النساء"

لاح شبح ابتسامة على وجه زياد تحكم فيها متصنعا الجدية ورد" هل تعتقد أن الأمر سهل التنفيذ بهذه البساطة ( وأكمل شاردا بلهجة ذات مغزى ) نحن أمامنا فصل آخر من علاقتنا حين يمن الله علينا ونخرج من هنا .. فصل أخير .. فصل حاسم .. نتائجه ستشكل شكل علاقتنا القادمة للأبد" .

قال يونس بلهجة حاقدة وهو يستقيم "مهما أخذت من وقت ستفعلها قبلي يا ( ......) "

وهجم عليه يحيط رقبته بذراعه مناكفا ويلصقه بظهر الأريكة .. بينما زياد يصيح معترضا "ذراعي يا بني آدم .. ذراعي يؤلمني .. أنت يا مجنون !"

××××

تململت كارمن في سريرها غير قادرة على النوم فأغلقت الكتاب الذي كانت تقرأ فيه وحدقت في سقف الغرفة .

رن هاتفها فاعتدلت تجلي صوتها وترد متصنعة الهدوء بينما قلبها كانت تتسارع نبضاته " نعم فارس "

سألها بصوته الرخيم " هل أيقظتك ؟"

أسندت ظهرها إلى ظهر السرير وأجابت " لا استطيع النوم "

سألها باهتمام " لماذا ؟ هل أنت مريضة؟ "

ردت بهدوء "يبدو أني لست معتادة على عدم وجودك .. صحيح أنك تتأخر في الصعود للغرفة لكني كنت أعلم بأنك في نفس البيت .. لكن الآن.."

تسارعت خفقات قلبه وسألها" الآن ماذا؟"

قالت وهي تحرك ناظريها يمينا ويسارا تبحث عن المعنى "الآن أنت لست موجودا وأشعر بعدم الراحة"

حك فارس جبينه بيده بإجهاد وهو يقف أمام النافذة يتطلع للظلام بالخارج وقال" كنت أظن أن العكس هو الصحيح "

سألته باهتمام "ماذا تقصد ؟"

رد بخفوت وهو يترك النافذة ويستلقي على السرير " ظننت بأن وجودي حولك يشعرك بعدم الراحة فكنت (وصمت قليلا ثم أكمل ) أترك لك مساحة كافية حتى لا أضايقك "

ردت بصراحة كعادتها "أنا لا انكر أنه في بادئ الأمر كان الأمر صعبا عليّ .. تعرف كيف انقلب عالمي فجأة"

سألها فارس بترقب "والآن "

اشتعلت وجنتيها ودبت الحرارة في جسدها فغمغمت بتذمر "فارس لا تبيت خارج البيت مرة أخرى "

لاح شبح ابتسامة على وجهه وازدادت مساحة الخَضار في قلبه المتفحم ..والأمل ينبت جذورا خضراء مقتلعا اشواك اليأس اكثر وأكثر من محيطه .. فيزيد من قوة فارس الذي يرغب في الحياة بداخله والذي بات منافسا قويا لفارس الأخر الراغب في الموت في سبيل الانتقام .



قالت بلهجة حانية "تبدو مجهدا"

رد عليها مؤكدا " أنا بالفعل مرهق ومجهد ومعدتي مشدودة غير قادر حتى على الأكل .. لقد كان يوما عصيبا جدا .. ومرت عليّ لحظات شعرت فيها بأني أمشي على خيط رفيع بين جبلين شاهقي الارتفاع وفي رقبتي يتعلق ثلاثة أفراد .. كنت اجتهد لأسير على ذلك الخيط الرفيع بحرص وحنكة مختلطة ببعض الصرامة حتى أنجو بالثلاثة ولا نقع جميعا".

غمغمت وهي تحدق في سقف الغرفة "لم أبالغ إذا بم وصفتك به اليوم"

عقد حاجبيه وسأل" بم وصفتني؟!"

ردت بحنق طفولي "لو كنت طالعت الواتساب لعرفت .. لكني أعذرك هذه المرة بسبب ما حدث"

أبعد الهاتف عن أذنه وفتح الواتساب يبحث عن اسمها ليجد عبارة (يا فارسي) أمامه فتسارعت ضربات قلبه بعنف وأسرع يضع الهاتف على أذنه يسأل بلهفة "هل أنا كذلك يا كارمن؟"

ردت بوجنتين مشتعلتين "هل تسألني بعد كل ما فعلته وتفعله في الحياة .. الجميع يشهد بأنك شخصية ملهمة"

قال موضحا " أنا لا يهمني الجميع .. أنا أسأل عنك .. هل أنا كذلك بالنسبة لك؟"

مرت ثوان ثقيلة عليه قبل أن تقول متأثرة " وكيف لا تكون بعد كل ما فعلته من أجلي!"

سألها بلهجة محبطة" شعور جديد بالواجب يا كارمن؟؟"

تفاجأت بما يقول فغمغمت شاعرة بالذنب " أشعر بأني فاشلة حتى الآن في أن أكون لك زوجة حقيقية تعوضك عن مشقة حياتك الماضية"

قال بخفوت " يكفي وجودك في حياتي كأكبر تعويض لي حتى أنني لا أجرؤ على الطمع فيما هو أكثر من ذلك"

ارتجف قلبها بشدة حتى آلمها بارتجافه ..

وكأن فارس قد أصابه بسهم ناري اخترقه في الصميم ..

لكنه لم يؤذيه بل أناره.. وأدفأه.

سهما ناريا أطلقه هذا الفارس بعد أن ظل يحوم حولها بصبر بات يتقنه .. وبعد أن كانت تخشاه وترتعب من نواياه أمنته واستكانت إليه ووثقت فيه.. ليأتي في لحظة حاسمة ويصوب نحوها بسهمه الناري فلم تخف ولم تجفل .. بل استسلمت له .. ليخترق سهمه قلبها رافعا عليه راية تحمل عنوان

(مِلك لفارس سعد الدين )..

اصابتها كلماته بسهم العشق فامتلك قلبها .

ارتبكت كمراهقة خرقاء ولم تجد ما تقوله فقالت بدلال طفولي " فارس لا تبيت بعيدا عني مرة أخرى "

رد بسعادة لا يذكر متى شعر بها آخر مرة "حاضر "

شعرت بافتقاده وتمنت لو يكون موجودا لتحضنه فسألته "متى تأتي غدا؟"

زفر وقد تذكر ما ينتظره غدا من يوم مجهد أخر فقال "عقد القران سيكون بعد العصر تقريبا بعدها سنأخذها ونعود بإذن الله .."

استلقت على ظهرها وقالت وهي تسترخي وقد أصابها النعاس" لا تتأخر"

قال بلهجة حانية" هل تشعرين بالنعاس؟"

همهمت باسترخاء اشعله" أجل .. يبدو أن صوتك قد أوحى لي بوجودك"

غمغم بصوت مبحوح "سأتركك لتنامي"

طقطقت بلسانها رافضة وردت باعتراض طفولي" لا تذهب قبل أن أنام"

تسارعت أنفاسه وباتت ثقيلة معترفا بأنه لو كان موجودا معها في تلك اللحظة لتجاهل كبريائه اللعين ولخضع لرغبته في وصالها ولو متوسلا.

غمغمت بصوت رقيق خافت" فارس"

أغمض عينيه وتسارعت أنفاسه اكثر يجيب بخفوت ساخن "نعم "

قالت مغمضة العينين "هل تعلم بأني سأعلم أطفال الدار الانجليزية ؟"

همس مغمض العينين" هذا جميل أحببت الفكرة"

"فارس"

"نعم"

"سأدرس لهم الفرنسية أيضا"

"رائع "

"فارس"

"همممم"

"كم يساوي حاصل ضرب الف ومائة في عشرة آلاف؟"

زفرة أكثر سخونة انطلقت من صدره مصحوبة بشبح ابتسامة باتت تظهر على وجهه على غير عادة وغمغم بخفوت "الاصفار مجددا يا كارمن !"

صوت ضحكة شديدة الخفوت والشقاوة كانت آخر ما سمعها منها قبل أن يستسلم أحدهما أو كليهما للنوم .

××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.