14-10-19, 01:24 PM | #81 | ||||
مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا مريت أمسي على الشلة الحلوة ابوووو الفوارس والبسكوتة ويونس العظيم مع فريدة هههههه ميمي الشيمي مع روفيدة وزياد ابن الناس كويسين مع وعد ... وحتى زغلوووول جوز خضرة ... ههههه احلى رواية يا شموسة الف مبروك التنزيل هنا... وبالتوفيق ان شاء الله يا قمر. | ||||
14-10-19, 02:35 PM | #83 | ||||
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصل رائع كالعادة الواضح ان شويكار هانم وثقل دمها راح يجيبولنا جلطة في هذه الرواية بعكس حلاوة يةنس وفريدة العسل. بعد هذا الفصل تأكدت تقريبا ان يونس وفريدة ليسا أخت وأخوها, الواضح انها ليست ابنة نفيسة ولكن لا أعرف كيف هي أخت فارس. أما بالنسبة لعلاقتها مع يونس أتوقع انها ابنة عمه ومكتوب كتابهم عشان تقدر تعيش معهم بدون اي مانع شرعي. مأدري يمكن شطحت بالتوقعات لكن من بداية ظهورهم في الرواية ما حسيت ان علاقتهم علاقة أخوة. | ||||
15-10-19, 01:40 AM | #84 | |||||||||
عضو ذهبي
| والله يابنت الشبكشى فيه ناس تربية بشوات بس عايزين قطع لسانهم زيك كدا ياعنى نكدت عليهم وملحقوش يتهنوا بالحمام المكشوف :s_45::s_45: يونس وفريده وشهد ثلاثى فى منتهى خفة الدم الحاجه نانى الحنان كله فارس ابوعيون زرقا وبنت المحظوظة كارمين روووووووووووعه ياقمر تسلم ايدك | |||||||||
16-10-19, 01:11 PM | #89 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل الخامس دقيقة واحدة.. دقيقة قد يتغير فيها قدرك. دقيقة قد تكون الفارق بين الموت والحياة. دقيقة قد تموت فيها وتحيا من جديد. دقيقة تختبر فيها معنى الستر من الله معنى حلمه ولطفه بك .. في دقيقة واحدة بعد أن هدّأ يونس سيارته محكما عقله على تهوره.. وحاول الاتصال بفريدة ثم كارمن لتهدئة السرعة .. شاهد فجأة اختلال سيارة الفتاتين عن بعد ولم يدر بعدها ماذا حدث .. صرخت كارمن في السيارة " حاذري يا فريداااة " لتجد الأخيرة صبيا يخرج بدراجته من شارع جانبي باندفاع فعدلت عجلة القيادة باستجابة سريعة للناحية المقابلة لتجد رجلا يجلس بجوار كشك خشبي .. فعدلت اندفاع السيارة للجهة المعاكسة مرة أخرى لتضرب السيارة في الكشك بعنف وترتج بقوة .. تزامنا مع صرخة رعب أطلقتها كارمن .. فانفتحت الوسائد الهوائية أمام الفتاتين وأظلمت السيارة عليهما .. بعد أن انقلبت الكثير من محتويات الكشك فوقها .. لن يستطيع يونس أبدا وصف هذه الدقيقة من عمره مهما حاول .. أن يرى السيارة أمامه عن بعد تنحرف لتفادي الصبي الذي وقع من فوق دراجته في وسط الطريق فزعا .. وأن يرى فريدة متجهة لتصدم الرجل الجالس بجوار الكشك .. ثم تتخذ قرارا بتعديل السيارة مرة أخرى لتفادي الرجل بمسافة بسيطة لينتهي بها الحال تضرب في الكشك الخشبي ويتحطم معظمه .. كان أمرا يفوق طاقة احتماله . فتوقفت عضلة قلبه صارخا بصوت مزق نياط قلبه " فريدااااااااا " لا يعرف كيف ترجل من السيارة في وسط الطريق وتركها مفتوحة وهي لا تزال لم تتوقف بعد رغم توقف المرور تماما .. أما كارمن فشعرت بأن الارتطام قد مزق قفصها الصدري رغم أن انتفاخ الوسادة الهوائية قد خفف من الاصطدام لكن اسياخ من النار بدأت تنهش في كتفها . غريزة البقاء أجبرتها على تخطي الصدمة تطمئن على فريدة التي ظلت محدقة بذهول أمامها متسعة العينان في حالة سكون فتفحصتها كارمن بفزع وهي تسمع أصوات الناس خارج السيارة .. لكن ظلام البضاعة والكراتين التي تغطي السيارة مازال لم ينقشع بعد .. فهزتها تصرخ بفزع " فريدة هل انت بخير؟؟؟ " استدارت إليها فريدة تغمغم بمقلتين مرتعشتين " هل مات أحد؟.. هل قتلت أحدا ؟؟؟؟" قالت كارمن بسرعة وهي تصارع ضغط الوسادة الهوائية عليها " تعالي لنخرج أولا " همست فريدة بعينين متسعتين مذهولتين " أنا غير قادرة على الحركة .. لا أشعر بكامل جسدي " تحركت كارمن تفتح باب السيارة لتجد بعض الناس قد قاموا بإزاحة بعضا مما يعيق الباب .. فخرجت بصعوبة لتجد مقدمة السيارة كلها داخل الكشك .. فاستدارت نحو فريدة المتخشبة بفعل الصدمة .. تساعدها على الخروج . في طريقه للسيارة جريا والذي لم يتعدى ثوان لم يكن يونس يحارب فزعه فقط .. ولا عضلة قلبه التي توقفت عن الحركة ليعيدها للعمل .. ولا تلك المسافة بينهما التي تبدو للعين قصيرة لكنها كانت طويلة .. طويلة جدا .. لم يكن يحارب ذلك فقط. بل كان يحارب تلك الذكريات المعذبة التي انفجرت في رأسه فجأة وهو يجاهد دوما بألا يفكر فيها . لم تكن مجرد صور هاجمته لذكرى قديمة .. بل احاسيس ومشاعر واصوات.. احاسيس خوف .. رعب .. فمه المغلق بكف كبير خشن .. ثم بشريط لاصق يؤلمه . دموعه التي أغرقت ملابسه. تلك الغرفة المظلمة التي مكث فيها يوم وليلتين يحارب الظلام وحده بسنوات عمره الثمانية.. رائحة الطوب والبناء .. وصرير الحشرات من حوله .. ملابسه برائحتها الكريهة التي تبول فيها بعد أن يئس من دخول الحمام .. كل شيء قد عاد يا يونس .. حتى صوت حديث والدك .. وحتى ... صوت الرصاص وهو يخترق صدره . "فريداااااااااااااااااا" صرخ بها يقاوم وحوش الذكريات التي تثقل حركته رغم أنه كان يهرول فتصر على أن تعيده للخلف حتى لا يتقدم نحوها. ليرى كارمن تخرج من السيارة وتستدير لتزيل الكراتين والبضاعة من ناحية باب السيارة الأخر بمساعدة الناس .. ثم تحاول أن تخرج فريدة التي لم تقدر على الحركة .. فحضنتها من تحت ابطيها وكأنها تحملها لتستقيم وتتحرك معها أخيرا وتمشي خطوات بسيطة ..ثم تنهار جالسة على أحد الأرصفة. أبطأ يونس خطواته ليقف ململما لأعصابه . مائلا بجذعه للأمام يستند على ركبتيه يلهث .. وهو ينظر إليها من بعيد تتحدث مع كارمن .. الحمد لله .. الحمد لله .. فريدة لم تذهب وتتركه مثل والده .. فريدة لا تزال حية يا يونس .. فانهار على ركبتيه في الشارع يسجد شكرا لله . بعد دقيقة أجبر نفسه وأطرافه التي لا تستجيب له بالتحرك .. فزحف لثانيتين في اتجاهها قبل أن يستقيم حين لمحها تنظر إليه مذعورة . كان الناس متجمعون يزيحون باقي البضاعة والكراتين بينما صاحب الكشك يولول على خسارته .. ومنهم من شهد شهادة حق أن الصبي هو من خرج فجأة أمام السيارة ومنهم من سخر من قيادة النساء.. لكن فريدة ويونس كانا بمنأى عن كل ذلك تتعانق نظراتهما في رعب وذكريات مشتركة تلوح في الأفق ..بينما وقفت كارمن تتطلع في الجميع تحاول أن تتماسك فلا وقت للانهيار. اقترب يونس من فريدة ليجدها مذعورة مصدومة فنزل أمامها على ركبتيه يبثها الأمان محاربا عذاباته الشخصية التي تنهش وحوشها لحمه في تلك اللحظة ... ليأخذ رأسها في صدره فانفجرت في البكاء تتشبث بكمه .. فأخذ يردد بحنو " أششششش .. قدر الله ثم لطف بنا " رفعت إليه وجهها المغرق بالدموع تقول من بين شهقاتها " الولد خرج أمامي يا يونس اقسم بالله" أدخل الشعرات التي خرجت من حجابها بيده وعدله ليغطي مقدمة رأسها ثم أمسك برأسها بين كفيه يقول لاهثا وهو غير مصدق أنه كاد أن يفقدها منذ دقائق " أنت رائعة .. أنت تصرفت بذكاء وثبات انفعالي يثيران الاعجاب يا فريدة .. أنا فخور بك لقد تصرفت بشجاعة " أسندت مقدمة رأسها على صدره متشبثة بكم قميصه وانفجرت في البكاء . فظل يتمتم وهو يربت على رأسها " أنا فخور بك.. أنا فخور بك " ×××× هرول فارس في ممر المستشفى يبحث عن قسم الطوارئ يقطع المسافة بساقيه الطويلتين لكنها بدت له كالكيلومترات .... فبالرغم من أن يونس قد طمأنه انهما بخير لكنه لم يستطيع أن يهدأ منذ أن علم بالخبر .. فياله من شعور يفطر القلب حين توشك على فقدان شخص عزيز عليك .. ومن غيره يعرف جيدا هذا الشعور وقسوته وألمه ووجعه .. بمجرد أن سمع بما حدث .. كل ذكرى حاول أن يواريها في قلبه المتفحم ظهرت في رأسه كحمم بركان لا يعرف الخمود .. حتى ملمس الدماء الساخنة .. دماء والده استشعرها على يديه .. لمح أخيه من بعيد يجلس بجوار فريدة التي ترتدي سترته الجلدية وتجلس على مقعد في الممر تبكي تربط معصمها وكفها برباط سميك.. والذي وقف له حين لمحه لكنه كسر نظره للأرض خزيا وشعورا بالذنب غير قادر على مواجهته .. فاقترب فارس مهرولا لتستقبله فريدة بانهيار أكثر في البكاء .. سحبها فارس لتقف وطوقها بذراعيه يحضنها ويمسد على رأسها فغمغمت من بين دموعها " أنا آسفة يا أبيه أنا آسفة " تمتم فارس بخفوت" ألف حمدا لله على سلامتك حبيبتي .. ألف حمد لله .. " ابعدها يتطلع فيها وكأنه يتفقد سلامتها أمام ناظريه ثم مال عليها يقبل جبينها ويعيدها لتجلس على المقعد ليقول لاهثا " هل مازال الطبيب عند كارمن ؟" قال يونس بسرعة يطمئنه" هي بخير حمدا لله .. يفحص كتفها فقط .. وزياد هناك عند سيارة فريدة يتفاهم مع صاحب الكشك .. " تمتم فارس بسرعة قبل أن يندفع نحو الغرفة التي يقفون أمامها ليفتحها ويدخل " ارسلت الشيمي وسيحل الأمر بالتراضي إن شاء الله " اعترضت الممرضة في داخل الغرفة هاتفة " ممنوع يا فندم " تجاهلها فارس مركزا نظراته على كارمن خلفها التي ادارت رأسها هي والطبيب لمعرفة هوية مقتحم الغرفة .. فهالها وجهه شديد الشحوب فتمتمت بتلقائية " إنه.. إنه زوجي" أشار الطبيب للممرضة أن تتركه وأكمل فحص كتفها ممسكا بذراعها بينما وقف فارس متخصرا دافعا طرفي سترته للخلف يتابع الطبيب الذي يثني ويفرد ذراعها ويسألها عن موضع الالم .. بعد أن انتهى الطبيب من الفحص قال " حمدا لله الذراع والكتف بحالة جيدة .. هناك بعض الرضوض بالكتف سأكتب لها بعض الادوية لتخفيف الألم وبسط العضلات" تدخل فارس يسأل بقلق " ألن تحتاج لإجراء أشعة ؟" رد الطبيب وهو يكتب في دفتره الصغير " حالة الكتف جيدة كما قلت لكن لا مانع من عمل أشعة لزيادة الاطمئنان إن أردتم.." اعطى الورقة لفارس الذي مرر نظره بينها وبين كارمن التي تمسك بكتفها وهو يتمتم " إن شاء الله ". تركهم الطبيب متمتما بحمد الله على السلامة وملقيا تعليماته للممرضة فاستدار فارس للأخيرة التي قالت له" تستطيع المريضة أن تغادر بعد انهاء اجراءات الخروج .. " أومأ برأسه في صمت فحركت الممرضة نظراتها بينهما لينظر لها فارس نظرة خطرة أفهمتها برغبته في مغادرتها للغرفة فتركتهم بارتباك .. ليغلق الباب خلفها ويستدير مقتربا من كارمن يتفحصها بلهفة فاجأتها رغم صمته.. لم تفهم لغة عينيه رغم استشعارها أن بهما كلاما كثيرا .. لكنها أحست برغبة ملحة في البكاء لأول مرة منذ الحادث .. رفعت إليه وجهها فتعانقت انظارهما.. وقبل أن تستوعب كان يميل عليها ويلف ذراعيه حولها يحضنها بقوة آلمت كتفها المكدوم . تفاجأت .. ورفعت وجهها نحو سقف الغرفة تسند بذقنها على صدره ..وشعور بالدفء يتسرب ببطء لذيذ ويشعرها بالخدر . لم تكن متفاجئة بالحضن رغم أنه لم يكن متوقعا .. لكنها تفاجأت بارتجافه . بارتجاف فارس الذي استشعرته جليا .. وبدموعها التي سالت من جانبي عينيها في صمت وهي تسمعه يغمغم بأنفاس دافئة بجوار رقبتها "اللهم لك الحمد والشكر .. اللهم لك الحمد والشكر " ابتعد قليلا يتطلع في وجهها حاضنا اياه بين كفيه الدافئين هامسا بصوت أجش وهو يمسح بإبهاميه الخشنين خيط الدموع الصامت الذي ينساب من جانبي عينيها" هل تتألمين؟ " غمغمت " قليلا واعطوني حقنة مسكنة " قال بخفوت وهو يستعيد تحكمه في نفسه ويبتعد ليمد يده لها فتستند عليه وتنزل من على السرير العالي "هيا لنعود للبيت " استندت على ذراعه مغمغمة برجاء " لا تخبر والدي أرجوك أخشى عليه أن يمرض حين يسمع الخبر " أمسك بحقيبتها وبمرفقها يومئ برأسه موافقا .. فتحركت معه وهي تستعيد ذلك الاحساس بحضنه الذي كان منذ قليل.. كان حضنه .. دافئا .. عطرا. يتبع | ||||||
16-10-19, 01:14 PM | #90 | ||||||
كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| 2 بعد ساعتين: انهارت فريدة التي لم تتوقف عن البكاء بعد .. تدفن رأسها في حضن الحاجة نفيسة التي لم تكن أقل منها انهيارا تتمتم بالحمد والشكر لرب العالمين.. قالت فريدة من وسط بكاءها مفسرة " الفتى خرج فجأة أمامي اقسم بالله فحاولت تفاديه .." غمغمت الحاجة من بين دموعها وهي تمسد على رأسها وظهرها " ابنتي .. ابنتي حمدا لله.. حمدا لله .. الحمد والشكر لك يا رب " ثم ابعدت وجه فريدة تنظر إليها تتفحصها وتقول" ليس بك شيء يا قلب أمك أليس كذلك " غمغمت فريدة" ساعدي فقط الحمد لله" نظرت الحاجة ليدها المربوطة برباط ابيض وانهارت تقبل وجهها في كل مكان بهيستيريا بعد أن قالت "ليتني كنت أنا بدلا منك يا قلبي" دفنت وجهها مجددا في صدرها باكية بينما وقفت كارمن تتابعهما بشعور مختلط ما بين السعادة برؤية ذلك الحنان المتدفق بينهما والحسرة .. فلأول مرة تشعر بأنها بحاجة لشعور لم تكن تعلم انها تفتقده .. ذلك الاغداق في المحبة دون شروط. وكأن الحاجة قد شعرت بها لتقول وهي تشير لها "تعالي بنيتي طمئنيني عليك .. لا تؤاخذيني عقلي طار والله منذ أن دخلتم عليّ بهذا الشكل " نظرت كارمن لفارس الذي يقف متجهما يتابع ما يحدث ثم قالت بابتسامة لطيفة " أنا بخير" اصرت الحاجة على الاشارة إليها بالاقتراب " اقتربي بنيتي كي أطمئن عليك " اقتربت كارمن بتحفظ لتجلسها الحاجة بجانبها على الأريكة وتمسح بيد حانية على وجهها وشعرها متمتمة " الحمد لله .. عين .. والله عين.. أعوذ بالله .. سأبخر البيت وارقيكم كلكم يا أحبائي .. ( ونظرت لفارس تقول ) سنذبح يا فارس سنذبح ونطعم الفقراء " رد فارس بهدوء "سنفعل بالتأكيد يا أمي إن شاء الله ( وتوجه لخضرة التي تقف تمسك بطرف حجابها تغطي فمها وتتابع بأعصاب مشدودة ) أم شروق .. من فضلك ساعدي كارمن لتصعد وترتاح بالأعلى " قبل أن تعترض كارمن قال فارس ليونس الذي دخل للفيلا للتو بعد أن عاد أخاه الأكبر بالفتاتين في سيارته " اتبعني" هتفت الحاجة" يونس .. تعال يا قلب أمك .. تعال وطمئني عليك يا قرة عيني " تحركت كارمن لتصعد لجناحها بينما اقترب يونس من الحاجة التي خبأت وجهها بكفها تبكي بمجرد أن نظرت إليه.. فما أرعب من أن تكون على وشك فقدان فلذة كبدك . جلس يونس على عقبيه أمامها يبعد يدها عن وجهها ويقول بخفوت ووجه واجم ليس من شيمته " أنا أمامك كالجحش يا نفوسة لم يطالني شيء" مالت عليه وقبّلت وجهه عدة قبلات هستيرية وهي تتمتم " تسلم لي .. تسلم يا قرة عيني " أمسك يونس بيدها يلثم ظاهرها .. فصرخ فارس من داخل مكتبه " يوناااس" ارتعبت كارمن وتجمدت على السلم بينما قبّل يونس رأس أمه وألقى نظرة على فريدة التي تطالعه بقلق فجعد لها أنفه مداعبا أن تطمئن وتوجه نحو غرفة مكتب فارس لتتمتم الحاجة "سترك يا رب " مرت ثوان من الصمت أو هكذا خيل لكارمن التي تملك الفضول منها وهي تنزل درجات السلم .. لكنها كلما اقتربت كانت تسمع صوت فارس يتحدث بخفوت حتى صاح فجأة بصوت أرعب الجميع حتى من هم معتادين عليه " هل جننت يا يونس .. هل جننت !! " اقتربت كارمن تنظر من خلال باب المكتب المفتوح في رعب وكأنها تخشى أن يؤذي أحد منهما الآخر فصوت فارس كان مخيفا بحق.. كان يونس يقف أمام أخيه يديه في جيبي بنطاله صامتا يحدق في الأرض بينما فارس يمسك بتلابيبه بقوة صارخا في وجهه بتوبيخ " هل تعتقد أن بقي لدي اعصابا لأتحمل شيء قد يحدث لكم .. هل تعتقد أن أمك بقي لديها ما تتحمل به لعبكما .. أنت أكثر من يعلم جيدا ما عانيناه .. وأني لن اتحمل ذلك من جديد .. ( وصرخ بصوت أعلى بهستيريا ) لن أتحمله يا يونس .. لن أتحمله " صاحت فريدة وهي تترك حضن الحاجة نفيسة " كانت غلطتي أنا يا أبيه يونس ليس له أي ذنب " هدر فارس دون أن يستدير " اخرسي يا فريدة لا أريد حرفا واحدا " تجمد الدم في عروق كارمن تتطلع للجميع في خرس.. بينما تكلم يونس بخفوت " بل أنا المخطئ وأنا من يتحمل مسئولية ما حدث وكان الله رحيما بي أن مرت على خير " ترك فارس تلابيبه بخشونة وقال بنبرة أهدأ وهو يمرر أصابعه في شعره بعصبية " كان رحيما بي أنا يا يونس .. كان رحيما بي وبأمك ..( ونظر إليه يقول بغيظ ) اذهب من أمامي الآن قبل أن أقتلك بيدي " تحرك يونس يخرج من المكتب متجاوزا كارمن بوجه واجم ليتجه نحو باب الفيلا فصاحت الحاجة " يونس .. الى أين .. يونس " وصرخت فريدة باكية " يونس .." لم يرد يونس بينما سُمِعَ صوت تكسير في غرفة المكتب فاستدارت كارمن بهلع تنظر من بعيد لتجد أحد المزهريات محطمة على الأرض.. بينما جلس فارس على الأريكة يدفن رأسه بين كفيه يحاول تهدئة نفسه . بعد مرور بعض الوقت قالت الحاجة وهي تمسح الدموع عن وجهها "هيا لترتاحي يا فريدة .. ستنامين في غرفتي وبجواري يا أمي اليوم" نظرت إليها فريدة موافقة بينما ظلت كارمن جالسة على المقعد في حالة شلل لا تعرف ماذا تفعل .. هل تدخل لفارس أم أنه يريد أن يكون بمفرده .. أم تصعد لغرفتها .. المسكن انتهى مفعوله وكتفها يؤلمها .. وبعد كل ما حدث اليوم تريد أن تنام .. تشعر بأنها فاقدة للطاقة ومجهدة .. تحتاج لحمام ساخن وفراش وثير وضوء خافت حتى تشحن طاقتها من جديد . قالت الحاجة" ادخلي له بنيتي .. الرجل يحتاج لدعم زوجته في لحظات الضيق .. " تحركت كارمن تستجمع شجاعتها ودخلت ببطء إلى غرفة مكتبه .. وكتفها يؤلمها بشدة .. كانت غرفة عملية وبها باب متحرك داخلي مفتوحا لنصفه يفصل المكتب عن منطقة داخلية بها أجهزة رياضية . اقتربت وجلست بجواره على الأريكة بينما ظل هو يسند رأسه بين كفيه فلم تدري ماذا تقول .. رغم أنها شعرت بتعاطف كبير وشفقة عليه .. فقد بدا لها مثقلا بالهموم وأحست أن كلامه مع يونس له معنى أكثر من مجرد رد فعل على حادث .. لكنها لم تفهم علام يتحدثون . أجلت صوتها وقالت وهي تلمس كتفه " هل .. أنت بخير؟" تقلصت عضلة في كتفه موضع لمستها وغمغم دون أن يرفع وجهه " لماذا لم تصعدي لترتاحي .. أنا بخير اصعدي أرجوك وارتاحي " سألته بتردد " ألن .. ألن تصعد لتنام " غمغم بهدوء " سأصعد بعد قليل .. اصعدي أرجوك .. كان يوما شاقا عليك ِ" ترددت قليلا ثم استقامت تغادر وتتركه على حالته .. ولم تدري أنها تتركه مع ذكريات ماض ينهشه ويمزق قلبه بلا رحمة . بعد أقل من ساعة : فتح زياد الباب ليجد يونس يتجاوزه إلى الداخل .. فرفع حاجبا وتمتم " وعليكم السلام والرحمة .. أغلقت معك الخط منذ ساعة ولم تخبرني بأنك قادم " جلس يونس على الأريكة في صمت مائلا بجذعه يستند بمرفقه على فخذيه ودخان السيجارة المشتعلة بين أصابعه يرسم خيوطا في الهواء . فاقترب زياد بإشفاق يجلس بجانبه مربتا على ركبته ليقول مشجعا "الحمد لله أن الأمر كان بسيطا .. وصاحب الكشك تفاهمت معه وتمت التسوية .. صحيح أنه كان جشعا لكن الشيمي أخبرني أن فارس أمر بأن تراضوه بدون أي مشاكل " تنبه لقدم يونس التي تهتز بعصبية ولدفعات الدخان التي ينفثها فقال بهدوء "هون عليك يا يونس " انفجر يونس صائحا وهو يستقيم واقفا " كيف .. كيف أهون على نفسي .. كيف يا زياد .. ( وتحرك جيئة وذهابا في توتر يقول ) لقد كدت بجنوني أن أقتلها .. أقتل فريدة .. بجنوني كدت أقتلها " قال زياد بحزم " لا أنكر ان ما فعلته كان تهورا لكنك لست مجنونا يا يونس .. فالمجنون لا يدرك أنه مجنون .. ولا أرى أنك من الممكن أن تؤذيها باقترابك منها بأي حال .. كان قدرا ومكتوبا.." تكلم يونس ببحة أوجعت صاحبه " هاجمتني تلك الذكريات اللعينة وأنا أرى ارتطام السيارة فانخلع قلبي يا زياد.. وحين ترجلت من سيارتي شعرت أني أسير على أرض لينة كالعجين .. لم أستطع الجري بسرعة كما أفعل في أي موقف مفاجئ لأنقذها شعرت أن تلك الدقائق كانت ساعات من العذاب .. عذاب الماضي وعذاب الترقب لكارثة لن يتحملها قلبي وسأموت.." توجع زياد وهو يشاهد ملامح صاحبه المتألمة كمن تعذبه الشياطين ليكمل الثاني محدقا أمامه بمقلتين ترتعشان " تخيل!.. تخيل أن أؤذي فريدة بيدي؟ .. فريدة كادت أن تموت لأنني تهورت .. لأني فقدت أعصابي ولم أحكم عقلي .. وكان هذا سيؤذي فارس وأمي أيضا " اقترب زياد يمسك بكتفيه قائلا بحزم " كفى هذيانا يا يونس .. فخرافة أنك ستؤذي فريدة إن اقتربت منها عليك أن تتخلى عنها" رفع يونس ناظريه نحو صاحبه يقول مستمرا في هذيانه " فارس كاد أن يجن .. شعرت معه بكل وخزة وجع كانت تؤلمه ( ضرب على صدره بقبضته ) شعرت بكل شيء.. أنا اقسمت منذ سنين ألا أوجعه مرة أخرى فيكفيه ما يحمله من هموم ثقيلة لكني كدت أن أقضي عليه اليوم بتهوري " حركه زياد من كتفيه يتمتم " يونس .. اهدأ يا يونس .. أنا مازلت عند رأيي ... أنتم عائلة تحبون بعضكم بشكل مرضي .. أنا أؤكد لك أن فارس يعلم أن الحادث كان قضاءً وقدرا .. أنت نفسك أخبرتني أنك حين أدركت أنها تسرع بالسيارة هدأت من سرعتك وحاولت الاتصال بها .. (نظر يونس في عينيه يحاول التأكد من صدقه حتى يخفف من وجعه ليكمل زياد ) .. ما حدث كان من الممكن أن يحدث مع أي شخص يا يونس بدلا من أن تلوم نفسك صلي ركعتين شكرا لله " غمغم يونس وهو يفرك وجهه في كفيه" سنصلي ونذبح ونخرج صدقة لله إن شاء الله " ربت زياد على كتفه يقول " الحمد لله على سلامتكم يا صاحبي ..ربك كريم ( ثم ضرب على كتفه يقول بمرح زائف ) هل أنت جائع؟ " يتبع | ||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|