آخر 10 مشاركات
ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1161Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-19, 12:15 PM   #251

نهاد على

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية نهاد على

? العضوٌ??? » 313669
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,655
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


ألف مبروك يا شيماء على التميز و أنا خلصت روايتك وقريتها لكن لقيتها فرصة أبارك لك و أقولك بجد أنت مميزة جداً فى أسلوبك و الأفكار اللى بتطرحيها فى رواياتك و أتمنى لك نفس النجاح اللى حققتيه فى قلبك وطنى و أكتر ومن نجاح لنجاح دائم إن شاء الله


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 11-11-19 الساعة 01:11 PM
نهاد على غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكراً لأجمل روزا


رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 12:24 PM   #252

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 54 ( الأعضاء 22 والزوار 32)






‏موضى و راكان, ‏ميمو كوكي, ‏Monaco, ‏Taek, ‏noga2009, ‏tasoo, ‏ارض اللبان, ‏غروب., ‏ghdzo, ‏Shammosah, ‏سر الاحساس, ‏@جار القمر@, ‏فديت الشامة, ‏سوووما العسولة, ‏مرمر1, ‏HEND 2, ‏omhamzamizo, ‏جوهره فى القصر, ‏الثقلين, ‏shammaf, ‏طوطه, ‏
suad-otb




صباح الخير و السعادة لكل الحضور


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 01:00 PM   #253

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الرابع عشر

الفصل الرابع عشر


في مساء نفس اليوم
بعد العشاء وقفت كارمن تمسد ذراعيها بالتبادل في غرفة المعيشة تغمغم " ما هذا الجو البارد الليلة ؟"
ردت عليها فريدة تشعر بالبرودة هي الأخرى " أجل الجو اليوم بارد "
تساءلت كارمن مندهشة " لماذا لا يوجد مدفأة في الطابق الأرضي كما في الغرف ؟"
أجابتها فريدة وهي تغطي ساقي الحاجة نفيسة بغطاء صوفي صغير " أمي لا تحب المدفآت خارج غرف النوم "
سألت كارمن " لماذا؟؟"


ردت الحاجة موضحة " حتى لا تتدفأ أجسادكم ثم تخرجون فجأة للحديقة فتمرضون "
تعجبت كارمن بينما رد يونس " ماذا لو كنتم في دولة أوروبية حيث درجة الحرارة تحت الصفر .. في ألمانيا كانت تصل لخمسة عشر درجة تحت الصفر "


انتبهت كارمن للطبق الموضوع على المنضدة الصغيرة وأطلت القلوب تطل من عينيها .. بينما تبادل يونس وفريدة النظرات المحرجة وذكرى ليلة أمس في السيارة لا تريد أن تفارق خيالهما.


هتفت كارمن بفرح " بسبوسة "
ثم اقتربت من طبق الهريسة التي أرسلته رفيدة تقطع قطعة بالشوكة وتأكلها بينما الحاجة تتأملها لتقول الأولى عاقدة حاجبيها " طعمها رائع لكني أشعر بأنها مختلفة عن الطعم التقليدي "
ابتسمت الحاجة بينما ردت فريدة" هذه هريسة يا كارمن وليست بسبوسة"
ضيقت كارمن عينيها وأخذت قطعة أخرى تأكلها وهي تقول" تبدو مثلها في الشكل لكن الطعم به شيء مختلف"


ردت الحاجة مفسرة " انها كالبسبوسة لكن يوضع بها كمية كبيرة من جوز الهند "
لعقت كارمن شفتيها وقالت بسعادة " أعجبتني "
لمحت فارس الذي كان في طريقه لغرفة المكتب لكن فريدة اسرعت إليه تتعلق بذراعه وتقول بعاطفة أخوية " هل أنت متأكد بأنك بخير؟ .. أشعر بأنك متعب أو مجهد لا أعرف "



ربت فارس على ظهرها مغمغما بلهجة حانية " أنا بخير مجرد إجهاد في العمل "
يده التي تلمس ظهر فريدة أشعرت كارمن بالضيق فقالت بسرعة" فارس انتظر "
واندفعت نحوه تحمل الطبق وعلى طرف الشوكة قطعة من الهريسة تقربها من فمه وهي تقول بحماس "ذق هذه"


تنحت فريدة مبتعدة ووقفت بجوار يونس تشاهد بتسلي بينما لاح الحرج على فارس وهو يشعر بالعيون تحدق فيه.. لكن كارمن أصرت على اطعامه في فمه فحاول أن يمسك منها الشوكة لكنها ظلت ممسكة بها بإصرار .. ليميل برأسه باستسلام يأكل من يدها فرفعت أنظارها إليه تقول "أليست رائعة؟"


فجأة غنى يونس وفريدة معزوفة الزفاف الغربية تعليقا على المشهد بينما اتسعت ابتسامة الحاجة " تارا تتا .. تارا تتا .. تارا تتاتا .. تارا تتا ! "


قالت فريدة ليونس بدلال تقلدها " أليست الهريسة حلوة يا فارس؟"


فيرد يونس " من يديك عسل يا كراميلا "
حدجهما فارس بنظرة نارية يخفي استشعاره الحرج واضعا يديه في جيبي بنطاله البيتي المريح بينما احمر وجه كارمن وطالعتهما بابتسامة مستخفة تقول بإغاظة "لا يدللني بكرميلا"


سألتها فريدة بفضول متحمس "وبم يدللك أبيه إذن؟"
لمعت عيناها وأدارت وجهها نحو فارس فحذرها بعينيه من البوح لكنها عادت إليهم تقول بكبرياء طفولي "سويتي"
صاحت فريدة تصفق " أوووووووه ! "
بينما هتف يونس " أصبحنا ندلل باللغات الأجنبية يا كبير"


تنحنح فارس وهرش في مؤخرة رأسه وتحرك مغمغما بحرج "أنا ذاهب لغرفة المكتب"
اسرعت كارمن خلفه .. فلحقت به قبل أن يدخل من باب الغرفة تقول " فارس هل انزعجت مني ؟ .."


استدار إليها يقول بهدوء" لا .. لكن عليك بمراعاة كوني رب هذه العائلة ولابد أن أكون محتفظا بهيبتي أمامهم .. كما أني معك أحاول أن أتخلى بقدر المستطاع عن جديتي وأبحث عن فارس الشاب الذي ضاع مني .. لكني لا أحب أن أظهره أمامهم .. هو لك أنت فقط"


قالت معترفة بالخطأ" أعتذر لم أقصد أن أسبب لك حرجا .. وأحب أن تظهر لي أنا وحدي فارس الشاب"
لاحظ بأنها تقبض على الوشاح الثقيل حول كتفيها بقوة بينما يدها الأخرى تحمل الطبق والشوكة فقال "أتشعرين بالبرد؟"
أومأت برأسها تقول معترفة" لا أعرف لماذا أشعر بالبرد الشديد اليوم"
قال مشيرا للطبق "كلي إذن الكثير من الحلويات "


نظرت للطبق وقالت بلهجة بائسة " أحاول أن أمنع نفسي عنها حتى لا يزداد وزني أكثر من ذلك"
رفع فارس حاجبا وتطلع فيها بنظرة مقيمة من رأسها حتى أخمص قدميها ثم قال ساخرا " أكثر من ذلك !! .. عموما إذا احتجت لمساعدة أنا موجود"


ضيقت حاجبيها وسألته ببطء " مساعدة .. في ... أي .. شيء ؟"
رد بهدوء وثقة " في تدفئة جسدك البارد"
سألته بتردد" كيف؟"
اشتعلت عينيه بنظرة باتت تعرفها ومال قليلا يهمس "لي طريقتي الخاصة .. إذا احتجتني ..أطلبيني"


نظرت نحو غرفة المعيشة ثم عادت تنظر إليه تغطي فمها بقبضتها وتكتم ضحكة محرجة مغمغمة" تقصد الخميس!"
ازداد اشتعال عينيه .. فقالت بدلال " أقول لك أشعر بالبرد تقترح هذا الاقتراح ! "
رد بثقة " اذا وثقت فيّ .. وجربتِ لن تندمي ولن تشعري بالبرد الليلة"


قالت تحرك كتفيها بتدلل " لكن اليوم ليس الخميس .. وسيكون هذا خرقا للاتفاقية .."
قال متصنعا اللامبالاة " لست أنا ( الطرف الأول في الاتفاقية ) من يطلب يا كارمن هانم .. بل أنت ( الطرف الثاني) من يحتاج لمساعدة ( وتحرك يدخل مكتبه قائلا) عموما الأمر يرجع لك .. إن أردت المساعدة أنا في الخدمة"
دخل مكتبه أمام أنظارها يغمغم بما لم تسمعه " لمَ باتت الأيام تمر ببطء بهذا الشكل المزعج ؟!"


بينما تحركت كارمن لتعود إلى غرفة المعيشة .. لتقرر بعد قليل أن تنسحب لغرفتها ..
أما فريدة فظلت شاردة تختلس الانظار ليونس الذي يجلس شاردا هو الأخر أمام مباراة كرة قدم أوروبية.
لم تنم ليلة أمس لحظة واحدة وهي تستعيد اللحظات بينهما متسائلة ..


أكان لها معنى عنده؟


فركت كفيها المثلجين ببعضهما تستعيد ملمس كفيه وسخونة أنفاسه بينما ذلك الأمل اللعين يتضاعف ويتضاعف مع كل نظرة عين منه .. مع كل رسالة يرسلها لها أثناء النهار .. مع كل اتصال ليسأل كيف كان يومها ويحكي لها عما يقابله أثناء يومه .. وكأنهما لن يلتقيان في المساء ! ..


وكأنهما لا يسكنان تحت سقف واحد.


ما يحيرها أكثر أنه منذ ليلة أمس تشعر به أكثر تحفظا من ذي قبل ..
هل شعر بحالتها فقرر أن يتحفظ معها حتى لا تتمادى في مشاعرها.
هل استنكر استسلامها له بدون أي اعتراض منها فاستصغرها ؟..



وكيف ستقاومه وهي لا تقوى على رفض أي طلب له!!
عاد الأمل اللعين ليذكرها ببعض التفاصيل والأشياء العفوية التي تصدر منه فمنحته الفرصة لأن يتوحش بداخلها ويعدها بمصارحة وشيكة منه ..


لكن اليأس لم يسمح بذلك فذكرها بكل السنين التي لم يحرك فيها ساكنا بشأنها .. ويذكرها بذلك الاعتقاد الذي ترسخ بداخلها منذ سنوات المراهقة بأنها لا تتماشى مع تصوره للمرأة التي يتمناها شريكة لحياته .


هاربة من أفكارها المتضاربة ومشاعرها المعذبة استقامت فريدة تقول" سأذهب لغرفتي لأشعل المدفأة فالجو بارد هنا"
انتبه يونس الغارق في أفكاره لتقول فريدة هاربة " تصبحون على خير "
فقالت الحاجة " وأنا أيضا سأذهب لأتمدد .. خذيني معك يا فريدة"
فعادت فريدة لتساعد أمها وتتحرك معها مغادرة أمام يونس الصامت الذي شيعهما بنظراته وقد وصل من الحيرة مداها


××××


مع برودة الطقس لا يدفئ البيوت سوى العائلة والأحباب .. دفء المشاعر ولهيبها يبقي القلوب حية تنبض .. فعلى بعد امتار قليلة من فيلا سعد الدين وقفت رفيدة بجوار زجاج الشرفة تشتكي الوحدة وتعارك أفكارها .. بينما الشيمي في غرفته مستلقي على سريره يتوسد ذراعه محدقا في السقف يصارع شقي الرحا يطبقان على صدره .. مشاعره نحوها من ناحية ومبادئه وكرامته من ناحية أخرى..


أما فادي في شقته التي تبعد عدة بنايات وقف يتطلع في ضحى التي تقف في الشرفة ساهمة شاردة تشعر بالخواء .. لا تجد فيما وصلت إليه من شهرة ومجد ومال ومعجبين أي معنى ..فتحرك يلتقط وشاحا ثقيلا من على الأريكة ويقترب منها يغطي كتفيها ..
انتبهت ضحى واستدارت إليه بعد أن مسحت دمعة فرت من عينيها فقال باستنكار" أتبكين يا ضحى !"


غمغمت تعدل له ياقة منامته " دموعي غافلتني دون أن أدري "


سحبها يدخلها بعيدا عن ا لبرد ويغلق باب الشرفة ثم سألها "ولم البكاء هذه المرة؟"
اسبلت أهدابها تقول ببؤس " الشيطان يستمر في الهمس في أذني أن .. ليتني ما كنت مطربة ولا مشهورة ولكن امرأة عادية وفي المقابل يرزقني الله بالأطفال"


حدجها بنظرة موبخة قائلا " مجددا يا ضحى !.. ألم نتحدث في هذا الأمر مرارا وتكرارا وقلنا أن كل شيء قسمة ونصيب وأن الله أدرى بالإنسان من نفسه و الرضا بالمقسوم يريح القلب "
غمغمت باعتراف طفولي بالذنب آلم قلبه" أعرف يا فادي وصدقني أنا أحارب نفسي وأحارب تلك الأفكار وأعرف بأني قد وصلت لعمر انقطع فيه الأمل من الانجاب ..وكما ترى هذه الحالة تزورني من وقت لأخر لكني سأظل أتمنى حتى أموت أن أحمل طفل منك في رحمي .. ( وأجهشت بالبكاء ) لم أتمنى أمنية أغلى من قطعة منك تنمو في رحمي البور "
حاوطها بذراعيه يأخذها في صدره وعذابه بشأنها يتضاعف .. أصعب شيء أن تشعر بالعجز عن تحقيق ما يتمناه من يهمك أمره .. فغمغم بجوار أذنها" قلت لك مرارا أنا لا أريد غيرك يا ضحى في حياتي .. أنا مكتفي بك أنت وحدك "


شددت من احتضانه وقالت" آسفة يا فادي أعلم بأني بحسي المرهف أدخل في فترات اكتئاب متكررة"
غمغم مازحا " عليّ أن أتحمل كآبتك فهذا قدري"
رفع هومر الكلب رأسه بجوار المدفأة ينظر نحوهما بفضول بينما غير فادي الموضوع يقول بتوبيخ " دعينا من كآبتك الآن وتعالي يا هانم وضحي لي هذه الصور "


وتحرك يلتقط مجلة وفتحها مشيرا لإحدى الصور لمقابلة معها يقول" متى التقطت هذه الصورة ؟ وما الذي تريدين أن تثبتيه بالضبط؟"
تطلعت ضحى في الصورة وقالت" هذه الصورة التقطها في جلسة تصوير مؤخرا ما بها؟"
قال باستهجان " ما بها؟؟؟!!!! .. إنها تظهرك في أوائل الثلاثين من العمر"
ابتسمت تقول " تعلم بأن الصورة تم تعديلها من قبل المصور واخفاء علامات السن"


حدجها بنظرة موبخة وقال" لماذا؟؟ .. أتنوين الزواج مرة أخرى .. أم تؤكدين اشاعات طلاقنا عموما أعدك أن أقوم بجلسة تصوير أنا الآخر وسأجعل المصور يعدل الصورة لأبدو رفيعا مفتول العضلات عريض المنكبين"
قهقهت ضحى وقالت مقتربة تداعب ياقته" لكني أحبك بهذا الشكل وبهذا الوزن"
سحبها من خصرها نحوه وقال بمغازلة "جئنا للكلام المفيد"


تحرك هومر مقتربا منهما ووقف على قدميه الخلفيتين مستندا عليهما بقدميه الأماميتين فغمغم فادي" ها قد جاء العزول الذي يغار منا"
ابتسمت وربتت على الكلب فقال لها " ما رأيك أن نتدثر تحت الأغطية ونشاهد فيلما كلاسيكيا كوميديا"
ابتسمت ضحى وردت "موافقة"


قال بحماس" أنا سأختار الفيلم وأعد العدة من المكسرات والحلويات والمشروبات وأنت تحضرين الاغطية" .


أومأت برأسها موافقة وهمت بالتحرك لإحضار الأغطية .. لكنها عادت وأحاطت رقبته بذراعيها تطبق على شفتيه بقبلة عشق .. استجاب لها فادي بروحه قبل جسده .. لتطلق ضحى شفتيه وتتجول بنظراتها في ملامحه هامسة " أنا أحبك يا فادي ورد ولن أمل من قولها أبدا "
ضمها فادي بحنان مغمغما " وأنت حبيبة فادي وسجنه الأبدي .. لا حرمني الله من ابتسامتك يا حبيبة فادي "


××××


في نفس الوقت صرخت عهد بغيظ " زياد أنت وعدتني أنك ستعطيني الدفتر في الصباح وها قد أمسى الليل "
قال ببرود " الصباح جاء وانتهى ولم تأخذيه .. الخطأ خطئك أنت "
قالت بضيق "أرجوك يا زياد قدر موقفي هذا الدفتر به جموح عهد المراهقة التي قيدت مشاعرها الثائرة في دفتر وأنت تتطلع عليه الأن وأشعر .. وأشعر"


خنقها البكاء فاقترب زياد منها يقول بترجي " ماذا لو قلت لك بأني في حاجة ماسة لأن أتعرف على عهد المراهقة العاشقة وكأني أتلمس من بين سطورك ما يعيد لي كرامتي"
رفعت إليه عينيها الدامعتين تقول " كرامتك محفوظة يا زياد ..والحقيقة وحدها تكفي بدون تفاصيل"


رد بهدوء " لكن التفاصيل ترضي الرجل وترضي العاشق بداخلي"
تمتمت " العاشق .. لا زلت لا أصدق !"
كان يضع يديه في جيبي بنطاله حتى يحجم رغبته في لمسها لكنه اقترب ومال بجذعه يلمس جبينه بجبينها يقول بخفوت "وأنا أيضا لا أصدق"


نظر لجفنيها المسبلين أمامه وهي تقول" ربما لأني أريد أن أدفن عهد المراهقة"


ابتعد عنها يتساءل باندهاش " لماذا مادامت ستخرج لزوجها حلالها .. لماذا لا تتقبلين هذه الحقيقة يا عهد؟ .. أنا أصبحت زوجك حلالك"
رفعت إليه انظارها تقول "لأن عهد العقلانية العملية تتخذ مقاليد الأمور وترفض التصديق"
سألها بغيظ " لماذا؟"


ردت بحنق "لأن ما يحدث غير واقعي"
حرك كتفيه يقارعها "بل إنه بالفعل واقعي"
حضنت نفسها تقول بصراحة " اسمع يا زياد .. أنا كعهد الدهشان من أسوأ كوابيسي أن يرحل الناس عني .. أخشى هذا الأمر جدا .. ارتعب منه.. أتألم بشدة .. تجربة موت والدي وتركه لي فجأة وأنا صغيرة .. وقد كنت متعلقة به جدا آلمني.. وظللت وقتا طويلا أعاني منها .. ولا زلت رغم نضوجي لم أتخطى حاجز موته .. ومعك أنت بالذات أخشى أن يتكرر الأمر .. أن تتركني .. فعلاقتنا كما قلت لك بها الكثير من العقبات"
قال بجدية " أي عقبات تلك لا أفهم ؟!!!.. إن كنت زوجتي الآن .. وأنا أحبك وأنت لا تكنين مشاعر ليونس أي عقبات ؟""


واجهته تقول " ووالداك؟"
عقد حاجبيه فأكملت " أتنكر بأنك لم تخبرهم حتى الآن؟ .. والدك اتصل اليوم وسمعتك تكذب وتراوغ بشأن سبب تغيبك الأيام الماضية بأنك مصاب بالإنفلونزا لهذا لم تتصل بهما الأيام الماضية ..( وأسرعت توضح ) أنا لا أحاسبك ولا ألومك .. أنا أتفهم الأمر جيدا فمن حقك ألا تغضب أهلك ولا تخيب ظنهم فيك .. ومن حقي أنا أيضا أن أحمي نفسي من الانزلاق في مشاعري .. ( وتحشرج صوتها ) أن أحميها من أن تصدق كذبة أننا أصبحنا زوج وزوجة وسنعيش في سعادة للأبد ..أنا أخرجت نفسي من تلك القصة الرومانسية الخيالية منذ زمن وأغلقت القصة بالمفتاح وخبأتها في أقصى جزء من الماضي ولا أعرف إن كنت قد أضعت المفتاح عمدا أم صدفة لكني استرحت لضياعه .. ودفعت عهد العملية دفعا لأن تشق طريقها .. تفكر بواقعية وبشجاعة تمضي وحدها في هذه الدنيا .. ركزت علي عملي الذي سيجعلني أعيش بكرامتي دون الحاجة لأحد .. وقد حاولت البحث عن الزواج لتكوين عائلة (واكملت بمرارة ) أو بمعنى اصح الانضمام لعائلة (وسخرت من نفسها ) صحيح أني تصرفت بمراهقة وأنا أختار صديقي لكني كما تعلم لا أملك سواكما في حياتي .. لتأتي تلك الحادثة في ألمانيا تخبرني بأن عهد المراهقة لا تزال حية بداخلي بل وتتحكم في مقاليد أموري دون أن أدري .. ثم تلك الزيجة الغريبة التي تضغط عليّ لتخرج عهد المراهقة وفتحت دفتر مذكراتي لتطلق عهد الجامحة العاشقة المشتعلة كما تقول (واكملت بألم) تخرجها لتتنفس وتعيش "


تألم من أجلها لكنه قال ليواجهها " لكنها عهد الحقيقية"
قالت باصرار " لكن عليها أن تموت أو تظل مسجونة للأبد"
سألها باستنكار " لماذا؟؟؟؟"
ردت بانفعال " لأنها لم تتب .. ما زالت مراهقة رومانسية .. ونحن في الواقع ولسنا في الخيال ..(وتحشرج صوتها) حتى بعد أن علمت بأنك تحبني فالحب وحده لا يكفي .. ( صمتت تتطلع في ملامحه الجادة التي تحاول استيعاب أفكارها وتملك منها الانهاك فقالت بخفوت ) أنا متعبة جدا تصبح على خير"


تركته متسمرا وذهبت لغرفتها لكنه لم يعطي لنفسه وقتا طويلا للتفكير بل تحرك خلفها وطرق على باب غرفتها" ينادي عهد ..( حاول فتح الباب لكنها كانت أغلقته من الداخل على نفسها ومشاعرها فانفعل قائلا بحزم) عهد افتحي الباب"


ساد الصمت لدقيقة ثم سمع صوت الباب يفتح بهدوء لتواجهه ترفع أنظارها إليه قائلة بصوت باك " بالمناسبة عهد الدهشان المراهقة التي لازلت أحاول تقييدها بداخلي بعد أن تحررت قليلا اليومين الماضيين تقول لك بأنها لا تمنع نفسها عنك ولا تتدلل كالبنات .. بل إنها.." لم تستطع الاسترسال فصمتت.
حثها على المواصلة فقال " بل إنها......؟"
نظرت إليه تمسح بعناد دمعة افلتت وقالت بابتسامة عصبية " عهد الواقعية تدخلت لمنع تدفق باقي الكلمات"


اقترب منها بحركة مفاجئة وأمسك بوجهها بين كفيه يحدق في عينيها قائلا" لم أكن أعلم أن بداخلك كل هذا الصراع عهدي "
استمر يتطلع في عينيها فتسارعت أنفاسها في صراعها مع عهد الأخرى العاشقة التي ذابت وهي تستشعر كفيه على وجهها وقربه .. ليقترب زياد أكثر متحكما في رغبة شديدة في تقبيل شفتيها بعدما أدرك ذلك الصراع الذي تعيشه .. وطبع قبلة طويلة مطمئنة على جبينها أغمضت لها عينيها ثم قال بهدوء" تعال"


أجلسها على السرير وسحب مقعدا ليجلس بمواجهتها قائلا " دعيني اتحدث مع عهد الواقعية واتناقش معها في مخاوفها .. بالنسبة لموضوع والداي ولتلك المكالمة اليوم التي لم أخبرهما فيها بزواجي دعيني أوضح أمرا .. كما تعلمين والدتي صحتها ضعيفة والاسبوعين الماضيين كانت تمر بوعكة صحية .. وحين قررت الزواج بك متخليا عن كرامتي حتى لا تتركيني وتسافري (وقطع استرساله فجأة ليقول ) من فضلك يا عهد الواقعية سجلي عندك في دفترك الواقعي بأني كنت على استعداد للضغط على كرامتي والارتباط بك حتى لا تبتعدي عني"
احمرت وجنتيها وأطرقت برأسها ليكمل محاولا ألا يخرج الحديث عن العملية لإقناعها " نعود لما كنت أقوله كنت سأتقدم للزواج منك فأخبرتهما على الهاتف بأني أرفض مقابلة العروس التي رشحوها لي "


اتسعت عيناها تنظر إليه فقال بلهجة مازحة " أجل كانوا يضغطون عليّ للارتباط بفتاة معينة .. وأنا أهددك الأن بأني أمامي أكثر من عروس ( ابتسمت فأكمل بجدية) ولمحت لهما بأني متعلق بفتاة وسأعرفهما عليها قريبا .. لكن حين حدث الزواج فجأة وبهذه الطريقة أجلت اخبارهما لأن خبرا مثل هذا سيجعل أمي تستقل أول طائرة لتأتي .. ووقتها كانت ستراني مصابا برصاصة .. تخيلي الأمر .. زواج مفاجئ وابنها مصاب برصاصة .. هذا وحده كفيل بأن يجعلهما يكرهان هذه الزيجة للأبد .. (وصمت قليلا ثم قال ) أنا فقط أجلت اخبارهما لعدة أيام حتى استعيد صحتي وكنت أخطط لأن نسافر أنا وأنت لهما"


قالت بعفوية" أنا وأنت؟!"
رد بهدوء مؤكدا " أجل يا بنت .. زوج وزوجة .. أذهب إليهما لأعرفهما على زوجتي .. واشرح لهما الأمر بدون تفاصيل قد تقلقهما ..واضعهما أمام الأمر الواقع وأنا متأكد بأنهما سيحبانك مثل ابنهما"
اطرقت برأسها تفرك في يديها وتفكر فواصل زياد الحديث بجدية" والآن دعينا نعود لبداية القصة .. أنا كنت حب مراهقتك .. السؤال الذي يحيرني متى بالضبط قررت عهد الواقعية السيطرة على مقاليد الأمور وإصدار فرمان بنفي عهد العاشقة؟"
ابتسمت لطريقته في وصف الأمر وغمغمت "بالطبع لم أكن مدركة لما تقوله .. لكن بداية الأمر كان عند زيارة والدتك لنا بالمدرسة .. وقتها كان والدك في الوزارة وكانت هي بصفتها زوجة وزير تتحرك بحرس وحاشية .. وجاءت لزيارتنا بالمدرسة "
تدخل زياد مبتسما" أجل اذكر ذلك اليوم .. وأذكر أني يومها سحبتك من يدك لأعرفها عليك (وحدق في عينيها يسألها ) أكنت وقتها تحبينني ؟"


احمرت وجنتيها وأومأت برأسها ..فضرب زياد على جبهته بكفه قائلا" يالنا من مغفلين !.. لقد كنت أنا أيضا أحبك وكنت سعيدا وأنا اعرفها عليك"


أكملت عهد بهدوء" وقتها شعرت بأن والدتك تعاملت معي ببرود وباستخفاف .. وهيئتها هي والحرس حولها كانوا بمثابة صفعة لي لأفيق وأدرك بأننا لسنا مناسبان .. أنت ابن عائلة دبلوماسية كبيرة وأنا مجرد فتاة يتيمة وحيدة تعيش على وديعة تركها والدها"


قال زياد مدافعا " أنا الحقيقة لا أذكر كيف تعاملت معك أمي .. لكنها بشكل عام ليست شخصية متكبرة أبدا .. يجوز كانت منشغلة بشيء .. (وصمت قليلا ثم قال) غالبا كانت منشغلة بي أنا.. فقد كانت زيارتها لتفقد الأمور في المدرسة لأني كنت مختلفا قليلا في تلك الفترة"


لم تفهم عهد ماذا يعني بكلامه لكنها اعتدلت على السرير ترفع قدميها وتدسهما تحت الأغطية وهي تكمل " حتى جاء ذلك اليوم .. يوم عيد ميلادي .. حين فاجأتني بهدية .. واقنعتني بأن نخرج سويا بهذه المناسبة .. ومررت عليّ بالسيارة بعد أن خرجت أنا من المنزل متحججة بشراء بعض الأمور"
ابتسم زياد وعقب" وقتها أخذت السيارة بدون علمهم"


قالت عهد " كان يوما من أحلى الأيام .. وقتها شعرت بأنك على وشك الاعتراف لي بالحب .. أخذتني لنأكل المثلجات وسرنا على ضفة النهر نضحك ونشاكس بعضنا .. مازالت ضحكاتنا أسمعها في أذني الآن "



رد زياد بهدوء " هذا صحيح لقد كنت على وشك الاعتراف لك بمشاعري"


اظلم وجهها فجأة واكملت بضيق " حتى اتصلت والدتك ودارت بينكما مشادة بسببي .. ورأيتك لأول مرة عصبيا متحديا غاضبا ..ثم اضطررت للعودة للبيت بعد أن أوصلتني لبيتي .. هذا الانقلاب الذي حدث لك متزامنا مع شعوري بالذنب لخروجي من بيت أمي مختلقة الأكاذيب لأقابل شابا .. لم يدع الامر يمر عليّ بسهولة .. حتى انقطعت أنت عن المدرسة في اليوم التالي لأكثر من شهر فجأة متعللين بمرضك ( وبدأت تختض وهي تستعيد الذكريات ) ساعتها الرسالة وصلتني .. وأن أهلك يحاولون ابعادك عني لأني بالتأكيد لا أليق بك .. ولا يرغبون في أن تتورط معي .. ولربما شكو في سلوكي وفي محاولتي لأن أوقعك في شباكي"



اتسعت عيناه متفاجئا لتكمل عهد " لحظتها قررت أن ابتعد أنا عنك .. أن أتركك قبل أن تتركني .. أن يكون الأمر بقرار مني وليس منك .. لم أرغب في تجربة تلك اللحظة التي رأيتها وشيكة أن تتركني مجبرا أو باختيارك كما تركني أبي .. لم أتحمل يا زياد الفكرة كانت مؤلمة .. مؤلمة .. وبشعة وهذا الشعور جعلني أدرك إلى أي مدى أنا عالقة في مشاعري تجاهك .. فقررت أن يكون الأمر كالعبارة الشهيرة (بيدي لا بيد عمرو ) قررت أن آخذ زمام المبادرة واجنب نفسي وجع أكبر .. وها نحن نكرر القصة مرة أخرى وأنا .. ( وبدأت تشهق بالبكاء ).. لن .. لن أتحمل أن .. أعيش تلك اللحظة التي تخبرني فيها بأن الظروف كانت أقوى منك .. ولن أتحمل أن أكون السبب في غضب والديك منك .. لهذا لابد أن اسجن عهد المراهقة حتى لا تتسبب في كوارث ثم.. ثم .. تتركني وترحل كما تركني أبي وذهب"


ما قالته كان صادما موجعا لقلبه .. فتحرك من مقعده بسرعة يميل بجذعه يسحبها إلى حضنه مغمغما "من قال بأني سأتركك .. لو كنت استطيع يا عهد كنت فعلتها منذ سنوات وأنا أراك تحاولين التقرب من يونس أمام عيناي .. لو استطيع لما تحاملت على كرامتي وقررت الارتباط بك رغم شعوري بالألم .. لو استطيع كنت تزوجت منذ سنوات وتخلصت من الوحدة التي أعاني منها .. لو كنت استطيع لما صبرت عليك كل هذه السنوات .. لو كنت استطيع لشفيت من حبي لك واحببت فتاة أخرى"


رفعت إليه وجها مغرقا في البكاء وقالت "لكنهم سيضغطون عليك ليجبروك على تركي ووقتها سأموت"
دفن وجهه بين رقبتها وكتفها وقد جلس بجوارها على السرير يضمها إلى صدره بقوة قائلا " الأمر لم يكن كذلك يا عهد .. ولن يكون .. لا أنكر بأن عليّ أن أواجه والداي وبأنهم يرغبون في المفاخرة بالمصاهرة مع عائلة من المجتمع المخملي .. لكني لست صغيرا لأجبر على زواج لا أريده أو أمنع من زواج أريده .. بالنسبة لوالداي سنتحمل سويا ردة فعلهما على زواجنا .. سويا يا عهد"


أخذ يمسد على شعرها شاردا فيها .. لم يكن يتوقع أن خلف تحفظها وعنادها شخصية هشة رقيقة المشاعر .. وأدرك بأنها تفتقد للشعور بالأمان أكثر مما كان يتوقع .. وبأنها تحمي نفسها بتلك الواقعية .
قال مازحا " المهم .. قبل أن أواجه والداي علينا أن نلعب لعبة المتزوجين أولا يا عهدي "
ضربته في صدره تبعده فضحك متوجعا لتقول بحنق وهي تمسح دموعها " ها قد عرفت كل شيء عن عهد التافهة .. ومعك باقي المذكرات في الدفتر .. ليكتمل حرجي أمامك.. هل رُدت إليك كرامتك الآن!"


صاح مستنكرا" لا أعرف لمَ يسبب لك هذا الدفتر مشكلة ..انه ملك زوجتي التي تتحدث عني أين المشكلة؟"
غمغمت بحنق " تتحدث ببساطة لأنك لا تملك ما تخجل منه"
صمت قليلا يتطلع فيها ثم قال بجدية " من قال بأني لا أملك ما أخجل منه .. أهذه هي مشكلتك معي عهد الدهشان .. إذن استعدي حان وقت الاسرار"


تطلعت فيه بترقب ليقول" سأخبرك بسر عني لا يعلمه الكثيرين.. ولا أحب الحديث عنه ..لكنه سيفسر لك سر اختفائي المفاجئ الذي حدث بعد يوم عيد ميلادك (تحرك ليجلس على المقعد ليواجهها وكست الجدية ملامحه ليقول بهدوء وهو يحدق في عينيها ) في السنة الأخيرة لنا في المدرسة الثانوية أنا ... أدمنت المخدرات"


صرخت عهد متفاجئة " ماذا ؟؟؟"
أكمل زياد مفسرا " لم تكن فترة مراهقتي أقل منك صعوبة .. فأنا كنت ابن وزير وكل حركاتي محسوبة مع عائلة كانت شديدة الحرص على الظهور بمظهر لائق أمام المجتمع .. فكانت تفرض عليّ قيود كثيرة وكانت نظرة الأولاد لي بأني ( ابن الناس الطيبين ) كما يحب أن يناكفني بها يونس .. هو كان يمازحني بها لكن الباقين كانوا يحولون استقامتي وهدوئي لعيب في شخصي .. فبدأت أتمرد على والداي.. ولجأت للتدخين لأثبت لنفسي بأنني لست ذلك المدلل الذي يريد زملائي أن يصوروني به .. التدخين كان من أصعب الأمور التي واجهتها أمي مع ابنها المراهق .. لكني بعدها بدأت انجذب لبعض أصدقاء السوء .. وبدأت أهرب من البيت ليلا لأقابلهم وانضم لمغامراتهم .. رغبة مني في أن اثبت لنفسي بأني صرت رجلا وأني لست ذلك الشاب المدلل من الأسرة الثرية التي يضايقونني بها "


صمت قليلا يحدق في عينيها ويستعيد ذكريات لا يحبها فقالت عهد بعدم صبر "أكمل أرجوك"
سحب زياد نفسا عميقا وأكمل" كوني ابن وزير كان يضايق بعض الشباب فقرروا أن يجروني لطريق الإدمان .. رغبة في التلذذ في أذيتي والتسبب في فضيحة لوالدي .. وبالفعل بدأ الأمر دون علمي ببعض الأقراص التي أوهموني أنها تساعد على المذاكرة وتشعر المرء بأنه سعيد وتلك الادعاءات الساذجة .. وتكرر الأمر بضع مرات حتى بدأت أن أتعود واكتشفت الأمر وواجهتهم ولم ينكروا .. ساعتها كنت ضعيفا هشا غير قادر على المقاومة فاستمريت وجربت نوعا أقوى من المخدر بالحقن"


كتمت عهد صرخة بيدها أرادت أن تخرج من فمها بينما أكمل زياد بحرج" حتى لاحظ يونس التغير الذي طرأ عليّ .. انه كما تعرفين قد مر بطفولة صعبة واحتك بالكثير من التجارب في الشارع فكوّن مناعة مبكرة جعلته أصلب مني في التعامل مع الأخرين .. لاحظ تبدل حالي وأدرك الأمر بسرعة وقد كنت وقتها في بداية التعاطي حمدا لله .. المهم أنه واجهني واعترفت له ونهرني وتوعد لهؤلاء الشباب لكني خوفا عليه من تورطه معهم وعدته بأنني سأتوقف .. لكني لم أقدر .. ففي موعد الجرعة التالية قاومت وقاومت .. لكن لم أقدر .. فهربت من البيت ليلا وذهبت لبيت أحدهم الذي يبيع هذه الأمور .. أتدرين متى كان ذلك ؟"


حركت رأسها بلا فقال" قبل ليلة عيد ميلادك تواجهنا أنا ويونس .. وفي ليلة عيد ميلادك كنت أنوي مصارحتك بمشاعري لأشجع نفسي على التوقف عن هذا الأمر حتى لا أخسرك .. وحين اتصلت بي أمي كانت لا تعلم سوى أني ارافق بعض الشباب سيئي السمعة وأنهم من علموني التدخين فاعتقدت بأنك واحدة منهم ولهذا تشاجرنا .. في نفس الليلة كان وقت الجرعة وحاولت كثيرا لكني لم استطع.. فتسللت من البيت لأحصل على المخدر .. "( وضحك ضحكة متوترة ) لكني بمجرد أن اعطيتهم النقود وأخذت الجرعة اقتحم يونس المكان "


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 01:00 PM   #254

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2


من عشر سنوات مضت
وقف يونس شاهرا مطواته فوقف الشابين المتواجدين بالشقة وقتها متسعي العينان ليتوجه لزياد الذي أسرع بإعياء ليحقن نفسه بالحقنة .. فضربها يونس بقدمه فطارت ليقول زياد بترجي "أرجوك يا يونس أنا أعلم بأني وعدتك .. لكن هذه المرة فقط .. الصداع .. الصداع شديد يا يونس وأنا غير قادر على تحمله"


لكمه يونس في وجهه فوقع على الكرسي بإعياء ثم انكمش يمسك برأسه بين كفيه يفرك فيها قائلا "الصداع شديد يا يونس"


قال يونس للشابين" أنا سأخرج به الآن دون أي مشاكل وإلا هذه المطواة ستترك علامات للزمن في جسديكما"
نظر الشابين لبعضهما بينما اندفع زياد أرضا نحو الحقنة الملقاة يلحق بها.. فضربه يونس بقدمه يبعده عنها والتقطها ثم دسها في المقعد بجواره يفرغ السائل منها وألقاها أرضا ."


صرخ زياد بهستيريا "ماذا فعلت يا غبي!!! .. هل تعلم كم دفعت ثمنا لها ؟!!!!"
مال يونس يمسك بتلابيبه ويسحبه ليستقيم وهو يغمغم" هذا أفضل من أن تدفع حياتك ثمنا لها"
وأسنده ليسحبه للخارج لكن زياد أبعده قائلا بعصبية "دعني وشأني ..هيا أبتعد "
ثم أمسك رأسه من الصداع بألم.


ليخرج يونس من جيبه حبلا ودفعه للخلف فوقع على المقعد غير قادر على التحكم في حالة الدوار التي يعاني منها .. ليكبله يونس وهو يستند بركبته على ساقيه ويمسك بيديه يربطهما قائلا" كنت مستعدا لهذه السخافات منك .. ما دمت لا تريد أن تأتي معي بهدوء نسحبك بالحبال "


أسفل البناية كان زياد يقول بوهن" رأسي يا يونس الصداع .. أرجوك مرة واحدة أخرى"
تجاهله يونس يفكر كيف سينقله ثم سأله" هل أتيت بسيارة ؟"


أخذ زياد يهذي بعبارات غير مفهومة فلمح يونس سيارة تشبه سيارة عائلتهم فسأله "هل سرقت السيارة مجددا.."
حين لم يرد فتش يونس جيوب صاحبه وأخرج مفتاح السيارة وسحبه مقيدا إليها قبل أن تنتابه نوبة هياج أخرى وهو يغمغم " هيا أدخل قبل أن يلمحني الناس وأنا أجرك مقيدا بهذا الشكل وتصبح فضيحتك مدوية ".


بعد ساعة كان يونس يوقف السيارة أمام البناية التي يقطن فيها وقد تجاوز الوقت منتصف الليل .. ليجد فارس في انتظاره في الشارع قلقا من تأخره وقلقا من صوته الذي بدا على الهاتف مهموما حين قال له "فارس أرجوك انتظرني أسفل البناية لأمر عاجل "


وحين دخل الشارع بسيارة شعر فارس بالفزع أن يكون قد أوقع نفسه في مشكلة أخرى .. ليتفاجأ به يفتح بابها الخلفي ويخرج زياد مقيدا وقد بدأت حالة الهياج تنتابه من جديد يصيح" أتركني .. أتركني يا يونس"


اتسعت عينا فارس وكاد أن يضربه لولا أن الأخير قال مترجيا " أرجوك يا فارس أرجوك ساعدني على حمله لأعلى قبل أن يوقظ الشارع ويفضح نفسه"


شعر فارس بجدية يونس وقلقه ..ورغم عدم فهمه أدرك أن زياد في حالة ليست طبيعية.. فقيده بذراعيه القويين .. وتعاون مع يونس في حمله بينما هو يقاومهما.


بعد قليل كان زياد محبوسا في غرفة يونس يصرخ و الحاجة نفيسة تمسك بقلبها في فزع وفريدة تتابع الأمر بفضول وترقب .. لينتحي يونس بفارس جانبا ويقول بترجي باك وقد تخلى عن رباطة جأشه التي اظهرها منذ ساعة ليعود يونس ذو الثمانية عشر عاما "أرجوك يا فارس أرجوك ساعده .. انهم عودوه على المخدر .. وهو غير قادر على منع نفسه وأنا غير قادر على منعه .. أرجوك يا فارس ساعدني وساعده انه صديقي الوحيد ولا يستحق أن يلقى مصيرا كهذا أبدا "


شعر فارس بالتعاطف والأسف على زياد فربت على كتف أخيه يطمئنه قائلا " سأتصرف لكن المشكلة في أهله .. هذا ابن وزير والأمر غاية في الخطورة"
قال يونس بارتباك" لهذا لجأت لك أنا لا أعرف كيف أتصرف في الأمر"
بدأ زياد يصرخ ويضرب في الباب صائحا "أخرجوني"


سحب فارس نفسا عميقا يفكر لا يعرف كيف يتصرف .. وبالرغم من تعاطفه وشفقته على زياد كشاب صغير لم يتخطى المراهقة بعد لكنه كان مهتما بيونس أكثر .. كان يريد أن يكسب ثقته لعل ذلك يساهم في إصلاحه .. أراد أن يكون على قدر ثقة أخيه الصغير حين لجأ له حتى يتقبل منه النصيحة بعد ذلك .


تحرك نحو الغرفة المحبوس فيها زياد ودخل فتبعه يونس ليقول زياد بغل" دعني أخرج من هنا ألا تعرف من أكون أنا ابن وزير"
نهره فارس بحزم " وما دمت ابن وزير كيف تتورط في هذه الورطة"
رد زياد بعناد " ليس لك شأنا بي اخرجوني من هنا"


هدر فارس بحزم" اخرس ولا يعلو لك صوتا والا سأضربك .. ستبقى هنا حتى يأتي أهلك لاستلامك"


شعر زياد بالرعب من مقابلة أهله في هذه الحالة التي هو عليها فازداد هياجه يطيح بما يجده حوله صارخا "أخرجوني .. أخرجوني .. أخرجوني"


تدخل يونس يكبل صاحبه من الخلف محاولا تهدئته بينما ظل فارس متمسكا بهدوئه يحاول التفكير.


حتى استكان زياد على الأرض ويونس لا يزال يحضنه من الخلف مكبلا ذراعيه .
بدأ زياد في البكاء قائلا" أخرجني يا يونس .. أخرجني من هنا لا يجب أن يراني أبي بهذه الحالة .. لا يجب أن تراني أمي ستموت يا يونس صدقني .."


لمعت الدموع في عيني يونس وهو لا يزال جالسا على الأرض خلفه يكبله بينما زياد يكمل ترجيه " سآخذ الجرعة مرة واحدة لأستفيق .. بعدها أعدكما بأني سأذهب لمصحة بنفسي .. أعطوني فرصة لأمهد الأمر لوالداي "
تحرك فارس يقول" أعطني رقم والدك"


رفع إليه زياد عينين ناريتين وصاح بغضب مفاجئ "والدي خارج البلاد في مهمة عمل .. وبالطبع لن يرد على أي رقم لا يعرفه إنه وزير .. هل سمعت وزير"
رد فارس ساخرا "أعلم بأنه وزير ولن يرد على أحد لذا أعطني هاتفك"


حاول زياد التحرر من يونس وهو يقول بعصبية" ماذا تريد منه"
هدر فارس قائلا" أريد الهاتف "
فتحرك يونس يأخذه من جيب زياد ويدفعه أرضا ليستقر عند قدمي فارس الذي التقطه بينما زياد يصرخ "لااااااا لااااااااا"
تركهما فارس وخرج من الغرفة يطلب رقم رأفت وجدي من هاتف ابنه والذي رد بسرعة " نعم يا حبيبي كيف حالك؟ "
قال فارس بهدوء " سيادة الوزير أنا فارس سعد الدين الأخ الأكبر ليونس صديق ابنك "



بعد قليل خرج يونس من الغرفة بعد أن هدأ زياد ونام في الأرض بإعياء ليسأله الأول بلهفة" ماذا حدث؟؟ "


قال فارس بهدوء " اتصلت بوالده واخبرته بكل شيء واتوقع بأنه سيرسل بعض الأشخاص من الداخلية بشكل سري للتحقق من الأمر .. والتأكد مما قلته له .. وبأنني لم أخطف ابنه ولا أبتزه .. وبعدها سنرى ماذا سيحدث"


قال يونس بجزع " إذن انا أدخلت العائلة في مشكلة مع الداخلية.. ( وفرك شعره بأصابعه بقوة مغمغما ) لازلت أسبب لكم المشاكل"
ربت فارس على كتفه وقال " الله سبحانه وتعالى وضعه في طريقي .. وأتى به إلى بيتي لأنقذه وجعلك سببا في إنقاذه .. وأنا فخور بك لأنك شجاع وشهم مع اصدقائك ولم تخف بأن تتورط معه لأنه ابن وزير"


قال يونس بنبرة متأثرة" إنه صاحبي كيف أتركه؟! .. أنا متألم جدا بشأنه يا فارس .. فهو ليس على شاكلة هؤلاء المجرمين"
سأله فارس "هل يتعاطى منذ فترة"
اسرع يونس بالقول " لا .. لا إنه مازال في البداية لم يصل الأمر لحد الإدمان الكامل أنا أكيد من هذا"


ربت فارس على رقبته يطمئنه قائلا " لا تقلق سيتخطى الأمر بإذن الله .. (ثم تكلم بلهجة ذات مغزى ) أرأيت كيف يكون الشعور حين تقلق على شخص يهمك .. أرأيت احساسك وأنت تدخل لتخرجه من بين ايدي الشباب قبل أن يؤذي نفسه .. هذا هو ما اواجهه معك طوال الوقت"


حدق فيه يونس بعينين متسعتين ليكمل فارس " هذا هو الشعور يا يونس .. حين تقلق على من تحبهم .. حين تجدهم يسلكون مسارات خطرة فلا تستطيع ان تغمض عينيك بسببهم "


كانت المرة الأولى التي يواجه يونس نفسه بما يفعل من تمرد وعصيان .. وأول مرة يتنبه لأن فارس يعاني بسببه فغمغم قائلا" أنا أحاول أن ابتعد عنكم بقدر الإمكان حتى لا أجلب لكم المزيد من المشاكل"


وضع فارس يديه على صدغي أخيه يحدق في عينيه قائلا بعاطفة أخوية " ومن قال بأنك تجلب المشاكل يا بغل ؟!!.."
أطرق يونس برأسه متأثرا ليقول فارس " ما أطلبه منك ألا تقلقني بشأنك .. ما أطلبه منك أن أراك ناجحا في حياتك .. أن أشعر بالفخر لأني ربيتك .. أن تعوضني عن أيام شقائي وتعبي بأن أراك تحمل أعلى الشهادات .. أريد أن أرى فيك مالم استطع تحقيقه .. أن أشعر بأن كدي وتعبي يثمر فيك"


لمعت الدموع في عيني يونس في لحظة ادراك أعمق للأمور وهو على أعتاب بداية مرحلة النضج فسأله قائلا" هل سيسعدك أن أكون ناجحا ؟.. هل سيعوضك هذا على ما قاسيته وعانيته بعد وفاة أبي؟"
ابتسم فارس وقال " ستكون أكبر هدية منك لي أن أراك ناجحا وسعيدا ومستقيما.. أن أفتخر بك في كل مكان .. أن يعلو شأنك أمام ناظريّ وأجدك ذراعي اليمين وسند أمي وأختي (حدق فيه يونس بأنفاس متسارعة ليكمل فارس ) اذا أردت أن تخفف عني ما حدث في الماضي لا تدعني أقلق بشأنك .. واترك لي مساحة لأركز في عملي وأعلو به .. لا تدع الماضي يقيدك لأسفل يا يونس .. اتخذ منه دفعة للأمام .. دفعة للتحليق أنا أكيد بأنك ستكون رجل أعمال ناجح جدا .. وسأعطيك ما تريد من المال لتتعلم .. ولهذا أدخلتك هذه المدرسة ذات المصروفات العالية أنت وفريدة .. أريد أن أرى فيكما ثمرة تعبي "


عاد زياد من ذكرياته يتطلع في عهد الذاهلة والتي قالت بلهفة عندما صمت" أكمل يا زياد ماذا حدث؟"
فأكمل الأخير قائلا" هذه الحادثة كانت سببا ليتغير يونس تماما .. ويسيطر على التمرد الذي بداخله ويعتدل .. يونس مرتبط بفارس بشكل مبالغ فيه وهذا الارتباط هو من عدل الكثير من شخصيته ليحقق لفارس ما يريده"


تنبه بأنه استرسل في الحديث عن يونس بدون قصد فهو صديق عمره لكنه لم يكن يرغب في ذلك أمام عهد.. لكن الأخيرة أسعدته وأبعدت مخالب الشك عنه حين قالت بنفاذ صبر " أنا أتحدث عنك ماذا حدث لك وكيف تعامل والديك مع الأمر؟ "


اتسعت ابتسامته وأكمل بسعادة وكأنه يحكي لها عن بطولاته لا عن انتكاساته " كما توقع فارس أرسل أبي بعض الأفراد بسرية من الشرطة للتحقق من الأمر وبعد البحث عن خلفية فارس والذي كان وقتها تاجرا للرخام انسحبوا وتركوني عندهم .. فقد كان في رحلة عمل لعدة أيام .. وغطى الأمر مع أمي التي لم تعلم بشيء ساعتها وأخبرها بأني قد ذهبت لمعسكر طلابي دون اذنهما وأني وضعتهما أمام الأمر الواقع كحركة تمرد مني .. بعدها كنت اتصل بأمي في الأوقات التي كنت فيها مستيقظا اطمئنها متماديا في الكذبة .. ظللت في بيت يونس لأكثر من شهر محبوسا في غرفته .. لا يدخل لي سوى يونس وفارس ,, وأحيانا كنت أسمع الحاجة نفيسة تقرأ بجانبي من القرآن وأنا في غيبوبتي التي كنت اذهب فيها بعيدا .. أو أتعذب وأثور أحيانا أخرى في نوبة هياج .. كانت تجربة معذبة جدا .. ( بلع ريقه مسترسلا في المزيد من الذكريات ) حين عاد أبي من السفر نزل من المطار إلى بيت سعد الدين .. كان لقاء صعبا بيننا فما أصعب أن يشعر المرء بأنه قد خذل والديه .. نظرة الخيبة والألم في عيني والدي كانت أكثر إيلاما من أعراض انسحاب المخدر من جسدي .. وكنت مدركا لحساسية وضعه في الوزارة لهذا اتفق أبي مع فارس أن أبقى عنده حتى يتم شفائي تماما خوفا من أن أدخل أي مصحة حتى لو خارج البلاد ويعرف بالأمر فيتسبب ذلك بفضيحة .. خلال أسبوعين كان المخدر قد انسحب من دمائي وساعدني في ذلك أني كنت في المراحل الأولى من التعاطي "


سألته عهد بفضول "ووالدتك هل صدقت بأنك في مخيم كل هذا الوقت؟"
سحب زياد نفسا وقال " بالطبع كانت تشعر بأن هناك شيئا غير منطقيا .. حتى عاد أبي وأخبرها .. ولم يسمح لها بأن تزورني إلا بعد أن انسحب المخدر تماما من جسدي وبدأت في مرحلة النقاهة .. "


قالت عهد وقد تذكرت" لهذا كنت تمازح فارس حين عدنا من ألمانيا بأنه سيحبسك في الغرفة مرة أخرى .. وقتها لم أفهم؟"
أومأ زياد برأسه قائلا" أجل .. ولهذا أنا أدين لآل سعد الدين بحياتي .. وقد حاول أبي رد الدين لفارس بمساعدته بصلاته كوزير لتسهيل بعض الأمور له بدون الخروج عن القانون "
ساد الصمت بينهما لبعض الوقت وعهد تطرق برأسها تفكر فقال زياد مشاكسا يتصنع البؤس " هل غيرت رأيك بشأني يا عهدي؟ "


رفعت إليه وجهها بابتسامة تحرك رأسها بلا ليقول بنفس لهجة البؤس " اثبتي لي إذن بأن نظرتك لي لم تهتز"
قالت بتعاطف وهي لم تستوعب الأمر بعد" الحقيقة يبدو أن هذا الأسبوع هو أسبوع المفاجآت بالنسبة لي لكن بالطبع ليس هناك ما يجعلك تشعر بالخزي كنت مراهقا وأخطأت وتكاتف الجميع لمساعدتك لتخطي الأزمة"


قال بشقاوة " لا يا عهدي عليك بإثبات ذلك "
الشقاوة في عينيه جعلتها تسأله وهي تتحكم في ابتسامة " كيف؟"
اتسعت ابتسامته ورد بما توقعته" أن تلعبي معي لعبة المتزوجين"
صرخت موبخة" زياد نحن نتكلم بجدية"
صاح مستنكرا "ومن قال بأني لا أتحدث بجدية .. أنا في منتهى الجدية وأنا أطالب بذلك"
فركت وجهها بكفيها ضاحكة ثم سألته بفضول "ألهذا أقلعت عن التدخين ؟"


أومأ برأسه يقول "لم أرغب في إدمان أي شيء .. كانت تجربة سيئة جدا .. وكنت خائفا جدا من أن يفلت زمام أمري وأعود للمخدر"


صمتت قليلا ثم كشرت عن أنيابها فجأة تقول بملاحظة أنثوية دقيقة " هذا يعني أنك عشت لأكثر من شهر مع فريدة كم كان عمرها ستة عشر ؟"
اتسعت ابتسامته ورد" اعتقد أربعة عشر سنة .. كانت صغيرة؟


حدجته بنظرة نارية تزمجر فتحرك من مقعده بسرعة يمسك بتلابيبها مقربا وجهه منها ومحدقا في عينيها يهمس " أحقا تغارين من فريدة من أجلي وليس من أجله هو؟"
ضربته في صدره بعينين تموجان بالغيظ والغيرة تقول "أتريد أن تقابل عهد المراهقة .. ( ضربته في صدره مجددا ) الإجابة : أجل .. أغار عليك منها لأنها أفضل مني في كل شيء لأنها ... "


قرب وجهه أكثر يقتحمها بنظراته ويقول بمزيج من التوسل والأمر" لأنها ماذا يا عهد قولي .. لمن هذه الطاقة الحارقة من الغيرة التي أراها محبوسة في عينيك "


تحررت عهد العاشقة من سجنها للحظة فردت " لأني رأيتها تليق بك أكثر مني .. لأنها تملك عائلة لأنها... "



أخرسها بقبلة من شفتيه ..
قبلة حازمة ..
حارة ..
مشتاقة ..



بليغة المعنى لا تحتمل التأويل .
أججت الصراع بين عهد وعهد .. فالأولى جامحة عاشقة ترغب في التحرر .. والثانية خائفة رافضة تتصنع الصلابة واللامبالاة لتحمي الأخرى المغفلة .. وما بين عهد وعهد كانت تتلقى جرعات من العناق الروحي ..
ولم تكن وحدها تصارع نفسها .. كان هو أيضا يصارع نفسه .. يصارع رغباته وأشواقه .. ويقاوم ما يتلقاه من عهد العاشقة السجينة من لمحات تذهب عقله .. يقاوم كل هذا بقوة حتى لا يحرر عهد العاشقة من قبضة الأخرى فترتد للنقيض .. لقد استوعب جيدا ما تعانيه .. وقرر التريث قليلا واعدا نفسه بأنه قريبا جدا سيحرر العشق الذي تسجنه بداخلها .. ويصالحها على ..
نفسها .


حرر شفتيها آسفا .. فشهقت تتطلع فيه بارتجاف وتقاوم ما تشعر به من ضعف هامسة" زياد أرجوك أنا أحتاج لبعض الوقت"


قال لاهثا وهو لا يزال يمسك بتلابيبها " اسمعي يا عهد أنا سأصبر عليك قليلا .. رغم أني لست صبورا .. فكري .. وحللي .. وقيمي .. وافعلي ما تريدين .. وخذي كل العهود .. والمواثيق مني لتشعري بالأمان .. وبأني لن أتركك ولو على جثتي .. وأتمنى وأنت تضعين دراسة الجدوى أن تتذكري عدد السنين التي أحببتك فيها .. وبأني بالرغم من اعتقادي بأنك تميلين لأعز أصدقائي ظللت أحبك .. وبأني كنت مستعدا للزواج منك ساحقا لكرامتي .. وبأني وقفت في وجه أهلك مستعدا للموت حتى اخرجك من هناك .. وبأني سأقف في وجه أهلي وسأقنعهم إن اعترضوا وأنا أدرى بأهلي منك .. ضعي كل هذه الحيثيات أمامك .. بعدها أيتها العبقرية العملية .. لا يهم أي نتيجة ستتوصلين إليها فأنا لازلت عند كلمتي .. بأننا سنظل عالقان في هذا الزواج للأبد "


ترك ملابسها واعتدل متراجعا للخلف خطوتين في محاولة لإجبار نفسه على الابتعاد بصعوبة .. ليعود مجددا ويميل يحضن وجهها ويقبلها قبلة أخرى أكثر عمقا وانفلاتا .. قبل أن يتركها بإرادة من حديد مغمغما من بين لهاثه " تصبحين على خير يا عهدي "
ظلت عهد تتطلع في الباب الذي أغلق خلفه وتتحسس مذاق قبلته على شفتيها غارقة في صراع مرير يكمن في الخوف من الافتقاد .


××××


في نفس الوقت في فيلا سعد الدين كان يونس يتحرك في غرفته كأسد حبيس ..
لقد طفح كيله ولم يعد قادرا على الصبر أكثر .. يخشى من نفسه .. من انفلات أعصابه .. شاعرا بالضيق لما صدر منه في السيارة ليلة أمس.. فمهما بدا الأمر بريئا لم يكن كذلك بالنسبة له وهذا يشعره بعدم الراحة ..
عليه أن يحدد مشاعر فريدة تجاهه في أقرب وقت .. لكنه لا يعرف لمن يلجأ .. يخشى من تدخل كارمن في الأمر فهي أحيانا تكون ساذجة وقد تعقد الأمر .. وأمه يعلم بأن الخبر سيسعدها جدا لكنه يخشى بأن تضطر فريدة للموافقة من أجلها فقط.. َمن من الممكن أن يعتمد عليه؟ ..
رفيدة ؟ فقد لاحظ تقاربهما في الفترة الأخيرة .. لكن مسز روز لا تطيقه ولا يعتقد بأنه يستطيع التحدث معها في أمر شخصي كهذا .


سحب نفسا مضطربا من سيجارته ونفثه بغيظ يفرك بأصابعه في شعره في الوقت الذي كانت فيه كارمن في غرفتها قد قررت أن تتشجع وأن تقوم بالمبادرة .. فلا تنكر بأنها تشعر بذلك الاحتياج المجهول لديها له .. لكن الرغبة في اسعاده هي التي شجعتها .. فنظرت لبريدها الإلكتروني تنتظر منه ردا على ما أرسلته له منذ قليل .. لكنها لم تستلم شيء.. فأرسلت له على الواتساب رسالة تلقاها فارس في غرفة مكتبه والذي كان وقتها يتجاهل اتصالات ريتا وإلحاحها لأنه يعلم بأنها ستتحدث في موضوع الشماع.. وهو يحاول أن يشغل فكره عن الأمر مؤقتا..
عليه أن يرتب أوراقه.. ويفكر في طريقة أخرى لاستفزازه للظهور ..



رسالة على الواتساب استقبلها من كارمن ففتحها بسرعة " لماذا لا ترد على البريد الالكتروني خاصتك أرسلت إليك رسالة منذ قليل وانتظر منك الرد "


عقد حاجبيه وفتح البريد الالكتروني ليجد رسالة منها تقول " فارس بك .. نشكر لكم عرضكم الكريم في المساعدة في منحي بعضا من الدفء وأنتظر ردك على رسالتي هذه وأنتظرك في غرفتنا فلا تتأخر لأنني بالفعل سأموت من البرد .. كارمن "
اتسعت عينا فارس وقفز من مقعده يحمل هاتفه وينطلق مسرعا يخرج من غرفة مكتبه .


عند السلم المؤدي للدور الثاني خرج يونس من غرفته في الدور الأرضي عازما على الحديث مع فارس .. عليه مناقشته في موضوع فريدة .. لقد أعطاه ما يكفي من الوقت للاستيعاب .. فوجد فارس مسرعا فنادى عليه " فارس .. كنت أريد أن أتحدث معك في أمر ضروري "


قال فارس وهو يصعد درجات السلم" ليس الآن يا يونس نتحدث في وقت أخر"
صاح يونس بحنق " فارس لدينا أمر هام لابد أن نتناقش فيه .. فارس !"


لم يرد عليه الأخير بل اختفى في الدور العلوي.. فزفر يونس بغيظ وفرك أصابعه في شعره حانقا كولد صغير " اوففففففففف .. لماذا تعاندني الحياة "


في الدور العلوي دخل فارس إلى غرفتها يداري لهفته وسعادته محتفظا بوقاره ليجدها تقف بجوار السرير تطالعه بوجه أحمر .. وهي تقول" لم ترسل لي بريد إلكتروني بالرد .. هذه ليست طريقة احترافية للمراسلات فارس بك (واستدارت توليه ظهرها تداري حرجها وهي تقول) كنت في انتظار رد على الايميل "


غلبته لهفته فتحرك يحضنها من الخلف يهمس خلف أذنها قائلا" أنا جئت بنفسي "
غمرها دفء جسده وسخونة أنفاسه على رقبتها لكنها أرادت أن تتأكد من أنه قد اتقن مهارة الرد على البريد الالكتروني فقالت بإصرار وهي تتلوي بين ذراعيه برقه أطارت ما بقي في رأسه من عقل " لا يكفي ..عليك بالرد أولا "
أخرج الهاتف من جيبه ووضعه أمامها وهو يسند ذقنه على كتفها يفتحه قائلا " حسنا يا كارمن هانم .. طلباتك أوامر .. "


وتوقف قليلا يطبع قبلات مشتاقة على رقبتها وكتفها فأغمضت عينيها باستسلام .. قبل أن يعود لينظر للهاتف قائلا " هذه هي رسالتك الالكترونية.. وسأضغط على زر الرد.. ثم سأكتب لك .. نشتاق للتعاون معكم .. والضغط على زر ارسال "


أدارت وجهها ترفعه إليه تقول بفضول" لمن كل هذه المكالمات الفائتة الكثيرة التي لم ترد عليها ؟؟.."
ألقى بالهاتف على المقعد وهمس متطلعا في عينيها ويده تتحرك على خصرها " ليس مهما .. فلدينا الآن مهمة انقاذ عاجلة"
بدأت في الارتجاف وتسرب الدفء لجسدها فمال فارس يلتهم شفتيها بشوق .. لتستدير كارمن وتواجهه بكليتها محيطة رقبته بذراعيها .
لقد وقعت في غرامه ..
هذا الرجل الذي كانت تراه يوما غريبا مرعبا أصبح لها بيتا ..
ملجأ ..
قلبا نابضا ..
وقبسا من الدفء ..


دس فارس يده تحت منامتها وترك شفتيها يهمس "جسمك بارد (ونظر حوله وأكمل) ألم تشعلي المدفأة؟"


قالت بشقاوة رغم الخجل الذي لا يزال يقيدها " أردت أن أرى تجربة عملية كيف ستدفئني كما وعدت"


قضم شفتيها بلهفة لم يعد قادرا على كتمانها .. فذلك العالم الناعم العطر الذي تأخذه إليه يزداد حلاوة بشقاوتها وسخونة بمبادرتها .. وبتلك الرغبة التي تتراقص أمامه في عينيها رغم حيائها الفطري .


كيف تنسيه كل ما مر به من ألم وحزن في لحظة..



كيف تعيده إلى ذلك الشاب المراهق الذي نسيه بلمسة؟.


كيف توسع مساحة الخضار في أرضه التي احترقت مئات المرات بنفحة أمل من يديها ؟!!
وكيف ترديه قتيلا في عشقها بنظرة عين .


كارمن .. أميرة الحكايات
تأخذه بطلا في حكايتها
حرر شفتيها لكن الأرواح لازالت في عناق .. فحملها بين ذراعيه هامسا بصوته الرخيم" ليس مجرد دفئ وإنما اشتعال"
فضحكت كارمن بخجل وشددت من ذراعيها حول عنقه تحضنه بقوة .




يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 01:02 PM   #255

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3



في غرفة يونس لم يستطع تحمل ذلك الصمت بينهما فاتصل بها داعيا أن تكون مازالت مستيقظة .. وحين ردت بسرعة أسعد ذلك قلبه .


قالت فريدة " نعم يونس "
متمنية في سرها لو يطلب طعاما من يدها فعلى عكس ما يظنون وهو أولهم فهي تحب أن تطبخ له .. تسعد بإطعامه فيشبع فيها تلك المشاعر الأمومية التي تشعرها تجاهه ..
غمغم بهدوء " ألا زلت مستيقظة ظننتك قد نمت "
ردت مسترخية على السرير ينام شعرها الأسود بجوارها "يجافيني النوم"
سألها بفضول ذكوري" ألا زلت تشعرين بالبرد"
ردت بعد تنهيدة غير مقصودة زادت من حالة انعدام السيطرة التي يعشيها منذ فترة " لا .. اشعلت المدفأة وأتدثر بالأغطية الآن .. لم أنت مستيقظ؟ "
قال يونس بما عزم عليه " كنت أفكر في مشكلة لأحد أصدقائي "
عقدت حاجبيها وسألته " من منهم ؟ وأية مشكلة؟"


أشعل سيجارة ورد " صديق لا تعرفينه ..تعرفت عليه في ألمانيا"
سألته " وما مشكلته؟"
تردد قليلا ثم قال " الحقيقة أنه واقع في حب صديقته و ... ( حك جبينه بحرج ثم أكمل بغيظ) الحقيقة أنه يشعر بالغيظ من نفسه .. إنه في العادة شخص جرئ حتى مع الفتيات .. له علاقات نسائية في حدود الصداقة والزمالة وبعض الشقاوة التي لا تتخطى الخطوط الحمراء .. لكنه محرج جدا وخائف من التعبير عن مشاعره لصديقته "


سألته فريدة تحاول تجاهل ذلك الأمل الذي يغازلها" هل صديقته تعلم بمشاعره؟"
رد بحنق طفولي " هذه هي المشكلة.. أنها لا تعلم وهو لا يعرف ما هو شعورها تجاهه "
ضربات قلبها بدأت تتسارع فسألته " ولماذا لم يعترف لها بحبه مثلا في خطاب رومانسي أو ايميل أو أي وسيلة غير مباشرة"
قال بحيرة " المشكلة أكبر من هذا يا فريدة .. إن العلاقة بينهما علاقة قوية .. إنهم .. إنهم أشبه بالأهل .. وهو يخشى إذا ما صارحها بمشاعره بأي وسيلة أن تشعر الفتاة بالحرج اذا لم تكن تُكِن له أي مشاعر غير الصداقة ( وأكمل ببطء ) والأخوة ..... أن يؤثر ذلك على علاقتهما مستقبلا"


اعتدلت على السرير تحاول أن تسيطر على ذلك الأمل الذي يتضاعف ويتضاعف في الثانية الواحدة وقالت" أهو خائف من أن يفقدها باعترافه؟"
غمغم بخفوت "أجل يا فريدة .. خائف "
سألته بخفوت " أيحبها لدرجة أنه يخشى من أن يفقدها كصديقة؟... أهي بهذه الأهمية عنده ؟"


قال بخفوت حار " يحبها بشدة .. رغم أنه عاش لسنوات في حالة انكار يقاوم هذا الحب بداخله.. غير راغب في تعقيد حياته التي هي أصلا معقدة .. كان يتمنى أن يمر بقصة حب بسيطة أو لا يمر فهو كرجل لم يكن من أولوياته أن يحب ( واستدرك يوضح ) أقصد أن يصل مع أنثى لدرجة العشق .. كان يفضل أن يرتبط بفتاة عادية يمارس عليها عقده النفسية .. لأنه معها يعرف بأنه ... سيضيع فيها"
كلما اقتربت منه يحرقها بناره
أهذا بوح أم تعذيب؟


أهو وهي المعنيان؟؟ .. أم مشكلة لصديق حقيقي؟!!
هل تطير بأجنحة الأمل ؟؟..
أم تنكفئ على وجهها مقيدة باليأس.
غمغمت تتصنع المزاح" يبدو أن صديقك هذا به مسا من الجنون؟"
رد بجدية" بل إنه يعتبر نفسه مجنونا بالفعل .. وهذا من الأمور التي تجعله خائفا عليها"
سألته باندهاش "مِن مَن؟"
تكلم بصدق " من نفسه.. ولا تسأليني لماذا .. لأنني لا أعرف.. ( وأكمل مستدركا ) أقصد لا أعرف عنه لماذا يشعر بهذا الخوف من أن يؤذيها"


قالت فريدة ببعض الأمل " ربما تكون هي الأخرى تحبه وتذوب في عشقه لكنه لا يعلم"
صمت متأرجحا بين الأمل واليأس .. تارة يفسر تصرفاتها معه بأنها تهتم به كرجل .. وتارة أخرى يراها تعامله كصديق..
قالت فريدة " أنا أرى أن يدخل طرفا ثالثا بينهما يتصرف بلباقة ومن بعيد ليعرف مشاعرها تجاهه.. أو يتشجع هو ويخبرها بنفسه .. فمادامت صديقته منذ فترة كما فهمت منك .. فحتى لو لم تكن تحبه ستقدر مشاعره وتحترمها"


غمغم يشاركها وسواسه " وماذا لو قبلت به تحرجا منه؟"
أجابته مفكرة " لا أتوقع أن شخصا من الممكن أن يتزوج بهذه الطريقة .. لكن أعتقد أن انكشاف مشاعره أمامها ستجعله يتعامل معها في اتجاه مختلف عن الصداقة .. وحتى لو وافقت حتى لا تخذله كما تقول سيستطيع أن يلحظ بأن مشاعرها ليست معه .. سيستطيع اكتشاف ذلك"


صمت يونس قليلا يحاول ترتيب الأمر في رأسه فقالت بفضول متلهف " ماذا لو اكتشف أن الفتاة هي الأخرى تحبه؟"
غمغم ببحة سرقت منها روحها " سيكون ذلك أروع شيء قد حدث له في حياته "
ساد صمت متوتر.. فسحبت فريدة الحاسوب المحمول الرابط بجوارها على السرير وفتحته تشغل أغنية مقصودة.. لعلها ترسل له رسالة معينة .. لو كانت هي المعنية .. لاعنة للمرة الألف ذلك الأمل الذي سيكون احباطها بعده ضربة قاصمة لها .. فتسلل إليه عبر الهاتف أغنية لشيرين


حبيته بيني وبين نفسي
وماقلتلوش ع الي في نفسي
معرفش ايه بيحصللي
لما بشوف عينيه
مابقتش عارفة اقوله ايه
ماعرفش ليه خبيت عليه

بضعف قوي وانا جنبه وبسلم عليه


صمت يونس متسع العينان فغمغمت فريدة بصوت هارب منها " تخيلت أن الفتاة .. صديقته .. قد ترسل له هذه الأغنية"

كل حب الدنيا ديا .. في قلبي ليك
د انت اغلي الناس عليا .. روحي فيك
دة انت لو قدام عينيا .. اشتاق إليك
علي بالي .. ولا انت داري.. بالي جرالي
والليالي سنين طويلة سيبتهالي
يا انشغالي بكل كلمة .. قولتهالي



تكلم يونس بحشرجة" في هذه الحالة أتوقع أن يرسل لها صديقي هذا.. أغنية أخرى لنفس المغنية ليخبرها بأنه يشتاق إليها حتى وهي أمامه .. سأحاول أن أتذكر اسم الأغنية "
أسرعت فريدة بتشغيل الأغنية التي يقصدها تستمع إليها معه بقلب يرتجف من... الخوف.


بتوحشــني وأنا وياك ..
بتوحشــني وكل يوم بشوفه معاك.. بيوحشــني
وكل ثانية مش وياك بتدبحني ..
وكل ليلة بعيشها معاك تفرحني .
تخوفني ..
وتجرحني ..
وأخاف بكره يفوت عمري
وأنا لسة .. بتوحشــني


غمغمت بخفوت" أتقصد هذه؟"
سحب نفسا عميقا ورد" أجل.. هي .. يا فريدة "



بتوعدني ..
مفيش بكره .. مفيش بعده ..
مفيش ولا لحظة من غيرك
وترجع تاني تتأخر .. وتوحشــني ..
واعمل إيه ماليش غيرك .. بيوحشــني


استجمع شجاعته وقال " أريد أن اسألك سؤالا "
قالت بترقب وضربات قلبها باتت أعلى من الأغنية "تفضل"
قال بتردد " ماذا لو اكتشفت عني أمرا كان من وجهة نظرك صادما لك؟"
ردت بصدق " لو كان أمرا غير متوقعا سأتفاجأ بالطبع لكن ليس لدرجة الصدمة.. فأنا أثق بك دوما وأثق بأن لديك أسبابك "
عاد ليسألها " حتى لو لم يكن يعجبك ما ستعرفينه عني.. هل تعدينني بأنه لن يؤثر هذا على علاقتك بي ؟"
ردت مؤكدة " ماذا تقول يا يونس .. بالتأكيد "
قال بخفوت "عديني بذلك "
قالت مطمئنة "أعدك"
تشجع لمصارحتها ..لكنه جبُن بعد ثوان .. فأرجأ الحديث لوقت أخر قائلا " حسنا قريبا جدا سأخبرك بأمر لا أعرف وقعه عليك .. وسأذكرك بأنك قد وعدتني بأنك ستتفهمي موقفي لو لم يعجبك ما سأخبرك به "
رغم أن الحديث بات يقلقها ويشعرها بأن الأمر قد يكون بعيدا عما توقعته لكنها قالت بصدق" لا تقلق يا يونس افعل ما يسعدك .. وسأدعمك في كل قراراتك "


قال بالألمانية " هذه فتاتي التي أعشقها "
سألته " ماذا قلت ؟... أنت تعرف بأني لا اتقن الألمانية"
ابتسم وقال " سأخبرك بمعناها بعد أن اطلعك على ذلك الخبر "
قالت والفضول والقلق يأكلانها " قل الآن"
قال بإرهاق" لا ليس الأن.. أحتاج لأن أرتب أوراقي أولا .. لا تقلقي سأخبرك قريبا جدا .. أقرب مما تتوقعين .. أرسلي لي الاغنيتين أريد أن أسمعهما .. تصبحين على خير"
غمغمت بخفوت" وأنت بخير"
ثم أرسلت له الاغنيتين وأعادت سماعهما معه بذهن مشغول.


××××


تأمل عينيها الواسعتين اللتان تنظران إليه مستلقيا على بطنه في حالة استرخاء كان في أشد الحاجة إليه أن يسقط غارقا فيها ليهرب من وحوش أفكاره التي تنهشه..
هذه المرة كانت أكثر جرأة معه وأقل انكماشا وحذرا .. وهذا أسعده بشدة.. حتى أنه تجرأ في التمني بأنها قد تحمل له يوما ولو قدرا بسيطا من العشق الذي يكنه لها .


أجل يعشقها..
ومن غير أميرة الحكايات تستحق أن تعشق..
ومن سيكون أخلص منه في عشقها..
فإن كانت حياته قصيرة كأبيه.. يتمنى أن يعيش كل لحظة قادمة له في حضنها غارقا فيها.
مد يده يرفع الأغطية فوق كتفها ثم أمسك بخصلة من شعرها.. فهمست كارمن" هل اعترف لك بسر؟"


رمش بعينيه إيجابا فقالت" شعري الحقيقي مموج ليس مموج فقط ولكن مموج جدا"
قال بصوت خافت متفاجئا "حقا!"
أومأت برأسها فقال "أريد أن أراه مموجا"
ابتسمت شفتاها وردت بحماس وهي ترفع جذعها وتستند بمرفقها على الوسادة " قريبا سينتهي مفعول الفرد.. والحقيقة أرغب في أن أرى نفسي به.. فقد كنت لا أعطي لنفسي فرصة لأقرر إن كنت سأحبه مموجا أم لا "
سألها بخفوت متأملا تفاصيلها الأنثوية "لماذا؟"


ردت بحرج " لأن أمي لم تكن تحبه بهذا الشكل"
صمت ولم يعقب ..يتأملها ترتدي سترة منامته بينما هو عاري الجذع .
حركت يدها على خطوط الوشم على ذراعه ورقبته وسألته " ألم تفكر في إزالة هذا الوشم؟"
سألها " أتكرهينه مثل أمي؟"
حركت رأسها بلا .. فغمغم" سأزيله حين يلقى قاتل أبي عقابه"


تألمت من أجله ولم تعقب .. ولكن استمرت في تتبع الخطوط أمامها .. لتنتبه لبقعة زرقاء حسبتها من ضمن الوشم .. فاقتربت برأسها منها وضغطت عليها فتحركت عضلاته بألم في استجابة لضغطتها فهتفت بجزع " فارس .. ما هذه الكدمة؟؟.. حسبتها جزء من الوشم!"
غمغم بخفوت " هي كذلك"


فسألته بعدم فهم" نعم !... لم أفهم"
استدرك يقول" أقول إنها من أثر الحادث الذي تعرضنا له بالأمس"
قالت باندهاش" ولم تعالجها؟!!"
رد باقتضاب "شُغلت عنها"
شعرت بالضيق فقالت بتوبيخ وهي تغادر السرير " لا أصدق يا فارس ..صدقا لا أصدق ما تفعله بنفسك !."


تتبعها بعينيه وهي مرتدية سترة منامته فقط بينما ساقاها عاريتان .. فزينت ابتسامة ذكورية منتشية زاوية شفتيه وتقلب على ظهره يتوسد ذراعه ويتابعها وهي تميل على أحد الأدراج وتقول " أظن انه عندي مرهما للكدمات ذلك الذي كنت اضعه من قبل"


وجدت المرهم بعد دقيقة ثم توجهت بسرعة للسرير وهي تقول" الجو بارد .. بمجرد أن خرجت من تحت الأغطية بردت .."
ضغطت على المتحكم الالكتروني لتشغل المدفأة واستدارت لتجد تلك النظرة المشتعلة في عينيه فقالت بحرج "علام تنظر ولمَ اعتدلت ؟.. استلق على بطنك كما كنت"
اطاعها في صمت ونام على بطنه من جديد .. فوضعت المرهم على الكدمة .. وأخذت تدلكها برفق .. وتدلك عضلات رقبته وضلعه .. فأغمض فارس عينيه متمنيا ألا يأتي الصباح أبدا ..


أحست كارمن بأنه أحب تدليك رقبته خاصة بعدما أفلت منه توجع خافت وكأنها تنفض عن كتفيه ارهاق السنين .. فاستمرت تدلك عضلاته .. وتتبع متاهات وشمه وكأنها تريد أن تحفظ خطوطه وتفاصيله .. حتى تأكدت بأنه قد استسلم للنوم .. فاندست تحت الأغطية لتلتصق به وتستمد منه المزيد من الدفء.
×××××


صباح الأربعاء


دخل فارس غرفة يونس ليسأله ماذا كان يريد ليلة أمس ليجد الأخر يتحدث بالألمانية في الهاتف ويضحك ثم أشار له حين تنبه لوجوده بألا يغادر فهو يريده .. فلوى فارس شفتيه بامتعاض يشير لساعة يده أنه سيتأخر على العمل.. فمنحه يونس إشارة بأنه سينهي المكالمة بسرعة .


في نفس الوقت دخلت شروق من الباب الخلفي للمطبخ تحمل طفلتها وتبحث عن أمها فلم تجدها لتخرج نحو الحديقة تسأل شهد " أين أمي؟ "
ردت الأخيرة تحرك كتفيها" لا أعرف كانت في المطبخ منذ دقائق"


ألقت شروق بطفلتها لشهد تقول" خذيها .. وسأبحث عن أمي بسرعة.. اذا لم أجدها اخبريها بأني أتيت وتركت يارا لارتباطي بموعد هام وسأتأخر عن موعد الحضانة"
اعترضت شهد .. لكن أختها تحركت تعود إلى المطبخ تبحث عن أمها.. حين لم تجدها خرجت من المطبخ لبهو الفيلا مارة بغرفة يونس تبحث عنها لتسمع صوت الأخير يتحدث بالألمانية ويقهقه.. فتسمرت مكانها واقتربت من الباب المفتوح تستمع لنبرة صوته..
تسارعت دقات قلبها مغمغمة " أتضحك خال البال ولا تعرف كم من القلوب تحكم بضحكتك هذه .. "


سحبت نفسا عميقا تسيطر على نفسها ..
إنها تكره هذا البيت .. ولا تحب أن تأتي إليه كثيرا بسببه .. فلو كان غائبا عنه افتقدته بين أركانه .. ولو كان حاضرا فيه تذكرت حسرتها بأنها حتى بعد أن تزوجت وأنجبت لم تقدر أبدا على نسيانه .. سيظل هو الرجل الوحيد الذي أحبته !.



همت بالرحيل لكنها لم تقدر .. فاختلست المزيد من نغمات صوته إلى أذنها.
أغلق يونس الخط وعلى وجهه ابتسامة يقول لفارس بمشاكسة " أبشر يا كبير سآتيك بالحلويات الألمانية إلى هنا .. كلاوديا آتية إلى هنا في زيارة .. "


قال فارس باستخفاف " جميل رائع ..هيا سنتأخر على العمل لدينا اجتماع هام"
رد يونس بسرعة وهو يرتدي حلته " أنا جاهز"
شعرت شروق بالارتباك وهمت بالمغادرة بسرعة لكن ما قاله فارس أثار الفضول بداخلها حين قال بقلق من خاطرة وردت إلى رأسه يريد أن يسأله إياها منذ أن وصل من ألمانيا" يونس أنت على العهد بيننا أليس كذلك ؟"
عقد يونس حاجبيه وهو يشرب آخر رشفة من فنجان القهوة ويضعه على الكومودينو ثم قال" ماذا تقصد؟"


قال فارس موضحا "لم تُزل قدمك للحرام يا يونس أليس كذلك"
صمت يونس قليلا .. فاقترب منه فارس يقول" يونس طمئن قلبي ..أنا أراك مواظبا على الصلاة الحمد لله ..طمئن قلبي أنك على العهد ولم تمس امرأة في الحرام"


قال يونس مطمئنا " لا تقلق يا كبير بالطبع لم أفعلها (ثم أكمل متصنعا البكاء ) رغم أن المغريات كانت قوية"
ابتسم فارس وربت على كتفه مغمغما " الحمد والشكر لله "
وهم بالمغادرة فقال يونس " لكن فعلتها في الحلال"
تسمر فارس واستدار إليه بحدة يسأله" ماذا تقصد؟؟؟"


نظر إليه يونس بنظرات محرجة ثم قال" الحقيقة هناك اعتراف لابد أن أعترف لك به .. فمنذ أن عدت من ألمانيا وأنا أنتظر الفرصة لأخبرك بالأمر "


بلع فارس ريقه وسأله" أي أمر؟؟؟"
اقتربت شروق أكثر غير عائبة بمن يلاحظها فقد تملك منها الفضول ليقول يونس " كما وعدتك بأني لن أنزلق أبدا للحرام فأنا التزمت بذلك .. لكن المغريات كانت قوية وأنت تعرف كيف هي الحياة في الخارج مغرية ومنفتحة .. فلم أجد بدا من أن أعف نفسي بالحلال "
سقط قلب فارس بين قدميه وسأله " ماذا تعني بهذا الكلام .. هل تزوجت ؟"


تنحنح يونس قائلا " تزوجت من صديقتي كلاوديا الموديل الألمانية التي أخبرتكم عنها زواج على سنة الله ورسوله .. ولأنها شخصية مشهورة خبأنا الأمر عن الصحافة .. ولأني كنت أود أن أخبركم بنفسي انتظرت حتى أعود "
أمسك فارس بياقته يقول بصوت مبحوح " ماذا تقصد بهذا الكلام؟؟؟


رد يونس بثبات متقبضا" أقصد بأني اضطررت للزواج في ألمانيا وعندي منها طفل عمره عامين .. اسمه أدم .. وقد أبلغتني منذ قليل .. بأنها ستـأتي خلال أيام هي وابننا لأعرفكم عليها "
جاءت شهد خلف أختها حانقة.. فارتبكت الأخيرة وعادت للمطبخ تقول" لم .. لم أجد أمي سأذهب لأبحث عنها في الحديقة"


راقب يونس عينا فارس المذهولتين فشعر بأنه قد تمادى في مقلبه فانفجر ضاحكا وهو يقول" هل اقنعتك؟ .. هل كان تمثيلي مقنعا لهذه الدرجة ؟"


تسمر فارس للحظات.. ثم تنفس الصعداء بينما يونس متسمرا في قهقهته مغمغما" يا إلهي وجهك إصفر واحمر واخضر خلال دقيقة .. كيف صدقت وأنا أنتظر ردك بشأن فريدة ... أااااااخ"


لكمة سددها له فارس بقوة في وجهه موجها له شتيمة وقحة .. ثم صرخ " هذه أسوأ مزحة قلتها يا يونس ولن أسامحك عليها أبدا "
وقع يونس على المقعد متوجعا ومستمرا في الضحك يدلك فكه بينما تركه فارس وانصرف غاضبا ليقول يونس " انتظر يا فارس أحتاج للحديث معك في أمر هام .. فارس "
حين اختفى فارس من أمامه ظل يونس يدلك فكه مقهقها وهو يقول لنفسه " بالفعل كانت مزحة ثقيلة يا يونس .. يا إلهي وجه فارس كان شاحبا كالأموات "


ثم نظر في ساعته ليكتشف بأنه قد تأخر كثيرا عن موعده .. فقفز يعدل من هيئته في المرآة بسرعة قبل أن يسرع بالخروج وهو لا يزال غير قادر على التحكم في الضحك .
××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 01:03 PM   #256

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

وقفت شروق عند الباب الصغير تتطلع لفريدة من بعيد تجلس مع براء وتتحدث معه ..
ترددت قليلا..



لكن الغل بداخلها شديد .. تجاهه وتجاهها..
تلك المدللة التي ستنعم بالارتباط به عاجلا أم آجلا .. فمهما غض عنهم الجميع البصر هي أكثر من تعرف تفاصيل هذا الثنائي أكثر من أي شخص آخر.. فهي من قضيت السنوات بجانبهم تراقبهم علها تجد أي هفوة أو تجاوز منهما لتنتقم منهما أشد انتقام .. لكنهما للأسف برغم ما تيقنت منه جيدا بأنهما عاشقان وما خمنته بأنهما متفقان على الارتباط .. لكنها لم تجد ما تمسكه عليهما من تجاوز لتستخدمه ضدهما ..


وسيظل ما حدث من اثني عشر سنة مضت ندبة في قلبها لن تنمحي أبدا.


من اثني عشرة سنة مضت


في شقة آل سعد الدين الكبيرة التي اشتراها فارس لعائلته في ذلك الحي الشعبي قبل أن ينتقلوا للفيلا .. قال يونس وهو يتطلع لوالدته " هل خرج فارس يا أمي؟"


قالت والدته التي تجلس على السجادة .. بعد أن انتهت من صلاة الفجر" أجل يا حبيبي خرج باكرا ليلحق ببعض الأعمال ..هل صليت الفجر يا يونس؟ "
رد بهدوء "الحمد لله"
وتحرك مغادرا فسألته" إلى أين؟"
رد بمراوغة" سأكون فوق السطح اتحدث في الهاتف"
صمتت الحاجة نفيسة وزفرت بضيق.. فهي تعلم بأنه يدخن خلسة.. فرفعت يديها للسماء تقول " اللهم احفظ أولادي من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. واحفظهم من ساعة السوء ويوم السوء وليلة السوء وصديق السوء وجار السوء يا رحيم "


من المطبخ تطلعت شروق المراهقة ذات الخامسة عشر من عمرها ليونس الذي خرج في هذا الوقت المبكر فخمنت وجهته .. انه يصعد للسطح ليدخن .
فتحركت بسرعة متسللة خلفه وعازمة على تنفيذ ما تنويه بعد أن رحبت بأن تحضر مع أمها في هذا الوقت الباكر لتساعدها في تنظيف البيت استعدادا لاقتراب شهر رمضان ..



عليها أن تلفت انتباهه لها .. عليه أن يرى كم هي جميلة .. احلى وأطول من فريدة .. وتمتلك مؤهلات أنثوية تجعلها تليق به ..
فلا تصدق ما تقوله أمها بأن هناك فارقا بينهما .. فهم آل سعد الدين لا يتعاملون معهم على أنهم خدم أبدا و فارس قد ساعد والدها في أن يحصل على غرفة صغيرة في آخر الشارع حتى تكون والدتها ملازمة للحاجة نفيسة معظم الوقت.. ودوما يعاملونهم بشكل حضاري .. وكم من قصة قرأت عنها تزوج فيها الشاب الغني من الفتاة الفقيرة .


واليوم ستجعله يراها .. وينسى اهتمامه بتلك الطفلة المدللة فريدة التي تصغرها بثلاث سنوات.. لكن الفارق في الإمكانيات الأنثوية كبير.. فالأخرى نحيفه وخمرية اللون ومازالت لم تكتمل أنوثتها بعد .


عند باب السطح .. وبعد أن اطمأنت لأنه لن يكون هناك أحد ليراها في هذا الوقت المبكر قبل شروق الشمس فتحت عباءتها الخفيفة وخلعتها لتظهر الملابس التي ابتاعتها مؤخرا من سوق المستعمل .. وفكت شعرها لينزل مسدلا على كتفيها .. وتحركت تمسك بسلة الغسيل الفارغة ..


كان يونس شاردا بين دخان سيجارته .. فتفاجأ بحركة وتوتر ينزل السيجارة خلف ظهره.. لتتسع عيناه وهو يتطلع في شروق ابنة خضرة ترتدي بنطالا من الجينز باللون الوردي يظهر مفاتنها بشكل مثير جدا ... وقد ارتدت فوقه بلوزة ضيقة واسعة من عند الرقبة وتظهر نهديها منتفخين بشكل جعل رأسه يفور خلال ثوان .


هذه الفتاة دوما يستقبل منها رسائل مربكة تثير مشاعره الذكورية المراهقة .. لهذا يتجنب دوما الاحتكاك بها .. واذا صادف وجودها في البيت بدون أمها يشعر بعدم الراحة ويترك البيت ..
كما أنها كثيرة الشجار مع فريدة بشكل يستفزه .. ولا يعجبه هذا التباسط بينها وبين الجميع في البيت وكأنها من أهله .


ظل صامتا.. وهو يراها تتحرك نحو السور وترفع الغسيل من فوق الحبال ببطء وميوعة .. فرفع سيجارته يسحب دخانها وينفثه بارتباك .. ومشاعر مراهقة متأججة طائشة لم يتعلم بعد كيف يتحكم فيها ترغب في تولي زمام أمره .
بعد دقيقة اقتربت شروق تقول بدلال" احتاج لأن احضر الموجود على الحبل ناحيتك "
وتحركت تقف عند السور بجواره.. فلم يعد بينه وبينها في جلسته على أحد الصناديق العالية إلا ذراع.


ذراع واحد .. يفصل بين يده وجسدها فيستجب لذلك الغليان في رأسه يجرب مالم يجربه من قبل ..
ذراع واحد .. يفصل بينه بين متعة هو شديد التوق لتجربتها..
ذراع واحد .. يعرف بأنه إن تخطاه سيكره نفسه بعدها.
ذراع واحد .. يرفعه وسيقع في الخطأ الكبير الذي طالما حذره منه فارس .


رفعت شروق ذراعيها تقف على أطراف أصابعها لتحضر الملابس الموضوعة فوق الحبل البعيد .. سعيدة .. وفخورة بأنوثتها وبعينيه اللتان لم يخفضهما عنها .. فارتفعت بلوزتها الضيقة لتكشف عن بطنها أمام عينيه فتسارعت أنفاسه عالقا في صراع لحظي ما بين ذراع ...وذراع! .


فجأة علا صوت الشيخ في مكبر صوت أحد المساجد القريبة في درس يلقيه بعد صلاة الفجر فأجفله كدلو بارد فوق رأسه " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة إذا تقرب العبد إلى شبرا تقربت إليه ذراعا .. وإذا ... "


لم ينتبه يونس لباقي الحديث .. لكنه بحركة دفاعية للخلاص من مشاعره .. مد ذراعه نحوها ولسعها بسيجارته في ظاهر قدمها .. فارتدت شروق للخلف تصرخ متألمة " هل أنت مجنون؟ "


استقام واقفا يهدر فيها بمقلتين مقلوبتين" أجل أنا مجنون أهذه معلومة جديدة عليك؟ "
الإهانة .. والإحباط .. والغيظ كانوا أصعب من الوجع في قدمها فقالت باكية" سأشكوك للجميع"


رد باشمئزاز وقد ذهب عنه جنون الشهوة وبدأ يراها بشكلها الحقيقي ويشعر بالقرف " لا بأس .. ولا تنس حين يخبروك كيف فعلت فيك ذلك أن تخبريهم بأنك كنت تلتصقين بي وإلا كيف سأفعلها ... ( واستدرك يقول وقد تحولت كل مشاعره المتأججة بالرغبة لمشاعر متأججة بالغضب ) ولماذا ننتظر ( وتحرك يمسك بمرفقها بخشونة يسحبها معه ) فلنذهب معا لأخبارهم وأنت بهذه الملابس الغريبة التي ترتدينها "


افلتت ذراعها منه تقول باكية" أنت مجنون بالفعل .. ولن أسكت وسأفضحك وأخبر الجميع بأنك تدخن في السر "
تملكت منه شياطينه كلها فاندفع نحوها يقبض على شعرها يقول بلهجة أرعبتها " أسمعي .. أنا لا أحد يبتزني أبدا .. ما فعلتيه اليوم لا تكرريه أتفهمين؟ "
قالت متألمة تحاول فك شعرها وكتم رغبتها في الصراخ حتى لا تنفضح" أنا لم أفعل شيئا "
شد شعرها أكثر فمال رأسها ليقول من بين أسنانه " لن أكرر كلامي .. فكلانا يعرف ماذا فعلت.. وماذا قصدت حين صعدت للسطح خلفي في هذا الوقت .. فلا تكرريها أبدا .. وإلا أنت لا تعرفين ماذا يمكن أن أفعل فأنا لست عاطفيا مثلهم .. وبالمناسبة إياك أن تضايقي فريدة هل فهمت؟ .. فريدة خط أحمر لا تتجاوزيه .. أنت لا تعرفين ماذا يمكن أن أفعل في أي شخص يمس لها طرفا"


تجمعت الدموع في عينيها .. فدفعها لتقع على الأرض وقال وهو يتحرك مبتعدا " لا تفعلي هذا مجددا لا معي ولا مع غيري .. واتق الله في أهلك "
نزل على السلم مسرعا ..لتقابله خضرة تهم بالصعود وعلى وجهها تساؤل تحول لهلع حين أكمل يونس نزوله بعصبية يتجاوزها وينزل إلى الشارع.. فصعدت بصعوبة وكأن قدميها تجران أكياسا من الرمل .. فقد خيل لها أنها سمعت صوت ابنتها فوق السطح .. وحين همت بالصعود متسائلة تفاجأت بصوت يونس وعبارته الأخيرة نمت إلى مسامعها قبل أن تلقاه نازلا.


وصلت خضرة للسطح لتجد عباءة ابنتها متكومة على بابه .. فالتقطتها مذهولة وهي تتطلع في ابنتها التي انتبهت لصعود أحدهم ورفعت رأسها الباكية.


اندفعت خضرة نحو ابنتها بصدمة تضربها بالعباءة وكأنها تجلدها تقول من بين اسنانها بخفوت " ماذا فعلت .. ماذا فعلت .. ستفضحيننا .. ستفضحيننا مع الناس الطيبين .. ألا تخجلين من نفسك ! .."
تلقت شروق الضربات وهي تنظر لأمها بتحدي تداري خيبة الأمل وتداري ألم لسعة سيجارته .


على الباب الصغير الفاصل بين الفيلا والملجأ أخرجت شروق قدمها من الحذاء تتطلع لتلك الندبة التي خلفتها السيجارة بينما كانت فريدة التي تفترش العشب وتقول لبراء " وهكذا أصبحت مثلك فجأة بدون أب أو أم .. أتعرف بأنك أكثر حظا مني "


توقف براء عن ضرب الكرة في الحائط ونظر إليها باهتمام فقالت مشيرة لرأسها " أنت تتذكر شكل والديك .. تحتفظ بذكريات معهما بينما أنا لا أحتفظ بأي شيء يخصهما في رأسي خصوصا أمي .. وبالرغم من ذلك أشعر بأني محظوظة أن الله قد عوضني بأمي نفيسة ولم أحصل على أم كالعجوز ( جوثل ) تذكرها تلك المرأة الشريرة التي اختطفت رابونزيل "


ابتسم براء وأومأ برأسه.. بينما اتسعت عينا فريدة وهي تنظر أمامها بمفاجأة.. حين وجدت ضحى تدخل من باب الملجأ .. ترتدي زيا رياضيا وتحمل بعض حقائب الهدايا .
استقامت تستقبلها وقالت بترحيب بعدما تذكرت ما حدث الجمعة الماضية " الدار نورت يا ست ضحى "


ابتسمت ضحى بارتباك ثم نظرت لبراء الذي احمر خجلا واستدار يضرب بالكرة في الحائط وقالت" أحببت أن أزور الدار وأقدم الهدايا للأولاد"
قالت فريدة وقد لاحظت نظراتها لبراء" بالطبع تفضلي أهلا وسهلا "
ناولتها ضحى حقيبة كبيرة تقول" هذه الحقيبة للأطفال ( ونظرت لبراء ) وهذه لبراء "
أخذت منها فريدة الحقيبة الأولى وقالت بلهجة ذات مغزى" سآخذ هذه للأولاد وادعك تقدمي لبراء هديته .. سأتركك معه خذي راحتك لقد انرتنا اليوم"


وتحركت تنادي على احدى المربيات ثم عقدت حاجبيها وهي تلمح شروق واقفة عند الباب الصغير ..
جاءت المربية فناولتها الحقيبة وتحركت نحو شروق التي تزينت بابتسامة متشفية وقد غلبتها نفسها الأمارة بالسوء واستعدت لأن تلقي بالخبر في وجه فريدة لتتشفى فيها .


قالت فريدة باندهاش " شروق .. لماذا تقفين هكذا ؟"
قالت شروق تنظر حولها" أبحث عن أمي"
ردت فريدة متكتفة " خضرة لا تأتي للدار.. ربما هي في غرفة أمي تساعدها في شيء .."


قالت شروق باستعراض" الحقيقة كنت أريد أن أترك لها يارا لأنني سأكون مشغولة طوال اليوم تعرفين كيف يكون التحضير للماجستير ضاغطا .. ( وأكملت ببطء ) أم لا تعرفين ؟"
رفعت فريدة حاجبيها وقالت بهدوء " لا أعرف ولكني أسمع ذلك .. عموما بالتوفيق "
حين لم تنجح في استفزازها قالت " بالمناسبة .. مبارك عليكم الكنة الجديدة "
رمشت فريدة عدت مرات ثم قالت "فارس تزوج منذ مدة يا شروق الآن فقط تذكرت أن تباركي !"



ردت شروق بتلذذ وهي تراقب تعابير وجهها " أنا أقصد عروس يونس "
ضيقت فريدة حاجبيها لتكمل شروق بتشفي " جميل هذا الخلط بين الثقافات .. لا أصدق أنكم ستحضرون كنة ألمانية لبيت سعد الدين لكن أعتقدت أنها ستكون مشابهة لمستوى كارمن "
فكت فريدة ذراعيها تقول باستخفاف " ما هذا الذي تهذيه يا شروق؟!!"


تصنعت شروق المفاجأة تقول" ألا تعلمين بالأمر .. (وضربت على جبهتها بيدها ) آه نسيت .. لقد سمعت يونس يخبر فارس بالصدفة وأنا أبحث عن أمي .. لكن الحقيقة صدمة فارس كانت قوية فالأمر ليس سهلا يا فريدة أن يتفاجأ بأخيه متزوج منذ عامين ولديه طفل "


صاحت فريدة بعصبية وقد بدأت تشعر بالانزعاج " هل تتعاطين شيئا يا شروق؟!!! "
كشرت شروق عن أنيابها وصاحت بكبرياء " أنا لا أكذب .. وظننتك تعرفين بما أن يونس لا يخفي عنك شيء .. عموما إن لم تصدقيني اسألي يونس عن الضيفة التي ستأتي للبلاد خلال أيام .. بالمناسبة ... اسمها كلاوديا إن لم تصدقي ما أقول .. وسمعت يونس بأذني يقول لفارس الذي كان في قمة الذهول أنه قد تزوجها في ألمانيا وأنها ستأتي خلال أيام مع ...ابنه ..( وأكملت بتحدي ) اسألي يونس إن لم تصدقيني .. هل تعتقدي بأني صغيرة لأكذب كذبة كهذه!! "


وتحركت تهم بالمغادرة لكنها توقفت تضيف " بالمناسبة .. ابنه اسمه أدم .. ( وأكملت بلهجة ساخرة ) جميل أن يتمسك الشخص بأصله العربي ..(وتحركت وهي تقول متهكمة ) أدم يونس سعد الدين "
كانت شروق سعيدة .. سعيدة جدا.. ستطير من السعادة وهي ترى وجهها الذي كان أشبه بالأموات.
أما فريدة فوقفت تحدق في الأرض متسعة العينان مشلولة.


أهذا هو الخبر الذي أراد أن يخبرها به؟؟؟!!
ألهذا كان يخاف من أن يصدمها؟!!!!
أهي تهلوس الآن .. ( ورفعت رأسها نحو شروق التي وقفت تحدث أمها في الحديقة ) أم أن شروق هي التي تهلوس ؟!!!.


ولكن من أين ستعرف شروق باسم كلاوديا وتتحدث عنها بالذات .


ببطء شديد أخرجت الهاتف من جيبها وطلبته.. وحين رد عليها بعد ثواني .. تسارعت أنفاسها لكن لسانها كان معقودا .. بينما بادرها يونس قائلا " فريدة أنا سأدخل اجتماع حالا علي أن أغلق الخط سأحدثك بعده .. لكني سأطلب منك خدمة .. أريدك أن تنظمي جولة سياحية في العاصمة .. كلاوديا آتية ولا تريد أن تحجز عن طريق شركة سياحة فتلتقط الصحافة خبر دخولها للبلاد تعرفين هي شخصية مشهورة في ألمانيا .. ( وسمعت السكرتيرة تقول ليونس ينتظرونك في الاجتماع يونس بك بينما أكمل يونس بسرعة ) وأريد هدية مميزة لطفل عمره عامين .. ولو تكون صناعة يدوية سيكون الأمر أروع .. ومن الممكن أن يكتب عليها الاسم خصيصا.. اسم الطفل آدم .. سأذهب الأن ونتحدث فيما بعد لأخبرك التفاصيل "


أغلق الخط ..
وأغلقت الدنيا أمامها ..
أهذه هي الصدمة التي يريدها أن تسامحه عليها ..


هل كان حديثه بالأمس عن مشكلة صاحب حقيقي وليس هو وهي ؟
هل خدعها الأمل من جديد
يونس ...



متزوج من كلاوديا ولديه طفل !!!"


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 01:04 PM   #257

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 5

نزلت كارمن من غرفتها على وجهها ابتسامة سعيدة بعد أن أرسلت له( صباح الخير ) وأرادت بأن تخبره بأنه كل مرة يزداد وقاحة لكنها خجلت بأن ترسلها فمسحتها ..
توجهت نحو المطبخ تقول " صباح الخير يا خضرة "
قالت خضرة وهي تهدهد حفيدتها " صباح الرضا سأعد لك الإفطار "
قالت كارمن وهي تداعب الطفلة الصغيرة من بعيد " لا شكرا خضرة سأكتفي بالنيسكافيه اليوم "


قالت خضرة مستنكرة" ولمن ( أم علي ) إذن !!"
لمعت عينا كارمن وسال لعابها تقول " هل أعددت حلوى (أم علي ) يا خضرة .. سامحك الله ! .. أحاول أن أقلل من تناول الحلويات "
قالت خضرة بلهجة ذات مغزى" هو من أوصاني "


اشتعلت وجنتيها تسأل " من ؟"
ردت خضرة بعتاب" ومن غيره يا ست الهوانم ؟.. فارس بك .. قال لي يا خضرة أعدي لكارمن طاجن (أم علي) لتفطر به "
دبت الحرارة في جسدها وقالت بحرج" فارس أوصاك أن تعديه لي أنا "
تحركت خضرة تخرج طاجنا صغيرا من الفرن وتقول "أجل وشدد عليّ ( ووضعت الطبق أمامها تقول ) بالهناء والشفاء"


نظرت كارمن للطاجن أمامها ووضعت ملعقة منه في فمها ثم أخرجت هاتفها وكتبت بتأثر " شكرا على ( أم علي ) طعمها حلو جدا "
ومض هاتفه الصامت ومضة صغيرة على طاولة الاجتماعات فالتقطه فارس ليرى ماذا أرسلت له بعد تحية الصباح ليجدها قد كتبت" شكرا على ( أم علي ) طعمها حلو جدا "
فزينت الابتسامة زاوية شفتيه وكتب " لن تكون أبدا في مستوى حلاوتك ليلة أمس "
ووضع الهاتف يحاول التركيز فيما يقال في الاجتماع بعيدا .. عن صور من الليلة الماضية تقفز إلى مخيلته بين الحين والآخر .


××××


بعد العصر


قال يونس في السيارة لزياد الجالس بجانبه والذي قد مر عليه ليوصله للطبيب ليتابع الجرح وهاهم عائدان للبيت " اعترف يا زياد بأنك قد فعلتها اعترف يا ابن رأفت وجدي واقهرني على شبابي الذي يتسرب من يدي عاما بعد الأخر دون أن اتمتع به"
ابتسم زياد ولم يرد .. فقال يونس وهو يوزع نظراته بينه وبين الطريق أمامه " يالجبروتك ! فعلتها وأنت في هذا الوضع الصحي .. (وأكمل بمزيد من المزاح ) أنا لا أحسدك .. أنا مغلول منك فقط "



قال زياد بهدوء " أخرس ولا تتحدث في هذا الأمر .. ألا تملك أي نوع من الأدب حتى تسأل هذه الأسئلة الشخصية "
قال يونس ببؤس " طمئني فقط هل فعلتها أم لا سأحقد عليك فقط "


قال زياد باستنكار " يا بني أخرس وركز في الطريق أمامك"
غمغم يونس بامتعاض " خادم أباك أنا لتتأمر عليّ ! "


دندن زياد بمزاج رائق .. سعيد بتلك المرحلة التي وصل إليها مع عهد .. فمن كان يتوقع بأن كل هذه المفاجآت ستتكشف بينهما بهذه الطريقة .. وذلك الدفتر الذي يختلس النظر فيه .. يشعله يأجج مشاعره .. يكشف له عهد العاشقة المشتعلة ..



لكنه يحتاج لأن يتقلد ببعض الصبر .. والفرح آت إن شاء الله .. فإيمانه برب العالمين الذي جمعهما بدون موعد ووضع حب كل منهما في قلب الأخر .. قادر بأن يتممها بينهما على خير.
قطع يونس أفكاره حين قال " تبدو سعيدا يا ( ... ..) العقبى لي .. سأموت يا عالم ! "
سأله زياد " ألا يوجد جديد في موضوعك أنت وفريدة ؟"


أمسك يونس بهاتفه بذهن مشغول على فريدة التي تغلق هاتفها منذ مكالمة الصباح .. ثم قال وهو يعيده حين لم يجد أي اتصال منها " لا جديد .. لكني قد طفح بي الكيل .. ولا بد أن أتحدث مع فارس بجدية في هذا الأمر وأرجو أن يكون قد بدأ في تقبله لأني بالفعل أصبحت غير قادر على التحمل .. كما أني ( وصمت قليلا ثم أكمل بتوتر ) أنوي بأن أفاتح فريدة في الموضوع الليلة "


استدار له زياد متفاجأ يقول" حقا !.. ستفاتحها بنفسك ولن تلجأ لطرف ثالث ؟!!"
قال يونس باستسلام " لا أجد طرفا ثالثا أثق في أنه سيتصرف بحكمة لهذا أفضل بأن أكون أنا من يقوم بالمهمة .. وأتمنى بألا أصدم ..( صمت قليلا يفكر ثم قال بحنق ) الحقيقة يا زياد أنا خائف تخيل يونس العظيم يخاف من فريدة !!"


قهقه زياد ورد متفائلا " إن شاء الله أنا واثق في أنها تحبك وبجنون "
قال يونس بأمل يداعبه كالعادة " لو حدث هذا يا زياد لك عندي هدية .. أي هدية تطلبها مني .. ونذر لله أن أذبح عجلا واطعم الفقراء "
ربت زياد على كتفه متفائلا وشرد مجددا ..يتطلع من النافذة يتخيل ردة فعل عهد حين تكتشف بأنه قد أغلق باب الشقة عليها بالمفتاح .. فكتم ضحكة متسلية ودندن أغنيتها .


سمعه يونس يدندن "في البحر سمكة بتزق سمكة "
فصاح يقول " هل تحب هذه الأغنية ؟"
تنحنح زياد وقال" أجل تذكرتها الآن"
قال يونس بابتسامة متسعة "أنا أيضا أحبها"
رفع زياد حاجبيه متفاجئا وقال" لم أتوقع أن تكون مهتما بأغنية من هذا النوع!"


قال يونس مدافعا "بل إن هذه الأغاني هي التي أحبها أكثر شيء (وخرج صوته مجلجلا بحماس ) أساماكا ... اساماكااااا .. ( استدار نحوه زياد بحدة ليكمل يونس ) مشيت في شارع من الحارة .. وقفت على باب خمارة "
صرخ زياد بجزع " يونس أخرس ما هذا الذي تهذي به !!"


نظر يونس للطريق ثم عاد إليه يقول متصنعا البراءة "أليست هذه الأغنية التي تقصدها؟!"
اتسعت عينا زياد وقال مصدوما " أنا أقصد الاغنية التي كنا نسمعها ونحن صغار "
قال يونس باستهبال " آآآآه التي يغنيها ايمان البحر درويش .. ظننتها الأخرى "


جحظت عينا زياد وسأله باستنكار" وهل هناك أخرى؟؟!!"
رد يونس بابتسامة متسلية " بالطبع.. انتظر سأبحث لك عنها "


وأمسك بهاتفه يبحث عنها ثم شغلها بجوار أذني زياد المصعوقتين وأخذ يردد معها



مشيت في شارع من الحارة ..
وقفت على باب خمارة
فضلت أقاوح مع نفسي ..
وأقول أخش أشوف نفسي


صرخ زياد " أخرس يا يونس وأغلق هذا السخف .."


ظل يونس يحرك ذراعيه راقصا أمام عجلة القيادة على أنغام الاغنية الهابطة ويصفق بيديه بخشونة فلم يجد زياد بدا من خطف الهاتف واخراسه قائلا بغيظ" أفسدت علي الأغنية الأصلية ..سامحك الله !"


رد يونس مستهبلا " هذه أغنية بها وعظ وإرشاد صدقني"


ضرب زياد كفيه ببعضهما غير مصدق بينما استمر يونس يجلجل بصوته غائظا حتى بعد أن سكتت الأغنية " أساماكاااااا .. أساماكااااا "


وزياد يصرخ " كرهت الأغنية أقسم بالله "
ثم أنفجر الأخير مقهقها وهو يلف ذراعه السليمة حول رقبة يونس يحاول خنقه .
بعد قليل فتح زياد باب الشقة بعد أن ودع يونس الذي غادر متعجلا ليطمئن على فريدة التي أخبرته والدته أنها مريضة.. فوجد عهد تقابله متخصرة بوجه ممتعض ..



دخل ببرود وأغلق الباب خلفه يغمغم متهكما " لم يخبروني بأنني حين أتزوج ستقابلني زوجتي بهذا الوجه المقلوب "


ضيقت عهد عينيها وسألته بغيظ " هل أغلقت الباب بالمفتاح يا زياد ؟!! .. أغلقت عليّ الباب بالمفتاح !!"


رد بهدوء" وكيف علمت بأني أغلقته.؟. هل حاولت الخروج بدون إذني""
ردت متكتفة تهز ساقها بعصبية" محصل فاتورة الكهرباء دق الجرس وكنت في حرج شديد وأنا أحاول فتح الباب ثم أبلغته بأني لا أجد المفتاح .. هذا المحصل لا يجب أن أقابله أبدا .. أبدا بعد هذا اليوم .. كيف أريه وجهي بعدما وجدني مغلقا عليّ بالمفتاح "


قال زياد ببرود " من الأفضل ألا يراك فأنا لا أحب أن يتطلع أحد في زوجتي .. بل سأمنعه من الصعود مرة أخرى .. فليترك الفاتورة مع حارس الxxxx"


حدقت فيه مذهولة ثم هتفت " زياد .. هل قواك العقلية سليمة؟؟؟!"
صاح بحنق" ماذا تتوقعين من رجل تلقى رصاصة حتى يفوز بحبيبته لكنها ترفض أن تلعب معه لعبة المتزوجين .. طار عقلي طبعا .. بالضبط كالممثل توفيق الدقن في الفيلم حينما دخل على غرفة نوم حبيبته فوجدها أمها بدلا منها"


تحكمت في ابتسامة ملحة وهي تتأمل أناقته واستدارت نحو المطبخ معترفة بأنها اشتاقت إليه في تلك الساعات التي غابها عن البيت.. وقالت حين شعرت به يدخل خلفها "سأضع الغداء على السفرة ..ماذا قال الطبيب؟ "


رد زياد وهو يتأمل قوامها في البنطال الجينز الضيق والبلوزة القصيرة" قال بأني احتاج للكثير من الفيتامينات"
قالت باهتمام" حقا .. وهل كتب لك على أنواع معينة؟"


قال بلهجة متسلية" نصحني بأن أُُكثِر من التقبيل"
استدارت إليه بوجه أحمر ثم عادت تضع الاطباق بابتسامة مرتبكة مغمغمة " لا فائدة .. يبدو أن الرصاصة جاءت في رأسك .. لم أكن أعلم بأنك بهذه الشقاوة "
اقترب منها يناديها بلهجة متسلية منغمة " عهدي .. يااااااا عهدي "


استدارت إليه بوجنتين مشتعلتين تتصنع الجدية " نعم "
قال ببراءة مصطنعة " لم تخبريني رأيك بعد "
سألته تحاول تخمين عما يشير إليه " في ماذا؟ "
أجاب بابتسامة متسلية " في طعم القبلة من شفتاي"


دفعت إليه بالطبق الذي تحمله في صدره ليأخذه ثم تحركت هاربة بحرج وهي تقول" ضع لنفسك طعام الغداء أنا لن آكل الآن"
تطلع في الطبق الفارغ في يده وصاح خلفها باستنكار " أنا جائع .. هل ستتركين زوجك جائع يا بنت الدهاشنة .. (وزينت ابتسامة زاوية شفتيه وأكمل ) ذراعي تؤلمني كيف سأضع لنفسي الطعام يا بنت !!"


في داخل غرفتها وقفت عهد خلف الباب تمسك بقلبها الذي يقفز بفرح كطفل صغير.. تحاول التنفس بانتظام قائلة " اهدئي يا عهد .. اهدئي ولا تتسرعي خلف مشاعرك .. ستتأذين أقسم بالله وستكون نهايتك "


صرخ زياد في الخارج " أمامك ثلاث دقائق إن لم تخرجي سأخرج الدفتر وسأقرؤه كله بصوت عال "


ضربت عهد كفيها ببعضهما تقول " ليس شقيا فقط بل يتصرف كطفل في الثالثة أقسم بالله "


××××


أيوه وحياة اللى كان بينا وضاع
واللي ما اعرف كان لقا ولا وداع
قلبي كان وياك في بعدك
زي ما كان لك في قربك


مسحت فريدة دموعها وهي تستمع للأغنية مستلقية في سريرها منذ الصباح .. غير قادرة على رفع رأسها عن الوسادة .. تغلق الهاتف ..
انها الضربة القاصمة لها .. التي تدرك جيدا أنها لن تعود بعهدها كما كانت .. أبدا.


لا تنكر بأن الأمر غريب .. وصادم ..
لكن كلما فكرت فيه وجدت ما يؤكد ما قالته شروق .. فلن تتجرأ لتختلق كذبة كهذه من الممكن أن يثبت عدم صحتها بسهولة .. وتذكرت ذلك الخبر الذي كان يستعد يونس أن يخبرها به .


جسدها فاقدا للطاقة وروحها ثقيلة .. والألم في صدرها مبرح ..
كيف ستصبر على أمر كهذا؟ ..
كيف ستتحمل؟ ..
كيف؟


بكرا تندم لا يا رب فى يوم ما تندم
حب وافرح بس أوعى تاني تجرح
بس وحياة اللى فات واللي اصبح ذكريات
عمري ما حبيت ولا اتمنيت غيرك انت


دخلت الحاجة نفيسة تتعكز على عصاها لاهثة فحاولت فريدة القيام لكنها لم تقدر على رفع رأسها.. فمسحت دموعها بسرعة مغمغة وهي تغلق الأغنية " لماذا يا أمي صعدت السلم؟"
اقتربت الحاجة تجلس بجوارها على السرير فغمغمت فريدة بوهن " آسفة .. لست قادرة على القيام"


مسحت الحاجة على شعرها بيدها تقول " ماذا حدث يا حبيبتي أخبريني ما بك منذ الصباح وأنت بالغرفة"


قالت فريدة كاذبة " ظروفي الشهرية أتتني هذه المرة بطريقة مؤلمة جدا وتصيبني بالكآبة وحالة من البكاء ويبدو أنني في نفس الوقت قد التقطت انفلوانزا"
غمغمت الحاجة " لا حول ولا قوة إلا بالله هل تناولت دواء "


أومأت فريدة برأسها .. فقالت الحاجة بتعاطف" أين يؤلمك يا حبيبة أمك"
أمسكت فريدة بيد الحاجة ووضعتها على قلبها تقول " هنا يا أمي .. هنا وجع كبير وحارق "
وانفجرت في البكاء فانهمرت دموع الحاجة معها وأخذت تردد آيات من القرآن وهي تدلك قلبها فغمغمت فريدة " أجل أقرئي لي القرآن يا أمي فأنا أتوجع كثيرا .. أسأل الله أن يلطف بي .. أسأل الله أن يلطف بي "


في الأسفل بعد قليل كان يونس يتحرك كالمجنون ويفرك في شعره قائلا لكارمن" ما معنى أنها مريضة لدرجة ألا ترد على الهاتف؟ .. ولماذا بقيت أمي في غرفتها؟؟ ما الذي حدث بالضبط أنا لا أفهم "


تكلمت كارمن تحاول تهدئته" تقول أن ضغطها منخفض.. ومصابة بالإنفلوانزا ( وترددت قليلا ثم قالت) لكن بصراحة كانت تبكي "
صاح يونس بجزع " تبكي !.. لماذا من أبكاها؟.. من أغضبها؟ ..هل حدث شيء بالدار؟"
ردت كارمن بحيرة " سألت رفيدة والمعلمات لم يحدث أي شيء.. لقد اختفت في غرفتها منذ الصباح من قبل أن استيقظ أنا "


دخل فارس يلقي السلام عاقدا حاجبيه وهو يقرأ الوجوه الواجمة فتملكه شعور غير مطمئن .. وقبل أن يسأل أسرع إليه يونس يقول " أرجو ك يا فارس أرجوك حاول أن تفهم ماذا يحدث لفريدة وأخبرني "


لاح القلق على وجه فارس ومرر نظراته على وجهي أخيه وزوجته .. قبل أن يتوجه صاعدا لغرفة فريدة .. فشعرت كارمن بالضيق واستنكرت أن يبقى يونس حبيسا بالأسفل غير قادر على الاطمئنان عليها بينما فارس يدخل غرفتها بكل أريحية ! ..



حاولت اقناع نفسها بأنها ربيبته ..إنها أخته الصغرى .. لكن الأمر لم يكن مقنعا خاصة مع التزام هذه الاسرة .. لا يبدو مقنعا .. بل ومستهجنا ..


واجهت نفسها .. أتغار عليه؟
أجل تغار .. وبشدة .


تحركت تصعد درجات السلم حيث غرفة فريدة ووقفت على الباب تشاهد فارس وهو يجلس بجوار فريدة يقول بخفوت" أخبريني يا فريدة هل حدث شيء؟"


قالت بإعياء" صدقني يا أبيه مجرد وعكة صحية بسيطة مع بعض الاكتئاب بدون سبب ..."
مسد على شعرها بحنان ثم مال يقبل رأسها.. فتحركت كارمن نحو غرفتها غير قادرة على مشاهدة المزيد.. بينما قال فارس "لن اطمئن إلا بعد أن يراك الطبيب سأتصل به"


في حمام غرفتها أغلقت كارمن على نفسها الباب تحاول أن تتعقل لكنها لم تستطع أن تتقبل ما يحدث فدفنت وجهها بين كفيها تبكي بألم حارق في صدرها .. وشعور لم تختبره من قبل .. بالغيرة .


××××


في وقت متأخر من الليل تقلبت كارمن في سريرها وتساءلت إن كان قد صعد أم لا يزال يعمل .. لقد ضرب الصداع النصفي رأسها بعد العشاء الذي كان عشاء واجما .. ففريدة لم تخرج من غرفتها ولم تأكل .. والحاجة ظلت ملازمة لها.. واقتصرت طاولة السفرة عليها هي وفارس ويونس .. فارس كان واجما قلقا على فريدة فالطبيب أخبرهم بأن ضغطها منخفض وتعاني من انهيار عصبي لم يفهم سببه بينما يونس لم يأكل أي شيء بل ظل صامتا يدخن كالمحرقة .. أما هي فلم تتحمل الصداع فاستأذنت بأنها ستنام مبكرا.


تركت سريرها وخرجت من الغرفة نحو الأريكة لتجد فارس مستلقي عليها يضع ذراعه فوق عينيه .. فاقتربت منه ليستفيق فارس وقد شعر بها وغمغم متفاجئا "كارمن هل أنت بخير؟"
لم تقل شيء .. وإنما اقتربت ترفع عنه الأغطية .. فانزاح قليلا بملامح متفاجئة يراقبها وهي تدس نفسها بجواره على الأريكة متوسدة صدره مستشعره دفء جسده .


همس بقلق " هل أنت بخير؟ "
أومأت برأسها فعاد ليسألها" ألا زلت تعانين من الصداع النصفي؟"


غمغمت وهي تدفن وجهها في صدره " أفضل قليلا .. (ثم رفعت إليه وجهها تسأله ) هل فريدة بخير ؟"


تنهد قائلا " الحقيقة أنا لا أفهم ماذا حدث لها .. الطبيب يرجح انهيارا عصبيا .. وأنا لا أفهم سببا لذلك .. وذلك البغل الذي يلف حول نفسه بالأسفل يقسم بأنه لم يضايقها "
سألته بتعاطف رغم غيرتها " ألم تقل أي شيء؟"


تمتم فارس " لم تقل أي شيء ( وصمت قليلا ثم قال ) سألتني فقط سؤالا غريبا إن كان يونس قد أخبرني بشأن زيارة كلاوديا فأجبتها بنعم"
عقدت كارمن حاجبيها تسأل " من كلاوديا؟"
رد مفسرا " صديقته الألمانية موديل أو ممثلة مشهورة لا أذكر .. راغبة في زيارة البلاد سياحة وطلبت من يونس اعداد جولة سياحية لها بعيدا عن الصحافة"


لم تعلق كارمن .. ولكن دفنت وجهها في صدره .. فمسد على شعرها .. ثم ابتسم متفاجئا حين شعر بقدمها تدلك ساقه برتابة مقلدة حركته.. فأحكم ذراعيه حولها يمنحها الكثير من الدفء.


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 01:04 PM   #258

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 6

الخميس :


صعد يونس الدرجات يستقبل والدته التي تنزل بوهن فيساعدها وسألها بلهفة قائلا " طمئنيني يا أمي .. كيف حالها؟ "
قالت أمه بوجوم" ألم تذهب لعملك اليوم؟"
قال بحنق "ولن أتحرك قبل أن أعرف ما بها.. كيف الانفلوانزا تمنعها حتى من الحديث في الهاتف؟!"
قالت الحاجة مهمومة" لا أعلم ما بها يا يونس ( ثم رفعت إليه عينيها تقول بشك ) هل أغضبتها بفظاظتك يا ولد .. أخبرني "
فرك جبينه وقال في حيرة" لا أدري يا أمي أخشى أن أكون قد فعلت شيئا ولا أعلمه .. كيف هي الأن؟"


غمغمت الحاجة " لا بأس .. تركتها نائمة وسأستريح في غرفتي قليلا.. فأنا لا أقدر على النوم في مكان ليس بمكاني وقضيت الليل أقرأ بجانبها القرآن "
غمغم يونس بجزع وهو يوصلها إلى غرفتها" إلى هذه الدرجة !"


بعد قليل جلس يونس في الحديقة في الممر الجانبي منها حيث تقع شرفتها وظل ينظر للشرفة بقلق .
هل فهمت ما كان يلمح له وصدمت ؟..
أكان الأمر غير متوقعا فانهارت؟
أهو بالنسبة لها كفارس وقد صدمها ما كان يلمح له؟؟
إن رأسه سيُجن .. سيُجن.


××××


قالت رفيدة وهي تترجل من سيارة الأجرة" لماذا تبكين يا عمتي الآن؟ .. كل شيء قسمة ونصيب"
استدارت تنقد السائق ثم أكملت " أنا أعلم بأنك تريدين أن تطمئني عليّ.. لكني غير قادرة على الاستمرار مع مجدي .. غير قادرة على تخيل نفسي زوجة له "


صمتت قليلا ثم قالت بضيق وقد وصلت لمصعد البناية " يا عمتي أعلم بأن مجدي فرصة جيدة ومستقرة .. وأعلم بأن عليّ أن أفكر بعملية .. وأن أسقط بعضا من أمنياتي في الرجل الذي أتمنى أن أرتبط به لأن سني لا يسمح لي بالتدلل على الخاطبين .. كل هذا أنا مقتنعة به .. ولو لم يكن (هو ) قد ظهر في حياتي .. لتزوجت مجدي لا مفر من ذلك .. لكن المشكلة أني قابلته.. أنه ظهر في حياتي .. هذه هي المشكلة يا عمتي.. فأصبحت لا أفكر إلا فيه .. وهذا ذنب كبير.. إن كنت مرتبطة برجل آخر ........ من هو ؟ (وارتبكت قليلا تفرك في جبينها بيدها ثم قالت ) فيما بعد يا عمتي.. فيما بعد سأحكي لك كل شيء عنه .. لكن عليّ ألا اغش مجدي أكثر من ذلك"


بعد دقيقة كانت تفتح باب شقتها .. فجرى عليها ابن أخيها الصغير فقبّلته ودخلت تقول" السلام عليكم"
قابلتها إيمان تقف بارتباك تسد باب المطبخ .. فكررت رفيدة " أقول السلام عليكم يا إيمان "
ردت عليها إيمان " وعليكم السلام ورحمة الله كيف حالك يا أبلة"
مطت رفيدة شفتيها تقول في سرها" تناديني (بالأبلة) حسب مزاجها( ثم سألتها ) هل مازال عمر في عمله"
ردت إيمان تبلع ريقها وهي لا تزال تقف على باب المطبخ "أجل "


فتركتها رفيدة بذهن مشغول متجهة لغرفتها ..
إن لديها مهمة ثقيلة اليوم .. لقد حضرت لتأخذ علبة (الشبكة ) هدية الخطبة التي أهداها لها مجدي وطلبت لقائه على وجه السرعة ..
لقد حسمت أمرها بشأنه ولن تتحمل دقيقة واحدة ترتدي فيها محبسه بينما ذهنها مشغول برجل آخر .. يكفيها من الذنب ما اقترفته في الفترة الماضية .. لن تتحمل المزيد .. فلتنتهي من أمر مجدي أولا وتركز في أمر السيد ميمي بذهن خالي من أي منغصات أو احساس بالذنب .. ثم تقرر بعدها ماذا ستفعل ..


امسكت بالعلبة المخملية وفتحتها تتفقد المصوغات الذهبية .. ثم أعادت اغلاق الخزانة بالمفتاح وتحركت لتخرج من الغرفة.
لا تنكر بأنها خائفة .. خائفة من اتخاذ قرار مصيري كهذا .. خائفة من الثقة في قلبها .
تنهدت وهي تخرج من غرفتها متوكلة على الله .. لقد استخارت ربها وستنفذ ما نوته إن شاء الله ..


عند مرورها على المطبخ أثار انتباهها شيء خاصة مع وقوف إيمان على بابه تتحدث في الهاتف بخفوت فتحركت تنظر خلف قامة ايمان القصيرة إلى داخل المطبخ .. ثم تسمرت مكانها مصعوقة .. فرفعت الأخرى إليها أنظارها بترقب وقد تركت الهاتف مفتوحا .


قالت رفيدة بحزم وهي تزيحها" ابتعدي"
ابتعدت ايمان ببطء لتدخل رفيدة المطبخ في حالة من الذهول وهي تطالع التكسير في رخام الحائط والأرضية في ركن من المطبخ فسألت بذهول "ماذا يحدث .. ماذا تفعلون بمطبخي؟!"


شعرت ايمان بالجُبن فدوما تخاف من رفيدة وردود أفعالها .. وتتخيلها في شخصية ناظرة المدرسة وهي طالبة في الصف الثانوي وستعاقبها .. فرفعت الهاتف على أذنها تقول "عليك أن تأتي بسرعة يا عمر "
صرخت رفيدة " أنا أسأل ماذا يحدث هنا يا ايماااان"


قالت إيمان" ظننت أن عمر قد أخبرك"
نظرت حولها بذهول وسألتها " أخبرني بماذا؟؟"
ردت إيمان بلجلجة" أن ... أنني سأنقل غسالة الملابس للمطبخ بدلا من الحمام لأني .. ( وتحكمت في ارتجافها تتمنى أن يأتي عمر بسرعة لينجدها ) لأني أفضلها في المطبخ .. فكنا نضيف بعض المواسير في الحائط لصرف الغسالة وخلافه و ... و .. "


صمتت تراقب رفيدة التي عقدت جبينها تتطلع في الخزائن العلوية من المطبخ المعلقة على الحائط ثم سمعتها تصرخ بذهول " من حرك الخزائن من مكانها؟؟!!!!"
وتحركت بسرعة تقترب من الخزائن لتجدها أقصر بكثير مما كانت معلقة عليه.. ثم مالت بجذعها لتتفحص الرسوم التي كانت تزين الجدار الرخامي للمطبخ .. تتوسط وحدات الخزائن العلوية والسفلية وقد طمس نصفها بعد أن تم اعادة تعليق الخزائن العلوية أقصر بكثير مما كانت عليه ..



لسبب ما كان هذا المنظر أقسى على رفيدة أكثر من التكسير في الرخام الذي تراه في الناحية الأخرى !.
لقد آلمها طمس تلك الرسوم التي كانت تحبها جدا .. لصورة فيلين ضخمين ومعهما فيل صغير يربط خرطومه في ذيل أمه ..
لم تعرف لمَ شدتها تلك الصورة واختارت هذا التصميم بالذات ؟..



ولمَ كانت تتسمر أمامها كلما وقفت في المطبخ وهي تحلم بأنها حين تتزوج يوما ما ستقف أمامها مع زوجها الذي يحضنها من الخلف وهي تحكي له حبها الغريب لتلك الصورة المرسومة على الرخام بين الخزائن ؟..
وها هي الصورة قد أصبح نصفها مطموسا خلف الخزانة العلوية.


ككل أحلامها ! ..
كلها ..
مطموسة .. مبتورة .. مراهقة.
كل أحلامها مراهقة ..
لقد تجاوزت الأربعين ولا تزال مراهقة ..



مراهقة لأنها تقف في هذه اللحظة تتألم بشدة بسبب تشوية صورة على رخام مطبخها !!
غمغمت إيمان مبررة فاستفزتها " لقد أنزلنا الخزائن قليلا لأنني كما تعرفين قصيرة القامة فكنت أضطر للوقوف علي كرسي قصير لإحضار ما يوجد في الخزائن العلوية .. وكريم استخدم ذلك الكرسي ذات مرة وصعد فوقه وكاد أن يجر قدرا به طبيخ ساخن فقرر عمر أن ...."


استدارت إليها رفيدة تقول بنظرات حادة ولهجة صارمة " لا أريد أن أسمع صوتك ( ابتلعت ايمان لسانها لتكمل رفيدة في حالة عصبية شديدة ) لا أريد أن أسمع منك أي شيئ حتى لا أنفعل عليك وينطق لساني بما يمكن أن أندم على قوله فيما بعد ( وتحركت تمسك علبة الشبكة في يد وبالأخرى التقطت كوبا من فوق المنضدة وضربته في الحائط وهي تحاول أن تخرج طاقة العصبية التي تحرقها صارخة ) فهذا هذا كثير .. كثير جدا (تحركت تتجاوز ايمان تخرج من المطبخ وهي تقول ) ولي حساب مع عمر علينا أن نصفيه"


خرجت تخترق طفلي أخيها اللذان يراقبان ما يحدث بذهول لتخرج من الشقة وتصفع الباب خلفها .


××××


تأملته كارمن يقف مستندا إلى الحائط يرفع رأسه لأعلى نحو شرفتها ويدخن كالمحرقة .. فاقتربت منه تقول بقلق "هل أنت بخير يونس ؟"


استدار إليها يسألها " طمئنيني أنت عليها يا كارمن.. أقسم بالله أنا لا أفهم شيئا"
قالت كارمن بتعاطف "ولا أنا أيضا"
أغمض يونس عينيه بقوة ثم قال" وما العمل هل سأبقى بهذا الشكل دون أن أطمئن عليها بنفسي"
سألته كارمن فجأة "من كلاوديا؟ وما علاقتك بها؟"


سحب نفسا من سيجارته ورد بدون اهتمام" صديقة لي من ألمانيا"
سألته تحاول أن تحلل الأمر " هل لك أن تخبرني لماذا في هذه الحالة التي عليها فريدة ...لم تسأل إلا عن شيء واحد فقط وهو إن كنت قد أخبرت فارس بخبر قدوم كلاوديا .. ثم انفجرت بعدها في البكاء ! "


عقد يونس حاجبيه وسألها بغباء" وما معنى هذا؟"


قالت كارمن باستهجان" يونس حاول أن تحلل الأمر معي .. فريدة مكتئبة ..منهارة ..متوعكة صحيا ..ولا تريد البوح بما يضايقها .. وفي وسط كل هذا تسأل فارس سؤالا كهذا!!"
رد بهدوء " ربما تملكها الفضول لتعرف إن كنت قد أخبرته أم لا"


قالت بغيظ " لماذا ؟؟؟؟..... ما أهمية هذا الأمر لتسأل عنه هكذا فجأة في هذه الحالة؟!!!"
استدار إليها يقول " لم أفهم"
قالت كارمن بعد بعض التردد " ما أعتقده أنها تغار من كلاوديا"


سألها بغباء " ماذا تقصدين؟ .. كيف؟"
قالت بغيظ " يونس حاول أن تفهم .. حين علمت بخبر قدوم كلاوديا بعدها حدث ما حدث"


غمغم يونس شاردا" أنا بالفعل أخبرتها بالخبر صباح أمس في عجالة"
أكملت كارمن " وبعدها صعدت لغرفتها وانهارت ولم تسأل سوى هذا السؤال بالذات برغم حالتها"


التمعت عيناه ولكنه قال مترجيا "كارمن .. أرجوك .. أنا في حالة سيئة جدا .. ولست قادرا على تحمل أي معلومة خاطئة بشأن هذا الأمر بالذات"


صمتت كارمن قليلا.. ثم قالت في حيرة" لا أعلم يا يونس هكذا حللت الأمر في رأسي .. عموما أتمنى أن تتحسن حالتها سريعا .. أنا مضطرة للذهاب للدار لأتفقد الوضع فيه .. ففريدة مريضة .. ورفيدة اضطرت للخروج لأمر هام .. وحين أعود سنجلس ونفكر سويا"
تحركت كارمن مبتعدة بينما رفع يونس أنظاره لشرفتها ثم نظر لتلك الشجرة الضخمة التي تلاصق شرفتها .. والتي طالما أغرته بصعودها.. لكنه كان دوما يقاوم جنونه .


ووقف في حيرة ..
أيعقل أن يكون ما تخمنه كارمن صحيحا!!
أيمكن أن تكون فريدة قد أخطأت في فهم زيارة كلاوديا؟!!!
أتغار عليه فريدة حقا !!!!


ضربت في رأسه فجأة عبارتها في النادي في ذلك اليوم أمام لوليا حين قالت بألم " فريدة أيها الخائن .. فريدة التي رميتها بعد أن ضحكت عليها وسرقت قلبها .. ألن تعرفني على غريمتي .. التي ستضحك عليها هي الأخرى وتتركها مثلما تركتني "


أيمكن أن يكون ذلك حقيقيا .. لقد بدا تمثيلها مقنعا وقتها بشكل أدهشه !


××××


اتصل فارس بكارمن يقول " أين أنت ؟"
أجابت بانشغال " اتفقد حال الدار وعندي حصة للغة الإنجليزية "
قال وهو يلملم حاجياته من فوق المكتب " أجليها يا كارمن.. فأنا عائد للبيت بعد قليل"
نظرت في ساعتها وسألته متعجبة" هل انت بخير ؟ مازال الوقت مبكرا "



رد باقتضاب " لا أعرف.. أشعر بالضيق ولا أرغب في العمل اليوم.. ماذا عن فريدة أهي بخير "


غمغمت بضيق وقد بدأ اهتمامه بفريدة يثير حساسيتها "بخير لا تقلق "
زفر قائلا "حسنا سأراك في البيت بعد قليل "


××××


قالت عهد باستنكار" لم أفهم !"
رد زياد ببرود مستلقيا على السرير يتوسد ذراعه" ما الذي لم تفهميه عهدي ؟"
قالت عهد "ماذا تعني بأني لن استطيع أن أعود لعملي مع بداية الأسبوع القادم؟ .. هل ستمنعني من العمل؟"


وضع زياد يده على صدره ورد بجزع مصطنع " أنا منعتك من العمل ؟!!"


سألت بغيظ " إذن ما معنى كلامك؟"
رد بهدوء " معناه أنك لن تخرجي من هذا البيت إلا وانت زوجتي"


جادلته متكتفة تقول " نحن متزوجان بالفعل ولديك ورقة تثبت ذلك"
نظر إليها نظرة ذات مغزى قائلا "تعرفين ماذا اقصد"



لملمت شفتيها بابتسامة محرجة وتصنعت الجدية وقالت " هذا يعد ابتزازا"
نظر أمامه ثم عاد ينظر إليها يقول بهدوء" اعتبريه ابتزاز"



ردت بتحدي هادئ " وماذا لو خرجت؟"
تكلم بنفس التحدي الهادئ " الباب مغلق بالمفتاح والمفتاح معي"



قضمت شفتيها في غيظ مكتوم ثم قالت " بالمناسبة أنا ناضجة واستطيع أن أطلب الشرطة "


رد بثقة استفزتها "اطلبيهم "
صاحت بغيظ "زياد لا تستفزني .. "
اعتدل على السرير يقول " أنت طلبت مهلة .. وأنا بكل شهامة مني تركت لك الوقت مفتوحا .. لكن في المقابل لن تخرجي من هذه الشقة إلا بعد أن نتمم زواجنا .. المسألة بسيطة "
تفتت من الغيظ فقالت " هذا يعد اختطافا .. هل ستسجنني في البيت ؟"
رد بابتسامة " أنا مسجون معك عهدي "



ضربت كفيها ببعض لا تعرف ماذا تقول فتمتمت" لا حول ولا قوة الا بالله .. وعملك وعملي هل سنوقف حياتنا ونحبس أنفسنا في هذه الشقة "


رد بثقة" هذا ما سيحدث بالفعل .. فلدينا من الطعام ومن خزين البيت ما يكفينا لشهور .. والفضل لعائلتك وما احضروه "
قالت باستنكار " وعملك !.. أليس لك عملا؟!"
رد ببساطة " يا عهدي العالم الآن اصبح تكنولوجيا .. استطيع أن أباشر عملي من البيت لبعض الوقت كما كنت أفعل في المانيا.. وإذا اضطررت.. سأذهب للمكتب أنا وستبقين أنت "


تخصرت تقول " وعملي واجازتي التي انتهت ؟"
قال زياد " لقد أخبرت يونس بالأمس بأنك تحتاجين لمد الاجازة حتى نرتب أمورنا أي شقة سنستقر فيها ونبتاع الأثاث وخلافه"
ردت بعفوية " لا بأس معي بشأن شقتيّ العمارة الأخرى شقتك أو شقتي لا فارق"



قال مترددا " الحقيقة الشقة التي كنت اخطط للسكن فيها هي شقة في مدينة ( .... ) الجديدة في العمارة المواجهة لفيلا سعد الدين .."
تفاجأت عهد .. فأكمل زياد" كنت قد اشتريتها من قبل سفري لألمانيا حين انتقل يونس في الفيلا فأعجبني المكان وقررت أن أكون جاره لكن الآن ..."


بتر حديثه وصمت فقالت عهد تشعر بالذنب " ألا زلت تشعر بعدم الراحة برغم كل ما اخبرتك به ؟".


قال بصراحة " لا زال للأمر صدى بداخلي .. ولا أعتقد أني قد أتخلص من حساسيتي بشأنكما بضغطة زر .. يحتاج الأمر لبعض الوقت .. ولبعض الاثبات من ناحيتك"





سألته باستنكار " أي إثبات بعد كل هذا؟"
رد بجدية " أنا تأكدت من حب عهد المراهقة ..لكني لست متأكدا بشأن عهد الناضجة.. أنت قلت بأنها ترغب في دفن عهد الأخرى هل هذا معناه أنها لا تحبني ولا تثق في؟؟ .. "


اطرقت برأسها فأكمل " على عهد الناضجة أن تنزع عدم الراحة من قلبي بشأن موضوع يونس .. ( وصمت قليلا يتطلع فيها ثم أضاف ) وبالرغم من هذا ليس عندي مانع من أن تظلي تعملين في المصنع .. رغم عدم ارتياحي فأنا لن أمنعك أبدا من تحقيق طموحك الشخصي "
تخصرت وضيقت عينيها تقول وقد عاودها الغيظ منه " إذن ماذا تفعل الآن ؟!!"
قال وقد عاد لمزاجه المرح " أنا قلت ستخرجين للعمل بعد أن تنفذي شرطي "


قالت بغيظ " زياد هل أنت مدرك لما وصلت اليه من جنون !!.. أصبحت تقول كلاما متناقضا "
قال زياد ببساطة " يا عهدي الأمر بسيط (واعتدل يجلس على السرير ويقول ) سأشرح لك .. اتركي عهد الناضجة تفكر وتحلل وتدقق وتأخذ حذرها وما إلى ذلك .. ودعيني أنا وعهد المراهقة نحقق أحلامنا المشتعلة"



امتقع وجهها فأضاف زياد " بالمناسبة قرأت مقطعا كتبتيه لي في الدفتر .. أوووووف .. كلما اتذكره تضرب النار في رأسي .. ولولا أنك قد كتبت تحتها اسم الشاعرة لكنت اعتقدت بأنك من كتبتها لكن احببت حين كتبت اسمي أولها"
بلعت ريقها متسعة العينان تحاول تذكر ماذا يقصد ليكمل زياد بابتسامة متسلية " وخاصة المقطع الذي يقول :


زياد
يتيمة من لم تنجبها
عاقر كل امرأة لم تنجبك
عانس من لم تعقد قرانك عليها
عذراء كل انثى لم تعرفك
ثكلى الحياة من قبل أن تأتيها
أرملة يوم تفارقها طلّتك
تزوّجني..
سأهبك من الأطفال
بعدد عُشب صدرك


شهقت عهد ولطمت تغمغم وهي تفر هاربة تخرج من الغرفة " يا إلهي !.. تلك القصيدة !! "
انفجر زياد ضاحكا وعلا صوته يقول " بالمناسبة يا عهدي ..أنت لم تري شعر صدري بعد !"


××××


في شقة عاصم بك فتح العم عبده الباب ليجد شويكار تدخل تقول موبخة كل هذا لتفتح الباب يا عبده ثم استدارت ليظهر خلفها حارس الxxxx يجرجر عدة حقائب سفر كبيرة فقالت آمرة" اتركها هنا وعبده سيتصرف"



امتقع وجه العم عبده وهو ينظر للحقائب فقالت شويكار هادرة" عبده هل ستظل تحدق فيّ بهذه الطريقة؟!!.. ضع الحقائق في غرفة النوم الرئيسية .. غرفة عاصم بك "


غمغم عاصم من خلفها متفاجئا " شويكار ! "
استدارت تقول لعاصم الممتقع الوجه بابتسامة واسعة "عاصم .. اشتقت لك "



××××
راقبت مجدي وهو يقترب منها مخترقا الطاولات بحلة ووقار استاذ الجامعة.. وفي تلك الثواني التي أخذها ليصل لطاولتها كانت قد تأكدت بأنها تتخذ القرار الصحيح.
حياها مجدي وهو يجلس ثم قال" ماذا هناك لكل هذا الالحاح بضرورة مقابلتي اليوم دون أي تأجيل .. أنا مشغول جدا اليوم"



ابتسمت رفيدة واختلست النظر للهاتف الخاص بها الذي وضعته على الوضع الصامت لإلحاح عمر في الاتصال بها منذ أن تركت الشقة .. لكنها لم تكن قادرة على الرد عليه لما يتملكها من الغضب والعصبية ثم قالت لمجدي بصدق" أعتذر جدا على تعطيلك اليوم .. لكني كنت بحاجة للحديث معك بدون أي تأجيل "


أشار مجدي للنادل الذي اقترب وطلب فنجانا من القهوة ثم نظر لرفيدة يسألها " ماذا تشربين ؟"


رفضت بلباقة فانصرف النادل ليقول مجدي متفحصا "تبدين مشدودة ..ووجهك مرهق"
قالت رفيدة بابتسامة ضعيفة " أجل لا أنام جيدا هذه الأيام "


سألها بفضول " هل اتخذت قرارك بتعجيل زواجنا؟"
شعرت رفيدة بالحرج وبصعوبة مهمتها ولم تعرف من أين تبدأ فقالت " مجدي أنت رجل مثقف جدا ومحترم .. أحببت المناقشة معك في السياسة وفي بعض الأمور العامة .. لكن "
قاطعها وهو ينظر لهاتفها الذي يضئ على الطاولة في اتصالات ملحة متكررة قائلا بانزعاج" من الذي يتصل بك بهذا الالحاح ؟!"
امسكت بالهاتف بعصبية وردت بصرامة" نعم عمر لمَ الالحاح في الاتصال ؟"


قال عمر " رفيدة أين أنت .. أنا وصلت الدار ولم أجدك علينا أن نتحدث"
قالت رفيدة بضيق " نتحدث فيما بعد يا عمر ..فنحن بالتأكيد لابد أن نتحدث .. لكني مع دكتور مجدي حاليا .. سلام "


اغلقت الخط بعصبية وألقت بالهاتف على المنضدة بعنف فسألها مجدي "ماذا حدث هل تشاجرت مع عمر؟"





حاولت التركيز على ما كانت تريد أن تقول لكن العصبية كانت مسيطرة عليها .. كلما تذكرت شكل المطبخ والرخام مكسر وصورة الأفيال وهي مطموسة ينشب حريق في صدرها وتتحسر على شقتها .. إنها تتعامل مع هذه الشقة وكأنها تجسيد لنتاج شقى سنين عمرها وما حققتها في حياتها ولهذا هي حساسة جدا تجاه أي خدش فيها .


ردت باقتضاب "حرق دمي هو وزوجته"
سألها بفضول " ماذا حدث يا رفيدة؟.. منظرك بالفعل متوتر جدا "
أمسكت بكوب الماء أمامها ورفعته لترشف منه بضع رشفات قبل أن تقول " لقد ذهبت للشقة اليوم لأكتشف بأنهم قد حركوا الخزائن العلوية في المطبخ لتناسب قامة إيمان .. وكسروا جزءا من رخام الحائط لعمل وصلات لغسالة الملابس "


ابتسم مجدي وقال " ولهذا أنت في هذه الحالة من الغضب؟"
حدقت فيه لثوان ثم قالت" ألا تجد أن الأمر يغيظ .. إنهما يتصرفان في شقتي كما لو كانت شقتهما وكأنني قد تركتها لهما للأبد"
قال مجدي وهو يشكر النادل بإيماءة من رأسه على فنجان القهوة الذي وضعه أمامه " لا بالطبع الأمر يغيظ بالفعل.. لكن ما أقصده أنك تأخذينه على أعصابك بشكل مبالغ فيه وتتصرفين مع الأمر بعاطفية .. فكري في الأمر ستجدينه مجرد قطع من الخشب تحركت من مكانها وبعضا من الرخام قد تكسر"



قرصت الدموع عينيها وقالت مهاجمة " أراك تستهين بانفعالاتي يا دكتور مجدي !"
رشف مجدي من فنجان قهوته وقال بابتسامة هادئة " أنا فقط أحاول أن أخفف الأمر عليك بأن أوضح حجمه الحقيقي بدون تلك العواطف .. فما قصدته أن ما يحدث للأشياء المادية يعوض بسهولة مهما كانت خسارته"
تكتفت وجادلته تقول" وماذا لو كانت تلك الأشياء المادية مرتبطة عندك بمشاعر وأحاسيس وذكريات وربما كانت تلك الأشياء المادية رمز لشيء ما في حياتك .. (وأرادت إنهاء المجادلة متجنبة أي محاضرة قد يبدأها) عموما علي أن أقرر ماذا سأفعل مع عمر .."
رد مجدي بلهجة عملية" الحقيقة أراك دوما عاطفية بمبالغة تجاهه رغم أنك حازمة عادة مع طلابك كما استشفيت من ملاحظتي لك ومن حكاياتك .."



ردت رفيدة مدافعة وقد شعرت بالحرج " عمر له وضع خاص يا مجدي .. عمر ليس طالبا لدي وليس طفلا في الملجأ .. عمر أخي وابني الذي ربيته طبيعي أن تحكمني عاطفتي في تعاملي معه "


قال وهو يضع الفنجان " وهذه كانت المشكلة يا رفيدة .. كونك سمحت له بأن يحتل شقتك وهو في غير حاجة مادية لذلك جعله يتمادى .."
ردت رفيدة بوجه ممتقع " الموضوع محرج يا مجدي وليس عاديا كما تراه .. فبالتأكيد لن استطيع أن أرفض حين يأتيني يطلب أن يعيش في شقتي التي كنت أغلقها في هذا الوقت ولا أعيش فيها سوى شهرين في السنة كلها حين أنزل في اجازة .. مهما كان مبرره لن استطيع أن أرفض .."


رد مجدي يقارعها" وها أنت عدت منذ عامين استقريت في الوطن .. بل وسكنت الشقة ومازال الوضع كما هو عليه "
صاحت باستنكار " بم تريدني أن أخبره (يكفي هذا القدر يا عمر وعليك بالرحيل ) !.."
قال مجدي وقد لاحظ عصبيتها " إهدئي يا رفيدة أنا فقط اناقشك .. عموما سأقترح عليك فكرة رائعة ستخرجك من حرجك مع أخوك وتخرجهم من الشقة في اقرب وقت "



تطلعت فيه بترقب فقال" ما رأيك في أن تبيعي هذه الشقة وأبيع أنا شقتي الحالية ونشتري فيلا في تلك المدينة الجديدة التي بها دار الأيتام ؟"
حدقت فيه رفيدة فأكمل وهو يرتشف آخر رشفة في فنجان القهوة " اسمعي أنا منذ أن أوصلتك تلك الليلة وأنا أفكر في هذا الموضوع .. المدينة رائعة والمستوى الاجتماعي هناك عال جدا ففكرت في الأمر وكنت أنوي الحديث معك فيه "


سألته رفيدة بغباء " أي أمر؟"



رد مجدي بصبر معلم اعتاد على توصيل المعلومة بأكثر من طريقة " الفيلا يا رفيدة .. اسمعي ( وأخرج هاتفه يفتحه ويقول ) أنا سألت عن متوسط الأسعار في المنطقة ووجدت أنه اذا ما بعت أنا شقتي وبعت أنت شقتك قد نستطيع أن ندفع جزء كبير من المبلغ ولو لجأنا لشبكتك أيضا ( وأخرج الحاسبة الالكترونية من هاتفه يحسب حسبة ثم قال ) سنكون وقتها غطينا جزء أكبر من المبلغ والباقي سيكون على اقساط مريحة سنتشارك في دفعها سويا "



استمرت رفيدة في التحديق فيه فأضاف ليقنعها " فكري في الأمر كيف سيكون رائعا .. سنعيش في فيلا وفي مستوى اجتماعي مختلف .. الأولاد سيفرحون جدا بهذه الخطوة .. أنت ستكونين بجوار الملجأ ولن تبذلي مجهودا في الذهاب والعودة كل يوم .. والأهم من ذلك ( وركز في عينيها يستخدم طريقته في الاقناع ) ستتخلين عن الحرج من عمر .. فأنت ستخبرينه بأنك تنوين بيعها على وجه السرعة لشراء فيلا بجوار الدار وبهذا ترفعي عنك الحرج بأنك تطردينهم من الشقة .. ما رأيك؟ "



سحبت رفيدة نفسا عميقا ثم ردت بلباقة " فكرة رائعة بالفعل يا دكتور وعملية أيضا لكنها للأسف تتعارض مع السبب الذي طلبت فيه مقابلتك اليوم "
عقد مجدي حاجبيه وهو يراها تفتح حقيبة يدها وتخرج منها علبة الشبكة ثم قالت " أنت تعرف بأن فترة الخطبة الغرض منها أن يدرس كل طرف مدى توافقه مع الأخر .. والحقيقة أنا لا أنكر أنك رجل كما قلت في بداية حديثي مثقف ومحترم ولك مكانتك الاجتماعية لكني لم أرانا مناسبين كزوج وزوجة "



اتسعت عين الدكتور مجدي بمفاجأة وهتف" لماذا ؟؟"
ردت باقتضاب " لأسباب تخصني أنا يا دكتور اعترف بذلك .. فالمشكلة عندي أنا .. لكني غير قادرة على تخطيها أو التعامل معها وأخشى أن توقعني في المزيد من المشاكل "
عقد حاجبيه يسألها بعدم فهم" أي مشكلة .. أخبريني يا رفيدة .. فكما قلت لك ليس هناك مشكلة ليس لها حلا نحن فقط من نتوهم بذلك "


ردت رفيدة بصبر واصرار "كما قلت لك يا دكتور المشكلة تخصني أنا وحدي وأتفق معك بأن كل مشكلة ولها حل لكن حل مشكلتي ليس عندك للاسف .. (وخلعت محبسها ووضعته في العلبة ثم اعادت اغلاقها تمدها له عبر الطاولة وعيناه الذاهلتان تراقبانها لتكمل رفيدة بحرج ) أنا آسفة جدا وأعتذر عن أي تعطيل لك في الحصول على زوجة وأم للأولاد بسرعة ( واستقامت واقفة تزيح مقعدها للخلف وأضافت وهي تمد يدها له لسلام أخير ) أتمنى لك السعادة دكتور مجدي "


أنزل نظراته الذاهلة ليدها الممدودة ثم رفعها لوجهها قائلا بهدوء " أنت ترتكبين خطأ كبيرا يا رفيدة فمن الغباء أن تأتيك الفرصة لتبدئي حياة مستقلة وترفضينها لسبب أيا كان هو أو لمشكلة وهمية في رأسك .. أنا أكيد أننا نستطيع أن نجد لها حلا .. لكن صدقيني زيجتنا كانت متوافقة وفرص نجاحها مضمونة "


أسلوبه أهانها .. رغم أنه لم يتلفظ بشيء صريح لكنها فهمت ما يرغب في أن يقوله ( أنا فرصة جيدة لك فاقتنصيها ولا تتغابي ) لكنها احتفظت بهدوئها رغم شعورها بالألم في صدرها .. وحملت حقيبتها فوق كتفها وتحركت مغادرة وهي تقول "لا يا دكتور مشكلتي لن تستطيع أن تجد لها حلا عندك لأني .. ببساطة .. أحب رجلا آخر .. فكيف بربك ستجد حلا لهذا الأمر ؟!!.."



وتحركت مبتعدة تقول بابتسامة باهتة " كانت فرصة سعيدة التعرف عليك دكتور مجدي .. سلام "
أسرعت الخطى تبتعد .. وكلما ابتعدت كلما شعرت بأن الثقل قد خف عن صدرها ..
ومع خطواتها المسرعة .. فتحت هاتفها وكتبت رسالة وعلى وجهها ابتسامة حقيقية ولمعة شقاوة تمر من عينيها .


" نسيت أن أخبرك بأني أحببت اسم ميمي جدا جدا "
وضغطت على زر إرسال .



××××


لمح يونس شهد تمر من أمامه فنادى عليها لتقترب منه بملامح متسائلة فقال" اسمعي يا شهد أريد منك شيئا مهما "
تطلعت شهد حولها ثم قالت من خلف نظارتها ببرود "آسفة عندي درس خاص وسأتأخر عليه "


قال يونس بعصبية" شهد .. الأمر لا يحتمل التأجيل.. أريدك أن تصعدي بهاتفك لغرفة فريدة لأنها تغلق هاتفها وسأتصل بك وستعطيها الهاتف"


وقفت تحدق فيه .. فهدر بحزم "نفذي يا شهد فورا فلست في مزاج للمزاح "
زفرت شهد وتحركت مبرطمة تدخل الفيلا.
في غرفة فريدة وسط دموعها المنهمرة على وسادتها صدح صوت عبد الحليم يواسيها



تخونوه ..
وعمره ما خانكم ولا اشتكى منكم
تبيعوه ..
وعمره ما باعكم ولا أنشغل عنكو
قلبي .. ليه تخنوه!



طرقت شهد على الباب ثم دخلت فرفعت فريدة رأسها بتساؤل لتقول شهد بامتعاض" يونس يريدك على الهاتف "


تسلل صوت عبد الحليم إلى يونس فاتسعت عيناه يغمغم مصعوقا " تخونوه !!"
قالت فريدة وهي تعيد رأسها للوسادة "لست قادرة على الحديث "
قالت شهد في الهاتف " ليست قادرة على الحديث"



صرخ يونس بعدم صبر " أعطيها الهاتف"
صاحت شهد " ما ذنبي أنا؟.. لماذا تصرخ في وجهي .. هي لا تريد أن تتحدث معك "
قال يونس بإصرار " افتحي مكبر الصوت "
زفرت شهد ثم فتحت مكبر الصوت وقالت" فتحته "


قال يونس" اتركيه مفتوحا وأخرجي من الغرفة"
وضعته شهد بغيظ على السرير وغمغمت تبرطم وهي تغادر "سأتركه لكم اشبعوا به .. عليّ أن ألحق بالدرس"


وخرجت تغلق الباب خلفها بينما قال يونس بلوعة "فريدة أرجوك تحدثي معي .. إذا كنت قد قلت شيء أغضبك أخبريني يا فريدة "
لم ترد .. ولكن أجهشت بالبكاء بصمت فقال يونس" إن كان كلامي لك ليلة أمس الأول قد أغضبك مني أو صدمك .. فسأذكرك بأنك قد وعدتني بالمسامحة مهما فعلت .."


لم ترد فريدة فقال بلهجة متوسلة" أرجوك أخبريني ما بك ..سأموت من القلق عليك أقسم بالله ولم أنم ولم آكل منذ أمس "
استفزها بكلامه فقالت بعصبية" احتفظ بقلقك لأحبابك "
صمت قليلا .. ثم قال بحشرجة" وهل عندي أحباب أعز منك؟! "


جن جنونها من طريقته البائسة التي تثير الحمائية والشفقة بداخلها .. فصرخت بغيظ " عندك يا يونس .. عندك .. عندك كلاوديا وابنها .. ابنك يا يونس الذي يبلغ من العمر عامين "
تخشب يونس في الحديقة متسع العينان ..وساد صمت ثقيل جعلها تتأكد من صحة الخبر .. فأجهشت في البكاء بصوت عال فانتفض جسد يونس بعنف يحاول الاستيعاب بسرعة ما تقوله ..



هي منهارة لأنها تعتقد بأنه متزوج من كلاوديا؟


أهذا يعني بأنها تغار؟!!
تغار عليه ؟؟؟؟
قال بسرعة " فريدة أرجوك انصتي جيدا .. أنا لا أعرف كيف وصلك هذا الكلام .. فأنا لم أخبر به سوى فارس ولا أعتقد بأن فارس قد يتحدث به خاصة وأنه غير حقيقي "




رفعت وجهها المغرق بالدموع عن الوسادة فلاحظ توقفها عن البكاء فأكمل "أقسم بالله ليس حقيقيا "
ظلت صامتة وتسارعت ضربات قلبها فصاح يونس " يا مختلة العقل ألم تكوني على دراية بما أفعل في ألمانيا أولا بأول ! .. ألم أحك لك عن كلاوديا وأننا مجرد أصدقاء .. ألم أخبرك بأن لها صديقا !"



مسحت فريدة دموعها واعتدلت في جلستها تسمعه بترقب وقلبها قد بدأ يضرب في صدرها بعنف بينما أضاف يونس " أنا لا أعرف من الخبيث الذي أخبرك بهذا الكلام الغير حقيقي .. فلا أصدق أبدا أن فارس قد يفعلها وصدفة غريبة أن يصل إليك المقلب الذي فعلته به بهذه الطريقة "


التقطت الهاتف بسرعة تغلق مكبر الصوت وتضعه على أذنها تقول "ماذا تقصد؟ "
تنفس الصعداء حين سمع صوتها قريبا ثم قال موضحا "كيف وصل لك هذا الخبر؟.. أنا افتعلت مقلبا في أخوك وأخبرته بأن كلاوديا آتية للبلد لأنني متزوج منها منذ عامين وعندي طفل .. وللحظة أخوك صدقني حتى أخبرته بأنه مقلب وكان جزائي لكمة في وجهي هذا ما حدث أقسم بالله "
مسحت دموعها تقول " إذن أدم هذا ليس ابنك؟"



تسارعت دقات قلبه واتسعت ابتسامته يقول " كيف يكون ابني يا هبلاء وأنا لم اتزوج بعد.. انه ابن( باول) صديق كلاوديا وهو آت معها في الزيارة "
التحول من أقصى المشاعر إلى نقيضها في لحظة أمر صعب ..



منذ قليل كانت تتعذب والآن تشعر براحة شديدة وكأن حجرا ثقيلا قد رفع من فوق صدرها .. فانفجرت في بكاء صامت وكأنها قد أفلتت من حبل المشنقة .. وكأن روحها قد ردت إليها ..


ناداها يونس .. فازداد نشيجها ..ولم تقدر على الرد فسألها بلهفة" لمَ كل هذا الانهيار يا فريدة ؟.. لقد أوضحت لك الأمر بانه كذبة "
انهارت في البكاء .. غير مصدقة أنها كادت أن تموت بسبب مزحة أو مقلب.



ولم تعرف بم ترد عليه .. فبالتأكيد قد كُُشف أمرها.. شاعرة بأنها قد فضحت نفسها أغلقت الخط حتى تجد مبررا مناسبا لتقوله .
نظر يونس في الهاتف وأعاد الاتصال .. لكنها لم ترد ..



شعر وكأن فئران تقرض في رأسه ..
ليست فئرانا بل ديناصورات ..
عليه أن يتأكد من أنها بالفعل تغار عليه ..
لن يتحمل العذاب أكثر من ذلك..
عليه أن يواجهها ..



عليه أن ينهي سنينا من الحيرة والعذاب ..
لقد بات الأمر عبثيا لدرجة توشك أن تصيبه بالجنون .


تسارعت أنفاسه ورفع رأسه لشرفتها ..
وفي لحظة اختلط فيها العذاب مع لهفة الاشتياق..



ألقى بالسيجارة من يده ..
وقفز يتسلق جذع الشجرة ..
نحو شرفة فريدة .






نهاية الفصل الرابع عشر



ارجو انكوا تكونوا استمتعتوا

هنتظر انطباعاتكم بشوق

وشكرا لكل الي كتب مباركة بمناسبة تمييز الرواية



خالص تقديري
شيماء يسري شموسة














Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 02:19 PM   #259

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 144 ( الأعضاء 44 والزوار 100) ‏Shammosah, ‏طوطه, ‏سهر واشواق, ‏ارض اللبان, ‏HEND 2, ‏هدىh, ‏أم نور وحياة, ‏هبه صلاح, ‏رحاب نبيل, ‏Asoomy, ‏asaraaa, ‏غرام العيون, ‏فديت الشامة, ‏حزينة جدا, ‏ميساء عنتر, ‏عبق الوطن, ‏wiamrima, ‏Sohair 88, ‏مرمر1, ‏Ki na, ‏shdn, ‏نور المعز, ‏ذسمسم, ‏همس البدر, ‏Monaco, ‏محبة ريم, ‏موضى و راكان, ‏عائشه**, ‏سارونه2222, ‏rahasff, ‏اسيره صمت, ‏ميعاد احمد, ‏الياسمين14, ‏بدويه كاشخه, ‏Booo7, ‏samira bouanane, ‏shatoma, ‏Berro_87, ‏semona, ‏Mat, ‏سوووما العسولة, ‏Bieshoo, ‏افلاك, ‏
Dr. Aya likes this.

Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-19, 03:46 PM   #260

رحاب نبيل
 
الصورة الرمزية رحاب نبيل

? العضوٌ??? » 417929
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 193
?  نُقآطِيْ » رحاب نبيل is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايديك الرواية تجنن زياد اخر انحراف ويونس المجنون اما فارس ده الكينج بتاعهم الراسي وكارمن رقيقة وهبلة اوي لما بتقولة يوم الخمبس وبتغطي ضحكتها

رحاب نبيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:47 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.