آخر 10 مشاركات
ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1161Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-19, 04:38 PM   #271

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي


فصل رائع ...و مصارحة زيد و عهد ستقوي علاقتهم في المستقبل....و ننتظر الان مصارحة يونس و فريدة....مع انني اشك ان زيارة كلوديا ستكون مشتعلة بينتهم...اما شروق اضن انه سيكون لها يد قي كتير من مشاكل العائلة بسبب عقدة النقص و الحقد ضد العائلة .....مبروك التمييز ....انا الان في نهاية قلبني وطنك ....اسلوبك و حبكة القصة اكصر من رائعة 😘😘😘😘

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 04:55 PM   #272

Naira r

? العضوٌ??? » 454290
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » Naira r is on a distinguished road
افتراضي

اااااااااااااااااتتتتتتتت تت

Naira r غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 06:18 PM   #273

Naira r

? العضوٌ??? » 454290
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » Naira r is on a distinguished road
افتراضي

Nnnnnnnnnnnnnnnnnnn

Naira r غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-19, 11:27 PM   #274

zain alhla
 
الصورة الرمزية zain alhla

? العضوٌ??? » 201592
?  التسِجيلٌ » Sep 2011
? مشَارَ?اتْي » 464
?  نُقآطِيْ » zain alhla has a reputation beyond reputezain alhla has a reputation beyond reputezain alhla has a reputation beyond reputezain alhla has a reputation beyond reputezain alhla has a reputation beyond reputezain alhla has a reputation beyond reputezain alhla has a reputation beyond reputezain alhla has a reputation beyond reputezain alhla has a reputation beyond reputezain alhla has a reputation beyond reputezain alhla has a reputation beyond repute
افتراضي

يا اهلا يا اهلا نورررتي
ماتتصورين فرحتي بجيتك وبروايتك الجديده قرأت روايتك السابقه قبل شهرين وكثير كانت مشوقه درامي رومانسي كوميدي اول كاتبه بشوفها مبدعه ودمها خفيف تسلم اناملك على هيك ابداااع وفرحتي هالمره لأنه بتابعك هالمره اول بأول ان شاء الله


zain alhla غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-19, 03:22 AM   #275

محبة التميز

? العضوٌ??? » 453647
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » محبة التميز is on a distinguished road
افتراضي

الأحداث تجنن ..من يوم فتحت الروايه وانا اقرأ بشكل متواصل تركت اشغالي وكل شي من الحماس ،، انت راااااائعه جمعت دراما وكوميديا ورومانسية واكشن ،،، أحب الروايات التي ع الرغم وأنها تحمل أحداثا محزنه لكن الرومانسية والكوميديا تغلب وتحسن المزاااج ،،، احلى شي يونس كامل من مجاميعه ،،، انتظر البقيه على شووووق

محبة التميز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-19, 07:15 AM   #276

سوووما العسولة
 
الصورة الرمزية سوووما العسولة

? العضوٌ??? » 313266
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 928
?  نُقآطِيْ » سوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضووور..
🤤🤤🤤😍😋


سوووما العسولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-19, 01:00 PM   #277

محبة ريم

? العضوٌ??? » 427015
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 235
?  نُقآطِيْ » محبة ريم is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضورررررررررر

محبة ريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-19, 01:02 PM   #278

ميعاد احمد

? العضوٌ??? » 420805
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 188
?  نُقآطِيْ » ميعاد احمد is on a distinguished road
افتراضي

ننتظر على ناااار🔥

ميعاد احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-19, 01:07 PM   #279

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس عشر



الفصل الخامس عشر


نظر عاصم لحقائب شويكار الكثيرة .. ثم رفع إليها نظرات متسائلة فقالت بابتسامة واسعة " اشتقت إليك يا عاصم وقررت أن أترك الفيلا وآتي إليك لنبقى معا "



لم يبد أي تأثر بكلامها فهو أكثر الناس علما بنواياها فقال ببرود للعم عبده " انقل حقائب شويكار هانم لغرفة الضيوف يا عبده "

امتقع وجهها بينما رفع عاصم سيجارا ضخما بين اصبعيه إلى فمه وتحرك يوليها ظهره متجها نحو غرفة مكتبه بصمت .

××××

توقفت السيارة أمام الفيلا ليترجل منها فارس الذي أمسك بالهاتف يتصل بكارمن ليخبرها بوصوله .. بينما ترجل الشيمي من السيارة ينظر لتلك السيارة التي تقف على مقربة من بوابة الدار .. فاقترب من الحارسين متسائلا ليقول أحدهما " ينتظر الأستاذة "

قلب الشيمي مقلتيه وسأله باستنكار " أي أستاذة ! "

غمغم الحارس مؤكدا " الأستاذة رفيدة "

تحرك الشيمي مقتربا من ذلك الشاب العشريني الوسيم ذا الحلة الأنيقة الذي يقف يستند على سيارته وينظر في هاتفه فسأله " أي خدمة؟ "

قال الشاب ببساطة " أنا أنتظر الأستاذة رفيدة "

سأله الشيمي متفحصا " ومن تكون ؟"

لاح الاندهاش على وجه الشاب لكنه رد بلباقة " أنا أخوها عمر"

اتسعت ابتسامة الشيمي فجأة يمد يده لمصافحة عمر المندهش من هذه الحفاوة المفاجئة لكنه مد يده بلباقة يسأله " أهلا بك .. ومن تكون ؟"

رد الشيمي ببساطة " أنا مسئول الأمن في الدار "

تطلع عمر في الدار خلفه وابتسم ولم يعقب .. ليقول الشيمي " ولماذا تنتظر بجوار السيارة ( وأشار بيده نحو الدار ) تفضل "

ابتسم عمر بلباقة وقال " شكرا .. سأنتظرها هنا "

فتأمله الشيمي بمحبة وكأنه كل من يأتي من ناحيتها سيحبه .

××××



قبل دقائق

قفز يونس من الشجرة إلى شرفة غرفة فريدة واقترب من بابها الزجاجي فوجد الستائر مفتوحة تكشف ما في الغرفة .. فشعر بالحرج وانزاح جانبا يولي ظهره لها ثم مد يده يطرق على باب الشرفة داعيا أن ترد بسرعة قبل أن يلمحه أحد.



عقدت فريدة حاجبيها تُدقق في الشرفة بعد أن سمعت طرقا خفيفا .. ليعود الطرق من جديد وتسمع صوت يونس الخافت رغم أنها لم تره " فريدة أنا يونس .. افتحي بسرعة قبل أن يراني أحد أحتاج للتحدث معك"



انتفضت واقفة مقاومة لبعض الدوار إثر حركتها المفاجئة والتقطت اسدال الصلاة ترتديه فوق منامتها وتغطي به شعرها .. ثم اقتربت تفتح باب الشرفة وتقول متفاجئة

"يونس!!"





دخل بسرعة يتطلع فيها بقلق .. بشوق .. بلهفة .. وبانزعاج حين رأى وجهها المتورم من أثر البكاء .. فتقبض يلجم تلك المشاعر التي أرهقته اليومين الماضيين وقال بغيظ من بين أسنانه " ما بك ؟؟ .. ما الذي يحدث؟.. أريد أن أفهم ما الذي يحدث يا فريدة ؟ .. لمَ هذه الحالة من الانهيار؟؟؟؟ .. ولماذا لا ترغبين في الحديث معي أنا بالذات دونا عن الباقين .. (وتجولت نظراته بشوق على ملامحها وأكمل بصوت متألم ) لمَ هاتفك مغلق في وجهي أنا بالذات ؟؟.. ألم تفكري وأنت تقررين التزام غرفتك بأني الوحيد الذي لن يستطيع الوصول إليك؟؟؟ .. ألم تفكري وأنت تغلقين هاتفك كيف ستكون حالتي وأنا غير قادر على التواصل معك يا فريدة ؟؟.. (وأضاف بمزيد من العتاب ) أنا لم أقدر على فعلها حتى وأنا في الغربة ! .. لم يمر عليّ يوم لم أتحدث معك فيه .. أو أرسل لك رسالة .. أو أطمئنك عليّ وأطمئن عليك "



تطلعت فيه بارتباك وهي ترى ملامح الألم على وجهه ليكمل يونس بانفعال موبخاً " أهنت عليك يا فريدة ؟!!.. هان عليك يونس بهذه البساطة !.. ألم يخبروك بحالتي وهم يتوافدون على غرفتك طوال الساعات الماضية؟ .. ألم يخبروك .. بأني لم آكل ولم أنم .. كنت ألف كالمجنون أتلمس أي خبر عنك؟ ..(وضرب على صدره بيده يقول معترفا ) أعلم بأني أتغالظ عليك أحيانا .. لكني أفعلها وأنا على يقين بأنك ستتحملين غلاظتي .. فإن تجاوزت في شيء أخبريني .. وإن ضايقتك بشيء عاتبيني يا فريدة لا أن تعذبيني باختفائك .. وتعاقبيني بالحرمان من رؤيتك بهذه الطريقة !!"



بلعت ريقها تحاول استيعاب ما يقول بينما سألها يونس بصرامة " هلا أفهمتني سر هذه الحالة التي أنت عليها؟ .. إن كان بسبب تلك الكذبة التي وصلتك عني فما الذي أغضبك بالضبط في مسألة زواجي وانجابي ؟ "



لقد وقعت في الفخ ..

أوقعت نفسها فيه بكل غباء وتسرع كعادتها .. وفضحت نفسها بنفسها على الأقل أمامه.



لم تجد فريدة مبررا منطقيا تحتمي خلفه فأطرقت برأسها تتنفس بصوت عال ..

لقد تعبت من مشوار السنين معه ومع قلبها ..

وأُنهِكت هي وقلبها من ادعاء اللا مبالاة ..

ولم تعد قادرة على التأرجح بين..

نفحات الأمل ولطمات اليأس ..

فلا تزال تنخدع بأي كلمة يقولها وتفسر أي حركة منه تفسيرا خاطئا ..



ها هي ترى تلك اللهفة في عينيه والألم في كلامه فتفسرها بأنها .. لهفة حب !.

رفعت إليه وجهها تفرك كفيها ببعضهما وتقول بمسكنة أوجعت قلبه " يونس .. ألست صديقي الذي ألجأ إليه حين أقع في مشكلة ؟"

رد عليها بقلق " بالتأكيد "



قالت وهي لا تزال تفرك كفيها " أنا .. في ورطة كبيرة وأحتاج مساعدتك .."

ضيق عينيه وسألها بغباء" أي ورطة؟ تكلمي بسرعة"

قالت بملامح طفلة مذنبة " ستفهمني أليس كذلك؟!"



رد بنفاذ صبر وقد بدأ ذهنه يجنح لأمور بعيدة تماما عن مغزى كلامها " تكلمي يا فريدة ولا تخافي من شيء مهما كان .. ولا تبالي محلولة بعون الله"

تطلعت في عينيه.. ورغم المسافة كانا يمنحانها بعضا من الحميمية والراحة التي تشعر بهما دوما معه .. فمن غيره ستجرؤ على الاعتراف أمامه بما ستقول.. فاستجمعت شجاعتها وقالت بصوت مرتعش " أنا .. أحبك يا يونس .. ليس أخا ولا صديقا .. ولكن .. ولكن كحب فتاة لشاب .. لرجل تتمناه ... "



انفجرت دقات قلبه كمفرقعات العيد ..

قلبه الذي كان يعانده ويناطحه .. انفجر معلنا احتفالات النصر ..

السعادة ..

الأمل ..

وتمتم بخفوت كمن تلقى سهما ناريا اخترق قلبه "فريدة !"



ليتسمر بعدها مشلولا لثوان وهو يحدق فيها بغير تصديق .. فأضافت باستدراك " أنا أعرف بأن عيناك لا ترياني إلا كفريدة الأخت الصغيرة .. وأعرف بأن ما يجذبك من النساء ( وأشارت على نفسها بسبابتها من رأسها إلى الاسفل ) مختلفا عن ما خلقني الله عليه .. وأعرف بأني لن أرضي غرورك كرجل .. كل هذا أعرفه صدقني .. "



توقف قلبه عن الاحتفال بل .. عن الخفقان ..

وقرصت الدموع عينيه فجأة .. فساقته قدماه نحوها بخطوات بطيئة كاستيعابه وهو يرى باقترابه ملامح العذاب على وجهها تتضح أكثر فأكثر ليغمغم بخفوت ذاهل " ماذا تقولين يا فريدة !!"





حين وقف أمامها أدرك بأنه قد آلمها ..لكنه لم يعرف متى وكيف .. فوقف يحدق فيها ذاهلا ومنفصلا تماما عما حوله وكأنهما قد أصبحا في كبسولة شفافة .. وهاله تلك الدموع التي انهمرت من عينيها وهي تقول

" أعرف أيضا بأني بهذا الاعتراف قد أفقدك كصديق "



حضن وجهها بكفيه بسرعة يرفعه لأعلى ليواجهه قائلا بخفوت غير مصدق" فريدة !!"

انهمرت المزيد من الدموع من جانبي عينيها وأكملت أمام عينيه كمن يدلي باعترافه الأخير قبل النطق بالحكم " .. لكنك عودتني أن ألجأ إليك حين تتأزم الأمور معي ولا أجد لمعضلتي حلا .. وعودتني ( وابتلعت ريقها الجاف بصعوبة ) أن تكون موجودا حين أحتاجك .. "



انعقد لسانه وهو يغرق في قطعتي الشيكولاتة الذائبة اللتان تحدقان فيه بخليط من العذاب والذهول والدموع .. فانشطر قلبه إلى نصفين ملتاعا ..



كيف يكتشف في لحظة واحدة أنه كان غبيا .. مغفلا .. ظالما .. قاسيا .. وجلادا.

وكيف..

تصبح لحظة واحدة هي نقطة فاصلة في حياته ..

لحظة اعتراف منها اعادته من الموت إلى الولادة من جديد..

لكنها ولادة مؤلمة.. مؤلمة جدا !.



أكملت فريدة بخفوت بين كفيه ونظراتها لأعلى تتجول على صفحة وجهه المليح " حاولت كثيرا مع نفسي يا يونس صدقني.. حاولت ألا أتأمل .. ألا أحلم .. ألا أطمع .. حاولت الاكتفاء بوجودك في المحيط .. (وارتعش صوتها بعذاب) حاولت ألا أغار عليك .. لكن .. كل محاولاتي باءت بالفشل .."



ارتعشت عضلة في وجهه متألما فمال عليها يلصق جبينه بجبينها هامسا بعذاب " اسكتي يا فريدة أنت لا تعرفين شيئا"



تحشرج صوتها وسألته مغمضة العينان" هل سأجد لي عندك حلا جذريا يا صديقي حتى أتخلص من هذا العذاب ؟! "



أبعد جبينه عنها يحدق في عينيها عن قرب بعينين متسعتين ..يتمنى لو يسكتها بقبلة عنيفة.. يسكت تلك الشفتين المعذبتين المغويتين القاسيتين بما تقذفان من مشاعر مؤلمة تخترق قلبه..

لكنه بذل كل ما أوتي من قوة ألا يفعلها .. فضغط على وجنتيها بين كفيه بقوة يحاول الصمود في وجه جموح مشاعره .



أما فريدة فلم تستطع الصمود أمام صمته وملامح الارتباك والألم التي تعلو وجهه وقد اوشكت على الإغماء .. فقالت بأنفاس متسارعة وكأنها بدون أن تدري ترغب بالاحتفاظ بأكبر قدر من أنفاسه القريبة إلى صدرها .. غير عابئة بذلك الألم الذي تشعر به في عظام وجهها الذي يضغط عليه بين يديه " يبدو أن صدمتك كانت أقوى مما كنت أتوقع .. فقد حضّرت نفسي لوصلة تهكم .. إن لم تكن توبيخا أو تعنيفا "



ارتعش جسده في محاولة للتمرد على كبح انفعالاته .. فشدد دون أن يشعر من ضغط كفيه حول وجهها وغمغم من بين أسنانه متألما من كلامها ومن مشاعره التي تلح عليه لأن يسمح لها بالرد بجموح " اسكتي يا فريدة "



أحست به يتألم وخمنت بأنه يشعر بالذنب تجاهها فتقبضت بقوة حتى لا تطاوع ذراعيها في تطويقه واختلاس حضن منه.. وعلا نشيجها تغمغم مشفقة عليه " آسفة يونس .. ليس بيدي أقسم لك "



مال عليها فجأة يطبع قبلة قوية متألمة بين عينيها ..



قبلة ..

وضع فيها قوة مشاعره المكبوتة .. وآلام قلبه .. وغليان أعصابه ..



قُبلة ..

كادت شفتاه أن تدقها وشما فوق جبينها .

قُبلة بين عينيها شهقت لها فريدة متفاجئة.. بينما أطبق يونس جفنيه على دمعة مرتعشة فرت من طارف عينه..

فما يحدث كان يفوق الوصف ..

يفوق التحمل ..

يفوق التحكم في الذات .



بعد ثوان رفع وجهه عنها وقد خفف من ضغط كفيه على وجهها.. يتأمل عينيها المتسعتين الذاهلتين شاعرا بجسدها الذي لا يلمس منه إلا وجهها يختض .. فهمس بحنو " يا إلهي! .. ماذا فعلت بك لتتألمي بهذا الشكل .. وعلام تعتذرين يا مختلة !! .. أنا الوحيد الملام .. أنا الغبي .. أنا .. من يستحق الحرق حيا ..أنا الذي لم أفهم .. أنا الذي كنت جبانا .. أنا يا فريدة .. أنا من كان يعاند نفسه .. أما أنت .. (وتراقصت عيناه العسليتان فوق وجهها ليهمس بصوت متهدج ) أنت .. حب عمري "



لم تفهم فريدة..

ولم تستوعب ما يحدث ..

كانت ذاهلة تماما ولم تستوعب إلا ملمس يديه على وجهها وشذى عطره وأنفاسه تسحبها إلى رئتيها ..

أما عيناه ..

عيناه كانتا جميلتان قاتلتان من هذا القرب أمام حدقتيها تماما..



هل قبّل جبينها ؟؟!

هل قال (حب عمري ) ؟!!

أيقصدها هي ؟ .. فريدة !!!!



قبل أن تسترسل في التدقيق في جنون ما يحدث كان يونس يهمس " أخاك سيقتلني لا محالة .. لكني لست قادرا .. أنا أموت في هذه اللحظة وأنا أحاول التحكم في قلبي وأعصابي "



سحب نفسا عميقا .. مدركا بأن أعصابه على وشك الانفلات الذي لا رجعة بعده .. وبأنه قد تخطى الخط الأحمر ..ومستجيبا لصفارات الإنذار التي تطن في أذنيه ولبذرة عقل لا تزال متبقية .. فحاول افلات وجهها من بين يديه والابتعاد..

لينسحب بصعوبة بضع خطوات للخلف تاركا فريدة ترتجف وقد أصابها الفواق .



وقف يونس على بعد مترين متخصرا .. صامتا .. مطبقا على شفتيه بحرج .. يحاول تنظيم أنفاسه والسيطرة على مشاعره وانفلات اعصابه.. وهو يتطلع فيها بمقلتين متراقصتين لامعتين ..

بينما ظلت فريدة متخشبة .. متقبضة .. تنتفض من الفواق كل بضعة ثوان .. لتشرق أمامها ابتسامته وهو يقول بخفوت " أنا كنت أعد نفسي لأصدمك بمشاعري نحوك فكنت أنت أكثر شجاعة مني "



شعرت بالروح تسحب منها بمجرد أن ابتعد .. وبالذهول من كلماته .. بينما أكمل يونس من بين أنفاسه العالية التي يبذل مجهودا لتهدئتها مع مشاعره الثائرة" نحن غبيان.. مغفلان .. ( وأشاح بيده موبخا ) يا بنت .. كنت قبل يومين أحدثك عن صاحبي الذي يحب صديقته ويخشى أن يعترف لها .. وقلت لك بأني سأخبرك بما قد يصدمك .. وكنت أنوي الاعتراف لك بأن هذا الصديق هو أنا "



في الوقت الذي ازداد اتساع عينيها كرد فعل لما قال.. سُمع صوت فارس يقترب وهو يتحدث في الهاتف فكان يقول " سأطمئن على فريدة حتى تأتين .. لا تتأخري يا كارمن "

فجأة تنبها لحقيقة وجوده في غرفتها .. فتسمرا لثانية يحدقان في بعضهما بهلع وارتباك .. لينظر يونس للشرفة .. في الوقت الذي طرق فارس على الباب طرقة واحدة ثم فتحه بسرعة جعلت يونس يتقهقر لخلف الباب الذي كان اقرب له من الشرفة ..



وقف فارس ممسكا بالباب مواربا وهم بالنداء على فريدة لكنه وجدها تقف في مواجهته تلبس الاسدال وتحدق فيه بذهول .. ففتح الباب ودخل مقتربا منها يقول "كيف حالك اليوم يا فريدة؟ "

رفعت وجهها إليه صامتة مرتبكة ذاهلة فقال فارس بقلق " فريدة هل أنت بخير ؟"

أجبرت نفسها على تحريك رأسها بإيماءة مطمئنة .. بينما وقف يونس خلف الباب تتسارع ضربات قلبه في وضع لا يحسد عليه .. وقد تأكد بأن المواجهة آتية لا محالة ليستدير فارس فجأة ويراه.



جحظت عينا فارس هاتفا " يونس !.. ( ونظر حوله بالغرفة وأكمل ) ماذا تفعل هنا ؟"

تمتم بحشرجة " كنت أطمئن عليها .. ألا يحق للمرء أن يطمئن على ابنة عمه... و.. خطيبته "



شهقت فريدة ووضعت يدها على فمها وقد اشتد الفواق لديها بينما هتف فارس باستنكار" نعم !!... لم أفهم"



قال يونس مراوغا "ما الذي لا تفهمه بالضبط .. اطمئناني عليها .. أم حقيقة أنها ابنة عمي وخطيبتي .. ألم أخبرك بمشاعري تجاهها وطلبت يدها منك "

هدر فارس وقد استشعر ارتباكه " ما الذي تفعله في غرفتها يا يونس أجب!!! "

قال يونس بلهجة هادئة رغم توتره " صدقني كنت أطمئن عليها "

كشر فارس عن أنيابه يقول باستهجان " تطمئن عليها داخل الغرفة والباب مغلق عليكما !!! .. (وتقدم يمسك بياقة ملابسه يسأله ) كيف صعدت إلى هنا وأمي تجلس بالأسفل ؟!!.. أم .. (ونظر لباب الشرفة الموارب وعاد يهتف باستنكار ) أم أنك دخلت من الشرفة ؟ !!"



دخلت كارمن تتطلع في الوجوه باندهاش ولفارس الممسك بياقة يونس .. بينما تحركت الحاجة بجزع تحاول صعود السلم بمساعدة خضرة وهي تهتف "ماذا يحدث يا أولاد؟"



حافظ يونس على هدوئه ورفع سبابته إليه قائلا " اسمع أنا لا أقبل بهذه الاتهامات التي أراها في عينيك .. كنت أطمئن عليها لا أكثر .. حتى اسألها ( ونظر لفريدة الذاهلة خلف أخاها يقول ) أنت يا بنت تكلمي وقولي له أنني كنت فقط أطمئن عليك .. "



حركت فريدة عيناها بينهما بمزيد من الذهول شاعرة بأن الأرض تتأرجح تحت قدميها ..

ماذا قال يونس؟

وماذا سيفعل فارس بهما ؟



ليصرخ يونس وقد اشتدت قبضة فارس على قميصه " تكلمي يا فريدة فليس هذا وقتا للمزاح .. أيرضيك أن يحولني.. أنا .. خطيبك .. وأبا أولادك المستقبليين .. لشاورما ؟!!"



قال خطيبك !!..

أبا أولادك المستقبليين !!..

وقبّل جبينها !!..



لم تتحمل أعصابها ما يحدث .. فسقطت مغشيا عليها ليصرخ الاخوان باسمها بجزع وهما يسرعان إليها مع كارمن ..

صرخة أوشكت على أن توقف قلب الحاجة نفيسة صاعدة على السلم وهي لا تفهم ماذا يحدث .



أسرع فارس بحمل فريدة إلى سريرها وهو يبعد يونس بخشونة عن محاولة لمسها مما استرعى انتباه كارمن .. واستدعى استهجانها في الوقت نفسه .. لكنها بلعت مشاعرها واقتربت بزجاجة العطر منها في قلق تحاول إفاقتها غير قادرة على التجاوز عن تعامل فارس معها بكل هذه الأريحية .



دخلت الحاجة تلهث فأسرع إليها يونس يساعدها حتى وصلت لسرير فريدة وهي تردد " اسم الله عليك يا حبيبتي .. اسم الله عليك .. "



بدأ جفني فريدة في الارتعاش ورأسها في الحركة الخفيفة فابتعدت كارمن لتفسح المجال للحاجة التي جلست بجانبها على السرير تحاول استكمال افاقتها وهي تغمغم بحنو " ما بك يا حبيبة أمك .. "

استعادت فريدة وعيها وحركت رأسها حولها لتتأكد بأنها لم تكن تحلم .. ليقول فارس بغيظ "أخبريني يا فريدة ماذا كان يفعل هذا البغل في غرفتك؟ .."



رفعت الحاجة أنظارها إليهما بمفاجأة بينما قال يونس بحرج "كنت أطمئن على ابنة عمي وخطيبتي هل أسجلها واذيعها في الراديو حتى تصدق "



ضربت الحاجة على صدرها تصيح بمفاجأة " ها.. ماذا قلت يا يونس ؟ خطيبتك ؟؟؟؟؟؟؟؟"

اتسعت ابتسامته المليحة ووضع يديه في جيبي بنطاله يقول بسعادة استفزت فارس " خطبتها ووافقت لكن ابنك.... "



قاطعه فارس هادرا وهو يدفعه بغيظ لخارج الغرفة " لكن ابنها يطردك من الغرفة ومن البيت كله .. حتى لا تتجرأ على ذلك مرة أخرى "

نظرت الحاجة لهما بذهول بينما قال يونس وهو يعود بإصرار كلما دفعه فارس " اهدأ يا أبا الفوارس ودعنا نفكر بالعقل.. أنا أعترف بأني تجرأت .. ودخلت غرفتها .. وهذا حدث جلل يستوجب أن نحضر المأذون حالا وأعقد عليها .. فأنا رجل لا أقبل بأقل من ذلك حفاظا على شرف العائلة "



هدر فارس بعناد "ومن قال بأني أوافق على زواجها منك .. أنا ... "

زغرودة قطعت هدير فارس وغضبه في وجه أخيه ..

زغرودة انطلقت من فم الحاجة نفيسة .. فغطت فريدة وجهها باللحاف في حرج وارتباك .. بينما اتسعت ابتسامة كل من كارمن ويونس ..



أما فارس فقال بغضب " أمي ماذا تفعلين!!!."

قالت بابتسامة وقد أدركت أنه يعاند " سعيدة بهذا الخبر"



قال بغيظ " وأنا غير موافق .. وهذا البغل سيخرج من البيت حالا وفورا .. أيرضيك أن أجده في غرفتها !!"



ثم ضرب صدر يونس يبعده من جديد ويجبره على الخروج من الغرفة فلحقته الحاجة بصوتها " أخطأ يا حبيبي أخطأ .. وهو يعترف بخطئه ومستعد أن يصلحه "

ولم تقدر على منع نفسها فقلبها يتراقص من الفرح ... لتطلق زغرودة أخرى .. ضحكت لها كارمن وهي تسمع فارس ويونس يتناوشان خارج الغرفة فتساءلت بعدم فهم " لماذا يرفض فارس؟ .. أنا أعرف بأنه كان ينظر لهما كأخوة لكن هل سيظل ينظر لهما بهذا الشكل ؟"



قالت الحاجة مفسرة بسعادة " كلا إنه يعانده لا أكثر .. لمحت القبول في عينيه"



علا صوتهما في الخارج فارس العصبي ويونس المستظرف فتحركت كارمن خلفهما لتشاهد ما يحدث بينما رفعت الحاجة الغطاء عن فريدة تقبل رأسها في سعادة .



قال يونس يكتم ضحكه " يا فارس تعقل ماذا تفعل؟"

قال فارس بعناد " أنا لست مجنونا وأنت ستخرج من هذا البيت حالا "

هتف يونس باستنكار " هل ستطرد أخوك لحمك ودمك وتدعه ينام على الأرصفة ؟!!"

قال فارس وهو يدفعه " اذهب لزياد أو أحد من اصدقائك أنا لا أطيق أن أراك الآن أمامي في هذا البيت "

رد يونس بغيظ " قلت لك إن كنت قد أخطأت فسأصلح خطئي حالا وأحضر المأذون"

قال فارس بإصرار " وأنا قلت لك بأني غير موافق على هذه الزيجة "

هتف الأخر بحنق " وأنا سأجبرك على الموافقة"

فتح باب الفيلا وهو يقول " اشرب من البحر !"



جن جنون يونس فقال بتهديد مصطنع " حسنا لا بأس .. سأفضحكم يا عائلة سعد الدين .. وأذيع بأنك وجدتني في غرفتها ومع هذا ترفض زواجي منها"



دفعه فارس بإصرار خارج الباب يقول بمعاندة" اخرج الآن وإلا سأخنقك يا يونس"



خرج يونس مدفوعا ووجد الباب يغلق في وجهه فصاح بحنق "أنا لن أتحرك من هذا البيت إلا وفريدة زوجتي .."



راقبت كارمن ملامح فارس الذي يستمع لصراخ يونس في الخارج بإنصات.. ولحظتها تأكدت مما قالته الحاجة بأنه يعانده ليأتي صوت يونس متوعدا " سأخيم لك في الحديقة حتى تراني وأنا اتجمد من البرد .. ( وصمت لثانية ثم قال باستدراك ) ولمَ أموت .. لا سأعيش وسأبقى أمامك ولن أعطيك الفرصة لتزوجها أحدا غيري .. هل سمعت يا فارس سأتزوجها يا كبير والأيام بيننا "



مط فارس شفتيه وتحرك نحو مكتبه فأسرعت كارمن خلفه تقول "فارس لماذا لا تزوجهما ؟ "

حك باطن كفيه ببعضهما بغيظ وقال" أنا لم استسيغ فكرة زواجهما بعد "

جادلته تقول " بل أنت تستوعبها بدليل انزعاجك من وجوده في غرفتها "



مط شفتيه وتحرك يجلس خلف مكتبه بدون رد فقالت مضيقة عينيها" فارس أنت تعاند كولد صغير "

غمغم ببرود " أيا كان .. هذا البغل لن يدخل البيت حتى اتخذ قراري بشأنهما .. فأنا لست مستعدا للفضائح"

ضربت كارمن كفيها ببعضهما باندهاش مغمغمة " أنا لا أصدق ما تفعله"



أما يونس فوقف بعد قليل أمام غرفة الشيمي في الطابق الأرضي للملحق يطرق على الباب .. وحين فتح الأخير أبعده يونس ببرود قائلا" سأتخذ هذه الغرفة لي من الآن فصاعدا"



اتسعت عينا الشيمي ورد باستنكار "كيف؟؟؟ ولماذا؟؟؟"

رد يونس وهو يتجول في الغرفة متفقدا " فارس يرفض دخولي للفيلا وأنا لن اتحرك منها"



قال الشيمي بهدوء " الشقة فيها أكثر من غرفة "

استدار يونس يقول باستنكار مسرحي" أتريدني أن أنام في غرفة فارغة وعلى البلاط يا شيمي !!"



رد الشيمي موضحا " لا بالطبع .. سندبر لك بعض الأثاث والفرش فيها وفي باقي الشقة لو أردت .. فأنا لا استخدم منها سوى هذه الغرفة فقط "



ابتسم يونس ببرود وقال بإصرار" لا .. أريد هذه الغرفة يا شيمي .. تعجبني "



زم الشيمي شفتيه بغيظ وتحرك يأخذ هاتفه الذي كان يشحن بطاريته بعد أن نفذت في طريق العودة وتحرك خارجا من الغرفة يعيد تشغيله.. بينما خرج يونس مرة أخرى يتجاوزه متوجها نحو الفيلا.



رنة رسالة مستلمة عقد لها الشيمي حاجبيه وأسرع بفتحها حين علم بهوية مرسلتها ليقرأ "نسيت أن أخبرك بأني أحببت اسم ميمي جدا جدا"



اتسعت ابتسامته بفرح رغما عنه .. بالرغم من أنه وعد نفسه بفرض المزيد من الحدود بينهما .. لكن كل قراراته باتت معذبة وصعبة التنفيذ فيما يخصها .. فحرك إبهامه لا إراديا على شاشة الهاتف يتحسس حروف رسالتها .



أما يونس فوقف في الممر الجانبي للفيلا وبالتحديد تحت جذع الشجرة الذي تسلقه منذ قليل بكل تهور منه وجرأة ليُهدى بعدها أروع اعتراف من أشجع حبيبة في الوجود ..



ثم تحرك بضع خطوات ليصل لنافذة مكتب فارس فاقترب ليشاهده يتحدث مع كارمن في الداخل ..



نقر يونس على زجاج النافذة عدة مرات .. فانقلب وجه فارس وترك مكتبه متجها إليه ..



فتح فارس النافذة ووقف أمامه متخصرا طويلا ضخما.. وباستقراء رد فعل وملامح أخيه أدرك يونس بأن فارس قد تخطى صدمته بشأن علاقتهما وأنه يعانده لا أكثر ..يعاند معاندة الأخ لخاطب أخته الذي قبض عليه متسللا لغرفتها .. فأسعده ذلك كثيرا وأشعره بدنو تحقيق هدفه .. ليقرر مشاكسته قائلا " أرأيت ما الذي كنت أجنبك إياه؟ .. أرأيت عدد السنين التي تعذبت فيها وأنا أتحكم فيما تلح عليّ مشاعري تجاهها ؟.. أرأيت كيف كنت أضعك أمامي وأنا أتعامل معها حتى تنام أنت مطمئنا قرير العين دون قلق من تهوري .. أرجو أن تشعر الآن بحجم العذاب الذي كنت أعانيه "



ارتجف قلب فارس وتملكته شفقة حقيقية تجاه أخيه معترفا بكل ما يقوله لكنه كان يرغب في أن يحميه من أي تهور قادم بضعف من مشاعره .. وليعطي نفسه ولأمر زواجهما فرصة للتمهيد فقال بعناد " ستبقى خارج الفيلا حتى أفكر أنا في الأمر .. وأحاول اقناع نفسي بفكرة ارتباطكما .. ولا تدخل الفيلا حتى لرؤية أمك إلا في وجودي .. انتهى الكلام ولا أملك وقتا لثرثرتك "



اغلق النافذة في وجهه وظل يناظره ببرود متكتفا .. فجز يونس على أسنانه وأخذ يشير له بعدة إشارات متحدية .. ثم اقترب من زجاج النافذة ينفخ بأنفاسه الدافئة عليها حتى تكثف بخار الماء على جزء منه ليكتب يونس كلمة قرأها فارس رغم أنها كانت من ناحيته معكوسة "سأتزوجها "



فأغلق الستائر في وجهه بعنف متحكما في ابتسامة ترغب في أن تفلت من زاوية فمه لاحظتها كارمن جيدا وهو يستدير عائدا لمكتبه.



××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-11-19, 01:07 PM   #280

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2



عند الغروب .. وقف على أول الشارع في مكانه الذي كان ولا يزال نقطة انتظاره لها رغم يأسه .. ورغم كل شيء ... ينتظر عودتها .


اليوم خرجت من أول النهار على غير عادتها .. وحضور أخوها المفاجئ واصراره على انتظارها .. حتى مل وانصرف منذ قليل .. كل هذا يقلقه عليها ..
سحب نفسا قلقا من سيجارته ونفثه من أنفه وهو يقلب في هاتفه ..
ما سبب رسالتها المبهجة تلك ؟..
وبماذا يمكن أن يتحجج ليتصل بها ويطمئن أين تكون ولم تأخرت ؟
تذكر أنها بالتأكيد مع خطيبها .. فاعتصر الهاتف في يده بغيرة داعيا ألا تعود معه .. يخشى أن تنفلت أعصابه وينزل على ذي الحُُلّّة هذا بعصا غليظة يهشم له سيارته الأنيقة وهو داخلها .
نفث النار من صدره لا يجد إجابة لتلك الأسئلة التي تؤرقه لليال طويلة ..


ماذا سيفعل حين تتزوج ؟؟؟؟..
كيف سيتحمل؟؟؟ ..
كيف سيتعامل معها؟؟؟ ..
أين سيذهب ليتجنب الاحتكاك بها ؟؟.
وأين المفر من تلك المشاعر التي تحرق صدره وتقلب حياته منذ أن رآها ؟!


سيارة أجرة قادمة انتشلته من أفكاره المحيرة فاستراح لعودتها سالمة وبدون ذلك الرجل .. فألقى بالسيجارة أرضا .. بينما لم تستطع رفيدة اخراس قلبها الذي تقافز في صدرها وهي تراه يقف وقفته الأثيرة في انتظارها ..


اشتعلت وجنتيها كمراهقة تحت العشرين وأسرعت تتعمد الانشغال بأي شيء في الأكياس الكثيرة المتراصة بجوارها والسيارة تمر من أمامه وتنعطف لتدخل الشارع ..
لقد مرت على بعض المحلات في طريق عودتها وابتاعت بعض الملابس الجديدة التي حاولت أن تختارها مبهجة وفي نفس الوقت لا تتعارض مع سنها ووقارها .. وابتاعت بعض الكريمات ومساحيق الزينة وأدوات التجميل .. أشياء لم تفعلها حين خطبت لمجدي .


عند باب الدار ترجلت من السيارة تنقد السائق وساعدها الحارسين في حمل الحقائب ووضعها في حديقة الدار .. بينما هاتفها الذي لا يكف عن الزن كان يرن فلم تقدر إلا على الرد على عمر الذي يلح ويلح في الاتصال .


اقترب الشيمي بخطوات واسعة من البوابة فسمعها تصرخ بانفعال " قلت كف عن الاتصال واتركني لأهدأ"
قال عمر موضحا "يا رفيدة أنا انتظرتك وقتا طويلا لأتحدث معك "
قالت بعصبية " أهي المرة الأولى التي تعرفني فيها وتعرف بأني أكره الحديث وأنا منفعلة لأني لا أحب أن أهذي بكلمات جارحة أندم عليها فيما بعد ؟؟.. لم لا تحترم رغبتي لا أفهم ؟!!"
قال عمر " أنا فقط أردت أن أوضح لك ما حدث .. وفي الوقت نفسه لا أريدك أن تكوني غاضبة مني "


استفزها كلامه فصرخت وهي تقف في حديقة الدار " غاضبة منك !!!! .. أنا لست مجرد غاضبة بل مقهورة .. مقهورة على عمري الذي ضاع"
اندفع الشيمي يقترب منها قائلا وعلامات الخطر تعلو وجهه "مع من تتحدثين ؟؟؟؟.. مع من تتشاجرين يا أستاذة؟"
انتبهت رفيدة لوجوده .. فأبعدت الهاتف تجيب بحشرجة وقد تنبهت لانفلات أعصابها " إنه أخي عمر"
زفر الشيمي وهدأ قليلا بينما قالت رفيدة في الهاتف " اذهب الأن يا عمر وسنتحدث قريبا جدا .. بالتأكيد سنتحدث.. سلام "


أغلقت الخط .. وطارت البهجة .. بعد أن عاد إليها مع صوت عمر كل حسرتها على شقتها ..
تذكرت المطبخ .. والتكسير ..
تذكرت صورة الفيلين وطفلهما التي طمس نصفها .. الصورة التي تؤلمها بشكل عجيب .
تذكرت كل شيء .


اقترب الشيمي يقول بهدوء وهو يتفحصها وهي تعتصر الهاتف بكلتا يديها وتحدق أمامها تحاول التحكم في مشاعرها " هل أنت بخير ؟"
وكأنه ضغط على الزر لتبكي .. أو كأنها أرادت أن تشتكي له دون أن تدري .. فانفجرت رفيدة في البكاء بشكل هستيري جعلها غير قادرة حتى على الوقوف..
وللحظة ..
لجزء من الثانية ..
كادت أن تستدير وتلقي بنفسها في حضنه .. لكنها شكمت رغبتها المتهورة تلك بقوة .. ولم تدري إلا وهي تجلس على عقبيها وسط الحديقة تدفن وجهها في يديها بشكل مثير للشفقة..


شعر الشيمي بالفزع .. ومد يده ليلمس كتفها - إن لم يكن ينوي أكثر من ذلك ! - لكن ذراعه تجمد في الهواء ثم سحبه ليضعه خلف ظهره متقبضا وهو يقول بقلق "ماذا حدث ؟.. أخبريني أرجوك .. هل أنت بخير؟؟ "
استمرت رفيدة في البكاء وكأن الأمر يتعدى الموقف الأخير لمواقف أخرى كثيرة مرت عليها في حياتها .. لمخاوفها واحباطاتها ..
وإرهاقها النفسي والبدني في رحلتها مع الحياة وحدها ..


بينما تطلع الشيمي حوله غير راغب في أن يراها أحد في هذه الحالة المنهارة.. فحدج الحارسين اللذان يدخلان رأسيهما من البوابة ويراقبان بفضول وعيون متسعة .. حدجهما بنظرة نارية جعلتهما يعتدلان لينظرا أمامهما .. وأدار وجهه للناحية الأخرى حيث وقفت معلمتين تشاهدان المشهد أيضا .. فأشار لهما بيده آمرا بملامح خطرة أن تدخلا إلى داخل المبنى .. فابتعدتا بارتباك من أمام ناظريه .


أما هو.. فكان حائرا مرتبكا وهو يتطلع إلى جسدها المتكوم على نفسه في أرض الحديقة .. ولم يعرف كيف يتصرف .. وكيف يفرض على نفسه حدودا للتعامل وقلبه يتمزق.. من أن تنهار بهذا الشكل وهي القوية الشجاعة الواثقة من نفسها ..
نزل بجوارها على ركبة واحد تلمس أرض الحديقة بينما الأخرى مرفوعة وأسند بساعده على فخذه يقول بحنو " ماذا حدث يا رفيدة؟ أرجوك أخبريني .."


رفعت وجهه إليها تقول بانهيار " شعور قاس أن تكتشف أن عمرك ضاع بأكمله هباء .. أنك ربيت انسانا مستغلا .. أن تشعر بأنك كتب عليك المنح لكنك لا تأخذ شيء في المقابل .. أنك خُلقت لتُستَغل من الآخرين دون أدنى تقدير "


من هاتفها .. التقطت المعلمة صفا صورة لهما في جلستهما بهذا الشكل .. وهي تقول لصاحبتها بغيظ " تمنعنا من التعامل معه مدعية الاحترام والالتزام .. وتسمح لنفسها فقط بالتباسط معه والتدلل أمامه وهي ترتدي خاتم خطبة يخص رجل آخر.. أنظري كيف يركع أمامها على ركبة واحدة ! "
قالت صديقتها بقلق " علام تنوين بالضبط بهذه الصور؟!"


زينت ابتسامة زاوية شفتي صفا وقالت وهي تلتقط المزيد من الصور " إنها صور عالمية على الجميع تداولها "
أما الشيمي حين فهم بأن الأمر يتعلق بأخيها .. استقام واقفا يحضر مقعدا من مقاعد الحديقة .. ثم وقف حائرا أين يضعه؟ .. هل يضعه هنا في الحديقة أم ينتحي بها جانبا حتى لا يرى أحد حالتها المنهارة .. لكنه خشي عليها من القيل والقال فوضعه بجانبها يواجه السور الفاصل بين الفيلّّتين .. ثم مد يده يمسك بمرفقها يسحبها لتستقيم واقفة وهو يقول " انهضي واجلسي على المقعد من فضلك حتى لا يراك أحد بهذا الشكل "


أطاعته بصمت وجلست على المقعد بينما وقف الشيمي أمامها مستندا بظهره على السور قائلا بتعاطف وقلبه يتألم لحالتها " هل ترغبين في الحديث عما يزعجك ؟"
رفعت إليه وجهها الغارق في الدموع تقول " أشعر بأني أخطأت في تربية عمر .. وأشعر بالحسرة على سنوات ضاعت من عمري دون أن أعيشها ( وعلا نشيجها بشكل اعتصر قلبه لتكمل من بين دموعها ) أنا يا شيمي شعرت اليوم بأن عمري قد ضاع للمرة الثانية وأنا أرى شقتي يعبثون بها وكأنهم يستحلون شقائي"
ورفعت كفيها لتغطي وجهها فبحث الشيمي في أصبعها عن ذلك الخاتم اللامع الذي يمنعه دوما من التقدم نحوها .. وكأنه فزاعة يستخدمها حتى لا يتخطى الحدود معها تحت وطأة مشاعره .. لكنه بُهت حين وجد أصابعها خالية من أي خواتم .. ومع هذا رفض عقله أن يعيش في الوهم .. فأخبر نفسه بأنها بالتأكيد قد نسيت ارتدائه قبل خروجها .. وتكلم بهدوء قائلا " هلا أخبرتني ماذا فعل عمر ؟"


مسحت رفيدة الدموع .. وقصت عليه قصة حياتها .. فظل منصتا متعاطفا متألما لألمها .. وقد زادت قصتها من احترامه لها .. لتقول في نهاية حديثها " حين رأيت المطبخ متكسر لا أدري ماذا أصابني .. ولا أعلم كيف أعبر لك عن مدى انهياري بسبب لوحة الأفيال "
زينت ابتسامة صغيرة متعاطفة زاوية شفتيه وازداد الدفء في عينيه اللتان تناظرانها .. فقالت مدافعة عن نفسها " أعرف بأنك تراني مراهقة .. وربما مجنونة .. لكن..."


قاطعها يقول بهدوء " لكن لا بأس .. كلنا لدينا أشياء نتعلق بها ..و تكون في عيون الآخرين غير مهمة .. رأيت ذلك خلال حياتي"
قالت بحيرة " ولمَ نفعل ذلك في اعتقادك؟"
ازدادت ابتسامته حنوا جعلها اكثر هدوءً ورد وهو يحرك كتفيه العريضين " وكيف لي أن أعرف في هذه الأمور .. ألست أنت الأستاذة؟!"
زينت الابتسامة شفتيها أخيرا .. فأردف الشيمي متنحنحا وقد تسارعت دقات قلبه" لكن بشأن ما قلتيه منذ قليل .. أريد أن اؤكد لك بأنك لم تفشلي في مهمتك أبدا .. أنا رأيته شابا يبدو متعلما تعليما راقيا ..ووجدته مهذبا لبقا "
اتسعت عيناها وسألته باندهاش " هل قابلت عمر؟"


رد الشيمي مؤكدا " أجل قابلته منذ قليل وتبادلت معه بضع كلمات .. وأؤكد لك أنه لو كان أخي أو ابني كنت شعرت بالفخر أني أوصلته لهذا المستوى"
كانت كلماته كالبلسم على جروحها.. حتى لو كانت مجرد كلمات مشجعة لتتخطى كبوتها النفسية ليضيف الشيمي مستدركا " لن أقول بأن ما فعله ليس عيبا .. أو محبطا لك .. ولكن من منا خالي من العيوب.. أراه مدللا لا أكثر .. اغدقت عليه بالمنح.. فتعود على الأخذ منك .. يحتاج لما يوقظه من غفلته .. لكن هذا لا يعني بأنه إنسان فاسد أو فاشل .. ولكن يعني أنك معطاءة لدرجة كانت زائدة عن الحد "


اشتعلت وجنتيها وهي تتطلع إليه من خلف نظارتها فأضاف الشيمي " أما بالنسبة للشقة فعليك الاعتزاز بها بالتأكيد .. لكن دون أن يكون ذلك تعلقا مرضيا .. خاصة وأنك ستتزوجين( ونزلت أنظاره دون إرادة منه لأصابعها .. قبل أن يجبرهما على العودة لوجهها وهو يكمل ) ومن الطبيعي أن من ستتزوجينه سيكون مسئولا عن توفير شقة الزوجية .. فكيف كنت تحلمين بأنك ستعيشين فيها أنت وزوجك؟!"
كلمة (زوجك ) كانت تخرج من فمه كجمرات لاهبة تحرق قلبه .. فأسرع بإنهاء الموضوع بعدما استشعر تحسنها .. ليشير للأكياس الموضوعة في أرض الحديقة وهو يتحرك هاربا من تحديقها فيه الذي أربكه قائلا" سأحمل لك الأكياس للداخل"


انتفضت رفيدة وقد تذكرت الأكياس .. فأسرعت إليها تقول محرجة من أن يلمح ما بها " شكرا يا شيمي سأحملها أنا"
لم يفته ارتباكها .. ولا ألوان الأكياس المبهجة .. فخمن بأنها تستعد لزواجها .. فتألم قلبه وغمغم بحشرجة راغبا في الهرب " هل أنت أفضل الآن؟"
تمتمت بامتنان وهي تمسح بقايا الدموع عن وجهها " شكرا يا شيمي .. سأصعد لغرفتي لارتاح قليلا .. لقد كان يوما مرهقا لأعصابي"


لملمت رفيدة الأكياس في يديها .. وتحركت تجر قدميها مغادرة .. فتأملتها عيناه حتى وصلت لسلم الطابق الثاني .. وقد أدارت وجهها نحوه تتطلع إليه في حيرة .. لا تعرف كيف تخبره بأنها قد فسخت خطبتها خاصة بعد أن استشعرت عودته لتحفظه معها .. فأخفض الشيمي أنظاره وتشاغل بالتقليب في هاتفه حتى صعدت.. ليخرج رسالتها ويقرأها للمرة العاشرة وهو يتحسس حروفها بأصابعه .. وقد عاوده السؤال المؤرق ماذا سيفعل في نفسه حين تتزوج؟
×××××


في المساء صرخت شويكار بغيظ " أرى بأنك لم تحب حضوري للعيش معك"
رد عاصم ببرود " ماذا تعتقدين من رجل قرر الانفصال عن زوجته وترك لها الفيلا ليعيش في شقة صغيرة ففرضت نفسها عليه "
أشاحت بيدها تقول وهي تسند ظهرها بقبضتها " هل تعتقد بأني جئت لأتوسل وأتذلل من أجل أن تبقيني على ذمتك؟!!"
رد ساخرا " لا بالطبع .. فأنا أعلم جيدا أنك لست كذلك"


صاحت كارمن بصوتها الرقيق " يا جماعة أرجوكما اهدآ "
جلست شويكار على المقعد الوثير تغمغم بقرف " ألم تسمعي وتشاهدي أفعال والدك .. بالطبع لا يرغب في حضوري حتى تخلو له الساحة مع الجربوعة ريتا"
اتسعت عينا كارمن وهتفت باستنكار " مماه !. ما هذه الألفاظ !!"


قال عاصم منفعلا " ولمَ انتظر خلو الساحة لي يا شويكار هانم !.. استطيع أن أنفذ ما أريد من الآن ولن يمنعني شيء"
هتفت شويكار بحدة " ماذا تقصد؟؟؟"
جلس عاصم يضع ساقا فوق الأخرى ممسكا بالسيجار الفخم بين إصبعيه بوجاهة ليقول متلذذا بإزعاجها " اقصد مثنى وثلاث ورباع"
اتسعت عينا كارمن تقول مصعوقة " بباه ! "
بينما اشاحت شويكار بوجهها تكتم غيظها وتغمغم وهي تهز ساقا فوق الأخرى " قم بواحدة أولا ! "


صرخت كارمن مستنكرة "مماه !!"
هدر عاصم واقفاًً يقول بصرامة " شويكار !!.. الزمي الأدب واحفظي لسانك .. وإلا قسما بالله ألقي عليك يمين الطلاق حالا"
ارتعبت كارمن من وجه والدها الممتقع وعروقه النافرة من عنقه بانفعال فاقتربت منه تغمغم بتوسل " بباه أرجوك اهدأ ولا تنفعل"


استمر عاصم في حدج شويكار بنظرات غاضبة وأكمل بلهجة أهدأ مشيرا بالسيجار بين اصبعيه مهددا " أنا حتى الآن أتعامل معك بأخلاقي .. أخلاقي التي كانت لا تعجبك وترينها مبادئ بالية قد عفا عنها الزمن.. لكن لولا أخلاقي هذه .. لكنت طلقتك منذ مدة .. لكني انتظر تلك الانتخابات السخيفة أن تنتهي .. فلا تستفزينني يا شويكار "


ردت عليه ساخرة تعوج شفتيها "واخلاقك هذه التي تتشدق بها تسمح لك بأن تدور هنا وهناك تتنزه مع تلك الجربوعة فتجعل الجميع يتحدثون عنكما"
قست عيناه وطالعها ببرود يقول " ما يحدث بيني وبينها لا تتدخلين فيه .. وهذا آخر تحذير لك "
وتركها تطالعه بوجه ممتقع وتحرك إلى الداخل .. فلحقت به كارمن بينما صرخت شويكار خلفهما" بل سأتدخل .. وسترى ماذا سأفعل في تلك الوضيعة خاطفة الرجال"


دخلت كارمن غرفة مكتب والدها تسأله بحيرة " هل استطيع أن أسالك بباه عن نوع علاقتك بريتا؟"
حدجها عاصم بنظرة غاضبة .. فأسرعت تقول " أنا احترم كل قراراتك بباه .. لكن أريد أن أعرف فقط"
رد عاصم بهدوء موضحا " أنا وريتا مجرد أصدقاء .. لكني لست مستعدا لتبرير أي شيء يخصني لشويكار فحياتنا معا انتهت وعليها أن تتقبل ذلك .. وألا تستفزني فأنا لن أصبر على أفعالها أكثر من ذلك "


اقتربت كارمن من مكتبه وسألته بهمس " ألا يعني لك تخليها عن الفيلا وحضورها لتعيش معك هنا بأنها باقية على العشرة بينكما حتى تتراجع عن قرارك"
رفع عاصم انظاره إليها يقول موضحا " يا كارمن لازلتِ طيبة القلب يا حبيبة بباه .. شويكار لا يهمها إلا نفسها فقط .. وحضورها إلى هنا ما هو إلا وسيلة لإخراس الناس الذين يتحدثون عن انفصالنا .. وبمجرد أن تكسب انتخاباتها أو تمل من استجابتي أيهما أقرب ستغادر دون أن تلتف إليّ ما دمت قد أصبحت معارضا لها "


اطرقت كارمن برأسها تشعر بالكآبة.. فمن ناحية ما يحدث بين والديها .. ومن ناحية أخرى ألمها وغيرتها من علاقة فارس وفريدة .


أمسك عاصم بيدها في حنو وهي تستند إلى المكتب بجواره وتمتم " حبيبة بباه لا أريدك أن تشغلي بالك بما يدور بيني وبين والدتك .. فهي قدري وعليّ أن أتحمله والتفتي أنت لبيتك وزوجك ... (وأسرع يغير الموضوع)كيف هي الدار وساكنيها؟"


ابتسمت بوهن وردت"احببت جدا مهنة التدريس .. وبدأت ابتكر أساليب لتسهيل اتقان اللغات الأجنبية على الأطفال .. ولا أعرف كيف أعبر لك عن مدى شعوري بالرضا والسعادة حين يتقن أحدهم بعض العبارات ويرددها .. فما اروع أن تغير عقل أحدهم أو تجعله يتقن أمرا جديدا.. كما أن فكرة أني أدرسهم لوجه الله فكرة رائعة تجعلني أشعر بالفرح والفخر بنفسي"
اتسعت ابتسامته وقال مبتهجا " وأنا لا استطيع أن أصف لك شعوري وأنا أراك تتفتحين يوما بعد يوم في أرض جديدة .. أرض مُحبة حانية مراعية وعلى قدر الثقة .. (وأضاف بصوت متأثر ) صدقيني يا حبيبتي رغم شعوري بالأسف على عمري الذي ضاع مع شويكار خوفا من الانفصال عنك.. إلا أنني حين اجلس في شرفة شقتي الصغيرة هذه وأراك تتفاعلين مع أطفال الملجأ وأراك سعيدة مع أسرة فارس .. وأرى لغة العيون التي تجمع بينك وبين فارس .. أنسى كل ما فات وأشعر بأن الله قد جبر قلبي جبرا كنت انتظره "


تأثرت كارمن بمشاعر والدها فألقت بنفسها عليه تحيط رقبته بذراعيها وتقول" لا حرمني الله منك بباه .. ليتني كنت أعرف بأنك تتعذب بسببي .. ليتني كنت أكثر صلابة فلا تضطر لأن تفني عمرك وأنت تعاني بسبب اضطرارك للبقاء بجانبي .. لكن أنت تعرف .. مهما حدث ستظل هي أمي "


ربت عاصم على ظهرها فابتعدت تطالعه بعينين دامعتين ليقول بعتاب" لم البكاء حبيبتي الحمد لله نحن بخير .. أخبريني كيف حالك مع فارس ؟"
اطرقت برأسها وتوردت وجنتيها تغمغم "نحن بخير حمدا لله .."
ربت على ذراعها وردد وراءها بالحمد لتسأله كارمن فجأة" بباه ما رأيك اذا ما كان لزوج احدى البنات قريبة أو صديقة.. وتشعر بأنه يتجاوز معها فيما يتعدى الحدود.. في رأيك ماذا تفعل الزوجة في هذا الأمر الذي يضايقها جدا .. ( وصمتت لثانية ثم اردفت ) جدا جدا ؟"
عقد عاصم حاجبيه وحاول تخمين من تقصد لكنه فشل فسألها "أي نوع من ( تجاوز الحدود) علاقة غرامية؟"


اسرعت كارمن بالنفي "لا لا ليست لهذه الدرجة.. لكن هي ربيبته وهو يتعامل معها من هذا المنطلق لكنهما يتلامسان وتحضنه ويحضنها وتتدلل عليه كما لو كانت أختا حقيقية له ..لكنها ليست كذلك ..وهذا يضايق صديقتي جدا.. وتغار عليه جدا ولا تعلم ماذا تفعل ..فكما قلت لك هي قريبته والأمر حساس كونه عائليا "


استبعد عاصم أن تكون المشكلة تخصها فهو يعلم بأن فريدة هي أخت فارس في الرضاعة ..ولا يعتقد أن فارس لديه من القريبات من قد يتعامل معها بهذا الوصف خاصة مع معرفته بشخصيته الجادة فأجاب بهدوء" أرى أن صاحبتك عليها أن تصارحه بما تشعر وبتحفظاتها ربما يفعل ذلك بغفلة منه أن قريبته لم تعد صغيرة السن وعليه أن يضع حدود بينهما"
قضمت كارمن شفتها السفلى بتوتر ثم غمغمت بالفرنسية "سأخبرها برأيك بباه شكرا لك "
صمتت قليلا ثم قالت وهي ترفع شعرها إلى خلف أذنها "بباه أريد أن أخبرك بأمر أخر .. قرار أوشك على اتخاذه وأحببت أن اشاركك فيه"
في الخارج فتح العم عبده الباب ورحب بفارس باحترام فغمغمت شويكار بصوت مسموع" أسوأ شيء أن يكون لك حظا وافر من الجرابيع في حياتك"
التقطت أذنا فارس حديثها فامتقع وجهه وقال للعم عبده بصرامة" أبلغ كارمن هانم بأني سأنتظرها أمام الفيلا فإن كانت ستتأخر فلتخبرني بموعد عودتها السلام عليكم"


بعد أقل من دقيقة كانت كارمن تخرج من باب الشقة مسرعة بعد أن تطلعت في أمها بنظرة متسائلة بينما خرج عاصم يهدر في وجه زوجته" ماذا حدث يا شويكار؟؟؟ ما الذي جعل فارس يقرر عدم الدخول لمقابلتي؟"
حركت كتفيها وردت ببرود "ما ذنبي أنا لتصيح في وجهي بهذا الشكل ؟..لا أعرف.. اسأله هو ( وغمغمت تقول من بين أسنانها بخفوت ) الجرابيع تعرف نفسها جيدا"


أمام بوابة الفيلا أسرعت كارمن نحو فارس تقول باستفهام" ماذا حدث يا فارس .. لمَ لم تدخل لتسلم على بباه ولمَ قلت هذا الكلام؟"
بلع فارس غضبه خاصة وأن كلمات حماته لم تكن صريحة ليواجهها وقال " آسف يا كارمن لكن وجود والدتك في هذه الشقة سيمنعني من دخولها ..أنت تعلمين بأنه ليس بيننا مودة .. عموما أنا لن أمنعك من زيارة أهلك خاصة وأنها لم يعد لها تأثيرا عليك وعلى تفكيرك لكن اعفيني من زيارة والدك في وجودها .. وهذا الكلام سأخبر به عاصم بك بنفسي "


تأبطت ذراعه وهي تدخل حديقة الفيلا وبرغم الغصة في حلقها إلا أن إقراره بأن والدتها لم يعد لها تأثيرا عليها كان أمرا مبهجا ومفرحا لها .. شاعرة بأنها قد تخطت شوطا كبيرا مع نفسها في وقت قصير.
××××


يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:40 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.