آخر 10 مشاركات
أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          83 - عصفورة الصدى - مارغريت واي (الكاتـب : فرح - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وقيدي إذا اكتوى (2) سلسلة في الغرام قصاصا * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : blue me - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2430Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-10-20, 10:44 PM   #3021

جنه كريم

? العضوٌ??? » 448826
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 66
?  نُقآطِيْ » جنه كريم is on a distinguished road
افتراضي


فى الانتظار.:heeheeh:

جنه كريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-20, 10:47 PM   #3022

sh damas

? العضوٌ??? » 233563
?  التسِجيلٌ » Mar 2012
? مشَارَ?اتْي » 21
?  نُقآطِيْ » sh damas is on a distinguished road
افتراضي

الدقائق الاطول في الاسبوع

sh damas غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-20, 10:49 PM   #3023

بنت الورد

? العضوٌ??? » 412564
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 317
?  نُقآطِيْ » بنت الورد is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور
متشوقين كتيييييييييير


بنت الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-20, 10:50 PM   #3024

تالن يوسف

? العضوٌ??? » 431382
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » تالن يوسف is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضووووووور❤️❤️❤️

تالن يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-20, 10:56 PM   #3025

ريما العدوان

? العضوٌ??? » 478700
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » ريما العدوان is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور ❤️❤️❤️

ريما العدوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-20, 10:56 PM   #3026

safiato966

? العضوٌ??? » 419158
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » safiato966 is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور متحمسة جدا للفصل 😉😉

safiato966 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-20, 10:56 PM   #3027

طابعة الحسن

? العضوٌ??? » 447028
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 131
?  نُقآطِيْ » طابعة الحسن is on a distinguished road
افتراضي

هلا .. هلا .. هلا ...
نحن في الانتظار ...


طابعة الحسن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-20, 10:59 PM   #3028

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 1

تنويه

مساء الخير

قبل ما انزل الفصل احب اقول للناس الي بتشتكي من ان بعض الاجزاء بالفصل غير موجودة اني بنزل المشاركات مترقمة برقم في اول المشاركة (1) (2 ) وهكذا واخر كل مشاركة لازم اكتب كلمة ( يتبع ) واخر الفصل لازم أكتب نهاية الفصل .. فياريت نتابع تسلسل الارقام عشان نتأكد أننا قرأنا كل حاجة عشان في ناس بيفوتها اجزاء .. واللي ناقص ترقيم أو مافيش يتبع نعمل ريفريش للصفحة او اعادة تحميل كذا مرة عشان تظبط معاه ... طبعا دي اخر شيء اقدر اعمله عشان محدش يفوته جزئية لانه في ناس بيفوتها مقاطع





ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

الفصل السابع والثلاثون

(1)



رن هاتف شامل فعقد حاجبيه ورد" أهلا وجيه بك .. تفضل .. (وتلاقت عيناه المتسعة مع عيني كامل وهو يقول بابتسامة) حقا ؟ هذا شيء يسعدني شكرا لثقتك .. تمام .. تمام ..حدد الموعد واخبرني.. سلام"
أغلق الخط وتطلع في كامل بإغاظة فرفع له الأخر جانب شفته العليا بامتعاض لتسأل ونس" ماثا حدث؟"
قالت سوسو "هذا المنتج أليس كذلك؟"
اتسعت ابتسامة شامل وصفق بيديه بخشونة قائلا " ابنك سيظهر في التلفاز يا سوسو"
××××
في المساء
وقابلت آمالي.. وقابلت الدنيا..
وقابلت الحب
أول ما قابلتك واديتك قلبي ..
يا حياة القلب.
سرت ارتعاشة في جسد أم هاشم لا تعرف إن كانت من هواء البحر المظلم الذي تقف أمامه اللحظة أم من كلمات الأغنية التي تنبعث من أحد مكبرات الصوت الخاصة بتلك الكافيتريا التي اختارا أن يجلسا فيها قبل أن يصعدا للشاليه الذي يقيمان فيه .
لقد خرجت هي وجابر عند المغرب وذهبا لمول تجاري كبير اشتريا أشياء كثيرة .. ملابس وأحذية وأشياء شخصية لها ولجابر .. بالرغم من أنها لم تكن في مزاج للشراء لكنه أصر على ذلك ..كان يريد أن يخرجها من حالة الانهيار التي تسيطر عليها منذ أمس .. ولكنها كل ما كانت تريده .. أن تتأبط ذراعه وهما سائران بالمول التجاري.. فقط تتأبط ذراعه وتسير معه على مهل ولا يهم أبدا إلى أين .. وهذا ما تحقق لها أخيرا .
راقبها جابر من جلسته بجوار الطاولة التي اختاراها بعيدة بعض الشيء عن زحام الكافيتريا حتى أنها في ركن خافت الضوء قليلا .. راقبها وهو يتحدث في الهاتف فسمع مصطفى يقول بلهجة متهكمة" يبدو من صوتك أن أمورك في أحسن حال"
تراقصت ابتسامة على وجه جابر وقال بلهجة مراوغة" نحمد لله على كل شيء"
قال مصطفى بلهجة جادة " الحمد لله أن أراح الله قلبك.. فأنت منذ عشرة أيام في حالة مقلقة منذ دخول ميس المستشفى لهذا أنا سعيد من أجلك"
لم يجد جابر ما يقوله أو يوضح به .. فهو لم يستطع مشاركته فيما فعلته كاميليا آخر مرة في المستشفى .. صحيح ألمح له من قبل أنها تتودد إليه وترسل له رسائل تزعجه لكنه لم يفسر له أكثر .. و بالطبع لم يحك له ما بدر منها وما فعله معها .. فللأسف ستظل أم ابنته .. لكنه كان قد ألمح له بدون تفاصيل أن هناك خلافا بينه وبين أم هاشم .. ومصطفى كعادته ذكي ويعرف متى يضغط لمعرفة المزيد ومتى يحترم الخصوصية .
قال جابر بلهجة ممتنة " الحمد لله يا مصطفى .. فضل الله عليّ كبير .. أراح قلبي ولم يعد يشغلني إلا ميسة ..أتمنى أن استطيع تعويضها"
غمغم مصطفى مشجعا " إن شاء الله تفاءل خيراً فربك كريم"
قال جابر " ونعم بالله .. ما أخبار خطبة حمزة ؟..هل اتفقتم على شيء؟"
"أجلناها بضعة أشهر"
"لماذا؟؟"
تنهد مصطفى ورد " لأن حمزة متحرج من ظهور علامات الحمل على والدته .. تعرف والد العروس له معارف كثيرون وينوي أن يقيم حفل خطبة كبير وحمزة يشعر بالحرج فأمه بطنها واضحة لن نستطيع اخفائها"
ضحك جابر وقال " ما شاء الله .. لا تلمه يا مصطفى فالوضع في المدينة مختلف عن الريف وهو بسم الله ما شاء الله أضحى رجلا"
قال مصطفى بتفهم " أعلم ذلك ومتفهم لموقفه وأهل عروسه متفهمون أيضا للموقف "
تحدث جابر " على خير إن شاء الله وتنجب أم حمزة بالسلامة"
"العقبى عندكم إن شاء الله"
تطلع جابر في أم هاشم الواقفة على بعد خطوات وتراقصت ابتسامة على وجهه وذلك الحدس يشغله منذ أمس لكنه يشفق عليها من البوح بتخميناته فقال لمصطفى "لعل كرم الله يكون قريبا"
بعد قليل أغلق الخط وترك مقعده .. وأم كلثوم لا تزال تشدو.
أكتر م الفرح دة ماحلمش
أكتر م اللي أنا فيه ماطلبش
بعد هنايا معاك يا حبيبي
يا حبيبي
لو راح عمري أنا ماندمش
وقف بجوارها يقول" حمص الشام الذي طلبته برد يا ست مشمش"
صوته خطفها من شرودها فاستدارت إليه بابتسامة لتجد ابتسامته التي يتلخص فيها معنى السعادة تستقبلها فقالت "ها أنا قادمة"
مد كفه يحتضن كفها وتحركا فوق الرمال الباردة حتى عادا للطاولة.
أملي .. حياتي ..عنيا
يا أغلى مني عليا.
يا حبيب امبارح .. وحبيب دلوقتي
يا حبيبي لبكرة ولأخر وقتي
أبعدت أم هاشم كوب حمص الشام بعد ثوان تقول" لقد برد لا أريد"
رفع جابر حاجبه وقال" تتدللين يا بنت الشيخ!"
ضحكت أم هاشم فقال" سأطلب لك غيره"
هزت رأسها وردت بإنهاك عاطفي " ليس لدي شهية ..معدتي لا تزال مشدودة"
قال جابر معترضا "لم تأكلي جيدا منذ أمس "
تطلعت فيه تقول بابتسامة ونظرة حالمة" أشعر بالشبع صدقني (ثم سألته باهتمام وهي تنظر للهاتف الذي يضيء على الطاولة ) من الذي يتصل بك بإصرار وتتجاهله منذ ساعة تقريبا؟"
غمغم جابر بابتسامة متشفية " هذا زين يلح حتى أعود كي يتفق مع هلال على التفاصيل وموعد الخطبة"
ابتسمت وغمغمت" فرحت جدا بموافقة إسراء"
تراقصت نظراته فوق وجهها مبتسما .. ثم عبس حينما وجد عينيها تترقرقان بالدمع من جديد .. فقالت أم هاشم وهي تمسح طارف عينيها" ماذا أفعل بنفسي فالدموع تتدفق وحدها.. والأغنية .. الاغنية وكأنها متآمرة عليّ لانزال دموعي"
قال جابر وهو يهز رأسه" الاغنية رائعة وكأني أسمعها وأركز في معناها لأول مرة"
تعانق الكفان والعيون .. فغارت الشفاه تطلب المساواة .. بينما صوت (ثومة) يعزف لحن عشق على أوتار القلوب المشتاقة للحب.
احكيلي .. قولي.
إيه م الأماني ..
ناقصني تاني ..
وأنا بين إيديك.
كانت كفه مستقرة على فخذه وهي تحضن كفها تحت الطاولة .. يجلسان في مواجهة البحر على بعد أمتار من الكافيتريا .. تحيط بهما الأضواء الخافتة فسحبت أم هاشم يده ورفعتها إلى شفتيها وقبلتها بحب جارفغلبها .. فابتسم جابر وتطلع حوله ليتأكد من أنهما منعزلان نسبيا وسحب يدها يطبع قبلة طويلة على ظاهرها فتدفقت المزيد من الدموع من عينيها.
وكفاية أصحى على ابتسامتك
بتقولي عيش
أسمعها غنوة ..
بتقولي حبي ما ينتهيش
تأمل جابر عينيها البنيتين الدافئتين المكحلتين بالأسود الذي زاد على لون عينيها دفئا ثم نزلت عيناه لشفتيها المكتنزتين قبل أن يشيح بنظراته عنها يتطلع في البحر الأسود أمامه قائلا بابتسامة حلوة مسكرة مدغدغة للأعصاب "يا لحلاوة هداياك يا شيخ تيمور!"
عقدت أم هاشم حاجبيها تسأله" ما به جدي؟"
ناظرها بطرف عينيه ثم قال بغموض "سأخبرك فيما بعد .. حين تتوقفين عن البكاء سأخبرك بالمزيد"
غمغمت بقلب سعيد متأثر "وهل هناك مزيد؟"
قال بلهجة شقية وهو ينظر لها نظرة خاصة "المزيد.. والمزيد ..والمزيد (ثم أضاف وهو يفك اشتباك أصابعهما ويترك مقعده واقفا) هيا لنصعد للشاليه لنكون على راحتنا فالأمور معك تخرج عن عقالها يا ست مشمش ولست مستعدا لضياع هيبتي في الشارع في هذا العمر"
ابتسمت واستقامت واقفة بينما أشار جابر لنادل الكافتيريا الذي اقترب مسرعا يخبره بالحساب فأخرج جابر من جيبه النقود ثم سأل أم هاشم عن فكة لتسرع بفتح حقيبتها وتخرج كيس نقودها تمنحه بعضا منها .
بمجرد أن غادر النادل أسرع جابر بالإمساك بمعصمها قبل أن تعيد كيس النقود فناظرته بتساؤل ..ليرفع جابر حاجبا ويخرج الكيس المشبوك بطرفه سبحته وأمسك بها قائلا "أيتها السارقة!"
أسرعت بخطف السبحة منه ودستها بسرعة في حقيبتها وهي تقول" أعد لي سبحتي"
هتف معترضا "نعم؟؟.. سبحتك ؟!.. متى أضحت سبحتك !"
أغلقت شفتيها عن ابتسامة مشاكسة تريد البزوغ فظهرت بدلا منها الغمازتان وهي تقول" مادامت ترقد في حقيبتي منذ أسبوع أصبحت ملكي"
ارتفع حاجباه وغمغم "من أفتى لك بهذه الفتوى؟!"
ردت هاربة وهي تعلق الحقيبة على كتفها "هيا يا جابر لا تضيع وقتنا سنقف ونتجادل في سبحة !"
ناظرها متخصرا وهي تسبقه ثم ضرب كفا بكف وأسرع باللحاق بها ليتحركا فوق الأرض الرملية يتركان البحر خلفهما .
تأبطت أم هاشم ذراع جابر الذي أسبل جفنيه ليرمقها بنظرة جانبية قائلا" ولك عين لتتأبطي ذراعي بمنتهى الجرأة بعد ما فعلتيه !"
مطت شفتيها ولم ترد حتى وصلا للأسفلت فأعانها لتصعد بضع درجات لتصل للرصيف وهي ترفع ذيل عباءتها ثم أخرج من جيب بنطاله السبحة السوداء يسألها" أهي تخصك أم اشتريتها لي؟"
نظرت أم هاشم للسبحة وقالت بغموض "لا أعرف إن كانت تخصني أم تخصك لكني اشتريتها"
عقد حاجبيه يناظرها بتساؤل فقالت "سأحكي لك لربما أجد عندك تفسيرا"
خليني .. جنبك .. خليني
في حضن قلبك .. خليني
وسيبني أحلم ..سيبني
يا ريت زماني .. ما يصحنيش .. ما يصحنيش
تطلع فيها جابر مشدوها بعد أن قصت له حكاية السبحة ثم نظر لها في يده لتضيف أم هاشم " لم أفهم ماذا حدث بعدها.. وبحثت عن المرأة في المكان .. ومليكة تشهد على ذلك .. وسألت أحد عمال محطة البنزين.. ولم أعثر لها على أثر "
رمش جابر بعينيه لثوان ثم غمغم وهو يتطلع في السبحة "الغريب أن تكون واحدة في سن أم جميل هذه موجودة في هذا المكان شبه الخالي في توقيت متأخر من الليل كما حكيت"
أضافت أم هاشم " والأغرب يا جابر أنها قالت لي أسبوعا .. حددت أسبوعا وبالفعل بعد سبعة أيام جئت أنت لتطلبني من عمي .. سبحان الله !"
قالتها بصوت مختلط بالتأثر فتطلع فيها مليا ثم قال بعد برهة "أيا كانت كينونة أم جميل هذه .. فهذه بشارة يا بنت شيخي .. بشارة لك من رب العالمين "
أنزلت أم هاشم نظراتها للسبحة في يده ثم رفعتهما مغرغرتان بالدموع فقابلت عينيه اللتين لمعتا بالدموع وهو يضيف" أنا مؤمن بأن هناك أمورا خارجة عن إدراك الإنسان ذي العقل المحدود .. فالكون أكبر وأعظم منه وفي قبضة رب العالمين .. يدبر الأمر كيفما يتراءى له سبحانه .. فلا تجهدي عقلك في تفسير كينونتها.. بل أن قوة الموقف وهيبته في عدم التفسير يا أم هاشم .. (ومنحها ذراعه قائلا) هيا لنأخذ الأكياس من السيارة ونصعد لشقتنا"
تأبطت ذراعه وهم بعبور الطريق الأسفلتي السريع الذي يفصل بين الشاطئ والمباني السكنية قبل أن يتطلع جابر في أحد المحلات على الرصيف المقابل قائلا " هذا محل يبيع المكسرات لماذا لم انتبه له!"
عبرا الشارع معا واقترب جابر من المحل قائلا" فلنشتري لك المكسرات يا ست مشمش (واتسعت ابتسامته يقول في سره ) لعل تخميني يكون صحيحا"
طلب من البائع تشكيلة من المكسرات ثم قال وهو يتطلع في الواجهة الزجاجية" أهذه (مكاداميا)؟"
قال البائع ببشاشة" أجل يا باشا"
سألها جابر "تجربين المكاداميا ؟ستعجبك"
عبست أم هاشم تقول باندهاش" مكا.. ماذا !!... أهو نوع من الدواء!"
لملم ضحكة ورد عليها" لا نوع من المكسرات يا ذات اللسان الطويل (واستدار للبائع يقول ) اعطني واحدة"
ناوله البائع بضع وحدات بالمغرفة بينما غمغمت متفكهة "ظننته اسم مبيد حشري والله !"
ناظرها جابر بطرف عينه يقول" هل أعيد المبيد الحشري أم ستتذوقينه بدون لسان طويل؟"
وضعت يدها فوق الأخرى على بطنها تلملم ضحكة وهي تقول "وهل قلت شيئا !"
أعطاها واحدة التقطتها بين أصابعها تتمتم وهي تتفحصها "بسم الله الرحمن الرحيم"
وضعتها في فمها تمضغها ثم رفعت حاجبيها تقول" حلوة يا جابر ..حلوة جدا أريد منها"
غمغم مشاكسا" كانت مبيد حشري قبل ثوان!"
ردت مبتسمة" زلة لسان طويل وراحت لحال سبيلها.. اعتذر للمكاداميا "
استدار جابر للبائع الذي أخبره بثمن الكيلو فشهقت أم هاشم من المبلغ الكبير وهمت بالرفض فأسرع جابر بالطلب .. لتقول أم هاشم معترضة" جابر لا داعي فهي.."
قطعت حديثها حينما حدجها بنظرة موبخة ..فبلعت لسانها وهي تراه يحاسب البائع ويستلم منه الطلبات ثم قالت شاعرة بالذنب وهي تسير بجواره" لم يكن هناك داع مادام المبلغ كبيرا بهذا الشكل .. هي بصراحة رائعة لكن ليس لدرجة هذا المبلغ"
قال جابر وهو يتوجه للسيارة الراكنة تحت البناية التي يسكنا فيها" أخرسي يا أم هاشم"
غمغمت باستسلام "خرست " ثم فتحت الكيس وبدأت في التقاط بعض الوحدات باستمتاع بينما جابر يخرج الأكياس من السيارة.
بعد قليل كانت أم هاشم في الغرفة تخلع عباءتها بينما صوت أم كلثوم يأتي من بعيد من نفس الكافيتريا على شاطئ البحر التي تطل عليها النافذة .. فوقف جابر يتطلع في تفاصيلها بملابسها الداخلية ثم اقترب منها.
يالي حبك خلا كل الدنيا حب
يالي قربك صحى عمر وصحى قلب
وأنت معايا يصعب عليا
رمشة عنيا ولا حتى ثانية
يصعب عليا لا يغيب جمالك
لا يغيب جمالك .. ويغيب دلالك ..ولو شوية.
أحاط ذراعيه حولها من الخلف فمنحها دفئا مدغدغا للأعصاب ثم طبع على كتفها عدة قبلات رقيقة وقال "رائحة جلدك تحمل عطرا جديدا"
غمغمت وهي تذوب كالشوكولاتة بين ذراعيه" كريم عطري جديد ابتعته"
أمسكها من خصرها يديرها لتواجهه وقرب شفتيه من شفتيها هامسا" أنت وعطورك ستقضين على جابر"
"جابر"
قالتها بصوت متهدج مفعم بالعاطفة فأجاب بصوت أجش "يا قلب جابر وتوأم روحه "
قالت وهي تتحسس عضلات رقبته" قلها من جديد .. قل تزوجتك لأنك أم هاشم"
قهقه جابر وغمغم" هل عدنا للجنون؟"
أصدرت زمجرة حانقة وهي تذوب تحت كفيه اللذين تواطآ مع جاذبيته الخشنة لتأجيج مشاعرها فمال جابر يطبع قبلة على شفتيها بين كل كلمة وهو يقول" تزوجتك ..لأنك ..أم هاشم ..زكريا.. جاد الله .. تيمور.. التي بشرني بها الشيخ تيمور "
رفعت حاجبيها تقول باندهاش " ماذا قلت؟.. أية بشارة؟!! "
همس قبل أن يلتهم شفتيها " سأخبرك بكل شيء .. فلست وحدك من جاءتك البشارة بالارتباط بي يا بنت شيخي "
قالها وأخبرها بالبشارة .. بشارة الشيخ تيمور له .. ثم تحول الوضع بينهما بعد ذلك لفوضى مشاعر متأججة مختلطة بدموع الفرح وعدم التصديق .
قد كدة مشتاق إليك
قد كدة ملهوف عليك
××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-10-20, 10:59 PM   #3029

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

(2)



بعد منتصف الليل
قال مفرح في الهاتف وهو يترك غرفة الأولاد بعد أن اطمأن أنهما قد ناما" لا تؤاخذيني يا بسمة أعلم بأنك اتصلت أكثر من مرة بي وبها لكني شغلت بمليكة وبعدها قلت بأن الوقت قد تأخر سأتصل بك في الصباح"
قالت بسمة وهي تنظر لكامل المستلقي بجوارها على السرير يتابعها باهتمام "لم أستطع النوم يا مفرح .. لهذا ألحيت في الاتصال .. كنت قلقة لأني أعلم بأن جلسة اليوم مع الطبيبة ستكون عن نجمة"
قال مفرح وهو يمسك بين عينيه شاعرا بالإرهاق" لقد انهارت وقالت كل شيء.. وغادرنا العيادة وهي في حالة سيئة وكأن نجمة قد ماتت اليوم.. فأخذت حبة مهدئ أعطتها لها الطبيبة ونامت منذ ساعة تقريبا"
أطرقت بسمة برأسها في صمت متألم ثم سألته بعد برهة "وماذا قالت الطبيبة؟"
أجاب مفرح " قالت أن رد فعلها هذا طبيعي وكأننا قد فتحنا جرحا قديما ونظفناه من القيح ويحتاج للوقت حتى يطيب .. وأنها تمارس حاليا طقوس حزنها على ابنتها بدون الضغط على نفسها حتى تكون صلبة ومتماسكة من أجل الأخرين .. ونصحتنا أن نتركها لتأخذ وقتها في حزنها "
تنهدت بسمة وقالت بحزن" حسنا سأتصل بك في الصباح لأطمئن عليها( وأعطت الهاتف لكامل بعد أن قالت) كامل يريد التحدث معك"
بعد دقيقة أغلق كامل الخط وتطلع في بسمة التي توليه ظهرها تجلس على طرف السرير تسند رأسها بكفيها فمد يده يدلك ظهرها قائلا بلهجة حانية "ستتحسن إن شاء الله"
استدارت إليه بعينين دامعتين .. فسحبها لتنام على صدره قائلا "إن شاء الله ستتحسن أنت نفسك قلت إنها قوية"
غمغمت بسمة بخفوت باك "يا رب يا كامل يا رب"
أما مفرح فقال لوالده في الهاتف بعد قليل في محاولة إقناعه بأن مليكة تحتاجه "صدقني يا أبي مليكة بالفعل مريضة وتحتاجني بجوارها"
غمغم عبد الرحيم يداري امتعاضه "وأنا قلت لا بأس ..ابق ما تشاء في العاصمة"
شعر مفرح بالضيق الشديد وكأنه ارتكب ذنبا في حق والده الذي يعاني من الرهاب من بقائه في العاصمة وعدم العودة للقرية فقال "عموما سأباشر بعض الأمور الخاصة بالقرية عبر الهاتف وإن جد جديد أبلغوني"
قال عبد الرحيم يداري ضيقه" لا تقلق فمصطفى هنا.. اذهب الآن فالوقت متأخر وأنا متعب وأريد أن أنام"
أغلق عبد الرحيم الخط يشعر بالاختناق .. فقالت نحمده التي ترقد بجواره على السرير والتي استيقظت عندما سمعت المكالمة "قلت لك السنيورة ستجبره يوما على البقاء في العاصمة وتركنا"
هدر عبد الرحيم بغيظ " اسكتي يا نحمده ..اسكتي"
قالت بغيظ أشد يكاد رأسها أن ينفجر منه وهي تعتدل لتدير ظهرها له" سكتت ..سكتت افعلوا ما تريدون.. يكفيني شعوري بالقهر .. حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا من كنتِ السبب في خراب البيت"
بعد قليل خرج مفرح من الحمام بعد أن اغتسل وتوجه للغرفة التي يتخذها مكانا للمبيت ليرتدي ملابس مريحة ينوي بعدها أن يذهب ليبيت بجوار مليكة الليلة .. فسمع صوتا بالخارج .
خرج وهو يكمل ارتداء تيشيرته فوق بنطال بيتي ليجد باب غرفة الأولاد مفتوحا ..فاقترب منه ليجد مليكة تقف أمام الخزانة المفتوحة تخرج منها أغطية ثقيلة للنوم فسألها "ماذا تفعلين يا مليكة؟"
ردت وهي تأخذ الأغطية وتتوجه لسريري الولدين" أغطي الأولاد فالجو بارد"
تطلع مفرح في جهاز مكيف الهواء الذي يعمل في الوقت الذي استيقظ أدهم فأشار له مفرح بأن يصمت.
ازدادت ضربات قلب الصبي وهو يتطلع فيها وقد فهم بأنها في نوبة مشي أثناء النوم وهي المرة الأولى التي يراها فيها على الطبيعة .
غطته مليكة جيدا فراقب عينيها الزجاجيتين ..قبل أن تتوجه هي لتغطي إياد فقال مفرح "تمام.. هيا لتعودي للنوم"
وقفت تنظر حولها ثم سألته" أين نجمة؟"
أخذ مفرح يفكر في الرد ثم قال مراوغا" هيا لننام يا مليكة"
استدارت إليه تسأله" أين نجمة؟"
استيقظ إياد يتطلع في الجميع فأشار له أخوه محذرا مما جعل الثاني ينتبه بفضول طفولي ويدقق في مليكة التي تحركت تتجاوز مفرح وتخرج لتبحث في غرف البيت قائلة "أين نجمة يا مفرح؟"
قال مفرح" تعالي لننام يا مليكة وفي الصباح سنبحث عنها"
قالت له بعصبية "كيف سنتركها ضائعة وننام؟!"
قالتها وتوجهت نحو باب الشقة المغلق تحاول فتحه فاقترب منها مفرح بهدوء ظاهري وضربات قلبه تضرب بقوة في صدره بتوتر وهو يقول" سأخرج معك لنبحث عنها ..ولكن تعالي لتنامي قدرا قليلا "
لم تستجب لكلامه بل استمرت في محاولة فتح الباب بينما قال مفرح بحزم لولديه اللذين وقفا في الممر يتابعان ما يحدث بتوتر "أدهم .. إياد عودا للنوم"
نطق الكلمة السحرية التي جعلت مليكة تنظر حولها فجأة باتساع وقد استيقظت في الصالة أمام باب الشقة.. فازدادت ضربات قلبها بشكل هستيري ووعت لأنها سارت وهي نائمة.. ولأن الأولاد قد رأوها في هذه الحالة فشعرت بالحرج وانفجرت في البكاء تقول" فعلتها مجددا ..فعلتها مجددا"
أخذها مفرح في حضنه وتحرك معها نحو غرفة النوم وهو يقول" اعتقد بأن كلمة إفاقتك هي (أدهم وإياد ) كما خمنت الطبيبة يا مليكة هذه هي المرة الثانية التي تستيقظين بسببها "
ازداد نحيبها بقوة فأشار مفرح لولديه ليعودا لفراشهما وهو يهز رأسه لهما مطمئنا .. ثم دخل مع مليكة يساعدها في الاستلقاء على السرير ..
أخذت تبكي بحرقة فاستلقى بجوارها يأخذ رأسها إلى حضنه ويقرأ لها القرآن حتى هدأت ونامت من جديد.
××××
بعد عدة أيام
هللت نجف وهي ترى أم هاشم تدخل من الباب فمالت الأخيرة لتحضنها بسعادة لا تقل عن سعادة حماتها التي قالت" أنرت بيتك يا أم هاشم"
ردت الأخيرة بامتنان "بنورك يا خالتي "
خرج زين من المطبخ في يده طبقا يحمل فوقه ساندويتشا وقال بلهجة ساخرة " هل شرفتما !.."
نظرت له وقالت بلهجة خطرة "ماذا تفعل في مطبخي؟!!"
ابتسامة شريرة ارتسمت على وجه زين وهو يقول متجها بالطبق نحو منضدة السفرة" كما رأيتِ أعددت لنفسي طعاما"
هتفت باستنكار" في مطبخي!!"
رد ببرود" في المطبخ الموجود بشقة أخي"
قالت بانزعاج" أنا لا أحب أحدا أن يدخل مطبخي (ونظرت لحماتها تقول ) إلا خالتي طبعا"
قال بامتعاض وهو يقضم من الساندويتش الضخم" ابقي في مطبخك واطبخي طبيخك ولن يقتحمه أحد"
تدخلت نجف تقول " أخبرتك أن تنتظر بضع دقائق يا زين حتى أنتهي من مكالمة خالتك"
رد ببرود "ولماذا أنتظر؟.. ولماذا اتعبك من الأساس والمطبخ أمامي يا ست الحبايب ..هل أنا عاجز!"
مطت أم هاشم شفتيها وقالت "سأمررها لك هذه المرة لأجل خاطر خالتي (قالتها وتحركت نحو السلم تضيف ) سأبدل ملابسي"
هتف زين بغيظ "وماذا ستفعلين المرة القادمة إن شاء الله!"
استدارت إليه تقول بثقة من فوق السلم "سأغلق المطبخ بالمفتاح طبعا"
اتسعت عيناه وهو يراقبها تصعد السلم ثم نظر لأمه يقول "ما هذا الجبروت يا أمي!"
ضحكت نجف ثم قالت "والله البيت بدونها كان موحشا وفارغا"
قبل أن يرد دخل جابر يضع حقائب صغيرة في مدخل البيت وهو يقول" السلام عليكم"
غمغمت نجف وجابر يميل ليقبل رأسها" وعليكم السلام ورحمة الله يا ولدي أنرت بيتك"
قال زين بغيظ "كنت بقيت لأخر الشهر لماذا أتعبت نفسك بالعودة بهذه السرعة يا أخي "
تراقصت ابتسامة على شفتي جابر ورد ببرود" يا ليتني أقدر على البقاء لكنني لم أرغب في أن أترك العمل أكثر من ذلك"
صرخ زين باستنكار "العمل .. العمل الذي أحضرك وليس أخوك الذي ينتظرك لتجلس معه في جلسة الاتفاق وتحديد يوم الخطبة !.. إجازتي على وشك الانتهاء يا معلم جابر"
قال جابر متهكما" سبحان مغير الأحوال !..كنا ندفعك دفعا قبل أيام .. في هذا المكان .. وكنت تقول (ولوى شفتيه يقلده ) لا أريد الزواج أنا حر كالطير "
قال زين وهو يشير بسبابته على أخوه وأمه" أنتما السبب .. وهذه التي تتجبر عليّ لأني دخلت مطبخها .. أنتم من لابد أن تحاكموا بتهمة إدخال شاب مثل الورد مثلي في قفص الزوجية"
قال جابر بلهجة ذات مغزى" حبيبي ولماذا تضغط على نفسك .. لنصرف نظر عن الموضوع وتبقى كالورد بدون أقفاص"
هتف زين بسرعة" لاااااا ..من قال هذا .. أنا برمجت عقلي على الزواج وانتهى الأمر ولا يوجد سبيل للتراجع"
سأله جابر" ماذا فعلت بالسيارة؟"
أطرق زين برأسه يقول بلهجة تمثيلية بائسة" سأبيع الغالية قبل موعد بيعها حتى أشتري الشبكة وخلافه"
قال جابر بلهجة ساخرة" بارك الله فيك والله تضحية كبيرة"
ناظره بملامح بائسة يقول بلهجة مسرحية وهو يضع يده على صدره "كله من أجل إسراء"
غمغم جابر ساخرا وهو يحمل الحقائب ويصعد السلم "عيني يا عيني على الحب من أول نظرة (وأضاف بجدية) عموما لا داعي لبيع السيارة قبل موعد سفرك سأقرضك أنا ما تريد وردهم لي حين تبيعها"
لمعت عينا زين وهتف بفرحة "بارك الله فيك يا أخي .. والله ونعم الأخوة .. وبالطبع أنت أخي حبيبي وتريد أن تجاملني لذا سأترك عليك مصاريف ضيافة أصدقائي"
توقف جابر على السلم ونظر إليه يقول" لا تحتاج لأن تقول هذا يا زين أهلا بهم طبعا .. أما هدية الخطبة فسأجعلها في شيء يخص شقتك إن شاء الله"
قال زين موضحا "بارك الله فيك يا أبا ميس ولكن لنركز على استضافة أصدقائي أولا يوم الخطبة فغالبيتهم سيأتون من الصباح الباكر وعلينا ضيافتهم"
قالت نجف باندهاش "وهل سنغلب في ضيافتهم يا بني؟.. الحمد لله البيت مفتوح للجميع"
قال زين موضحا "العدد ليس صغيرا يا أمي (ورفع انظاره لجابر قائلا ) عموما أخبرني بتكاليف ضيافة أصدقائي بعد انتهاء الخطبة ونقتسمها سويا .. المهم جهز نفسك لنذهب لبيت هلال الليلة .. الليلة يا جابر لا تقول لي متعب من السفر ومثل هذه الأمور"
قال جابر وهو يصعد" إن شاء الله تعالى.. سأصعد الآن لأبدل ملابسي وأمر على المحلات ثم اتصل بهلال لنحدد موعدا لزيارتهم الليلة بإذن الله "
قال زين مطمئنا "لا تقلق بشأن المحلات كل شيء حدث كما طلبته"
فغمغم جابر بامتنان" بارك الله فيك"
دخل جابر لغرفة نومه فوجد أم هاشم بروب الحمام تقف أمام خزانة الملابس شعرها المبلل مرفوع بمشبك فقال لها بلهجة مغتاظة" أم هاشم ..أريد أن أذهب للعمل"
تحكمت في ابتسامة من شفتيها الماكرتين بعد أن رمقته بنظره خاطفة ثم قالت" وهل فعلت أم هاشم شيئا؟!"
ناظرها من رأسها حتى أخمص قدميها فذابت أمام نظراته ليسألها جابر وهو يخلع ملابسه" ما أخبار الدوار؟"
قالت أم هاشم وهي تخرج له ملابس نظيفة وتتحرك لتضعها على السرير " أشعر بتحسن الآن ولا أدري ماذا حدث لي في الطريق وأشعرني بهذا الغثيان!"
لم يستطع جابر منع نفسه أكثر فسألها "متى جاءت عادتك الشهرية يا أم هاشم؟"
عبست وهي ترد" لا أذكر لا أحسب لها"
ارتفع حاجباه فأضافت بابتسامة وهي تتحرك نحو إحدى الحقائب وتميل لتفتحها" إنها تتأخر قليلا وقد تصل لثمانية وثلاثين يوما ..وبصراحة حينما أركز معها أتوتر لهذا ما عدت أحسب لها "
قال لها مفكرا "لقد جاءتك مرة واحدة بعد زواجنا تقريبا بعد الأسبوع الأول"
اعتدلت تضع بعض الأشياء على السرير وهي تهز رأسها بالإيجاب ..فقال جابر" عليك بحسابها من الآن فصاعدا يا ذكية فربما كنت حاملا"
تجمدت لثوان في وضع مائل ثم اعتدلت ببطء وقد سقط قلبها في رحمها الذي شعرت ببعض التقلص المفاجئ فيه وهي تتمتم بصوت هارب منها "حامل!"
قال جابر "أنا أخمن.. حدسي يخبرني بذلك لكن لا نريد أن نعشم أنفسنا ثم نصاب بالإحباط "
ارتعش بدنها من الخاطرة فقالت بخفوت وهي تعتدل وتضع يدها على بطنها" هل تتوقع بأني حامل يا جابر؟"
اقترب منها يحيط وجهها بكفيه فرفعت أنظارها المتسائلة إليه ليقول" هذا مجرد تخمين حاولي تذكر موعدها بالضبط ونحسب فإن فات الموعد نذهب غدا لعمل تحليل ما رأيك؟"
ترقرقت الدموع في عينيها وهي تطالعه بعدم استيعاب فقال جابر "لهذا لم أخبرك بما أخمنه حتى لا تذرفين المزيد من الدموع يكفي ما بكيته الأيام الماضية.. عموما ربما أكون مخطئا وتصورت ذلك للهفتي على الإنجاب"
سألته بتأثر " مني؟"
قرصها في ذقنها قائلا" طبعا منك يا عود القرفة ذا الغمازتين"
لفت ذراعيها حول جذعه تحضنه وهي تقول بصوت متهدج "سأحمل طفلك في رحمي يا جابر"
مسد على ظهرها ليخفف من ارتعاش جسدها قائلا" إن شاء الله أنا شخصيا أخطط لأنجب منك عشرة أولاد"
ضحكت من وسط بكائها مرددة" عشرة!"
رد بابتسامة" أجل عشرة فاستعدي لذلك"
شددت من احتضانه وهي لا تزال ترتعش لتلك الخاطرة الحلوة وتمتمت" يا رب يا جابر يا رب"
ابعدها عنه ينظر إلى وجهها قائلا" كله بأمر الله ..أما نحن فنفعل ما علينا وبما يأتي بالعشرة أولاد مرة واحدة"
أفلتت منها ضحكة من بين دموعها ثم عضت على شفتها السفلى ..فقال جابر وهو يبتعد "اذهبي من أمام وجهي الآن وارتدي شيئا بالله عليك فلا أريد أن أتأخر على العمل"
قالها وهو يخطف الملابس التي أخرجتها له من الخزانة ويتوجه للحمام مبرطما "هل سنترك أشغالنا وأعمالنا بسبب الست مشمش وحلاوة الست مشمش!"
راقبته يغلق باب الحمام خلفه ثم وضعت يدها تتحسس بطنها فانهمرت الدموع على وجهها وهي تغمغم بترجٍ" يا رب"
××××
كانت جالسة فوق المقعد الوثير.. مرتدية عباءة بيتية سوداء.. ركبتاها مرفوعتان تحضنهما وهي مولية ظهرها للنافذة تتطلع في عرائس الأميجرومي المرصوصة على المقعد المجاور .
إنها في حالة حداد منذ أيام .. منذ ذلك اليوم الذي تحدثت فيه عن نجمة .. حين انفجر قلبها وتفتت لأشلاء .. لكنه كان انفجارا من أجل إعادة الترتيب .. كان إعادة فتح لجرح لم يلتئم بشكل سليم .. لهذا تعيش في حالة حداد .. ملتزمة غرفتها .. ترتدي الأسود ولا تتحدث لأحد ..حتى هاتفها مغلق .. وكأنها قد دفنت ابنتها قبل أيام.
كانت بحاجة لأن تعبر عن حزنها كما تريد .. بحاجة لأن تمارس حقها في الحزن على ابنتها بدون الشعور بالذنب تجاه أحد .. ومفرح ساعدها في أن تبقى في خلوتها دون مقاطعة من أحد .. حتى أهلها كان يطمئنهم عليها دون أن يسمح لأحد بزيارتها .. فلم تكن قادرة حتى على التواصل مع الولدين ..
هذه المرة تصرفت بدون الشعور بالذنب تجاه أي أحد .. حتى وهي تسمع همس الولدين خلف الباب .. وتسمع مفرح يمنعهما من محاولة اقتحام خلوتها التي في نظر ابنيها قد طالت .. حتى وهي تسمع مفرح يتحدث مع والده كل يوم ويبرر له لماذا لم يعد للبلدة حتى الآن .. كل هذا أصرت على أن تتجاهله وتحترم أدميتها في الرغبة في البقاء لبعض الوقت بعيدا عن الجميع .
عاد همس الولدين من خلف الباب إلى مسامعها .. همسهما كان يربت على قلبها الموجوع رغم كل شيء .. همسهما الذي يتبعه فتح الباب قليلا جدا ليتلصصا عليها أثناء انشغال مفرح .
هذه المرة فُتح الباب أكبر قليلا من المرات السابقة فحركت عينيها ببطء نحوه فلم تجد أحدا .. لكنها فوجئت بصوت أزيز تبعه دخول تلك الدمية التي تخص إياد على شكل قرد يتحرك على عجلات بمتحكم الكتروني عن بعد.
اقترب منها القرد الصغير وتوقف عندها وسمعت همسهما دون أن ترى أحدا منهما فدققت في القرد ولاحظت الورقة المثبتة في يده .
ابتسامة ضعيفة ارتسمت على وجهها الحزين ومالت ببطء تلتقط الورقة وتفتحها
(انقذينا .. أبي في المطبخ يطبخ أشياء غريبة .. الإمضاء ابنك إياد)
استدار القرد وتحرك مغادرا ثم عاد بعد دقيقة إليها بنفس الطريقة فالتقطت الرسالة التالية.
(مفرح الزيني طرد الخادمة ونحن نعيش على الطعام الجاهز منذ أيام ..واليوم قرر أن يطبخ بنفسه ..والأمر غير مبشر بالخير .. ابنك أدهم)
كانت قد سمعت بأن مفرح قد طلب من الخادمة المغادرة بعد أن لاحظ بأنها تقضي معظم الوقت تتحدث في الهاتف ولا تلتفت لعملها ..
عاد القرد من جديد يحمل رسالة جديدة فالتقطتها
(المشكلة أن الطعام الذي يصنعه أبي مريع .. ابنك أدهم )
ابتسمت من جديد وراقبت حركة القرد يذهب ويعود وهي تشعر بأنها خائرة القوى غير قادرة على التحرك فالتقطت رسالة أخرى تقول :
( أنا مريض منذ ليلة أمس عندي مغص)
عبست ملامحها وهي تكمل القراءة (وأرسلت لك على الواتساب لكنك تغلقين هاتفك .. أبي صنع لي مشروبا دافئا لكني لا أشعر بالتحسن وبطني تؤلمني)
انتبهت فجأة لصوت إياد يتألم وأدهم يقول بفزع "إياد ماذا بك يا إياد!!"
دبت فيها قوة مفاجئة فتركت المقعد وأسرعت نحو الخارج فوجدت إياد يتلوى في الأرض صائحا" بطني آه بطني"
خرج مفرح من المطبخ مفزوعا بينما انتفض إياد واقفا بمجرد أن وجد مليكة أمامه فصاح وهو يسرع يحضنها" أمي"
هتف أدهم مغتاظا "أفسدت كل شيء يا غبي"
ابتسمت مليكة وهي تحضن إياد ونظرت لأدهم تفرد ذراعها الأخر فقال محرجا وهو يقترب "انسان غبي اقسم بالله"
حضنتهما مليكة بينما قال مفرح بغيظ" ألم أخبركما بأن تتركاها وشأنها؟"
ابتعد أدهم عن حضن مليكة وقال لوالده بلهجة ماكرة" أنت قلت لا تدخلا عليها الغرفة .. فأخرجناها منها "
حاول مفرح الحفاظ على جدية وجهه وهو يقف متخصرا في الممر بينما قالت مليكة بخفوت مبتسم "اتركهما"
رفع إياد رأسه لها قائلا "والله بطني تؤلمني يا أمي"
غمغمت وهي تمسح على شعره "سأبحث لك عن دواء لعسر الهضم"
قال مفرح بمرح "ما دمتِ قد خرجت من الخلوة فهيا لنتغدى لقد طبخت بيدي وأنت لم تأكلي إلا لقيمات الأيام الماضية"
سألته مبتسمة" وماذا طبخت بالضبط؟"
أجاب بفخر" كفتة وسلطة"
بعد قليل تطلع ولدا مفرح في صينية الكفتة على طاولة السفرة وقال أدهم" لماذا أشعر بأنها محترقة؟"
رد مفرح مدافعا" ليست محترقة"
قال إياد متسائلا "أين الأرز؟ .. أنا لا آكل إلا مع الأرز"
وضع مفرح أمامه رغيفا من الخبز وهو يقول" لا يوجد أرز اليوم ..كُل"
سألته مليكة " لماذا لم تطلب طعاما جاهزا يا مفرح؟"
ناظرها يقول بلهجة متأثرة مصطنعة" هل تعنين أن طعامي سيئ يا مليكة؟! .. بعد أن وقفت في المطبخ وتعبت وأنا أرص في الصينية أصابع الكفتة الجاهزة التي كنت تحتفظين بها في البراد ثم وضعتها بالفرن وقطعت السلطة بعد كل هذا المجهود تقولين سيئ!"
أسرعت مليكة بالقول وهي تتبادل النظرات مع ابنيها" لا لا من قال هذا سلمت يديك .. ثلاثتنا نشفق عليك من التعب"
ونظرت للولدين ليأكلا دون المزيد من الحديث .
أما هي فأمسكت بإصبع كفتة محترق ولم تقدر على مواصلة التمثيل بأنها بخير ..
إنها تعاني .. وقلبها مكلوم متألم والجرح الذي فُتح قبل أيام ينزف بشدة ..
راقبها مفرح وهي تحدق في اصبع الكفتة شاردة وقبل أن يلقي تعليقا مازحا ليخرجها من شرودها رفعت إليه مليكة أنظارها وقالت بمقلتين دامعتين" مفرح .. أريد أن أزور قبر نجمة"
××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-10-20, 11:00 PM   #3030

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

(3)


عند المغرب
هل هي حقا حامل؟
شعور بالقشعريرة يسري في جسدها كلما مرت الخاطرة بذهنها .. وقد ترددت على ذهنها مرارا وتكرارا منذ ساعات..
وقفت شاردة في المطبخ تتحسس بطنها كل فترة ودموعها مصرة على الانهمار حتى أنها خشيت من أن تلمح حماتها ذلك فتعتقد بأن هناك مشكلة بينها وبين جابر.
إن ما يحدث معها مؤخرا هو كرم كبير من الله.. كرم يغدق عليها بالسعادة .. يشعرها بالرضا بعد الشبع ..وبالشبع بعد حرمان طويل ..ويا له من شعور .. ويا لها من نعمة!.
"السلام عليكم"
قالها جابر وهو يدخل من الباب فأسرعت أم هاشم بمسح دموعها وأكملت تقطيع السلطة بينما ردت نجف وزين السلام ليقول الأخير" رائع أنك جئت مبكرا هيا اجهز واستعد"
قال جابر بغيظ" يا بني لايزال هناك ساعة ..سنتعشى أولا و.."
قاطعه زين قائلا" ولماذا نتعشى ليس لدينا وقت"
هدر جابر مقاطعا" زين ..نوبة التوتر التي تنتابك هذه قبل أي حدث ارحمني منها بالله عليك"
خرجت أم هاشم تراقب ما يحدث بعد أن تبادلت النظرات المبتسمة بينها وبين جابر فقال زين بلهجة تمثيلية "تصيح في وجه أخيك المتوتر ..بلا رحمة ..بلا إنسانية!"
ضحكت نجف فسألت أم هاشم ساخرة "ماذا يحدث معه كان بعقله المسكين!"
ناظرها زين بامتعاض بينما قالت نجف "انه هكذا كلما اقترب من أي حدث هام .. ليلة الامتحان .. الليلة السابقة لسفره .. لابد أن يوترنا بتوتره"
قال زين لأمه "حتى أنت يا أمي!"
ضحكت نجف بينما قال جابر وهو يصعد السلم" تعالي يا أم هاشم أريدك دقيقة"
قالت الأخيرة لحماتها هلا أكملتِ إعداد السلطة يا خالتي؟"
ردت نجف بترحيب "لا بأس اصعدي لزوجك"
أسرعت أم هاشم بالعدو فوق السلم تهرول للطابق العلوي وبمجرد أن دخلت الغرفة أخرج جابر من جيبه كيسا يخرج منه شيئا وهو يقول "بصراحة لم أستطع الصبر للغد واشتريت اختبار حمل منزلي"
طالعته أم هاشم بتفاجؤ ليوضح جابر" اشتريت اثنين لأني قرأت في التعليمات أنه يفضل أن يتم بعد الاستيقاظ من النوم في الصباح.. لهذا قلت نقوم باختبار اليوم ..ولو لم يظهر شيء نقوم به مرة أخرى غدا صباحا ما رأيك"
اشتعلت وجنتا أم هاشم وقالت بحشرجة وهي تأخذ منه الكيس "حاضر"
قال جابر بلهفة واضحة "اذهبي وقومي به الآن (ثم حاول تلجيم لهفته حتى لا يشعرها بالضغط فأضاف) وعلينا ألا نشعر بالإحباط إن كان سلبيا"
هزت رأسها وتمتمت "الله المستعان"
في الدور الأرضي ناغش زين أمه وهي تجلس عند منضدة السفرة تقطع السلطة "سأتزوج يا نجفة وأحقق لك أمينتك"
ابتسمت تقول "بارك الله لك يا حبيبي والله لا تتصور مدى سعادتي بأنك ستتزوج من اسراء"
غمغم زين يدعي اللا مبالاة" هي عادية.. أنا فقط أردت أن ادخل السرور على قلبك من باب بر الوالدين"
ناظرته نجف بنظرة خاصة فحاول زين التمسك بلا مبالاته لثانية.. اثنتين.. ثلاثة.. ثم انفجر ضاحكا واقترب منها يحضن كتفيها بذراعه من الخلف قائلا وهو يميل ليطبع عدة قبلات على خدها " لا تحرجيني يا نجفة"
شاركته الأخيرة في الضحك وهي تقول "اسعدك الله يا بني وأعطاك أنت وأخيك على قدر طيبة قلبيكما"
في الدور العلوي وقفت أم هاشم تتطلع في أداة الاختبار المستطيلة الشكل أمامها فوق الحوض الذي تشكل بداخله خطا ملونا بشكل سريع وانتظرت وهي تحبس أنفاسها لترى إن كان الخط الثاني سيظهر أم لا.
أحيانا تكون الثواني دهورا.. وكأن xxxxب الساعة تجمدت وحركة الكون توقفت.. بينما الأنفاس المحبوسة في الصدور تئن في انتظار الفرج لتخرج في صيحة فرح أو .. في زفرة من خيبة أمل.. فوقفت أم هاشم تحدق في أداء الاختبار بذهول وترمش بعينيها لتتأكد من أنها ترى (خطين) .
خطان يقولان ( ليس بداخلك روحا واحدة الآن بل روحين)
خطان كشريط القطار يخبرانها ببداية رحلة جديدة.
خطان .. خط يخصها والآخر يخصه.. يخبرها بأنه موجود .
طرق جابر على الباب يقول بقلق "أم هاشم ما كل هذا الوقت؟"
لم ترد عليه بل ظلت على حالة الجمود تتطلع في الخطين الواضحين أمامها ..ففتح جابر الباب ودخل فلم تتحرك.. لكنه حين اقترب منها قالت له بحشرجة وهي تعطيه ورقة التعليمات وعيناها مثبتتان على أداة الاختبار "اقرأها مرة أخرى وأخبرني ما معنى خط واحد وما معنى خطين؟"
لم يأخذ منها جابر الورقة بل أمسك بأداة الاختبار واتسعت ابتسامته يقول بفرحة عارمة" حدث .. حدث يا عود القرفة وحدسي كان صحيحا"
استدارت ترفع أنظارها الذاهلة لوجهه الذي تتراقص فوقه السعادة فسحبها وضمها قائلا" مبارك يا بنت شيخي"
كانت متخشبة فابتعد عنها جابر يتطلع فيها مبتسما و ضحك ثم غسل يده وسحبها إلى خارج الحمام تاركا أداة اختبار الحمل على الحوض.. فتطلعت فيها أم هاشم وهي تبتعد ثم استدارت له حين وقفا في الغرفة تقول "علام تبارك لي؟"
حضن وجهها بكفيه يقول بابتسامة مليحة" على ولدي الذي تحملينه في بطنك"
اقشعر جسدها وتدفقت الدموع في عينيها وهي تقول
"هل قرأت التعليمات جيدا ؟..ربما أخطأنا الفهم"
قال جابر باندهاش "ألم ترِ هذا المشهد في فيلم أو مسلسل من الذي تتابعينهم؟"
انهمرت دمعة على خدها فأسرعت بمسحها بسرعة وهي تقول" رأيت كثيرا ..لكني لم أكن انتبه لمعنى العلامات.. فلماذا أدقق والنتيجة سأعرفها من المشهد بعد ثوان"
قال بنفس الابتسامة السعيدة" خطين تعني حامل"
تقوست شفتيها لأسفل وقالت وهي لا تزال مصدومة "ربما أخطأ هذا الاختبار ..من يضمن بأنه لا يخرف"
اتسعت ابتسامته وحضنها قائلا" لا يخرف بإذن الله .. مبارك يا مشمش أنا سعيد جدا"
أبعدته برفق لتنظر لوجهه قائلة "لا تتسرع في إعلان الفرح يا جابر (ووضعت يدها على قلبها تقول ) لن أتحمل خيبة الأمل"
قال مطمئنا" لن يخيب الله أملنا إن شاء الله عموما غدا سآخذك لنقوم بتحليل دم لنتأكد ..هل هذا سيطمئنك؟"
هزت رأسها فحضنها وسحقها بين ذراعيه قائلا" الحمد لك والشكر لك يا الله"
كانت متخشبة ذاهلة تشعر بتنميل في أطرافها وقشعريرة في رحمها فقالت "لا تتسرع يا جابر أرجوك حتى لا أشعر بالإحباط لي ولك إن كان هذا الاختبار كاذبا"
أبعدها قائلا" حسنا لن نتسرع ..لننتظر للغد ونرى التحليل"
واخفى السعادة في قلبه حتى لا يوترها ومال يقبل شفتيها المبللتين بالدموع.. فجاءهما صوت زين صارخا من الأسفل "الوقت يمر ولم نأكل"
أفلت جابر شفتيها وقال من بين أسنانه" الرحمة يا رب حتى لا اقتله"
بعد دقائق نزلا من الدور العلوي فتطلعت نجف في أم هاشم وقالت بقلق "هل أنت بخير يا بنيتي؟"
دمعت عيناها من جديد فأسرعت بمسحها وهي تهرول نحو المطبخ بينما ناظرت نجف وزين جابر الذي قال" لا شيء أنا فقط أشك في أنها حامل وهي تريد أن تتأكد بعمل اختبار في المعمل لذا سنذهب غدا إن شاء الله"
قالت نجف بابتسامة متسعة" ما شاء الله .. أكثر الله من أخبارنا السعيدة يا رب .."
بارك زين لأخيه في الوقت الذي خرجت أم هاشم تضع الأطباق على المنضدة فقال لها" مبارك يا أم هاشم .. أتمنى ألا يأتي ابن أخي لسانه طويل هو الأخر .. ساعتها ستكون كارثة عائلية"
ردت عليه وهي تعود للمطبخ" طبعا ستكون كارثة فالولد وعمه في نفس الوقت أمر صعب الاحتمال"
ضحك جابر وأمه بينما قال زين وهو يراها تعود من المطبخ وتجلس على طاولة السفرة وهي لا تزال بملابس البيت "لماذا لم تستعدي .. ألن تذهبي معنا؟"
قالت أم هاشم بلهجة معتذرة "سامحوني لن استطيع .. أشعر بأن دمي ثقيل اليوم ولست في ذهن صافي"
قالت نجف" لا بأس يا ابنتي ارتاحي"
فغمغمت أم هاشم في سرها" ليتني أرتاح بالفعل وأتأكد هل أنا حامل أم لا"
××××
العاشرة مساء
دخلت نجف من الباب تلقي السلام على أم هاشم الجالسة أمام التلفاز فأسرعت الأخيرة بوضع الوشاح على رأسها ليقول زين من على الباب "أنا سأصعد لشقتي وفي الصباح نتحدث يا جابر لنحدد ماذا سنفعل تصبحون على خير"
رد جابر تحية المساء لأخيه ثم أغلق الباب لتسأل أم هاشم وهي تتطلع في وجهيهما" طمئنوني هل سار كل شيء على ما يرام؟"
قالت نجف بسعادة" الحمد لله اتفقنا على كل شيء والخطبة بعد عشرة أيام"
قالت أم هاشم بسعادة "ما شاء الله .. تمم الله لهما على خير"
تحرك جابر نحو المطبخ بينما قالت نجف "كلهم يقرئونك السلام أخبرتهم بأنك متوعكة "
تمتمت أم هاشم "جزاهم الله خيرا"
قالت نجف وهي تتحرك نحو غرفتها" سأذهب لأنام أنا الأخرى تصبحان على خير"
أسرعت أم هاشم خلف جابر فوجدته أمام الثلاجة المفتوحة يشرب من زجاجة مياه باردة فقالت له بخفوت "جابر"
أغلق جابر الثلاجة وسألها" هل أنت بخير؟"
وقفت أمامه تقول بعينين دامعتين وفم مقوس لأسفل" لا لست بخير يا جابر ..أريد أن أتأكد إن كنت حاملا أم لا "
قال وهو يضع الزجاجة على المنضدة الرخامية بجواره" قلنا سنذهب صباح الغـ..."
قاطعته تقول" بل الآن .. نذهب الآن أرجوك "
قال لها وهو ينظر في ساعة يده "كيف الآن يا مجنونة لقد تجاوزت العاشرة مساء "
قالت بترجٍ" بالتأكيد هناك معامل مفتوحة لوقت متأخر أرجوك يا جابر أنا كنت أتلوى من القلق الساعات التي تركتموني فيها وحدي"
قال جابر وهو يحيط جذعها بذراعه" استهدي بالله وتعالي لننام وغدا سنذهب إن شاء الله"
قالت بإصرار باكٍ" أرجوك يا جابر أرجوك .. أنا لن أنام طوال الليل وسأظل كحيوان السلعوة ألف في الغرفة"
ضحك وناغشها قائلا وهو يمرر إبهامه على شفتيها" لم أكن أعلم من قبل بأن السلعوة حلوة بهذا الشكل"
استطالت على أطراف أصابعها وأخذت تمطر وجهه بالقبلات وهي تقول "أرجوك أرجوك أرجوك"
أسرع جابر بإغلاق باب المطبخ وهو يقول ضاحكا" يا مجنونة بهذه الطريقة لن نذهب إلا لغرفة النوم توقفي"
توقفت تسأله بترجٍ طفولي "هل سنذهب؟"
شاكسها مغيظا "لا"
عادت لإمطاره بالقبلات على وجهه فواصل الضحك وهو يغمغم" قلت لك هذه الطريقة لن تؤدي للمعمل أبدا"
توقفت وناظرته قائلة " صدقني شيطاني كان يهمز لي أن أذهب لأقرب معمل في المركز وأنتم بالخارج وأعود سريعا"
أظلم وجهه وقال لها بلهجة خطرة" نعم !! ماذا قلت؟.. اسمعيني مجددا بم كنت تفكرين؟!"
أشاحت بأنظارها بعد أن رمقته بنظرة جانبية وغمغمت "كان مجرد تفكير"
قال جابر بلهجة تحذيرية "أم هاشم!"
نظرت إليه تقول بسرعة" كانت همزة شيطان واستعذنا بالله فذهبت بعيدا"
ربت على خدها بكفه بطريقة مهددة قائلا "هداك الله يا بنت الشيخ زكريا"
عادت تقول له بترجٍ وهي تمسك بصدر جلبابه الأبيض" من أجل خاطري نذهب الآن يا جابر فلن أطيق الصبر للصباح"
تنهد قائلا" ما دمت قد حلفتني بخاطرك الغالي فاذهبي وبدلي ملابسك"
ألقت بنفسها عليه تحضنه وهي تقول بتأثر" لا حرمني الله منك أبدا يا جابر"
ربت على ظهرها قائلا "ولا منك يا أم قلبي.. هيا بسرعة فالوقت تأخر وسيصعب علينا إيجاد معمل تحاليل لا يزال يعمل"
تركته مبتعدة وهي تقول" حالا ..حالا "
××××
طلب زين الرقم الذي حصل عليه من هلال قبل مغادرته وانتظر ردها في الوقت الذي توترت اسراء وهي تتطلع في الرقم غير المسجل الذي خمنت قبل أن يوضح لها تطبيق الكشف عن هوية المتصل بأنه زين فردت" السلام عليكم"
ارتسمت ابتسامة بلهاء على وجه زين وقال وهو يتمشى في صالة شقته الفارغة "وعليكم السلام ورحمة الله انه أنا زين الدين .. لقد حصلت على رقمك من والدك قبل مغادرتي واستأذنته في أن أتصل بك"
تطلعت في اختيها الجالستين أمام التلفاز تتابعان حلقة من مسلسل هندي واحمرت وجنتاها حينما تقابلت عيناها بعيني أمها ثم تحركت نحو السلم المؤدي لسطح البيت وهي تقول" أجل لقد أخبرني"
تنهدت نصرة ودخلت لغرفة نومها فطالعها هلال الذي انتهى من تبديل ملابسه لتقترب منه وتقول "من كثرة فرحتي أشعر بالخوف من أن أفرح"
ربت على ظهرها يقول" ربك كريم ولم يرض لنا بالظلم فعوضنا خيرا"
دمعت عيناها وغمغمت" الحمد لله أن جبر الله بخاطر إسراء فهي تستحق الأفضل"
ضمها هلال مواسيا وهو يتمتم "فليتمها الله على خير"
على الهاتف قال زين "كيف حالك أبلة سراء"
"الحمد لله"
سألها بشقاوة "هل اشتقت لي؟"
صمتت تداري تلعثمها وحرجها .. فقال مبتسما" كنتِ هادئة اليوم طوال الجلسة"
غمغمت تقول "وماذا كنت سأقول؟"
قال بلهجة مازحة "كنت تدخلت لتقولي يا أبي لا تطلب شيئا من زين وترفق به"
سألته وهي تجلس في منتصف السلم المظلم وكأنها تتخفى بالظلام من أجل بعض الخلوة "هل كانت طلبات أبي فيها شيء مبالغ فيه؟"
قال مبتسما "لا ..أنا أمزح وأشاكسك لا أكثر"
تذكرته وهو يجلس في الجلسة قبل قليل ..تارة يكون جادا حين يناقشون التفاصيل وتارة أخرى يكون مشاكسا فقالت بعفوية" أنت شخص متقلب"
سألها بهدوء" ماذا تعنين بمتقلب؟"
ردت موضحة " أقصد ..تارة تكون جاد جدا وأخرى تشاكس كصبي شقي"
سألها " وهل هذه ميزة أم عيب؟"
احمرت وجنتاها واشتعلتا وردت بتحفظ لم يخف عليه "لم أحدد بعد أنا فقط قلت ما يدور برأسي"
وضربت على رأسها بيدها بضربات صامتة موبخة ليسود الصمت لبرهة ثم قطعه زين قائلا بطريقته الصبيانية
"أبلة سراء"
"نعم"
"هل ستخبريني أم أخبرك"
"بماذا؟"
"بأي شيء وكل شيء "
شعرت بأن ذهنها فارغ من كل شيء فقالت "تكلم أنت فأنا لازلت غير معتادة"
دخل غرفة النوم بخطوات متمهلة وهو يقول "كنت أتمنى أن يوافق والدك على إقامة حفل الخطبة قبل عشرة أيام فالإجازة لم يعد فيها الكثير"
غمغمت توضح "تعرف أنه يحتاج للوقت ليعد بعض الأمور"
جلس زين على السرير وفتح الدرج بجواره يخرج منه علبة سجائر التقط واحدة منها ثم التقط قداحة يشعلها فعبست إسراء وسألته" هل هذا صوت قداحة؟"
همهم بالإيجاب وهو يستند بظهره إلى ظهر السرير ويمدد ساقيه أمامه فسألته بتفاجؤ "هل أنت مدخن؟"
سحب نفسا من السيجارة وأخرجه وهو يرد مبتسما" ما بك لماذا صعقت بهذا الشكل؟"
قالت مفسرة "تفاجأت ..فلم أر في يدك علبة سجائر"
سألها بشقاوة مبتسما " وهل كنتِ تدققين فيّ خلال المرات التي تقابلنا فيها؟"
تلعثمت وردت بلجلجة بدت فيها أمام نفسها كالخرقاء" لا .. أقصد عادي .. لم أتخيلك مدخنا"
نفض رماد السيجارة في منفضة سجائر فوق الكومود وقال مبتسما" لا أستطيع أن أصف نفسي بالمدخن .. أنا أفعلها في المناسبات فقط وفي غير وجود جابر دبور طبعا"
ضيقت عينيها تسأله "هل تخاف منه؟"
رد عليها "لا .. ولكن أحترمه"
هزت رأسها وقالت" بالطبع فهو من رباك"
سحب نفسا وأخرجه مهمهما بالإيجاب فقالت بعبوس" لكن التدخين يبقى تدخين ولا يوجد ما تقوله (في المناسبات) !"
قهقه ضاحكا فحلحلت ذبذبات صوته الرجولية جمودها وتسربت إليها لتداعب قلبها بينما قال زين بمزاج رائق" يوجد يا أبلة سراء ..يوجد تدخين في المناسبات ..فالعلبة تظل معي لأيام فلا أدخن إلا مجاملة في جلسة مع صديق أو حينما أشعر بالوحدة أو ... حينما يكون مزاجي رائقا"
قال عبارته الأخيرة بلهجة ذات مغزى وأضاف" وأنا حاليا في الحالة رقم ثلاثة"
لم تجد ما تقوله خاصة وأن العلاقة بينهما لازالت غير رسمية بالإضافة لأنها لم تعتد على التصرف دون تحفظ فاندفعت لتهرب من اللحظة وقالت بلهجة طفولية فاجأتها قبل أن تفاجئه "ما رأيك بأني سأفتن عليك لجابر وأخبره بأنك تدخن"
انفجر ضاحكا فازداد اشتعال وجهها وتسارعت دقات قلبها ليقول زين بعد موجة ضحك "يا فتّانة ..سأخبر تلامذتك أن أستاذتهم فتّانة ( وأضاف بلهجة مغيظة) لا تتعبي نفسك هو يعرف .. لقد دخل عليّ ذات مرة وأنا أدخن ولم يعلق"
أسرعت بالقول شاعرة بالحرج "عموما أنت حر .. هذه صحتك وأنت حر"
صمت قليلا يفكر وهو ينفث دخان السيجارة من فمه ثم قال "هذه هي المعضلة"
"أية معضلة؟"
رد بلهجة هادئة " أني أوشك على أن أقيد حريتي بيدي"
سألته باهتمام "هل هذا ما جعلك بدون زواج حتى الآن"
"أجل"
"ولماذا غيرت رأيك؟"
اتسعت ابتسامته بينما وبخت إسراء نفسها في سرها " ما هذا الأسلوب الرخيص ؟..وما هذا السؤال المراهق الذي سألتيه ؟.. إنه لا يليق بطالبة في الإعدادية ( فأسرعت بالقول متخذة واجهة الأستاذة وهي تستقيم واقفة) آسفة عليّ أن أغلق الآن فأمي تشير لي بأن الوقت قد تأخر .. سنتحدث في وقت لاحق .. تصبح على خير سلام"
أغلقت الخط بسرعة ثم نظرت للهاتف في يدها وأغمضت عينيها غير مصدقة لأنها أغلقت في وجهه فأخذت تضرب على رأسها عدة مرات وهي توبخ نفسها" ماذا حدث لك يا إسراء؟.. لماذا تتصرفين كالخرقاء"
أما زين فظل لبضع ثوان يحدق في الهاتف في يده بعينيه الواسعتين ثم انفجر ضاحكا حتى دمعت عيناه وهو يطفئ السيجارة في المنفضة ويضرب كفا بكف .. بعدها اعتدل وكتب لها على الواتساب "أبلة سراء"
صافرة الواتساب أوقفتها عن توبيخ نفسها فنظرت في الهاتف ثم قالت لنفسها "أقسم بالله سيعتقد بأني مختلة عقليا( وكتبت بتماسك ) نعم"
كتب لها " أغلقتِ الهاتف قبل أن أرد على سؤالك"
كتبت بسرعة "آسفة.. آسفة جدا انقطع الخط يبدو أن هناك مشكلة في الشبكة"
واسرعت بالإضافة "عموما تصبح على خير"
"أبلة سراء"
زفرت وكتبت" نعم"
"لم أرد على السؤال بعد ( وجه حزين)"
شعرت بالمزيد من الحرج لكنها كتبت "تفضل"
اتسعت ابتسامته وكتب " الإجابة هي أنني كنت أؤجل الخوض في أي تجربة حقيقية لأني لم أجد من تشجعني على خوضها (وجه يغمز ) بالإضافة لأنني رأيت جابر أمامي وقد سُرقت سنين شبابه في الغربة وفي زيجة غير موفقة فربما كنت أحاول نيل قسط من المتعة والمرح قبل خوض التجربة"
سألته باهتمام "تقصد علاقة جابر بزوجته الأولى؟"
"أجل للأسف لم تكن موفقة"
تنهدت وكادت أن تكتب ما يذم فيها لكنها تراجعت وكتبت "ليهديها الله كاميليا بنت العسال"
عبس وسألها "هل حدث شيء بينكما؟"
أجابت " لا شيء لا تشغل بالك"
قال بإصرار " أخبريني فأنا أعرفها غبية منذ أن كنا صغارا"
سألته بعبوس " ماذا تقصد؟"
كتب لها " كاميليا زميلتي بالفصل وأم هاشم كذلك"
"حقا؟!!"
"أجل .. أخي غالبا أقسم أن يتزوج من زميلاتي بالمدرسة (وجه ضاحك)"
أرسلت له وجها مبتسما ثم كتبت" لم أكن أعلم بهذا"
فكتب زين "لكني حاولت إرضاء أمي بزيارتكم وحدث ما حدث وتغيرت كل قناعاتي فجأة"
تراقصت ابتسامة مراهقة على شفتيها فسجل لها رسالة صوتية أسرعت بفتحها لتسمعه يقول حانقا" لهذا سأظل أقول دوما حسبي الله فيكم جميعا يا من ورطموني هذه الورطة"
تسارعت دقات قلبها وهي تكتب بابتسامة "أنا ورطة؟"
كتب لها بسرعة "أجل ورطة بوجه عابس وعينين كمونيتين كعيون القطط قد ورطوني"
غمغمت إسراء بالسؤال وهي تكتبه له" أهذا مدح أم ذم؟"
صوت ضحكات مكتومة جاءتها من أسفل السلم فنظرت لأختيها وهما تراقبانها وتكتمان الضحك لتبادر همسة قائلة "هل تحدثين نفسك يا أختاه؟"
أشارت لهما بالابتعاد وتطلعت في رده " في يوم ما سأشرح لك تفاصيل (الورطة) لتقرري بنفسك إن كان كلامي مدحا أم ذما (وجه يغمز)"
تسارعت دقات قلبها وأسرعت بالكتابة" الوقت قد تأخر وأشعر بالنعاس .. تصبح على خير"
كتب لها" ليتني أصبح على (ورطة)"
أغلقت الواتساب بسرعة ووقفت على السلم في فوضى من المشاعر وكأنها في حالة من إعادة التشكيل فغمغمت لنفسها بابتسامة" بل أنا التي أشعر بأنني في ورطة"
أما زين فغمغم وهو يستلقي على ظهره ويحدق في السقف "أحلى ورطة"
××××


يتبع

https://www.rewity.com/forum/t464653-304.html






التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 17-10-20 الساعة 12:10 AM
Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.