شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f518/)
-   -   نوفيلا فرحة * مميزة ومكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t467338.html)

heba nada 18-01-20 10:16 PM

نوفيلا فرحة * مميزة ومكتملة *
 

بقلم هبة ندا

مواعيد التنزيل في العاشرة مساءًا بتوقيت القاهرة

أيام السبت و الثلاثاء و الخميس من كل اسبوع



https://upload.rewity.com/do.php?img=150955





إهداء

إلى من كُبحت أحلامها
و كُبلت بألسنة المجتمع
إليكِ أُهدي كلماتي
علكِ تجدين بها طوق نجاة

***

اسمي فرحة
أطلقه عليَ أبي عند مولدي
أخبرني أنني وُلدتُ لأكون فرحة عمره
حدثتني أمي أنني كنت طفلة كنسمة صيف لم تشعر بها
رغم ولادتي عقب ولادة أخي عادل بأقل من عام
لم تحظ أمي بقسطٍ من التعليم ولم تكن تعرف شيئا عن وسائل تنظيم الأسرة حتى ولدتُ أنا و كنتُ وأخي كتوأم فأشفقت عليها جارة لنا تعمل بالتمريض واصطحبتها للوحدة القريبة من حينا .
أخي عادل ،
اسمه فقط يجلب الابتسام لشفتيَّ ويبعث الطمأنينة لقلبي ليت الدنيا كلها كعادل.
أتممتُ منذ أربع سنوات تعليمي المتوسط
كنت فخر أمي وفرحة أبي...
كنت...فقط كنت... حتى اليوم المشئوم....!
***

البداية
هل عدتَ يوما بذاكرتك للخلف ؟
عد قليلا..
هل خُذلت يوما؟
خاب ظنك في أقرب الأقربين ؟
من كان يفُترض بهم منح الآمان فإذا هم أول من سلبوك إياهُ !
والآن تقدم قليلا بذاكرتك..
هل تتذكر تلك اليد التي امتدت لك في أقصى لحظات ضعفك ؟
ذلك القلب الذي ربت على فؤادك فداوى جرحك وألقى إليك بطوق نجاتك الذي لولاه لكنت لازلت غارقا بأحزانك أو ربما لم تكن الآن على قيد الحياة.
تلك اليد لطالما امتلكتُها أنا رغم غفلتي عنها في لحظات ضعفي .
فابحث عنها حولك وإن لم تجد فكن أنت طوق نجاتك .
أنا اليوم أجلس في مشغلي الصغير لا يعتبره الكثيرين مشغلاً ، لكنه كان حلمي الكبير فهو عبارة عن غرفة بأحد xxxxات حينا العتيقة تضم ثلاث ماكينات للحياكة ، واحدة أعمل عليها والآخرتان تخصان أمل و وفاء،
صديقتاي اللتين التحقتا بمشغلي منذ افتتحته قبل شهر.
أمل ووفاء هل استغربتم الاسمين مثلي أم مرا عليكم مرور الكرام ككثيرين ،
لم يعد شيء يمر عليَ مرور الكرام.
لا أعلم هل اسميهما صدفة ، قدر أم رسالة من الله.
أعمل الآن على حياكة أول فستان عرس،
العروس الصغيرة منحتني قصاصة أقتطعتها من إحدى المجلات وأصرت على رغبتها بأن يكون هذا فستان عرسها بعد أن أنهيت حياكة ثيابها الجديدة كاملة.
ورغم خوف أمها من ضيق ذات اليد و تعنيفها لصغيرتها لأن ما دفعه عريسها نظير ثوب الزفاف لن يكفِ ثمن الأقمشة ،
لكن الصغيرة أصرت والأم رضخت ناعتة إياها بمدللة أبيها.
كما كنتُ أنا يوما...
الفصل الأول
نحن نجيد دور الناصح الأمين حين لا نكون أصحاب المشكلة ، لكن ماذا إن مس سوء أقرب الناس لقلوبنا !
أترانا نحتمل ؟
حين ندرك أن القوة فرض عين رغم الحزن الذي يقتاتُ على فؤادنا،
حين نصبح السند الوحيد فالانهيار إذا رفاهية لا نمتلكها.
طرقات خافتة على باب المشغل المفتوح دلف بعدها عادل حاملا بيديه أكياس الطعام ، توجه لأخته التي كانت تواصل عملها خلف ماكينة الحياكة وانحنى مقبلا رأسها:
-جبتلك كشري عارف أنك بتحبيه
اتسعت إبتسامة فرحة لحنانه الذي لم يبخل به يوما وهي تراه يسحب الطاولة الصغيرة من ركن الغرفة ويخرج علب الطعام فيضعها عليها ثم يمسك بيدها لتقف فيحرك مقعدها ويضعه أمام الطاولة ويلتفت موجها حديثه للفتاتين:
-تعالي يا أمل أنتِ ووفاء أنا عامل حسابكم
-يالا متتكسفوش علشان يبقى عيش وملح
استجابت الفتاتين بخجل فسحبت كل واحدة منهن مقعدها ووضعته أمام الطاولة ليتشاركوا جميعا وجبة الغذاء قبل أن يعود عادل لعمله بالورشة المجاورة لهم.


قبل عام
قالوا قديما الرجال معادن
بعضهم ذهب فتمسك به ،
بعضهم فضة فكن على مقربة منه ،
وبعضهم معدن زائف يخدعك بريقه فإذا ما أقتربت منه لطخك صدأه فأحذره.
جميعنا مثالي حتى لحظة الأختبار،
حتى لحظة الأختيار،
بين نبل أو جبن،
بين دعم ضعيف أو خذلانه ،
بين جبرٍ لكسر أو الضغط عليه لإلتهام حطامه،
وتبعاً للأختيار يكن معدن الرجال.
دخل إلى منزله كعاصفة ملقياً بورقة في وجهها
في البداية لم تتبين ماهيتها ولكن عند بداية حديثة أدركت ما هي:
-ورقتك أهي أنا كدة عملت بأصلي معاكِ للآخر
انحنت لتلتقطت الورقة الملقاة تحت قدميها و ناظرته دون انفعال بينما يكمل صراخة بوجهها
-أرجع البيت ملاقيكيش فرحي الخميس الجاي والعروسة عايزة تيجي تنضف الشقة
و رمقها باذدراء من رأسها لأخمص قدميها مكملا حديثه الغاضب:
-لو شلتي قشة غير هدومك هسجنك أنتِ و أبوكِ
وكما دخل كعاصفة خرج بعد أن أنهى زواجه منها.
فور سماعها لصفق الباب تنفست الصعداء ، سحبت حقيبة سفر كبيرة وكما أمرها بدأت بجمع ملابسها بها. هل هي حزينة لانتهاء كابوسها المسمى زواج ؟
لا.
هي فقدت كل قدرة على الحزن منذ تلك الليلة،
فقدت القدرة على الشعور بأي شيء كان،
منذ بداية كابوسها كانت تتحرك كآلة بأيديهم،
يقررون عنها حياتها..!
مُسَيرة دون إرادة منها.
تركت لهم دفة القيادة يوجهونها كيفما شاءوا وعليها السمع والطاعة و لذا فقد نفذت الأمر الصادر لها بعودتها لبيت والدها ضاربة عرض الحائط بأحلام نسجها خيالها لتستيقظ فتكتشف زيفها ،
أغلقت باب ما كان يُفترض أن يكون بيتها لتواريها الثرى للأبد .
سحبت الحقيبة الثقيلة تنزلها على الدرج تحملها درجتين وترتاح قليلا حتى وصلت للطريق بصعوبة لتقابلها تلك الجارة المتطفلة:
-على فين يا فرحة بشنطتك ؟
فلم تجد بدا من إجابة مقتضبة تخرسها:
-بيت أبويا
لكن تلك المتطفلة لن تكف حتى تعلم أصل المشكلة:
-كفا الله الشر يا بنتي أنتِ إتخانقتي مع ياسر ؟
ده أنتم لسة عرسان .
لم تجبها فرحة وحمدت الله أن وجدت سيارة أجرة تُقلها بالجنيهات القليلة التي كان يمنحها لها أخيها في زياراته المستمرة لها.

***
داخل أحياء القاهرة المزدحمة بملايين البسطاء،
من يجدون قوت يومهم بالكاد و غاية أملهم حرفة للصبي و ستر للفتاة تحت مسمى زواج .
بأحد تلك البيوت الشعبية تعيش أسرتها على هامش الحياة .
وفي ليلة شتوية عادية كان عادل يتناول طعامه بعد عودته من عمله بينما أمه ترتق أحد أردية أبيه الذي يؤدي صلاة العشاء.
فُتح باب بيتهم على غير المتوقع ليجد ثلاثتهم فرحة و هي تجر حقيبتها الثقيلة بصعوبة،
تحرك عادل مسرعا فساعدها بينما عينيه تتساءل عن سبب حضورها لتضع قسيمة طلاقها بيده .
طالع عادل الورقة بحسرة فهمها والده الذي نهض لتوه عن سجادة الصلاة فهز رأسة بأسى وتمتم:
-كتر خيره لحد كده
ولم يعقب بعدها فيحمل مسبحته ويتجه لغرفة نومه مُنكس الرأس .
ودت فرحة لو ينظر بعينيها ، لو يحتوي كتفيها كما اعتادت ، لو أسند رأسها يخبرها أنه هنا من أجلها ، أنها فرحته التي كانت وستظل ، لكنه لم يفعل .
منذ تلك الليلة ولم تلتقِ أعينهما للحظة ، سُلبت أمانها حين سلبها دفء أحضانه ،
تابعت أختفاء أبيها بغرفته بأعين كالحجارة بعد أن جفت بها الدموع منذ شهور،
لتنتبه على أخيها يسحبها لصدره ،
كأنه قرأ حاجتها دون طلب ،
يحتوى ضعفها، يهدهد ذلك الحزن الدفين بروحها ، يخبرها أنه كان وسيظل لأجلها:
-حمد لله على سلامتك يا فروحة ، البيت كان وحش من غيرك
لم تجبه وتركت نفسها له يربت على ظهرها ويسحبها لغرفتها القديمة
-الاوضة زي ما سبتيها مفيش حاجه اتغيرت
-ارتاحي دلوقت يا حبيبتي
حقا لم يتغير شيء بغرفتها، جدرانها كما هي وقد تآكل طلائها بفعل الزمن حتى أثر مخدع عادل القديم لايزال على الحائط يجاور مخدعها وكأنه يرفض انتقال المخدع وصاحبة لصالة بيتهم عندما بدأت أنوثتها في الظهور ليُفضل عادل منحها خصوصية لا تمتلكها الكثيرات ممن يسكنّ مثل منزل أسرتها الصغير،
الغرفة كما تركتها تماماً قبل ستة أشهر لكن صاحبتها تغير بداخلها كل شيء، فما مر عليها كثير.
تركت حقيبتها التي وضعها أخيها جوار باب الغرفة واتجهت لخزانتها القديمة، أخرجت أحد مناماتها القديمة و ارتدتها كأنها تحاول إيهام نفسها أن شيئا لم يتغير حقا، أن فرحة عائلتها قد عادت،
اضجعت على مخدعها القديم تحاول استرجاع تلك الصغيرة التي كانتها ،
تبحث عنها بين عبق أغطيتها، أغمضت عينيها تحاول استحضارها، تمني نفسها بنهاية كابوسها،
لكن صرخة من الغرفة المجاورة ،
أهتزت لها روحها أجبرتها على تفريق جفنيها بعنف ،
ومع تكرار الصرخة جزعت لمصدرها لتكتشف أنها لن تعود يوما بعد الآن فرحة أبيها
فأبيها غادرهم للأبد...




فصول الروايه

الفصل الاول .... اعلاه
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس والسابع نفس الصفحة
الفصل الثامن

رابط التحميل
https://www.mediafire.com/download/04puh4c7cfbqrnu



اللوتس 12 19-01-20 12:11 AM

رائعه يا هوبا ابدعتي
مستنييين ابداع اكتر واكتر

قصص من وحي الاعضاء 19-01-20 01:22 AM

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html



واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء

نهاد على 19-01-20 11:41 AM

هبه أنا أول مرة أتابع معاكى ومش عارفة إذا كنت كتبتى قبل كده و لا دى أول مرة بس الحقيقة بداية النوفيلا " فرحة " بداية موفقة جداً و مبشرة بكاتبة واعدة .
نيجى بقى لروايتك
فرحة و هى فرحة والديها لكن واضح أن فى أحداث اجبرتها على أنها تكون مسيرة و غير مخيرة حتى انتهت بالطلاق .
طبيعى الطلاق بيكون صعب على أى واحدة بس واضح أن الطلاق هنا كان متوقع و هى كانت منتظرة السند و الاحتواء من والدها لكن اخوها كان العوض الجميل .
هبه بتمنى ليكى التوفيق و إن شاء الله اتابع معاكى

heba nada 19-01-20 12:43 PM

شكرا على كلامك الحلو جدا🙈🙈🙈
فرحة أول عمل طويل ليَ على هيئة فصول هي مش طويلة قوي بس تقدري تقولي هي بدايتي
في قبلها قصتين قصيرتين بس و كتبت نوفيلا بعدها لكن اقصر منها ففرحة بعتبرها اول عمل حقيقي🙊

نهاد على 20-01-20 10:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة heba nada (المشاركة 14729282)
شكرا على كلامك الحلو جدا🙈🙈🙈
فرحة أول عمل طويل ليَ على هيئة فصول هي مش طويلة قوي بس تقدري تقولي هي بدايتي
في قبلها قصتين قصيرتين بس و كتبت نوفيلا بعدها لكن اقصر منها ففرحة بعتبرها اول عمل حقيقي🙊

بالتوفيق إن شاء و مبروك أول عمل طويل ليكى حبيبتى

um soso 20-01-20 11:20 AM

صباح الخيرات

مبروك اول خطواتك في وحي الاعضاء

بدايه موفقه

لانزال بالبدايه ولا نعرف تفاصيل زواج فرحه ...

هل كانت لاتزال قاصر عندما تزوجت ؟؟
ولماذا كل هذا الحقد ممن تزوجها ليطلقها وه مستعجل باحضار الزوجه الجديده رغم انه لم يتزوجها الا 6 اشهر

الحمد لله عرفنا ان فرحه وجدت مايسليها واصبح لها عمل يشغلها

هل فكرة الروايه تعالج حال المطلقه ونظرة المجتمع لها ؟

بانتظار ان نتعرف اكثر على حكاية فرحه



um soso 20-01-20 11:21 AM

درس تعليم مجاني اقدما دون سؤال ههههههههه
اذا اردتي الرد على تعليق بروايتك اضغطي

https://www.rewity.com/forum/rewity/...tons/quote.gif
كي يظهر لك التعليق بالاعلى وتردين عليه تحته

كي يعرفون القراء ردك كان لمن

heba nada 20-01-20 02:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso (المشاركة 14730882)
درس تعليم مجاني اقدما دون سؤال ههههههههه
اذا اردتي الرد على تعليق بروايتك اضغطي

https://www.rewity.com/forum/rewity/...tons/quote.gif
كي يظهر لك التعليق بالاعلى وتردين عليه تحته

كي يعرفون القراء ردك كان لمن

جزاك الله خيرا مكنتش اعرف فعلا

heba nada 20-01-20 02:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso (المشاركة 14730880)
صباح الخيرات

مبروك اول خطواتك في وحي الاعضاء

بدايه موفقه

لانزال بالبدايه ولا نعرف تفاصيل زواج فرحه ...

هل كانت لاتزال قاصر عندما تزوجت ؟؟
ولماذا كل هذا الحقد ممن تزوجها ليطلقها وه مستعجل باحضار الزوجه الجديده رغم انه لم يتزوجها الا 6 اشهر

الحمد لله عرفنا ان فرحه وجدت مايسليها واصبح لها عمل يشغلها

هل فكرة الروايه تعالج حال المطلقه ونظرة المجتمع لها ؟

بانتظار ان نتعرف اكثر على حكاية فرحه



شكرا على تعليقك ووقتك سبب الطلاق و لماذا كان متوقعا و موقف الاب و سببه إن شاء الله سيتم توضيحه تباعا في الفصول القادمه
فرحة تناقش حالة و قضية هامة لكن مش حال المطلقة عموما هنتظر رأيك في الفصول القادمة إن شاء الله


الساعة الآن 06:25 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.