آخر 10 مشاركات
ياعصيّ القلب *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Nareman fawzy - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          في ظلال الشرق (20) -شرقية- للكاتبة الرائعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          نصال الهوى-ج4من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي*كاملة+رابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          382 - زهرة المطر - بارباره مكماهون (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: الثاني الشبابي الذي احببتوه ؟ والمفضل لديكم ؟
ملاذ و ايوب 30 71.43%
شهم وسراب 11 26.19%
ديالا و امجد 1 2.38%
المصوتون: 42. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree34Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-01-20, 11:08 PM   #11

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي


لحظات وبنزل الفصل الأول كما ذكرت بحال وجود تفاعل رح انزل فصلين كل خميس ١٠ مساء وسبت ٧ مساء

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-20, 11:11 PM   #12

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأول

اسنانه تصطك ببعضها بشدة لتصدر أزيزاً مزعجا ...
جبينه المغضن يتعرق كشلالِ ماء لا ينضب ... لتنزل حباته بخط طولي إلى وجنته وتبلل ياقة منامته
كابوس جديد ... يجثم على قلبه كصخرة تكبل حركته .
ليس له قدرة على الاستجداء ولا الصراخ .. يخالجه شعور قاهر بالعجز و الشلل !
لم يشعر سوى بيد حانية رغم برودة اناملها تتلمس حرارته .. و تذكر الله مرارا علها تنجيه من غياهب مصارعته ليصحو وهي تنادي اسمه بصوتها الرفيع .
ما إن فتح عمران عيناه على وسعهما حتى انطلقت يده لتقبض بسرعة على رقبتها ..
شهقة مرتجفة صدرت منها .. وهي ترجع للوراء ... تناظر عيناه المحمرة .. و الهلع الذي يكتسي ملامح وجهه المرهق !
خرج صوتها بلهفة .. وهي تبعد يده عن رقبتها وتحتضنها بحب بين كفيها
" عمران انت تُخيفني عليك ... "
وكأنه نجى من موت محتم .. اعتدل بجلسته ... محاولا التركيز ... ماسحا وجهه بكفيه .. ليبحث عن صوته الغائب فيخرج متحشرجا وهو يرد باستياء
" لماذا أتيتِ ؟ "
لم تجبه ..... فقط تطالعه بنظرات راجيه ألا يطردها .. حتى تطمئن عليه على الأقل .. ما إن دخلت شقته التي تحفظ تفاصيلها بدقة ... حتى وقع قلبها خوفا عليه عندما وجدته نائما ..... يعافر كوابيسه ..... وأما هو لم يجد القدرة الكافية لجدالها!
بعد دقائق خرج من الحمام بعد أن أخذ حماما سريعا يزيل به إرهاقه..... عاري الصدر .. وشعره الرطب ملتصق بجبهته... يقطر من الماء ...
تقدمت نحوه وهي تلتقط المنشفة من يده .. لتجفف شعره و تمسح الماء عن صدره .. وبدوره لم يحرك ساكنا فقط اكتفى برؤية شعرها الاسود وهو يتحرك بخفةٍ معها ... نافرا من ملاحة وجهها الذي ظلمته بفرط الزينة .
تنهدت بألم وهي تتمعن هيئته بقهر .. يا الله كم تغير خلال شهرين فقط ....منذ آخر مرة رأته فيها ! .. تناظر عيناه التي فقدت بريقهما و قد شغفتهما حبا يوما ما .
من يصدق أن جسده الرياضي قد أصبح هزيلا .. ووجه الوسيم قد أصبح شاحبا فاقدا إشراقته النضرة..... طفرت دمعه من عيناها غلبتها رغما عنها و شهقت بكاء غدرتها
.. بكاءً على ما أصبح عليه حاله.
لم يهتم او يأبه لها ... فقط اكتفى أن يبتعد عنها و يباشر بارتداء ملابس عمله ...
تقدمت نحوه .... تحاول ان تسلب لُب تركيزه وتكسر صمته لتجلي صوتها " اليوم ذهبت إلى طبيبة "
و الرد كان صمتا مطبقا ..
ارتفعت يدها وهي تمسك كفه وتمنعه من متابعة تزرير قميصه لتبسطها على بطنها المنتفخة .... خرج صوتها مرتجفا وهي ترسم ابتسامة حماسية
" ألا ينتابك الفضول لتعرف ما جنسه لقد عرفته منذ شهر ونصف؟..... خمن هل هي بنت تحمل جمال عينيك السوداوين أو صبي يكون لك خير سند "…
" كفى ... "
صرخ بها مقاطعا استرسال كلامها ليقول باختصار و حزم مطلق ... وهو يسحبها باتجاه الباب الذي فتحه
" كفى وعودي للمنزل ... بيننا اتفاق وتعاهدنا ألا يُخلف... اسمي لكِ .. لقد تزوجتك و كنت شهما ولم اتعامل بخسة ... اعترفت بطفلك .. ولم أنكر أني اباه .. "

دفعت صدره بكل قوتها و أغلقت الباب بقوة ... لتقف أمامه ... تجابهه باعتداد ... و قد فقدت صبرها بعد تركها ليالي عديدة ... مشيرةً بسبابتها إلى بطنها
" لن اخرج ... هل تفهم .. وهو ليس طفلي وحدي بل طفلنا .. ! و ستتحمل مسؤوليته .. ويربى بيننا كأي عائلة .. "
ما إن رمت كلماتها ... حتى اُعتصر قلبها من رده الباهت ... لم يكن باهتا بقدر ما كان ساخرا مستكثرا عليها حقها.. كم آلمَ قلبها سخريته من أمنية حلمت بها طوال سنين عمرها
زوج محب..
بيت دافئ ... وطفل صغير !
خرج صوته رغما عنه حادا بدفاعه ... فأربكها .... وهو يزيد من تحطيم قلبها لأشلاء.
. " إن جمعنا سرير واحد .. فهذا لا يعني أن يجمعنا بيت ... إن جمعنا عقد زواج .. فهذا لا يخول لك الحق أن تلاحقيني .. وتملي مطالبك... لآخر مرة يا سمر عودي لمنزلك .. ولا تريني وجهك حتى أتصل انا ... "
اقتربت بخطواتها منه لتقف أمامه .. وقد انسحب الدم من وجهها بوقع كلماته .. لتنزل دمعة يتيمة تقهقرت على خدها
وبصوت حمل بطياته قهرها
" معك حق فمن انا ؟
مجرد راقصة ... اعجبك اعوجاج خصرها... فأحضرتها لمنزلك ... لتقضي ليلة صاخبة .. تتمرغ بأحضانها وانت تهذي باسم غيرها .. فتغدقني بكلمات الحب والغزل .. وانت تبحث عن حبيبتك بي.. "
فردت كفها على صدره .. علَّ قلبه الحجري يلين وهي تشكو سوؤه إليه
" أتعلم .... كم مرة تألمت وانت تناديني باسمها ؟
كم مرة بعد ليالي حميمية تحملت فيها أن ترمي نقودك بوجهي حتى بعد أن تزوجنا؟ لتذكرني أني عاهرة .. وأن لكل شيء ثمن ."
أبعد كفها عنه.. وهو يتظاهر بالأسف .. يوليها ظهره وهو يرد هازئا
" مؤسف حقا أن تشعري بذلك مع كل رجل عاشرك !.. وانت تقبضين الثمن .. لكني أذكر في المرة الأولى لنا معا .. طلبتي زيادة المبلغ مقابل أن تسعديني .. وبالمرة الثانية طلبتي أن اشتري لك عقدا ماسيا ثمينا .. ؟ وانا لبيت طلباتك ولم أبخل .....
منحتك مقابل عروضك الماسخة .. واجتهادك لإسعادي ..."
اكمل عمران مشددا بقوله
" انت من قَدَّرتي ثمنك الغالي بنفسك ! "
اطبقت جفونها لتعتصرها بألم ... وما إن مر أمامها ليستكمل ارتداء ملابسه بتعجل .. حتى اشتمت عطره الذي غذى شعور الاستصغار و المهانة بداخلها ....و جلدها أكثر بسوط شوقها ..... لتحكمها عاطفتها الجياشة ... . سألته سمر بصوتها المرير لتجابهه
" وهي ماذا أخذت منها ... لتحبها وتدفع عمرك ثمنا لها ؟ "
أظلمت عيناه .... ليعيد السؤال لنفسه مكررا
" ماذا قدمت ؟"
قاطعته بصوتٍ مذبوح ... ونبضات قلبها تخفق بعنف ... لتخرج كلماتها المدوية ... وهي تحترق كمدا من عشقه لغريمتها
" ماذا فعلت بك التي اسمها " سراب " ... لترجو اخاك ان يسمي ابنته على اسمها ..
ما النفيس الذي أهدته لك لتوشم حرفها على كتفك ؟ .. هل جادت عليك بأكثر مما قدمته أنا "
و كأنما كلمتها الأخيرة كانت القاضية ...... توجه نحوها ليقبض على كتفيها بشراسة ... يهزها بعنف .....ولم يشفق على وضعها.. وقد نسي أن له طفلا من صلبه يقبع بأحشائها .....وقد يضره ..
" اخرسي .. وهل تظنينها طامعةً جائعة... !!
فغرت سمر شفتيها .. واتسعت عينيها بذهول من رده الذي الجمها ... وقد احتكم بداخلها شعورا بالإذلال والوضاعة ...اكثر مما شعرت قبلا !
اقترب بوجهه اكثر... ليلفحها بتسارع أنفاسه ... وعينيه تأسر عينيها البراقتين ..... وهو يتابع بهمس مرعب خافت .
"ونعم أحبها لأنها من بنات الوالي عزيزة النفس .... عفيفة الجسد ... أحبها لأنها الشي الوحيد النقي بقدر ما كان حولي ملوث ... "
ركلة من طفلها اعتراضا !
وركلة أخرى منبها أَلا تحزني انا هنا.....
امتقع وجهها وقد سرت رجفة بأوصالها من الإهانة ......عضت على شفتها .... وهي تلعن نفسها على قدومها .... ليزيد من ذبحها باعترافاته التي توالت لتخر عليها كصاعقة !
تابع بصوته الرجولي المختنق بعبرته
"و آه كم ابغض حظي العاثر الذي أصابته لعنة اسمها ... لتكون لصحراء حياتي القاحلة ،.... سراباً . "
جحدته بنظرة نارية غاضبة ... وقد حولتها الغيرة إلى وحش مفترس .... لتتوقف عن ذرف الدموع .. وتبتعد عنه خطوتين جاعلة بينهما مسافة بسيطة ... مستنصره لذاتها قائلة
" والعفيف لا يعرف الا العفيف
والعابث يَسقط بِشره و يدنس بخطيئته مع العواهر "

جلدته بسلاطة لسانها ... وهي ترد له صفعاته بمهارة اكتسبتها بفجاجة، منذ زمن تحديدا من خلال فترة عملها . انعكس مفعول كلامها بقهر رجولي على تقاسيم وجهه الذي أصبح قاتما رغم جمود صاحبه . ….
همست سمر بنبرة رغم المها كانت متشفية
" لو كنت نقيا ... لكانت من نصيبك ... مثلما كانت اختها نصيب أخيك القاسم ... لكن الفرق بينكما واضح والحقيقة المؤلمة انها فضلت أن تكون زوجة لعدوك حسن السيرة ... نظيف اليدين من أي حرام … ".
صمتت برهةَ لتأخذ نفسا ... وصدرها يعلو و يهبط بانفعال .. وقد فقدت أعصابها … رفعت صوتها وهي تلوح بيديها
" .. مؤلم جدا أن اسم الوالي لم ينقذك من براثين سوؤك هذه المرة ... فاحصد شوك ما اقترفته أفعالك "
مرر عمران انامله بشعره وهو يقبض على خصلاتهِ بعنف .... يعافر انكساره... بصحة قولها .. فهو أختار طريقه
وهو المخطئ .. !
فليتلقى شر أعماله .
جلس على كرسيه الجلدي الوثير ... بمكابرة و غطرسة .... منهياً النقاش ... وعقله يحثه أن يفتك بها.
" أخرجي .... قبل أن أفعل صوابا و اقتلك .. "
توجهت سمر نحو الباب لتضع يدها على المقبض و تفتحه ... استدارت لتنفث بوجهه آخر ما في جعبتها بحدة .. وقد حسمت أمرها .. بخروجها خاسرة من معركة انتهت قبل أن تبدأ .. لتنفض راسها بغليل !
" سأخرج يا عمران من هنا و لن أعود .. وسأطلب من الله مغفرةً و ارجو من ابنتي صفحا... على ما ارتكبته من ذنبٍ مجحف و مخجل بحقها لاختارك والداً لها "
ورغما عنها اخذتها شفقةً قطعت نياط قلبها على صغيرتها التي لم تولد بعد....
__________________________________________________ __________________________________________
لمعت عيناه .. باشتهاء
و الفضول يقتله ليتذوق السكاكر الموجودة بمستودع والده !
يعدُها بذهنه.. بعضها حبوب دائرية زرقاء
واخرى وردية
وحتى بيضاء ...
لعق شفتيه الصغيرة بحماس
وهو يتخيل حلاوة طعمها بفمه
ما إن خرج والده إلى الشرفة ... حتى دفع الصغير الباب بحرص شديد ...
هدر صوته متأففاً بضجر....
بعض الكلمات .... وصلت مسامعه ... والتي لم يفهم منها شيء ..وجل تركيز نظراته على تلك الحبات الشهية ...
اجفل من صوت والده عندما صدح
" الغبي قتل نفسه ... لقد خسرناه حقا ... نعم نعم ... ربما افرط بجرعة زائدة من الكوكائين ... معك حق كان رجلً يدفع بسخاء "
تابع المشي على اطراف اصابعه ... لقد وصل إلى مبتغاه ... تحقق هدفه وحصل عليها سيتذوق حبة واحدة ويهرب
وربما سيأخذ حبة اخرى بغيظ بها أصدقائه
لن يشعر والده اذا نقصت حبتين ... او اكثر
تابع خطاه مطمئنا براحة وصوت والده يصله متكلما على الهاتف
" حسنا هل خرج من منزله ؟ ممتاز ... هذا ما أريده .. امن لي طريقة لدخول الى بيته .. أحسنت و حصتك من الحبوب الجديدة محفوظة مجانا "
ولا زال الطفل بين تفكيرٍ وحيرة شديدين .. اختار اخيرا حبة زرقاء مرسوم عليها حيوان لطيف ... ما إن قربها من فمه
حتى شعر بلسعة ساخنة حطت على وجهه .. لم يبكي .. اكتفى ان يدير وجهه ببطئ لأبيه ليجد عيناه الجاحظتين قد اظلمتا غضبا
ازدرد ريقه بخوف كأرنب مذعور ... ينتظر نهايته بين أنياب الاسد ... لتسقط الحبة منه على الأرض
ارتعد جسده بخوف ووالده يأمره
" مد لسانك ... "
طفرت دموعه برجاء .. وذقنه يرتجف...
ليصرخ والده بإلحاح ووعيد مباغتا وجهه الابيض بصفعه أخرى قوية بظهر يده .
" هيا اخرج لسانك .. اخرجه"
مد لسانه برعب ٍ شديد وصوت بكاءه يعلو بصخب مستنجدا بأمه ..
سارع جابر بسحب لسانه حاشرا اياه ... بين سبابته و ابهامه ... ضغط عليه بقرصة لم تكن موجعه بقدر ما اوجعت خاطره وحفرت اثرا بنفسه لن يمحى !
.. ارتفع صوت بكاء طفله بصراخ متألم
ليهدر جابر غاضبا
" هذا لتفكر مرة أخرى ... بتذوق شيء اعجبك مظهره و انت لا تعلم حجم الضرر الذي فيه.. تذكر اليوم جيدا ! .. لأنك اذا فكرت بالمستقبل ان تقربها لن أتوانى عن قطع لسانك الذي اخرس عقلك بعدم التفكير بتوابع تصرفك .. "
سال لعابه على ذقنه ... وهو يفرك عيناه ببكاء عالي ...اما جابر مسح اصابعه ببنطاله ... ليدخلها لجيبه و يخرج ... حلوى لذيذة يحبها طفله
... ليرتفع حاجب ابنه بتساؤل .. فيبتسم جابر بسماجةَ مربتا على كتف الصغير الذي ينشق من بكاءه
" احسنت يا صغيري لقد فهمت الدرس "

بعد نصف ساعة
تحرك بسيارته عاقداً العزمِ اليوم ... على تدمير ابن الوالي ... !
ابن الوالي الذي ولِد وبفمه ملعقة ذهبية .. فتحت له أبواب النجاح ... و جعلته محط حسدٍ لجميع من في عمره... مفاخرا بأصله و امواله ..
ابن الوالي الذي كان لا ينفك عن تحطيمه واشعاره بأنه دون .. !
ضرب جابر مقود السيارة ... ليرتفع صوت تفكيره .... منذرا بشرٍ قادم
" ستحاسب يا ابن الوالي على كل فرصة سرقتها مني ... ستموت كمدا و كلك حسرة لتتمنى ان تكون مكاني !
"اقسم بمن رفع السماء .. إلا احطمنك كما حطمتني .. "
لينبش بحقده ماض دفين ....
عندما طلب منه بكل خجل مبلغا صغيرا من المال يسدد فيها قسطه الجامعي ... لأنه ببساطة أحب أن يكون رجلا معتمدا على نفسه أمام والده
... بوقتها كان ممتناً لصديقه عمران حقا بأنجاده ...اسرع بوضع المال امامه بدون تفكير ... ليفاجئ صباح اليوم التالي ... بخبر صعقه صعقا .... بحصوله على فصلٍ تأدبي ... من الجامعة ... والسبب تشكله لأحزاب سياسية .... !
ليكون فديا لسمعة "عمران" من ظنه صديقه .. ثم صمت مدركا انه قد قبض الثمن مقدما البارحة ...
شعور اخر بالنقص اعتراه ... متذكرا مرة أخرى غضب والده الراقد على فراش الموت
بعد أن اصبح يشرب ويقامر... وابتعد عم نشأ عليه بظل عائلة مواظبة على فروضها... وعيشها بالحلال
خرج جابر من السجن .. وكل ظنه أنه أصبح اقوى بالطريق الذي سلكه .. !
ترك الصلاة ...
ونسي عدالة الإله ...
وعاش متخبطا بعتمة الضنك!
ليضمر حقده بداخله ... ويتقرب من عمران بعد زواج محبوبته .. فأصبح لديه نعم الاخ و الصديق ... و اوقعه بفخ المخدرات ..
اصطف بسيارته أسفل البناية ... ليرسل رسالة من هاتفه المحمول
" انزل انا في انتظارك بالأسفل "
متعبا منهك بسبب إهمال عمله بالآونة الأخيرة !
جلس في السيارة ....
" أراك متعبا اليوم "


زفر وهو يريح رأسه على المقعد
" شعرت اليوم تحديدا اني اهلك ... صدقني لا ارتاح حتى اثناء النوم ..."
تابع وهو يضع قبضته باتجاه قلبه " تتسارع دقات قلبي بشكل مفاجئ .. تخيل بعد أن كنت بارد الأعصاب .. أصبحت استفز بأقل كلمة "
دغدغة شامته تلاعبت بقلبه .. سعيدا هانئا .. بتأثر جسده من تعاطي المخدرات
خرج صوت جابر بهدوء متلاعبا بحبال شوقه لعائلته
" ربما شوقك لعائلتك أو أن هواء المدينة لم يواتيك بعد ؟ "
يغمض عمران عينيه... قائلا بشوق
" آآه ....كم اشتقت لرائحة البلد اشتقت إلى الياسمين الذي زرعته امي ... رائحة شذاها تعبق من بعيد
... منذ اتيت للمدينة وانا اشعر انه اطبق على صدري "
غزل خيوطه واتجه بهِ لمبتغاه ...ليقول جابر مستغلا اشواقه
" حسنا ... ما رأيك أن ننزل إلى البلد لتجدد الهواء برئتيك... وانا متأكد انك ستنتعش "
اراد الرفض ... لكن جابر قاطع تفكيره المشتت
" لا تقلق لن نقترب من قصركم ... ولن يراك أحد "
ليهذي كطفل صغير ضائع بزحمة الطريق.
" لكني اشتقت لأمي ... جابر اذهب بنا الى هناك... أريد رؤيتها و لو من بعيد "
ليقول ملبيا .. يبتسم بنصر و الراحة تملأ قلبه
" بأمرك يا صديقي"
______________________________________________
كره ...... غضب …
و نارا شبت بأضلعه ...
وهو يشاهد سيارات ضخمة سوداء لعائلة الراغب تصطف أمام منزله الذي حرم من دخوله منبوذا دون إذن والده
بعد ان تسبب بمشكلة ليست بالبسيطة بين العائلتين
صوت دندنات العود ... و رائحة الشواء .. و صرخات الأطفال الضاحكة
حياتهم مستمرة كما هي ... ولم تتوقف عليه .. شعر آنه آفة تم التخلص منها ليمضوا سعداء بحياتهم
واكثر ما اوجع قلبه وجود من خطف حبيبته جالسا بينهم يتسامر بسعادة .. يحادث اخاه عبدالله ويبدو عليهم الانسجام
اما هو فحتى عندما كان يعيش تحت عباءة الوالي كان وحيدا ... و علاقته مقتضبة مع اخوته
كم تمنى أن يشعر بالتفاهم والدعم الحقيقين مع عبدالله اخاه الأكبر ... الذي فضل أن يكون بعيدا عندما طلب منه اقناع عائلة سراب بالموافقة وكأنه لا يراه كفؤاً .. و سيجلب بلوة على رؤوسهم …
القاسم و رشاد .... كان اعترافهم صريحا بوجهه " رفضتك لأنك تشرب الخمر .... ليزيد الطين بلة علاقاتك الكثيرة مع النساء ... واخيرا صارحه القاسم بخوفه على بيته وقد تزوج اختها حديثا "
تراجع عائدا السيارة ...
لتبدأ خطة جابر ... و يمر من أمام منزلها
" توقف "
فتح عمران نافذة السيارة .... يحدق بحديقة منزلها الخلابة .. و يدعو الله ان يلمح طيفها
مرت ساعة كاملة ولم يشعر بالوقت حتى عاد جابر .. بعلبتي عصير ... قدمها له
عرض اليه "حبة زرقاء "
" خذها مع العصير ستخفف عنك حزنك ... وتسعدك .. جربها و لن تندم .. "
نظر إليها عمران بطرف عينه .. محركا راسه برفض قاطع .. ويمتعض وجه جابر بقلق
"اريد ان ابقى متيقظا
هل معك سيجارة.. اريد ان أدخن ... علني انسى "
فرح جابر ... وقد سهل الطريق عليه ممسك بفرصة ذهبية.... لن تكرر ثانية ً
....
امسك بالوسادة الخلفية .. مزق أعلاها ليفتحها .. و صدر صوت الكيس من داخلها .. ما ان اخرجه حتى ... التقط كيسا آخر شفاف اللون ... موجود عليه رسمة مخيفة كوجهٍ ضاحك مرعب ... يسمى " الجوكر " بأوراق اللعب !
بمهارة و سرعة خاطفة استغل شروده .... ليمسك الحشيش ذو اللون الاخضر الغامق … ويلفها بالبرشام بإتقان .... ما إن أنتهى ... حتى بللها بطرف لسانه لتبقى متماسكة
قدمها له بكل دهاء ... وهو يعده انه سينسى ما يعكر صفوه
... أشعلها ليتصاعد دخانٌ غريب الرائحة ... بينما جابر فتح الشباك مستنشقا الهواء النقي حتى لا يتأثر
...
تسرب اليه إحساس بخفة جسده ... !
طائرا محلقا فوق السحاب...
فتح باب السيارة لينزل منها مترنحا شاعرا بالاختناق ... ركض جابر ليسنده …
ثقل لسانه ... فتخرج كلماته بطيئة متلعثمة .. مبعثرة
" اشتم ..... اشتم رائحة ورود الجوري… "
…. "
ليأخذ نفسا عميقا ... و يزفره ... فيخرج صوته متحشرجا بغصة .. وهو يلوح بيده دون هوادة
" إنها بعيدة ... بعيدة جدا ...
بقدر ما هي قريبة الان .... لزالت سراب ... "
جلس على الأرض ... ليبكي ويضحك .. في آنٍ واحد ... مثل المجانين .. ككل مرة يأخذ فيها المخدرات
بينما جابر جلس بجانبه ... يتقن دوره بالتهوين عليه ... فتشتعل عيناه رغبة في التدمير .... والكره يزداد بداخله ويستعر أكثر
قال جابر يغموض
" لو علي... لأدخلك ... لمنزلها فتراها كما تشتهي "
سحب عمران نفسا آخر.. وقد رمى السيجارة تحت قدمه ليدوسها .. وعقله يطوف بذكريات لسنوات مضت وقد بدأ تأثير الحشيش .... يزيده استفزازا و اضطرابا
يهذي بوله و شوق اسهده ليالي طوال ...قائلا بخفوت شارد وصل لسمع جابر المرهف ... فتتشكل امام عيناه ذكرى قديمة لها وهي ترقص
" أريد أن أدخل إليها .. واطلب منها أن ترقص
حبيبتي رقصها جميل .. "
صمت جابر قليلا .قائلا بصوت فحيح الأفاعي ... ليدفعه لطريق وعر شائك
مشجعا باندفاع
" فرصتك الوحيدة الآن ... هو في دارك... وانت في داره
…. لا تقهر روحك يا رجل ."
لسعات البرد تغلغلت داخل قميصه لتسري قشعريرة في جسده ..
صوت نباح الكلاب جعله متوترا بشراسة …. عينان شديتا الاحمرار …
وصوت لاهث بكثرة ما هرول بذكرياته
سار بخطوات قصيرة بتجاه بيتها ... ثم زاد من سرعته .. ليقف أمام الباب ... التفت إلى غرفة الحارس المطفئة …
ثم نظر إلى الوراء .. ليجد جابر وراءه متكتفا ...
كيف سيدخل ؟
كيف سيراها ؟
اسند رأسه على باب البيت ... مغمض العينين ...
دار حول المنزل ليدخل إلى الحديقة الخلفية قافزا من السور .... ثم خطى مهرولا بحذر..توقف عند باب زجاجي ..
قابضا على يد الباب ... حتى فتح بسهولة ... ابتسم ليزأر بانتصار .. دخل عتبة البيت وعيناه تتجولان في غرفة الضيوف ..
الأرائك الفخمة ...
الستائر .. و التحف الأثرية ..
هل لمساتها الأنيقة ... طالت كل ذلك وحظيت بما لم يحظاه؟
شق الباب ليتفقد المكان .. ويمشي في الممر بخفة محافظا على حذره .. باحثا عنها
جن جنونه لا أثر لها ... ثلاث غرف متباعدة ..... على يمينه ..
فتح الأولى ليشاهد غرفة مطلية باللون الابيض ... يتداخل بها اللون الازرق كأمواج بحرية ..... وسرير ينام عليه طفل صغير
فتنشب نار الحسد و الحسرة بصدره من جديد
متمنيا لو كان هذا البيت بيته .. وطفل الصغير طفله
وهي زوجته !
لماذا رفضته ؟ ولم تعطه الفرصة ليحقق مراده
بدلا من الدخول لمنزل يمقت صاحبه كالصوص
مر بالغرفة الأخرى
ليقف بضع ثوان مستنشقا رائحة مألوفة يعرفها جيدا .. ذلك العطر اللعين المسكر الذي جعل افلاكه تدور حول مدارها
فتح الباب ..
ليفتح على نفسه بوابة مجانية لجهنم !
ما إن دخل حتى برز عرق اخضر نافر في جبهته ...
ابتلع ريقه مرارا شاعرا بجفاف حلقه .. بعد ان وصل الى تلك الواحة الغناء يروي ظمأه اخيرا بعد سنوات عجاف اضنته .......
الضوء الخافت للغرفة منحها هالة ملائكية زادتها جمالا
خفقات قلبه تخفق بعنف قاتل لا يحتمل ...
نظراته مسلطة على وجهها و حقيقة وجودها
عيناه السوداوان لمعتا بشده وهو يتشبع تفاصيلها
شعرها البني المموج بطبيعته .. ووجها الابيض ... بذقن مدبب قليلا ..
مغرية .. أنثوية وو....مهلكة ... كما رآها بأكثر أحلامه خطورة
اقترب أكثر .. فحبست انفاسه ما إن تقلبت بنومها
لينتبه على قميص نومها الوردي .... الذي يكشف بسخاء عن جسدها
لم يكن مستمتعا بقدر ما كان متألما .. وقلبه المكلوم يتمزق اشلاءً
فكما يبدو أنها امرأة تجهزت و تجملت لزوجها .. وغفت اثناء انتظاره
اعتصر قلبه بشدة .. وهو يتذكر تلك الليلة التي رآها بثوب زفافها الأبيض .... تزف إلى عريسها الكريه..
رباه ... رباه .... كم صرخ .. وكم حطم كل ما طاله بيديه
وكم تحطم قلبه و تهشم .. !
صدر أمر الوالي بربطه بإحكام كالبهائم على الشجرة المعمرة .. كثيفة الأوراق.... التي تكشف الشارع خلف المنزل ... ليتعلم درسا مؤلما أن قلوب الرجال يجب أن تكوى لتصبح صلده.... ولا تعرف هشاشة الحب ..
ما إن مرت الزفة من أمامه .. وصوت الزغاريد العالية .. و الطبول تدوي برأسه ... حتى أصبح يتحرك بتخبط مجنون ..
فقد المتبقي من عقله .... صرخ كأم ثكلى فقدت فلذة كبدها .... لم يتوقف عن الصراخ و الشتم حتى شعر بانه احباله الصوتية تقطعت .. ليقع منهارا
.................................................. .................................................. ..............
مسد صدغيه بألم ... ودنا منها .. علها تداوي آلامه … و تطيب خاطره المكسور
زادت فرحته ... و ازداد ألمه كلما اقترب !
ليضحك بخشونة صاخبة... غائب التفكير ...
رمشت سراب بخفة لتستيقظ على صوت جلبته ..وفتحت عينيها
فارتفع جسدها بفزع .... سرعان ما صرخت عاليا ...فكتم صراخها المدوي.... بكفه
عيناها المرتعبتين تتسعان بشدة عندما أدركت هيئته ...
وقلبها خفق حتى شعرت أنه سيخرج من اضلعها
همس مسحورا أمام عينيها الذاهلتين ... ليقول مفتونا بقربها محققا حلما صعب المنال
" لقد ظننت ... اني رأيت اجمل النساء من بعدك
…. كفارة يمين .. تكفيرا لسوء ما ظننت .. "
أبعد عمران كفه الخشنة عن فمها ..شعرت سراب أن لسانها عقد .. كلما حاولت النطق وجسدها يختض بعنف من هول الصدمة .. كيف استطاع الدخول ؟؟؟
لا يزال ينظر لها بطريقة ارهبتها !!
كأنه يتشرب ملامح وجهها .. وخطوط مبسمها
كمن ... كمن … اضاع شيئا نفيسا !
ارتجفت و شعرت في تلك اللحظة أنها ستبكي ... لتبرق بذهنها صورة زوجها الذي ودعها بابتسامته المشرقة ...
دفعته ... لتقفز على الجهة الأخرى بخطوات خرقاء متهاوية ... لبست روبها وسترت مفاتنها
ثم أرجعت شعرها للخلف بغضب تلبسها.... لتقول بصوت حازم رغم ارتجافه الهلع
" اللعنة كيف دخلت "
" اخرج من هنا .. قبل أن يعود أحمد "
أحمد ….
أحمد ….
ماذا لو علم أن رجلا دخل إلى غرفته وتعدى على حرمة أهل بيته
.... ماذا لو علم أن هذا الرجل عمران!
صقيع حارق امتد على طول ظهرها ... وهي تدعو الله سترا
...وخوفا من أن يكون رآه أحد عندما دخل إليها
أمّا عمران ...اصفرار طغى على ملامحه .. و اشتعلت عينيه الحمراوين ليتحول كهجين مستذئب مع اكتمال القمر
اقترب عمران منها بخطورة .. أهلكت المتبقي من أعصابها
لتشعر بضعف قدميها الغير قادرتين على حملها لتقول بوهن
" ارجوك أخرج .. لن يحصل طيبا إذا أطلت بقاءك "
أشرف عليها بنظراته التي فتكت بها... ليقول بصوت أجش ... حارق
" سنوات وانا أتساءل لماذا رفضتني ؟ ..
لماذا فعلتي ذلك "
رمشت بعينيها مرارا ... وهي تهز رأسها متسائلة بحيرة
" ماذا فعلت ؟ "
اقترب منها يخطو كالمحموم ... وقد تلبسته روح أخرى .. ليهدر بغضب وقد فتحت قريحته مسترسلا بالكلام
" تقدمت لك فرفضتني ... رغم أني من أبناء عمومك ... وانا الأولى وهو من عائلة أخرى …. وافقتي على عدوِ الذي رفع سلاحه بوجهي …قهرتني يا سراب ومزقتي قلبي ... و تسألينني ماذا فعلتي ؟ "
كامرأة حرة ...مدافعة عن زوجها الذي احبته منذ نعومة أظفارها .. لتقول بدفاع محتد
" رفع سلاحه عليك لأنّك تحرشت بي وأنت ثمل …
عدوك حماني منك ،رفضتك ..... ووافقت عليه لأني أحبه مذ كنت طفلة .. ولم أتخيل نفسي إلّا له .... ولا مجال للمقارنة "
بركان ثائر استعر بجسده فيصهره بلوعة البغض والخسارة
اقترب منها مترنحا ... وهو يشعر بدغدغة داخل معدته....
وشرارات تنخز رأسه ... كان يستمع إلى صوتها ذو الارتجافة الناعمة لكن عقله كان مغيب .. شارد بملامحها
ما إن التصقت بالحائط ... حتى مد أنامله يود تحسس وجهها
" لا "
صرخت بوجهه .... وذكرى تركت شرخا بنفسها بكل مرة حاول لمسها دون أي حق
"إياك .. "
تجاهلها وتحسس طول فكها .. لتصرخ به ضاربة كفه بقوة
" لا تكن خسيسا ... و اخرج "
نظرت إلى المسافة البسيطة التي بينهم ... لتباغته ... وفرت من أمامه للصالة
أمسكت بتحفة أثرية فخارية .. رفعتها باستعداد للهجوم لتهتف بوجهه
" اخرج ... و انسى دخولك لمنزلي ... ولغرفة نومي تحديدا "
ارتجفت يدها كلما اقترب .... حتى حشرها عند زاوية الغرفة ... ترقرقت الدموع من عينيها الجميلتين لتقول بتهديد واهٍ
" سأصرخ "
امسك يدها دون عناء ورمى التحفة جانبا ويده الآخرى تحتفظ بكفها ... لتبكي وهي تفكر ماذا إن طالتها فضيحة .. حاولت تحريرها … وهي ترتعش ... لتنهره بصرامة
" ابتعد ....... سيأتي أحمد و يقتلك بارضك ... اخرج يا عمران و تذكر أنّنا اقرباء .. لا تجعلنا نصل لنقطة مغلقة ... لطريق قد يهلك حياة كلينا "
تحدث أخيراً ليقول بقتامة
" سأخرج لكن إذا وافقتي على شرطي "
لتردّ سريعا باضطراب " ما هو ؟ "
أغمض عينيه بألم .... ليقول بصوت أجش مليء بالعاطفة ..
" عانقيني .... فقط عانقيني لمرة واحدة ... وإن مت بعدها فأنا راضي... عانقيني و حققي لي حلمي ... أرجوك "
هتفت بصدمة وقد تصاعد الغضب والارتباك إلى وجهها ..
" مااذاا !!! ... مستحيل ... أنت تطلب المستحيل ... أنا لا أحلُّ لك ... "
رغبة جنونية تعتمل بداخله .... يريد أن يشعر بها و تشعر به فتعذر سوء فعله ..!
أعاد طلبه وهو يصرخ بتلوع
" اجعلي العناق حلالي لثانية فقط أرجوك و سأخرج من حياتك للأبد "
لتقول بصوت باكي ... خافت خرج بشراسة من بين أسنانها
" يطيب موتي .... ولا أخون زوجي ... يطيب موتي ولا أزني "
نظراته السافرة على وجهها و جسدها ... بثتها خوفا حقيقيا من القادم
………………
لقد ظنَّ أنّه دخل إلى جنة ... مخلداً فيها ... !
... أمامه حورية جميلة .... يهيم بعينيها الزيتونيتين اللتين تشعان بوهج سيفقده صبره
سحبها باتجاهه عنوةً مكبلا يديها خلف ظهرها .... ولم تزده مقاومتها الا رغبة
وسوسات شيطانية أرخى لها أذنه ... تحثه ان يلتقط تلك الشفاه المحرمة عليه فيتنعم بلذتها
كانت سراب تنهت من فرط المقاومة و التعب ... ولم تزدها هذه المقاومة إلا انهاكًا وألم في ذراعيها ...
شعرت بلسعات حارقة عندما حطت شفتاه على وجهها .. لم يكن يقبلها ... بل اكتفى بأن يتحسس نعومة بشرتها ... ويتشممها .. ليتأكد من أنها حقيقة هذه المرة بين يديه ، صرخ عفافها … وروحها راجية من الله ان يأتي زوجها حاميها .. وليحدث ما يحدث…
أبعدت وجهها عن قبلاته المحمومة
" عمرااااااااان ..... "
و صرخت باسمه علها تثير حفيظته … فيصحو من غفلته و يبتعد عنها !
عندما زادت قبلاته تهورا .... خرت جاثية على ركبتيها ...
بينما رفع كفه محتضنا وجهها .... و يده الأخرى تلتف مطوقًا خصرها ألّذي يختضُّ بارتجاف متقزز ...وجثى معها ارضا
صوت أنفاسه مرددا اسمها أسفل أذنها ... جعلها تشعر بالإذلال..... لا صورة أمامها إلّا صورة أحمد ولاشي يقتلها إلّا أنفاس عمران المقرفة التي اشعرتها بالدوار !
بكت بحرقة ... و ازداد صوت نحيبها رفضا ... " لا " مالت بوجهها جانبا ... وعضت يده بقوة حتى شعرت بطعم دمه في فمها ... نهضت متعثرة هاربة ً ...... فسارع بالإمساك بساقها وسحبها ..... لتنكفئ واقعة على وجهها على الأرض الصلبة ...... صرخت متأوهة بألم وشعور عارم أنَّ وجهها الفاتن قد تحطم
ما إن جلست ... حتى كبلها بيديه .... ملصقا ظهرها بصدره
…. فتعالت صرختها بوجع قاهر ... ودموعها تجري تباعا دون توقف
... فلا تجد إلّا صوت لهاثه الجائع
" أمي "
ركض طفلها مذعورا إليها .... و علامات النوم واضحة على انتفاخ وجهه يتعلق تارة برقبتها كعلقة ... و تارة أخرى يمسح دموعها المنهمرة ... في تلك اللحظات تركها عمران وجلس يشاهد الطفل يتبين وجه الشبه بينهما
نظر عمران للطفل بحقد .... لينتزع كفه دون صبر قائلا بشراسة
" أيها الصغير ابتعد أريد التحدث مع أمك "
ليرد الصغير مدافعا بضراوة عن أمه
" لا ... لن أترك أمي أيها الّلص .... اخرج من بيتنا ... أبي قوي وسيقتلك "
رفعه بعنف من مقدمة منامته...... فيحرك الطفل قدميه المعلقتين بالهواء ... مرتعبا
نهره عمران بصوت مخيف أفتك بقوة الطفل الصغيرة
" لا لصوص هنا إلّاك انت ووالدك اللعين "
سارعت سراب لتقف على قدميها ... تتوسله أن يتركه ....
وبكل قوة رمى الطفل على الأريكة
ليشهق شاعرا أنَّ جسده الهش قد تكسر .... قطع طريق سراب إلى ولدها ... فدفعها ليأخذها إلى غرفة نومها ...
بينما تتوسله وهي تتخبط بجسده وتصرخ
" ايها الديوث ... الا تنحر فيك نخوة ولا مخافة من الله ... أنا كأختك .... أتهتك عرضك "
ارتفعت نظرات الصغير لوجه أمه المكدوم ....فنهض من جديد ... يتشبث بخصر أمه بحميَّة
فما كان من عمران إلّا أن أمسكه و رماه ببساطة ..
صوت زجاج تحطم … أنين باكي خافت ثم
اختفى صوت الطفل ... !
فزعَت ... و عيناها تتسع لما رأته ... لقد رماه .... رماه فوق المنضدة الزجاجية... الحقير .. قتل ابنها
تكورت قبضتها .. لتضرب صدره ... وتلكم وجهه ...
حملها على ظهره .. فغرزت أظافرها برقبته
اللعنة عليه إنّه لا يتألم ... ألا يشعر ! ...
القاها على السرير .. الذي نخفض عندما صعد معها عليه .. رفعت جسدها بمقاومة لا رجاء منها . مهددة بسبابتها.. لتقول بصوت يرجف .. بتقطع
" والله ... والله يا عمران ... إن لمستني لأقتلك ...وأقتل نفسي "
اقتلع خصلات شعره وهو يشده بعنف للوراء .. اقترب منها ليمسك اكتافها وهو يهزها بعنف … دوار داهمها من شدته .. أغمضت عيناها تعتصرهما ..
وشعور الهلع يقتلها على ولدها .. وعلى نفسها .... وعلى ما سيحدث !
ليقول بصوت خافت محمل بمشاعره التي تطفح شيئا فشيئا .. مقبلا جبينها طويلا بشفتيه الرطبة بشهوة.. ليتغضن باشمئزاز و رفض... عانقها .. وكم يود لو يدخلها لصدره … همس متوسلا كطفل صغير
" وكأنك لم تقتليني بعد
أحبيني سراب ... أحبيني حبيبتي .. و ستختارينني ... ونعيش باقي العمر بسعادة"
والتقط تلك الثمرة التي تمنى أن يتذوقها بلذة
ليطرد ملعونً مدحورا... من جنتها.
بكت كما لم تبكي من قبل ... !
بكت تنعي نفسها مسبقا .. تلطم على خدها الذي التهب باحمرار...
إحساس المهانة والعار يعصف بها
بينما هو بقي مستلقيا بتخمة على السرير .. عيناه القاتمتين .. غامتا طائفتين بسيل من الأسئلة
لم يكن سعيدا عندما نالها .. بل شعر أن جبلا اطبق على صدره ... وزرٌ جديد حطَّ عليه !
سمع صوت عويلها الذي بُح ... فلتفت اليها ... مطأطاة راسها بخزي …
وجهها الذي كان مشرقا أصبح شاحبا قاتما جسدها العفيف موصوم بعار فعلته
هل حب سراب كان غريزة جسدية ؟
كيف استطاع أن يجلب الفضيحة لإحدى بنات عائلته
كم أنت حقير ... خسيس مدنس يا ابن الوالي …. الغريب صانها .. والقريب الحقها بفضيحه إلى أن تفنى
" سراب أنا ...... "
لتهذي ما بين عنف و خوف
" اخرس ..... أنتَ ... أنت حطمتني ... سأقتل نفسي يا عمران ... و افرح بخبر موتي "
ليبكي بدوره ... بكاءً خشنًا
" اقسم لك .. اني لا اعرف كيف استطعت فعلها "
نهضت لتقع أرضا ... وتقاوم بوجع متمسكة بقميصها المقطع
.. تمشي بصعوبة وترنح ... تتمسك بالجدار ... وصدرها يعلو و يهبط من تحاملها لتصل وتطمئن لحال ابنها الذي لا تدري ماذا حصل به ...
ما إن وصلت حتى شهقت مختنقة عندما وجدته غارقا بدمه...
دخل جابر من الشرفة .... عندما أخبره الحارس عن خروج احمد من قصر الوالي
الوضع غريب ... لا أصوات ولا شي يثير الريبة !
...يمشي بتوجس ... وعند مكان معين بالممر انفرجت عيناه مصدوما عندما وجد امرأة عارية ... تفترش الأرض ... و لتزيد صدمته عندما وجد صغيرا وجهه غارق بالدم.. !
للحقيقة هو توقع اي شيء من عمران ... الا هذا الفتك !
ركض سريعا يبحث عن عمران بالغرف ... ليجده جالسا على الأرض ... يضرب رأسه بالحائط ... ودموعه تنهمر على خده ... عندما انتبه لوجود جابر همس مختنق بندم
" قتلتها وهي من أحيتني يوما "





نهاية الفصل الاول .

noor elhuda likes this.

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-20, 11:15 PM   #13

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

قراءة سعيدة بانتظار رأيكم على نار ❤❤❤❤

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 12:22 AM   #14

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 4 والزوار 10)
‏Dalia bassam, ‏sosomaya, ‏whiterose99, ‏•Abeer•


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 12:56 PM   #15

ward77

? العضوٌ??? » 408977
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 281
?  نُقآطِيْ » ward77 is on a distinguished road
افتراضي

شكلها رواية درامية جدا بنهاية موجعة💔

ward77 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-20, 03:35 AM   #16

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ward77 مشاهدة المشاركة
شكلها رواية درامية جدا بنهاية موجعة💔

النهاية ليست موجعة ... سعيدة .. واقعية جدا


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-20, 08:55 PM   #17

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

تمنيت لو التفاعل افضل وانزللكم فصلين اليوم 😑
الفصل الثاني بالمشاركة التالية


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-20, 08:58 PM   #18

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثاني

ومر الوقت ..
وعمران يتجرع فداحة فعلته
... كيف فعلها ؟ ... الآن صَدقت هواجس عائلته إتجاه ابنهم العاق....
الآن صدقت ظنونهم السيئة التي حاربها ... ليثبت عكسها ... ويقع بفخ العصيان .... !
اقتربت سمر منه ... بقلب خافق ملتاع ...من حالته ... تسند رأسه على صدرها بحنو أمومي ..... وذهنه مغيب بعالم آخر ...
تقبل رأسه تارة وتداعب خصلات شعره تارة أخرى ... ما إن غفى.... حتى تسحبت بتثاقل من السرير
ذهبت لغرفة المعيشة .... و جلست على الأريكة تستذكر ما حدث .... لازالت مدهوشة ...
الأحداث تسارعت عليها ... استيقظت من نومها على طرقات الباب العالية ..
وما إن فتحت الباب حتى شاهدت عمران متكئ على كتف جابر
اندفع عمران بترنح ليدخل ويجلس على الأريكة .. ليميل ويستند بذراعيه على ركبته ....
..... يحشر رأسه المنكس بين كفيه يتنشق رائحة الإجرام بهما ...
نظرت سمر لجابر بحيرة متسعة العينين ... تشدد من سترتها القطنية حول جسدها.... لتساله بقلق حقيقي
" ماذا حصل معه ... ماذا به .؟؟ "
تغضن جبين جابر باستهزاء من بهرجتها حتى هذه الساعة ... قائلا بسخرية يخصها بها دائما
" لا أدري هو عندك منذ البارحة إسأليه "
لتنظر له بحيرة اكبر .. و تهز رأسها باعتراض ..... فهمست بخفوت
" ماذا ! ........ "
استدار ببطء متجاهلا كلماتها …. متوجها إلى الباب بعد أن ألقى نظرة خاطفة على عمران المنكسر ... فدق قلبه الاسود طربا !
أما عمران ... كان جسده يختض بقوة … و يتمتم بكلمات مبعثرة بهذيان ….
نظر جابر لسمر ... وقال محذرا بحدة
" إذا أردتِ حمايته من الخطر القادم ... قولي انه كان عندك بالأمس .... "
وغادر ..... ليتركها تتأكل بحيرتها وقلقها !
تقدمت منه و وقفت أمامه .... تضع كفها لتمسح على ظهره .. لقد كان يرتجف فعليا كأنه مصاب بالحمى ...
امتدت اصابعها بتوتر لتلامس كفيه العصيتين.... اللتان اخفتا صلابة وجهه عنها …. اقتربت من جانبه أكثر ..... تمسد على ظهره برفق أكبر من ذي قبل .. ثم همست بصوت هادئ النبرات ... تحاول بثه السكينة ...وتحمل معه مصابًا عظيما أنهكه
" اخبرني ما الذي حصل معك ... وسنجد الحل !"
بعد لحظات رفع وجهه الشاحب إليها ...
ينظر بعينين مظلمتين … محاطتان باحمرار واضح
مسحت بأصابعها دمعة مثقلة شردت لتنزل على خده كالنار ...عاد ليغمض عينيه بحرقة ... يعتصرهما بندم متأخر ... و ما نفع الندم الآن !!
أعاد رأسه إلى الخلف ....... فأمسكت رأسه عزولا لتشده لصدرها
بكى .... وهو يشتم نفسه
بكى ... متمنيا أن تنشق الأرض فتبتلعه و يدفن مع نجاسته !
أما سمر فكانت بصدمة في كل مرة تشاهد فيها ذوبان عمران....و انطفاءه
وهي من كانت تجزم أن الرجال تُبكي ولا تَبكي ...
……………………………….
ضرب رأسه بالجدار ... ورائحة المعقمات تخترق أنفه ... فيتفجر بداخله بركانٌ مُستعر لا يخمد
جز على نواجذه وهو يزأر متوحشا بوعيد الافتراس لمن تطاول على حرمة بيته ... فانقبض قلبه مما رآه .... وجهه كظيم لا يفسر أي ردة فعل قادمة .... !
.. عندما علت صرخات طفله الباكية من داخل الإسعاف تستنجد أبوته ... كانت صرخاته كصاخة صمت أذناه ....و فتكت بقوته المتبقية دون رحمة ... ليسدل جفونه وينظر للأعلى وقد جف حلقه
" يالله .."
لا احد قادر على الاقتراب منه ... ولا من طفله
ولا حتى سؤاله عن تفاصيل ما حصل ... !
إقترب منه أخيه .. بارتباك شديد .. لا يدري ماذا يختار له من كلمات مشذبه لا تثير حفيظته ... وتطمئنه عن حال زوجته و ابنه ......
أخذ نفسًا عميقَا و قال بلهجة طبيب عملية ... دفعة واحدة و دون انقطاع
) ايوب بخير الآن ... جرح وجهه عميق احتاج إلى بعض الغرز ... الجرح سيلتإم بعد مدة ... لكن أثره باقيٍ ... جفنه لن يكون طبيعيا كالعين الآخرى وبه بعض الإنسدال الطفيف
و أعتقد أن النظر بها لن يكون سويا تماما ...
.. يده اليمنى ستظل بالجبيرة ...و تم اعطاءه بعض المسكنات وهو نائم الآن . (
إرتاح محمود بعد ان ألقى مافي جعبته لأخيه ... صمت قليلا و هو يتبحر في ملامح احمد الجامدة .... لمح بنظراته أطياف الألم بأشكالها. ..فتابع بنفس الوتيرة ...
).لكن سراب .. وضعها حرج و الطبيبة تقول يجب علينا نقلها إلى المشفى ... وضعها النفسي متعب للغاية (
توحشت عينا أحمد ... وتقاسيم وجهه امتعظت بنفور مؤلمٍ قاسي .. بدا واضحًا لمحمود ... همس بخفوت ... وهو يمسح وجهه المتعرق من الخزي
( سأنهي إجراءات إخراج ايوب ... )
.................................................. ................................

لم تكن يوما ساذجة
الحياة صقلتها بما يكفي ... لتعلم أن وراء إنهيار كل رجل
امرأة أحبت ذاتها...ولم تلتفت له !
بدأت بصف الأطباق الشهية بعناية على الطاولة وهي تدندن بحماس لوجوده بالبيت كأي زوجة دؤوب تحضر الطعام لزوجها المتعب ... ما إن انتهت حتى دخل عليها إلى المطبخ متجاهلا وجودها ...
جلس على الكرسي وبدأ بكشف الأغطية عن الأطباق ..... ويأكل مما تطاله يداه ... انفرجت شفتاها بذهول من تغيره عائدًا لسابق عهده بعجرفته المحبطة .. زمت فمها بخيبة ..... غير قادرة على النطق
تخصرت سمر ... وهزت قدمها بعصبية أثارت طبعها الحاد !
بينما عمران نهض عن المائدة مرورًا بها نحو الثلاجة .... وأخرج منها .. عبوة ماءٍ باردة .. ويرتشف منها بتعطش ...رفعت صوتها بنبرة محتدة ..تفتعل ضحكة ساخرة عصبية ... وهي تلوح بكفها متسائلة
) لِماذا... أتعبت نفسك ... وأحضرت الماء .... ؟ بإشارة من خادمتك المصون .... تصل لحلقك و ترويك بالمجان (
أسبل رموشه .... وقال لها ببرود يوازي نظراته ...
) ....في المرة القادمة ... …(
انفرجت عيناها كمدًا ... وحركت راسها بيأس
) انت غير معقول ! .... البارحة كنت تبكي و تنوح كالثكالى ... واليوم تصحو وكأنه لم يحدث شيء ..... تعاملني ببرودك... جزاءً لدفء حضني الذي أواك .... في الحقيقة مشكور جدا !!! (
تابع تجاهلها.... وهو يغلق العبوة بهدوء...
رمقته سمر بسخط من الأسفل إلى الأعلى ... لتلدغه بكلماتها
( هل تظن نفسك ملكًا وأنا جارية لك ؟ ... تلبسك ثيابك .. و تطعمك .. تمسح دموعك ... و تأتيني بمنتصف الليل مخمورا مع صديقك اللعين ... )
صمتت قليلا لتتابع وهي تضع كفها على فمها تضربه بعنف
)والمطلوب أن أصمت ولا أسال ... أتجرع نظرات صديقك المستخفة ببال صبور وهو يملي علي ما يريده.... والسؤال محرم فمن انا لأسال ؟؟ ... من أنا بحياتك أخبرني …(..
التصقت به وهزت أكتافه بقوة بانتهاء كلماتها ..... تُمني نفسها أن تشفي غليلها ولو قليلًا ... البارحة كان طفلها ... تراعي إرتجافه... تجس حرارة جسده المحموم .... ماذا به اليوم !
بقي واقفًا متصلبًا ... ثم كور قبضتيه إلى جانبيه بتشدد.... كان مستيقظا عندما أعطته الدواء لينام ......
شعر بها وهي تبدل ملابسه التي تبللت من كثرة تعرقه ...لكن ذهنه رغما عنه .. يحِط بمكانٍ آخر .....إلى اخرى نحرها دون هوادة بإسم الحب !
...
أمسك كفها برفق لينظر لعينيها بامتنان بدا حقيقيًا .. فمس شغاف قلبها
) شكرا لكِ.... أتيت لزوجتي ... سِتري بأصعب أوقاتي (..
ابتسمت بسذاجة ...وتهللت أساريرها .... لتطفر دمعتها ...فحاوط وجهها بكفيه الكبيرتين ...
) هل لي بطلب منكِ ؟ (
هزت راسها بنعم .. لتهمس وهي تطالعه بحب
( أطلب .... وتمنى .... وأنا أُلبي ... )
مالت قليلا برأسها و قبلت باطن كفه .. فبادلها بابتسامة صغيرة متحفظة.... ثم سحبها لتجلس على الأريكة بجانبه
قال وهو يأسرها بأسلوبه المتلاعب على مجسات عاطفتها الفياضة ....
) أريد أمرين الأول غني لي .... والثاني بعد أن تريحي رأسي بصوتك العذب الذي احبه..... سأخبرك عنه (
لا تدري لماذا نخزها صميم قلبها عندما خصص حبه لصوتها ....
ولا تدري أيضا لما شعرت بانقباض يسري بأضلعها .....
لكن تجاهلته حتى لا تفسد امرا توسلته طويلا ... اهتمام خفيف بها فقط ... بعض الاهتمام ليس إلا !
مالت على كتفه بحميمية ...ليصدح صوتها بأغنية اطربت مسامعه عندما سمعها اول مرة
" يخبرني أنّي تحفته
وأساوي ألاف النجمات ..
بأني كنز وبأني
أجمل ما شاهد من لوحات
كلمات ..
يروي أشياء تدوّخني
تنسيني المرقص والخطوات
كلمات تقلب تاريخي
تجعلني .. إمرأة في لحظات
يبني لي قصر من وهم
لا أسكن فيه سوى لحظات
وأعود لطاولتي
لا شيئ معي إلا كلمات "


يتبع 👇👇👇

noor elhuda likes this.

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-20, 09:01 PM   #19

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

[b]يتنشق بقوة قطعت نياط قلوبهم ...
يدس نفسه بحضن أمه يبكي محرورًا عليها ... أمه التي بوصوله البيت ركض إليها مهرولا ..... يبكي لينام بجانبها .... أمه التي وعدها أن يحميها من اللص الحقير الذي سرق جنتهم... !
نام فوق يدها المفرودة على جانبها يتوسدها بنعيم خائف من فقده مجددا ....
يدس أنفه بجانب صدرها الذي يعلو و يهبط ببطء يشتم رائحة الأمان فيها .. متمرغا برائحة يألفها كغريب عاد ينعم بطيب وطنه .!
... يده السليمة.. تحاوط خصرها بتشبث كأنها طوقٌ انجاه من غرق حُتم عليه !
جلس احمد على طرف السرير بجانبه .... يرسم ابتسامة قسرية ..... وعيناه تبحران على وجه أيوب الأصفر.. ضماد كبير أخفى نصف وجهه كاملا .. والنصف الآخر أخفاه بصدر امه
اما سراب ....
فقبضة هشمت قلبه لحطام لن يجبر …. ليس لديه القدرة الكافية ليتطلع عليها و يمعن النظر بها ...!
يكفيه ما رآه .. وما عاناه خلال اليوم
إلتفتَ إليها وهو يعض شفته السفلى بألم وقهر ....
هي أيضًا اختفت معالم وجهها الفاتن ليتزين بالكدمات .... مد سبابته ليتجول فوق صفيح وجهها ... نزولا لشق شفتها الجانبي ... وما إن وصل لرقبتها ... حتى سرت قشعريرة بجسده ... شعور أرعن .. حقير.. باغته عندما وجد علامات ملونه يعرف كيف تكونت .... ووصمت رقبتها ..
لتخرج من ملكيته الخاصة ... ويكبل قلبه وروحه إحساس أهدر رجولته وكبرياءه الذي نشأ عليهما... لينظر اليها كأنها آثمه .. مهما بدت هشة !
و رغم انهيارها و تواريها بعدالة الظلمة .. بعيدا عم يُكاد بها في وضح النور ... شعورٌ أفتك به .... رغم ضعفها وغيبوبتها حَرمه المصون مذنبة... وئِدت بوحل خطيئةٍ لن تنسى... !
انطلق صوت أيوب الطفولي المتحشرج ...... وهو ينظر لأبيه ... يراقب إنقباض و إنبساط ملامحه .... بكل لحظة هامسًا
) انا سأبقى هنا معها .. لا تقلق بابا ..... (…
إبتلع أحمد ريقه بوجل.... ليقول بعد برهة ... بصوتٍ مشتد رغم خفوته
) انا لا أقلق ابدًا .... لأني اثق بك يا أسّدي ... (
تحرك ايوب قليلا لينهض بصعوبة بالغة ...فساعده والده على القيام ليضعه بحجره ويضمه
…اخفض أيوب بصره ... ليستطرد بالحديث بصوته الطفولي ... كأنما الحادثة تعاد من جديد ....
) عندما رماني ذاك الشخص .... لم أشعر بالألم في البداية ... حاولت النهوض عندما صرخت أمي ولم أقدر )
رفع بصره لوالده لتتسع عيناه برعب وهو يقول بتعثر
) كانت ... كانت تناديك... )
شدد من احتضان طفله بقوة.. و أسنانه تطبق على بعضها بغضب وقسوة
وتابع ايوب بنداءٍ صفعه وهو يقلد أمه .. مرارًا بصوت خافت
) أحمد .... أحمد ... أحمد )
ليخفت صوته تدريجيا وهو يعيد رأسه إلى صدر والده
) لكن انت لم تكن موجودا .. وأنا أيضا لم أستطع النهوض ... )
وغفى طفله خوفا ......... ليمدده أحمد بجانب أمه ...
خرج من الغرفة مسرع الخطى للخارج .. وصوت أنفاسه كجريش الطاحون …. تزداد وتيرته بخشونة... يتخيلها تناديه ولا يجيها ….
تناديه والحقير يستبيح ما هو حقه باستمتاع !
يلعن نفسه .... يصيح و آآآه تحرقه تميته وتحيه ليتعذب .... أكثر ….
اخذ يلكم الجدار .... يضرب رأسه ... لا يدري ماذا يفعل
توقف عندما شعر بأمه تستحلفه أن يتوقف ... تخبره أن خلف كل بلاء عسير خير ...
توقف وهو يشعر بالدماء تشق جبهته .... وتتشعب لتنزل على كلتا وجنتيه...و أنفه ... رفع رأسه أمام نقطة الدماء على جدار
) اي خير بأمر كهذا ... زوجتي أغتصبت ... و ولدي ضرب ... عائلتي الصغيرة تفككت ... يا أمي بل هدمت... هدمت )
تمسح وجهه بكم جلبابها وتنظفه ... لترد عليه بنحيب باكي
) ... شدة و ستزول .... وابن الحرام ذاك سيعاقب بشده .. ويرمى للذئاب فتنهشه نهشا ..... اخوتك و الوالي تعاهدوا ان يردوا حقها ( …
نزل على الأرض ... ليتساءل باستنكار مخزي
) اي حق ... وقد فُضحت ...؟ سيرة سراب ستكون بين العائلتين ... ولو بعد مئة عااام (
أخفى وجهه بكفه ... وقد اختنق صوته .... ناعيًا رجولته المهدورة ... ليصمت بين كل كلمة و أخرى يحبس دموعه الأبية
) الليلة ...... من أصعب الليالي ... تمنيت لو ان الله قبض روحي .....)
قاطعت أمه شكواه .. بلهفة
) بعد الشر عنك ... بعد الشر يا حبيبي ... استعذ بالله من الشيطان ... )
ليستعيذ بصوته الذبيح وهو يرفع نظره للسماء ... طالبا العون وان يفرغ الله عليه صبرا ...
قبلت امه جبينه المخدوش .... تطيب جرحه لعل ألمه يذهب ....
) كل شي سيكون على خير ما يرام ... المهم ان سراب و ايوب بالف خير ... )
صمت ببؤس مبتلعا خنجرا ماضيا على حديه
)… لم أعد صغيرا يا أمي... واعلم أن القادم ... اصعب .... لأني لن أنسى ما حدث كلما نظرت لوجه ابني المشوه... لن أنسى وانا أرى بوضوح وأدرك ان روح سراب صارت معطوبة
لن أقدر ... هذا اقوى مما أحتمل (

تلك الليلة ... حمل لها ورود الجوري التي تحبها ... وما إن دخل البيت مبتسما وهو ينتظر أن تركض إليه لتتدلل عليه لتأخره
لكنها لم تأتي.... نظر لساعته و ظنها نائمة تابع الدخول .... حتى وجد المنزل مقلوبا رأسا على عقب .... توقف للحظة مصدوما ..... و هو يرى ساقي سراب ممتدتان ...تابع الدخول ....حابسا أنفاسه ... مدركا هول القادم
توقف ناظرا بذهول و صدمة ... ليمتد صقيع مثلج على طول جسمه ... ويتحول لسخونه مُلهبة ... تضرم وتنتشر بجسده !
.... مسجيه على الأرض ... قميص نومها مقطع .. تإن وكأنها تحتضر .... وابنه على بعد قريب منها ... وجهه ابيض شاحب لا حياة به .. يفغر فمه الصغير
و حوله دماءً غزيرة وكثيرة وكأنه.... كأنه قد فارق الحياة .!
وقعت الورود من يده ... ليدوس عليها بحذائه دون قصد ....وهو يقترب من رأس سراب ... ليجثو و يبعد خصلات شعرها الملتصقة بوجهها بحدة ...
ابتعد عنها كأنما مسه تيار كهربائي لسعه .. مدركا انها .. قتلت وقتل معها بفظاعة
اقترب من أيوب المتكوم بجسده الصغير على الأرض .... قرب اصابعه بوجل من أنفه ليتأكد من تنفسه رغم بطئه
وإلى هنا توقف كل شي ... !
متى امسك الهاتف ؟
وكيف وصله محمود ….!!
وقتلته لحظات الانتظار ..... بلهفة خفقت قلبه اسعف ايوب مع محمود .....بينما شعور المهانة اكتسحه ..هو يفكر ماذا سيقولون إن اسعفت سراب ....
كيف سيقايل الناس .... ويقول ان زوجته معتدى عليها
لن يتحمل الموت عليه اهون و ارحم ...... !
قضية اعتداء على زوجته وولده ... والزوج لامحل له من الاعراب
ليصر بإلحاح نافضا راسه ..... ان تتلقى ما يلزمها بالمنزل من مهدئات و مسكنات
بعيدا عن أي فضيحة ... او نظرة مستهينة له كرجل
------------------------------------------------------------------------------------
قلبت رأسها على الوسادة بضعف ..... آنين متقطع محشورا بحلقها يخنقها و يأبى الخروج من بين شفتيها .... جسدها الهزيل يختض مرتجفا .... وانينها يهدر و يتعالى … كانها تقاتل .
استيقظ ايوب على تخبطها يفرك عينيه بيده السليمة .... و دنا من أمه يحاول احتضانها
مثلما تفعل معه عندما يبكي ..... إلا انها انتفضت بشدة من لمساته ..... فأبعدته بحدة لتضربه على يده المصابة ... فيتغضن وجهه بوجع ....
نزل من السرير ...و ركض للخارج بألم باكيا ...وعند ركضه اصطدم بجدته و ابيه .... فأمسك ثوب جدته بخوف ليدس وجهه بحضنها وينفجر باكيا ... تحاول ابعاده برفق رغم ارتعابها عليه ... فيجثو والده امامه .. ويجبره على الاستدارة
نظر ايوب له ... وشفته السفلى تتدلى ... ليقول باختناق …
) لقد ضربتني امي هنا ...وتالمت كثيرا (
اشار لساعده الملتف بالجبيرة .... وعاد يبكي بأحضان جدته التي اخذت تطبطب عليه
بوجه قاتم أخذ يسمع لهذيانها ... يشاهد صراعها العنيف على السرير ... ساعديها تنشجا على جانبيها .... وقدميها تركل هنا وهناك دون هوادة …
اقترب منها أكثر يتشرب ملامحها المتألمة ... و شفتيها تحولتا كخطين مستقيمين أبيضا اللون ....
مال فوقها على السرير ... يقرب وجهه من وجهها ... يخالط ألمه ألمها ...
امسك كتفيها بيدين قاسيتين .. يطبق عليهما بقوةٍ فذة... فيكاد يحطمهما .
ليزداد ارتجاف جسدها ... و أنفاسه الساخنة تعصف بصفيح وجهها الندي...
فارسل قشعريرة في مسام جلدها .
هدر بهسيس صوته غاضبا ...بنبرة رجل مجروح... مكلوم.. وقد نفذ صبره
) افتحي عيناك .... و اخبريني انك قاومتِ ولم ينل مني ومنك ِ (
رفعها ... ليرتد رأسها بارتخاء للوراء ... فيهزها بعنف ووجه القاتم يزداد اسودادا
متابعًا بنفس الوتيرة
) لو انك قتلته ..... وتكوني خير امرأة دافعت بضراوة عن شرفها (
ليكمل بخفوت وهو يرجعها لوضعها مواصلا بنبرةٍ مشتدة حادة ..
) .. افتحي عيناك و اخبريني ما حصل ... اخبريني من هو لأشرب من دمه و اروي تعطشي منه (
أمسك ذقنها ليرفعه ... وتصفعها كلماته … التي اخترقت ظلامها ليقول بصوت مجهدٍ مُنهك
) ... رغما عني أشفق عليكِ و أتألم لألمك ... ورغما عني عندما رأيت حالك تمنيت موتك ... !
رغما عني اسيء الظن بك ... واقول لو كانت أي امرأة حرة لقتلت نفسها قبل أن يملكها أخر غير رجلها
ورغما عني اتخيله يُعاش.... )
قطع سيل كلماته .....مغضن الجبين وكور قبضته ..... ليحشرها بفمه ويعض عليها ألما ... ويزأر وجعا لرجولته النازفة حد الموت ...
رجلٌ مهان مهدور الكرامة ... اصيب في قلبه بنصلٍ حاد لن يبرء طوال حياته ...
طفرت دمعة منه غلبته ككل شيء هذه الليلة ... متابعا شكواه وهو يضرب صدره بذات القبضة .. ليتابع بنفس الوتيرة المختنقة و البائسة يعترف بكلمات متقطعة متخاذلة
) ما أصعب قهر الرجال …. أنا .... أنا مكسور .... مخنوق ... ومهزوز .... وليس بيدي شيء لافعله ! .. ولا اي شيء (
فتحت عيناها بتعب .... تحاول إخراج صوتها .. تحريك جسدها ... فتلتقي عيناه بعيناها .... فيصبح الصمت أسلم و النظر أبلغ من اي كلام ... بهذه اللحظة !.
تتابع تحرك شفتيها باسمه عاجزة ... فيغمض عينيه مشيحًا وجهه عنها
و القهر يتعاظم بصدره .... ويزيده استعارًا
-----------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------------
بعد مرور أيام ....
سمع صوت ضحكتها ...
ربما كانت منخفضة إلا انها رنانة كأجراس الكنائس دخل لغرفة النوم دون إصدار صوت لخطواته...... يرمق سمر الجالسة بملابسها الداخلية .... تتوسط السرير ..... وتتحسس بطنها العارية الكبيرة ...
) انك محتالة كوالدك .. (
وتعاود الضحك رغم ألمها مع تقدم الحمل و حركة طفلتها المشاغبة
حمحم بصوته .... لتتوقف وتبتسم له بحب ... وتضرب بطنها بجذل
) لقد امسك بنا... (
سارعت لتنزل من السرير وتقف أمامه .. تطبع قبلة ناعمة على طرف شفته .... وتنزع سترة العمل عنه …
( يعطيك ألف عافية ... تأخرت قليلا ... سأسخن لك الغداء (
قال باختصار
( لا داعي ... أكلت بالخارج ... (
لترد بتساؤل ( مع من ؟ .... (….
نظر لها بطرف عينه.. وهو يفك أزرار قميصه .. بسرعة... متجاهلا سؤالها
) سأخذ حماما ..... و اخلد الى النوم (
عاجلته وهي تدخل وراءه ...
فرمقها ببرود .. بينما هي وقفت أمامه ... وبسطت كفها على صدره .. لتقول كمن يهمس سرا
) عمران و عدتني أن تذهب معي لطبيب ..(
زفر بحنق .... وتكلم مسرعا لينهي النقاش … منتزعا كفها
) ... وعدتك ان أوصلك صباحا بطريقي للعمل ..... لكن موعدك بالمساء …والآن اخرجي .. (
طالعته بتوسل ..... ورجاء أن لا يصدها …
ليقول بفجاجة ... ( افتحي محفظتي ... وخذي عازتك من النقود ... (
اسبلت اهدابها ... ليخرج صوتها الخافت ... ( لا أريد المال معي ما يكفيني .. اريدك ان تراها ... ارجوك ... هذه المرة فقط ...ولادتي اقتربت (
حافظ على جَلّده ... فهرعت و دخلت لحوض الاستحمام معه ... فنهمر الماء عليهما معا ...
ابتسمت بحب ... وهي تجبره أن يبسط كفيهِ على بطنها لتقول بحماس
… ) عندما أتكلم عنك تبدأ برفسي صدقني ... أظن اني سأغار منها .. (
عندما ابتلع ريقه ... أحست سمر انها اثرت به ولو قليلا .... لتقول بنفس الحميمية ... تستغل الوضع لصالحها ... وهي تقترب منه أكثر...تُحرك كفه رغم خشونتها على بطنها الملساء.. لتهمس بخفوت مغمضةً عيناها ... وجل تركيزها مع ابنتها حتى تدعمها
) هيا ... تحركي ... لأجل بابا ... (
يدها فوق يده ... مغمضة العينين اما هو .. نبضة تهدر بقلبه بشكل غاشم .. لا قدرة له على كبحها خرج صوته متحشرجا ... من تأثره
) ربما ... نائمة (..
رفعت يده السمراء قليلا لقمة بطنها .... ثم لعقت سمر شفتيها بحماسة ثم قالت وهي تشد على يده
) ابنة عمران تتدلل ..كَلمها …)
رفعه حاجبه ساخرا .. لتقول بسرعة تحاول اقناعه أكثر
) الطبيبة قالت ان الأطفال يشعرون بذلك ... جرب لن تخسر شيئا (
زفر وهو يحارب ذلك الشعور الذي يعتمل بداخله
( سمر .. ستمرضين … جففي نفسك و أرتدي شيئا دافئًا (
الا أنها سلطت عينها داخل عينيه ... ليستسلم وهو يتأمل بطنها ... المتكورة ...المليئة بالتشققات و اقدامها التي بدأت تنتفخ من الوقوف ....
أجلى صوته ... وحرك يده على بطنها ... ليقول بحنان اجش ... رغم فشله باختيار كلماته
) مرحبا ... كوني بخير .. ولا تزعجي امك ..(
"إنها حقا تليق ان تكون ابنته ...
يليق بها أن تكون والي بذكائها " ... همس بها لنفسه مفاخرا
عندما تحركت و شعر بضرباتها ... ضحك ... وشعور غريب يداعب قلبه..
اما هي فتنهدت بداخلها .... متمنيه ان تكون كسرت ذلك الحاجز الذي بناه مع ابنته قبل ولادتها .... ابتسامته خير دليل على ترقبه وتلمسه لبطنها رغم أنها رفعت يداها عن يديه !
....
******* ************ *********
جلست قرب النافذة ... بانعزال
مبتعدة عن أي سؤال يخص تلك الليلة ....
يكفيها ما نالها من أذى... فمجرد تذكر الامر يخنقها …
ويشعرها بالعجز .... استغلت النساء أمر الوالي بسؤالها عم حدث تحديدا في تلك الليلة .... فأحطنها لتبادر كل واحدة بطرح سؤالها دون انقطاع … وعدة أصوات تغزو عقلها وهي تراقب حركة شفاههم … بفضول ... واخرى شامته ..
- هل استسلمتي ؟ ) بغمزة خبيثة لكمتها ... )
- من هو ... هل نعرفه .. البلد صغيرة والكل يعرف بعضه ؟
- لو كنت مكانك لقطعته باسناني .. ولا أوصم عائلتي بعار سيمتد لولد ولدهم !
- كيف دخل إن كانت الابواب مترسة كما قال زوجك ... ؟
- الحارس أكد أنه لم يدخل أحد ... لكنه محتجز احتياطا كي لا يكون حاميها سارقها ... !
رفعت كفيها تَسد اذنيها .... لتصرخ حتى تقطعت احبال صوتها
" يكفي ... يكفي ... يكككككككفففي "
صرخت حماتها بهن بغضب ...لتضع كل واحدة عند حدها .... بعد أن شاهدة ارتجاف سراب الذي زاد من حنقها منهن
) قطع لسان من تكلم عن كنتي اي كلمة تسيء بحقها .... اخذنا أأدب البنات وأكثرهن عفة ..... كل واحدة تبتلع سم لسانها ... (
رفعت يدها على قمة راسها …. وهي تقف باتزان ... وبهالة وقورة اخرست من حولها
) انرتن البيت مع كنائنكم ... وانتن فوق رؤوس أصحابه ... لكن لا تجلسوا بحضننا و تنتفوا ذقننا .... جميع بناتكم معرضات لذلك .... وربما معرضات للأفظع والاشد... (
استدارت وهي تقول بحدة قاطعه... . ... مسكتة الهمهمات النسائية
" سمية قدمي الضيافة لضيوفنا .. "
بعد عدة دقائق ....
اقتربت امها لتجلس بجانبها تمد لها كوبا من الأعشاب الطبيعية ... صنعته حماتها لتهدئ من اعصابها .... فترتشف منه بتأني
قالت امها بصوت هامس حتى لا يسمعه أحد .... بلغة متعثرة مختلطة بلكنتها الأجنبية ... فتخطئ بصياغتها بشكل صحيح .... ...
( سراب ... ما زلتِ عند رايك ؟)
صمتت للحظة ... ثم تكلمت بصوت حزين غائم
(.. نعم ... الليلة سأخبره ... ان من اعتدى على حرمة بيته وذبحنا هو عمران ..... )
انزلت " ماريان " راسها و لمحة حزن طفت على وجهها الناصع .. لتقول بتلكؤ
) ما رأيك أن تصبري ... لتتحسن مروة ؟ .... )
شردت سراب قليلا ... لترد بوجيعة مريرة
) اريد حقي .... صبري نفذ .... لقد طفح كيلي مما سمعت ... اصبحت علكة يتسلين بها ... )
وضعت الكوب من يدها على المنضدة ..... وعادت لسرحانها
فتابعت مريان استرسالها بالشرح ...
) انا معك يا ابنتي .... ما مررتي به ... كان عصيب ... لكن لا تنسي ان عمران اخو زوجها ... و الوضع سيكون حساسًا.... .. خصوصا مع تلقيها للعلاج )
همست بتعب .. وعيناها تحرقها من كثرة البكاء .. ليتهدج صوتها
) لا استطيع الاحتمال أمي ... نظرات احمد تربكني بل تقتلني !.. معاملته الجافة معي .. كأني مذنبة مارسة الرذيلة بعقر داره ... وهو يتستر عليها .. لا اقبلها بتاتا )
أجهشت بالبكاء ... وماري تحتضنها و تقبل أعلى راسها ....
رفعت امها ذقنها لتطالعها بعينين تضخان دفء وتبث سراب ثقة بنفسها
) انتي لم تخطئي ...
ابنة بطني لا تجلب العار لأهلها ...
بل العار لمن يحاول تدنيس سمعتها ... وتلويثها بفعلته الشائنة )
لعقت سراب شفتهيا و انزلت راسها .... وقلبها يقرع نذير شؤمٍ من القادم .. لتقول بهمس خافت
) لكن احمد ... تغير )
شعت نظرات ماريان بسالة ... وهي ترفع ذقن سراب تبثها ابتسامة جميلة كوجهها المشّع
) اياكِ وتنكيس راسك لا لأجل احمد او لغيره ! ... اياك يا سراب أن تنظري لنفسك نظرة العار .... إن تركك الجميع بمهب الريح .... عليكي ألا تتركِ نفسك تعصف كيفما كان ... )
…………………………………………� �……


ديوان عائلة الوالي
الهيبة و السلطة شيمته التي ميزته دوما ... خرج صوته بالسلام اجشا من عميق حنجرته ... مدويا فاربك الرجال قبل النساء ...
بعينين صقريتين بحدتهما ... يطالع أولاده كلا على حدى ...
يقفون بتتابع مصطفين مع زوجاتهم جلس على كرسيه بملوكية .. وكبرياء ..... طغت على الجميع المتواجدين بسطوة
فأشار بسبابته نحو الخارج ... لتخرج النساء جميعا لشق الآخر من الديوان و يبقى الرجال ...!
امسك السِبحة ... متمتما بالاستغفار مرارا … وذهنه يسافر مع ابنه الضال عمران شاعرا بعدم الراحة .. رغم فخره بهم عندما يلتفت الي اي جهة فيجد ابناءه حوله كذراعين اضافيتين متنقلة بأوامره .
أصوات السيارات ... و الحرس الذين وقفوا عند مدخل المنزل
جعله يعتدل بجلسته المهيمنة !
دخل احمد و محمود ثم دخلت امهم تليها ماريان القلقة على بناتها .... يرافقها ابنها الذي وصل منذ ساعات قليلة من هولندا ….
قال الوالي بقوة رغم هدوءه الظاهر .... الهدوء الذي يسبق العاصفة .....
) اين سراب ؟ …. (
ارتبكت ملامح احمد ... وعض باطن خده بغيظ ... لتقول ماريان بصوتها المنكسر( انها بالسيارة ... ترفض النزول )
توقف عن التسبيح ليجمع المسبحة ويضعها بجيب سترته .... فقال مفكرا وهو يقوم من مكانه بجثته الضخمة .. وعيناه تتبع تحركات احمد المتوترة .....
)… لماذا ؟ .... الا تعلم اني حضرت (
هطلت الدموع بسخاء على وجه ماريان ...
فبادرت ام احمد بالإجابة ... ( ستنزل بعد لحظات ... لكنها متعبة قليلا ،(
لتنظر إلى ولدها بعتب وغضب معا.
……….
قبل ساعة
( لماذا لا تنظر الي ... ها ؟؟ )
احمرار طفى على وجهها ... وهي تشاهده يقترب منها ... يرمقها بعينيه شزرا
) انظر لماذا ؟ .... لخيبتي ... لعجزي بكل مرة اراكِ بها ... )
ابتلعت ريقها لتقول بشوق مضني
) لكنك في السابق كنت تحب النظر الي ... كنت تقول اني كمرآتك إن كانت سراب بخير فأنت بالف خير ... وان مسها الضرر يمسك اضعافه )
صرخ بالم يشق صدره ... وهو يرمي قميصه أرضا
( والآن اتمرغ بالضر ... اغرق به لأعلى راسي .. كلما نظرت إليك ... اشعر اني رجل لا يصلح أن يفتح بيتا او أن يكون زوجا ...)
اخذ نفسا ليتابع بصوت مشتد
( اشعر بالاستخفاف بحق نفسي .... بقلة حيلتي .... وتساليني لما لا انظر اليكِ )
اصابعه تخللت خصلات شعره .. يكاد يقتلعها .. بينما هي تمسح وجهها المنفتخ من البكاء وتلتصق بصدره ..
) سنتجاوز كل هذا .... سنعود كما كنا ... انت لن تتركني كما وعدتني ... ارجوك احمد قل شيئا يهوُّن .. ولا يزيد الثقل على كاهلي (
ضربت صدره بضعف تتوسل رجاءه … تتوسل ان يصحى قلبه من غيبوبته الرعناء ويعيد ضخ الحب و الحياة لها ....
( القلب اذا كسر لا يجبر ... نياط القلب اذا تقطع لا يخاط ... لن يعود شيئا كما كان ...
قد نجتازه ... و قد نعتاده ... وربما نتجاهله .. لكن مافي القلب يبقى مطمورا فيه (
امسك رسغيها .... وابتعد عنها ... لتشهق ببكاء حاد ... لتنهار وتسقط على ركبتيها ارضا ...
) لا انا قادر على الابتعاد فابدو حقيرا .... ولا اقدر على الاقتراب فأحرقك و احرق نفسي ... (
صرخت بصوت عالي .... وهي تمقت نظراته ... تمقت كلماته التي تذبحها
) تتكلم وكأني لا اموت .... هل برأيك كان شيئا عاديا ما مررت به ... أنا انتظرتك و انت لم تأتي (
نظر لها بحدة .... ليقول ببطء متهكم و قد تلبسه الغضب
) ...... لماذا لم تدافعي عن نفسك ... لو كنتي تحبيني لكنت قتلته من أجلي... او قتلت نفسك ولم تسمحي له بنيل ظفرك ( لترفع جسدها ..... وتخرج كلماتها كالمحمومة وهي تإن قهرا
) اصممممت انت لا تعرف شيئا ...... ..... تلك الليلة رجوتك ان تبقى ... لكنك فضلت السهر ... ومع من مع من دمرني ابنهمممم ... لماذااا خرجت(
عادت لتنحب ..... فاقترب منها يهزها بعنف … عيناه تخترق عيناها
) لا تكذبي .... كلهم كانوا متواجدين .... لم يغب أحدهم عن عيني ليفعلها (
نظرت له نظرة ميته .... لتقول بصوت مسموح
) فعلها من غاب عن ذهنك ... فعلها عمراااان و دمرني (
ينتظرها أن تقول له انها تكذب .... هذا اقسى من أن يتحمله ...
سمعت يهمس وهو يدير رأسه رفضا " لا .."
..
شقت قميص نومها الطويل بكميه الوافيين .... وصرخت
)أنظر ... هو لم يطل ظفري فقط .... بل طال كل شيء في جسدي ... وانت تركتني .... ولم تسمع صراخي (
اشارت على رقبتها الحمراء الموصومة لتتابع كالمجنونة
( انظر هنا قبلني .... وهنااا ... وهنا ..(
كانت تبكي وهي تشير على أجزاء جسمها المنتهك
ظل ينظر لها مصدوما ... ومازال يهمس رافضا .. نافرا من تخيل الفكرة " اخرسسي "
شهقت ببكاء ... وصوتها يخرج مرتجفا
)قال لي اني لم اكن يوما من حقك ..... عندما دمغني به قال لي اني ملكه ... اخذ ما هو له وتركه من زمنٍ بعيد (
… )
شهقت بدموعها لتقترب منه اكثر ... بينما كان الكيل عند احمد يطفح
) أخبرته اني لا اخون زوجي .... واني احبه .... اوشكت على أن أقبل قدميه ... مقابلاً لتركِ (
خارت قواها لتهمس باستسلام
) لكنه ببساطة نالني دون حياء.... وكأني زوجته ... (
يكفي..!
لقد اصابته بالمقتل .... وهل هو صخر يحتمل سماع باقي التفاصيل … نسيت انه رجل ... كرامته تحتضر بتابوت
لا يدري لما صفعها ...
ولما انهار عليها يركلها بقدميه .... بما يستطيع أن يطوله من جسدها
وكأنما اعترفت بخيانتها له .... اعترفت انها اتت بحبيبها مفاخرة … ولم تكن تعترف بعذاب مهين تعرضت له بقسوة .. اعترفت و كانما استحلت بعرفهاا زوجا آخر على ذمتها ..... !
بالبداية لم تصرخ سراب ....
لكنها بعد أن استوعبت أن من يضربها احمد ..
من كان يخاف عليها من النسمة الهادئة ... ابتعدت عنه وهي تزحف للوراء .... ليس خوفا وانما كان شعورا اعظم من ذلك
اعظم من الاغتصاب و العار ... و تمزيق الجسد... انه شعور الخيبة ... شعور العار من المشاعر التي تتعرى بوضوح و تعطى للشخص الغلط !
تتشرب ملامحه كلما زحفت ....
تنظر له كيف يلهث واكتفى ان يطالعها بقرف ...
يرمي قميصه عليها... وكل ما طالته يداه عليها... يود أن يدفنها وتختفي ...
يصرخ بها موجوعا لتتستر ... وكأنها محرمة عليه و ليست حليلته.. زوجته ... حبيبته وأم طفله !
تذكرت ذات الشخص …
وبذات الملامح ....
لكن لم يكن بذات العينين اللتان تقدحان شرارا
ابتسمت ... و ما ان ارتفعت وجنتيها حتى اعتصر خدها الدموع التي ترقرقت فوجدت سبيلها ..
كانت عيناه حنونتين محبتين
تشفي العليل من علته
.. تتغزل بها كنشيد لزوجها كلما سألتها امرأة عن حال احمد
عيناه و الربيع واحد.... مزهرتين ... بالجمال و الدفء ... و الخير
كان حبيبها ... حاميها ....
تفاخر به بغرور "ومن كأحمد نعمة من الله تحمد …. !


noor elhuda likes this.

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-20, 09:04 PM   #20

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

انتهى الفصل الثاني قراءة سعيدة

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.