آخر 10 مشاركات
كنزي أنا (53) -ج3 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          نجم محترق -ج2 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          اخطأت واحببتك *مميزة*& مكتمله* (الكاتـب : Laila Mustafa - )           »          أغلال الحب - قلوب زائرة- للكاتبة الرائعة : أميرة الهواري *مكتملة & بالروابط*مميزة (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          وعانقت الشمس الجليد -ج2 سلسلة زهور الجبل- للرائعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          مرايا الخريف -ج3 سلسلة زهور الجبل- للكاتبة المبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          قيود ناعمة - ج1سلسلة زهورالجبل - قلوب زائرة - للكاتبة نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree387Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-01-21, 09:46 PM   #1281

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 43 ( الأعضاء 5 والزوار 38)
‏فاتن عبدالعظيم, ‏رانيا صلاح, ‏tabarak, ‏•درة•, ‏canadiya
♥♥♥♥♥♥
مساكم ورد وسعادة♥
نصف ساعة وسيتم تنزيل الفصل كونوا بالقرب♥


فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 16-01-21, 09:47 PM   #1282

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,963
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

مسا الورد لاخلى فتون

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-21, 10:39 PM   #1283

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن والعشرون
ما أجمل أن تجد امرأة
تتلاشى فيك وتسكنها كطيور النهرْ
وتراها ترقص فوق الموج
كأغنيةٍ ..عانقها البحْر
تخفيك ضياءً في العينين
وتسمعها كدعاء الفجر
وتخاف عليك من الدنيا
ومن الأيام وغدر الدهر
محمود درويش

----------------------
هل رأيتم من قبل أو سمعتم حتى عن إغماءة بقي صاحبها مستيقظ العينين….؟!

دعوني أخبركم إذن أن هذا كان حال مراد الذي كادت مُقلتيه أن تغادر محجريهما بينما بريقها الأخضر كان يعكس ذعر حقيقي...ذعر سحب صاحبه في إغماءة لحظية….
ثلاث ثواني...ثلاث ثواني لم يحتاج مراد لأكثر منهما حتى ينفض عنه ذهوله وذعره الذي جمده في مقعد سيارته لثلاث ثواني...ثلاث ثواني انفصل فيهما عن محيطه والذي انقلب في لحظة واحدة، فقد توقفت حركة السير وتجمهر الناس وتعالت الأصوات كما الأدخنة الخارجة من مقدمة السيارة التي انقلبت ……......
و كالعائد من غيبوبة هز مراد رأسه قبل أن يدفع باب سيارته يفتحه ويترجل منها مهرولاً كما ذلك الشاب الذي سبقه واقترب يحاول إسعاف قائدة السيارة…
"إسعاف"
"السيارة ستنفجر"
"بالتأكيد الفتاة ماتت"
"لم يكن حادث...الفتاة كانت تنوي الانتحار"
" نعم لقد رأيتها...كانت تريد الانتحار"
"إسعاف سريعاً..."
"أحد يبلغ الشرطة..."
"الإسعاف أولا"
العديد من الكلمات والعديد من العبارات خرجت من أفواه أولئك الذين تجمعوا على بعد من السيارة المقلوبة والتي تزايد الدخان المتصاعد منها بشكل ينذر بانفجارها قريباً وخاصة مع تسرب البنزين و الذي أغرق الأرض تحتها …

"تباً….الباب لا يفتح"
هدر بها مراد بجنون وهو يحاول مع ذلك الشاب فتح باب السيارة القريب من لمار إلا أنه لم يُفتح أبداً، ليحاول مراد فتح الأبواب الأخري، ولكن للأسف لم ينجح أيضاً ليهدر ثانية و هو ينظر للسيارة بتشتت
"اللعنة...الأبواب مغلقة بالقفل الالكتروني…"

"ابتعد ساكسر الزجاج..."

صدح الصوت خلف مراد الذي التفت ليجد رجل يحمل بيده مطرقة حديدية...لم يمهله مراد أن يفعل فقد سحب سريعا المطرقة من يده والتفت يضرب بها زجاج السيارة المتصدع والذي انهار سريعاً...
لحظات من الرعب الخالص..
لحظات فارقة في حياة إنسان ما بين الحياة والموت..
لحظات ستظل خالدة ولايمكن أن تنسي أبداً
الدخان تزايد وبدأت النار تشتعل في طرف السيارة بالفعل

"السيارة ستنفجر ابتعدوا...بالتأكيد الفتاة ماتت لا تحاولوا...ابتعدوا"
"اخرس"
كان يريد أن يلتفت هادرا بتلك الكلمة صارخاً في ذلك الرجل الذي وقف بعيدا، ولم يحاول أن يُقدم أي مساعدة لإنقاذ إنسانة قد تكون نجدتها سبب لبقائها على قيد الحياة..إلا أن الوقت لا يسمح إلا بإخراج لمار من السيارة...

"ضع يدك هنا وانا ساسحبها سريعا"
قال مراد للشاب الذي كان معه منذُ البداية والذي أومأ برأسه قبل أن يضع يده بالفعل بينما مراد كان يحاول سحب لمار….
لحظة والثانية و قبل الثالثة كانت لمار ترتفع بين ذراعي مراد الذي استدار سريعاً وتحرك مهرولا وكما أمكنته ساقيه نحو سيارته دون أن يهتم بأي شئ آخر…
وجهها كاملا كان مُغطي بالدماء ورأسها كان ينزف بغزارة ملوناً صدر قميصه الأبيض باللون الأحمر.
وأمام سيارته التي فتح بابها الخلفي أحد الأشخاص، وقف مراد ينظر بعيون مرتعبة لـ لمار قبل أن يرفع ذراعيه يقربها من وجهه يتحسس أنفاسها بصدغه ليسحب نفس طويل و يزفره بارتياح حامد الله أنها مازالت حية لقد كانت تتنفس…
مازالت حية...مازالت حية...الحمد لله ...ردد مراد تلك الكلمات بصوت عال قبل أن ينحني و يمددها على أريكة السيارة الخلفية ثم أغلق باب السيارة واستدار سريعا حولها يأخذ مكانه خلف مقود القيادة وبسرعة كان يتحرك نحو أقرب مشفى…
----------
لا يعلم كم اشارة مرور كسرها،
وكم مرة كاد أن يصطدم بسيارة أخري،
وكم مرة خالف التعليمات وتحرك بعكس الاتجاه حتى يصل أسرع للمستشفى..
في سنوات عمره الثلاثون لم يصادف موقف كهذا فما بالك أن يوضع فيه ويكون هو المتسبب دون قصد في دفع فتاة لا ذنب لها إلي الانتحار!
عيناه كانت لا تنفك عن النظر إليها عبر مرآة سيارته الأمامية
مبتهلا ربه أن يُنجيها…
وبعد ثلاثين دقيقة تقريبا كان مراد يوقف محرك سيارته أمام احد المستشفيات الخاصة قبل أن يترجل منها بانفاس لاهثة من فرط السرعة التي كان يقود بها ثم تحرك نحو باب السيارة الخلفي يفتحه قبل أن يحمل لمار التي باتت كجثة لا روح فيها ولا حياة…
وبنفس الحركة التي فعلها قبل أن يضعها في السيارة كان يتأكد أنها مازالت على قيد الحياة لتذهب أنفاسه وينتفض قلبه بين ضلوعه وهو لا يستشعر علي صدغه أي زفير يخرج منها...
وبسرعة كان يجري نحو باب المستشفى غير آبه بباب سيارته الذي تركه مفتوح ولا حتي المفاتيح التي مازالت في موضعها….

وفي استقبال المشفى الكبير كان يزعق بصوت عال كي يأتي من يسعف تلك التي يحملها فوق ذراعيه فاقدة النفس بوجه اختفي تماماً خلف نزيف من الدم الذي لم ينقطع...
وسريعاً كان يأتي فريق من الأطباء يأخذونها حتى يتمكنون من فحصها غير سامحين له أن يدلف معهم…
و أمام باب غرفة العمليات المغلقة وقف مراد سانداً ظهره على الحائط خلفه بينما رأسه التي لم يعد عنقه يحتملها ارخاها للخلف مغمض العينين….ما تعرض له اليوم لن ينساه الباقي من عمره وستظل صوره حية بذاكرته….
سحب مراد نفس طويل انتفخ له صدره قبل أن يزفره ببطئ ناشداً خلاص من ذلك الشعور الذي تملك منه….الشعور بالذنب...فلولا ضغطه عليها وذهابه من أجل أن يقابلها وهو يعلم أن جيهان كانت ستجبرها على مقابلته، لم يكن ليحدث ذلك معها...آه….خرجت من صدر مراد الذي أخذ يضرب رأسه في الحائط خلفه لعدة مرات متتابعة…

"كنت أريد أن أساعدها فقط"
حدث مراد نفسه قبل أن يصدح صوت أخر بداخله
"لو كانت تريد مساعدتك لكانت طلبتها كما فعلت سابقا"
"ولكنها كانت في خطر"
"والآن أليست بخطر"
"لقد خفت أن تنتحر"
"وأليس هذا ما فعلته بسبب ضغطك عليها والإصرار على رؤيتها"
"كفي...كفي"
قال مراد بصوت وصل لذلك الذي اقترب منه مشفقا عليه والذي تنحنح لينتبه مراد الذي فتح عينيه ينظر له

"هذه مفاتيح سيارة حضرتك...لقد أغلقتها جيدا...وذلك الهاتف لم ينقطع رنينه فأحضرته لك أيضا"
"شكراً"
قالها مراد وهو يمد يده يتناول الهاتف والمفاتيح
"إن شاء تقوم زوجتك بالسلامة"
قال الرجل ليبتلع مراد ريقه قبل أن يبلل شفتيه بطرف لسانه وقال
"إن شاء الله...شكرا مرة ثانية"
أومأ الرجل برأسه قبل أن يغادر بينما نظر مراد في شاشة هاتفه الذي علا رنينه برقم جيهان…
فتح مراد الاتصال قبل أن يرفع الهاتف على أذنه ليأتيه صوت جيهان القلق تسأل عن لمار ليخبرها هو عن الحادث قبل أن يُمليها عنوان المستشفى ….

وبعد أكثر من أربعة ساعات كان الطبيب يخرج من باب غرفة العمليات ليقبل عليه كلاً مراد وجيهان ورضوان

"اخبرني ارجوك كيف حال ابنتي"
هتفت جيهان سريعًا ما أن أن وقفت أمام الطبيب الذي رد وهو يبدل النظر بين ثلاثتهما
"لقد فقدت المريضة دماء كثيرة ولكننا تمكنا من توفير فصيلة دمها و تم نقل الكمية المناسبة لها...هناك جرح عميق في رأسها وكذلك عدة كسور في أماكن متفرقة من جسدها...بشكل عام لا أستطيع أن أُطمئنكم عليها……….سننتظر للغد وبعدها سأخبركم عن حالتها بشكل تفصيلي…...لقد تم نقلها للعناية المركزة….كما أن هناك أمر أخر أريد أن أخبركم عنه...صمت الطبيب ليسأل رضون عن هذا الأمر ليتابع الطبيب……...عند تحليل دم المريضة وجدنا فيه كمية هائلة من السموم و العقاقير المخدرة"

"كيف ذلك؟"
سأل رضوان بعينين واسعتين ليرد الطبيب
"هذا ما حدث...أما كيف فهذه لا إجابة لها لدي"
هل تفاجأ؟! سأل مراد نفسه وهو يبدل نظراته بينهما…
هل ستكون ابنتهم عبرة لهم؟!
هل سيتوقف رضوان عن جلب تلك السموم؟!
وهل ستعود لمار من جديد حتي تبدد ذنب لا ذنب له فيه سوى محاولته لمساعدتها….
الكثير من الأسئلة رددها مراد بداخله ومازالت عينيه تتأمل ملامحهم التي شكلها الذهول...
"وجودكم لا داعي له الآن ...يمكنكم الذهاب والمجئ غدا ففي كل الأحيان لن يُسمح برؤية المريضة قبل أن تستقر حالتها...استأذن لدي عمل"
قال الطبيب قبل أن يغادر ….
وما أن غادر الطبيب حتي ساد الصمت للحظات ...صمت تخلله فقط نظرات موصولة بين كلاً من جيهان ورضوان والتي فهمها مراد ...مراد الذي كان يتمني أن يري لمار ولو من خلف زجاج نافذة باب العناية …

"شكرا لك مراد...شكرا لإنقاذك ابنتي الوحيدة"
"لم أفعل سوى الشئ الطبيعي الذي كان سيفعله أي شخص لديه من الإنسانية ولو قدر بسيط"
قال مراد ليهز رضوان رأسه قبل أن يقول
"دعونا نغادر فكما قال الطبيب لا داعي لوجودنا…."
"لا أنا سأبقى هنا بجوار لمار…"
هتفت جيهان معترضة ببكاء ليقول رضوان
"لن يُسمح برؤيتها يا جيهان دعينا نغادر وباكر غد سنأتي"
هزت جيهان رأسها رافضة إلا ان رضوان تمكن في النهاية من اقناعها ليتحرك ثلاثتهم يغادرون المستشفى ……
*************

شقة ركين الألفي

لا………..صرخت بها….شقت حنجرتها...ولا غيرها نطق لسانها...مطر عيناها لم ينقطع مدمياً زرقاوتها مبللاً صدره الذي دائمًا ما كان ملاذا لها وملجأ لدلالها…
تنهيدة حزينة شقت صدره الذي كان منذُ قليل مرفأ لآلامها، وياليتها أخبرته عنها، ولكنها لم تفعل سوى البكاء...البكاء وفقط...لقد بكت كما لم تفعل من قبل…
ولوقت ليس بالقصير ظلت تبكي حتى شعر بارتخاء رأسها علي صدره وانتظام أنفاسها ليعلم أنها غفت…
انحني ركين يعدل وضعها فوق الأريكة التي كانا يجلسان عليها منذُ قليل ثم سحب الغطاء الذي جلبه من غرفة نومه فوقها و بحنو بالغ كان يقبل رأسها ويمسح فوق خصلات شعرها قبل أن يعتدل…
أغلق ركين التلفاز ثم تناول طبق الفشار الكبير وتحرك نحو مطبخ الشقة إلا أنه توقف عند سماع رنين جرس الباب ليجعد جبينه للحظة مستغرباً هوية الزائر فهو لم ينتظر أحد كما أنه لم يزوره أحد من الأساس هنا…
وضع ركين طبق الفشار فوق الطاولة القريبة وتحرك نحو باب الشقة يفتحه، لتتسع عيناه التي ومضت ببريق زيتوني جعل التي تقف علي الباب تتورد خجلاً وخاصة وهي تراه لأول مرة بهذه الهيئة الغير رسمية...شعره كان مشعث وليس مصفف كما اعتادت رؤيته...ملابسه البيتية والمكونة من بنطلون قطني باللون الأسود يعلوه تيشرت لونه أحمر بفتحة عنق مثلثة- قد منحته شكل يختلف تماما عن شكله في الملابس الرسمية…شكل ربما اصغر سنا أو…
انتبهت نورس علي نطق ركين لاسمها قبل أن يقول
"تفضلي"
رطبت نورس شفتيها وقد شعرت بخجل شديد يكتنفها، الحقيقة أنها فكرت أن تأتي لرؤية شذى، ولكنها عزفت عن تلك الفكرة تاركة المساحة الخاصة لهما ليأتي راجح يبدد عزوفها عندما طلب منها في توسل خفي أن تصحح المعلومة لشذى...شذى أين شذى...سألت نورس نفسها قبل أن تتنحنح بارتباك راق لعيني ركين التي كانت تلمع بابتسامة وهي تتابع خجلها..ارتباكها،وتورد وجهها...

"تفضلي نورس ...هل ستقفين كثيراً على الباب ؟!"
ابتسمت نورس بخجل ليتحرك ركين خطوتين للخلف سامحاً لها بالمرور...وأمام عينيه اللامعة دخلت نورس قبل أن يغلق باب الشقة ويتبعها….
وقف نورس في بهو الشقة تتأملها لم تكن كبيرة كما تخيلتها ولم تكن صغيرة أيضاً ...اثاثها العصري قد منحها بهجة وراحة للنظر ….
"تفضلي"
التفتت نورس علي صوت ركين الذي كان يشير لها نحو باب غرفة الصالون لتومئ بابتسامة رقيقة قبل أن تتحرك نحو الباب تدلف منه لتتغضن ملامح وجهها وهي تري شذى ممدة فوق الأريكة العريضة بينما فوقها غطاء يلفها كلها
"ما بها شذى….لماذا تنام هكذا؟"
سألت نورس بنبرة قلقة ، ليزفر ركين قبل أن يشير لها أن تجلس ولكن نورس بقيت لوهلة تنظر لـ شذى تتأمل وجهها الذي يظهر عليه أثار البكاء قبل أن تقول بهمس
"دعنا نخرج حتى لا نزعجها...يبدو أنها بكت كثيرا قبل أن تنام"

وبالخارج أشار ركين بيده ل نورس مع قوله
"اجلسي"
نظرة من نورس لاحت نحو الطاولة التي يعلوها طبق الفشار الكبير والممتلئ بشكل يوضح أنه لم يُمس قبل أن تجلس ثم رفعت وجهها تنظر ل ركين الذي مازال واقفاً
"ماذا تشربين؟"
"لا أريد شيئا ركين...فقط اخبرني ماذا حدث لـ شذى"
قالت نورس ليرد ركين
"ساخبرك نورس، ولكني فعلا في حاجة لشرب فنجان من القهوة لذا أخبريني فقط ماذا تريدين وانا ساعده لكِ معي"
ابتسامة رقيقة زينت ملامحها قبل أن تنهض مع قولها

"إذن أرشدني فقط للمطبخ وانا ساعدها لك"
لوهلة بقي ركين صامت فقط ينظر لها قبل أن يهز رأسه ويشير لها نحو المطبخ...
وفي المطبخ جلس ركين علي احد المقعدين الملتفين حول الطاولة التي تقع في منتصف المطبخ بينما كانت نورس تتحرك أمام عينيه تجهز الأدوات اللازمة لصنع القهوة والتي بعد لحظات كانت تضعها أمامه ثم جلست فوق المقعد المقابل له
"شكراً نورس"
أومأت نورس بابتسامة وقالت
"العفو ركين"
"لم تصنعي لكِ شئ!"
حركت نورس رأسها وقالت
" لا أريد "
إلا أن ركين نهض من مكانه وتحرك نحو المبرد يخرج منه علبة عصير قبل أن يفرغها في كوب ثم وضعها أمام نورس وجلس ثانية…
حركت نورس رأسها بيأس وقالت
"شكراً ركين"
أومأ ركين برأسه قبل أن يرفع يده وبأنامله كان يدلك جانبي رأسه لتعقد نورس حاجبيها قبل أن تسأله
"هل تشعر بالصداع"
هز ركين رأسه نافياً مع قوله
"لا...ولكن ما يحدث مع شذى يفقدني تركيزي ويشتت تفكيري"
صمت ركين لوهلة قبل أن يرفع يده يمسد عنقه ثم قال وهو ينظر في عينيها
"لقد نطقت شذى"
"حقا"
هتفت نورس بجزل سعيد قبل أن تتابع بلوم
"ولماذا لم تخبرني منذُ جئت ركين؟"
تنهد ركين بصوت عالي قبل أن يقول
"لم تنطق سوي بـ...لا...وبعدها انخرطت في بكاء ثم في نوم عميق وكأنها تهرب من شئ"
هزت نورس رأسها متسائلة ليرد ركين بما شتت تفكيره
"ما أن ذكرت لها أن راجح يريد الزواج منها حتى صرخت ب لا...لا فقط ولا غيرها نورس………..صمت ركين لبرهة ثم تابع..هل يمكنك توضيح ما مفهوم ذلك؟!"
هل يشك في راجح كما فعلت هي...فكرت نورس قبل أن ترمي سؤالها متأهبة للرد بكل قوتها إذا حدث وشك ركين في ابن خالها الذي أكد لها أنه لم يفعل شئ
"هل تشك في أن راجح له يد في ما حدث مع شذى"
ولدقيقة كان ركين يكتفي بالنظر ل نورس التي بقيت عينيها الفضية ثابتة تطالعه بتحدِ وكأنها تنتظر سجال ستكسبه فيه بكل قوتها...
"بالتأكيد لن أشك فيه نورس"
قال ركين الذي كاد أن يضحك وهو يرى ارتباكها الطفولي والذي يتنافى تماماً مع نظرة عينيها منذُ ثوان
"أنا لم أشك في راجح ولكن ما حدث مع شذى ل راجح دخل فيه بشكل غير مباشر"
هل تشعر بالخجل من نفسها الآن فكرت نورس قبل أن تقول بعد أن تنحنحت
"لقد سألت راجح بعد ما حدث مباشرة مع شذى ولكنه أكد لي أنه لا دخل له بالأمر كما أنه كاد أن يجن كي يعرف السبب"
لم يرد ركين فقد شرد في سامر والذي يشعر أنه له يد في أمر رغبتها في العودة لأمريكا
"ركين"
هتفت نورس لينتبه ركين قبل أن يسحب نفس طويل وقال
"المهم الآن أنها تحدثت….أليس كذلك"
"نعم ركين هذا الأهم والأجمل"
رفع ركين فنجان القهوة يرتشف منه أخر رشفة ثم قال وهو يشير بعينيه علي كوب العصير
"اشربي العصير نورس...صمت لبرهة ثم تابع بتساؤل...هل تناولت الغداء"

وها قد عاد بابي ركين...حدثت نورس نفسها قبل أن تهز رأسها مع قولها بشقاوة
"لم يأتي بابي اليوم للمجموعة لذا لم أجد من يهتم بغذائي"
ماذا يفعل الآن؟جلوسها أمامه في هذه اللحظة وبتلك الابتسامة قد يهدد أمنه وسلامته….
تنحنح ركين قبل أن ينهض ثم سحب الهاتف من جيب بنطاله وقال وهو ينظر لها
"سأطلب طعام لكِ...ماذا تريدين؟"
لتهز نورس رأسها بالنفي مع قولها
"لا...أنا سأغادر الآن وسأتناول الغذاء بالفيلا…..وغدا سأتي لرؤية شذى………وعندما تستيقظ أخبرها أني سعيدة جدا من أجلها"
"مازال الوقت باكراً يمكنك الانتظار حتى تستيقظ وتخبريها بنفسك"
قال ركين متمنيا أن توافق كي تقضي معه وقت أطول

"في هذه الحالة...يمكنك طلب بيتزا فأنا لم أتناولها منذُ زمن بعيد"
قالت نورس بعد وقت من التفكير ليومئ ركين قبل أن يضغط علي شاشة هاتفه ويرفعه علي أذنه يطلب لها البيتزا بينما نهضت نورس واخذت فنجان القهوة الفارغ وتحركت نحو الحوض تغسله…..
ومن مكانه كان ركين يتأملها يشعر بحميمة شديدة في وجودهم سوياً يسأل نفسه ماذا سيكون شكل حياتهم لو جمعهما قدر واحد؟!
يتبع.....

noor elhuda likes this.

فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 16-01-21, 10:54 PM   #1284

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

شقة مراد سليمان
وقف مراد أمام حوض مغسلة الوجه لثواني مشتتا وتائها قبل أن ينحني ويفتح صنبور المياه ثم ملأ كفيه بالماء ودفعها مرة واحدة علي وجهه ولمرات عديدة كان يفعل قبل أن يعتدل واقفا لتتقابل عيناه بمثيلتيها في تلك المرآة التي تعلو حوض المغسلة….
"من أنت؟؟"
سأل مراد إنعكاس صورته في المرآة قبل أن يسحب نفس طويل يتذكر شخص اسمه مراد كان اصعب مشاكله وأقصاها أن تتمنع فتاة أمامه أو ترفض عبثه ولهوه ….ومن بين شفتيه كان يزفر ببطئ شديد ينشد سكينة وسلام أفتقدهما طوال الساعات الماضية………
نظر مراد لقميصه الذي يحمل دمائها بعينين مليئتين بحزن امتزج بندم سيكفر عنه بأي طريقة…
ابتلع مراد ريقه الجاف قبل أن يخلع قميصه يلحقه بباقي ملابسه ثم تحرك نحو غرفة الاستحمام الزجاجية، وتحت مرش المياه وقف مراد جاعل المياه تغمره كله لعلها تزيل عنه أحداث اليوم...ولكنها هل ستقدر على إزالة الشعور بالذنب الذي يغلبه ويجعله يتمنى لو لم يشترك من البداية في ذلك الفخ والذي كان اقتراحه….
حرك مراد رأسه تحت المياه يعرف أن شعوره بالذنب لن يمحوه سوي رؤيتها أمامه تقف من جديد….
بعد قليل كان مراد يخرج من باب دورة المياه الملحقة بغرفة نومه يرتدي ثوب الاستحمام الأبيض قبل أن يخرج منها متوجها نحو المطبخ….
وفي المطبخ العصري المفتوح علي بهو الشقة تناول مراد كوب خزفي ثبته في موضعه في ماكينة صنع القهوة، لحظات مرت قبل أن يأخذ مراد الكوب ويخرج من المطبخ…
وضع مراد كوب القهوة فوق الطاولة الصغيرة بجوار هاتفه والذي سحبه ينظر في شاشته قبل أن يجعد جبينه وهو يرى العديد من الاتصالات من مدير فندقه ليجلس على الأريكة التي تتوسط بهو شقته ثم ضغط بأنامله فوق شاشة هاتفه وبعد أول رنة جاءه صوت الرجل الذي اعتذر عن اتصاله المتكرر ليرد مراد
"ولماذا الاعتذار!! بالتأكيد أنت لم تتصل لكي تلقي التحية ..ماذا حدث؟"
ابتلع مدير الفندق ريقه قبل أن يخبر مراد أن هناك مشكلة كبيرة في شبكة الاتصالات الداخلية للفندق"
"وأين أولئك الذين يتقاضون رواتب بالعملة الصعبة؟؟؟"
سأل مراد قبل أن يستمع لرد الرجل ليقول مراد قبل أن يغلق الخط
"سأتصرف"
رمي مراد الهاتف بجواره وكأنه كان ينقصه هذا أيضا قبل أن ينهض ويأتي بحاسبه المحمول والذي ما أن فتحه حتي ظهرت أمامه صورة هند والتي لم يستغرق ثانية واحدة قبل أن يغلقها ثم بدأ في العمل من أجل إيجاد حل لتلك المشكلة والتي قد تتسبب في خسارة كبيرة لفندقه……
**************************
دوار الحاج سالم القاضي

بملامح بلغ الارهاق منها محله أوقف راجح سيارته أمام باب الدوار......
ولعدة دقائق بقي في سيارته يرتب أفكاره قبل أن يواجه والدته والتي يعلم ربه أنه لم يكن يتمنى أن يأتي اليوم الذي يعصيها فيه ولكن ماذا يفعل فما ترغبه لن يستطع تلبيته بل يستحيل….
"آه يا أم راجح تصعبين الامور علي ولدك"
قالها راجح قبل أن يزفر بضيق أمتزج بالغضب وكم خائف هو من تأثيره فهو طوال الفترة الماضية يتحكم في أعصابه حتى لا يثور علي والدته بسبب أفعالها المكشوفة….
لحظات أخري قضاها راجح في سيارته قبل أن يترجل منها ويتحرك نحو باب الدوار المفتوح كعادته دائما، ومن باب غرفة المجلس دلف يلقي السلام على والده الذي رفع وجهه عن مصحفه ورد السلام قبل أن يسأل بنبرة قلقة وهو يري ولده قد رسم الارهاق ملامح وجهه...

"ماذا حدث يا راجح ؟...ما الذي أتى بك الآن، لقد تركناك منذُ ساعات فقط وقد قلت أنك لديك عمل هام بالقاهرة ولن تأتي قبل أن تنجزه…..ثم هل اتيت بالسيارة ياولدي؟!"
اقترب راجح و جلس على المقعد المجاور لوالده قبل أن يقول بنبرة بدت لوالده غريبة

"لا تقلق يا أبي لم يحدث شئ مما تظنه، ولكني أتيت من أجل أن أضع حدود لمَ
تفعله أمي والذي لم يعد لي طاقة به….."
و لثواني ساد الصمت فقط كلاً منهما ينظر للآخر قبل أن يسأل الحاج سالم
"ماذا حدث...ماذا فعلت والدتك مجددا"
وقبل أن يرد راجح كانت والدته تدخل من باب المجلس مندفعة مع قولها

"راجح...انا لم اصدق صفية عندما اخبرتني انك جئت ودخلت لوالدك المجلس"

لم يرد راجح ولكن نظرات عينيه كانت تحكي الكثير من الغضب و الكثير من الخيبة والكثير من الرفض…
تلك النظرات جمدت نَدية مكانها قبل أن تسمع الحاج سالم يقول

"تعالي يا أم راجح لا تقفين هكذا...تعالي ربما كان هناك موضوع هام جاء ولدك سريعا كي يخبرنا به"
"نعم هناك موضوع هام ولكن من أجل أمي فقط"
قال راجح وهو ينظر في عيني والدته والتي عقدت حاجبيها وسألت مستفسرة بعد أن جلست على المقعد المقابل له
"أي موضوع هام تريد أن تخبرني به يا راجح"

"أخبريني يا أمي كم عمري الآن؟"
جعدت ندية وجهها والتفتت تنظر للحاج سالم لثواني قبل أن تعود بنظرها لـ راجح مع قولها
"بارك الله في عمرك ياولدي...ما شاء الله زين الشباب..."
حرك راجح رأسه رافضاً الإجابة ثم قال بنبرة قوية
" ليست هذه الإجابة التي انتظرها يا أمي،صمت قليلاً ثم تابع...دعيني أخبرك الإجابة كما يجب….أنا الآن في السابعة والعشرين...دكتور جامعي ...درست خمسة أعوام بالخارج...صمت ثانية ثم تابع بعد وهلة لم أعد طفل يا أمي هل تدركين ذلك"
لم تعقب والدته كما الحاج سالك الذي كان ينتظر أن يعرف ما فعلته زوجته حتى يجئ بولده الآن

"عندما كنت طفل في السابعة من عمري كنت افرح بشدة عندما تختارين لي ملابسي وتنتقين لي أشيائي، ولما كبرت قليلا وأصبحت في الثانية عشر اصبح لي ذوق منفرد لم يتماشى ابدا مع ذوقك الذي كان يروقني سابقاً و بالرغم من ذلك كنت اقبله احيانا…….هذا القبول الذي تحول إلى رفض تام عندما كبرت عامين أخرين وليس خمسة عشر عاما…..أنا الآن أرفض أن تختارين لي قطعة ملابس فما بالك لو كانت زوجة…..هل تعتقدين أني سأسمح بذلك يا أمي؟!...لا يا أمي لن اسمح بكل تأكيد…….صمت راجح يسحب نفس قبل أن يتابع
اعلم أن الأولاد يظلون في عيون أبويهم وخاصة الأم- أطفال ولكن هذا لا ينفي حقيقة أن الأطفال يكبرون …..يكبرون يا أمي لدرجة لا يُسمح معها بالتدخل في رسم حياتهم….تعرفين لماذا يا أمي لأن حياتهم ليست قطعة ملابس يمكن أن يتقبلوها ضاحكين وشاكرين كي لا يغضبوا أمهم مع العلم أن مصيرتلك القطعة سيكون بركن ما في خزانة ملابسهم ولن تخرج منها ابدا….الزوجة ليست قطعة ملابس يمكن قبولها مجاملة ثم تركها وإهمالها والبحث عن غيرها……...بلل راجح شفتيه التي جفت وتابع
الزوجة سكن يا أمي…(ولتسكنوا إليها)….لابد أن تميل روحي لها وتمتزج فيها…. روحي التي ليست بيدي وإنما بيد رب العالمين"
أنهي راجح حديثه بزفرة عالية ونظرة عاتبة مؤلمة إلا أن ملامح الحاجة ندية لم تلين بل بالعكس قد زادت جمودا
"ملابس ماذا وكلام فارغ...هل هذا ما تعلمته بالخارج يا دكتور"
قالت ندية بنبرة ساخرة أثارت أعصاب راجح الذي زفر بقوة غاضباً قبل أن يقول متحكما في نبرة صوته بقوة من حديد
"ملابس….هل هذا فقط ما وصلك من كلامي يا أمي…..حرك راجح رأسه بيأس بالغ وتابع
…...طالما هكذا...اسمعيني إذن….أن لن أتزوج من ابنة خالي والتي بالمناسبة لم انظر لها سابقاً ولن أنظر لها حتي ولو بعد مئة عام سوى أنها أخت لي، وفقط"
وبنظرة متحدية ونبرة جلمودية قالت ندية..
"سلمي ليست اختك ياراجح فلا تتحجج بتلك الحجة الخائبة ثانية...ثم ما بها سلمي..زينة البنات….لو شرقت الأرض وغربتها لن تجد لها مثيل...كما أنها ابنة خالك التي تربت معنا وكبرت أمام أعيننا…….تفهم عاداتنا وتقاليدنا ...ستصون عرضك وترفع اسمك..."
ومن بين أسنانه كان يرد راجح
"امنت بك يالله…….وهل قلت أنا أن سلمي بها شئ؟!!!….ثم أن هل كان صون العرض حكرا فقط على سلمي"
ومن مقعده الوثير كان الحاج سالم يتابع الحوار بين ولده وزوجته يعرف أنه سيتدخل في الوقت المناسب كما يعلم أنه سعي ألا تحدث تلك المواجهة والتي يعلم عقباها إلا أن ندية لم تفهم ولم تستوعب….
"لن أتزوج إلا من أختارها قلبي وسكنت إليها روحي و ارتضي بها عقلي..."
صوتاً ساخر خرج من ندية قبل أن تتابع سخريتها قائلة رغم علمها
"ومن إن شاء الله يا زين الرجال يا جنوبي التي جعلتك شاعرا لا ينقصه سوي الربابة ويغني ….اخبرني واطرب مسامعي"
اعصابه الهائجة لم تجد لها مخرج سوى عينيه التي صارت كبركتين من الدماء...ليمسح راجح بكفه علي وجهه كمحاولة لتهدئة أعصابه الثائرة قبل أن يقول سائلا و متغاضيا عن سؤالها واستفزازها
"لماذا اخبرتي نورس بما هو ليس صحيح…...لماذا قُلتِ لها أني خطبت سلمي ولم تكتفي بذلك بل أريتها صورتها علي هاتفك وليكتمل الأمر أريتها أيضا لـ شذى"
"ومن قال أن حديثي ليس صحيح...سلمي خطيبتك بالفعل...يبقي فقط أن نذهب لأخي ونطلبها بشكل رسمي"
"لا إله إلا الله"
هتف بها راجح قبل أن يتابع كاظماً غيظه بنبرة تدل على أنه قد وصل للمنتهي
"متى كانت سلمي خطيبتي ومن قال أنه سيحدث..."

"أنا قُلت ياراجح ولن اسمح لك بغيرها زوجة ...ضع هذا في عقلك جيدا وافهمه"

وإلي هذا الحد كان راجح ينفجر ضاربا كفيه ببعضهما قبل ينهض مندفعا وبصوتٍ عال كان يهدر في والدته
"بلي ضعي انتِ بعقلك أني لن أرتضي سوي بمن أريدها أنا...أنا وفقط...أتفهمين ذلك"
"ولد"
هدر الحاج سالم وهو يضرب بعصاه في الأرض قبل أن يضيف
"إياك...إياك أن يعلو صوتك في وجه أمك مهما بلغ الأمر ومهما بلغ عمرك أو مركزك"
نظر راجح لوالده بملامح ثائرة لثواني قبل أن يلتفت ثانية لوالدته وتابع بنبرة قوية ونظرة أبية
"سأتزوج بمن أريدها...حتى لو كانت ضد رغبتك...ولمعلوماتك أيضا لو كانت سلمى أخر نساء الأرض….لن أتزوجها"
"والله إن لم تخرج الآن لجعلتك ترى كيف سأعيد تربيتك عندما تنزل عصاي فوق رأسك يا دكتور يا جامعي….لقد قلتها مرة وساكررها ثانية وفي الثالثة سيكون عقابك أقصى مما تتخيل………….
إياك وأن يعلو صوتك في وجه أمك أو تقل أدبك عليها سواء كان ذلك في حياتي أو بعد مماتي"
"بارك الله في عمرك يا أبي...لا تقل ذلك"
هتف بها راجح سريعاً كما ندية قبل أن يسمع والده يقول بإصرار
"أخرج الآن"
"ولكن يا أبي..."
"أخرج يا راجح"
هدر الحاج سالم ليقف راجح مكانه لوهلة قبل أن يندفع خارجا من باب المجلس….
صمت متوتر عم أرجاء المجلس بعد أن غادر راجح، لم يقطعه سوي الحاج سالم الذي كان يرمق زوجته بنظرات تحمل العديد والعديد من الرسائل
"اغلقي باب المجلس يا أم راجح وتعالى"
ازدردت ندية ريقها قبل أن تنهض وتنفذ ما طلبه الحاج سالم ثم عادت وجلست مكانها ثانية
و لثواني بقيت ندية تنظر للحاج سالم الذي كان خافض الرأس ينظر لحبات مسبحته التي يحركها بين أنامله قبل أن تسمعه يستغفر ربه بصوت عال….
"لقد حذرتك مما تفعلين حتى لا أراكِ في صدام مع ولدك ولكنك بكل أسف لم تحذري ولم تفهمي"
قال الحاج سالم بعد أن رفع رأسه ينظر في عيني زوجته التي قالت بعناد
"وماذا قلت أو فعلت لما فعله ولدك معي…لقد………..."
بترت ندية كلامها عند هدر فيها الحاج سالم أن تصمت و تستمع فقط لتومئ برأسها ليتابع الحاج سالم حديثه قائلا
"لقد صار ولدك رجل، وهذا ما غلبت في توضيحه لك ودسه في عقلك الحجري الذي برمج على فكرة واحدة...فكرة كانت تتناسب معه عندما كان طفل وليس وهو رجل تهابه العيون……….استغفر الله العظيم…...
ولدك شابا في أوج عنفوانه ولا يُلام إذا فقد قدرته علي التحكم في أعصابه ولكن يُلام علي من أوصله لهذه الدرجة من عدم التحكم والسيطرة…من الصعب يا أم راجح أن تطلبي من رجل أن يتحكم في انفعاله عندما يتملكه الغضب ويشعر بالإهانة……..أنتِ تهينين ولدك عندما تعاملينه كطفل وليس كرجل…صمت الحاج سالم لبرهة ثم تابع…...لقد نبهتك وطلبت منك أن تتحلين بالحكمة حتى لا يحدث ما حدث وأن يعلو صوته فوق صوتك..."
صمت الحاج سالم قليلا مانحها الفرصة لاستيعاب حديثه قبل أن يتابع

"أمر زواج راجح من ابنة أخيكِ…..أمر منهي ولا أريد أن أسمعك تتحدثين عنه ثانية حتى مع نفسك لأني أنا حينها من سيتصرف وأنت تعرفين عندما أقول تلك الكلمة….أريدك أن تفهمين جيداً أن ولدك لن يتزوج إلا من يريدها ويرغبها…"
كزت ندية على أسنانها مُصدرة صريراً قبل أن تسأل بغيظ
"لماذا لا تخبرني يا سالم عن ما تداريه أنت وولدك عني...من تلك التي يرغبها ولدك وتوافق أنت عليها؟؟؟"
ثلاث لحظات مروا قبل أن ينطق الحاج سالم بما جعل ندية تندفع قائلة بعد أن نهضت

"الأجنبية العاجزة ياسالم...كيف طاوعك قلبك أن توافق ولدك علي ربط حياته بفتاة عاجزة…."

كان ينتظر….نعم كان ينتظر أن ينطقها لسانها حتى تتأكد شكوكه، شكوكه التي كانت تزداد يوما بعد يوم حتى صارت يقين بما نطقه لسانها الآن…..
"العاجزة….أهذا ما قُلتِه للفتاة المسكينة التي لا ذنب لها في عجز ميزها الله به ولا حتي في ميل قلب ولدك لها "
ازدردت ندية ريقها و النظرات التي يرمقها بها الحاج سالم لو كانت تحرق لكانت احرقتها واحالتها لرماد بزفرة نفس واحدة سيتفرق ضائعاً، كما أنها كانت تحمل من الإقرار ما لا تستطيع معه الإنكار أو التبرير…..
"وهل يضمن الإنسان الذي يتفاخر بكمال أعضاءه وعنفوان جسده متنمرا على خلق ربه أنه ما بين لحظة وأخري قارد ربه الذي منحه أن يأخذ"
لم ترد الحاجة ندية والتي كانت تشيح بنظرها بعيداً عن مجال نظرات الحاج سالم الذي ضرب بعصاه الأرض جاعل جسدها كله ينتفض قبل أن تنظر في عينيه والنظرة التي رأتها فيهما أخبرتها أنه ينتظرها عقاب قاسي بل قاتل...
يتبع................

noor elhuda likes this.

فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 16-01-21, 10:56 PM   #1285

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

شقة ركين الألفي
ومع صباح يومٍ جديد فردت الشمس أشعتها الذهبية ناثرة الدفء ومجددة الأمل في نفوس ملت الانتظار…
وضع ركين شرائح الخبز المحمصة أمام شذى التي أومأت له بابتسامة مهتزة قبل أن يجلس علي المقعد المقابل له والتي كانت تجلس فوقه نورس بالأمس، تناول ركين شريحة الخبز ثم دهنها بالزبدة كما تحبها شذى ومد يده بها مع قوله
"تناولي فطورك"
أخذت شذى شريحة الخبز قبل أن تومئ برأسها ليرفع ركين حاجبيه مع قوله
"بغض النظر عن صراخك بـ لا علي صدري إلا أني قد سمعتك بالأمس وأنت تحدثين نورس فلمَ الصمت الآن"
أجلت شذى حلقها ثم قالت بنبرة مبحوحة
"لم أتحدث...لقد كنت أرد عليها فقط"
"حسنا أنا أيضا أنتظر الرد"
قال ركين لتصمت شذى لثواني قبل أن ترد قائلة
"شكرا"
"العفو"
قالها ركين قبل أن يتناول شريحة خبز ثانية ثم دهنها بالمربى وبدأ في تناولها كما شذى التي شردت في هاتفها المغلق منذُ الأمس خوفا من أن يتصل سامر في وقت يكن ركين بجوارها وخاصة أنه لم يتركها طوال الليل ...لقد بقي بجوارها حتي غفت تماما وعندما استيقظت وجدته فوق رأسها ولولا ثيابه التي بدلها لقالت أنه بات بجوارها…
""
"ما رأيك شذى لو خرجنا اليوم"
"أين"
سألت شذى ليرد ركين ناطقا بالاقتراح الذي اقترحته نورس عليه بالأمس عندما أوصلها للسيارة قبل أن تغادر
"نذهب للمجموعة...ما رأيك"
و لثواني بقيت شذى صامتة تفكر قبل أن تقول
"لا... أنا أريد أن أبقي بالبيت...اذهب أنت للمجموعة ولا تقلق علي"
"إذن سابقي معك اليوم ونعوض خطط الأمس"
خفضت شذى رأسها بخيبة أمل قبل أن ترفعه ثانية عندما نهض ركين وخرج من المطبخ عندما علا رنين هاتفه …
وسريعا كنت تخرج شذى هاتفها من جيب كنزتها تفتحه حريصة على جعله على الوضع الصامت قبل أن ترسل رسالة واحدة...رسالة حذفتها فورا بعد أن تأكدت من وصولها لسامر
"لا تتصل...عندما تسنح الفرصة أنا سأفعل"
*****************
صباح اليوم التالي…...المشفي
لم ينم منذُ الأمس فعقله لم يكف عن التفكير في لمار وما الذي سيحدث لها….
لقد هاتف المستشفى مرتين مساء أمس كي يطمئن علي حالها وأنها مازالت على قيد الحياة فشعوره بالذنب يكاد يقتله….
تحرك مراد في الرواق الطويل الأبيض قبل أن يصل إلي غرفة الطبيب الذي استقبله
جلس مراد علي المقعد المقابل لمكتب الطيب بعد أن ألقي التحية ثم سأل
"طمئني كيف حالها؟"
صمت الطبيب لثواني قبل أن يقول آسفا
"للأسف لقد دخلت المريضة في غيبوبة……. فكما تعرف لقد نزفت رأسها كثيرا كما أن الاصطدام سبب لها ارتجاج شديد في المخ"
أغمض مراد عينيه بألم شديد لثواني قبل ان يفتحهما وسأل بخفوت
"هل...هل ستستفيق من تلك الغيبوبة أم...ام... "
"هذا الشئ في علم الله و لا يمكنني الإجزام بشئ..."
"هل يمكن أن أراها"
هز الطبيب رأسه مع قوله
"لا...ليس الآن"
أومأ مراد متفهماً قبل أن ينهض ومد ذراعه للطبيب الذي نهض أيضا في سلام ثم غادر، وهناك في سيارته في جراج المستشفي جلس مراد ينظر نحو سيارة رضوان التي توقفت توًا وترجل منها رضوان والذي لم يلحظه كما زوجته التي سبقته مهرولة نحو باب المستشفي وتبعها هو بعد أن أغلق سيارته……
لحظات بقي مراد صامتا يشعر برغبة قوية في قتل رضوان وزوجته من قبله قبل أن يستغفر ربه و يشغل محرك السيارة ويغادر المشفي.
يتبع……..

noor elhuda likes this.

فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 16-01-21, 11:09 PM   #1286

فاتن عبدالعظيم

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاتن عبدالعظيم

? العضوٌ??? » 448505
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,249
?  نُقآطِيْ » فاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond reputeفاتن عبدالعظيم has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد شهرين

منزل شريف شمس الدين - مساءًا
فتح شريف باب غرفة نومه ودلف منه قبل أن يغلقه ثم تحرك نحو نادين التي كانت مستلقية فوق الفراش مغمضة العينين…
وضع شريف كوب المشروب الساخن الذي كان يحمله فوق الكومود ثم جلس بجوارها علي حافة الفراش وانحني نحوها يمسح فوق خصلاتها القصيرة برقة وهمس باسمها لتفتح نادين عينيها قبل أن تغتصب فوق شفتيها ابتسامة سرعان ما اختفت وهي تشعر بتقلصات معدتها تعود من جديد لتغلق جفنيها بشدة..

"لا لن أحتمل أكثر من ذلك ولن أنتظر هيا نادين سنذهب للطبيب الآن"
وقبل أن ينهض شريف كانت نادين تمسك يده القريبة منها ثم قالت وهي تفتح عينيها بعد أن هدأت التقلصات التي تنتابها كل كم دقيقة…
"لا يوجد داعي شريف...وبخجل كانت تتابع……...هذا طبيعي ويحدث معي كل شهر…لا تقلق"
"ولكني لم أراكِ بهذا الشكل من قبل"
قال شريف لترد نادين بخجل
"أنا فقط كنت حريصة طوال الشهور السابقة ألا ترانى في هذه الحالة ولكني للأسف أخفقت هذا الشهر..."
لم تتبدل ملامح شريف القلقة وهو يتأمل وجهها الشاحب وشفاها البيضاء ليقول بعد أن تنهد متألماً لأجلها
"هيا انهضي يجب أن تشربي هذه الأعشاب وهي ساخنة كما قالت أمي حتي تخفف من ألم تلك التقلصات…"
"هل أخبرت ماما سميرة عن…."
أومأ شريف برأسه وقال
"نعم وعلي فكرة هي من أعدت لكِ الأعشاب وأكدت أن تشربيها وهي ساخنة"
تبدلت ملامح نادين أمام عيني شريف الذي تحرك قليلا عندما اعتدلت نادين جالسة ليسألها
"ما بكِ..لماذا تبدلت ملامح وجهك هكذا عندما أخبرتك أن أمي هي من أعدت لكِ الأعشاب"
وقبل أن ترد كان شريف يتناول الكوب ويناوله لها، احتضنت نادين كوب المشروب الساخن من يد شريف الذي حثها أن تشربه لترتشف نادين القليل منه ثم قالت وهي تنظر لـ شريف
"لقد حزنت ماما سميرة بسببي الآن ياشريف ...لماذا أخبرتها؟!!"
جعد شريف جبينه وسأل بعينيه طالبا التوضيح لترد نادين
"ماما سميرة تسألني كل شهر إذا ما كنا ننتظر حفيد لها وعندما أخبرها بـ لا أشعر بحزنها الشديد..."
هز شريف كتفه بغير اقتناع وقال
"بالتأكيد كانت ستعرف نادين فما الفارق إذا أخبرتها أنا أو أخبرتها أنتِ"
صمتت نادين بيأس فما يقوله صحيح، ولكنها كانت تأمل هذا الشهر أن يحدث حمل وتسعدها بهذا الخبر الذي تتمناه هي الأخري…
"شريف أريد أن نذهب لطبيب أو طبيبة نسائية حتي أعرف لماذا تأخر الحمل"
رفع شريف حاجبيه وقال مستنكراً
"هل جننت نادين...نحن لم نتزوج فعلياً إلا من أربعة أشهر فقط...عن أي طبيب تحكي"
تلونت ملامح نادين بالحزن قبل أن تنظر في الكوب الذي تحتضنه بين كفيها وقالت
"أنت لا تفهم شريف...أنا وأنت قد يلهونا الحب ويمدنا بسعادة تكفينا، ولكن ماما سميرة لن يسعدها سوي حفيد...وأنا أريد أن اسعدها...أنا أحبها بشدة شريف...هي عوض الله لي عن أمي التي فقدتها….رفعت نادين وجهها تنظر في عيني شريف الباسمة وتابعت بصدق….أريد أن أسعدها شريف...أريد ذلك بشدة"
جاش صدر شريف بمشاعر غمرته كله قبل أن يسحب الكوب من بين يديها يضعها فوق الكومود ثم اختطفها في حضنه يغمرها بحنانه الدافئ وحبه الوفير...

"اخبريني نادين ماذا أفعل كي احبك حب فوق الحب "
"لا تفعل شئ شريف يكفينا أن أنظر فقط في عينيك لأعرف أنك تفعل الكثير"
احتضن شريف وجهها بين كفيه ثم اقترب يُقبل شفتيها بنعومة اذابتها للحظات قبل أن تتأوه مبتعدة عنه عندما هاجمتها نوبة تقلصات جديدة…
بعد دقائق كانت نادين قد أنهت مشروب الأعشاب لتسأل شريف
"متى سنذهب للطبيب شريف؟"
"أولا ستكون طبيبة ولن نلجأ إليها الآن …"
نفخت نادين بغضب ليتابع شريف
"علي الأقل هذا الشهر…"
"وماذا سيفرق هذا الشهر عن غيره"
سألت نادين بنزق ليرد شريف بشقاوة
"لأني هذا الشهر سأكثف محاولاتي"
كرمشت نادين وجهها قبل أن تحرك رأسها بيأس ليقترب شريف من أذنها هامساً
"أخبريني أولاً كم يوم سأنتظر حتى أبدأ بتكثيف محاولاتي"
لم ترد نادين فقط صدح صوت ضحكاتها التي أبهجت قلب شريف وجعلته يرفرف بداخل ضلوعه.
*****************
فيلا نورس الشهاوي

"مساء الخير"
قالتها نورس وهي تظهر أمام عيني ركين الذي كان ينتظرها منذُ نصف ساعة تقريبا...
"تأخرت عليك؟"
وهل رد ركين تحية المساء حتي يرد علي سؤالها الثاني!!!وكيف يرد وقد انعقد لسانه صامتاً في حرم ذلك الجمال الذي طل عليه مهفهفاً برائحة الورد التي زكمت أنفه وضربت قلبه و أبهجت ملامحه….
زيتونيته تمردت عليه وأخذت تمشطها كلها من أعلى رأسها لأخمص قدميها….
فستان يصل لحدود ركبتيها بلون الحداد الذي لم تخلعه حتى الآن، وبصدر منخفض أظهر فتنة كادت أن تقتله، شعرها الأسود اللامع كان ينسدل بحرية فوق ظهرها مانحها جمال فوق الجمال وحلاوة فوق الحلاوة…..
وفي بحر عينيها الفضية والتي حددها الكحل سافر ركين باحثاً عن مرسي يعرف أنه لن يجده سوي علي شواطئ عشقها...
"أين شذى...ألم تأتي معك"
و بتلقائية كانت عينيه تنحدر على شفتيها التي لونتهما بلون الكرز الذي يتذوقه يوميا في أحلامه….
"ركين"
ومع ندائها الأخير تنحنح ركين مجلياً حلقه ثم قال
"مساء الخير نورس...لا لم تتأخري...هل مستعدة لنذهب؟"
"أين شذى؟"
كررت نورس سؤالها ليشيح ركين بوجهه الذي تبدلت ملامحه في ثانية واحدة قبل أن يرد
"لا لم تأتي...لم اسمح لها"
جعدت نورس وجهها بغضب جلي قبل أن تجلس فوق المقعد المجاور له وقالت بلوم واضح
"مازلت غاضب منها حتى بعد ما فعلته لأجلك والذي أرفضه أنا بشدة"
التفت ركين يرمقها بنظرة رافضة لمَ تقوله ثم تحدث
"نورس ألم أخبرك سابقا أني لا أريد أن أتحدث في هذا الأمر ثانية"
"لا ركين سأتحدث ولن تمنعني....شذى لا تستحق أن تفعل معها هكذا ركين"
"ماتستحقه أنا أعلمه وهيا حتي لا نتأخر...أم أنكِ لا تريدين الذهاب لزفاف صديقتك"
رمقته نورس بنظرة غاضبة قبل أن تنهض لينهض هو الأخر قبل أن يغادرا الفيلا متوجهان نحو الفندق الذي سيقام فيه زفاف هند…
بعد ساعة تقريباً أوقف السائق محرك السيارة أمام باب الفندق ليترجل ركين كما نورس التي ترجلت بعد أن فتح لها السائق الباب المجاور لها…
"هل ستظلين غاضبة هكذا..."
سأل ركين لتطالعه نورس بنفس النظرة المشتعلة الغاضبة
"حسناً يمكنك تأجيل الغضب لبعد الزفاف فمؤكد صديقتك لن تفرح وهي تراكِ هكذا"
للحظات بقيت نورس صامتة قبل أن تومئ برأسها دون أن تنظر له ليبتسم ركين قبل أن يقول
"هيا"
ليتحركا سوياً نحو باب الفندق، وهناك بالأعلي وأمام عينيه التي لم تحيد عنها تحركت في الرواق الطويل المؤدي لغرف الفندق العريق بينما خصلات شعرها اللامع تتمايل بدلال فوق ظهرها في منظر جعل خافقه يعلن عن تمرد لو طاوعه عقله واتحد معه- لخسر ثقتها وخسر نفسه قبلها…
ما يحدث معه لم يعد يحتمله ولا يعلم ما نهايته كما لا يعلم تمامًا كيف كانت بدايته…بدايته التي اجتاحته كعاصفة عصفت بكل كيانه وتغلغلت في عمق روحه،
زفرة يائسة خرجت من فمه وهو يتابع أخر خطواتها في الرواق، وقبل أن يلتفت تارك قلبه الذي سلبته منه دون أن تعي- كانت تستدير تلوح بكفها الصغير والذي مازال يحمل في بنصره خاتم أخيه الراحل في إشارة له أن يغادر…..
ابتسامة صغيرة شكلت ملامحه مع هزة رأس خفيفة كانت رده على تلويحها بمعني أنه سيفعل، لتستدير تنوي الدخول للغرفة وجهتها فتصطدم بذلك الذي خرج فجأة قبل أن يقف الاعتذار على طرف شفتيه وهو يتعرف علي هوية التي اصطدم بها، وفي مكانه الذي تركه ما أن لمح ما حدث وتحرك بخطوات سريعة واسعة أقرب للهرولة بينما ملامح وجهه كانت لا تنذر بأي خير خاصة وعينيه الصقرية كانت ترصد نظرة الآخر لنورسه

انتهي الفصل الثامن والعشرون
قراءة سعيدة

noor elhuda likes this.

فاتن عبدالعظيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
سُبحان الله وبحمده سُبحان الله العظيم.
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر)
https://www.rewity.com/forum/t468635.html
وهج
https://www.rewity.com/forum/t476564.html
رد مع اقتباس
قديم 16-01-21, 11:50 PM   #1287

Lina 91

? العضوٌ??? » 436781
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Lina 91 is on a distinguished road
افتراضي

فصل روعة جدا جدا جدا جدا جدا جدا
حبيت كل حاجة فيه ي سلام علي حوار الحج سالم ومراته الراجل ده عسل قوي 😍
طبعااااااا حبايب قلبي ركين ونورس 😍😘😘😘😘


Lina 91 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-21, 12:02 AM   #1288

وسام عبد السميع

? العضوٌ??? » 386250
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 269
?  نُقآطِيْ » وسام عبد السميع is on a distinguished road
افتراضي

الفصل كان جميل
حبيت حوار الحاج سالم مع ندية وانه مالهاش حق في تجريح شذا ب حاجة هي ملهاش يد فيها و ممكن اي شخص يفقد نعمة من نعم ربنا عليه في اي وقت وتحت اي ظرف ....عندي فضول اعرف عمل معاها ايه😁😁😁
لمار و حكاية وجع و ممكن الغيبوبة دي تكون في مصلحتها انها لما تفوق تكون بعدت عن الادمان واتعالجت منه
ياتري ركين اكتشف تواصل شذا ب سامر و بيعاقبها والا ايه؟؟؟
تسلم ايديك يا سكرة ❤❤❤❤


وسام عبد السميع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-21, 12:15 AM   #1289

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
El7qoni

ندية تستاهل حرقة بالجاز 🔥🔥🔥🔥🔥
ركين شكلة عرف حديث شذى مع بسام الحقير

لاااااا 😟😟
يارب مايتم الزواج
اوعى تجوزيهم اوعى 🤲🙏
هاشم اية ال جابك 🤔
اكيد شبة نييييزار 🤔🤔
اهو نيييزار صديق هاشم
ماجبتش شئ من عندى 🧐🧐🧐🧐
سئ سئ سئ bad man 🧐🙏👿👿👿


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-21, 12:40 AM   #1290

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 74 ( الأعضاء 11 والزوار 63)

‏موضى و راكان, ‏فاتن عبدالعظيم, ‏MonaEed, ‏asaraaa, ‏الق الزمرد, ‏وسام عبد السميع, ‏خفوق انفاس, ‏نور المعز, ‏جزيرة, ‏Lautes flower, ‏zezo1423


تسلمى فاتن فصل ممتع غطى أغلبية الشخصيات و ما حدث معهم

سعيدة بالحاج سالم و تهديده لندية بالعقاب الصارم

أيوه كده يا حاج


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.