آخر 10 مشاركات
600 - مع الذكريات ( عدد جديد ) - ق.ع.د.ن*** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          8 - الحب الساحر - سوزان كاري (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          3 - ارحل وحدي - بينى جوردان (الكاتـب : فرح - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          روايه لا يغرك نبض كفي وارتجافه ضاق بي قلبي وشلته في يدي (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree508Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-11-20, 12:18 AM   #681

بريق امل

? العضوٌ??? » 152333
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 101
?  نُقآطِيْ » بريق امل is on a distinguished road
افتراضي


ممكن اعرف اذا في فصل اليوم ؟

بريق امل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 01:45 AM   #682

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

باعتذر عن التأخير في نشر الفصل ..



الفصل السادس والسبعون


طرأت له فكرة متهورة، أن يعود إلى منزله، باعتبار أنه سيكون مهجورًا في الفترة الحالية، بسبب انشغال العائلة بمتابعة الحالة الصحية لابنهم المفضل،أدرك أن تنفيذ فكرته يتضمن عواقب خطيرة؛ لكنها تستحق المجازفة، فقد أراد الحصول على بعض النقود، قبل أن تنفذ القلة القليلة المتبقية معه، عله تنفعه مؤقتًا لحين حصوله على ما يكفيه. تسلل من مخبأه الآمن، واتخذ الطرقات غير المباشرة ليصل إليه، وقبل أن ينحرف من عند الناصية، تجمد في مكانه للحظاتٍ، راقب فيها المدخل جيدًا. كان "محرز" على وشك التحرك، حينما لمح سيارة ليست بالغريبة تسده، تراجع بجسده للخلف، وتوارى عن الأعين، وهو يتمتم:
-هما بيعملوا إيه هنا؟
ظل متسمرًا في مكانه، ومع هذا شعر بارتفاع دقات قلبه المتوترة، حتى كاد يخرج من بين ضلوعه، اختلس النظرات مجددًا، فرأى "منذر" واقفًا بجوار شقيقه "دياب"، وعلى جانبه "بدير"، الذي يبدو مهمومًا، ثلاثتهم يتحدثون معًا بجدية واضحة عليهم، خمن أن وجود الشقيقين هنا له صلة بـ "تميم"، وهما أخطر في عدائيتهما عن الأخير، بلع ريقه، وتراجع مختبئًا حتى يهدئ من روعته، ثم تحلى بشجاعة زائفة، وأطل برأسه من الزاوية، ما لبث أن تبدل الخوف الشديد إلى غيظ وحقد، حيث احتقن وجهه بشدة، وتصاعدت الدماء إلى رأسه؛ كأنها ستتفجر من فتحات وجهه بالكامل، عندما أبصرت عيناه زوجته تتبادل الحديث مع "سراج"، والأخير يبدو مهتمًا بها بشكلٍ مبالغ فيه، كما لو أنه قدم له فرصة ذهبية ليتودد إليها، على مرأى ومسمع منه، وهو عاجز عن منعه،؛ كان هذا آخر ما ينقصه! الوقح يكرر ما فعله سابقًا قبل أن يفسد الأمر برمته عليه.
توقفت عقـــــارب الساعة عن الحركة، لتعود به لسنواتٍ مضت، عندما كان فقيرًا، معدمًا، لا يملك إلا القليل، يُعد نفسه مجازًا كرئيسٍ للعمال؛ وإن كان لا يرتقي عنهم في منصبه الافتراضي، سوى بدهائه في تطييع الأمور لصالحه، ليستفيد منها على قدر الإمكان. وقتها كلاهما كانا يجلسان أمام إحدى الشاحنات، في سوق الجملة، على مقعدين خشبيين، ينتظران انتهاء العمال من تعبئة الصناديق بالطازج من الفواكه، والخضراوات. نفخ "سراج" دخان نارجيلته في الهواء، والتفت نحوه يحادثه، بنوعٍ من الاستهلال:
-بأقولك إيه يا "محرز"...
ارتشف الثاني قدرًا من الشاي الساخن الذي يملأ كوبه الزجاجي، وقال:
-أيوه يا معلم "سراج".
تردد قبل أن يخبره بحرجٍ:
-عايز اسألك في حاجة كده، بس بعيد عن الشغل، حاجة خصوصي شوية.
ركز أنظاره عليه، وشجعه للحديث معه قائلاً بترحيب، وابتسامته السمجة لا تفارقه:
-قول يا معلم.
ترك "سراج" خرطوم النارجيلة، ومال ناحيته، ليبدو صوته قريبًا –منخفضًا كذلك- عندما نطق:
-بيني وبينك كده.. أنا عايز أفاتح المعلم "بدير" عن خطوبة بنته، عندك خبر عن الحكاية دي؟
غامت ملامح "محرز"، رغم محاولته لإظهار العكس، بينما أضاف "سراج" في حرجٍ أكبر:
-ومايصحش أسأل بردك المعلم "تميم" عن أخته، إن كان في حد في نيتهم يجوزهاله ولا لأ، ماينفعش نتكلم كده من غير إحم ولا دستور، وجايز يكون في حد سبقني، لازم نعمل احترام لغيرنا.. إنت إيه رأيك؟
ظلت تعابير وجهه غير مقروءة، لم يجد ما يخبره به؛ وكأن الخبر قد هبط على رأسه كالصاعقة، وهو الذي كان يعد العدة في الخفاء، للتودد إليها، وإظهار حسن نواياه نحوها، علها تكون السبيل للانتقال من حياة الفقر، إلى النعيم والترف. انتبهت حواسه لصوته وهو يسأله بخفوتٍ، كما لو كان يخشى أن يلتقط أحدهم جملته تلك:
-يعني سمعت إن في حد متكلم عنها يا "محرز"، بما إنك معاهم في الدكان؟
بعد صمتٍ حذر، يكبت به غله الناقم عليه، أجابه:
-اللي أعرفه إن الحاج رافض يجوزها إلا لما تكمل علامها.
سأله بحماسٍ انعكس على نبرته وتعبيراته:
-يعني مافيش حد اتقدملها؟
نفى برده الموجز:
-لأ
استراح "سراج" في جلسته، وتابع بنبرة عازمة:
-زي الفل، خلاص أبعت الحاجة تروح عند جماعة المعلم "بدير" تتطأس كده، واللي فيه الخير يعمله ربنا.
ابتسامة متهكمة احتلت زاوية فمه وهو يغمغم إليه:
-وماله يا معلم.. يا زين ما اخترت.
هلل بعدها "سراج" بسرورٍ يكاد ينطق به كل ذرة منه:
-يالا يا رجالة، شيدوا الحيل شوية، مش عايزين نتأخر على حبايبنا.
نظرة غامضة رمقه بها "محرز"، وقد توقع ارتضاء العائلة به على الفور، باعتباره زوجًا مناسبًا، لا يوجد ما يعيبه، ما لم يفسد هذا عليه أولاً، هكذا وسوس له شيطانه الداهية!
.................................................. ........
أقل ما يمكن وصفه عنه، أنه شخصية انتهازية، وصولية، غير مؤتمنة، تسعى بشتى الطرق للكسب السريع، وإن كان على حساب أرواح الآخرين، فمنذ نشأته في أسرة بسيطة، وهو يتطلع إلا ما لا يملكه؛ ما بيدِ غيره. لم يكن "محرز" راضيًا عن فقره المدقع، ولا عن سوء الظروف المحاوطة بعائلته، أوجد لنفسه الفرص لتحسين مستواه الاجتماعي والمادي، ولم يكن هذا كافيًا، لجأ للطرق غير المشروعة، على أمل أن تمنحه ما يطمع في اكتسابه، في أقل وقت ممكن، فشارك غيره في التهريب، بطرقٍ مبتكرة؛ لكنه أنفق ما حاز عليه سريعًا.
طمعه الجائع لا حدود له، فدفعه للتفكير في أساليب تتيح له اختلاس المزيد من الأموال، وبدت الفرصة سانحة، عن طريق مصاهرة عائلة "سلطان"، في البداية فكر في توجيه مخططاته نحو "خلود"، الصيد السهل، فوالدها متوفي، لن يضع العقبات أمام زواجه بها، ووالدتها على شاكلته، ترغب في الظفر بكل ما ضنّت به الحياة عليها؛ لكنها كانت قد اختارت هدفها مسبقًا؛ "تميم"، فأدار مسار الدفة نحو "هاجر"، وبدأ في تدبير الأموال اللازمة لتعينه على الظهور بمظهرٍ لائق حينما يتقدم لخطبها، وقبل أن يتحقق مراده، الذي استعد له طويلاً، فاتحه "سراج" مصادفةً في رغبته بمصاهرة العائلة، فلم يكن أمامه إلا إفسادها عليه بأحط الوسائل اللئيمة.
أنفق مبلغًا من المال للاتفاق مع بعض العمال المأجورين، على الادعاء بالكذب على غريمه، ليبدو وكأنه يخوض في أعراض الأسرة، خاصة بعد زيارة والدته الودية للعائلة، فتنطلي الخدعة على "تميم" الذي كانت به سمة مميزة ومهددة في نفس الآن؛ الاندفاع الأهوج لقطع دابر من يتجرأ بالقول أو الفعل على عائلته، وكان ذاك مدخله، أحضر العامل منكس الرأس إليه، وهتف فيه بوجهٍ ممتقع، ليظهر بمظهر الضيق قبالته:
-تعالى ماتخفش، اتكلم وأنا أضمنلك برقبتي المعلم "تميم" مش هيتعرضلك.
رفع "تميم" عينيه نحو الاثنين مستغربًا مجيء أحد عماله إليه، في هذا الوقت المتأخر، قبل أن ينهي مراجعة فواتير اليوم، تساءل بصوتٍ متعب قليلاً:
-في إيه يا "محرز"؟
بنفس الملامح العابسة أخبره، وهو يشير بسبابته نحوه:
-الواد ده عايز يبلغك بحاجة مهمة، وماحبش يروح للحاج على طول.
التفت "تميم" ناظرًا إليه، فوجد العامل مطرقًا رأسه في خزيٍ، والخوف يكسوه، ضجر من صمته المزعج، وصاح به بزجرةٍ قوية:
-انطق ياض في إيه.
لعق العامل شفتيه، ونظر له بارتعابٍ، قبل أن ينطق بنفس اللجلجة:
-أصل يا معلم آ... الحكاية إن... كان...
قاطعه بخشونةٍ:
-أنا مش فاضيلك، لخص في الحوار.
تراجع العامل خطوة للخلف خشية غضبته الوشيكة، وقال ببطءٍ، ونظراته بين الحين والآخر تتجه نحو "محرز":
-الحكاية أصلها تخص آ... أهل بيتك، الست.. "هاجر".
هب "تميم" واقفًا، ليهجم عليه، قبض على عنقه، يخنقه منه، ثم هزه بعنف، وهو يهدر به بعدائية وحمية هائجة:
-نعم... إنت اتجننت يا (...)؟ مالك ومال أختي؟
قفز "محرز" من مكانه، وتدخل بينهما ليمنعه من الفتك به، بصعوبة انتشله من بين قبضتيه، ليرجوه بعدها:
-اهدى يا معلم، اسمعه للآخر عشان تعرف في إيه.
نطق العامل بصوته المرتجف مبررًا:
-ده ست البنات أشرف من الشرف، هو حد يقدر يجيب سيرتها بكلمة، بس الحكاية إني سمعت آ...
هدده "تميم" بصياحه الجهوري، وقد فاض به الكيل من مماطلته، التي لا طائل له بها:
-قول على طول، بدل ما أعلقك هنا!
ظل "محرز" يحول بجسده بين الاثنتين، والتفت برأسه نحو العامل مانحًا إياه إشارة من عينيه ليتابع كما شدد عليه من قبل، فأردف الأخير قائلاً باسترسالٍ:
-أنا سمعت طراطيش كلام من الرجالة في السوق، عن إن المعلم "سراج" بيقول عن الست "هاجر" بعد ما أمه زارتكم في البيت، إنها مش أد كده، وإنه ..
راقب جيدًا التعابير النارية التي اكتسبها وجهه، وأضاف باهتزازةٍ محسوسة في صوته:
-كان بيفكر يخطبها، بس الست أمه قالت عليها أنزوحة، ومش عِشرية، ولما كلمت الواد اللي هلفط بالكلام ده إنه مايصحش، دي بنت سيد رجالة السوق، قالي إن معلمه بيقول آ....
ازدرد ريقه لثانية، وأكمل:
-مافيش راجل غيره في السوق، وإن.. لولا بضاعته كان زمان آ....
تردد قبل أن يتابع بالجزء الأخير من استرساله:
-الحاج "بدير" وابنه بيشحتوا، ومش بعيد نلاقيهم واقفين على أول السوق يبيعوا للزباين بالأجل.
النظر في وجه "تميم" في تلك اللحظة كان كفيلاً لإدراك مدى الغضب العارم المسيطر عليه، وليزيد من وهج حنقه تساءل "محرز" بلهجةٍ حادة:
-إنت سمعته بيقول كده؟!
استدار العامل نحوه، وخاطبه مؤكدًا:
-أيوه يا معلم، إن شاء الله يفرمني قطر، أنا سامعه بوداني اللي هياكلها الدود، وكان معايا الواد "دُقدق"، وصبي المعلم "سراج" وآ....
لم يطق "تميم" استمراره في استفزازه، فهتف بصوتٍ كان باعثًا على الرهبة العظيمة:
-وربنا ما أنا سايبه، هاعرفه مين هو "تميم سلطان".
أوقفه "محرز" بصعوبة، ومنعه من الخروج من الدكان، وهو يحاول نصحه:
-خد حقك بالعقل يا معلم، الكلام هيكتر لو اتجنيت عليه.
رد عليه بأنفاسه المنفعلة:
-كله إلا أهل بيتي!
مشاعره في تلك اللحظة كانت خليطًا من الغضب، والهياج، وزادها حدة قول "محرز" الماكر، ليضمن تحقيق غرضه:
-والله أنا ما عايز أتكلم من زمان، بس فعلاً هو بيغير منك يا معلم "تميم"، كذا مرة يقولي كلام زي كده، وأنا ساكت، وماحبش حد يقول عني بوقع بين معلمين السوق.
عنفه بغلظةٍ، وقد ظهر عليه تأثير كلامه:
-كنت تقول.
أسبل "محرز" عينيه، وعلق بخذلانٍ مفتعل:
-بردك العين متعلاش عن الحاجب.
في تلك الأثناء، بعد أن فرغ من صلاة العشاء، حضر الجد "سلطان" إلى الدكان، وجه أنظاره نحوه حفيده المستشاط غضبًا، سأله مستفهمًا:
-في إيه يا "تميم"؟
توتر "محرز" من مجيئه، وأشار للعامل بإيماءة خاطفة من رأسه ليبتعد، ونظر في اتجاه "تميم" الذي هدر بصدره الناهج:
-الكلب "سراج" جايب سيرة أختي.
تطلع إليه الجد مطولاً، قبل أن يسأله مجددًا، بعقلانية هادئة، ومغايرة للعصبية الهوجاء المستبدة بحفيده:
-وإنت اتأكدت من الكلام ده؟ ولا رايح تتخانق عمياني كده؟!
كان يلهث من فرط انفعاله عندما جاوبه:
-عايزني أسكت يا جدي؟ هستنى إيه تاني؟ لما نلاقي الواغش بيألفوا حكايات عن "هاجر"؟
أتاه رد جده بنفس الصوت الهادئ:
-أه تسكت لحد ما نتأكد، مش جايز يكون الكلام غلط؟
وقبل أن يعارضه أمره بصرامةٍ:
-إنت تفضل هنا لحد ما نشوف إن كان صح ولا لأ
احتج بغضبٍ شديد:
-بس يا جدي كده آ....
قاطعه بلهجته غير المفاوضة:
-أنا قولت إيه؟
أمام نظراته الصارمة، وحزمه الواضح، اضطر أن يرضخ له؛ لكنه أخبره بزمجرةٍ، بما يشبه الوعيد:
-ماشي يا جدي.. بس وعزة جلال الله لو طلع حقيقي، هاخش فيه اللومان.
انسحب "محرز" من المشهد، لاعنًا في سره، فلو جاء الجد متأخرًا دقيقة واحدة، لما تمكن من اللحاق به، ولسُفكت الدماء في الحال.
.................................................. .......
حربٌ باردة اندلعت -لاحقًا- دون سبب معلوم بين أفراد العائلتين، قُطباها يحتفظان بمشاعر عدائية، تضاعفت مع ازدياد الحاجة، لتوريد بضائع جديدة، شحَّ تواجدها في السوق، وكانت تلك القشة التي استغلها "محرز" مع استمراره في بث سمومه المغلوطة، لكلا الطرفين، ليبدو وكأنهما يتحينان الفرصة، للتنكيل ببعضهما البعض، وقد حدث ما تمناه! وقامت تلك المشاجرة العنيفة في السوق، توقع فيها "محرز" أن يقتل أحدهما الآخر؛ لكنها انتهت بحبس "تميم"، وإقصاء "سراج" عن ساحة التجارة لبعض الوقت، مع ضمان عدم وجود أي بادرة صلح بين الطرفين.
نعم، كانت له طريقته الخبيثة الداهية في التقرب من "بدير"، وقلب الحقائق لصالحه، ليبدو في نظره المخلص المجتهد في عمله، ورويدًا رويدًا تولى إدارة الأعمال، وتعميق الصلات بالزواج من "هاجر"، ليستمر على منواله اللئيم في استنزاف وسرقة أموال العائلة، بذكاءٍ كبير، متلاعبًا في أصول الأوراق، والمستندات، وكافة ما له صلة بفواتير الشراء، إلى أن خرج "تميم" من محبسه، فارتبكت كل حساباته، وضاق الخناق عليه.
أفاق من دوامة الذكريات على صوت تشغيل محرك السيارة، تأكد من عدم رؤيتهم له، أثناء مرورهم من جواره، وأولاهم ظهره؛ لكن بقي الغل يحرق في كبده، كز على أسنانه هامسًا بحقدٍ لا طائل له:
-هي بقت كده خلاص؟
احتفظت تعابيره بعلامات الشر، وأضاف بوعيدٍ لن يخل به:
-مش هتخرب عليا بس، هاخليها على الكل!
.................................................
حديثه المباشر عن تورط زوج شقيقته في قضايا تهريب خطيرة، خاصة تلك المرتبطة بالمواد المخدرة، صدمه على نحوٍ مشمئز، ورغم استنكاره لوضاعة "محرز" وخسته التي تنكشف يومًا بعد يوم، إلا أنه لم يتوقف عن لوم نفسه، لمنحه ثقته لمثيله من الخونة، بل ومصاهرته أيضًا، وإن لم يكن حاضرًا آنذاك؛ لكنه أعطاه مباركته لإتمامها. استند "تميم" على كفيه، ليعيد ظهره للخلف، مستمعًا إلى "وجدي" الذي استطرد قائلاً:
-"محرز" مجرد أداة في إيدين ناس تانية، بيحركوها على مزاجهم، واحنا دورنا كرجال قانون نوقع كل اللي مشغلينه.
تساءل "تميم" بصوتٍ شبه متحشرج:
-والمطلوب مني إيه؟
تحرك "ماهر" من مكانه ليدنو منه، ساحبًا بيده مقعدًا معدنيًا، كان ملتصقًا بالحائط، وضعه بجواره، وجلس عليه، ثم أجابه:
-عايزينك تتعاون معانا، بصورة سرية، وتجيبلنا المعلومات اللي تلزمنا.
علق "تميم" بتهكمٍ صارخ:
-يا باشا سيادتك جاي تتريق عليا؟ معلومات إيه اللي هاعرف أجيبها وأنا بالحالة دي؟ هو أنا قادر أقوم من مكاني؟
نظر في عينيه، وقال بهدوءٍ:
-المعلومات دي متوقعين إن جزء منها يكون عند... أختك
اصطبغت بشرته الباهتة بحمرة غضبه، وهتف بعصبيةٍ انعكست في نبرته:
-نعم؟ أختي؟
أكد له بإيماءة صغيرة من رأسه:
-أيوه.
احتج بغلظةٍ تسببت في إيلام صدره:
-لا متأخذنيش يا باشا، أنا أختي مالهاش دعوة بأي حاجة.
دون تحيزٍ أو انفعال قال له، محاولاً إقناعه:
-احنا واثقين من ده، بس بدل ما يكون الاستدعاء رسمي، وتتبهدل في الأقسام والنيابة، أنا حابب ده يتم بصورة ودية، بعيدًا عن جو المجرمين، أكيد إنت متحبش تشوف أختك هناك؟
منطقيته الواضحة غلبت تعصبه الملازم له، وعلى الرغم من التنمر البادي عليه إلا أنه سأله:
-وهي هتعرف تفيدكم إزاي؟
جاءه الرد هذه المرة من "وجدي"، حيث قال:
-أكيد زي أي واحدة قاعدة مع جوزها، هياخد راحته معاها، يفضفض عن شغله، ويقولها عن شوية أسرار.
التفت نحوه، وخاطبه بتبرمٍ:
-ماظنش "محرز" بالغباء ده.
كان صوت "وجدي" مغلفًا بالبرود وهو يعقب عليه:
-مش هنخسر حاجة.
في حين استأنف "ماهر" باقي حديثه موضحًا له:
-احنا شغالين في كذا اتجاه، ومحتاجين كل مساعدة متاحة عشان نقدر نمسك بالمجرمين دول.
أضـاف "وجدي" من ناحية أخرى:
-وهنستدعي كمان أخو مراتك للتحقيق معاه.
انزوى ما بين حاجبيه في نكرانٍ شديد وهو يدمدم:
-مراتي؟!
أخبره "ماهر" ببساطة:
-أيوه، مدام "خلود".
صحح له بزفيرٍ ثقيل، وبعينين ملتهبتين من غضبه المتزايد بداخله، نتيجة ما يتلقاه من أنباء غير سارة:
-لأ، دي طلقتي يا باشا...
تبادل "وجدي" نظرة اندهاش مع "ماهر"، في حين تابع "تميم" متسائلاً بتوجسٍ:
-هي ليها علاقة بـ "محرز" كمان؟
نفى على الفور "ماهر"، مانحًا إياه مزيدًا من الإيضاح:
-لأ، بس معروف إنه كان صاحب "نوح"، اللي اتقتل من فترة، أكيد إنت عارفه؟
زفر بثقلٍ قبل أن يقول:
-أيوه
اعتبر إفصاحه عن القادم نوعًا من المجازفة؛ لكنه كان مضطرًا للجوء لكل وسيلة متاحة، لإحكام الطوق حول "محرز"، ومن ثم الوصول إليه، حتى تتذلل عقبة الوصول إلى "آسر"، خاصة مع تعذر التواصل مع "فيروزة"، لذا استمر في حديثه معه متابعًا:
-بعد تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة اللي ساكن فيها القتيل، اكتشفنا إن "محرز" كان طالع معاه بيته، وبعدها بفترة بسيطة نزل، وكان مش على بعضه.
سأله "تميم" كنوعٍ من التخمين:
-يعني هو اللي قتله؟
أخبره "ماهر" بتريثٍ، ودون أن تكون إجابته حاسمة:
-في احتمال كبير يكون ليه يد في موضوع قتله، وخصوصًا بعد التحريات الدقيقة، مصدرنا أكدت إنه علاقته بيه من زمان، وكان معاهم "هيثم"!!!
احتدت نظرات "تميم" بشكلٍ ملحوظ، وقبل أن يساء فهم كلامه، أوضح له "ماهر":
-بس مش متورط معاه في التهريب، أخره كان سهرات من إياها.
تساءل "تميم" بحيرةٍ سيطرت عليه:
-وهو "هيثم" هيعرف إيه زيادة؟
أجابه بنظرة نافذة:
-السكك اللي ممكن يكون مستخبي فيها...
لمحة من التردد انعكست على تعابيره عندما أضاف "ماهر" بنبرة ذات مغزى:
-احنا عارفين إن حبايبك معاك، وجايز توصل معاهم لـ "محرز" قبلنا.
سأله بهدوءٍ مصطنع، محاولاً إخفاء ربكته:
-بتكلم عن مين يا باشا؟
ببساطةٍ شديدة أخبره:
-ولاد "طه حرب".
رمش بعينيه، وقال متهربًا:
-أنا مش فاهم حاجة.
بوجهٍ جاد التعبيرات علق عليه "ماهر":
-لو مسكتوه، ماتخلصوش عليه.. يلزمنا، وصلت كده يا معلم؟
بعد أن كشفت جميع الأوراق، وأصبح اللعب متاحًا للجميع، ظل "تميم" محافظًا على ثباته، وراوغه في الحديث قائلاً بإرهاقٍ لم يزيفه:
-ادعيلي أقوم بالسلامة يا باشا، وأنا بنفسي مش هرتاح إلا لما أجيبه لحد عندكم.
قال "ماهر" مبتسمًا:
-هاعمل نفسي مصدق كلامك، و...
توقف لهنيهة عن الحديث لينهض من جلسته، وتابع:
-وحمدلله على السلامة.
تنحنح الأخير بحشرجة خفيفة قبل أن يرد مجاملاً:
-الله يسلمك يا باشا.
انصرف بعدها الضابطان، ليتركاه في حالة من مشاعر الغضب والخزي؛ الأولى لكونه عاجزًا عن التحرك بحرية بسبب عطب جسده، والثانية لعدم استطاعته حماية عائلته من أمثال الوغد المتلون "محرز".
.................................................. ...........
ضاق صدره من كم العمل الزائد المفروض عليه، والذي تطلب منه المكوث بعد ساعات العمل الرسمية لوقتٍ إضافي، حتى ينتهي كليًا من مراجعة ما بحوزته، من أوراق. نهض الموظف الجالس في المكتب المجاور له عن مقعده، وسأله بتثاؤبٍ:
-أجيبلك قهوة معايا يا "خليل"؟
رفع رأسه عن الملفات المفتوحة التي يزدحم بها سطح مكتبه، ورد بتبرمٍ؛ وكأنه يشكو له تشبع جسده بالكافيين:
-ده أنا شارب يجي 3 قهوة، و4 شاي، معدتي قفلت خلاص.
همهم الموظف في استياءٍ، بصوته الخافت:
-منه لله المدير الجديد، حبكت يعني يعوز الدفاتر الجرد كلها النهاردة.
عقب عليه بنفس الصوت الخفيض:
-كل ما يجبولنا واحد جديد، نعمل نفس الموال، أما طفحنا.
زفير متعب خرج من جوف زميله، لينطق بعدها:
-هانت.. فاضل كام حاجة ونخلصها.
أمّن عليه "خليل" متمتمًا:
-يا مسهل.
عاد لينهمك في مراجعة الأوراق بتركيزه الشديد، إلى أن قطعه رنين هاتفه المحمول، المسنود على ميمنته، مدّ رأسه في اتجاهه، وحملق في الاسم الذي أنار الشاشة، بدت ملامحه متجهمة قليلاً، عندما عرف أن المتصل أحد جيرانه بمنزله الآخر، تساءل مع نفسه بتذمرٍ:
-وده بيتصل ليه؟
توقعت أن يكون اتصاله –كالعادة- له علاقة بجمع الأموال من سكان المنطقة، لإصلاح تلفٍ ما تأخر الحي في الاهتمام به، لم يستطع التهرب منه، فجاره اللحوح لن يتوقف عن مهاتفته، لهذا لم يكن أمامه مفرًا من الإجابة عليه، فخاطبه بنبرة متعجلة:
-سلامو عليكم، إزيك يا حاج "عماد"؟ إيه الأخبار عندك؟
كان صوته مهومًا حزينًا، لا يبشر بخيرٍ وهو يتكلم معه:
-مش عارف أقولك إيه يا أستاذ "خليل"، قلبي عندك والله.
أدرك من حديثه الغامض أن هناك خطب ما، انتصب كتفاه، وتساءل بتلهفٍ:
-حصل إيه؟
صمتٌ طويل تخللته نهنهات متألمة جعلت قلبه ينقبض، كرر "خليل" سؤاله عليه بقلقٍ متعاظم:
-ما تقول يا حاج "عماد"، في إيه؟
بنحيبٍ مسموعٍ مع صوته أجابه:
-جماعتك يا أستاذ "خليل"... تعيش إنت..
تلقائيًا نطق باسمها غير مصدقٍ ما أخبره به:
-"سماح"؟ إنت بتقول إيه؟
-البيت ولع باللي فيه من شوية، والناس حاولت تنجد جماعتك، بس أمر الله نفذ!
اضطربت أنفاسه، وهربت الدماء من وجهه ليغدو كالأموات وهو يردد مصدومًا:
-مش ممكن، لأ!
ترك عمله مندفعًا كالأعمى، يسابق دموعه التي فرت من عينيه حسرةً على خسارته، ولم يعلم بعد أن المزيد ينتظره!
.................................................. ..
أحست كم هي ضائعة، وهي تتطلع بنظرات فارغة، للردهة الطويلة –باهتة الإضاءة- المستندة بجانبها على حائطها البارد، إلى حيث نقل "هيثم" أولادها الثلاثة للمشفى القريب، من أجل إنقاذهم. سرحت "حمدية" في أفكارها المتداخلة، تتذكر شغف أبنائها بتناول بقايا العجين الطازج الذي كانت تعده "آمنة" ببراعة لا تقارن، ولهفتهم على تذوقه نيئًا، كما لو كان مذاقه الخطير لا يضاهيه شيء، كما اقتحم عقلها مشهد إعدادها للكعكة المشؤومة، وكيف تفانت في تجهيزها هذه المرة، بعد أن اختبرت فاعلية مكوناتها لبضعة مرات سابقة، الفارق أنها أفرطت في وضع الفانيليا لإخفاء المذاق الغريب، وخلطت المادة السامة باللبن، ليبدو الخليط في النهاية متجانسًا، خطأها غير المقصود أنها احتفظت بالبقايا في صحنٍ صغير، كروتين متبع، عقب كل مرة تنتهي منها من تجهيز العجين، في درج الثلاجة.
تذكرت بين ضلالاتها أن أحد أبنائها رأى الوعاء، وكاد أن يختطف منه قطعة، إلا أنها نهرته بغلظةٍ، وهي تضرب كفه بعنفٍ:
-إياك تمد إيدك، وامشي من هنا يا زفت.
نظراته الحزينة مع شفتيه المقلوبتين في عبوسٍ، كانت آخر ما احتفظ به وجهه البريء، لم تمنحه اهتمامها آنذاك، تجاهلت قهره، وبقي كامل تفكيرها منصبًا على الكعكة، تلقائيًا ارتفع كفاها للأعلى تلطم بهما صدغيها، بعد أن تجسد طيف وجهه الوهمي أمامها، وصوت نواحها يهتف في ندمٍ:
-يا ريتني ما زعلتك يا ضنايا، حقك عليا يا غالي.
اتجهت الأعين إليها، خاصة "هيثم"، راقب ردات فعلها بأسفٍ، فالمصاب جلل، لا يمكن احتماله، أقبلت عليها "آمنة" تحتضنها، حاولت أن تشد من أزرها، وتهون عليها ألمها، تدعو الله أن ينجيهم من الموت. أبعد "هيثم" نظراته عنهما، وتطلع إلى زوجته التي لم تتوقف عن البكاء.. متحجر القلب، من لا يتأثر برؤية الحزن الثقيل الجاثم عليهن! جاهد ليبدو متماسكًا أمام الانهيار المسيطر على الثلاثة، اشرأب بعنقه للأعلى في توترٍ، حينما رأى أحد الأطباء يلوح إليه. تحرك في خفة نحوه، وسأله وهو يختطف النظرات نحو "حمدية" التي بدت مفصولة عمن حولها:
-طمنا يا دكتور؟
وجهه عكس الأخبار غير الطيبة، ضغط على شفتيه، وأخبره بأسفٍ لا يخلو من المواساة:
-مش عارف أقولك إيه والله، وأنا شايف الأم مقطعة نفسها هناك.
ما قاله كان تمهيدًا للأسوأ، والذي بدا مؤلمًا حد الموت وهو يتابع:
-شيدوا حيلكم يا جماعة، التلاتة في ذمة الله.
زلزلة عظيمة ضربت بجسد "هيثم"، والذي فُرض عليه تلقي مثل تلك الأخبار المفجعة، شعر أثناء سماعه لها بقلبه يهوي بين قدميه حسرةً على الخسارة الفادحة، لم ينطق لسانه سوى بكلمات الذِكر:
-إنا لله وإنا إليه راجعون، لا حول ولا قوة إلا بالله.
لم يكن الطبيب واثقًا إن كان يتابع حديثه أم لا؛ لكنه أضاف بلهجةٍ تحولت للجدية:
-الأمل في إنقاذهم كان تقريبًا معدوم، وخصوصًا بعد التأكد من إن الأعراض اللي كانت سبب في وفاتهم راجعة للتسمم.
بدا صوته أجوفًا متباعدًا وهو يقول:
-اللهم إنا لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه.
واصل الطبيب إعلامه بهدوءٍ:
-أنا مضطر أبلغ البوليس، لأن في شبهة جنائية في وفاتهم...
لم ينتظر قراره، واختتم حديثه مواسيًا:
-وربنا يصبركم
تحركت عينا "هيثم" نحو زوجته التي كانت تنظر ناحيته أيضًا، أدركت الأخيرة من شحوبه المريب، ودموعه الزاحفة على صفحة وجهه، أن الفاجعة لا تُحتمل، ارتفعت أصوت شهقات بكائها المتقطع عاليًا، ليتحول بعدها لعويلٍ صارخ يفطر القلوب المكروبة ............................................... !!!
.................................................. .....................



منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 02:51 AM   #683

SORAYA M

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية SORAYA M

? العضوٌ??? » 296989
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,340
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » SORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond reputeSORAYA M has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرا على الفصل الحزين 🥺🥺🥺😥😥😥

SORAYA M غير متواجد حالياً  
التوقيع












رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 07:33 AM   #684

Om noor2
 
الصورة الرمزية Om noor2

? العضوٌ??? » 445147
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 267
?  نُقآطِيْ » Om noor2 is on a distinguished road
افتراضي

الجزاء من صنف العمل ..بس علي الله مش تدبس فيها امنة ..يبقي موت وخراب ديار بصحيح

Om noor2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 08:25 AM   #685

حياه الروح.

? العضوٌ??? » 475105
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 22
?  نُقآطِيْ » حياه الروح. is on a distinguished road
افتراضي

حزين اوي 😞
تسلم ايدك وعايزين نتطمن على فيروزه 💙


حياه الروح. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 01:03 PM   #686

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك يا جميله على الابداع زالسرد الرائع ✨✨
سبحان كانت شاكة ان محرز هو سبب سجن تميم مجرم
حمديه ضاعت وخسىرت اولادها ولن تسامح نفسها ابدا على ما قامت به في حقهم 💔💔


نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 02:01 PM   #687

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

وضاعة محرز لا حدود لها الواطي واطي من يومه
خليل هتلاقيها منين ولا منين
والله دمي محروقلك يا تميم بقعدتك دى في الظروف دى
تسلمي نولا الفصل روووعة 🥰🌹🌹


رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-11-20, 09:07 PM   #688

صاحبة الدمع الخجول

? العضوٌ??? » 478153
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 36
?  نُقآطِيْ » صاحبة الدمع الخجول is on a distinguished road
افتراضي

الرواية تحفة بالتوفيبييق

صاحبة الدمع الخجول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-11-20, 01:10 PM   #689

شروق سمير

? العضوٌ??? » 472266
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » شروق سمير is on a distinguished road
افتراضي

جميله اوي اوي اوي اوي اوي اوي

شروق سمير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-20, 01:22 AM   #690

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 الفصل السابع والسبعون

الفصل السابع والسبعون



تقدم ناحية المكان الذي تجلس به، وعيناه مغرورقتان بالدموع، مد يده نحو ذراعها، قبض عليه بلطفٍ، وسحبها من مقعدها بعيدًا عن والدتها وزوجة خالها، فمثل تلك الأخبار المفجعة تحتاج لتمهيدٍ مسبق، حتى لا يكون وقعها مميتًا على من يتلقاها، حاوط "هيثم" زوجته من كتفيها بذراعه، وسار بها في اتجاه السلم، وهناك استطرد يقول بصوته المختنق، وتلك الغصة تجرح حلقه:

-إنتي مؤمنة بقضاء الله وقدره.. صح؟

وضعت "همسة" يدها على فمها تكتم شهقاتها الصارخة، فتابع يوصيها:

-مش عايزين صريخ، ربنا اختارهم يكونوا من لؤلؤ الجنة، هما راحوا عند اللي أحسن من اللي الكل، ده قضائه.

لم تستطع نفسها من البكاء قهرًا على وفاتهم، انفجرت في نوبة مريرة، عجزت عن ضبط انفعالاتها المتحسرة فيها، كان من الحكمة أن انفرد بها بعيدًا عنهما، وإلا لامتلأت جنبات المشفى بوابلٍ من الصراخ العنيف، لن يزيد القلوب سوى ألمًا وانفطارًا. تنفس بعمقٍ، وأخبرها على مهلٍ:

-خلي أمك تكلم أبوهم، متقوليش ليها حاجة دلوقتي، لحد ما هو يجي...

بدت غارقة في بكائها الشديد، فوضع يده على جانبي كتفيها يهزها برفقٍ منهما، وهو يسألها:

-إنتي سمعاني؟

أجابت بصوتٍ متقطعٍ بالكاد استطاع فهمه:

-صعبانين .. عليا .. أوي، هما مالهومش ذنب.

عبارات المواساة أحيانًا في مثل تلك المواقف العصيبة، يتعذر النطق بها، قد تبدو فارغة، غير مجدية لمن يعاني من ويلات الفراق، فالراحلون ذهبوا للأبد، وتركوا من خلفهم لوعة الاشتياق لوجودهم! استدمعته تلك المشاعر، وحجزت العبرات في حدقتيه، تنفس على مهلٍ، ثم تابع بصوته المغلف بحزنٍ ثقيل:

-ربنا يصبر أهلهم، ويعينهم على اللي هما فيه..

انتظر للحظة قصيرة، وقال:

-أنا هاوصي الدكتور والممرضين يفضلوا مكتمين على الخبر لحد ما يوصل خالك، وجوده أكيد هيفرق مع أمهم.

هزت رأسها بإيماءة موافقة، ومسحت بمنديلها الورقي الدموع المبللة لوجهها، قبل أن تتحرك ناحية والدتها لتطلب منها تنفيذ ما أمره بها زوجها.

.................................................. .........

من بعيد بدت له، كبؤرةٍ من الكتل البشرية المتزاحمة فوق بعضها البعض، وحين اقتربت خطواته المتخبطة من المكان، ترأى له بوضوحٍ، أنه كان حشدًا غفيرًا أتى من كل حدبٍ وصوب، لتفقد البناية التي بدت كأتونٍ من الجحيم. زاد ازدحام المنطقة بعربات الإسعاف، النجدة، والمطافئ، فأصبحت الحركة عسيرة على الغالبية. جرجر "خليل" قدميه نحو منزله، شخصت أبصاره وهو يرى كيف تحول المكان الذي كان يأويه فيما مضى، لركام وأطلال دُفنت فيه ذكرياته مع أحبابه. ضربات خفيفة تلقاها على كتفيه، كنوعٍ من المواساة، أثناء شقه الطريق إليه. منعه الطوق الأمني المفروض حول العمارة وما حولها من الصعود إلى الأعلى؛ لكن هذا لم يوقف صوته عن الصراخ مناديًا:

-"سمــــــاح"! "رقيــــــة"!

لفت الأنظار نحوه، فحاوطه جيرانه، والإشفاق يبدو ظاهرًا عليهم، ربت أحدهم على كتفه يواسيه:

-شد حيلك يا أستاذ "خليل".

وقال آخر بحزنٍ عميق:

-ادعيلها بالرحمة.

لم ينظر بعينيه الزائغتين نحو أي أحدٍ، بقيت أنظاره معلقة للأعلى، ولسان حاله يردد في إنكارٍ شديد، رافضًا تصديق ما حدث لهما:

-هما مماتوش، أنا كلمتهم من بدري، إنتو مش عارفين حاجة.

علق عليه أحدهم من الخلف، وهو يشاطره الأسى:

-لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يصبرك.

بقي متبلدًا في مكانه، لا يقوى على الحركة، عيناه فارغتان، وعقله محجوب التفكير عنه، سد أذنيه عن شبيه هذا الكلام الغريب، أوهم نفسه إنها مجرد عبارات سخيفة لا معنى لها، إلى أن أفاق من صدمته، وانهار مع رؤيته لكيس الجثث الأسود، يمر من جواره، يحمله المسعفين نحو عربة الإسعاف، وصيحات التوحيد، والترحم على المتوفية ترتفع من ورائه، هزة عنيفة نالت من جسده، وأحدهم يواسيه مجددًا:

-ادعيلها يا أستاذ "خليل" بالرحمة.

شهق باكيًا في حسرةٍ، وهو يهتف بصوته المختنق:

-"سماح" لسه عايشة، هي ما.. ماتتش.

تفهم المتواجدون من حوله حالته العقلية المضطربة، فقلبه اضطرمت فيه نيران الوجع، خاصة والجميع يعلم مدى ارتباطه الوثيق بزوجته، وتعلقه بطفلتهما الصغيرة، خسارة مثل تلك لا يسهل احتمالها! مرت الدقائق عليه كأنها ساعات، ازداد نحيبه مع حجم الألم المتولد في صدره، ذاك الوجع الذي لا يمكن مداواته مطلقًا، عفويًا التقطت يده هاتفه المحمول حين اهتز في جيبه، رفعه إلى وجهه، ليجيب على المتصل، صوتًا أنثويًا مكتومًا رن في أذنه:

-"خليل".

تحرك فكه لينطق بصعوبة، وسط بكائه الشديد:

-ألوو.. "آمنة".

سألته بنبرتها الباكية:

-إنت.. فين يا "خليل"؟

من بشاعة المشهد وقساوته، غاب عن ذهنه بعض الحقائق البسيطة؛ عدم معرفة شقيقته بأمر زيجته الثانية، لهذا لم يكن واعيًا بالقدر الكافي، ليستوعب سبب بكائها خلال اتصالها المفاجئ به. سألها بحسرةٍ موجعة، وقد اعتقد أنها تشاركه أحزانه:

-شوفتي اللي حصل يا "آمنة"؟

ظنت أن الأخبار السيئة وصلت إليه، فكان سؤالها متقطعًا، مصحوبًا بوجعٍ محطم للقلوب:

-إنت .. عرفت؟

أجاب عليها بنواحٍ:

-كانوا كويسين، أنا مكلمهم الصبح.

رددت على مسامعه بألمٍ كبير:

-ربنا ليه حكمة في كده.

سألها والحسرة تتوغل في كامل روحه، لتزيد من عذابه:

-هما عملوا إيه عشان ده يجرالهم؟

هتفت ترجوه بنشيجٍ:

-امسك نفسك يا خويا، مراتك عايزاك جمبها.

وكأنه تلمس بارقة الأمل في كلماتها الأخيرة، وسألها بلوعةٍ قاسية:

-"سماح"؟ هي عايشة؟

استغربت من هذا الاسم الغريب الذي نطق به لسانه، وصححت له بدهشةٍ طفيفة:

-"سماح" مين دي؟ أنا بأكلمك عن "حمدية" يا "خليل"، احنا في المستشفى وعايزينك.

كان كمن أصابته صاعقة أخرى، توقف عن الكلام، وشرد بذهنه عنها، غابت عن عينيه الصور، وبدا مشتتًا عن استيعاب أي جديد يُقال الآن، بؤبؤاه تحركا في اتجاه صاحب الصوت الرجولي الذي ناداه:

-يا أستاذ "خليل"...

انخفضت يده الممسكة بهاتفه المحمول عن أذنه، وصوت "آمنة" يهتف:

-يا "خليل"! إنت سامعني؟

أنهى الاتصال، ليركز مع جاره "عماد" الذي واساه بأسفٍ:

-شد حيلك، كله مقدر ومكتوب...

جفل بدنه بالكامل وهو يُعلمه:

-أنا عايز أقولك إن بنتك "رقية" نقلوها على المستشفى، تعالى أوديك عندها.

ارتجفت شفتا "خليل" مهسهسًا باسمها:

-"رقية"!!!!

.................................................. .......

برائحة ما زالت خانقة، محملة بالأدخنة المؤذية، استمر رجال القانون في فحص المكان، طقطقات الخشب المحترق كانت مسموعة، لكل من يخطو فوقه بحرصٍ، رغبة منهم ألا تفسد الخطوات غير المدورسة ما يمكن الاستدال عليه، لإظهار معالم الجريمة محل التحقيق. أثناء ذلك، ســار اثنان من المسئولين، تبدو على هيئتهما الخارجية أهمية منصبهما القانوني، بتهملٍ حذر على الأرضية المتفحمة، توقفا عند عتبة المطبخ، يتطلعان إليه في اهتمامٍ. تأمل وكيل النيابة، المكلف بتفقد مسرح الجريمة، ما يحويه المطبخ من بقايا هالكة، بنظراتٍ دقيقة فاحصة له، وبدأ حديثه مستفيضًا في طرح بعض الدلائل:

-واضح كده من المعاينة المبدأية للبيت، واتجاه اشتعال الحريق، إنها بفعل فاعل، مش قضاء وقدر.

ثم انصت بعنايةٍ للضابط المسئول عن التحقيق في هذه القضية عندما ناقش معه الملابساتٍ الجديدة تم الوصول إليها:

-رجالة المعمل الجنائي قالوا إن عيون البوتجاز كلها كانت مفتوحة، في الوقت للي مكانش في أي حلل عليه.

تركزت عيناه على ما كان يبدو موقدًا من قبل، والتفت نحو الأخير الذي واصل القول:

-ده غير في بعض السكان قالوا إنهم كانوا شامين ريحة غاز من بدري.

حاوره وكيل النيابة بهدوءٍ:

-مش بأقولك، احنا كده مضطرين نوسع دايرة الاستجواب ونسأل أهالي الحتة، جايز حد يكون شاف ولا سمع حاجة.

أشــار الضابط للوكيل بيده ليتحركا بعيدًا عن المطبخ، عاد كلاهما للردهة المتسعة، جالت أنظارهما على الأريكة التي ما زالت تحتفظ ببقايا النسيج المحترق من جسد الضحية، أشــار وكيل النيابة بيده نحوها، وأردف قائلاً بنبرته الرزينة:

-الغريبة من مكان وضع الجثة، إنها ماتحركتش، مع إن الطبيعي إنها تحاول تنقذ نفسها، أنا حاسس إن في شيء مريب في وفاتها!!

نقر الضابط بسبابته على جانب وجهه، وعلق بتعابيرٍ شديدة الجدية:

-احنا مضطرين ننتظر تقرير الطب الشرعي بعد ما يشرح الجثة.

استدار الوكيل ليواجهه، وأخبره بلهجةٍ شبه آمرة:

-عمومًا ابدأ في استجوابك للأهالي لحد ما نجمع أطراف الخيوط مع بعض.

هز رأسه بامتثالٍ مظهرًا طاعته له، واقتضب في قوله:

-تمام يا باشا.

.................................................. ....

أمام عربة الإسعاف المفتوح بابها الخلفي، جلست إلى جوار ابنتها، ولسانها يلهج بالشكر، لم تتوقف عن احتضانها، كما غمرت صدغيها بعشرات القبلات الحنون، كلما تذكرت أنها أوشكت على خسارتها، نظرت لها والدتها ملء عينيها، وهتفت تردد في تضرعٍ:

-اللهم لك الحمد والشكر يا رب، أنا مش مصدقة نفسي، ده روحي راحت مني، وافتكرتك بعد الشر عنك آ...

قاطعتها "دعاء" قبل أن تتم جملها قائلة:

-ربنا لطف بيا يا ماما.

ردت عليها أمها بعزمٍ:

-أنا لازم أطلع حاجة لله حلاوة نجاتك.

اشرأبت "دعاء" بعنقها لتحملق في الرماد الأسود الذي كسا واجهة البناية، باعدت نظراتها عنه، ودمدمت بغصةٍ آسفة:

-اللي صعبان عليا أبلة "سماح"، و"كوكي".

هزت والدتها رأسها في أسى، وأضافت عليها:

-بيقولوا لحقوا البت، بس أمها بقى ربنا يرحمها، ويصبر أهلها على فراقها.

-يارب

التفتت كلتاهما نحو الرجل الذي دلت ثيابه الرسمية على عمله بالسلك الشرطي، حين صاح بلهجته الخشنة:

-يا ست!

ردت عليه "أم دعاء" قائلة:

-أيوه يا شاويش.

أشـار بيده نحو تجمعًا على بعض خطواتٍ، وقال:

-البيه الظابط عايز يتكلم مع بنتك شوية.

سألته في جزعٍ وهي تلطم على صدرها:

-ليه؟ هي عملت حاجة؟

طمأنها بصوته الأجش:

-ده إجراء روتيني يا حاجة، بيتعمل مع كل السكان.

دون تفكيرٍ أخبرته بصوتها الحاسم:

-طيب، أنا جاية معاها.

نظرة حائرة تبادلتها مع ابنتها، قبل أن تستعد الاثنتان للذهاب إلى الضابط، وصوتٌ مُلح يتردد في عقل الأم:

-هايكون عايز منها إيه يا ترى؟

.................................................. ...........

مرت اللحظات ثقيلة ومؤلمة عليه، خلال انتظاره بالمشفى الحكومي، حيث تُعالج طفلته الناجية، ولولا وجود "عماد" معه، لخر جسده المتخاذل مفترشًا الأرضية القاسية، تضرع في رجاءٍ شديد أن يرأف المولى بحاله، وينجيها. نظر لوجه جاره الذي بدت علامات الإشفاق والتعاطف معه واضحة، حاول الأخير أن يهون عليه حزنه، فقال له:

-إن شاءالله خير، الدكتور دلوقتي هيطلع من جوا ويطمنا، الحمدلله إنها جت على أد كده.

غمغم في ألمٍ:

-هو في مصيبة أكتر من كده؟

وضع يده على كتفه، وضغط عليه برفقٍ، قبل أن يخبره:

-امسك نفسك، بنتك محتاجاك.

نهج صدره بالبكاء الحارق، وظل ينوح خسارته التي لا تعوض إلى أن ظهر أمام عينيه المتورمتين رجلاً يرتدي معطفًا أبيض اللون، تساءل الطبيب في هدوءٍ، وهو يوزع نظراته بينهما:

-مين فيكو والد الطفلة "رقية"؟

على الفور نطق "خليل" بصوته الملتاع:

-أنا! هي عاملة إيه؟

تمهل في حديثه عندما خاطبه:

-الحمدلله احنا لحقناها، لو كانت استنت أكتر من كده، الله أعلم كان ممكن يجرالها إيه، وخصوصًا إنها فقدت وعيها من كمية الغاز اللي ملى الرئتين.

ردد "عماد" في امتنانٍ:

-الحمدلله يا دكتور، مكتوبلها عمر جديد.

بقيت عينا الطبيب مثبتة على "خليل" وهو يكمل سرد ما قام به، من روتينٍ متبع مع الحالات الطارئة:

-لازم حضرتك تعرف إننا عملنا للطفلة غسيل معدة كمان، بعد ما اكتشفنا وجود قيء على هدومها، وبقايا أكل غير مهضوم في بؤها.

بدا "خليل" مصدومًا مما يسمعه، ولم يستطع بعقله المشتت أن يستجمع مقصدهـ في حين عمق "عماد" من نظراته نحوه، وسأله بتشكيك:

-وده ليه؟

تلك المرة التفت الطبيب نحوه، ليجاوبه مفسرًا، بنبرة هادئة مضبوطة:

-كان لازم نعمل اللازم مع حالتها الحرجة، وبعد التحليل الأولي للعينة، من الواضح إن هي عندها حساسية لمادة اللاكتوز، وكلت حاجة فيها منتجات ألبان بكمية كبيرة، حفزت خلاياها ضده، وطبيعي إن جسمها يتفاعل بالعكس مع مادة مش متجاوب معاها، ده غير إن في مواد تانية كانت موجودة ضمن العينة، دكاترة المعمل بيحللوها، ووقت ما تطلع النتيجة هاعرفك.

تساءل "عماد" في حيرةٍ:

-طب ده يأثر عليها؟

كان كلامه محايدًا عندما رد:

-هنشوف، الطفلة محطوطة تحت الملاحظة حاليًا، وغير مسموح بزيارتها.

ألح عليه "عماد" بسؤاله، وهو يمسح بيده على ظهر "خليل":

-يعني أبوها مش هايعرف يشوفها؟

نظر له بجديةٍ قبل أن يصبح تعبيره رسميًا:

-دلوقتي لأ، بس هنحتاجه يكون موجود عشان باقي الإجراءات الخاصة بالمحضر.

دون تردد أتت جملة "عماد" حاسمة:

-احنا مش رايحين في حتة يا دكتور.

جاء تعليقه عليه كنوعٍ من المواساة:

-ربنا يطمنكم عليها.

انصرف الطبيب بعدها ليتابع عمله، فاستدار "خليل" نحو جاره واضعًا يده على ذراعه، وجد نفسه يقول له، بما يشبه التوسل:

-بنتي يا "عماد"، مش عارف أساعدها.

هتف يطمأنه بتريثٍ، عله ينجح في التخفيف مما يعانيه:

-الدكتور قال هتبقى كويسة.

زاد من توسله له قائلاً:

-عايز أشوفها، وديني عندنا

شد جاره من أزره قائلاً بتفاؤل رغم كبر حجم الفاجعة:

-هتشوفها والله، بس يطمنونا عليها الأول.

تهدل كتفا "خليل"، وانحنت قامته، استند بظهره على الحائط، عله يمنحه الدعم ليقف ثابتًا، جلجل صوته المتضرع راجيًا:

-استرها معاها يا رب.

ومع مواصلته للدعاء المستجدي، لم يعبأ بالرنين المزعج –والمتكرر- الأتي من هاتفه المحمول، نبهه له جاره بهدوءٍ، علَّ الاتصال القادم يحمل أمرًا هامًا له:

-تليفونك بيرن يا أستاذ "خليل".

انتشله من شروده المعبق بأحزانٍ لا تنتهي، ليجيب عليه بعد أن قرأ اسم زوجته الأولى فيه، أجلى صوته الكئيب، ليعتذر منها، بصوته الذي ما زال مختنقًا:

-أيوه يا "حمدية"، معلش أنا مشغول جامد دلوقتي، مش هاعرف أجي وآ....

قاطعته بهديرٍ، جعلت ما تبقى من روحه ينسحق:

-ولادك ماتوا يا "خليل"، سامعني، ماتوا وراحوا مننا خلاص.

خُيل إليه أنه أصيب بالصمم وصراخها المؤلم يكرر نفس الكلمات القاتلة عليه، تدارك نفسه وسألها بقلبٍ ينقبض بعنفٍ مُهلك:

-إنتي بتقولي إيه؟ عيال مين؟ إنتي بتخرفي يا ولية؟

هدرت به بجنونٍ:

-ربنا خدهم عشان ترتاح، ها برضوه مش هاتيجي يا "خليل"؟

توالت الكوارث عليه، كل واحدة أعظم في شدتها من الأخرى، تقطع صوته متسائلاً بقلبٍ يتمزق إربًا:

-إيه الكلام ده؟ إنتي بتقولي إيه؟

عويلها الممتزج بنحيبها اخترق طبلتيه عندما أعادت عليه:

-ولادنا ماتوا .. مااااااتوا!

تضاعفت رجفة شفتيه، وشعر بتلك الوخزات المميتة تنخر في ضلوعه؛ كأنها تقطعه، قبض بيده على صدره، يحاول إسكات الألم المبرح الذي عصف به، سأله "عماد" في جزعٍ، بعد أن رأى الشحوب المخيف على بشرته:

-في إيه يا أستاذ "خليل"؟

سقط فاقدًا لوعيه، بعد أن عجز عقله المستنزف، على التعامل مع كم الأخبار المشؤومة التي نال نصيبه منها في يومٍ واحد، حاول "عماد" الإمساك به، وصاح مستنجدًا بمن حوله:

-يا دكاترة! يا ممرضين الحقونا!

.................................................. ...........

حك فروة رأسه بأصابعه، لينشط عقله الثقيل، بعد أن زحف النعاس إليه، ثم فرقع فقرات عنقه، بتحريكه للجانبين، والتفت ساحبًا ورقة أخرى، لينقل بياناتها بدقةٍ على جهاز الحاسوب الألي الموضوع أمامه، كما تنص مهمات وظيفته الحكومية، على تسجيل المعلومات أولاً بأول، فور ورودها إليه، على الشبكة العنكوبتية، لتبقى المعلومات مُحدثة باستمرار. رفع بصره عن شاشته، ليتطلع إلى زميله الذي ولج إلى الغرفة قائلاً بنبرته الآسفة:

-هو إيه اللي حاصل في البلد اليومين دول!

سأله الأول مستفهمًا:

-خير، في جديد ولا إيه؟

أجابه بوجهٍ عابس، وهو يناوله ورقة صغيرة:

-3 عيال ماتوا بتسمم.

تقلصت عضلاته في ضيقٍ، وردد بنوعٍ من الدهشة:

-يا ساتر.

أضاف زميله بتعابيرٍ مصدومة؛ وكأنه ينقل سبقًا صحفيًا:

-وكمان من عيلة واحدة!

تمتم الموظف بنبرة مشفقة:

-لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يصبر أهلهم.

وضعها على سطح المكتب، وحرك الفأرة نحو أيقونة ما على شاشة حاسوبه، ليفتح قاعدة البيانات الخاصة بالمرضى، وبدأ في طباعة الأسماء من خلال لوحة المفاتيح. حضر إليهما أحد الموظفين، وسلم إليهما ورقة جديدة، ليُملي عليه زميله، وهو يضعها فوق الأوراق:

-طيب سجل عندك كمان حالة تسمم تانية في مستشفى (...)

نفخ الموظف في سأمٍ، قبل أن يتحول للتعقيب الناقم:

-برضوه؟ معدتش في ضمير عند الناس ولا إيه؟

استغرق في طباعة الأحرف بتباطؤ، ليسحب بعدها الورقة الجديدة، وبدأ في قراءة ما دوّن فيها، اعترت الدهشة ملامحه، وهتف بعفويةٍ، وسبابته تفرك جبينه:

-غريبة أوي!!

تساءل زميله بفضولٍ:

-في إيه؟

أخبره وهو يرفع الورقة إليه:

-اسم البت شبه أسامي الـ 3 عيال اللي ماتوا.

دقق النظر في اسم الطفلة صائحًا بذهولٍ مُحير:

-إيه ده بجد؟

أكد على كلامه قائلاً:

-أه والله

هتف زميله مُصرحًا، والدهشة تفترش قسماته:

-لأحسن تكون أختهم.

ضاقت عينا الموظف في ألمٍ، قبل أن يعلق:

-أوبا.. ده كده صعب أوي، زمان أبوهم وأمهم هيجرالهم حاجة.

تنهد زميله مرددًا:

-ربنا يسترها على عيالنا.

استعاد الموظف الورقة منه، واستكمل تدوين الاسم في خانة المخصصة له، وهو يطلب منه بلهجةٍ تبدلت للجدية:

-طب حاول تجهز الإخطارات عشان نسلمها للعسكري، بدل ما يجي المدير يسمعنا كلمتين بايخين.

أمن برأسه عليه، مختتمًا ثرثرته معه:

-على طول أهوو، ما الغربال الجديد ليه شدّة.

.................................................. ........

تطلعت إلى طبقها الذي لم تمسه يدها بنظراتٍ منزعجة، خشيت أن تكون ابنتها قد عدلت عن قرارها، واستسلمت لمشاعرها البائسة مجددًا، تلك المشاعر أحادية الجانب، والتي لا تجني منها سوى التعاسة والشقاء. زفرت "بثينة" على مضضٍ، ونظرت إليها بعينين تعكسان نقمها، ثم سألتها بوجهٍ مكفهر:

-مش هاتكلي برضوه؟

رفعت "خلود" عينيها إليها، وأجابت بصوتٍ لا يخلو من الفتور:

-ماليش نفس.

هتفت بها والدتها تسألها بنوعٍ من اللوم، وهي تسدد لها نظرة ساخطة:

-هنرجع تاني نِحن؟

تحدثت من زاوية فمها قائلة بوجومٍ:

-لأ يامه اطمني، معدتش في رجوع، أنا خلاص عقلت.

أحست بالارتياح يتخللها بعد تصريحها هذا، فقالت بحماسٍ انعكس على نبرتها، وظهر بريقه في نظراتها نحوها:

-أيوه كده، وصدقيني بكرة هاجوزك سيد سيده، بس نفوق من اللي احنا فيه.

احتجت بغلٍ اِربد به وجهها:

-لأ مش عايزة أتجوز، أنا عايزة أخلي عيشة "تميم" مرار، مايشوفش في حياة لحظة هنا.

أكدت عليها والدتها بنظراتٍ برقت بوحشيتها:

-هايحصل.

نهضت "خلود" عن المائدة تقول لأمها، بجمودٍ صار تعبيرها الملازم لها:

-أنا هاقوم أفرد جتتي جوا.

ردت في استحسانٍ، وهي تجمع صحون الطعام:

-وماله يا حبيبتي.

كان الوقت متأخرًا لتستقبل زيارة فيه، لهذا حينما سمعت الدقات الخفيفة على بابها استرابت في الأمر، تحركت نحوه متسائلة مع نفسها:

-ده مين اللي جاي السعادي؟

ارتفع حاجباها للأعلى في صدمة يشوبها الخوف، عندما رأت "محرز" واقفًا بشحمه ولحمه، على عتبها، واللا خوف سائد عليه، بلعت ريقًا غير موجود في حلقها، لتلاحقه بأسئلتها؛ ولكن بصوتٍ خفيض:

-"محرز"! إنت بتعمل إيه هنا؟ وجيت إزاي؟ دول قالبين عليك الدنيا، وجايز يمسكوك.

قال بهدوءٍ رغم خفوت نبرته، ونظرة واثقة تلمع في عينيه:

-ماتخفيش يا خالتي، أنا مأمن نفسي...

شعرت بتسارع نبضاتها، خاصة مع همسه القائل:

-مش هاتقوليلي اتفضل.

واربت الباب على قدر المستطاع، لتطل برأسها من فُرجة ضيقة، وأخبرته بنبرة مهتزة، جاهدت أن تكبت خوفها فيها:

-البت "خلود" جوا، وجايز تاخد بالها.

تفهم حرصها، وقال مباشرة:

-ماشي .. مش هاطول عليكي، أنا محتاج فلوس، عايزك تدبريلي قرشين كده يمشوني الأيام الجاية.

تحججت إليه بعذرٍ واهٍ لم ينطلِ بالطبع عليه:

-ما إنت عارف البير وغطاه.

صعد الدم الحانق إلى وجهه، لكونه على يقين كامل بكذبها، أخبرها بصوتٍ رن فيه التحذير:

-يا خالتي الكلام ده يخيل على أي حد غيري، ده احنا دفنينه سوا، الفلوس عندك زمانها بقت أكوام.

أصرت على كذبها الملفق قائلة:

-أونطة، هو في حاجة بتفضل يا "محرز"؟

أوجز في مماطلتها غير المقنعة بإخبارها بغلظةٍ، ونظرة باعثة على التهديد تنطلق من حدقتيه:

-أنا مش هلوك لوك كتير معاكي، يومين وهارجعلك تكوني اتصرفتيلي في مبلغ محترم، وإلا هتطربأ على دماغك قبلي يا ست الحاجة.

استبد بها الخوف من طريقته المُوحية بعنفٍ وشيك، ورجته:

-وطي صوتك يا "محرز".

كرر عليها تحذيره بوجهه الغائم:

-ماتنسيش، هاعدي عليكي تاني.

صرفته على عجالةٍ بترديدها:

-طيب.. طيب .. امشي بقى.

رد وهو يخفي وجهه خلف وشاحٍ من القماش الأسود:

-سلام.

راقبته وهو يهبط الدرجات في خفةٍ، ليختفي مثلما جاء خلسة، أغلقت الباب بحذرٍ، حتى لا تحدث الكتلة الخشبية صريرًا ينبه ابنتها، ابتعدت عنه تبرطم مع نفسها في تبرمٍ، رافضة توريط نفسها معه، أو حتى تهديده الضمني:

-هو أنا كنت نقصــاك؟!!!

.................................................. .........

معاملته لها، يُمكن أن توصف على أقلِ تقدير، بأنها ازدرائية مفعمة بالاحتقار، ومع هذا تقبلتها منه مرغمة، ليس لأنها شخصية ضعيفة، تجعل غيرها يتغذى على إذلالها؛ ولكنها وسيلتها المتاحة، لخداعه بالحيلة والمكر، مثلما اتبع معها هذا الأسلوب الخسيس، للإيقاع بها في شباكه الدنيئة. دون حياءٍ أو حتى ذرة حرجٍ، استعرض "آسر" قبالتها واجهة موقعه الإباحي؛ وكأنه يتباهى بإنجازٍ خطير، شعرت بالغثيان يضرب معدتها، عندما قال بتفاخرٍ:

-شايفة العظمة يا حبيبتي.

أبعدت "فيروزة" عينيها قبل أن تختطف نظرة غير مقصودة نحو ما تبثه الفيديوهات، لتعلق بتقززٍ:

-ده قرف.

استفزه كلامها، فقال مُعقبًا بسخافةٍ:

-القرف ده، هو اللي بأكلك منه يا بيبي

قاومت رغبة مُلحة في شتمه، وردت تسأله بوجهٍ ملامحه تعكس استحقارها له:

-إزاي قادر تعمل كده؟ مش خايف من ربنا؟

لمحت نظرة عداء في عينيه، عندما هتف بها بصوته الرخيم، والذي سعي ليكون غير مبالٍ:

-أنا مش هاعيش غير مرة واحدة بس...

حاول أن يثير مخاوفها، والتمتع برؤيتها ذليلة، فأضاف بانتشاءٍ:

-ده غير إن الفيديو بتاعك محطوط هنا، إيه رأيك لو أعرضه؟ تفتكري هايجيب مشاهدات أد إيه؟!

نظرة جريئة لا تخلو من وضاعة نكراء رمق بها مفاتنها، قبل أن يضيف مهينًا إياها، وقاصدًا الإشارة لما اعتبره أنوثتها المنقوصة:

-مع إن البضاعة مغشوشة، وماتسحقش إلا نص قيمتها!

باغتها بتهديده الوقح، فحدقت فيه بنظراتٍ متسعة في غيظٍ يُصاحبه القلق، استثار أعصابها بتلاعبه بأصابعه على لوحة المفاتيح؛ وكأنه حقًا سينفذ ما قاله، شعرت بالدم المشبع بغضبها يتدفق بقوةٍ إلى رأسها، فلم تتمكن من كبح رغبتها في تحطيم حاسوبه النقال على رأسه، وبتحفزٍ واضح عليها، أمسكت "فيروزة" بفنجانِ القهوة، وفي لمح البصر أفرغته على جهازه لتفسده، انتفض مع تصرفها المفاجئ، وصرخ بها بشراسةٍ استبدت به:

-إنتي عملتي إيه؟

توقعت أن تتلقى جزاءَ رعونتها، ولم تأبه بذلك؛ لكن لم يعد ما يحيق بها من إيذاء بدني مهم، أي شيء أمام حماية نقاء شرفها يهون! لتحيا بعفتها عاليًا؛ وإن كان يعني فنائها، وليهلك النجس بمفرده، مُلطخًا بقاذوراته .................................................. ............ !!

.................................................. ..........







tia azar likes this.

منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.