آخر 10 مشاركات
نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree627Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-21, 10:06 PM   #4791

حواريش

? العضوٌ??? » 480417
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » حواريش is on a distinguished road
Rewitysmile1


حاضرين عل نار 🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥😄😄😄😄😄🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥



حواريش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-21, 10:39 PM   #4792

nemolala

? العضوٌ??? » 131730
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 734
?  نُقآطِيْ » nemolala is on a distinguished road
افتراضي

فى الانتظار ان شاء الله وحشتنا جدا

nemolala غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-21, 11:20 PM   #4793

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني و الثلاثين :


لم يكن هو...
أصطدمت بهذه الحقيقة بفي غرفة العناية الفائقة، لم يكن نيوس المحاط بالالات الطبية بل رجل لا تعرفه.
كانت الخيبة عنيفة هذه المرة لدرجة انها لم تتمكن من السيطرة على روحها التي رأتها تتحطم الى الف جزء تحت قدميها، التفاؤل أمل كاذب يستخدمه الجبناء والحمقى... هل حان الوقت لتعترف بأن نيوس رحل و لن يعود؟؟ هل حان الوقت لتاخد زمام الأمور بيدها و تتوقف عن الركض وراء كل وهم؟؟ هي ليست بمفردها،... انها مسؤولة عن طفلين يحتاجان كل انتباهها و اهتمامها، تعرف بان خيبة مارك كانت بنفس العنف، لقد اخفى لمعان عينيه التي برقت الدموع فيهما ما ان أدرك بالا علاقة لنيوس بالرجل القابع خلف الزجاج... عندما اقترحوا عليهم التعرف على بقية الجثث في المشرحة لم تتردد ...
على هذا الكابوس الانتهاء فورا... في كلتا الحالتين... تفضل استلام جثته على عيش هذا الجحيم في كل مرة.
مضت اسابيع طويلة... تبخر امل إيجاده حيا... فقط لو تتمكن من العثور على رفاته و دفنها كي يجد آريوس و ليم عنوانا لوالدهما.
الأمل هو عزاء الحمقى الوحيد، ربما يكون من الأفضل التصرف بدلاً من الأمل... العيش بدل الحلم. .. للبعض... الأمل يسمح للمضي قدما.
ليس في حالتها...
ثروة اليونيداس كبيرة جدا و اصبحت كلها على عاتقها، الحرب مع عائلته ستكون دامية هي تعرف، سبق و اخبرها راموس بأن ليز معه و تسانده ضدها، بأن نيقولا و ليون ابني الليونيداس و من حقهما ارث عمهما.
الكل سيحاول سلب آريوس و ليم ما يعود اليهما شرعا من اموال نيوس، و ان استمرت بالركض خلف اشاعات ظهوره في البقاع الاربع للارض فستهمل اعمال نيوس ولن يتبقى اريوس سوى الدخان.
" يمكنني تفقد المشرحة بمفردي"
لم ترد على اقتراح مارك و سبقته نحو الباب الذي طلب منهم المدير و اعضاء الشرطة بتبعهما اليه،
الالم في هذه اللحظة شديد، تشعر و كأنه تم صب البنزين عليها و اضرام النار و لايمكنها ان تتألم اكثر من هذا، كممرضة تعرف بأن قمعها لمشاعرها يدفع جسدها للتعبير عنها من خلال هذا الالم الذي لا يحتمله بشر، تريد البقاء قوية و مسيطرة، لقد حصل ما حصل و الانهيار النفسي لن يساعد مصالحها في شيء، نيوس يحتاج قوتها.
لم تكن المرة الأولى التي ترى فيها جثث، لقد عملت لوقت طويل كممرضة، رؤية الجثث كان جزء من روتينها.
التقطت نفسا عميقا بينما تقتحم الغرفة حيث اصطفت طاولات لا بأس بها من الموتى الجدد، كانت الانارة كافية للتعرف على الوجوه، اقتربت للملامح المألوفة للرجل الممدد على الطاولة، كان وجهه قد تحلل بفعل مياه البحر، هزت عينيها نحو مارك الذي كان يضع يده على انفه و فمه و كأنه يحمي نفسه من رائحة الموت:
" انه حارس نيوس..."
" انه هو نعم..."
و لم يكن لزوجها اي اثر، هل ضاع الى الابد في بطن البحر؟ هل حقا تبخر نيوس العظيم و لم يتبقى منه شيئا..؟ حقيقة من المستحيل تقبلها... اتى اختبار الفقدان أكثر عنفًا لأنه حدث في مرحلة هشة من حياتها... أتت على وضع طفلتها و تشبثت بالابتسامة الخجولة التي تمنحها لها الحياة.
كيف ستعيش حدادها بينما لم تعثر على بقاياه؟!، هذا ان كان قد مات فعلا..
كل حداد هو بالطبع فريد من نوعه. والجميع يختبر ذلك بطريقته الخاصة ، بمشاعره الخاصة. قد يكون هذا اهون من الانتظار الامنتهي.
كيف ستخرج من هذه الدهشة؟ كيف سندرك الخسارة بعدم رؤية الجثمان أو حضور الجنازة !؟
عندما خرجوا من المشرحة، كانت كل الأعين الرجالية منصبة عليها باهتمام، هزت نحوهم نظراتها، لم يكن هناك تعاطف بقدر ما لاحظت نوع من الاهتمام الذكوري الملح الذي اشعرها بالغثيان، كيف يمكن للرجال التطلع اليها بهذه الرغبة الشديدة حتى في هذه الظروف..؟؟
" ديام..." أمسكها قريبها من ذراعها بينما تحاول الفرار من مجموعة المعجبين الذين باشر كل واحد منهم بمحاولة الحصول عليها لنفسه " لا تفقدي الأمل..."
" ربما " غمغمت لقريبها " لكن علينا مناقشة الأمور بجدية... لن يمكن لأعمال نيوس الانتظار حيا أو ميتا، لن يرضى بأن يضيع مجهوده، هو الذي كان يقتل نفسه في العمل ليل نهار في محاولة أدخال شركته للبورصة... رغب بتأمين مستقبل آريوس و ليم... هذا كان هدفه في الأشهر الأخيرة"
" أعرف عزيزتي... أنا أتكفل بالموضوع"
" هل ستوفق بين مشاريعك الضخمة و شركة نيوس؟؟"
" نيوس يملك فريق رائع و كل مستثمريه يعملون بجدية في هذه الظروف..."
" نعم بالتأكيد..." أقرت " لكنني حزمت أمري... أنوي أخد مكانه... أنا تلميذة مجتهدة و سأتعلم بسرعة، أنا قوية بك و لا أخشى شيئا... "
بقيا يتطلعان الى بعضهما، هذا القرار بمثابة اعلان غير مباشر بعدم عودة نيوس قريبا، لن تترك الأخرين ياخدون حياتها كيفما يشاؤون، و هي لا تخشى راموس الذي أفشل ادواردو محاولاته في الحصول على حضانة طفليها الصغيرين، وريثي اليونيداس الاولين، الكل يرغب بإستغلالهما لسرقتهما لاحقا، ان لم تحميهما فلا يوجد من يفعل ذلك غيرها... حتى و ان كانت وصايتهما لمارك، هذا الأخير يملك مشاريعه المزدهرة و يقضي حياته بين بلدين...
" الأعمال... ليست للناس ذوي القلوب الرقيقة..." سمعته يقول لها فجأة.
" من أخبرك بأنني أملك واحدا؟؟"
أمام ملامحه المندهشة و القلقة أدركت بأنها تفوهت بالحقيقة... بعد كل ما مرت به من معاناة لم يعد هناك مكان للمشاعر.
عُرف على زوجها الصلابة و الدهاء في الأعمال، عاشت معه و عرفت اي نوع من الخصوم كان، في أمريكا، عندما قررت الانفصال عن زوجها بسبب شقاقهما أنداك، داعبتها فكرة استثمار أموالها و دخول عالم الأعمال، اليوم تُسنح لها الفرصة لتجعل نيوس يفخر بها، ستعمل على الا يهزأ بعد اليوم أحد بقوتها... راموس، ليز و البقية يظنونها ضعيفة، بل هي قوية، هي متأكدة بأنها سترتقي على جميع المستويات.
" يجب تجهيز الوثائق لنقل حارس نيوس الى موطنه و تسليمه لدويه... سوف اتكفل بجميع المصاريف، بالاضافة الى تعويض مادي لزوجته و أطفاله"
لكن مارك لم ينبس بكلمة، بقيت عيناه الزرقاوان تتطلعان اليها فحسب، قطبت و سالته:
" ما الأمر؟؟"
" هل انت متأكدة بأنك بخير؟؟"
" صدقني مارك... لما أكن يوما أفضل حال من اللحظة... "
* * *

} أنت تحت الصدمة و لا يمكنك البقاء}
هذا التصريح من فم المسؤولين ذبحها، انهم يقومون بطردها و يبدو ان تشبثها بالأمل مثل إبقاء اللهب تحت المطر، قرروا قطعا التخلي عن خدماتها.
لا يمكنها انكار صحة تفكيرهم، مند ذلك الهجوم و هي مضطربة و متأثرة، تخشى خيالها أحيانا ولا تتوقف عن رمي النظرات حولها لتتأكد بالا أحد يتعقبها... ذلك الهجوم كان مؤذيا نفسيا لها... صدمة حقيقية.
البقاء في هذه الجزيرة الفردوسية مع حارس شخصي مثير حقا للسخرية، لم تعتمد في حياتها على حماية أحد، منذ موت والدها، اتخذت حياتها منحنى أخر.
مرت ثلاثة أيام على الاعتداء، لم تعد تفصلها على ايطاليا سوى سويعات طيران صغيرة، العودة الى بيت عمها مجددا دون تحقيق هدفها يُشعرها بالخجل، ظنت بأنها ستبقى في الجزيرة على الأقل ستة أشهر.
بعدما حطت الطائرة في مطار نابولي حبست أنفاسها امام واقع انتهاء حلمها الجميل بالاستقلالية و الابتعاد، طريقها و طريق الحارس الشخصي ستنتهي هنا، بعد ان فشل سانتو في اقناعها المجيئ اليه و تراجع امام اصرارها الشديد بالعودة الى ديارها، اخبرها بأن موظفه سيتركها و شأنها بعد وصولها بأمان الى الوطن، الشيء الذي تجده شاذ و مثير للسخرية، ماحدث في الجزيرة مجرد سوء حظ، لا أحد يهتم لأمرها كي يتسلل اليها ليلا لإيذائها، كما ان مواطنين الجزيرة مسالمين، تجهل لما سوء الطالع يتعقبها و ينهي احلامها حتى قبل ان تبدأ.
عموما لم تعد بمفردها... 'سبيرانسا' معها... الكلب الصغير الذي وجدته في جانب الطريق.
وجدت عمها بانتظارها، ما ان رآها حتى رقت نظراته و علت الابتسامة شفاهه، رغما عنها، وخزها ضميرها... يبدو انه اشتاق اليها فيما هي فضلت البقاء بعيدا عنه.
" تبدين في حال جيد..." وشوش لها فيما يحيطها بذراعيه كي يضمها الى جسده.
" أنا كذلك..." أكدت له بلطف..." كانت تجربة رائعة"
" لا أشك في ذلك فراشتي الجميلة ... اشتقت اليك"
لم يتمكن من اخفاء دهشته وهو يرى الغوريلا الذي تكفل بحقائبها، تنقل بنظراته بينها و بين موظف سانتو، ثم الكلب الصغير في الصندوق، لحسن حظها لم يطرح الاسئلة، وهي لم تكن بوضع لتشرح الاسباب، ان علم عمها بشأن الحادث فلن يسمح لها بمغادرة الحدود مرة أخرى، و بالتأكيد سرع بإخبار جورجينا التي أصبحت حمائية معها مؤخرا... كأم حقيقية.
كانت تبعد كابري بعدة أميال عن نابولي، من خلال نافدة شاحنة عمها القديمة تراءت لها المناظر المالوفة لموطنها و شعرت بوخز في قلبها، لقد افتقدت ايطاليا بالرغم من انها لم تغب كثيرا.
كابري، حلم الجمال والإغراء الذي جذب دائمًا الملوك ، جوهرة المناظر الطبيعية الخلابة والبرية ، اخدت نفسا عميقا من هوائها الاستثنائي .
" جهزت لك طبقك المفضل... سباجيتي بصلصلة الطماطم و الحبار"
ابتسمت له ملئ فمها، يبدو سعيدا جدا بعودتها و بالكاد يخفي فرحته كطفل صغير.
تشتهر الجزيرة بطماطمها اللذيذة و التي يتم توصيلها إلى مختلف البلدان. تعتبر التربة الخصبة والظروف المناخية الملائمة مثالية لزراعة الخضروات... تدهش طماطمهم المحلية الطهاة ذوي الخبرة بطعمها الغير عادي . و يعتقد السكان المحليون أن هذا الطعم غير العادي يرجع إلى نسيم البحر الذي لا يلين.
" إذن؟؟ مالذي اعادك بهذه السرعة؟؟"
أتى السؤال الذي تخشاه كثيرا، من المستحيل مصارحة عمها بشأن ما حصل، ان فعلت سينهي احلامها بالحرية بعيدا عن مهد العائلة:
" أرغب بالتغيير... بما انه كان هناك عدد لا باس من المتطوعين رحبت بفكرة الطيران الى مكان جديد لمد يد العون..."
رأته يهز حاجبيه دون الابتعاد بعينيه عن الطريق:
" واين هذا المكان؟؟"
سؤال جيد...
" لا أدري... سيمدونني بالمعلومات قريبا..."
عاد عمها ايليلو ليحتفظ بصمته، كانت تشعر بالخجل للسهولة التي أصبحت تكذب بها، لا يمكنها أن تضع اللوم على جينات جورجينا التي ورثتها و التي تنوي مقاومتها حتى أخر نفس، عليها الا تفقد الأمل، ستستمر بنشاطها المعتاد في كابري، تتفقد أحوال الأسر التي تهتم بها الجمعية و ايضا العودة الى عملها كعاملة في فندق القرية و كمساعدة للعجزة، عموما افتقدت العجوز فليبينا و حكايتها اللامنتهية و ايضا علاجاتها الطبيعي التي تشعرها بالراحة.
" صمتك لا يعجبني" سمعت عمها ايليو يقول بهدوء.
القت عليه نظرة و هزت كتفيها مستفسرة:
" لما تقول هذا؟؟"
" اعرف متى تكونين مهمومة... أنا من رباك"
هذا صحيح، وقد وضعها- كما وضع مارسيلو- قبل حياته الخاصة، بالرغم من أن هذا الأخير ابن زوجته المتوفاه و لا تصله به نقطة دم واحدة، ايليو انسان كريم جدا و رائع، لن تنسى مطلقا ما فعله من أجلها بينما يفضل والدها الموت على تحمل نتيجة خياراته الفاشلة.
" هل مازلت ترين ذلك الرجل؟؟ " سمعته يقذف فجأة .
" أي رجل؟؟" تمتمت بحذر.
" فالنتينا!! ..."
هذا التنبيه دفعها لهز عينيها الى السماء، عندما يستعمل عمها اسمها الأول تدرك بأنه يرفض اي نوع من المناورات، مسدت على رقبتها:
" رأيته... مرة أو مرتين..."
" و هل ذلك الرجل في المطار له علاقة به؟؟ ... " صمتت فيرنا " عملت مع الاثرياء لفترة طويلة و أميز الحراس الشخصيين من غيرهم... هل تورطت مع سانتو فرينا أخبريني؟"
تورطت معه حتى الأعماق، ماذا ستكون ردة فعل عمها عندما يكتشف الحقيقة؟؟ بأن سانتو متزوج و يملك ابنة و يطلب منها علاقة سرية,؟... يا للغزي... حتى بالتفكير بينها و بين نفسها يُشعرها هذا بالخجل و العار.
و لهذا لم تقبل كل اغراءاته بالرحيل اليه فور طردها بلباقة من الجزيرة، هذا الوضع الحساس يذكرها بشدة في علاقة والديها، ربما تحب سانتو، و هذا الحب مطلقا لن يجعلها ضحية... ترفض بشدة أن تضع نفسها في موقف مماثل.
أخبرته ببساطة بأن تكون حبيبته عندما يكون مستعدا لتقديمها للعالم، و أنها ترفض عيش علاقة في الظل، سينتهي بها الأمر بقلب محطم و هي غير مستعدة للعذاب.
" نتقاسم... بعض المشاعر" أفصحت بصوت منخفض " الوضع ... معقد بعض الشيء"
" عالم الأثرياء مخيف جدا،وذلك الرجل غامض" القى عليها نظرة من فوق كتفه " تقول الشائعات بأنه ابن يانيس ايميليانو من الراقصة الروسية ... هل تفهمين ما يعنيه ذلك؟؟ انهم أسرة صقلية قوية جدا، متحدة بالدم على مدى قرون من التاريخ... اسم الايميليانو مرادفا للنفوذ، السلطة، النجاح...النصيحة التي يمكنني تقديمها لك هي أن تهربي بعيدا قبل أن يصيبك ضر... "
لابد انه قرا فيها القتال الداخلي الشرس كي يقفز على تلميحات مماثلة:
" يُشاع انه ابن العراب؟؟..." قالت فيرنا " و اين سمعت هذه الاشاعات عمي؟"
" كل القرية لا تتكلم سوى عن هذا، كما ان الايميليانو لن يبيعوا مطلقا أراضيهم لغريب... لو لم يكن حقا ذلك الرجل من دمهم لما سمحوا له باخد الملكية... أريدك فحسب أن تبتعدي عن طريقه"
" أنا كبيرة كفاية لأقرر الا تظن؟؟" تمتمت بجفاف.
" والدك قال نفس الكلام بينما انصحه بألا يتورط مع جورجينا كوستانسو ... "
هذه الملاحظة أتت قاسية جدا على مشاعرها، تكمشت في مقعدها، انجذابها نحو سانتو قوي و تعترف بأن رجولته تضطهدها، لا تنفك عن القيام بالمقارنات كلما فكرت به، هي ليست من مستواه لا من الناحية الجسدية و لا الاجتماعية، تعلقه بها يحيرها، ترغب فحسب بالتشبث بالأمل، بأن ربما لهذه العلاقة الغريبة مستقبل.
في الماضي، عندما كانت غبية جدا لدرجة أن تصدق مشاعر دلك السافل الذي استفزها بشأن قرابتها لعائلة قوية مثل الكوستانسو ادركت بأنها ليست من نوع النساء اللواتي يتحملن أوجاع القلب.
التجربة دمرّتها آنذاك، كانت بحاجة لحب و اهتمام رجل، كم يمكن للمرأة ان تكون ساذجة في عمر الثامنة عشر و كم يسهل التلاعب بمشاعرها، نعم... في الماضي، يمكنها أن تضع اللوم على صغر سنها، أما اليوم... فما هو عذرها بالضبط؟؟
" فالنتينا..."
قاطعته ببرود وهي تدير رأسها نحوه:
" أرفض التكلم بالموضوع كما ارفض استعمالك لاسمي الأول و كأنك تقوم بتهديدي عمي..."
هذه المرة احترم رغبتها فلاذ بالصمت و أتمّا رحلتهما نحو كابري في جو متوثر، نفسيا... لم تكن مستعدة لمناقشة مع غيرها ما يصعب عليها شخصيا فهمه، علاقتها بسانتو لا وجه لها و لا أساس، انه مرتبط و أب لطفلة و يضع شروطا غريبة لعلاقتهما، انها لا تتفق مطلقا مع الوضع لكنها لا تنكر صحة تفكيره.
حزمها ازاء الموضوع لم يروقه، رفضها السفر اليه أغضبه، نعم... شعرت بفقدانه الصبر في حوارهما الأخير، انه لا يفهم لما تتشبث بموقفها... وهي تعترف بأنه خيب ظنها قليلا، فبعد أن اسرت له بماضيها يتجرأ باقتراح السرية عليها.؟.. انانيته أزعجتها... غمرها الحزن... انه يقوم بتغذية الدوافع التي كانت عقيمة بقدر ما هي مزرية. ولا تريد أن تترك نفسها تنزلق على هذه الأرض المتحركة.
* * *
" أريد الوصول الى ملف خوسيه الصحي... "
قطب كارلوس أمام لهجة آيا الجادة، تعرف هذه الأخيرة أن مطالبها ضرب من الجنون الا انها أصبحت مجنونة منذ ذلك المساء بينما تكتشف بأن نهاية زواجها على الأبواب، لقد أمضت أيامها بالتفكير و التفكير و أدركت بأن الشيء الوحيد الذي يمكنها فعله لهزيمة خوسيه في حالة الانفصال هي اثبات هشاشته النفسية للحصول على حضانة التوأمين، كل قاض سيرفض بالتأكيد تأمين طفلين لأب يعاني مع مشاكل نفسية اليس كذلك؟؟
غادر زوجها القلعة فجأة و بدون سابق انذار و يمكنها تكهن وجهته، ان شك بأمر وجود اليونور فهو بالتأكيد في طريقه اليها، عليها اذن معالجة الوضع قبل أن يتم الهجوم عليها بأشرس الطرق.
لحسن الحظ أن كارلوس استجاب لاستغاثتها ما ان تركت له رسالة و التقيا في مقهى صغير وسط مدريد.
" ملفه الصحي؟؟" بدت الدهشة واضحة في صوت صديقها.
" خوسيه مليئ بالعقد النفسيه و في فترة من حياته كان ينزل في مستشفى خاص بالأمراض النفسية... يجب أن أصل لذلك المستشفى، لسيما للملف الذي يُفسر حالته النفسيه... "
وضع كارلوس فنجان قهوته الشبه فارغ، و سالها مباشرة:
" لما تنقلبين فجأة عليه؟؟"
" لا أنقلب على أحد... انه نوع من الحماية لي و لأطفالي..."
هز رأسه و لمعت عيناه الزرقاوي:
" أنت لست واضحة آيا..."
" لا يمكنني التفسير ألان..." تنهدت و فركت صدغيها، يمكن لكارلوس قراءة الاحباط على محياها:
" في آخر لقاء طردتني بلباقة من حياتك و وضحتي لي بأنك سعيدة في زواجك..." هذا صحيح، بلعت ريقها، كيف يمكنها شرح ما ترفض تقاسمه مع أحد.
" اتيت لانتقادي؟؟"
" تعرفين بأنني لا أتأخر بمد يد العون لك آيا... "
" أعرف و لهذا استدعيتك اليوم..." عادت تتنهد مما دفعه لمد يده و امساك يدها" انت تجهل في اي وضع انا كارلوس، تظن بأنني املك حقا الخيار امام عائلة بنفوذ المارتينيز؟؟ و لعلمك لن احارب فقط خوسيه... هناك كابوس اسمه روكو ايميليانو، اخد وصاية التوأمين حتى دون اخد رأيي... من السهل في وضعي عقد السلام و المصالحة على دخول حرب لست متأكدة من الخروج منها منتصرة... "
أومأ برأسه و كأنه يوافق على كلامها:
" ظننتك وقعت في حبه..."
" لن يمكنني ان أحب رجلا مثله، أنا مضطرة للعب اللعبة هل تفهم؟؟" ضغطت على يده و تطلعت اليه بنظرات متوسلة ممتلئة بالدموع " أرجوك كارلوس أن تساعدني في العثور على اسم المصحة التي نزل فيها خوسيه، أحتاج بشدة للتقارير التي تثبت اصابته بالوسواس القهري و ربما بأمراض أخرى أجهلها... أحتاج لتأمين نفسي تأهبا لأي هجوم"
" أنا جاهز لمساعدتك آيا..."
" و انا لن أنسى هذا المعروف..."
ابتسم لها ابتسامة رقيقة أضاءت وسامته، استعادت يدها اليها و التقطت فنجان قهوتها، بدى رفيقها مترددا فجأة في قول شيء ما، سالته بنظراتها فأنطلق قائلا فجأة:
" أريد أن أسألك.! عندما تنتهي كل هذه القصة مع خوسيه و تحصلين على حريتك... تظنين بأنه لي أدنى فرصة معك؟؟؟"
المفاجأة الجمت لسانها، تمعنت في ملامح رفيقها الجدية، لا يبدو بأنه يمزح، تذكرت الشكوك التي راودتها خلال الكثير من الفرصة بشأن انجذابه اليها، بعض مواقفه يمكن ان تصفها بأزمات غيرة من خوسيه:
" ماذا... ماذا حل بحبيبتك؟؟"
توهجت و جنتاه قليلا و بدى الارتباك عليه وهو يلقي نظرة من حولهما و كأنه يتأكد بالا أحد يسمعهما:
" لم تكن هناك واحدة آيا... أعجبت بك في أول يوم رأيتك فيه...انا مغرم بك"
رباه، هزت رأسها بعدم تصديق، رافضة قطعا لهذه الاعترافات... قد تكون تزوجت بنذل سافل بلا مبادء لكن فيما يخصها... هي تمتلك الكثير منها. تشعر بالخجل لأنها استغلت مشاعر كارلوس نحوها ليساعدها، فجأة وجدت ان لقائها به في مكان عام غير لائق بمكانتها كزوجة رجل بنفوذ مثل خوسيه.
فجأة وقفت من مقعدها و أخرجت بضع أوراق نقدية لتضعها على الطاولة، تطلع اليها بحيرة و قلق:
" هل ترحلين بهذه السرعة؟؟"
" يستحسن أن أفعل... لن يمكنني البقاء مع رجل يحبني فيما أنا متزوجة من آخر الا تظن؟؟"
" آيا"
قاطعته بحركة من يدها:
" أظن ان صداقتنا تأخد نهايتها اللحظة... انسى موضوع المصحة و البقية... سوف أتكفل بالأمر! "
استوقفتها يده التي أمسك بذراعها كي يمنعها من الابتعاد، كان يبدو متأثرا بكلامها و في نظراته تعبير يتأرجح بين عدم فهم و الدهشة :
" ظننت أن اعترافي سيقربنا لا أن يبعدنا"
انتزعت ذراعها من يده و قالت بهدوء:
" لقد أسأت فهمي،أنا امرأة متزوجة كارلوس..."
دون ان تلقي نظرة اخيرة خرجت من المقهى دون ان تنتبه للسيارة الداكنة المتوقفة في الشارع المقابل بصدد مراقبتها.
* * *
" النباح للكلاب و ليس للذئاب..."
ملاحظة جيم دفعت ايفا للانفجار في الضحك، كانت متألقة بشدة في فستان سهرتها الياقوتي، خصلات شعرها الشقراء الرائعة متموجة حول كتفيها، تطلعت ناومي الى صديقتها التي وضعت كل جهذها للتظهر بصورة مغوية و مثيرة.
" كيف استطعت في النهاية؟؟" سألتها ناومي وهي تسترخي في كنبة صالون ايفا العصري بألوانه الزاهية... كانت شقتها تطل تماما على سنترال بارك، تبدو منهاتن مضاءة بالف لون من الخارج، ايفا عدلية ناجحة جدا و طموحة، و بعد أن وصلت للقمة في عملها تنوي فعل الشيء نفسه في حياتها الخاصة التي كانت عبارة عن مغامرات ليلية مستمرة، و لم يسقط خيارها على اي كان... انها تحوم على طريدة سمينة للغاية.
" الطير اصبح في القفص اخيرا"
" طموح ليلة واحدة؟" سألتها جيم
" لم أتحمل كل هذا العناء للحصول على ليلة واحدة يا عزيزتي... و ان كان ابناء العم متشابهين فإن كين ريتشي سينتهي اهتمامه بي ما ان امنحه ما يريد"
" على ماذا تنوين؟؟" سألتها ناومي دون أن تخفي فضولها.
" انه رجل وسيم جدا و ناجح و أريده على المدى الطويل,,, يكفي أنه من الريتشي"
" الريتشي لا يتزوجون ..." علقت جيم متهكمة " دافيد نشر البغاء في هذه الأرض... تماما كما فعلت شقيقته الجميلة قبله..."
" فلورانس تزوجت أميرا صقليا..." نبهتها ناومي مدافعة:" كلنا نعرف بأنها لم تكن الساقطة التي تتكلم عنها الميديا... كانت ضحية شهرة فرجينا و أقل خطأ منها يُعرض كإثم و جرم..."
" اسمعا..." قاطعتهما ايفي بالقليل من الصبر" لا أنتظر من كين أن يقع في حبي فورا ، انها سهرتنا الأولى و أريد بعض التواطئ الانثوي حسنا جيم؟؟ انه حقا يعجبني و انوي استغلال الفرصة للاستحواذ عليه"
هزت جيم كأس نبيدها باتجاهها
" حظا موفقا مع وسيم الريتشي الجديد في نيويورك..."
" جديد ربما... الا انه اشعل النار في كل الصحف الأمريكية، الفضول يقتل الجميع نحو وريث الريتشي... عموما أكون غبية ان تركت الفرصة تنفلت مني..." انحنت لتلتقط حقيبة سهرتها و معطفها" غادرا بيتي عندما تنهيان نميمتكما..."
بعد رحيل ايفا لم تتأخر جيم بإقحام نفسها في أمورها الخاصة، التكلم عن الريتشي يعني التكلم عن دافيد، و أيضا عن علاقتها الغريبة مع خافيير، استوقفتها قبل ان تسترسل في حماستها:
" لا أملك عنه أي أخبار جيم.. ولا أنوي أخد أخباره بالمقابل"
يبدو ان هذا الكلام أراح جيم التي منحتها ابتسامة مشرقة:
" كلنا نعرف بان خافيير كان جيد لمغامرة جسدية في البندقية، هذا أفضل... عليك الا تبتعدي عن هدفك... انت و دافيد تناسبان بعضكما البعض...كلاكما من عائلة معروفة، ناجحان عمليا و جميلين مثل الدمى..."
" رباه جيم..." تأوهت ناومي و هي تسترخي في الكنبة المريحة و تحط نظرات جدية على صديقتها "سبق و أخبرتك بأن قلب دافيد مع امرأة أخرى"
هزت جيم حاجبها متهكمة:

" يملك قلب إذن؟؟"
" توقفي عن التهكم و إسمعيني... انقلبت موازين الأمور منذ زمن لهذا توقفي عن خوض الموضوع في كل مناسبة... "
منذ دعوته لها في صقلية، تراجع اهتمام خافيير بها الى ان انقضى كليا، في آخر محاولة لها اكتشفت بأن رقمه لم يعد مُستعملا، الرجل الذي تراه صديقاتها غير مناسب لها و لا يُقارن بطبقتها النبيلة هو من نبدها و ليس العكس، بعد ايام من عيشها حالة اندهاش تام ثم غضب عارم اتخدت قرارها بقطع علاقتها نهائيا معه... خافيير ماكر، و ليست المرة الاولى التي يجرحها فيها... وليست عدة لياي حامية ما ستجعله يُغرم بها.
سبق و تصرف بنفس الطريقة من قبل، عاشت معه السعادة قبل أن يختفي كليا، و اليوم... يفعل بها نفس الشيء و هي لا رغبة لها في المخاطرة مرة أخرى.
خافيير انتهى من حياتها.
عليها فقط أن تتشبث بهذا اليقين و الا تعطي أهمية للألم الذي ينخر قلبها في كل مرة يتردد على عقلها، منذ البداية، كانت مدركة بالفرق، بأنهما غير مناسبين لبعضهما البعض ... وحدها الملامة في التورط بمغامرة كان لها تأثير عميق عليها، بشكل أو بآخر... على هذا الهراء أن ينتهي.

* * *


مرّة أخرى، يملأ الرئيس الجو اضطرابا و قلقا، ولا يبدو أن هناك خيرا مما سيلي، و اليوم مجددا يُعرّي على جانبه المفترس، بلا رحمة، بلا ضمير، وقد بدأ بالفعل في قلب الأمور رأسًا على عقب، انه يضع كل المدراء تحت ضغط نفسي لا يُطاق و أولهم هي، صار من الوحوش المعادون التي لا ترحم و الذين يُسعدون بإحداث مشقة للآخرين. إنه أمر مقبول عندما يكون الوحش الذي لا يرحم شخصًا يمكنك تجنبه. ولكن ، ماذا تفعل عندما يكون الوحش الذي لا يرحم هو رئيسك في العمل؟
تجهل ميغان ان كانت ستتحمل أكثر مزاجه الجهنمي. و ان استمر بالصراخ عليهم بهذه الطريقة فلن تتأخر بالانفجار في البكاء، كيليان اليوم هو وحش لا يرحم و لن يجرؤ أحدهم من الاختلاف معه دون جعل الوضع أسوأ. و في هذه اللحظة، امبراطور ارشيبالد يبحث عن فريسة و ترفض ان تكون هي هذه الفريسة التي سيغرس فيها أنيابه.
عندما انهى كلامه بأنهم مجموعة من الاغبياء العديمي الجدوى و الذين لا يستحقون المكانة التي حصلوا عليها في قلب شركته المتعددة الجنسيات أمرهم بإخلاء المكان فورا قبل أن يستبدلهم بغيرهم، لقد استنزف طاقة الكل لدرجة ان الجميع تبخر فورا من قاعة الاجتماع دون ان يلتفتوا ورائهم.
بعد ساعات طويلة بجانب سرير لونا، وساعات من الطيران الى موسكو تشعر بأن طاقتها نفدت، الارهاق النفسي و الجسدي كوكتيل سام، ان استمرت على هذا المنوال فستصاب بالسُكري أو بسكتة دماغية... العمل لأجل كيليان ارشيبالد هو الجحيم بعينه، ربما تجني ثروة كمديرة الفروع الامريكية الا ان كل حياتها تدور حول هذا الرجل الذي لا يهدر وقته في انتقاد كل جهودها... لقد أستنزفت تماما... مرض لونا الخطر كان القشة التي قصمت ظهر البعير.
يبقى الأمل خير علاج للخوف.
كانت الوحيدة التي لم تخلي المكان فور اعطاء الأمر، راقبت رئيسها يتفرس فيها بنظرات زرقاء جليدية، مثل المعتاد، كيليان يستحق مكانته كمالك لأضخم شركات محركات في العالم، خسارة ان تتشوه ملامحه الوسيمة عادة، وجهه اللحظة يعبر عن السخط والغضب.
" نصيحة... أتركيني بمفردي."
" لماذا؟؟" سألته بهدوء دون ان تتحرك من مقعدها " لأن عملي لا يعجبك أم لأن مزاجك سيء لسبب آخر فأخدت عهدا على نفسك بالاقتصاص من الجميع رغم حسن تقاريرهم؟؟"
رأته يحط أصبعه على الطاولة المصقولة و ينقر عليها دون ان يبتعد عنها بنظراته، شعرت أنها على متن زورق يتم جره بشكل خطير إلى شلال مميت. بكل قوتها ، حاولت ألا تترك نفسها تنجرف، لم تقطع كل هذه المسافة في ظروفها كي تخشاه، كلاهما يعرف بأنه هو من بالغ في الانتقام من الكل.
" ما الأمر كيليان؟؟ هل هي حالة أوكتافيا الصحية ما يسيء مزاجك؟؟"
فك عقدة ربطة عنقه وفتح زرًا من قميصه ، وكأنه يشعر بالاختناق.
" لا شيء يسيء مزاجي غير مجموعة من عديمي الكفائة ... مجد اريشبالد لن يستمر بقيادة مدراء يجهلون معنى التفاني و الكفاح... انا لا اتمسك بموظفي و يسهل علي التخلي عن خدمات كل من تهاون في تأدية واجباته كما يجب"
سقط الصمت على المكان وراء هذه التصريحات النارية، انه مستعد للتخلي عن الجميع نعم، كيليان لا يقول كلمة من فراغ... نظرت اليه، بنفس الطريقة التي ينظر بها اليه كل الناس .. بمزيج من الرهبة و الانبهار و التقدير.
" ان كنت تنوي التضحية بأحدهم كيليان فأريد أن أكون أنا..." هذا التصريح دفع نظراته القاتلة للمعان." مؤخرا... اعتمدت اكثر على فريقي في بضع تسويات و لم أكن متفرغة كما السابق بسبب مرض لونا..."
بان الاهتمام على وجهه و تبخر غضبه، عموما فالاسابيع الاخيرة كانت مثل الجحيم، لن يمكنها ابدا التوفيق بين لونا و مهنتها.
" مابها الصغيرة؟؟ اتمنى الا شيء خطر"
كانت لها نفس الأماني أيضا في مامضى، لكن كل احلامها أمهات بينما يؤكدون الاختصاصيون بأن حياة صغيرتها في خطر.
" انها في المستشفى للعلاج منذ أسابيع طويلة..." كان من الصعب جدا الدخول في التفاصيل التي ينتظرها منها " الفحوصات أكدت بان ابنتي... مصابة بليمفوما اللاهودجكين... انها أكثر عدوانية لدى الأطفال، ولكنها تُعالج جيدًا... "
رأت ان الخبر نجح بإزالة لون خدود رئيسها التي كانت شاحبة في وقت سابق من الغضب، هي نفسها لا تصدق المأساة التي سقطت على رأسها، لونا قوية و جسورة وشجاعة جدا و لا تنوي الاستسلام، اللحظة الوحيدة التي بكت فيها عندما قصت شعرها الجميل:
" ميغان..." بدأ بالكلام قبل ان يغلق فمه، بدى في حالة صدمة حقا.
هزت كتفيها " أنا آسف جدا..."
" لا يمكنني الاستمرار في وظيفتي سيدي" أكدت ميغان بنبرة حزينة " ارشيبالد بحاجة لمن يمنحها روحه و حياته مئة بالمئة و لكن لونا لا تملك غيري، لن يمكنني أبدا تركها في محنتها... أطلب منك أن تتفهم وضعي... و أن تجد شخصا كفؤا ليحل محلي في نيويورك..."
راقبته يأخد بضع ثوان ليستوعب كلماتها، ثم يقف فجأة بهيئته الرائعة ليدور حول طاولة الاجتماع المستديرة و يقترب منها، عندما وضع يده الكبيرة على كتفها اغمضت عينيها، ضغط بأصابعه عليها :
" تعرفين بأنك تستطيعين الاعتماد على دعمي"
" أعرف سيدي... "
" سأتكفل بعلاج لونا..."
" العمل لسنوات لديك جعل حسابي المصرفي ممتلئا..."
عاد ليقاطعها:
" سأتكفل بعلاج الصغيرة و هذا لا نقاش فيه، أما فيما يتعلق بالمدير المستقبلي للفروع الامركية فستتكفلين شخصيا بإيجاد المرشحين المناسبين قبل أن يحصلوا على مقابلة خاصة معي..."
هزت رأسها بالايجاب ثم وقفت من مكانها و التقطت حقيبة يدها معطفها:
" نظرا لما تنصه الأحكام التعاقدية بيننا فسأقوم بترتيب الامور خلال فترة الاشعار، ان وقع اختيارك على مرشح يناسب متطلباتك يمكنني تعليمه قواعد العمل خلال ثلاثة اسابيع الى شهر من الزمن... سأعمل على الا ترتبك الأعمال عند انسحابي سيدي..."
مازالت تتذكر مقابلتها التوظيفية الأولى مع كيليان و من قلبها تتمنى كل الحظ للمدير القادم لفروع نيويورك، ستفتقد بالتأكيد مغامرة التحدي التي تمثلها ارشيبالد لكنها بحاجة للتوقف كي ترى حقا اين وصلت حياتها الخاصة... من يعمل لدى كيليان يصبح ملكه هو فقط، لاحياة خارج انجازات ارشيبالد العظيمة.
" سأمر للاطمئنان على لونا"
ابتسمت له بهدوء:
" سيُسعدها ذلك..."
ابتسم لها بدوره، و كان من البديهي ان يتبادلا عناق أخير بعد سنوات من العمل المشترك:
" خذي استراحة طويلة ميغان، لا تظني بأن ارشيبالد ستستغني عنك بهذه السهولة..."
قطبت:
" لكن..."
اشار لها بالصمت:
" متى اردت العودة الينا فسيكون مكتبك بانتظارك... انت من أهم المهندسين و المدراء الذين ينبض بهم قلب ارشيبالد، و مرض لونا لن يستمر الى الأبد..."
" ستخضع للعلاج الكيميائي المركب مع ريتوكسيماب... انه... نوع من العلاج الذي سيُحفز جهازها المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية"
أخبرها الطبيب بأنه غالبًا ما سيتم إعطاء هذا الدواء أسبوعيًا. و قد يستغرق إعطاء حقنة ريتوكسيماب عدة ساعات، بحيث يجب مراقبة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ووظيفة الجهاز التنفسي ودرجة الحرارة بانتظام أثناء التسريب بسبب الآثار الجانبية المحتملة المرتبطة بالتسريب... تضع يدها على قلبها في مجرد التفكير في كل ما هو قادم.
" أتمنى أن علاقتك مع لوكا تحسنت، و بأنه يقف معك في هذه المحنة..."
رئيسها لا يتدخل مطلقا في علاقتها القديمة بنسيبه:
" لدى المارشال الكثير من الارتباطات العملية و السياسية كي يهتموا لأمر أحد غير انفسهم..." رأته يقطب جبينه:" عموما...قال بأنه لا يريد رؤية وجهي مجددا ما ان اخبرته بأنني أجهضت ابنه ولم يقفز لمعرفة الاسباب وراء تصرفي" أمام الملامح التي لم تهتز أردفت مبتسمة" أعرف بأن كل منازلك محشوة بكامرات مراقبة و لم تغفل عن المحادثة الصغيرة التي دارت بيني و بين إيموجين بمكتبك في شيكاغو... "
" انا آخر من يمكنه الحكم عليك ميغان... برئي أنت امرأة قوية جدا و استثنائية و لونا محظوظة بك.. ليست إيموجين من سيهجر عمله للاهتمام بأوكتافيا..."
" لكنها كانت مستعدة لتخلي عن كل الشيء بغرض الحتفاظ على عائلتها..."
" على موقعها الاجتماعي..." صحح لها " سيوصلك السائق الى المطار متى رغبت بالعودة الى نيويورك... اهتمي بنفسك و بلونا"
* * *

بعد أسبوع...
كاتانيا، صقلية..
.
.
.
الوضع يشبه العيش وسط كابوس حقيقي، الوضع أشبه بالسير حافيا فوق طريق لا منتهي من الجمر الملتهب، كل خطوة معاناة حقيقية،، تعطلت الحياة اليومية و تغيرت الاجندات، فلا حاجة إلى وضع قواعد حيث لا توجد أي قواعد.
في المعبد الصغير الذي يعود للايميليانو من قرون احتشد الجمع الصغير من الناس، أدركت بريانا بأن زوجها تعمد احياء مراسيم الدفن في حميمية المقربين أليخاندرو بناءا على رغبة هذا الأخير، عاش بسيطا و مات بنفس الطريقة... محاطا فقط بأقرب الناس اليه... أصدقاءه.
حتى أن خافيير تخلف عن المجيء... للآن... تجهل الاسباب الحقيقية.
ولتكن صريحة مع مع نفسها، مند أنا عاد روكو بصديقه جثة هامدة الى صقلية لاشيء واضح، أخبرها بأن ثمة عملية اختطاف انتهت بشكل سيء، الأمير داركو لا يعلق البتة على الموضوع، اختفى منذ أيام ليظهر اليوم بملابسه القاتمة و فكه الملتحي مع هالات سوداء رهيبة، بدى و كأنه تم جره بالقوة الى هنا.
كان اليخاندرو في نعشه، في بدلة رجل الأعمال التي طالما منحته هبته الجليلة، يبدو و كأنه نائم و ليس ميتا، كيف يعقل أن تكون نهايته بهذه المأساوية؟؟ كيف يمكن أن يرحل بهذه السرعة و في هذا العمر؟
.
.
.
اقتربت بيانكا من النعش، يمر الحزن عبر الحواس وقبل كل شيء من خلال اللمس.
شدت أنفاسها و هي تلامس فكه بأصابعها، يمكن أن يساعد المس في زيادة الوعي بالانفصال. هذا الجسد البارد ليس أكثر من مظروف بحيث أن الشيء الأهم غائب.
الواقع المادي لما تبقى من اليخاندرو تناشدها سلفا بأنه لم يتبقى بين ايديها سوى الفراغ، لقد عاشت أسبوع من التأهب و البكاء على ما فقدته، منذ أن أخبرها والدها هاتفيا بان ثمة شيء مريع حدث ادركت بأن الموضوع يتعلق بخطيبها، لكن قصة { محاولة الاختطاف التي انتهت بقتله} لم تدخل عقلها، داركو يملك طاقم حراسة جيد، ثم ان اختفاء روكو في نفس الظروف و عودتهم كلهم فجأة الى صقلية يدعوها للتشكيك في حقيقة ماحدث، تعرف بأن العراب يتورط في قضايا كبيرة جدا و ترغب فحسب بمعرفة الحقيقة التي لا يرغب أحد بإخبارها اياها.
عندما رأت اليخاندرو قبل خمسة ايام في المشرحة بباليرمو و ادركت بأنها لا تعيش كابوس يمكنها الاستيقاظ منه انما حقيقة مرة ذهبت رأسا الى العراب في قلعته، ان كان داركو يتجاهلها و يغلق على نفسه في مكان حتى فلورانس لا تستطيع الوصول اليه فهي تضع أملها على من تجده أصلب من الجميع لتحمل أهوال المصيبة التي ضربت رؤوسهم جميعا.
" مالذي حدث لخطيبي بالضبط؟"
" اجلسي بيانكا" أمسك بيديها و اجلسها بجانبه، على الكنبة في المكتب حيث امتزجت رائحة الويسكي و الخشب و الاسرار الكبيرة " كان موته خطأ..."
" قصتكم انتم هي الخطأ..." اجزمت بيانكا وهي تنتزع بيديها من يديه " كلكم تتنقلون ببدلات واقية من الرصاص، اليخاندرو بدأ باستعمالها منذ أن عاد خافيير الى حياته ... لما اذن أصيب بعيار ناري مباشرة في قلبه؟؟ "
لم تحصل على الاجوبة الشافية، كانت لدى روكو مناوراته الاعتيادية، انه يعرف كيف يجيب دون ان يجيب حقا، يعرف كيف ينهي مناقشة لا تعجبه، اليوم دخلت حرب باردة مع داركو و لم تخجل بوضع موته على عاتقه، كان يُفترض به حمايته، لسيما بمعرفته الأكيدة بخطورة الوضع بظهور خافيير في حياته الا انه لم يقم بدوره جيدا و لم يحمي عائلته... ما ان تنتهي المراسيم حتى ترحل الى مدرستها... لا تنوي العودة مجددا الى صقلية.
" هل انت بخير؟؟"
و كانت روبي، ملامح وجهها مشدودة و بشرتها شاحبة، حالها حال جميع من في هذا المعبد الرمادي و الكئيب، انها آخر لحظاتها مع اليخاندرو قبل أن يرحل الى الأبد:
" كنت افكر بأنه آخر شخص يستحق الموت... أتمنى فقط... أن أعرف حقيقة ما حدث في ساعاته الأخيرة... الكل يخفي الحقيقة"
هزت عينيها نحو والدها الذي وصلته كلماتها بلا أدنى شك، كان يقف مع روكو، الاثنين حطا عليها نظرات بريئة، كم هما موهوبين، فكرت بيانكا باشمئزاز قبل ان تشيح عليهما نظراتهما مجددا و تتوعدهما بالوصول الى الحقيقة بطريقتها الخاصة.
.
.
.

{ كل من له علاقة بك ينتهي به الأمر الى التهلكة روكو إيميليانو... موت اليخاندرو ليس صدفة، أظنك السبب و أنا أكرهك لهذا}
لاشيء يمكنه تعزيتها أمام هذه الخسارة، و تلك المواجهة العنيفة مع شقيقها لم تطفئ غضبها، تعرف جيدا هذا الغموض الذي يميز الإيميليانو، و برأيها... العراب متورط في هذه الخسارة التي حطمت قلبها، بالرغم من ان اليخاندرو اختار عيش بقية حياته مع الأميرة فالكوني الا انه كان صديقها قبل كل شيء و كاتم أسرارها.
انها المرة الاولى التي تتقاسم شعور بيانكا بمعرفة الحقيقة، و خلافا لكل شيء، تشعر بالشفقة عليها، تبدو في حلة مريبة و كأنها تعيش أسوأ أيام حياتها، عموما... حالها حال الجميع هنا... حتى آيا الهادئة، لا تتمكن من التحكم في دموعها، وصلت مع سيسيليا هذا الصباح،.
خوسيه في صقلية منذ أسبوع، لم يفارق أبدا بيت اليخاندرو، الوحيد الذي لم يقم بأي ردة فعل معينة، كان يشبه تماما الانسان الالي... أو ربما... هو بصدد ممارسة العنف مع نفسه كي يعيش لحظات تبدو أقسى مما يمكنه تحمله.
بدأت المراسيم و لا تظن صوفي انها فهمت كلمة مما قيل، كلما تعرف ان نهاية الرحلة الطقسية التي يختبر خلالها الجمهور تدريجياً الانفصال الضروري عن الرفات البشرية... نعم... اليخاندرو صار مجرد رفات بشرية سيتم دفنها في حفرة بمدافن الإيميليانو... غريب ان تتضمن وصية هذا الأخير رغبته في الحصول على قبر عند العائلة التي منحته كرسيا في كل اعياد الميلاد التي مرت مند مجيئه للمرة الأولى الى صقلية... لهذا لم يتمكن من حبها اذن... كان يراها كما ينظر اليها روكو و اليساندرو، كاخته الصغيرة... من المؤسف أن يموت اليخاندرو كي تتوضح لها الرؤية.
.
.
.

الصلاة الأخيرة كانت الأشد صعوبة، نسيت آيا كم من مرة رددت نفس الصلواة ليحمي الرب روح الرجل الذي انقد حياتها و حياة ايفو، التف الجميع حول التابوت ، فهذه هي المرة الأخيرة قبل إزالته بشكل دائم عن أنظار الأحباء.
الكل القى كلمة توديع له ما عدى خوسيه الذي لم ينبس بكلمة، كان محايد بشكل يثير القلق، و يبدو ان سيسيليا اكثر شخص يقلق بشأنه، ارتفع صوت الكاهن مرددا بصلوات الوداع:
{... أنا القيامة والحياة: من يؤمن بي ، حتى لو مات ، سيعيش.. لنصلِّ معًا قائلين: يا رب استمع إلينا، يا من بكيت على صديقك لعازر عند القبر ، امسح دموعنا ، نرجو منك. يا رب الاستماع إلينا...يا من أحيت الموتى ، وهب الحياة الأبدية لأخينا...لقد قدّست اليخاندرو في ماء المعمودية ، فإجعله ابن من أبناء الله ...لقد عرفت الموت بدافع الحب لنا وانتصرت عليه حتى تكون لنا الحياة ، وطمئن نفسك على قلوبنا ، فنحن ندعو لك...}
{ "وداعا أيها الحبيب... فلترقد بسلام"...}
القت بحفنة الثراب كالبقية و ابتعدت تشد الوشاح حول رأسها، عادت الدموع تغسل وجهها، منذ تلقيها خبر موته لم تتوقف عن التوجع لحقيقة انها لن تراه مجددا مبتسما بين اصدقائه الدين يبدون في هذه اللحظة و كأنهم يسيرون في نار جهنم.
.
.
.
في القلعة تم تجهيز كل شيء لاستقبال المعزين، حاولت فلورانس المساعدة لكن لا شيء يظاهي احترافية موظفي العراب، تجهل كيفية التصرف في هذه الظروف التي شتتها كليا و على ما يبدو شتت هناء عائلتها، بيانكا، و بدل المجيئ الى القلعة مثل البقية استقلت السيارة مع احد الحراس و ذهبت الى والدتها على ما يبدو، عموما... منذ ما حصل تفضل الاختباء في تلك الشقة و الانعزال عن الكل، لسيما عن داركو الذي انفجرت في وجهه باسوء العبارات.
سيكون الطريق الى الشفاء طويل جدا هي تعرف، لسيما و ان اليخاندرو لم يكن فحسب حبيب بيانكا انما صديقها منذ عمر الخامسة عشر، دخل حياتها في نفس الفترة التي دخل فيها داركو حياة ابنته، الفراق سيكون صعبا، حتى بالنسبة اليها، تتوجع لإختفائه بينما لم تتعرف عليه سوى بزواجها من داركو.
رفضت القهوة التي قدمتها لها الخادمة و انحنت على روبي التي تجلس بالقرب منها بين المعزين، كانت صامتة هي الاخرى، عينيها متورمتين من الدموع:
" أين البقية؟؟"
" في مكتب روكو... ثمة وصية تركها اليخاندرو و اعلن عنها محاميه بمجرد اعلان الوفاة..."
" شيء حقا لا يُصدق..." تمتمت فلورانس متنهدة :
" قلبي مع بيانكا... انها حقا خسارة فادحة..."
" خسارة فادحة على الكل " قالت " و اجهل لما توأمه خافيير لم يأتي حتى لجنازته... شيء غريب جدا يحوم حول ذلك الرجل و لم اثق به يوما"
" تماما مثلي ..." أقرت روبي " أعترف بانني لا افهم شيء مما حدث و يحدث... قد يتهم الكل بيانكا بالمبالغة الا أنها محقة.. الموضوع كله غامض"
" ربما الا انها تحط كل اللوم على والدها، داركو لا ينقصه هذا للغرق في عذاب الضمير، يكفي بأنه لم ينم منذ عودته الى صقلية، انه يعيش أسوأ أيام حياته مطلقا لم أره بهذه الحالة المزرية منذ معرفتي به"
" انها ردة فعل كلاسيكية من بيانكا... امنحيها بعض الوقت كي تعيش حدادها و تستعيد تدريجيا سيطرتها على مشاعرها..."
.
.
.
بعد انهاء المحامي قراءة المستندات أمامهم ترك نسخة فوق مكتب العراب قبل ان يرحل، كان يملك مسافة أسبوع للتأقلم مع موت صديقه، لكن سيزار يشعر بأنه يعيش في بعد مواز، يشعر بأن ثمة بركان انفجر في صدره دون قدرته على التخلص من الحمم التي تستمر بحرق كيانه بدون أي توقف، الحزن و الغضب يقتصان منه على طول الخط وهو لا يملك سوى الصبر كي يجترئ حزنه مع الأيام.
" ترك اليخاندرو كل أمواله لتوأمه..." سمع داركو يقول بعد أن طال الصمت أكثر من الازم" لابد ان هذه الوصية تعود لسنوات الى الوراء، لأنه لو ظن بأنه السافل الدي لن يأتي حتى لتوديعه للمرة الأخيرة..."
" لم نترك له أي خيار" تدخل روكو الذي كان يجلس وراء مكتبه، كأس من الشراب في يده " ووصية اليخاندرو ليست قديمة... تم تعديلها قبل أشهر فقط... تظن بأنه شعر باقتراب أجله؟؟"
" من كان يجب ان يكون في تلك الحفرة هو ذلك السافل خافيير" كانت المرة الأولى التي يتكلم فيها خوسيه اليوم:" لايستحق كرم اليخاندرو... هو الذي تسبب بقتله ببرودة دم يرث اطنان من النقود التي عمل اليخاندرو مثل المجنون لجمعها... أين العدالة في كل ما يحدث؟؟"
لاشيء عادل فيما حدث، و يجهل من منهم يتحمل المسؤولية، أكثر شخص نزيه و يستحق الحياة هو اليخاندرو، الرجل الشهم، الصديق الخيير، المنان، الكريم، المطبوع بحب الخير و الذي اضاف دفئ لا مثيل له لمجموعتهم التي اكتملت بدخوله اليها... كيف ستكون حياتهم من دونه بعد ألان؟؟ من سيتصل اتصالات منتصف الليل ليتأكد بأن كل شيء على ما يرام؟؟ من سيندفع للدفاع عن نسائهن بعد اليوم؟؟ عندما دخل حربا مع روبي أخد هو تلقائيا الدفاع عنها، فعل الشيء نفسه مع فلورانس و بريانا، لم يتوانى عن الطيران الى تركيا برفقة خوسيه كي لا يرتكب هذا الاخير الحماقات مع آيا ... طالما كان سباقا لدفن الأحقاد و نشر المحبة.
دييغو ميندوزا قتل زوجته بابشع الطرق و شرد أطفاله، و رغم ذلك خصص له اليخاندرو دخل شهري منذ خروجه من السجن ليعيش به الى أن يموت... كان هذا بندا من بنود الوصية.
" لا يمكنني البقاء أكثر... سأخد زوجتي و نمضي "
تكلم قريبه بالوقت نفسه الذي اخد بمعطفه في يده.
" جهزنا اجنحة للجميع..." تدخل روكو وهو يقف من مقعده " يمكنكم البقاء في القلعة للاستراحة..."
" أريد فحسب الرحيل من الجزيرة..."
" أتفهم..." رد روكو ببطئ دون ان يعترض " لن اجبرك على البقاء ان لم ترغب بذلك..."
هذه المرة لم يحاول ردعه و داركو لم يلقي نحوهم نظرة اخيرة، أدرك سيزار في هذه اللحظة بأن صداقتهم لن تخرج سليمة من هذه المحنة.
" هل يمكننا التلاعب بالوصية؟ "
نظر سيزار الى خوسيه الذي كان يسأل بجدية بالغة، العراب الذي عاد ليجلس في مقعده، نظر اليه و كأنه لا يصدق ما يسمع:
" لما تريدنا ان نتلاعب بالوصية بحق السماء خوسيه؟؟"
" لأن تعب اليخاندرو ليس من حق خافيير..."
وضع روكو أصابعه على صدره و ضغط عليه، لم تكن المرة الاولى التي يكرر هذه الحركة:
" لن نقف بين اليخاندرو و رغبته الأخيرة ... لقد جعل من توأمه وريثه الوحيد و علينا احترام ذلك... "
" هل انت بخير؟؟" مقاطعة سيزار لكلامه دفع روكو فورا لإزالة يده من صدره و شبك أصابعه أمامه فوق المكتب.
" إنها أيام ممتلئة بالانفعالات... لكنني بخير ..."
" كان اليخاندرو شريكنا..." عاد خوسيه الى الكلام و كأن هذه المقاطعة لم تحدث" و ما من احد منا يرغب بالاستمرار في التعامل مع ذلك السافل خافيير... هو الذي، لايعرف على أي ساق تقف أعمال أخيه... "
عم الصمت مجددا، هذه المناقشة غير مجدية، فلا الوقت و لا الظروف و لا حتى النفسيات مستعدة لها...
* * *
* * *
وجدت 'آيا' مفتاح بيت اليخاندرو في المكان نفسه الذي كان يتركه لها بغرض استعماله لتنظيف بيته، هذا التفصيل الصغير ارسل قشعريرة في سائر جسدها، لم يحدث الباب صريرا بينما تدفعه كي تبتلعها العتمة الطفيفة، جالت بنظراته و غمرها الحنين، فالمكان كما تركته آخر مرة، اليخاندرو لا يمنح اهمية للديكور ولا يبذر امواله ليعيش في رفاهية أصدقائه، و كم أحبت هذا البيت، كم احبت بساطته و دفئه... كم أحبت صاحبه الكريم و البطل.
" مرحبا ايتها الجميلة..."
أحدهم يهتم بالكلبة 'باكي'، كان هناك أكل لها و مياه على الأرض، مازالت تتذكرها على ما يبدو، رأتها تهز ذيلها فيما الابتسامة في عينيها البنيتين، جلست آيا على ركبتيها أمامها و داعبت فروها الناعم:
" الا تشعرين بالكثير من الوحدة؟؟..." فرح الكلبة برؤيتها يزيد من حزنها " هل تعرفين بأن سيدك لن يعود؟؟ لن نراه مجددا باكي... أنا آسفة عزيزتي"
أصبح من المستحيل تحمل كمية العذاب التي نزلت على صدرها، لفت الكلبة بذراعيها و افرغت مخزونها المتبقي من الدموع الى أن اكتفت.
في مدريد، بينما تحيك الخطط و تبحث عن السبل للتفوق على غريمها في الوقت المناسب، تتلقى الخبر الصادم من سيسيليا التي تُعلمها بأنهما يسيطران الى صقلية لحضور جنازة اليخاندرو، حماتها تكره الدخول في التفاصيل، و خوسيه، كان غائبا عن القلعة منذ أكثر من اسبوع ليمنحها اي تفصيل، و الخبر بقي معلقا بينها و بين الواقع... للان لا تصدق ما جرى.
مسحت وجهها و تركت باكي التي عادت الى مكانها دون ان تلمس طعامها، و كأنها ماتزال تنتظر وصول سيدها، كان منظرها محزن للغاية.
القت نظرة دائرية حولها، الصالون غارق في نور طفيف، المطبخ نظيف كما هو عادته، تقدمت من طاولته الرخامية و التقطت قنينة بيرا فارغة كي ترميها في الزبالة، كان هناك مجموعة من الرسائل التي لم يتم فتحها كلها، كلها تحمل اسم اليخاندرو ميندوزا... لن يفتحها ابدا.
" مالذي تفعلينه هنا؟؟"
كاد قلبها أن يتوقف عن الخفقان من هول الرعب، وضعت يدها على صدرها و استدارت ناحية بيانكا، لم يكن الصوت لغيرها.
الأميرة ترتدي قميص رجالي يصل الى ركبتيها، من الممكن انها احدى اقمصة خطيبها، حافية القدمين، شعرها مشعث، عينيها متورمتين من كثرة البكاء، ووجهها شاحب... تبدو في حال مزر للغاية...
" بيانكا..." بدأت آيا وهي تبلع ريقها ببعض الصعوبة " تذكرت باكي و قررت المرورو لرؤية ان كانت بحاجة لشيء ما..."
بقيت الأميرة تواجهها بنظراتها القاتمة الملتهبة، انسحبت من قلعة العراب كما ينسحب الجواسيس، و جرها الشوق الى بيته، كانت بحاجة للمرور و دفن الماضي الليلة مع وداع أخير!
هذا اللقاء مع بيانكا لم تحسب له حسبانا، وهذه الأخيرة... ان انطلقت بالقول للجميع بشأنها و شأن دموعها على صديق زوجها فهذا سيكون سيء جدا لها.
" أنت محقة فلم يكن يجدر بي المجيء الى هنا..."
كانت بصدد التأفف عندما استوقفتها بيانكا بهدوء وهي تتقدم فجأة نحو المطبخ:
" ابقي... " رأتها تفتح البراد كي تخرج علبة عصير " هل ترغبين بشرب شيء ؟"
ترددت آيا، كانت ما تزال متصلبة مكانها، تجهل كيفية التصرف ازاء الاستسلام الذي تُظهره بيانكا، فجأة هزت رأسها نحوها و اشارت الى قنينات الكحول:
" ربما ترغبين بشراب أقوى... بسبب مرضي لا يمكنني استهلاك الكحول"
" بيانكا.. أفضل العودة الى القلعة قبل أن يبدأ خوسيه بالبحث عني"
" سأخبره بأنه أنا من طلب منك المجيء..." صبت لنفسها كأس من العصير " أعرف بأنك... بحاجة لتوديع اليخاندرو مثلنا جميعنا... ففي النهاية، أحببته مثلي... و لن أندهش من رؤية دزينة نساء اخريات بصدد الوصول لتكريمه من خلال زيارة باكي... "
لم تكن هناك ملامة أو غيرة في كلمات الأميرة، تعرف تماما ما تقصده، ترك اليخاندرو أثرا طيبا من و رائه.
قبلت كوب العصير الذي مدته لها بيانكا:
" مالذي ستفعلينه ألان؟؟" سألتها آيا وهما تجلسان على الكنبة، أمام المدفئة المظلمة التي لم يتم حشوها بالخشب كما هي العادة عندما كان صاحب المكان يعيش في البيت.
" سأعود الى لندن لإنهاء دراستي... "
هزت آيا رأسها متفهمة:
" مازلت تدرسين الطب البيطري؟؟..."
هزت بيانكا رأسها و ضمت ركبتيها الى صدرها كي تضع فوقهما دقنها الصغير:
" كنا نخطط بشراء مزرعة حيوانات في أطراف كاتانيا، حتى أننا قمنا بزيارتها... كانت لنا مشاريعنا و أحلامنا... كل شيء انتهى ألان... "
راقبت دموعها تنزلق على التدوير المخملية لوجنتها:
" مالذي حدث الإيخاندرو؟؟"
" السماء وحدها تعرف" هزت كتفيها و ارتجفت خصلات شعرها المشعثة على كتفيها" روكو ايميليانو ليس بالرجل السهل و خافيير...له ماض مظلم... أخبروني بأن ثمة عملية اختطاف فاشلة أودت بحياته، و ما أعرفه... أن أبي يملك طاقم حماية شديدة، كما انه... عندما يبدأ داركو بالكذب، لا يتوقف عن اللعب بالخاتم الذي في إبهامه... أحفظ عن قلب كل ردود أفعاله و أعرف أن ثمة قصة مغايرة لما حدث لخطيبي..."
نبحت الكلبة و تململت بانزعاج في مكانها في الوقت نفسه الذي دفع فيهم أحد الباب، ثم اطل رأس صوفي، عندما قالت بيانكا بأن معجبات خطيبها سيبدأن بالوصول لم تبالغ...
في الحقيقة، هي تفضل الاحتكاك بالأميرة على احتكاكها بصوفي إيميليانو، وفي هذه الظروف، لا خيار لها...
" كنت أعرف بأنني ساجدك هنا..." قالت صوفي موجهة كلامها الى بيانكا ثم حطت عليها نظرات جليدية" لكن زوجة خوسيه !!..."
" صوفي أرجوك..." تدخلت الأميرة " أنا من طلبها... كنت بحاجة للرفقة"
عندما تراها، يُهيء لها بأنها مجموعة نساء معقدة، انها جميلة المظهر، عميقة النظرات، لاذعة اللسان، و سيئة الطباع و الأخلاق.
خلال مراسم الجنازة، انتبهت الى أن مدللة الايميليانو لا تستعمل كرسي متحرك، ولا تبكي أيضا، كانت محايدة، مثلها مثل شقيقها... انهما وجهان لعملة واحدة.
و ألان تنتصب واقفة أمامهما بدون كرسي ايضا، نظراتها حادة كالزجاج، من اي شيء صنعت هذه الفتاة؟؟
" كيف وصلت الى هنا؟؟" سألتها بيانكا.
" سانتياغو..." شرحت صوفي وهي تتقدم بدورها من الكنبة و تجلس عليها.
عم صمت متوثر المكان،وضعت آيا رأسها الثقيل على ظهر الكنبة و عاد اليها تلقائيا لقائها الأول به... كم تبدو الذكرى بعيدة ألان... و كأن قرون مضت منذ ذلك الحين.
" كيف تمكن مكسيكي الجنسية أن يحوز على احترام اشد رجال صقلية ضراوة؟؟ "
تجهل آيا متى سمحت لهذه الكلمات بالخروج من فمها، على ما يبدو اليخاندرو لم يحصل فقط على قلوب الرجال انما النساء أيضا، رأت حزن الجميع عليه اليوم و لم يكن ذلك تمثيلا.
" عندما رأيته للمرة الأولى كنت شبه طفلة، أتذكر بأن أبي لم يكن حقا متحمسا لعلاقته بروكو او حتى بخوسيه..." ضحكت صوفي متهكمة " يمكن لابي ان يتسامح مع كل شيء عدا المكانة، و رؤية مواطن من العامة يحرز تقدما في صداقته مع اولاده"
" هذا سخيف" قالت آيا.
" بسخف زواج فتاة من العامة مثلك برجل دو شأن مثل خوسيه..."
التقت نظراتهما، هذه النظرات الزرقاء الماكرة تنظر اليها و كأنها تقرأ فيها بشكل سهل.
" هل انت جارحة على الدوام أم معي فقط ؟؟" سألتها دون ان ترمش.
" انها جارحة مع الجميع فلا تتأثري لكلامها... " تدخلت بيانكا " كان اليخاندرو يقول، {صوفي مثل الطفلة الصغيرة تتكلم دون تفكير لكن قلبها طيب} "
رأت آيا بأن هذه الكلمات زعزعت شيئا في النظرات الزجاجية، بدت كأنها تكافح للحفاظ على توازنها ، كما لو أن أكثر أساساتها حميمية قد اهتزت.
" آسفة..." تمتمت صوفي وهي تشيح بنظراتها عليهما " انفعلت قليلا و من الأنانية التصرف بهذه الطريقة ووضع حزني و غضبي عليك... أدين لك بالاعتذار ..."
منذ اللحظة التي وضعت فيها الأميرة، شقيقه العراب في مكانها بأشد الطرق سلمية تغيرت الأجواء، أتت باكي لتجلس على أقدامهن و كأنها تسامرهن فيما انطلقت الفتيات بسرد كل منهما قصتها مع اليخاندرو، عدد كثير من المرات بكت بيانكا، كانت بحاجة لتفريغ شحنات غضبها و حزنها، يمكن أن تكون صوفي مستمعة جيدة، أبهرتها بالاهتمام الذي ابدته للأميرة، كانت تجهل ان كانت قادرة على اي تعاطف، بعد مدة من الوقت انقلبت ألأحوال، البكاء و النحيب تأرجح لابتسامات مريرة ثم ضحكات حزينة
لوهلة شعرت بالحرارة تغمرهن، و بأنهن لم يعدن بمفردهن...
هل كان هذا احساسها بمفردها؟؟ أم أن صمت الفتيات المفاجئ دليل على أن وجود اليخاندرو بينهن أشد واقعية من مجرد خيال؟.. ميت أو حي سيسكن القلوب دوما بالأثر الطيب الذي تركه خلفه... و ذات يوم... ستذكره لطفليها بأجمل كلام بالرغم من أنها متأكدة بأن خوسيه سيسبقها لذلك.
* * *


هذا الفصل مليئ بأسبوعين من المرض و الحمى و الكرونا، تقبلوه كيما هو و كيما أتى و ادعولي بالشفاء

ملك جاسم likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة أميرة الحب ; 13-02-21 الساعة 12:11 AM
أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-02-21, 12:34 AM   #4794

L0ve 2o09

نجم روايتي و أميرة حزب روايتى للفكر الحر

 
الصورة الرمزية L0ve 2o09

? العضوٌ??? » 76410
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,490
?  نُقآطِيْ » L0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond repute
افتراضي

ماعليك شر عزيزتي جيجي و تطلعين منها بالسلامة

L0ve 2o09 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-21, 12:36 AM   #4795

L0ve 2o09

نجم روايتي و أميرة حزب روايتى للفكر الحر

 
الصورة الرمزية L0ve 2o09

? العضوٌ??? » 76410
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,490
?  نُقآطِيْ » L0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond reputeL0ve 2o09 has a reputation beyond repute
افتراضي

رائع جدا ....

طول وقتي وانا اقرأ الفصل و في بالي فكرتين ....

سيناريوو لينيتا راح يتكرر مع نيوس ....

وموت اليخاندرو وهل راح يتماسك رباط الاصدقاء من بعده او راح يرخي ......


L0ve 2o09 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-21, 12:49 AM   #4796

حواريش

? العضوٌ??? » 480417
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » حواريش is on a distinguished road
Rewitysmile1

حزن كبير عل اليخاندروا
ليش مات أميرة كثير قلبي تألم 💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔🌺🌺🌺🌺💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔


حواريش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-21, 12:51 AM   #4797

حواريش

? العضوٌ??? » 480417
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 218
?  نُقآطِيْ » حواريش is on a distinguished road
افتراضي

سلامات أميرة ما تشوفي شر اسربي كثير سوايل
وسوي شاي و زنجبيل و ليمون كثير مفيد


حواريش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-21, 01:39 AM   #4798

Kdr

? العضوٌ??? » 359354
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » Kdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond reputeKdr has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل حزين ومؤلم لموت اليخاندروا شكرا اميرة الحب
ربي يشفيك ويعافيك ويبعد عنك المرض


Kdr غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-21, 02:00 AM   #4799

luz del sol
alkap ~
 
الصورة الرمزية luz del sol

? العضوٌ??? » 245067
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 593
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » luz del sol has a reputation beyond reputeluz del sol has a reputation beyond reputeluz del sol has a reputation beyond reputeluz del sol has a reputation beyond reputeluz del sol has a reputation beyond reputeluz del sol has a reputation beyond reputeluz del sol has a reputation beyond reputeluz del sol has a reputation beyond reputeluz del sol has a reputation beyond reputeluz del sol has a reputation beyond reputeluz del sol has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلم ايديكي أميرة الحب على الفصل الجميل والمليئ بالمشاعر....ألف سلامة عليكي وما على قلبك شر

لي عودة بتعليق بعد قراءة الفصل مرة أخرى


luz del sol غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-21, 02:02 AM   #4800

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرا يا بنات
الله يشفي الجميع، لكن نصيحة احذروا الناس اللي تدخل عندكم، انا اتعديت من صديقتي المقربة و عاديت بنتي لازم نكون مسؤولين و انا قررت اتعلم من التجربة
الحمد لله انها ما اثرت بي مثل البعض وجاءتني على شكل رشح قوي و حمى و وجع ظهر و راس لكن اليوم الحمد لله أحسن.


أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.