|
مشاهدة نتائج الإستطلاع: أكثر ثنائي أنتم في شوق للإلمام بتفاصيل قصته : | |||
أوس و جوري | 48 | 59.26% | |
كاظم و تيجان | 25 | 30.86% | |
غسان و شمايل | 10 | 12.35% | |
معتصم و رونق | 23 | 28.40% | |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 81. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-11-20, 07:47 PM | #501 | |||||||||
| اقتباس:
صفية ..تماضر ..حفصة ..وحتى آمنة مثال للمرأة التي تحتاج للاهتمام من زوجها وأولادهما مهما بلغت قوة شخصيتها ..أمثلة عن أمهات يسعين لإنقاذ أبنائهن كل على طريقتها وحسب مفاهيمها عن الحياة ..وتبقى علاقة الأم بوليدها أقوى رابطة انسانية لا تتغير مهما تبدلت أحوال البشر وقلوبهم ... منورة حبيبتي ... | |||||||||
09-11-20, 07:56 PM | #502 | |||||||||
| اقتباس:
عباس مثال للابن الفاسد الذي لم يرث من والديه شيئا من خصالهما الحميدة ..(لعن الله من رباك) جملة قاسية موجعة تتكرر كثيرا على مسامعنا دون وجه حق فيسب الجهلة الوالدين دون أن يحيطوا علما ما يبذلانه من جهود في سبيل تطويع و تقويم ابنهما الفاسد .. سلمت غاليتي | |||||||||
09-11-20, 09:47 PM | #504 | ||||
قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وآن أوان قطافك .. الفصل 25.. فصل قمة الروعة في السرد وجمال الاسلوب والحوارات التي تدل على التمكن من لغة القرآن والتأثر بسورة سيدنا يوسف على الأخص ...روووووعة سلمت يمينك 👍👏👏👏ابداااااع وجمال وتألق وحبكة متمكنة ممتازة جدا 👍👍 وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى .. كل متجبر وطاغي في الارض مهما طغى مصيره الهاوية ...كما فرعون وهنا عباس الفاسد الفاسق المتجبر ..الله وحده من وضع حدا لكل أعماله المشينة .. وكما اخبرت الشيخة حفصة دوام الحال من المحال .. لكنه لم يتعض بعد ولم يعتبر..ويصر على الاذية للغير .. بخبث العارفات العالمات ذوات الخبرة علمت امه وصفية وآمنة ان الزواج لم يحدث .. وتماضر كما هي بجبروتها ولم تتغير .. سمية هناك ما فعلته ولم يظهر كنهه بعد ... يريد اخفاء العرافة كي لا تفضح ستره في حين أراد فضح ستر صفية .. خسارة أن يكون ابن لحفصة .."يخلق من ظهر العالم فاسد ومن ظهر الفاسد عالم "و خسارة النارة تخلف رماد " عنا مثل متداول بيقول "اجعل من يراك يدعو لمن رباك " هون عباس من يراه يدعي على من رباه "الابن السو يجلب اللعنة لوالديه " يعطيكي العافية حبيبتي احدااااث ساخنة تتصاعد بوتيرة جامدة اتمنى ان تخسف بعباس الارض ولا يعود يقدر على رفع رأسه ... بانتظاااارك بالقادم 👍❤✋🌹 | ||||
09-11-20, 10:42 PM | #505 | |||||||||
| اقتباس:
يشرفني حقا أن ينال أسلوبي اعجابك غاليتي و بالفعل القرآن يعتبر أهم منبع للغتنا العربية الثرية التي يجب أن نفخر بها ونحمد الله الذي جعلها لسانا لنا ... لا حرمني الله من وجودك الإيجابي المنعش | |||||||||
15-11-20, 11:24 PM | #508 | ||||||||
| "الفصل السادس و العشرون" بعد أيام ..العاصمة .. "ما شاء الله ..ابنة أخي أجمل عروس" قالتها عمتها الوسطى بابتهاج حقيقي راضية على نتيجة ساعات من العمل المكثف لخبراء الشعر و التجميل الذين أرسلهم كاظم خصيصا لأجلها .. ابتسامة هادئة زينت شفتي تيجان متجاوبة مع عمّتها ..انتصبت واقفة لتعدّل الفتيات طبقات التل الكثيفة لفستانها الملوكي الواسع .. لسعت الدموع عينيها حين طالعت صورتها المنعكسة على مرآة مذهّبة الحواف ومثبتة طوليا على الجدار فكانت عمتها تقترب منها وتحضن كتفيها من الخلف هامسة بأسى "لن أسمح لكِ بالبكاء اليوم حبيبتي ..لو كان والدكِ هنا لافتخر بابنته التي كبرت وغدت عروسا تخلب الألباب" ليلة أمس أقامت تيجان حفل الحناء حيث اقتصر الحضور على الأقربين ..ورغم أجواء الفرح وصخب المناسبة السعيدة إلا أن الحزن خيم في صمت على القلوب ..ربما ابتسمت الوجوه إلا أن الشجن سكن العيون التي فضحت شوقهم لحبيب غاب مخلفا فراغا رهيبا لا يعوضه أحد .. وكانت تيجان أكثر المتضررين لغيابه..ظنت أنها قد تأقلمت مع وضعها الجديد من دونه إلا أنها اكتشفت مبلغ خطئها حين داهمها شوق عميق إليه واحتياج مؤلم لا يهدأ في أكثر يوم مميز في حياتها .. تنطق عمتها الكبرى تعوج شفتيها بعدم رضا "أمكِ قالت أن عدد المدعوين إلى زفافكِ كبير ..هل كاظم هذا بلا إحساس ..كيف يخطط لإقامة عرس ضخم بينما لم يمض نصف عام حتى على وفاة أخي ؟" تناقشت وكاظم مسبقا حول هذه التفاصيل إذ اقترح أن تنوي عشاء ليلة الفرح كصدقة تنفع والدها في قبره ..أفضل هدية يمكن أن تقدمها له في يوم كهذا كما طالبها بكتم نيتها هذه بغرض قبولها عند الله والبعد عن الرياء ..لذا عمدوا إلى توسيع دائرة المدعوين قدر المستطاع .. ترد تيجان بهدوء قائلة "لن يكون هناك معازف و رقص عمتي .. فقط عشاء لائق وسهرة هادئة تدردشون فيها مع بعض فما عدنا نلتقي بأقاربنا إلا في مناسبات كهذه " فتبرطم العمة منزعجة إذ لم ترضها إجابة ابنة أخيها "ولماذا إذا حجز زوجكِ قاعة الحفلات أم أن بيته لن يتسع لنا جميعا ؟" لتستزيد هامسة لأختها الصغرى "لابد أن أمها الأفعى هي من اشترطت على الرجل كل هذه الكلفات ..تعثر على طريقة تتباهى بها ولو حُشِرت في بئر" تتجاهلهما تيجان مشيحة بوجهها عنهما تستجيب لعمتها الوسطى التي سحبتها نحو حوار لبق تتعمد إيقاف اختيها عند حدهما دون أن تهينهما .. بعد دقائق انفتح باب الغرفة ودلفت نادين المتأنقة قائلة بصوت متهدّج "وصل العريس " .................................... تناظر نجوى عروس ابنها بعينين مترقرقتين فرحا وتأثرا ..تسمي الله مرارا و تكرارا تكبح نفسها بشق الأنفس كي لا تنقض الاتفاق وتزغرد إلى أن يبح حلقها تسحب من حقيبة جلدية كبيرة بضعة أشياء ثم تحوم حول تيجان التي لم تفهم ما يجري حاملة مبخرة صغيرة وتهمس بالمعوذتين لتقول بعدها "بخرتكِ حبيبتي من كل عين حسود ..مِن كل مَن يراكِ ولا يصلي على الحبيب المصطفى" ثم تفرد غطاء ناصع البياض مزخرف الحواف وتتقدم ناحية تيجان التي همست مرتابة "ما هذا؟" فتجيبها نجوى بحرارة وفخر "برنسكِ الأبيض يا أحلى عروس ..تقتضي عادتنا أن تخرج العروس مغطاة عن العيون يسلّمها ولي أمرها لعريسها" تشنج رهيب استحكم جسد نادين حين هاجمتها على حين غرة ذكريات أعراس قرية الجبل الأسود ..على الرغم من أنها كانت في الخامسة من عمرها حين تزوجت تماضر إلا أنها مازالت خرجتها من دار أبيها ملفوفة في البياض راسخة في ذهنها ..وكأنها كانت طفلة بالأمس فقط ..وكم أبهرتها هذه العادة وقتها فراحت تثرثر بين أقرانها حالمة أن يحين دورها وتخرج هي أيضا مثل أختها غير الشقيقة .. كبرت ..هربت ..وتزوجت ..فخرجت مكشوفة بثوب عاري فتان..بلا ولي ..بلا أحد .. غصّ قلبها يوشك أن ينفجر بضيقه فتنفعل قائلة "ما هذا التخلف ..يمكنني أن أتفهم تشبث أهالي القرى بهذه العادة البالية ..لكن ..في العاصمة ؟" تقبض تيجان على ثوبها بقوة كارهة توتر الأجواء وقد أذهلت نادين الجميع بانفعالها الغريب فتجيبها نجوى المذهولة بخفوت " هل من السهل أن أتخلى عن هويتي الريفية ...أنا لست من العاصمة ..و زوجي أيضا ..فقد انتقلنا إليها بعد أن تزوجنا مباشرة " تتدخل تيجان تربت على كف نجوى حين لاحظت احتقان وجه أمها " يسعدني أن أتعلم عاداتكم خالتي نجوى ..أرجوكِ افعلي ما ترينه مناسبا" (هل من السهل أن أتخلى عن هويتي ..) عبارة كانت كمنفاخ لنار متوقدة في جوفها لم تزدها إلا استعارا ..همسات أخوات محفوظ المتبرمة كان لها في تأزم وضعها النفسي المزعزع نصيب إذ هتفت مغاضبة "يسلّمها وليّ أمرها ..كيف تجرئين .. هل عليّ أن أذكّركِ أنه ميت" ومع صراخها بآخر كلمة كانت تلهث بعنف متجاهلة الشهقات المستنكرة تحدق بشراسة في وجه نجوى المرعوب وقد ماتت بسمتها و ارتخت يداها لينفلت منهما البرنس ويتكوم أرضا .. ...................................... | ||||||||
15-11-20, 11:25 PM | #509 | ||||||||
| قرية الجبل الأسود ..عصرا تعتزم بعد طول تردد الخروج من جناحها لأول مرة بعد زواجها تنتوي الاطمئنان على حماتها بعد أن أخبرتها الخادمة أنها متوعكة قليلا .. حاولت تجاهل أمرها فلا داعي لتعميق العلاقة بينهما ما دامت كل واحدة منهما دارية بزيف هذا الزواج لترضخ في النهاية مستسلمة ..جلستها المهزومة على طرف السرير لا تنفك تزور ذهنها ..أما صوتها الشجي المتوجع لم يغادر عقلها البتة .. تلقي نظرة أخيرة على شمس الغافية في سلام قبل أن تعدل طرحتها التي أرختها على شعرها وتفتح باب مخدعها .. حالما رفعت يدها لتطرق الباب تستأذن قبل الولوج إلى مخدع الشيخة كانت آمنة تشرّعه .. الدهشة التي ارتسمت على ملامح آمنة كانت ترتحل في رمشة عين ليحل محلّها مشاعر حقد وبغض لا تدخر جهدا في إظهارها لجوري في كل فرصة .. تتعمد إغلاق الباب في وجهها قبل أن تتفطن الشيخة حفصة لوجودها وتسحبها بخشونة نحو الغرفة المجاورة لتردف بازدراء ترمقها بنظرات مستصغرة "هل تحتاجين شريط حبوب آخر ؟..أم..أنه لم ينفذ بعد ؟" تلتزم جوري الصمت ..منهج قررت السير وفقه لتواجه هذه المرأة المجروحة بخيانة زوجها ونذالته..تتخذ من شفقتها على حالتها الكسيرة كمهدئ يطفئ غضبها فهي أيضا بشر بقوة تحمل محدودة قد تضعف وتتأثر باستفزازات آمنة التي تسعى لتجرفها عنوة نحو الانفجار .. برودها هذا لا يزيد آمنة سوى غيظا فتنفجر ضاحكة "أتساءل كيف يحيا ابن العم مع هذا الحسن ..ضاع ما تبقى من عقلك يا زوجي العزيز" تراقبها جوري كيف تدعي الاستمتاع بما يحصل بينما تحترق في نيران مشاعرها السوداوية المحبطة لتقول بهدوء مفاجئ "لا نية لي في إفساد نظام حياتكِ لذا أرجو أن تعتبريني غير موجودة أصلا فلا داعي لتعقيد الأمور أكثر" تموت الضحكة في حلقها وتتوحش عيناها محدقة في نظرات جوري القوية ..كيف تجرؤ هذه الخسيسة الساقطة على مجابهة أسيادها .. تفح بجنون وقد طار مزاجها الرائق المصطنع "كان عليك البقاء في دار أبيكِ إذا يا عرة النساء ..هل رميتِ الحبوب و ضحكتِ على سذاجتي لأني وثقت بطاعتكِ لأمري ..لابد أنكِ رسمتِ أحلاما وأهدافا كبيرة يا طماعة فمن قد ترضى برجل في عمر أبيها لولا الجشع..لكن الحقيقة المرة قتلت أطماعكِ في مهدها ..اعترفي أنكِ ما تخيلتِ وضعا كهذا ولو في أسوء كوابيسكِ" يستفزها صمت جوري أكثر وتزيدها نظراتها المتحدية في صمت جنونا فتشع عيناها بغلٍّ حارق لا يهدأ وتستزيد تبتغي ترهيبها " يجدر بكِ أن تخافي مني ..ربما أنا سحّارة ..أسخّر العفاريت و مردة الشياطين" الصدمة التي استفحلت على ملامح جوري بثت في نفسها بعضا من الرضا فتهمس مبتسمة بتشفٍّ "ظننتِ أنكِ ستأخذين مكاني ..لنرى كم سيصبر عليكِ بعد ..هذا ما تستحقينه يا خرابة البيوت..الحق يقال ما كنت لأقتص منه كما أشتهي لولاكِ ..يحترق بجمال كهذا بين يديه دون أن يستطيع التمتع به" فتجيبها جوري بنبرة يقين قوية تداهنها على الرغم من جزمها أن امرأة بضعفها لا يمكن أبدا أن تكون عرافة "لا يفلح الساحر حيث أتى ..وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله " فتتجاهل كلامها وتهسهس برضا "فليصطلي كل يوم بعذابكِ ..ولتصطلي معه تبقين معلقة برقبة رجل لن يمنحكِ شيئا" "ومع هذا لن تخمد النار الموقدة في صدركِ مهما رأيتِ ما يرضيكِ في حقه..ولو اقتصصتِ منه في اليوم ألف مرة" كلماتها الهادئة الموجعة بصراحتها القاسية في واقعيتها أججت نار حقدها على هذه الغرة التي بصُرت دواخلها وكأنها زجاج شفاف .. مهما فعلت لن ترتاح ..لأنها تمنت دوما الاستفراد به لنفسها ..صبرت وتخيلت يوما يعود فيه إلى حضنها وقد ملّ كل النساء ..لكنه لم يفعل ..بل وهام بهذه الخبيثة الطماعة وزادها وجيعة على مواجعها .. تتلافى التعقيب على ملحوظتها الوقحة وتختم بالقول كأنما تبصق الكلمات المهينة الفجة بنبرة ترتجف حقدا "لنرى كم سيصطبر على هذا الجسد الفتي الجميل قبل أن ينتهي به المطاف موشوما بكدمات زرقاء يفش فيها كل غيظه وقلة حيلته " ..................................... | ||||||||
15-11-20, 11:26 PM | #510 | ||||||||
| تنتظره في ذات الغرفة المجاورة لمخدع الشيخة متربصة ..فتسمع وقع خطوات تحفظها عن ظهر قلب و تبتسم إذ لم يخيّب ظنها وهاهو يأتي ليطمئن على أمه المريضة .. تخرج إلى الرواق و تعترض طريقه قبل أن يبلغ باب المخدع وتهمس بابتهاج مبتذل تنتشله من سهوه "مشغول جدا هذه الأيام يا عباس إذ لم تتسنّ لي بعد فرصة المباركة لك على انفراد" يستغرق وقتا لينتزع نفسه من براثن هواجسه المضنية فيهتف منزعجا يصرفها بيده بجفاء وغلظة "ابتعدي عن طريقي يا امرأة ..لا وقت لدي لأهدره على جنونكِ" تثبت في مكانها تطوف عيناها البراقتان على ملامحه المرهقة لتفح مبتسمة بتعاطف كاذب تطالع ظهره حالما تجاوزها " صدقا إني أعذرك فالتخلص منها ليس سهلا هذه المرة فالجرة لا تسلم مرتين " يتلفّ ناحيتها في حركة عنيفة بسرعة البرق يحدجها بنظرات مظلمة وقد وصله تلميحها ..كانت تشير بوضوح إلى زوجته السرية الأخيرة التي طلقها منذ عامين قبل أن يطلع النهار عليهما .. كانت قد أتتها في اليوم التالي لعرسها تبكي وتندب حظها تخبرها بعدم اكتمال زواجهما فطلّقها ورماها محمّلا إياها كامل المسؤولية وهدّدها بقذفها بأبشع الفواحش إن هي فتحت فمها .. كانت يتيمة ليس لها أحد اتخذها عباس زوجة حالما ماتت جدتها فلجأت إلى آمنة لتسترها وتنقذها فقدّرت قلّة حيلتها و انعدام السبل أمامها فاستحلفتها بالله أن تحفظ سرّه المهول الذي نزل عليها كالصاعقة وأرسلتها بعيدا بعد أن تدبرت تزويجها لرجل من البدو الرّحل لقاء جزيل من المال .. وأدركت أن بلاء عباس ما هو إلا أخذ عزيز مقتدر بعد أن استهان بحرمات الله واتخذ الزواج لهوا ولعبا يحلّل شهواته كيف يشاء .. ورأت في الأمر خيرا ورادعا له ليتوقف ويتمعن في ما مضى من حياته قبل أن يفوت الأوان إلا أنه ما عزف عن الزواج لعامين إلا أملا في العثور على حل لمصابه وقد تتيّم قلبه اللعين بحفيدة الحاج عبد العليم كما اكتشفت مؤخرا فضاعت كل آمالها .. "أعيدي ما قلتِه " يهسهس بنبرة خطرة وقد هاجت أنفاسه كهياج سواد مقلتيه فتجيبه باسمة تدّعي القلق "ما قلت هذا إلا خشية مني عليك ..قد تهتك زوجتك الجاهلة سترك ما لم تكن قد فعلت أصلا فكيف يترك أهلها أختها معها ما لم يعرفوا أنك لم ...فمن المعلوم أن تلك العليلة تنام متمسحة بأختها لذا ...الباقي تحصيل حاصل " غيرتها السوداء كانت وقودا لا ينضب يغذي تطاولها ..أغضبها كيف يساير جوري ويدلّلها إذ لم يعتب على ابقائها أختها معها فقد تصورت أن تزيد أختها الوضع احتقانا بدل أن تمر الأيام بسلام هكذا .. فها هو يمضي نهاره هائما ويعود لينام جزءا يسيرا من الليل في غرفة منفصلة قبل أن يخرج مجددا في جنح الظلام .. يستشيط غضبا من وقاحتها فيسحبها خلفه بقوة مؤلمة ويرميها في الغرفة موصدا الباب خلفه ..ينحني نحوها يشد شعرها هامسا بفحيح خطر طاحنا أسنانه وقد نفرت عروق عنقه لشدة غضبه "تزدادين وقاحة و تماديا كل يوم ..آه يا بنت العم لولا أخوكِ وأولادكِ لرجمتكِ حية وارتحت من عناءكِ " تأبى أن تظهر له ألمها فتبسط يدها على قبضته المحكمة على شعرها وتتمادى أكثر شامتة به "هل غضبت لأنها لم تشاورك قبل أن تبقي أختها الخرساء العليلة أم لأنك زوج مع وقف التنفيذ ..مع العلم أن وجود أختها بينكما ذريعة جيدة لتحتمي خلفها ريثما تحل أمر عجزك" يجن جنونه فيلطمها على وجهها يرديها عند قدميه متكومة "كم مرّة صفعتكِ لقاء لسانكِ الطويل ..ألا تملّين ؟" فترفع وجهها عن الأرض وتمسح الدم النازف من شفتها التي انشقت لشدة اللطمة وتهمهم بجنون أكبر من جنونه دون أن ترتدع قيد أنملة "الحمد لله الذي أراني فيك يوما تعامل فيه كجرو وديع ..ألا تلاحظ أنها لا تخشاك ..ضربت بحكمك عرض الحائط ..ومن يلومها ..عباس الذئب أضحى أرنبا" يناظرها من علوّ يرتعد غضبا فينفجر ضاحكا دون سابق إنذار يمرر كفه على صفحة وجهه المحمرّ فينحني نحوها مجددا ويحكم قبضته حول ذقنها "تستفزينني عمدا لأبرحكِ ضربا تزهق على إثره روحكِ ..لكني لن أفعل ..ستعيشين يا آمنة .. وكما رأيتِ فيّ هذه الأيام سترين يوما تزاح فيه كل العقبات من طريقي ..وتتعذبين بتنعمي .. " فيكون ردّها همسا يقطر إصرارا وعنادا "إن كان عذابي لقاء أن أرى عذابك فلا أبالي ..امضِ وافعل ما أنت فاعله فأنا هاهنا قاعدة كشوكة في خاصرتك أتفرج على تخبطك اليائس " يديم النظر في عينيها المتوحشتين ساهيا في شرود مخيف قبل أن يدمدم بشراسة يتوعّدها وقد مرّ بباله خاطر لم يرق له "الويل لكِ لو اكتشفت أنكِ وراء ما أنا فيه ..حينها ..لن تفلتي من يدي" تهمس بنبرة متصلبة تمط شفتيها مستعجبة "من يدري ..تقتلني وتلقي بي في الأحراش البعيدة المحاذية لطرف القرية الشرقي " فيرتد رأسه كأنما تلقى صفعة على وجهه وقد صعقته على حين غرة فتستزيد بغصة "الدجالة من الغجر أصحاب الخيام ..ألا تعني لك شيئا ؟" تتحرك حنجرته يبتلع ريقه الناشف يطالعها بنظرات مهتزة ساخطة فتهتف ضاربة الأرض براحة كفها "هل تظن أني لا أعلم أنها كانت تتردد سرا على دار مجونك؟ " يركلها صارخا بجنون جاحظ العينين وقد خرج عن طوره تماما " أتترصدينني يا عديمة الشرف..تجرئي وافتحي فمكِ .. أولى بكِ أن تخشي على روحكِ فحينها لا أخوكِ ولا أولادكِ يشفعون لكِ عندي " فيكون ردّها هتافا ممزقا معذبا فيما تناظر صورة المشوشة بفعل دموعها ينهب الأرض منصرفا "كيف تفعل هذا بأولادك ..كيف سيرفعون رؤوسهم بين الرجال إن كشف أمرك ..أي أب أنت لتنكس رؤوسهم في التراب بفعالك المشينة ..ماذا ينقصك لتكون رجلا كباقي الرجال ..أكرهك عباس ..اكره اليوم الذي أحبك قلبي الأرعن فيه...ليأخذ الله روحك فنخلَص منك " ................................... التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 16-11-20 الساعة 12:26 AM | ||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|