آخر 10 مشاركات
حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          وعد بالسعادة - قلوب النوفيلا - الكاتبة الرائعة :*سارة عادل* [زائرة]* كاملة &الروابط (الكاتـب : *سارة عادل* - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أكثر ثنائي أنتم في شوق للإلمام بتفاصيل قصته :
أوس و جوري 48 59.26%
كاظم و تيجان 25 30.86%
غسان و شمايل 10 12.35%
معتصم و رونق 23 28.40%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 81. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2110Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-11-20, 07:17 PM   #521

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

وآن أوان قطافك ..



تسلم ايدك احداث تتصاعد ساخنة وعباس الذئب اضحى ارنب ..
وزاد فجور وكبائره الفاحشة زادت من ارتكاب جرائمه آخرهن قتل العرافة ..

نادين ..
انانية وغبية جدا تريد الةنغيص وتخريب فرحة ابنتها في احلى ليلة بدل ان تكون بجانرها تهتم بها باحتياجاتها تعوضها عن عدم وجود والدها التي تفتقده تيجان بشده فيه هذ اليوم الذعيد لاي بنت ..فكرة جميلة من كاظم عمل عشاء لله بدل التبذير ولهم الاجر والثواب اكثر على عدم البوح بذلك ..حبيييت ..


آمنة ما حبيتها غبية جدا جدا اذا كانت تعةقد انه عباس ممكن ان ينعدل او ينصلح حاله او حتى ان يتعافى امثاله ختم الله على قلوبهم ..شرب وسكر وعربدة والعبث باعراض الناس وقتل لا رجاء منه ابدا .. فهي بدل ان تكسب تعاطف تكسب كراهية من القراء ..فقد اضحت جلاد وضحية في نفس الوقت وامثالها لا شفقة عليهم ..
المفروض تتعض وتعتبر وترى كيف الشيخة حفصة على عباس الذي كسر ظهرها فيما هي اولادها عكس والدهم ينضرب بهم المثل ..لكنها لا تحمد الله ... بدل ما تستقوي باولادها ...

X"أن بلاء عباس ما هو إلا أخذ عزيز مقتدر بعد أن استهان بحرمات الله واتخذ الزواج لهوا ولعبا يحلّل شهواته كيف يشاء" ان شاء الله سيظهر الحي فلا قاتل الا ويترك وراءه دليل ..وهناك من شاهده اتمنى ان يكون عبد الحي البداية لدمار عباس ..


يعطيكِ العافية بانتظار القادم 😍😍❣❤
كل إنسان لديه نظرته للمحن التي يمر بها ..هناك من يهونها على نفسه ليستطيع الصمود مثل جوري وهناك من يهولها فيضيع على ضياعه ويحفر قبره بيديه ...
صدقت حين قلت أن عباس ممن ختم الله على قلوبهم ..يمشي بخطى ثابتة إلى هلاكه المحتم فلا خير يأتي من شهوات تسيّر المرء كما تسيّر الغريزة البعير ..
الله يعافيكي حبيبتي بانتظارك كالعادة

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-20, 09:39 PM   #522

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,391
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام إلى جميع أهل روايتي شكرا على الفصل الجميل ولو قصير لان من اقرءة انتهى قلبي يوجعني والله لكن الف شكرا لمشاركتك ابداعك
الديجور likes this.

Rima08 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-20, 10:31 PM   #523

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rima08 مشاهدة المشاركة
السلام إلى جميع أهل روايتي شكرا على الفصل الجميل ولو قصير لان من اقرءة انتهى قلبي يوجعني والله لكن الف شكرا لمشاركتك ابداعك
[size="6"]يسلم قلبك حبيبتي سعيدة أن الفصل نال إعجابك ..أما عن قصره فأنا أحاول جهدي أن أفي بفصل أسبوعي في غمرة انشغالاتي ..[إن شاء الله أتوفق في إنهائها على خير كما أحب وأتمنى /size]

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-20, 10:53 PM   #524

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

لعل غيابك خير ان شاء الله ياحبيبتى

الديجور likes this.

ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 22-11-20, 11:03 PM   #525

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
لعل غيابك خير ان شاء الله ياحبيبتى
حبيبتي أنا جيت وجبت معايا الفصل أنزله حالا

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-20, 11:03 PM   #526

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


"الفصل السابع والعشرون"


حمل حامد شمس الغافية إلى سيارته فيما عانقت سمية جوري بحرارة تودّعها
وقبل أن تغادر الجناح لاحقة بأخيها استوقفتها جوري تترجاها هامسة "انتظري عمتي ..نسيت أن أسألكِ عن خالتي زاهرة ..و أوس ؟"

"إنهما بخير "
قالتها سمية على عجالة تتوق للخروج من هذه الدار .. فترفع النقاب تغطي نصف وجهها تهمهم مودعة جوري مرة أخيرة قبل أن تسارع للمغادرة تاركة إياها حائرة في عصبيتها ..

انتعشت ملامحها القلقة ما إن أبصرت باب الدار فتحث الخطى لترحل من هنا فلولا خوفها من تماضر التي شكّت في وجود خطب ما بها ما كانت أبدا لتقترح أن تأتي لاصطحاب شمس عوضا عن صفية ..

وحين همّت بسحب المقبض كان الباب يفتح ويظهر الشيخ عبد الحي ينوي الدخول إلى الدار ..

شهقت مصدومة ما إن لاقت عيناها عينيه الهادئتين فتسارع لتسبل أهدابها تعض شفتها مرتعدة من فقدانها لاتزانها وقد تسمّرت قدماها أرضا ..

فيدخل غاضا بصره ويتنحى عن طريقها ملقيا السلام بصوت وقور جهوري ..

ترد بتحية مخنوقة ترجو في صمت ألا يتعرّف عليها فيبلغها صوته المتزن حين كانت تهرب من أمامه حرفيا "رافقتكم السلامة يا بنت الحاج "

ضربات قلبها علت بجنون حين أدركت أنه تذكرها فتجالد لتتماسك ريثما تبلغ سيارة أخيها حامد تدعو الله ألا تلتوي ركبتاها المرتعشتان تحتها فتفضح شرّ فضيحة ..

تنفست الصعداء حين انطلقت السيارة في صمت ظنا منها أن حامد لم يشهد خزيها إلا أنه خيّب أملها حين قال بعد هنيهة يوبخها بعطف كعادته "سامحكِ الله أختاه أحرجتني أمام الشيخ ..لماذا قفزتِ في وجهه وكأن حيّة عضّتكِ"

يحتقن وجهها حياء فترد بغصة مكتومة بأسى "كنت ...كنت ساهمة فلم ألحظ دخوله .."

فيهدئ من روعها مبتسما بإشفاق "لا بأس ..حصل خير"

هل ما حصل خير فعلا ..

هل سيعاملها بذات الطريقة إن علم أنها فقدت عقلها يوم عرس جوري فلم تعي بنفسها كيف خرجت من دار أبيها ولا كيف اقتحمت مجلس الشيخ عبد الحي وترجته باكية أن يوقف زواج ابن عمه المجنون ..

أعطاها حينها وعد رجل بحماية ابنة أخيها إن رأى ما لا يعجبه في حقها ..

لحسن حظها أن المجلس كان خاليا وقتها من الرجال وإلا لافتضح أمرها في القرية وما جاورها ..

وحين عاد عقلها إلى رأسها أوشك القلق أن يفتك بها تسأل نفسها في اليوم عشرات المرات ما الذي دهاها لتفعل ما فعلته ..

ما الذي تلبّسها لتخبره كالحمقاء بإحساسها حول إرغام جوري بشكل ما على هذه الزيجة ..

من تكون هي ليهتم شيخ العشيرة بإحساسها ..

سمعت عن حلمه وحكمته الكثير لكن هذا لا يعني أنه لن يذم تصرفها ..لا يعني أنه لن يغضب لاقتحام امرأة مجلس الرجال ..

حوّلت حياتها إلى جحيم بيديها ..تارة يرفعها الأمل إلى الأعالي فتصدق أن الشيخ سيحقق في دوافع هذا الزواج و طورا يهوي بها اليأس إلى القاع فتنتظر في أية لحظة أن يطرق بابهم يفضحها عند أمها مستهجنا تصرفها الأرعن ..

يرمي حامد نظرة خاطفة على عينيها الذابلتين ويسألها قلقا" هل أنتِ مريضة يا سمية ؟"

فتغمغم مهمومة "لست مريضة يا أخي ..ليس بي ..شيء "

........................................


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-20, 11:04 PM   #527

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



إن كانت نادين قد نجحت في شيء فقد تمكنت من صعق الجميع بكلماتها المسمومة وأفلحت بكل جدارة واستحقاق في محو البسمة من الوجوه ..

تنطق بثينة بعد لحظات محتدة وقد اهتز صوتها غضبا "أدرك صعوبة ما تمرين به سيدة نادين ..تفتقدين زوجكِ المرحوم في يوم مميز كهذا ..لكن هذا لا يبرّر إهانتكِ لأمي بمنتهى الفجاجة ..أليس من المفروض أن تدعمي ابنتكِ بدلا من الضغط على جروحها"

تهتف نجوى تردع ابنتها الثائرة فيما تنحني لتلتقط البرنس المكوّم أرضا "بثينة ..يكفي .."


"اعذروا حساسية أمي فأنا الملام إذ أردت أن أترك الأمر كمفاجأة فلم أخبرها عن اتفاقي مع صهرنا..الظاهر أني لم أحسب حساب قلبها المرهف"

التفت الجميع ناحية الباب المفتوح حيث كان معتصم يهمّ بالدخول في أبهى حلة على كرسيّه الكهربي المتحرّك يناظر أمه مبتسما بتعاطف ..وسخرية كانت تتساءل في سرّها إن كان بإمكان الجميع رؤيتها في عينيه والتقاطها في صوته كما فعلت هي ..

تدخله هذا كان إنقاذا حقيقيا للموقف المحتقن ..تيجان التي كانت على شفير الانهيار منذ لحظات انتعشت لمرآه فظلت مسمرة في مكانها تحوم عيناها الشاخصتان على وجهه الحليق وملامحه المنشرحة الحبيبة وقد فغرت فاها ذهولا ..

استغرقت بضع ثوان لتخرج من تبلدها وتتقدم نحو ببطء دون أن تحيد عيناها عن وجهه وكأنها تخشى أن يختفي إن أبعدت عيناها عنه ..لا تصدّق أنه تخلى لأجلها عن عزلته واحتجابه الطويل في غرفته منذ وفاة والدهما ..


وحين وصلت إليه كانت تهوي جالسة عند قدميه فتتداخل طبقات التل المنفوش من حولها واضعة جبهتها على ركبتيه مبتسمة بعدم تصديق تتنهد بعمق وراحة ..

يحتضن وجهها يرفعه إليه ويمرر إبهاميه على طارف عينيها المترقرقتين تأثرا قائلا بخفوت مبتسم "سيقتلني كاظم إن كنت السبب في إفساد زينتكِ ..هيا إذا لنسلّمكِ لعريسكِ المنتظر قبل أن ينفذ صبره و يداهمنا "

تضحك بخفوت متجاوبة فيما تجالد لمنع دمعاتها من التهاطل فيستزيد قائلا بمرح دافئ " لن أسلّمكِ له قبل أن ينحني إلي أهمس له بكلمتين وألوي أذنه"

ظهوره كان كالسحر جعل كل التوتر الذي أثقل أجواء الغرفة منذ ثوان يتبخر دون رجعة فيدب النشاط في الأجواء مجددا وينشغل كلّ بما عليه ..ما عدا أمّا احترق قلبها حسرة وضياعا تراقب أبناءها يسعون للنهوض بأنفسهم ..من دونها

......................................


غيّرت رأيها حول جمال هذه العادة حالما سارت ممسكة بكف معتصم نحو كاظم المنتظر أمام عتبة الباب ..

حواسها كانت متيقظة تماما ترهف السمع ترجو أن تلتقط صوته الضائع وسط الهرج والمرج ..

كم كانت بحاجة إلى التواصل معه بصريا بينما تتقدّم نحوه لكن هذا الغطاء السخيف حجب عنها كل شيء ..

أيقظتها من سهوها لمسة يده الدافئة التي احتوت كفها ضاغطا برفق على أناملها المرتعشة لتشعر بعدها براحة يده الأخرى تحط على ظهرها يقودها ناحية السيارة المصطفة في حديقة القصر ..

وحين شعرت بالسيارة تتحرك بهما منطلقة كانت تمدّ كفيها ناحية حواف الغطاء فيأتيها صوته الهاتف بمرح حين تبيّن نيتها "لا تفعلي ..ستدخلين هكذا إلى القاعة ثم أرفعه أنا عن وجهكِ كما تقتضي عادتنا"

هل يستمتع على حسابها .. ما بالهم يتشدقون كل ثانية ..عادتنا ..عادتنا .. !

تتقلص أصابعها على القماش الأبيض تعانده متذمرة "أشعر بالاختناق ..دعني أفعل ريثما نصل إلى هناك ثم أعيده كما كان"

فيكون ردّه الهادئ المنطقي المغيظ "سنصل في غضون ربع ساعة لا أكثر تحملي قليلا بعد وستتنفسين على راحتكِ لاحقا"

فتطلق يداها أخيرا عن القماش وتنزلهما إلى حجرها مستسلمة متبرّمة "هذا ليس عدلا ..أريد أن أراك"

لم تكن على دراية بما تفعله به كلماتها العفوية فيبتسم ويشاكسها قائلا "تعلمي أن تصبري تيجان... كما أصبر أنا "

..........................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-20, 11:05 PM   #528

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


قشعريرة هزت أوصالها حين شعرت بيديه تزيحان الغطاء عنها ثم ترفعان الخمار الشفاف الهفهاف عن وجهها ..ترفع عينيها تقابل عينيه أخيرا وقد راح قلبها يتخبط بين أضلعها فتغرق في الرضا الصارخ منهما ..والتملك الصريح الذي أخافها للحظة لهول ألقه المتوهج ..

تبصره يدنو منها ثم تشعر بسخونة شفتيه على جبهتها يلثمها بقوة عاطفية أذابت عظامها فتعتصر جفنيها وتزم شفتيها تكبت أنينا هدّد بالانفلات وقد عجز قلبها الصغير عن تحمّل كل هذا الكم من المشاعر الدافئة التي تفجرت من مجرد قبلة على الجبهة ..

ثم كان ينحني أكثر نحو أذنها ويهمس بمباركة حارة بنبرة أجشة واعدة جعلت ركبتيها ترتعشان ترقبا ..

تفيق من ضياعها على فلاشات التصوير فتبتسم بارتجاف للكاميرا وتحاول الاندماج مع الأجواء وقد تحلّق حولهم الأقارب كلّ ينتظر دوره لالتقاط صورة تجمعه مع العروسين ..

تتذكر شمايل فتطوف عيناها على الوجوه تبحث عنها آملة أن تكون قد لبّت دعوتها وحين لمحتها تقف بعيدا تفسح المجال للأقارب كانت تلوح لها وتدعوها لتتقدم نحوها سعيدة بقدومها ..

فتعانقها شمايل بحرارة وتبارك لها بصدق تتمنى لها دوام السعادة والهناء وتلتقط معها بضعة صور ..

وبعد جولة طويلة من الصور كانا يجلسان في الكوشة يتأملان في صمت الضيوف الموزعين على الطاولات المنتشرة في أرجاء القاعة ..

ويتلقيان بين الفينة والأخرى المباركات من المعازيم الذين استمروا في التوافد

"أين أخي ؟"
قالتها حائرة بعد أن فشلت في العثور عليه وقد حامت عيناها على كل الطاولات تقريبا فيجيبها كاظم بهدوء رائق يستمر في مناغشتها " معتصم في مجلس منفصل للرجال ..هل ظننتِ أني سأرضى أن ترتدي زوجتي فستانا كهذا لو لم أخطط للفصل بين الجنسين ؟"

تتفطّن أخيرا أن القاعة خالية بالفعل من الرجال حتى أن المصور كانت فتاة أرسلها الأستوديو خصيصا حسب طلب كاظم ..

تلوي عنقها ناحيته تنوي الرد عليه لتموت الكلمات في حلقها حالما لمحت وجهه العابس وعينيه المثبتين على فتحة عنق فستانها الواسعة ..الواسعة للغاية ..

فتشيح عنه بوجهها المحمر تبتلع ريقها بعصبية مستمعة إليه يتابع قائلا بصوت مستمتع مخالف تماما لتجهمه " يا لكِ من ساذجة ..هل تخيّلتِ أني قد أسمح لكِ بالخروج من بيتكم بهذا الفستان المكشوف متأبطة ذراعي ..أم أنكِ كنتِ تخططين للقفز في حضني فأدور بكِ بعاطفية تدمع لها عيون المشاهدين ؟!"

"أنا ..لم.. لا تبالغ أرجوك !"
تلتهب حمرة وجهها وقد أحرجها بهجومه المربك فتتمنى لو كان بمقدورها حشر حقيبة يدها البيضاء الماسية الصغيرة في فمه لتخرسه عنوة إلا أنه لم يكن يخطط للتوقف كما أملت إذ استزاد بكل أريحية " انظري إليهن كيف يتأملن احمرار وجهكِ بحالمية ..لابدّ أنهن يعتقدن أنني أغازلكِ بجرأة تليق بعريس متلهّف لخطف عروسه في أقرب وقت"

وقبل أن تتمكن من لجم لسانها كانت تهمس مستاءة دون أن تنظر نحوه "ألست متلهفا إذا ؟"

تنتظر جوابه وقد ندمت في الحال وحين لا تلقى منه غير الصمت تلتفت إليه فتصطدم مقلتاها بعينيه المتربصتين وقد احترقت الفضة فيهما فيجيبها رافعا حاجبا واحدا "ما رأيكِ ألا أبدو متلهفا ؟"

تحيد عنه بطرفها مرة أخرى وتقول من بين شفاهها المطبقة مبتسمة بتصلب للضيوف "أفرد وجهك المتجهم هذا رجاء وابتسم قليلا من فضلك فلا أريد أن يعتقد الحضور أنك عريس تحت التهديد! "

لم تر ابتسامته الرزينة إلا أنها شعرت بأنفاسه تلفح أذنها حين زفر بعمق هامسا "إن هي إلا ساعة أو اثنتين ..هانت"

ارتعش جسدها للوعد المزروع في كلماته لكنها فضلت إدعاء استمتاعها بحفل زفافها الذي غدى في نظرها مملا فجأة .. !

.....................................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-20, 11:05 PM   #529

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



يطالع غسان الطريق أمامه مغضنا جبينه ويسألها واجما مغتاظا من صمتها وابتسامتها البلهاء ..والساحرة! "كيف كان العرس ؟"

"بسيط وجميل ..هادئ ودافئ ..من الغريب أن التفكير المنطقي يجعلك تجزم بأن هذه المواصفات لا تمثل تيجان ولكن أن ترى غير ذلك على أرض الواقع ..كم لاءمها كل شيء ..كم عبّر عنها "
صوتها كان محمّلا بالسعادة والتفاؤل بحياة أفضل لصديقتها ..لن تنسى أبدا تلك اللحظة التي راحت فيها تيجان تبحث عنها بعينيها ..ولن تنسى تهلل أساريرها وإشراق بسمتها حين لمحتها ولوّحت لها تطلب منها التقدم نحوها ..

عنى لها الكثير أن تتذكّرها في يومها الخاص ..أن ترغب صدقا بمشاركتها فرحتها بدل أن تكون دعوتها مجرد واجب بارد لخاطر صداقتهما لا غير فلا يهمها حضورها من عدمه ..

كاظم أعجبها أيضا ..يبدو شخصا هادئا رزينا ..متكاملا مع تركيبة تيجان النفسية ..شخصا يُعتمَد عليه ..

تتذكّر معرفة غسان له فتتساءل قائلة "بالمناسبة ..كيف تعرف كاظم ؟"


"لا شيء مثير للاهتمام ..أعرفه من أيام الجامعة ..دعينا منه "

تحيّرها حدة صوته فتهمهم مستغربة انقلاب حاله فقد كان رائق المزاج حين أوصلها منذ ساعات "ما الذي جعلك عصبيا هكذا ؟"

غمغمتها الهادئة ضغطت على أعصابه فيرمقها بنظرات مغتاظة ويهتف مستنكرا "وهل ينبغي أن أسحل سحلا أمام عينيكِ لتقتنعي بتعكر مزاجي ..ألا تعرفين أن مزاج المرء قد ينقلب بلا سبب !؟"

ترفع حاجبيها وتهمس بشرود كمن يحدّث نفسه "والله لا أعرف هذا إلا عن مزاج المرأة الحامل! "

تتوسع عيناه ذاهلا ...هل شبهته بامرأة حامل ! فيوقف السيارة ويتمتم باستياء خائبا" يال قلبكِ الجليدي يا شمايل ..يال أحاسيسكِ الميتة"

فتكشر في وجهه هاتفة بعدم تصديق" ما به قلبي ..مالها أحاسيسي يا أستاذ؟"

فيميل عليها هامسا بحرارة وغيرة واضحة "ألم يحرّك فيك عرس صديقتكِ شيئا ..لماذا علينا أن ننتظر لأشهر أخرى ؟"

تبعد وجهها المحمر عن مرمى أنفاسه الحارقة وتهمس متلكئة تعانده "لا لم يحرّك "

يزداد اقترابا منها فتبسط كفيها على صدره تبعده هامسة بحنق "لماذا أوقفت السيارة فجأة ..ابتعد عني "

فيبتسم بخبث يحرجها هامسا ببساطة بينما امتدت يده ليحررها من حزام الأمان "لأننا وصلنا إلى بيتكِ يا أستاذة ..أم أن خيالكِ المنحرف صوّر لكِ أمرا آخر ..وتدّعين البراءة و التمنّع !"

يتأوه لقوة ضربتها على صدره ويأتيه همسها الحانق فيما تفتح الباب بحركات خرقاء "جرّب حظك وستكون يوم زفافك عريسا بعاهة مستديمة"

فيهتف هائما قبل أن تنزل يربت على موضع ضربتها "تصبحين على خير يا من أصبتِ قلبي بعاهة مستديمة"

ترد تحيته المسائية بهمهمة متصلبة تعافر لتثبت له صرامتها فتشد وجهها على نحو طريف لئلا تبتسم ثم تنطلق تحث الخطى نحو البيت تأبى الاستجابة لنداء قلب يحثها على الالتفات لتلقي نظرة أخيرة ..

.................................


نسيت أمر غسان حالما لمحت النور الخافت المنبعث من الردهة لتسمع بعدها أصوات والديها المتصاعدة كمن يخوض نقاشا حاميا ..

تقبّض قلبها تلقائيا متذكرة آخر نقار بينهما انتهى على أسوء ما يكون فتزدرد ريقها بتشنج وتطرق الباب ببعض العنف فتلاقيها أمها هاتفة بيأس "آآآخ يا رأسي ..تعالي يا ابنتي وساعديني لنعيد عقل أبيكِ إلى رأسه!"

تدلف بحذر وتلاحظ أن الأجواء عادية لا تنذر بالخطر إلا أن قلبها الواجف يأبى الاستكانة قبل أن تتأكد فتهمس لاهثة ببعض العصبية "عساه خيرا يا أمي ..لماذا لم تناما بعد ..على أساس أني أخذت معي المفتاح لأعفيكما من انتظاري؟ "

فتهتف سعاد تدلّك جبهتها "وهل رضي أبوكِ أن يتزحزح من على الكنبة البائسة ..سيجهز عليّ قبل أن أراكِ بالأبيض بجنونه الذي لا ينتهي !"

تبصره شمايل متربعا على الكنبة الوحيدة في الردهة غارقا في عالمه منفصلا عنهما يدفن رأسه في مفكرته يهمهم محدّثا نفسه يجري الحسابات ليدون ما توصل إليه فتشرح لها سعاد الممتعضة ما يحدث تضرب جبهتها ببؤس "أشعل عرس صديقتكِ حماسه فأخذته حمية الجاهلية وبدأ التخطيط لعرسكِ من الآن"

ترمش شمايل ببلاهة مفكرة للحظات قبل أن تهمس دون أن تفهم مشكلة أمها"لا أرى أي عيب في هذا !"

فتئن سعاد وتهتف ملتاعة "طبعا وهل تفقهين شيئا في حماس أبيكِ..لم أره في هذه الحالة منذ عقيقتكِ ..كاد يخرجني من عقلي دون أن يراعي نفاسي "

يرفع خلدون رأسه فتنشرح قسماته لرؤية شمايل ..يعدّل وضع نظارته فوق أنفه ويهتف مغتبطا "تعالي يا ضي العيون ساعديني فقد تشابكت حساباتي فأمكِ البخيلة تأبى معاونتي"

فتبرطم سعاد المغتاظة تخاطب شمايل " قرّر إقامة وليمة يدعو إليها كل رجال الحارات حين يقترب موعد عرسكِ ..لا يفرق بين الكرم والتبذير ثم يقول عني بخيلة !"

يرفع حاجبيه وينفخ صدره مزهوا يعاندها"إن هي إلا ابنة واحدة أولّع الدنيا لأجلها ..أحتفي بها كما أريد وأنفق نقودي كما أشاء دون أن أترك شيئا للندم..لو كان بمقدوري لدعوت العاصمة برمتها و لأقمت الأفراح سبع أيام وسبع ليال"

فتزعق سعاد ثائرة "رئيس الدولة شخصيا لم يفعل ما تفكر في فعله يا رجل..اتق الله وانهض لتنام "

تجلس شمايل بالقرب منه وتهمس متأثرة بحبه الذي لا ينتهي وعطفه الذي يشملها به دون حدود"أبي ..أقدّر كثيرا ما تفعله لأجلي ولكن أليس هذا كثيرا عليك ؟"

فيجيبها مبتسما بخيلاء " لا تقلقي..أبوكِ لا يطلق الوعود جزافا ..لم أنفق ولو قرشا واحدا من ثمن بيعي الأرضَ التي ورثتها عن أبي المرحوم ..حان الوقت لإنفاق تلك النقود فلا حاجة لي بها بعد ذهابكِ"

تذكّره سعاد معترضة "نسيت جهاز العروس غالبا !"

فيقاطعها خلدون بثقة مضحكة "غسان أصّر على أن يكون كل شيء على حسابه"

فتوشك سعاد أن تفقد عقلها لا تصدق أفكاره العجيبة "وأنت رضيت بمنتهى السهولة ..نحن أيضا يجب أن نساهم في "

فيقاطعها للمرة الثانية هاتفا بعجب "أساهم في ماذا هل نحن نلعب هنا ..قال أنه سيتكفل بكل شيء إذا فليتحمل مسؤولية كلامه لنرى إن كان قادرا على تنفيذ ما يقطعه من عهود والويل له إن ظنني سأنخدع بتملقه المعسول دون أفعال ؟"

ليضيف ملوحا بقلمه أمام وجهها متململا "يمكنكِ دعوة كل نساء الحارات المجاورة لحفل الحناء إن شعرتِ بالغيرة مني "

فتضرب صدرها وتهتف بدهشة "هل تظن أن هذا مجرد عرض غيرة مبتذل؟ "

فيطالعها من فوق نظاراته واثقا من صحة تحليلاته ويهمهم مستغربا "وماذا قد يكون غير ذلك ؟"

تلملم أطراف روب نومها وتزفر مستغفرة متجهة ناحية غرفتها وقد غلبها بعناده "يا رب صبرني يا رب ..والله لم يبق عندي ما يقال افعل ما تشاء "

فيعدّل نظاراته مرة أخرى ويستشير شمايل قائلا " ثور أو ثلاثة كباش..أيهما أفضل برأيكِ ؟"

تعاجله بجواب آخر "ماذا عن لحم الدجاج..أليس أرخص من الإثنين ؟"
فيؤشر ناحيتها بالقلم ويرد مبتسما بثقة من حسب حساب كل شيء "إضافة إلى خمسين دجاجة مشوية طبعا "

فتغفر فاها مشدوهة وتهمس تبحلق في وجهه الجدي أكثر من اللزوم"لم تبالغ حين قلت أنك ستولع الدنيا "

يتأمل دفتره الصغير للحظات قبل أن يقول عابسا "كم صندوق خضروات و فواكه سنحتاج برأيكِ .. ؟"

تسأله لمرة أخيرة غير قادرة على استيعاب تماديه هذه المرة "أنت حقا لا تمزح ؟"

وتجيبه بقنوط حين رفع حاجبيه مستغربا تساؤلها المستفز " ستحتاج إذا كل ما في السوق الأسبوعية على ما أعتقد "

.............................................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-20, 11:06 PM   #530

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفندق...جناح العرسان

يمرر البطاقة الممغنطة في القفل ويدعوها بحركة من يده لتدخل قبله وقبل أن تخطو الخطوة الثانية بعد أن تجاوزته وسمعته يغلق الباب كان يلف يديه حول خصرها ويحملها فتتمسك به تلقائيا وتتأمله مبتسمة بذهول فقد أقنعها بتصرفاته الجلفة أن لا تنتظر منه أي حركة رومانسية كحملها مثلا ..

كانت عاجزة عن نزع عينيها عن عينيه طول الرواق وحين وصل إلى الغرفة الواسعة كان يهمس برقة عاقدا حاجبيه "ألم يحن الوقت لتنظري حولكِ ؟"

تشهق بخفوت ذاهلة لما تراه من أجواء شاعرية حالمة .. تنبهت أخيرا أن بتلات الورود الحمراء نُثِرت على طول الرواق ..على السرير الملوكي الواسع و أيضا فوق الأثاث الخشبي الفاخر حيث صُفّت شموع معطرة ملونة جميلة ..

إن استفزها طوال السهرة عمدا ليكون وقع المفاجأة عليها كبيرا فقد نجح ..أنزلها فراحت تدور في الغرفة تطوف عيناها المبهورتان على كل التفاصيل الساحرة فتواجهه هامسة مقطوعة الأنفاس وقد لمعت عيناها بامتنان حقيقي "لم أتوقع منك ..كل هذا ..آسفة لأني قلت أنك ..لا تهتم بي"

يبتسم بدفء ويسبل أهدابه هامسا بحسرة صادقة "آسف لأنكِ لم تحظي بالحفل الأسطوري الذي حلمتِ به"

فترد باقتضاب تهز رأسها نفيا "لا يهم"
لم تكن تجامله فحسب فصدقا لم يعد ذاك حلمها بعد الآن ..حفل زفافها كان أكثر من رائع ..بلا مغالاة ..بلا زيف ..بلا تصنّع مرهق ..

بقدر ما كان جميلا ودافئا ..كان..موجعا بشدة ..تهوي جالسة على طرف السرير وتنفجر باكية دون سابق إنذار وقد تضاربت مشاعرها ما بين تأثرها بما يفعله كاظم لأجلها وما بين صعوبة أن تعيش هذا اليوم بلحظاته المميزة دون أبيها ..أن ترى معتصم مقعدا ..يمزق شرنقة عزلته بعد أن احتبس طويلا ..يبتسم لأجلها ..يدعمها بما يفوق قدرة تحمّله ربما ..

انفجارها هذا كان طبيعيا في نظر كاظم حتى أنه توقع ذلك منها فهي لن تتحمل أن تكبت كل آلامها لوقت أطول ..يجلس على الطرف الآخر للسرير يوليها ظهره يتكئ بمرفقيه على ركبتيه مشبكا أصابع يديه يمنحها فسحة لتلفظ كل ما بداخلها دون تطفّل منه ..فالليلة يحتاجها مرتاحة ..صافية الذهن خالية الباب كصفحة بيضاء ..متيقظة كما لم تكن يوما ..


وبعد وقت طويل يهدأ نشيجها الحار فتهمس تنشف عبراتها " آسفة لأني أفسدت مزاجك"

ينتصب واقفا ويدور حول السرير متجها نحوها ليتوقف أمام ركبتيها ويحشر كفه اليسرى في جيوب بنطال بدلته الكحلية الكلاسيكية الأنيقة ثم يمد نحوها كفه اليمنى يحتضن يدها ويسحبها نحوه يصدقها القول مسبلا أهدابه "آسف ..لا طاقة لي لأتظاهر..لا أستطيع التعاطف معكِ من كل قلبي كما أتمنى ..آسف لن يفسد مزاجي الليلة بسهولة " ثم يرفع عينيه ويهز رأسه متابعا ببساطة "طبعا تدينين لي بتأسف ثالث لأنكِ أفسدتِ تبرجكِ قبل أن أمتّع عيني به أكثر ..خيبتِ أمالي لم يكن هذا هو المنظر الذي حلمت به طويلا !"

تنفجر ضاحكة مستغربة فكاهة لم ترها منه قبلا ..فكاهة تناسب على نحو سحري جذاب وجهه الواجم وتهتف قائلة "كم مرة كررنا كلمة أسف حتى الآن ؟"

لتضيف بعد أن خفتت ضحكاتها تتأمله بعيونها اللامعة بدموع متحجرة "بماذا حلمت إذا؟"

للحظة توقف قلبها لتوهج نظراته فجأة ..نظرات طالت دون أن يقول شيئا يشبع من التهام ملامح وجهها المحمر بكاء والملطخ بمساحيق التجميل أو ما تبقى منها ..

ترقب كهرب الأجواء فباتت ثقيلة متوترة كثقل تلك الأنفاس المتهدجة التي غدت تتسابق لتغادر صدريهما ..

ودون أن ينزع عينيه من عينيها كان يسحب هاتفه المحمول من جيبه ثم ينقر بخفة على شاشته لتصدح بعد ثوان أغنية رومانسية شرقية رائجة هذه الأيام ..

يسحبها نحوه فترتطم بصدره ويشبك أصابعهما "أنا لا أحب هذا الصنف من الموسيقى ..لا أسمع الأغاني أصلا ..حمّلتها لأجلكِ ..فكرت أنكِ قد تريدين الرقص على أنغام هادئة .. مع العلم ما كنت لأحقق لكِ أمنية كهذه على الملأ حتى و إن تزوجنا في ظروف أخرى "

تضحك بنعومة معجبة بأسلوبه المرح الذي ينحي عنها التوتر كالسحر ويعيد إليها سلاستها وأريحيتها في كل مرة "لماذا تخبرني بكل هذا؟"

"هيبتي على المحك يا امرأة ..ستقولين أن زوجي هوائي "
كانت تضع يديها على صدره مستسلمة لحضنه المحتوي تستعجب عبوسه المضحك ..هل هو جاد حقا فما عادت تستطيع تمييز جديته من مزاحه بما أن لديه وجها تعبيرا واحدا !

تتمايل معه على اللحن الشرقي الناعم المنبعث من الهاتف المحشور بينهما في جيب قميصه "الأغنية رائعة ...كيف وقع اختيارك عليها ؟"

فيتذمر قائلا يمط شفتيه "كتبت على محرك البحث كيف يذيب العريس عروسه من فرط الرومانسية ..لكن يبدو أنها مجرد حيلة فاشلة فلا تبدين لي ذائبة"

فتنفجر ضاحكة بصخب تتأمله بانبهار لمفاجآته التي لا تنتهي "ما نفع الأغنية المنتقاة بعناية ما دمت ترقص كرجل آلي ؟"

كفه المستريحة على خصرها النحيل ارتفعت تدريجيا لاحتواء ظهرها فيدفعها أقرب نحوه برفق ويهمس مداعبا "هذا لأن فستانكِ المنفوش يعترض طريقي ..لا فكرة لديكِ عما أعانيه اللحظة...توقفي عن الضحك وارقصي ..أو حاولي على الأقل أن تمتدحي جهود زوجكِ المسكين الذي يحاول إسعادكِ ! "

تغرق في تأمل ملامح وجهه الواجم القريب جدا منها للحظات ساحرة زادتها الإيقاعات الموسيقية الدافئة سحرا فتريح رأسها على صدره العريض واضعة أذنها دون قصد فوق قلبه تماما فتفاجئها ضرباته الهادرة بعنف سريع فترفع رأسها تطالعه متوسعة العينين وقد انتقلت العدوى إلى قلبها ..

تنجذب لعينيه الحادتين وتتجاوب عفويا مع الفضة السائلة فيهما وترفع يديها وتشبك أصابعها خلف عنقه تهمس كالمغيبة "هل نتخطى فقرة الرقص إذا؟"

فتتعمق العقدة بين حاجبيه ويزداد عبوسه وكأنه لا يصدق ما يسمع "هل..أنتِ متأكدة ؟"

فتهمهم على مقربة من فمه المفغور نسبيا "تبيّن أنها ليست حيلة فاشلة في نهاية المطاف !"

يفلتها فجأة مبتلعا ريقه بتوتر ويهمس لاهثا يتلافى عينيها خائفا على عقله من الضياع استجابة للنداء فيهما ..نداء ليسد عطشا عاطفيا ازداد اليوم شراسة ..نداء لا يدري إن كان قادرا على الاستجابة له بعقلانية وحكمة كما يتمنى "أحم ..الحمام لكِ ..خذي راحتك "

وكم شعر بسخفه اللحظة وقد انتابته موجة غباء فمن الواضح أن كلاهما بعيد كل البعد عن الراحة ..

يتجاهلها يدّعي الانشغال بفتح أزار كمّيه ويسمع حفيف فستانها بينما تتجه ناحية حقيبتها الأنيقة التي جلبها قبل صعودهما موظف الفندق تجرها خلفها وتختفي خلف باب الحمام ..

الحمام أيضا كان معطّرا مزدانا بوريقات الورود الحمراء التي لاءمت بياض رخامه اللامع ..لكنها لم تكن في مزاج لتلاحظ كل هذا ..كل حواسها تيقظت فجأة على نحو غير مسبوق ..وكم أحبت وجود حضن أكثر من مستعد لاحتوائها ..أرادت أن تتشبث بذاك الحضن ..تنعم بدفئه ..تستشعر الأمان في صلابته و احتوائه ..

أرادت أن تنسى بين ذراعيه هواجسها ..تعبها من ماضيها و حاضرها ..وقلقها من مستقبلها ..

ودون أن تفكر مرتين فتحت الباب واندفعت عائدة إليه فيرفع رأسه المنكس متسائلا "هل تحتاجين المساعدة ؟"

تلاحظ أنه قد تخلص من ربطة عنقه و السترة و الصدرية ..وحلّ كل أزار قميصه الأبيض ..تتعلق عيناها بمفرق صدره الظاهر من شقّي القميص المشرّع والذي راح يعلو و يهبط وقد ثارت أنفاسه تجاوبا مع نظراتها ..

عيناه كانتا قصة أخرى من عذاب السيطرة التي يفرضها عقله خوفا عليها من نفسه لكنها لم تكن خائفة كما يبدو فتشد على طبقات التل الكثيفة ترفع فستانها لأعلى وتندفع نحوه مرتمية في حضنه تلف ذراعيها حول عنقه هامسة بصدق تتبع أحاسيسها "أحتاجك ..أنت"

رجفة خضت جسمه المقشعر وقد صعبت مهمته أكثر بمبادرتها المتهورة فيلهث بعنف هامسا بتضرع حارّ وقد ضاع تماما "تيجااااان .. لن أستطيع مراعاتكِ على هذا المنوال ..اذهبي ..وغيّري ثيابكِ في الحمام .. ريثما أهدأ .. "

وكأن يداه تخضعان لحكم آخر فبدل أن يفلتها كان يبسطهما على ظهرها العاري يقربها إليه فتجيب أمام شفتيه بضياع أكبر والنداء في عينيها يزداد جنونا " لا... أريدك ..أن تهدأ "

"رباااه! "

كانت آخر كلمة زمجر بها متأوها قبل أن يطبق على شفتيها ويعتصر قدها النحيل بين ساعديه معلنا نجاحها في دكّ كل حصون تعقلّه بلهفتها ..


.......................................




بقية الفصل على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t468707-54.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 23-11-20 الساعة 12:38 AM
ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.