آخر 10 مشاركات
تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          48 - لا تقل وداعا - ساندرا ماراتون (الكاتـب : فرح - )           »          قــصـــة قــــســـم وهـــــرة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أكثر ثنائي أنتم في شوق للإلمام بتفاصيل قصته :
أوس و جوري 48 59.26%
كاظم و تيجان 25 30.86%
غسان و شمايل 10 12.35%
معتصم و رونق 23 28.40%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 81. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2110Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-21, 01:17 AM   #641

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 3 والزوار 10)
‏ahlem ahlem, ‏معجبه بخشتي, ‏خمسية

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-21, 04:21 PM   #642

^ هجران ^

? العضوٌ??? » 474303
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 72
?  نُقآطِيْ » ^ هجران ^ is on a distinguished road
افتراضي

ممكن اعرف موعد بداية الجزء التانى ولا لسة متحددش
الديجور likes this.

^ هجران ^ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-21, 09:43 PM   #643

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 5 والزوار 4)

Maryam Tamim, ‏naninani, ‏Rima08, ‏As.S, ‏حنان الرزقي

تسجيــــــــل حضـــــــــورفي انتظار نزول الفصـــــــــل🧡

الديجور likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 03-01-21, 10:39 PM   #644

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أسعد الله مساءكم ..دقائق و انزّل الجزء الثاني من الفصل الثلاثين
[IMG][/IMG]

الديجور likes this.

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-21, 10:58 PM   #645

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثلاثون
-الجزء الثاني-

(حياتك أشبه برقعة شطرنج أنت عليها ملك حيث كل خطوة تخطوها تعادل نقلة بيدق..فأحسن انتقاء البيادق )


"ظننتكِ لن تأتي"
حدّق معتصم في وجه رونق مبتسما ..تبدو أفضل حالا مما كانت عليه بالأمس ..مشرقة قليلا ..أقل تعاسة ..مرتبة المظهر ..ضمادة ذراعها أيضا ناصعة البياض و نظيفة ..

تحسّنها الظاهر بعث الراحة في نفسه فيبدو أنه لم يعد يحتمل رؤية شخص ما محطّم و ضائع يذكره بما هو عليه ..

رفعت حاجبيها مشيرة إلى ثيابه ترد مستغربة "ومع هذا كنت تنتظرني"

ارتدّ رأسه للخلف ضاحكا بخشونة وأجابها دون أن ينكر قولها "قلت في نفسي ربما يُردّ عقلك إلى رأسك فتندمين على ما فعلتِه في لحظة كان فيها صريعا بلا شك"

امتدت يدها إليه فيما تقول بهدوء"تفضل نسختك من العقد"
فيتناول الورقة منها ويهز رأسه بأسف هامسا ببقايا ضحكته "حتى أنني تعمدت استبقاء نسختي معكِ ..منحتكِ الفرصة لتمزقي النسختين وتنقذي نفسكِ لكن يبدو أن عقلكِ مصاب بلوثة مستديمة على ما يبدو"

اعتدلت في جلستها على الكنبة وهمهمت بنبرة ثابتة محتفظة بقناعها الهادئ "مع الأسف فات الأوان على التخلص مني ..إذًا هل هناك شيء ما تريدني أن أفعله لأجلك ؟"


"تفحصي حسابي الشخصي على الفيسبوك "
همهم معتصم باقتضاب يمدّ هاتفه نحوها فاستلمته منه وحدّقت فيه للحظات بين يديها ثم رفعت وجهها إليه قائلة بريبة "هل تسخر مني ؟"

ابتسامته اتسعت مجددا فيجيبها رافعا حاجبا واحدا "أليس من الأولى أن أسخر من عقدكِ العجيب ذاك ..احمدي الله مرة لأني كنت كريما بما يكفي لأوافق على فكرتكِ المجنونة بدل أن أشك بصحتكِ العقلية ثم مرتين لأني كلفتكِ بمهمة بسيطة كشربة ماء بدل أن أستعبدكِ في أشغال شاقة ..أو ربما في أسوء ما قد يخطر على البال"

تأملته لبرهة وقد غادر الشك وجهها الهادئ لاقتناعها بتحليله المنطقي فأطرقت برأسها مجددا تحدّق في هاتفه لتحسم أمرها و تنفذ طلبه أخيرا ..


"متى كانت آخر مرة دخلت فيها حسابك ..لديك مئات الرسائل و المنشورات التي شاركها معك أصدقاؤك "

رنين الإشعارات التي تدفقت تباعا ما إن ربط الهاتف بشبكة الانترنت أكدت ملحوظتها المقتضبة ..

أشاح بوجهه عنها واتجه بكرسيه المتحرك صوب الشرفة ليطالع المناظر من خلف الباب الزجاجي المغلق ...

صمته طال فرفعت رأسها عن الشاشة و حدقت في ظهره لا تدري ماذا تقول

فهمس بصوت بعيد يعفيها من التفكير "لم يزرني ولا واحد منهم"

ترددت قليلا قبل أن تسأله تاليا "هل تريدني أن أردّ على رسائلهم ؟"

فيكون جوابه الهادئ "لا..اقرئيهم بصوت مسموع ..ثم تجاهليهم "

أدركت من خلال ما قرأته من رسائل و منشورات تعازي أن والده توفي مؤخرا .. تعدّدت الأساليب و العبارات من رسالة إلى أخرى ..

لاحظت أن الأقدم تمحورت حول التعاطف و الشفقة و المواساة ..ليتخذ المحتوى الأحدث منعطفا آخر وكأنهم سلّموا بتعافيه من صدمة فقدانه لوالده فانتقلوا إلى مرحلة النبش عما يشبع الفضول ..

فهذا يسأل عن أعمال والده وذاك يستفسر عن حالته الصحية ..امكانية السير مجددا على قدميه .. وآخر يتواقح راغبا في معرفة حيثيات الحادث الذي أودى بحياة أبيه ..تفاصيل محبطة تعمّدت ألا تنقلها إليه وإن كانت واثقة أنه يعلم أنهم ما كانوا يوما أصدقاء حقيقيين له ..

ودون أن تستشيره حرصت على مسحها كلّها فهي ليست ذكريات عزيزة على كل حال ليحتفظ بها ..

ربّما أيضا لكونها فهمت أنه بشكل ما لم يتجاوز بعد سواد أحداث قتلت والده ..و تركته مقعدا على كرسي العجز ..فلا حاجة به لما يزيده كآبة ..

.............................................




ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-21, 10:59 PM   #646

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


سمعت بضعة نقرات على باب مخدعها تلاها صوت صفية المنادي باسمها فتدفقت في الحال أمواج من الحنين والشوق لأيام ولّت حيث كانت تنسى كل مشاكلها الطفولية المضحكة ما إن تدفن وجهها الباكي في حضن دافئ كان بمثابة الدنيا بوسعها ..

كانت تستكين مطمئنة حين تسمعها تزجر ليثا الذي لا يشبعه نصيبه فيسعى للاستيلاء على حصتها من حلوى السكر الملونة مستغلا تفوقه الجسدي عليها ..

ويا ليتها تهتدي إلى حل مصائبها بزجرة واحدة منها ..يا ليتها تخلّصها من تعقيدات تشابكت على إثرها حياتها فاستحالت جحيما مستعرا ..

نداء آخر وكانت تعود إلى حاضرها حيث لا مهرب من الواقع إلا بمجابهته فتلتفت صوب الخادمة وتقول ببعض الحدة مستاءة "هل محرّم عليّ أن أرى أمي أيضا ..بالله عليكِ دعيها تطمئن عليّ ..يمكنكِ أن تراقبينا لتتأكدي أني لن أبوح بما لا يسرّ الشيخ"
قالت كلماتها الأخيرة بسخرية مريرة في محاولة منها لتنفس عن غضبها لشعورها بالمهانة لحبسها هكذا كالجناة ..

ما لم تتوقعه هو أن يرقّق كلامها اليائس قلب الخادمة المسنة التي بان التشوش على محياها فتتردّد قليلا قبل أن تحسم أمرَها وتذعن لأمرِها في صمت ..

وكان اللقاء عناقا حارا طويلا أودعته جوري مخاوفا و أوجاعا استقبلتها صفية بكل رحابة صدر وإن كانت عاجزة عن درء كل سوء عنها ...

ودّت جوري أن تخفي وجهها في حضنها إلى الأبد إلا أن صفية كان لها رأي آخر إذ أبعدتها عنها تواقة للنظر في عينيها ليطمئن قلبها الذي خيّم عليه شك مقيت منذ اللحظة التي سمعت فيها الهرج الذي ساد مجلس الرجال ..

هتافات غاضبة ونقاشات طاحنة وصلتها على شكل همهمات مبهمة فلا هي تجرأت على الاقتراب من باب المجلس الموصد علّها تسترق السمع بوضوح أكبر ولا هي استطاعت غض الطرف عمّا يبدو أكبر من خبر مقتل عباس على أيدٍ غادرة ..

إخوة فاتح زادوها توجسا بسكونهم المريب ..وجوه مسودة كوالح لا تبشر بالخير أبدا ..أبلغوها بإيجاز بالخبر دون أن يستزيدوا ثم انفردوا بعد ذلك بتماضر ..

عمّتها أيضا رغم ركونها إلى الصمت طوال الطريق إلى هنا إلا أن هالة القلق و الاضطراب التي حاوطتها كانت ملموسة و واضحة ..

أما النسوة في مجلس العزاء فقد قطعن الشك بيقين وجود طامة كبرى بنظراتهن الثعلبية الماكرة و تهامسهن الخفيض خلف ظهرها ..

"ماذا يحدث جوري ؟"
ركضت عيناها القلقتان على ملامح ابنتها الشاحبة رغم هدوئها فيكون الجواب بسيطا ناظرة في عينيها متلكئة بخفوت متجهم "مات زوجي ..ألن تعزيني ؟"

تخيفها تلك النظرات التي سكنت عينيها ..وذاك البريق الموحش غير المألوف فتزيدها إصرارا وقلقا عليها فتتساءل ضائعة في حيرتها "لماذا أنتِ منعزلة هنا لوحدكِ؟"

" منفردة بأحزاني"
تستفزها ردودها المقتضبة المناورة فتهز ذراعيها تنهرها بالقول ملتاعة "تسخرين مني في وقت كهذا ..حبيبتي أنتِ تخيفينني أخبريني ماذا يجري ؟"

تسحب جوري نفسا حادا تحت أنظار أمها المترقبة لجواب يشفي فضولها وتخيّب ظنها تناورها مبتعدة أميالا عن مسار حديثهما "هل أخبرتم ليث ..متى سيصل ؟"

"جوري ؟"
تناديها باحتداد وليد لعدم رضاها لتلاعب ابنتها بالكلمات متقصدة ابقاءها خارج الدائرة فتهتف جوري فجأة بعصبية مهتاجة وقد نفذ صبرها "ألم تسمعيني ..متى يصل أخي ؟"

تبهت قسمات صفية وترفع يديها عن ذراعيها وتردّ بصوت مخنوق ميت ترمق اضطرابها بعينين مترقرقتين "إنه .. في طريقه .. إليكِ "

ثم تضيف مخذولة تعبّر عن شعور راودها طويلا سئمت من كبته محتفظة به لنفسها "إلى متى ستستمرين في إقصائي هكذا ..إلى متى ستستمرين في التصرف دون الرجوع إلي ..فعلتِها حين تزوجتِه وها أنتِ ذي تعيدين الكرّة فتتخذين قرارا ما سيبلغني لاحقا وكأننا عن بعضنا أغراب ..أعلم أني ضعيفة أمضيت جلّ حياتي تحت جناح أبيكِ أستشيره في كل صغيرة و كبيرة ولن أنكر أني أخطأت ..ولكن ..أن أكون مجرد أم صورية لا دور لها في حياة ابنتها ..أن أكون أما يضحي لأجلها أبناؤها عوض أن أكون أنا فداء لهم ..شعور موجع قاسي لا أريدكِ أبدا أن تجربيه يوما ما "

اقشعرّ بدنها لما تكتمه أمها من معاناة سرية غافلة عن أهمية تضحيتها الحقيقية حين بذلت كل جهدها ليعيش طفلاها حياة طبيعية قلّما يحصل عليها من هم على شاكلتهما لكنّها أهون عندها من أن تفجعها بما لم تعرفه بعد مما خمنت أنه سيقال من إشاعات مروعة ..

من يدري ..ربما لن تسمع عنها شيئا إلا حين تنجلي المحنة بالعثور على المعتدي الذي مازال كما يبدو حرا طليقا ..

تنتبه صفية إلى المرأة المسنة أخيرا فتمعن النظر في وقفتها القريبة منهما مطوّلا قبل أن تقرر الانسحاب فتقبض جوري على ذراعها برفق وتوصيها بدفء تدفق من عينيها مدرارا "لا تستمعي لكلام أحد أمي ولا تسمحي لأي شيء أن يؤثر على شمس و زهرة ..اهتمي بهما جيدا"

تبتسم صفية بضعف و تربت على كف الجوري القابضة على ذراعها ثم تحررها بلطف دون أن تعقّب على إصرار ابنتها لدفعها بعيدا ..

لن تلومها فربما منظورها للأمور مغاير بما أن شخصيتها ككل مختلفة ..ربما ستفهم كلتاهما الأخرى يوما ما أو ستتمكنان من خلق منطقة توازن لتباينهما ..أو ببساطة لن يهم كلّ هذا ما دامت جوري ستكون بخير دائما فقد انتهى أسوء ما هدّد مستقبلها ..كما تأمل ..


...........................................


ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-21, 10:59 PM   #647

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



"الشيخ سيوافيكِ في الحجرة المجاورة "
أعلمتها الخادمة التي عادت بعد أن خرجت منذ قليل فجهزت جوري نفسها و استبقته إلى هناك ..

بعد برهة سمعت وقع خطواته المتأنية ليتعالى صوته الوقور ملقيا السلام قبل أن يلج الحجرة ..

كوّرت يديها المستريحتين في حجرها دون أن ترفع عنهما عينيها شاعرة بوقوفه قرب الباب الذي تعمّد تركه مواربا ومن خلفه تقف خادمته الموثوقة رقيبة ..

يحدّق في رأسها المنكس مستذكرا كلام الفقيه عبد الحفيظ المقتضب حيث كان أول من عرّج عليه في زيارة خاطفة بالأمس قبل أن يتجه عقب ذلك إلى مشفى المدينة ..

احتاج منه تأكيدا وِفقه يحسب خطواته الموالية ..وإن كان يميل إلى تصديق إدعاءها متبعا حدسه إلا أن خطورة سرّها المهول تقتضي التقصي بدل المرة مرارا ..

لم يسعفه الوقت ليعرف منه كل التفاصيل إذ اكتفى فقط بتأكيد ما قالته إلى أن يجمعهما لقاء آخر يطول فيه الحديث و يتشعب ..

لم يستوعب بعد تلك الحقيقة التي نجح فاتح في مداراتها لعقدين كاملين ..فاتح .. ..سيد الشيوخ و فخر العشائر ...قبض بيده العارية على جمرة مستعرة دون أن يسمع مخلوق شكواه و فعل ما لا يطيقه أعتى الرجال حين ستر بنت خاله وتحمّل وزر ما اقترفه الغدّار في الظلام ...

لا يسعه إلا الوقوف ذاهلا أمام ما برعت في احتواءه هذه الفتاة من بعده التي ما رضت بابن عمّه إلا لمعرفته بسرّ أمّها ..التي لم تتوانى عن بذل نفسها في سبيل درء الأذى عن ذكرى الرجل الذي رباها ...

يطالعها تدعي الهدوء بينما تشع منها طاقات سلبية رهيبة تعكس توترها و اضطرابها من الآتي ..

غضبه استعر و نخوته ثارت حين أدرك أنه كان أعمى عن استضعافها في عقر داره فيخاطبها بلهجة شديدة لم يقصدها "كان بإمكانكِ اختزال كل ما حدث لو كاشفتني بخافيتكِ يوم طلبتِ عندي الأمان !"

أجفلها بما لم يكن في الحسبان فترفع رأسها و قد توسعت عيناها الذاهلتان لسهولة تصديقه لها فتحتدم نظراتها في اللحظة التالية وتهمس بثبات شامخة بذقنها" شيخي لا تسئ فهمي فما طلبت عندك الأمان إلا لألفت انتباهك إلى غرابة زواجي بابن عمّك الراحل دون أن أفضح ما فضّل والديّ إخفاءه ..لست أنانية لأضعك في مواجهته فيما لا يخصك فما كنت لتتردد في تعطيل مراده لو كاشفتك وقتها وما كان هو ليتوانى عن هتك ستر أمي لو لم أرضخ و أتزوجه راضية دون أن يسمع حس اعتراضي..كفيلة أنا بحلّ شؤوني ولو كنت محلّ ضعف فلن أحني رأسي لأحد مهما عصفت بي الأهوال الشداد"

تسبل أهدابها ترفض أن تبصر بريق شفقة (رجحت توهجها) في مقلتيه و تواصل شارحة بعصبية أبية تعاود الإطراق برأسها "اسمح لي أن أحيطك علما يا شيخ أني ما كنت لأرضخ وأطلعك على سري لأجل نفسي فلولا خوفي من أن تظن بأوس الظنون فتؤذيه شططا لرأيت مني غير الذي تراه ..سبق و قلت لك أنه من كل جرم بريء ...لا أدري ماذا تلبسني لأستغيث به ..فما كان منه سوى أن لبى النداء ...أخرجه من هذه المصيبة سالما وافعل بي ما تشاء فأنا راضية"

صمت قصير أتبعه بالقول الهادئ "تدركين حجم نار الفتنة التي أضرمتِها بتهوركِ إذا"

فيكون سكوتها إقرارا ..

يسألها بنفس الهدوء بعد تفكير مقتضب"هل تواصلتِ معه بعد زواجكِ ؟"

ترفع وجهها إليه ترمقه بعينين مستعرتين غضبا وترد بصوت خفيض مستنكرة"لن أرضاها لنفسي حتى وإن تزوجت قسرا فعهد الله لا يخان في عرفي ..لا أسمح لك بالحط من قدري يا شيخ !"

على هدوءه ظلّ دون ان تهتز شعرة منه باستهجانها الحاد ..يردف بهدوء متزن وقد حدّد هدفه جيدا " لا يهمني إن لم يرقكِ حذري فأنا هكذا لا أقْدِم دون أن أحقق و أدقق ..لا تؤاخذيني إن عبر احتمال كهذا خاطري بما أني رأيت بعيني ما بينكما"

رغم انتفاضها لكرامتها الجريحة إلا أنها عذرته ..ففقد استنجدت بأوس دون سواه الذي بدوره هبّ إليها دون أن يفكّر مرتين ..فماذا عساه يفهم من هذا !

والحال أنها غاضبة مقهورة لما لحقها من ذلّ و مهانة فتهمس مصرّة بنبرة متصلبة "وإني أراك تحذو حذو ابن عمّك من بعده فها أنت تحبسني دون وجه حق كالجناة ..ثم ترميني بالباطل جورا !"

لعجبها ابتسم ثم ردّ برزانة "لعمري ماذا تعرفين عن حبسي ..صدّقيني لو كنت أنوي ذلك لوجدتِ نفسكِ في حجرة قذرة بدل مخدعكِ وعلى رأسكِ رجال غلاظ شداد عوض خادمتي الأمينة"

هدوءه يستفزها أكثر فتناكفه كارهة للوضع الضعيف الذي حشرت فيه بلا حول و لا قوة "وإن يكن ..مازلت مظلومة ..أريد حقي الذي أهدره ابن عمّكَ ..شوّه سمعتي و سمعة أهلي ..أقرّ بمعرفته لسرّ أمي ..ثم رحل دون جواب شافٍ وافٍ..أخذ سرّه معه إلى قبره محرقا قلبي "

يهز رأسه يوافقها ويؤكد دون تردد بلهجة قوية " لا ضياع .. وإني لأرجو التوفيق و السداد من ربي لأردّ لكلّ ذي حقٍّ حقّه"

تحرق الدموع الحبيسة مقلتيها وتشيح بوجهها عنه هامسة بفتور كئيب "لا أرجو منك سوى أن تصون سرّي و تسحب أوسا من هذه المصيبة فلا ريب أن الأفواه تتناقل أبشع التهم حولي و حوله"

مهما تخيلت فلن تقترب ولو بقدر يسير من حقيقة الواقع المؤسف .. كان يدرك أن رؤيتها و ابن محمّد في عيادة القرية لن تمر على خير إلا أنه لم يتوقع أن تتعقد الأمور على هذا النحو كما لم يخمّن أن رجال عشيرته و عشيرتها سيهبّون للاختصام إليه بهذه السرعة بمجرد عودته من المدينة و قبل أن يوارى المختصَم عليه الثرى ..

حين خرج منذ قليل من مخدع الشيخة بلغه أنهم ينتظرونه في المجلس ففضّل المرور على جوري أولا ..

كان حريصا على سماع كل ما في جعبتها مصرّا على معرفة كلّ ما قد يفيده في حلّ هذه المعضلة قبل أن تتأزم إلى نزاع بين العشيرتين لا قدّر الله ..

يباغته صوتها الخافت باترة حبل أفكاره حين قالت ببعض التردد "وفي المقابل ..لك أن تفعل بي ما تشاء كما سبق و قلتُ فلا يسعني إلا أن أعترف بزلتي النكراء ..فلا مبرّر عندي لما فعلته"

يسترجع رجاء الشيخة مفكّرا لبرهة ثم يوجز مضيقا عينيه "ما أشاء ؟"

تتردّد لولهة مبتلعة ريقها بتوتر وقد أربكها تساؤله البسيط فتهز رأسها المنكس وتهمس بفتور مؤكدة "ما ..تشاء يا شيخي"


"أنصحكِ بالانعزال في مخدعكِ فالعيون كلها لكِ مترصدة ...أي حركة أو كلمة قد تحسب ضدّكِ "
قال قبل أن يلتفّ مغادرا الحجرة ثم أضاف مخاطبا الخادمة الواقفة عند عتبة الباب "عودي إلى جناحي يا أم فيصل فلم يعد لي بكِ هنا حاجة"

كان مرهقا فقد تكالبت عليه المصائب من كل حدب و صوب ...لكن الراحة كانت عنه بعيدة ..بعيدة ..حيث لا سبيل لبلوغها إلا بعد قطع طريق مضنية ..

..................................................



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-21, 11:00 PM   #648

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وصل منذ حوالي الساعة بعد سفر مرهق من العاصمة إلى القرية حيث حرص عمّه الأكبر حامد على استقباله ليكون أول من يسمع منه ما يحدث ..

أمه لم تكن في الدار و كذلك جدته فقد علم من عمته سمية التي لازمت أختيه أنهما لم تعودا بعد من دار العزاء ..

أصرّ على مرافقة أعمامه و رجال عشيرته إلى مجلس الشيخ عبد الحي أين سيناقَش الوضع المتأرجح على حافة خطر نزاع وشيك بين العشيرتين ليتراجع بعد محاولات مضنية و جهد جهيد من أعمامه لثنيه عن رغبته بحكم مزاجه العصبي و قلة صبره ...طبيعة قد تؤجج نار فتنة تهدد بالاضطرام ..

رافقهم على كل حال ولكن لرؤية أخته ..

دلّته الخادمة على جناحها أين كانت في مخدعها منفردة بنفسها على حال لا يعلمها إلا الله ..

دُفِع الباب الذي تعمّدت تركه مواربا بقوة أجفلتها لتهبّ واقفة ما إن أبصرته ...

ربما كان ما تمرّ به محنة عصيبة بكل أوقاتها إلا أنها لم تكن تفكر سوى في شخصين اثنين ..
حبيب كانت السبب في بلاءه المتربص ..
و قريب لا تدري كيف ستتمكن من النظر في عينيه ..لا تدري بأي وجه ستقابله ..بأي كلمات ستطبطب على كرامته ..وكبريائه ..

لسعت الدموع عينيها وانعقد لسانها حين رأت وجهه المغبر و عينيه الحمراوين نزولا إلى صدره الثائر بأنفاسه المسارعة ..الوخز في قلبها يشتد حيث يغور الوجع عميقا ينهشه نهشا ..

ربّما واجهت الشيخ بعنفوان تحسد عليه إلا أنها من أخيها خجلى ..فإن آذت أحدا بفعلتها فسيكون هو بكل تأكيد ..

تسمّرت في مكانها وأغمضت عينيها عن مرآه فما عادت تطيق هول ما اكتسحها من خجل ..وشعور مريع بالذنب ...تنتظر لتستقبل برحابة صدر ما سيقوله لها .. ما سيفعله بها ..

مازال صامتا فيما يقترب منها فتكوّر قبضتيها مترقبة دون أن تملك القدرة على إيقاف رعشة اعترتها ..

وكان حكم الإعدام الذي تخيلته عناقا !

غمرها في حضنه بقوة أوشكت أن تخنقها مردّدا بلهاث أجش "أنتِ بخير ..بخير ..ما كنت لأسامح نفسي لو حدث لكِ مكروه ..ما كنت لأستطيع العيش من دونكِ"

لولهة تصلبت غير مصدقة لما تراه و تسمعه قبل أن ترفع ذراعيها و تبادله العناق و تنفجر باكية بعنف تماما كما بكت يوم مات فاتح ..

ظلا على تلك الحال طويلا بما يكفي ليستمد كلاهما من الآخر طاقة هما بأمسّ الحاجة إليها ...تنشج بحرقة كئيبة على صدره فيما يهدهدها بحنو زادها حرقة ووجعا ..

جلست بعدها على مفرش السرير تنكف عبراتها مطرقة برأسها تتلافى ملاقاة عينيه أما هو فاستقر بدوره على الكرسي الخشبي الهزاز المقابل ..

صمت كئيب خيم عليهما للحظات أو ربما لدقائق قطعه ليث مهمهما بفتور محدّقا في وجهها المحمرّ لفرط ما بكت"لم يسمحوا لي بالانضمام إليهم في المجلس فقد خافوا من تهوّري و حمية دمي لكنّهم لا يعلمون أني هذه المرة لن أستطيع التهور..و كيف أفعل وأنا أكيد أن ما يقال و إن كان قذرا مغلوطا تخالطه بعض الحقيقة ! "
توتر جسدها بوضوح لعينيه العارفتين لكل خلجاتها فيتابع كاشفا أفكاره "أوس هو من أدرككِ و ليس الشيخ عبد الحي كما يشيع بنفسه"

يعبئ رئتيه بنفس عميق ثم يقول متنهدا دون أن يحيد بطرفه عن رأسها المطرق"لا يملك غير دينه وأخلاقه ..تفترشين الأرض و تلتحفين السماء إن تزوجته..كان أوس إذا"

اعتصرت جفنيها وأنّت بخفوت محرجة دون أن تجرؤ على النظر في عينيه الغائمتين في اعتراف صامت منها على صحة تخمينه ..

كان يصطلي بعذاب نفسي رهيب ..صدره مختنق .. قلبه محترق ..حين يفكّر أنه كان غافلا عما بينهما يقارب عقله الجنون ..حتى أن الجنون قد يكون له راحة من هذه الخواطر القاصفة لرجولته ..لكبريائه و شرفه ..

لكنه في المقابل يراها كفرصة لن يسمح للوساوس اللعينة أن تفلتها من بين يديه فأخلاق أخته لا غبار عليها مهما ازداد في نظره السر الكامن وراء زواجها غموضا و سوداوية ..

تنفس بعمق ثم أردف مجليا حلقه "لن نتحدث عمّن مات وانتهى فلم يهمني أمره يوما كما لن أسألكِ مرة أخرى عن أسباب زواجكِ منه ..أنا فكرت مطولا بعد عرسكِ ولم أستطع أن أتجاوز بأي شكل كان ما رميته في وجهكِ من اتهامات باطلة ..حين أتذكر أني حططت من قدركِ و أردت أخذكِ غصبا إلى القابلة ندية ماسحا كل ما أعرفه عنكِ في لحظة غضب أرغب في شجّ رأسي إلى أقرب جدار"

يداهمهما على حين غرة المسار غير المتوقع لأفكاره فتقبض على كفه منادية باسمه بلوعة فيسكتها بإشارة من يده الحرة مستطردا "لا تقاطعيني رجاء ...قد يكون صعبا جدا علي أن أتقبل ما بينكِ و بينه لكني أثق بكِ و أوقن انكِ لم تفعلي ما ينكس رؤوسنا .. قد لا أفقه هذه الأمور فلا خبرة لي فيها و لا اقتناع إلا أني لا أملك أن ألومكِ على ما لا سلطان لكِ عليه "

ثم يهمس بغصة محسورا "وهل ألومكِ إن لجأتِ إليه دون سواه فأنا كنت و لازلت عنكِ بعيدا ! "

راعها ما يشعر به فتعاجله مخففة عنه هاتفة "هوّن عليك يا ليث فأنا الوحيدة المخطئة هنا ومستعدة لتحمل أوزاري كاملة"

يهز رأسه نفيا ثم يقول "كان خطئا ..ولكن الظروف جعلته أعظم مما هو عليه حقا"
ويضيف مطمئنا يطالعها بنظرات قوية شرسة"لا أحد يملك حق التصرف في حياتكِ فالرجل بلا ريب مات نتاج أعمال قذرة نجهلها ..لن يكون اسمي ليثا إن سمحت بأن يطالكِ سوء"

.................................................. .......



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-21, 11:01 PM   #649

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


كان عبد الحي أسود الوجه عائدا لتوه من مجلس الرجال ينهب الأرضية المبلّطة نهبا بخطواته الغاضبة ..

توقع أن تسوء الأمور لكنه لم يقدّرها حق قدرها ..الوضع بين العشيرتين قد يتأزم لما قد يبلغ سفك الدماء ..

عشيرة عروس ابن عمه لم يرضهم هذا الرباط أصلا منذ البداية ..سمع أنهم ناشدوا تماضر كثيرا لتلغي الخطبة إلا أنها عاندت و رفضت ضاربة عرض الحائط كلمة أهمّ رجال العشيرة ..

وبعد أن يئسوا منها التفتوا إلى ابن عمّه وإليه أيضا يلمحون في كلّ محضر إلا أنه لم يستطع قول شيء ما دام عباس يتجاهل كل اعتراض مصرّا على هدفه المحدّد بحرص أيقن الآن أنه لم يُخِفه عبثا وقتها ..

كان واضحا أنهم اعتبروا هذا الزواج بمثابة صفعة إهانة أُجبِروا على السكوت على تلقيها على مضض بما أن العروس نفسها وافقت بمباركة جدتها ..

لتتمخض أسوء الشائعات عن مقتل عباس فتؤجج الكراهية المضمرة ..فما بين منكر ومستهجن لما يشاع من طرف رجال عشيرتها وما بين متهم و مصدق من جانب عشيرته ..

يدرك أن محاولاته لن تفلح في إخماد نيران هذه الفتنة مطوّلا فالوضع المحتقن يهدد بالانفلات في أية لحظة لاسيما بوجود الكثير من الشبان الذين قد تأخذهم الحمية من كلا الطرفين ..
موقف أعمامها المتريث يبشر بالخير لكن الكثرة قد تغلب القلّة ...

ويبقى الدليل الدامغ الوحيد هو العثور على قتيبة في أسرع وقت ممكن ..

اقتحم جناحه وهدر مهتاجا مخاطبا الخادمة "اذهبي إلى مجلس النسوة و نادي على آمنة أختي فورا"

امتثلت لأمره مهرولة وقد أرعبها مزاجه السوداوي المنفلت فقلّما يفقد أعصابه هكذا ..

ما إن ولجت آمنة مخدعه حتى كان يعاجلها مغمغما بنبرة خطيرة "عجبا لأمر منذر يا أمّه ..لماذا يا ترى وقف كالشوكة في حلقي يعارض كل ما أقول في ذلك المجلس اللعين ..كان عليه أن يقف في صفي بدل أن يذكي نار الفتن .. وأنا الذي تساءلت أنى لكِ هذا الصمت والصبر العظيم ..ألا تستحين تحرّضينه عليّ وكأنكِ لا تعرفينه منساقا لعواطفه أم تريدين أن يلطّخ يديه بالدم كأبـِ .. !"

حوقل بصوت عال ماسحا وجهه براحة كفه اليمنى"تجعلينني أتفوه بما لا يرضي الله في حقه وقد مات و انقطع عمله"

بريق مخيف سرى في عينيها الجاحظتين تحدق في وجهه الكالح الممتقع لتفحّ باشمئزاز بعد برهة "يا خيبتي فيك تلومني أنا بدل أن تفتح عينيك و قد افتضح أمرها ..كنت أعلم أن لها سرّا تهتز له الجبال وإلا ما كانت أبدا لترضى بمن في عمر أبيها بعلا .. لماذا مازالت وجه الشؤم حية تتنفس..لم تكمل شهرها الأول هنا وهاهي تقتل زوجي ..لا تستحق العيش ..أقتلها ..لن تبرد جمرات قلبي حتى تدفنهما جنبا إلى جنب !"

يزفر مستغفرا ويقول بصبر "استهدِ بالله آمنة فلا علاقة لها بمقتل زوجكِ"

يفلت عيارها فتهتف بجنون "و ما يدريكَ أنت ..ما يدريك"

ثم تهمس بصوت يقطر مقتا وحقدا تلوي شفتيها باشمئزاز "للحيطان آذان يا ابن أمّ ..أعلم أنك تريدها لنفسك ..لهذا اسبقيتها في كنفك ثم ها أنت ذا تتستر عليها ..كلكم سواء ..يسحركم الحُسن ويفتك بعقولكم السفيهة الشباب و النضارة"
يستعر الغضب في عينيه نافرا من تلميحاتها الدنيّة فيرفع يده ينوي أن يهبط على وجنتها بصفعة تعيدها إلى صوابها إلا أنه يتراجع مراعيا حالتها المهزوزة و يهسهس من بين أسنانه المطبقة متوعّدا"إياكِ ..إياكِ أن تختبري صبري بقلة حيائكِ مرة أخرى فلن أتورع عن دقّ عنقكِ"

الغيرة فتكت بها فأعمت بصيرتها و رانت على قلبها فتتمادى صارخة بجنون أكبر "لماذا إذا أراك تغدو و تروح على مخدعها قبل أن يوارى ابن عمك الثرى ..هل أكذّب عيني أيضا !"

هاجت أنفاسه محدّقا بعينين غائمتين في سحنتها المشوهة بفعل سواد غشي قلبها يكابد لئلا يفقد سيطرته فترمقه بتحدّ واهٍ وقد ارتعش ذقنها ..

ونطق مقرّا بخفوت أجش بعد لحظات طويلة مستسلما لا لشيء سوى خشية عليها من نفسها "زوجكِ قتل العرافة الغجرية وكان يخطط لاغتيالي لأني أبحث في أمر مقتلها فوقع في شركٍ نصبه بيديه راح على إثره سليمان الذي تناسيتموه ضحية الغدر..كان ولا زال بإمكاني تفنيد ما أُشِيع أن لابن محمد علاقة بقتيبة الهارب ..بمقدوري كشف ما لدي من دلائل تخرس الأفواه و تخبت كل اعتراض إلا أني ارتأيت ألا أفضح ستر ابن عمي فما قيل عنه في حياته يكفي و يزيد ....ألجمي ابنكِ فإن استمر في الضغط أكثر قد يعرض حياة ابن محمد للخطر فلن أضمن أن يكفّ بعض المتطرفين في العشيرة أيديهم عنه ..لا تجبريني على كشف المستور فنحن لا ندري أيطول اختفاء قتيبة أم يقصر"

شهقة فزع صدحت من حلقها فيما تتراجع للخلف وقد بهتت لهول ما سمعت فتتعثر في ثوبها و تسقط أرضا تحدّق فيه وجهه مهتزة الحدقتين على نحو أثار شفقته ..

"مستحيل ..لا أصدّق ما تقول ..لا أصدّق " صرخت بصوت مبحوح تلطم خديها فسارع و انحنى نحوها مكبلا يديها ...

تلوّت بين يديه تقاومه بحركات يائسة كان لها بالمرصاد لترتخي مستسلمة تولول مفجوعة ...

في هذه الأثناء اقتحم منذر المخدع رمقهما من علوّ بنظرات مظلمة مخيفة ثم صاح ضاربا صدره بقوة وكأنه ينوي تحطيم عظامه "قلتُ أنه أبي وجبَت عليّ طاعته مهما رأيتُ منه ما لا يعجبني..تزوج بمن هي أصغر من بناته وأحنى رؤوسنا وسكتتُ ..لكني لن أسكت بعد الآن ..لن تعاني أمي بعد اليوم وستدفع تلك الثمن ..كانت وراء قتل أبي تلك البغيّ ..هي وعشيقها ابن الراعي يدعي الورع ..لابد أنها أتت فاحشة ما لترضى بأبي زوجا يغطيها من خلفها"

أفلت عبد الحي أخته ووقف مجابها ابنها يزجره بنبرة شديدة "ويحك أوتقذف محصنة ..ألا تستحي تقف في وجهي هكذا ترمي كلاما مبطنا أثار ريبة الجميع..كان عليك أن تواجهني بما يعتمل في صدرك على انفراد بكل صراحة بدل أن تفضحنا أمام الخلق !"

يصرّ منذر على عناده يهتف مستنكرا"بل أقول ما يقال ..ألا أعرفك تميل إلى ستر البشر..و لكن تلك الغاوية لا تستحق سترك ..بلغني أنه كان معها في العيادة حين لحقت لا كما تصر أنت بقولك أنه لم يكن موجودا البتة..لا أفهم لماذا تتعمّد ابعاده كذبا .. !"

يشتد احتقان وجه عبد الحي لهول غيظه فينهره بشراسة مغاضبا "اسمع يا منذر ..إني أتمالك نفسي بشق الأنفس كي لا ألطمك لطمة تعيد عقلك إلى صوابه..وهل يُعرَف عنا اندفاع الغوغاء وتهور أحكامهم ..هل تملك دليلا على ما تقول ..هل رأيتَه بأم عينيك هناك..لا تنطق جورا فكفاها ما تجرعت من مرارة !"

يرعد منذر ضاحكا بمرارة ليغمغم خائبا بعدم تصديق "هل أتتك باكية شاكية تدعي المسكنة ..ماذا فعلت بك تلك الحية الرقطاء حتى تعميك هكذا عن الحق مسحورا..حتى أنها لا تتوانى عن اقحامك لتنقذ نفسها ..قريبا جدا ستفوح الرائحة العطنة فقد بدأت الشكوك تحوم حول نيتك في الاستفراد بها لنفسك ..ما عهدتك هكذا يا خالي ..كنت أقرب إلي من أبي لذا أرجوك ألا تسلك طريقا ضاع فيها وهلك..ولولا ما كان بيننا لما رضيت بك شيخا علي لِما يحدث من منكر أمام عيني! "

لم يعلّق الشيخ على كلامه موقنا أن ما من تفسير قد يجدي نفعا اللحظة بل بقيت عيناه القاتمتان مثبتتين على قسمات منذر المرهقة و عينيه الغائرتين فرغم ما يجالد لإبدائه من قوة و صلابة إلا أنه متأثر بشدة و مصدوم لنهاية أبيه المفجعِة ..

نسيا أمر آمنة التي توقف نحيبها منذ فترة فبقيت في مكانها تنقل نظراتها المضطربة بينهما مستمعة لنقاشهما الطاحن ...

وقفت فجأة ورمت نفسها على ابنها تهزه بعنف مجنون "إياك أن تحدّث شيخك مرة أخرى هكذا " ثم التفتت إلى عبد الحي هامسة باضطراب مثير للشفقة "لا تؤاخذه يا خاله ففقدانه لأبيه أثر على عقله"

الصدمة أخرست لسان منذر للحظات معدودة قبل أن يبرطم معترضا "ما الذي غيّركِ لتنقلبي علي هكذا!"

تتلافى النظر في عينيه وتجيبه بتهدّج رافعة ذقنها "أبوك مات و انتهى...ما من شيء سيعيده حيا كما كان"

تصريحها لم يزده سوى هياجا فيناكفها بالقول "أما كنتِ أكثر من يريد استرداد حقه وأخذ الثأر منها..صحيح أننا لم نكن معه على وفاق لكن هذا لا يعني أن نغض الطرف عن موته وكأنه مجرد كلب مسعور يُستَراح منه!"

يأتيه الردّ المتأخر من عبد الحي يقول بلهجة مصممة لا مجال فيها للنقاش"لن أتدنى وأردّ على ما يقال ..تظهر الحقيقة التي ستخرس الأفواه وتوقف هذا اللغو المضني بالعثور على قتيبة ..وحتى ذلك الحين ستلزم حدّك وتدع حفيدة الحاج وشأنها ..إلى أن تسمع حولها دون أن تجادل ولنرى ..لنرى ..إن كنتُ أريدها كما تتشدق أمامي بلا حياء أو حشمة"

يستمر منذر على عناده حتى النهاية ويوجز مكابرا "وعلى النخوة السلام ..يا ..شيخ"

تتعلق آمنة بجلبابه حين تتبيّن نيته في المغادرة هاتفة بإصرار "لن تبرح مكانك حتى تعتذر عن وقاحتك"

فيسعى لإبعاده برفق هامسا بضيق "ابتعدي عن طريقي يا أمي فما عدت أفهمكِ و لا أفهم ما يحدث ..ذريني لوحدي فقد تشوش عقلي ..تجدينني في جناحي حين تحسمين أمركِ"


راقبته ينسحب متخاذلا وقد تغرغرت عيناها ثم التفتت صوب أخيها وأردفت بعد تردد قصير مسبلة أهدابها "لم أكن أعرف أنه يخطط لقتلك ..ما كنت لأسكت عن هذا ولو قُطِع لساني"

استمر على سكوته لبرهة محللا كلماتها قبل أن يسألها متوجسا دون ان يخفي ذهوله مما تتوصل إليه "أفهم من كلامكِ هذا أنكِ كنتِ على بينة بقتله السحارة الغجرية ؟"

شحوبها ناب عنها وأبلغه الجواب القاسي الضارب لروحه المرهقة فيهمس خائبا محسورا "أخبري ابنكِ كل شيء على الأقل بدل أن تنتقي ما يخدم توجهكِ"

تعاجله ترد مذعورة شارحة "لا أريد أن أشوّه صورة أبيه أكثر مما هي مشوهة أصلا "

فيوليها ظهره هامسا بفتور أجش"يا خيبتي فيكِ ..ترهقينني بدل أن تخففي علي"
تنجش بخفوت متمسكة بطرف جلبابه قائلة بتقطع بصوت مخنوق"عبد الحي ..إلا أنت ..لا تدر لي ظهرك فلن أحتمل "

فيردّ متنهدا بإرهاق يلتفت نحوها "تعلمين أني لن أدير ظهري لكِ قط ..ولكني غاضب ومخذول ...من المؤكد أن أجله انقضى فلا يسعنا أن نصد الموت عنه ولكن لو أخبرتني أنه قتل العرافة ..لما مات وهو يحاول اغتيالي..ولما احتمل معه وزر سليمان إلى قبره... ماذا فعلتِ آمنة...كيف أصبحتِ هكذا ؟"


لا تطيق ما تعيشه من صنيع يديها فتعود لمحاولاتها البائسة لإلقاء اللوم عبثا على غيرها"لماذا لا تلومها ..هل كان سيقتل السحارة لو لم يتزوجها ..هل كان سيفكر في قتلك فيخطئك و يصيب سليمان..هي السبب في كل ما يجري"

زلة أخرى التقطها بفطنته فيدمدم بضيق وقد سئم حبل الأسرار الطويل بلا نهاية "لماذا تربطين زواجه بمقتلها..ألا نهاية لما تخفينه آمنة ؟"

ليتابع قائلا "ما عاد النبش مهمّا..قتلها ثم تبعها وقد بلغ آخر آثامه عنان السماء لهوله فدعيني أرأب ما يمكن رأبه ..سأمنحكِ الفرصة لتطلعي ابنكِ بنفسكِ على حقيقة مقتل أبيه فقد بتّ أخشى أن يعميه الغضب و يفعل ما لا يحمد عقباه "


"ناشدتك بالله يا عبد الحي لا تفعل"

بتر رجاءها الجزع بصرامة هاتفا "افعلي ما تؤمرين وإلا أخبرته بنفسي ..لم أكن أنوي هذا ولكنكِ حرّضته بغبائكِ ظنا منكِ أن عقاله لن يفلت من يدكِ ..لا تنسي أن منذر مهما اختلف عن أبيه إلا أن فيه شيئا من قسوته .."

خرج و تركها لوحدها في مخدعه فانهارت باكية يذبحها عذاب الضمير بعد أن أدركت متأخرة هول ما فعلت حين تسترت على جريمة نكراء ...



ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-21, 11:02 PM   #650

ahlem ahlem
 
الصورة الرمزية ahlem ahlem

? العضوٌ??? » 408506
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,024
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ahlem ahlem is on a distinguished road
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انتهى الجزء الثاني من الفصل الثلاثين

ahlem ahlem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.