05-04-20, 03:29 AM
| #11 | |||||||
| كاتبة في قسم وحي الاعضاء وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصة بقصر الكتابة الخياليةوقاصة هالوين 
|  اصابه خدر الحب كتابة رؤى صباح مهدي الفصل 4 لم يك متوقع. استيقظت زهرة مفزوعة على صوت هاتفها النقال وهو يرن وينقطع ثم يعود ليرن.. نظرت الى الساعه لتجدها ال6 صباحا. ضربت جبهتها بقوة لانها استغرقت بالنوم لنصف ساعه إضافية والان عليها ان تسرع بالخروج بدون حتى إفطار .. لم يك الوصول الى الجامعه سهلا عليها ومع هذا وصلت ... بدا المكان مخيفا وكئيبا جدا لعدم تواجد الطلبة ورغم الوحشة التي شعرت بها الا انها لم تترك ذلك يثنيها عن مواصلة السير ناحية المختبرات ... وحمدت الله كثيرا عندما شاهدت عددا من طلبة المرحلة الأخيرة يقومون ببعض الاعمال في المختبر وانها ليست الوحيدة فيه. شرعت بما جاءت لاجله ولم تنتبه للفتاة أسماء التي اقتربت منها.. كانت زميلة تعرفها زهرة معرفة سطحية.. سلمت على زهرة وردت الأخيرة السلام فاسترسلت الأولى: "زهرة؟ هل تذكرين عندما اخبرتني مرة انك تريدين التطوع لمساعدة النازحين؟" انتصبت قامة زهرة عندما سمعت كلام الفتاة وقالت باهتمام: "نعم اكيد... " أكملت الفتاة حديثها: "يوجد قافلة ستخرج بعد أسبوع أي بعد انتهاء الامتحانات ونحن بحاجة الى متطوعين أطباء فما رايك؟" رفعت زهرة حاجبها الايسر واجابت: "لكن انا لازلت طالبة" هزت الفتاة رأسها وردت عليها بود: "صحيح لكن تعرفين كيف تعطين اللقاحات وتضربين الابر وتعقمين الجروح وهذه الأمور البسيطة" هزت زهرة رأسها فضحكت الفتاة بلطافة بالغة وقالت: "نحن المرحلة الأخيرة سنقوم بالامور الصعبة والأمور السهلة انت تقدرين على فعلها فاذا وافقت ساحجز لك مقعد في الحافلة لكن بقي ان تعرفي ان الاعمال كلها مجانية" بحركة دفاعية رفعت زهرة يدها واسندت جذعها للخلف وقالت: "لست بحاجة الى المال كل غايتي مساعدة الناس" هنأتها الفتاة على شهامتها وقالت لها قبيل ان تتركها: "بارك الله بك زهرة وكثر من امثالك" شعرت زهرة بتحفيز شديد وكأن استيعابها للمواد قد ازداد فاكملت ماجاءت لاجله في نصف الوقت الذي قدرته. جلست امام الحاسوب تفكر برحلتها المرتقبة وكيف ستتمكن من اقناع زامل بتركها تذهب.. فهو سيتحجج بالف حجة أولها الوضع الخطر بالتأكيد, وكيف ستترك زين وحيدا .. ثم عصف في رأسها انها لم تسأل عن المدة التي ستغيب فيها... نظرت للخلف لترى ان الفتاة لازالت منشغلة بدراستها. اقتربت من الفتاة وتبسمت الاثنتان لبعضهما. قالت زهرة: "اردت فقط السؤال عن المدة التي سنقضيها ..." قاطعتها الفتاة قائلة: "بمجرد ان تنتهين من عملك بامكانك العودة وفي الحقيقة بامكانك العودة في أي وقت تريدين فلا قيود على أي متطوع . انا وبقية الفريق سنبقى حتى الانتهاء من الخدمات الطبية. خذي رقم هاتفي ورني علي لاحتفظ برقمك" ارتاحت زهرة لسماع ذلك وادخلت يدها في حقيبتها كي تخرج هاتفها وتكتب رقم الفتاة واذا بيدها تعلق بالفلاش ميموري... لقد نسيته كليا. أخرجت الهاتف واخذت رقم الفتاة ورنت عليها ثم عادت لحاسوبها وادخلت الفلاش ميموري فيه وانتظرت حتى ظهر في الشريط اسفل الشاشة ففتحته وقلبها يخفق بقوة. كان فارغا... لم يحتوي على أي شيء مطلقا.. خاب املها وبعد ان شعرت انها في مغامرة من نوع ما الان هي امام فراغ.. وليس من شيء تفعله سوى العودة الى البيت والاطمئنان على زين.. -- تثاقل طه في خطوته وهو ينزل عتبات السلم الضيق ثم قال لجدته على الهاتف: "اعتذر جدتي انا في طريقي انت فقط تحضري من اجل الذهاب للتحاليل" اجابته الجدة المضطربة لانه لم يف بوعده ويعود الليلة السابقة: "لا اريد الذهاب الى أي مكان كل ما اريده هو عودتك لي" ضحك بصوت مسموع كي تسمع صوت ضحكته وقال لها: "عندما اتي سنتفاهم يا ست الكل" اغلق الهاتف وساعده امير على ركوب السيارة وقاده الى حيث بيته او بالأحرى بيت جدته. قال له طه: "انتظر هنا. ساعود بعد ربع ساعة" انتظر امير في السيارة فقد كان لزاما عليه ان يساعد طه الذي لا يستطيع استعمال يده ويقود هو مكانه. دخل طه الى البيت وكانت الجدة تنتظره. هرعت اليه واحتضنته بدون ان تنتبه الى يده المربوطة حيث غطاها بالملابس كي لا تراها وبدل ملابسه القديمة المغطاة بالدماء بملابس جديدة ونظيفة. تأوه بصوت خفيض لا يسمع بينما قالت له الجده: "قلقت عليك يا ولدي .. ارجوك لا تكرر هذا الامر ثانية" هز رأسه واجابها: "طلباتك أوامر اما الان فانا اريد منك ان تبدلي ملابسك حتى تذهبي من اجل التحاليل" بدلت بسرعه ملابسها وخرجا لترى امير ينتظر في مقعد السائق.. سألت طه: "عجيب الن تذهب انت معي؟" اجابها: "هذه المرة سيرافقك امير" تسائلت: "لماذا؟" رد طه كاذبا عليها: "لدي عمل مهم يا جدتي" ركبت الجدة بالمقعد الخلفي مستغربة ثم انطلقا الى مقصدهما.. بعد ان انتهت عادت الجدة الى البيت وذهب امير الى حال سبيله مؤكدا على طه ان لا يخرج من البيت ويرتاح كي يسترد عافيته وأيضا كي لا يشك احد باصابته ويتسائل عن سببها. خلد طه الى سريره ولم يدع جدته تنتبه الى جرحه. ابتلع العديد من المسكنات التي اشتراها ومع هذا كان يوجد الم فتقلب على السرير وتذكر الفتاة الجميلة التي عالجته.. لايدر لماذا جاءت على باله ولكن موقفها وهي تريد ازالة الوشاح من على وجهه جعله يتبسم لا اراديا. نام وهو يعيد المشهد مرارا وتكرارا.. في صباح اليوم التالي عندما استيقظ تفاجأ بسريره وقد تلوث بالدم. يبدو ان جرحه لم يبدء بالاندمال وبالذات وهو لم يخيطه. تفاجأت الجدة بما رأت من دماء و صرخت مرتعبة: "ماهذا"؟ اجابها محاولا تهدئتها: "لا تخافي.. جرح بسيط بكتفي " نظرت له باكية وكانت تعرف ان حفيدها يقوم بشئ خطر منذ تعرف على امير وكلما سألته كذب عليها او غير الموضوع وهكذا تعلمت انه لن يخبرها ابدا بما يفعله حقا... قالت له مترجية: "حافظ على نفسك يا طه ارجوك .. اذا حصل لك شيء ساموت بالحسرة يا ولدي" احتضنها وقال لها: "لا تخافي ارجوك..." وبالطبع... ان لا تخاف هذا مستحيل.. ذهبت الى الموقد حيث اشعلته ووضعت اناء قديم وعندما سخن قامت بفرقعه القليل من "الحرمل" عليه... ثم صاحت لحفيدها المندهش مما تفعله واجبرته على الجلوس ريثما تقرأ ايات من الذكر الحكيم وتبخره بدخان "الحرمل" قالت له أخيرا: "للعين والحسد فشاب مثلك بالتأكيد ستحسده كل عين لم تصل على النبي" رد بإخلاص: "عليه الصلاة والسلام" فضحك باريحية وهو يراها مصدقة تماما ان عين اصابته مع ان لا شيء لديه حقا ليحسد عليه سوى الألم في الوقت الحاضر. --- كان الصراخ كالعادة من طرف واحد.. زامل يعنف عواطف وهي تقف كالتمثال لا تجيب بل تنظر الى الأرض وهي صامته. زهرة وزين يستمعان من بعيد كالعادة. تود زهرة لو تدافع عن عمتها ولكن خوفها من ان يسبب دخولها في هذه المعركة الى قتلها في النهاية يمنعها من الدخول فيها. لم يكن يوما جيدا لزهرة على الاطلاق ولكن عليها ان تخبر زامل بموضوع ذهابها الى القافلة الخاصة بالنازحين .... لعنت خوفها الذي اجبرها على تأجيل الموضوع حتى اقترب الموعد وتزاحم مع هذه المعركة التي بالتأكيد عكرت مزاج العجوز الغاضب. لم يعرف أحدا سبب المعركة وكيف ابتدأت ولم يدر باقي افراد الاسرة ان زامل وبعد غيابه عن العمل لسنوات هو يشعر بالارتباك الشديد لعودته اليه خوفا من ان يكون فقد لمسته المسمومة على الحياة. عزل نفسه بعد المعركة مع زوجته في احدى غرف البيت يفكر ويعيد بالخطة التي رسمها... حريق في احدى المدارس الثانوية ولم يسأل ابدا عن سبب اختيار هذه المدرسة بالذات. ولم يختر الوقت بل هو عليه التنفيذ فقط. شعر ان هذه المرة تشبه المرة الأولى التي قام بها بأول عمل اجرامي في حياته. كان بعمر ال24 وقد سرق محل مجوهرات حينها بلا أي تخطيط... ارتجل ثم اكتشف انه موهوب بالفطرة ... فالاجرام يسري مع دمه وهكذا بقي حرامي لا شيء يستعصي عليه ويسرق لاجل نفسه ثم تطور العمل واصبح يسرق لاجل الاخرين مقابل مبالغ مالية .. بعد 2003 والتي تعتبر نقطة تحول للعراق تحول معها زامل من حرامي أشياء الى حرامي أرواح.. جلس على السرير يستذكر كل امجاده السابقة. حادثتان من بين الحوادث دائما تطوفان للاعلى... مختلفتان ولكن في النهاية جريمتان. الأولى في سنة 2003 عندما خطط مع مجموعه إرهابية اجنبية لتفجير سوق شعبي وراح ضحية العمل اكثر من 80 قتيل أطفال ونساء وشيوخ ورجال لقد حصد ذلك اليوم الكثير من الأرواح البريئة لاجل المال ... والثانية ... اه من الثانية... فقد تسببت بقطع اذنه فاضطر للذهاب الى لبنان كي يرممها بقطعه يركبها فوق اذنه الاصلية فيختفي التشوه ... اقتربت زهرة من عمتها التي كانت جالسه في المطبخ كأن الشعور انعدم منها... تقشر بعض الباذنجان كي تصنع منه طعام الغداء. وقبل ان تتكلم زهرة نطقت العمة قائلة: بعد قليل سيخرج ولن يرجع للبيت الا بعد 3 أيام. ربما قرر يتزوج .. بالتأكيد هو قرر ان يتزوج" تفاجأت زهرة من كلام عمتها... لقد عنفها تعنيفا شديدا وهي كل ما تهتم له اذا ما كان هذا الزامل سيتزوج ام لا؟ التفتت الى الوراء وكان زين يقف على عتبة السلم ينظر لهما. فكرت قليلا.. زامل سيغادر البيت ل3 أيام وهي تحتاج ليوم واحد فقط كي تذهب... على الاغلب هو سيرفض ذهابها لذا لا داعي لاخباره وهو لن يعرف ابدا... وهكذا عقدت زهرة العزم على الامر. -- حضّرت عواطف حقيبة صغيرة وضعت فيها ملابس واغراض أساسية لزوجها بينما هو يبدل ملابسه امامها.. كان يخلع قطع ملابسه الواحدة تلو الاخرة وينظر في الفراغ مهموم يفكر بالعملية القادمة بينما هي ظلت تنظر له بعيون متألمة. زواجها به لم يك سوى جنون فقد التقت به في عيادة احد أطباء الاسنان الذي لطالما ترددت عليه من اجل اسنانها المتعبة.. ولدت بتلك الاسنان وأصبحت لعنتها التي لا تبارحها حتى تخلصت من اخر واحد منهم ووضعت فكا اصطناعيا قبل عدد من السنوات. جلس في تلك العيادة قبل ما يعادل ال17 عاما ينظر لها تتألم. لم تقبل السكرتيرة إعطائها رقم دخول لانها جاءت متأخرة وكل الأرقام تم اخذها فجلست على الكرسي تبكي من شدة الألم ... اقترب منها رجل في نهاية الثلاثينات اشيب الشعر بانف طويل معقوف وعين حادة جاحظة وعرض عليها ان تدخل مكانه.. وبالطبع من هناك ابتدأ كل شيء.. بعدها اصبح لقائها بزامل يتعدى الصدف بل كأنه مرتب بشكل مرتب...ولم يستغرق زامل سوى 3 اشهر حتى تقدم لخطبتها .. رغم رفض فلاح (والد زهرة) واصراره على ان زامل شخص غير مريح وانه حتى لا يعرف ما هو عمله الا ان عواطف أصرت إصرارا شديدا على الزواج به... وهكذا تزوجا.. ومنذ ذلك الحين وهي تعيش ... زوجة برتبة جارية تحت قدميه. ولا تشتكي ابدا.. لقد تأكد منذ اللحظات الأولى لارتباطه بها ان يكسر أي ثقة او قوة لديها ابتداء بفلاح . الأخ قوة وعزوة وحزام يشتد به الظهر وقت المحن وهذا لم ينفع زامل إضافة الى ان فلاح ابتدء بمراقبة زوج اخته لشكه في تورطه باعمال إجرامية راح هو ضحيتها في النهاية. أكملت ترتيب حقيبته وقالت له: "انتهيت" هز رأسه ولم يتكلم كان مشغولا جدا بالتفكير ولم يعبر زوجته بكلمة شكر حتى.. بعد ان ترك زامل البيت اتصلت زهرة وأكدت حضورها للقافلة بعد ساعتين من الان واخبرت عمتها بالامر والتي لم تعترض بل دعت لها بالتوفيق وأكدت ان زين سيكون بخير كي لا تقلق عليه. جمعت زهرة بعض الحاجيات في حقيبة يد متوسطة الحجم ووضعت بعض الأساسيات وكيس حلويات كبير كي توزعه على الأطفال وملابس احتياطية فبرغم انها لن تبيت هناك بالتأكيد الا انها قد تحتاج الى ملابس احتياطية في خضم هذا الحر الفتاك ستحتاج بالتأكيد كي تبدل ملابسها بسبب التعرق... وأخيرا لم تنس حقيبة ادواتها الطبية.. خرجت بسرعه ووصلت الى مكان التجمع ثم ركبت الباص وغادرت محملة بالامل والحب ومتحفزة للقاء أناس اضناهم التعب وعصفت بهم رياح الألم ووضعتهم الحياة في موقف تعيس بلا ذنب فقهروه بالابتسام والصبر والتحمل.. -- تنفست الجدة ام محمد بغضب وهي تصرخ بحفيدها: "يا ولدي ستسبب لي جلطة يوما ما" هز طه رأسه متبسما بعذوبة وقال لها: "سلامة الجميلة حبيبتي اليوم سارجع الى البيت واذا ما حصل شيء لا تقلقي ابدا ساتصل بك لاطمئنك علي" خرج من البيت يلبس ملابسا عادية.. بنطال من الجينز الازرق وقميص اسود بفتحة تتوسل أي نسمة هواء لتدخل منها ولكن كانت هذه الفتحة تظهر فقط بعض شعر صدره الكثيف وعضلات صغيرة على رقبته ممتدة على كتفيه العريضين. وضع يشماغ مخطط بالابيض والأسود فوق راسه وربط طرفية حول جبهته وشد وثاقهما في مؤخرة الرأس وهذا اليشماغ استبدل به الاخر الذي امتلأ بالدم سابقا. ركب السايبا وتوكل على الله حيث انطلق الى احد أماكن تخزين المواد ليجلب مؤن وملابس من تبرعات الخيرين وملأ السيارة بها فلم يعد فيها مكان لمحط قدم وانطلق في طريقه.. وصلت الباص التي تقل المتطوعين الى مخيم نازحين واسع متمركز بمنطقة تقريبا صحراوية فيها عدد من الخيم مختلفة الشكل والحجم واللون بعضها تمزقت اطرافه وبعضها يظهر انه لنازحين جدد. أطفال صغار بكافة الاعمار يلعبون غير ابهين بالفضاء المشتعل بفعل حرارة الشمس. يسمع دوي ضحكاتهم الملائكية في جحيم الحياة منتصرين على الألم بلطافة قلوبهم ويال صغر حجمهم مقارنة بضخامة الهموم التي تحاوطهم ولكن هيهات ان تكتم تلك الهموم ضحكاتهم المجلجلة... نساء بايديهن براميل صغيرة ومتوسطة الحجم يقفن بطابور على الماء بوجوه متعبة بشكل لايوصف ولكن التعب لم يمنعهن من الكد لاجل العائلة. رجال يحاولون المساعدة في ترميم خيمة او تنصيب احدها .. يحملون مواد غذائية ويوزعونها, يساعدون المتطوعين وبعضهم اجلس أطفالا لغرض تدريسهم وتعليمهم والبعض الاخر نظم ندوة شعرية في احد الخيمات ليقول حتى الظروف لن تمنعنا من ممارسة ما نحب. نزلت زهرة من الباص بالكاد تفتح عينها بسبب الشمس فربتت أسماء على كتفها وقالت لها: "سنذهب للخيمة " تبسمت زهرة ولم تعلق وحاولت ان تندمج من الناس الموجودين وتكون عطوفة على الأطفال الذين تجمعوا حول الخارجين من الباص يسلمون عليهم فاخرجت كيس الحلوى الذي احضرته وبدأت توزع عليهم فيشكرونها كلما اخذوا منها قطعه وهي ترد بابتسامة عبقة.. خرج من الخيمة امير يتبعه طه كي يسلما على الوافدين الجدد ولاحظ طه التجمهر الذي يصنعه الأطفال ولم يتبين سببه لان الأطفال غطوا على زهرة فلم يظهر منها الا القليل. ظل طه ينظر الى الأطفال وأسماء دخلت بينهم وخرجت مع زهرة متجهتين الى الخيمة فاصابت طه الصدمة.. تلك الفتاة... هنا؟؟؟!! امسك بكم قميص امير وظل يجر به كطفل صغير فصاح به امير: "ماذا بك؟؟؟؟!" قال له طه: "انها نفس الفتاة اليس كذلك؟" بحلق امير فيها واصابته الدهشة كما اصابت طه. قال لطه: "مستحيل هذه المصادفة العجيبة... تصرف بشكل طبيعي فهي لاتعرفك.. بالتأكيد أسماء ستحضرها لتعرفها علينا" وبالفعل جذبتها أسماء للخيمة وكان طه وامير يقفان محاولان ان يبدوان طبيعيين وبعد ان كان طه يلبس تي شيرت ابيض بكم صغير لبس فوقه قميصه الأسود كي يخفي أي اثر لجرحه اذا كان ظاهرا.. اقتربت زهرة من الرجلين وظلت تبحلق بامير.. عرفته بالفعل وظهرت معرفته على وجهها. قالت أسماء: "زهرة ساعرفك على الصحفي امير ومن المنظمين لجمع التبرعات وناشط في حقوق الانسان وتستطيعين القول انه هو المسئول عن كل هذه الحملة" تبسم امير وحاول كسر الوضع الغريب بالقول: "اهلا زهرة وأسماء اعرفكم على طه... سائق تاكسي وساعدنا باحضار المواد من بغداد الى هنا.." تبسمت له أسماء وشكرته على مساعدته بينما انتقلت بحلقة زهرة الى طه وبدا انها تفكر بشئ ما. ركزت عينها على عينيه وبدت مألوفة لها بشكل كبير .ذلك الحور البسيط فيهما ولونهما الأسود مع خط صغير جدا باللون الذهبي جعلها تشك انه هو الفتى الملثم الذي ساعدته.. لكن لا يبدو عليه أي من علامات معرفته بها على الاطلاق فلا إشارة من وجهه تبين انه يعرفها او ممتن لما فعلته له سابقا. قالت: "تشرفت بمعرفتكم... اخ امير واخ ... طه" ثم ضيقت عينيها كانها تلمح لشئ فقال امير كي لايثير شكوك أسماء لانها بالتأكيد سيعتريها الفضول وستسأل امير بحكم الصداقة عن الامر: "انا والاخت زهرة معرفة سابقة التقينا في احد المطاعم و قدمت لي مساعدة ؟" فتحت أسماء عينيها على وسعهما واجابت: "الدنيا صغيرة فعلا" ثم أكملت أسماء وسط دهشة زهرة من تعليق امير الغريب: "على كل حال نحن يجب ان نذهب سنراكما فيما بعد" اجابها امير: "بالطبع بالطبع وانا وطه لدينا عمل كثير" وتفرق الجميع كل لعمله.. فور ان ابتعدتا قال طه: "اعتقد انها تعرفت علي" ضحك امير واجابه: "حتى وان عرفتك انت، بعد ساعتين ستعود الى بيتكم ولن تلتقيا مستقبلا " دخلت زهرة الى الخيمة حيث اصطف عدد من الأطفال لتلقي اللقاحات اللازمة لاعمارهم ووقفت أسماء بجانب زهرة تلبس قفازات طبية وروب ابيض كي تفحص بعض النساء المحتاجات الى فحص. مر الوقت سريعا وفوتت زهرة موعد الاكل وبدأت الشمس بالغروب ولم تنتبه زهرة للامر.. أخيرا قالت لها أسماء التي انهمكت هي الأخرى بالعمل ولم تنتبه للوقت: "لقد خيم الليل يا زهرة انا خائفة الا نجد من يوصلك الى البيت" انتفضت زهرة مرتعبة وقالت لاسماء: "ارجوك يا أسماء جدي حلا فانا لا اريد البقاء هنا واخي بحاجة الي" ربتت أسماء على كتفها وقالت لها: "انتظري هنا سابحث عن طريقة عسى الله ان يرتب لك امرا يا صديقتي" ثم خرجت أسماء من الخيمة راكضة وهي تلتفت يمنة ويسرة تبحث عن احد المتطوعين ولكن الظلام منعها من الرؤية بشكل كبير. أخيرا شاهدت احدهم وسالته اذا ما كان يوجد شخص عائد للمدينة ليقول لها: "الشاب الذي جاء مع امير خرج لتوه عائدا الى البيت" سألته: "وأين امير الان؟" اجابها : "ساكلمه وارى" ثم اتصل على امير واخبره عن طريق أسماء ان هنالك من يحتاج للعودة وعليه ان يتصل بصديقه كي يرجع اذا ما كان قريبا.. وهكذا فعل.. اتصل على طه: "عد فورا الى المخيم" تسائل طه: "لماذا؟ " اجابه امير: "يوجد شخص بحاجة الى توصيلة ويجب ان يعود معك" استدار طه راجعا للمخيم ولم يكن قد ابتعد عنه كثيرا ... تحضرت زهرة لتغادر بعد ان اراحتها أسماء بخبر وجود من سيوصلها ... شاهدت الفتاتان أضواء السايبا راجعه ومن بعيد كان امير ينتظر طه بوجه متعجب.. هتف فور ان راه: "لا تغضب ارجوك؟" عقف طه حاجبيه متسائلا ليكمل امير: "زهرة سترجع معك" تنفس طه بغضب و اراد ان يتكلم فسبقه امير: "خذ نفسا عميقا ولا تغضب. اسمع احسب انها راكبة عادية ولا تتكلم معها كثيرا ولا تتبادل معها المعلومات عنك وابتعد عنها بقدر ما تستطيع" نظر له طه شزرا بينما أشار الى أسماء كي تحضر مع زهرة ... وقفت زهرة امام طه تنظر له بامتنان بينما هو ينظر الى الأرض يتمنى لو انه لم يعد.. ولكن.. قد فات الأوان الان على الندم. | |||||||
|  |
|
06-04-20, 07:30 AM
| #13 | |||||||
| كاتبة في قسم وحي الاعضاء وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصة بقصر الكتابة الخياليةوقاصة هالوين
|  اصابه خدر الحب التعديل الأخير تم بواسطة رؤى صباح مهدي ; 06-04-20 الساعة 07:33 AM سبب آخر: عمل الفصل مخفي | |||||||
|
| |
|
06-04-20, 08:40 PM
| #15 | ||||||||
| كاتبة في قسم وحي الاعضاء وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصة بقصر الكتابة الخياليةوقاصة هالوين
| اقتباس:
لم اعرف بالقوانين ومع هذا غاليتي ... القصة كما نوهت منشورة سابقا وقد غيرت الحوار من العامية للفصحى فلا اقدر على التغيير في حجم ما مكتوب لذا انشر فصلين كل مرة واذا انتبهت لمجموعهما سترين 15 صفحة .gif "Eh S(7)") على كل حال هي تعتبر من نوع الروايات القصيرة او اقرب الى النوفيلا لذا لا تنطبق عليها قوانين الرواية الطويلة | ||||||||
|
| |
|
06-04-20, 11:28 PM
| #17 | ||||||||
| كاتبة في قسم وحي الاعضاء وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصة بقصر الكتابة الخياليةوقاصة هالوين
| اقتباس:
 | ||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
15Likes
اصابه خدر الحب 
العرض العادي
