آخر 10 مشاركات
39 - ابنة الريح -روايات أحلام قديمة (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] الــخــوف مــن الــحــب للكاتبة : bent ommha (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الخلاص - سارة كريفن - ع.ق ( دار الكنوز ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-20, 12:24 AM   #131

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


واضح جدا ان مليكة بدأت تنجذب لسليم مشاعرها ناحيته مش راسية علي بر ابدا ورفضها الهروب مع ريهام نوع من المقاومة لنفسها اللي بدأت تميل ليه بس بتتحجج بخوفها من سالم ..
سالم الواطي مافيش فايده فيه مصايبه كتيرة ودلوقتي وقع مروان في كارثه وحرم صبا من بنتها ..

واضح ان مالك عنده مشكلة في يتمه هل هو لقيط ودا سبب خلافه مع مروج وكمان مشاكله القوية مع طليقته اللي بيمنعها من انها تشوف ولادها ياتري حصل بينهم ايه ..

تسلم ايدك ياجميل


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 11-07-20, 11:02 AM   #132

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
مالك لدية اطفال و منفصل عن زوجتة
اعتقد ان زواجة كان سبب ما حدث بينة
وبين مروج....
سليم غاضب ...و مليكة غبية ....ما زالت تعاملة
ب احتقار....
مروان فى ورطة هو وصبا
تسلم ايدك حبيبتي 💖💖


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-20, 04:44 PM   #133

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
واضح جدا ان مليكة بدأت تنجذب لسليم مشاعرها ناحيته مش راسية علي بر ابدا ورفضها الهروب مع ريهام نوع من المقاومة لنفسها اللي بدأت تميل ليه بس بتتحجج بخوفها من سالم ..
سالم الواطي مافيش فايده فيه مصايبه كتيرة ودلوقتي وقع مروان في كارثه وحرم صبا من بنتها ..

واضح ان مالك عنده مشكلة في يتمه هل هو لقيط ودا سبب خلافه مع مروج وكمان مشاكله القوية مع طليقته اللي بيمنعها من انها تشوف ولادها ياتري حصل بينهم ايه ..

تسلم ايدك ياجميل
هو فعلا واطي وإنسان زي ده ميستحقش الرحمة وانه يبقى جد...تسلم يداكِ على التعليق يا قمر ❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-20, 04:46 PM   #134

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته
مالك لدية اطفال و منفصل عن زوجتة
اعتقد ان زواجة كان سبب ما حدث بينة
وبين مروج....
سليم غاضب ...و مليكة غبية ....ما زالت تعاملة
ب احتقار....
مروان فى ورطة هو وصبا
تسلم ايدك حبيبتي 💖💖
فعلا معاملتها بالاحتقار له مؤلمة...الله يسلمك يا قمراية ❤❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 09:03 PM   #135

Aya Slieman

? العضوٌ??? » 392728
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 330
?  نُقآطِيْ » Aya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to behold
افتراضي

سليم و محاربته سالم الزفت على اكتر من جبهة و يا ريت بشكره كلهم بزيدوا عليه و بجرحوه😒😥
و اولهم مليكة الغبية طالعة نازلة ياهانة و لما يهوب ناحيتها و يردلها الاهانة بصير الظالم المستبد بمظرها و عم بستغلها😒😒 يا خسارة مشاعره اتجاها وحدة هبلة غبية غبية مش طايقتها ابداً😒😒😠
يبدو اللي عملته جود بالماضي هيبقى عمل جرح جواتها صعب يشفى و هو السبب تحولها لجود الصلبة اللي بتتريث بكل شي و مدت من تجربتها نصيحة لتمارا لما تتهور و تعيد غلطتها🤭
مالك و احزانه اللي يبدو مش هتخلص و ظهور طليقته على ما اظن و مطالبتها بالاولاد مع رفض مالك القاطع و نفورها منها معقول زواجه منها هو السبب اللي بعده عن مروج و كان اساس المشاكل🤔🙄
مروان و صبا و وقوعهم بمنتهى السهولة مع سليم بفخ سالم عن طريق هاني و قضية الطفلة اللي اشعل غضب سليم بعد معرفته يا ترى هينقذ مروان او سالم الزفت هينتصر هالمرة ربنا ياخدك يا بعيد😒😠
تسلم ايديكي😘❤❤


Aya Slieman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 11:59 PM   #136

تماضر عبدالله

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية تماضر عبدالله

? العضوٌ??? » 438979
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » تماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond reputeتماضر عبدالله has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلم ايدك رواية جميلة وأسلوب شيق وجميل، مروان وصبا واقعان في ورطة فهل سيتمكن سليم من إخراجهما؟...
ومن هي زوجة مالك وما علاقته بمروج...
وما هي قصة الجود التي إلى الآن لا تزال مجهولة ، وهل هنالك رابط بينها وبين أمجد...

بانتظار ابداعك دوماً


تماضر عبدالله غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-07-20, 06:50 PM   #137

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة al-jood مشاهدة المشاركة
تسلم ايدك رواية جميلة وأسلوب شيق وجميل، مروان وصبا واقعان في ورطة فهل سيتمكن سليم من إخراجهما؟...
ومن هي زوجة مالك وما علاقته بمروج...
وما هي قصة الجود التي إلى الآن لا تزال مجهولة ، وهل هنالك رابط بينها وبين أمجد...

بانتظار ابداعك دوماً
تسلمي لي يا جميلة على رأيك الجميل وعلى كلامك❤❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-20, 11:44 AM   #138

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-20, 10:28 PM   #139

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

،مساء الخير
تسجيل حضووووور🌹🌹🌹


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-20, 12:19 AM   #140

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن
======
تمددا على الأريكة رأسهما موضوعتان على فخذي أمجد، يبتسمان له دون مواربة، وهو يبتسم لهم ابتسامة ملء شدقيه، يعشق تلك الحركة ويتمنى أن يأخذهما بين أحضانه كي يحميهما من قساوة العالم وبطش البشر، أصابعه تعبث بشعر رائف وكفه تحتضن كف لجين، رغم فيض المشاعر الحنونة التي غمرته كليًا وكأنه أبٌ يحتضن أطفاله بحنان إلى أنه يشعر بقطعه من قلبه بعيدة، تلك الصغيرة المتمردة، ابتعادها وانفصالها عنهم يؤلمه رغم غضبه منها إلا أنه يريدها أمامه تبتسم له كما تبتسم لجين ورائف، ود لو احتضنها بين ذراعيه كي يحتوي حزنها لكنها اختارت الانعزال، تنهيدة خافتة خرجت من بين شفتيه، فرفع رائف المبتسم عينيه وهتف مشاكساً :
-هل سمعتِ تنهيدة حزينة خرجت من بين شفتي أمجد للتو يا لجين؟!
ابتسمت لجين برقة، ورفعت عينيها هي الأخرى له تزامناً مع هتافها المرح :
-نعم يا رائف، يبدو أنه سئمنا، وكم مُحزن هذا والله!
ابتسم رائف بخبث، ثم أعتدل في جلسته وتربع فوق الأريكة، وقامت لجين بنفس الفعل، فعقد أمجد حاجبيه بتوجس، وهتف ملوحاً بسبابته بصرامة كاذبة :
-أي تصريف قليل الحياء، سابرحكما ضرباً دون أن يرف ليّ جفن!
زادت ابتسامة رائف الخبيثة، بينما لجين كانت ترمق أمجد بنظرات شريرة، فازداد انعقاد حاجبا أمجد حتى كادت تصافح عينيه، حاول الوقوف، لكن رائف أمسك بمرفقة وعلى ملامحه الخبث والتسلية.....فضاقت عينا أمجد بتفحص ناقلاً نظره بين شقيقته التي كانت تهز رأسها بوعيد وترمقه بنظارتها، بينما رائف لم يختفِ الخبث على ملامحه وابتسامته....حينها هتف أمجد بتوجس :
-ماذا؟!
انفرجت شفتا لجين الصغيرتين، وهزت كتفيها ببساطة هاتفة :
-ماذا؟!
زفر أمجد بقوة والتوجس بداخله يتزايد، بينما شفتاه فقد زمهما بقوة فبدا كخط مستقيم، وحين لاحظ تبادل النظرات بين لجين ورائف، هز رأيه بيأس وقد علم نيتهما، وبالفعل غمز رائف بخفه إلى لجين، فهزت رأسها بفهم، وسرعان ما وجد أمجد شخصين يعتقلان عنقه كلا منهما يتبث به بذراعيه، فشهق أمجد شهقة مكتومة، وهتف برعب :
-ماذا تفعلان، هل...هل تريدان خنقي وقتلي ثم تقوما بتقطيع جسدي إلى اجزاء صغيرة... يالهي ابتعدا أشعر بالاختناق!
لكن لحين ورائف لم يمتثلا لأمره بل أرتفع صوت ضحكتهما بقوة، لا تعلم لجين لماذا تشعر بالسعادة والدفء وهي تحتضن أمجد بهذا الشكل حتى لو كان لأجل ترجٍ، لكنها وببساطة تشعر بدفء عاطفته الابوية، وصوته الدافئ بطبيعته الحنونه، بينما رائف لم يكُن أقل منها بل سعادته تفوق كل هذا وهو يغمض عينيه مستمتعاً بهذه اللحظة الغريبة، لم يدركا بأن امجد أبتسم بحنان، وابتهجت ملامح وجهه الهادئة، بينما سواد عينيه يزداد جمالاً، شعوره لا يوصف الآن وهو يرى شقاء شبابه متشبثان بعنقه وبهذا الشكل رغم الإحباط الذي كان يحتل قلبه وهو يعلم سبب فعلتهم تلك....سمع أمجد صوت رائف يهتف بترجٍ :
-أمجد أنتَ والدنا وصديقنا وكل شيءٍ في هذه الحياة، لا نحب أن نراك حزيناً....نعشق تضحيتك من أجلنا وشبابك الذي وهبته لنا...لذا فلا تتردد أبدا بشأن حبنا لكَ، فأنت شخصٌ رحيم القلب حقاً!
هل دمعت عيناه أم أنه يتوهم، هل تراقص قلبه على لحن الانتصار أم انه يتوهم، هل شعر بحبه يتزايد لهم...لا....لا يعلم حقاً سوى أنه أبتسم، وأختلج فكه، بينما أنامله المتشبثة ببعضها ترتجف........تابع رائف بشجاعة بعدما نظر إلى لجين بطرفِ عينيه لتغمض هي عينيها بهدوء مبتسمة برقة :
-أنا ولجين نترجاك بشأن مروج...حبسك لها لن يجدي نفعاً بل حالتها تزداد سوءاً وتمرداً...رغم أن نظراتها مُنكسرة، وابتسامتها باردة إلا أنها تتظاهر بالقوة والتمرد...وهكذا هي مروج...
صمت رائف غامزاً إلى لجين، فتابعت لجين بصوتها الهادئ والحنون :
-أرجوك..أرجوك أتركها تذهب إلى جامعتها....أرجوك...منذ متى وأنتَ قاسٍ عليها إلى تلك الدرجة ألم تكن مروج ابنتك الصغيرة...أصغرنا!....لأجلنا يا أمجد أسمح لها بالخروج ولا تحبسها هكذا...و...ورائف سامحها...أقسم لكَ أنه سامحها...
-لا تقسمي كذباً يا لجين!
قالها أمجد بقوة مقاطعاً حاديثها، ملامحه جامدة وكأن فرحته قُتِلت في مهدها، شفتاه زمهما بشدة، وعيناه برقتا بشكلٍ غريب، بينما لجين ورائف بهتت ملامحهما، ليبتعدا عنه بسرعة، فتابع أمجد بصوت بارد غريب :
-أنا أريد تعليمها الأدب، فلسانها بات يجرح دون هدى ولا حساب، لذا فأنا للأسف أرفض رجاءكما الجميل…
صمت لبرهة مراقباً ملامح لجين ورائف الباهتة، وارتبكاهما الشديدة وكأنهما فشلا في إختبار هام للتو..لاحظ وجوم رائف وملامح لجين العابسة لكنه لم يأبه لهما بل تابع مشدداً على حروف كلماته، عيناه ترمقان رائف بنظرات غريبة وكأنه يختبر مشاعر رائف الحقيقة المتوارية خلف ساتر حبه :
-وآه.....أنا أعلم ما يشعر به رائف أكثر منه هو شخصياً، هو سامحها ظاهرياً لكن روحياً مطعون بسكين الإهانة لذا لن أتهاون معها هذه المرة!
وبعدها عم صمتاً مريعاً عليهم، رائف بهتت ملامح أكثر حد الشحوب، والتوت شفتاه بحزن شاعرا بأنه تلقى لكمة عنيفة في قلبه للتو، هو يشعر بالانكسار والنقص لكنه يخفي ذلك وبمهارة غافلاً على من رباه ويعلم ما يشعر به وما يجول برأسه، بينما لحين كانت تقلّب نظرها بين أمجد ورائف بملامح عابسة، عاقدةً ساعديها أمامها صدرها، فنظر أمجد لها وأبتسم أبتسم رغم شعوره بالغضب يتفاقم بداخله من كل شيءٍ ، حين ظهرت ابتسامته، ابتسمت لجين هي الأخرى، وصدر منها ضحكة صغيرة، فرفع رائف رأسه لها بتوجس من ضحكتها، إلا أنه وجد أمجد يداعب باطن قدمها بأنامله وعلى شفتيه ابتسامة صغيرة جنونة، وكأنه لا يريد رؤية العبوس والحزن على ملامجها، لم يرَ رائف نفسه وهو يبتسم ابتسامة صغيرة، وبرقت عيناه منتظراً..........مزاح أمجد له رغم موجة الغضب التي أحاطت الجو منذ دقائق....
هتف أمجد بهدوء بعدما تنحى قناع البرود جانباً :
-ما قلة الأدب هذه، لِمَ ابتعدتوما عن عنقي...هل العناق وقت مصلحتكما فقط؟!
دعوة صريحة للعناق مرة أخرى، ولم يتأخرا على تلبية دعوته، فاندفعا نحوه متشبثين به يمزحان بعدة كلمات جعلت أمجد يقهقه عاليا دون مواربة، وكأنه يريد ازاحه الحزن عن صدره وقلبه المسكين، يريد أن يضحك يبتسم، يمرح، يلهو، يترفه، لكنه وببساطة يهتم بهم أكثر من نفسه، رؤية ابتسامتهم تحيّ قلبه وتنعش روحه حتى لو كان على حساب نفسه....
لم يكن يرى تلك التي خرجت للتو من غرفتها كي تذهب إلى المطبخ، فرأت المشهد أمامها، رائف يحتضن أمجد المبتسم باشراق، و لجين تحتضنه بقوة و شفتاها لا تتوقف عن الحديث أبدا، حديث مازح، لم تشعر بانحدار دمعتين باردتين كعينيها، دمعتان انحدرتا ببطء وهي تشعر بالغيرة تتفاقم بداخلها، ترى شقيقها الأكبر التي لم ترَ سواه منذ صغرها، يبثها حنان الأب والأم يدللها كما يشاء ويحملها على كتافه كطفلته، وها هو الأن يحتضن رائف ولجين بقوة مبتسماً بأشراق وكأن غيابها لم يعد يشكل فارقاً له...له هو خصوصاً...
إلى متى ستظل غافلةً، إلى متى ستظل ترى بعينيها ما يحدث ثم تحكم هي بنفسها دون سماع راي الآخر، كبرياؤها بغيض حد السماجة، يمنعها من الاعتذار بل يمنعها من مرعاة شعور الآخرين، تريد الطعن بسيفها أولا فتربح نقطة ضد أي شخص؟!
نار الغيرة الطفولية على والدها الروحي تنهش بصدرها، تريد أن تطير نحوه لتبعد لجين ورائف عن أحضانه فتنعم هي وحدها بدفيء حنانه، وجمال كلماته الطيبة، لكن المتطفل البغيض تدخل مانعاً إياها من التنازل، سيأتي لها ليصالحها، ولم تأبه بأي شيء سوى لنفسها....
لكن...لماذا هذا الشعور الحارق بداخلها، وكأنها ولأول مرة تشعر باليتم يطيح بكيانها، تشعر باليتم والوحدة، كم مرة تمنت وجود والدها و ولادتها بجوارها، كم مرة شعرت بالحزن لكن أمجد كان يبددها عن كل هذا، والآن تريد أن بحتضنها فتخمد نار غيرتها وشعورها باليتم؟!

زفرت دون صوت، ثم استدارت على عقبيها تنوي الدخول إلى غرفتها مرة أخرى بوجهٍ امتلأ بدموع القهر و الغيرة واليتم؟!....

أما أمجد، فقد توقف عن المزاح حين التقطت أذناه صوت نواح نساء الحي يرتفع شيئاً فشيء فعقد حاجبيه بتوجس...وهتف وهو ينظر إلى رائف بعدما أبتعد هو الآخر متوجساً من الأصوات :
-ما هذه الأصوات؟!...نساء الحي يصرخن....
-يبدو أن هناك عراك قد شب...سأذهب لأرى من النافذة...
قالها رائف بسرعة وهو يهب واقفاً متجهاً إلى النافذة يكاد يعدو، وخلفه أمجد يسير بخطى سريعة، فتح رائف النافذة بسرعة، ومال بنصف جسده إلى الأمام حتى كاد يسقط، فتشبث أمجد به وهتف بغضب :
-ألن تتوقف عن هذه العادة البغيضة...تباً لكَ...
لكن رائف لم يرد عليه بل ضاقت عيناه متفحصا ما يحدث بالأسفل في معركة غير متكافئة بالمرة فقد كان رجال"عادل وجدي" ممسكين بشاب يناضل باستماته، شاب ملامحه غير واضحة تغطيها الكدمات والدماء يتلوى بعنف لكن رائف عرف هويته، فهمس بذهول :
-يونس...
لم يسمع أمجد همسه، وصوت الصراخ يتعلى بشكل مفزع، فهدر صوت أمجد مخاطباً رائف وهو يجذبه إلى الخلف كي يرى ما يحدث :
-أبتعد...أبتعد أريد أن أرى ما يحدث بالأسفل....
أبتعد رائف بالفعل وأسرع نحو غرفته يصعد درجتين معاً، يلهث بقوة وكأنه يحارب الزمن، فرمقته لجين بحيرة وحاولت الاقتراب كي ترى ما يحدث لكنها تذكرت أمر أمجد بألا يخرجا هي ومروج أثناء أي خناق حتى لو من النافذة، فيما امتد أمجد بجذعه وعلامات القلق تعتري ملامحه، يريد فهم ما يحدث وسبب أعتقال رجال عادل لذاك الشاب الذي اختفت ملامحه بدماء غزيرة، وحين أمعن النظر إلى الشاب، جحظت عيناه وانفرجت شفتاه مشدوهاً من هول المنظر، شعر بالدماء تندفع في أوردته، ليتراجع عن النافذة، ثم يركض نحو الباب ينوي النزول، لكن حانت منه نظرة سريعة إلى رائف الذي هبط درجات السلم بسرعة وبيده مادية حادة يلمع سنها بشراسة، فرفع أمجد حاجبه باستغراب، وهتف مشيراً بذقنه إلى مديته :
-منذ متى تحمل تلك الأشياء...ألم أنصحك بألا تتصرف كأبناء الحي هنا...
وقف رائف أمامه صلب الملامح متشنج العضلات، يرمق أمجد بنظرات غريبة وكأنه يرى كائناً غريباً عنه تماما، وحين شعر بمرور الدقائق انتفض من مكانه واندفع نحو الباب مزيحاً أمجد تزامناً مع هتافه بصوت عالٍ :
-أنا تربيت بينهم فكيف سأتحلى بالصمود وأنا أرى شاب لم أرَ منه سوى الخير و المودة.....
ودون أن يكمل كلامه أندفع خارجاً من الباب الرئيسي إلى الشارع حيث المعركة الغير متكافئة بالمرة فقد كان يونس وحيداً يدافع عن نفسه بشراسة وملامحه رغم عدم وضوحها إلا أنها كانت شديدة الغضب..........والشراسة...
كز رائف على أسنانه بقوة، وخلع قميصه الأسود ليلقيه دون أهتمام، فظهر تشوه ذراعه لكنه لم يبالي بكل هذا بل أندفع إلى التجمع ذارعاً نفسه بينهما، وقف بجوار يونس بعدما تركوه تلك الحوائط البشرية يكاد يسقط من فرط الألم لكنه كان يلكم دون هدى، فساعده رائف بعدما ذرع نفسه بينهما ومديته في حزام بنطاله تنتظر أي تصرف غادر كي يشهرها لهم دفاعاً عن نفسه وعن يونس...يونس الذي ترنح جسده من فرط الألم والجروح، لكن كل ذرة في جسده تدفعه للصمود، نار نار هوجاء تنهش في صدره...نار كانت تحيط يه وهو يرى نفسه هو ورائف محيطان بمجموعة من رجال أقوياء....واحد منهم فقط يستطيع سحق عظامه دون أن يرف له جفن، رفع كفه بأقصى سرعته ثم لكم عادل حين لاحظ انشغال رجاله مع رائف، فرد عادل اللكمة له أقوى وأقوى فهتزت حدقتاه وانسدل ستار أسود أمام عينيه....سقط على ركبتيه ببطء ورأسه تستند إلى صدره ثم سقط جسده بأكمله تحت قدم عادل..وأخر ما سمعه هو صرختين....أحداهما لأمجد الذي صرخ بوحشية كي يتركوا شقيقه....وصوت صرخة استطاعت أذناه في التقاطه...فقد كانت الصرخة للجين....صرخة صرختها بأسمه وكأنها قريبة منه؟!

...........
معركة...أنها فعلا معركة غريبة...ولأول مرة يشارك أمجد في عراك عنيف إلى هذا الحد، حين وقعت عيناه على شقيقه الذي تحولت صفحة وجهه إلى كدمات مُفزعة شعر بالدماء تدب في أوردته وكأن أبن من ابناه قد ضُرِب فكيف سيقف ساكناً... أندفع صارخاً بوحشية ثم زرع نفسه بينهم محاولا تخليص شقيقه...وبالطبع نالته بعض اللكمات القاتلة لكنه لم يهتم ولم يشتبك معهم حتى، أهتمامه كله في تخليص شقيقه منهم حتى لو أضطر لقتلهم!!...أما رائف فقد كان مناضلاً مغواراً بالفعل بالرغم من الضربات العنيفة التي تلقاها...لكمات وضرب عنيف جعله عينيه تجحظا ألما وغضباً....وحين تدخل أمجد حاول تخليص نفسه منهم كي لا يطوله أي أذى...لكن الأذى طال كلاهما بكل الاشكال...
امتدت أنامله خلسة خلف ظهره كي يسحب مديته....سحبها بسرعة...وهمّ بجرح ذاك اللوح الجلف الممسك برائف دون أن يحرمه من اكرمياته العنيفة...لكن صوتا عنيفا صدح بقوة جعل الصمت يعمّ فجأة بعد طول صراخ وصراع...
-كفوا عن هذا الآن...اتركوا بعضكم....أليس لديكم كبير في هذا الحي وهو بالمناسبة يكون أنا؟!...
هذا الصوت الوقور صدر من رجل متقدم في السن...وجهه متغضن بتجاعيد الكُبر....شفتاه حادتان...وعيناه ثقبتان رغم تغضن زاويتهما....يرتدي جلباباً رجولياً لم يقلل منه أي شيء بل زادته عظمة.....بعد صرخته الحازمة والسكون الذي تلى صرخته...تقدم نحو عادل ووقف أمامه قبل أن يهتف بصوت حاد، صارم :
-كم من مرة قولتُ لكَ أبتعد عن الحي...أنتَ تجلب المصائب بشكلٍ سريع.....ما هذا الذي فعلته...حولت الشارع إلى حربٍ...رجالك يضربون وأنتَ تصفق لهم....تضربون أكثر شباب الحي أدباً وشهامة ورجولة....دون أن يرف لكم جفن.....عقلك المربض يصور لكَ أن ذراعك أهم من عقلك المعطوب هذا....والله والله يا عادل ما حدث اليوم لن يمر مرور الكرام...
صمت الرجل الوقور وصدره يرتفع و يهبط بأنفعال...بينما عادل كان يرمقه بنظرات نارية هوجاء..يريد قتل يونس ومن يتجرأ على تحديه والتطاول عليه....انفرجت شفتاه الغليظتان المقيتتان ليهتف بصوت لم يقل قوة عن صوت الرجل :
-هذا ليس أسلوباً للتعامل مع أكبر رجال الحي يا حاج عبد العزيز...ل
رفع عبد العزيز كفه أمام وجه عادل مقاطعاً إياه، وهدر بصوت صارم :
-أكبر رجال الحي لا يفعل ما فعلته وأنت لم تكن كبيراً يوماً يا عادل....أنتَ أكثر الرجال دناءه و نذاله....
صمت عبد العزيز لبرهة، وعادل يكاد يشتعل غضباً، فأردف عبد العزيز بصوت عالٍ :
-خذ رعياك وأخرج من هذا الحي الآن يا عادل حتى أبعث لكَ رسولي....هيااااا....
زمجر عادل بخشونة، ثم أبتعد ورمقهم بنظرات متوعدة....
إنسحب رجال عادل والشر يتطاير منهم...فنظر عبد العزيز إلى جسد يونس المسجى أرضا بشكلٍ يكاد من يراه يجزم بأنه جسد بلا روح...بهتت ملامح عبد العزيز...وهتف بصرامة :
-هلا تكرم أحدٌ منكم وحمل الرجل من على الأرض....
في هذه اللحظة كان أمجد يسند رائف..وذرعاه تشبثتا به بقوة يشعر بغضب أسود يسيطر على كيانه وملامحه لا يصدق أنه سمح لرائف بالاشتباك و آذية نفسه...هل أصابه الجنون أم ماذا...مظهر رائف يعتصر قلبه اعتصاراً بأصاباته الشبة مُفزعة يريد يريد أن يطلق سراح الوحش الكامن بداخله......أما رائف بعدما هدأ جسده ...شعر بألم حاد يكتنفه كلياً...ضربات تلك الحوائط كانت قاسية رغم أنه أتى في آخر لحظة... فماذا عن يونس!!!...يونس الذي سكن جسده على الأرض شبه....شبه فاقد للروح.....نظر رائف إلى شقيقته الواقفة أمام بيتهم عينيها جحظتا بشدة ودموعها منهمرة على وجهها بأكمله...ترتجف بالمعنى الحرفي....حتى كاد يشعر بأنتفاض جسدها.....تسائل هل بكاؤها تأثراً بما حدث له بل لأجل...............يونس؟!
صوت عبد العزيز جعله يلتفت إلى جسد يونس المسجى أرضا...فحاول الاقتراب منه إلا أن أمجد هتف بصوت مشتد مخاطباً عبد العزيز :
-أنا سأحمله يا حاج...ممن تريد المساعدة كي يحمله...ممن تركوا يتلقى ضربات قاتلة وهم يشاهدون ما يحدث......إلى متى سيظل هذا الحال هنا....تهابون ولا تدافعون...؟!.....
صوت أمجد كان غاضباً مشتداً.....يلقي نظرات ازدراء على من تنحو جانباً كالجبناء....منهم من اشتبك ومنهم من تنحى خوفاً من سلطان عادل وبطشه....تقدم أمجد نحو جسد يونس بخطوات سريعة و الغضب يعتري ملامحه ممتزجاً بالخوف والشفقة....جثا أمجد على ركبته دون أن يعبئ بتلوث بنطاله..تحسس بأنامله نبض يونس...فوجدة ضعيف بشدة...ازدرد ريقه ببطء...ثم أمسكه من كتفيه ليرى وجهه لكن ما ادهشه خط الدماء الممتد على بطنه....فهمس بصوت باهت مرتجف :
-نبضه ضعيف وأصاباته خطيرة...يجب أن ننقله إلى المشفى...سيموت!
======
دموع سقطت على وجهها بغزارة....تجلس على أرض جامدة صلبة تكاد تشعرها بالصقيع...رأسها مستنداً إلى الجدار الاسمنت...تضربه مرة تلو الأخرى....تشعر بالغضب والألم يجثمان على صدرها...ملامحها منطفئة...عيناها العسليتان قاتمتان....ملامحها شاحبة..وشفتاها زرقوتان....وجسدها ينتفض انتفاضاً....حتى شعرها الأسود أعلن تمرده وتدلى من تحت حجابها..لم تهتم له بل لم تهتم سوى بشيء واحد...أبنتها....تريدها...لم تتمكن من اشابع نهمها الأموي...لم ترضي عينيها من ملامحها...سرقها الجلف...اختطافها وسيذيقها المُر كما فعل معها......هزت صبا رأسها برفض وضمت ركبتيها إليها بقوة...وهمست :
-لا...لا....سيؤذيها....كما أذاها هذا ليس عدلاً...هذا ليس عدلاً بالمرة....
ثم اجهشت في بكاء عنيف...جسدها يزداد ارتعاداً....
هل حل الصباح عليها وهي حبيسه بمفردها بعدما أنهارت وصرخت....لا تعلم...هل مرت ساعات على جلستها الكئيبة وقساوة الطقس تناسب قساوة ما حدث.....

حين صرخت في هاني طالبة منه الرحمة، ودموعها تكاد تبتلع وجهها....تترجاه بإصرار وهو لا يعبء بها من الأساس...يسير أمامها وهي مقيدة بقيد الحديدي يجرها العسكري جراً...بينما مروان كان يسير خلفها مقيد الكف...يهدر بعصبيه وبكلمات غير مفهومة لم يهتم هاني لها بل رمقهما بأزدراء وتشفي....ثم نظر إلى صبا نظرات خبيثة....فهتفت صبا من وسط شهقاتها وهي تضع كفها الحر على صدرها :
-هاني...هاني أرجوك أرجوك...لا تفعل بي هذا....أنا آسفة حقاً آسفة سأقبل بالزواج منكَ...و...و سأقبل بأن أكون زوجة ثانية فقط أترك ليّ ابنتي و لا تفعل بي هذا...أنتَ..أنتَ لا تحبها....والله والله سأتزوجك....
لم تتلقى أي ردٍ من هاني الذي كان يرمقها بعينين متقدتين وشفتين حدتين رمهما فأصبحتا كخط مستقيم فاتر...عيناه كانتا تطلقان حمماً بركانية...فكه يتحرك دون حديث.....حاولت ترجيه مرة أخرى إلا أنه أقترب منها بخطوات بطيئة والعسكري مستمر في جرها بعنف...بينما مروان خلفها يصرخ بهياج :
-غبية...غبية..
أقترب هاني منها بملامح شرسة وعينين ثاقبتين حادتين..يحمل جميلة بذراعه تحت فخذيها وذراعه الحر يضعه في جيبه بكل غرور...يتحرك يتحرك وهي تبتعد وتبتعد حتى صار خلفها فلوت رأسها ونظرت له برجاء وشفتيها ترتجف بلونهما الأزرق....كلمة واحدة سمعتها من بين شفتيه البغضيتين حين أوشك العسكري الممسك بها بجذبها إلى ممر أخر...
-أنتظر...دقيقتين فقط...
لم يبدُ لها أن العسكري الممسك بها قد سمعه...إلى أن عاود هاني طلبه..فوقف العسكري على مضض..ورمقهما باستياء...وقف هاني أمامها يطالعها من طوله الفارع، فزمت صبا شفتيها تمنع شهقتها وشعورها بالقهر يكاد يذبحها ذبحاً...بينما مروان كاد أن يصاب بالجنون...لا يعرف ما سبب تلك الحالة الهسترية التي سيطرت عليه منذ ما حدث...لكنه وببساطة كان يشعر بنار تنهش صدره...وبشعور غريب يكتنفه كليًا... حين أقترب هاني من صبا المنهارة...كز على أسنانه بقوة حتى كاد يسحقهم... هامساً بصوت خفيض :
-تباً لكِ....تباً لكِ...

أما هاني فقد مال بجذعه إلى الإمام غير متهم بصراخ جميلة حتى كادت تختنق...تمد ذراعيها إلى صبا وشفتيها المكتنزتين ترتجفا بشكلٍ يثير للشفقة بشأن طفله؟!...حين مال هاني إلى الامام تشنجت عضلتها ورمشت بعينيها الحمراوين مرتين...فابتسم هاني دون مرح وهتف :
-عن أي زواجٍ تتحدثين؟!..بعد فعلت الشنيعة لن يتم أي زواج يا صبا بل سيكون هناك عقاب أشد بكثير....انتزاع ابنتك منكِ...ورميك في مشفى نفسية كي تعودي إلى اتزانك أما ذاك الذي يصرخ هائجاً....فسألقيه وراء الشمس بخطف جميلة....أنتِ..
صمت لبرهة مبتسماً بشر....فشحب وجه صبا أكثر وكاد يحاكي وجوه الموتى، جامدة لا تتحرك وكأنها تمثال من الشمع...وحين لاحظ هاني شحوبها، أردف بصوت عالٍ :
-فاجرة وتستحقين القتل.... عار...أنتِ عار...يا... مجنونة....
وبعدها رحل بسرعة....صراخ جميلة يدوي في أذنيها حتى الآن مختلطاً بصراخ مروان حينها بعدها لم تتذكر أي شيء تتحرك دون روح ودموعها لم تهدأ أبدا....تتذكر أن خناق قد شب بين مروان وهاني بعد طول تعذيب لها ولمروان في تحريكهما إلى أماكن مختلفة دون فهم....وبعدها رأت ابن عمه و مجموعة صغيرة من العساكر يحاولون تهدأتهما دون جدوى....لكنها لم تهتم للمتابعة بل زاد وتيرة بكاؤها أكثر...وتفاقم شعورها بالقهر داخلها....بينما تلك المضغة تؤلمها بشدة وكأنها نضبها أرهقته الحياة....لا تعلم متى أتى سليم ولا تتذكر ماذا حدث بعدها كانت تسير كالجثة الهامدة لا تبدي أي رد فعل...فقط تنظر وتصمت لم تجيب على أسئلة الضابط..........لا تتذكر ماذا حدث قوتها ولا تريد...فقط تريد الراحة والاطمئنان على صغيرتها..فقط هذا ما تريده لا أكثر.........!!
======
-وما شأنك أنتَ يا(...)...ألا تمتلك قليلاً من الخجل يا سارق الأطفال....
لا يعلم كيف تحكم في نفسه وقتها وهو يسمع أهانته بأذنيه..يقف عاجزاً عن الدفاع عن نفسه أمام الضابط الكائن خلف مكتبه...يترصد أي حركة له...وكم ذكره هذا الموقف بعجزه في أشياء كثيرة واولهم الحادث الكارثي الذي عاش به لحظة بلحظة...شعوره وهو يرى صراخ جميلة الهستيري حتى كادت تختنق وجلسته المتعجرفة واضعاً ساق فوق الأخرى....يرمق مروان بنظرات نارية....لكن مروان لم يهتم له بل التفت إلى الضابط وهتف بصوت مشتد وجسد متشنج :
-ما فهمته أنني متهم بخطف جميلة؟!....
أومأ الضابط برأسه دون تعبير، ثم هتف مشيراً بسابته نحو هاني :
-السيد هاني هو الواصي على جميلة....لان أمها غير مؤهلة لتربيتها....وبفعلتها هذه سيتم عرضها على طبيب نفسي...أما أنتَ فست...
-ابتعدوا عني....قولتُ لكم سأدخل ولو رغماً عنكم..
جملة صرخ بها سليم وهو يفتح باب الغرفة دون استئذان قاطعاً حديث الضابط المُندهش حتى كاد حاجباه يلمسا مقدمة رأسه...بينما مروان ابتسم ابتسامة صغيرة باهتة وهز رأسه بقلة حيلة ورغماً عنه اختلس نظرة إليها فوحدها ساكنة لا تُبدي أي حركة فانعقد حاجباه بقلق رغم غضبه الشديد منها ومن حماقتها....زم شفتيه بقوة.....وصوت سليم الغاضب يهدر في الغرفة كعاصفة هوجاء :
-ابتعدوا عني...غضبي ليس في صالحكم...

في هذه اللحظة، خرج الضابط من ذهوله، وضرب سطح المكتب بقوة صارخا :
-لماذا تصرخ بهذا الشكل؟....وكيف تدخل بتلك الطريقة هل هي زريبة.....

ازدادت ملامح سليم شراسة...وتفاقم الغضب بداخله....فاندفع نحو الضابط جاذباً ذراعه من قبضة أمين الشرطة....خطوتان فقط أحتاج إلى خطوتين ليقف أمام الضابط بملامح قاتمة وعينين متقدتين ملتهبتين، مال بجذعه نحو الضابط هاتفاً :
-لا أعتقد أن طريقتك في الحديث تناسب كبير البلدة...سليم الأمير!
ارتبك الضابط بشكلٍ ملحوظ وتراجع غضبه، لكن صوت هاني صدح من خلفه هازئاً :
-وما الفائدة من معرفة هويتك يا سيد....سليم؟!
التفت سليم برأسه كالرصاصة..وزجرة بنظرة قائلة، هاتفاً بصوت مشتد :
-أخرس أنتَ....

أجفل هاني بشدة، فعاد بوجهه إلى الخلف....بينما سليم عاد برأسه إلى الضابط وقال بصرامة :
-لماذا تم القبض على ابن عمي...
أرتفع حاجبا الضابط أكثر، ونظر إلى مروان بطرفِ عينيه، ثم نظر إلى سليم وهتف بدون فهم :
-هل هذا السارق ابن عمك؟!...
اتسعت عينا سليم بغضب، وارتفع هدير أنفاسه أكثر، فازدرد ريقه ببطء قبل أن يهتف سليم بصوت حاد :
-من هذا الذي اتهمته بأنه سارق للتو...مروان!
كان هذا دور هاني ليهب واقفاً دون أن يأبه بشأن جميلة التي كانت تصرخ بشكلٍ مفزع :
-نعم أبن عمك أشترك مع صبا المجنونة في سرقة جميلة من بيتي والسفر بها...وأنا لن أرحمهم....

وللمرة الثانية التفت سليم له لكن بكليته...ليقف أمامه بعينين ازدتا قتامة، مما جعل هاني يتراجع خطوتين قبل أن يهتف سليم ملوحاً بسابته :
-للمرة الثانية سأقول لكَ أخرس أنتَ ولا تتكلم معي الآن أفضل لك....
تلون وجه الضابط باللون الأحمر غضباً، فهتف بصوت صارم مهتز قليلاً :
-سيد سليم هذا الأسلوب لا يجب أن تتحدث به داخل مكتبي...
ضحكة...ضحكة ساخرة خرجت من مروان أخيرا كبادرة منه على تافعله، فعبس الضابط واجفل هاني من تصرفه...بينما سليم نظر له بعينين مشتعلتين غاضبتين قلقتين يرمقه متسائلاً عن سبب ابتسامته، فهز مروان رأسه بأسف مصطنع :
-وهل أسلوب السب بأفظع الألفاظ مسموحاً هنا...يا سيادة الضابط!

أمتقع وجه الضابط، وارتبك بشدة من اطرأ مروان المستهزء....بينما هاني كان يرمق مروان بنظرات كارهة حقيقية...يريد إحراقه وإحراق روحه....لماذا يمتلك كل هذا الجاذبية بعينيه الخضروين وشعره الجميل ووجه الأبيض...رغم حالته التي يرثى لها بخف الحمام وملابسه الغير مرتبة بالمرة...لكن جاذبيته لم تتأثر بكل هذا...عاد هاني من تأمله على صوت الضابط وهو يقول بصرامة بعدما أستعاد رباطة جأشه :
-هلا وضحت ليّ سبب أقتحامك للمكتب بهذا الشكل سيد سليم!
لم يلتفت سليم له بل عقد ساعدية أمام صدره، وضاقت عيناه متفحصاً هاني بنظرات اربكته، وحين طال تأمله له زفر هاني بقوة وهو يشعر بالارتباك من ذلك الكائن الغريب...هتف سليم بصوت خطير :
-سأدفع لكَ ما تريده....لتتنازل عن المحضر....
للحظة تجمدت ملامح هاني بتعبير غريب، سرعان ما تحول من التجمد إلى أبتسامة ساخرة...ابتسامة استفزت سليم أكثر....فكز على أسنانه بقوة....وضم قبضتيه حتى أبيضت مفاصلهما....وحين طالت ابتسامته الساخرة، زمجر سليم بخشونة و تأفف مروان بغيظ، فهتف هاني وهو يهز رأسه هازئاً :
-لا لا يا سيدي...ان...
قاطعه سليم بكفه المبسوطة أمام وجهه، ليصمت هاني مرغماً بينما سليم تقدم خطوتين إلى الأمام ووقف على بعد خطوة بسيطة من هاني المتحفز، مال سليم إلى الأمام قليلا فتوجس هاني لكن سليم ربت على ذراع جميلة بحنو وداعب وجنتها كي تهدأ قليلاً تزامناً مع هتافه الحاد :
-سأعطيك ما تريده مقابل التنازل..أنا لن أسمح لكَ بأذيته...
تفاقم الغضب بداخل هاني أكثر...وبرقت عيناه بشكلٍ مخيف لكن سليم لم تهتز عضلة به متتظراً رده بكل صبر... بينما الضابط صمت تماماً منتظراً إلى أين سيصل الحوار....صمت.....صمت....أعصاب تحترق....وجو متذبذب بارد كالصقيع ومروان يتمالك غضبه بأعجوبة......لا يفضل عدم الدفاع عن نفسه..لكنه مرغماً على الهدوء في وجود سليم...وحين انفرجت شفتا هاني البغيضتين تحفز سليم وتأهب للهجوم :
-مال... ستعطيني مال مقابل التنازل....عن حقي في جميلة وخطفها مني....و خيانة خطيبتي ليّ..وجدتها في شقة رجل غريب ساعدها على خطف جميلة...وحدهما....فاجرة
-أخرس...
كلمة خرحت من بين شفتي مروان بصراخ وقد فقد السيطرة على غضبه أكثر...فصرخ به وجسده ينتفض انتفاضاً...لكن ما لم يتوقعه هو هدوء سليم ونظراته الثاقبة....بينما الضابط ضرب سطح المكتب بكفيه وهدر أمراً :
-خذهما إلى الحجز الآن....

عاد من شروده حين أقترب منه رجل غريب الملامح...يترنح قليلا ورائحته عطنه...لمحه مروان بطرف عينيه...فاعتدل في جلسته على الأرض الجامدة حد الصقيع.....وتأهب للمشاجرة كأي شاب في هذا الحجز.....وقف الرجل أمامه بعينيه المسبلتين وختف بتثاقل :
-لماذا تم حبسك...
رفع مروان عينيه الخضراوين له يرمقه بعينين متقدتين، بينما فكه كان يتحرك دون حديث.....فاقترب الرجل منه أكثر وقبض على مقدمة قميص مروان بقوة، فارتفع حاجب مروان مشدوهاً...ليهتف الرجل بصوت عالٍ جذب أنظار من معهم :
-....أنتَ بالتأكيد تم زرعك بيننا كي تسحب مننا الحديث وتنقل أخبارنا..........أنتَ من جئت بقدميك....
======
تقف تحت الماء بملامح شاردة...ينسدل على جسمها بانهمار...كنهمار دموعها كشلال انفجر لتوه...هي قبيحة...تعلم أنها قبيحة...تفتقد لفنون الجمال....لا تمتلك وجهاً شديد البياض بل تمتلك وجهاً مخملي وشفتين مكتنزتين....عيناها ليست ملونة بل طبيعية بلونهما الأسود كالليل ...جسدها ضئيل نوعاً وقوامها عادي....شعرها....هو أفضل الأشياء لديها بكثافته ونعومته ولونه الأسود البراق....يصل إلى منتصف ظهرها....
قبيحة؟!
هي ترى هذا...إذاً لماذا تبكي الآن وتشعر بالقهر والجرح؟!....لا تعلم فقط ما تعلمه إنها قبيحة حد النفور...جمالها بسيط هادئ....لا يعرف عن الصخب أي شيء....
نظرت إلى نفسها بعينين حمرواين...وشفتين مرتعشتين بينما صدرها يعلو ويهبط بعنف....تشعر بال...غدر؟!
كانت راضية بجمالها البسيط بل كانت ترى ملامحها مُحببة وتزرع السكينة في قلب من يراها...لكن الآن...اتضح لها العكس....هي قبيحة ولا تمتلك من الجمال سوى القليل...لذا تشعر بالغدر...كلمة سليم ستترك أثر في روحها ولن ينمحي أبدا...أبدا...
تنهدت بتعب، ثم أغلقت الماء وسحبت منشفة وردية وقامت بلفها حول جسدها بملامح باهتة...تحركت خطوتين نحو المرآة كي تنظر إلى نفسها ككل مرة...تتأمل ملامحها بشيء من الحسرة.....وبعدها تقوم بتبديل ملابسها المتحشمة لكن اليوم....حضرت قميص نوم وردي طويل يصل حتى كاحلها...انسدل على جسدها برقة تناسب تصميمة الرقيق بفتحته البسيطة في نهاية علي جانبي ساقيها..وطول ذراعيه الذي لم يتعدَ كتفيها بكثير رغم برودة الجو الآن ....نظرت إلى جسدها تدور حول نفسها بحزن..ثم رفعت عينيها إلى المرآة مرة أخرى..وانفرجت شفتاها تحدث نفسها بصوت خفيض حزين :
-هو لن يأتي اليوم...خرج من القصر غاضب....وبالطبع لن يأتي......لكن لماذا أشعر بالإحباط والحزن بشأن نومي بمفردي....ألا زال قلبي مراهق يركض خلف من يهتم به ولو بالكلمات فقط......لن أنسى له ما قاله بشأن إنني قبيحة....أبدا…
زفرت بتعب....واستدارت على عقبيها خارجةً من الحمام وشعرها المُبتل يتراقص على ظهرها....أغلقت الباب خلفها بهدوء ثم استدارت تنوي الذاهب إلى السرير....لكن شهقة قوية خرحت منها وهي ترى سليم يقف مستنداً إلى الجدار مطرق الرأس شارد الفكر...ملامحه يعتريها الإحباط...بينما ساقه كانت تهتز بسرعة واشية بتوتره...أجفل من شهقتها العنيفة ورفع رأسه بسرعة يهمّ بتوبيخها...لكن حُبِسَت أنفاسه حين وقعت عيناه عليها....بينما هي رمشت بعينيها وفركت أصابعها بقوة تلعن نفسها على تهورها وتفكيرها العقيم....ماذا سيفعل الآن..بالتأكيد سيهينها ويهين أنوثتها....
انعقد حاجبا سليم باستغراب...وارتفعت شفتاه بشبة ابتسامة بينما قدماه فقد ساقتاه نحوها بخطوات متئدة...وقف أمامها يطالعها بطوله الفارع الخبث يظلل عينيه...ورغم ضربات قلبه المتسارعة إلا أنه تمالك نفسه ورفع أنامله...ليرفع ذقنها ببطء...فأغمضت عينيها تلقائيا وازدردت ريقها ببطء...بينما هو برقت عيناه وابتسمت شفتاه...ملامحها تبعث الراحة بقلبه وكم يعشقها..لكن صاحبتها تمتلك عند يشبه عناد البغال وجبن لا يمتلكه طفل صغير...اتسعت ابتسامته ومال نحوها ليهمس أمام شفتيها بصوت هادئ :
-تبدين رائعة بقميصك الخلاب.....على النقيض تماماً من مظهرك بملابسك المتحشمة تجعلك شبيها بال...رجل....امامي....
فتحت مليكة عينيها ببطء وقد تخضبت وجنتاها بحمرة قانية، تشعر بفرحة كبيرة برائيه في مظهرها...لكن جملته الأخيرة حجبت فرحتها ورسمت ملامح شرسة على ملامحها، فهتفت وهي تشير إلى نفسها بذهول رافعة حاجبها :
-أنا...أنا أشبه الرجل....لهذه الدرجة...
مال سليم أكثر فلامست شفتاه شفتيها ولفحت أنفاسه صفحة وجهها، فارتعشت مليكة واسبلت جفناها، ليهمس هو بصوت لا أجش :
-من قال هذا...؟!....أنا؟!
أومأ برأسها ورمشت بعينيها مرتين بينما وجنتيها تخضبتا بحمرة الخجل...فأبتسم سليم ابتسامة صغيرة، وسكونها يمنحه السماح فيما يريد فعله، ليقبل زاوية شفتيها برقة اذابتها....فتسمرت مكانها وارتفعت وتيرة أنفاسها أكثر، تسارعت ضربات قلبها و زادت حمرة وجنتيها بينما جسدها ارتجف تأثراً بقبلته الرقيقة...بينما سليم ابتسم بخبث وزاد العبث في عينيه أكثر، فجذبها من خصرها نحو صدره، ثم رفع أنامله ليداعب بها وجنتها، أما هي فلم تبدي أي رد فعل بل ظلت صامتة تحت تأثير رقته....ازداد خجلها حتى كاد يبتلعها...فتشبث سليم بخصرها أكثر....وهمس بصوت أجش :
-تبدين جميلة...
ياللهي حمرة وجنتيها تزداد حتى كادت تشعر بسخونتهما....بينما هو زفر بخشونة، ثم مال عليها ليقبلها بهدوء ورقة...قُبلة أذبتها وهدهدت انوثتها المنقوصة...فشعر سليم باستسلامها...فزاد في طوفان مشاعرة....قلبه تزداد ضرباته بجنون....بينما هي كانت كالمغيبة...وفجأة أبتعد سليم عنها كالمحموم تاركاً خصرها...فأجفلت مليكة وشعرت بالإهانة تطعن قلبها دون رحمة....دمعتان سقطا على وجنتيها...وأنفاس لاهثة تشاركا بهما.....عم صمت مريع كاد يقتلها...إلى أن هتف سليم بغموض :
-لا يحق ليّ....
أمتقع وجهها...واسبلت جفنيها...وأختلج فكها...فأردف هو بنبرة ساخرة :
-كما قولتِ ليّ أن هذا لا يحق ليّ...
======

قراءة سعيدة في انتظار رأيكم❤



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 16-07-20 الساعة 01:43 AM
شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.