آخر 10 مشاركات
عــــادتْ مِنْ المـــــاضيِّ ! (1) * مميزة ومكتملة *.. سلسلة حدود الغُفران (الكاتـب : البارونة - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          [تحميل] سارق قلبي منذ الصغر ، لـ بوح ميمm (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          قصيدة بقلمي : أبدا لن ننكسر ....*مميزة* (الكاتـب : حكواتي - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          سجل حضورك ببيت شعر ^^ * مميزة * (الكاتـب : ميار بنت فيصل - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-09-20, 12:12 AM   #221

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة

الصدمات مازالت تتوالى على صبا ... بعد انقاذها من هانى تفاجأ بصفعة مروان ليها وكلامه اللى فتح كل الجروح عندها عشان تشوف تخاذلها السابق اللى وصلها للضعف اللى هى فيه واللى بتحاول تخرج منه
انما الصدمة الاكبر كانت بعرض مروان عليها الزواج وهى كالعادة وبدون عقل حاولت تقنع نفسها انها هتوافق بس عشان تحمى نفسها من المحيطين وهتنمع قلبها من الوقوع فى حب مروان
انما ايه المصيبة اللى هما رايحين ليها برجلهم مش مطمنة
مروج ومالك والحرب المستمرة بين الم الماضى ومحاولات لرأب الصدوع اللى كسرت القلوب مواجهة قوية بين طرفى الجدال انتهت بإهانة علنية لمالك بصفعة قدام الناس وحادث اليم وقع لمروج ربنا يستر
سليم اللى كان لسه بيدافع عن شرفه يفاجأ بقدومها واهنتها العلنية قدام الزفت ماهر .. كنتى جاية ليه يامليكة وياترى سليم ناوى على ايه بعد جرحه منها معقول هيطردها عشان تكون فريسه سهله لسالم
تسلم ايدك ياجميل فى انتظار باقى الصدمات
الله يسلمك يا جميلة...تسلم يداكِ بجد على التعليق المبهج ده 😘❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-20, 12:01 AM   #222

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

ماهر الغبى عرف يلعب اللعبة ووقع فيها مليكة واضح انه استدرجها عشان يوشفها سليم اللى مش راضى يديها فرصة تشرحله اللى حصل غضبه وغيرته مخلياه مجنون فى رد فعله معاها
رائف اللى فى صراع دائم مع مروج اصابتها خلته يقف مرعوب من فقدها

وامجد ما زال قائم بدور الاب اللى خايف عليهم

مالك شعر بالذنب وقرر يبعد بعد ما تسبب فى استعادة مروج للذكريات الاليمة وخلتها تتسرع وتجرى عشان يحصلها الحادث

صبا المجنونة ربنا يصبرك عليها يامروان محتاجة وقت كبير جدا عشان تستعيد ثقتها باللى حواليها

امه حزينه على زواجه من صبا بكل مشاكلها بس ياترى سليم هيتعامل مع الموقف ازاى

تسلم ايدك ياجميل


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 19-09-20, 08:04 AM   #223

عنك

? العضوٌ??? » 168167
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,060
?  نُقآطِيْ » عنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عنك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-20, 01:48 PM   #224

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

والدة مروان ليست راضية على زواجة من صبا
هى تشعر بالخوف علية لذلك اخبرت سليم بما فعلة
مروان ...
تسلم ايدك حبيبتي


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-20, 08:11 PM   #225

Aya Slieman

? العضوٌ??? » 392728
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 330
?  نُقآطِيْ » Aya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to beholdAya Slieman is a splendid one to behold
افتراضي

غضب سليم من مليكة كتير كبير لكن رغم هيك هو تحكم فيه لما يعمل فيها شي و يأذيها و انها مانت مفكرة هيلين بعد تبريرها لا زادته غضب و اتفعال فوق اللي عنده بادلاء انها بتثق بماهر الزفت و مشيت ورا كلامه بسرعة بدون تفكير و صغرت سليم قدامه. بغباءها هتكون نهايتها على ايد سليم 🤦🏻‍♀
الحادث كان نقطة الصحوة لمالك ليعرف قديش هو سبب عذاب مروج بالماضي و اللن و بكل هطوة هو بيخطيها تجاها عم بزيد عليها الالامها لهيك قرار بالرحيل اسلم للكل.
امجد شفقت عليه بخوفه و قلقه الكبير تجاه مروج لانها مش بس اخته هي بنته و قطعة من قلبه فكرة انه يفقدها بتخلع قلبه و لو مالك ما بعت رسالة برحيله كان هو هيتصرف معاه و يبعده عن طريقها اما رائف بعد اطمئنانه و برمجة الاحداث براسه عرف انه مالك السبب بالحادث و غضبه منه لكن ذهابه الجمه مع لزوم بقاءه مع مروج.
صبا اللي صار معها و انتهاكات الي تعرضتلها من هاني تأثيرها عم تظهر بعد زواجها من مروان و اختلاط الامور عليها هالشي عصب مروان منها و تركه لها بعد نفورها من لمسه باعتقادها انه هاني
غير خوفها اللي ترجمه تباعدها و نظراتها😥
غضب ام مروان لتنفيذه قرار زواجه خلتها تخبر سليم اللي اكيد هيعصب على مروان🤦🏻‍♀
تسلم ايديكي😘😘❤


Aya Slieman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 12:41 AM   #226

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
ماهر الغبى عرف يلعب اللعبة ووقع فيها مليكة واضح انه استدرجها عشان يوشفها سليم اللى مش راضى يديها فرصة تشرحله اللى حصل غضبه وغيرته مخلياه مجنون فى رد فعله معاها
رائف اللى فى صراع دائم مع مروج اصابتها خلته يقف مرعوب من فقدها

وامجد ما زال قائم بدور الاب اللى خايف عليهم

مالك شعر بالذنب وقرر يبعد بعد ما تسبب فى استعادة مروج للذكريات الاليمة وخلتها تتسرع وتجرى عشان يحصلها الحادث

صبا المجنونة ربنا يصبرك عليها يامروان محتاجة وقت كبير جدا عشان تستعيد ثقتها باللى حواليها

امه حزينه على زواجه من صبا بكل مشاكلها بس ياترى سليم هيتعامل مع الموقف ازاى

تسلم ايدك ياجميل
تحليل رائع حدا💙تسلم أيدك


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 12:43 AM   #227

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
والدة مروان ليست راضية على زواجة من صبا
هى تشعر بالخوف علية لذلك اخبرت سليم بما فعلة
مروان ...
تسلم ايدك حبيبتي
الله يسلمك يا قمر ❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 12:44 AM   #228

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aya slieman مشاهدة المشاركة
غضب سليم من مليكة كتير كبير لكن رغم هيك هو تحكم فيه لما يعمل فيها شي و يأذيها و انها مانت مفكرة هيلين بعد تبريرها لا زادته غضب و اتفعال فوق اللي عنده بادلاء انها بتثق بماهر الزفت و مشيت ورا كلامه بسرعة بدون تفكير و صغرت سليم قدامه. بغباءها هتكون نهايتها على ايد سليم 🤦🏻‍♀
الحادث كان نقطة الصحوة لمالك ليعرف قديش هو سبب عذاب مروج بالماضي و اللن و بكل هطوة هو بيخطيها تجاها عم بزيد عليها الالامها لهيك قرار بالرحيل اسلم للكل.
امجد شفقت عليه بخوفه و قلقه الكبير تجاه مروج لانها مش بس اخته هي بنته و قطعة من قلبه فكرة انه يفقدها بتخلع قلبه و لو مالك ما بعت رسالة برحيله كان هو هيتصرف معاه و يبعده عن طريقها اما رائف بعد اطمئنانه و برمجة الاحداث براسه عرف انه مالك السبب بالحادث و غضبه منه لكن ذهابه الجمه مع لزوم بقاءه مع مروج.
صبا اللي صار معها و انتهاكات الي تعرضتلها من هاني تأثيرها عم تظهر بعد زواجها من مروان و اختلاط الامور عليها هالشي عصب مروان منها و تركه لها بعد نفورها من لمسه باعتقادها انه هاني
غير خوفها اللي ترجمه تباعدها و نظراتها😥
غضب ام مروان لتنفيذه قرار زواجه خلتها تخبر سليم اللي اكيد هيعصب على مروان🤦🏻‍♀
تسلم ايديكي😘😘❤
رائع تحليل رااااااائع جدا 💙تسلم أيدك يا قمر


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 12:45 AM   #229

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي


الفصل السادس عشر…
======
تسلل شعاع الشمس على استحياء ليداعب جفنيها معلناً عن نهار جديد بألم جديد!
رمشت بعينيها عدة مرات وهي تدلك عنقها بكسل ، ثم لم تلبث أن فتحت عينيها على وسعهما حين عادت ذكريات ليلة أمس تتدفق بشدة كي تجذبها قسرا إلى واقعها المرير!
نزوجتِ يا صبا؟؟
ما هذا الجنون يا صبا ؟
ماذا فعلتِ بنفسك يا معتوهة؟؟
كيف وافقتِ على الزواج منه في هذا الوقت الذي من المفترض أن تفري هاربةً إلى مكانٍ لا يعرفك به أحد؟؟
كيف سمحتِ لنفسك بأن تصبحي آسيرة رجل آخر حتى لو كان هذا الرجل هو….مروان؟؟؟
اغمضت صبا عينيها بقوة وهي تخفي وجهها بكفيها….ففرت دمعتان على وجنتيها ببطءٍ شديد فشعرت بأنهما كفين صفعت كلا منهما وجنتها بكل هدوء!
رباه؟
لماذا يحدث كل هذا لها؟
ماذا فعلت هي بحياتها كي تتعرض لكلِ هذا؟
كانت امرأة بسيطة قليلة الكلام...لا تحبذ التفاعل مع الوسط المحيط...هادئة وتلقائية حد السذاجة تظن أن الحياة جميلة….لا وجود لظلمٍ أو إجبار ….إلى أن جذبتها الحياة قسرا أمام مرآة كانت تبتسم لها بسخرية!
مرآة عكست لها كل شيء كانت تجهله!
لماذا لم تبق كما هي...هادئة ، تلقائية….لماذا ؟؟؟….
شهقت صبا بصوتٍ خفيض كي لا يسمعها مروان...ثم لم تلبث أن رفعت رأسها عاليا في محاولة بائسة لإلتقاط أنفاسها لكن عبثاً ، فالذكريات التي لم تتوانى في زيادة ألمها شعرت بها تلتف حول عنقها بقوة تكاد تخنقها...
فانتفضت واقفة تنوي الخروج من الغرفة وهي تمسح دموعها بعنفٍ….هذا يكفي…..لن تبكي مجدداً وكأنها فقدت عزيزاً!!
لقد بكت وأكتفت….يجب أن تشجع نفسها بنفسها مع وضع ألف خط تحت "بنفسها"!!
خرجت صبا من الغرفة بتردد وهي تنظر هنا وهناك فلم تجده!
للحظة شعرت بالخوف يغزو قلبها….لكن اللحظة أنقضت و الخوف زال سريعاً حين التقطت أذناها صوت ضحكته القوية آتية من المطبخ على ما يبدو ثم تبعتها صوت ضحكة فكاهية من جميلة…
فتحركت ساقاها تلقتائياً نحو مصدر صوتهما ، عاقدة حاجبيها بتوجس ، بينما عيناها فقد كانتا غائرتين….
عيناها اللتان أشتعلتا برفضٍ ، حين رأت مروان جاثياً على عقبيه أمام جميلة الجالسة على مقعد صغير...يطعمها برفقٍ..فتبتسم جميلة ابتسامة جميلة وهي تصفق بكفيها مغمغة بكلمات غير مفهومة ، فضحك مروان بقوة قبل أن يهتف بمرح وهو يداعب وجنة جميلة المكتنزة :
-لم أكن أعلم أن ابتسامتك رائعة إلى هذه الدرجة يا جميلة...لا اصدق حتى الآن أن صبا هي أمك…هيا هيا افتحي فمك يا حبيبة"بابا".....
برقت عينا صبا بغضبٍ غريب بعد أن نطق بكلمة "بابا"، غضب تفاقم أكثر حين كررها مروان مرة اخرى وهو يمسح كف جميلة بمنشفة صغيرة، فلم تستطع الصمت أكثر وانفرجت شفتاها لتهتف بقسوة غريبة :
-هي ليست بابنتك يا مروان ، والدها هو عابد وعابد توفى ، لذا لا يحق لكَ….

تشنجت عضلات مروان ، وبهتت ابتسامته على شفتيه…
بينما عيناه فقد أشتعلتا للحظة ، لحظة حاول فيها أن يتمالك نفسه ويتحلى بالبرود فصبا على ما يبدو لا زالت تحت تأثير الصدمة….
كز مروان على شفتيه بقوة ، ثم لم يلبث أن التفت لها ببطءٍ..
ثم نظر لها بعينين متبلدتين…
هتف ببساطة وهو يضع الملعقة فوق الطاولة :
-وأنتِ أيضاً لا يحق لكِ أن تحجري عليّ...أنا حرٌ!
عقدت صبا حاجبيها بغضبٍ ، و حدجته بقوة ، فابتسم مروان لها بتبلد واستدار مرة أخرى ليحمل جميلة برفق وهو يغمز لها بعينيه فابتسمت جميلة وهي تغطي فمها بكفيها ، فاتسعت ابتسامة مروان واشرقت ملامحه متجاهلاً صبا التي كانت تشتعل بالمعنى الحرفي وهي تراه يتحرك في المطبخ باريحية حاملا جميلة التي كانت تنظر إلى وجهه بانبهار….
ثم فجأة وجدته يقبل وجنة جميلة بشقاوة قبل أن يهتف بمرح يناقض طريقته الجافة معها :
-وجنتك بمذاق الفراولة يا….حبيبة بابا!
فسحبت صبا نفساً عميقاً وهي تغمض عينيها بقوة كي تهدأ نفسها.
ثم لم تلبث ان فتحت عينيها وصرخت بصوت عالٍ من شدة خوفها وتوترها :
-لا تقووووول لها "حبيبة بابا" تلك يا مرواااااان….. هي ليست بابنتك….ليست بابنتك….
-أخفضي صوتك ولا ترفعيه مرة أخرى عليّ….هل سمعتِ؟
هتف بها مروان بتحذير وهو يزجرها بعينين مشتعلتين فضحتا غضبه الشديد و استياءه من حالتها الذي ظهر جلياً على ملامحه...كما لاحظت هي...هي فقط ، فعادت لتخبو وراء ساتر الخوف مرة أخرى وبهتت ملامحها بعد أن تداركت نفسها ، فرمشت بعينيها مرتين ، قبل أن تطرق برأسها أرضاً وتضغط على شفتيها بقوة حتى كادت تدميها….
نظر مروان إلى رأسها المحني كتلميذة مذنبة تفرك أصابعها بتوتر ، وتهز ساقها بعصبية ، فابتسم مروان رغماً عنه وهو يتأمل كل شيءٍ بها بجراءة…
لم تدرك المغفلة حتى الآن أنه بدل لها ملابسها القذرة التي كانت ترتديها ليلة أمس….حين دخل غرفتها بعد ساعتين من جلوسه خارج الغرفة كي يطمئن عليها...وجدها نائمة نوم عميق بملابسها التي ما أن وقعت عيناه عليها حتى برقتا بشكلٍ مخيف ، فتحركت ساقاه بغضب نحو حقيبة أحضرها بنفسه ، فأخرج شيئين أمسك كلا منهما بكف….الأول كان قميص نوم أسود جريء نوعاً والثاني كانت منامة وردية جميلة..
نظر مروان لهما بحيرة تتحول إلى عبث رغما عنه كلما نظر إلى قميص النوم ، لكن عقله الذي تدخل بقوة منعه مما يفكر به ، فوضع قميص النوم مكانه بإحباط….واتجه إلى السرير ممسكاً بالمنامة بين كفيه يعتصرها بقوة…..

أبعد الحجاب عنها ببطءٍ أثلج صدره تلهفا لرؤية شعرها الذي ما أن وقعت عيناه عليه حتى برقتا بإعجاب صريح حين أنسدل شعرها الأسود كخيوط حريرية فرشت وسادته….
ازدرد مروان ريقه ببطء وشعر بسخونة غريبة تزداد مع كل حركة يفعلها….
أنتهى وقتها مما يفعله ، فتنفس الصعداء بارتباك ، ثم سحب الغطاء برفق ليغطيها متعجباً من عدم شعورها بكل ما فعله!
نومها كان عميقاً بشكلٍ غريب….وكأنها لم تنم من قبل ، لم تعرف السكينة منذ فترة طويلة...فترة قضتها بين براثين رجل لا يعرف الرحمة…
اشتعلت عيناه وقتها بجذوة غضب ، لتنخفض عيناه إلى شفتيها اللتين كانتا مطليتان بلون أحمر قانٍ زاد من توتره وتلهفه لتذوق شفتيها…
فانخفض وجهه وقتها ببطءٍ إلى أن سكنت شفتاه على شفتيها ، فاغمض عينيه بهدوء وهو ينهل من شهد شفتيها شاعراً بقواه تهدد بالانفلات حين تجرأت أصابعه أكثر…
شغفه وقتها كان يزداد بشكلٍ جنوني وكأنما صبا لم تكن نائمة وقتها...فشغفه كان شغف رجل يرغب امرأة سكنت قلبه فجأة دون أي ترتيباتٍ...فالحب لا يعتمد على ترتيبات روتينية….هو مختلفٌ لا يطرق باب قلبك ...بل يطيحه بعنفٍ ليحتله بكل أسلحته وحروبه….فهل يوجد استعمار أروع من هذا؟
لم يوقف سيل قبلاته المتفرقة سوى صوت آنينها وعينيها اللتين رفت بهما عدة مرات في محاولة بائسة لأستعادة وعيها لكن تعبها كان أقوى وسلطان النوم كان يتراقص أمامها بإغراء كي تعود إلى نومها الآمن مرة أخرى….
بعدها لم بيق مروان أكثر من ذلك ، فخرج من الغرفة قبل أن يخرج من جيبه منديل ورقي مسح به اللوحة التي عاث بها فساداً على شفتيها المتورمتين قليلاً وهو يسب ويلعن كل شيءٍ حتى المقعد ركله بغضبٍ مكتوم...ثم لم يلبث أن ألقى جسده على الأريكة الكامنة في زاوية قريبة وحدق بالسقف وهو يلعق شفتيه ببطء مسترجعاً حلاوة شفتيها المسكرتين….

شهقة عنيفه أخترقت أذنيه شعر بها تصفعه على مؤخرة عنقه لتركله قسراً من صرح ذكرياته الجميل إلى الواقع البائس ، فنظر إلى صبا التي كانت تنظر له بعينين متسعتين وهي تشير إلى نفسها بصدمة ، فانعقد حاجباه بتوجس تحول إلى صدمة حين هتفت صبا بذهول :
-هل أغتصبتني؟؟….

يتبع…


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 12:48 AM   #230

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي


فغر مروان شفتيه بصدمة واتسعت مقلتاه بشكلٍ مثير للشفقة ، بينما حاجباه فقد أنعقدا بشدة وهتف بذهول :
-ماذا؟؟؟
هتفت صبا بنفس الذهول ،وهي تشير إلى نفسها :
-من بدل ليّ ملابسي؟؟؟؟….وهل كنت أرتدي ملابس من الأساس….كانت عباءة تحتها فستان لا يصنف من فئة الملابس من الأساس أجبرني ه..
-اخرسي!
هدر بها مروان بغضب وهو ينهب المسافة الفاصلة بينهما حاملاً جميلة التي اتفضت بين ذراعيه مجفلة ، فهزها مروان برفقٍ يناقض اشتعال عيناه ، بينما صبا فقد تسمرت مكانها مصدومة من تصرفاتها ولسانها الغريب!
ليس بيدها..كل كلمة تنفلت من بين شفتيها لم تكن ترتب لها....لماذا تتعمد ان تتذكر كل شيءٍ حدث لها وقتها؟؟
لماذا تختلط الأمور ببعضها فيكون مروان هو الضحية؟؟
هي لا تعلم ماذا أصابها بعد زواجها بمروان مباشرةً…
فمن ركض لمدة طويلة في صحراء قاحلة وجد بها منهل يروي ظمأه لا يستطيع أن يتابع ركضه دون أن يلتفت له….هي فعلت!
أضطراب ما تعانيه الآن أضطراب غريب يجعلها كمن تعاني من إنفصام بالشخصية…
بداخلها شخصيات كثيرة تنظر لهم باستغراب ، تريد أن تدفعهم دفعاً كي تستطيع أن تظهر شخصيتها الجديدة التي تحارب باستماته كي لا تتراجع إلى الخلف بعد معركة بسيطة…بسيطة جدا لا تحتاج سوى خطوة إلى الأمام كي تنجو أو خطوة إلى الخلف متشبثة بالماضي المؤلم!!
فأي شيءٍ ستختار؟؟
آنت بألم حين قبض مروان على مرفقها بقوة كي يجذبها خلفه كالبهائم ، فبرقت عيناها برفضٍ، وانفرجت شفتاها لتهتف بغضبٍ مختلط بخوفٍ أستشعره في نبرتها:
-أترك ذراعي يا مروان….مروان لن تصل إلى غرضك الدانيء...أتررررك ذراعي…..
لم يلتفت مروان إلى هتافها ولم يعيرها أي أهتمامٍ ، بل تابع طريقه نحو غرفة جميلة ، فعقدت صبا حاجبيها بتوجس مختلط بالقلق…
تركها مروان أخيراً ، فزفرت بغضب وهي تدلك ذراعها بألم…
أختفى مروان قليلا داخل غرفة جميلة فمدت صبا رأسها لترى ماذا يفعل ، لتجده يجلسها أرضاً ويضع أمامها مجموعة من الألعاب الجديدة التي أبتاعها خصيصاً….لها؟؟
تراجع غضبها الغريب...ولانت ملامحها قليلا!

خرج مروان من الغرفة أخيراً ، فانفرجت شفتاها تنوي التحدث ، لكن مروان بتر محاولتها حين جذبها من مرفقها مرة أخرى ليدفعها داخل غرفتها بعنفٍ ،ثم أغلق الباب خلفه قبل أن يهتف بغضبٍ مكتوم وهو يلوح بكفيه :
-قبل أن نتناقش فكري فيما ستقولين قبل أن تنطقي به يا صبا….فأنا لن أستطيع التحمل أكثر أقسم لكِ!!
تلبدت ملامحها فجأة ، والتمعت عيناها بشكلٍ غريب...ثم هتفت بقسوة :
-لن تستطيع التحمل أكثر؟؟؟...من مجرد كلمات بسيطة؟؟..وماذا عني أنا يا مروان؟؟….أنا من أُهدِرت كرامتها طوال شهرين مرا ببطءٍ مميت؟؟؟...ضرب واهانه واشياء لا أستطيع ذكرها!، أنا من ضُرِبت وأنا من كانت تنلت صفعة تلو الأخرى كل يومٍ وكأنها جرعة لم تفعل شيء سوى زيادة ألمي؟..أنا من تم تقيدها بإحدى أعمدة السرير عقاباً على هروبها وعلى " وقاحتها"....أنا أنا تألمت ولم أبك!
أنا صرخت دون أن تعبر صرختي حاجز شفتاي ، صرخة أنسكبت على قلبي كسائل ساخن زاده ألماً؟…..أنا...أنا اعاني من أضطراب...الأرض ليست ثابتة تحت قدامي لا أستطيع تخطي ما حدث ليلة أمس ، حتى لو أجبرت نفسي على تخطي كل هذا...بداخلي جزء يطالب بالصراخ...ليس بيدي...ليس بيدي الأضطراب الذي أشعر به الآن..تارة أبكي وتارة أثور غاضبة…لم يعد لدي أي ثقة بأحد….وهذا أيضاً ليس بيدي...فأنا ليلة أمس كنت أمسك بعنقِ الرجل الذي أهان كرامتي والذي من المفترض أنه زوجي المستقبلي….وفجأة أنقلب كل شيء كنت أخطط له وأصبحت أنا المهددة...لم آخذ حقي! لم آخذ حقي بعد أن كنت أحفز نفسي لهذه اللحظة!....

كانت تحاول أن تتماسك ، أن تتأقلم مع الوضع ومع ذكرى لن تنمحي من ذاكرتها أبداً….
ذكرى حُفِرت بداخلها وسيظل آثرها باقياً حتى النهاية!
الأمر ليس بيدها؟
فيما كان مروان ينظر لها بعينين غريبتين قاتمتين..
كل كلمة تفوهت بها بألم كانت تصفعه بقوة دون أن يمسه أصبع!!
لم يكن مجبراً على إنقاذها…
لكن قلبه كان مجبراً!
أزدرد مروان ريقه بصعوبة محارباً غصة مسننة كادت تشطر حلقه إلى نصفين ، ثم أقترب منها بسرعة حين أنفلتت من بين شفتيها شهقة عنيفة ، فجذبها من مرفقها ليضمها بقوة..
فتشنج جسدها بشكلٍ واضح لكن هذه المرة لم يثر بل شدد من أحتضانها أكثر وهو يهمس لها بكلماتٍ حانية كي تهدأ فارتعاد جسدها أرعبه….
لم يدرك سوى الآن أنها لا زالت تحت تأثير الصدمة ، لا تعلم ماذا تفعل أو بماذا تفوهت!!
الصدمة كانت قوية وهي تريد أن تجبر نفسها على تخطي كل هذا!
وكما قال من قبل….بعض الندب يبقى أثرها باقياً للأبد كباقي الوشم….
ضمها مروان إليه بشدة ، ثم همس بتحشرج :
-اهدئي…
-لا تقل ليّ اهدئي ، لا تصرخ بوجهي….أريد أن أصرخ ، أريد أن أبكي...أتركني….لا تجبرني على الصمت !
هتفت بها صبا بقهر وهي تضرب ظهر مروان بقبضتها وصارت تعافره كي يبتعد عنها ، فضمها مروان بقوة محبطاً كل محاولاتها ، بينما صبا فقد شعرت بألم شديد بقلبها الذي كان يترنح بين ضلوعها إثر ضربه أفقدته رشده ….
أغمض مروان عينيه لوهلة وهو يدفن وجهه في تجويف عنقها، ثم لم يلبث أن هتف برفق ، وهو يربت على ظهرها المشنج :
-أصرخي ، قولي كل شيءٍ تريدين قوله يا صبا ، لن أقل لكِ أصمتِ….لعلك ترتاحين حبيبتي!
لم تلحظ صبا كلمة مروان الأخيرة التي هتف بها بعفوية….فحالها لم يكن بالجيد كي تدقق في كلماته….
حالها كمن أدرك ما حدث له بعد جهل…
حالها كمن أنتفض بعد سكون غريب!
حالها كمن تلقت ضربات مبرحة تركت آثار ستظل باقية حتى النهاية!
لم تشعر بأن ساقاها تحركا مع مروان الذي جذبها برفق وهو يضم خصرها بذراعٍ بينما الآخر فقد كان مضموماً بقوة غريبة ، إلى أن شعرت به يدفعها نحو السرير برفق ، فانتفض مكانها بفزع ، وهتفت بوجل :
-ماذا ستفعل؟
لم يغضب...ولم يثر ، بل أبتسم لها ابتسامة أربكتها ، ثم أمسك وجهها بين كفيه وهتف أمام عينيها بقوة :
-لن أضرك...ثقي بيّ؟
اسبلت جفنيها باضطراب ، ثم ازدردت ريقها بصعوبة ، فاتسعت ابتسامته التي بالرغم من روعتها إلا أنها شعرت بأن شيء ما ينقصها!
جلست صبا على طرف الفراش بتردد ، ثم أطرقت برأسها أرضا قبل أن تشهق بفزع حين رفعها مروان فجأة من خصرها ، ليجلسها بين قدميه…
فتخضَّبت وجنتاها ، وتشنج جسدها بنفورٍ رغماً عنها..
ضمها مروان إلى صدره برفق ، ثم لف ذراعيه حول خصرها وهمس بجوار أذنها بحنان :
-لدي أقتراح رائع ، ستروين ليّ كل ما يؤلمك وسأسمعك دون أن أتكلم...لكن لا تبتعدي!
تسارعت أنفاسها وازداد أحمرار وجنتاها حد الأحتراق بخجلٍ ممتزج بالخوف...بالرغم من أعترافها أمام نفسها أن مروان ليس هاني ، مروان لن يضرها…
لكن خوفها يسيطر عليها عقلها بسلطان الذكريات القذرة!
انفرجت شفتا مروان حين لاحظ تشنج جسدها وصمتها الغريب :
-أنا مروان..مروان يا صبا لا تفكري في شيءٍ حين أقترب منكِ سوى أنني مروان...مروان فقط….تكلمي!

شعرت صبا برغبة عنيفة تجبرها على البوح بكل شيءٍ يؤلمها!
تجبرها أن تتحدث بصوت يسمعه أذناها!
رغبة تجبر كلماتها بدفع حاجز الصمت والصراخ عالياً بصوتٍ يخترق عَنان السماء !
-أقبح شعور يشعر به المرء هو الإهانة...شعور مؤلم كان رفيقي طوال وجودي معه...كان بداخلي وقتها رغبة عنيفة في قتله ، .ي نحر عقنه بكل غلٍ…
كل مرة كان يدخل تلك الغرفة البغيضة عليّ ليمارس عنفه، لم يكن عنفه الجسدي يؤثر بي كما أثر بي عنفه في إلقاء كلام لا أستطيع أن أهمس به لنفسي سراً...لم يقاربني ولم يغتصبني….بل كان يمارس عليّ سياسة القذف بحجرٍ ناري لا يفعل أي شيء سوى زيادة نيران الغضب بداخلي !....كنت قوية أمامه…..أحاربه بالرغم من تقيده ليّ كالآسرى إلا أنني كنت أرد له الكلمة بمثلها بالرغم من...من شعوري بالقهر و الذل يوخزان صدري دون رحمة…
كان بداخلي شخصان….إحداهما يهمس ليّ بخوف ليحثني على الخنوع...والآخر كان يصرخ بأعلى صوت...أريد حقي الذي أهدره ذاك الهمجي عديم الرحمة…..وجزء صغير يبكي ناعياً خسارته….يبكي بخوف من القادم وقهرا على الحاضر….و..وندما على ضعفٍ أعطيت له روحي ليعيث بها فساداً!
صمتت لتلتقط أنفاسها وهي تشهق بخفوتٍ...جسدها يرتجف بين ذراعي مروان الذي كان ينظر إلى الأمام بملامح غريبة...وعينين غائرتين…
كل كلمة تفوهت بها كانت تقطر ألماً…
نبرتها كانت تفضح ألمها!
حتى جسدها عصى أوامرها وأنتفض بين ذراعيه اللذين كانا يحتضنان خصرها برفقٍ!
لن يتكلم...سيصمت وسيسمع ما تريد قوله…
ازدردت صبا ريقها بصعوبة محاربةً غصه مسننة ، ثم هتفت بتحشرج وهي تعتصر جفنيها بقوة فتنسدل دموعها أكثر على وجنتيها :
-عابد كان….كان كأبٍ لم أره….يعاملني بحنان ولا يقسو عليّ….أتعلم أنه لم يصرخ بوجهي من قبل!...لم يرفع يده عليّ...كان يخاف عليّ بشكلٍ غريب...يمنعني من الإحتكاك بأي شخصٍ أيا كان…..كانت حياتي معه هادئة...كان عائلتي وأبي وزوجي...وفجأة فارق عابد الحياة ووجدت نفسي وحيدة….امرأة وحيدة حُكِم عليها بأن تتزوج شقيق زوجها المتوفي….بعد أن أثبتوا أنني أعاني من أضطراب نفسي....ألقوني بين يديه ليزيد جروحي ويضفي الحامض عليهم….لا….لا أعرف كيف أعبر عن...عن شعوري حين أحتجزني في غرفة باردة حد الصقيع سوى أنني كنت مزيجا جمع بين القهر و الذل والألم….فزادت قوتي أمامه…..قلبي يؤلمني يا مروان ، روحي تنزف بغزارة…..الألم لا يتحمله أحد!....ألم يزداد بعد كل ثانية تمر...كان يجب أن أهرب إلى مكانٍ بعيد لا يعرفني به أحد….أرمم جروحي و أروي بذرة زرعتها بداخلي كي يزداد محصول قوتي….أنا أريد أن أختفي عن البشر...أريد أن أخفي نفسي إلى أن أشعر بإستعدادي لمواجهتهم…

أنهت جملتها بنبرة حزينة أوجعته ، أوجعته كما أوجعته كلماتها المتألمة…أوجعته بقدر غضبه الغريب الذي شعر به وهي تتحدث عن….عابد بنبرة مشتاقة…
لا...لا تحكم بنفسك يا مروان...لا تتسرع وتغضب فهي ليست في حالة جيدة….ولا تنس أنك أنتَ من طلبت منها أن تتكلم...فلماذا الغضب الآن….كن عادلاً…

هتف مروان بصوتٍ خفيض وهو يزيد من قوة ضمه لها :
-ها هو صدري أحتمي به....أخفي نفسك بي...فأنا لن أسعى سوى لترميم جروحك..ستأويكِ أحضاني و سيربت كفي على كتفك بدعمٍ …فقط لا تخافي مني!
-أنا لا أخاف منك يا مروان…أنا أعاني من أضطراب إثر ما حدث ليّ…...تتداخل الأمور ببعضها وهذا أيضاً ليس بيدي..!....ليس بيد أيقونة الغباء!
هتفت بحملتها الأخيرة وهي تبتسم ابتسامة باهتة من بين شفتيها ، فالتوت شفتا مروان بشبه ابتسامة ، وهو يتمايل بها دون شعور منهما...وعم الصمت لدقائق شعرا بها دهراً….
صبا تبكي بخفوت وقد جفت دموعها قليلا...شاعرة بشعور غريب يتسلل ليسكن روحها فيمنحها السكينة والراحة التي شعرت بها بعد أن باحت بما يجيش بصدرها…
جسدها الذي خانها مرة أخرى حين فضح نفورها...فضحها مرة أخرى حين هدأ تماماً بين ذراعيه وصار يتمايل معه ببطءٍ لذيذ....
تكلم مروان أخيرا قاطعاً صمتهما بمرح كاذب :
-لم تسألينني من أين أحضرت لكِ ملابس كي ترتديها!
جملته كانت إشارة واضحة بالاكتفاء بهذا القدر من الألم اليوم….أنتهت فقرة البوح والتي لا تعلم متى ستقام مرة أخرى كي تعترف بكل ما تشعر به…..
لم ترد أن تعترف لنفسها بأن البوح له اليوم أراحها….أراحها لدرجة أنها تمنت أن يتركها تتكلم أكثر…
لكن...الاكتفاء بهذا القدر ضروري !
افتعلت أبتسامة باردة ، وهتفت مجيبة على سؤاله :
-بالتأكيد أحضرتها ليّ بعد أن حيكت خيوط خطتك حتى الملابس أحضرتها...وكأنك كنت واثق من قبولي بالزواج منك!
التوت شفتاه بشبه ابتسامة ، ثم همس بجوار أذنها بحرارة وهو يغمض عينيه :
-لم أكن أثق بقبولك...بل كنت واثق بي وبتمسكي بكِ....
اسبلت جفنيها مجفلة وازداد احتقان وجنتيها فكادت تطلقان نارا ساخنة….ثم عضت على شفتيها وهي تستند إلى صدره بتلقائية….فابتسم مروان وصار يتمايل بها برفقٍ أذاب نفورها لتبقى ساكنة على صدره الرحب الذي شعرت به يربت على جروحها…
صدره الذي ما أن أستندت إليه حتى شعرت براحة غريبة تطرق باب قلبها المتعب ، فهرول ليتشبث به بإحتياج شديد….شديد جداً….
تثاقل جفناها وهي تتشبث بذراعيه رغماً عنها...ومن ثم غاصت في سُباتٍ عميق مرة أخرى مسندة رأسها إلى صدر مروان الذي ابتسم بشفقة حين شعر بانتظام أنفاسها…
لم يبعدها....
لم يبعد ذراعيه عن خصرها….بل ضمها أكثر وكأنه يريد زرعها بين ضلوعه ليحميها من جروحها…..ثم دفن وجهه في تجويف عنقها شاعراً بوجيب دقاته يرتفع أكثر بعد كل دقيقة تمر وهو على هذا الوضع….
إلى أن ابعدها عنه على مضض كي يطمئن على جميلة..فوضع رأسها على الوسادة برفقٍ ، ثم أبعد شعرها عن وجهها الباهت...وجهها الذي لم يبد له سوى وجهٍ بريء كلما نظر له شعر بشيء غريب…
صوتها يشجي قلبه كنغمة جميلة لا يسمعها سواه!
تعلقت عينا مروان بوجنتها التي تحملت صفعته ليلة أمس ، فعبس وضاقت عيناه بضيقٍ غريب…
ثم لم يلبث أن أخفض وجهه وقبل وجنتها برفقٍ وكأنه يعتذر عن صفعه لها بالرغم من أنها تستحقها…!!!
أنتصب مروان واقفاً ، ثم خرج من الغرفة وهو يفكر بصبا وبأمه التي بالتأكيد تحترق الآن خوفاً عليه!
======
-هل يمكنني الكلام معكِ قليلا يا تمارا؟؟، أعلم أنكِ غاضبة مني بعد ما صدر مني ليلة أمس…
رسالة تركتها معلقة مدة لا بأس بها....
تركتها معلقة كي لا تعطيه فرصة للتحكم بها..بعد شهورٍ اقتربا من بعضهما بشكلٍ غريب……
بعد ذاك اليوم الذي أنتهى بطريقة تناقض بدايته!
يومها طلب منها رقم هاتفها دون أي مقدمات….فقبلت…
قبلت دون أن تبذل أي جهدٍ لمنعه !
لا تصدق حتى هذه اللحظة أنها فعلت هذا!
أعطت لشاب رقم هاتفها وتواصلت معه بشكلٍ دائم…
لم تفعلها لغرضٍ دنيء أو عابث…
بل فعلتها بصفاء نية....
الأمر بالنسبة لها ليس بتلك الخطورة كما يعتبرها البعض!
بالنسبة لها الصداقة بين الشاب والفتاة ممكنة طالما أنها لم تتعد حدود الأدب…
هذا ما فعلته مع رائف حين طلب رقم هاتفها ليتحدث معها ويطمئن عليها...سبب غير صحيح…
هي تعلم ذلك أن أسبابه كانت وهمية...ربما كان يريد أن يتسلى بها وهذا ما أوضحه بكل برود حين جرحها بكلماتٍ سامة كان يجب أن تتوقعها فهي المخطئة !
يوم لحق بها ،ليلطب طلبها..كان خجولا بعض الشيء….بدأ الحوار أمام بوابة النادي بجمود يشوبه التردد :
-أردت أن أعتذر لكِ عن الطريقة التي حدثتك بها!
يومها نظرت له مبتسمة ببشاشة ، ثم هتفت وهي تهز كتفيها ببساطة :
-لقد أعتذرت بالفعل يا كابتن...وأنا قبلت أعتذارك…لا تقلق..
ابتسم رائف ابتسامة باهتة ، ثم أطرق برأسه وهتف بصوت ثابت لم يجذب انتباهها…..فعيناها كانتا معلقتان بظاهر كفه المشوه رغماً عنها.
لم تنظر إلى ظاهر كفه كي تتنمر عليه بداخلها وتسخر من جروحه كما ظن يومها...بل كانت تشعر بشفقة غريبة نحوه…
لكن رائف لم يفسر نظرتها كما فسرتها لنفسها حين لاحظ تحدقها بكفه ، فأخفى ذراعه وهتف بحدة فضحت طبعه الحاد :
-هل هناك خطب ما ؟؟...هل تشوهات كفي تشعرك بالنفور ؟..ألاحظ أنكِ تنظرين لها كثيراً…
لم تجفل تمارا ولم تشعر بأي حرجٍ وقتها ، بل هتفت بهدوء وهي تعقد ساعديها مبتسمة ببشاشة :
-لماذا لم تسعَ لتعالج حروق ذراعك؟
أنعقد حاجبا رائف باستغراب من جرأتها الغريبة....طريقتها في الكلام هادئة وكأنها تتحدث عن شيء بسيط...لا عن حروق ذراعه الذي بالتأكيد عرفت بأن الحروق ممتدة على طول ذراعه بأكمله….
هتف رائف باقتضاب بعد أن تمالك نفسه وارتدى قناعه البارد :
-هذا أمر يخصني…
ثم صمت وبدا التردد يعلو محياه ، فضاقت عينا تمارا بتوجس تحول إلى دهشة حين هتف رائف بتردد وكأنه يخجل :
-هل….هل يمكنني أخذ رقم هاتفك كي أطمئن عليكِ؟

ساعتها...ازداد إنعقاد حاجباها أكثر ، وفغرت فمها بذهول….فاختلس رائف نظرة سريعة لها وهو يلعن عقله الذي أتى له بهذه الفكرة كي يعرف أي معلومة…...عن جود؟
جود؟
نعم جود فبعد أن رحلت بسرعة قبل أن يلحق بها...سأل عليها في النادي...فعلم أن تمارا هي صديقتها…لم يكن متأكداً أنها هي تمارا….لكن من تكن تمارا نارد سواها؟
فليعلم منها وينتهي الأمر….
لعقت تمارا شفتيها ، ثم هتفت ببساطة :
-يمكنك…
وقتها لم تكن تدرك كنه تلك النظرة التي ظهرت في عينيه…
وكأنه كان يريد منها أن ترفض….نظرة من لم يروق له قرارها….نظرة جذبتها نحوه لتعرف دواخل هذا الشاب المثير للفضول….
اعطته رقمها وتبادلت الحديث معه قليلا...ثم رحلت ورحل هو….
لم يحدثها بعد يوم أو اثنين...بل لمدة قصيرة..ثم بدأ هو..
ومرت الأيام سريعاً…
بدأ الحديث بينهما يتكثف بشكل غريب…
أنجذبت إلى شخصيته الغامضة…
إلى رجولته التي ظهرت كثيرا في بعض الحوارات المتبادلة…
صدقه وعدم شعورها بأنه من ذاك النوع العابث….
لم تخبر جود بشيء....وكان هذا غريبا عليها….بعد أن كانت تقص لها كل شيء….لكن دور رائف بترته....
لأنها تعلم….ستمنعها جود لو علمت بأنها تصادق رجال….فجود محتدة قليلا في هذه الأمور وهي تعلم السبب…
لكن...ما لم تتوقعه أن يجرحها بكلماته بهذا الشكل…..
باتت تعرف أن رائف أنسب طريقة يتبعها حين يغضب هو تجريح من أغضبه بطريقةٍ مؤلمة حقا….وهذا لا يدل سوى على مدى تألمه…

نظرت تمارا إلى رسالته بعينين فارغتين ، ثم لم تلبث أن حركت أصابعها على شاشة الهاتف لتبدأ في الكتابة ردا على رسالته…"أنا لستُ غاضبة يا رائف ، فما قولته ليلة أمس لم يكن كذباً….أنا أستحق كل كلمة قولتها في فورة غضبك الصعبة…أنا فتاة ليس لها حاكم كما قولت...لأنني أعطي رقمي للرجال و أسمح لهم بالتجاوز….أليس هذا ما قولته؟...أنا فتاة عديمة الكرامة والأدب لأنني سمحت ل"أمثالك " بالتجاوز...لقد تعلمت الدرس....لا يجب أن أتصرف بعفوية وصفاء نية كي لا يفهم أحد مثلك أنني فتاة عابثة...شكراً على نصيحتك التي أتت عنيفة بعض الشيء…"
ثم وضعت قلب أحمر وخرجت من المحدثة وهي تنظر إلى الهاتف بعينين دامعتين....
لم تتصور أبدا أن يستغل رائف نقطة سماحها له بأخذ رقمها والتحدث معه على مدار شهور رأته بها قليلا….لكن حديثهما لم ينقطع…جرحها بكلماتٍ أهانة كرامتها حين كانت تقص له بعض الأمور كما أعتادت....ومنها أنها قبلت دعوة صديق لها بالخروج بعد انتهاء محاضراتها...فثار وغضب بشكلِ لم تتوقعه...ثم صار يرسل رسائل كثيرة كانت حروفها غير مرتبة واشية بمدى غضبه....لم يعطي لها فرصة للرد...بل خرج من المحادثة وأتصل بها مباشرة....فنظرت إلى شاشة الهاتف التي كانت تتراقص بأسمه….لتتسع عيناها بصدمة مما يحدث ثم فتحت الهاتف ووضعته على أذنها….فوصل صوته الغاضب لها وهو يهدر بصوت أرعبها :
-أنتِ فتاة غير محترمة…..كنت أكذب نفسي كثيرا بعد أن أعطيتيني رقم هاتفك بكل بساطة وكأنك معتادة على هذا...سمحتِ ليّ بالكلام معكِ وبوحتِ ليّ باشياء كثيرة....لكن اليوم عرفت ثبت ليّ أن أول إنطباع كان صحيحا…..أنتِ غير محترمة…لا تشبهين شقيقاتي لأنك لم تجدي من يربيكِ...مات والدك ووالدتك وترككِ شقيقك وفر….فبقيتِ وحيدة تفعلين ما يحلو لكِ دون أن يمنعك أحد ويعلمك أصول الأدب….
ومن ثم أغلق الهاتف….فازداد شحوب وجهها وازدادت كثافة الدموع على وجهها..
يومها لم تتوقف عن البكاء الهستيري الذي كان يزكي نار أهانتها وجرحها أكثر وأكثر….

أغمضت تمارا عينيها ثانية...ثم الأخرى…
ثم شهقت شهقة عنيفة وهي تدفن وجهها في الوسادة تبكي الما وندماً على ثقتها...وقهرا على كرامتها المهدرة….

في مكان آخر...كان رائف جالساً في مقهى المشفى منهك القوى….ينظر إلى الأمام بملامح باهتة….
نظر إلى هاتفه حين تعالى صوت رنة مميزة لوصول رسالة...فرمش بعينيه ..
تثم لم يلبث أن تسارعت اصابعه لتفتح الرسالة التي ما أن وقعت عنياه عليها حتى قتمتا...وتشنج فكه…
لم يحتج لقرأتها مرتين…
فاتصل بها مباشرة عله يصحح قليلا مما فعله...لكن لا رد…
فاتصل مرة تلو الأخرى...والأجابة.. هذه المرة أتته صادمة حين عاد إلى المحادثة مرة أخرى كي يرسل لها ما يريد قوله...ليجد أنها….قامت بحظره!
فاتسعت عيناه ….وأحمر وجهه ..
ثم همس بصوت لا يكاد يسمع:
-غبي!
======
-أمي...لو سمحتِ اهدئي …..لم يحدث أي شيءٍ يضرني..
قالها مروان بصدقٍ ، وهو يربت على كف أمه التي أرتفع صوت بكاءها وهتفت برفضٍ شديد :
-لا..لا ، لقد جننت يا مروان….كفاك يا ولدي...ماذا فعلت لكَ كي تعذبني بهذا الشكل...تزوجت يا مروان….تزوجت من خلف ظهري...تزوجت يا فرحتي الأولى والأخيرة...حرمتني من فرحتي بك…..وتزوجت من امرأة سبق الزواج لها من قبل...امرأة لا تناسبك ولا تليق بكَ...أنتَ قاسي وأناني...لن أسامحك على كل هذا...الا يكفيني حزني عليك بسبب ما حدث أمام عينيك؟....

كل كلمة نطقت بها أمه كانت تصفعه صفعة تلو الأخرى….صفعة لم يكن غرضها إعادة رشده...لا...بل زيادة همه..وحزنه على حالة أمه التي كانت تبكي بطريقة غريبة...وكأنه قدم نفسه للموت..
أمه شديد الخوف عليه منذ صغره...خوفها كان يخنقه أحيانا…..كان خوف غريب زاد أكثر بعد ما حدث له….فحالته بعدها كانت يرثى لها….
زفر مروان بتعبٍ ، ثم هتف وهو يدلك جبينه :
-تقبليها يا أمي….فأنا لن أتركها أبدا…
-يا ويلتي يا ويلتي على حظك يا ولدي.... ماذا أصابك؟..هل تسمع نفسك يا مروان...لن تترك من...ما هذه الثقة التي تتحلى بها؟؟؟...لن أتقبلها….انا غير راضية عن زواجك ولن احبها لأن هذه المرأة ستزيد جروحك....أتمنى من كل قلبي أن ترحل للأبد…
-لا يا امي لا….لا تقولي هذا..
هتف بها مروان بصوت حاد ، وهو ينتفض واقفاً ، فنظرت أمه له بعينين حمراوين ، وهتفت ببكاء :
-أخرج...أخرج….
ثم أخفت وجهها بين كفيها وارتفع صوت بكاءها..فتأوه مروان وجلس بجوارها بسرعة ليجذبها بين أحضانه….
فارتفع صوت بكاءها أكثر وهتفت من وسط دموعها وهي تتشبث بقميصه :
-اتركها يا مروان...لقد أنقذتها وأنتهى الأمر..طلقها وأتركها ترحل لتجد من يرعاها….لكن أنتَ لا..أنا لا أتمنى لكَ زوجة مثلها…
أغمض مروان عينيه بقوة ، وأختلج فكه وهو يهز رأسه هاتفاً بأسف وهو يربت على ظهر أمه بحنان :
-لن أستطيع يا امي….لن اتركها...هي أصبحت ليّ ولن تصبح لغيري...أنا من سيهتم بها ويرمم جروحها…

لم تعقب والدته على حديثه....فنبرة مروان أسكتتها!
كانت تظن أن سليم سيساعدها بعد أن أخبرته بما حدث….لكن رده أتى غريبا :
-مروان لم يعد طفلا كي أركض خلفه يا عمتي ، مروان أصبح رجلا خطط ليحصل على من يريدها…ما الذي يمكنني فعله..فمروان تزوجها وأنتهى الأمر هل سأجبره على تركها...من أنا لأفعل هذا؟؟...لن أتدخل يا عمتي كل ما سأفعله….هو حمايته وابعاد هاني عنه وعن زوجته بأي طريقة ممكنه….
ثم ودعها وأغلق الخط ، فنظرت والدة مروان إلى الهاتف بحسرة وانسدلت دموعها على وجنتيها...حسرةً على ابنها الذي تزوج من امرأة لا تليق به…
أبنها الذي أخبرها بأنه لن يتركها وعليها أن تتقبلها…
لكن أي أمٍ تلك التي سترضى بأمرٍ كهذا؟
أي أم؟
======
-لا أظن أن منعك الطعام سيفيدك في شيءٍ!
هتف بها بحمود وهو يحضر كوب قهوته ، فنظرت له بعينين متورمتين وتكور فمها بحزنٍ…
كم يوم مرّ وهو على هذه الحالة ؟
لا يتحدث معها ، لا ينظر لها...ولا يهتم بها من الأساس!
أصبحت تكره بروده و جموده الذي أستخدمه كي يعاقبها…
يعاقبها على ما فعلته بطرق قاسية…
فغضبه منها يؤلمها…
نظراته التي تحولت من غاضبة إلى عاتبة...تؤلمها!
حتى نبرته الجافة...تؤلمها وتضغط على جرحها بقوة فيئن بألم!
لم يعد يأخذها بين أحضانه كما كان يفعل….
أصبح بارداً...يأتي إلى الشقة متأخراً بعد سفرهم وينام معطياً إياها ظهره…
كانت تسمع دائما صوت خطواته تقترب وتقف عندها…
ثم يعود ويتحرك ليبدل ملابسه ويلقي جسده على الفراش بقوة….
يأكل وحده ويفعل كل شيءٍ بنفسه دون أن يطلب منها أي شيءٍ…
فتنسى أن تأكل مرة و...تختطف عدة لقيمات كي تبقيها حية مرة أخرى...حتى شحبت ملامحها وذبلت عينيها…
اطرقت مليكة برأسها أرضاً ، ثم هتفت بصوت مبحوح :
-أنا لم أمنع الطعام...أنا فقط لا أشعر بالجوع...هذا كل شيءٍ!
سمعت صوت ضحكته المتهكمة ،فازداد شحوبها أكثر ، وعضت على شفتيها بقوة….
هتف سليم بجمود ، وهو ينظر لها بطرفِ عينيه :
-لقد نقص وزنك وذبلت ملامحك ولا اظن هذا جيد….أو طريقة جديدة لاجباري على نسيان ما فعلتِه...هذا أول شيء....كما أنكِ تعانين من نزلة برد ولم تأخذي لها أي شيء وحتى أن حرارتك أرتفعت ليلا..فأعطيتك دواء لخفض الحرارة...هلا أهتممتي بنفسك لو سمحتِ..فأنا لا أشعر بأي رغبة بالاهتمام بكِ....يكفيني ما نالته…

دمعت عينا مليكة ، وازداد ضغطها على شفتيها حتى أدمتها!
لا تتذكر أي شيءٍ مما قاله….هل أهتم بها ليلا بالفعل ؟
كانت تظن نفسها تتوهم نتيجة لمرضها الذي ازداد شدة في هذا اليوم بالفعل….
أهتم بها؟
نعم ….أهتم لأنه ليس مثلها!
ازدردت مليكة ريقها ببطءٍ ، ثم لم تلبث أن تحركت بتجاهه لتقف بجواره….مدت كفها بتردد لتضعه على كتفه ، لكن سليم سبقها وتراجع خطوة إلى الخلف وهو يزفر بعنفٍ...فأخفضت مليكة ذراعها وأطرقت برأسها أرضاً…
لينظر سليم إلى رأسها المحني بعينين عاتبتين…
حتى الآن….لم يهدأ غضبه منها…
كلما نظر لها شعر بألم كرامته…وتذكر الموقف الذي وضعته به بكل سذاجة...
انعقد حاجبا سليم بتوجس ، حين تعلقت عيناه بكف مليكة الذي كان يتلمس بطنها بعينين شاردتين دامعتين….
فلم يمنع نفسه من الهتاف بنبرة غامضة :
-لماذا تضعين كفك على بطنك؟؟؟...هل تؤلمك؟
أجفلت مليكة من هتافه الذي أتى على حين غرة منها ، فرفعت رأسها له لتنظر إلى عينيه...فنظر إليها هو الآخر بابتسامة ساخرة تجمدت ، حين هتفت مليكة بتلعثم :
-لماذا لم تقل أنني حامل مثلا؟
تلبدت ملامحه ، والتوى فمه بابتسامة لم تفهمها ، ابتسامة لم تكن سعيدة ، لا كانت مستاءة...استياء أنتقل إلى نبرته حين هتف ببساطة وهو يمد كفيه :
-لأن هذا مستحيل!
======
أنتهى الفصل السادس عشر….!!!






شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.