آخر 10 مشاركات
زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          صفقة زواج(103) -قلوب غربية- للكاتبة الرائعة: * رووز *[حصرياً] كاملة & الروابط * (الكاتـب : رووز - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          إغواء متنكّر (78) للكاتبة: Stefanie London *كاملة+روابط* (الكاتـب : *دلال* - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-12-20, 10:57 PM   #321

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Exclamation


مالك مااحقرك
حقير ونذل وواطى انسان خسيس وحاقد
الله يلعنك يامالك
يارب الصفعة تكون من مروج على وجهك الخسيس يانذل


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-20, 03:18 AM   #322

norakamel

? العضوٌ??? » 407801
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 190
?  نُقآطِيْ » norakamel is on a distinguished road
افتراضي

ليه القافلة دى بقى 😭

norakamel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-20, 01:03 AM   #323

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

مالك انانى حقير ....يستحق الصفعة التى نالها من مروج
أما اياد فلقد أصبح شخص اخر ولم يسمح ل مروج
ب استغلالة ...
تسلم ايدك على الفصل الرائع


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-12-20, 07:12 PM   #324

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

جيالكم وبشعر بحرج شديد جداًأحبائي في الله بعتذر عن فصل لعلي أراك النهاردة في ضغط رهيب خلاني أعتذرت آسفة جداً أنامتضايقة أكتر منكم
دمتن بود🌼


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 10:00 PM   #325

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث والعشرون
======
"لستُ أنا من يرسم أنا القماش، يدٌ خفية
تلوّن شخصاً عليَّ
أطلقت روحي في دائرة الفقدان
وبدايتي ازدهرت مثل النهاية"
-فرناندو بيسوا…
……..
شعور القهر الذي شعر به الآن فاق كل الحدود…
صوت الصفعة الذي تردد صداها بشكلٍ موحش، فأعلنت الحرب على اذنيه وصار صوتها يتردد بإذنيه بشكل جرح كرامته..
وجهه الذي إتجه إلى إتجاه معاكس بعد أن صفع كفها وجنته..
صفعة، أخبرته بأنه وصل إلى الدرك..
أخبرته أن الروح الخبيثة تمكنت منه..
ليقف الآن يطلب منها بإلا تحتك بإياد أبداً..
أي جراءة تلك التي حثته على ملاحقتها والتبجح أمامها..
ألا يخجل ؟
ألا يمتلك ذرة دم واحدة ؟!
ألهذه الدرجة كانت سيطرته على روحه الخبيثة...ضعيفة..
روحه المشوهة، كانت تتخذ روح مالك الرائعة ساتراً لها، لكن حين وُضِع في أختبارٍ حقيقي..
أخفق في الأول ولهث خلف أحلامه سحقاً قلب مراهقة كان ذنبها الوحيد أنها احبته..
لن ينكر أن أي شابٍ مكانه لم يكن ليترك فرصة مثل تلك الفرصة التي عُرِضت عليه أن يهدرها..
صاح ضميره ناهراً إياه..
صارخاً"لكن أي شاب يعشق..لم يكن ليفعل هذا!"
شعور بالذنب يتفاقم بداخله غالباً شعوره بالإهانة جراء صفعتها له..
شعور بالذنب يكاد يذبحه بسكينه الثلم..
وها هو...يقف أمامها...محتقفن الوجه..
ينزف بداخله دون أن يقوى على الصراخ..
هو لم يعد يريد أن يدور في فلكها، فلِمَ لا يتراجع منسحباً بكلِ هدوء؟!
لماذا يصر على ترك بصمة سيئة له بروحها؟!
لماذا يصر أن يتوالى عليها بالطعنات أمراً إياه بألا تتألم...بألا تطلب المساعدة من آخر..
والآخر هذا كان ينظر إلى مروح مبهوتاً مما فعلته..
يشعر بأن تفكيره قد شل وهو يعيد المشهد بعقله..
فيصيح قلبه منتصراً، يقيم الأفراح بسرعة البرق ..
لكن عقله...تردد، يشعر بأن هناك شيء مفقود..
القصة ليست مكتلمة، عقله يهمس له على أستحياء بأن نوايا مروج بإتجاهه ليست سليمة..
لكنه لم يصدق..
فقط ما يصدقه..
أن مروج...تتألم..
بالرغم من ملامحها الشرسة وهي تنظر إلى مالك، نظره قاتلة، نظرة أرسلت الرعشة بقلبه هو..
مروج التي تقدمت نحو مالك، ورفعت سبابتها بوجهه، لتصرخ بطريقة...ألمت إياد وبشدة :
-أفق لنفسك، لقد أنحدرت إلى طريق قذر، أفق لنفسك يا أبا حمزة وقف أمام المرآة، جرد نفسك من ثوبك الحكيم، وأنظر إلى نفسك، أنظر إلى أين وصلت، وإلى ما آل إليه حالك، ما فعلته بي لن أسامحك عليه أبداً وها أنا أقولها بوجهك يا أكثر أهل الأرض بغضاً على قلبي، لن أسامحك على قلبي الذي سحقته بقدمك دون أي إهتمامٍ لاهثاً وراء أحلامك، وحين شعرت بأن قرارك كان خطأ، عدت لتدور حولي مرة أخرى، علقتني بأمل ضعيف وبدأ قلبي يستند عليك ليقوم من وقعته متعثراً، لكنه وللأسف كان أختياره لك وللمرة الثانية خطأ يا..أبا حمزة...أرحمني أرحمني…
قالت كلمتها الأخيرة بنبرة مقهورة، قالتها بكلِ ذرة قهر تمتلكها، قالتها وهي تبكي بحرقة..
قالتلها وهي تخفي وجهها بكفيها، أما مالك فقد شعر بأن كلمتها سقطت على قلبه كالمطرقة..
لا لا، بل كمقصلة قسمت قلبه إلى نصفين..
شعور وكأنه...وكأنه شخص لا يعرفه..
شخص..تفوح منه رائحة الغدر، حتى بات هو نفسه لا يتحملها..
وبين مروج ومالك، كان هناك عاشق يراقب ما يحدث بعينين...متألمتين!
قلبه، قلبه يترنح بين ضلوعه ذبيحاً..
وروحه تصرخ به، مترجية، متوسلة أن يهرب..
يهرب ويرحم نفسه…
لم تكن كلمات مروج القاسية بتلك التأثير الضخم الذي كان يتخيله حين كان يتمنى أن يسمع تلك الكلمات بنفسه…
يتمنى أن يرى الكره والغل يتراقص بعينيها..
لكنه لم يرَ سوى ألم حاد صارخ يكاد يسمع صوت صراخه بأذنيه…
أنتفض قلبه متألماً، حين صرخت مروج بوجه مالك الذي كان يقف مكانه متسمراً :
-أكرهك، أكرهك وأكره كل لحظة كانت السبب في حبي لكَ، حبك ليّ كان كالوحش..ظهرت أنيابه فظننته يبتسم، لكنه كان...كان ينوي إلتهام قلبي دون أي رحمة، أكرهك يا ماااااالك، أكرهك..
كانت كلمتها تقطر ألماً، جسدها كان ينتفض بشكلٍ مثير للشفقة، فلم يشعر إياد بنفسه وهو يتحرك نحوها بعينين تخلتا عن برودهما للحظة..
لحظة رمق فيها مالك بنظرة...قاتلة، خطيرة تمنى لو تحرقه مكانه..
ولم يكن الأخير في حالٍ يسمع له بأن يقبض على عنق ذاك المتجرف الذي أمسك مروج من مرفقها، ثم سحبها خلفه تزامناً مع هتافه بنبرة ساخرة لم يستطع التحكم بها :
-هيا لنغادر يا مروج، لا أعتقد أن شجاركما الغريب هذا...سيفيد بشيء...على ما يبدو أن كلٌ منكما قد زهد الآخر؛ فكنت أنا محطة للتسلية!
يتبع.....





شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 10:01 PM   #326

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي


كانت نبرته ساخرة، حتى شفتاه التوتا بابتسامة ساخرة وهو يرمق مروج بنظرة ذات مغزى، مروج التي شعرت وكأن أحد سكب عليها دلوا من الماء البارد بعد جملة أياد الساخرة..
لقد علم..
بل الأصح لقد فهم...فهو ليس بالغبي..
وألا لما قال بأنه...كان محطة للتسلية ؟!
دفعها إياد برفق لتجلس بالمقعد الخلفي وهي تبكي بصمتٍ، ومن ثم أغلق الباب خلفها ونظر إلى غالية وقال آمراً وهو يخرج منديلاً ورقيا من جيبه ليكتم به نزيف أنفه الذي لم يتوقف حتى الآن :
-أركبي….
أطاعته غالية بوجهٍ شاحب، فركبت بجوار مروج بدلاً من أن تجلس بالمقعد المجاور إلى إياد…
إياد الذي أقترب من مالك الواقف مكانه متشنجاً، ينظر إلى إياد بعينين حمراوين..
فأبتسم إياد له ابتسامة لم يفهمها مالك الذي كان يراقب أقتراب إياد نحوه بخطى فهد شرس…
ومن ثم وقف على بعد خطوة واحدة منه، ثم هتف بنبرة خطيرة :
-أنتَ تعلم بالتأكيد أنني لا أحب العنف ولا أميل له، لكن وللأسف أنا مضطر الآن فهذا حقي !

لم يفهم مالك قصد إياد الذي رفع ذراعه في الهواء، ثم أطاح بفك مالك بقوة جعلت مالك يئن بوجعٍ مكتوم، بينما أقترب إياد منه، ثم هتف بامتعاض :
-هذه لأجل قلبي الذي كان ضحية لكما…
ومن ثم ابتعد عنه ليستقل سيارته وهو يكز على أسنانه بقوة حتى أصطكت، يشعر بالحريق المندلع بداخله يزداد وحشية..
وقلبه يصرخ بقوة ضارباً عقله "لقد كنت ضحية يا إياد...لثاني مرة تخوض معركة غير شريفة"
شعر إياد برغبة شديدة في الصراخ بقهر رجل أكتشف لتوه بأنه كان مجرد جسر عبرت عليه لتقهر آخر..
أغمض إياد عينيه متألماً لثانية، ثم رفع عينيه لينظر إلى مروج عبر المرآة الامامية، فتلاقت مقلتهما في حوار قصير...حوار كان كفيلاً بأن يشعر مروج بعظم خطأها…
فنظرت إياد أخبرتها أنها آذت شخص...لم يضرها بشيء..
شخص أنفرجت شفتاه، ليهتف بصوتٍ أوجع قلبها :
-شكراً لكِ، لقد فزتِ بالجولة وأنسدل الساتر معلناً عن نهاية مسرحيتك المبتذلة، ولأشعرك بالذنب أكثر، أنا أكره قلبي الذي لم ولن يحب سواكِ..
لم تشعر مروج بنفسها وهي تخفي وجهها بين كفيها لتشهق وتنخرط في بكاء عنيف كان كالسوط الذي سقط علي قلبه ليزداد ألمه أضعافا…
قلبٌ أنهكه حب سرطاني...إلا أن أقتلاعه..سيكون بموته..
وهذا ما زاد ألمه أضعافا والحقيقة المُرة تتراقص أمام عينيه…
لقد كنت دمية حركتها مروج كما تريد..يا مغفل.
ضحكة ساخرة متحشرجة ندت عنه وهو يدير محرك السيارة..
أما غالية فقد كانت تبكي بقهر على شقيقها الذي تعرف ما يشعر به حق المعرفة...وكم كانت تشعر بالكره لمروج الآن…

لم يكن يعلم أيا منهم أن هناك طرف آخر كان يشاهد ما يحدث بذهول..
ينظر إلى سيارة إياد وإلى مالك بعينين متسعتين، ثم غمغم بذهول :
-أليست تلك الفتاة التي صفعت الرجل للتو….شقيقة رائف الأمير ؟..
صمت قليلا، ثم أردف بنفس الذهول :
-يجب أن أخبر رائف بما حدث حين يعود من سفره…
وها قد بدأت خطوط الختام..
بدأت النهاية تلوح على الأفق..
سيتحول كل شيء بشكلٍ غريب..
ستنقلب حياتهم رأساً على عقب..
فقد...حان وقت اللقاء والانتهاء !

مرت الدقائق ببطءٍ شديد وكل منهما يغوص في عالمه الخاص.
وإن كان عالم إياد أكثر حزنا وجرحاً..
وإن كان إياد هو من يريد أن يصرخ محتجا‘..
يريد أن يطرحها ضرباً على ما فعلته به..
يريد….يريد أن يأخذها بين احضانه ليحتوي ألمها...وبنفس الوقت يريد أن يطبق على عنقها ليخرج روحها بيديه..
تلك اللعوبة تلاعبت به وبقلبه..
علقته بأمل كاذب..
لم يكن يتدارك بعد أنها موجودة بالفعل..
عيناها تنظران إلى عينيه فتأسران قلبه.
إبتسامتها التي اكتشف الآن أنها كاذبة…
خادعة…
أوقف إياد سيارته امام منزل مروج دون أن يطلب منها الإذن بأنه سيقوم بتوصيلها حتى باب البيت، فالمخادعة تبكي بحرقة وهي تخفي وجهها بين كفيها..
ضحكة ساخرة أخرى اتفلتت من بين شفتيه وهو يحدث نفسه بألم :
-أنها تتألم عليه !
فبكى قلبه ناعياً حظه، بكى ألماً..
لكن عقله دفعه ليقول بكلِ هدوء مصطنع :
-وصلنا، يا...مروج..
رفعت مروج رأسها ببطءٍ، لتنظر حولها بعينين تائهتين، فلاحظت أنه اوصلها أمام باب المنزل..
شعرت مروج برعبٍ شديد وهي تميز أن إياد قام بتوصيلها أمام باب المنزل ؟
حاولت التحدث مرة تلو الأخرى إلا إنها كانت منهكة، تشعر وكأنها تدور في دوامة شديدة، رأسها يدور والسواد ينتشر رويداً رويداً…
أزدردت مروج ريقها بصعوبة، ثم فتحت باب السيارة دون أن تضيف أي كلمة أخرى..
لم ترَ إياد وهو يطالعها بعينين متألمتين وفك متشنج..
ولم ترَه وهو ينظر إلى غالية الجالسة في صمت تام رامقاً إياه بنظرة ذات مغزى، فأومأت متفهمة ومتحسرة عليه..
ترجلت مروج من السيارة وهي تحاول الصمود حتى باب منزلها..
وفي نفس الوقت ترجلت غالية ودارت حول السيارة لتسند مروج بوجهٍ واجم، مروج التي نظرت لها بجفنين مسبلين لا ترى أمامها سوى صوراً مهتزة، فهمست بخفوت وهي تتحرك مع غالية :
-أنا، أنا لا أقوى على الوقوف..
لم تسمعها غالية جيداً، فمالت بأذنها نحوها وقالت بنبرة قاسية نوعاً :
-ماذا تقولين؟
كانت قد وصلتا إلى دخلة المنزل، فلم تتمكن مروج من حمل نفسها أكثر، فاستسلمت لدوامتها وسقطت مغشياً عليها أرضاً وصوت إرتطام رأسها بحافة درجة السلم كان قوياً حتى أن غالية أرتعبت وصرخت وهي تجثو بجوارها أرضاً :
-مرووووووج….
لم تكد تمر ثانية حتى وجدت إياد أمامها شاحب الوجه مرتعباً وهو يقول :
-ماذا حدث يا غالية، لماذا تصرخي…
بُتِرت عبارته حين وقعت عيناه على مروج الملقاة أرضاً بشكلٍ أعتلج قلبه له، فسقط على ركبتيه أمامها ثم رفع رأسها بحرص على ركبته وهو يهتف بقوة :
-مروج، مروج..
فُتِح باب المنزل الداخلي بعنفٍ وخرجت من لجين التي ما أن رأت مروج ممدة أرضاً، حتى صرخت بأسمها...
تحول رعبها إلى هلع، حين رفع إياد كفه ليجدها….ملطخة بالدماء، فصرخت لجين برعبٍ، وهي تربت على وجهها محاولة إستخدام مهنتها لكنها فشلت من شدة خوفها...فبكت بقوة وهي تنظر إلى إياد الذي كان ينظر إلى الدم بعينين غائمتين شاعراً بألم حاد أعتصر قلبه، فتدخل عقله هذه المرة صارخاً به "تحرك يا غبي، أنها تنزف "
أنتفض إياد ليستقيم واقفاً، ثم وضع ذراعيه تحتها ليحملها بقوة بين ذراعيه ضامماً إياها نحو صدره، ومن ثم ركض نحو السيارة وهو يقول صارخاً بقوة :
-أركبا سريعاً..
كان يقصد غالية ولجين التي كانت تبكي بشدة وهي تهرول خلفه مسرعة، شاعرة بالخوف يطبق على أنفاسها وخصوصاً أن كلٌ من رائف وأمجد غير موجدان وهذا أشعرها بالرعب أكثر..

وضع إياد مروج برفقٍ في المقعد الخلفي وهو يلهث بشدة..
يلهث مرتعباً، خائفاً ولأول مرة يتخلى عن قناعه..
ولأول مرة يشعر بأن...بأن قلبه يهدد بالأنهيار..
دار إياد حول السيارة بسرعة ليجلس خلف المقود ومن ثم إنطلق بسرعة البرق
=======
-لا داعي لكل هذا القلق يا أستاذ أنت تبالغ كثيراً أخبرناك اننا قومنا بتقطيب الجرح…
قالها الطبيب بحنقٍ وهو يحدث إياد الذي كان ينظر إلى الطبيب بقوة، وحين انتهى الطبيب مما قاله، قال إياد بصوتٍ بدا مخيفاً وهو يشير إلى قميصه الذي قد تلطخ بالدماء :
-أنتَ ترى منظر الدم...بشعاً ومن يراه يرتعب، لذا فسأعيد سؤالي مرة أخرى، هل أنتَ متأكد أن الإصابة تقتصر على عدة قطيبات فقط..

شعر الطبيب بغيظه يزداد أكثر، فهتف بحنق :
-أتراني تخصص جاموس يا أستاذ؟، بالطبع متأكد، ما قلة القيمة هذه !
برقت عينا إياد بشكلٍ مخيف، فابتلع الطبيب لسانه وهو يراقب أقتراب إياد منه ثم هتف موبخاً :
-ما هذا الظرف يا دكتور، أنا فقط أريد أن أعرف سبب أغماءها..
شعر الطبيب بأنه على وشك ضرب إياد فهو يبدو له شخص مستفز ومجنون، فابتسم له ببرود، ثم هتف بخبثٍ غير متداركاً ما تفوه به :
-لِمَ لا تقول أنها حامل مثلاً..
عم الصمت حولهما بشكلٍ مخيف، إياد ينظر إليه نظرة بثت الرعب بقلب الطبيب الذي كان يريد ان يراوغه ليس إلا فهو يظن أنه..زوجها فقلقه عليها كان غير طبيعي..
أنفرجت شفتا إياد ليهتف بنبرة خطيرة :
-من تلك التي قولت عليها أنها حامل لتوك !
أزدرد الطبيب ريقه مضطرباً، ثم هتف بحرج وهو يحك مؤخرة رأسه :
-كنت أمزح..
نظر إياد له بوجوم دون أن يظهر عليه أي ردِ فعل، فشعر الطبيب بالقلق يتفاقم بداخله أكثر، أما أياد فكان يحاول التشبث بتحضره فلو ترك نفسه لأطبق على عنقه خانقاً إياه، سيفرغ فيه كل غيظه وقهره وخوفه، فقط ما استطاع أن يفعله هو أن شتم بالاسبانية، فأحمر وجه الطبيب وهتف بتلعثم :
-فهمتك….
-لا يهمني، فأنتَ ثقيل الظل…
قالها إياد بالاسبانية ببرود شديد وهو ينظر إلى الطبيب من مقدمة رأسه حتى أخمص قدميه، فتململ الطبيب في وقفته، ثم غمغم بصوتٍ خفيض :
-أنه يليق بتلك المجنونة التي كادت تضربني بالداخل، هي مجنونة، وهو مخيف..

لم يكن يعلم أن إياد قد سمعه بالفعل، فانتفض مجفلاً حين هتف إياد بنفاذ صبر :
-سمعتك، لماذا أشعر بأنكَ تخصص أطفال؟
أجابه الطبيب مازحاً، وهو يبتسم له بسماجة :
-كنت أتمنى، لكنني أصبحت تخصص جاموس..
كز إياد على سنانه مغتاظاً، يشعر وكأن الأكسجين سُحِب من حوله بعد وصلة المزاح السخيف من هذا الطبيب الشاب، حاول إياد أن يتمالك نفسه فلسانه يلح عليه بأن يبصق كلمه بوجهه صارخاً"تباً لكَ ولثقل ظلك "
لكنه تمالك نفسه ببراعة، وأغمض عينيه ليرتدي قناع البرود ويهتف :
-هل أستطيع أن أراها ؟!
أومأ الطبيب الظريف له بنعم، فرمقه إياد بامتعاض، ثم استدار على عقبيه متجهاً إلى غرفة مروج!
======
ربما ما تشعر به الآن ندم !
ربما ما يحرق قلبها أنها...أهدرت كرمتها..
سحقت كبرياءها لتعشق رجل لم يكن مناسبا من الأساس..
تشعر بأنها فقدت مهارتها في الغوص بين أمواج القهر والخذلان..
فالجو أحتدم والموجات أصبحت عاتية، ووسط كل هذا...شعرت بأنها تنزلق في جُبٍ عميق كان سواده موحشاً..
أشباح الغدر تمد كفوفها السوداء لتقبض على عنقها….
فتصرخ دون صوت، تطلب العون..
تبحث عن من سينقذها منهم..
فلجأت هي إلى طرف ثالث..
تلاعبت بمشاعره وهي تعترف..
أعجبها طريقة حبه لها..وهذا أيضاً تعترف به..
شعرت بأنه هو من سيقوم بنكأ جرحها ليقوم بتنظيفه .
لكنها في المقابل كانت تخفي وراء ظهرها سكين الغدر التي كانت دوماً تشعر به مغروزاً بظهرها هي، فتقوم وتطعنه به دون أي رحمة..

بكت مروج بخوفت وهي تغمض عينيها كي لا تنظر إلى عيني لجين العاتبتين، تخشى أن تعريها مروج من ثوبها المزيف لتتركها بثوبها الأصلي..
لقد حذرتها لجين لكنها لم تستمع..
تحركت تجاه هدفها معصوبة العينين…
لا تسمع..
لا تبصر…
ولا تشعر..
وها هي، أستقر بها الحال ممدة على سرير المشفى النظيفة تشعر بألم مبرح في مؤخرة رأسها فعلى ما يبدو أن قوة الاصطدام كانت قوية، أخبرتها إحدى الممرضات بحسدٍ واضح منذ قليل بأن زوجها يحبها وبشدة..
فقد دخل إلى الاستقابل حاملاٍ إياها يصرخ بهم ليتحركورا..
أخبرتها أنه صرخ بوجههم محذزاً بأن أصابها أي مكروه سيكون عقابه شديد..
وجملة الممرضة الأخيرة، سقطت على قلبها كدلوٍ من الماء أخمد حريقه :
-لم يكن وضعك سيدتي بهذه الخطورة التي يجعله يصرخ بهذا الشكل وكان هذا واضح للعيان، على ما يبدو أن زوجك يحبك وبشدة كما قولت لكِ، فأرعبته دمائك على ملابسه..

ورغماً عنها، وجدت نفسها تقارن بين إياد ومالك..
وكانت وجه المقارنة هو...هو حادثان متشابهان..
ذاك الحادث الذي أودى بها ممدة على أرض طريق السيارت الصلبة غارقة في دمائها لكنها كانت واعية..واعية وهي تسمع صراخ مالك لكنه...كان مضطرباً، كان غريباً وكأنه يخشى الأقتراب منها..
أخر ما سمعته هو صراخه بأن تسامحه..
بأن تغفر له..
فظنته يطلب منها العودة لا تعلم أن أعتذاره كان مقدمة لسلسلة غدر متواصلة..
بينما إياد لم يتركها كما فعل مالك يوم الحادث…
حملها بنفسه وركض بها...يصرخ يطلب منهم أن ينقذوها..
ويهددهم بأنه لن يسمح بأي مكروه سيلحق بها..
هو صرخ خائفاً عليها..
والآخر تراجع مستسلماً…
رافعاً راية الاستسلام، راية كانت ترفرف في سماء القهر ملطخة بدماءها...هي..

انتبهت لشروها حين تعالى صوت طرق على باب الغرفة، فسمعت لجين وهي تسمح للطارق بالدخول…
الطارق الذي لم يكن بالطبع سوى إياد الذي دخل الغرفة مطرقاً الرأس محمحماً بحرجٍ حتى اذناه فقد أحمرتا بدون سبب…
شعرت مروج بقلبها يتوقف فجأة ويعود لقرع طبوله بصدرها بلا سبب..
بينما ألقى إياد السلام عليهما، وأستأذن من لجين للجلوس، فابتسمت لجين له ببشاشة، ثم هتفت :
-تفضل بالطبع..
ومن ثم رمقتها بنظرة ذات مغزى، نظرة كانت كالسهم الذي نفذ إلى روحها مخترقاً إياه، فاطرقت برأسها وهي تتحاشى النظر إلى إياد الذي جلس على المقعد المجاور للفراش، ثم هتف بنبرة مهتزة :
-كيف حالك الآن ؟
ازدردت مروج ريقها بصعوبة، ثم همست بصوت شبة باكي :
-الحمد لله، أريد أن أشكرك..
أرتفع حاجب إياد بشكلٍ مؤلم، وهتف بضحكة ساخرة لم يستطع التحكم بها وبكلمته اللاذعة :
-لا، انا من يجب أن أشكرك على هذه المسرحية اللذيذة التي كان ليّ دوراً بها دون أن أعلم..
شعرت مروج بألمها وندمها يتفاقما بداخلها أكثر، فقالت تئن بألم ضميرها :
-إياد، أنا حقاً آسفة، آسفة جدا..
تهدج نفسها في جملتها الأخيرة وهي تطرق برأسها لتبكي بصمتٍ، فنظر إياد لها نظرة متألمة يشعر بالألم يشب حريقه بروحه، فيغمض عينيه لثوانٍ، ثم هتف بنبرة قوية ضاهت ما يشعر به الآن من ألم :
-ماذا دهاكِ؟!
توقفت مروج عن البكاء، لترفع رأسها وتنظر له بعدم فهم، ومن ثم رفعت عينيها إلى لجين التي كانت تراقب الحوار بعينين دامعتين..
أردف إياد بنفس النبرة وهو ينظر إلى عمق عينيها :
-ماذا دهاكِ لتهيني نفسك بهذه الطريقة، ماذا دهاكِ لتسحقي كرامتك وتقدمين على أفعال متهورة، ماذا دهاكِ لتهدري فرصة منحها الله لكِ لتعودي إلى رشدك، بل ماذا ينقصك لتفعلي ما فعلتِه به وبي وبنفسك قبلنا؟، ردي عليّ أتعشقين التمرد لأجل التمرد؟، سنك الصغير لم يتم أستغلاله بشكلٍ صحيح ، لا زلتِ طفلة ألبست نفسها ثوب الكبار عنوة، تتلاعبين بأدوات جارحة أهدرت دمائك أنتِ قبل أن تلوثيها بدماء غيرك..
وماذا أن كان هو نذلٌ ؟، هل سيقف الكون حول هذه الحقيقة؟، وماذا أن كان الغدر هو شعاره؟ هل ستقفين أمامه منتظره طعنته عن طيب خاطر، أنتِ مدللة يا مروج وأن لم يتم تروضيك ستسقطين في فخ الخطيئة دون أي مجهودٍ…

كلماته كانت كالصفعات التي توالت على وجهها دون أي رحمة، كلماته كان مكنونها أنها أهانت نفسها كما كانت تقول منذ دقائق قبل دخوله !
خسرت نفسها وشعورها بالاعتزاز أمام نفسها !
خسرت كبرياءها وأكبر دليل هو ما تشعر به الآن وهي مطرقة برأسها شاعرة بحرج شديد من إياد الذي مال نحوها وأردف بنبرة حمائية نوعا :
-عاقبي نفسك عما فعلتِه، فكري فيما تريدينه قبل أن تنفذي، ضعي نفسك مكان من يراكِ بعد كل فعله تريدين ان تفعلينه، حاولي أن تروضي وحش تمردك وتحكمي عقلك، ليس هناك رجل على وجه الأرض يستحق أن تنحني له المرأة متخلية عن كرامتها قربانا لحبٍ عقيم يا مروج، ولا تعتقدي بأنني أقول هذا لأجل نفسي لا فما فعلتِه أنتِ بي وفهمته اليوم يجعلني أشعر بالكره نحوك، لكن…
صمت لبرهة يحاول لملمت شظايا قلبه الباكي، لينظر إلى رأسها المحني ويقول بنبرة صادقة….وأن كان يشعر بالحريق يزداد لهيبه بداخله :
-سأكون بجوارك دائما في حالة عزمك على أن تصبحين فتاة أخرى، مروج أخرى عاقلة...سأكون بمثابة "صديق" وحين تقعين في أي مشكلة ستجديني بظهرك وسأدعمك!
ومن ثم وقف!
فوقف قلبها وأرتفع رأسها لتنظر له نظرة مشتتة، تشعر وكأنها بحلمٍ، لم تكن تتوقع أبداً أن تسمع هذه الكلمات الراقية منه !
هل لديه نية فعلا في مساعدتها؟!
ولِمَ لا ؟؟
نظر إياد لها نظرة أخيرة، ثم أقترب من باب الغرفة وهو يقول بتهذيب موجهاً حديثه إلى لجين :
-سأوقف لكما سيارة أجرة لتعودا إلى البيت آنسة لجين، ولا تقلقي سأكون بسيارتي خلفكما لأطمئن عليكما..
غمغمت لجين بكلمات شكر صادقة وهي تبتسم رغماً عنها..
ذاك الرجل يشعرها دائما بأنه هالة من الاحترام تحيط به..
توقف إياد عند باب الغرفة وأطرق برأسه مغمضاً عينيه، يشعر بأن عنقه مخاط بخيوطٍ وهمية تكاد تخنقه !
لذا، فلم يشعر بنفسه وهو يندفع خارجاً كاظماً ما يشعر به بشقِ الأنفس !
ولم يعلم أي منهما أن حديث إياد ما هو إلا فرصة جديدة لاستكمال المسرحية..
لكن هذه المرة...ستكون صادقة!!
سنبدأ من النهاية!
فاستعدوا للعد التنازلي !
======
جميعنا نسلك طريقا لم نكن لنتوقعه..
نتعرض إلى صدمات موجعة، تصفع كل صفعة وجهك لتشعر وكأنك على وشكِ الموت…
تشعر وكأن النهاية تتراقص أمام عينيك..
نيأس، نشعر وكأن خبايا القدر وحشٌ يرعبنا بعينيه…
نتعثر، ثم نقف..
نبكي، ثم نبدأ من جديد..
نبعد غبار اليأس والحزن عن روحنا بروحٍ نصف حية..
دوامة..دوامة سحيقة أغرتك في البداية بشكلها الغريب…
ومن ثم بدأت تنغمس بها رويداً رويداً..
فلم تشعر بأنها أبتلعتك كلياً..
منحتك روح اليأس وسلبت منكَ أعز ما تملك..
الكرامة، العزة، الكبرياء…
وهذا ما كانت تشعر به صبا وهي تبكي بصمتٍ تام..
جالسة بجوار والدة مروان مخفضة عينيها أرضاً…
لا تعلم لماذا طلبت والدة مروان أن تراها…
لم تكن تحبذ رؤية أحد الآن..
لكنها لم تكن لتتجاهل والدة مروان…
شيء خفي لا تعرف كنهه يجثم على صدرها خانقاً إياها بشكلٍ غريب..
ربما شعورها بالقهر والذل..
قهر لم تكن لتشعر به لو لم تكن غبية..
ساذجة، مجرد لعبة صغيرة بين أيدي حقيرة..

صوت والدة مروان الواهن أخرجها من دوامتها عنوة…
-لقد سلمت بالأمر الواقع يا صبا، فمن الواضح أن وجودك بحياة مروان شيء لا خلاف عليه، لذا فأسمعيني جيدا يا صبا…
قالتها والدة مروان بملامح باردة، ونبرة واهنة متهكمة، بينما عيناها فقد فضحتا عدم تقبلها لصبا كزوجة أبنها من الأساس..
لكنها كانت صادقة..
لقد سلمت فعلا بالأمر الواقع وتقبلت صبا كزوجة مروان..
فما رأته اليوم من مروان ما هو إلا دليلٌ واضح بأن مروان لن يترك صبا أبداً..
لذا، فهي لن تترك أبنها يتألم أمام عينيها..
ستساعده وأن كانت سعادته على حساب سعادتها..
هي لا تتقبل صبا كزوجة لمروان...نعم..
لكن مرون...يحبها، فلذة كبدها يتألم بحبه لها..
فهل ستقف خالية اليدين تنظر إليه عاجزة..
والله أبداً لقد رأى مروان ما لم يتحمله أحد..
أنها تريد مروان الحقيقي..
مروان المبتسم دائما…
المرح..
وليس هذا العصبي والكئيب…

أما صبا فقد كانت تشعر بالتوتر يكاد يبتلعها..
صمت والدة مروان زاد من خوفها أضعافا بالرغم من أن مقدمة حديثها لم تكن بالسيئة لتشعر بكلِ هذا القلق..
وحين أنفرجت شفتا والدة مروان، شعرت صبا وكأنها على وشكِ الموت رعباً..
هتفت أم مروان بنفس النبرة :
-هل تريدين أبني يا صبا كما يريدك أم أنكِ تريدين الإنفصال والإبتعاد عنه؟

شعرت صبا بالسؤال يصفعها على وجهها صفعاً..
وجهها الذي أمتقع بشدة حتى كاد يحاكي وجوه الموتى..
سؤالها يدوي في أذنيها كالناقوس..
لا تتجرأ على التفكير بالجواب من الأساس..
فالبرغم من نداء العقل البعيد البعيد جداً بأن الإبتعاد هو الأفضل…
إلا أنها ذهبت إلى قلبها راجية..
تطلب منه أن يمدها بالقوة اللازمة لتجيب على سؤالها..
فأبتسم قلبها له ولبى لها طلبها على الرحب، فأمر لسانها بأن يرفع الحواجز، وتجيب بصوتٍ مرتعش ولكنه صادق :
-لا...لا أريد أي أنفصال، ربما تقولين في قرارة نفسك أنني أنانية، لكن مروان هو طوق نجاتي...
لمعت عينا أم مروان بشكلٍ ملحوظ، بينما التوت شفتاها بشبهِ ابتسامة لم تقوَ على كظمها..
ولسوء حظ صبا أنها كانت مطرقة برأسها أرضا، فلم ترَ ابتسامة والدة مروان..
فما كانت تشعر به الآن يكفيها…
لعقت ام مروان شفتيها، ثم هتفت بصوتٍ لطيف نوعاً وهي تربت علي ركبة صبا بحنان فطري بعدما لاحظت إرتعاش جسدها الضعيف :
-حسناً، هذا سيسهل عملنا كثيراً، لكن أرفعي وجهك أولاً..

رفعت صبا وجهها المحتقن، ثم ضمت شفتيها المرتجفتين، ورمشت بعينيها لتمنع دموعها التي لا تنضب أبداً، فأشفقت أم مروان عليها، ثم هتفت :
-ستظلين معي لمدة أسبوع لن تذهبي إلا شقتك وستهتمين بنفسك خلال هذه الفترة، وهذا صراحةً عقاب لكما أنتما الأثنان….

فغرت صبا شفتيها بعدم فهم وهي تحملق بأم مروان ببلاهة بينما أنعقد حاجبها بشدة..
ومن ثم أنفرجت شفتاها لتهتف بتلقائية :
-أنا لا أفهم شيء، أي عقاب هذا ؟

هزت أم مروان رأسها بقلة حيلة، ثم سحبت نفساً عميقاً، قبل أن تهتف موضحة :
-عقاب على تهورك وتركك لمنزل زوجك دون علمه، عقاب على عدم فهمك لتهديد ذاك الحقير الذي يدعى عم أبنتك، وعقاب له على صفعه لكِ فأنا لم يرضيني ما فعله...لذا فحين يعود إلى هنا سأخبره بأنكِ لا تريدين الذهاب معه..

رمشت صبا بعينيها غير مدركة ما تقوله والدة مروان التي كانت تكظم ابتسامتها بشق الأنفس..
فعلى ما يبدو أن صبا لا تحبذ ما قالته بالمرة…..
لكنها لن تتركها ترحل مع مروان..
ربما ما يمران به هو أختبار إن تجاوزاه ستكون نقطة البداية..
وربما ينفصلان عن بعضهما أن أخفقا في هذا الأختبار..
صبا تحتاج إلا التفكير وحدها..
دون تأثير مروان..وعصبيته الغريبة..
ومروان يحتاج أن يدرك خطورة الأمر…
كان يجب عليه توقع كل ما يحدث حين أصر على زواج من صبا بحياتها الغريبة..
هو ليس بالشاب الغر...سيهرب من مسؤليتها فهو بالرغم من كلِ شيء لا يريد أن يتركها..
فليتحمل ما يحدث وما سوف يحدث إذا…

نظرت أم مروان إلى صبا نظره قوية، ثم هتفت بنبرةٍ لا تحتاج إلى نقاش :
-هيا قومي، وأدخلي إلى غرفة مروان بدلي ملابسك بما ستجديه على الفراش هناك، ولا تخرجي من الغرفة حتى لو صرخ بأسمك...أفهمتِ؟

أنعقد حاجبا صبا بشدة، بينما زفرت والدة مروان بحنق، ثم هتفت مشجعة :
-هيا يا صبا، أسرعي قبل أن يأتي مروان..
أزدردت صبا ريقها بتوتر، ثم هزت رأسها وهي تحدق بالأرض غير مدركة بعض ما المطلوب منها بالضبط..
ولماذا تساعدها والدة مروان وهي لم تكن تتقبلها من الأساس ؟؟
أيعقل أنها تريد إفساد العلاقة بينهما أم ماذا؟!

رمقتها والدة مروان بتفحص، ومن ثم هتفت وهي تربت على ركبة صبا في حركةٍ ذات مغزى :
-لست أنا يا "زوجة أبني"من تحيك القصص لتخرب بيت أبنها، ثقي بيّ كما تثقين بمروان !، هل تريدين دليل أكبر من هذا ؟

شعرت صبا بالراحة تتسلل إليها تدريجياً…
لكنها ما زالت تتأرجح بين الخضوع لما تريده والدة مروان، والعودة إلى شقتها في إنتظار مروان لتبدأ النيران في الأشتعال من جديد…
لكن...شيء ما بداخلها يخبرها أن الأبتعاد هو الأفضل..
فليهدأ قلبه وكرامته أولا لتعود العلاقة بينهما كما...كانت !
ضحكة ساخرة ندت عنها، فلاحظتها أم مروان التي ألتزمت الصمت ولم تعلق على رد فعلها…
بينما حسمت صبا قرارها بأن تنفذ ما قالته أم مروان…
فهي ليس لديها ما تبكي عليه…
كاذبة، كاذبة يا صبا..
أن كان هذا هو حالك لأن علاقتكما البدائية تهدد بالانهيار !
زفرت صبا بتعبٍ، ثم أنتصبت واقفة تنوي الذهاب إلى غرفة مروان وهي ذابلة العينين فاقدة الروح..
تشعر بشيء وهمي يجثم على صدرها يكاد أن يخنقها..
خوفها...يسيطر علي قلبها بسلطته القاهرة…

أما أم مروان راقبت رحيل صبا بعينين قلقتين على مروان، وقلب أم يخبرها بأن أبنها يتألم..
تنهيدة تعب انفلتت من بين شفتيها، ومن ثم رفعت عينيها لتنظر إلى السماء وتهتف وهي تضع يديها على قلبها :
-يا رب، أحفظه ليّ، أنا لا أريد سوى راحته فإن كانت صبا هي مرسى سفينته التائهة، فستكون أبنتي وقطعه من روحي، أرح قلب أبني يا رب "
======
إنتهى الفصل الثالث والعشرون..قراءة سعيدة حبيباتي!



شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 10:52 PM   #327

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Exclamation

جميل جدا احببت تعاطى ام مروان معها

اياد ماذا بعد
للاسف مروج اخطأت وفهم اياد اللعبة
استنتهى اللعة الى هذا الحد ام سيتم تواصلها ويكملها اياد


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 11:22 PM   #328

احمد حميد

نجم تغطيه مسلسل سيلا 2


? العضوٌ??? » 84369
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,685
?  نُقآطِيْ » احمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . روعه وشكر كتير بس وبنى ان يكون فى قصة حب بين اياء ومروج

احمد حميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 11:25 PM   #329

احمد حميد

نجم تغطيه مسلسل سيلا 2


? العضوٌ??? » 84369
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,685
?  نُقآطِيْ » احمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond repute
افتراضي

ممكن اقتباس الى اياد ومروج حلو أصل الواحد فى ن

احمد حميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-21, 06:12 AM   #330

norakamel

? العضوٌ??? » 407801
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 190
?  نُقآطِيْ » norakamel is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك روعة💖💖💖

norakamel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:54 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.