آخر 10 مشاركات
الرغبة المظلمة (63) للكاتبة: جاكلين بيرد×كامله× (الكاتـب : cutebabi - )           »          تحت إيوان النخاس (3) * مميزة ومكتملة * ...سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          عروسه البديلة (32) للكاتبة: Michelle Styles .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          بخصوص رواية قبلة المموت … (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )           »          1053ـ دليل الاتهام ـ جيسيكا ستيل. ع د ن (الكاتـب : عيون المها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-01-21, 02:06 PM   #331

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


رووعة
مروج مرت بتجربة مؤلمة
تعلمت منها الكثير
يجب عليها أن تبدا من جديد
بعيدا عن الماضي المؤلم
تسلم ايدك


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-21, 08:59 PM   #332

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي

تســــــــــــــــــــــل م ايدك

نوارة البيت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-21, 03:31 AM   #333

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

ام مروان استسلمت اخيرا لقلب ابنها وبدأت تقتنع بحبه لصبا

ودلوقتى كل همها انها تصلح من حياته وتساعد صبا فى الحصول على غفران مروان وعودة حياتهم لطبيعتها

المصيبه دلوقتى فى الشخص اللى شاف صفعة مروج لمالك اما يبلغ امجد ياترى رد فعله هيكون ايه

دوامه من المشاعر عايش فيها اياد بين حبه ورغبته فى مروج وبين معرفته واقتناعه بحبها لمالك ودا اللى بيخليه يفسر كل تصرفاتها على انها محاولة منها للعودة لمالك او على الاقل لحرق دمه
الزفت مالك يستاهل حرق الدم بصراحة بس اكيد انتهى من حياة مروج
بالذات انها بدأت تعقد مقارنات بين تصرفاته معاها وبين تصرفات اياد

مشهد كوميدي جدا للطبيب واياد ههههههه

غاليه حزينه على قلب اخوها المكسور

تسلم ايدك ياشموس


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 13-01-21, 04:15 PM   #334

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك يا شموس

نوارة البيت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-21, 08:58 PM   #335

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع والعشرون
======
"أن كانت الحقيقة قاتلة، فالكذب مباح!!!"
======
-أنا لا أفهم، ماذا حدث يا لجين ؟؟
هدر بها أمجد بعصبية على غير عادته، فازدردت لجين ريقها بتوتر، وهي تمنعه من الصعود إلى مروج، أمجد الذي ما أن عاد من سفره أخبره أهل الحي بما حدث وبأن شقيقته خرجت من بيتهم محمولة على ذراعي رجل لا أحد يعرفه، وها هو يحاول فهم ما حدث لكن لجين ترفض، فجن جنون أمجد وهو يضرب حاجز السلم بيده، هاتفاً :
-فلتخبريني الآن ماذا حدث يا لجين !!
شعرت لجين بأن أمجد به شيء غريب عيناه حمروان ووجه شاحب بشدة، عيناه السودوان تنضحان ألماً، فاقتربت منه وربتت على كتفه قائلة بهدوء محاولة أمتصاص غضبه :
-أمجد اهدأ منذ متى وأنت تصرخ بهذا الشكل، لم تكن هكذا، هل حدث شيء آلمك؟!
قتمت ملامح أمجد بشكلٍ مخيف وبرقت عيناه ببريقٍ غريب، فنظرت لجين إليه مبهوتةً، تشعر وكأنها تقف أمام...سليم وليس أمجد ؟؟.
دائماً كانت تقول أن الاثنان كلٌ منهما يناقض الآخر…
فأمجد دائماً هادئ يتصرف بحنان وطيب خاطر مع الجميع، أما سليم فدائماً مشتعل، غاضب، سريع الانفعال، والآن ترى نظرة سليم التي لم تنساها أبداً بعيني أمجد الذي كز على أسنانه بقوة وهتف محذراً :
-لجييييين، أخبريني حالاً ماذا حدث!

أومأت لجين برأسها بسرعة وهي تحاول تهدئته، ثم رمشت بعينيها لتقول ما حضرته منذ خروج لجين من المشفى كي لا ينكشف أمر لجين أنها كانت تتلاعب بإياد؛ فيغضب أمجد ويعاقبها، لذا فسحبت لجين نفساً عميقاً، ثم هتفت بهدوء :
-لقد تعرفت مروج على غالية صابر، شقيقة إياد صابر لو تتذكره، أصبحتا صديقتان و...و طلبت منها غالية أن تأتي معها إلى حفل زفاف إحدى صديقتها فوافقت مروج وذهبت، ولم تكن تعلم مروج أن إياد سيكون معهم، ولم تتأخر هناك أقسم لكَ، لكن حدث ما حدث وأعترض مالك طريق مروج ظناً منه أنها على علاقة بإياد، فتشاجر إياد ومالك مع بعضهما حتى أن إياد قد تلقى ضربه من مالك، لم تكن مروج قادرة على الوقوف على قدميها، فعرض عليها إياد بذوقٍ راقي ليقوم بتوصيلها إلى هنا، وحين أوصلها ساعدتها شقيقته لتوصلها إلى باب الشقة…

صمتت لثوانٍ تراقب رد فعل أمجد بعينين مهتزتين، فنظر أمجد لها بعينين غريبتين وفكٍ متشنج، فأسرعت تكمل ما قالته بصدقٍ :
-وسقطت مروج مغشياً عليها في دخلة المنزل ولسوء حظها يا أمجد أن رأسها اصطدمت بحافة إحدى درجات السلم، فنزفت ولم يكن أمام السيد إياد سوى حملها والذهاب بها إلى المشفى وتم تقطيب الجرح !

شعرت بعينا أمجد تنضحان ألماً، فهي تعلم أنه يتألم لأجلها، لكنها لم تتوقع أبداً أن ينظر أمجد لها هذه النظرة، وهو يزيحها ليصعد إلى غرفة مروج هاتفاً بصوتٍ أرعبها :
-لِمَ لم تأخذ أذني؟؟؟، كلكم تعتبرون أمجد خرقة بالية، شخصية ضعيفة تتصرفون من رأسكم دون الأهتمام بيّ، يبدو أن الحنان لا يجدي نفعاً…

شعرت لجين بقلقٍ شديد يكتنفها جراء ما قاله أمجد، شاعرة به يتألم والسبب لا تعلمه، فأطرقت برأسها أرضاً وجلست على أقرب مقعد…
سؤال واحد يدور بعقلها، هل تتهور وتستعين بسليم، فهو مهما حدث شقيقهم، وأن كان أمجد غاضب منه فهي تعلم من سليم عند أمجد خصوصا، لكنها لم تلبث أن استبعدت الفكرة، فبالتأكيد سليم أصبح مثل سالم وأن استعانت به سيصل سالم لهم، وهي لا تريد هذا !

طرق أمجد على باب غرفة مروج بهدوء نوعاً، ثم فتح الباب وأطل برأسه فوجدها نائمة تضم قدميها إلى صدرها تتأوه بهذيان، فتقدم أمجد نحوها، ثم جلس بجوارها على الفراش وربت على شعرها بحنان لم يستطع كظمه، ينظر إلى وجهها الشاحب بعينين حزينتين، ومن ثم مال ليطبع قبلة على وجنتها هامسا بصوتٍ لا يكاد يسمع :
-أمجد يتألم يا مروج!!

جملته خرجت من بين شفتيه كأسدٍ يحتضر، فاخترقت الجملة أذني مروج وحاولت فتح عينيها باستماته، لكنها لم تقوَ، فأغمضت عينيها مجبرة وهي تتأوه بخفوت، فأنعقد عينا أمجد بقلقٍ حقيقي، ومال بجذعه نحوها لينظر إلى الضمادة التي تلتف حول رأسها، فزم شفتيه متألماً، ثم ربت على وجنتها هامساً بصدقٍ :
-شفاكِ الله وعفاكِ يا حبيبة أمجد!
ومن ثم طبع قبلة صغيرة على وجنتها مرة أخرى، ثم خرج من الغرفة متجهاً إلى غرفته وهو يجر أذيال الخيبة..
يحمل على كتفيه هموم كثيرة، وقلبه مثقلاً بآلام كانت تشتد قوتها حتى علم الحقيقة القاتلة وواجهها نفسه بها، فكانت المواجهة قاتلة، قتلته بسكين ثلم، أدمت جرح لم يشفَ من الأساس، طُعِنت كرامته وأهتزت من مكانها!
خدعته، من أحبها خدعته!!
كسرت قلبه دون اي أعتبارٍ….
ألقى أمجد جسده على الفراش مغمضاً عينيه بقوة، يتذكر ذاك اليوم الذي ذهب فيه إلى ذاك الحبيب الذي يقولون أنها هربت معه..
ضاغطاً على كرامته، ساحقاً قلبه الذي كان يصرخ به معترضاً محتجاً عما يفعله، فأمره بألا يتدخل وضغط عليه أكثر، فكاد ينفجر!
منذ أسبوعين تقريباً…
كان أمجد يصعد درجات السلم بتردد وقلق شديد، يشعر بغصة مسننة تحتل حلقه وهو ينظر إلى درجات السلم بوجهٍ شاحب..
كيف طاوعه قلبه على هذه الخطوة الصعبة !!
كيف صدق ما قاله مالك وبحث عن ذاك الشخص الذي يقول أنه من هربت جود معه!!
وعند هذا الخاطر شعر أمجد بأنه على وشكِ الصراخ ألماً وغضباً!
قلبه، قلبه يخشى الحقيقة ويريدها بنفس الوقت !
أن كانت جود خدعته، سيزداد ألمه أضعافاً، لا يريد أن يتيخيل رد فعله، يكفيه ما يشعر به!
جود، جود تخدع وتكذب!!
وما زاد جنونه أنه سألها!
كان الغرض من السؤال ليس إتهاماً…
لو كانت أخبرته بالحقيقة، كان من الممكن أن يسامحها!
فمن هو ليحاسبها؟؟
لكن هي، قالت لا!
فصدقها ولم يأتِ بسيرة هذه النقطة مرة أخرى!
ليعود مالك ويفتح عينيه موبخاً، ساخراً من حماقته !!

كز أمجد على أسنانه بقوة، ثم طرق على باب الشقة المتهالك، و أطرق برأسه منتظراً!
لقد أضطر إلى السفر من مدينته إلى أخرى عبر القطار، ولم ينم منذ يومين تقريباً..
وللعجب انه لا يشعر بأي إرهاق، فالحريق المشتعل بداخله يكفي!
مرت دقيقة وهو يقف أمام باب الشقة متخشباً، يتمنى ألا يفتح صاحبها!
لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فها هو المسبوق بالذكر يفتح الباب بهدوء، ثم يطل برأسه مستفسراً، فرفع أمجد عيناه لينظر إليه، ليرفع الرجل حاجبه بتوجس فقد شعر بأن وجه أمجد مألوفاً له، فانفرجت شفتاه وهتف مستفسراً :
-خير، ماذا تريد ؟
سحب أمجد نفساً عميقاً، ثم هتف بهدوء شديد :
-هل يمكنني التحدث معكَ قليلا؟؟
أرتفع حاجب الرجل أكثر حتى كاد حاجبه أن يصافح مقدمة رأسه، ثم هز رأسه وهتف بعدم فهم :
-بشأن!
كز أمجد على أسنانه بقوةٍ وهو يحاول تمالك أعصابه بشقِ الأنفس، يترجى لسانه ان يهتف بما يريده، يكاد يتوسله، لكن قلبه يصرخ رافضاً، فأرغم عقله لسانه ليقول بنبرة مهتزة :
-جود أبنة عمتك!
يتبع……



شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-21, 09:00 PM   #336

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

لاحظ أمجد بوضوح أمتقاع وجه غريمه الذي ألتمعت عيناه شزراً، وأرتفع كفه ليتحسس رأسه وكفه الأخرى تحسست قدمه، ومن ثم هتف بحقدٍ ونبرة سوداء:
-ماذا بها تلك(...)؟؟
كز أمجد على أسنانه بقوة أكبر حتى اصطكت، وقتمت عيناه وهو يهتف بصوتٍ حاد :
-أحترم نفسك لو سمحت!
اتسعت عيناه الرجل بدهشة وهو يطالع أمجد الماثل أمامه، يشعر وكأنه كائن فضائي، ومن ثم هتف بصوتٍ أشد سواداً ملوحاً بكفه ساخراً :
-هل أنتَ الضحية الجديدة التي وقعت بغرامها وضحكت عليكَ تلك البنت الخبيثة ؟
شعر أمجد بالدماء الحارة تندفع باوردته وبقلبه ينتفض ثائراً متقززاً مما قاله ذاك المتخلف الذي أن تمكن من تحطيم فكه وقطع لسانه لفعل..

نظر الرجل إلى أمجد بعيني ضاقتا بتفحص، فلاحظ الغضب يعتري ملامح أمجد ليبتعد عن الباب وهو يمد كفه يدعوه إلى الداخل بنبرة خبيثة :
-تفضل لنتحدث بالداخل!
حبس أمجد أنفاسه مهدئاً نفسه…
جلس على المقعد المقابل إلى مقعد الرجل، فنظر إليه الأخير وقال بغموض :
-ما بها تلك الفاجرة ؟؟
أشتعلت عينا أمجد بشكلٍ أرهب ذاك الرجل الذي شعر بخطورة الأمر، فبلع لسانه وهو ينظر إلى أمجد مستفسراً، فاعتدل الأخير في جلسته، ثم هتف بجمود دون مواربة :
-ما هي كنه العلاقة بينك وبين جود؟؟، هل هربت معكَ بالفعل ؟؟

وما أقسى على رجل عاشق أن ينحني منسكراً مقابل معرفته لحقيقة قاتلة!!
شعر أمجد بالكلمات تحرقه حرقاً، تسقط على قلبه حارقة إياه، فضغط على شفتيه منتظراً رد ذاك الرجل الذي وضع قدمه فوق الأخرى بحذر، ثم هتف بتسلية :
-امممم، جود وعلاقتي بها، لماذا ؟؟
-لا أعتقد أن السبب سيهمك بشيء، فتفضل أخبرني بالحقيقة!

هدر بها أمجد بنبرة حادة، أستحضرها من نصفه الآخر، ببساطة أمجد الآن كان مرتدياً روح سليم الحازمة، فارتعب الرجل من مظهره شاعراً بالخطر، فهتف بحذر :
-نعم، لقد هربت معيّ تاركة كل شيء خلفها، وحين طلبت منها أن نتزوج عرفياً رفضت وتمنعت الخبيثة وطلبت مني أن نتزوج رسمياً وإلا لن أحصل منها على شيء، وحين وجدتتني أتراجع عرضت نفسها عليَّ بكلِ رخص، لكنها غدرت بيّ وضربتني على رأسي وهربت (...)، رخيصة!!!

كل كلمة نطق بها الرجل كانت قاتلة، كل كلمة كانت كنصل خنجر حاد طعن قلبه دون أي رحمة..
خيوط الخداع التفت حول عنقه خانقة إياه، وتلك المضخة النابضة تحتضر، والحريق يزداد لهيباً بداخله..
لقد خدعته فعلاً!
تلك المخادعة ضحكت عليه وأخبرته حين سألها بأنها لم تفعل أي شيء!
ازدرد أمجد ريقه بصعوبة محارباً غصته، ثم هتف متشبثاً بأخر أمل :
-وما هو دليلك أيها الحقير ؟؟؟
-أسمع يا أنتَ، أنا لا أسمح لكَ لقد أخبرتك بكلِ شيء، فليس لي أي دخل أن كانت تلك الفاجرة تلاعبت بك و…
قاطعه أمجد هادراً وهو يهجم عليه قابضاً على ياقة منامته :
-قولتُ لكَ ما هو دليلك ؟؟؟
نظر الرجل إلى امجد الذي كان يخيم فوقه بملامح سوداء، فانفلتت من بين شفتيه ضحكة ساخرة، وهتف مستهزئاً :
-تذكرتك، انتَ أمجد الأمير، ذاك الشاب الخجول المؤدب الذي كنت ألقبه بالشاب المطيع، أهلا بكَ يا سيد، الآن ليس عليّ أن أتعجب من تمكنها في خداعك، فأنا اعلم جيداً أنك تمتلك قلبا كالعصافير، لا تحزن يا حبيبي، خدعتك الماكرة، ومع ذلك سأعطيك الدليل القاطع عما قلته، لا تغضب يا جميل !
نبرته الساخرة أججت النار المشتعلة بداخله، أذكت غضبه وألمه، فلم يشعر بنفسه وهو يزمجر غاضباً، ثم لكمه بقوة بفكه، ثم شدد بقبضته الأخرى حول ياقة قميصه خانقاً إياه حتى كادت عيناه تنخلعان من مكانهما، ثم هتف أمام عيني الرجل الذي كان يتأوه متألماً :
-لا تحاول استفزازي يا حقير، أقسم بالله أن أكتشفت أن ما قولته ليس صحيحاً، ستتمنى الموت وتبكي ندماً، هات ما لديك الآن، كي لا يغضب الجميل يا (...)

السبة التي أطلقها أمجد لم يكن يتوقع أن يتفوه بها يوماً، لكن سيطرته على نفسه انفرطت من بين يديه، فلم يعد يميز ما يقوله وما يفعله، فقط ما يريده هو الحقيقة..
فدفع الرجل بقوة وهو يبتعد عنه بجسده، ثم أشار برأسه قائلا بنفس النبرة :
-هيا أذهب وأحضر ما لديك، وأي حركة غدر لن تكون العواقب هينة…

أعتدل الرجل في جلسته متأوهاً، ثم نظر إلى أمجد نظرة قاتلة، ومن ثم تحرك بصعوبة وهو يكز على أسنانه مغتاظاً، فربت عقله داعماً يخبره بأنه سينال منه بما سيعطيه له، فالحب المتوهج بعيني أمجد سيجعله يتألم وبشدة، وهذا اسعده وبشدة وخفف من آلمه..
غاب الرجل الذي كان وسيماً نوعاً متوسط الطول يمتلك عضلات كبيرة..
نظر أمجد إلى الغرفة التي أختفى بداخلها ضاغطاً على نفسه وبقوة، يحاول تمالك غضبه لكن هيهات، فحين خرج الرجل من الغرفة بعد دقيقة حاملا صندوقاً صغيراً، شعر أمجد بخوف غريب يسيطر عليه…
حتى الآن...يثق بها لآخر لحظة..

وضع الرجل الصندوق أمام أمجد بقوة، ثم هتف بسخرية وهو يمسح أنفه وفكه بظاهر يده :
-تفضل سيدي، ها هو الدليل، كل ما بداخل الصندوق ملكاً لها، فحين فرت مني هاربة بعد أن ضربتني، وجدت اشياءها مبعثرة بالغرفة ولم تأخذ سوى بطاقة هويتها، حتى هاتفها تركته وستجده بالداخل…

نظر أمجد إلى الصندوق بعينين غائمتين وقلب يخفق بشدة حتى انه نظر إلى صدره يسأل قلبه المشورة…
يا الله…
سيموت من فرط ما يشعر به الآن…
وفجأة أنتصب أمجد واقفاً، فارتد الرجل إلى الخلف مجفلاً واعترى القلق ملامحه من مظهر أمجد المخيف…
أمجد الذي أنحني ليحمل الصندوق، ثم اسرع متجهاً إلى باب الشقة شاعراً بذرات الهواء تنسحب من حوله..
يشعر بأنه يضم بين ذراعيه وحشاً مخيفاً…
وماذا أن كانت الحقيقة قاتلة؟، فهل الكذب هو السبيل الوحيد لتجميل صورة مشوهة ؟؟؟
خرج أمجد من الشقة بل من العمارة كلها يكاد يركض..
بينما الرجل فقد ابتسم بسخرية، ثم جلس على الأريكة وغمغم بقرف :
-تلك (...)لا تستحق أي ستر فأي فتاة مكانها تستحق القتل حتى لو كانت ابنة عمتي !!

وهو ألا يرى نفسه مخطيء ؟؟؟
أبعد يديه مدعياً البراءة؟؟
أين الرجولة التي يتشدق بها أمثاله وهو يوهم فتاة بحبه لها ؟؟
يجذبها إلى الدرك دون أن تشعر لتدمن الجراءة والوقاحة؟؟؟
هي أخطأت وهو اخطا، الخطأ بينهما مشتركاً..
فليته حتى ندم عما فعله بفتاة تعتبر من لحمه ودمه..
لكن تلك الأفعال لا تعتمد أحيانا على صلة الدم…
وبالرغم من تلقيه العقاب عما فعله ببنات الناس بأنه فقد إحدى قدميه في حادث سيارة عنيف ألا أنه لم يتعظ !!
فمتى إذا ستكون التوبة ؟؟؟
لا أعلم…

تحرك أمجد بقدمين شعر بهما كالأسفنج الرخو يدور الشوارع متشرداً، يحمل الصندوق المخيف بين ذراعه وجانب صدره…
ينظر إلى أوجه المارة بعينين غائرتين!
ويا تُرى ماذا بداخل الصندوق المخيف يا أمجد ولماذا لا تريد أن تقوم بفتحه ؟؟؟
لا زالت الصدمة قوية عليك وعلى قلبك الغارق بها !!!
نعم، الصدمة كانت قوية فترنح قلبه ذبيحاً مترجياً إياه أن يلقي بالصندوق بعيداً، ويتخذ من أنكارها دليلا…
فتدخل العقل رادعاً قلبه بقوة، ليجلس أمجد على سور عالٍ بمنطقة قليلة الحركة، يلهث بعنفٍ وهو يضع الصندوق على ركبتيه، ينظر إليه مرتعباً خائفاً…
مد أصابع مرتعشة ليفتحه برهبة، نظر إلى محتوياته بعينين غائرتين، فكان أول ما وقعت عيناه عليه هو هاتفها..
فلم يشعر بنفسه وهو يسحبه بكفٍ مرتعش، ومن ثم أعاد تشغيله فعلى ما يبدو أن ذاك الرجل كان يقوم بشحنه دائماً..
تسارعت أنامله المرتجفة كحال قلبه المسكين يتفحصه، ليس أنتهاكاً ولا إتهاماً إنما هو لا يريد سوى الحقيقة، فضغط على الرسائل ويا ليته لم يفعل..
فما رأه سقط على قلبه ساحقاً إياه..
كانت هناك رسائل متبادلة بين جود وذاك الرجل..
فر الرسائل بعينين حمراوين حتى وقعت عيناه على حوارٍ متبادل بينها وبينه
"أشتقت لكَ يا مهاب جداً، لقد كان أبي يتشاجر معي كي أوافق على أمجد الأمير، وأنا رفضت فمن أمجد هذا الذي يقارن بكَ يا حبيب الفؤاد "
أتسعت عينا أمجد شاعراً بالألم المبرح يعصف بقلبه وهو يقرأ كلماتها، تسارعت مقلتاه ليقرأ رده على رسالتها
"أمجد الأمير؟؟، يا الله ذاك الشاب المهذب حد السذاجة ؟؟، هذا الذي يدعى أمجد أشعر به مثل النساء كلما نظرت إليه وهو يدافع عن أخوته وكأنه أمهم !"
أتسعت عينا أمجد بصدمة أكثر، وتشنج أصبعه على شاشة الهاتف، لكن عيناه تابعت قراءة ردها التالي
"أنا لا أحب أن أتحدث عن أحد في غيابه يا مهاب، أنا حتى لو لم تكن موجوداً بحياتي لم أكن لأوافق عليه، أهتمامه بأخوته وخوفه الشديد عليهم غريب وهذا لا يدل سوى على أن أصله مخيف كما أن شخصيته ضعيفة جداً"
ضحكة عالية، عالية جداً أنفلتت من بين شفتي أمجد، ضحكة متحشرجة متألمة كانت كالسوط الذي حط على قلبه لاسعاً إياه !
ضحكة ساخرة لونت شفتيه بلون أسود قاتم فأفسدت لوحة الحنان والطيبة بوجهه..
ضحكة كانت كالماء الساخن الذي أنسكب على قلبه حارقاً إياه…
يا الله!
أنه أصبح اضحوكة!
جود تقول أن شخصيته ضعيفة!!
من ملكت قلبه منذ قديم الأزل…
ذبحته بسكين الخذلان بعد أن أعطاها الأمان؟؟
أغمض أمجد عينيه بشدة مستمراً في الضحك بهستيرية حتى أن الأنظار تعلقت به متوجسة من مظهره الغريب…
تحكم أمجد في ضحكاته بصعوبة وقد دمعت عيناه من فرطِ الضحك، ومن ثم نظر إلى باقي محتويات الصندوق بعينين غائرتين متألمتين، فتعلقت عيناه بقرط لامع ملون بعدة ألوان…
فشعر بقلبه يتلوى الماً، هذا هو القرط الذي كانت تظهره من حجابها بطريقة لافته !
كان يعشق هذا القرط، يحبه..
بين يديه الآن !
سقط منها بعد أن باعت نفسها !
بعد أن سحقت كرامتها وعزة نفسها دون أي أهتمام !
يتلمسه بانامله وهو يتنفس بصوتٍ عالٍ..
ودون شعور منه، صرخ بهياج ضارباً حافة الرصيف بقوة :
-لماذااا؟؟؟، لماذا ؟؟
كانت حالته يرثى لها، حتى ان بعض المارة كانوا يظنونه مجنوناً، فقد شخصاً عزيزاً عليه وهذا ما حدث بالفعل..
لقد فقد ثقته بها، وترك قلبه يسقط بهوة أبتلعته…
وما يزيد ألمه أضعافاً أنه سألها..
وأنكرت هي بدورها!!
صفعته على مؤخرة رأسه ساخرة..
وتلاعبت بقلبه راقصة على ألحان الخداع بمهارة تستحق الأعجاب…
تخفي وراء ظهرها سكينها الخفية، وفي لحظة توهان، كانت سكينها منغرزة بقلبٍ كان مشرداً يجوب الشوارع بحثاً عنها..
وحين أتت الضربة أتت منها !
أخفى أمجد عينيه بكفه يحاول تمالك أعصابه والسيطرة على جرحه النازف..
وفي تلك اللحظة...كان يفكر…
أن كان الحب خان !
والعقل ضحية للخذلان!
أما هو بين هذا وذاك يفكر في الأوهام !
أوهام صنعها بنفسه..
فأين الصدق، أين الحب الصادق !!!!
زمجر أمجد بوحشية وهو يلقي الصندوق بجانبه، ثم قبض على القرط بقوة مغمغماً بقهر رجل :
-أقسم بكل لحظة أحببتك بها لأرد لكِ ما فعلتِه بيّ، كل كلمة كاذبة ونظرة خادعة ومشاعر لم تكن سوى وهمٍ، سأحرق قلبك كما حرقتِ قلبي!!
ومن ثم انتصب واقفاً وأغلق الصندوق بشيءٍ من العنف ووضع هاتفها بجيب بنطاله وغادر المكان تاركاً قلبه خلفه يبكي ندماً وألماً…
وها قد أجثت مشاعره كشجرة يتيمه…
فأصبح الطريق أسوداً ليس له بداية ولا نهاية !
تحرك فاقداً للروح يجوب الشوارع يبحث عن نفسه..
عن الصدق والحقيقة والنية الصافية بأوجه المارة..
يشعر وكأنه قدم نفسه قرباناً إلى مقصلة الحب الخادعة…
يا الله يا أمجد، كم كنت مغفلاً..
ضحكة ساخرة ندت عن أمجد وهو ينظر إلى الأمام بعينين غريبتين..
ومن ثم وقف فجأة، ودس كفه في جيب بنطاله ليخرج هاتفه الذي لم يتوقف عن إزعاجه منذ اسبوع تقريباً، فهو لم يرد عليها منذ ألقى مالك كلماته بوجهه..
وحين فتح هاتفه وجد رسائل عديدة على هاتفه منها قرأها بمشاعر متبلدة
"لماذا لا ترد عليّ يا أمجد أنا أشعر بالقلق عليك"
"أمجد أرجوك رد عليّ، أنا أحتاجك وبشدة"
"أمجد تمارا سوف تتزوج بعد أسبوعين، وزوجها لا اشعر بالراحة له"
"هل هنت عليك يا أمجد، تترك صغيرتك تكاد تموت خوفاً عليكَ"
"يا صاحب القلب الطيب رد عليّ أرجوك"
رسائل كثيرة كانت عيناه تجريان عليهم بمشاعر تحولت من البرودة إلى الاشتعال، فقام بحظر رقمها وهو يكز على أسنانه بقوة…
قاطعاً كل خيوط ضعيفة تربطه بها…
الخادعة تترجاه وتتدعي القلق…
التوت شفتا أمجد ساخراً ثم تابع طريقه..
ولم يكن يعلم أن شيطانه سوف يسول له بأن يسافر إلى مدينتها ليراقبها…
لكنه لم يحصل على أي شيء سوى زيادة المه أضعافاً برؤيتها..
الألم كان يزداد اضعافاً كلما رأها..
يكاد يجن جنونه وهو يرى من لعبت به بسهولة تتحرك هنا وهناك..
لو كان بإمكانه صفعها لكان فعل..
لو كان بيده أن يواجهها تلك الكاذبة لكان فعل..
لكن أخلاقه تدخلت لتردع كل هذا..
دفعته دفعاً ليعود إلى بيته..إلى ورشته التي أهملها بسببها..
فليحترق الحب، ولتحترق هي..
فلتحترق كل أوهامه..
ويفقد ذاكرته لينسى ما فعلته…

عاد أمجد إلى أرض الواقع وهو يتنفس بسرعة كبيرة، يود لو يتصل بها باصقاً كل كلمة يكظمها بداخله بوجهها…
لكنه أختار النوم بدلاً من ذلك، فأغمض عينيه مرغماً وهو يكظم كل صرخة ألم يريد إطلاق سراحها!!
نم يا أمجد، فغداً يجب أن تستيقظ مبكراً لتعود إلى حياتك المعتادة..
======
يتبع…….




شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-21, 09:01 PM   #337

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

وقف يطالع أوجه الاطفال البريئة بعينين مبتسمتين، بعضهم يعرفه وبعضهم لا..
وبالطبع هذا يعود إلى سفره الطويل..
يراقب انفعالتهم بوجهٍ باسم، عاقداً ذراعيه متكأً على الحائط يبتسم لمراوغة الصغار وهم يلعبون بطلاقة، فهتف إياد بصوتٍ عالٍ مازحاً :
-أنتَ تغش يا صغير، أخفي عينيكَ بأكملها يا ولد!
قهقه الصغير بمرح، ثم هتف وهو يركض نحو إياد بسرعة :
-تعال وألعب أنتَ يا مستر أيدو، ماما غالية أخبرتنا أنكَ تحب اللعب مع الأطفال!
وقف الطفل أمامه ممسكاً بقماشة كان يخفي بها عينيه، فنظر إياد له ثم هتف برفضٍ :
-لا، لن ألعب لقد كبرت على هذه الأفعال يا أولاد !
لم يهتم الولد بما قاله، بل ألتفت إلى زملائه، ثم صاح بحماس :
-هلموا بسرعة إلى هنا، سنشجع مستر إياد على اللعب…
اعتدل إياد في وقفته مبهوتاً وهو يرى أطفال في مختلف الأعمار يركضون نحوه يرددون بحماس :
-سيلعب مستر أيدو، هاي هاي…
حمحم إياد بحرجٍ وهو يلاحظ تعلق نظرات العاملات به يصيحون مع الاطفال بحماس، فحاول إياد الهرب لكنه وجد نفسه محاطاً بعدد هائل من الأطفال، فنظر إليهم ثم إلى غالية يخبرها رفضه بصمتٍ، فمدت غالية كفيها بقلة حيلة ، ليكز إياد على أسنانه بقوة، ثم لم يلبث أن جثى على ركبتيه أمام الأطفال، وهتف بهدوء :
-أنا آسف احبائي، لكن أنا لا أقوى على اللعب الآن، مستر أيدو مرهق وبشدة، أريد أن أنعم ببعض الراحة…

صدرت من الاطفال همهمات إحباط وهما يتراجعون إلى الخلف ليعودوا إلى لعبهم لكن بحماس أقل، فطالعهم إياد نادماً يود لو أن يمنحهم عمره كله..
أقتربت غالية منه بخفة وهي تراقب ملامحه المرهقة بحزنٍ، إلى أن وقفت أمامه ثم قالت وهي تنظر إلى الاطفال مثله :
-حين انشأت تلك المدرسة وحملتني مسؤليتها، كنت أشعر بالفرحة وأنا أراك تفعل الخير لمن يود الإلتحاق بمدرسة راقية لكن المال لا يساعد، دائما كنت أفتخر بمعدنك الأصيل يا أخي، وحين أخبرتني بأنك ستسافر والمدرسة ستكون تحت أنظاري أنا أقوم بأدارتها وفعل كل شيء بها، تحملت المسئولة وفعلت كل ما بوسعي كي أحافظ على ما وصلت إليه...وها أنتَ عودت يا أخي، فأتمنى أم تلتفت إلى مصالحك وتهتم بنفسك…
ضاقت عينا إياد مدققاً بما تقوله شقيقته فما قالته يحمل معاني مختلفه، وخصوصاً مروج، فالتفت إياد إليها ثم هتف بصوتٍ غامض :
-ماذا تقصدين ؟!
-أنساها يا أخي، وحاول البحث عن أخرى..
أبتسم إياد إليها ابتسامة باهتة، ثم هتف بنبرة صادقة :
-ليتني أقوى، لم يكن هذا حالي…
تألمت غالية بشدة وهي ترى حلق إياد بصعوبة وكأنه يحارب غصة تحتل حلقه، سيرتها أحيت جرحه المتقرح فأغمض عينيه لدقائق، ثم هتف مغيراً الموضوع :
-أتركِ قلبي وشأنه، أخبريني لقد علمت أن هناك عجز بمعلمات الروضة، هل هذا حقيقي ؟؟؟؟
ابتسمت غالية له بتعاطف شاعرة بألم شقيقها، ثم أومأت برأسها وهتفت :
-نعم، ونبحث عن معلمات حتى لو ليس تخصصها الروضة…
زفر إياد بقوة وهو يطرق برأسه وغمغم بجدية :
-حسناً سأبحث لكم لا تقلقي..
أومأت غالية له، ثم تركته وأبتعدت وهي تهتف بصوتٍ عالٍ :
-إياد، العم صلاح غاضب لأن الاطفال كسروا له القُلّة التي كان يحب أن يشرب منها..
ارتفع حاجب إياد بتوجس، ثم هتف بغباء :
-ماذا؟؟، أي قُلّة؟
قهقهت غالية بقوة وهي ترى ملامح إياد الذي كان عاقداً حاجبيه بعدم فهم، ثم لم يلبث أن ضرب كفه بالآخر متجهاً إلى العم صلاح محدثاً نفسه :
-لا إله إلا الله، حزين لأن القُلّة كُسِرت؟
يتبع……








شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-21, 09:04 PM   #338

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

وحين وصل إلى العم صلاح الذي كان يسند ذقنه إلى كفه وعلامات البؤس تعتري محياه، فلم يستطع إياد التحكم في ابتسامة حقيقية سمعها ذاك الرجل الطيب الذي رفع وجهه إليه، ثم هتف بعتابٍ حزين :
-تضحك على أحزاني مستر أيدو ؟؟
أتسعت ابتسامة إياد حتى شملت وجهه، ثم هتف مناكفاً :
-ما بالكم كل المدرسة تناديني بهذا الأسم، مستر أيدو وكأنني من سلاحف الننچا، أنا رجل مهم عازف بيانو رائع ويتحدث الاسبانية بطلاقة…
قلب العم صلاح شفتيه بامتعاض مصطنع، ثم هتف بحزن شديد وهو يهز رأسه :
-ها قد بدأ مستر أيدو في أخبارنا بموصفاته وكأنه يتقدم لخطبة أبنتي، وما شأني أنا يا مستر أيدو بمميزاتك أنا حزين على القُلّة الآن، أتركني وشأني !
قهقه إياد بقوة لأول مرة حتى أنه بدا وسيماً وهو يعيد رأسه إلى الخلف مغمضاً عينيه، فنظر العم صلاح له بابتسامة صغيرة سعيدا بأنه تمكن من إخراجه من حالة الحزن التي كانت تسيطر عليه اليومان الماضيان..
هتف إياد مازحاً وهو يجلس بجوار العم صلاح :
-لا تحزن يا عم صلاح، سآتي لكَ بقُلّة جديدة، لكن أخبرني هل يوجد أحد يشرب بتلك الطريقة القديمة ؟
-أنا يا ولدي، أحب طعم الماء بها، تعيد ليّ الذكريات والحنين إلى من تركنا وغادر، زوجتي رحمها الله كانت مثلي!
قالها العم صلاح وهو يبتسم بوجهٍ بشوش، فنظر إياد له بابتسامة صغيرة يتأمل ملامح وجهه البشوشة شاعرا بالراحة تتسلل إليه تدريجياً، فمال على العم صلاح وربت على ركبته مغمغما :
-لا تحزن يا عم صلاح، سأعوضك يا عم لا تحزن، كم عم صلاح أمتلك أنا يا رجل يا طيب…
أبتسم العم صلاح بمحبة، ثم ربت على ركبة إياد وهتف بصدقٍ :
-دامت أبتسامتك مستر أيدو يا حبيب الكل!
بادله إياد الابتسامة بمثلها، ثم انفرجت شفتاه يهمّ بالتحدث لكن رنين هاتفه منعه، فدس كفه في جيب سترته ونظر إلى أسم المتصل الذي ما أن وقعت عيناه عليه حتى شعر بوجيب دقاته يرتفع، وبعينيه تتراقص فرحاً، لكن جروحه عادت لتسخر منه مضاعفة الألم بشكلٍ مبالغ به، لكنه تحكم بألمه بأعجوبه ورد عليها بنبرة طبيعية :
-السلام عليكم، كيف حالك اليوم؟؟
أبتسمت مروج ابتسامة باهتة، ثم هتفت بتهذيب :
-الحمدلله، بات الجرح أقل ألماً!
"وأنا جرحي يزداد ألماً كل يوم يا صاحبة الابتسامة الخادعة"
قالها بداخله وهو يبتسم ابتسامة متألمة، ثم هتف بنبرة صادقة متجاهلاً قلبه الذي كان يخفق بجنون :
-سعيد جداً بأنكِ بدأتِ بالتغير يا مروج وبقبولي صديقاً لكِ!
ابتسمت مروج على الجهة الأخرى بحرجٍ شديد منه فهي حتى هذه اللحظة تشعر بالحرج منه، يحرجها ذوقه الرفيع وتسامحه الغريب..
وحين بدأت تحبو نحو أول خطوات التغير أتصلت به تطلب منه المشورة بالرغم من شعورها بالضيق من نفسها لأنها تحدثه دون أي خجل..
أنتظر إياد ردها بصبرٍ يحسد عليه كاظماً ابتسامة تترجاه أن تزين شفتيه وهو يرى العم صلاح يغمز له بصبيانية ويشير بأبهامه محفزاً فهز إياد رأسه بقلة حيلة، ثم لم يلبث أن تحفزت خلاياه حين هتفت مروج بتردد :
-أنا سأبحث عن عمل لأحمل مسؤولية نفسي، لقد تحمل أمجد كثيراً، لقد كنت غافلة عن أمجد وعما يعانيه كي يستطيع أن يصرف علينا!
التمعت عينا إياد باعجاب، ثم هتف بدعمٍ ونبرة صادقة :
-رائع، رائع يا مروج أنا سعيد لأجلك جداً..

لماذا يتصرف بهذه الطريقة التي تجعلها تود البكاء بشدة.
تشعر بالندم يتقافز بداخلها عما فعلته به....
أطرقت مروج بوجهها الممتقع منتظرة أن يتابع هو الحديث…
وكأنه يقرأ أفكارها ويشعر بما تشعر به، فقد أنفرجت شفتاه وهتف بجدية بعد أن لمعت فكرة ذهبية بعقل فشجعه قلبه ودعمه عقله :
-لدي فرصة عمل لكِ أن كانت مناسبة سأقوم بالاتفاق معكِ!

رفعت مروج رأسها بسرعة تبتسم بارتباك لكنها نست جرح رأسها فارتطمت رأسها بظهر السرير لينفلت منها تأوه مكتوم، فلم يشعر إياد بنفسه وهو ينتفض قائلا باندفاع :
-على مهلك!
وما زاد الطين بلة هو تعليق العم صلاح الذي كان يراقب الحوار منذ البداية مسنداً وجنته إلى كفه مطلقاً صفيراً عابثاً :
-ألعب يا مستر أيدو يا كبير، الله أكبر اسم الله عليكَ يا مستر أيدو محترف !

عض إياد على شفتيه محذراً وهو يشير إلى الهاتف، فأخفى العم صلاح فمه مغمغما بحنق :
-صمت صلاح، فلتكمل يا مستر!
أما على الجهة الأخرى، فقد تخضبت وجنتا مروج بخجل ممتزج بالحرج بعد أن التقطت هتاف العم صلاح العابث، فشعرت بالحرج يكاد يبتلعها، لتهتف بارتباك تحاول اضفاء الجدية بنبرتها لكنها فشلت :
- ماذا قلت؟؟، هل لديك فرصة فعلا ؟؟؟
عاد إياد إلى جديته محذرا العم صلاح الذي أومأ له بطاعة، ثم هتف بعملية :
-نعم، لدي فرصة عمل، نحن نحتاج إلى معلمات للروضة هناك عجز كبير، فلِم لا تأتي لتعملي بالمدرسة !
عض العم صلاح شفتيه وهمس بصوت سمعه إياد فقط :
-المدرسة يا مستر أيدو يا خبيث، الأمر يزداد خطورة على فكرة وهذه المدرسة شريفة !
زجرة إياد بقوة وهو يتحكم بابتسامته بشقِ الأنفس، فحرك العم صلاح حاجبه مغيظاً إياه، ليعود إياد إلى مروج التي هتفت بارتباك واضح وصله عبر نبرتها :
-أعمل بالمدرسة عندك ؟، لا أعتقد أن الفكرة جيدة بالنسبة لنا و…
قاطعها إياد بوجهٍ متصلب بعد أن شعر بأنها تشير إلى مشاعره، فشعر بعقله يصرخ محتجاً :
-سبق وقلت لكِ أبعدي مشاعري ولا تهتمي بها كثيراً، فأرجوكِ لا تشعريني أنني حملاً ثقيلاً على كتفيكِ فأنا بالرغم مما حدث أجبرت نفسي على النسيان، فلِمَ تصرين أن تضعيني بخانة الرجل الذي لا يفكر سوى بما يريده، أنا أردت أن أعرض عليكِ مساعدة..

شعرت مروج بالدماء تنسحب من وجهها حتى شحب، وبشيء بداخلها يخبرها أن تتعامل بروح صافية، لا أن تتعامل بطبعها القديم...فهو صريح صراحة فجة إلا أنه محق، فأول ما تطرق عقلها له نفس النقطة..
بينما صمت إياد على الجهة الأخرى يكز على اسنانه بقوة منتظراً ردها..
فقط من تمكن من الهمس بامتعاض من رد إياد هو العم صلاح :
-هل هذا اسلوب تعلق به "فتاة" يا أبن الحاج صابر، هل أنتَ بغل أم جلف؟؟
سمعه إياد، فادار رأسه بسرعة وبرقت عيناه محذراً للمرة التي لا يعرف عددها، فبسط كفيه على صدر إياد وهمس بدلع مصطنع :
-لا تنظر إليّ هكذا مستر أيدو أنا أذوب بسرعة بالله عليكَ لا تعلقني بحبائلك الخائنة يا خائن !
سمعته مروج التي كانت تكاد تموت من فرط الحرج والقلق مما قاله، فلم تستطع أن تكظم ابتسامتها التي انتقلت إليه عبر الهاتف ليسقط قلب إياد أثيراً إلى هذه الضحكة العذبة، فابتسمت عيناه والتوت شفتاه رغماً عنه، بينما لم تستطع مروج منع نفسها من الهتاف :
-من هذا السكر!
انمحت الابتسامة من على شفتيه، وهتف بجمود :
-أنه العم صلاح!
اتسعت ابتسامة العم صلاح العابثة، وهندم ملابسه البسيطة قائلا بمرح :
-أخبرها أنني سنجل يا مستر أيدو لو سمحت!!
ابتسم إياد له ابتسامة فاترة، ومن ثم هتف محدثاً مروج بنبرة جادة :
-سأنتظر ردك، وأن رفضتِ سأساعدك على إيجاد فرصة عمل أخرى، الأمر يعود إليكِ…
ازدردت مروج ريقها على الجهة الأخرى، وهتفت بتهذيب :
-سآخذ أذن أمجد أولاً، وبعدها سأفكر بعرض سيادتك، شكراً لكَ جدا..

غمغم إياد بكلمات مبهمة، ثم أغلق الهاتف وشرد بعيداً..
حيث قلبه النابض بعشقٍ سرطاني!.
وعقله الرافض.
وهو بين هذا وذاك محتاراً..
يتخذ أي طريق ؟
القلب؟؟
لا يظن أنه الأختيار الأمثل..
العقل؟؟؟
لا يظن أيضاً أنه الأختيار الأمثل!!!
هو من أوقع نفسه بتلك الهوة السحيقة حتى بات لا يقوى على الفرار !
وهناك بزاوية مظلمة جرح نازف بغزارة يريد من يرعاه فماذا يفعل ؟!
قطع شروده هتاف العم صالح بعد أن استشعر حزن إياد، فهتف مناكفاً :
-لا تكن قفل يا ولدي مع الجنس الناعم!
ابتسم إياد ابتسامة باهتة، ثم هتف بشرود :
-أنا أبحث عن من معها مفتاح القفل يا عم صلاح، فهل يوجد أمل ؟؟

نفس السؤال وجدت مروج نفسها تردده بحياء ؟؟
فلم تجد الإجابة معنفه نفسها…
أما هو فسيظل الأمل بعيداً بعيداً جداً!!

والعم صلاح أيضاً كان يبحث عن اجابة لكنه لم يكن يعرف أبعاد المشكلة، فصمت ممتنعاً عن الرد!!
======
نظرت صبا إلى نفسها بوجنتين مشتعلتين..
لا تصدق أنها ارتدت هذا الفستان الغريب..
كان الفستان باللون اللبني الدافيء يلتف حول قدها الصغير بطريقةٍ مثيرة، بالكاد يتعدى ركبتيها فظهرت ساقاها البيضاوان مرتدية في إحدى ساقيها خلخال صغير كلما تحركت يصدر صوتاً جميلاً..
أما شعرها فقد تركته حراً مصففة إياه ببساطة..
وشفتاها كانتا مطليتان بأحمر شفاه قانٍ..
فبدت كعروس حقيقة وهي تنظر إلى نفسها في المرأة مغمغمة بذهول :
-لقد كنا نتشاجر في الصباح كيف سأواجهه وأنا بهذا الشكل ؟!

هزت ساقها بتوترٍ شديد وهي تميل بجسدها تارة وتنظر إلى طول شعرها في المرأة شاعرة بالقلق ينتابها من رد فعل مروان..
أما بالخارج فقد كانت أم مروان واقفة على باب الغرفة منتظرة أن تخرج صبا إليها شاعرة بالحماس يزداد بداخلها، وحين طال غيابها بالداخل، طرقت الباب وهتفت بحنقٍ طفولي :
-اخرجي يا بنت، أريد أن أراكِ بالفستان !
أنتفضت صبا بالداخل مجفلة فقد كانت شاردة بصورتها في المرآة، فازدردت ريقها بتوتر شديد شاعرة بالهواء ينسحب من حولها….
ومن ثم سحبت نفساً عميقاً مشجعة نفسها كي تتخطى القلق والخوف اللذين كانا يجثمان على صدرها…
وأقتربت من باب الغرفة تحاول التحرك بخطوات ثابتة واثقة يرافقها صوت الخلخال الذي كان يلتف حول ساقها برقة..
فتحت باب الغرفة ببطءٍ، فاعتدلت أم مروان في وقفتها مستندة إلى أم إبراهيم التي ما أن وقعت عيناها على صبا حتى اتسعتا مبهوتةً..
فقد بدت صبا رقيقة جداً، جميلة جداً..
الكحل بعينيها زاد لون عينيها العسليتين جمالاً..
فنظرت أم مروان لها باعجابٍ، ثم هتفت :
-دوري حول نفسك يا صبا أريد أن أرى الفستان بأكمله…
أومأت صبا برأسها مضطربة، ثم نفذت ما طلبته منها..
تدور حول نفسها فيتطاير الفستان حولها، ويصدر خلخالها صوتاً رائعاً..
فاتسعت ابتسامة أم مروان وهتفت باعجاب حقيقي :
-أنتِ جميلة جدا يا بنت، بالتأكيد لم يصمد مروان أمامك..

أحمر وجه صبا بشدة بعدما فهمت ما تشير إليه أم مروان، فقهقه عقلها ساخراً بعبارة وقحة "لا تقلقي يا خالة، لم يتعدَ الأمرة عدة قبلات رائعة"
وبالتأكيد لن تكون لتقول هذا…
فاكتفت بالصمت وهي تطرق برأسها منتظرة أن تبادر ام مروان بأخبرها بما ستفعله..
وبالفعل انفرجت شفتا أم مروان وهي تتبادل مع أم إبراهيم ابتسامات خبيثة، وهتفت :
-سليم أخذ مليكة ليقوما بجولة وسيقضيا ليلتهما بفندقٍ قريب من هنا، لذا فقد غيرنا الخطة تماما أريد منكِ أن تتحركين بالشقة بأكملها حين يأتي مروان، لا تتحدثي معه تماما تجنبيه، ولو امركِ بأن تأتي معه إلى الشقة أرفضي وأخبريه أنكِ تريدين المبيت هنا…

ازدردت صبا ريقها بقلق، ثم لم تلبث أن أومأت برأسها، فاتسعت ابتسامة أم مروان وهتفت بحماسٍ :
-أريده أن يحترق بنارك ولا يطولك يا صبا، أنتما الاثنان تحتاجون إلى أختبار مشاعركما…

وقبل أن تجيبها صبا كان صوت وقوع أقدام بالخارج صادماً لها، فأسرعت أم مروان تعطيها طرحة صغيرة تخفي بها شعرها، ثم هتفت بسرعة وهي تجلس على أقرب كرسي :
-أذهبي إلى الشرفة وقومي بجمع الملابس بسرعة…

أخفت صبا شعرها بالطرحة بسرعة وركضت نحو الشرفة قبل أن يفتح مروان باب الشقة..
بينما أغلقت أم إبراهيم باب غرفة مروان التي كانت تحتلها صبا وذهبت إلى المطبخ مسرعة تاركةً أم مروان وحدها..
وبعد دقيقة كان مروان يفتح باب الشقة بوجهٍ واجم وأغلق الباب خلفه..
ومن ثم نظر إلى امه التي كانت ملامحها هادئة بشكلٍ زاد قلقه الذي يخفيه بمهارة يحسد عليها، فهتف بنبرة جامدة :
-أين صبا ؟
ابتسمت أم مروان له ابتسامة هادئة، ثم هتفت بمراوغة :
-لا تقلق لم تخرج، ماذا تريد منها ؟؟؟؟
زفر مروان بقلة صبر وهو يلقى بميدالية مفاتيحه على الطاولة المجاروة إلى الباب، ثم أرتفع صوته منادياً على صبا التي كانت تجمع الغسيل بسرعة واصابع مرتعشة وحين أرتفع صوت مروان اضطربت وسقطت عباءة أم مروان من الشرفة إلى الشارع، فضربت وجنتها بكفها، واعتدلت بسرعة وركضت نحو الباب تريد الخروج متناسية تماماً بأن فستانها قصيراً..
وحين ظهرت أمام مروان الواجم، شعر مروان بقلبه يسقط بقدميه…
وعيناه تبتسمان اعجاباً بتلك الحورية التي ظهرت فجأة..
فاغراً شفتاه بشكلٍ مثير للشفقة..
فقد كانت...جميلة حد احتباس الانفاس..
شفتاها تدعوه ليقبلهما..
خلخالها وقع أثيراً له..
لكن كل هذه المشاعر انمحت في ثوانٍ حين وجدها تركض نحو باب الشقة لتقوم بفتحه، فجن جنونه وصرخ بها بعدما لاحظ طول الفستان :
-إلى أين تظنين نفسك ذاهبة يا صبااا بهذا الفستان...تباً..
ثم أغلق باب الشقة بكفه بقوة، فانتفضت صبا وأحمر وجهها بعدما تذكرت ما ترتديه، فازدردت ريقها بارتبك وهمست بصوتٍ مرتعش موجهه حديثها إلى أم مروان التي كانت تراقب الموقف بتسلية :
-لقد وقعت العباءة من الشرفة يا خالة....

اتسعت ابتسامة أم مروان بلا هدف، حتى أن صبا شعرت بابتسامتها تستفزها، فزمت شفتيها بحنقٍ متحاشية النظر إلى مروان الذي كان ينظر إليها بعينين تبرقان، يدقق بكل تفصيله بها، مبتلعاً ريقه بصعوبة، ثم لم يلبث أن صرخ بها غاضباً بعد جملتها الأخيرة :
-الله الله يا سيدة صبا، كيف تفعلين هذا ؟؟
شعرت صبا باللعبة تروق لها، فهتفت ببراءة إلى أم مروان متخطية ألمها، حزنها وجرحها النازف :
-وقعت مني يا خالة ماذا أفعل أنا ؟؟؟، لم أكُن أقصد!
زمجر مروان بعصبية بعد أن أدرك بأنها لا تحدثه، فهدر بعنفٍ ساخر :
-أنتِ تفهمين قصدي، كيف تقفين بالشرفة بهذا الفستان ال….

لم يتابع وصفه كلامه مسموعاً، بل تابعه محسوساً بداخله وهو يجردها من فستانها ال..رائع جداً..
فشعر بأعصابه على وشكِ الانفلات، فزفر بعنفٍ وتابع بنبرة قوية جاذباً إياها من مرفقها كي تواجهه :
-أنا أحدثك يا صبا، فردي عليّ بعد أذن سيادتك..

رفعت صبا رأسها إليه بعينين حزينتين، فانخفضت عيناه إلى وجنتها المسكينة التي قام بصفعها..
فشعر بغصة مسننة تحتل حلقه وبألمٍ قوي يعتصر قلبه…
هتفت صبا بنبرة هادئة وهي تسحب مرفقها من قبضة يديه وأبتعدت :
-سأذهب إلى غرفتي كي أنعم بقليلٍ من الراحة يا خالة….
أومأ مروان برأسه مستحسناً وهو يقول :
-جيد، أرتدي عباءة فوق هذا الفستان وهيا لنذهب إلى شقتنا!
اتسعت ابتسامة أم مروان وهي ترمق صبا بنظرة ذات معنى، فأومأت الأخيرة بخفة، ثم وقفت مكانها معطية ظهرها له وهي تهتف ببراءة :
-لا أنا سأظل هنا مع خالتي، أذهب أنتَ !!
أتسعت عينا مروان بشدة، وأرتفع حاجبه ليهتف معترضاً :
-ماذااااا؟؟؟، والله لن يحدث ستأتين معي الآن يا صبا !
نظرت صبا إلى أم مروان مستنجدة، فانقلبت ملامح أم مروان إلى الجدية وهي تقول بصرامة وبلكنتها المحببة :
-أرحل من هنا يا ولد، ألم تضربها أمامي، أعتبرني أمها وأخذتها لتجلس عندي بعد أن تشاجرت مع زوجها، هيا أرحل يا ولد من هنا لن تذهب معكَ!

دمعت عينا صبا بتأثيرٍ حقيقي وهي تنظر إلى أم مروان التي كانت تتحدث بجدية شديدة، فشعرت صبا بأنها تود أن تحضنها…
شاكرة إياها على كلماتها حتى لو كانت كاذبة…
يكفيها أنها داعبت النقص المتقرح بداخلها…
أما مروان فقد ضم شفته بقوة غير راضٍ أبدا عما يحدث..
وفجأة، صدح صوت أغنية من المذياع…
لا تناسب الوضع من الأساس إلا أنه ابتسم رغماً عنه وهو يراقبها وهي تهز رأسها متفاعلة بخفة..
حتى ام مروان لم تلحظها، هو فقط من لاحظ بقلبه قبل عينيه..
بتعدي في حتة أنا قلبي بيتكسر مية حته
أفضل فى مكاني اٍن شاء الله لسته الصبح بفكر فيك
تقابلني في سكة قصادي تفوت أبقى أنا على تكه
ومش مظبوط حد يقولي أعمل أيه يحكمني عليه
لاحظت أم مروان نظرات ابنها إلى صبا نظرة فهمتها جيداً، وقد شعرت بأن هذه الأغنية ستساعد على أشعال الجو بشكلٍ أقوى، فانفرجت شفتاها لتقول إلى صبا التي كانت واقفة مطرقة برأسها أرضاً..
تشعر بكم الألم الذي يحيط بها، فأي امرأة مكانها لم تكن لتقوى على الوقوف من الأساس :
-أذهبي إلى المطبخ يا صبا لتجلبي ليّ الشاي..
ازدردت صبا ريقها بصعوبة، وهي تحاول الا تبكي فالمشاهد تتولاى عليها مشهد وراء الآخر، وما يهون عليها الآن هو دعم أم مروان لها…
تحركت صبا نحو المطبخ وصوت خلهالها يزفها كعروس…
فتعلقت نظرات مروان بجسدها وهي تمارس فنون الغنج دون أن تشعر…
بينما الأغنية تزيد الجو اشتعالاً وهو يجلس على المقعد بجوار أمه..
متأملاً مشيتها !
ليه يا حبيبي من يوم ما قابلتك
و انت في كوم والدنيا فى كوم
ليه عمري اللي فات والماضي قابلك
كان فاضي وملهوش ولا أي لزوم
عملتيلي اٍيه يوصلني لي اللي أنا فيه
الله الله يجزيك
بتعدي في حته أنا قلبي بيتكسر مية حته
وأفضل في مكاني اٍن شاء لله لسته الصبح أفكر فيك
أفكر فيك

شعر مروان بغيظه يتفاقم بداخله أكثر بسبب كلمات الأغنية ومشيتها المستفزة وهي تتهادى نحوهما ممسكة بكوب الشاي بحرص..
يود...يود لو يأخذها بين أحضانه فيخفيها عن كل الأعين..
يود لو يترجاها أن تترفق به وبقلبه..
يود لو يخبرها...أنها جميلة جدا…
زفر مروان نفساً مكتوماً، ثم استدار بسرعة ليضغط على زر إيقاف المذياع هامساً بغيظ من بين اسنانه "أصمت أنتَ ولا تزيد الجو أشتعالاً، تباً"
سمعته أمه فلم تتمكن من كظم ضحكة أنفلتت من بين شفتيها، فامتقع وجه مروان وزم شفتيه بغضب طفولي مختلساً النظر إلى ساقيها الظاهرتين من الفستان، فهمس بصوتٍ أعلى :
-تباً لهذا !
تخضبت وجنتا صبا بخجلٍ وهي تلعن نفسها بداخلها، ثم صارت تحرك ساقها بارتباك في محاولة بائسة لاخفاء ساقيها، لكنها زادت الأمو سوءً فقد تحرك الخلخال مصدراً صوته مما جعله ينتفض صائحاً بصوتٍ أفزع صبا :
-هذا يكفي، أنا جائع !
فغرت صبا شفتيها الحمراوين، ثم هتفت بعدم فهم :
-ماذا؟؟؟؟
أما أمه فقد أحمر وجهها خجلاً من جملة مروان البريئة..
أقترب مراون من صبا وهو يكز على أسنانه مغتاظاً، ثم مال ليهمس في أذنها بانفاس ساخنة :
-أغلقي فمك وتعالي معي إلى شقتنا وإلا سأقبلك أمام أمي، وأنا أتحدث بجدية الآن!
شهقت صبا بخجل وهي تخفي وجهها بكفيها، فقلب مروان شفتيه بحنق، ثم دلف إلى غرفته وهو يغمغم بسخرية :
- كان غيرك أشطر يا بطة، ستأتين معي ولا مفر للهرب…
أختفى داخل غرفته إلى دقائق، فنظرت صبا إلى أم مروان تطلب منها المساعدة وقد بدأت تشعر بالقلق بالفعل فهي تخشى رد فعل مروان حتى هذه اللحظة، فأشارت لها أم مروان كي تقترب، فاقتربت منها صبا وأعطتها أذنها لتبدأ أم مروان في أخبرها بما ستفعله، فأومأت صبا بفهمٍ وأعتدلت في وقفتها بسرعة حين خرج مروان ممسكاً بيده عباءتها التي كانت ترتديها حين أتت، فنظرت إليه باستفسار، لتشهق بفزع حين جذبها من مرفقها، ثم لم يلبث أن أعطاها العباءة بيديها وهتف :
-أرتدي هذه وأخفي شعرك أما طلاء شفتيكِ فليّ تصرف آخر معه !
حسناً أنه ينوي قتلها من فرط الخجل، أن ملاحظاته تزداد وقاحه بالرغم من وجود أمه التي نظرت إلى أبنها مصدومة !
أرتدت صبا العباءة فوق الفستان، ثم أخفت شعرها وتحركت قبله..
فلحق مروان بها وهو يكز على اسنانه محاولا التحكم باعصابه…
وفي خلال دقائق كانت صبا بداخل شقتها تهرول نحو المطبخ، فلحق مروان بها بسرعة وهو يغلق باب الشقة بقدمه، ومن ثم قبض على مرفقها مديراً جسدها له وقبل أن تتدارك ما يحدث، هبط بوجهه ساحقاً شفتيها بشفتيه فهمهمت صبا معترضة وهي تضرب صدره، لكنه لم يأبه بها، بل لف ذراعه حول خصرها وأبعد حجابها بأصابع مرتبكة…
رغماً عنها، سكنت تاركة إياه يثأر من شفتيها، قبلته كانت عنيفة وكأنه يعاقبها…
يخبرها بأنه غاضب وبشدة..
أبتعد مروان عنها ببطءٍ وهو ينظر إلى عينيها بعينين متوهجتين..
تحيط بهما موجة من المشاعر المتقلبة..
وقلبهما يضرب كلٌ منهما صدر صاحبة بشدة حتى كاد يخترق عظامهما فاضحاً كم المشاعر التي تحيط به…
وكان أول من قطع هذا الصمت المخيف هو مروان، حين أقترب منها ضامماً خصرها نحوه أكثر، فارتفع وجيب دقتها أكثر وترقبت عيناها، لتجده يقبل وجنتها التي قام بصفعها فيما بدا كأعتذار، أنتقل إلى شفتيه ليقول هامساً بصوتٍ أجش :
-أنا آسف لم أكن أقصد أن أضربك، لقد كنت خائفاً عليكِ…..جداً
رمشت صبا بعينيها لا تقوى على الرد، تشعر برغبة شديدة في البكاء…
تريد أن تلقي كل حزنها على صدره..
كل خوفها..
تريد أن تربت على جروحه ويربت هو على جروحها !
حين لاحظ مروان أمتقاع وجهها وأرتعاش جسدها، تأوه نادماً ثم مال مرة أخرى ليقبل وجنتها قبلة أقوى، هامساً بحرارة :
-آسف!
وكأنه أعطى لها الأمر بأن تبكي، فانفجرت في البكاء وهي تهجم على عنقه تتعلق به بذراعيها، فضمها مروان إلى صدره حاملاً إياها من خصرها فارتفعت قدماها عن الأرض…
أغمض مروان عينيه متألماً وهو يربت على ظهرها هاتفاً بتحشرج :
-لا بأس، أبكي حبيبتي أبكي..

أرتفع صوت بكاءها أكثر وهي تتشبث بعنقه ملقية كل ما تشعر به، تريد أن تبقى هكذا حتى تحترق النجوم..
وتخمد الروح مغادرة الحياة..
لقد وقعت، وقعت بفخ يطلق عليه فخ الحب!
فما هو تفسير ما تشعر به وما تقوم بفعله !!
الألم يفاقم بداخلها وهي تشعر به يربت على جروحها بحنان سلب قلبها…
هو من يحتاج أن تربت على كرامته النازفة معتذرة لا هو..
دائما هو الطرف الأفضل بهذه العلاقة!
هو الطرف الأجمل والأروع وتبقى هي الأضعف!
هتفت صبا من وسط بكاءها مغمضة عينيها بشدة :
-آسفة…
قالتها بصوتٍ مرتعش وهي تدفن وجهها بين عنقه وكتفه…
فربت مروان على ظهرها داعماً، وشدد ذراعيه حولها وهو يهمس بتحشرج :
-حسناً، لقد تأسفنا وسامحنا بعضنا، هلا بقيتِ معي اليوم ؟؟؟؟
توقفت صبا عن البكاء وهي تفكر في الرد، لكنها شعرت بالتوتر يسيطر عليها، فزمت شفتيها بقوة تفكر بذهنٍ مشوة، وقبل أن تقرر كان قد تعالى صوت رنين هاتف مروان تزامن مع صوت رنين هاتفها، في نفس الوقت ونفس اللحظة..
فشعرت صبا بالخوف يمتلكها، هناك شيء سيء سيحدث…
وقد صدق حدسها!!!
======
انتهى الفصل الرابع والعشرون، قراءة سعيدة…..


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-21, 09:13 PM   #339

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 123 ( الأعضاء 4 والزوار 119)
‏شمس علاء**, ‏Gehan elkady, ‏رشيدة أحمد, ‏ندى الابراهيم


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-21, 09:42 PM   #340

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 86 ( الأعضاء 6 والزوار 80)
‏شمس علاء**, ‏احمد حميد, ‏MonaEed, ‏Gehan elkady, ‏رشيدة أحمد, ‏ندى الابراهيم


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.