آخر 10 مشاركات
زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          بين ذراعيك مملكتي - ج1 سلسلة رؤساء عاشقون - قلوب زائرة - للرائعة * salmanlina*كاملة * (الكاتـب : salmanlina - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          80- لعبة من يخسر يربح- بيني جوردان -روايات عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          80 - العذراء والمجهول - جيسيكا ستيل (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-12-20, 08:32 PM   #311

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
:thanks:


منك لله يامالك انا كرهتك ياحقير

سليم واخوتة للاسف ضحى بنفسه لاجلهم
لكنهم لايعلمون
سليم حبل يحمل اثقالا
من الفقد والالم والظلم والقهر


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-20, 11:09 PM   #312

user0001n

? العضوٌ??? » 456056
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 166
?  نُقآطِيْ » user0001n is on a distinguished road
افتراضي

دام إبداعك ودام قلمك الفخم

user0001n غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-20, 03:27 AM   #313

norakamel

? العضوٌ??? » 407801
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 190
?  نُقآطِيْ » norakamel is on a distinguished road
افتراضي

دومتى مبدعة رواية روعة

norakamel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-20, 11:30 AM   #314

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

ذلك الحقير ما زال مصر على إفساد حياة صبا
بعد أن فشل ب الحصول عليها...
لقد قرر أن يزعزع العلاقة بين صبا ومروان من خلال الصور
صبا ضعيفة سوف تتاثر بكلامة و مروان رجل غيور على زوجتة
سوف تؤلمة تلك الصور وتجرح كرامتة....
🌸🌸🌸🌸
مالك الحقير لا يريد ل مروج أن ترتبط ب غيرة بينما هو تخلى
عنها ...
اعتقد ان كلامة عن جود سوف يدفع امجد للبحث عن الحقيقة
وسوف تكون صدمتة قوية عندما يكتشف خداع جود لة..
🌸🌸🌸🌸
مروج اخطأت عندما قررت استغلال اياد فى حربها مع مالك
اياد تغير كثيرا عن السابق ولن يسامحها عندما يكتشف
اهدافها..
🌸🌸🌸🌸🌸🌸
فصل ملىء بالأحداث المشوقة والممتعة
تسلم ايدك
بانتظار القادم


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-20, 08:36 PM   #315

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monaeed مشاهدة المشاركة
منك لله يامالك انا كرهتك ياحقير

سليم واخوتة للاسف ضحى بنفسه لاجلهم
لكنهم لايعلمون
سليم حبل يحمل اثقالا
من الفقد والالم والظلم والقهر
الظلم والقهر اسوء شعور❤تسلم أيدك يا قمر


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-20, 08:37 PM   #316

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة user0001n مشاهدة المشاركة
دام إبداعك ودام قلمك الفخم
متتصوريش فرحتي بتعليقك أد ايه يا جميلة❤في انتظار رأيك الجميل دايما❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-20, 08:38 PM   #317

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة norakamel مشاهدة المشاركة
دومتى مبدعة رواية روعة
حقيقي انبسطت برأيك جداااا يا جميلة❤في انتظار رأيك دايما❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-20, 08:39 PM   #318

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
ذلك الحقير ما زال مصر على إفساد حياة صبا
بعد أن فشل ب الحصول عليها...
لقد قرر أن يزعزع العلاقة بين صبا ومروان من خلال الصور
صبا ضعيفة سوف تتاثر بكلامة و مروان رجل غيور على زوجتة
سوف تؤلمة تلك الصور وتجرح كرامتة....
🌸🌸🌸🌸
مالك الحقير لا يريد ل مروج أن ترتبط ب غيرة بينما هو تخلى
عنها ...
اعتقد ان كلامة عن جود سوف يدفع امجد للبحث عن الحقيقة
وسوف تكون صدمتة قوية عندما يكتشف خداع جود لة..
🌸🌸🌸🌸
مروج اخطأت عندما قررت استغلال اياد فى حربها مع مالك
اياد تغير كثيرا عن السابق ولن يسامحها عندما يكتشف
اهدافها..
🌸🌸🌸🌸🌸🌸
فصل ملىء بالأحداث المشوقة والممتعة
تسلم ايدك
بانتظار القادم
تفسير راااااااائع جدا يا قمر تسلم أيدك


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-20, 08:41 PM   #319

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني والعشرون..
======
"إن المرء يَشتهي الثمرة المُحرمة إشتهاء مُضاعفاً"
-دوستويفسكي
======
القلب يكره الخداع…
والعقل يرفض التلاعب…
وفي كلا الحالتين يكره المرء ما يتقنه بكلِ إبداع..
يكره ما يتقنه ويحب ما يفتقر إليه…
يحب أن يخدع ولا يُخدع…
يحب أن يضرب ولا يُضرب..
يحب أن يكسر ولا يُكسر…
يحب أن يسير في طريقٍ ممهد لا يعوقه للركض خلف ما يشتهيه..
وفي نفس الوقت تصنع روحه الخبيثة طريق وعر، أعده بكلِ إتقان ليكون مقصلة تقتلع رأس ذاك المسكين الذي تريد التلاعب بقلبه الذي سبق وقدمه لها منحنياً أمامها…
لكنها رفضت…
والآن تطلب منه أن يمنحها إياه مرغماً..
أو تنتزعه هي بنفسها..
تقتلعه من بين ضلوعه..
فلن يهمها تألمه أو جروحه التي تغرق قلبه بوحشية..
ستبعد الغبار عن روحها وتبدأ في إستنشاق هواء جديد…
تتقن دورها في مسرحية مبتذلة كانت هي البطلة اللعوبة…
وكان هو البطل المخدوع…
كانت هي الأميرة ذات المظهر الجميل والروح المعطوبة..
ذات الابتسامة الصافية..
والقلب الحزين…
وكان هو من يظن نفسه فوق مستوى الخداع...لم يفضل يوماً أن يلعب دورا مبتذل كهذا…
كان يفضل أن يبقى خلف ساتر الهدوء واللامبلاة متخفياً…
تحكمه أغلال من حرير…
يمكنه التخلص منها أن استطاع أو الأحتفاظ بها…
أن كان الساتر نفسه يخشى أن يكشف عن روحه المعطوبة، عن قلبه المجروح…
لكن هي...لن تتركه محتمياً بساتره كثيراً…
ستحرق الساتر أمام عينيه لتعريه من ثوبه المزيف…
وبعدها...ستشعل فتيل الغدر بداخله..
فيحرقه حرقاً…
يشوه روحه الغير سليمة من الأساس…
لكنها لن تدرك إلا بعد فوات الآوان أنها أحرقت نفسها قبل أن تحرقه…
ويا ليتها أنتظرت قليلاً….

نظرت إلى شاشة هاتفها وهي تبكي بصمتٍ تام، تنظر إلى رسالة شقيقة أياد نظرة فارغة…
تضم ركبتيها بذراعٍ، والأخر يحتضن الهاتف..
وجهها شاحب بشدة حتى كاد أن يحاكي وجوه الموتى، وشفتاها زرقوتان..
أما عيناها فقد كانتا كوردة ذبلت وسط أزهار الربيع المزهرة….
تقرأ رسالة غالية "شقيقة أياد" مرة تلو الأخرى…
تشاور نفسها….
أتتابع مخططها أم….
لا تعتقد أن التراجع أختيار مباح..
فهي أختارت هذا الدور من الأساس والآن هي على المسرح…
تشاهدها الجماهير منتظرة…
فهل ستتراجع معتذرة محتفظة بقلبها المهزوم..
أم تأخذ حقها…
لكن...ماذا ذنب أياد ؟
كان هذا رأي ضميرها…
فجاء رأي عقلها مناطحاً بألا تتراجع…
فيتناطحان بحلبة مهترئة..
أما قلبها فقد كان منزوياً وحده..
يبكي ناعياً حظه…
تاركاً للعقل ساحة القتال…
فسحب العقل نفساً ملأ به صدره…
ثم أمر أصابعها أمراً بأن تجيب على رسالتها مرحبة..
فماذا ستستفيد وهي في كلا الحالتين ليست باقية على شيء…
رسالة غالية التي كان محتواها "هل تحبين أن تأتي معي إلى زفاف صديقة ليّ ؟!، أعرف أن علاقتنا لم تطور إلى هذه الدرجة التي تجعلني أطلب منكِ طلباً كهذا ؟، لكن تواصلنا المستمر معاً منذ مقابلتنا الأولى جعلتني أطلب منكِ هذا الطلب "
نعم هي محقة بكلِ كلمة..
لقد كانتا على تواصل مستمر منذ ذاك اليوم الذي قابلت به أياد…
والذي بالمناسبة منذ ما يقارب الثلاثة أسابيع تقريباً…
لم تتوقف عن متابعة تمثيلها حتى بعد لقاء مالك الأخير…
تحطمت...نعم..
أنهارت باكية حتى ذبلت عيناها نعم..
شهقت باكية بقهر فتاة صفعتها قساوة الحب في بداية حياتها…
وضعت نفسها ضمن محاربين معركة لم تكن تفقه عنها أي شيء..
فتوالت عليها الطعنات وأنغرز سيف الغدر بقلبها ساحقاً إياه…
وبالنهاية، لم تتراجع عن المضي قدماً بما خططت له…
تحرك إصبعها لتكتب لها ببطءٍ شديد..
عيناها مثبتتان على حروف كلماتها
"لا أعتقد أن هناك شيء سيمنعني، سآخذ الإذن من شقيقي وآتي معكِ "
وبالتأكيد لم تكن لتخبر أمجد عن وجهتها الحقيقة، فقط ستخبره أنها ستخرج قليلاً مع إحدى صديقتها الغير موجودات من الأساس، لكن ولحسن حظها لم يكن أمجد بالمنزل من الأساس…
ورائف كذالك، لذا فلِمَ لا تخرج دون أن يعرفا؟
ستتهور والتهور هو المفضل لديها…
تنهدت مروج بحزن كان كالحمل الذي جثم على أنفاسها حتى كاد يخنقها…
تحاول الخروج من شرنقة الحزن..
لكنها...لا تقوى..
الألم يحتدم…

أما على الجانب الآخر فقد اتسعت ابتسامة غالية بحماسٍ وهي تكتب بسرعة لتصف لمروج المكان التي ستنتظرها به…
وبداخلها تشعر بأنها تبلي حسناً في مساعدة شقيقها الذي يرتدي ثوب اللامبلاة..
وإن كان هو يدعي عدم الإهتمام..
هي ستساعده بطريقة غير مباشرة…
======
يتبع……..


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-20, 08:45 PM   #320

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

-حسناً أنا لست متفرغاً لكِ يا غالية لأكون أنا السائق الخاص بسيادتك !
قالها أياد بتأفف وهو يقود سيارته بوجهٍ عابس، فزمت غالية شفتيها وهتفت بسخرية وهي تلوح بكفيها :
-وسيادتك ليس ليّ غيرك لينفذ ليّ ما أريده بعد أن تم طردي من بيت العائلة المحترم !

أشتعلت عينا أياد بلهيبٍ غريب، وأشتدت أنامله حول مقود السيارة، ثم أشاح برأسه ونظر من نافدة السيارة تزامناً مع هتافه بصوتٍ خشن :
-ألم أقل لكِ لا تتحدثي عن تلك النقطة أمامي، ألم أخبرك بأنكِ تؤلميني كلما ذكرتِني بهذه النقطة، أخبرتك أنني أكره أن أراكِ منبوذة، وحيدة….
أنحنت عينا غالية بحزنٍ حقيقي، بينما غشت مقتليها طبقة رقيقة ندت عن قرب بكاءها، فزمت شفتيها بحزنٍ، ثم أطرقت برأسها أرضاً..
هي نفسها لا تحب أن تتذكر تلك النقطة…
فلا أحد يعلم ألم النبذ ممن أعتبرتهم اوفياء يوماً…
شعوراً قاتل، لا يشعر به سوى من تلقى طعنة غدر بظهره، لكنه تابع طريقه وخنجر الغدر مغروز بوحشية بظهره…
يبتسم، يمرح، يتصنع اللامبلاة وهو بداخله حريق موحش..
شعرت غالية بكف أياد تحتضن كفها بحنان دافيء، فرفعت عينيها الدامعتين لتنظر إلى عينيه الغائرتين...فابتسم أياد لها ابتسامة صغيرة، ثم هتف بصدق وحنان :
-أنا آسف !
أنعقد حاجبا غالية بتوجس، ثم انفرجت شفتاها لتهتف بتعجب :
-عما تعتذر يا أياد ؟، أنتَ لم تقل ما يؤلمني…
ابتسم أياد لها ابتسامة أجمل، ثم عاد بنظرة إلى الطريق وهو يجيبها بصوت أجش :
-لأنني لم أكن معكِ يومها، لم أدافع عنكِ كما كنت أفعل دائماً، لم آخذك بين ذراعاي مربتاً على كتفيكِ، لقد أستغلوا أبتعادي يا غالية، آسف لكِ جداً…

دمعت عينا غالية بتأثيرٍ، وأرتعشت شفتاها، بينما زفر أياد نفساً حاراً، ثم تابع القيادة بصمتِ…
فهو بالرغم من جموده الخارجي إلا أنه يشعر بمشاعره المتداخلة تتصارع بداخله..
فلم تعد حلبة المصارعة تتحمل هذا العدد…
صراخ وحشي يتعالى بداخله..
فيرتفع قلبه على أصابعه على استحياء ليأمره بأن يسد اذنيه
فيكفيه هو أن يتألم ويشعر بألمه..
لا ينقصه صراخ مشاعره..
لا ينقصه صراخ قلبه مطالباً برؤيتها..
فقلب المرء لا يهوى سوى المحرم له..
لقد حرم ذكراها على قلبه...لكنه لم يستطع أن يقاوم كثيراً..
خارت قواه، وتخاذل قلبه..
لتأتي هي وتزيد شوقه لرؤيتها أضعافاً..
ألا يكفيها أن قلبه يحترق بنار حبها؟!
الا يكفيها؟…
أنه الخاذل...والمخذول ؟؟؟
-توقف عند المنعطف القادم يا أياد، مروج تنتظرني هناك…
قالتها غالية بصوتٍ هادئ يناقض ارتعاشها الداخلي من رد فعل أياد الذي تخشب جسده، واتسعت عيناه مبهوتاً…
بينما تسارع نبض قلبه بشكلٍ مبالغ به..
حُبِست أنفاسه لدقيقة غير متداركاً..
لقد كان يجبر بخاطر قلبه منذ ثوانٍ..
يصبر نفسه على شوقه لها..
لتأتي غالية وتقول ما قالته..
ووسط مشاعرة المتضاربة، طفى سؤال منطقي على موجات قلبه العاتية محارباً، فأنتقل إلى لسانه :
-ولماذا تنتظرك مروج من الأساس..
ازدردت غالية ريقها بارتباك، ثم هتفت ببساطة :
-لقد كنا على تواصل مستمر منذ تقابلنا ذاك اليوم و…
قطع أياد حديثها بعبارة غريبة، لم تفهمها لكن نبرة أياد أخبرتها أن أياد لم يعد كما كان...أياد لم يعد ساذجاً :
-لا تظني نفسكِ بأنكِ تساعديني يا غالية، لم أعد أياد الساذج..

ثم أشاح بوجهه ليضعط على مكابح سيارته ويقف أمام المكان الذي أخبرته به غالية…
ثم لم يلبث أن مال ليفتح "تابلوه" سيارته ليخرج منه نظرته الشمسية التي وضعها على عينيه...كي تخفي فرحتهما لرؤيتها..
تخفي لمعانهما..
تخفي..لهفتهما…
وأمام نافذته كانت تقف البطلة اللعوبة مرتدية فستان أحمر بسيط جداً ضيق من عند خصرها، ثم ينزل باتساع رقيق حتى كاحلها…
أكمامه طويله لكنها شفافه..
شعرها الذي بالكاد يلامس كتفيها، تركته حراً..
أما وجهها فقد خلا من أي مسحوق تجميل..
فهي لم تكن تفضلهم يوماً..
رهبة...رهبة غريبة شعرت بها حين تعالى صوته الأجش خادشاً أذنيها :
-أركبي…
ذاك الرجل تشعر وكأنه يلجم لسانها…
لا تستيطع أن تناطحه ولا تعلم السبب…
أهو رهبة من شخصيته الغريبة، أم ماذا ؟
ازدردت مروج ريقها بتوتر، ثم تقدمت نحو السيارة لتجلس بالمقعد الخلفي..
لم تكن تعرف أن أياد سيأتي معهما…
ولم تكن تريد أن تراه بصراحة..
لكن ليس كل ما يتمناه الأمر يدركه..
فها هو أياد يدير المحرك مرة أخرى ليكمل قيادة السيارة وهو ينظر لها عبر مرآة السيارة خلسة…
فيدرك أنه...عاشق لتلك المتمردة الصغيرة التي تبدو من فرط البكاء قد ماتت عينيها…
لكن أياد لم يكن ليترك نفسه لخواطره….
فزاد من سرعة السيارة وحلق الصمت فوقهم..
مروج تشعر بالتوتر...وأياد يتمالك نفسه بشقِ الأنفس…
ربما وجيب دقات أياد يبالغ قليلاً إلا أنه كان الأصدق!!!!
توقفت سيارة أياد أمام المكان المنشود..
فالتفت غالية بجسدها إلى مروج وقالت بحماسِ :
-هيا لقد وصلنا في سلام، أنزلي يا مروج !
ازدردت مروج ريقها ببطءٍ شديد شاعرة بشيءٍ غير مريح..
قلبها يخبرها أن ثمة شيء ما غير صحيحة..
سيحدث شيء غير مرحب به…
وقلبها لا يكذب…
ترجلت مروج من السيارة وأغلقت الباب خلفها، فاتبعتها غالية..
وكانت المفاجأة إنهما وجدا أياد يترجل من السيارة ويغلق الباب خلفه بهدوء…
فنظرت غالية له باستفسار تزامناً مع هتافها :
-لماذا لم ترحل؟!
نظر أياد لها بعينين تخفيهما النظارة، ثم هتف ببساطة :
-لن أتركك وحدك كما أنني لم أخبرك أنكِ لن تتأخري كثيراً بهذا الزفاف سنرحل سريعاً…

نعم، أنه يبعدها عن طريقه بكلِ الطرق المتاحة..فهو لم يكن ليرافق غالية من الأساس، كان سيتركها الآن ويأتيرلها بعد أم تهاتفه…
لكن الآن هو لا يريد لظهورها أن يعطي لقلبه الأمل…
ففي النهاية
هو لن يضحي بكرامته مرة أخرى ليعبر عن حبه ويلبي ما يطلبه قلبه مستحياً..
سيبعدها عن طريقه وإن كان علاج قلبه هي…
نظر أياد إلى مروج التي كانت تفرك أصابعها بتوترٍ وحدقتيها مهتزتين بشكلٍ واضح..
فاهتز قلبه تجاوباً معها، وبرقت عيناه ببريق غريب..
لكنه تمكن من كظم شعوره وغمغم بعدة كلمات تحثهم على التحرك..
فتحركوا جميعهم نحو قاعة فخمة مزينة من الخارج بانوار وورود رائعة…
نظرت مروج بطرفِ عينيها إلى أياد وهو يسير بجوارها رافعاً رأسه بشموخ وتلك النظارة المستفزة تخفي عينيه…
خصلات شعره تطير بفعل الهواء الشديد الذي اشتد قليلا وخصوصاً في هذا الوقت..
لم يكن يجب عليها إرتداء فستان خفيف من ذاك الذي ترتديه..
لكنه كان الأنسب والأفضل عندها..
لم يكن لديها وقت وقت كافي لتشحذ إحدى فساتين صديقتها الوحيدة..
أنعقد حاجبا مروج بتوجس حين خطت قدماها إلى الداخل..
تشعر برهبة غريبة من فخامة المكان..
لم ترَ مكان كهذا من قبل ولم يكن بمخيلتها أنها ستأتي إلى مكانٍ كهذا يوما…
جلسوا جميعاً على مائدة مستديرة مغطاة بفراش مخملي جميل…
وتعالت أصوات الأغاني الهادئة من حولهما…
دقيقة..
والثانية..
ومن ثم الخامسة وشعرت مروج بعدم الراحة وهي مطرقة برأسها أرضاً تلعن نفسها وتلعن عقلها الذي حثها على الموافقة..
يا اللهي كيف تأتي إلى مكانٍ كهذا مع اثنين يعتبرا غرباء عليها !
ما تفعله مروج الآن قد تخطى حدود الجنون وبشدة…
تململت مروج في جلستها وهي ترفع رأسها لتجد عينا أياد مرتكزتين عليها..
فأجفلت وأحمرت وجنتاها فيما بدا...كخجلٍ أو ما أشبه..
لكن أياد لم يجفل، بل أنفرجت شفتاه ليهتف دون مواربة :
-من سمح لكِ بأن تأتي مع غالية إلى هنا...
سؤاله كان صريحاً حد الوقاحة، فشحبت ملامحها وازاد احمرار وجنتاها شاعرة بالغضب والحرج يكادان يخنقاها خنقاً..
أما غالية فقد شهقت مجفلة، وهتف بصدمة :
-أياد !!

رفع أياد كفه بوجه غالية دون أن ينظر إليها فيما وشى كأمرٍ لها لتصمت…
ومن ثم خلع نظرته بكفه الآخر، وتابع تحقيقه دون أي خجلٍ :
-لا أعتقد أن أمجد يعرف أنكِ هنا، مع شقيقة أياد صابر خصوصا...فكيف أتيتِ إلى هنا ؟

يا اللهي إنها من فرط الغضب و الحرج تكاد تبكي…
يدفعها عقلها دفعا لتبث سمها بوجهه لكن لسانها قد شل تماماً..
نبرته كانت غريبة، وكأنه غاضب مستاء بالرغم من بروده الظاهري…
وإن كان هو نفسه واثقاً بما قاله..
سترد عليه رداً يسحب ماء وجهه..
ولكن فلتقف أولاً كناية عن قرب رحيلها ومن ثم تهتف بصوتٍ مبحوح :
-لا أعتقد أن من الذوق الرفيع أن تطردني بشكلٍ غير مباشر و…
-أجلسي مكانك..
هدر بها أياد آمراً إياها، فشعرت بالغيظ يتفاقم بداخلها، فمالت بجسدها على الطاولة الفاصلة بينهما، ثم هتفت من بين أسنانها :
-لقد صمت لكَ حين حدثتني بمثل هذه الطريقة من قبل، لكن الآن فأسمح ليّ بأن أقول لكَ أنك قليل الذوق وعديم الدم و..
ولثاني مرة يهدر بوجهها آمراً بنبرة مخيفة وهو يزجرها بقوة ووجهٍ محتقن جراء إهانتها :
-قولت أجلسي مكانك يا...مروج…
عضت غالية على شفتيها بتوتر وهي تلاحظ أن أياد ومروج أصبحا محط للانظار، وأضافة إلى ذلك تخشى أن يفقد أياد أعصابه على تلك المجنونة..
فهبت واقفة، ثم أمسكت مروج من مرفقها وقالت بنبرة مرحة :
-لا تتشاجرا الآن، سأذهب لأسلم على العروس وسآخذ مروج معي…
ثم همت بتنفيذ ما قالته، لكن أياد كز على أسنانه، ثم هتف بصوتٍ أعلى :
-فلتجلسا أنتما الأثنان….الآن..
وكأنه أمره كان مطاعاً، فقد جلستا فعلا بعد أن زجرهما أياد محذراً..
فجلست غالية متشبثه بمرفق مروج التي كانت تتأفف ممتعضة وهي تنظر إلى إياد نظرة قاتلة بعد أن فقد أعصابها ونست هدفها من الأساس بسبب أسلوبه الفج..
وما زاد استفزازها ابتسامته الباردة وهتافه بصوتٍ جامد :
-لم أكن أقصد ما فهمتِه، لكنني وبكلِ صراحة أشعر بتعجب شديد من وقاحتك..
شعرت بمروج بالدماء الحارة تندفع باوردتها، فهتفت بصوتٍ عالٍ غطى على صوت الأغاني الهادئة بشكلٍ مستفز...
-لا هذا كثير، أسمع يا أنتَ و..
-أخفضي صوتك هذا حين تتحدثين معي…
قالها أياد ببرود وهو يبتسم لها ابتسامة ليس لها معنى..
فشعرت مروج وكأنها على وشكِ الجنون، فكزت على أسنانها بقوة حتى اصطحكت، وأحمرت عيناها بشكلٍ مخيف..
أما هو فبالرغم من بروده الظاهري إلا أنه كان يشعر وكأنه يحلق فوق سماء وردية..
ربما قد استفزه أسلوبها قليلا، إلا أنه لن ينكر أنه حتى هذه اللحظة لا يصدق أنها أمامه…
-عذرا مني يا غالية، أنا سأرحل فشقيقك يبدو أنه لا يطيقني !
قالتها مروج بغضبٍ ظهر بوضوح بنبرتها…
تشعر بأن أذنيها تكاد تخرجان نارا من فرط الغضب والغيظ…
هتفت غالية بسرعة وهي تربت على ذراع مروج :
-لا يا مروج، أياد لم يقصد ما فهمتِه، هو فقط..
قطع أياد حديث غالية، حين هتف بنبرة حادة :
-لستِ بحاجة إلى تبرير غالية، نعم أنا أخبرك بأنكِ كذبتِ على أمجد وخرجتِ مع امرأة لم ترِها من قبل، ركبتِ السيارة مع رجل أعترف لكِ بحبه يوماً وسحقتِ قلبه ربما يريد أن ينتقم منكِ ويؤذيكِ مثلا، أنتِ لستِ فتاة صغيرة يا مروج، وأنا لم أعد أياد صابر العاشق...لقد تغيرت بينما أنتِ كما أنتِ…

ربما قسى عليها قليلا، لكنه قسى على قلبه قبلها..
صفعه بقوة آمراً إياه بألا يتدخل..
سيضرب دون أي أهتمام….
يعيد ذكريات سبق ودفنها، مثل ذكرى إعترافه بحبه لها…

أمتقع وجه مروج بشدة حتى حاكى وجوه الموتى، بينما أرتعشت أصابعها بوضوح فأخفضتهما تحت الطاولة، وأطرقت برأسها أرضاً..
تشعر بشيء غريب يتحرك بداخلها..
وبكرامتها تصرخ.محتجة..
ماذا يفعل لكِ لماذا صمتِ ؟؟!
خيم الصمت القاتل حولهما وأنخرط كلا منهما بعالمة الخاص..
وإن كان عالم أياد هو الأصدق..
يهمس إلى نفسه سراً وهو يطالعها مختلساً…
يهمس بعبارة صادقة "لم أعد أياد صابر العاشق، بل أياد صابر الغارق ببحرك، يحارب موجاتك العاتية..أخشى أن اقترب منكِ وأبثك حبي تغرزين سكن غدرك بظهري "
كان هذا هو حديثه الداخلي، فشعر بأنه على وشكِ الإختناف..
ليهب واقفاً وهو يسحب هاتفه ونظارته، ثم أشار برأسه وهتف :
-هيا سنرحل..
لم تعترض غالية فقد شعرت بأن الجو قد توتر بشكلٍ مخيف، فحبذت الرحيل..
نظرت غالية إلى مروج المنكمشة على نفسها، ثم مالت نحوها وهمست بلطفٍ :
-سأبارك للعروس ومن ثم نرحل….
أومأت مروج لها بهدوء، فابتسمت غالية لها، ثم أبتعدت…
راقبت مروج غالية وهي تتحدث بلطف مع العروس، ثم احتضنتها بحرارة..
واثناء مراقبتها لاحظت اقتراب مجموعة من الفتيات نحو غالية مبتسمات بصدقِ ثم بدأن يجذبن غالية نحو مساحة الرقص..
فتعالى صوت ضحكة غالية وهزت رأسها رافضة تزامناً مع هتافها وهي تحاول تخليص ذراعيها :
-لا يا بنات، شقيقي معي سيقتلني لو رأني، كما أنني لا أحب الرقص..

لكنها لم تتمكن من إقناعهم، فقد جذبوها إلى ساحة الرقص فعلا وبدأن في حثها على الرقص معهن ومع العروس….
حاولت غالية بشق الأنفس أن تنحيهم عما يريدوه لكن لا حياة لمن تنادي...فاضطرت أن تريحهم على مضض وهي مثبتة عينيها على أياد الذي كان مشغولاً في التحدث مع إحد الرجال بعيداً عن طاولة مروج معطيا إياها ظهره..
فلمعت برأسها فكره ذهبية والفكرة كانت بالطبع هي أن تبعث إحدى الفتيات إلى مروج لتجذبها إلى ساحة الرقص…
مروج التي كانت تراقب الاجواء مبهورة..
ربما مراقبتها إلى غالية واصدقاءها لم تجعلها تنتبه لإقتراب إحدى الفيتات نحوها إلا بعد انحنت لتهمس لها بأن غالية تحتاجها…
فأومأت مروج برأسها، ثم قامت متجهة نحو غالية التي ما أن رأتها حتى جذبتها نحوها، فعقدت مروج حاجبيها ثم هتفت بعدم فهم :
-ماذا ؟
أبتسمت غالية لها وهي تهز ذراعيها بحركةٍ طبيعية، ثم هتفت بصوتٍ عالٍ لكي تسمعها :
-سنرقص…
اتسعت عينا مروج بصدمة، ثم هتفت :
-لا، لن أرقص..
لم تأبه غالية إليها، بل امسكت كف مروج وصارت تحثها على التقدم والبدأ..
لا تعلم أن مروج تحارب رغبتها بالرقص بشق الأنفس…
فهي لم تكن لتعرض جسدها أمام كل هذه الأنظار…
طلبتها يوماً من أمجد لكن الآن...لا…
ادركت عظم ما تطلبه…
وتربيتها لم تكن لتسمح بهذا العبث من الأساس..
أدركت أن جسدها إن لم تحترمه وتصونه..
ستكون العواقب وخيمة..
لذا، فتخشب جسد مروج وهتفت برفضٍ قاطع :
-لا..لن أرقص…
لكن ولسوء حظها لم تسمعها غالية، فجذبتها أكثر وهمّت بأن تقنعها..
إلا أن عيناها قد تعلقتا بأياد الذي كان ينظر إليهما مصعوقاً..
شفتاها مفتوحتان، وعيناه متسعتان يكاد الشرر يتطاير منهما..
فشعرت بابتسامتها تبهت، وبوجهها يحمر دون سبب..
وبالطبع لم ترَ مروج أياد، فقد عقدت حاجباها بتوجس من تغير حالها..
لكن غالية لم تترك لها الفرصة لتسألها...فقد جذبت مروج من ذراعها بقوة،وهي تهتف بها :
-سنرحل، هيا بنا…
نظرت مروج إلى غالية بتوجس، ثم زفرت بنفاذ صبر…
وصلتا معا عند أياد الذي رمق شقيقته بنظرة نارية، ثم هتف من بين اسنانه :
-تقدماني…
أومأت غالية برأسها..ثم جذبت مروج وخرجتا من القاعة وأياد خلفهما يكز على أسنانه مغتاظاً….
وأثناء سيرهم نحو السيارة لم يرَ أي منهم ذاك الذي كان يراقبهم بعينين مشتعلتين…
ذاك الذي ما أن رأى أياد ومروج يدخلان معاً إلى حفل الزفاف الذي دُعِي إليه بمناسبة أنه شخصية معروفة…
نار اشتعلت باغواره وهو يرى نظرة أياد الحمائية نحو مروج…
نظرته المشتعلة حين وقعت عيناه على مقعدها الفارغ..
لم تكذب الصغيرة..مروج وجدت رجل غيره بالفعل…
لكنه لن يسمح لها بأن تكون ملك لأياد بالذات..
فلتكن لأي رجل آخر لكن أياد...لا وألف لا…
شعر مالك بانتفاخ اوداجه.
فتقدم نحوهم بخطى سريعة إلى أن وصل إليهم، كان أياد قد أغلق الباب خلف غالية، ثم قام بفتح الباب لمروج وهم بدعوتها إلى الدخول..
لكن ذاك الذراع الذي أمتد ليجذب مرفق مروج، والصوت الذي صدح قطع كل شيء :
-تعالي معي، لن تركبي معه !
أجفلت مروج وهي تنظر إلى ذراعها، ثم رفعت عينيها المصعوقتين إلى مالك، وهتفت بذهول :
-من أين أتيت؟، ألن تتركني وشأني !
نظر مالك إليها بقوة، ثم جذبها نحوه أكثر، وهتف :
-سأتركك وشأنك، ولكن ليس مع هذا !
ثم أشار بسبابته إلى أياد الذي قد كان مصدوماً، ينظر إليهما بعينين غائمتين وفكٍ متشنج، يشعر وكأنه على وشكِ الجنون وهو يرى كف مالك محتضناً ذراع مروج التي لم يكن لها أي رد فعل على جرأته…
إذا، فلِمَ تتدخل يا مغفل ..فلتقف وتكظم نيران غضبك وغيرتك..
وقهرك…
لكن رد فعل مروج الذي أتى مؤخراً بعد أن تداركت الموقف، أنعش ضربات قلبه الثكلى:
-أبعد يدك عني إيها النذل !
كانت صادقة، صراخها الحاد كان صادقاً..
وجهها المحمر غضباً كان صادقاً…
عيناها المشتعلتين بالرغم من الألم الدفين الواضح بهما كانتا صادقتان…
فشعر بقلبه ينتفض ثائراً..
وبالغضب يتفاقم بداخله حين صرخ مالك بوجهها ثائراً :
-أصمتي تماما، لا أريد أن أسمح صوتك..
-تباً لكَ ولما تتمناه يا مالك اترك ذراعي….
-لا لن أتررك وأقسم بالله إن لم تأتي معي الآن سأحملك رغما عنكِ…
هدر بها مالك بوجه مروج التي دمعت عيناها بقهرٍ..
والآن قد حان وقت تدخل أياد الذي مد كفه، ثم قبض على ذراع مالك بقوة، وبالكف الآخر جذب مروج ليخفيها خلف ظهره، ومن ثم هتف بصوت خشن :
-هذه ليست رجولة، وللأسف لن أسمح لكَ بأن تمسها…
ارتفع حاجب مالك بسخرية، ثم هتف باستهزاء :
-يا الله، سابكي من فرطِ رجولتك، أسمع يا أنتَ، أنا لم أحبك يوماً بشعرك الذي يشبه شعر الفتيات هذا وبرغدك، وبغدرك يا أياد...ستتركني آخذها وسأرحل، فأنتَ لست أهلا للثقة، سبق وأظهرت نذالتك، والآن فأسمح ليّ…

لم يتدارك أياد قبضة مالك التي أرتفعت في الهواء لتطيح بفكه وتنهمر الدماء من أنفه بغزاره..
تأوه أياد بصوتٍ مكتوم، بينما صرخت مروج بأسمه وهي تتلمس ظهره :
-أياد، يا اللهي !
أما صرخة غالية فقد كانت أقوى حين أقترب مالك من أياد ثم مد ذراعه ينوي استكمال ما بدأ به مستغلاً شعور أياد بالغثيان فقد اهتزت الرؤية أمامه..
يحاول ان يكون واعيا بشق الأنفس…
لكن لكمة مالك كانت قوية جداً…
والمفاجأة كانت مروج التي ما أن رأت مالك يحاول ضرب أياد مرة أخرى، وقفت أمام أياد وصرخت بوجه مالك باصقة كلماتها بوجهه :
-أرحل يا مالك وأحفظ ماء وجهك، أنتَ من أخترت الأبتعاد والغدر، فهل يجب عليّ أن أقف مكاني أبكي على الاطلال، أرحل يا مالك..
-أنا لن أرحل قبل أن تأتي معي، وبما أنكِ تقفين أمامه لتحمي ذاك الذي يتألم كالنساء، سآخذك قسراً..
وأتبع ما قاله فعلا، فجذبها من مرفقها وهو ينظر إلى أياد شزراً، أياد الذي مد كفه ليسحب مروج بعد أن تدارك نفسه..
لكن ما أوقفه مكانه..
هو صوت الصفعة الذي دوى بقوة ألجمته…
======
إنتهى الفصل الثاني والعشرون...قراءة سعيدة...




شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.