آخر 10 مشاركات
بين ذراعيك مملكتي - ج1 سلسلة رؤساء عاشقون - قلوب زائرة - للرائعة * salmanlina*كاملة * (الكاتـب : salmanlina - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          80- لعبة من يخسر يربح- بيني جوردان -روايات عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          80 - العذراء والمجهول - جيسيكا ستيل (الكاتـب : فرح - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          7- جنة الحب - مارى فيراريللا .. روايات غادة (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-02-21, 10:18 PM   #411

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Rewitysmile3


الاثنان سليم ومروان يالهوىىىى
ياخراااااشى
حد ينجد الابطال من يد شمس
لية كدة 😭😭😭😭😭


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-21, 12:40 AM   #412

احمد حميد

نجم تغطيه مسلسل سيلا 2


? العضوٌ??? » 84369
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,685
?  نُقآطِيْ » احمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . يا خسارة الاسبوغ طول اوى

احمد حميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-21, 12:48 AM   #413

احمد حميد

نجم تغطيه مسلسل سيلا 2


? العضوٌ??? » 84369
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,685
?  نُقآطِيْ » احمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . ونبى اقتباس لمروج واياد

احمد حميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-21, 01:17 AM   #414

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

انتى اكيد حد مزعلك فى حاجه عشان تطلعيه على كل الابطال كدا

تدخلى سليم فى غيبوبه ومنعرفش نطمن عليه

وواحد مات يا رب يكون هانى ويروح فى داهيه

وتمارا هتخلص من الزفت محمود دا امتى

ليه ياشموس اللى انتى بتعمليه دا يابنتى خفى ايدك شويه انتى مكنتيش كدا


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 20-02-21, 04:27 AM   #415

Hadef

? العضوٌ??? » 436230
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 74
?  نُقآطِيْ » Hadef is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله

Hadef غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-21, 04:17 AM   #416

norakamel

? العضوٌ??? » 407801
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 190
?  نُقآطِيْ » norakamel is on a distinguished road
افتراضي

ما هذا لأ بجد دى قفلة😰

norakamel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-21, 04:00 PM   #417

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

نهاية شريرة للفصل
سليم فى العناية المركزة وحالتة سيئة جدا....
مروان ما زال مصيره مجهول بعد مواجهتة مع هانى
فصل ملىء بالصدمات .
تسلم ايدك يا قمر
بانتظار القادم


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-21, 06:00 PM   #418

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير...الفصل التاسع والعشرون دقائق وهينزل...حبيت بس أبلغكم أني بعتذر عن الفصل القادم لمدة أسبوعين عشان الأمتحانات بإذن الله هبلغكم بنزول الفصل القادم قبلها أتمنى تعذروني لأني محرجة جدا منكم

شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-21, 06:02 PM   #419

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع والعشرون..
======
نحن هنا!
حيث العالم البعيد والإدراك القريب !
نحن هنا!
حيث القلب المرهق والعينين المستسلمتين !
نحن هنا !
حيث الألم وأنت لا تقوى على الصراخ !
نحن هنا، نقف على مقدمة جبل شاهق الإرتفاع!
نراقب…
نسمع…
نرى !
ونشعر !
أما هو….فقد أغرته دوامة الإستسلام…
ترك نفسه لها لتبتلعه كلياً…
وها هو..
يسمع صوت بكاءها الذي لم يهدأ منذ أيام وهي تتلمس ذراعه…
تربت على شعره بكفٍ مرتعشة…
تقترب من أذنه لتهمس بارتعاش :
_ألن تعود ؟؟، لماذا أنتَ صامت هكذا ؟..
ثم تصمت عن التحدث وتجهش في البكاء، فترتعش نبضات قلبه الثكلى، وتئن روحه..
و في عالمه فقد شردت عيناه في الفضاء الشاسع حوله، يسمعها ويدعي العكس !
يشعر بألمها لأجله لكنه لا يقوى على الانتفاض متجاوباً…
العالم هنا أكثر هدوءاً، أكثر راحة، خالٍ من الضغائن، مفعماً بالهدوء والرخاء!
هنا، لا يوجد سالم بظلمه..
ولا يوجد والده بجرمه..
هنا..يشعر بالرخاء بالرغم من ألم قلبه كلما سمع همسها المتألم وشعر بلمستها…
أغمض سليم عينيه في عالمه الخاص، بينما على أرض الواقع كان جسده مستسلماً على الفراش بينما العديد من الخراطيم مختلفة الأحجام متصله بجسده !
أقتربت منه مليكة أكثر بوجهٍ شاحب كالأموات، ثم أسندت رأسها إلى كتفه وبكت بحرقة هامسة برجفة :
_لم أعد أتحمل أن أراك هكذا !، أرجوك قُم، لقد خارت قواي، لم يعد لدي أي قدرة على التحمل، لماذا أنتَ بهذه القسوة ؟؟، هل هذه طريقة لمعاقبتي عما فعلته أم ماذا ؟؟، إن كان هذا عقابك فأنا أعترض عليه، فلتقُم وتعاقبني بأقسى الطرق، هيا أفتح عينيك وأنظر إليَّ، هيا يا سليم !

هي على أرض الواقع تبكي بحرقة مسندة جبينها إلى صدره، وهو في عالمه يتلمس كتفه بعينين دامعتين، يربت على كتفه بحركاتٍ رتيبة وكأنه يواسيها، هو في عالمه تلوى قلبه متألما…
بينما هي على أرض الواقع كانت تحارب وحش الفراق بضعف، خاضت المعركة دون سلاح..
دون رغبة…
دون قوة !
فهل يتوجب عليها الصراخ ألماً حين يهاجمها منافسها بسكينه ويخترق قلبها به ؟؟؟

تابعت مليكة همسها بارتعاش ودموع لا تنضب :
_أتعلم، إن فتحت عينيكَ ونظرت إليَّ الآن، سأجبرك بأن تعاقبني، حتى لو...لو كان…

غص حلقها وازدادت الدموع بعينيها وهي تحاول بصعوبة التفوه :
_حتى لو كان عقابك هو الإنفصال، سأقبل به مقابل عودتك، مقابل رؤيتك سليماً معافياً، أمامي !..

وحين لم يأتيها الرد ككل مرة، ازدادت دموعها أكثر وابتعدت عنه وهي تكمم فمها بكفها لتكتم صوت شهقتها الباكية…

بينما هو في عالمه المنفصل..
تأوه متألما وهو يربت على كتفه برفقٍ..

كلماتها تتردد بأذنيه..
ونبرتها صفعت قلبه بعنفٍ فانتفض متألما !
كلماتها آلمته، فبكى بحرارة ظناً منه أنه وحيد..
لن يراه أحد..
ولن يشعر به أحد...ولن يسمعه أحد..
هنا في غرفته الواسعة ذات الجدران الوهمية، متاح له الصراخ...البكاء..
فلن يشعر به أحد سوى نفسه !
لن تسمع أذن أي شخص صراخه سوى أذناه !
ولن تحرق الدموع وجنتيه على أرض الواقع، بل ستغزوها في أرض الخيال…
لكنه لم يكن يعلم أن عيناه تمردت على منطقه وافلتت دمعه حارة سقطت من طرف عينيه المغمضتين أمام عيني مليكة التي اتسعت عيناها مبهوتة !
هل حديث الطبيب صحيح ؟؟؟
هل يسمعها ؟؟
هل يشعر بها ؟؟
والإجابة لا تحتاج تفكير !
فها هي دمعته أتخذت مسارها وأخبرتها أنه يشعر بها، يسمعها !
فعضت على شفتيها تكتم تأوهاً متألما !
======
تحرك معهم بعينين متجمدتين، يسحبه شخص ما بصرامة، بينما الأصوات العالية تداخل من حوله !
لكن هو لم يكن مهتماً بما يقول هذا ولِمَ يتعامل معه ذاك بشيء من العنف !
بل كان جُل تركيزه على القيد الحديدي بكفيه !
ينظر له بعينين متلبدتين، ثم تنخفض عيناه إلى قميصه ليرى الدماء تلطخه بشكلٍ مخيف !
فيرفع عينيه ويزدرد ريقه بصعوبة !
هل قتله ؟؟!
هل أصبح قاتل !!!!

خرج من شروده مرغماً حين تعالى صوت الضابط بحزم :
_لقد مات القتيل فعلاً، تأكدنا من هذا؟، للأسف أصبحت قضية قتل !

لم يظهر عليه أي رد فعلٍ يشي بأنه يسمعه!
حدقتاه ثابتتان، وملامحه شاحبة،.بينما أصابعه تنقبض بقوة!
قوة لن تصف شعوره الآن !

صمت الضابط قليلاً وهو يراقب جموده وتبلده، فضاقت عيناه باستغراب لأول وهلة، ثم لم يلبث أن أرتفع حاجبه وهتف بقوة ضارباً سطح المكتب بكفه :
_مروان، تكلم !

أجفل مروان المتخشب مكانه واهتزت حدقتاه بإدراك متأخر، فارتعشت شفتاه وتحرك حلقه بصعوبة وهو يهتف بتحشرج :
_نعم !

سحب الضابط نفساً عميقاً، ثم مسح وجهه وهو يقول بصرامة موجهاً كلامه إلى العسكري الواقف بجوار مروان :
_فكه يا أبني، وأخرج من الغرفة !

أومأ العسكري بطاعة وفك قيد مروان الواقف بذهنٍ مشوش وعينين غائرتين…
خرج العسكري من الغرفة وأغلق الباب خلفه، فأنتصب الضابط واقفاً واتجه نحو مروان…

هتف الضابط بهدوء وهو يربت على كتف مروان بدعم :
اجلس يا مروان، أريد أن أسألك بعض الأسئلة !
تحرك مروان بخطى بطيئة نحو المقعد وجلس بعينين غريبتين، بينما جلس الضابط على المقعد المقابل وهتف بنفس الهدوء :
_أحكي ليّ كيف قتلته!

رفع مروان رأسه بسرعة وقد شحب وجهه أكثر واهتزت حدقتاه، ثم لم يلبث بأن هتف بسرعة مذهولاً :
_هل قتلت ؟؟؟، أنا قتلت ؟
كان يسأل نفسه قبل أن يسأل الضابط الذي أطرق برأسه بأسفٍ، بينما اتسعت عينا مروان والتوت شفتاه بشبه ابسامة ساخرة :
_نعم نعم، تذكرت..أنا قتلته فعلاً !
هتف الضابط بجدية :
_مروان، ركز معي، أريد أن أسمع منكَ أنتَ ماذا حدث وكيف قتلته ؟، القضية لها حل فأنتَ بالتأكيد كنت تدافع عن نفسك لكن أخبرني بما حدث أولاً !

رمش مروان بعينيه مرتين، ثم عاد برأسه إلى الخلف وحدق في سقف الغرفة لدقيقة !
دقيقة واحدة تذكر بها كل شيء..
تدفقت الكلمات من فمه بمساعدة عقله الذي انتفض من كبوته…

حين اتسعت عينا مروان مبوهتاً وهو يرى إصبع هاني يضغط على الزناد ضغطة خفيفة وشت بقرب إنطلاق الرصاصة، صرخ وعيه صافعاً عقله كي يستفيق !
إنه جاد وسيقتله وإن لم يتصرف في خلال ثانية سيسقط قتيلاً..
أرتفع صوت لهاثهما واتسعت الأعين وكل منهما يحدق بالآخر..
نظر مروان بطرفِ عينيه نظرة سريعة نحو السلاح الآخر الملقى أرضاً فوجده قريب جدا منه…
فازدرد ريقه بصعوبة، ثم تسللت أنامله بخفه ليلتقطه وهو يهتف من بين أسنانه كي يشغل هاني :
_هل أقتربت منها ؟؟
اتسعت ابتسامة هاني السوداء، وهتف وهو ينظر إلى عمق عيني مروان :
_كنت أتمنى والله لكني لم أنل سوى شهد شفتاها !
أثناء تكلمه كان قد لاحظ مروان ارتعاش يد هاني الممسكة بالسلاح إثر ضربة ضربها له قبل دقائق، وما أن قبض على السلاح بصعوبة، وأنتهى هاني من كلماته التي أججت نيرانه وأشعلت جنونه فأعمى الغضب عينيه وهو يزمجر فجأة ويضرب سلاح هاني بحركة مباغتة غير متوقعة مستغلاً ارتعاش يده، وفي خلال ثانية كان مروان يبدل موقعه فأصبح هاني المصدوم ملقياً على الأرض ومروان يشرف عليه من علو…
كل هذا في خلال دقيقتين، والثالثة ضغط مروان على الزناد بقسوة حين هم هاني بمحاربته وهو يصرخ بوحشية بعد أن تدارك نفسه :
_سأقتلك يا مروان، سأقتلك وسأقتلها هي الأخرى، سأقتلك يا(...)!
فاخترقت الطلقة جسد هاني، واخترق صوتها طبقات سمعه!
بينما اتسعت عيناه لأول وهلة بتشفٍ، ثم لم يلبث أن إنعقد حاجباه بشدة وهو ينظر إلى الدماء التي أغرقت الأرض ووجه هاني أبيضا بشكلٍ غريب !
لثانية، خمد غضبه فجأة..
وتوارى عقله خلف درع الصدمة مختفياً…
تخلى عنه وتركه ينظر إلى الجسد المسجى أمامه..
وتآمرت أذناه مع عقله فصار صوت الطلقة يرن بأذنيه كالطنين !
هل قتله؟!
اخترق صوت ذاك الرجل المنكفئ على جسد هاني يتفحص نبضه :
_لقد توقف النبض يا باشا !
توقف النبض !
توقف النبض وتوقف معه إدراك مروان وأنكمش عقله على نفسه أكثر !
هل الشعور بأنك السبب في إزهاق روح شديد القسوة بهذه الطريقة !
حتى لو كانت تلك الروح مدنسة بالخسة والشيطانية !
حتى لو تعدت تلك الروح القذرة على عرضه وشرفه !
فبين حرب المشاعر المتضاربة يوجد بينها شعور غير مفهوم !
وهذا الشعور تشعب بداخله وزاد من تشوشه !
وبعدها..لا يعلم ماذا حدث، سحبه أحدهم بخشونة وهو يقيد كفيه بقيد حديدي…
فشعر بالثقل بيديه وازى ثقل ضرباته، وخواء روحه !
قتلت يا مروان !!!

توقف مروان عن التحدث وقد تسابقت الإنفعالات على وجهه المحمر بعد طول ذهول، بينما عاد الضابط بظهره إلى الخلف وهو ينظر إلى مروان لدقيقة، ثم لم يلبث أن هتف بهدوء :
_حسناً يا مروان، قضيتك سيكون حلها هو أنك فعلا كنت في حالة دفاع عن النفس كما أن زوجتك كانت مخطوفة وأبنتها ولدينا أدلة على ذلك كالبث المباشر مثلاً..فقط ما سيعوق كل هذا هي إجراءات التحقيقات، الطب الشرعي وما إلى ذلك، كما أن زوجة سيادتك…

بتر عبارته عمدا كي يثير إنتباه مروان الذي أنتفض مكانه مصعوقاً بأنه نسى صبا من فرط الصدمة التي شلت تفكيره منذ ضغط على الزناد حتى قبل دقائق….
نظر مروان إلى الضابط بفكٍ متشنج، ثم هتف بجزع وقد ازداد شحوب وجهه :
_ما...ما بها زوجتي !
نظر الضابط إلى عمق عينيه نظرة ثاقبة، ثم اعتدل في جلسته وقال بهدوءه المستفز :
_الضربة التي تلقتها على رأسها كانت عنيفة أدخلتها في غيبوبة متقطعة، تستفيق لتنظر إلى سقف الغرفة وتدخل في غيبوبة مرة أخرى !
يتبع…………..


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-21, 06:04 PM   #420

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

ازدرد مروان ريقه بصعوبة محاربا غصته، بينما تلوى قلبه صارخاً…
ضربة !
وغيبوبة متقطعة !
وهو...أصبح قاتل !
المعلم الوقور أصبح قاتل !
حتى لو كان قتلا على حق فأي قلب هذا الذي سيتحمل أن يتسبب في قتل روح !
أو بشكلٍ أصح…هو من يشعر بعظم الأمر !
أغمض مروان عينيه مرهقاً تسحقه فوضى الشاعر واضطرابه سحقاً…
بينما جسده فقد شعر به كالهلام، لا يقوى على الحراك !
هتف الضابط بتفهم وهو يقوم ليعود إلى كرسيه خلف المكتب :
_مروان، أنتَ صديقي، وأعلم ما تشعر به جيداً...وأعلم أيضاً أنك لا زلت تحت تأثير الصدمة، لذا فأسمعني جيدا، ستظل هنا بمكتبي ولن أسمح بوضعك بالحجز، أما التحقيقات فستأخذ مجراها الصحيح، ولا تقلق...ستخرج بإذن الله…

صمت لبرهة وهو ينظر إلى مروان الذي عاد برأسه إلى الخلف ليسندها إلى ظهر الكرسي، فأطرق الضابط رأسه وهو يزم شفتيه بأسف..
أما هو..
فلسان حاله كان يردد !
ماذا حدث لحياتك الهادئة يا مروان ؟!
======
جلست جلستها المفضلة في هذا الوقت، ثم فتحت كتابها وهي تعدل من موضع نظارتها، بينما كفها الآخر فقد كانت تمسك به شطيرة تقضم منها من حين إلى آخر وقد صبت جُل تركيزها على الكتاب الذي كانت تدرس به، ترفع رأسها إلى السماء مغمضة عينيها لتعيد ما قرأته...ثم تعود وتذاكر جزءا آخراً…
الهدوء المسيطر على الأجواء حولها كان مريحاً لها جداً…
من المفترض أن موعد الحصة الثانية لها اليوم بعد نصف ساعة تقريباً…
فقالت لنفسها لِمَ لا تأتي إلى الحديقة الصغيرة الموجودة بظاهر المبنى الضخم…
كي لا يراها أحد ولا يضايقها هذا بنظراته لها بالرغم أن عملها بالدور الخاص بالروضة وانفصالها عن باقي المدرسين إلا أنها تشعر بأن وجودها وسطهم غير مريح !
فأكتشفت هذا المكان الهاديء وباتت تتردد عليه كلما واتتها الفرصة!
قضمت مروج من الشطيرة قضمة كبيرة وهي تغمغم لنفسها بعينين مغمضتين :
_متى سأنتهي من هذا العذاب يا ربي !، لقد تعبت من المذاكرة…

ثم سحبت زجاجة الماء الخاصة ورفعتها لترتشف منها بسرعة…
_ماذا تفعلين هنا ؟؟

اجفلت مروج شاهقة وهي تشرب الماء، فوقعت الزجاجة منها وصارت تسعل بشدة…
بينما أغرقت المياه ملابسها وكتابها فاتسعت عيناها برعب واشتد سعالها...
فاقترب منها الأخر بسرعة مجفلاً من سعالها الشديد، وجلس القرفصاء أمامها وهتف بقلق :
_مروج...هل أنتِ بخير ؟؟
نظرت مروج له بوجهٍ محمر وهي تسعل مختنقة، فأضاف بجزع وهو يحاول البحث عن شيء لا يدركه :
_لم أقصد أفزاعك، ماذا أفعل الآن !

أستقام واقفاً بسرعة، ثم لم يلبث أن مال نحوها ليبعد الكتاب عن حجرها بحرص، ثم هتف بصرامة قلقة وهو يراقب وجهها المحمر :
_هيا اقفي…
وقفت مروج أمامه وهي تلوح بكفها أمام وجهها، فأضاف إياد بسرعة مانعاً نفسه بشقِ الأنفس على الأقتراب :
_نظمي أنفاسك يا مروج..على مهلك

أغمضت مروج عينيها وهي تلهث بعنفٍ بعد أن هدأت موجة السعال، وبدأت في تنظيم أنفاسها وهي تزدرد ريقها بصعوبة، بينما ارتخت ملامح إياد بعد أن هدأت، فاعتدل في وقفته وارتدى قناعه المتبلد يخفي به قلقه عليها، ليهتف بتوبيخ غليظ :
_لماذا تجلسين هنا مس مروج ؟؟، أتتركين عملك وتجلسين هنا لتهربين من مهامك !
نظرت مروج إليه متسعة العينين وهو تمسح وجنتها بكفها، بينما كفها الآخر كانت تتحسس به فستانها الذي تبلل نصفه السفلي، فغمغت بصوتٍ مسموع :
_يا إلهي، لقد تبلل الفستان !، ماذا سيظن زملائي !

عقد إياد حاجبيه بعدم فهم وهو يطالعها بغباء، وحين استمر همسها على هذا المنوال أغتاظ منها أكثر، فهتف بصرامة وهو يلوح بعصا رفيعة وطويلة :
_مس مروج، فلتستعيدي تركيزك وتحدثيني!

انتفضت مروج مرة أخرى على زعقته، فرفع إياد حاجبه باستفزاز، وهتف من بين أسنانه بعدما لم يستطع السيطرة على نفسه :
_ألن تكفي عن هذه الميوعة !

جزت مروج على أسنانه بقوة، وقبضت كفها بجوارها بقوة تتحكم بنفسها، ثم هتفت بهدوء مصطنع :
_آسفة مستر إياد على وجودي هنا، أما بالنسبة لعملي، فأنا كنت في فترة راحة…

ثم تحركت نحو حاجياتها تلملمها بعصبية بعد أن استفزها بطريقته الباردة واستفزازه الذي ناقض قلقه عليها منذ دقائق…
وقعت عيناها على الكاتب الذي تبللت صفحاته، فاتسعت عيناها مصعوقة فهي كانت تظن نفسها تتخيل حين كانت تسعل !
جذبت الكتاب بأصابع مرتعشة وعينين دامعتين وهي تغمغم بذهول :
_يا إلهي !
لاحظ إياد صدمتها والدموع بعينيها، انعقد حاجباه بتوجس، ثم أقترب منها وقال بحذر :
_ما هذا الكتاب !

ردت مروج بتلقائية دون أن تشعر وهي تتفحص مدى الضرر الذي ألحق بالكتاب :
_أنه يخص دراستي، كنت أذاكر منه فقد اقتربت امتحاناتي، اشتريته بعد أن طلبته من أمجد وأعطاني ثمنه من مصروفه الخاص !، يا إلهي أنه غالي جدا !

قالت جملتها الأخيرة بحشرجة باكية وهي تعض على شفتها تمنع بكاءاً طفولياً، بينما أطرق إياد برأسه بضيقٍ وهو يرى حزنها وحسرتها، فجز على أسنانه مغتاظا من نفسه لأنه يشعر بالضيق لأجلها !
فجأة وجد مروج ترتدي حقيبتها وتمسك الكتاب بكفها وانطلقت راحلة من أمامه وهي تغمغم بنفس الحشرجة :
_أعتذر مستر إياد على عدم انضباطي، لن أجلس هنا مرة أخرى !

لحق إياد بها بخطوات سريعة نوعا دون أن يفقد هيبته وهو يرى الطلاب يتحركون أمامه…
بينما مروج فقد كانت تشعر بالحرج مما تفوهت به بشأن الكتاب…
شعرت بنفسها حمقاء متخلفة تغمغم بحماقة، ففرت من أمامه هاربة وأثناء مرورها من الفناء الرئيسي أعترض طريقها زميل لها، فوقفت على مسافة بعيدة نوعاً ورفعت رأسها مجفلة وهزت رأسها بتساؤل، فهتف زميلها بابتسامة بشوشة :
_هل أنتِ مريضة مس مروج،.تبدين شاحبة !

رفعت مروج حاجبيها بشراسة وقد نست حزنها وحرجها ممتنة لذاك لتفرغ به كل مشاعرها التي تتصارع بغباء بداخلها، لكن هتاف إياد الذي أتى من خلفها ألجمها :
_هل غيرت مهنتك مؤخرا يا أستاذ وأصبحت دكتور أم ماذا ؟
شحب وجه الأخر وتنحنح بحرج، فوضع إياد كفه بجيب بنطاله، بينما كفه الأخر كان ممسكا بعصاه التي يتحرك بها بالمدرسة دائماً…

ازدردت مروج ريقها بتوتر، وابتسمت بعصبية وهي تهتف بنبرة حاولت صبغها بالهدوء :
_بعد أذنكما، لدي حصة !

ثم تركتهم وأبتعدت وهي تغمغم بسرها بغيظ وهي تبعد شعرها خلف أذنها بعصبية :
_ألا يكفيه أنه كان السبب في إفساد كتابي…يأتي الآن ويحرجني، أنني أكره وجه المدير الحازم هذا يجعله شريراً…

اختفت مروج من أمامهما، فحك زميلها بحرج وهو ينظر إلى إياد الواقف أمامه بملامح خشبية وعينين جادتين، ليهتف الأخير فجأة بلهجة صارمة وهو يشير بكفه بصرامة :
_إلى عملك يا أستاذ هيا هل ستصورني !

أومأ بسرعة و اختفى من أمامه وهو يغمغم لنفسه بتهكم :
_أقسم بالله تعجبه،كلما تحدث معها أحد يأتي ويخرسه تماما، لا أستبعد وجود قصة حب بينهما !

هز رأسه ساخراً وهو يتسلق درجات السلم المؤدي إلى وجهته…
بينما أطرق إياد برأسه يتذكر ما قالته بشأن الكتاب، فيزداد ضيقه أكثر بأنه السبب...
همس لنفسه بشرود وهو يتحرك عائدا إلى مكتبه :
_بإمكاني إحضار آخر جديد لها، لكنها لن تقبل به، أنا أعرفها جيدا، عنيدة وذات رأس صلب !

زفر بحنقٍ وهو يرفع كفه ليبعد خصلاته عن جبهته، ثم توقف أمام مجموعة من الأولاد كانوا يتشاجرون مع بعضهم البعض، فاستعاد صرامته ومد العصا ليفصل بينهم وهو يضربهم ضربات خفيفة هاتفاً بصرامة :
_ولد، كفى همجية أنت وهو...أبتعدوا عن بعضكم الآن !

حين أدرك الطلاب وجود إياد وهتافه الصارم، أبتعدوا عن بعضهم بسرعة، ووقفوا أمامه مطرقين رأسهم بتقدير..
نظر إياد إليهم دون أن يفقد جديته، ثم هتف موبخاً وهو ينظر إلى ساعة معصمة :
_ماذا تفعلون بالله عليكم، أأنتم أطفال؟، قلتُ الشجار ممنوع هنا...أن رأيتكم تتشاجرون أو علمت بهذا، سأقوم بفصلكم !

أحتقنت وجوه الطلاب، بينما لم يتركهم إياد ورحل، بل أردف بصرامة وهو يلوح بعصاه :
_إلى فصلكم، هيا !

ركضوا من أمامه فارين، بينما ذهب إياد إلى مكتبه وهو يفكر بها…
فتح باب مكتبه وهو يتنهد، ثم أغلقه وجلس على الأريكة وأسند رأسه إلى الخلف مغمضا عينيه…
الأيام هنا باتت ثقيلة، يشعر بالأختناق يكتنفه منذ وطأت قدماه أرض الوطن، يشعر بذرات الهواء لا تكفي رأتيه..
قوته وتماسكه يهددانه بالانهيار وهو رجل الانهيار ليس من شيمته !
هو رجل لا يقبل الضعف أمام مشاعر بغيضة يراها مسيطرة عليه منذ عادت مالكة القلب بالظهور أمامه !
لعنة...حبه لها لعنة ألحقت به وبات كل همه الخلاص منها !
لعنة التفت حول عنقه لتزيد اختناقه !
يفكر، هل ما زالت تحب مالك !
هو لا يعلم أبعاد قصتهم بعد أن سافر، ولا يريد أن يعرف..
لا يريد أن يتذكر من الأساس أنه يحب فتاة تحب آخر !
ولا يريد أن يتذكر ضعفه أمام حبه لها !
هو رجل شعاره التماسك والتبلد !
لكن أمامها يتحول إلى مراهق بنبضٍ متسارع، ولولا قشرة الصلابة التي يتشبث بها لكان سقط أمام قدميها مترجياً حبها !
لقد وصل إلى مرحلة لم يكن ينوي الوصول إليها !
ألا وهي إتباع تحركتها، الأختلاس لكل كلمة أو موقف ليحدثها، وهذا مؤشر غير جيد..
لذا فقراره العودة إلى أسبانيا هو الحل الوحيد !
لن يتحمل أن يُجرح مرة أخرى، فجرحه القديم لم يشفَ بعد !
وبالرغم من ألم قلبه من فكرة الإبتعاد عنها والعودة إلى تأمل الصور المختلسة..
إلا أن الأبتعاد سيحميه من جرحٍ آخر..

صوت طرق خفيف على باب المكتب أخرجه من شروده، فأعتدل في جلسته، ورفع صوته يسمح للطارق بالدخول..
ففُتِح الباب وظهرت من خلفه من كان يفكر بها منذ دقائق..
تقدمت نحو بتردد ورأسٍ مُطرق بخجل غريب، فعقد إياد حاجبيه بتوجس، وهتف باستفسار :
_هل تريدين شيء مس مروج !
ازدردت مروج ريقها باضطراب، ثم تحركت نحوه بعرج خفيف أجتذب نظره، فازداد فضوله لمعرفة سببه..
وقفت أمامه مشبكة كفيها ببعضهما، ثم هتفت بصوت ثابت أثار دهشته :
_أريد أن آخذ من راتبي الشهري مبلغاً وأخصمه مني حين آخذه آخر الشهر !

ضاقت عينا إياد بتفحص وعدم فهم لطلبها، ثم لم يلبث أن تذكر كتابها الذي شارك في أفساده، فأستقام واقفاً ليواجهها، ثم وضع كفيه في جيب بنطاله وهتف بهدوء :
_لماذا ؟؟

لعقت شفتيها وردت بنفس الثبات دون أن ترفع وجهها :
_أحتاج هذا وبشدة، سأبتاع كتابا آخرا…
_بإمكاني شراءه بنفسي كتعويض لأنني السبب في…
قالها إياد بهدوء، فرفعت مروج رأسها بسرعة أجفلته حتى أنه عاد برأسه إلى الخلف وبتر جملته، فتناولت هي ضفة الحوار وهتفت بجدية أعجبته :
_شكرا لك مستر إياد، بإمكاني إحضاره بنفسي من راتبي الخاص..فهل يمكنني أن آخذ هذا المبلغ !

ثباتها، وأنفها المرفوع بشموخ وكبرياء أعجبه أثاروا فخره بها وبتغيرها الملحوظ..
حتى لو كان رحيله عن أرض الوطن هو آخر المطاف، لكن تغيرها الذي لمسه وبعض المبادئ التي زرعها بها سيطمئنه عليها…

أومأ إياد برأسه بهدوء، ثم هتف برفق وهو يتجه إلى مكتبه :
_يمكنك بالتأكيد…

أخرج محفظته من درج مكتبه، وأخرج منها ثلاثة ورقات نقدية ثم أغلقها ونظر إلى مروج التي نظرت إلى محفظته والأوراق النقدية التي مدها نحوها وهتف بنفس الهدوء وإن شاب نبرته حنان أرعش نبض قلبها المضطرب :
_تفضلي يا مروج، خذي هذا المبلغ سيفي بثمنه بالتأكيد !
أقتربت منه بنفس العرج وهي تعض شفتيها بحرج، ثم وقفت أمامه ونظرت له دون أن تمد يدها لتأخذ الأموال، فعقد إياد حاجبيه بعدم فهم وهتف وهو يمد يده أكثر :
_فلتأخذي الأموال يا مروج !
_ستقوم بخصمهم من راتبي أليس كذلك، لن أقبل أي أموال من أموالك !
قالتها بجرأة استرقت منه ابتسامة جنونة زادت من ضربات قلبها جنونا، ثم لم يلبث أن سقط قلبها مغشيا عليه حين هتف إياد بمشاكسة :
_ما بكِ يا أبله، قلت لكِ سأقوم بخصمهم بالفعل، أعطيتك المبلغ من مالي الخاص وسأخصمه وآخذه من راتبك لنفسي، لا تقلقي أنا لا أترك حقي، فأنا بخيل جدا !

التوت شفتاها بابتسامة حقيقة، فتعمق طابع الحسن بذقنها لتخونه عيناه وتتعلقان به، بينما مدت هي كفها بخجل ثم أخذت الأموال وهمست شاكرة، فرد إياد بودٍ :
_أنتِ على الرحب مس مروج !
حين وجدها تنوي الرحيل وعادت خطوتين إلى الخلف بنفس العرج، لم يستطع أن يمنع نفسه فسأل بفضولٍ :
_مروج، ما سبب هذا العرج !

تسمّرت مروج مكانها بعينين غائميتن، بينما أصاب إياد الدهشة من تغيرها وشحوب وجهها، وما أثار دهشته أرتعاش جسدها حين باغتها سؤاله وبغاتتها ذكرى الحادث المريع الذي تعرضت له !
دقيقة، ثم الأخرى وهي لا زالت على حالتها التي أثارت قلقه، فانفرجت شفتاه ينوي التحدث، لكنها سبقته وهتفت فجأة بتلعثم :
_حادث سيارة تعرضت له منذ عدة شهور !
عقد إياد حاجبيه بتوجس، ثم غمغم بذهول :
_حادث منذ عدة شهور ولم تشفَ ساقك حتى الآن !، كيف ؟؟

استشعرت فضوله، فردت بنفس التلعثم وقد اهتزت حدقتاها :
_كان حادث صعبا، وقد أُصيبت بكسرٍ مُضعف بساقي وأصبحت تؤلمني بشكلٍ مستمر بعدما تخليت عن الجبيرة…

آلمه قلبه لا يعرف لِمَ ووجد نفسه يهتف :
_كيف حدث هذا الحادث ؟
رفعت عينين دامعتين له كانت كصفعة صفعت قلبه، ثم هتفت بسخرية لا تتناسب مع ما قالته بكل جرأة غافلة عن الحريق الذي اشتعل بصدره :
_ضربتني سيارة وأنا أهرب من جرح قديم كان يتوسل السماح...ركضت دون أن أرى أمامي هروبا منه وفجأة وجدت جسدي يمتطي الهواء ويحط على الأرض الصلبة لا حول لي ولا قوة !

لم يكن بالغبي كي لا يفهم مكنون ما تفوهت به…
هو ليس بالغبي كي لا يشعر بالألم الذي نقلته نبرتها المرتعشة !
هو ليس بالعمى كي لا يرى الدمع المتراقص على جفنيها !
هو ببساطة عاشق….يتألم لأجلها…
ولأجل قلبه المتيم بفتاة تحب غيره حتى لو كان غيره هذا خدعها مرتين !
جز إياد على أسنانه بقوة حتى كاد يكسرها، بينما كفه تحت سطح المكتب قد قبضها بقوة كي يتحكم في النار التي اشتعلت بصدره وبقلبه…
بينما ملامح وجهه تجمدت بشكلٍ غريب، وتبلدت عيناه وهو يراقب اهتزاز حدقتاها وارتعاش شفتيها، فالتوت شفتاه بشبه ابتسامة قاسية، ثم هتف بنبرة غامضة :
_ربما ترك الحادث أثر ليذكرك بأن الهروب من الجرح ليس هو الحل الوحيد، أن ألمك إصبعك الحل ليس تجاهل الألم أو الهروب لا، الحل هو البتر !، إن كان أصبعي هو السبب في ألمي فوداعا له !

جملته جمدتها، ردعت دموعها التي كانت على وشك السقوط ودوت في أذنها كالناقوس !
لماذا تشعر بأن جملته مبطنة !
تحمل أكثر من معنى !
أيقصد ألمها هي !
أم يقصد نفسه ؟؟؟
هل يخبرها بأن مشاعره نحوها بُتِرت منذ زمن !
أم يخبرها بطريقة غير مباشرة بأن علاجها هو البتر !
وهي بالفعل فعلت هذا...بترت كل جزء يخص مالك بداخلها منذ ذاك اليوم الذي اصطدم جسدها بالأرض !
بترته قولا وفعلا…
حين لاحظ إياد تخشبها واتساع عيناها، تحولت ابتسامته القاسية إلى ابتسامة أخرى حزينة لم ترَها…
حظها العاثر أنها رأت القاسية ولم ترَ الحزينة !
لم ترَ عيناه اللتين اشتعلتا بجذوة ألم لثانية ثم خبا الاشتعال وحل محله الجمود!
لم تسمع همسه الداخلي مع نفسه ليناطح قلبه :
_قلت لك الابتعاد هو الحل !

ازدردت مروج ريقها بصعوبة، ثم تراجعت خطوتين إلى الخلف وقالت :
_سأرحل مستر إياد، شكرا لكَ!
ثم استدارت على عقبيها ورحلت، رحلت ليتشقق قناعه المتبلد ويبقى وجهه الحقيقي !
وجه عاشق بائس رأى بعينيه ألم حبيبته على رجل آخر…
أي عذاب هذا !

سحب إياد هاتفه، ثم بعث رسالة إلى غالية
"أفكر بشكل جدي في الاستقرار بأسبانيا"
أتاه الرد في خلال ثوانٍ
"لماذا يا إياد ؟؟، ألم تقل أنك ستبقى بالوطن !"
سحب إياد نفساً عميقاً، ثم هم بالرد لكنه لم يلبث أن خرج من المحادثة ثم أتصل بها بدلا من تبادل الرسالات كتابةً…
أتاه صوت غالية الحنون قائلة :
_ماذا بك يا إياد؟
أغمض إياد عينيه، ثم أسند رأسه إلى ظاهر الكرسي وهتف بصوت أجش :
_لم أعد أقوى يا غالية، أحاول إقناع نفسي بأنني أتعامل معها كموظفة عندي لكنني لا أقوى، كنتُ ببعدها أحترق شوقاً، والآن بقربها أحترق ألماً…

عقدق غالية حاجبيها بألم وقد دمعت عيناها تأثراً بنبرته المتألمة…
فهتفت برفقٍ حنون :
_كان يجب عليك ألا تقربها منك إلى هذا الحد يا إياد، أنتَ تعلم أنها مضطربة منذ ذلك اليوم، كما أنني لم أفضل أن تكون بهذا القرب منك خوفا عليكَ، لكن هذا لا يدفعك إلى ترك الوطن….هذا ليس صحيحا...منذ متى وأنتَ بهذا الضعف ؟؟، لم تكن تترك لمشاعرك السيطرة عليك !

أعتدل إياد في جلسته منتفضاً وقد برقت عيناه ببريقٍ غاضب، ثم هدر فجأة في وجهها متخلياً عن تعقله وقد قاض به الكيل :
_منذ رأيتها أمامي بعد طول اشتياق، بعد أن تجسدت أمامي لحم ودم وليس صورة تحتجزها شاشة هاتفي، منذ أن رأيت ابتسامتها بقلبي قبل عيناي، منذ أن تفوهت بأسمي فسقط قلبي مغشيا عليه من فرط الفرح، منذ أن أجبرت نفسي على إتخاذ البرود والجمود قناع لأخفي مشاعري كي لا تستغلها...منذ أن علمت بأنني كنت مجرد بيدق تحركه في لعبة حقيرة دون شعور مني...منذ أن رأيت دموعها بسبب حبيبها...منذ شعرت بألمها، منذ حملتها بين ذراعي نازفة وقتها شعرت بأننب على وشك الموت...أتسألين لماذا تركت لمشاعري السيطرة عليّ، لأنني يأست...فقدت الأمل في وجودها بفلكي تدور وتدور بكامل إرادتها، ولست أنا من يدور في فلكها ناسكا دون أن تشعر بيّ…

صمت يلهث بعنفٍ وهو يجز على أسنانه بقوة حتى اصطكت، بينما عيناه فقد احمرتا وأحمر وجهه من فرط الإنفعال…
بينما غالية على الجانب الآخر كانت تبكي بصمتٍ وقد ألمها قلبها عليه….
ألهذه الدرجة يتألم بحبها ؟؟؟

سحب إياد نفساً عميقاً عله يهدأ من الحريق المشتعل بداخله، ثم أضاف بنبرة أقل غضباً نبرة متشحة بالسخرية :
_كنت أنصحها منذ دقائق أن ألمك إصبعك اقطعيه، أنصحها بما لم أقوَ أنا عليه، حاولت لكني فشلت وكانت كل محاولة فاشلة تثبت ليّ أن إقتلاع حبي لها من قلبي بموتي !

صمت وصمتت هي بدورها تبكي، لا تعرف ماذا تفعل؟
كيف تساعده وهي تسمع كلماته التي تقطر ألماً!
بأي حق تلومه على قراره بالابتعاد مرة أخرى !!
بأي حق ؟؟؟
أغمض إياد عينيه بتعبٍ، ثم هتف بتهكم :
_ألا زلتِ معترضة على ابتعادي !، ما هو الحل إذاً !
_تقدم لها !
قالتها غالية بحزمٍ، فانتفض إياد في جلسته مصعوقاً، ثم هتف بعدم تصديق :
_ماذا تقولين ؟؟؟؟؟؟؟؟

أجابت غالية بنفس الحزم :
_تقدم لشقيقها وأخطبها، هي لم تعد صغيرة ومر فترة لا بأس بها على ذاك اليوم الذي قابلت به...قابلت به مالك، تقدم لها وأسعى لضم قلبها!

اتسعت عيناه إياد أكثر حتى كادا أن يخرجا من محجريهما، وتعالى نبض قلبه فرحاً بما قالته غالية، بينما تحشرجت أنفاسه وهو يهتف بتحشرج مصدوم :
_لا أعتقد أن هذا مجدٍ غالية، كبريائي يمنعني !
_عذرا إياد لما سأقوله الآن، تباً لك ولكبريائك اللعين، إلى متى ستظل تتألم هكذا؟؟؟، خذ خطوة جدية نحوها….
صرخت بها غالية حانقة، فزم إياد شفتيه ثم قال بإمتعاض :
_ما هذا الأسلوب الوقح يا بنت، أنا أخوكِ الأكبر…
_وأخي الأكبر سيقتله كبريائه اللعين يا عزيزي...سلام…
قالتها بسخرية أغاظته، ثم لم يلبث أن أبعد الهاتف عن أذنه وهو يغمغم بغيظ :
_وقاحة وقلة أدب !

ثم لم يلبث أن عقد حاجبيه بشدة…
لماذا لا يقبل باقتراح غالية ؟؟
هل اتخاذ خطوة جدية نحوها هو الحل ؟؟
لِمَ لا !
======
أنتهى الفصل التاسع والعشرون
بعتذر عن الفصل القادم لمدة أسبوعين قادمين لظروف الامتحانات كما أوضحت بالمشاركة قبل السابقة..
اتمنى تعذروني...




شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.