آخر 10 مشاركات
256 - دائرة الخطر - هيلين بيانشين ... ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          1107-معركة التملك-شارلوت لامب د.ن (ج2 من السداسيه كاملة)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          عاطفة مجنونة (27) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          178 - قيد الوفاء - سارة كريفن - روايات عبير القديمة(كامله)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-02-21, 05:02 PM   #401

احمد حميد

نجم تغطيه مسلسل سيلا 2


? العضوٌ??? » 84369
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,685
?  نُقآطِيْ » احمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond repute
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . اجمل مشهد اياد ومروج كتببببببببببببببببببببر يارب على طول بكون اكثر من مشهد

احمد حميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-21, 07:01 PM   #402

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monaeed مشاهدة المشاركة
منك لله ياصبا هاتشلى مروان
مروج ياعينى هاتجلط مستر ايدو بسبب ميوعتها

جود وعذاب الضمير
تمارا ماذا سيحدث هل ستعرف ان خطيبها المبجل سافل
أولادي دول قرة عيني😂


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-21, 07:02 PM   #403

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
مروج واياد كالاطفال 😂😂😂
مشاكساتهم لا تنتهى😂
اياد سوف يصاب بالجنون بسببها
اما صبا ف دفعت ثمن غباؤها ....لقد اخطات عندما
خرجت من منزلها دون علم مروان ...
هو لن يسامحها بعد ما حدث
تسلم ايدك 💖😘😘😘
الله يلسمك يا جميلة💙💙


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-21, 07:03 PM   #404

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
مشهد اياد ومروج فى العربيه يفطس من الضحك ههههههههه
منك لله ياهانى ربنا ينتقم منك زعلانه على غاده اوى وربنا يستر على صبا ومروان ما يتهور

جود يتحصد نتيجة تهورها فى الماضى بس هى دلوقتى ندمت وامجد لازم يعرف الحقيقه

تمارا اتمنى تعرف بحقيقة خطيبها الحقير

الفصل روعه تسلم ايدك
حبيبتي وجودك ومتابعتك معايا الأروع💙💙


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-21, 07:04 PM   #405

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد حميد مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . اجمل مشهد اياد ومروج كتببببببببببببببببببببر يارب على طول بكون اكثر من مشهد
حبيبتي تسلمي💙💙💙💙💙


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-21, 07:29 PM   #406

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

دقائق والفصل هينزل يا قمرات

شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-21, 07:31 PM   #407

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن والعشرون
======
الخوف وحش مخيف..
الخوف كالسرطان خبيث...يتشعب ببطء مميت..
وحين يشتد القلق يزداد سيطرة على قلبٍ ضعيف..مهزوم..
وهي...ذاقت كل أنواع الخوف…
أكثرهم..ما عايشته منذ دقائق..
إنقلبت السيارة بهما معاً…
صرخة زوجها باسمها كانت كالناقوس…

تلاها صرخة ألم عنيفة نقلتها شفتاه...فازداد الطنين بأذنيها واسبلت جفنيها بألم شديد وهي تهمس بضعف :
_كنت أريد أن أخبرك أنني أحبك...ليتني أبكرت قليلاً..

والرد كان لا شيء..
واللاشيء وحدها كانت قاتلة...
وقبل الاستسلام، التقطت أذناها صراخ أحدهم وهو يحاول فتح باب السيارة :
_الرجل ينزف بغزارة، حالته صعبة جدا....
الآن مرحباً بالاستسلام..
مرحباً بالهروب أن كان الواقع مرعب..
ألم قلبها تفوق على ألم جسدها..
ألم روحها التي تركتها وركضت نحوه…
ركضت تريد حبيبها..
تريد ملكها..
لكن...الملك استسلم لدوامة الموت..
أو ربما هكذا تظن..
فجسده الساكن والدماء التي أغرقت وجهه ما هي إلا دليل إدانة..
لقد استسلم الحبيب..
استسلم هو وأدعت هي الإستسلام..
أغمضت عينيها بألم شديد…
وتراخى جسدها وهي تهمس بضعفٍ شاعرة بوخز عنيف بكل جسدها…
شاعرة بأنفاسها تختنق..
وروحها تغرق في بحار دمائه :
_لا تتركني يا سليم، ليس لي سواك !

لكن...هباءًا
هي من رفضته قبلاً…
تتلوى على نار حارقة الآن…
يصرخ قلبها خوفاً وهلعاً وهي ترى..
تسمع..وتشعر..
تشعر باقتراب النهاية..
تشعر..وتخشى التصديق..
الأصوات تداخلت..
لكن صراخه قبل الإستسلام للإغماء تردد بأذنيها..
فتغمض عينيها أكثر وهي تبكي بقوة..
تشعر بقبضتان تحملان ثقل جسدها إلى الخارج..
على الأغلب رجال الأسعاف..
لكنها لم تهتم...بل تعلقت عيناها بجسده..
جسده الذي حمله أثنان من رجال الأسعاف إلى سيارة أخرى…
بسرعة كبيرة وإحداهما يصرخ بالأخر :
_أنه يلفظ أنفاسه..بسرعة..

وأختفى جسده من أمامها…
ملابسه الملطخة بالدماء..
وجهه الحبيب...دنسته دماء خبيثة، مخيفة
صراخ الرجل يتكرر، فتزداد الدنيا سوادا من حولها..
الآن هي..
لا تشعر..لا تسمع..لا ترى..
تجمد جسدها وأغمضت عينيها بقوة غريبة..
بينما المرافق لها في السيارة يضع على أنفها قناع الأكسجين في محاولة بائسة لإستقرار أنفاسها..
لا يشعرون بالدوامة التي ابتلعتها..
تدور..وتدور..وتدور..
فتشهق من حينٍ إلى آخر بخوف..
ترى صورته وهو يميل نحو أذنيها هاتفاً بعبث :
_لن نذهب إلى "الفندق"الآن، سآخذك إلى مجمع تجاري ضخم، نشتري منه ما تريديه وأشتري أنا ملابس ليّ، وبعدها سنتناول المثلجات أيضاً..

تبتسم بحبٍ يلمع بعينيها، وتتعلق بعنقه وهي تهمس بدلال مستحدث، تقبل وجنته، وتعبث بخصلات شعره :
_حسناً سيد سليم، هيا بنا..

ثم همّت بالإبتعاد، لكنه أحكم ذراعيه حول خصرها، ثم مال بوجهه نحو وجهها بسرعة ليختطف شفتيها في قبلة خاطفة للأنفاس..
اصابعه تداعب خصرها، وشفتاه تدلل شفتيها الشهيتين..
كانت تشعر بالفرحة تكاد تدفع قلبها الذي أرتفع وجيب دقاته ليرقص بسعادة....
أدركت أنها تحب هذا رجل..
أدركت أنها وقعت به…
فتعلقت بعنقه أكثر، بينما هو فكاد أن يفقد عقله وأنفاسه معها وهو يرى بريق عينيها، وتباسطها معه..
فتحرك بها نحو الفراش..
فتمنعه هي بدلال، ومن ثم همست بخجل بعد أن حرر شفتيها :
_لا، ليس الآن، سنخرج أولاً..

لمحت الرفض بعينيه، وتشنج جسده الملاصق لجسدها، وعيناه وحدهما كانتا عالم آخر...عالم كادت بالتسليم له سعيدة..مكتفيه بحبه، لكنها تمسكت برغبتها، وهتفت بدلال سرق قلبه :
_أرجوك، أرجوك يا سليم..

زفر سليم بسخط، ثم أشاح برأسه في محاولة بائسة للتحكم في أنفاسه، فعضت على شفتيها بخجل صادق…
ثانية، ثم الأخرى وبعدها أومأ برأسه بموافقة..
فقفزت تصفق بكفيها وهي تركض نحو الحقيبة لتبدل ملابسها…
وفعل هو المثل..
وبعدها بدقائق كانا يجلسان في سيارة سليم الذي كان يمازحها من حينٍ إلى آخر، فتبتسم هي بسعادة وترد مزاحة بمزاح آخر..
وقتها كانت تشعر بأن سماء عالمها المعتمة، تبدد ظلامها وأصبحت وردية..
ابتسم قلبها المجروح، وتوقف نزيف روحها..
بينما انفرجت شفتاها لتهتف بسعادة :
_لا أريد العودة إلى البلدة، لنبقى هنا يا سليم..

نظر لها سليم بسرعة وعلى شفتيه ابتسامة سعيدة، ثم عاد بأنظاره إلى الطريق مرة أخرى وهو يهتف بهدوء :
_سنستقر في إحدى المدن حين أعرف مكان أخوتي يا مليكة، لكن في هذه الأيام يجب أن نعود إلى البلدة، عمتي وحدها وسالم صمته وسكوته مرعب…لا أريد أن أمنحه الحرية بغيابي..

زفرت مليكة بإحباط، ثم أومأت برأسها، وهتفت بتفهم بالرغم من إحباطها :
_حسناً، سنتتظر حت….

بُتِرت جملتها حين تعالى رنين هاتف سليم، فأخرجه الأخير من جيب سترته، ثم نظر إلى أسم المتصل، وما أن وقعت عيناه على الأسم حتى اتسعت عيناه وتعالى نبض قلبه المرهق، تسارعت أصابعه لتجيب الأتصال….
أجاب سليم بسرعة ولهفة غريبة :
_هل علمت عنهم شيء ؟؟؟
أجاب الطرف الآخر بهدوء :
_أجل، وجدتهم عن طريق شقيقك رائف، وقعت أوراقه تحت يداي حين تقدم إلى نادي كبير بالبلد…

اتسعت عينا سليم أكثر وتسارعت أنفاسه بشكلٍ واضح، حتى أن مليكة شعرت بالقلق من حالته الغريبة، أما سليم فقد غامت عيناه بدموع الفرحة، وتراقص نبض قلبه الهادر على الحان الفرحة والأشتياق…

هتف سليم بسرعة وهو يقبض على المقود بقوة غافلاً عن الطريق من فرط السعادة :
_ما هو عنوانهم...أخبرني بسرعة…

أجاب الطرف الآخر بابتسامة :
_تفضل يا سليم، العنوان هو(......)بمدينة(....)

ازدرد سليم ريقه بصعوبة، لا يصدق أنه عرف مكانهم بعد سنين طوال قضاها بحثاً عنهم، ما يشعر به الآن لا يعبر عنه سرد..
ولا تمنحه أي فلسفة لغوية ما يشعر به..
سعيد...ربما..
الأشتياق يقتله...ربما..
سعيد بمعرفة مكان نصفه الآخر ربما..
سيراهم...ويأخذهم بين أحضانه..
رائف الصغير صاحب الذراع المشوة وذكرى ألمه وعذابه لا تفارقه..
لجين الهادئة، أكثرهم قرباً له منذ صغرهم..
مروج الصغيرة...أصغرهم وأجملهم..
توأم روحه...سيراه ويأخذه بين أحضانه، أشتاق لعناقه..
لعاطفته الحنونه، وهدوءه المريح..
اشتاق لسماع صوته، لضحكته..
لكن…
ليس كل ما يتمناه المرء يدركه…
تدخل القدر رادعاً فرحة القلب، واشتياق الروح التي تهفو لرؤية أحبائها..
تدخل القدر حين شرد سليم عن الطريق، فاصطدمت سيارته بشيء صلب، فشهق مجفلاً مدركاً بأنه يقود السيارة..
أما مليكة فقد صرخت بعنفٍ وهي تخفي وجهها :
_أحذر يا سلييييم..

لكن سليم فقد السيطرة على السيارة..
فتعالى صوت احتكاك عنيف يوازي عنف ما يشعر به الآن...لا ليس بعد الوصول إلى مبتغاه…
سيموت بعد دقائق من معرفة مكانهم..
فلينتظر قدره قليلاً...سيأخذهم بين أحضانه لدقيقة..
ثم يعود إلى قدره..
صور كثيرة تراقصت أمام عينيه..
صور أمجد...لجين...رائف...مروج..
لكن هباءًا، فقد أنقلبت السيارة بهما وانطلقت صرخة عنيفة من سليم :
_مليييييييييييييكة….

وبعدها تراخى جسده، واسبل جفنيه مرغماً..
يقترب...يقترب من النهاية...وكم مرعب هذا!!!

وها هما..
مليكة يركضون بسريرها في رواق المشفى وأصوات غريبة تخدش أذنيها..
تفتح عينيها الواهنتين لتنظر إلى سقف المشفى الأبيض بعدم تصديق، ثم تغمضهما شاعرة بدوار عنيف يداهما..

أما الآخر...سليم فقد كانت حالته أصعب وأصعب..
حتى أن الأطباء توقعوا موته..
أسرعوا بدفع سريره نحو غرفة العمليات..
بجواره طبيب يفحص نبض قلبه..
وأمامه مجموعة يركضون نحو الغرفة…
دقائق من الفوضى عمت على المشفى..
اختفى سليم داخل غرفة العمليات..
أما هي فقد كانت حالتها ليست بالصعبة…
فدخلت إلى غرفة أخرى وآخر صورة له تداعب جفنيها..
صورته..وهو يبتسم له بحب…
فتزداد دموعها ويزداد ألمها..
أهذه هي النهاية ؟؟
هل سيتركها قبل أن تعترف له بأنها تحبه..
قبل أن تعتذر له عما فعلته؟
ستموت أن فعلها..
الاستسلام الآن هو المناص الوحيد...من قسوة واقعها، وألم قلبها الصارخ..
الاستسلام هو السبيل الوحيد للهروب..

بعد ساعة

جلست أمام غرفة العمليات بجسد مرهق، وعينين حمراوين..
وجهها شاحب حتى كاد أن يحاكي وجوه الموتى..
ذراعها ملفوف بجبيرة بعد أن اثبت الطبيب بأنه كُسِر كسراً مضاعفاً، أما كاحلها فقد تم لفه بضمادة عادية ورأسها تم ربطه بضمادة بيضاء بعد أن تم تقطيب جرحها…
وتحت عينها اليمنى كدمة زرقاء كبيرة زادت من مظهرها صعوبة..
مالت الممرضة نحوها وهتفت بشفقة :
_فلتأتي معي سيدتي، حالتك ليست بالجيدة..

لم تنظر مليكة لها ولم تكلف نفسها عناء التحدث..
أخبرتهم أنها تريد الجلوس هنا...في أنتظار زوجها لن تتحرك من أمام الغرفة ولن يقنعها أحد..
ستبقى حتى يخرج وتمطره صراخاً وتقبيلاً بفرح..
سيخرج سالماً…
كانت تشعر وقتها بأن نبضها يحتضر…
وعيناها تلح عليها بشدة لينفجر نهر الدموع..
يكسر حاجز المنع بقوة وتتحرر دموعها متخذة وجنتيها مجرى لسير الدموع..
مرت ساعة أخرى وبعدها ساعة فانقبض قلبها بنبضاته الثكلى، وتكدست الدموع بعينيها خشية من خبر لن تتحمله..
ثلاث ساعات وهي تجلس أمام غرفة العمليات، جسدها يئن وعيناها غائمتان بدموع تحتجزهما بقوة وإرادة..
قدميها متخشبتان بطريقةٍ مؤلمة..
الإنتظار يمنحها متسعاً للتفكير..
يمنحها متسعاً لتوقع أسوء النهايات…
الإنتظار وحش شرس نهش صدرها وقلبها بأظافره فارتعش جسدها رعباً وخوفاً..
دقيقة ثم الثانية..
وفُتِح باب الغرفة، خرج الطبيب بوجهٍ شاحب، وعينين مرهقتين..
فوقع قلبها بين قدميها اللتين تخلتا عنها فتشبثتا بالأرض أكثر، لا تمنحها القدرة على الوقوف..
هل أقتربت النهاية ؟؟؟

ازدردت ريقها بصعوبة وهي ترى الطبيب يقترب منها بوجهٍ شاحب، فابتهلت بسرها واغمضت عينيها بقوة…
تعالى صوت الطبيب فتعالى نبض قلبها الصارخ :
_للأسف، حالة المريض خطيرة جدا...دخل بغيبوبة وسيتم وضعه في غرفة العناية المشددة…

امتقع وجهها بوضوح فكاد أن يماثل لون الثلج، وارتجفت شفتاها المكدوتان لتهتف بارتعاش واضح :
_لا أفهم، أي غيبوبة هذه ؟؟، ماذا حدث له ؟؟؟
يتبع……….



شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-21, 07:33 PM   #408

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

زم الطبيب شفتيه بشفقة، ثم اخفض رأسه نحوها ليهتف موضحاً بسلاسة :
_المريض تعرض إلى إصابات خطيرة، وأقواهم إصابة رأسه، كما أنه وللأسف اصطدم صدره بمقود السيارة وقوة الاصطدام غير مبشرة بالمرة، وهناك جروح متفرقة بجسده، وما زاد خطورة حالته أنه أُصيب بنوبة قلبية من قبل، ادع له..

ثم تركها ورحل، تركها بعينين متسعتين تنظران إلى الأمام دون حراك…
تركها جسد بلا روح، جسد يئن ألماً كل ثانية…
تباطأت ضربات قلبها، وتخطت دموعها الحاجز، فانهمرت على وجهها بغزارة وارتعش جسدها بأكمله !
غيبوبة!
واصابات خطيرة !
هل قال أن حالته خطيرة؟؟؟
هل اقتربت النهاية؟؟؟؟
هزت مليكة رأسها برفضٍ عنيف، هزتها بهستيرية وهي تخفي وجهها بكفها شاهقة شهقة بكاء عنيفة !
ألم حارق عصف بقلبها الذي كان كمن تلقى ضربة عنيفة أفقدته رشده...
فترنح بين ضلوعها ذبيحاً..
نازفاً..
شعرت مليكة بالبرودة تدب بأوردتها فجأة، فازداد أرتعاش جسدها أكثر واذدردت ريقها بصعوبة وهي تنظر حولها بشرود غريب…
أين سليم ؟؟
أين زوجها ؟
هل ما تعرضت له الآن ما هو إلا مزحة وسيخرج سليم من مكان ما..
يخبرها بابتسامة عابثة تسلب عقلها
"كنت أمزح معك "
لكن هذا لن يحدث..
لن يحدث ولن يخرج سليم مبتسماً..
سليم أمامها الآن..
يفصل بينهما جدار زجاجي خبيث..
يمنحها فرصة لرؤيته..
تقف خلفه متخشبة..
صوت انفاسها اللاهثة تكاد تكون شهقات..
وجسدها الهش يرتعش بطريقة مثيرة للشفقة، فدمعت عينا الممرضة الواقفة بجوارها كي تدعم جسدها، وهتفت بشفقة :
_أنتِ ترتعشين بشدة، فلتأتي معي سيدتي لترتاحي بغرفتك، هذا لا يصح الطبيب سيغضب…

والرد كان شهقة..
شهقة أجفلت الممرضة، شهقة انفلتت من بين شفتي مليكة وهي تتلمس سطح الزجاج البارد بأنامل كفها السليم، شهقة مستغيث..
شهقة جسد طُعِن قلبه بغتة فسقط أرضاً صارخاً..

شهقتها المتألمة عقبها همسها المرتعش بعدم تصديق :
_هل هذا زوجي ؟؟، هل هذا سليم ؟؟؟

تلمست الزجاج برهبة..
عيناها الحمراوان مثبتتان على جسده المسجى على الفراش..
قناع التنفس يكاد يبتلع جسده..
والكثير من الأسلاك تتصل بجسده، وجهه انطمست ملامحه تحت وطأة كدمات عنيفة..
ذاك الجهاز المربع الذي تتحرك خطوطه برتابة أرعبها…
ما أن وقعت عيناها عليه حتى شعرت بقبضة باردة تعتصر صدرها..
لماذا ؟؟
لماذا هو من سكن فراش مخيف..
سكن فراش خبيث يخبرها بأقتراب النهاية..
يصرخ بوجهها منتشياً..
أخذه هو وتركها هي..
تقف على قدميها..
ترى..
تسمع..
تشعر..
تدرك..
تبكي..
أما هو، فقد سقط في دوامة تقف في منتصف الوعي واللاوعي..
هو...يسمع لكن لا يرى..
هو ليس معها على أرض الواقع..
بل في عالم آخر...بعيد بعيد جداً..
عالم يبعد عن مرارة الواقع وقساوة الماضي بمسافة شاهقة..
عالم اختطفه من بين يديها بعتة ليخفيه وراء حاجز يفصل بينها وبينه..
اغمض مليكة عينيها بقوة وهي تقبض على ملابسها المتلطخة بالدماء..
تضرب صدرها برتابة وهي تهز رأسها..
لا...هذا ظلم..
فليفق، فليفتح عينيه ويخبرها أنها معه..
شعرت مليكة بالدنيا تزداد قتامة من حولها..
فتشبثت بذراع الممرضة وهمست بإعياء :
_أريد أن أذهب إلى الغرفة..

أومأت الممرضة بسرعة، وبدأت في تنفيذ أمرها..
تحركت بها بحذر، تحدثها بشفقة..
تحاول تطيب خاطرها..
لكن هي...بالرغم من إبتعادها..
إلا أن عيناها قد تعلقتا بزجاج الغرفة..
فقد غادر قلبها صدرها وركض نحوه..
تركها ليرعاه….
تركها ليبكي ألماً وقهراً !
=======
بخطوات رتيبة تحرك بها نحو الدرج المؤدي إلى غرفته، يسير بخطى ثابتة..
عيناه مثبتتان على نقطة ما..
وجسده تصلب بجمود يماثل جمود ملامحه..
خطوة تلو الأخرى ووصل إلى أول درجة…
فتعالى صوت رخيم من خلفه قطع خطواته وأشعل النار بقلبه بوحشية :
_إياد...لماذا تأخرت اليوم !
جز إياد على أسنانه بقوة، وقبض كفه بجواره وهو يرفع رأسه باختناق ينظر إلى السماء بيأس..
لا ينقصه الآن المزيد من المشاعر السلبية..
هو من الأساس يتجنب الأحتكاك بأي شخص له علاقة بهذا البيت..
يكتفي بدور الساكن الغريب، والمشاهد من بعيد….
سحب إياد نفس عميق عله يهدأ من النار المشتعلة بداخله، ثم لم يلبث أن أجاب بصوت صلب :
_مشغول !

رفع الأخر حاجبه مستاءًا، ثم هتف بسخرية وهو يلوح بذراعيه :
_مشغول بالتأكيد فحبيبة القلب معك بعملك، أخبروني أنها أضحت فاتنة، هل هذا صحيح ؟!

أغمض إياد عينيه بشدة، شاعرا بغيظه يكاد يقتله، لديه نزعة سادية لضريه وقتله الآن..
لكنه عوضاً عن هذا، التفت له مبتسماً بسماجة، ثم اقترب منه وهتف باستخفاف :
_لا دخلك لكَ يا منذر..فلتهتم بنفسك !

التوت شفتا منذر بابتسامة باردة، ثم عقد ذراعيه وهتف بسخرية شديد وهو ينظر إلى شيء ما خلف كتف إياد :
_حسناً سأهتم بنفسي، هيا أذهب إلى مدللتك، بتُ أخاف من لمسها فيزداد كرهك ليّ بسبب شقيقتاك..

عقد إياد حاجبيه بعدم فهمٍ، فتخطاه منذر متحركاً نحو بغيته بخطوات ثابته، يضع كفيه بجيبي سرواله..
عيناه حدتان تمتلكان نظره ثاقبة، خطوة ثم الثانية والواقفة عند باب البيت المفتوح تكاد تبكي خوفاً، أما إياد فقد التفت بسىرعة ليرى ما يشير إليه منذر، فوجد حنين تقف عند باب المنزل مطرقة الرأس ومنذر يقف أمامها بوجهٍ غامض..
هتف منذر بنبرة رخيمة وهو ينظر إلى ساعته نظرة ذات مغزى :
_تأخرتِ بالخارج حنين، أين كنتِ؟

ازدردت حنين ريقها بصعوبة، واحتقن وجهها وهي تجيب بنبرة مهتزة :
_آسفة منذر، كنت في أنتظار عمر أبن خالي ليأخذني معه بسيارته !

تحولت ملامح منذر الباردة إلى أخرى مشتعلة، واتقدت عيناه بنار مستعرة وهو يميل نحوها في حركة مباغتة، ثم هتف بفحيح مخيف :
_وهل أتيتِ معه بسيارته ؟

ازدردت حنين ريقها بصعوبة، واخفت فمها بكفها وهي توميء برأسها، فجز منذر على أسنانه بقوة حتى اصطكت، ثم انفرجت شفتاه يهمّ بتقريعها، لكن تدخل إياد العنيف ردع غضبه..

وقف إياد أمام منذر يخفي حنين وراء ظهره، ثم عقد إياد ساعديه أمام صدره وهتف بشراسة :
_وما دخلك أنتَ بها، مع من أتت أو لماذا تأخرت لا تهتم بها، أين كانت نزعتك الحمائية حين طُرِدت غالية من البيت في غيابي، كنت تشاهد من بعيد وتخشى التدخل !

زمجر منذر بغضب مشتعل، واحمر وجهه بشدة وهو يهدر بوجه إياد :
_قولت لك أنني حاولت أن أحميها من ظلم أبي لكن أنتَ لا تصدق، أخبرتك أنني وفرت لها مكان آمن وحاولت بشتى الطرق التأثير على أبي لكنني لم أقوَ...لكن أنتَ لا تصدق !، تريد أن تحملني ذنبك وتظهر أنتَ الأخ المتألم والحزين على شقيقته…

ازداد السعير بعيني إياد وأنفجر الغضب بداخله كبركان، فانفرجت شفتاه ليهدر بوجه منذر بنفس قوته :
_أنا لم أحملك ذنبي يا أبن عمي، أنا ألومك على صمتك حين تعرضت غالية للظلم من أبيك!، ألومك على خنوعك أمامه وشخصيتك الضعيفة و…

بتر منذر جملة إياد حين باغتة بسؤال غريب :
_أين كنت ؟

رفع إياد حاجبه بعدم فهم، وهتف بتوجس لا يخلو من غضب تراقص بمقلتيه :
_نعم !

ابتسم منذر بعصبيه وهو يحك ذقنه، ثم هتف موضحاً باستخفاف :
_أين كنت وقتها، كنت خارج البلد، في أسبانيا تمارس حياتك براحة، تتنزه هنا وهناك، لم تكن تعلم ما حدث هنا...لم ترَ ماذا فعلت أنا ولم تشاهد الحروب التي حدثت بهذا البيت، بأي حق تحملني سبب طرد غالية من البيت...بأي حق..


جز إياد على أسنانه بقوة، وكور قبضته أمام وجهه وكأنه على وشك لكمه، فاتسعت ابتسامة منذر، وفتح ذراعيه بطريقة مسرحية، قائلاً بهدوء :
_تعال، أنا أنتظر لكمتك منذ عدت، هيا يا صاحبي اضربني !
وكان أمره مجاباً، فقد هجم إياد على منذر في حركة خاطفة فاقدا زمام أموره، فأطاح بفك منذر بعنفٍ غريب…
تراجع وجه منذر إلى الخلف متأوهاً بصوت مكتوم..
وتسلل خيط رفيع من الدماء بجانب شفيته، مسحه منذر بعنف وهو يعتدل واقفاً..
ينظر إلى إياد الواقف أمامه يتنفس بعنفٍ…
فهتف الأول بنفس الهدوء :
_حسناً، لن أحاسبك على هذه اللكمة…

زجره إياد بقوة وهو يزمجر بغضبٍ أهوج، ثم لم يلبث أن تحرك راكضاً نحو الدرج…
التهم الدرجات بسرعة شاعرا بغضبه يتفاقم بداخله أكثر…
وإياد صابر من يعرفه بطبيعته التي تميل إلى السلام والهدوء وتجنب العنف، يعرف أيضاً أنه حين يغضب لا يرى أمامه..
أختفى إياد من أمام عيني منذر اللتين تخلتا عن برودهما لتلتمعان بأسفٍ شديد على صديقٍ بات يكرهه..
إياد صابر يكرهه وكم مؤسف هذا !
اغمض منذر عينيه بشدة في محاولة بائسة للملمة شتات نفسه، بينما الواقفة بالقرب منه ترتعش وتبكي بصمتٍ تنظر إليه بتردد..
هل ترحل من أمامه أم أن وصلة التقريع ستبدأ الآن ؟

وكأن منذر قد شعر بحيرتها، فقد التفت لها فجأة، ثم اقترب منها وهتف بشراسة بثت الرعب بأوردتها :
_أقسم بالله يا حنين، أن تأخرتِ مرة أخرى سيكون رد فعلي سيء، لا تعتقدي أن شقيقك سيمنعني عنكِ، ثم تعالي هنا !

قال جملته الأخيرة بغيظ، ثم أقترب منها ناهباً المسافة الفاصلة بينهما، ليهتف أمام عينيها المهتزيتن :
_كيف تسمحين لنفسك بأن تستقلي سيارة مع رجل وحدك !
_أنه ابن خالي يا منذر !
هتفت بها حنين بتوجس، فأجابها منذر بصرامة :
_حتى لو كنت أنا نفسي، لا تستقلي سيارة أي رجل سوى إياد أو السائق الخاص الذي سوف يرافقك بدءً من الغد !

ثم تركها ورحل من أمامها بخطوات ثابتة، فتنفست حنين الصعداء وتحركت نحو الدرج وهي تغمغم بسخط :
_حنين لا تخرجي وحدك، حنين لا تحدثي هذا، حنين لا ترتدي ملابس قصيرة، حنين لا تتأخري، ألا يوجد غير حنين بهذا البيت، حسبي الله !

لم تكن تشعر المغفلة بأن منذر قد عاد مرة أخرى فالتقطت أذناه ما غمغمت به، فصاح خلفها بخشونة :
_سمعتك !

صرخت حنين برعبٍ مجفلة، ثم أمسكت بقلبها وهي تتشبث بحاجز الدرج لتدعم نفسها، ثم لم تلبث أن هتفت بغيظ :
_أفزعتني !

لم يمنحها منذر أي رد، بل تخطاها وتسلق درجات السلم برشاقة وهو يقول بصوته الرخيم :
_سلامتك !

لوت حنين شفتيها بتهكم، ثم هزت رأسها بقلة صبر..
بالرغم من حزنها بما آل إليه حالهم..
وبالرغم من الإحباط الذي يسيطر عليها كلما رأت شجار منذر وإياد بعد أن كنا روح واحدة وجسد واحد، صديقان فرقهما موقف ليس بالسهل..
إلا أنها تشعر بقليلٍ من الفرحة لوجود إياد بالفيلا..
فوجود إياد بجوارها يمنحها كثير من الأمان…
أما ذاك المتعجرف الذي يدعى منذر تريد ضربه وبشدة…
زفرت حنين بتعبٍ، ثم أقتربت من باب غرفة إياد بتردد، ترتفع قبضتها بتردد وتنخفض بحيرة..
هل تدخل له لتخفف عنه أم تعود إلى غرفتها كي تمنحه القليل من المساحة الخاصة بغضبه !
والاختيار كان الثاني..
ستذهب إلى غرفتها لتتمتع بقليلٍ من الراحة.


في الداخل..
كان إياد يتحدث في الهاتف بالأسبانية بجسد متشنج وعينين لم تفقدا شراستهما والنار المشتعلة بهما :
_قلت لكم سأعود إلى مدريد خلال أسبوعين…
أجاب الطرف الآخر بهدوء يناقض تقلبات إياد :
_حسنا سيد إياد سنكون في إنتظارك…

ثم ودعه بتهذيب، فأجابه إياد بكلمات غير مفهومة، وأغلق الهاتف ليلقيه على الفراش بعدم أهتمام…

يدور بالغرفة كأسد حبيس..
منذ عاد إلى الوطن وهو يشعر بالأختناق يداهمه..
عن الراحة..ربما…
منذ وطأت قدميه أرض المطار وداهمته رائحة الوطن المعتقة المحملة بالكثير من الذكريات وهو يشعر بالتردد من قراره بأن يعود إلى الوطن..
عاد ليرى شقيقته منبوذة من العيلة..
يتحدث عنها هذا، ويتهكم عليها ذاك، فيزداد اختناقه ويتلوى قلبه ألماً على شقيقته..
أما الأخرى فقد بدت له حزينة، فاقدة روحها ربما حزناً على غالية..
وربما حزناً على حالهم..
أما منذر..
ابن العم، وصديق الأمس..
كلما وقعت عيناه عليه يشعر بنيرانه تستعر وبعقله يضرب إنذار الخطر مسرعاً..
يفقد أعصابه وتنفلت منه زمام أموره..
وهذا ليس بالجيد..
ربما يتوجب عليه الإبتعاد مرة أخرى..
وعند هذا الخاطر ظهرت صورة مروج أمام عينيه، صورتها وهي تشهق مجفلة، وهي تلملم شفتيها كي لا تبتسم..
فتبدد غضبه والتوت شفتاه بابتسامة حقيقة..
ومن ثم القى بجسده على السرير هاتفا :
_فلتبعدي صورك عني يا مروج الآن...ابتعدي!..

لكن هباءا فهي بطلة أحلامه التي ستؤدي به إلى التهلكة..
فقط لو تبتعد قليلاً، سيأخذ قراره الأخير ويبتعد..
لكن قربها مُهلك، وبعدها قاتل !
أن كان في قريبها يتلوى على نار حارقة، فماذا سيفعل أن أبتعد !
======
يتبع…..




شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-21, 07:35 PM   #409

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الوقوف بين نارين مخيف !
وهو يقف بين الوعي واللاوعي محتاراً..
هل ضل الطريق وتغيرت الدنيا من حوله أم أن ما يراه ما هو إلا خيال أخترعه ليجد عالم آخر اقل قسوة يضمه، يحتويه، بعد أن لفظته الحياة بغتة، وعاجله القدر بضربه قوية قصمت ظهره إلى نصفين..
هو هنا..
حيث العالم البعيد والإدراك القريب..
يسمع صوتها حوله..
بكاءها يصله واضحاً، يخترق غيمة ضخمة تحيط به بهذا العالم الغريب..
فيصله صوت بكاءها الحاد وكأنه سكين يطعن قلبه من حين إلى آخر..
أرهف سمعه بحاجبين منعقدين، فسمعها تهمس بجوار أذنيه :
_فلتستيقظ، لِمَ أنتَ نائماً، لم أكن أعرف بأنك جبان !
عقد هو حاجبيه بعالمه الخاص، يلتفت حوله بعدم فهم، هل تحدثه هو ؟
ومن هذه؟؟
أهذه زوجته ؟؟؟
التفت خلفه ليجد شقيقه يبتسم له ابتسامته الصافية، فهتف سليم بتوجس :
_هل تزوجت يا أمجد؟؟

لم يرد الآخر، بل اتسعت ابتسامته وهو يشير له باصبعه، فاقترب سليم منه بذهنٍ مشتت أذناه متعلقتان بهمسها، وعيناه تائهتان..
جلس بجوار توأمه بوجهٍ شاحب، فمال أمجد نحوه ثم كور قبضته في دعوة صريحة لتقابل القبضتين في حركة اشتهرا بها، فلبى سليم النداء وتقابلت قبضته بقضبة أمجد الذي أخذ يربت على قلب سليم دون أن ينبس بحرف، فازداد إنعقاد حاجبا سليم بحيرة…
أما في أرض الواقع، فقد كانت مليكة جالسة بجواره تبكي بصوت خفيض، تهمس له بصوت مرتعش عله يسمعها :
_كنت أريد أن أعترف لكَ بشيء، أنا أحبك، أحبك يا سليم..فلتفق وسأغنيها لكَ، لكن لا تبقى ساكناً هكذا..استيقظ لتذهب إلى اخوتك، ألم تكن تبحث عنهم..سأساعدك في البحث، هيا قُم يا سليم !

والرد كان صوت الأجهزة الذي كانت بمقام لكمات تلكم قلبها الملكوم، فيزداد ألمه ويرتفع صراخه أكثر !
عيناها الذابلتان مثبتتان على جسده الساكن بشكلٍ مخيف…
جسده الساكن وكأنه يخبرها بأنها باتت وحدها..
ووجهه الذي فقد ملامحه إثر الكدمات، وابتلع القناع نصفه !
كم مرّ عليه هنا ؟!
لا تعرف، لا تعرف أي شيء سوى أنها هنا وحدها..
تراه أمامها بهذا الضعف وهذه الحالة الصعبة..
فيحتضر قلبها، وتنهمر دموعها بغزارة في مجرى بات معمرا بالدموع !
اصابعها المرتعشة تقبض على كفه بقوة وكأنه تخشى الفراق !
الآن أدركت معنى الفراق..
أن كان الشعور بقربه مميت هكذا، فماذا عن معايشته !
دمار شامل!
أم نار حارقة ستحرق كل خلية بها !
أغمضت مليكة عينيها بشدة وهي تقبض على كفه دون شعور منها، ثم تابعت أعترافها بنبرة مرتعشة :
_أنا آسفة، آسفة على ما فعلته وما قولته لكَ من قبل، أخبرتني أننا سنفتح صفحة جديدة، فلماذا بدأتها بالدم يا سليم، لماذا بدأتها بالفقد ؟، لماذا منحتني الأمان ثم سلبته مني بغتة ؟؟؟

والرد كان الصمت القاتل، فازدادت كثافة دموعها وارتعاش جسدها الواهن..

أما هو في عالمه البعيد، المنفصل..
وجد نفسه وحيداً فجأة..
أختفى توأمه، وابتعدت الغيمة، ليصبح العالم من حوله صافياً، السماء من فوقه صافية..
والنهر الذي يتراقص صافياً..
يسمع همسها؛ فيتضاعف الألم بداخله ويزداد شعوره بالخواء !
ربما البقاء بهذا العالم راحة !
مناص من واقع مرير !
وربما التحليق في سماء التخلي هو الاختيار الأنسب والأقرب !

اعتدلت مليكة بجلستها بصعوبة، ثم جلست على ركبتيها أرضاً، تنظر إلى وجهه دون غيره..
تراقب، ترى..
تجلد ذاتها دون سبب !
لماذا لم تخبره بحقيقة مشاعرها لماذا؟؟
تنهدت مليكة تنهيدة مثقلة، ثم اسندت جبينها إلى كفيهما المتعانقين !
هي تتمرغ بقسوة الواقع..
وهو يركض بلا هدف معين في فراغ يحيط به..
يركض..ثم يقف !
يعاود الركض، فيتعثر !
يلهث متعباً، فيزداد الألم اضعافاً..
يعاود الوقوف فيباغته شيء خفي ليسقط ارضاً…
دوامة مُميتة تدور به..
أين أمجد ؟
ألم يكن بجواره الآن؟
لماذا تخلى عنه مجدداً!
وتلك التي كانت تبكي منذ قليل إلى أين ستذهب وتتركه وحده !
أنه يخشى الظلام والوحدة !
هز سليم رأسه في عالمه مرددا بنبرة مهتزة :
_لا تتركوني وحدي، أنا أخاف الفراق !

لكن مليكة لم تكن لتسمع ما يقوله..
هي على أرض الواقع تحارب خوفها بضعف، وهو بعالمه يحارب خوفه بخوف أكبر!
طرفا المعادلة متساويان في الضعف !
ورمانة الميزان هو من يتشبث بالنصر أكثر هو...أم هي !!!

خرجت مليكة من الغرفة تعرج على قدمها، تمسح وجهها بكفها السليم..
بينما عيناها تتفحصان السكون من حولها !
أنها هنا وحدها منذ ليلة أمس !
ليس لديها أي وسيلة للتواصل مع أحد!
لا مروان..
ولا أمه..
ولا حتى أمها..
حتى سالم..
هاتفه تحطم تماماً، وهاتفها هي مفقود!
ماذا ستفعل الآن ؟
ماذا ستفعل وحدها في مكانٍ لا تعرف به أحد ؟!
تحركت نحو غرفتها بقدم تئن وجعاً..
والألم برأسها يحتدم، فهمست بألم :
_الرحمة يا الله !
دلفت إلى غرفتها بالمشفى وأغلقت الباب بضعف، اتجهت نحو فراشها لتجلس على طرفه..
تفرك أصابعها بتوتر شديد !
وماذا بعد؟؟
لا شيء..
لا هناك بعد..
بل هناك..
ماذا ستفعل ؟
أنها تحتاج إلى ملابس وسليم ايضاً!

وقعت عيناها على هاتف موجود بالغرفة، فاسرعت نحوه دون تردد، ضربت الأرقام بسرعة، ثم انتظرت الرد بتوتر شديد، إلى أن أجاب المتصل، فاسرعت مليكة تقول بثبات تحسد عليه :
_أمي كيف حالك، أريد رقم خالتي رقية زوجة خالي يا أمي !

عقدت داليا حاجبيها بتوجس، ثم أجابت بحيرة :
_ألم يكن معك يا مليكة؟، كما أنكِ أنتِ وسليم تجلسان عندها !

لعقت مليكة شفتيها الجافتين، وأجابت بنفس الثبات :
_ضاع هاتفي يا أمي، وسليم ليس هنا أخذني في نزهة إلى إحدى الأماكن وبعدها حجز لنا غرفة في فندق ما، خرج منذ الصباح ليبتاع لي واحدا آخراً، لكنه سيتأخر وأنا أريد رقم خالتي رقية لأتصل بها بهاتف الفندق ضروري !

لم تقتنع داليا برواية أبنتها، لكنها أجبرت نفسها على التصديق وجهزت لها ما تريده…
شاعرة بقلق غريب وانقباض غير مُبشر بقلبها !
بالرغم من ثبات نبرتها، إلا أنها كأم استشعرت الرجفة بصوتها..
فاندفعت تقول بعد أن اعطاتها الرقم :
_هل أنتِ متأكدة بأنكم بخير يا مليكة !
_نعم يا أمي بألف خير، لا تقلقي علينا!

قالتها مليكة بابتسامة فاترة حاولت صبغ نبرتها بها، ثم لم تلبث أغلقت الخط معها وطلبت ىقم رقية..
دقيقة، ثم الثانية، وأتاها صوت أم إبراهيم تجيب :
_من ؟
ابتلعت مليكة ريقها بصعوبة، ثم سحبت نفساً عميقاً وهتفت بهدوء شديد :
_أسمعيني جيدا يا أم إبراهيم، أنا مليكة ابنة عمة مروان وزوجة سليم، لقد تعرضنا إلى حادث ليلة أمس ونحن بمشفى(....)، أريد حقيبتنا بالمشفى، ملابسي ملطخة بالدماء، وسليم بالعناية أرجوكِ لا تتأخروا عليّ!

على الجانب الآخر كانت أم إبراهيم متسعة العينين بصدمة من كم المعلومات، ثم لم تلبث أن ضربت صدرها برعب :
_دماء وحادث...والسيد سليم بالعناية !

اقتربت رقية من الغرفة الأخرى مهرولة، وجهها شاحب بشدة حتى كاد أن يحاكي وجوه الموتى..
وقفت أمام أم إبراهيم، وهتفت بقلق :
_هل حدث شيء لصبا؟؟

لم تجيبها أم إبراهيم بل انصتت إلى مليكة كي تفهم منها ماذا ستفعل، ثم لم تلبث أن أغلقت الهاتف بعينين دامعين، فاسرعت رقية تسألها بنفاذ صبر :
_ماذا حدث يا امرأة !
_السيد سليم والسيدة مليكة تعرضا إلى حادث سيارة وحالة السيد سليم صعبة جدا..
قالتها أم إبراهيم بحزن صادق، بينما رقية فقد شحب وجهها أكثر، وهتفت بذهول :
_يا قلبي عليك يا سليم، هذا الولد حظه سيء...بل لا يمتلك حظ من الأساس، من سيبقى بجواره وبجوار مليكة الآن، مروان ومشكلته تعقدت بعد اختطاف صبا…

صمتت لبرهة تستوعب الخبر، تهز رأسها بذهول، لا تصدق أن الأبن الذي أتى إليها ليراها..
يتبدل حاله إلى الأسوء!
ماذا يحدث لهم ؟
………..
وضعت مليكة الحقيبة على السرير بصعوبة، ثم فتحتها بسىرعة، فاقتربت أم إبراهيم منها لتساعدها في فتح السحاب، وهي تبكي بحزن على حالتها…
فستانها الفيروزي الذي أغرقه الدماء ببشاعة، وجروح وجهها ورأسها وذراعها الكسور، كل هذا أثر بأم إبراهيم، فهتفت الأخيرة بحزن :
_هل حالة وإصابته السيد سليم أقل خطوره منكِ ؟؟

اغمضت مليكة عينيها بتعبٍ، ثم استندت بكفها إلى السرير وهي تهتف برعشة :
_لا، حالته اسوء مني بكثير...لماذا لم يأتِ مروان ؟
رمشت أم إبراهيم بعينيها الدامعتين، ثم هتفت بحزن :
_مروان يبحث عن صبا وجميلة، لقد خطفهما عم جميلة !

اتسعت عينا مليكة مبهوتة، ثم التفت إلى أم إبراهيم الواقفة بجوارها، وهتفت بصدمة :
_ماذا؟؟؟؟

انتحبت أم إبراهيم شاعرة بالذنب وبأنها السبب فيما حدث، لو كانت أكثر تعقلاً لم تكن لتُخطف جميلة!
تنهدت أم إبراهيم بحزن، ثم ربتت على ذراع مليكة وقالت :
_لا تقلقي مروان وجد جميلة، بقت صبا، لا تفكري بحاله كثيرا، يكفيكِ ما حدث لكما…

صمتت لبرهة تحاول التحكم في دموعها، ثم مالت نحو الحقيبة وأخرجت لها ملابس نظيفة، وهتفت بشفقة :
_سأساعدك على تبديل ملابسك، تعالي معي !
ثم أسندت مليكة المتخشبة مكانها..
شاخصة في الفراغ بعينين دامعتين، ووجه شاحب كالموتى..
أهذه يعني أنها ستبقى معه وحدها !
لا أخ ولا أب ولا أم يهتموا به!
هي وحدها المطالبة بمنحه كل المشاعر الصادقة !
الآن أدركت أن سليم وحيد !
أدركت أنه سقط سهواً من أخوته، وكان هو كبش الفداء !
ظلمهم والداه والنصيب الأكبر لسليم !
ابتلعت مليكة طعم صدأ بصعوبة..

بعد دقائق، خرجت مليكة من الحمام مرتدية ملابس نظيفة..
فستان واسع باللون الرمادي، وحجاب أسود لفته حول وجهها بإهمال…
تعرج على قدميها وهي تئن بألم، فاسندتها أم إبراهيم وهي تقول بشفقة :
_كيف ستهتمين به يا ابنتي وحدك، أنتِ بالكاد تقفين على قدميكِ، هل أبقى معكما ؟

أجابتها مليكة بصوت واهن وهي تعدل حامل ذراعها بحذر :
_لا سأبقى أنا معه، هناك موعد مخصوص للزيارة، سأتهم به لا تقلقي، أنه زوجي !

قالت جملتها الأخيرة بنبرة مرتعشة، فأشفقت أم إبراهيم عليها وتبادلت معها بعد الكلمات بمواساة..
ثم رحلت !
رحلت وتركتها وحدها..
تركتها بمفردها، تفكر..
تبكي، وتنتحب كلما رأت صورته أمامها !
جسده الساكن..
عيناه المغلقتان، وانفاسه الرتيبة !
الأسلاك الكثيرة التي ما أن تقع عينيها عليها حتى تشعر بقبضة باردة تعتصر قلبها !
يوما ما..
سألت أمها سؤلاً!
لماذا يبغض الأنسان أن يكون وحيدا !
بالوحدة هدوء، وثبات وراحة !
وكانت إجابة أمها
"في بعض المواقف في الحياة تحتاج إلى مشاعر صادقة، أخ يربت على ذراعك داعما، وأخت تخبرك أنها معك، أم وأب يخبرناك أنكِ العالم لهم، وصديق أن بكيتِ من الألم يبكي مثلك، الوحدة هدوء وثبات، هدوء يختفي فجأة حين يسقط المرء بغتة، وتصبح وحدته موحشة، يحتاج إلى عاطفة صادقة، لا صمت مريع يبثه الخوف !، غالباً من عايش الوحدة والفراق، حين يقع سيتألم وبشدة "
والآن فهمت، فهمت كلمات أمها وأدركتها!
الآن أدركت أن لا احد مما ذكرتهم أمها موجود !
لكن هي...بجواره ستبثه كل الحب والأمان..
عله يعود بأقصى سرعة !
======
ربما التسرع هو اسوء صفة يمتلكها المرء..
وهي تسرعها قتلها!
افقدها معنى السعادة والراحة !
تسرعت وقبلت الزواج من شاب وسيم، لديه الكثير والكثير من المال !
يخبرها أنه يحبها، وأنه لن يتخلى عنها..
لكن هي تخلت عن قلبها مقابل الإنتقام..
الدوران بدوامة النسيان !
خمد بريق مقلتاها، وانطفأت..
تتحرك معه بروح مرهقة، يعتقل خصرها بذراعه وهو يتحرك بها، بينما هي تنظر حولها بوجوم !
ثم هتفت بنبرة حاولت صبغها باللطف إلا أنها خرجت منها فاترة كابتسامتها :
_محمود، أرجوك يكفي هذا !

نظر لها بطرفِ عينيه وهو يجذبها ليدخلا إحدى المحلات، ثم هتف بعبث :
_لِمَ يا تمارا ؟، نريد أن نقيم حفل الزفاف بأقصى سرعة، قوتي تهدد بالانهيار !

قال جملته الأخيرة بعبثٍ وهو يغمز لها بعينيه، فزفرت تمارا بقلة صبر، ثم لم تلبث أن توقفت مكانها لتبعد ذراعه عن خصرها بشيء من العنف، فتوقف محمود يطالعها بتوجس تحول إلى دهشة حين هتفت تمارا بحدة :
_محمود، أخبرتك أنني لا أحب التطاول حتى لو كنت زوجي...أنه مجرد عقد قران !

لوى محمود شفتيه بملل، ثم أومأ برأسه بضيق وهو يشير بكفه كدعوة لتحرك، فابعدت تمارا شعرها وراء أذنها، ثم سارت بجواره بوجوم !
عقلها ينهرها معنفاً عما ارتكبته بنفسها..
يسألها !
هل تعرفينه ؟
هل تثقين به !
كل ما تعرفه أن قريب صديقتها المقربة، رأها مرتين في إحدى المناسبات التي تخص صديقتها..
ثم تفاجأت بعرض الزواج الذي أتى في الوقت الخطأ..
حين أكتشفت أنها مجرد جسر...عبره رائف ليصل إلى مبتاغاه..
في وقت كانت مشاعرها متذبذبة..
لا تعرف، هل ضعفت وأحبته فعلا..
أم لا!
ولتقتل الأمل الخائب، قبلت الزواج من هذا الذي يسير بجوارها..
أُقيم عقد القران بسرعة البرق!
وأصبحت زوجة.
تزوجت في لحظة خاطفة. فهرب قلبها راكضاً..
يقسم بأغلظ الإيمان بأنه أحب رائف ولا يريد سواه !
والآن ما يسكن صدرها فراغ !
تركها قلبها وتخلت عنها روحها منزاوية بركنٍ بعيد !
تنتظر النهاية بعينين مرتعبتين !
خرجت من شرودها حين هتف محمود بدهشة وهو يتحدث بهاتفه :
_حقاً، هذا اللاعب لديه موهبة لامعة، رأيته يلعب بمباراة الأمس بإتقان...أتذكر أن أسمه رائف الأمير !

وفجأة انتفض قلبها ثائراً، ملهوفاً ما أن نطق محمود باسمه..
حاولت التحكم في ضربات قلبها التي ملئت صدرها بالصخب بعد أن طال السكون !
نبضات قلبها الثكلى تحولت إلى أخرى صاخبة..
وانقشعت غيمة الحزن من عينيها لتبرق عينيها ببريقٍ غريب، ولحسن حظها أن محمود كان منشغلاً عنها وهو يتابع حديثه بحماس :
_ماذا قلت ؟؟؟، صديقك ؟، حسناً هذا يعني أنه سيكون في حفل عيد ميلادك اليوم !!!

وقع قلبها مغشياً عليه بين قدميها، بينما أجاب الطرف الآخر :
_لا، لن يآتي هو قليل الإحتاك بالبشر، منطوي على نفسه، تعرفت عليه من فترة وأصبحنا أصدقاء لكنه يرفض الأحتكاك بأحد كما أنه بالمعسكر لا يخرج !
_حسناً، أراك بالأمس !
قالها محمود بنبرة طبيبعة، ثم أغلق المكالمة والتفت إلى تمارا، فلاحظ تغير ملامحها…
ليرفع حاجبيه بتوجس، فاسرعت تمارا بالهتاف بصوت حاولت صبغه بالثبات :
_من رائف هذا وماذا به !

ارتفع حاجبه أكثر حتى كاد أن يصافح مقدمة رأسه، ثم اجابها :
_لاعب جديد بنادي (...)، نادي معروف بالبلد، جميع المشجعين يتحدثون عن براعته وموهبته...كنت أتمنى أن أراه بعيد الميلاد إلا أنه للأسف لن يآتي !

والزفرة التي خرجت من بين شفتيها، خرجت متعبة..
محملة بالكثير من الخوف والقلق من رؤيته !
تخشى الضعف وتهاب الاستسلام..
وما أدركته في هذه اللحظة أن علاقتها بمحمود غير جيدة بالمرة..
ومشاعرها تجاه رجل آخر..تضعها في المساحة الخاصة بالخيانة !
أنتِ خائنة يا تمارا والسبب الأكبر تسرعك !
فلتتحملي !!
======
يتبع…..



شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-21, 07:37 PM   #410

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

_لا تهتمي بكلامهم، أنا أثق بكِ !
قالها أمجد بهدوء وهو يربت على رأس مروج بحنو، فرفعت الأخيرة رأسها، ونظرت إليه بعينين دامعتين وقالت :
_لقد ساءت سمعتي بالحي يا أمجد، أنتَ لا ترى نظارتهم ليّ، وكأني مذنبة !
_لا تنسي أنكِ تشاجرتِ مع جارتنا بالمشفى بكل تهور يا مروج وهذا ما جعل موقفك صعب !
قالها أمجد بجدية شديدة، فاطرقت برأسها أرضا، ثم هتفت بحرج :
_هي من استفزتني أقسم بالله !
نظر أمجد إليها بعينين حانيتين، ثم قال بابتسامة صغيرة :
_حسناً يا حظي الأسود، أتمنى أن يهديكِ الله !

رفعت مروج رأسها بسرعة، ثم هتفت بعفوية غاضبة وهي تضرب صدغها بكفها :
_أنتَ وإياد لا تتوقفا عن قول هذه الجملة "حظي الأسود"، ماذا فعلت أنا لكما !

رفع أمجد حاجبه بغموض، فادركت مروج أنها تفوهت بالحماقات كما تفعل دائما، ثم لم تلبث أن صرخت ضاحكة حين جذبها أمجد من مؤخرة ملابسها، وقال بنبرة غامضة وهو يهزها :
_ولماذا قال أنكِ حظه الأسود؟، هل مدير العمل يمزح معكم بالعمل؟، ما هذا الإهمال ؟؟

عضت مروج على شفتيهة بقوة لتمنع ضحكتها، ثم هتفت بشقاوة وهي تحاول تخليص نفسها من قبضة أمجد :
_لا مستر إياد مدير صارم جداً، عصبي جداً، ويحاول إقناعي بأن الهدوء الحل الأنسب لكل مشكلة !

همهم أمجد بغموض، ثم هتف بسخرية مازحة وهو يهزها بلطف :
_وأقتنعتي يا أميرة ؟؟

هزت مروج رأسها برفض، ثم هتفت مازحة وهي تشير بإبهامها :
_لا لم أقتنع، هو يظن أن أقناعي سهل، إلا أنه لا يعلم بأنني حازمة جدا، عنيدة جدا..

أتت لجين من خلفها مبتسمة بدفء، وأضافت هي الأخرى بمزاح وهي تلكم ذراع مروج بخفة :
_ورقيقة جداً، جداً، تتألم بنعومة فيشتعل جنون المسكين !!

اشتعلت وجنتا مروج بخجلٍ وسعلت بقوة وهي تزجر لجين بقوة...فهي لم تستسطع الصمت يوم أوصلها إياد، فركضت نحو شقيقتها لتقص لها ما حدث..
وها هي تلاعبها بعبثٍ…
بينما أمجد فقد ضاقت عيناه بعدم فهم، ثم هتف باستفسار :
_عن أي شيء تتحدثين يا لجين !

انحنى فم لجين بابتسامة شقية، ثم هتفت ببراءة :
_أمزح معها يا أخي !

هز أمجد رأسه بعدم راحة، ثم دفع مروج بخشونة وهو يقول بحزم :
_هيا إلى غرفتك يا بنت، أمتحاناتك أقتربت..

أومأت مروج برأسها بسرعة ثم هربت من أمامه بوجهٍ محتقن!
راقبها أمجد حتى أختفت، فسقطت ابتسامته وبهتت ملامحه وهو يعقد حاجبيه بضيق، فتوجست لجين وهتفت بقلق :
_ماذا بك يا أخي ؟
نظر أمجد إليها بعينين غائمتين، ثم هتف بشرود وهو يجلس على المقعد المتهالك خلفه :
_لا أعلم، أشعر بالقلق على سليم...قلق شديد!!!

اهتزت حدقتا لجين بوضوح، وانقبض قلبها بقوة، ثم لم تلبث أن جلست بجوار أمجد وربتت على كفه قائلة بحنان :
_لا تخف أخي، إن شاء الله خير..

أومأ أمجد برأسه بشرود، ثم انتصب واقفاً وتحرك نحو غرفته بلقلبٍ مرهق وذهن مشوش..
لا يعلم سر ذاك الحلم الذي راوده أمس وجملة سليم التي ترددت بالحلم تنحر قلبه بسكينٍ ثلم
"فزت أنتَ بالحب والمشاعر الصادقة، وبقيت أنا بعالم الجمود والوحدة حاكماً، الآن حان وقتك، أريد مشاعركم الصادقة "
عبارة قالها له في حلمه الغامض، فانتفض أمجد من نومه ساعتها وهو يتلمس عنقه شاعراً بالاختناق..
انفاسه لاهثة وجبينه تعرق !
والآن تضاعفت خنقته، واحتدم الألم بقلبه !

راقبت لجين إبتعاد أمجد بعينين مشفقتين، ثم لم تلبث أن أغمضت عينيها بإرهاق..
ماذا لو أخبرته بأنها قلقة هي الأخرى ؟
ماذا لو أخبرته بأن شقيقهم تعرض للخطر بالفعل...فشعورها دائما صادق ؟
لكن في هذه اللحظة تتمنى أن يكون حدسها خاطيء!
=======
حملها بسرعة نحو السيارة المرابطة بالقرب من المنزل المهجور..
وخلفه مساعده يحمل جسد غادة الخامد..
وضعا الفتاتين بالسيارة بسرعة، ومن ثم أبتعد هاني وأغلق الباب بعنفٍ…
التفت إلى مساعده وهتف بعنف :
_ستلقيهما بالصحراء وتعود، لا تتأخر عليّ !

أومأ مساعده بطاعة، ثم جلس خلف المقود وانطلق بالسيارة..
وقف هاني متخصراً يراقب ابتعاد السيارة بعينين مشتعلتين، وجهه أسود وشفتاه مجروحتين !
كم تمنى أن يقتلها، يوسعها ضربا كما فعل مع غادة الخائنة التي ركضت لرجل آخر تطلب منه العون !
كم تمنى لو نال منها ليطعن رجولة زوجها المتعجرف هذا !
لكن هو لم يكن ينوي النيل منها بهذه الطريقة !
يكفي الضربة العنيفة التي تلقتها على رأسها، وما سوف يحدث لها بمكان مهجور كالصحراء !
هو ك"هاني"، لن يتركها وشأنها..
أن وجدها زوجها سيعود لينتزعها منه مرة أخرى..
اللعبة تروق له، ممتعة مشوقة كمذاق شفتيها..
أنها ليست المرة الأولى التي يقتطف بها شهد شفتيها…
لكنها دائما ما كان ينتزعها منها عنوة، واليوم أنتقمت منه بشراسة!

جز هاني على أسنانه بقوة، ثم استدار على عقبيه متجهاً نحو الداخل..
نظر في ساعته بحاجبين منعقدين..
لقد مرت أربع ساعات منذ وقت البث المباشر، ولم يأتِ أي رد فعل !
ورد الفعل أتاه أسرع ما يمكن..
صوت إطارات سيارة احتكت بالأرض بعنفٍ أجفله، فالتفت بسرعة ليرى من كان يفكر به منذ ثوانٍ يترجل من سيارته بملامح قاتمة…
تصلب هاني مكانه وهو يرى مروان يندفع نحوه واضعاً يده خلف ظهره، ثم لم يلبث أن تدارك هاني الموقف وبأنه موجود بالفعل، فسحب سلاحه من حزام بنطاله وأشهره بصدر مروان الواقف أمامه بوجهٍ أسود..
نظر مروان إلى السلاح المصوب نحو صدره نظرة باردة، ثم رفع عينيه وحدج هاني بنظرة ثاقبة، ثم هتف بفحيح :
_أنزل سلاحك يا هاني وأجعل النزال رجلا لرجل !

لم يهتم هاني بما قاله مروان، بل هتف بتشفٍ وهو يوخز صدره بمقدمة السلاح :
_زوجتك ليست هنا، أذهب وأبحث بعيداً!

زم مروان شفتيه وهو يهز رأسه بقلة حيلة، ثم لم يلبث أن سحب سلاحه هو الأخر من حزام بنطاله، ثم أشهره هو الآخر نحوه، فسار كلٌ منهما مقابلا للآخر..
عيناهما مشتعلتان بغضبٍ أهوج، لكن غضب مروان فاق الحدود، فهتف من بين أسنانه :
_أعلم أنها ليست هنا، لقد جئت إلى هنا لآخذ حقي !

عقد هاني حاجبيه بعدم فهم، واهتز السلاح بين يديه، فاستغل مروان الفرصة وضرب يديه بقوة، فوقع سلاحه أرضاً وتأوه هاني بألم وهو يسبه، فقهقه مروان بوحشية وهو يعاجله بضربة عنيفة بمؤخرة سلاحه، فصرخ هاني بألم، ثم سقط على ركبتيه ممسكاً جرحه بألمٍ شديد..
انحنى مروان نحوه ليهتف بوحشية وهو يجذبه من شعره :
_لا تحاول اللعب معي يا هاني، صدقني أنا ليس بالخصم السهل...يمكنني قتلك الآن وفي وجود الشرطة، هل تعرف ماذا فعلت ؟

ثم صمت لبرهة ليراقب تفاعلات وجه هاني الذي شعر بأنه سقط في شر أعماله، لا يوجد أحد هنا سواه، وسلاحه ملقى أرضاً، أما ذاك الذي جذبه من شعره بقوة شعر بالخطر يفوح منه..
فدب القلق بأواصله، واهتزت حدقتاه بوضوح..
بينما أضاف مروان بشراسة من بين أسنانه :
_تعديت على شرفي، خطفت زوجتي..والآن حان وقت العقاب!

قال جملته الأخيرة بابتسامة سوداء، فحاول هاني الهروب منه وهو يرى إصبعه يضغط على الزناد، لكن مروان اثبط محاولته حين جثم فوقه فقسط هاني على ظهره، عيناه تنظران إلى عيني مروان المشتعلتين برعب، وذراعه يتحرك بخفة في محاولة بائسة لإلتقاط سلاحه الملقى أرضاً…
فضرب مروان ظاهر كفه بمؤخرة السلاح بقوة وهو يقول بابتسامة سوداء :
_لا تحاول يا جميل، أنتَ الآن تحت رحمتي !

وقبل أن يضغط مروان على الزناد، كان قد جمع هاني قوته، ودفع جسد مروان من فوقه ليتبدل الوضع، مروان ملقياً على ظهره وهاني فوقه..
فزمجر مروان بغضبٍ مستعر وهو يحاول الضغط على الزناد بعد أن فقد السيطرة على نفسه كما أمره الضابط..
لكمة عنيفة بفكِ هاني جعلت الأخير يترنح، لكنه لم يكن بالخصم السهل ليستسلم..
فصار يحارب مروان بشراسة بالرغم من ألمه، يجز على أسنانه بقوة وهو يرى مروان يحاربه بعنف وغضب أهوج..
يزمجر الأخير بعنفٍ وهو يحاول تخليص نفسه من حصار هاني الذي قبض على كفه ليحاول انتزاع سلاحه وهو يهتف بتشفٍ :
_لن تقوى على محاربة شيطان يا مروان، سارق، مختلس، والآن..سيصبح قاتل بكل سرور..

قال جملته الأخيرة بعد أن أنتزع سلاح مروان من بين يديه وأمسكه بكفه السليم وأصبعه يضغط على الزناد بإصرار..
ثانية..
ثم الأخرى..
واخترق صوت الطلقة الصمت المحيط بهما…
سكنت الطلقة بجسد إحداهما واتسعت عين الآخر بتشفٍ، الدماء انبثقت من جسد
الضحية بينما عج المكان بأفراد الشرطة..
وما أن وقعت عينا الضابط على الجثة الخامدة أرضاً حتى اتسعت عيناه مبهوتاً!
بينما أسرع آخر نحو الجسد الملقى أرضاً ليتحسس نبضه، ثم يهتف بهدوء :
_توقف النبض يا باشا !

توقف النبض..
وأنتهى كل شيء !!
كل شيء !!
عجز السرد عن الوصف، وترك الكاتب خطوط القصة بأسف !
عجزت الكلمات عن الوصف، وامتنع السرد عن البوح بالوصف..
بالشعور..
أنتهى كل شيء...وكفى !
…….
وفي نفس اللحظة كانت السيارة التي أخذت صبا وغادة تتوقف بمنتصف الطريق بعد أن قاطعتها سيارة أخرى..
فتوقف مساعد هاني مرغماً وهو ينظر إلى المجموعة التي هبطت من السيارة مسرعين نحوه..
كل منهم يشهر سلاحه بثبات…
بينما تقدم أكبرهم نحو السيارة ومال نحو النافذة ليهتف ببرود :
_ستنزل معنا بهدوء، أو ستنزل وأنت غارق في دمائك!
صمت الضابط لبرهة، بينما اتسعت عينا الآخر ودب الرعب به، ثم لم يلبث أن انتفض على صرخة الضابط الحادة :
_أفتح الباب...حالاً…

أومأ مساعد هاني بسرعة، وفتح له أبواب السيارة، فأشار الضابط لآخر قائلا :
_تعال، وأنقلهما إلى سيارة الإسعاف !

ثم التفت برأسه إلى مساعد هاني الذي كان يحاول سحب سلاحه، لكن الضابط اثبط محاولته حين باغته بضربة عنيفة على رأسه، فتأوه الرجل وقال الضابط ساخراً وهو يسحب جسده إلى الخارج :
_خطتكم مليئة بالثغرات يا رجل، ما هذه العصابة الغريبة !

ثم قيض يديه بقيد حديدي ودفعه نحو السيارة الأخرى..

بينما صبا وغادة، فقد تم وضعهما بسيارة الأسعاف كانت مثيلتها _تقف أمام المكان الذي تشاجر به مروان وهاني_تنقل جسد إحدى الراجلين…
والسؤال هنا !
أيهما فارق الحياة…
وأيهما بقى!
ماذا لو انتصر الشر ومات الخير بطلقة غادرة !
وماذا لو انتصر الخير وفارق الشر الحياة بطلقة مستحقة؟!
======
أنتهى الفصل الثامن والعشرون...قراءة سعيدة !





شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:10 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.