آخر 10 مشاركات
8 - الحب الساحر - سوزان كاري (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          3 - ارحل وحدي - بينى جوردان (الكاتـب : فرح - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          روايه لا يغرك نبض كفي وارتجافه ضاق بي قلبي وشلته في يدي (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          عــــادتْ مِنْ المـــــاضيِّ ! (1) * مميزة ومكتملة *.. سلسلة حدود الغُفران (الكاتـب : البارونة - )           »          دموع رسمها القدر * مميزة ومكتملة *_ بقلم ديدي (الكاتـب : pretty dede - )           »          82 - الحمقاء الصغيرة - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          315 - شمس الحب ...لا تحرق ! - رينيه روزيل (تصوير جديد) (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-03-21, 12:51 PM   #441

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غائب مشاهدة المشاركة
ألف سلامه طهور بإذن الله .... كل التوفيق
الله يسلمك يا قمر 💙💙


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-21, 12:52 PM   #442

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

دقيقة والفصل هينزل يا قمرات

شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-21, 12:53 PM   #443

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الحادي والثلاثون
======
ماذا تفعل ؟؟؟؟
كيف تركت عقلها يقودها نحو طريقٍ وعر كهذا ؟؟
كيف طاوعها عقلها على أفكارها العقيمة ؟؟؟
تقف أمام بيت من دهس كرامتها دون أن يرف له جفن، باكية !!!!
تتشبث بوشاحها بكفٍ مرتعش، وعينين زائغتين، وجهها شاحب شحوب الموتى، وعقلها تقريبا فر هاربا من معركة قررت خوضها بقلبٍ جامد، وجموده ما هو إلا طريقة أستنتها رُغم المنطق !
تردد، خوف، وارتباك غريب أصابها وهي تمد كفها تنوي ضغط جرس الباب...
تعيد كفها بجوارها مرة أخرى بتيهٍ أحتل روحها فور خروجها من الحي، ووجودها على أطراف المدينة، حيث بيت...مالك ؟
وخناسها، يُعيد مشهد لم يمر عليه سوى سويعات ليست بالكثيرة..
مشهدٌ رأت فيه رائف يصفعها، يسبها، يجذبها من شعرها كعاهرة، يُهين كرامتها أمام الرجل الوحيد الذي أحبها بصدق، والذي بدأ نبض قلبها ينبض له...
يندفع الغضب بأوردتها ونفسها تسول لها، كسر كلِ قانون ومبدأ يحتتم عليها عدم تخطيه..
تضرب جرس المنزل بقوةٍ وكأنها تجتث كل بادرة رفض على وشكِ النمو..
ثانية...
ثم الأخرى....وفُتِح الباب، وأول وجه أطل عليها..
كان وجه الخائن..
مالك..
وجه رجل كان يوما حبيبها..
والآن تلجأ له كي تتمرد..
ودون أن تشعر، سحقت قلب عاشق يدعى "إياد" تحت وطأة تمردها المشين !
لقاء الأحداق كان عاصفة اطاح بهما معاً..
وارتعاش الشفتان كان واضحا من قِبل مروج، بينما مالك فقد اتسعت عيناه متفاجأً، ومن خلفه، تعالى صوت أنوثي رقيق قطع تواصلهما بغتة :
_ من هناك مالك ؟؟؟؟، هل أتى "حمزة" من المدرسة؟؟
وصوتها، أصاب مروج بالارتباك، اعتلى محياها حرج ممتزج بغضبٍ من نفسها...
تبعد عينيها عن عيني مالك الذي كان حرفياً يحدق بمروج باشتياقٍ غير مُستحق البتة !
مشاعر مختلطة اطاحت بقلبه، واهتز توازنه ليجد نفسه فجأة يعتقل مرفقها متشبثا به، يغلق باب منزله بسرعة، ويجذبها من مرفقها رُغم اعتراضها...
يدفعها نحو سيارته لتستقل المقعد المجاور له، ثم يجلس خلف المقود، والمُسيطر على أفعاله، مشاعر لم تهدأ بعد..
لقد أتت له بنفسها، اختارته هو خصوصا رُغم وجود العاشق المتيم بها، تركت "إياد" وأتت له..
والخاطر الأخير أصابه بفرحةٍ عارمة..
وتلك الفرحة، ليست من حقه، اغتصبها عنوة كمُحتلٍ لأرض ليست من حقه أبدا !

أما هي..
كانت تهدر بغضبٍ أسود بعد ما أجلسها قسرا في سيارته، تقريبًا تكاد تسبه :
_ماذا تفعل ؟؟، إلى أين ستأخذني ؟؟؟؟؟، لن أعود إلى أخوتي، لماذا أنتَ صامتٌ، فلتجيبني يا متبلد يا عديم الذوق !

والمبدأ يقول، ان تلك البنت الوأد لها هو الحل الوحيد، حيث أن لسانها يقطر سما، وعقلها تقريبًا لا يعمل..
ورُغم ذلك، فرحته العارمة بوجدها جواره غطت على غيظه منها، يرمقها بطرفِ عينيه بسرعة خاطفة، ثم يعود بنظره إلى الطريق، مُجيبا سؤالها بسؤالٍ آخر :
_ماذا حدث مروج ؟؟، ماذا فعل لكِ أخوتك، لماذا تركتِ بيتك؟؟
_وكيف عرفت أنني هربتُ من البيت ؟؟؟
تقولها مروج بتوجسٍ وجل وناقوس الخطر يدوي في أذنيها، وضميرها يوخزها بمخالبه المؤلمة، أما هو فكان رده على سؤالها قاصما لظهرها، طاعنا لنضبات قلبها بألمٍ تعجبته :
_لقد أتصل بي "إياد"، يسأل عنكِ إن كنتِ قد أتصلتِ بيّ، او شيئا من هذا القبيل، ثم أغلق الخط، وبعد تفكير عرفت أنكِ قد تهورتِ بالتأكيد !!!

جملة طويلة ما هي إلا محض ثرثرة، وتلك الثرثرة بدايتها اخترقت أذنيها، جمدتها لدقيقة تعاقبت بها مشاعرها بشكلٍ...ألمها..
إياد أتصل بمالك ؟؟؟
سأله عنها، توقع أنها ستذهب إليه ؟؟، وقد فعلت !
هل سيظنها الآن أنها عديمة كرامة، هل سيظنها ما زالت تحب مالك !
والخاطر الأخير أنكره مشاعرها التي اصابتها حين رأت مالك..
ستكون كاذبة لو قالت أن المشاعر لم تكُن موجودة، بل كانت وكانت وكانت وأترك القوس مفتوح إن سمحت !
لكن...
وبعد لكن تكمن الحقيقة، حقيقة مشاعرها حين رأته، حين نظرت له، شعرت بألمٍ يوخز قلبها، وجرح لم تنضب دماءه بعد يئن مطالبا بالابتعاد عمن طعن قلبها دون ذرة رحمه..
ومشاعر الحب، العشق، طُمِست، تم دفنها تحت رُكام الغدر، وصورة رجل آخر تترآى أمام عينيها، عيني إياد القلقتين عليها دائما...
صورة إياد الذي جلس بجوارها في "السيارة الجماعية" خوفا عليها، من يدافع عنها بضراوة، من ترى في نظراته ألم عاشق ارهقه عشقه !
والسؤال هنا يطرح نفسه !
لماذا أتت إلى مالك ؟
والإجابة ؛ لأجل التمرد تناسيتِ كرامتك !
_لماذا حزنتِ هكذا ؟، كل هذا لأجل ذاك المتعجرف !
يقولها مالك بغضبٍ مستتر، والنبرة أججت غضبها من نفسها ومنه ومن اهانته إلى إياد، فخرجت نبرتها هي، غاضبة معنفة، تحمل بين طياتها نبرة شرسة تدافع عن رجل يستحق عِظم الكلمة :
_لا شأن لكَ به مالك، إياد خط أحمر حين تتحدث معي، هل سمعت ؟

وخرجت جملتها الأخيرة، غاضبة، أحمرت لأجلها عينيها،x بينما الأخر فقد أرتفع حاجبه بتوجس..
يضغط على مكبح السيارة فجأة لتقف في شارع يمر به الناس بكثرة !
شهقتْ مجفلة، واندفع جسدها إلى الأمام، ثم لم تلبث أن اعتدلت في جلستها حين ترجل مالك من سيارته صافقا باب السيارة بقوة..
ودون أن تشعر وجدت نفسها تترجل هي الأخرى، تقف بجواره محتقنة الوجه..
ولسان حالها يكرر، أي غباءٍ هذا دفعك لتأتي لمالك !
واحتمالية الفرار من براثينه الآن، تحت الصفر بكثير !
_ماذا حدث يا مروج؟، لماذا أتيتِ إليّ؟؟؟

قالها مالك بصرامة أثارت حنقها، زادت من سخطها على نفسها أكثر، لكن العقل "الغائب تقريبا" يخبرها بأن قليل من البوح لن يؤذي، وإلا لِمَ أتت له من الأساس :
_لقد هربت منهما، أريد منكَ أن تساعدني في الهرب إلى مكانٍ مُحدد !
_هل أنتِ معتوهة يا فتاة تركتي بيتك وأتيتِ إليَّ تطلبين مني أن أساعدك!!!
قالها بذهول ممتزج بغضبٍ أزعجها ، فرفعت مروج حاجبيها بتوجس ثم عقدت ساعديها أمام صدرها قبل أن تهتف ببساطة وقد أخذتها العزة بالإثم:
-أتيتُ إليك كي أخبرك أنني سابتعد للأبد لن أبقى معهم دقيقة واحدة...أنا أصلا لن أقبل أن أبقى كعصفور محبوس وحين جائته الفرصة كي يهرب يختار أن يحتمي "بقفصه"...أنا سأرحل للأبد يا مالك للأبد!!!...

قالت جملتها الأخيرة بشرود ، فلانت ملامحه قليلا وأخذ نفساً عميقاً ثم همس بحنان قبل أن يجذبها من مرفقها برفق :
-مروج لا تأخذي الأمور على محمل الجد من حيث كرامتك!!!!أنتِ المخطئة وليس شقيقك بالتأكيد...
هزت رأسها برفضٍ ثم تقوس فمها في وضع البكاء فرفعت كفها الحر وأبعدت غرتها الكثيفة إلى الخلف قبل أن تهمس بخزي:
-بل مُخطئ ورائف لن أسامحه أبدا يا مالك..
-يا صغيرة أعترفي بخطائك وعودي معيّ......أمجد لو علم بهروبك سيموت خوفاً عليكِ..وأنتِ تعلمين هذا!!

قالها مالك بحنان رغم الخوف الذي يشعر به يكاد ينهش بقلبه وكأنه يخاطب طفلةً صغيرة!!!!
طفلة هربت من أهلها تتدعي أنها على حق وشقيقها هو المخطئ!!!!
لا تعلم أنها أخطأت وليس كل خطأ يعامل بهذه الطريقة!!!

قُطعت أفكاره عندما هتفت بنبرة حاسمة لكنها خرجت من بين شفتيها مرتعشة رغماً عنها :
-أنا لن أعود..لن أعود يا مالك..نقطة وانتهى السطر؟!!!....والآن أتركني وحدي أرجوك...
-إلى أين ستذهبين...؟!!
قالها مالك بتوجس والخوف يزداد أكثر وأكثر ، لتردف بنبرة باردة :
-إلى جدي..
أرتفع حاجبيه مصدماً ، ثم قبض بأصابعه على ساعدها صارخاً بهياج جعل الأنظار تلتفت لهم بفضولٍ..:
-عفو!..تريدين الذاهب إلى "سالم الأمير"..ما هذا العته بالله عليكِ؟!!...تريدين أن يموت أمجد خوفاً عليكِ وحسرة على عمره الذي أضاعه كي يحافظ عليكم من بطشه!!
_لماذا تصرخ بوجهيييي، أنت السبب بكلِ هذا، أنت السبب، لو لم تتبعني يومها لم يكن ليحدث هذا، لو كنت تمسكت بهروبك بعد طعنك لقلبي لم يكن ليحدث هذا، أنتَ السبب يا مالك، بنرجسيتك وقسوتك والغدر الذي اختلط بكريات دمك ليصنع منكَ أكبر منافق على وجهِ الأرض !
صرخت بها بهياجٍ أجفله، كلماتها الغاضبة عرته أمام نفسه، وتألم نبرتها نقل له رسالة واضحة..
لقد أرتكب ذنب لن يُمحى أبدا، والمبرر أنه يخشى عليها من الألم، وفي نفس الوقت كانت أفعاله تتوالى عليها بالطعنات، حتى بات قلبها جيفة عفنة، مُغطاه بدماء القهر والغدر..

والغاضبة من العالم أجمع حتى من نفسها، كانت تلعن نفسها...وتلعنه هو...
لماذا أتتx إليه هذا المتخلف، الخائن؟؟؟
لترى شعوره بالذنب يتراقص بعينيه فيشعل النيران بقلبها أكثر...
ماذا ستفعل الآن ؟؟؟، من المفترض أن القطار الذاهب إلى البلدة التي يقطن بها شقيقها سيتحرك بعد ساعة، كما يبدو أن مالك لن يساعدها، وهي حقيقة لا تريد مساعدته، فلتتلاعب به حتى يبتعد ثم تفر هاربة :
_أنا أريد مياه، أشعر بالعطش!

تقولها بإرهاقٍ لم يكلفها جهد اصطناعه، فيتألم قلب المذنب ويوميء برأسه مستجيباً، يجوب بعينيه الزراقوتين المكان بحثا عن مكانٍ يوجد به مياة، وحين وقعت عيناه عليه، تحرك نحوه محدثا إياها بنبرة متألمة :
_لن أتأخر عليكِ..
يتبع....








شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-21, 12:54 PM   #444

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

اتبعد ومع ابتعاده، تماسكتْ، تخمرتْ حبكتها برأسها و...
اطلقت ساقيها للرياح، اتسقلت أول سيارة أجرة دون أن تلتفت خلفها، تهورتْ ولجأتْ إلى من سحق قلبها تحت حذاء رجولته !!!، لن تترك نفسها له، ستتابع مخططها وتهرب...لن يمنعها أحد..
أنتهى الأمر وليس بعده نقاش..
هربتْ المتمردة بحثا عن شقيقها، هربت حيث قصر الأميرية التي تحفظ عنوانه كأسمها..
وللتمرد آثار ليست محمودة أبداً..

أما هنا، حيث مالك الذي عاد ممسكا بزجاجة مياة، ما أن تدارك عدم وجودها، جن حنونه، وصار يصرخ بأسمها غاضبا، خائفا، ومترددا..
ماذا سيفعل الآن ؟؟؟
لقد هربتْ، ضحكت عليه وهربت....
والشعور بالعجز مميت، قاتل، قابض للتفكير..
وتفكيره أخبره بالحل الوحيد...
والأنسب..
ألا وهو، إخبار إياد بما حدث..
اتصل المذنب بإياد بسرعة وهو يقود سيارته بسرعة جنونية كنبرته :
_إياد، لقد أتت مروج ليّ، طلبت مني أن اساعدها، وحين عنفتها هربت...

والعاشق تهشم قلبه إلى اشلاء، طُعِنت مشاعره بغتة، والغيرة المختلطة بالغضب ألجمها عنوة وهو يسأله بلهفة مغيرا مسار سيارته :
_هل أخبرتك عن أي مكانٍ تريد الهرب إليه !
_تريد الذهاب إلى جدها، سالم الأمير وهذه الخطوة عواقبها غير محمودة أبدا، ستعرض نفسها للخطر !

يقولها مالك بصراخ مهتاج، يقر، يعترف، يخبره حقيقة ما تريد فعله مروج، يتوقع رد فعل إياد الذي بالتأكيد هو التخلي عنها، فهو نفسه غير مستعدٍ ليذهب خلفها حيث بلدة جدها، لكن رد إياد، أتى صادما، غير متوقعا بالمرة، تحمله نبرة خائفة، تحمل إصرار تعجبه :
_لن تتعرض للخطر أبدا، سأتكفل أنا بالأمر مالك، سأكون بجوارها....
ومن ثم أغلق الخط، وأسدل معه ساتر النهاية !
نهاية مشهد مبتذل كانت بطلته تنتهج التمرد، والبطل يتقن الطعن، وفي التتمة..
ظهر المنقذ العاشق..
من على أستعداد لقطعِ آلاف الأميال لأجلها هي، لأجل حمايتها..
والخطوة الأولى، كانت مكالمة عاجلة لإحدى معارفه :
_مرحبا، أنا إياد صابر، أتتذكرني ؟؟؟..

والصياح المرحب من الجانب الأخر دفعه ليهتف بلطفٍ كاذب :
_أريد عنوان "سالم الأمير" ببلدتكم بالتفصيل...ويا حبذا لو كان طريق الوصول إلى قصره قصيرا!
======

"لو تطلب نجمه هجبهالك
من حضن الليل
هعملك كل اللي في بالك
و ده رد جميل
للحب اللي انت اديتهو لي
وقوفك جانبي وانا بطول
هيشيلك شيل"

المقطع يتكرر وكأنه يعاندها، يجذبها قسرا نحو ذكرى ليست بالبعيدة، رجل جميل من المفترض أنه مديرها بالعمل يطلب منها أن يقلها حيث منزلها، وهي ترفض بعنادٍ تبغي اغاظته، تتركه وترحل فيقف هو محتاراً، كيف سيتركها وحدها تعود إلى بيتها في سيارة مشتركة!!!
يذهب خلفها منساقا خلف خوفه، قلقه، يجلس بجوارها كحامٍ لها، يمنعها من الاحتكاك بأحد ويعنفها..
قال لها يومها "ما هذه الميوعة يا فتاة " رُغم غيظها وغضبها إلا أن شيء من الاطمئنان تسلل إلى مسامها..
والآن !
هي تجلس وحدها بقطارٍ يعج بالبشر في منتصف الليل، تطمح إلى تمرد غير متوقع، دقائق وستكون على أرض المحطة، حيث مدينهم الأم..
مسقط رأسهم..
ومسقط قلبها هي !
تلك الفتاة، زجت نفسها بجُحرٍ عميق والرغبة تَمرد !
هربت، وركضت واستقلت قطار وحدها، قضت ساعات به بذعر أنثى تراقب من حولها بارتجاف..
ورُغم ذلك؛ لم تعترف أنها تهورت !
صفير عالٍ أعلن عن وصولهما اخترق أذنيها، فاعتدلت
جالسة، وأغلق الفتى الجالس جوارها هاتفه الذي كان يبث ذاك المقطع منذ دقائق..
تهبط من القطار بحذر فلا ينقصها أن تموت هاربة وتحت "عجلات القطار !"..
تحركت بخطواتٍ وجلة نحو سيارات الأجرة التي بالكاد لا تتعدى أصابع الكف، حدثت سائق منهم وأخبرته عن وجهتها، فأخبرها أن المسافة ليست بالبعيدة وسيقوم بتوصيلها...
وحين استقلت المقعد الخلفي، شردت فيما يحدث لها وفيما فعلته، ربما الصدمة من وجودها هنا أثرت عليها بشكلٍ أكبر..
عقلها يخبرها أن الرجوع ليس مباحًا، وهي فعليا أوقعت نفسها في مشكلة لا تعلم عواقبها حتى الآن !
ومنقذها ليس معها !
لا إياد، ولا أمجد !
انتبهت مروج إلى نظرات السائق المتعجبة لها من المرآة الامامية، فارتبكت، زاد ذعرها واحتقن وجهها أكثر..
عدلت من وشاحها الذي يلتف حول ذراعيها دون أن ترفعه حول شعرها، وبعدها أتى هتاف السائق بعدما توقفت السيارة :
_ها قد وصلنا إلى قصر الأميرية، ألم أقل لكِ أنه لا يبعد الكثير !!!
قالها بمزاحٍ وهو يعدل من وضع مرآته الأمامية، فابتسمت مروج له ابتسانة ضعيفة وهي تترجل من السيارة، تدفع له أجرته ويبتسم هو لها مدققًا بوضوح، فاندفعت نحو بوابة القصر بخطوات سريعة..
وسائق السيارة أتبعها بعينيه متعجبًا، يعيد تشغيل محرك السيارة مغمغما بتعجب :
_هيئتها وطريقتها بالتحدث واضحة للأعمى أنها ليست من البلدة!!، تُرى ماذا تفعل هنا في منتصف الليلx !!!!!

تقدمت مروج نحو رجلين يقفان أمام باب من المفترض أنه المؤدي إلى بهو القصر..
تراجعت، ثم تقدمت، عضت باطن خدها بقوة حتى أدمته وهي تقف أمامهما، رمقها أكبرهما بتفحص ضايقها، ثم سألها بخشونة :
_نعم ؟، ماذا تريدين ؟؟؟

ازدردت ريقها بتوترٍ ظهر جليا على ملامحها، ثم استجمعت قوتها وتهتف :
_أريد أن أقابل جدي "سالم الأمير "!
الصدمة التي اعتلت محياهما اجفلتها، حيث إنهما حدقا بها ككائن غريب، واحداهما غمغم مصدوما :
_إياهما أنتِ؟؟، مروج أم لجين ؟؟

والصدمة كانت من دورها هي هذه المرة، فمن أين أتيا بتوقعهم !!!!
تراجعت إلى الخلف مجفلةx حين استدار إحداهما على عقبيه ليضغط جرس الباب باصرار، مغمغما بنفس الخشونة وإن كان قد شابها قليلا من الصدمة :
_ليس لنا دخل بكلِ هذا، سأوصلك إليه ولتتفاهمي أنتِ معه !
يتبع..........







شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-21, 12:55 PM   #445

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

وقد حدث !
أوصلها إلى مكتبه دون أن ينبس بحرف واحد، أخبره أن هناك فتاة تريد مقابلته ووافق هو، اغلقت باب المكتب خلفها بجسدٍ يرتجف فعليًا، تلك الرهبة التي شعرت بها حين وقعت عيناها على القصر وفخامته لا تضاهي رهبتها أمام ذاك الذي يدعى جدها !
يناظرها بعينين متبلدتين، حاجبين كثيفين مخفيفين، وملامح رغم وهنها إلا أنها تحمل جبروت مخيف !
"ماذا فعلتِ بنفسك با مجنونة !"
حدثت بها نفسها والخوف يكاد يقتلها، تفكر في التراجع، لكن..
سبق السيف العذل يا متمرده !
"خير! من أنتِ "
حتى النبرة تبعث بالروح رجفه وقشعريره، والقلب أغشي عليه ضحية الخوف !
حسنًا، شقيقها سليم هنا بالتأكيد، لذا فمن المستحيل أن يؤذيها، ستبخره أنها حفيدته وهي تريد مقابلة سليم :
_أنا...أنا مروج !
انعقاد طفيف بحاجبي "سالم" ألجمها، بينما يسألها هو بعدم فهم :
_مروج من !

ازدردت ريقها بصعوبة، ثم اضافت موضحة :
_مروج الأمير، حفيدتك يا جدي، أخت أمجد وسليم !!!!

لو كانت هتفت بأسمٍ لعدوٍ له لم يكن لتظلم عيناه بهذا الشكل المخيف الذي بقلبها الرعب، وبغتة انتفض واقفا، هدر بوجهها مهتاجا :
_وماذا تريدين؟؟؟؟، لماذا أتيتِ وكيف أتيتِ من الأساس، هل بعثكِ أخاويكِ عدمي النخوة والرجولة في هذا الوقت لتأخذي أموال !!!!!!

أغضبها ما قاله، وبقدر غضبها كان خوفها، وبقدر ندمها كانت صرختها الغاضبة أمام الشخص الخطأ :
_لا أسمح لكَ، أحترم أخوتي..آه !!

صرخت بكلمتها الأخيرة متألمة جراء صفعة اطاحت بوجنتها، وصرخة أخرى جراء جذبها من خصلات شعرها بقوة بقبضة جدها الذي هدر بوجهها غاضبا شاعرا بارتجافها :
_أم أنكِ أتيتِ إلى هنا هاربة بفضيحتك تريدين الاحتماء بسليم، فضيحة يا....
سبها فعلياً، وشدد من قبضته وهو يجذب خصلاتها..
بينما هي تصرخ باكية، ترجوه أن يتركها غير متداركة لأسلوبه، يضرب، يصرخ بوجهها دون أن يأمرها بتفسير!.
رعبها خنقها، وخصلات شعرها تكاد تنخلع، وهو لا يرحم !

أما هو فقد شعر بالغضب يتفاقم بداخله حين أخبرته عن هوايته، ولم يحتج إلى مجهودٍ ليصدقها، حيث أنها تشبه أمها كثيرا، تلك التي أخذها اخيها وهرب تقف امامه الآن..
آتية إلى القصر في منتصف الليل، بالتأكيد وراءها نصيبة !
صراختها تعالت وهي تصارع قبضته كي يتركها ودموعها اغرقت وجهها بأكمله...
لا تعلم من تلك التي اخترقت الغرفة فجأة وصرخت بسالم آمره :
_ماذا تفعل يا سالم؟؟، من تلك التي تضربها بمنتصف الليل!
قالتها "مليكة" التي أتت من غرفتها مهرولة على صوت الصراخ، تحاول إبعاده عن مروج لكن دون جدوى..
ومروج صرختها تتعالى حد الجنون من فرطِ الألم، ومليكة تصرخ بسالم غاضبة :
_اتركها، الفتاة ستموت بين يديك، من أنتِ ؟؟؟
_مروج...أنا مروج شقيقة...شقيقة سليم وأمجد !
قالتها مروج من وسط صراختها قبل أن يلقيها سالم بخشونة لتقع أرضا، بينما مليكة ما أن سمعت جملتها حتى جحظت عيناها مبهوتة...
هذه مروج ؟!!!
شقيقة سليم وأمجد!!!
الطريق المتاح للوصول إلى أمجد!!!
لاحظت مليكة سالم يرفع عصاه ينوي ضرب مروج التي كانت تصرخ بجنون، فاسرعت تعترض طريقه نحوها، تضم جسدها بذراعها السليم صارخة بأمر :
_إياك يا سالم، إياك...أبتعد عنها...
لم يبعد عصاه ولم يضربهما، بل حدقهما بنظره مشتعلة أخافت مروج التي أخفت وجهها بين كفيها تنتحب بجنون، فربتت مليكة على ظهرها بحنان، قائلة :
_لا تخافي حبيبتي، أنا معك ل..

وبُتِرت الجملة باقتحام رجل غير معروف لبهو القصر يصرخ بأسم مروج بعدما سمع صراخها من الخارج واعترض طريقه الواقفان بالخارج الذي أخبرهم أنه رائف شقيقها وهو بالأساس "إياد" الذي إندفع نحو غرفة المكتب بعدما صرخت مروج بأسمه فور سماع صوته :
_إيااااااااااد..
وفي خلال ثوانٍ كان إياد بالغرفة، وقعت عيناه عليها جالسة أرضا بجوار امرأة جذبت قلنسوة الحلية النسائية خاصتها لتخفي شعرها مبهوتة من هجومه عليهم في هذا الوقت، ورد فعل مروج حين أقتحم إياد الغرفة كان صادما، حيث أنها ركضت نحوه بسرعة البرق، ومن ثم ألقت بنفسها بين أحضانه، وهو أحاط كتفيها بذراعه حاميا أمام عيني سالم الغاضبتين والذي هتف ساخرا وهو يجذب سلاحه من فوق سطح المكتب :
_ومن أنت الآخر، لا أعتقد أنك رائف!
والرد جاء صارما، حادا وهو يشدد ذراعه حول مروج المرتجفة :
_خطيبها، أنا خطيبها، إياد صابر !
ابتسم سالم ببرود، ثم اقترب من إياد بغتة فانكمشت مروج به أكثر خائفة، فتفاقم غضبه وازدادت الدنيا سوادا من حوله، وفجأة وجد فوهة سلاح سالم تصافح مقدمة رأسه هاتفا بسخرية :
_حسنًا يا خطيبها، فلترحل الآن وتأتي في الصباح، أتركها يا "روح والدتك الغالية" وارحل لن تأخذها !
_إذًا عليّ وعلى أعدائي !
قالها إياد بابتسامة ساخرة وهو ينسحب سلاحه من حزام بنطاله دون أن يترك مروج، ثم اشهره بالمثل نحو سالم الذي رفع حاجبه هازئا، بينما أضاف إياد هادرا :
_إن أردت جذبها من بين ذراعي الآن فلتفعل !!!

ومن هنا!
تبدأ حرب النهاية !
حيث النتيجة الأخيرة لجولة بدأت وستنتهي للتو!
والعاشق على استعداد لفقد روحه مقابل حمايتها!
======
انعقاد طفيف اصاب حاجبيه وهو يخطو خارج قسم الشرطة، الهواء المحمل برائحة الحرية انعشه..
استرق نفسا عميقا عل الهواء يزيح غبارا اغرق روحه، يجوب بعينيه بحثاً عمن سيستقبله، وكما لاحظ أنه وحيدٌ، لم ينتظره أحد، هو وحده وأنتهى الأمر !
زفر بإرهاقٍ وهو يمسح وجهه بتعبٍ، يتحرك بساقين مرهقتين نحو اللاشيء !
ليس لديه أي رغبة للعودة إلى البيت الآن، شيء ما يخبره أن العودة إلى البيت في هذه الحالة غير محبذة بالمرة !

كفٌ صغيرة ربتت على قدمه، ونبرة طفولية فرحة اضطرب لأجلها نبضه :
_موان، موان !
والنبرة الطفولية، رسمت على شفتيه ابتسامة حنونة، يلتفت بسرعة لينظر إلى صغيرته التي فتحت ذراعيها له ترجوه أن يحملها، تكرر نداءها برقةٍ أثلجت صدره :
_بابا، بابا !

اتسعت ابتسامته حتى التمعت عيناه، ومال نحوها ليحملها، يضمها بين ذراعيه، يستنشق عبيرها الطفولي، فيتأوه مشتاقًا، والصغيرة لفت عنقه بذراعيها الصغيرين، تقبل وجنته برقة، وتمرغ وجهها بعنقه، اغمض مروان عينيه مستمتعا بعناقها الدافيء ك...أمها !
رائحتها تحمل رائحة صبا، ابتسامتها تشبهها جدا...
يهتف بحنانٍ مُفرط وهو يربت على ظهرها :
_حبيبة بابا، لقد اشتقت لكِ جدا، يا إلهي لقد ازادتِ جمالًا!

يصمت لوهلة مغمضا عينيه، ثم اضاف بتوجس، وتعجب من وجودها هنا :
_كيف أتيتِ هنا يا صغيرة ؟
_مع "جدتها" يا حبيب أمك !
صوت أمه الحنون بلكنتها المميزة، داعب اذنيه، اجبره على الابتسام بصدقٍ واشتياق، التفت بسرعة ليجد "رقية" تقف خلفه والدموع تغرق عينيها، عيناها تجريان على ملامحه باشتياقٍ مؤلم، تتقدم نحوه خطوه، فتقدم هو خطوات، يميل بطوله الفارع ليحتضن جسدها الواهن، جميلة على ذراعٍ وبذراعه الأخر ضم جسد أمه التي ما أن عانقته حتى انفجرت في بكاءٍ مرير، ولسانها يكرر دون توقف :
_حمدا لله على سلامتك يا حبيب أمك...
_اشتقت لكِ يا أمي، اشتقت لكِ جدا !
همس بها بتحشرجٍ باكٍ، دمعه العزيز يتخذ مساره على وجنته، يدفن وجهه بعنق أمه أكثر حتى لا ترى دموعه، كل حصونه تهدد بالانهيار، تحمل الكثير والكثير من المصاعب والألم، تحمل وتحمل، ورصيده في التحمل الآن أصبح صفر !
تعالى نحيب أمه بالمقابل وهي تربت على ظهره بحنانٍ متألم، تقبل وجنته الباردة بحنان، وتهتف باختناق وهي تحاول إبعاده عنها :
_اهدأ بني، كل شيء أصبح على مرام، هيا بنا لنرحل، سنعود إلى البيت الآن !
يبتعد عنها بوجهٍ محتقن، يدعم بذراعه جسد جميلة التي كانت تصفق بكفها بسعادة أجبرته على الابتسام..
دلته "رقية" على سيارة ترابط قريبا منهم، استقلا السيارة معًا، وما إن انطلقت السيارة حتى التفتت أمه له هاتفه بلهفة وهي تربت على ركبته :
_لا أصدق أنك خرجت بهذه السرعة، تفاجئت بمليكة البارحة تخبرني بأنك ستخرج اليوم !
ابتسم مروان بشرود وهو يداعب وجنة جميلة، ثم هتف :
_ذاك المحامي الذي وكلته ليَّ مليكة، هو من سهل اجراءات الخروج !
_فليحميها الله ويعود لها زوجها سالما معافيا، لم تتركنا طوال الفترة الماضية، ساعدت حتى غادة، ولم تترك صبا حتى استعادت قليلا من توازنها !
وحين ذكرت أسم صبا عمدا، اجتذبت انتباه مروان، والبريق في عينيه يخبرها عن اشتياقه لها، لكنه ينكر، يصطنع البرود :
_وأين صبا الآن ؟؟
_لا تغادر شقتي!
_ولِمَ لا تجلس بشقتنا ؟؟؟، هل الأستاذة ترفض الجلوس في شقة قاتل !
قالها مروان بسخريةٍ وهو يضحك هازءً، بيننا السائق نظر إليهما عبر المرآة بذعر، ورد فعله هذا لم يعجب رقية، لم يعجبها بالمرة، هي تعلم أن حالته النفسية ليست بالجيدة، لكن ما ذنب صبا بكل هذا، هي تعترف أن صبا تثير شفقتها وحنانها، ومنذ ذاك اليوم الذي علمت به ما حدث كادت تلعنها، تطردها من بيتها، كادت تأمر مروان بأن يطلقها...
لكن، أبعاد الموضوع بدأت تتضح امامها، الفتاة ضحية، ومروان ثأر لشرفه، ربما هي تكن لصبا بعض السخط بأنها أوقعت ابنها بكل هذه المشكلات، لكن الفتاة ظُلِمت كثيرا :
_تتحدث وكأنك لا تعرف صبا، اسمعني جيدا بني، انا سامحت الفتاة، لم اضغط عليها منذ أفاقتها، ولم أكن لأتركها وحدها بشقتكما هي وجميلة، لذا فأخذتها لتجلس عندي،ثانيًا...أن كنت تريد الإنفصال عنها فلتفعل، ومليكة ستوفر لها كل ما تحتاجه!

وجملتها الأخيرة كانت تحمل جدية ضايقته، يناظر أمه برفضٍ استشعرته، يزدرد ريقه بصعوبة، ثم يهتف بتلعثم وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها :
_لم أقل انني أريد الإنفصال، فقط أردتُ أن..
_مروان، لا تؤذي الفتاة، أن كنت تحمل بداخلك ولو نقطة لوم تجاهها؛ فلتحررها، صبا لم تعد تتحمل أي ضغط نفسي آخر !
يتبع......





شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-21, 12:56 PM   #446

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

نالت منه اهتزاز حدقتين، وشحبت ملامحه أكثر، رجفة اصابت فكه، وضيق اعترى محياه وهو يقر باختناق :
_للأسف أنا أحبها،.لكن...
يصمت قليلا بحثا عن كلماتٍ لا يعرف كنهها، ينقب عن جملة تختصر كل مشاعره..
تربت أمه على ركبته بدعمٍ، هاتفة :
_لكن ماذا؟؟؟
_الحب لا يؤثر بعلاقاتٍ بُنيت دون أساس، الحب صفر على اليسار أمام جرحٍ، ما زالت دماؤه تغرق روحي !

قالها باختناق أوجع قلبها، يداعب خصلات الصغيرة، وكفه الأخر كان ممسكا بكفِ أمه التي ما أن سمعت تفسيره، حتى أخفضت عينيها، وبكت بصمت..
وهنا، المنطق يقول :ربما هذه النهاية!
وربما لا..
ربما القدر له رأي آخر، نظره أخرى إلى علاقتهما..
ربما ترسو سفينتهما على شاطئ ليس ببعيد..أو..
فلنترك ما بعد تلك ال"أو" فارغاَ، هذا أفضل !

مرّت دقائق ليست بالقليلة وهما بالسيارة، رقية تحدثه بحنانٍ، تسأله عن حالة، تحاول التخفيف من حزنه وحالته النفسية السيئة..
وقفت السيارة أمام البناية، ومعها توقف نبض مروان لدقائق، سيقابلها الآن..
يراها، يتذكر قبلة ذاك القذر، تعذيبها، دماءها التي انفجرت جراء ضربة عنيفة والحاجز كان شاشة هاتف منعته من حمايتها، وقدمت هي نفسها إلى الأذى طواعية !
أمام شقة أمه، توقف، تردد، زاغت عيناه بتردد تفهمته أمه، زحزحته قليلا، ثم تولت هي فتح باب الشقة، تقدمت نحو الداخل وهو وراءها يخشى الولوج، يخشى لقاء هو غير مستعد له، يخشى نبضة خائنة تتعالى كلما رأها..
هو ببساطة، يخاف لقياها !
_صبا أبنتي أين أنتِ ؟؟؟
على صوت أمه العالي أنتبه لوضعه، حيث أنه كان يقف عند باب الشقة متسمرا، يحمل جميلة بذراع، والأخر بجيب بنطاله، تقدم نحو الداخل، يغلق باب الشقة برفقٍ !
وعيناه!
عيناه كانتا تبحثان عن محبوبته، رُغم أنفه تسارعتا للبحث عنها..
اللهفة الصادقة تطفو على سطح طوفان ناقم، وحبه يتغلب على سخطه...
ينتظر ظهورها بلهفةٍ عاشق...
والصدمة..
أتت قاصمة للظهر، متلذذه بدماء قلبه الصارخ !
ألمٌ مبرح اكتنفه وهو يرى صبا تخرج من إحدى الغرف تترنح، تستند إلى عكازٍ، وتجيب سؤال أمه بصعوبة !!! :
_ن..ع..م..
تعافر، تناضل لتخرج الحروف من بين شفتيها، تتوقف لثوانٍ تلتقط فيها أنفاسها، ثم تستكمل رحلتها في المعافرة دون أن ترفع وجهها...
الصدمة شلته، هشمت قلبه إلى شظايا، يبعد عينيه عنها بصعوبة لينظر إلى أمه بدهشة متألمة وكأنه يسألها عما حدث لها !
وأمه، أبعدت عينيها عنه وهي تهز رأسها بقلة حيلة..

أنزل جميلة أرضاً، ثم اعتدل واقفا وهمس برعشة واضحة :
_صبا !!
همسته الوجلة جمدتها، وقع أسمها من بين شفتي الغائب أصابها بالدهشة، ترفع وجهها بسرعة بعدم تصديق، وما أن وقعت عيناها المرهقتين على وجهه الحبيب، شهقتْ، أرتعش ذراعها المتشبث بعكازها، والنتيجة؛ وقع العكاز أرضاً، ومال جسدها الواهن بضعفٍ، والسبب...صدمه، حيث رجوع الحبيب بعد طول غياب !
والغائب التهم المسافة بينهما بقلبِ عاشق متألم، يسند جسدها الواهن، وقلبه النازف يصرخ بألمٍ...
"أنا عكازكِ !"
ولم يدرك أن لسانه نقل صرخة قلبه، بهمسة حانية، مرتعشة، فأتى الرد منها تحمله كلمات متقطعة
"أ..نت ه..هنا؟؟"
همسها المرتعش، ودموعها التي بدأت في الهطول زدات من ألمه أضعافا، فلم يجد حالا سوى، العناق !!
حيث أن في العناق نجد ما ينقصنا !
وعناقهما كان متألما، مليئاً بالمشاعر التراجيدية، والقلب أعلن تمرده فقرعت طبوله !
ذراعيه يدعمان جسدها المرتعش، ووجهه دفنه في تجويف عنقها مغمضا عينيه..
وهي، ترتعش، تتشبث بملابسه المهترئة بقوة، تحاول، تعافر لتخرج الحروف كما كانت تخرج يوما، والنتيجة؛ فشل !
_ماذا حدث لكِ ؟؟؟
ولو كان ينتظر ردها، فلن ينول سوى الصمت..
حيث أن المختبئة بصدره تنشج باكية، حاولت بشقِ الأنفس لتوضح، تخبره، تتأسف له عما حدث..
والأم، تراقب ما يحدث بتأثيرٍ لم تستطع مقاومته، حين قرر مروان السؤال، تولت هي ضفة الحديث، حيث أنها تعلم صعوبة الأمر على صبا :
_يبدو أنك لن تتحمل الأنتظار أكثر، فلنجلس بغرفة الحجلوس أولًا، وبعدها سأخبرك بكلِ شيء !

وانصاع إلى أمر أمه، أبتعد عنها قليلا، رفع كفه ليمسحx دموعها، بينما هي تتهرب بعينيها بعيدا عنه..
وفجأة، شعرت به يحملها من خصرها بذراعه، يتحرك بها نحو الأريكة، فاتسعت عيناها المبللتين بعشقٍ صادق، يجلسها على الأريكة برفقٍ وأمه تتبعه بابتسامة صغيرة !

بدأت رقية بالتحدث، تفند، تبرر، وتخبره عن معاناة زوجته المتشبث بكفيها الآن :
_أنتَ تعرف الكثير من أبعاد الموضوع، فقط ما لا تعرفه، هو أن صبا تأثرت نفسيا بما حدث لها، فور كل عودة من غيبوبتها المتقطعة تنهار، تبكي، وتصرخ بأسمك أنتَ فقط، وتعود لغيبوتها مرة أخرى، وحين أستقرت حالتها، اكتشفنا أنها تعاني من صعوبة في التحدث، أخبرني الطبيب وقتها أنه سبب نفسي وستتحسن حالتها مع الوقت !

اغمض عينيه مروان متألم وهو يشدد على كف صبا البارد برفقٍ وكأنه يطيب خاطرها، وهي ما زالت بين الوعي واللاوعي مُعلقة، تتأمل جانب وجهه بعينين مشتاقتين، لا تصدق أنه هنا !
لقد علمت ما حدث لها، السيارة التي كانت تستقلها مغشيا عليها، تدخل الشرطة في الوقت المناسب، وتقطيب جرح عميق وخطير جدا، وعرفت أن هاني قُتِل، والقاتل كان زوجها، مروان، أخبروها أنه تم حبسه في قضية قتل، والسبب هي..
يومها صرخت، انكتست حالتها، ودخلت بغيبوبة استمرت لساعاتٍ طويلة، وفاقت والصدمة وقتها كانت في عدم قدرتها على التحدث والصعوبة في السير على قدميها، والسبب "اضطراب نفسي"، طوال الأيام السابقة كانت ناسكه في محرابx الألم، الندم على تهورها..
تبكي بحرقة ورقية تدعمها..
لم تكن تعلم أن مروان سيخرج اليوم، وحقيقة لو كانت تعلم لكانت سقطت مغشيا عليها من هولِ الصدمة!
والقلب الآن يتراقص فرحا، وألما، وخجلا من نفسها !

قصت رقية له كل شيء، وتوقفت عن البوح لاهثة، تناظر وجه أبنها المتألم بتأثير، تميل نحوه لتربت على ركبته بحنان دون أن تتفوه بحرفٍ، ثم تنتصب واقفة، تجذب جميلة برفقٍ، وب"شياكة" تركت لهما الغرفة وحدهما وأغلقت الباب خلفها...
_أ...ن...ا آ..سف..ة!
قالتها بصعوبة وهي تحدق بالأرض بعينين مبللتين، تعترف بأسفها أنها آذته، تكمم فمها بكفها وكأنها تمنع بكاءًا على وشكِ البدأ، تظن أن أعتذارها هو الحل، وهو سيعتبره هكذا بالفعل، فأمام عجزها، عادت افكاره السوداء إلى حيث..لا يعرف، وأقر القلب تآمرا مع العقل أن تلك المرأة لن يتركها أبدا :
_لا تتأسفي، دعينا ننسى ما حدث، سنتخطى الماضي ونبدأ من جديد، حيث حياتنا دون ضغائن، وحب صادق لن يقل أبدا !
قالها بصدقٍ أجبرها على الأبتسام، تعرف أنه كان ينوي الابتعاد عنها وهي متفهمه لكلِ هذا، لكن الآن !
تراجع عما ينتويه في طرفة عين، حيث أنه لم يتحمل ما حدثها لها..
ربما أدرك أنها مثله، مظلومة..
لكنها هي، تدرك أنه لن ينسى ما حدث بسهولة، لكنها ستحاول، و..كفى !

وهو بقلبِ عاشق تغلب على سوداويته، وقرر..
سيحاول أن يستأنف حياته معها، وينظف روحه الممتلئة بالضغائن !
وهذا ما يحتجاه بالفعل !
======
دفنت رأسها في وسدتها قبل ان تطلق عدة آهات مكتومة وهي تشعر بأن جدران غرفتها تكاد تكتم على أنفاسها!!!
شعرت بباب الغرفة يفتح فرفعت عينيها اللتين كانتا تتألمان مثلها!!...لكنها ظلت على وضعها حتى شعرت بها تجلس جوارها مربتةً على رأسها بحنو :
-ماذا بكِ يا جود، لماذا أشعر بأنكِ تخفين شيئاً عليّ!

رفعت جود عينيها ببطء ثم اعتدلت في جلستها تزامنا مع عدة آنات خرجت من بين شفتيها كنغمة حزينة!!..
فازدردت ريقها ببطء ثم همست بشرود :
-نعم تمارا أنا أخفي عنكِ الكثير والكثير...لكن لن اتمكن من اخبارك بشيء...
-بل ستخبريني لأنني لن أتركك هكذا...أنتِ بالكاد تتناولين طعامك بشكل متقطع عدة لقيمات صغيرة والعديد من أكواب القهوة!!..
قالتها تمارا بتوجس وعينيها تجوب على ملامح جود الشاحبة بشفقة ، تجذبها من كتفها محتضنةً رأسها بحنانٍ لم تتدعيه قبل أن تردف بنبرة أشد خفوتاً وهي تربت على شعر جود شديد النعومة :
-يبدو أنكِ قد سئمتي مني يا جود....منذ "عقد قراني" وأنتِ تبتعدين عني!!!!...هل هل أزعجتك في شيء دون قصد!!!!... أرجوكِ تلك الخواطر تكاد تفتك برأسي!!
اغمضت جود عينيها بألم ، ثم اخفت وجهها في صدر تمارا وشعور الأمان يعود لها من جديد.....لكن أفكارها لم تتركها وحدها بل تضافرت أكثر بطريقه كادت تفتك برأسها...
ماذا تخبرها!!
تخبرها أن هذا الذي تُطلق عليه زوجها يضايقها وبشدة دون أي سببٍ يذكر!
هي تخشى أخبرها بالحقيقة المُرة فتسئ تمارا فهمها وتحكم عليها بالابتعاد عنها بل بترك بيتها التي تقطن به منذ خمس سنوات!!!
وإن حدث هذا فأين ستذهب ولمن؟!

عند خاطرها الأخير سقطت دموعها رغماً عنها لتهمس بصوت واهٍ، مرتعش :
-لا أنا لستُ غاضبةً منكِ لكنني غاضبةً من نفسي...أشعر بأننى أخطأت...أخطأت عندما رفضت عرضٍ زواج كعرض جاسر...
جحظت عينا تمارا مبهوتةً، وتدلى فكها حتى كادx يعانق الأرض من شدة صدمتها...فرفعت جود عينيها ببطء لتلاحظ تغير ملامحها...لكن تمارا تداركت الموقف بسرعة..ثم هتفت بشيء تهكم:
-تريدين الزواج من سارق؟!!
_ليس سارقا يا تمارا، لقد أخبرني أنه مظلوم !
تقولها جود بيأسٍ أثار تعجب تمارا، والشك بداخلها يتفاقم أكثر..
هناك شيء غير مريح تخفيه جود عنها، كما أن هناك عدة تحركات مريبة تحدث حول منزلهم، أخبرها حارس البناية به، والآن يزداد شكها يقيناً بأن صديقتها ليست على ما يرام، وربما السبب هو..زوجها !!!
لا تتعجبوا لقد لاحظت نظرات محمود نحوها، والرعب الذي يصيب جود حين تراه، تأتي بسيرته أمامها، فقط لو تتحدث وتخبرها أن شكها صحيح، وهي لن تتركه، ستطلق منه بعد أن تأخذ حق جود منها، لكن جود تخشى أن تخبرها، تظنها لن تصدقها، المجنونة !
_جود، هل يضايقكِ محمود ؟؟؟، لا تخشي شيء أخبريني ؟
قالتها تمارا بحزمٍ بعدما شعرت بأن شكها سوف يقتلها، تريد أن تعلم ماذا أصابها منذ زوجها بجانب جرحها العاطفي التي لا تعلم عنه سوى بعض الرتوش..
وجود انتفضت، اتسعت عيناها مبهوتةً وهي تحدق بملامح تمارا الصارمة، فيتضح الخوف على ملامحها..
تتشبث تمارا بكفها ورد فعل جود يثبت صحة توقعها، تشدد على كفها بدعمٍ، هاتفة :
_أقسم بالله لن أكذبكِ إن أخبرتيني بما يحدث، ماذا يفعل لكِ ذاك الحقير !
وأمام دعم تمارا، انهارت جود، سحبت فتيل صمتها، وانطلقت توضح، تفسر، تبكي، ويقشعر بدنها بتقزز :
_يمتهن جسدي بعينيه ولسانه، يت...يتعمد لمسي بقذارة، وأنا أقسم لكِ، أقسم بالله لم أتحدث معه، ولم أتلاعب كأنثى قد تبدو في نظرك غير محترمة، هربت من أهلها مع رجلٍ كانت تحبه، أنا...أنا كظمت ألمي بداخلي حتى لا تظني السوء بي وتطرديني من بيتك!

بررت، بكت، تشبثت بيد صديقتها تطلب منها أن تصدقها، ألم ترجوها أن تتحدث وستصدقها، ها هي تحدثت، فلتصدقها الآن، ترحمها من خوفها ورعبها !
والصديقة، الصغيرة كانت تلوم نفسها دون صوت، هي تهورتْ لأجل حبٍ عقيم أوقعها في جُبٍ عميق كهذا، تهورتْ ومع تهورها جرحت صديقتها معها، كانت تعلم..
والله كانت تعلم أن محمود هذا ليس شخص سوي، به شيء مرعب، والآن تعرفت على وجهه القذر، ورُغم عنها تشعر بالألم لأجل نفسها، ولأجل صديقها..
ففكرة "أنك كنت غير موفق في أختيار شريك العمر؛ مؤلمة"
_تمارا !!!!
على نداء جود عادت تمارا إلى أرض الواقع، التفتت لها مبتسمة ابتسامة ضعيفة، ثم هتفت بهدوء وهي تربت على كفها المرتعش :
_لقد أخطأتِ جود، كان يجب عليكِ أن تخبريني بالحقيقة، لماذا تركتيني هكذا ؟؟؟، أتابع طريقي مع رجل لم يحترمني ولم يحترم أنكِ شقيقتي وليست صديقتي ؟؟؟، لماذا يا جود صمتِ؟، أكنتِ تريدينني أن أقع في فخٍ وعر كهذا !
_أقسم بالله كنت أخشى أن تكذيبنني، كنت أخشى أن يسيطر عليكِ ما فعلته بأهلي!
_ومن أنا لأحكم على بشرٍ مثلي ؟؟؟، لقد رأيتك منكِ نقاء لم أرَه من قبل جود، أنتِ كنتِ ضحية تهورك وروعنتك وقتها، لكن الآن أنتِ أصدق امرأة على وجه الأرض، أنتِ شقيقتي وكان يجب عليكِ أخباري بكل هذا لأطلب الطلاق !
قالتها تمارا بحزمٍ عاتب وهي توبخها فاخفضت جود رأسها أرضا، ومع جملتها الأخيرة انتفضت جود، وتلعثمت قائلة بصدمة :
_تطلبين الطلاق ؟؟؟؟
والبسمة التي زينت ثغر صديقتها لم تتوقعها، كما النبرة الواثقة وهي تربت على وجة جود :
_نعم سأطلبه وسأحصل عليه، أتظنين أنني سأبقى مع "خائن" وعديم الأخلاق حتى لو كان زفافي قد اقترب، فليحترق هو والزفاف...كرامتي فوق الجميع جود !
والجملة الأخيرة اصابت جود في الصميم، فاهتزت حدقتاها وازدادت كثافة دموعها..
تلك الفتاة، قوية، لا يكسرها حب..
ولا تجبرها ظروف على فعل ما لا تراه مناسبا لها..
عاشت حياتها وحيدة، ورُغم ذلك تتحلى بالخلق وإن كانت منفتحه قليلا!
تلك الفتاة صعبة المنال "تمارا" تستحق جائزة الفتاة المكافحة بجداره !
وهي، جود تستحق القتل، وعدم الراحة دائما..
تدرك أن الله غفور رحيم..
لكن البشر، ينسقون خلف منطق "من أخطأ يُحاسب حتى تغادر روحه إلى خالقها "
والمنطق الفلسفي يقول "من أنتَ يا بني آدم لتحاسب أخيك على جُرمٍ توقف عنه، أعلن توبته، وندم...من أنت!!!!!"
والجواب..
أنا إنسان !

شردت الفتاتان في عالهما الخاص، تمارا قررت الأنفصال وألمها لا يساوي في معادلتها سوى هباء منثور، وجود تخفض وجهها بخجلٍ وحرج، تشعر بالأسف على حال صديقتها وانفصالها عن زوجها حتى قبل الزفاف !

رنين جرس الباب قطع افكارهم، فانتفضت جود بوضوح أمام عينيx تمارا التي شعرت بالغضب والشفقة عليها، فهتفت برفقٍ :
_لا أعتقد أنه محمود، سأذهب لأرى من !

خرجت تمارا من الغرفة وأغلقت الباب خلفها مبتسمة برفقٍ، غابت عن عينيها لدقيقة كانت خلالها جود مرتبكة، تشعر بشيء غريب بالخارج، تغمض عينيها بذعر، تخشى أن يكون الزائر محمود...
خوفها تمكن منها، حتى أنها كادت تبكي، لكن صوت باب غرفتها الذي انفتح بهدوء وشى بأن الواقف عند الباب ليست تمارا لا !
رائحة عطر رجالي اخترقت انفها، فاغمضت عينيها بقوة تخشى النظر إلى هوية الواقف أمامها..
تراجعت حتى نهاية الفراش، بارتباك دون أن تفتح عينيها..
والواقف....
من كان يناظرها بعينين مشتاقتين غاضبتين في مزيج مدهش، ارتعش فكه متأثرا، أخفى فكه بكفه كاتما تأوها مشتاقاً، ثم تحرك نحوها خطوة، عاد بعدها خطوات إلى الخلف، والحل المناسب كان التحدث بهتاف حنون :
_جيجي !!!!

الصوت، النبرة، ولقب دلالها الحبيب اخترقوا مسامعها، شهقة عنيفة انفلتت من بين شفتيها حين وقعت عيناها عليه، تناظره بعينين متسعتين ووجهٍ شاحب، فابتسم !
ابتسم وفتح ذراعيه مرحبا بعناقٍ اشتاقه قبلها..
وهي ما أن استوعبت، ادركت، حتى ركضت نحوه صارخة بأسمه :
_يوننننننس !
والقت جسدها بين ذراعيه تشهق باكية، وهو ضم جسدها بحنانٍ لم يستطع اخفاءه، يقبل شعرها بحنانٍ، وهي تردد أسمه بهيسيرية، تتلمس ظهره بكفين مرتعشتين :
_يونس!، يا إلهي أنت هنا !!!، تأخذني بين ذراعيك !
_اشتقت لكِ جيجي، لماذا فعلتِ بنا كل هذا يا قلب أخيكِ؟؟؟، أيرضيكِ إبتعادك عنا كل هذه السنون !!!، لماذا ولأجل من؟؟، لأجل من!!!!!
بشراسة قالها، وبغضبٍ لم يهدأ حتى هاته اللحظة ضرب رأسها بكفه وإن كان برفق، يعنفها، يلومها، يوبخها عما فعلته بهم وبنفسها..
ينكأ جرحها عمدا يناقض دفء عناقه، بكت، نشجت بعدم تصديق وهي تتشبث بملابسه بقوة، وكأنها تخشى أن يكون كل هذا ما هو إلا محض خيال !
لم تشعر به وهو يسحبها نحو طرف الفراش، جلس وأجلسها بعدما أبت أن تبتعد عنه، يمسح على خصلات شعرها محاولا تهدئتها...
لقد تغيرت تماما، شكلا..وجسدا، و شعرها !!!!!!
شعرها الذي كانت تعشقه حد الجنون بطوله الرائع بالكاد يلامس أذنيها !!!
صغيرته منطفئة، وكم آلمه هذا !
أما هي لم تلاحظ تغيره الجذري، ملابسه التي يبدو أنها تحمل ماركة معروفة، شعره المصفف بعناية، وملامحه التي ربما اكتسبت سُمره، إلا أن وسامته زادت !
_حين علمت مكانك بعد عودتي من السفر أتيت لآخذك فورا، لن أتركك وحدك ثانيةً، سآخذك معي..ربما ما زلت غاضبا حتى هاته اللحظة، إلا أنني لن اتركك بعيدا عني مرة أخرى !
قالها يونس بحزمٍ مهتز وهو يضم جسدها المرتعش بين ذراعيه، ومن وسط نشيجها سألته بأمل بزغ من العدم :
_من أخبرك بمكاني ؟؟؟
انعقد حاجبا يونس حين استشعر بادرة الأمل بنبرتها، وإجابته الحذِره اسعدتها :
_أمجد!!!!!!
هكذا إذًا!
لم يرِد أن يتركها وحدها، رغم غضبه، ورغم حزنه منها، أخبر شقيقها بمكنها حتى لا تبقى وحدها !!!
_كما أنه لمح ليّ برغبةٍ في الارتباط بكِ !!
قالها يونس بنفس الحذر دون أن يتوقف عن التربيت على رأسها..
بينما هي..
اتسعت عيناها مبهوتة، وجملته تتردد بأذنيها غير مصدقه !
من لمح لمن ؟؟؟!!!!!
هي بالتأكيد...تحلم !!!!!
======
أنتهى الفصل الحادي والثلاثون، أتمنى من كل قلبي اشوف رأيكم من البداية وفي صمت رهيب بعد كل فصل، وحاليا الصمت ده اصابني باليأس، أتمنى أشوف رأيكم حتى ولو بالنقد، الفصل ده اتكتب بحالة صحية سيئة جدا، ورغم ده كتبته بقلبي، أرجوكم عبروا عن رأيكم..
قراءة سعيدة !!!



شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-21, 02:41 PM   #447

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Rewitysmile3

الفصل روعة
شفاكى الله وعافاكى يارب ياشمس

مروج وتهور بكل غباء وذهابها لسالم
وتهو اكثر من اياد ماذا سيحدث
مروج وءهابها فى صالح مليكة لمعرفة مكان امجد
لكن ماذا سيفعل سالم الشيطان

مروان واه من قهر الرجال
حقا صبا غبية بكل شئ
صبا بجد قهرت مروان
لكن للاسف قلب مروان يعشق غباء صبا

يونس هلا والله بالعودة
واخير التقى الاخوان جود ويونس
تمارا
اخيرا ستتخلص من محمود الحقير
ابدعتى شمس


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-21, 03:09 PM   #448

احمد حميد

نجم تغطيه مسلسل سيلا 2


? العضوٌ??? » 84369
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,685
?  نُقآطِيْ » احمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . روعة كتير برو

احمد حميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-03-21, 12:06 AM   #449

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

الف سلامه عليكى ياحبيبتى شفاكى الله وعافاكى

الفصل جميل جدا مروج اتهورت فعلا اما راجت لمالك وبعديه لسالم

المصيبه ان اياد فاكر كدا طالما راحت تستنجد بمالك انها لسه بتفكر فيه

سالم يخربيته عنيف ومتهور ربنا يهده بقى ونرتاح منه

الحمدلله ان امور صبا هديت اخيرا مع مروان واتمنى حياتهم تبقى افضل

جود صعبت عليا اوى والحمد لله ان يونس وصل لها اخيرا وكمان فرحت قلبها بطلب امجد الجواز منها

اخيرا تمارا هتخلص من الحيوان دا داهيه تاخده هو واشكاله

تسلم ايدك


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 27-03-21, 03:48 PM   #450

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

رائف الغبى دفع مروج للهروب من المنزل ....
مروج تهورت وهربت دون أن تفكر ب امجد وما سيحدث لة
عندما يعلم انها ذهبت إلى سالم الامير...
لقد كان على وشك قتلها لولا قدوم اياد ....
اياد عرض نفسه للخطر من اجلها....
🌺🌺🌺
اعتقد ان امجد قرر الزواج من جود لكى يعاقبها
على خداعة ...
وهو لن يسامحها بسهولة....
لقد تجرأت جود اخيرا واخبرت تمارا بتصرفات خطيبها الحقير
وتمارا قررت الطلاق منة ....
🌺🌺🌺
مليكة وجدت مكان امجد واخوتة اخيرا
اعتقد انها سوف تخبر امجد ب حالة سليم لكى يذهب
لرؤيتة لعلة يصحو من غيبوبتة ....
فصل رائع
تسلم ايدك


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.