آخر 10 مشاركات
الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          28 - الثأر - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : وردة دمشق - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          27 - هديتى - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق - مكتبة زهران (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          أنا وشهريار -ج4من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          26-المسافرة -راكيل ليندسي -ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          كنزي أنا (53) -ج3 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-21, 08:31 PM   #461

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثاني والثلاثون ج٢
======
تختلف الأسباب ونهاية الفراق واحدة؛ موتٌ مُقبض والضحية قلبٌ أرهقته سنون الفراق !
وقلب الشقيق اشتاق عِناق نصفه الثاني، ابتسامته، وغضبه، ونبرته الحنونة حين الألم !
قالوا له يومًا أن الفراق كسكين ثلم سيكون حال السكين دون المفقود طعنة !
وتحمل هو ألم الطعنة، تحمل فراقًا لم يكُن يريده، تحمل اشتياقا إلى نصفهِ الآخر!
ابتعد عنه بقوة طاغية، ولم يكن فراقه أبدًا طواعية !

حين رآه على فراش المرض تألم، التوى قلبه على نارٍ حارقه، عيناه تدمعان دون توقف، وخافقه يئن دون قدرة على الصراخ، جسده بأكمله يرتعد، والألم يغزو قلبه في حربٍ غير عادلة !
تلمس جبينه، قبل وجنته، ولثم كفه الباردة كالصقيع بحنانِ أب، يهمس معرفًا نفسه وكأنه يسمعه، يطالبه بنظرة واحدة من عينيه، يطلب عِناقًا دافئًا، وهمس بضعفٍ أنه ليس بخير !
جسدان والروح واحدة !
دارت الدنيا به واسودت أمامه، تشبث بكفِ شقيقه وبكى، بكى كما لم يبكِ من قبل، يقبل كفه بهستيرية يبغي استفاقة، يعتذر والنبرة مهتزة..
وحرب المشاعر في هاته اللحظة ملحمة !
ملحمة احترق فيها وتحول إلى رمادٍ صُنِع ليبعث منه والغاية؛ شقيقٌ ظُلِم طواعية !
-أنت غاضبٌ مني أليس كذالك !
وكأنه بنبرته يقر لا يسأل، ينظر إلى ملامحه الساكنة بهدوء أثار ألمه حتى الهياج، يضغط كفه الباردة بضعفٍ ويعاود بكاءه المتألم والشفاه ترتعشان بوضوحٍ :
-لم أكُن أقصد أن أتركك وحدك يا قطعة من قلبي تركتها دونما اهتمام، تركتك ورحلت ولم أكُن أعلم أنك قطعة من قلبي، أنتَ من دفعتني لأتركك، وانا وافقت بأنانية، والآن أنت على فراش....فراش الموت !

والجملة الأخيرة خرجت بحشرجةٍ باكية والكلمات تأبى الخروج، الدموع تهطل دون توقف وكأنه طوفان !
طوفان دموع، مشاعر، وندم، والطوفان غايته دمار، والدمار أتى في صورة إغماء أجبر جسده على السقوط أرضًا، حيث العقل استسلم وأعلن انسحابه، وجسده تحت وطأة انهيار عصبي أصاب عكاز أخوته بالانكسار..
والسقوط أمام عيني اشقاءه يتطلب صرخة باسمه وصوت شقيقتهم الصغرى كان أقوى وأعنف..
-أمججججد !
وتلو صراخها اقتحمت الغرفة دونما اهتمام بكفِ إياد الذي حاول منعها، وكان حال محاولته أمام صراخها باسم شقيقها فشل !
اقتحمت الغرفة برعونة ولسانها يعزف سيمفونية صراخ يحمل أسم شقيقها الواقع أرضًا :
-أمجد !!!!
وقبل أن تصل إليه وجدت يدي الطبيب تجذبانها خارج الغرفة، وينال رفض وصراخ هستيري لا يليق البتة بغرفة عناية مشددة، زجرها بعينيه يطلب خروجها دون إزعاج بينما ممرضان يعملان على نقل جسد أمجد خارج الغرفة، رفضت، وتشبثت بمعطف الطبيب ترجو بقاءً، والطبيب يزفر بعنفٍ وقد أصابه السخط منها، دفعها الطبيب بشيء من العنف خارج الغرفة وكادت تسقط والمنقذ ذراعي إياد والنبرة تحمل رفقًا تحتاجه إلى الآن وبشدة :
-اهدئي، سيكونا بخير لا تفعلي هذا بنفسك !

وإثر جملته الحنونة ازداد انهيارها، تشبثت بذراعه تبغي دعمًا، وتنظر إلى عينيه بتشتت رق له قلبه، فابتسم لها بحنانٍ وهو يسحبها معه لتجلس على مقعدٍ قريب، يجلس القرفصاء أمامها، وينظر إلى وجهها الشاحب بحنانٍ أبوي سيطر عليه، يبتسم لها بدفءٍ ويمنحها دعمًا بكلماتٍ قليلة :
-أنا أشعر بكِ يا مروج، أشعر بألمك وخوفك على أخويكِ، لكن لا تتصرفي باندفاعٍ هكذا يا صغيرة، أعلم أن ما تريه الآن يفوق تحملك، وما أريده منكِ أن تتماسكي !

وما يطلبه دربًا من الخيال؛ حيث إن الشقيق البعيد على سندان الموت ينتظر كلمة النهاية، والأخ الآخر، صديقها ومن رباها لم يتحمل رؤية شقيقه على فراش المرض؛ فسقط !

والأخ الأصغر تسمّر مكانه، يضم كتفي لجين المرتعشة بدعمٍ هو أقصى ما يحتاجه الآن !
المشهد الآن برمته محض خيال !
والواقع هنا ليس ملموسًا البتة، بل مطموسًا أمام طوفان المشاعر، وهياج وحش الماضي بعد تحطيم أصفاد الحاضر !
المشهد لم تتحمله أعصاب أمجد؛ فسقط !
وهو، رائف الشقيق المتمرد، حار الدماء، والمتهور يعلن ندمه على كلِ لحظة تهور بها، أغضب أحبته، وأرهق روحه بها؛ حيث هُنا نحن بصدد موتٍ !
والمشاعر في هاته اللحظة ماراثون والفائز يعلن سيطرته على قلبه !

ومليكة كانت تبكي بصمتٍ، لم تبدِ أي ردِ فعل بل صمتت !
تسمّرت بجمودٍ لا يتناسب البتة مع طاحونة المشاعر التي حطمت روحها في طرفة عين !
والمنطق هنا يقول :
"سيشعر بألم توأم روحه؛ فينازع ليفق !"
وللعجب كان منطقها صحيحًا حد الدهشة !

-المريض لم يتحمل الصدمة وأصابه انهيار عصبي !
نبرة الطبيب تفسر، وتبرر سبب الإغماء، والواقفين أمامه في حالة جمودٍ تام، الدموع فقط هي ما تزين وجوههم...
ونهنه بكاء كانت صاحبتها مروج وهي تحتضن كتفيها تبغي دفئًا يدحره برودة الواقع بكلِ سهولة !
والشقيقة الأخرى تتشبث بقوةٍ واهية، فما إن نظرت إلى عيني رائف حتى شهقت باكية فضمها بحنانٍ، يمد ذراعه الأخر نحو مروج المرتعبة حد الهوس في دعوةٍ صريحة لعِناقٍ، ووافقت !
قطعت المسافة الفاصلة بينهما واحتمت بحضنه...
ضمهما بحنانٍ تعلمه من أمجد، يقبل رأس هذه ويضم تلك بقوةٍ كما كان يفعل أمجد..
يهمس بنبرةٍ مهتزة وهو يشدد من ذراعيه حولهما :
-لا تخافا حبيباتي، الله عليمًا بنا، لن يوجعنا بسليمٍ بعدما اجتمعنا، وسيعود أمجد بحنانه المعهود !

هو يتمنى بحرارةٍ، وهما ليس أمامهما سوى الدعاء !
======
همسٌ حنون، وقبلة دافئة داعبت كفه، بكاءٌ مُنهار ونبرة مهتزة كان صاحبها شقيقه !
نبرته الخفيضة جوار أذنه أثرت به، السواد المحيط به من كلِ جانب بدأ في الانقشاع ببطءٍ شديد !
"أنا أمجد"
يُقر والهمسة مرتعشة، يضم كفه الباردة بين كفيه الدافئتين، يقبل الجبين، ويغرق الوجنة بدموع ألم !
يعاود همسه بانهيار وكأنما تحول الأخ العاقل إلى طفلٍ !
يرجوه عودة، يعتذر، ويبرر وهو في عالمٍ موازٍ يعيش دُنيا الأحلام ويرتشف من كأس الخمود بشراهة وكأنه نبيذٌ معتق، حيث أول رشفة تختصر اللذة !
ولذة الابتعاد عنده أفضل !
؛ حيث الواقع مدنس بدماء الشر، وهو يكره رائحتها حد الخوف !!
وهو الآن خائف، يبغي عِناقًا دافئًا يدحر برودة جسده، يشتاق إلى حبٍ خالص، نظرة دافئة، وقبلة على الجبين فيها تجبيل كونه الأخ الأكبر !
هو حُرِم من أخوته في طرفة عين !
والآن هم حوله، يشعر بهما بقلبِ أخ، ويبكي قلبه حزنًا على بكاء نصفه الأخر !
رُبما هو لا يصدق حتى هاته اللحظة أن أمجد بجواره، تركض كلماته في سِباق شاق ليكون مرساها أذنيه، يسمع النبرة، وتؤلمه الهمسة، وتقتله الشهقة !
سمعه يشهق كطفلٍ يخاف الظلام، وتلو شهقته عمّ سكون مُقبض، يشعر بكفِ أمجد تتخلى عن كفه!
وبصرخات بعيدة تحمل اسمًا واحدًا !
"أمجد"
صوت أقدام، وطبيب يحاول إخراج أنثى تصرخ باسم أخيه!
وفي عالمه حالك السواد انتفض وافقًا، شحب وجهه وشفتاه تنفرجان ببطءٍ قاتل :
-أخي!
يهمس والنبرة خائفة وينل الصدمة؛ حيث الهمسة لا تتخطى حاجز شفتيه، أصفادٌ وهمية تكبلهما، تخبره أنه في عالمٍ موازٍ وتلك الهمسة لا تخصه !
بل تخص واقعه، تخص شفتيه الزرقاوين لتعبرهما، تخص أذنيه لتسمعهما؛ فيفتح عينيه!
وهو الآن يبغي عودة !
سيعلن انتهاء الرحلة ويعود إلى أرض الواقع !
تشبث كثيرا بعالمه الصامت والآن حانت العودة !
واحد..
اثنان..
ثلاثة..
وارتعش الجفن يعلن صحوة، تحرك الكف يبرهن عودة!
واتسعت العينان في لحظة لم يستوعب بها أي شيءٍ أو ربما لا يرى أي شيءٍ....
هو عاد !
رُبما نعم..
وربما لا !
====
هل عادت إلى منزلها ومعها شقيقها !
لا تصدق ولن تصدق؛ حيث الفتاة المتهورة التي هربت من منزلها يومًا وبيديها شهادة تُقر بأنها عارٌ على أهلها، لا تستحق العودة إلى ماضيها النقي مرة أخرى؛ وهذا التبرير يخصها هي، هي وحدها مقتنعة به رُغم تعنيف شقيقها لها حين همست بضعفٍ :
-أعترف أنني أخطأت حين تهورت، تصرفت برعونة ووصمتُ نفسي بعارٍ، وأعترف في هاته اللحظة أنني لا أستحق الحياة!
ويغضب هو رُغم تسلل شيئًا من الموافقة على ما قالته، لكن حبه لها دحر موافقته على هواجسها الواقعية!
يشدد قبضته على كفها بشيءٍ من القوة كما نبرته :
-انسِ الماضي يا جود، لم آتِ إليكِ بعد طول بحث لأعاقبك على ما فعلتِه في زمنٍ مضى، أبي أخبرني وهو على فراش الموت أنه يسامحك وطلب مني أن اسامحك، انسِ الم...

وينال شهقة، رعشة، ودموع تسابقت على وجنتيها، تهتز النبرة، وتتناثر الكلمات بشرارة ألم على وشك اشعال الحريق ! :
-أبي!!!!!، هل...هل مات أبي يا يونس !

ولم يمنحها ردًا تحمله نبرة متألمة، بل طعنها بنظرة تفي بغرضِ الرد، نظرة كانت في بدايتها متألمة وكأنه يُقر بفراق أبيهما، ومن ثم تحولت النظرة إلى عاتبة وكأنه يخبرها أنها السبب !
والاحتمال الأخير ذبحها بسكينٍ ثلم، وأُريقت دماء روحها في طرفة عين قربانًا لأبٍ ألحقت به العار بكلِ رعونة !
مات أبيها ولم ترَه، لم تقبل وجنته بخوفٍ، ولم تحتضن كفه تمنحه دعمًا علَّه يتشبث بالدنيا لأجلها !
والواقع هنا يصفع ندمها بقوة؛ حيث الأب رحل عن الدنيا والسبب هي!
وقتها رفعت عينين حمراوين له، وانفرجت شفتيها المرتعشتين :
-لم أرَه منذ خمس سنوات، خمس سنوات دون عِناقه الحنون، خمس سنوات لم أسمع ضحكته، لم أسمع اسمي بنبرته الحنون، لم أطعمه بكفي بدلالِ ابنه تحب أبيها، لقد قتلته !!!!!، انا قتلته يا يونس !!!

وتحول همسها المتألم إلى صراخ هستيري، تطايرت دموعها وشحب وجهها وهي تدفنه بين كفيها..
صوت نحيبها كان يقطع نياط قلبه، ويضفي الحامض على قلبه الملتهب بجروحٍ لا شفاء لها كما جروحها؛ فحضنها...احتواها بذراعيه وهمس بدعمٍ صادق :
-أبي أخبرني أنه سامحك، أخبرني أنه كان يحبك فلم يستطع أن يكرهك، أخبرني أنكِ ابنته وما فعلتِه بنا ستتحملين ذنبه وحدك لكنه لن يحملك ذنبه؛ فسامحك، وها أنا أخبركِ أنني أسامحك!
يتبع......


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-21, 08:35 PM   #462

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

وانتهى الحوار بينهما وقتها، أخبرها أنه سيأخذها لتعود معه وكادت ترفض؛ فأجبرها على لملمة اشيائها في غضون ربع ساعة ووافقت !
وحين انشغالها بجمع اشيائها وجددته يسألها بترددٍ :
-أتريدين ان نأخذ تلك الفتاة التي قابلتها بالخارج معنا !، كما فهمت من أمجد أنها وحيدة وأنكِ بمقام شقيقتها !

لم تصدق أنه يعرض عليها عرضًا كهذا خجلت أن تطلبه منه؛ فيرفض !
وعكس توقعها كان عرضه، وابتسمت هي بسعادة، تومئ برأسها والسعادة تتراقص بمقلتيها؛ فيبتسم !
يربت على كتفها بحنانٍ لا يعرف انه يعيث بنفسيتها السيئة فسادًا :
-حسنًا صغيرتي، أخبريها لتأتي معنا....وبخصوص أمجد سنؤجل الموضوع كما رغبتُكِ الآن !

ونال ابتسامة ضعيفة، وشرود قصير حيث حلق خافقها في سماء حبيبٍ طلب يدها من أخيها بعد لقاءٍ كان الألم هو سيده !
وحين أخبرها يونس بطلب أمجد صُدِمت واحترقت فرشاتها الحالمة بنارِ الصدمة..
اتسعت عيناها وعقلها يعلن يأسه في قصةٍ محكوم عليها بالإعدام منذ البداية!، فلِمَ الآن يمنحها أملًا بكفٍ وبالأخرى يدخر لها طعنة !

وفي هاته اللحظة كانت تترجل من سيارة يونس البسيطة، تثبت حجابها المتطاير بفعلِ الهواء...
شيءٌ من الرهبة سيطر على مشاعرها !
رهبة أجبرتها على التراجع خطوتين إلى الخلف فشعرت بكف تمارا -التي أتت معهما بعد رفضها-تربت على كتفها وابتسامة هادئة تداعب شفتيها، تغمض عينيها بهدوء كما نبرتها :
-انسِ جود، انسِ وتابعي حياتك !

الصديقة تطلب نسيانًا هي لا تبغيه، حيث المرأة حين تُخطئ تتحول إلى رمادٍ هي موقنة أنه ليس له عودة !
المرء حين يخطأ؛ يندم، يبكي، ويقر بخطأه !
وهي فعلت كل هذا بل وعاقبت نفسها، والآن هي لا تريد سوى حاضرٍ يتسم بالهدوء، والتخلص من حملٍ أثقل كاهلها طوال خمس سنوات !
كل الأدلة أمامها تخبرها أن هناك نار ستُبعث من تحت ركام الرماد !
تشتعل وتحرق ماضيها، تتمخض حياة جديدة من رحم الغفران، وتتعالى صرخة مولود الفرصة الثانية يخبرك ببساطة أن الله غفور رحيم..
يخبرك ان الفرصة الثانية دائمًا متاحة، عليك فقط باختيار الطريق الصحيح !
وهي اختارته بعدما امتلأت روحها بجروحٍ أصابتها حين اخطأت !

تنهيدة مثقلة خرجت من بين شفتيها وهي تخفض عينيها أرضًا، تنتظر يونس الذي ترجل من سيارته لينقل حقائبهم بينما هي تقف عند باب المنزل تخشى الدخول؛ حيث الذكريات في هاته اللحظة تبغي استعمارًا لعقلها المُرهق !
ترى شقيقها يهبط درجات السلم بسرعة والهاتف على أذنه، حاجباه متعقدان وهو يعاود الاتصال ربما...
ولم تمض دقيقة حتى أتاه صوت اشتاقه كثيرًا، صوتٌ تمتلكه امرأة كان يحلم بها كل ليلة، يتمنى لقياها وينام على ذكرى ابتسامة ابتسامتها له يومًا !
كاد يبتسم، يقفز بطفولية فرحًا رغم توجسه من ردها على هاتف أمجد، واجهضت هي جنين سعادته حين اجابت بحشرجة باكية :
-السلام عليكم !
انعقاد طفيف أصاب حاجبيه، وقلق مخيف تسلل إلى قلبه وهو يجيب سلامها بسؤالٍ يحمل لهفةً لاحظتها جود وتمارا :
-لجين !، ماذا بكِ ؟!

ونال صمتًا من جهتها إلا من نهنه باكية وشهقات صغيرة بالكاد التقطها، والعاشق يرتعب، يسقط قلبه بقدميه وهو يسألها مرة أخرى والقلق ينهشه :
-ماذا حدث يا لجين، لماذا تبكين !!!!، ماذا يحدث معك؟، هل أمجد بخير ؟؟؟

حين ألقى سؤاله عن أمجد تسمّرت، وتطوع خافقها بنبضة تلو الأخرى!
قلقٌ سرطاني أصابها، وصدمةٌ غريبة اعترت وجه يونس كما نبرته المبهوتة :
-يا الله !، كل هذا يحدث معكم !، ما هو عنوان المشفى !

مشفى!!!
والسؤال كان عن أمجد ؟!
رباه !
ماذا حدث له ؟؟؟
ألن تنعم بقليلٍ من الراحة أبدًا ؟
-حسنًا لجين، لن أتأخر سأكون عندكم بأقرب وقت !
يطمئن شقيقة حبيبها بنبرة حانية، يوعدها أنه لن يتأخر وكأنه يشعر بأنها تحتاجه!
يتحرك نحو السيارة بسرعة وهي خلفه وتمارا تتبعهما بجهلٍ..
يفتح باب السيارة وقبل الجلوس بداخلها وجدها تتبعه وخلفها صديقتها، نظر إليها فوجد دموعها تهطل من جديد، فسألها بعدم فهم :
-إلى أين تظنين نفسك ذاهبة ؟؟؟
-معك !
بحسمٍ قالتها، وارفقت كلمتها بجلوسها في مقعدها وكأنه ترفض رفضه الذي رأته في عينيه !
يزفر بسخط وهو يتذمر داخله !
"تريد الذهاب وهي لا تعرف ماذا حدث من الأساس !"
هو يرفض ذهابها معه لكن حسمها ودموعها ردعت رفضه، فنظر إلى تمارا الواقفة بعيدًا بتوتر خجل، يبتسم لها ابتسامة شاحبة ويهتف برفقٍ يناقض قلقه :
-تعالِ معنا تمارا!

وأومأت بخنوعٍ دون أن تسأل عن وجهتهما، استقلت السيارة وشيء من الخوف يسيطر عليها !
حيث إنها جاءت مع جود بعدما اخبرتها الأخيرة أنها لن تتركها وحدها وسيتولى "يونس" أمر زوجها والانفصال الذي تريده !
لا تعلم أن للقدر سطوة !
حيث إنها ذاهبة إلى من دق له خافقها منذ البداية. ..
ذاهبة دون أن تعلم ولو كانت تعلم؛ لم تكن لتذهب أبدًا..
أبدًا؛ فرُغم مشاعرها الصادقة، تحمل في زاويةٍ من قلبها كرهًا له و لخداعه، فلولا جرحه لها لما كانت في جوفِ مدفع تنتظر لحظة انفجار ستخرج منه وقتها مهشمة !
وجوف المدفع هو زواجها المتهور، وزوجها المتحرش، وماضٍ كانت هي الضحية به...وما زالت !
=======
فرصة ثانية !
او طوق نجاة، اختلفت المسميات والسعادة واحدة !
وهي سعيدة !
رُغم صعوبة الموقف هي سعيدة، توقن أنها على طريقِ الاستقرار وزوجها معها..
يخبرها أن زمن الخوف قد ولى، يبثها دعمًا تحتاجه، يرجوها عودة إلى طبيعتها..
يتألم لأجلها متناسيًا أنها السبب في كلِ ما أصابه !
شهمٌ هو...
شديد الرجولة والصِعاب لا يتحملها غيره !
يدللها رغم حزنه، يحاول رسم ابتسامة حقيقة والوان السعادة بين يديه، وهي يومًا ما كانت تُصر على اللون الاسود، تلطخ به حياتها وتصبغ روحها به !
وأتى هو في طرفة عين يعلمها المثابرة، التضحية لأجل من يحبهم..
علمها الحب الصادق، وعرض لها نموذجًا عن الأخلاص !

ورُغم مشاعرها العشوائية في سردٍ غير مرتب، إلا إنها حزينة لأجله؛ حيث إنهما في طريقهما إلى المشفى كي يرى سليم...
رُغم تعبه، إرهاقه، أراد أن يراه حتى ولو لثانية....
وهي اصرت على مرافقته رُغم صعوبة طلبها، وهي تعلم أنها عبءٌ يثقل كاهلة في هاته اللحظة بحالتها النفسية والجسدية، إلا إنها أرادت أن تكون بجواره..
تربت على كتفه بدعمٍ كما الآن، تبتسم له بهدوء فيبتسم لها !
وتهمس له بتلعثم يرق له قلبه فيعانقها بدفءٍ :
-أ...علم أن..ك تُح..به، ا..ادعِ له و..وسي..كون بخير !
وتلهث بتعبٍ فيغرمها بعِناقه ابتسامته الضعيفة تزين وجهه، بينما الهمسة تتسلل إلى قلبها قبل أذنيها :
-أحبكِ !

وهذا أعترافٌ بحبٍ مُلطخ بالصِعاب، فرصة، طوق نجاة انتشلها من انتاب البؤس..
الأمل كالنبيذ!
نبيذٌ مُغرٍ وفي عُرف العشاق ليس محرمًا، وهي سترتشفه حتى الرمق الأخير !
======
كانت حكاية تمخضت من عقل كاتب، حكاية بدايتها فراق ونهايتها ليست واضحة!
كانت حكاية حاربت لتُبرز نفسها وسط طاحونة مشاعر، جبروت غضب، وعنفوان بطل !
حكاية كان أساسها الأنانية !
أنانية أب استباح لنفسه السرقة والنهب من مالٍ ليس من حقه !
لم يكُن ابوهم شرير الحكاية بل هو مُفسدها !
شاب في مقتبل عمره رأى جده يصفع أبيه صارخًا والشرر يتطاير من عينيه
"مختلس !!!، انت مختلس يا أبن سالم !، سرقت مال شريكنا وتتبجح !، ما هذا الجبروت !"

الجد وقتها كان غاضبًا حد الاشتعال، يصفع ابنه بقوة ويسأله من أين لكَ هذا الجبروت !
والسؤال يحتاج ضحكة ساخرة من قِبل والد أمجد؛ حيث الضارية تتعجب من غدره، تسأله عن مصدر جبروته وهو رأس الأفعى، سالم الأمير هو قائد المملكة وهو مجرد أحد الرعايا غامر متبعًا نهجِه والآن الذئب يعنفه على التهام الفريسة..
"أرجوك يا سالم لا تتعامل معي وكأنك أبي بالفعل، أنتَ من علمتني الخِداع والغدر، أنت ذئبٌ علمني يومًا أن فريستك هي هدفك الأول والأخير وأنا اغتنمت الفريسة !"
الأب يصيح هائجًا بوجه سالم وأمجد يراقب ما يحدث من شقِ الباب، عيناه متسعتان بصدمةٍ وهو يسمع حديث والده وسالم !
يرى وجهًا آخرًا من أبيه !
وجه سارق يبرر ذنبه، يفند، ويفسر والذريعة؛ الأب فاسدٌ ضارية في أرضٍ لا تعرف النقاء !، والأب في هاته اللحظة كان سالم !
سالم الذي أنقض على ابنه بعصاه يضرب ما يطوله بعنفٍ بينما الأخير لا يتحرك ولا يصدر منه تأوهًا؛ حيث جبروت سالم يركض كالخيل بدمه وهو الآن لن تؤثر به ضربات سالم !
ولا حتى تدخل أمجد أبنه الشاب، يحيل بينه وبين سالم بجسده صارخًا بحمائية وهو يحتضن جسد أبيه
"اتركه يا جدي، لا تضربه أرجوك !"
ووالد أمجد رُغم القسوة الظاهرة بعينيه، سواد ملامحه، وقُبح نفسه، اشتعل غضبه حين انهال سالم على أمجد بعصاه عقابًا له، احتضن هو جسد أمجد بكفيه وجذبه بعيدًا عن مرمى عصا الجد الغاضب حد القتل !
"كم مرة قلتُ لك إلا أمجد يا سالم !"
وسالم دائمًا لا يستحق ألقابًا حميمية؛ حيث الضارية لا تستحق تقديرًا بل تستحق القتل !
وسالم في هاته اللحظة يستحق القتل ويتمنى هو أن يقتل !
ابنه يصرخ بوجهه دفاعًا عنه ابنه الساذج، لطالما اعتبر أمجد ساذجًا خنوعًا بدرجةٍ خيالية..
ووالد أمجد يحبه اكثر من أخيه الأخر الذي يشبه جده كثيرًا !
وأمجد لم يتحمل الموقف وهو يرى جده يجذب أبيه من ملابسه دافعًا إياه خارج الغرفة والقصر بأكمله، وهو خلفه يرجوه أن يتركه وسالم يصرخ، يسب ابنه، ويلعن احفاده؛ حيث تدخلت لجين تدافع عن أبيها ببراءة فسبها، غضب حفيده الطفل -رائف- فجذبه من جلبابه علَّه يترك ابيهم فدفعه بعنفٍ لا يليق بطفلٍ صغير...
ودخل الأخ الأخر من باب القصر بعدما طُرِد أبيه، ينظر إلى وجوه اخوته بعدم فهم...
"ماذا حدث يا أمجد ؟"
لم يسأل عن سبب خروج ابيه بهذه الطريقة المهينة ورُبما لا يهتم، وأمجد لم يرد عليه الصدمة شلته وبكاء رائف يزداد حدة فيحتضنه أمجد بحنانٍ مربتًا على كتفه...
لم يستطع أمجد منع نفسه من الصراخ بوجه جده في بادرة غضب لم يرَه منه من قبل
"أليس لديك قلب !، تضرب أبي أمامي وتطرده خارج القصر وتتجبر على احفادك !"
وغضب الجد، هاج وماج؛ حيث حفيده يعنفه، ويصرخ بوجهه !
وترجم غضبه بعقابٍ قاسٍ؛ حيث أمر بحبسهم بغرفة مظلمة عدا سليم الذي تخشب مكانه يطالعهم بذهول حيث عقله لم يتدارك كل هذا !
رأى الخادم يجذب أمجد بقوة وأمجد يعافرهم، وكما حدث مع أمجد حدث مع اخوتهم الأصغر سنًا..
وقتها استفاق سليم على نظرة أمجد..
ترجى سالم وأعتذر نيابة عنه أمجد..
ورفض الجد؛ فالقسوة في قاموس سالم نمط حياته !
وغضب سليم معلنًا عن رفضه فحُبِس هو الأخر في غرفةٍ منفصلة شديدة السواد..
أبدع سالم في الظلم وتجبر بعنفوانه..
اخرج غضبه من ابنه في احفاده؛ حيث أنهم ابناءه !
والأخ الساذج طلب رحيلًا دون قرشٍ واحد بعدما أنتهى تعذيبهما بحريقٍ ترك أثرًا لا يمحى على ذراع رائف وهو يدافع عن شقيقتهما الصغرى -مروج-
سخر الذئب حيث أحد رعاياه، العقيم من غريزة ذئب طلب الرحيل إلى بقعةٍ أخرى سيعيش بها دونه !
ووافق !
وافق دون تفكير؛ حيث ابناء السارق مثله بالتأكيد !
وهو لا يريدهما..
هو يريد سليم !
سليم فقط..
وكان شرطه هو بقاء سليم ونال رفضًا قاطعًا من أمجد..
حيث الأخ لن يتركه توأمه وقانون الغاب ينص على النذالة !
وافق سليم وامرهما بالرحيل..هددهما الجد بعذابٍ قربانًا لخطأ والدهما فحاسب سليم على المشروبات كما يقولوا هو وأخوته !
رحل أمجد يجر اخوته خلفه، سينقذهما من هلاكٍ آتٍ لا محالة ودفن شقيقهما الأخر في تربة فاسدة !
وكما دفن أمجد سليم !
دفن سالم كل مشاعر الحب بدمٍ بارد !
اجتث براعم نقية في طرفة عين وكان حالهما دون عائلة؛ تشتت..
تجبرت الضارية واختارت دور الظالم طواعية !
وعِقاب الظالم آتٍ وياويلكم منه !

صوت صراخ خادمه دوى في اذنيه بينما هو يحارب كابوسًا ما هو إلا جزء من ماضٍ صنعه بنفسه !
عجزٌ غريب سيطر على خلايا جسده بعدما ذهب لينام وخبر مرض سليم يتردد بأذنيه !
ومرت ساعة ثم الثانية وهو هكذا يحارب كوابيسه..
نار...دم...صفعة...وبكاء سليم حين كان شبًا وهو يرى رحيل أخوته..
صراخ رائف من فرطِ الألم ونهنه بكاء طفلتين ....
تخشب جسده وعصف به ألمًا لا يحتمل .
-اطلب الطبيب يا فخر !، السيد سالم لا يقوى على التحرك !

السيد سالم لا يقوى على التحرك !
الذئب المخضرم أصبحت عظامه هشة، سهلة الكسر !
السيد سالم تطارده جريرته بعد هذه السنوات !
======
في مقهى المشفى اجتمعت العائلة بأكملها !
لقاءٌ لم يطف في عقلِ أي بطلٍ منهما !
أن يكون لقاءهم بمقهى مشفى يوجد بها البطل الأشهر وشقيقه !
توجس مروان من عددهم حين رآهم، سأل مليكة بعينيه مستفسرًا، ففسرت هي بوجهٍ شاحب :
-لجين ورائف اخوة سليم..وتلك التي تجلس بالطاولة التي خلفك مروج شقيقة سليم أيضًا والجالس بجوارها أستاذ إياد !

والتفت بدهشة تعتلي محياه لينظر إلى تلك المروج التي كانت تتناول شطيرة رُغما عنها
وعلى ما يبدو أن إياد هذا هو من أجبرها !

عاد بنظرة إلى لجين ورائف وعينيه متسعتين بصدمة !
أبعد كل هذا الفراق يكون التجمع بمشفى والمريض سليم ؟!
عجبًا على قدرٍ له اليدي عليا في كلِ شيءٍ !
دار تعارف بينهما والقائدة مليكة..
رحب مروان بهم بحرارة والسعادة تكاد تقفز من عينيه...
رُغم القلق الذي يحلق فوقهم، نبضات قلوبهم الواجفة، الخوف المسيطر عليهم إلا أن الدهشة كانت تعتلي محياهم كلهم !
؛ حيث الأمر بدأ بهياج رائف حين علم بما فعلته مروج وانتهى بلقاء يجمع كل العائلة !
اخبروه أن أمجد تأثر بحالة شقيقه فنُقِل إلى غرفة أخرى منذ ساعتين أو ثلاثة تقريبًا وكم أحزنه خبرًا كهذا !
-سيدة مليكة لقد استفاق السيد سليم من الغيبوبة بشكلٍ جزئي !

شهقة، ودهشة، ودموع أغرقت الوجنة وأذن احتضنت الجملة، والنبرة من قِبل مليكة كانت صارخة بعدمِ تصديق :
-سليم فاق !!!!، أريد أريد أن أراه !

لم تكن فرحتها أكثر من فرحة أخوته ومروان حتى إياد !
وكما عمت الفرحة عليهم في لحظة بائسة، دحر الطبيب -الذي أتى خصيصًا ليخبرهم-فرحتهم بأسفٍ بغيض :
-للأسف لن يسمح بالزيارة الآن السيد سليم لم يستعد عافيته كلها كما أننا سنقوم بإجراء عدة فحوصات له، وكما أن تركيز المريض تقريبًا معدوم !

ورحل !
اخبرهم أنه عاد إلى أرض الواقع بشكلٍ جزئي ومنعهم عن زيارته !
ورغم الحزن، البؤس، تعالى الحمد وارتسمت البسمة على شفتيهم...
رُبما لم يعُد إلى أرض الواقع بشكلٍ كلي؛ لكنه عاد وكفى !
=======
لم يكن سوى بيدق على رقعة لعبة صنعتها هي، والآن حان وقت النهاية !
سيخالف الحبكة ويتمرد !
يركض من بين دهاليز عقل كاتب يبغي استسلامًا هو لا يريده، وسيهرب !
حيث العاشق في هذه الدنيا لعبة !
وهو عشق حد الجنون، أحبها وأفعاله تفضحه !
وبحبه، بعشقه، وكل جوارحه اختارته هو دون الجميع ليكون جسر تزرعه في طريق حبيبها الخائن، تعبر فوقه لتمنح نفسها القوة ومن فوقه تصفع حبيبها النذل..
تخبره أنه خسرها وهي اختارت رجل يحبها بجنون كي تؤلمه !
اعتذرت وقبل اعتذارها؛ فعادت تغرز سكين الغدر بقلبه، تخبره بأن مكانته عندها صفر على الشمال قابل للتجاهل !
حين التشتت والخوف؛ اختارت مالك...
وحين العشق والهوى؛ اختارها هي !
هي ملكة قلبه وكفى !
حبيبته تنتشي بألمه وما عاد هو بقادرٍ على التأوه ألمًا وحزنًا على حبٍ سيبقى حبيس ضلوعه وقلبه !
"نعم سآخذ الطائرة الذاهبة إلى إسبانيا صباح غد، لن اتأخر !"
قالها بإصرارٍ يبلغ شقيقه الموجود بإسبانيا...
اختار النهاية بنفسه؛ حيث حال قصتهما دون حبها هروب لا يمتلك غيره !
سيشتاقها!!
ستأكله وحوش اشتياقه بضراوة، ويسبه قلبه على نهاية اختارها بنفسه بكلِ جبنٍ !
سيتركها ويرحل ويكفي هذا..
ستكون بخير بين عائلتها وسيقضي هو حياته وحيدًا ينعي حبها !
-هل..هل ستسافر ؟؟؟
بهمسٍ مرتعش سألت والخوف يظهر بوضوح بمقلتيها..
يلتفت لها مجفلًا، يرمقها بنظرة لم تفهمها كما نبرته المتألمة :
-نعم، سأسافر ورُبما لن أعود !
وتتسع عيناها مبهوتةً، ينقبض قلبها وتتسابق الدموع على وجنتيها!
يخبرها أنه سيتركها ويرحل ويرجح إلى الأبد !
يزكي نيران قلبها بقراره ونبرته متألمة..
هي تفهم أنه سئم برودها، وكرامته تصيح !
تعلم أنه يحبها وهي...
-سأرحل الآن وسآتي لأطمئن عليكم ليلًا!
اختار الهروب مرة أخرى ولم ينتظر اعترافها، لمحت بعينيه ألمًا خالصًا..
وبينما هو لم يتحمل صدمتها، دموعها، وصراخ قلبه؛ فرحل !
هرب ولن ينتظر..
بجبنِ الفريسة هربت قبل أن يلتهمها الذئب...
والمشهد برمته ميلودراما..
والبطلة كانت ستعترف أنها تحبه !
-نعم أنا أحبه !
قالتها بحشرجة باكية وهي تخفي وجهها بين كفيها والواقع يقر في هاته اللحظة أنها خسرته !
إياد سيرحل ولن يعود !
وهي هنا صامتة لم تعترف بحبٍ صادق !
ببساطة ودون مقدمات !
لقد عشقته !
========
أنتهي الجزء الثاني من الفصل الثاني والثلاثون، بإذن الله حبيباتي هيكون الفصل الأخير هو الفصل الجاي وطبعا لسه في خاتمة....
هنتظر رأيكم في الرواية على نار..
وحشتوني جدا..


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-21, 09:51 PM   #463

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 7 والزوار 35)
‏شمس علاء**, ‏Rima08, ‏bahija 80, ‏Stella1, ‏جنا محمد علي, ‏السامورااي, ‏هدوء الصمت222


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-21, 09:52 PM   #464

bahija 80

? العضوٌ??? » 436190
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,075
?  نُقآطِيْ » bahija 80 is on a distinguished road
افتراضي

المقدمة جميلة تبارك الله عليك الأسلوب زوين بزاف أي جميل جدا

bahija 80 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-21, 11:40 PM   #465

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
Rewity Smile 1

جميل جدا الفصل رهيب سلمت يمناكى شمس اخير اجتمعت العائلة معا
ايا اوعى تسافر كرونا فى اسبانيا خليكى مع كرونا مروج ارحم🧐🧐


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-21, 12:02 AM   #466

احمد حميد

نجم تغطيه مسلسل سيلا 2


? العضوٌ??? » 84369
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,685
?  نُقآطِيْ » احمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . فصل روغه اوغى اياد يسافر ونبى حرام ومبى اوعى

احمد حميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-21, 09:16 PM   #467

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bahija 80 مشاهدة المشاركة
المقدمة جميلة تبارك الله عليك الأسلوب زوين بزاف أي جميل جدا
حبيبتي تسلمي لي يا جميلةء سعيدة برأيك جدا


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-21, 09:17 PM   #468

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monaeed مشاهدة المشاركة
جميل جدا الفصل رهيب سلمت يمناكى شمس اخير اجتمعت العائلة معا
ايا اوعى تسافر كرونا فى اسبانيا خليكى مع كرونا مروج ارحم🧐🧐
حبيبتي يا منى، تسلمي لي يا رب ويسلم لي تعليقك وتقديرك ليّ كل فصل❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-21, 09:21 PM   #469

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي شمس علاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد حميد مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . فصل روغه اوغى اياد يسافر ونبى حرام ومبى اوعى
تسلمي لي يا جميلة يا رب، وتسلمي لي على تقديرك كل فصل ❤


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-21, 09:23 PM   #470

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

دقائق والفصل الأخير هينزل يا قمرات، وموعدنا الأسبوع القادم مع الخاتمة

شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:54 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.