آخر 10 مشاركات
*&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          أحبك.. دائماً وأبداً (30) للكاتبة الرائعة: مورا أسامة *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : مورا اسامة - )           »          93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-05-21, 09:25 PM   #471

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الأخير
======
حين تدرك أنك تعشق؛ فلتُهنئ نفسك...
فالعشق لوثة..
معادلة صعبة الحل..
لوغاريتم مُعقد والحل تبعثر بين غياهب قدر !
والقدر يدٌ خفيه، تدفعك نحو القاع..
تتخطى أنت سياج أمانك رُغمًا عنك، تصرخ، تبتسم، تتشبث باللاشيء، ويصدمك ارتطامك بالقاع..

تتمنى العودة إلى موقعك الطبيعي، وراء سياج الأمان، تراقب، تبتسم بانتصارٍ لمن أحكم القاع حول أعناقهم أصفاده..
وتصبح مثلهم، تخنقك أصفاد لا تعرف اللين، تخبر نفسك أنك قادر على تسلق جدران بئرك..
تغرز اظافرك بها وتعافر، وتنال سقطة وبرودة القاع تحتضن فشلك بفشلٍ أكبر..
تعاود الكرة وتقسم على الفوز في حربٍ أنت فيها منافس نفسك الأول !
فقيرٌ، غبيٌ، ومبادئك كانت محض كلمات سُطِرت على رمالِ شاطئ، وحين هياج الموج؛ راحت أدراج الرياح!
تتشبث بقشة التوبة والعودة إلى طريقِ الرشد..
تبعد عنك تراب العُهر الذي لطخ ملابس الضحية رُغما عنها !
وهي كانت ضحية..
، وكانت الظالم !
والمظلوم !
والحاكم !
وبين سندان الألم ومطرقة الذنب، سُحِقت روحها..
ولم تيأس..
عاندتْ، تشبثتْ بقوتها، وحين الحب، العشق !
تشبثتْ بمالك خافقها، صاحب الدقة الصادقة، والحب الوفي !
كذبتْ والذريعة؛ حُب !
وفطرة البشري نقية!
يُولد بمخاضِ ألم من رحمِ أمٍ والنقاء يزينه، يكبر، يعاصر مواقف ويفكر بها مع نفسه، تتلوث الفطرة بقائها وتنمو النفس الأمارة بالسوء...
تنمو بذرة التناقضات داخل رحم "بني آدم"....
تتمخض الحصيلة وتحبو نحو تجسد..
تعيث بروحنا فسادًا وتزداد ثمرة الخطيئة جمالًا بعيننا كما آدم !
يُزدرد الريق بصعوبة، وتلتمع العين بدافعِ فضولٍ، نكسر التحذير ونغض الطرف عما أمرنا به الله..
نقضم اول قضمة من ثمرة حُرِمت علينا، وتلوها طرد !!
طرد من جِنان لم تطُف بعلقنا من قبل !
نتوه، ونحمل خطيئتنا فوق أكتافنا، وفي خضم تشتت، ذروة انهيار؛ تنهار السفينة حيث الثقب توسع....
وترتعب، تخاف، وتظن أن نهايتك سُطِرت على ورقِ كاتب فاشل انفلتت الحبكة من بين يديه..
يريد موت !
عِقاب!
ورُبما يريد نجاة بيدِ خالقنا !
فرصة يمنحها لنا حين الخوف، الندم، والتوبة الصادقة !
وتغتنم الفرصة بشراهة ذئب جائع..
تكفر عن ذنبك، وتطهر نفسك من إثمٍ أُلحق بك حتى ولو لم تفعله !
وفي طريق توبتها، رجوعها إلى الطريق الصحيح، طعنت عاشق بسكين ثالمة، كذبتْ وادعت البراءة وصدقها هو..
وحين الكذب؛ يُختصر الزمن ويمر في طرفة عين حتى وقت كشف المستور !
وعلم هو بكذبتها، تألم، صرخ، وغضب العاشق يلوح لها من بين مقلتيه..
والآن..
هي بجواره، تراقبه بعينين باردتين تخفي تحتهما جحيم من مشاعر متضاربة..
وهو يراقبها بالمثل، يرتدي ثوب الصمت والغموض بجدارة، يرمق، يحدق، وصمته يخبرها بأن الجرح لم يندمل بعد !
ترمش بعينيها، يظهر شيء من ألمٍ يلوث لوحة جمودها، ترتبك للحظة بعدما غادروا اخوته الغرفة وطلب هو أن تبقى، ورُغم استياء الأخ، وقلق الصديقة، توجس الأخوة؛ أصر هو على بقائها..
رضخت لطلبه، لم تغادر مقعدها، ووقفت على حافة هاوية تنتظر دفعته، صراخه، استياءه، او رُبما يصرح لها بخطة انتقام حبكتها منيعة، يخط بقلمه المنغمس بدمِ قلبه على ورقٍ فارغ، يخطط، يسرد أحداث، يمارس دورِ قاصٍ بائس..
سيضع بيديه كلمة النهاية، وهي هنا...
الجمهور..
الضحية..
وبطلة أحداثه !
-أخبرني "يونس"أنك طلبت منه أن تتزوجني !
بوهن، وضعف، وشيء من خجل همست..
وبسخرية طفيفة، انعقاد حاجباه، وبسمة اعتلت شفاه شاحبة أجاب :
-والمطلوب !

والذنب ذئبٌ شرس، يُغريه ضعفك، يُطربه صراخك، وتثير دماؤك المُهدرة غريزته...وكأنه سرب من قروش ضارية !
-أتريد أن تنتقم مني يا أمجد ؟

والخوف كوحشٍ محنك، ينهش روحك، ويضفي على واقعك قتامة الشعور وسواد الفكر!
وهي تخاف، تتشبث بقوة واهية وتسأل عن انتقام اتخذ من عرض الزواج وسيلة ليحققه، تفتش بين جفنيه عن غدر، كره، أو حتى حقد ولا تجد !
رُغم جمود الملامح، قسوة النظرة، وحركة حلقه الصعبة تشي بغصة..
الجرح لم يندمل بعد يا مسكنية، نظرته تنزف ألمًا، وهي على استعدادٍ تام لارتشاف النزف علَّها تتخلص من الدنس !
طال صمته وثقل قلبها برهبة الرد، لمع الدمع بعينيها؛ حيث الجالس أمامها يرمقها بألمٍ خالص !
وتأهبت للرحيل، تشبثت بحقيقة يديها، واشاحت بوجهها تبغي رحيلا بتره هو :
-أنا أحبك !
بهمسٍ ذليل، اعتراف مقيت في عُرف الرجل، وابتسامة تحمل قسوة لا تتناسب البتة مع عِظم اعترافه..
وحين الصدمة، تتجمد وكأن خافقك غادرته الحياة بغتة، تتسع العينان، وتقترب بتهورٍ غير محسوب العواقب نحو الهاوية، تتعثر عند حافتها، تتشبث باللاشيء، ويتخلص أدراك من عِقال الصدمة، فرجت شفتيها والكلمات تتعثر على شفتيها كطفلٍ يحبو، فخرجت مبعثرة، مشتته بها شيء من ألم !
-لم تقلها ليّ من قبل، طلبتها منكَ كثيرًا وكنت تتمسك بكبرياءك كرجل، والآن تصرح بها بهذا التعبير المتألم !، أعلم...أعلم أنني خدعتك، سألت عن ذنب ارتكبته واخبرتك أنني لم أفعل!، كنت أخاف أن تتركني، تشبثت بكَ علَّني أتخلص من غبار ماضٍ مقيت، كنت أرجو دعمك، بسمتك، حبك الصادق ليدحر غدر تذوقته طواعية !...

وتصمت بلهاثٍ نتاج نبرة سريعة، دموع أحرقت وجنتيها وأخاديد الألم ترسم بألونها لوحة تراجيدية خالصة !
تفسر، تفنَّد، وتجتهد لتفهمه أنها نادمة، أنها طمعت بحبه ليخلصها من ثقل الذنب، خافت فراقًا لن تتحمله..
وهو يسمع، يرمق وجهها بشيءٍ من شفقه وألم لأجلها..
ألمه برمته لأجلها هي !
الجرح لم يندمل نعم، لكنه !
وتتعثر الحروف بعقله بعد "لكنه" يفتش عن تبريرًا، وينهش جدران قلبه باحثًا عن غفران لم يمنحه العقل فمَنَّ بها القلب..
، الضمير !
والأخير أخبره أنه لا يمتلك أي حقٍ ليحاسبها على شيءٍ مضى، نعم كذبت، ونعم كان على استعداد تام للعفو حين اعترافها بالخطأ، وهي فقدت الفرصة وتنأى عنها وقلبه أبى أن يقطع الحبل الواصل بينهما..
وكأنه كان يوقن أنه لن يتركها، سيعفو أو رُبما يتناسى !
-جود، سأحادثك بكلِ صدقٍ، أنا تألمت حين اكتشفت أنكِ كذبتِ عليّ، وتألمت أكثر في لحظة رأيت بها رأيك بيّ، تألمت وانكسر كبرياء الرجل بداخلي، غضبت، وتفاقم الغل والحقد والجرح ينزف دون توقف، واجهتك وأقر الواقع باستحالة تلك العلاقة التي تربط بيني وبينك، وهدأت حدة غضبي، بدأ السواد المحيط بيّ من فرطِ الغضب بالإنقشاع، هربت من مشاعري، من قرارٍ أخير أردت أن يكون عقلي هو المتحكم الأول بي، وقراري الأخير كان !

وبتر الجملة، وقطع اللحظة بتنهيدة مثقلة، ينظر إليها بين فنية وأخرى وابتسامة ضعيفة تزين ثغره، وهي تبكي دون صوت تنتظر تبريره، ويهفو قلبها إلى قرار العفو، تبغي حبه وتهاب الانتقام، تنتظر الرد وهو لم يستطرد جملته وكأنه يقوم بتسويتها على نار هادئة حتى تمام النضج، عيناه تشع شيء من أمان ربت على خوفها برفقٍ، وأتى قراره، منحها صك العفو وإن ضنَّ عليها به لدقائق !
-قررت أن أعطي لقصتنا فرصة ثانية، لم يعد بالعمر بقية لأتألم وأبكي، سأثق بكِ هاته المرة وبتغيرك، بشيء من ندم وتغير منحتِه لنفسك وشعر قلبي وعقلي به فمنحتك فرصة ثانية !

الفرصة الثانية طوق نجاة..
عقدٌ مبهجةٌ ألوانه، ترتديه بعنقٍ لطالما دفنته بالتراب؛ تبغي حماية وتخفي عارًا!
الفرصة الثانية وسيلة تحاول بها رتق ثقوب ثوب لا يناسبك غيره !
الفرصة الثانية حياة !
والقصة التي ظنتها تحولت إلى رماد تذروه الرياح، عادت لتبعث من جديد !
بصك أمل!
وبصدق الندم !
-لكنني سأطلب منكِ طلبًا !
وإثر هتافه انتبهت، توجست وخافت فراشتها الوردية استطراد مؤلم، أو طلب تعجيزي !
والخاطر الأخير أخافها، نكأ الجرح وهدد الفرحة ببطاقةٍ تحملها نبرة !
لم ترد فقط ناظرته بشيء من وجل، أومأت برأسها، فأضاف هو بابتسامة صادقة !
-لا تخوني ثقتي بكِ مرة أخرى، لا تستغلي قلة حيلتي !

وأجابت طلبه ببسمة صغيرة، دمعة ثقيلة تنخر وجنتيها كعظامٍ هشه، والقلب في هاته اللحظة يرفرف في سماءٍ وردية !
أومأت وأكدت بلسانها رُغم الارتباك !
-لن أخونها أبدًا، طوال ما حييت !

الحياة فرصة، اغتنمها بشراهة ذئب لا يترك فريسته حتى تمام الالتهام !
======
كان محاربًا جبانًا، أصابه شُح الشجاعة، وامتلأ ثوب المحارب بثقوب لا يداويها رتق !
جُبن وهرب بثلاثة أطفال وتركه وحده !
تشبث بنجاة، تعلل بتعذيبٍ سيناله هو وأخوته الثلاث على يدِ الجد نِتاج جريرة الأب !
وكما تشبث بالنجاة تشبث به بوهن، رفض الرحيل إلا وهو بيده !
وحين احتدم الأمر، رفض الجد وطرده هو واخوته تقريبًا من القصر؛ تركه، ولى له دبره ولم يهتم !
وكأنه لم يترك خلفه روح تشاركت معه رحم واحد !
تركه لينجو بثلاثة أروح وهو رابعهم !
وترك خامسهم يعاني ظُلمات الوحدة، يتوه بين غياهب الذكريات، وتهاوى جسده بهاوية مُظلمة وهو من دفعه !
والتساؤلات تتشابك داخل عقله!
تارة يصفع قلبه عقله والسؤال يخرج صارخًا تنقله نبضات خافقه
"لِمَ تركته ورحلت !!!، انانيتك جعلت تدهسه دون أن يرف لك جفن "
ويدافع العقل بشراسه، يناطح، ويتبجح، يبرر، ويدافع فالحاكم في هاته اللحظة قلب أرهقته سنون الفراق !
وبمهارة محامٍ ماهر برر، فنَّد له الدوافع، واثبت بالأدلة والبراهين أن المتهم برئ حتى وإن ثُبِتت إدانته !
والتبرير هنا أنه كان موقن أن سليم سيتحمل طِباع سالم، سيعيش دونهم لأجلهم !
كان تبريرًا ضعيفًا واهنًا دحض به ألم الفراق، مُسكن رديء أرتشفه هو بشراسة يفتش بها عن تخدير الألم !
وقد كان !
وتمر السنين وهو يشتاق لعِناق، نظرة، أو ابتسامة..
يريد أن يطمئن عليه فهو يعلم مكانه لكن سليم لا يعلم عنهم أي شيءٍ، ولو كان يعلم لأتى خلفهم !
ويعود العقل ليضغط على جرحٍ تم تقطيبه دون تنظيف تقيحاته، تنفك القطيبات، ويبدأ النزف..
تغرق روحه في نزف الجرح، ويتقهقر القلب مهزومًا فالدفاع سرِشًا وليس سهل العريكة !
عقله يخبره، يسأله عن سنين قضاها شقيقه وحيدًا !
ويدافع القلب بوهن، يخبره أنه سيعوضه، سيعتذر ويقدم كل شيءٍ متاح بين يديه، وقلبه، وعقله !
فور خروجها من الغرفة شرد، عربدت هواجسه داخل عقله، اخبرته الأخت الكبرى أن شقيقهم عاد إلى أرض الواقع، وابتسم هو بسعادة وكاد يقفز من فوق سريره الذي لازمه منذ إغماءه، ويمنع الأخ الأصغر تقدمه، يخبره أن الطبيب منعهم رؤيته وأن "سليم" لم يستعد تركيزه بشكلٍ منطقي، اخبرهم الطبيب أنه لا يتذكر أنه قام بحادث من الأساس وبعض التفاصيل سقطت منه، لسانه ثقل، ونظره ليس ثابتًا وجسده يئن !
ومُنِعت الزيارة عنه كي يتأكدوا من سلامة صحته !
وتألم هو، حزن فهو يشتاق لقياه..
وبعدها تشبث بقشرة صلابته التي يمتلكها حين المصائب !
والصغيرة !
صغيرته التي ما إن رأته حتى رمت نفسها على صدره تنتحب بطريقةٍ رق لها قلبه، هو غاضب، حانق، بل وكاد أن يصفعها، لكن تشبثها به، بكاؤها المُنهار، وارتجافها اعاقوا الطريق بينه وبين غضبه، ربت على ظهرها بحنانٍ، بينما هي تتكرر همسها بندمٍ خالص :
-آسفه ! أنا آسفة، تصرفت برعونة وطيش، سامحني أخي !

وندمها، حزنها، وجد صداه بنبرة الأخ الأصغر، اقتراب سريع، ونبرة تقطر ندمًا :
-أمجد...أنا...أنا !
ويبتر الجملة بحثًا عن جملة تفي بالغرض، جملة تحمل أعتذارًا فلولا غضبه، طيشه، تصرفه برعونة، لما كانت شقيقته لتهرب، تعرض نفسها للخطر، وينقذها الرجل الذي عاب برجولته وجرحه بنار لسانه السليط !
وتفهم الأخ الأكبر، أومأ متفهمًا بضعفٍ، وربت على كتفِ مروج بحنانٍ والنظرة تمنحها عتابًا خالصًا كما النبرة :
-أنتِ آلمتِ قلبي يا مروج، هربتِ دون أن تفكري بيّ، بقلقي، وخوفي اللامحدود عليكم !...لكن !

وصمت لهُنَيْة تأمل بها وجهها الشاحب، ارتعاش جسدها، والخوف الواضح بعينيها، فابتسم، واستطرد حديثه برفقٍ :
-لن أعاقبك على فعلتك تلك، سأتركك لضميرك، يفنَّد تصرفاتك، وعقلك يوضح لكِ ما فعلتِه بنا وبنفسك، سأتركك لنضوجك يا مروج !، سأتركك تهذبين رعونتك وطيشك، لكن تحت عيني..

وصمت، وتفاقم بداخل قلب الصغيرة خوف، ألم، ندم !
-أين إياد ؟
يتبع……


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-21, 09:27 PM   #472

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

سألها وقتها بحيرة عن إياد، فنال شهقة بكاء مختنقة من الصغيرة، ونظرة متحسرة من لجين، وتوضيح باهت من قِبل رائف مراقبًا بكاء مروج لأجله بشيء من غيره :
-إياد عاد إلى منزله بعدما اطمأن عليك وعلى سليم، سيعود إلى اسبانيا غدًا !

تنهد بحيرة، كفه تربت على ظهر صغيرته بشرود بينما هي تشهق بصوتٍ خفيض فرق قلبه لها...
أمر رائف بأخذها هي ولجين إلى البيت فالصغيرة المتهورة لديها أمتحان غدًا وهو لن يسمح بأي تغيب عن أمتحاناتها !
ووافق رائف على مضض..
رحل وبقى هو وجود وحدهما بعدما غادر معهم يونس وتمارا...

صوت طرقات هادئة على باب الغرفة قطع شروده، تنهد بتثاقل، وسمح للطارق بالدخول !

ظهر أمام عينيه شاب وسيم، ملامحه خشنه، عيناه خضراوان وجسده به شيء من رياضية ملحوظة..
أغلق الزائر الباب خلفه وابتسامة صغيرة تناوش شفتيه..
وانعقد حاجبا أمجد بتوجسٍ، يراه يجلس على نفس المقعد الذي كانت تحتله جود، يبتسم، وعيناه تبرقان ببريقٍ غريب، طالعه بتوجس دون السؤال عن هويته !
-أنا مروان !
لكنته بها شيء غريب، وابتسامته الصافية رسمت فوق شفتيه ابتسامة هادئة رغم وهنه، ينظر إلى يدي المدعو مروان لثوانٍ لم تطُل، مد كفه وصافحه رُغم توجسه، واعتدل مروان بمقعده، يضيف على جملته السابقة تعريفًا كافيًا :
-مروان الأمير، ابن عمكم !
ونال دهشة طفيفة، اتساع عينا أمجد، وانعقاد حاجباه وهو يقرر خلفه بذهولٍ :
-مروان !!!
-لِم كل هذه الدهشة يا ابن العم، أأنا بهذه البشاعة ؟؟؟، أخبروني أنني وسيم!!!
اللكنة دافئة، والنظرة تشع دفئًا غريبًا، ابتسامته وهو يمزح كانت مُريحة، بها شيء مطمئن، وتأكيد أمجد كان صريحًا وهو يتدارك دهشته :
-أنت بالفعل وسيم !، لطالما كنت وسيما يا مروان، أنا فقط مصدومًا بما يحدث اليوم !، رأيت أخي وهو على شفا الموت، ولم أصدق أن أول لقاء بيننا منذ سنوات سيكون بالمشفى، والآن أجدك أمامي بعد فراقٍ طويل!، ألا ترى أن كل هذه الأحداث تتطلب دهشةً بالفعل !

وكان صادقًا؛ فهو نفسه أصابته دهشة من وجودهم، الأمر برمته غريبًا لا يُصدق !
لكنه قابل لوجود السعادة كما نبرة مروان وهو يترك مقعده ليستوي جالسًا بجوار أمجد :
-أنا سعيدٌ جدًا بأنني قابلتكم اليوم، وسعيد أيضًا لأجل سليم، لقد كان حزينًا طوال السنوات الماضية وهو يبحث عنكم !، لم يفقد الأمل أبدًا وهو يبحث في كل مكانٍ !

وفي خضم سعادته، بهجته، والغبطة التي كانت تسيطر عليه، نكأ جرح أمجد دون شعورٍ منه، أعاد فتح الجرح وبدأ النزف بتدنيس ثوب مثاليته، يجرده من ثوب المضحي ويضعه أمام مرآه تعكس تخليه عن شقيقه، أنانيته !
-أنا أعلم قصتكم كلها، وسليم أخبرني أنكَ ستحمل ذنبه طوال حياتك، ستحزن لأنك لم تتشبث به واختارت أخوتك، لكنه ليس غاضبًا منكَ، بل كان غاضبًا من نفسه ومن سالم، كان سعيدًا أنك أنقذت أخوتكم من بين أنياب سالم !

ابن العم يبرر، يمنحه صك العفو على لسان توأمه من جريرة ستظل تثقل كاهلة، يخبره أن أخيه يقدر، لم يغضب لأنه أختار أخوته وتركه هو !
ابن العم خبيثًا، يعلم كل شيء، ويفهم تقلبات وجهه، يدرك عِظم الموقف، ويمحو ما يعتمل صدره بكلماتِ توأمه !
-لقد علمت منذ قليل أن "رائف" يلعب بنادي(...)، أوقفته إحدى المعجبات ونحن بالأسفل لتأخذ صوره معه تخلد بها وسامة الثعلب الصغير !

يمزح وكأنهم أصادقاءٌ منذ زمن بعيد، يبتسم، فيبتسم هو، وشيء من راحة تسلل له وهو يراقب انفعالات وجه مروان !
-أأنت من عدوي كرة القدم لذلك لم ترَ رائف بالتلفاز أو سمعت عنه من قبل ؟؟؛ فرائف تقريبًا يعرفه معظم محبي الكرة !

سؤال فضولي لم يستطع التحكم به، ألقاه على مسامع مروان؛ فغامت عيني الأخير بشيء من غضب أثار توجسه !
-لا أنا من عاشقي كرة القدم، كما أن الفريق الذي يلعب به رائف هو فريقي المفضل !

ولم يتابع التفسير، صمت لوهلة أمام عيني أمجد المتوجستين؛ حيث نبرة أبن العم تحولت إلى الجمود في طرفة عين !
ولمع التساؤل بعيني أمجد، انتظر استطرادته وأتى التوضيح صادمًا !
"كنتُ في السجن !"
صفعته الصدمة على حين غرة فاتسعت عيناه بدهشة !
"والتهمة، قضية قتل !"
والصدمة في هاته اللحظة لا تصف الموقف!
بل تبخسه حقه !
ابن العم قاتل !!!
======
أنتَ في هذه الدنيا بيدقٍ جامد، تحركك أصايع القدر فوق رقعة الواقع، تحارب لتحمي الملك دون إرادة منكَ، تصمد، وتكون نهايتك وقوع لأجل الوصول إلى الملك !
بيدق يحركه القدر، ويقتله الواقع !
أنتَ في عالمٍ لا يعرف النقاء، عالمٌ يبغي ضارية، ويركل النقي خارج نطاق أرضهم !
يسبَّه ويطلب تخلي، يطلب توحش، يطلب أن تصبح ضارية وإلا!
ستكون فريسة سهلة المضغ !
وهو رجل لا تحكمه فروض !
لا يقهره واقع، ولا يترك حقه طواعية !
تلبس ثوب الضارية في طرفة عين، امتلأت روحه بالحقد ورحل العقل غاضبًا، تحكم به غضب قلبه، ألم روحه..
؛ حيث زوجته تُمتهن أمام عينيه، خُطِفت كما ابنتها، غضب، ثار، هاج وماج وعمى الغضب عينيه..
عِراك بموقع الجريمة بين الخاطف والزوج، سلاحين، و نظرات غاضبه، كلمات مُهينة من قِبل الخاطف تناثرت حول الزوج تشعل غضبه، ناره، ويتهور !
نزاع محتدم، وسلاح يهدد الزوج بوضوح، تبدلت الأوضاع وأصبح الزوج هو المتحكم، وفي لحظة غضب، لحظة قهر، ضغط على الزناد دون أن يرف له جفن !
قتل البطل شرير الحكاية و دماءه تغرق سطور رواية كان هو المتحكم في نهايتها !
وتلو الرصاصة تشتت، صدمة، حيث البطل المثالي، الرائع !
قتل !
-وها قد أخبرتك بكلِ شيء !
كانت جملته الأخيرة هي تتمة الحوار حول ماضيه، فسر له سبب سجنه، فنَّد لأمجد الحقائق وأخبره تقريبًا بحياته كلها..
لا يعلما كم من الوقت قد مر !
ساعة..
ساعتين..
أم ثلاث..
كل ما يعلمه أمجد أن هذا الرجل بطل !
مغوار، وما مر به ليس بالسهل أبدًا !
لو كان هو مكانه، لكان انكسر، كانت قُتِلت روحه، لكن هو!
قام من عثرته يحمل راية النصر، الأمل!
يحمل بين جنباته إيمان شديد !
الفرصة الثانية!
أما تنجو متشبثًا بها، أو تغرق متخليًا عنها !
-أنا فخورٌ بكَ يا مروان!، أنت رجلٌ بمعنى الكلمة !
يمدح بابتسامة صادقة، يربت على الكف، ويمنحه نظره حنونه !
فيبتسم مروان بشيء من خجل وهو يشكره بصوتٍ خفيض !
لقد أحب أمجد !
وكما شعر أمجد بالراحة لمروان، شعر مروان بالدفء يقطر من عيني أمجد !
ذاك الرجل لديه شخصية حنونة لدرجةٍ غريبة !
======
الحب كنصل خنجر حاد، إما أن تطعن قلبك به أو تتخلى عنه طواعية !
وهي آلمتها الطعنة، أوجعها التخلي عنه، واحترقت بنيران الغدر !
جرحت نفسها والذريعة؛ هروب من حب لا يستحقه !
؛ حيث المعشوق كاذب، مخادع، وهي لا تحب الخداع !
هي فتاة مراهقة، صغيرة، وجدت نفسها في طرفة عين وحيدة !
تخاف الفراق حد المرض !
فتاة عاشت طوال سنين مراهقتها تفصل ثوب الفتاة الناضجة على مقاسها، وحين الإرتداء وجدته لا يناسبها !
ولم تتخلَ عنه، سارت بدروب الحياة تتعثر به، تقع، وتقوم، تعاون نفسها، وتمنحها أمانًا فقدته في طرفة عين !
هي تحبه !
نقطة وسنبدأ قصة حب ملتهبة !
لكن لحظة !
هي متزوجة !
نقطة و سنمزق سيناريو قصة حبها الملتهبة !
تزوجت في لحظة طيش وزوجها متحرش مُحنك بأرضِ القذارة !
تزوجته والسبب هو !
هربت من حبها له بزوجها من رجلٍ آخر !
والآن هي ستدفع ثمن تهورها !
رأته يبتسم لمعجبة فاتنة، بسمته منقوصة، وعيناه معلقتان بها كما عينيها !
وحين طال لقاء المُقل قطعته هي حين اخفضت عينيها !
هربت من لقاء عينيه !
ولم يتحمل هو السكوت أكثر !
اقترب منها بتؤدة، أحرق أعصابها وأصابها بالتوتر، اقترابه باغتها، جلوسه في المقعد المقابل لها انتزع منها تأفف صادق !
هي لا تريد أن تحادثه!
نقطة، وانتهى السطر !
لكن عذرًا، البطل لم ينتهي من سطره بعد !
-تزوجتِ !
يتبع….


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-21, 09:30 PM   #473

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

لم يسألها عن حالها، لم يمنحها نظرة ودود وسؤال مهذب عن كونها بخير أم لا، ولم يعتذر !
بل هاجم بنبرة مستعرة ونظره غاضبه، يسأل عن كونها تزوجت بالفعل أم لا، يخبرها أنه غاضبٌ بكلِ وقاحة !
وغضبت !
بكل جوارحها غضبت!، ثار بركان لطالما كبلته بأصفاد قوتها لينفجر بوجهه، تضرب سطح الطاولة بحزمٍ ورُغم ألم القلب، وجع جرح لم يندمل، خرجت نبرتها قوية كما اعتادت أن تكون :
-وما شأنك أنتَ يا كابتن "رائف" !
-ما شأني !!!، تهربين من حبك ليّ وتتزوجين رجل آخر وتقولين لي ما شأنك يا تمارا!!!!
بهياج همس بها حتى لا يلفت أنظار الجالسين، يحدجها بنظرة هائجة ويعريها من ثوبٍ لا يليق بها !
ولأنها تمارا لم تظهر دهشة على وجهها، لن تعطيه دليل يدينها أمامه حتى ولو كانت تحبه !
-ما هذا الغرور يا كابتن؟؟؟، أرى غرورًا يلوح بالأفق !، لا تعطي نفسك حجم لا تستحقه يا...كاذب !

تذكره بكذبه، تطعنه في جرحٍ لم يمُت، تضرب دون أن تهتم، كما فعل قديمًا تفعل هي الآن، تخفي دهشتها من وقاحته تحت ركام من حجر، تتشبث بقشرة قوة لا تمتلك غيرها، وتلقي في وجهه كلمات جارحة !
لكنه لم يتراجع، تشبث بغضبه، وناطحها بعنفوان رجل سُرِقت حبيبته من بين يديه طواعية !
-نعم أنا كاذب، ونعم لقد كنت شابًا قذرًا وقتها، وأعترف أنني أخطأت بحقك، لكن لا تنكري أنتِ أنكِ تمتلكين مشاعرًا ليّ !
-أمتلك مشاعر لكَ ؟؟؟؟، أنتَ!!

تسخر منه !
تبتسم والسخرية تداعب شفتيها، وتتابع الضرب بكلماتٍ قاسية دون أهتمام !
-اسمعني جيدًا يا رائف، أنا لا أريد أن أراك مره أخرى، لقد فقدت كل أحترامي لك بنظري، حتى لو كنتُ أمتلك مشاعر نحوك سأقتلها في مهدها !، أنت شابٌ غر لا يُعتمد عليه، أرعن، الطيش بالنسبة له أسلوب حياة!

وطعنت رجولته بنجاح، أضفت الحامض على جرحه الملتهب وفازت هي بالمعركة !
وأعلن هو الأستسلام برحيلٍ هائج ضاربًا المقعد بقدمه !
والمنطق هنا يقول أن فوزك بمعركة لا يعني إنتهاء الحرب !
وهو..
لم تنتهي حربه معها بعد !
فهو يحبها !
سيخلق فرصة ثانية ولو من العدم، ليمنح لحبهما قبلة النجاة !
والفائزة فور رحيله الغاضب، حرقت دمعة مقيتة وجنتها تخبرها بحزن، بجرح، وألم !
أجادت جرحه وفي طريقها جرحت قلبها !
"تمارا، هيا لنرحل..وقريبًا بإذن الله سأقابل زوجك لتحصلي على حريتك !"
الهتاف كان بصوتِ "يونس" الذي أتى للتو ومعه شقيقته !
سيطلب من زوجها منح الحرية !
ورُبما بعدها ستبدأ حياتها من جديد !
والمشاعر!
ستكون خارج الحسبان!
حيث قصتها ماتت داخل رحم قلبها قبل أن تعاصر مُخاضها !
=======
حين الغدر؛ يكون الألم !
وحين التشبث؛ يكن الأمل !
وهو بين حرفين جحيم مستعر يشتهي ضم روحه !
بحركاتٍ ديناميكية كان يلملم أشياءه، حقيبة سفره مفتوحة أمامه، يطالعها بشيء من خوف، رهبة، ورُبما ألم !
يغمض عينيه علَّ صورتها التي تطارده تنمحي، صورتها وهي تسأله بصدمة عن سفره !
صدمتها آلمته بقدرِ تكذيب عقله لها !
قلبه في حربٍ غير عادلة مع عقله، يحارب بضراوة والغرض تشبث بأرضِ الوطن، يبقى جوارها..
ويضرب العقل دون رحمة..
يذكره بأنه كان في حياتها مجرد جسر !
ويسقط القلب بغتة جراء طعنة غادرة من العقل !
يذكره بحبٍ لم يأتي من خلفه سوى جروح صعبة الشفاء !
ويسقط السيف من يدي المضغة الصغيرة، يئن بألمٍ وينسحب من أرضِ المعركة يجر أذيال الخيبة، يقهقه عقله بتشفٍ ويخبره..
أن كل ألمٍ يتطلب بتر، وتلو البتر يأتي الكي !
وهو..
ما زال في مرحلةِ الألم؛ فالبتر صعب !
وقطع شروده اقتحام مباغت من عمه لغرفته..
توجس قليلًا وهو يراه يغلق الباب خلفه بهدوء، يتقدم نحوه بخطواتٍ واثقة..
خطوة..
ثم الثانية..
ووقف العم يواجه ابن أخيه !
ينظر إلى عينيه وكأنه يسبر أغواره، لم يتحرك، ولم ينطق بحرفٍ واحد بل بقى كما هو ينظر إلى إياد وإياد يبادله النظره بمثلها..
ومن ثم قرر العم قطع الصمت باعتذار لا ينكر أنه أدهشه :
-أنا آسف يا إياد !

وأرتبك إياد، زاغت عيناه بعدمٍ فهمٍ والسؤال عن سبب الأعتذار نطقته عيناه فلم يحتج إلى لسانه..
-أنا أعتذر لكَ بخصوص ما فعلته مع غالية !

اشتعلت عينا إياد والتفاصيل تتدفق بعقله مشعلة نيران غضبه !
حيث العم غضب لأجل تهمة أُلحقت بزوج غالية، وهو رجل القانون لا يحب الاعوجاج عن الصراط المستقيم، غضب، هاج وماج، وأمر ابنة أخيه بترك زوجها؛ حيث رجل القانون لا يترك خيطًا واحدًا يربطه بمجرمٍ حتى لو كان مظلومًا بقضية سرقة واختلاس !
ورفضت غالية رفض قاطع ترك زوجها لأجل رغبة عمها، واتهمها بأنها تعلم كل شيء، ففقدت سيطرتها وصرخت بوجهِ عمها بغضبِ عاشقة، ونالت صفعة، والثانية وهي تأبى الانصياع، تدخل منذر ابنه حاميًا إياها مناطحًا أبيه بغضبٍ، فسبَّهم الأب، أمر بطرد ابنة أخيه من المنزل، لن تدخل إلى هذا البيت مرة أخرى ولتتشبث بعد ذلك بزوجها المجرم !
وحاولت ابنة الأخ العودة لتبقى بجوار أختها، ونالت رفضًا قاطعًا، وطردها مرة أخرى من المنزل وحتى هاته اللحظة لم تدخل البيت قط !
وهو وقتها كان في شرنقة الحزن ينعي حظه، وشقيقه الأكبر، المتخاذل كان يعلم ولم يخبره بأي شيءٍ حتى لا يتهور !
وحين علم غضب، قاطع عمه وكره ابن عمه رُغمًا عنه !
قصة قصيرة بائسة أو رُبما عادية، لكن بالنسبة له ليست بالعادية..أبدًا !
-لا عليك عمي، سبق السيف العذل !
بابتسامة ضعيفة قالها، وعيناه تفضحان غضبٍ طفيف أو رُبما عتاب !
كان يسخر منه بتهذيبٍ!
-بُني، لقد فعلت كل هذا لأجلها، لم يكن بصالحها أن تبقى مع رجل مجرم، دفعني خوفي عليها لكل هذا..
-ولماذا لم تقتنع برأيها؟، لماذا لم تحترم اختيارها، هذا زوجها، حبيبها، وهي تثق به، فلِمَ عاندتها !، طردتها من بيتها واستغليت غيابي أنا وأخي، عقدة رجل القانون ظهرت مع مشكلة "غالية" لتخرج منكَ ابشع ما فيك !

بصراحة فجة ودون مواراة أنّبه، نظرته عاتبة، لهجته بها شيء من سخرية تغضن لها جبين عمه، تألم والندم يتراقص بعينيه، يربت على كتف إياد برفقٍ حانِ أربك الأخير :
-أنا أعلم بُني أنني أخطأت، لذا فأنا أعتذر لكَ وسأعتذر لغالية أيضًا، فقط لا تسافر وتتركني !

وجملته الأخير باغتته، اتسعت عينا إياد مبهوتًا، يرمق عمه بدهشة، و تنفرج شفتاه لتكرار بذهول :
-لا أتركك !!!

ويوميء العم بهدوء، يرتفع كفه ليربت على وجنته ونظرته تشع حنانًا لطالما منحه إياه :
-نعم لا ترحل وتتركني، لقد ابتعدت عني لسنوات طويلة، هاجرت، وابتعدت، وصنعت لنفسك عالم آخر ونسيتني أنا ومنذر !

صدمة!
عمه صدمه ولن ينكر، ذلك الضعف الذي يقطر من نبرته أدهشه، عمه القوي، صاحب الرأي القاطع والنظرة الباترة، يرجوه بقاءًا لن يقوى عليه في هاته اللحظة !
هو يحب عمه ويعترف، لكن موقفه مع شقيقته الكبرى يقف حائلًا بينهما !
رُغم اهتمامه بشقيقته الصغرى "حنين" ورُغم حبه لهم، إلا أنه لن يسامحه على اهانة شقيقته بغيابة !

زفر إياد بتعبٍ، ثم سقط على الفراش خلفه، يحدق بأرضِ الغرفة بشرود وعمه يطالعه يتوجسٍ تحول إلى ألمٍ حين قهقه إياد بسخرية متألمة :
-أتطلب مني البقاء ؟؟؟، أتريدني أن أتألم أكثر وأنا أرى الفتاة الوحيدة التي احببتها تُهين حبي لها لأجل آخر !، أن أراها تتزوج من رجلٍ غيري وأنا بنفس البلد !!!، أقسم بالله أن هذا الخاطر يكاد يذبحني، يقتلني يا عمي !!!..

ويصمت بلهاثٍ واضح، عيناه تغيمان بانكسار شعر به عمه، يقترب وذراعه تدعوه لعِناقٍ رفضه إياد وهو ينتفض واقفًا، يلوح بذراعيه في غضبٍ خالص، ويدور في الغرفة بتوتر غاضب :
-ابتعدت عنها منذ البداية، صارحتها بحبي لها واتهمتني بالخيانة، سافرت وابتعدت وقررت محو كل أثرِ لها بقلبِ؛ وفشلت !، وأصبحت عاشقًا بائسًا يحتجز صورة حبيبته خلف شاشة هاتفه، يتمنى قربها، ويلعن حبها، وعودت إلى الوطن وحبها يثقل قلبي، كنت أخاف لقاءها فقلبي لم يعد يتحمل، وقابلتها مرة أخرى، وماذا !...

يصمت ليلتقط أنفاسه بصعوبة محاربًا غصته، ويضيف بسخرية مريرة وهو يشير بسبابته إلى قلبه :
-أحبها مرة أخرى، الساذج أحبها مرة أخرى، يبتسم لأجل ابتسامتها وكأنه يراها لأول مرة، يحزن حين حزنها، ويفرح مثلها !، قلبي يا عمي، قلبي يؤلمني ويسحق كرامتي حتى بعدما أهانت حبي لها، اختارت من سحق كرامتها مرة تلو الأخرى أمام عيناي، أخذتني جسر تعبر فوقه لتصفعه هو!، ووسط حربها معه ومع جرحه لها، طعنتني أنا !
-هل سألتها عن مشاعرها نحوك بُني !
يتبع……….




شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-21, 09:37 PM   #474

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

سؤال بسيط طرحه عمه، قابله إياد بابتسامة ساخرة وعيناه تنضحان ألمًا :
-أي مشاعر تلك التي تتحدث عنها يا عمي !، لقد اختارته حين وقعت في مشكلةٍ، سحقت كرامتها وذهبت له، طلبت منه أن يساعدها وهو تراجع، لم يبذل جهدًا ليقنعها أن ما تفعله خطأ، هي الآن بين عائلتها تستمتع بالدفء، وتسعد بحبهم لها، أما أنا...

ويبتر الجملة لأجل ابتسامة ساخرة، لمعة إنكسار تطل من عينيه، ويمد ذراعيه بقلة حيله مستطردًا :
-كُتِبت عليّ الغُربة حتى في حبها !

وصمت..
انتهى الأمر والكاتب يتخلى عن خيوط القصة !
يركض خلف حبكته التائهة، ويحاول رتق ثوب البطل!
والبطل يتألم، قلبه يحتضر، وروحه تبكي !
وقراره الأخير كان رحيلًا، رحيلٌ يفتش به عن سكينة، هدوء لن يناله حيث القلب يأبى الأبتعاد !
"لن أبقى يا عمي، سأعود إلى اسبانيا غدًا!"
وانتهى !
نقطة وانتهت القصة !
======
السقوط في القاع مُريب، مُخيف لقلبٍ أعتاد الصمود، القوة، والتحكم بكلِ شيءٍ..
ملكٌ على رقعة الحياة تحميه بيداق كثيرة، يجلس مكانه بصمودٍ تاركًا مهمة حمايته لبيداقٍ جامدة، يراقب، يفنَّد، ويتشبث بغروره !
وفي طرفة عين وقع أول بيدق، وبعده آخر حتى أضحى وحيدًا !
تمسك بمقعد الملك وعنفوانه، تبغي حمايةً واللاعب المُحنك يهزمه في طرفة عين !
يقع، ويتدحرج بألمٍ حتى الارتطام بالقاع، يتردد صدى ارتطامك وتسمع تهشم عظام عقلك بأذنيك، تتألم، تئن، وتلهث بحثًا عن هواءٍ نقي، ولا تجد !
تتعثر أنفاسك وتجحظ عيناك بصدمةٍ!
لقد سقطت في القاع !
يدٌ خفية دفعتك وسقط أنت بسهولة، وكأنك ورقة في فصل الخريف تتساقط بسهولة على الأرض !
أصابتك لوثة، جُننت وأنتَ تبحث عن مَخرج، لا تقوى على الصراخ، التألم وكأنك ممثل صامت في مسرحية صاخبة، يستاء الجمهور ويتعالى السباب على أداء لم يرُق لهم !
تنسحب، تتراجع، وتقرر البقاء خلف الساتر، ترى خبرة البطل ويمتعك أداء البطلة..
ومن خلف الساتر تتأمل، تفتش عن هروبٍ من قاعٍ يعج بمن فيه..
وتهرب !
تتسلق جدران جُبك ببسالة، تحبس أنفاسك، وتشجع نفسك حيث أنت بطلٌ يستحق التهليل !
تصل إلى القمة؛ فتبتسم!
وفجأة !
يُغمرك الظلام المُقبض فتخاف !
وتتقاتل التساؤلات برأسك !
أتعود إلى القاع مع الحشد المهول؟!
، أم تبقى كما أنتَ تحارب الظلام وتقاتل نفسك الآمارة بالسوء !
والتشبث بالقمة نجاة !
والقاع هَلاكٌ آتٍ لا محالة !!!

بتركيزٍ ضائع كان ينظر لها، يعقد حاجبيه باستغرابٍ، فتبتسم له !
وتجد صدى ابتسامتها ضعيفًا على شفتيه التي ارتفعتا ببطٍ دليل ابتسامة !
-الحمدلله على سلامتك يا سليم !
بصوتها الرائع، ابتسامتها الحنونة، ونظرتها التي تكاد تصرخ من فرطِ الفرح، تقترب منه بحذرٍ حيث الطبيب حذرها من أي تهورٍ فحبيبها يعاني من تشتت نِتاج غيبوبته..
يبتسم لها بتشجيعٍ واهٍ؛ فتسرع خطواتها نحوه بابتسامة شغوفة، تميل نحو جبينه لتقبّله برقةٍ سرقت منه ابتسامة حقيقة، تبتعد لتقابل عيناه الشتويتان بنظرةٍ انعقد لها حاجباه، يشعر بكفها يربت على كفه المستكينة جواره ولسانها يردد جملة واحدة :
-اشتقت لك جدا !

وتنال بريقٍ ملحوظ بمقلتيه، توسع ابتسامته، انفراجة شفتاه مطلقة سراح كلماتٍ مشتتة نِتاج لسانه الثقيل، نبرة خفيضة استدعت اقترابًا شديدًا بأذنيها قرب شفتيه :
-وأنا أيضًا !
وتبتسم، تمنح شفتاه قبلة سريعة أثارت دهشته أكثر، تبتعد عنه لتجلس على المقعد المجاور لفراشه، وبتر هو محاولة ابتعادها بهمسٍ لم تسمع منه سوى همهمات، فأقتربت منه مرة أخرى بابتسامة لم تفارق شفتيها منذ سمح لها الطبيب برؤيته :
-ماذا قلت ؟؟
-عانقيني أريد أن أرتوي من نبعِ أحضانك !

بهمسٍ متلعثم، ونبرة خفيضة طلب عِناقًا لا يقوى عليه؛ حيث قوته في هاته اللحظة معدومة، وابتسمت، ابتسمت فوق ابتسامتها ابتسامة إضافية، برقت عيناها ودموعها تخدش وجنتيها بسخونتها، ينتفض خافقها بسيلٍ من النبضات و...
تعانقه كما طلب !
ذراعها ملتف حول عنقه برفقٍ غير مزعج، وجنتها مستندة إلى كتفه في أمانٍ، تغمض عينيها براحةٍ وهي تهمس بحشرجة باكية بينما هو مغمضًا عينيه مستمتعًا بدفء عِناقها وخافقه يخفق بشدة مؤلمة :
-كدتُ أموت خوفًا عليكَ، لا تتصور ما شعرت به حين أنتقلنا إلى هنا بعد الحادث، رهبة غريبة سيطرت عليّ وأنا أرى الدماء تغرق ملابسي، دماء أخفت وجهك عني فكدت أصرخ كالمجنونة، وبعد الصدمة أتى الخبر القاصم ليّ، أخبروني أنك دخلت بغيبوبة وحالتك غير مستقرة وقتها !

صمتت لهُنَيْهة، التقطت أنفاسها بتعثر، وأغمضت عينيها أكثر وهي تردف بنبرة متلعثمة تفضح خوفًا استشعره بينما ذراعها يتعلق بعنقه أكثر :
-وقتها شعرت بالوحدة، خواء غريب عصف بروحي وأصابتني لوثة، كنتُ أراقبك دائمًا، أراقب أنفاسك، نبضات قلبك وأدعو بداخلي أن يحميك الله لنا !

ولم تخبره أن قلبه قد توقف مرتين تقريبًا وإن كانت المرة الأولى أشد صعوبة، لم تخبره أن أخوته قاموا بزيارته، لم تخبره بوجود توأمه في الغرفة المجاورة بسبب تعبه ومعه مروان؛ حيث الطبيب يخاف انتكاسة فمريضه يعاني من عدمِ تركيز وتشتت واضح !
تجاهلت كل شيءٍ وبقت تبثه حبها، تتشبث بعناقه أطول فترة ممكنة ودموعها لا تتوقف عن الهطول، تقبل وجنته برفقٍ، تتلمس فكه، وتنظر إلى عينيه الشتويتين باشتياقٍ صادق، نبضات خافقها تتراقص بين ضلوعها كما خافقه، سعادتها وصلت إلى الذروة وعيناها تبرقان بوضوح !
وهو كان سعيدًا رُغم وهنه، ضعفه، وقلة تركيزه !
هو العائد من عالمٍ موازٍ يتأمل كل شيء حوله بشيء من رهبة، غيبوبته طالت، وحالته كانت صعبة، أثار الحادث لم تزُل حتى هاته اللحظة حتى ألم صدره..
شيء من ضيقٍ يسيطر عليه حاول دحضه بعِناقها !
هو..
من منحه الله فرصة ليحيا مرة أخرى...
انتزعه من بين غياهب قصر مُظلم مُخيف، بث الروح بجثمان خامد تبرهن عدة اجهزة أنه على قيد الحياة !
وفي خضم مشاعره المتضاربة وحرب التساؤلات التي تصول برأسه تذكر مكالمة أجابها وهو يقود سيارته..
رجل يخبره بأنه وجد مكان أخوته، يعطيه العنوان وهو يكاد من فرطِ الفرحة يصرخ كطفلٍ..
وفي طرفة عين تحول المشهد إلى عبث خالص!
انقلبت السيارة بطريقةٍ موحشة، صراخ الزوجة برعبٍ، وتأوهه بألمٍ تلوه انفصال تام عن كل شيءٍ !
وما بعد ذلك محض عبث لا يتذكر به أي شيءٍ سوى نبرة باكية !
نبرة كان صاحبها رجل، يناديه، يناجيه، ويقبل كفه، يهمس بأسمه قرب أذنيه ويملي عليه جملة واحدة بارتعاش واضح..
"أنا أمجد !"
تتسع عيناه بشيء من صدمة، وتتحشرج أنفاسه في صدره وهو يحرك شفتيه بارتعاش، تقترب هي منه لتسمع ما يريد قوله
"هل..هل أتى أمجد إلى هنا !!"
ونال دهشة اصابته بالحيرة، اتساع عيناها، وارتباك ملامحها بما يشي بصحة قوله..
والخاطر الأخير جعل الابتسامة تناوش شفتيه، تبرق عيناه ويضيف هامسًا وهي على نفس قربها !
"أحقًا أتى أمجد وزارني !!!، أنا أشعر بأنني سمعت نبرة أحدهم يهمس لي بأنه أمجد!!، هل حدث ذلك بالفعل !!!"
كان يرجوها بعينيه أن تؤكد على حديثه، يضم شفتيه بضعفٍ مراقبًا تقلبات وجهها بترقبٍ وجل، ينتظر نبرة سعيدة تبخره بها أنه ولحسن حظه قد أتى أمجد إلى هنا وعلم ما حدث له، يتمنى ويدعو داخله أن يكون هذا صحيحًا فلو كان محض ترهات سييأس !!!!
وبغتة..
تعالى صوت طرقات على باب الغرفة، ثم ظهر طبيب شاب على شفتيه ابتسامة هادئة، يقترب منه بخطوات ثابتة بينما تبعد مليكة عنه بصعوبة وكأنها تسلخ نفسها سلخًا عنه...
عيناه كانتا ملعقتان بها بتساؤل فهمته، ولم تستطع أن تمنحه جوابًا، وحين يأس منها وأكله الترقب بينما الطبيب يتابع عمله وهو يسأله بعض الاسئلة، أشار سليم إلى الطبيب ليقترب وسأله بصعوبة :
-أنا أشعر بأنني سمعت شقيقي أثناء غيبوبتي يناديني ويقول ليّ، أنا أمجد!، هل هذا صحيح أم ماذا ؟؟؟

ابتسم الطبيب بتفهم وهو يرمق الزوجة بنظرة أخبرتها أن ما فعلته صحيحًا؛ فالأخيرة رفضت أن تؤكد له ما قاله دون إذن الطبيب الذي ربت على ذراع سليم بهدوءٍ وأومأ مؤكدًا :
-صحيح !

واتسعت عينا سليم مبهوتًا وهو يحدق بالطبيب وكأنه كائن غريب الأطوار، يرتفع حاجباه بدهشة بينما خافقه يقرع كالطبول بين ضلوعه، اصابته دهشة شديدة وشيء من عدم تصديق يسيطر عليه، تنفرج شفتاه المرتعشتان بصعوبة، ثم يعود ليغلقهما بارتباك وتخبط غريب تفهمه الطبيب، فربت الطبيب على كتفه بشيءٍ من دعم فهو لديه خلفية عن قصتهما :
-أتريد أن تراه ؟؟؟، هو بالغرفة المجاورة لكَ!
-نعم !
بدون تفكير همس بها وعيناه تبرقان بدموعٍ تكدست عند جفنيه، يتشبث بعيني الطبيب يرجوه أن يجلبه له، يبتسم بضعفٍ ويزدرد ريقه بصعوبة..
أومأ طبيبه له بهدوء، ثم نظر إلى مليكة نظرة ذات مغزى فهمتها هي؛ فأومأت برأسها وخرجت من الغرفة كلها تحت عيني سليم...
أنفاسه متسارعة، فكه يختلج بوضوح، وخافقه ينبض بعنفٍ غير محبب بحالته، يشعر بطبيبه يعدل له الأنبوب الرفيع المتصل بذراعه، يعدل له وسادته بشيء من رفق لم يتعجب له، ويسمعه يأمره بودٍ غريب :
-لم يكُن من الصحيح إخبارك بوجود شقيقك هنا كي لا تؤذيك الصدمة أو تأثر عليكَ بشكلٍ عكسي، لكن رغبتك في معرفة الحقيقة وتحسن حالتك عن ليلة أمس جعلني أخبرك بالحقيقة، أرجوك تصرف بهدوء كي لا تؤذي نفسك !

وقبل أن يهز سليم رأسه دون هدف، فُتِح الباب وولجت زوجته بابتسامة صغيرة ولم تغلق الباب فتعالت نبضات قلبه أكثر، ثانية...
ثم الأخرى..
ووجد مروان يسند جسد رجل بدعمٍ بينما الآخر يغمض عينيه برهبة خانقة، خافقه ينبض بعنفٍ وهاجمه دوار جديد فارتكن لابن عمه الذي دعمه بصلابة وهو يتقدم به نحو سليم الذي اتسعت عيناه بصدمة، تحشرجت انفاسه بصدره وارتعش فكه بوضوح...
لا يصدق أن شقيقه يقف أمامه الآن !
عيناه مغلقتان بشدة وحلقه يتحرك بصعوبة وكأنه يخاف النظر إليه !
هل شعرت من قبل أن الكون بأكمله توقف من حولك !!!
هل شعرت من قبل أن روحك التي غادرت جسدك منذ قديم الأزل تعود لتسكن ضلوعك بتسلل لذيذ؟
عودة الروح تطلب بسمة مرتعشة، صدمة متوقعة، ونبضاته تتسارع في ماراثون شرس..
-سليم !
هتف بها أمجد وهو يقترب منه بمساعدة مروان، ينظر إلى ملامحه بعينين مشتاقتين ويفعل الآخر مثله..
لم يشعر سليم بدمعته الوحيدة التي حفرت طريقًا جديدًا على وجنته، لم يشعر بتحشرج أنفاسه وألم صدره !
لم يشعر بأي شيء سوى الأشتياق، الشعور بتلاحم روحه بروح شقيقه حين باغتة بعِناقٍ كان جُل ما يتمناه..
شدد أمجد ذراعيه حول سليم برفقٍ، أغمض عينيه بشدة وكبح بكاءً طفوليًا أجهش به سليم فخرج كلا من الطبيب ومليكة ومروان من الغرفة..
وحين خلت الغرفة إلا منهما، تعالى صوت أمجد باعتذارٍ متحشرج وهو يضم شقيقه أكثر..
"أنا آسف، آسف !"
والشقيق الآخر في حالة من الصدمة إلا من دموعه، جسده الذي ارتعش بين ذراعي توأمه، وخافقه الذي يهدر بعنفٍ خطير !
توأمه يحتضنه بأشتياقٍ واضح، يبكي، ويعتذر بتحشرج باكٍ، صوت لهاثه عنيفًا وخافقه يهدر كما خافقه، عِناقٌ حُرِم منه ستة عشر عامًا..
أعوام كثيرة تغير بها كل شيء ولم يتغير حبه له ولو قليلًا..
لم يحمله جريرة التخلي عنه، ولم يرَه خائنًا تركه وفر من ساحة الحرب تاركًا إياه يحارب كل الجهات وحده !
أيشعر الآن بالاشتياق !
، بالحنين !
، أو رُبما بالفرحة !
لا يعلم، لا يعلم سوى أنه بحضنه الآن، يرتشف من عِناقه الدفء كل دفءٍ ممكن بعطشٍ شديد، يغمض عينيه بشدة ويحاول بشتى الطرق حث ذراعيه لعِناق توأمه فلم ينجح، مال بوجهه نحو أذن شقيقه ليهمس باختناق وصوت خفيض
"أشتقتُ لكَ أخي، أشتقتُ لكَ حد الموت، أشتقت لعِناقك الحنون يا أمجد، ستة عشر عامًا لم أسمع بها صوتك، لم أرَ ابتسامتك، لم تضمني بذراعيك، ولم انهرك أنا بسبب طيبتك الزائدة عن الحد، ستة عشر عامًا كنت احتضر شوقًا لكم !"
كان يلهث بتعبٍ واضح، جسده يرتعش بوضوع، وانفاسه غير منتظمة، دموعه تغرق وجهه وقلبه ينبض بعنفٍ مؤذٍ لحالته الجسدية...
وهو لم يكن أقل سوءًا من حالته لكن الخوف دفعه ليبتعد عنه بغتة، يستوي جالسا أمامه بينما سليم ينظر إلى ملامحه باشتياقٍ واضح، يبتسم، ويغص حلقه..
تزداد كثافة دموعه على وجهه وهو يرى أمجد يميل نحوه ليقبل جبينه، ثم كفه المسكينة بخنوعٍ...
يربت عليها بحنانٍ افتقده طوال السنوات الماضية، وتنفرج شفتاه المرتعشتان ليمازحه بعبثٍ غريب عليه :
-ما هذه الوسامة يا سليم ؟؟، عيناك كما هما، جميلتان بدرجةٍ تثير غيرتي من وسامتك !

واختطف ابتسامة ضعيفة من سليم الذي كان يلاحق ملامح شقيقه بجوعٍ واضح، يزدرد ريقه بعُسرٍ وشيء يوسوس له أنه يحلم !
أن أمجد الذي يراه أمامه الآن محض حلم تمخض من رحم أمنيته !
هو الآن أمام توأمه !
-سليم...أنا..أنا آسف، أعلم أنني كنتُ أنانيًا وتركت وحدك تحارب كل الجهات، اختارت لجين ومروج ورائف واختارت نفسي ورحلت، حرمتك منهم ولم احاول من قبل أن أتواصل معك لكنني كنت أخاف أن يعرف سالم مكاننا !

تراهات !
ما يقوله توأمه الآن محض تراهات !
عن أي تخلٍ يتحدث أمام وجوده بجواره الآن !
هو حتى لا يحمله أي جريرة تدينه له...
هو فقط سعيد بوجوده جواره وأي شيء جوار سعادته هباء منثور..
-أمجد!
بهمسٍ خفيض قالها يبغي اقترابًا، فاقترب أمجد وعيناه متعلقتان به، يضم كف سليم بين كفيه بدعمٍ وابتسامته الحنون تجبر سليم على الابتسام رُغم ارتعاش نبرته :
-لن تتركني مرة أخرى أليس كذلك !
-بالطبع، لن نفترق مرة أخرى..أبدًا!
بحسمٍ تام قالها وهو يضمه مرة أخرى، فتنهد سليم براحة، برفع ذراعه ببطءٍ شديد، يحارب وهنه ليضم جسد توأمه كما كان يتمنى دائمًا !
توأمه وعد وهو سيتمسك بوعده بقوة..
سيرتشف حبه وحنانه ووجوده بجواره حتى الرمق الأخير !
وفجأة أقتحم الغرفة ثلاثة أجساد فتاتين وشاب وسيم..
امتلأت الغرفة بصخب شديد، فابتعد أمجد عن سليم بصعوبة، فتشبث الأخير به يرفض ابتعاده عنه...
التوت شفتا أمجد بابتسامة حزينة؛ فرجل الأعمال الناجح يخاف أن يتخلى عن أحضانه فيرحل ويتركه !
ببساطة !
سليم في هاته اللحظة ليس سليم القوي، صاحب الطبع الحاد والنظرة القاتلة !
سليم الآن طفل افترق عن توأمه بأقسى طريقة...
-لا تخف، سأعرفك على أخوتنا !
يتبع……..





شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-21, 09:39 PM   #475

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

همس بها وهو يربت على ظهره برفقٍ، ويقبل جبينه..
تركه يبتعد على مضض لينقل نظره إلى الثلاثة أجساد الواقفة أمامه بابتسامة واسعة اجبرته على الابتسام..
نظر إلى فتاة منهما يحفظ ملامحها كخطوط يديه، تبتسم له بحنانٍ يعرفه جيدًا :
-لجين !
كان همسه خفيضًا جدًا لم سمعه أحد سوى أمجد، نظر أمجد إلى لجين ثم هتف لها مشجعًا :
-هيا أقتربي يا لجين، لقد تعرف عليكِ !

ولم يتصور أن تندفع نحو بهذه السرعة لتحضنه بحنانِ أم رُغم فارق السن بينهما !
عانقته بدفءٍ فتنهد مغلقًا عينه، حاوطها بذراع واحد بوهن، ابتعدت عنه بهدوءٍ لتقبل جبينه باحترامٍ كبير فابتسم لها، همس بابتسامة حنون وهو ينظر إلى وجهها :
-لقد تغيرتِ كثيرًا يا لجين، أصبحتِ عروس رائعة !
-وأنتَ وسيمٌ كما كنت !
-ابتعدي قليلًا يا لجين ألا يوجد غيرك !
كان الهتاف الحانق من الأخت الأصغر، فابتعدت لجين تفسح لها المكان وهي تضرب كتفها برفقٍ..
نظر سليم لها بابتسامة اتسعت أكثر حين ألقت نفسها بين أحضانه تضم جسدها له كهريرة مطيعة، سلبت قلبه !
ببساطة !
تلك الفتاة الصغيرة سلبت قلبه !
-لقد أخبرنا أمجد أنك تشبهه قليلًا، لكنني الآن أشعر أن التشابة بينكما كبير جدا !
وكما فعلت لجين فعلت هي، قبلت جبينه باحترامٍ، ومالت نحو وجنته تهديه قبلة رقيقة وقبل أن تبتعد سمعته يهمس بصدقٍ به لمسة شجن :
-بسم الله ما شاء الله، جميلة جدًا تشبه أمي رحمها الله !
-أخبرتها بهذا مرارًا ولم تصدقني علَّها تصدقك أنتَ الآن!
-طالما هذا رأي سليم، فلن أعترض!
قالتها مروج ببسمة خجول وهي تقبل رأس سليم مرة أخرى، ولم يجد أي ردٍ سوى الابتسامة التي لم تفارق وجهه منذ دخولهم !
دخولهم المُبهج، بعث بقلبه الراحة وفجر ينابيع الحنان بروحه فأغرقتها بعد طول جفاف !!!
-هكذا إذًا، تثقين به هو الآن !
بمزاحٍ من قِبل أمجد ناوش مروج التي ابتسمت له بشقاوة رُغم شحوب وجهها وحزن عينيها...
ابتسم الجميع، ضحكوا، ولم يُبدِ رائف أي ردِ فعل، لم يقترب ليعاقنه، ولم يبتسم، فقط تعلقت عيناه بجسد شقيقه على الفراش..
لاحظ أمجد تجمده مكانه فزفر بسخط، أما الفتاتان فقد دفعتا جسده بصعوبة والهتاف المزاح من قِبلهما خرج في صوتٍ واحد
"وهذا الكابتن رائف !، سيكون نجم الكرة بإذن الله!"
ابتسم سليم لهما بحنانٍ، ثم عاد بنظره إلى رائف الذي تقدم نحوه بإرتباكٍ خجول توسعت لأجله ابتسامة سليم !
ذاك الولد ليس سهلًا وهذا أول ما لاحظه عليه !
يتقدم خطوة..
ويتراجع اثنان..
يتقدم..
يتراجع...
وحسم حيرته حين مال نحو رأس سليم ليقبلها باحترامٍ كما نبرته :
-الحمد لله على سلامتك يا أخي، سلامتك !
-عانقني يا رائف !
تمنى له السلامة، فطلب منه عناقًا دون انتظارٍ ليحسم تردده...
وباغته، لا ينكر أن سليم باغته بطلبه الصريح، لم يستطع الرفض رُغم توتره؛ فهو وبصراحة يريد !
وعانقه بدفء، برفقٍ، ولم يخلُ عناقه من توتر تفهمه..
ربت على كتفه بوهنٍ، وهمس قرب أذنه بمزاحٍ غريب وكأن روحه ترفرف في سماء السعادة :
-رجلٌ، أنت الآن رجلٌ وسيمٌ، لم أكن أتوقع أن أراكم وأنتم بهذا الجمال، هنيئًا لك يا وسيم!

السعادة مفهومٌ صعب حصره في عدة كلماتٍ محشورة بين سطور سرد كاتب بسيط!
السعادة أن تبتسم دون سبب، ترفرف روحك براحة، وتزفر بهدوء فمن حولك هم أهلك ومن افترقت عنهم !
السعادة أن تشعر بعيناك ترقص بحيوية !
السعادة شعورٌ حين يسيطر عليك، تكون في ذروة راحتك النفسية !
وهو الآن حوله زوجته، ابن العم، واخوته، وتوأمه !
هو الآن سعيد نقطة وأنتهى السطر وأُغلق الماضي على ذمة السعادة !
=======
أغلق هاتفه بتردد وهو يعدل من وضع جلسته في الطائرة مغادرًا أرض الوطن !
لم يذهب ليراها ولن يفعل، سحق قلبه وغادر تاركًا كل شيء خلفه، كان يبغي رؤيتها لكنه وببساطة ارتعب !
ارتعب أن يراها فيتراجع عن قراره وهو لا يريد بقاءًا في أرضٍ اُريقت دماء قلبه عليها..
غادر بقلبٍ واجف يرجوه بقاءًا لن يقوى عليه، غادر وترك من أحبها خلفه...
غادر ليرمم كسر عميق بقلبه سيتطلب منه جهدًا شديدًا !
غادر ودموع اختيه ترافقه، نظرة عمه الحزينة، وعِناق ابن العم الحزين رُغم ابتعادهما عن بعضهما..
غادر وكفى !
الطائرة تحلق في السماء كما افكاره التي غادرت نحو ذكريات انتفضت من كبوتها لتضغط على جرحه دون رحمة !
"لماذا تسير بهذه الطريقة؟؟؟، ما هذه الميوعة، أكره الدلال والميوعة أن كانت هذه صفات تظهر لشخصٍ غيري"
كان وقتها يحترق من فرطِ الغيرة والحنق...
"بالله عليكِ ماذا تفعلين؟؟، لماذا تتأوهين أنا لا أعرف، كما أن مظهرك المرهق وميوعتك تلك تجعلك فريسة سهلة في طريق غير آمن وسيارة ضيقة ركبتاي محشورتان بظاهر الأريكة التي نجلس خلفها..منكِ لله"
وتلك كانت دعابة حانقة حين جاورها بالسيارة الجماعية كي يحميها..
ومشهد تلو مشهد والذكريات تمارس سطوتها على قلبه المرهق..
يغمض عينيه بتعبٍ، ويرخى رأسه على المسند بارهاقٍ واضح !
يزفر، ويتنهد واليأس يسيطر عليه، قلبه يئن وصورتها لا تغادره..

يهز رأسه بعنفٍ لاعنًا نفسه بصوتٍ مسموع :
-اخرجي من رأسي، لماذا تلاحقني حتى بعدما غادرت وتركت لها كل شيءٍ !
"لأنك تحبها والفراق ليس هو الحل الوحيد!"
صوت انوثي رقيق اقتحم خلوته بوقاحة لتجيبه عن سؤاله الذي سأله لنفسه، اعتدل في جلسته وادار رأسه بعنفٍ كما نبرته التي افتقدت لكياسته المعروفة :
-نعم !!!!

ونال ابتسامة رقيقة، نظرة لطيفة، ونبرة بها من الرقة ما يسيل لها لعاب أي رجلٍ :
-أقول لكَ أنك تحبها؛ لذلك فهي تطاردك حتى بعدما غادرت البلد !
يتبع…….





شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-21, 09:47 PM   #476

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

ولو كانت تظن أن يخضع لرقتها فهي واهمة، بفظاظة أجاب مانعًا أي تدخل متطفل :
-شكرًا جدًا لتفسير سيادتك !
واتسعت ابتسامتها الرقيقة باتسفزاز حتى كاد يحطم لها رأسها :
-لا عليك، أردتُ فقط أن انبهك لتلك النقطة علَّك تصمت فرأسي تؤلمني !

وكاد يفقد كل تهذيبه معها لكنه تماسك وزفر بسخطٍ ليعود ويغمض عينيه تحت انظارها !
ثانية..
ثم الأخرى، ووجد نفسه يعتدل في جلسته مره اخرى، ينظر إليها بحاجبين منعقدين بحيرة كما نبرته :
-كيف عرفتِ أنني أحبها !، وكيف علمتِ من الأساس أنني اتحدث عن حبيبتي !!!!

تلك الابتسامة الرقيقة التي اعتلت شفتيها أثرت نظرة لثوانٍ لم تطُل وهي تجيبه بهزة كتف بسيطة وحالمية بحتة :
-ابتسامتك الحزينة، تنهيدتك البائسة، وجملتك الساخطة عن انثى تطاردك صورتها حتى وأنتَ تهرب !
-أهرب!!!
بدهشة خالصة قالها، وبنفس الابتسامة وضحت، فسرت، وفنَّدت له الحقيقة المجردة :
-نعم تهرب من حصار مشاعرك، أو رُبما تهرب لانك تخشى المواجهة !!!

مثيرة للدهشة!
تلك المرأة مثيرة للدهشة، تدخلها الغريب، تفسيرها الذي ربما يحمل بعضًا من الحقيقة، وابتسامتها التي لا تفارق ثغرها !
-أنتِ لا تعلمين أبعاد القصة من الأساس !
-ولا أريد أن أعلم !
هتفت بها باترة، حادة، بها لمعة شرسة بعينيها خبت وراء رقتها الغريبة، ارتفع حاجبه بدهشة، والتوت شفتاه بشبه ابتسامة ساخرة :
-وأنا لم أكُن لأخبرك بشيء من الأساس!
هل يعاندها بطفولية أم الحوار راق له !!
-انا فقط أريد أن أخبرك بأنك تحبها يا أستاذ....
-إياد !
بترت جملتها بحثًا عن اسمه، فاجابها بجفاءٍ لم تهتم له وهي تتابع :
-حبك لها ظاهرًا حتى في نبرتك الساخطة يا أستاذ إياد، نصيحة مني لا تتخلى عنها، محظوظة هي بحبك لها !
ارتفعت شفتاه بابتسامة ساخرة وهو يعود ليغمض عينيه مرة أخرى دون أن يضيف حرفًا واحدًا...
وابتسمت هي الأخرى مضيفة بلطافة !
-اسمي ندى بالمناسبة !

ولم تنل سوى زفرة ساخطة، نظرة سريعة ونبرة باردة :
-أهلًا بكِ !

وصمت !
وصمتت هي الأخرى مكتفية بهذا القدر من تدخلها البغيض...
شردت وهي تراقب السحب من النافذة المجاورة لها...
بينما هو فقد عادت صورتها تطارده، فيزم شفتيه بقلة حيلة وقلبه يردد بحسرة !
"ماذا كان سيحدث لو كانت أحبتني !"
سؤال سيظل يسأله لنفسه حتى ييأس..
يحتضر قلبه بنارِ الشوق، وتركض روحه بين غياهب فراق تتمنى العودة!
======
منزل بسيط يعج بالصخب، ابتسامة رقيقة، وأخرى حنونة...
الأخت الصغرى شقية، تناوشة دائمًا بعدما قرر البقاء معهم بمنزلهم البسيط فور خروجه من المشفى !
حنان الأخت الأكبر يربت على جروحٍ سببتها وحدته حتى أصبح الشفاء مستحيلًا !
سعادته لا توصف وهو يجلس وسطهم، تلك تمزح بشقاوة، والأخرى تجيب برزانة، الأخ الأصغر متغيب عن المنزل منذ أسبوعين تقريبًا فلديه مباراة مهمة غدًا سيحضروها كلهم !
زوجته تلازم غرفتها دائمًا ولا يعلم السبب !
-سليم سليم...انظر إلى الهاتف؛ أريد أن التقط صورة لنا!

إثر هتاف مروج اعتدل في جلسته بابتسامة واسعة، يحتضن كتفها برفقٍ حانٍ، ينظر إلى الهاتف بابتسامة سعيدة اتسعت أكثر حين مالت نحوه لتقبّل وجنته وتلتقط صورة تلو صورة وهو لا ييأس، لا يعلم لِم تعلق بها هي بهذا الشكل بعد ثلاثة أسابيع من وجودهم حوله، رُبما لانها أصغرهم وللأصغر دائمًا كل الحب والدلال...
ولجين، تلك النسمة الرقيقة، تؤثر به بغريزة الأم التي تمتلكها، تهتم به بشكلٍ زائد عن الحد، وأمجد يكاد يلتصق به بدافع الخوف !
يخاف أن يستيقظ في يومٍ فيجد كل هذا محض حلم !
سعادته، فرحته، وابتسامته التي لا تفارق وجهه ودفء العائلة، يخاف أن يكون كل هذا محض تخيلات !
وجد زوجته تقبل عليه بعباءة بيتيه واسعة ووشاح وضعته باهمال حول رأسها، تعرج بوضوح وذراعها ملفوفًا بضمادة بيضاء بعدما تخلت عن جبيرتها..
جلست على مقعد مجاور تاركةً اختيه بجواره..
نظرت له بارتباك؛ فابتسم لها
-لماذا تجلسين بالغرفة دائما يا مليكة ؟؟؟؟
كان السؤال ودودًا من قِبل لجين؛ فابتسمت لها مليكة بودٍ وأضافت بشيء من حرج غريب :
-أحببتُ أن أترككم على راحتكم مع سليم، فلازمت غرفتي !
-أنا ومروج أخوتك البنات يا مليكة لا يجب عليكِ أن تننعزلين عنا هكذا، ابقِ معانا دائمًا، لا تختاري الأبتعاد حبيبتي، نحن عائلة واحدة الآن لا تخجلي منا، كما أنكِ ابنة عمتنا !

أومأت مليكة بابتسامة صغيرة، ثم اطرقت رأسها أرضًا بتشتت اثار الريبة لسليم، فأشار لأختيه بأن يتركاه معها؛ فرحلوا وبقت هي مطرقة الرأس !
-تعالي واجلسي بجواري يا مليكة...
جلست بجواره والتشتت يرسم خطوطه على وجهها، نظر لها سليم بغموض، ثم احتضن كتفها قائلًا بتساؤل وهو يداعب وجنتها برفقٍ :
-ماذا بكِ يا مليكة !، أشعر بأنكِ تريدين قول شيء !

ازدردت ريقها بتوتر زاد من توجسه أكثر، تنفرج شفتاها بارتباك، ثم تعاود غلقهما، والقلق بداخله يتفاقم أكثر، قلقٌ بترته هي بمقصلة كلماتها :
-أريد أن أذهب إلى أمي، جدي مريض وهي لا تريد تركه وأنا لن ابقى هنا بدون أمي!!

انقلب وجهه بتعبيرٍ أسود، منحها نظرة غاضبة، وتعالت انفاسه وهو يرد ردًا باترًا لا يقبل أي نقاش :
-لا !
-لماذا لا ؟؟؟، كلما طلبت منكَ أن أذهب إلى البلدة كي أكون بجوار أمي يكون ردك الرفض، يمكنني الذهاب وحدي بالمناسبة وسأعود في نفسِ اليوم !، لقد فعلتها مرارًا وأنتَ مريض !، فلماذا تمنعني الآن !!، أنتَ الآن بين أخوتك وأنا أكاد أموت خوفًا على أمي!!، هذا حقي !

تطلب، وتغضب، وصوتها يعلو شيئًا فشيء دون أن تشعر، وعيناه تزدادان قتامة وهو يحدجها بغضبٍ حاول كبته وهو يضغط على كتفها :
-مليكة اخفضي صوتك، وبخصوص ذهابك وحدك إلى هناك لن يحدث، عمتي سأخصص لها سيارة تأتي بها إلى هنا لكنها ترفض، وأنتِ تعاندين معي وتصممين على الذهاب إلى البلدة وحدك، قلتُ لا !

ورُغم نبرته التي اشتدت في نهاية جملته، نظرته التي بثت بقلبها الرعب، وملامح وجهه التي انقلبت إلى النقيض، إلا أنها شعرت بحزنٍ غريب يسيطر عليها، ولم تستطع معاندته أكثر فهي لم تعد تلك التافهة التي تختلق المشاكل من اللاشيء، ستصمت ولن تحادثه مرة أخرى رُغم امتلاكها لحقِ الطلب!
وجدها توميء بخنوعٍ ضايقه، تبعد عينيها عنه ويتهدل كتفاها بيأس تحول إلى سعادة طفيفة حين أتى صوت توأمه من خلفه بهدوء
"سأذهب أنا معكِ بما أن حالة سليم الصحية لم تتحسن بعد!"
التفت سليم له بنظرة غامضة بينما اتسعت ابتسامة مليكة وهي تشكره بامتنان شديد :
-شكرًا لكَ جدا يا أمجد !

ابتسم أمجد لها بهدوء دون أن ينظر لها، فقد تعلقت عيناه بعيني شقيقه بنظرة ذات مغزى، نظرة حملت غموضًا غريبًا !
؛ حيث سليم يفهم توأمه، يفهم غرضه من مساعدته لمليكة !
فابتسم !
أنت تظن أن ورقة الماضي مُزِقت، هنيئًا لكَ أنت واهم !
======
حين العشق؛ تصبح الأنثى كائن خنوع، رقيق، يبغي مشاعرًا يغرق بها !
وحين الجهر به؛ تختار طريقه ملتوية!
وهي اختارت أكثر طريقة ملتوية لتعترف له بحبها..
رسالة صغيرة، وكلماتٍ تخبره بمشاعرها، مشاعر صادقة نسقتها في جُملة واحدة علَّ بطلها الهارب من حبه لها يعود، فقد اشتاقت وجوده في محيطها وبشدة !
"لا أعلم لماذا أنتظرت كل هذا الوقت لأقولها، لكنني سأقولها الآن بكلِ صدقٍ....إياد أنا أحبك!...عُد أرجوك !"
ولم تتردد، ضغطت على زرِ الأرسال وخافقها يهدر بعنفٍ، تغمض عينيها والتوتر يكاد ينهشها نهشًا..
وفجأة !
شعرت بأن قلبها قد تهشم إلى أشلاء !
لقد رأى الرسالة !
رآها ولم يرد عليها !
وانتظرت، انتظرت دقيقة، وأخرى حتى أصبحت الدقيقة ساعة..
ساعتين !
ولم يرد !
رآها ولم يرد !
ولم تستطع كبح دموعها أكثر، بكت كما لم تبكي من قبل !
لا تعلم أهذا دلال فتايات أم خوف عاشقة !!!!
=======
انتهى الفصل الأخير من روايتنا لعلي أراك !، طبعا لسه فاضل خاتمة هتنزل الأسبوع الجاي ساعتها نبقى نحتفل بنهاية الرواية..
رجاءًا شاركوني آرائكم!
هل الفصل الأخير كان زي ما توقعتكم ولا لا ؟
ببساطة هستنى رأيكم !
أتمنى أكون قدرت أكون قدمت لكم عمل كويس بشكل كويس كأول رواية ليّ!
انتظروا الخاتمة الأسبوع القادم...




شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-21, 10:30 PM   #477

احمد حميد

نجم تغطيه مسلسل سيلا 2


? العضوٌ??? » 84369
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,685
?  نُقآطِيْ » احمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . ﻻحرام اسبوع وبنى بس اطمئن اياد هتﻻجع المروج اﻻ

احمد حميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-21, 10:32 PM   #478

احمد حميد

نجم تغطيه مسلسل سيلا 2


? العضوٌ??? » 84369
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,685
?  نُقآطِيْ » احمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond reputeاحمد حميد has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . وبنى الرد حرام يموت ومش يعرف انام من التفكر اياد هتﻻجع

احمد حميد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-21, 11:46 PM   #479

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 36 ( الأعضاء 9 والزوار 27)
‏شمس علاء**, ‏سوووما العسولة, ‏ايمان صفي, ‏tweetyishere, ‏mony20, ‏amana 98, ‏Moon roro, ‏غائب, ‏zaak


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-21, 12:25 AM   #480

شمس علاء**

? العضوٌ??? » 448047
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 357
?  نُقآطِيْ » شمس علاء** is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 6 والزوار 34)
‏شمس علاء**, ‏shaimaa abdellah, ‏سوووما العسولة, ‏ايمان صفي, ‏tweetyishere, ‏mony20


شمس علاء** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.