آخر 10 مشاركات
لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          تنظيف كنب بالخبر (الكاتـب : صابرين المغربى - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588-المساومة -ديانا هاميلتون -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree68Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-09-20, 10:11 AM   #771

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aya slieman مشاهدة المشاركة
وجع فاضل الكبير بعد معرفته من فدا الماضي و عبارته بتيتمه اوضحت كم الوجع اللي بقلبه فاذا كان قبل تقبل انها مطلقة الان بعد ما عرف ما اظن يتقبل نهائياً الا اذا كان حبه كبير و اقتنع انها كانت صغيرة و من دون توعية او تنبيه بالعكس كان في تشجيع و الكل متفق عليه انه العلط الاكبر هو راوية ذات نفسها اللي للان مش قادرة تسلمح بنتها على غلط هي ذان نفسها رمتها فيه😒😥
شحاتة لذيذ جداً وجوده بحياة جو علاجها من حالتها ❤❤
صهيب تذكر كلام والده و مجيئ الرومانة بتحقق مقولة ابوه مستني كيف هيقتنص فرصة وجودها و هو اصلا عم بشن هجومه عليها و هي متأثرة باعترافها داخلياً انه المرشح الاوحد❤❤❤
هي تهاني معترفة داخليا بس المشكلة دايما ف العقل يويا❤❤❤💋




shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 16-09-20, 10:12 AM   #772

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهله صالح مشاهدة المشاركة
تشاي وجويرية ثنائي رائع يكملان بعضهما
فاضل وفدا وهل سيتفهم فاضل ما حدث بين فدا وراجي بسبب صغر سنهما وعيشهم في بلاد أجنبية مع عدم اهتمام ام فدا بتنشئة بناتها تنشئة إسلامية
لينة وخالد بداية قصة حب ام مجرد اعجاب
صهيب وتهاني هل ستوافق تهاني علي الحياة مع صهيب في بلدته وتترك حياتها ووظيفتها التي تعشقها
رضا ورامية وكل واحد منهما سيرمم كسر الآخر
فعلا رامية ورضا هل يكونوا عوض وترميم لاوجاع بعض ولايطلعوا عقدهم ع بعض


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 16-09-20, 11:01 AM   #773

mayna123
 
الصورة الرمزية mayna123

? العضوٌ??? » 365675
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,279
?  نُقآطِيْ » mayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضوووووور 🥳🥳🥳🥳🥳🥳

mayna123 غير متواجد حالياً  
قديم 16-09-20, 11:02 AM   #774

mayna123
 
الصورة الرمزية mayna123

? العضوٌ??? » 365675
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,279
?  نُقآطِيْ » mayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 3 والزوار 20)
‏mayna123, ‏أمل و ترقب, ‏shymaa abou bakr


mayna123 غير متواجد حالياً  
قديم 16-09-20, 11:03 AM   #775

mayna123
 
الصورة الرمزية mayna123

? العضوٌ??? » 365675
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,279
?  نُقآطِيْ » mayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 4 والزوار 20)
‏mayna123, ‏عشقي و هجرانك, ‏أمل و ترقب, ‏shymaa abou bakr


mayna123 غير متواجد حالياً  
قديم 16-09-20, 12:51 PM   #776

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي







الفصل الرابع عشر

" ام رضا.. هل انتِ مشغولة اليوم بعد المطعم؟"
رفعت امه عينيها تواجهه بنصف ابتسامة ساخرة
" عندي موعد مع البوي فريند في البار علي الناصية"
ضحك رضا لأمه التي استطردت بتحسر وأصابعها تعمل باجتهاد في تنظيف الخضار أمامها
"فيما سأنشغل ياحسرة! لا أهل أزورهم ولا جيرة اتوانس بهم.."
هز رضا رأسه بتفهم ورغما عن لهجة امه الساخرة ... إلا أنه يدرك كم تشتاق وطنها وحياتها الدافئة وسط أهلها
لذا تنفس بعمق وأعلن
"سنذهب لطلب يد رامية إذن"
رمي إعلانه وانتظر إجابة امه بارتباك
يظن أنها لا تعرف... يطن أنها لم تقرأ تغيره منذ ليلة حفل سوزان
بل أنها قرأت تلك اللمعة الجديدة في عينيه.. تلك الابتسامة التي ترتسم تلقائيا كلما صدح صوت فيروز في المطعم
بل أنها هاتفت سوزان وسألتها... فأجابت الأخيرة مستبشرة
"نعم لقد بدا وكأنه مندمجا مع واحدة من خيرة الفتيات ولكن اعذريني يا حاجة لطف... فأنا لا أصرح بأي معلومة عمن يرتادوا بيتي إلا ان طلبوا هم ذلك"
ومع ذلك تفاجأت لطف من اختيار رضا وسالت مندهشة
"رامية؟!! ولكن ما أعرفه ويعرفه الكل ان رامية لا تتزوج منذ ما حدث لها مع ابن الحرام ذاك!!"
عدل رضا من ياقة قميصه بتفاخر يخفي توترا وارتباكا
"وها هي قد وافقت علي ابن الحلال هذا"
وقفت لطف من جلستها تسارع لحيث يقف أمامها...تحمد الله لاختياره الصائب بعد تلك الحقيرة التي كاد يتزوجها من قبل.. بعينين لامعتين وصوت خفيض سألت
"حقا يا ولد! تحدثت اليها ووافقت؟"
ثم اجابت نفسها بحمية وهي تضع ذراعيها في جانبيها
"طبعا وافقت.. وهل ستجد من هو أفضل منك؟ وللحق هي الأخرى زينة البنات والله"
سعد رضا كما لم يسعد منذ فترة طويلة وهو يري الحماس والفرحة تدب في امه وتجعلها كطفلة صغيرة متشوقة للعيد خاصة وهي تعد الحلوى التي سيهادون بها بيت رامية في الزيارة رافضة ان يشتروا الجاهز
لكن كل ذلك الحماس والفرحة تضاءلت أو اختبأت مرتبكة وهو يصل مع امه دون ناجي الذي انشغل فيما لا يعلم لبيت رامية حسب الموعد... وهاجسه يعيده لحالة فقدان الثقة التي تعتريه أمام الاناث والتي لا يجد لها سببا منطقيا
فرضا ليس قبيحا ولا به ما يسئ ولكن منذ طفولته وهو لا يجد ثقة في التعامل مع الجنس الناعم
استقبلتهم عائلة الحوراني بمنتهي الاحتفاء.. الاب والام والاخت الكبرى... وحدهما الاخوين بديا وكأنهما يريدان الفتك برضا وأكله حيا... لتهتف بهما لطف بسخرية محببة وهي تمسك ياقة عباءتها تدعي النفث
"بسم الله الرحمن الرحيم.. توقفا عن الحملقة في ولدي ستصيبانه بالفزع"
فيضحك الموجودون علي ما تقول.. وتزداد الجلسة حميمية... دون العروس
حتي استقرت الجلسة تماما... فتخرج المعنية بالأمر..
لم تكن رامية مرتبكة خجول... فطول عملها في السوق جعلها جريئة قوية...جراءة وقوة هشة تجيد برسمها حتي علي نفسها.. مداراه الذعر من جرح جديد
رفعت رامية عينيها لرضا.. لابتسامته الطفولية ونظراته الدافئة ... نظرته لأمه ولأمها ولأختها اخبرتها أن رضا يحترم الأنثى ويوقرها
أخبرتها ان رضا... هو العوض
لكنها تلقت صفعة معتبرة من قبل ولن تسلم خدها بتلك السهولة
لذا أبعدت عينيها عنه وركزتهما علي الأرضية تستمع للأحاديث الدائرة بلا تركيز إلا لما يقوله رضا علها تستشف مما يقول شيئا من اراءه التي ستشي بطباعه
وفجأة عم الصمت الغرفة إلا من همهمة غاضبة من اخويها جعلتها ترفع عينيها لتر ما يحدث..
عادت رامية برأسها للخلف مفزوعة وهي تري رضا قد انتقل من مقعده في أخر الغرفة للمقعد المجاور لها دون ان تلحظ... ويسألها بابتسامته الحلوة
"ما رأيك يا رامية ؟ هل انتِ موافقة علي ان يكون العقد والزفاف بعد شهر من الأن"
فتحت فمها لتعترض فتستطرد لطف
"بيتك يا حلوة موجود... ينتظرك كي تعمريه ... وما خالتك لطف إلا ضيفة ستسكن أصغر غرفه حتي تسعدَ بليلتكما ثم اعود لبلدي"
نفت رامية بسرعة وتحرج
" استغفر الله يا خالة كيف تقولين هذا؟ البيت بيت ابنك"
وقفت لطف من جلستها فوقف الكل حتي والد رامية.. اقتربت منها لطف لتجلس حيث جلس رضا من لحظات.. تربت علي ركبة رامية بابتسامة حانية وعين لمع فيها الدمع
"لا يا حلوة البيت بيت التي تعمره... دعي الحمقى الذين يخبرونك ان تعمير البيت بالأولاد... تعمير البيت بالحب والود أهم وأولي... لقد اتيت هنا لكي لا يعيش ولدي وحده.."
ثم شدت علي ركبتها تغمز لها
"هيا.. وافقي ودعوني أعود لأولادي يا حلوة"
طريقة لطف بما تحمله من ود.. وتلك النظرة المترقبة في عيني رضا جعلاها تطرق رأسها... تبتسم
فهتف رضا بسعادة وصخب
"لنقرأ فاتحة كتاب الله اذن.."
رمت رامية اخيها حسين بنظرة لم يلحظها الموجودين ليعترض كما اتفقا
"اسمح لي يا ابي انت والجميع... اظن العروس من حقها ان تفكر قليلا..."
توتر رضا داخليا وبان هذا عليه لأمه وهو يضع كفيه تحته ولذلك اجابت هي عنه وهي توجه حديثها لوالدي رامية
"طبعا من حقها... اليوم هو الأحد سأهاتفك يا حاجة يوم الأربعاء للبشارة"
لم تستمر الجلسة طويلا بعدها... وقد تحكم رضا في انزعاجه جيدا ولم يبديه إلا من ابتسامة فقدت صدقها وتأطرت بخيبة أمل طفولية داعبت قلب رامية ... ولكنها بحاجة للوقت

**********************

كمن علي رؤوسهم الطير....
البيت صامت كصمت القبور....حتي الأبواب توقفت عن صريرها...
والكل يحترم حالة الحداد.. حداد علي فدا التي لم تمت مرة واحدة ... بل ماتت أكثر من ميتة
حال الصمت التي تخيم علي البيت ذكرت جويرية بالأيام الأخرى... خاصة بذاك اليوم الذي لا يغادرها




" سأقتلها" الصرخة من ابيها رجتها يومها رجا ودفعت جويرية ابنة الواحدة والعشرين لأن تسارع لأبيها تحاول تكبيله مع خالد وعامر وفي بهو بيت الأخير الواسع
حين هاتفهم عامر ليخبرهم ان فدا عندهم ...لم يشرح ولم يزد
سارع اربعتهم.. ابوها وامها وتهاني وهى للعاصمة ..صوت عامر مغلق لا يخبرهم بشيء.. ما الذي جعل فدا تسافر اليهم لأول مرة وحدها؟
هل هي مغامرة جديدة لدميتهم الصغيرة
اللعبة الحلوة التي أتت بها الـ" ماما" لتزين بيت الغربة
ليكتشفوا ان اللعبة ...مكسورة..
و حامل!!!..
" دعوني... سأقتلها وأغسل عاري"
صرخة ابيها مع دفعة قوية منه لها رمتها أرضا.. وحتي خالد وعامر لم يستطيعا السيطرة عليه أكثر
كان بصورة لم تره عليها من قبل... كوحش كاسر فقد عقله.. وهل تلومه؟
نعم تلومه .... ولكن تلك اللحظات لم تكن مجالا لإعلانها
وقبل ان يفلت نهائيا يهاجم الغرفة لحيث تختبئ فدا خلف باب مغلق
وقفت أمام ابيها... مريم أم خالد
وقفت بصمود عجيب لا يهتز بالرغم من نداء العم عامر المتكرر لها والخائف عليها من حالة انعدام التعقل التي يمر بها غسان
ولكنها لم تجبه...بل بصوت جاف يقطر برودة لا تشبهها نطقت
"إن أردت ان تقتل ... أقتل نفسك علي تعاميك عن زوجتك وهي تجعل من ابنتك واحدة من الافرنجيات.. إذا أردت ان تقتل .. اقتل زوجتك التي طالما نصحتها وحاولت إثنائها عن طريقة تربيتها لفدا.. عن معرفتها بما يدور بين فدا وراجي وتقبله.. نعم فدا أخطأت وتستحق الذبح... ولكن كن عادلا واذبح كل الخطاه... لا تجر وتذبح اضعفهم فقط"
وكأن كلماتها ... كانت علي لسان جويرية نفسها.. أرادت لوقت طويل نطقها
تنبيه ابيها.. معاتبة أمها..
لكنها فعلت تماما كما فعل ابيها .. ظلت تتعامي وتتغاضي حتي تظل راوية سعيدة بالعروس الخزفية ... حتي تكسر الخزف.. وأستحال ترميمه


شدة علي يدها من لينة نبهتها أنها لازالت داخل سيارتها أمام بيت ابيها لم تتحرك
فرسمت ابتسامة واهية لعبدالله في المرآة الأمامية وللينة الجالسة جوارها وبدأت في التحرك
عاد هاتفها للرنين... كما هو الحال منذ ودعت تشاي بالأمس علي وعد ان يتحدثا لبعض الوقت علي الهاتف بعدما اضطرا لفض النزهة لهطول الأمطار
لم تدرك أنها ستعود لتجد ان العاصفة أول ما ضربت... كان بيتهم
نعم عرفت ان فاضل آت وأن فدا سترفضه ... لكن لم تتخيل للحظة أنها ستفصح له عن ماضيها
" لما لا تجيبينه يا جويرية؟ هل حدث بينكما خلاف لا سمح الله!!"
احترمت جويرية لينة كثيرا منذ الأمس... وهي تراها بقدر الاستطاعة تتجنب التطفل علي الوضع الكئيب بين فدا وغسان ولا تحاول معرفة ما لا يخصها
لذا اجابت بصدق
"كيف أجيبه وأعيش معه لحظات لطيفة وما نحن فيه لازال قائما؟"
لا تحتاج لينة لأن تسأل عما -هم فيه- وحتي إن كانت لا تعرف المصاب بعينه.. ولكنها تفهمه... تشعره
لذا ربتت علي يد جويرية ثانية مشجعة
"جميل ان تدعمي اختك وابيك فيما يمران به... ولكن هل تعاستك ستخفف من حزنهم؟ لا اعتقد"
ثم لمت شعرها الكهربائي الخصائص بسلوكه المتفرعة في كل اتجاه وهي تؤكد بصرامة
"انا لا اقتنع ابدا أني كي أخبر من أحبهم أني أشعر بهم واشاركهم حزنهم... اذن علي ان أُغرق نفسي في الحزن انا الأخرى ... بالعكس يا جويرية... اسعدي يا چو حتي تملكين القدرة علي الإسعاد"
وبناءا علي نصيحة السيدة لينة الصارمة- حتي وإن كانت قامتها وقوامها قوام صبي في الحادية عشر- لكن جويرية قررت الاستماع لها
ما إن أوصلت لينة لعملها وعبدالله لمدرسته... حتي اتجهت جويرية للجامعة ونيتها الوحيدة هي مقابلة تشاي
حرفيا مع كل دقيقة كانت تمر عليها وحيدة في سيارتها علي الطريق.... وصورة فدا في الصباح مستلقية علي سريرها كجسد بلا روح... وصورة ابيها علي سجادة صلاته لا يعتدل من سجداته الطويلة إلا ما بين الحين والحين... وفوق كل هذا توقف تشاي عن الاتصال...مل أخيرا وتوقف..
كل هذا تضافر وأوصلها للحضيض
لذا حين توقفت أخيرا في جراج الجامعة المغلق تغادر سيارتها... انتفضت مفزوعة مع ضربة قوية علي سيارتها وتشاي أمامها غاضبا يصرخ عليها
"هل تتخيلين كم كنت قلقا عليكِ؟ كنت علي وشك الذهاب لبيتكم بعدما أتيت للجامعة ولم أجدك وبعدما هاتفتك ألف مرة ولم تجيبي ؟ لماذا تفعلين هذا بي؟ لماذا؟"
كانت أخر كلماته مع ضربة جديدة لسيارتها كافية...
لم تدرك جويرية ما فعلته... إلا أنها سحبت بكفيها كف تشاي من فوق سيارتها.. وغطت به وجهها... وانفجرت باكية ..
باكية بالدمع فقط ... ولذا غطت الوجه الذي لازال يخزيها بجموده

تسمر تشاي مكانه ... وهو يفكر مأخوذا بما تفعل جويرية
( حسنا.. حسنا.. ما بها جويرية لماذا تبكي؟!!
تبكي في كفك يا شحاتة يا ابن زوبا... اختارت كفك كي تخبئ فيه دمعاتها...
من يضحك الأن يا أستاذ شاروخان؟
توقف يا غبي عن أفكارك الصبيانية وركز... جويرية تبكي؟ نعم عرفنا وحفظنا تبكي في كفك.. مباشرة... أنفاسها الحارة تلمس جلدك .. وأصابعك تلمس بشرتها.. وربما لو مددتهم قليلا ستلمس رقبتها)

هو الأخر لم يدرك ان أصابعه قد بدأت بالتلاعب ومحاولة التعمق أكثر في الإحساس بملمس جويرية تحت أطرافها... إلا وهي تشهق مبتعدة تاركة كفه معلقا في الهواء متذمرا.. وحيدا.. مشتاقا
عادت تحاول لملمة شتات نفسها والانغلاق وهي تحاول النطق
(اعتذر...)
ولكنه وبنبرة منزعجة وقد انهكه اقترابها منه منذ لحظات هتف
"جويرية أرجوكِ لا تعودي للباس أستاذة الفيزياء ... فالجليد بعد الحرارة التي تمر في جسدي الأن خطر علي صحتي"
ثم تمتم لنفسه مقلدا زينات صدقي
( كده مش كويس علي عقلي الباطن )



وصلت لينة لصالون خالد متأخرة قليلا عن كل يوم بسبب ارتباك جويرية والوضع ككل
لكنها رسمت علي شفتيها ابتسامة.. لا تريد من خالد ان يسأل ... فهي لا تعرف مدي ما يعرفه خالد ومالا يعرفه.. وهي لن تورط نفسها ببوح لا يخصها
لذا فتحت الباب وحيت سنجام وويليام.. ثم ألتفتت لخالد الذي كان قد بدأ بالفعل العمل علي قص شعر أحدهم
أشار لها... وبالرغم من أنها لم تفهم معني اشارته... إلا أنها وقفت للحظات تراقبه
كان يعمل ببراعة تفوق اجادتها للعمل بمراحل... أصابعه تتحرك كما لو كانت أشخاص حرة غير مرتبطة أو محكومة..
ومن أصابعه انتقلت عيناها لذراعيه..
ذراعيه المحلقان حول الزبون... لم يكونا في وضع عادي أو معتاد... بدا لها وكأن خالد كراقص محترف يمد ذراعيه في وضع استعداد وثقة لكي يتلقى شريكته
وأخيرا وصل تأملها المستغرق لملامحه... حاجبيه الكثين معقودين بخفة في تركيز... فوق عينين يضيقهما كي يبدد ما قد يشتته
أما فمه... فقد اخذتها ملاحظة جديدة عنه.... وهي تراه يعوج شفته السفلي لليسار وقد بدت تلك كلزمة تساعده علي التركيز...
(لانا) نداء ويليام بطريقته المميزة في نطق اسمها اعادتها من رحلة التبحر في ملامح السيد خالد وزميلها يشير لها لدخول زبونها الأول
استعاذت بالله من الشيطان الرجيم... مذكرة نفسها.. أنها حتي وإن كانت زوجة لحقير كمشرق فعل بها ما فعل.. ولكنها لازالت زوجة ولا يحق لها النظر لغيره

لن تخبر أحدا بالطبع... أنها لم تعمل من قبل علي رأس رجل سوي والدها... وخالد
لذا بكل ثقة مفطورة عليها... رحبت بالزبون بإنجليزية مكسرة وبدأت في العمل... صارفه كل تركيزها علي زبونها
غير مدركة أنها في تلك اللحظة هي المُرًاقًبة..
وخالد ينهي زبونه ... مشيرا لسنجام كي يأتي لينتهي من محاسبة الزبون .. كي يراقبها
شيئا في لينة يدعوه للتركيز الشديد معها... مع كلماتها الإنجليزية المكسرة.. مع شعرها العجيب الذي يكاد يقسم أنه رأي شرارة كهربية تمر خلاله ... ولكن بعيدا عن كل تلك التفاصيل الحسية التي يراها برؤي العين
هناك ما يجذب عقله إليها بشكل لم يحدث له مع أنثي من قبل
يريد ان يفهمها ... يفهم كيف لها ولازالت كدماتها تبدو واضحة بالرغم من تخبئتها لها بالمساحيق
كيف تداوت! كيف وقفت بتلك السرعة؟
يعترف بأن جنس النساء يبهره... ليس لخصائص جسدية لن ينكر جاذبيتها.. ولا لفيض مشاعرهن الذي يهوي التمتع بالسباحة فيه
ولكن لقوتهن الفطرية.. لقدرة وضعها الخالق سبحانه وتعالي فيهن وهو يجعلهن قادرات علي ان يخرجن من حناياهن روحا
قوة رأها في أمه وهي تترك ارستقراطيتها وثراءها لأجل والده
قوة رأها في فدا التي لم تدرك كم هي مذهلة بعد
والأن القوة في تلك العنقاء... التي تبتسم للزبون بالرغم من تأكده ان الكدمة علي يسار فكها لازالت تؤلم عند الابتسام
صوت باب الصالون يفتح نبهه لدخول أحدهم... فتلبدت ملامحه قليلا ولكنه تماسك... لأجلها
أخذه رد فعلها متفاجئا وهي تستقبل المحقق بيكر والطبيب النفسي بابتسامة مدروسة وتقترب بعدما انهت زبونها محيية
"مرحبا سيدي المحقق.. مرحبا يا دكتور"
لاحقها بيكر بملامح مزمومه ولهجة دفاعية بعض الشيء
"لماذا بدأ العمل بهذه السرعة؟ انتِ حتي لم تتعافين تماما!"
اجابت بنفس الهدوء والسيطرة تحت عيني الطبيب المراقبة
"لقد اخبرتك اني لن أعيش عالة علي عائلة السيد غسان أو علي مساعدات الحكومة.. "
قاطعها بيكر بحدة
"ولكن المعتدي حر طليق وانتِ هنا تعملين في سوق تجاري ضخم ولا تضعين في الاعتبار كونك ضحية عنف..."
قبل ان يرفض خالد حدة بيكر أو يعترض الطبيب النفسي كانت لينة تتحول أمام ناظريهم...لأخري
بدا وكأن عينيها البندقية ستطلق علي ثلاثتهم نيرانا ترديهم قتلي وهي تهتف من بين أسنانها
"انا لست ضحية سيد بيكر.. انا من أنقذت نفسي منه برسالتي لجو لست انت ..
انا من هربت من السيارة تلك الليلة.. ولست انت ..
انا ابدا لست بضحية وإن كنت ستتعامل معي من هذا المنطلق فتلك نهاية تعاملنا معا"
أخذت خطوتين قاطعة المسافة الفاصلة بينها وبين بيكر..
خطوة متجبرة لا تليق لدور الضحية.. أبهرت أنفاس خالد حتي أنه أخذ الخطوتين معها كمتابع وفي يخشي ان تفوته ثانية
وأمام وجه بيكر أعلنت... ربما انجليزيتها متوعكة متضعضعة ولكن الأحرف حملت طاقة تكفي لإضاءة قرية
" انا سأعمل ... لن أكون عالة... سأعمل حتي أجمع ما يكفي من المال كي اترك تلك البلد التي لم أر فيها سعادة وأعود لحضن ابواي وأهلي"
ثم اندفعت مغادرة للصالون... كحورية غاضبة.. أو جنية عنيدة... أي مسمي إلا ان تكون عادية
استأذن خالد منهم وسارع خلفها كي لا يتركها وحدها في العلن
وقفت لينة علي بعد عدة محلات ... أمام متجر الحيوانات الأليفة تراقب الكلاب الصغيرة والقطط تمرح في اقفاصها الواسعة بابتسامة صغيرة مناقضة لانفعالها السابق
هل يسأل؟
هل يبحث في دواخلها عله يفهم كيف تجيد السيطرة علي مشاعرها بتلك السلاسة الصلبة!
أخذ نفسا عميقا ... وكاد ...
لكنها قاطعته وكأنها ترفض ان تُسأل عما لا تريد التحدث عنه... ليتأكد أنه لم يقابل يوما شخصية كلينة
" لقد رغبت دوما في ان يكون عندي حيوان أليف لكن امي تكره كل الكائنات الحية إلا البشر"
قالتها مع ضحكة قصيرة .. جعلت أنفاس خالد الثلاثيني تضطرب.. فيخرج سؤاله هامسا وكأنه يخشي ان يبدد صوته إثر ضحكتها من اذنيه
"وماذا اردت دوما كحيوان أليف؟"
ألتفتت تواجهه ... بابتسامة وحاجب مرفوع.. فسارع خالد واضعا كفيه في جيبي بنطاله وهو يستمع لأفكار بكفه المشينة في ان يمسك وجهها ويمرر الأصابع علي الابتسامة
حسنا قد تكون قوية الشخصية ولكنها... غبية
لأنها لم تدرك عاقبة ما فعلته في تلك اللحظة وهي تميل قليلا علي خالد لتهمس بعينين تتقافزان بشقاوة
(بومة)
ضحكت ظنا منها ان صدمته سببها ما أرادته ... ولا تدري ان صدمته كلها... مما أراده هو في تلك اللحظة
مما .. اشتهاه

***********************

" لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين"
رددها غسان وهو يدخل لغرفة فدا.. بعدما تركها في غرفتها طوال ساعات الصباح دون ان يقاطع خلوتها
لكن مع مرور الوقت وقرب موعد عودة عبدالله من المدرسة... يدرك ان عليه أخذ خطوة
كانت فدا تنام في سريرها.. تلف نفسها بلحافها الثقيل.. لا يظهر منها سوي نصف وجهها
نومتها تلك ... ذكرت غسان بذلك اليوم الذي دخل عليها فيه في غرفة الضيوف في بيت عامر
كانت بعد يومين كاملين من معرفته بما حدث... رفض فيهما عامر.. ووقفت فيهما مريم أمامه بالمرصاد كي لا يقتحم علي فدا خلوتها... خوفا من ان يتهور عليها

يومها ما إن دخل البيت وطلب رؤيتها كما يفعل كل يوم.. حتي قاداه لغرفتها... وكأنهما قرآ في عينه عجزه عن إيذائها
نائمة علي أريكة قابلة للفرد.. شديدة الضعف والنحول.. وكأنها لم تغب أسبوعا .. بل أشهرا
ولأول مرة يلاحظ بطنها التي لم تعد مسطحة كما كانت...

بدا وكأنها لاحظت نظراته علي بطنها.. شدت فدا بسرعة سترة مريم التي ترتديها تخفي بطنها وهي تقف أمامه
من وقفته رأي غسان ركبتيها تتخبطان ببعضهما وهي ترتعش بقوة متمتمه
"لا تستمع لهم يا ابي.. لا تستمع لخالة مريم... انت لم تخطئ... أمي لم تخطئ.. انا وحدي المخطئة"
النار داخل صدره تحرقه وتحرق جفونه وأنفاسه
ابنته هو... حامل في طفل غير شرعي
لم يتوقف للحظة عن الحديث عن الحلال والحرام والصح والخطأ لبناته
ولا للحظة...
ولكن في تلك اللحظة أدرك... أنه كان يتحدث فقط لجويرية وتهاني
فقط للناضجتين في نظره
أما فدا ... فحين تحدث مرة غضبت راوية وأصرت
(فدا مسئوليتي)
وابتعد كي لا يزعج راوية... وأبتعد حتي اليوم وها هو يقترب بحريق يقتله

رفع غسان كفه ... وكل ما يريده هو ان يهدئ النار في صدره ولو بصفعة لوجهها.. صفعة واحدة وسيبتعد قبل ان يحلي له الشيطان ان يتبعها بأخري وأخري
ولكن هشاشتها الشديدة أخبرته ان صفعته ستقضي عليها
لذا بكل الحريق فيه... نزل بكفه علي وجهه يلطمه صارخا بحرقة
"قتلتني يا فدا... قتلتي ابيكِ يافدا .. والله قتلتني "
صراخها وهي تحاول بكلتا يديها ان تمنعه من لطم وجهه... توسلاتها ان يتوقف عن البكاء والعويل كالنساء .. رنت في أذن غسان في تلك اللحظة كما لو كانت تحدث ثانية
فأستعاذ بالله وردد
" لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين "
وهو يهزها برفق كي تستيقظ
فتحت فدا عينيها دون ان تحرك رأسها أو أي جزء من جسدها من تحت اللحاف
ومع ذلك رأي غسان الدمع يملأ عينيها بشكل أوجع قلبه الحزين عليها
لم يقصد ان يلوم أو يعتب .. ولكن السؤال خرج منه دون ان يقصده لائما
"لماذا اخبرتيه يا فدا؟"
بطفولية غير مصطنعة... طفولة سرقتها من نفسها في لحظة غباء .. رفعت فدا اللحاف لوجهها تمسح دمعاتها فيه.. فخرج صوتها مكتوما لكن مسموع واضح
" غرني يا أبي.. غرني فاضل بكرم أخلاقه"
حتي ما تبقي فيها من قوة ... تداعت وهي تنفجر باكية بحرقة جعلت غسان يحملها حملا ويرفعها قليلا ليريح رأسها في حجره ويبدأ في قرآة الرقية الشرعية علي رأسها
بعد عدة دقائق... هدأ بكائها إلا من شهقات متقطعة...فربت غسان علي رأسها بحنو صارم
"هيا يا فدا... انهضي واذهبي للحمام .. خذي حمام وبدلي بيجامتك وتعالي للمطبخ لتجديني قد اعددت لك ساندويتشا وقهوة "
ثم استطرد بلهجة قوية
"ابنك علي وصول يا فدا... ابنك ليس له سواك بعد الله يا فدا "
لم تحتج من ابيها للمزيد .. وقفت فدا بتثاقل مغادرة فراشها والغرفة تبتعد بخطوات عجوز
لم يرد نكأ جرحها ولكنه يريد إدراك عمق الجرح فسألها غسان مستوقفا إياها
" أحببته يا فدا؟"
هزت رأسها بضعف شديد وعينيها تمتلئ دمعا ساخنا يلسع ويذكرها أنها لازالت علي أرض الواقع ... واقع حتي همستها ترفضه فخرجت مرتعشة
" لم أحبه... فقط.. تمنيته "
عادت فدا الصغيرة التي تخونها رجليها عند الانفعال... فجلست علي كرسي عبدالله الأخضر الصغير وهي تشرح لأبيها
"تمنيته بشدة يا ابي.... رأيته القمة التي ما إن وصلت إليها لن تنظر لي أمي بدونية ثانية"
سارعت تلاحق نافية أي إتهام بالسطحية
"انا أعرف ان من خلق فاضل خلق من هو أفضل منه ...ولكني.."
عاد صوتها يتقبض كمدا
"لكني أردته هو... فإن تقبلني رجل كفاضل بكل حميته وشرقيته... إذن فهناك أمل في ان.."
اعتدل غسان بسرعة رافضا ان تستطرد
"أنكِ ماذا يافدا؟ أن توبتك قُبلت؟ "
تلجمت فدا وكأن هذا بالفعل ما أرادت قوله.. لذا اقترب منها غسان هاتفا بقوة وحزم
"هل فقدت عقلك يا فدا؟ هل تضعين مع الله ندا؟ من فاضل ومن راوية إن قبل توبتك الله سبحانه وتعالي؟ هل لازلتِ حاصرة لنفسك في قبول الأخرين؟ أم إنك تسعين لرضا الجبار؟"
شدها من ذراعها بقوة تسند .. لا توجع
"رضا الناس غاية لا تُدرك ورضا الله غاية لا تُترك فاتركِ مالا يدرك لأجل مالا يترك... اذا آمنت بأن الله قبل توبتك تمردي علي أمك يا فدا...تمردي علي فاضل... استقوي برضا الله كي تربي ابنك يا فدا... فذنبك السابق وقع وانتهي ولازلت تتوبين عليه... لا تدعي خطأ الماضي لمعصية أكبر... الإشراك بالله وانتِ تنتظرين القبول ممن دونه وذنب التفريط في ولدك"
ثم وكأن عليه القيام بكل الأدوار وقد تخلت راوية عن دورها في تلك المسرحية... فتبدل من الموجه للمطيب... وهو يشدها إليه مقبلا رأسها ومشجعا بابتسامة كسيرة
"هيا فيدو... تماسكي حتي تذهبي لإعادة عبدالله من المدرسة"


حين انتهت من نوبة بكاؤها وعادت لأرض الواقع... اكتشفت جويرية أنها في سيارته
لم تشبه سيارته... سيارة خالد الشبابية الفارهة ولا حتي سيارتها العادية التي اشترتها من خمس سنوات
كانت في سيارة عائلية بسبعة مقاعد ... وفي كل مقعد سوي مقعدها ... كرسي للأطفال وألعاب صغيرة متناثرة هنا وهناك
قاطع تشاي تأملها المندهش بتذمر صبياني
" نأسف ان سيارتي ليست كسيارة السيد الهندي"
بإرهاق لازال يحتويها بسبب بكاءا لم يعتد عليه جسمها.. همهمت باعتراض
" قلنا باكستاني.."
ثم استطردت بصوت أكثر وضوحا متسائلة
" ثم ما كل تلك المقاعد والألعاب! أريد ان افهم"
عيناه علي الطريق لكن يده تمتد للحافظ ما بين المقعدين ليخرج لها شوكولاتة وزجاجة مياه وناولها إياهما شارحا ببساطة
" تلك وظيفتي الأخرى... تعرفين طبعا بيوت الرعاية المؤقتة... في كثير من الأحيان تضطر الحكومة لأخذ الأطفال من عائلتهم ما إن تعرضوا لعنف وإهمال"
تعرف بالطبع... وكيف لها ان تنسي حين كادت الحكومة أن تأخذ عبدالله من أحضانهم بسبب نفسية فدا المتدهورة
ولم يتركوه في رعايتهم إلا مع إمضاء غسان لتعهد أنه المسئول الوحيد عنه
ولكنها لم تحكي .. فقط استمعت له وهو يشرح
"انا أعمل في مؤسسة من تلك مسئول مع بيت الرعاية عن الأطفال... وظيفتي ان اساعد الآباء المؤقتين في توصيل الأطفال لآبائهم البيولوجيين أو للتسوق.. أو حتي للتنزه"
الوظيفة تبدو للوهلة الأولي بسيطة سطحية... ولكن مع الامعان قليلا ... همست بأنفاس مبهورة
"كلما تحدثت معك تشاي.. اكتشفت أنك مختلف تماما عن الصورة التي تصدرها عن نفسك"
تلونت ملامح تشاي بجدية نادرة وهو يؤكد لها بصوت رخيم
"صدقيني يا جويرية... حين تنتزعين عني تلك القشرة التافهة الضاحكة التي ترينها دوما.."
صمت للحظة قبل ان يضرب علي المقود هاتفا
"ستجدين قالبا أكثر تفاهة اقسم بالله"
لم تجد جويرية بدا من الاستسلام لابتسامة عريضة وهي تدرك ان تشاي شحاتة تشانج يعيد لها ببطء قليلا مما فقدته
خرجت من أفكارها لتسأل بعدم فهم وهي تتلفت حولها تستكشف محيطاها
"شحاته... لأين أخذتني؟"
اذا كان عند البعض كلمة حبيبي هي المفتاح ... وأخرين كلمة بيبي تحرك مشاعرهم ... فعند تشاي نداء جويرية له بشحاته يجعله يستدعي كل أدوار المبدع حمدي الوزير في الأفلام العربية التي يعشقها ولكنه تماسك وهو يشرح بمسكنة
"والدتي مريضة وطلبت ان تراك"
سألت باهتمام حقيقي
"ما بها؟ شافاها الله وعافاها"
خبط تشاي علي جبهته بيأس معلنا
"اسمعي يا بنت الناس... إن اردت لحياتنا معا ان تكون سهلة وسلسة... عليكِ حفظ كل أفيهات الأفلام والمسلسلات المصرية... اتفقنا؟"
بدا علي وجهها الجامد والذي لا يقرأ ملامحه سواه... علامات عدم الفهم.. فأسهب تشاي قليلا كي يعطيها فكرة
"يعني حين أقول لك..." انا قلت كلمتي مش هتنزل الأرض ابدا" بما تجيبين؟"
رفعت كتفيها وفكرت للحظة قبل ان تعلن بنباهة
"ربما علينا ان نتناقش بهدوء قبلها"
عاد يخبط علي جبهته بيأس وهو يشير لها ان تغادر السيارة
"لاااا تجيبين بلهجة صارمة ( حنفي)"
أرادت ان تسأله من حنفي وهل هو قريب لشحاتة ولكنها فقدت النطق وهو يدفع الباب ليقودها لحديقة ومنزل... أقل ما يقال عنهما أنهما ينطقان بالثراء...
الحديقة ذات التصاميم المتقنة والمنزل ذي الواجهة المرمرية ...
لم تر جويرية يوما بيتا كهذا إلا في الأفلام وكانت تسخر من تلك المشاهد وتتهمها بالبزخ
وكأنه يبرر أو يدافع.. شرح تشاي
"بالرغم من ان الإسلام هذب كثيرا من طباع والدي وعاداته... إلا ان العرق الصيني فيه لازال متغلبا في بضع مواضع... كالتفاخر بالممتلكات والمقتنيات"
سألت بدهشة وهي تلمح سيارة نادرة تقدر بملايين علي حد علمها مركونة
"ماذا يعمل والدك !!!"
" والدي يعمل في شركة أبل منذ ثمانينات القرن الماضي.. لذا طبعا هو الأن استشاري....هلا توقفت عن النظر لحذائي ؟"
هتف تشاي بنزق بعدما لاحظ نظرات جويرية التي تتجول فيما حولها ثم تعود لتفحص ملابسه البسيطة وحذائه المهلوك
قاطعهم نداء من طرف أخر في الحديقة
"تشاي... تعال انا هنا"
تبعا نداء زوبا ليلتفا حول المنزل لجانب أخر من الحديقة.. جانب أكثر دفئا.. وقفت زوبا في منتصف حديقة خضروات لطيفة بقامتها الممتلئة .. ترتدي ملابس بسيطة وحذاء عمل بلاستيكي يصل لركبتيها
رحبت بجويرية وهي تنزع القفازات البلاستيكية من كفيها
"اهلا جويرية حبيبتي ... نورتي بيتنا"
اجابت جويرية بتحرج وحياء
"اهلا بك خالتي... شفاك الله وعافاك.. اخبرني تشاي أنك مريضة"
رفعت زوبا حاجبا وهي تتطلع في تشاي بمكر ثم يضحكا علي عدم التقاط جويرية للمعني
بعد دقائق من الترحيب والحديث العام... أشارت زوبا لتشاي
"اذهب يا تشاي وأعد لنا الشاي"
ثم ضحكت علي تذمر تشاي وهي تشرح لجويرية
"هل لاحظتِ تشاي وشاي؟ جده ابي هو مخترع تلك المزحة"
بعد انصراف تشاي الذي ظل يلوح لجويرية حتي اختفي
مرت بينهما لحظات صمت بين ترحيبات زوبا التي لا تتوقف... وفي تلك اللحظات كان توتر جويرية يتزايد بما داخلها من تساؤلات
ألتفتت زوبا بابتسامة لجويرية مواجهة
"أشعر ان عندك لي سؤال يا جويرية"
انتاب جويرية ارتباك شديد لم يظهر منه إلا حكها لباطن يدها بأصابعها بحركة سريعة
"لماذا تشجعين زيجتي من تشاي؟!!"
بنفس الابتسامة السمحة اجابت زوبا
"انا لا اشجع زيجتك من تشاي... ولا أقبلها"
توقفت أنفاس جويرية في حلقها وشعرت بقلبها يكاد ان يتوقف خزيا وحزنا إلا أنها سمعت زوبا تستطرد ببساطة
"ولا أرفضها أيضا؟"
رفعت جويرية عينيها لزوبا مستفهمة... لتشرح الأخيرة ببساطة
"ببساطة انا لا مع ولا ضد... انا لا أعرفك ياجويرية إلا مما حكاه لي تشاي وما شعرت به ورأيته حين قابلت والدك وفدا والفتاة المسكينة التي وقفتم معها وقفة أهل..
اعتراضي علي الزيجة قد يأتي من عدم فهمي لحقيقة مرضك.. وقد استخدمت هنا " قد" لأني متأكدة أني ربما حين أفهم يتلاشى رفضي..
ويأتي تأييدي لأني أكثر من يفهم ابني... تشاي قد يبدو للبعض اندفاعي مازح وطائش في بعض الأحيان... لكني أؤكد لك أنه عكس كل هذا... وأنه دوما يرفع رأسي ويبهرني باختياراته وقرارته..."
استطردت زوبا بلهجة واقعية أثارت تعجب جويرية وهي تتساءل.. كم شخصية تعيش داخل زوبا أو تشاي
" ربما إن كنا في بلادنا كنت اعترضت تأثرا بكلام من حولي وانتقاداتهم... ونظام ( خالته تقول كذا.. وعمته تنتقدني بكذا)
ولكني تعلمت في الغربة أني كي أبقي علي علاقة جيدة بأولادي بعد نضوجهم... لن يأتي إلا بالتفاهم والمؤازرة ..
هنا يا جويرية يعلمون الأولاد من الروضة ان امك وابيك ليس لهم عليك حُكم وأنك ألألطف والأقوى دوما... وبالرغم من أنه شيء جيد ويجعل الطفل في غالب الأحيان قوي مستقل... إلا ان تبعياته لمن لم يتأقلم معه مخيفة"
كلمات زوبا جعلت غصة تستحكم من جويرية وهي مرغمة تقارنها بأمها التي لم تحاول يوما مؤازرتها.. فقط استكفت بالولولة علي ابنتها
بطبيعتها اللماحة شعرت زوبا ان الأجواء أصبحت أكثر جدية من اللازم .. فسارعت تغمز جويرية مازحة
"لقد هاتف عمك عبدالرحمن ابيك واتفقا علي يوم نزوركم لقراءة الفاتحة.."
بدت جويرية لزوبا متوترة... لذا لم تخبرها أنها اتخذت عهدا علي نفسها ان لا تراسل أمها قليلة الذوق ثانية وستتجاهلها حتي تعود بعدما أرسلت لها عدة رسائل تراهم الأخرى ولا تجيب
عاد تشاي بأكواب الشاي منضما للجلسة التي استمرت لساعة أخري ... مضيفا لها من روحه المرحة
حتي غادرا ليعيد تشاي جويرية لسيارتها
تحدثا في الطريق عن السياسة.. السينما.. الموسيقي والفرق بين الموسيقي الصينية والعربية والاسترالية
تحدثوا كثيرا حتي وصلوا أمام سيارتها بحال غير الحال الذي غادرت به
شعرت جويرية وكأنها خفيفة وقد القت كل همومها بين كفي تشاي الذي حولهم لطيور صغيرة... طارت لبعيد
كانت تفتح سيارتها لتركب حين استوقفها ندائه
(جويرية)
ألتفتت اليه لتتلقاها ابتسامة صغيرة علي وجهه ونظرة... حب تضخم لها قلبها ... خاصة وهو يؤكد بصدق
"كفاي لكِ تسكبين فيهما دموعك وقتما تريدين ..
وأكتافي لكِ.. ارمي فوقهما احمالك.. ولن اسألك عن شيء.. ولا يهمني معرفة ما لا تريدين إخباري به.. انا.. هنا لأجلك ..."

**********************

الوضع كله يثير جنونه...
فمنذ الأمس.. وفاضل غارق في حالة عجيبة
حالة من الصمت الكئيب...حالة من القهر والانكسار
وهو... هو يحز في نفسه ان يري فاضل بتلك الصورة... يقتله وهاتفا داخله يردد
(فقط لو كنت أباه لربما فهمت... لربما وجدت الصياغة لكي تواسي... لربما وجدت الشجاعة لكي تسأل وتواجه.. ولكنك لم تكن يوما أب... لذا فلا تملك أي من هذا)
لا يدري ناجي ان كم من أباء لا يجيدون الأبوة... وكم ان مشاعره تلك هي الأبوة في أعمق صورها
ليزداد الموقف غرابة... أتته رسالة من رضا يسأل
( كيف حال فاضل؟ ما الأمر؟ فاضل وغسان وفدا ثلاثتهم يتغيبون في يوم واحد بدافع المرض ؟ وحتي انت اختفيت ولم تأت معي لبيت رامية...؟ أريد الاطمئنان عليكم)
كان هذا أكثر من كاف لناجي الذي استغل نوم فاضل أخيرا في الساعة الثانية ظهرا لكي يراسل غسان
( انا آت لزيارتك )
فيجيبه غسان برسالة أغرب
( فقط انتظر أمام البيت حتي تري فدا مغادرة لتعيد عبدالله من المدرسة)
رأي ناجي فدا تغادر بيتهم وتركب سيارتها... وبالرغم من هالة الحزن التي تحاوطها دوما... لكنها بدت لغسان أكثر كهولة من امرأة ثمانينية
ما إن غادرت حتي ترجل ناجي من سيارته متجها لبيت غسان حيث استقبله الأخير بملامح شاحبة
"ماذا حدث يا غسان بالأمس مع فاضل؟ لقد اخبرني ان فدا رفضته"
لدهشة ناجي امتلأت عينا غسان بالدمع وهو يبتسم ابتسامة حزينة متمتما
" يأبي فاضل إلا ان يملأ قلبي حسرة لخسارته...يأبي إلا ان يغيظني ويحك أنفي بكل تلك الشهامة والرجولة التي لن تكون لأجل ابنتي وعائلتي"
أصر ناجي علي غسان وكل كلمة ينطقها تزيد توتر الأول
أما غسان فتطلع في ناجي تراوده نفسه للإفصاح
لم يعرف الحكاية سوي عامر.. وعامر توفي
وغسان .. بَشر .. لم يجد المواساة ولا حتي من شريكة عمره .. لذا .. افصح


في نفس المساء بعد حديثه القصير مع فدا... عاد غسان وعامر وخالد لمدينتهم كي يواجهوا راجي ويطالبونه بالزواج السريع من فدا
في منتصف ردهة بيت راجي الواسع.. وقفت والدته متخصرة هاتفة
"انسوا... ابني لازال طفلا ولن يتزوج فتاة ليداري علي خطيئتها... فالله أعلم من الاب"
الصدمة ألجمت غسان وهو يري تلك التي تسميها راوية اختها تنطق بتلك الكلمات السوداء بينما والد راجي يقف صامتا مذهولا من الموقف ككل ...
أما راجي فجلس في أحد الأركان يبكي كطفل... لا ليس كطفل بل هو طفل غبي أحمق لم يدرك حجم الكارثة التي أحدثها إلا في تلك اللحظة
هتف عامر بحزم
"ما هذا الذي تقولينه يا أم راجي... انتِ تعرفين فدا وانتِ من ربيتيها وراجي يعرف أنه الوحيد الذي لمسها... كما أننا لم نقل زواج دائم فقط زواج صوري..."
قاطعته ام راجي بتجبر
(لا)
شعر غسان وكأن قدماه لم تعودا تتحملاه... أما خالد الذي هتف بصرامة
"حسنا... سأتزوجها انا"
ساد الصمت المكان إلا من نحيب راجي الذي عليَ بقلة حيلة
ابتسمت ام راجي ابتسامة صفراء واسعة وهي تشير لهم بكف ممدود
"ألف مبروك مقدما... والأن إن سمحتم تفضلوا من دون مطرود فقد ازعجتم ابني بما يكفي"
لا يدري غسان كيف غادر البيت ولا كيف اصبح في سيارة خالد المنطلقة والأخير يهدئه
"لا تقلق يا عمي انا سأتزوج فدا..."
قاطعه غسان
"لا يا ولدي ليس لك ذنب في هذا كما ان والديك..."
قاطعه عامر
"لا تكمل يا غسان حتي لا تخسرني للأبد... والله ان لم يفعلها ابني لفعلتها انا"
لم يتمالك غسان نفسه وهو ينفجر باكيا من الكسرة التي لن تقام له بعدها قائمة..
حين عادوا لبيت عامر الذي كان بالفعل قد هاتف مأذونا شرعيا ليرتب معه عقد القران الذي لا يمكن تسجيله قانونيا لصغر سن فدا
كان الوضع في البيت متوترا للغاية ولم يفهم غسان ما هناك من أول وهلة وهو يسأل جويرية الباكية
"اين امك؟"
لم تجب إلا بأن مدت يدها المرتعشة بجواب
( انا عائدة لأهلي... ولن أعود لك إلا اذا قتلت تلك الفاجرة)
لم يركض غسان خلفها ولم يسع للبحث عنها... بل طوي الخطاب ووضعه في جيبه معلنا بصوت ضئيل
"سيتزوج خالد فدا"
لم تكن فدا حتي بين الجالسات... فصحتها كانت اضعف من مغادرة السرير
بحث في وجه مريم عن الرفض المتوقع ... ليفاجئ بابتسامة حزينة مواسية
"كنت متأكدة ان ام راجي لن تقبل... وكانت تلك خطتي البديلة ايضا"
كان مثقل بالذنب الذي هو موشك علي ارتكابه ويتساءل هل بزواج فدا من خالد ونسب الطفل له يرتكب ذنبا ويتلاعب بالأنساب؟
خائف مرعوب... ولكنه لا يملك حلولا أخري
لذا خبط غسان صدره بكل قهر رافعا رأسه للسماء مرددا
" لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين"
فأتت نجدته في صورة طرقات وجلة علي باب بيت عامر
وأمام الباب وقف راجي... لازال وجهه منتفخا بأثار البكاء... وعينيه زائغتين تائهتين
"ارجوك عمي غسان... ارجوك زوجني انا فدا... دعني اصلح من خطئي"
وخلفه وقف والده يشد علي كتف ابنه الموشك علي الانهيار





(لاحول ولا قوة الا بالله)
رددها ناجي بعدما سرد غسان الحكاية ... ليفاجئ بغسان الذي كان قد وصل لحالة صعبة من الاضطراب والانفعال يشد علي ذراعه هاتفا بجزع افقده هيبته
"أخبرني يا ناجي... ماذا كان علي ان أفعل؟ هل كان علي قتلها حقا؟ أم كان علي رميها في الشوارع كي تنتهي... تعمل ربما في الدعارة وتعود لي كل سنة بطفل جديد وارميها للشوارع ثانية حتي ينتهي بها الأمر فاقدة لحياتها بفعل جرعة مضاعفة أو مغتصبة"
أشار لنفسه يضرب سبابته بغل في صدره
" اعترف انا ضعيف عديم الرجولة لم استطع قتلها ... ماذا كنت بفاعل... اخبرني يا ناجي اخبرني"
ولثاني مرة في نفس اليوم يدرك ناجي أنه ليس مؤهلا للإجابة علي أسئلة أبوية كتلك... فلم يكن منه إلا ان شد علي ذراعي غسان بقوه هاتفا
"لا يا غسان ... انت رجل واب وما فعلته عين العقل... اهدأ واستغفر ربك"

*************************

عضت علي إبهامها وهي تطبع لفدا رسالة موبخه
( انت يا عديمة الدم ... ردي علي ولو برسالة)
وللمرة الألف ... هاتفتها حين أظهر الهاتف ان الرسالة لم تصل.. لتجد الهاتف مغلق
فعادت تهاتف جويرية... فتصل لنتيجة أخري...جويرية ترفض المكالمة .. ثم ترسلها " سأهاتفك حين ينام الجميع"
هناك شيء غريب يحدث وهي لا تعرفه... وهذا يزعجها جدا ويثير قلقها علي ابيها واختيها وابن اختها
حتي ان القلق علي لينة التي لم تقابلها بعد
وفي جانب أخر من قلبها وعقلها... تتردد كلماته تمنعها من ان تهنئ براحة البال
( في بيتي )
هل عناها حقا وهل ستقبلها هي!
( ماذا حدث لك ياتهاني ؟ ماذا عن خطتك ومرشحينك؟ هل ستتنازلين هكذا بهذه السهولة؟ كما أنه لا يشبه ابيك حتي!!)
رفعت عينيها لصورته المتصدرة غرفة الصالون الذي تجلس تهاني علي أريكتها القديمة...
صورة لصهيب ووالده يبتسمان في سعادة...في يوم زفاف واحدة من اخواته
وبخت نفسها بغيظ وهي لا تزيح نظراتها عن ابتسامته
( حتي أنه لا يشبه ابي في أي شيء)
فجائها ذلك الصوت في قلبها
( بل يشبه ابيك أكثر من غسان نفسه... ربما ليس في الملامح.. لكن في الاخلاق... في الطباع .. في كل شيء سوي الشكل )
عادت تعض علي ابهامها وهي تجادل نفسها
(ما بك يا تهاني؟!!
هل نسيتِ وعدك لنفسك ان لا تغرمي! ما به السيد صهيب كي يجعلك تخلفين وعدك؟)
هزت رأسها بقوة.. مستجلبة ابتسامات اختي صهيب الجالستان معها زهرة والاء
( لا انتِ لم تغرمي به طبعا...
ما المشكلة ان كان صوته يدغدغك كلمسات خفية! عادي هذا فقط من طول الجفاف العاطفي الذي عشتيه!
ما المشكلة إن كانت ضحكته تعيدك مراهقة حمقاء تبتسمين ببلاهة؟
ما المشكلة إن كان وحده قادرا علي كتابة حكاية من ألف ليلة وليلة... انتِ بطلتها!
كلها أفكار وحالات قد لا تدل علي الحب... وفي النهاية ستجرحينه تماما كما جرحت امك ابيك باسم الحب)
هل رأت جويرية ما رأته تهاني؟؟ سؤال دوما تطرحه علي نفسها
ولكنها تفهم الأن ان كل واحدة منهن هي أو جويرية أو فدا رأوا نفس الواقع.. ولكن كل منهن بعين مختلفة
وهي رأت ان كل مصابهم سببه .. الحب
حب ابيها لأمها وتعاميه عن كل أخطاءها في تربيتهم.. كي يراضيها
من يعرف حقيقة واقع عائلة غسان.. سيتصور ان تربية راوية الغريبة طالت فدا فقط
وهذا هو الخطأ بعينه
ابتسمت تهاني بسخرية
( لقد طالت تربيتها العجيبة كلا منا بشكل أو بأخر..
ولكن جويرية تحصنت بقيم كانت قد زُرعت فيها في الوطن ومن ابي
وانا تحصنت بـ.. جويرية
أما فدا فكنت انا وجويرية أول من تخلينا عنها وتركناها بلا حصن
والأن يا تهاني تقولين حب! ابدا انتِ لا تحبين....)

صوت " السلام عليكم" منه من خارج الغرفة .. قاطع كذبتها التي تحاول جاهدة تصديقها
حتي تلك اللفتة البسيطة منه... تأسرها
هربت بعينيها من ان تلقاه فور دخوله الغرفة ... ترفع هاتفها أمام عينيها بصورة مبالغ فيها
ولكنها شعرت بظله يخيم فوقها... فرفعت عينيها لوجهه جاد الملامح... بحاجب مرفوع وملامح مشدودة
(تهاني...)
صمت صهيب للحظة كعادته حين يتحدث... يتحدث وينتظر لأن كلامه من ذهب وما عليك إلا إمعان الانصات
"تعالي من فضلك معي للحديقة "
تلفتت تهاني للجالسات.. زهرة وألاء وامها في انتظار ان تعترض واحدة أو تعرض الخروج معها للحديقة.. ولكن اثنتين منهما تشاغلتا باللاشئ.. أما زهرة فطفلة متحمسة تقافزت مكانها مهللة
" نعم... نعم اذهبي معه للحديقة يا توني"
لذا بتحد ليس له أدني محل من الإعراب.. تحركت تهاني تتبع خطوات صهيب المتجهة للجلسة المظللة التي جلسا فيها حين قال كلماته الأخيرة
ألتفت اليها صهيب مشيرا ان تجلس علي الأريكة وأمامها المنضدة التي طالما وضعوا عليها عدة الشاي والقهوة الأن يشغلها صندوق متوسط الحجم...
أما صهيب فوقف أمامها يتأملها في تنورة فوشيا طويلة تغطي حتي ظهر قدميها الحافيتين وبلوزة بيضاء حريرية .. شمرت كميها لمنتصف ساعديها

من يراه بثبات وقفته.. يديه في جيبي بنطاله... رجلا تتقدم الأخرى.. وابتسامة مغلقة علي شفتيه...
من يراه لا يدرك ان صهيب ... يرتجف
رجفة داخلية من عمقها تكاد تكون غير مرئية
(نعم!)
كلمة واحدة نطقتها بسيطرة زائفة قبل ان تتهاوي السيطرة تحت نظراته
حرك صهيب كتفيه بخفة فاتحا ذراعيه جواره
"لكل مرشح انتخابي حق في مناظرة...يثبت فيها أحقيته بالفوز"
تكونت عقدة في معدتها مع كلماته... عقدة من مشاعر لذيذة
ترقب... إثارة... حماسة... لكنها لم تجبه
لذا اقترب صهيب يتشاغل بفتح الصندوق دون إفراغ محتوياته... اقترب وهو يتحدث بصوته الرخيم المنغم بلهجته
" الأسطورة تحكي عن شاب... مراهق ... كان مصابا بنوع عجيب من العجز في الرؤية... فعكس من أصابه عمي أو قصر نظر.. كانت رؤية الشاب كاملة ولكن ... فقط بالأبيض والأسود"
همس اللونين بلهجة خاصة مبحوحة زادت الحكاية إثارة... فتقدمت تهاني في جلستها في ترقب وقد اتسعت عينيها في انتظار استكماله للحكاية
" فقط الأبيض والأسود... حتي سمع يوما صوت يخرج من مسجل والدته... الصوت صدمه لأنه لوهلة رأي وميضا قويا من الألوان... الأحمر الأصفر الأخضر...
مرت أشهر لم يسمع فيها الصوت وعاد عالمه للأبيض والأسود ثانية.. حتي ظن أنه ربما كان متوهما حين رأي تلك الومضة الوجيزة...
ثم عادت الألوان للحظة مع الصوت يعود ثانية من مسجل امه... ليكتشف ان بنت الخالة هي سر الألوان... فتعلق وأدمن رؤيا العالم بعدما لونته له تلك المهاجرة.."
انغمس في إخبارها وانغمست في سماعه... فلم يدرك أي منهما ان الدفء الذي لفهما فجأة... لأنه جلس ملاصقا لها علي الأريكة.. عيناه في عينيها مستطردا
"انتِ يا تهاني وحدك سر الألوان في حياتي... انتِ من عرفتني حتي في بعدك ان هناك قوس قزح مخلوق لي وحدي اسمه تهاني"
شهقة خفيفة خرجت من بين شفتي تهاني المتباعدة... شهقة مبهورة لكونها هي... بطلة الحكاية
ضحك صهيب ضحكة خشنة... زادت من خشونتها نبضات قلبه المتلاحقة
" قد تريني مجنونا مهووسا... لكن.."
اعتدل ليخرج من الصندوق مجموعة من الصور والخطابات والأشرطة
"هذا هو حرزي الثمين منكِ ... ممن لونت لي العالم "
كف مرتعش وضعته تهاني علي فمها.. لا تستوعب كل هذا الكم من المشاعر الذي يلقيه صهيب بين يديها
استغل صهيب صمتها النادر ليستطرد وهو يخرج المزيد من الأشياء
" كنت كلما رأيت ما يذكرني بالألوان التي لا أراها إلا من خلالك...اسعي لاقتنائها"
وضع علي الطاولة أساور وعقود بمختلف الألوان الزاهية... انبهرت تهاني التي مدت أصابعها كمسحورة تتلمسهم بإعجاب خاصة وهو يشرح بحرج
"اعرف أنها ربما تبدو رخيصة لكن.."
ومن قلب الصندوق أخرج علبة صغيرة فتحها لتشهق تهاني شهقة ثانية
في وسط العلبة خاتم علي شكل نصف رمانة... حباتها متعددة الألوان... رفعت عينيها اليه مبهورة فشرح بابتسامة مقلدا إياها
"امي... اطلبي من خالتي ان يزرعوا حقولهم رمان"
هزت تهاني رأسها تحاول ان تعود للواقع.. وما أعادها إلا ذكر " أمها"
"ماذا ان كنت تزوجت في الغربة!!!"
هز رأسه يقلدها مرددا مثلا تردده امه بيقين
"لا يتزوج رجل امرأة غيره وانتِ نصيبي"
كل كلمة ينطقها تسحبها روحها وتزرع في صدرها روحه التي لم تعد قادرة علي الاستغناء عنها
ومع ذلك اعترضت بصوت ضئيل خافت
"ولكني لا أحب الحب يا صهيب"
شد علي كفيها المثلجتين وهو يضع خاتمه في راحتها كأنه يطلب منها ان تتخذ القرار وهو يجيب بلهفة حارة انتقلت اليها
"ومن يحب الحب يا تهاني؟ الحب وجع.. وألم وفراق ولكن الله يعلم.. أني اخذت عنكِ كل الوجع وأنا انتظرك ..
اخذت عنكِ كل الألم وانا انتظرك ..
واخذت كل الفراق في سنواتي حتي القاك"
فكرة الوجع والالم والفراق أوجعته ... فعاني وبحث عن مداواة معاناته ..فلم يجد إلا لمسها دواه
لذا فرد صهيب أصابعه الطويلة وكفيه العريضين يتمسك بساعديها وحتي مرفقيها والقرب بينهما يزيد من معاناته وان اختلف نوع المعاناة
همس بصوت خرجت زفراته حارة حسية
"إختاريني يا تهاني... ودعيني أريك كيف يجيد القروي العشق
فكما قلت لك من قبل .. انا قروي بسيط.. ولا أجيد التعبير بالكلام المنمق والهدايا والورود.. تعبيري عن الحب بدائي مثلي..
تعبيري عن الحب سيترك في القلب والروح .. والجسد بصمة ملكية لا تمحي"
شعر بنفسه علي وشك فقدان السيطرة التامة وأنه سيرمي كل أخلاقياته عرض الحائط في لحظات .. إن لم يبتعد خاصة والرمانة بين ذراعيه لا تبدي أي نية للاعتراض
وقف صهيب مبتعدا... فشعرت تهاني ببرودة تكتنفها وهي لازالت تحت خدر كلماته .. فلم تستجيب لأخر ما قال قبل ان يبتعد
" سأنتظر ردك "



زفر ناجي بضيق وانقباض روح ينتابه منذ ما سمع حكاية غسان...
وللمرة التي توقف عن عدها... علي رنين هاتفه باسم شهيدة
باله ليس خاليا ولا متحملا ترهات شهيدة الأن ولكنه مجبر علي الرد
(نعم يا...)
قاطعه صريخها عليه
"اين ابني يا ناجي منذ امس؟"
نسي ناجي لوهلة ان شهيدة الأن كل همها هو فاضل... فشعر بتأنيب الضمير لأنه لم يرد أسرع
فأجاب مطمئنا
"والله بخير ولكنه لازال مهتزا بعض الشيء من تردده علي اللحظة الأخيرة"
تنهدت شهيدة بتحسر داعية
"الله يفرج همك يا ضنايا... يا رب يعود للاقتناع بطلب يد بنت غسان حتي لا يفكر في تركي ابدا"
هز ناجي رأسه يائسا من شهيدة التي لازالت لا تفكر سوي بنفسها... قبل ان ينتبه لاضطراب أنفاسها علي الجهة الأخرى من الهاتف وهي تناديه بلهجة مترددة لم يتعرف عليها منها
"ناجي انا.... انا..."
صمتت للحظة وهي تهتف بغرابة منهية الاتصال
"انا سأرسل لك رسالة"
تطلع ناجي في الهاتف مندهشا من تصرفها ليفاجئه فعلا وصول رسالة منها في نفس اللحظة.. ففتحها مرتابا
(ناجي انا أعرف أنك تزوجت في فترة انفصالنا كثيرات ... من هن أصغر وأجمل مني... وأنني في الأربعين الأن.. ومهما حافظت علي نفسي .. سني واقع.. أعني ..
أعني أنك لم تعد منذ كنا سويا)
خبط ناجي بغل شديد من نفسه جبهته وهو يقرأ ما بين كلماتها.. يقرأ تردد ليس من شهيدة واهتزاز ثقة لا تليق بها
استوقفته أفكاره ليهز رأسه ثانية بيأس ساخرا من نفسه
(قادتك شهيدة للجنون يا ناجي.. من أين تقول ان ما أحدث الشرخ النازف في علاقتكما هي ثقتها في نفسها التي تصل حد التكبر والغرور.. ومن أين انت مستاءا لأنها الأن فقط تشعر بقليل من انعدام الثقة؟)
لم يجب نفسه ولكنه أجاب تلك التي ستكون يوما هلاكه في رسالة صوتية... لم يحتج للحظة ان يدعي فيها الحرارة... فمجرد الذكري كافية لأن يخرج صوته حميميا
(والله يا شهيدة وكأن جسدي بِكر لا يعترف إلا بليلة قضاها معكِ.. أول أمس كانت اللقيا التي لا يصح بعدها فراق.. ولكن بالهوادة يا عذابي حتي نعود لخط مستقيم)
لقد أقسم علي نفسه منذ أمس ومنذ شعر بأن رباطه بشهيدة ...لم يعد شهيدة
شعر بالأمس شعور الاب الذي قد يقبل البقاء في زواج غير سعيد... كي يبقي علاقة سليمة بأولاده
في معرفته الطويلة بفاضل .. لم يشعر به كأبن كما يشعر الأن
وهو يتأكد ان عليه بأي ثمن إصلاح علاقته بشهيدة... كي يحتفظ بفاضل

برغم من كونه مدخن... إلا أنه تأفف وهو يلج لشقته الصغيرة فتفاجئه رائحة السجائر التي يبدو وان فاضل قضي النهار كله في حرقها
وأمام التلفاز المدار علي قناة استرالية تعرض برنامج للطبخ.. جلس فاضل علي كرسي وثير وقد أراح قدميه علي الطاولة الصغيرة أمامه
"السلام عليكم يا فاضل...كيف حالك الأن!"
رد فاضل السلام بصوت مكتوم وابتسامة حزينة وهو يغمغم
( حالي لحالي...مشيت في دروب الليالي
مشيت في العتمة لحالي
لا شمعه
تنور لي طريقي
لا سكه
توصلني لرفيقي
ومشيت في دروب الليالي)
كان موالا معروفا لكن فاضل كان يقولها ككلمات يستعيض بها عن عدم القدرة علي التعبير عن أوجاعه
وكل أوجاعه تعود للحياة
وجع هجر امه له ..
وجع وفاة ابيه..
وجع هجر نزيه له..
ووجع مرض عفيف..
ووجع.." برضاي"
(بالله يا دنيا كفاية
ما عاد أتحمل شقايه
والجرح في عمري بكى
وانا حالي... لحالي)
النبرة ونظرة فاضل التي لم تتجه له للحظة... أوجعوه جدا... فنطق بما كان يتحذر من نطقه منذ ساعات
"لقد ذهبت لغسان... وأخبرني بكل شيء"
فجأة اختلفت هيئة فاضل وهو يركل الطاولة بقدمه وقد تحول في لحظة لوحش مكبل وهو يقف أمام ناجي
"أخبرك بكل شيء؟ لا يحق له ان يتحدث بذلك الحديث لأي مخلوق"
وبالرغم من وجعه عليه وهو يكاد يري نزيف جرحه الحديث العهد... إلا ان أبوة ناجي المستنفرة هي من بادلت فاضل الصياح بمثله
"ما بك؟ ألا تكن لي ذرة احترام كي ترفع صوتك هكذا وتركل الطاولة تكسرها نصفين؟"
تلجم فاضل وهو يلتفت للطاولة مصدوما وهو الذي لم يدرك أصلا أنه ركلها... فأستغل ناجي تلك اللحظات وهو يستطرد بنفس الحسم
" كما أني لست أي مخلوق يا فاضل... انا ناجي... انا في تلك العائلة منذ سنوات... وفدا كأبنتي"
النظرة التي سكنت ملامح فاضل فجأة... جعلت ناجي يدرك ان جرح ابنه اعمق من تخيله
نظرة رجل مذبوح
(بالله عليك)
حلفه فاضل وهو يشد علي ذراعيه بصلابة
"بالله عليك عماه لا تنطق اسمها... لازال طعم خيانتها في حلقي كالعلقم"
تفاجئ ناجي من تعبير فاضل القاسي وكل كلمة أو لفتة من فاضل تؤكد له ان طلب فاضل للزواج من فدا لم يكن عشوائي ... بل عن مشاعر عميقة قد لا يدركها هو نفسه
لذا ربت ناجي علي كتفه مواسيا محتارا
" لا أدري يا فاضل ما الخطوة السليمة الأن؟ هل علي ان أتركك كي تهدئ قبل ان نتحدث بتعقل فيما يجرى؟ أو علي طرق الحديد وهو ساخن والضغط عليك كي نتحدث الأن؟"
زفر فاضل ومرر أصابعه ما بين حاجبيه كي يستجدي بعض الهدوء ... قبل ان ينطق بصوت بدا لناجي بعيدا من عمق الواد الذي سقط فيه فاضل
"استجديك ان تدعني استجمع تعقلي قبل ان نتحدث... استجديك ان تدعني أقنع نفسي واروضها علي ان فدا المنسي كانت مجرد عابر سبيل في حياتي... "






سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك


ندوش28 and noor elhuda like this.


التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 16-09-20 الساعة 01:11 PM
shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 16-09-20, 12:59 PM   #777

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 45 ( الأعضاء 18 والزوار 27)
‏shymaa abou bakr, ‏Moon roro, ‏هبة الله 4, ‏Berro_87, ‏3Samar+, ‏Mohamed Yahia‎‏, ‏Aya yoga, ‏Freespirit77, ‏اسمااء محمد, ‏نهى عباس, ‏zezo1423, ‏menna salem, ‏ree3ma, ‏Aengy, ‏بتو خليفه, ‏Ghada$1459, ‏yasser20


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 16-09-20, 01:13 PM   #778

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

ن يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 73 ( الأعضاء 27 والزوار 46)
‏shymaa abou bakr, ‏rontii+, ‏loleety, ‏Esraa Yacoub, ‏Gülbeşeker, ‏م ام زياد, ‏الذيذ ميمو, ‏frau zahra, ‏أميرةالدموع, ‏ام تقوى التونسية, ‏Moon roro, ‏هبة الله 4, ‏Berro_87, ‏3Samar+, ‏Mohamed Yahia‎‏, ‏Aya yoga, ‏Freespirit77, ‏اسمااء محمد, ‏نهى عباس, ‏zezo1423, ‏menna salem, ‏ree3ma, ‏Aengy, ‏بتو خليفه, ‏Ghada$1459, ‏yasser20



منوووورين


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 16-09-20, 01:32 PM   #779

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

ذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 119 ( الأعضاء 40 والزوار 79)
‏shymaa abou bakr, ‏Shoshoh, ‏شجن المشاعر, ‏felfelhar, ‏الطيبات, ‏رتوجججة, ‏amana 98, ‏أمل و ترقب, ‏ام الارات, ‏MerasNihal, ‏فديت الشامة, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏وسام عبد السميع, ‏ساسو مجدى, ‏lotus baka, ‏rontii+, ‏loleety, ‏Esraa Yacoub, ‏Gülbeşeker, ‏م ام زياد, ‏الذيذ ميمو, ‏frau zahra, ‏أميرةالدموع, ‏ام تقوى التونسية, ‏Moon roro, ‏هبة الله 4, ‏Berro_87, ‏3Samar+, ‏Mohamed Yahia‎‏, ‏Aya yoga, ‏Freespirit77, ‏اسمااء محمد, ‏نهى عباس, ‏zezo1423, ‏menna salem, ‏ree3ma, ‏Aengy, ‏بتو خليفه, ‏Ghada$1459


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 16-09-20, 01:43 PM   #780

Ra Rashad

? العضوٌ??? » 412940
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » Ra Rashad is on a distinguished road
افتراضي

الفصل رووعه بعنوان وجع للاسف الكل موجوع الكل بيعاني من وجع سابق ولكن اثره مستمر فاضل معاناته من صدمه فدا وصدمه انها اثرت فيه بشده
تشاي يالذيذ يارايق حتى في دعمه لذيذ 😍
بمناسبه حذائه المهلوك هل اشارة لاهتمامه بالاخرين على حساب نفسه
فاضل وجع قلبي ياغلبه
غسان تنازل عن مسئولياته لراويه وهى اول واحده تنصلت منها
منتظرة القادم بشوق سلمتى وسعدتي
😍😍😍😍😍😍😍😘😘😘😘😘❤❤❤❤


Ra Rashad غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.