آخر 10 مشاركات
التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-08-20, 05:37 PM   #61

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي



الحلقة 31

- أهلًا سلمى.
- أهلًا حبيبي.. حمدًا لله على سلامتك.. سألت عليك من قبل فأخبروني أنكَ مسافر في مهمة خاصة.
- نعم.. وصلت للتو.
- ماذا بكَ حسام؟
- أنا بخير.
- أنظر إلى نفسك.. أين أنتَ من حسام الوسيم الأنيق.. المتألق دائمًا حيثما وجد؟
زفر بصبر نافد قائلًا:
- لماذا كنتِ تبحثين عني..؟ ما الأمر الهام الذي جئتِ من أجله؟
- إلى أين وصلتَ مع تلك الساقطة التي......
صاح محذرًا:
- سلمى.. لا شأن لكِ بهذا الأمر.
- كيف لا شأن لي إن كانت قد دمرت حياتي كما دمرت حياتك؟!
أشاح بوجهه ساخطًا فتابعت في رجاء:
- طلقها حسام ودعنا نتمم ما اتفقنا عليه قبل أن تظهر في حياتنا وتقلبها رأسًا على عقب.. بدل من طفل واحد سيكون لدينا طفلان.. مازن ونور.. سوف أعوضك عن كل ما فعلته بك.. إن بحثت في كل الدنيا لن تجد من تحبك مثلي.
جلس على أقرب كرسي إليه ودفن وجهه بين كفيه قائلًا في إرهاق:
- بالله يا سلمى.. أنا مُتعب الآن ولا طاقة لي بمناقشة هذه الأمور.
صرخت في ثورة مفاجئة أصابته بالدهشة:
- هذا ليس عدلًا.. أنتَ تقتل نفسك من أجلها هنا.. وهي تلهو مع عشيقها على بعد امتار منكَ.
رفع رأسه في حدة ليحدق فيها فأردفت ساخطة:
- نعم.. لقد رأيتها معه.. ولكنكَ لن تصدقني كالعادة.
فتحت حقيبتها وأخرجت منها ورقة صغيرة قدمتها إليه قائلة:
- ها هو العنوان.. ربما يجب أن تراهما بعينيك حتى تصدق.
تناول منها الورقة في لهفة.. ضاقت عيناه وهو يقرأ ما دونته فيها...
( فيلا شريف حمدي...25 ش...........
لم يكن في حاجة لقراءة المزيد حتى يتأكد أن سلمى لا تكذب عليه ولا تمارس حيلة ماكرة لتبعده عنها كما فعلت من قبل.. شريف حمدي...
تمتم بصوت مختنق بالكاد وصل مسامعها:
- اذهبي الآن.
- حسام...
- قلت لكِ أذهبي....
زفرت بضيق قبل أن تغادر مُرغمة.. أسند رأسه على ظهر كرسيه واسترخى كالأموات.. إذًا فهو هنا في القاهرة وليس في أسوان كما كان يعتقد.. هذا يفسر كل شيء.. كانت تخدعه كل الوقت وتمثل عليه الحب والوفاء.
لقد شعر بالدهشة عندما توقفت عن الحديث عنه ولم تذكر اسمه ولو حتى مصادفة في حديث عابر.. وهو الأحمق ظنها نسيته.. وعدته بألا تتصل به بالهاتف وصدقها بينما هي تذهب إليه وتعاشره وتحمل طفله...!
لولا عقمه ما كان اكتشف أمرهما أبدًا.. ولكان نسب الطفل إليه من دون أن يدري بخيانتها.. هل دارت الأيام ولعب القدر لعبته وأعادها إليه بمعجزة ليكتشف بعد كل ذلك أن والده كان مُحقًا في البداية عندما رفض زواجه منها..؟
هل سلمى كانت مُحقة عندما هاجمتها و حذرته منها مِرارًا حتى كاد يقاطعها من أجلها؟!
نهض فجأة وأسرع يصعد الدرج مُتجهًا إلى غرفة الطفل.. اقترب يتمعن بجنون في الجسد الصغير الراقد فوق الفراش.. لو لم يكن نسخة مصغرة منه.. لو لم يعترف كل من رآه بأنه والده قبل أن تعترف هي بذلك....
هز رأسه بعنف وغادر إلى حجرته.. فتح الخزانة وأخرج منها مسدسًا صغيرًا أخفاه بين ملابسه.. لابد أن يدفعا الثمن.. وإن كان المسدس سوف يضمن لهما موتًا سريعًا بلا عذاب يُذكر.. وهذا ما لم يكن يريده.. كان يفضل لهما عذابًا بطول معاناته التي لا يظنها ستنتهى أبدًا.
*****
- مَن المختل الذي يضغط الجرس بهذه الطريقة المزعجة؟!
أسرعت الخادمة تفتح الباب وفمها لا يتوقف عن السباب.. الوجه العابس والغضب الذي يتصارع فوق ملامح الرجل الواقف أمامها.. حول سخطها إلى قلق وهي تسأله:
- من أنتَ..؟ وماذا تريد؟
- أليس هذا منزل الدكتور شريف حمدي؟
- نعم.. ولكنه ليس هنا الآن.
- من بالباب يا سماح؟
تحولت نظراته إلى المرأة المُسنة التي ظهرت خلفها.. لابد أنها والدته فهناك بعضًا من الشبه بينهما.. ليسا وحدهما إذًا.. لانت ملامحه قليلًا وهو يقول:
- آسف على الإزعاج الذي سببته.. ولكنني أريد دكتور شريف في أمر عاجل لا يحتمل الانتظار.
نظرت إليه المرأة في ريبة فتابع قائلًا:
- زوجتي في حالة ولادة متعثرة.. ووصف لي أحدهم هذا المكان.
هزت المرأة رأسها وبدت وكأنها تفهمت الأمر قائلة:
- عُذرًا يا ولدي ولكنه ذهب إلى العيادة.. يمكنك ان تلحق به إلى هناك.
غمغم في دهشة:
- العيادة..! هل أعطيتني عنوانها من فضلك؟
تأملته المرأة ببعض الحذر.. هل هو صادق فعلًا فيما يقول.. هل زوجته في حالة حرجة كما يزعم.. مظهره يوحي بالقلق.. ذقنه الغير حليق.. شعره غير الممشط.. أزرار قميصه المفتوحة حتى نهاية صدره...
لكنها في النهاية لم تجد مفرًا من كتابة العنوان في ورقة صغيرة أعطتها له.. فربما مظهره هذا كان بسبب خوفه على زوجته التي تعاني من خطر حقيقي.. وربما تسبب ترددها في حدوث مكروه لها.. ولدها شريف ليس له عداوة مع أحد.. والعيادة لم تفتح أبوابها إلا منذ أيام قليلة وربما لهذا لم يعرفها سكان المنطقة بعد.
عاد يقول وهو يتناول العنوان من يدها المرتعدة:
- أشكرك.
تحرك ليغادر عندما استوقفته وهي تغمغم بلا وعي:
- شريف هو ولدي الوحيد.
حدق فيها وعض على شفتيه قبل أن يهز رأسه وينصرف.. لماذا شعر بالشفقة نحو هذه السيدة المُسنة وقد دمر شريفها هذا حياته..؟ إن كان ابنها الوحيد وليس لها سواه فكان بالأولى أن تحسن تربيته.
*****
توقف شريف عن إتمام عبارته إلى سالي عندما دق جرس الهاتف فوق مكتبه.. التقط سماعته واستمع إلى مُحدثه باهتمام.. وما لبث أن ابتسم قائلًا:
- اطمئني يا أمي.. أنا بخير.. سالي معي ولا داعي لكل هذا القلق.. العيادة جديدة ومعظم الناس لا يعرفونها بعد.. سأتصل بكِ بعد قليل.. حسنًا.. سأتصل بكِ كلما حانت فرصة.. اتفقنا.
تفحصته سالي قائلة:
- ماذا حدث؟
قبل أن يجيبها دلفت الممرضة إلى مكتبه قائلة:
- سيدي.. هناك رجل بالخارج يقول أن زوجته مريضة جدًا ويريد مقابلتك.
- لابد أنه هو.. دعيه يدخل.
دخل حسام إلى الغرفة وأغلق الباب خلفه بإحكام.. شهقت سالي فزعة وهي تقترب من شريف الذي جاهد ليحافظ على اتزانه أمامها قائلًا:
- إنه أنتَ إذًا.. ماذا تريد؟
أخرج حسام مسدسه وصوبه نحوهما:
- لم أكن أريد أن تموتا بهذه السرعة.. ولكنني لا أملك الصبر الكافي لتعذيبكما.
- ضع مسدسك هذا جانبًا.. الأمر ليس في حاجة إلى المزيد من الجنون.
- جنون...! البرودة التي تتصنعها.. أو ربما كنتَ مفطورًا عليها.. وحدها كافية لتصيب أي رجل بالجنون مهما بلغ عقله.
- إن كنتَ تظن بأنني أخافك فأنتَ مخطئ.. كل خوفي في السابق كان لأجلها هي.. أنتَ عذبتها بما يكفي.
- لا تدّعي الشجاعة والنبل أمامها.
- لم أفعل في حياتي شيئًا أخافه أو أخجل منه.
- أحقًا..؟ هل أخبرتني إذًا ماذا تفعل زوجتي في منزلك؟
- علمتُ من والدتي بأنكَ كنتَ في منزلي منذ قليل.. وبالطبع عرفت أننا لم نكن بمفردنا هناك.. معنا والدتي وخادمة مقيمة.. سماح ربما رأيتها أيضًا.. وهي شابة وقوية وحواسها سليمة تمامًا.. وثرثارة جدًا.
- وتعتبر هذا كافيًا ليحميكَ من الخطأ ويرفع عنكَ المسئولية؟!
- اسمع حسام بك.. أنا أعرف سالي منذ سنوات.. وكثيرًا ما انفردنا معًا في أماكن مُغلقة ولكنني لم أحاول يومًا التقرب منها بطريقة غير لائقة.. ليس خوفًا من أحد ولكن خوفًا من الله وحده.
نظر إليه حسام في تهكم.. كان واضحًا بأنه لا يصدق شيئًا مما يقوله.. أردف شريف الذي شعر برعدة سالي وهي تزداد التصاقًا به:
- ألم تسأل نفسك ولو مرة واحدة.. لماذا أتمسك بها لهذا الحد وأرغب في الزواج منها رغم معرفتي بماضيها معك..؟
هتف حسام ساخرًا:
- أنا شيطان وأنتما ملاكان من السماء..!
- أنتَ تُعاني من غيرة مرضيّة سوف تقتلك وتقتلها معك.
- حسنًا.. هي ليست رخيصة وأنتَ لم تقترب منها.. طفل من هذا الذي ينمو في أحشائها الآن؟
- يا له من سؤال سخيف..!
- كان سيكون سخيفًا لو لم تكن تعلم بأنكَ والده.
- ولماذا لا يكون طفلك أنتَ؟
شعر حسام بالدوار.. بماذا يجيبه حتى ينهي هذه المهزلة..؟ هذا الطبيب يبدو واثقًا وبريئًا إلى حد الإقناع.. يبدو صادقًا وزاهدًا لدرجة تجعله يفكر قبل أن يقتله.. ولكنه على يقين من أنه كاذب في النهاية.. إن لم يكن كاذبًا.. فطفل من هذا..؟ هل سالي تعرف رجلًا ثالثًا..؟
هذا الرجل خصم له وليس جيدًا أبدًا أن يزيد من ضعفه أمامه ويخبره بأنه عقيم.. عاجز عن الإنجاب مرة ثانية.
صرخ أخيرًا في مزيج من الضعف والإصرار:
- هذا الطفل ليس مني.
تطلعت إليه في حزن بينما أردف في تحدٍ غير عابئ بالألم الذي كسى ملامحها:
- إن كنتَ مُصرًّا على أنكَ لم تقترب منها.. اسألها إذًا.. فهي وحدها تعلم من والده.
صرخت في انهيار:
- كفى.. اقتلني الآن.. أو طلقني.. بلا مشاكل.. بلا محاكم.. بلا فضيحة.. لقد تزوجتني من أجل الطفل ولابد أن تطلقني الآن أيضًا من أجله.. لا تكن سببًا في عُقدة نفسية تلازمه مدى الحياة وهو يرى والديه يتصارعان كالأعداء.. بل كالوحوش الضارية.. أنا لا أريد منكَ شيئًا سوى حريتي.. ليتني ما عدتُ إليك..!
اختنق صوتها وتنافرت عروقها في وجه غدا بلون الدم.. ضمها شريف إليه في حنان وهو يتطلع إلى حسام بعدائية.. بل في شراسة يراها الأخير في عينيه للمرة الأولى قبل أن يغمغم بصوت متحشرج:
- هيا.. إن كنتَ رجلًا بحق.. اضغط زناد مسدسك هذا واقتلنا معًا.. أو طلقها واعتقها من غيرتك وجنونك.
سحب حسام صمام الأمان من مسدسه وهو يضغط على أسنانه قائلًا:
- لم أعد في حاجة لاعترافك.. المشهد الذي أراه أمامي يكفي لأتأكد من أنكَ الوالد الحقيقي للطفل هذه المرة.
ضغط على الزناد مرات متتالية بينما هتف شريف في جزع وهو يلتفت إلى سالي التي سقطت أرضًا:
- انتظر.. تبًا لكَ أيها المعتوه.. لا يوجد طفل.. زوجتك ليست حُبلى.
صرخ حسام الذي تضاعف جنونه.. مرة من أجل المسدس الذي اكتشف أنه فارغ من الرصاص.. والأخرى من أجل ما يقوله هذا الطبيب.
- هل هذه خدعة جديدة؟
تحرك شريف نحو مكتبه وفتح أحد الأدراج ليخرج منه مجموعة من أوراق الأشعة والتحاليل كان قد استخرجها من أكثر من جهة علاجية حكومية.. وقدمها إليه قائلًا:
- الفحص والأشعة والتحاليل كلها سلبية.. اطلع عليها بنفسك.
نقل حسام عينيه ما بين شريف والأوراق التي يقدمها إليه في ريبة قبل أن يقرر النظر فيها.. وما لبث أن غمغم قائلًا:
- التحاليل معي عكس ذلك.
- يمكنك ان تتقدم بشكوى ضد معمل التحاليل الذي أخبرك بهذه النتيجة.
- ولماذا لا تكون أوراقك أنتَ الكاذبة؟
- كل هذه المراكز الحكومية كاذبة..؟! على أية حال.. إن كنتَ قد لاحظت.. نحن لم نكن نريد إخبارك بعدم حملها.
حدق فيه بدهشة فتابع:
- نصحنا المحامي بإخفاء الأمر حتى نستغله في دعوى الطلاق التي كنا سنرفعها ضدك.
- هكذا إذًا..؟ ولماذا أخبرتني الآن..؟ هل قررت التنازل عن الدعوى؟
- كلا.. بل لأنني تأكدتُ أنكَ مجنون بالفعل.. خشيتُ أن تقتلها في أية لحظة.
ألقى حسام بجسده فوق أقرب المقاعد إليه.. أطلق تنهيدة طويلة وأخفى وجهه بين كفه ساخطًا.. لقد بحث في كل الجهات وتحرك في كل الاحتمالات.. عدا احتمال واحد.. لم يفكر فيه أبدًا.. وهو أن تكون التحاليل خاطئة.
رفع رأسه يتطلع إلى شريف الذي أحضر زجاجة من العطر ليسعف به سالي حتى تفيق من إغمائها ولكنه عاد ليضعها فوق مكتبه ولم يستخدمها.
- لماذا لم تسعفها؟
- من الأفضل أن أنتظر حتى تذهب أنتَ.
- هل تخشى عليها من وجودي؟
- ربما كان مسدسك بلا رصاص.. ولكن الرصاص الذي ينطلق من شفتيك أقسى كثيرًا.
- لا تنكر أنكَ متيم بها.
تطلع إليه شريف ساخطًا ولم يعلق.. عاد حسام يهمس وهو يتطلع إليها:
- أنا أيضًا أحبها.. أكثر منكَ.
هتف به شريف:
- المشكلة تكمن في جنونك.. حبك هذا كاد يسلبها حياتها لولا رحمة القدر.. أما أنا فحبي لها يجعلني أخاف عليها حتى من نفسي.
- المهم في الأمر.. من الذي تحبه هي..؟ وهي تحبني أنا.. أنا عشقها الأول والأخير.
حدق فيه شريف بضيق قبل أن يجيبه في تهكم:
- من العجيب أنكَ تتشدق بأشياء لا تشعر بها.. هل أدركتَ الآن فقط أنها تحبك أنتَ وأنك عشقها الأول والأخير؟
أشاح حسام بوجهه صامتًا.. فأردف شريف في غضب:
- الثقة أفضل من الحب.. وأنتَ لا تثق بها.
غمغم حسام ببعض الألم:
- لا أنكر غيرتي الشديدة.. ولكن هذا لا يعني أنني لا أثق بها.
- وهل تسمي ما فعلته الآن غيرة.. إنه شك يا سيدي.. شك قاتل.
- عندي مبررات قوية.. ولكنني لستُ مُجبرًا أن أطلعك عليها.
نظر إليه شريف بدهشة قبل أن يقول في شبه توسل ورجاء:
- كل ما أريده منكَ الآن هو أن تطلقها بلا مشاكل كما طلبت منكَ.
- حتى تتزوجها أنتَ.. أليس كذلك؟
- أتزوجها أنا أو يتزوجها غيري.. أو تبقى للأبد بلا زواج.. هذا لا يقلقني بقدر ما يقلقني وجودها معك.
- نبهها أولًا.
نظر إليه شريف في شك قبل أن يحذره قائلًا:
- لن تهينها مرة أخرى.
- كُف عن دور الملائكة هذا.. ثق أن كل ألم أسببه لها يصيني أنا أضعافًا.
توجه شريف لإسعافها.. نظراته إليها.. يداه التي راحت تمسح وجهها في حنان.. همساته الهائمة التي تصب في أذنيها.. أثارت جنونه من جديد.. فوجئ شريف به يزيحه قائلًا:
- دع لي الأمر.. ابتعد أنتَ عنها.
عض شريف على شفتيه في نفس اللحظة التي فتحت فيها سالي عينيها وفوجئت بوجه حسام القريب منها وكفاه التي تحتضن كفها وتضغطها بقوة وحنان.. التصقت بظهر كرسيها واتسعت عيناها التي تعلقت بعيني شريف طلبًا للمعونة بينما همس حسام الذي اتكأ على ركبته وقبل يدها:
- سامحيني يا حبيبتي.. كنتُ مُرغمًا.. شككت بكِ لأنني لا أستطيـ...
- كفى.. لا أريد أن أسمع منكَ شيئًا سوى الطلاق.
- مهما كانت مبرراتي..؟!
- ما تفعله بي لا مبرر له مهما قلت.. لم أعد أحتمل غيرتك وظنونك.. طلقني يا حسام.
تأمل وجهها الشاحب النافد صبرًا.. لم يكن مُستعدًا للغفران هذه المرة.. حانت منه التفاتة إلى شريف الذي أحنى رأسه صامتًا.. ربما هو من يستحقها بالفعل.. ليس لكونه يحبها أكثر منه ولا لأنه أكثر ثقة فيها منه.. ولكن لأن عشقه لها لا يصيبه بالجنون الذي يصيبه هو.. لن يقتلها في لحظة طيش كما كاد يفعل بها منذ قليل.
قبّل يدها من جديد وهو ينهض قائلًا:
- أنتِ طالق.
لا تعرف إن كانت قد تنفست الصعداء أم لفظت روحها معه وهي تراقبه يتجه نحو الباب بخطوات ثقيلة.. وضع يده على مقبض الباب واستدار ليلقي عليها نظرة أخيرة فأشاحت بوجهها عنه.. حول بصره إلى شريف الذي وقف بجوارها جامدًا.
قال قبل أن يغادر:
- اقبل اعتذاري أنتَ أيضًا.









أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-20, 05:44 PM   #62

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي


الحلقة 32

غادرت السيدة غرفة الكشف وهي تشكر دكتور شريف وتثني على مهارته وأخلاقه.. جلس خلف مكتبه في انتظار الكشف التالي.. لم تكن عيادته الجديدة مُكتظة بالمريضات كما كانت في أسوان.. وإن كان الحال قد بدأ ينتعش مؤخرًا وبدأ صيته ينتشر شيئًا فشيئًا.
حانت منه التفاتة إلى سالي التي جلست مُتجهمة الوجه وما إن رأت عيناه المُسلطتان فوقها حتى تصنعت ابتسامة واسعة لم تقنعه وهو يسألها في هدوء:
- ماذا بكِ؟
- لاشيء.. أنا بخير.
- شهر مضى على طلاقك منه حتى الآن لكن حالتك تزداد تدهورًا يومًا بعد آخر.. هل تفتقدينه؟
- أنا.. مُحال.. بعد كل ما فعله بي..؟!
- حسنًا.. علام حزنك إذًا؟
- كل ما يشغلني هو طفلي.. أريد أن أراه.. أكاد أموت شوقًا إليه.
- ألم نتفق على أن تنتظري قليلًا.. ما إن تنتهي شهور العدة حتى نرفع دعوى حضانة للطفل.. لقد حمدنا الله لكونه كان عاقلًا وطلقك بلا مشاكل.. لا نريد أن نثير جنونه مرة أخرى فيعيدك إلى عصمته.
تنهدت في استسلام قائلة:
- اطمئن أنا أعي كل هذا.. ولكن مشاعري لا حيلة لي بالتحكم فيها.
قال مبتسمًا:
- هانت يا حبيبتي.. لقد تحملت الكثير ولم يتبقَ إلا القليل.
سمعا طرقًا على الباب فهتف قائلًا:
- ها هي قد أمطرت بزائرة أخرى.. استعدي.
نهضت لاستقبال الكشف التالي ولكنها فوجئت بطفلها يهرول ليلقي بنفسه بين ذراعيها.. تلقفته في سعادة وانهمرت دموعها فرحًا وهي تغمره بقبلاتها قبل أن ترفع عينيها لترى الزائر الآخر.. همست في شوق:
- أبي.. لكم اشتقت إليكَ أنتَ أيضًا..!
صافحها الرجل في حرارة قائلًا:
- كلنا اشتقنا إليكِ يا حبيبتي.. المنزل بدونك لا يطاق.
صافحه شريف في قلق قائلًا:
- تفضل بالجلوس يا سيدي.
- كلا.. لا نريد أن نعطلك عن عملك.. سوف نجد مكانًا بالقرب من هنا ونجلس فيه.
هتف شريف في توتر:
- لا عليكَ.. العيادة جديدة والإقبال ضعيف كما ترى.. سوف أغلقها وآتي معكم.
- لا داعي لهذا.. إن كانت العيادة جديدة كما تقول فهي أولى باهتمامك.
فتح شريف فمه ليعترض.. لكن الرجل أردف في حزم موجهًا حديثه للطفل الذي كان ممسكًا بيد شريف.
- هيا بنا يا نور.
ضاقت عينا شريف في صدمة والتفت إلى سالي التي أحنت وجهها المخضب خجلًا.. انحنى على ركبتيه واحتضن الطفل قائلًا:
- قبّلني أولًا يا نور.
غمر الطفل وجهه بالقبلات قبل أن يتركه ليمسك بيد جده.. عاد شريف ليهتف في لوعة لم تخف على أحد:
- نور.. سوف تأتي لزيارتي.. أليس كذلك؟
رفع الطفل عينيه إلى جده قائلًا:
- جدي.. سوف نأتي إلى هنا لنرى العم شريف كثيرًا.
- بالطبع يا حفيدي العزيز.
رفع وجهه يتطلع إلى شريف وأردف:
- أنتَ إنسان رائع يا سيادة الطبيب.. شرف لنا معرفة رجل مثلك.
هز شريف رأسه قائلًا بصوت لم يغادر شفتيه:
- شكرًا لك.
*****
داعبت شعر طفلها الذي انهمك في تناول المثلجات التي أحضرها له جده قبل أن تهمس في امتنان:
- شكرًا يا أبي لأنكَ أتيتَ بـ نور لزيارتي.
تأملها الرجل ببعض العتاب قائلًا:
- وماذا كان في وسعي أن أفعل وأنتِ لم تسألي عنا؟!
هتفت مستنكرة:
- هل علمت أن حسام كاد يقتلني لو لم ينسَ حشو مسدسه؟
- أنا من فرّغت المسدس من الرصاص.
- ماذا..؟ هل كنتَ تعلم أنه يريد قتلي؟
- ليس بالضبط.. ولكن منظره كان يوحي بالخطر.
أشاحت بوجهها صامتة فتابع الرجل في رجاء:
- سالي.. ربما تدخلي أنقذك من الموت.. أريدك أنتِ أيضًا أن تنقذي وحيدي من الموت.
نظرت إليه في تساؤل فتابع:
- حسام يموت الآن موتًا بطيئًا.. توقف عن الذهاب للعمل وتمكنت بصعوبة من الحصول له على إجازة مرضية حتى لا يتعرض للفصل.. يجلس حبيس غرفته طوال الوقت.. يقتات لقيمات قليلة نضعها أنا ونور في فمه بصعوبة بالغة.. أنا على يقين من أنه ينتظر سماع خبر زواجك من هذا الطبيب حتى يسعى للتخلص من حياته كما فعل سابقًا.
نظرت إليه بدموع متحجرة فأردف:
- حسام يحبك أكثر مما تتخيلين.
- كلا يا أبي.. حسام أناني.. هو حزين فقط على اللعبة التي تركها مُضطرًا ليلهو بها آخر.. أنا لستُ أكثر من نقطة ضعف في حياته.. كاد يُجن عندما علم بأنني أحمل طفلًا آخر منه.. لأنه يعتبر أن نسلي عارًا.
انهارت باكية فربت الرجل على كتفها قائلًا:
- كلا.. كلا يا ابنتي.. الأمر ليس هكذا أبدًا.. ربما ليس من حقي أن أكشف سره ولكنني مُضطر علّني أنقذ حياته.
نظرت إليه في فضول فعض على شفتيه قائلًا:
- حسام غير قادر على الإنجاب.. حسام عقيم.
انفرجت شفتاها في صدمة وهزت رأسها غير مصدقة قبل أن تنظر إلى طفلها الذي كان يلهو فوق أرجوحة قريبة وتهتف:
- أقسم لكَ يا أبي أن نور....
- لا داعي للقسم.. كلنا متأكدين بأن نور ولده.. ولكنه سيبقى ولده الوحيد.
نظرت إليه في تساؤل فتابع:
- عندما تركتِه منذ أربعة أعوام كاد يجن.. حاله وقتها لم يكن يختلف كثيرًا عن حاله الآن.. ظل ينتقل من محافظة لأخرى بحثًا عنكِ.. وعندما فشل في العثور عليكِ.. غامر بإقحام نفسه في معظم القضايا الخطرة التي يتحاشاها زملاؤه أو يقبلونها على مضض خوفًا من عواقبها.. الأدهى أنه لم يكن يدرس ما يقوم به دراسة وافية.. كان ينتحر في كل مهمة يقوم بها.. حتى تعرض لذلك الحادث.
- أي حادث؟
- منذ أكثر من عامين.. كان يطارد إحدى عصابات التهريب.. لم يدرس مخارج ومداخل المنطقة جيدًا.. سقط في كمين أعده له المهربون كاد يفقد فيه حياته.
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تعاود الإنصات له:
- ظل بعدها في غيبوبة لفترة طويلة حتى كدنا نفقد الأمل في نجاته.. لولا أن الله ترفق بنا وأنقذه بمعجزة.. لكنه خرج من الحادث عقيمًا.
أطلقت تنهيدة طويلة قبل أن تحني رأسها قائلة:
ـ ليته أخبرني بذلك.. ما كان عاد بي لماضٍ مظلم.. يوم أشعرني بأنني لست أكثر من نزوة في حياته.. ساقطة تبيعه الهوى بلا ثمن.. بل إنصافًا.. كنتُ أكلفه بعض الملابس الجديدة ونزهة من حين لآخر.. لكنه لم يفكر أبدًا في الزواج مني.. لو كان أحبني ولو قليلًا حينها.. لتزوجني عندما علِم بأمر الطفل.
- كنتُ أنا السبب في ذلك.
رفعت رأسها نحوه فتابع ببعض الحرج:
- حسام أعلن لي عن رغبته في الزواج منكِ منذ اللحظة الأولى التي رآكِ فيها.. لكنني من رفض زواجكما.. كنتُ أعلم أنه يحبني حبًا جمًا ويقدر تضحيتي من أجله.. كان يخشى على حالتي الصحية.. استثمرت كل ذلك وطلبت منه أن يبتعد عنكِ.
لمح بعضًا من العتاب في عينيها فأردف:
- لم أكن أعرفك يومها.. وكنتُ أعرف ولدي جيدًا.. ورث مني مشاعره المتأنية وصلابة قلبه.. ليس من السهل أن يمنحهما لأحد.. لذلك عندما جاء ليخبرني بأنه سقط في عشق فتاة صغيرة تعمل في مطعم.. لا أهل لها وتتشارك السكن مع مجموعة من الفتيات يعملن معها.. لم أستطع تصديقه.. وكيف لي أن أصدق مهما أقسم بأنكِ مختلفة؟! ظننتكِ نزوة كما تخيلتِ أنتِ بالضبط.
- لم يخبرني بأنكَ من ترفض زواجي منه.
- كان يأمل في إقناعي بكِ وموافقتي على الزواج فيما بعد.. لم يشأ أن يوتر العلاقات بيني وبينك من قبل أن نلتقي.
- لكن ما قلتَه لا يمنع من أنه يعشق سلمى وكان يطمح في الزواج منها لولا عودتي.
- من قال أنه يعشقها.. كان سيتزوجها من أجل الطفل فقط.. لديها طفل يُدعى مازن في مثل عمر نور تقريبًا.. تستطيعين القول بأنه كان نوعًا من التكفير عن الذنب ليس إلا.. الأمر لا علاقة له بالحب على الإطلاق.. عن نفسي هي لا تروق لي ولم أوافق على زواجه منها إلا بعد علمي بموضوع العقم هذا.
ربت على كفها وأردف:
- والآن يا ابنتي.. عودي معي إلى بيتك؟
- أعود..! الأمر خرج عن إرادتي.. لا أستطيع أن أجرح مشاعر الرجل الذي لطالما كان دواء لكل جروحي.
- تقصدين دكتور شريف.. إنه إنسان عاقل وسوف يُقدر الأمر.
- لو كان حسام يكن لي قليلًا من الثقة.. لو أنه أخبرني بما يحدث معه.. ما كانت الأمور وصلت لهذا التعقيد.. لكنه لا يثق بي البتة.. لو أخبرني قديمًا بأنكَ من تعارض زواجي منه ما كنتُ تركته أبدًا ولكنتُ وفرت من عمري وعمره أربع سنوات من العذاب والغربة.. لو أخبرني بأنه عقيم لكنتُ أثبتُ له بأنني لا أريد من الكون سواه وأنه عندي بالدنيا وما فيها.. لكنني كدتُ أفقد حياتي ثمنًا لعدم ثقته بي.
نهضت في عصبية وأردفت:
- لا أدري ماذا يمكن أن يحمل لي المستقبل معه.. عودتي إليه مستحيلة.
- سالي.. اغفري يا ابنتي.
- سوف أتراجع عن دعوى حضانة الطفل.. سأتركه له بعد أن عرفت ما الذي يمثله وجوده في حياته.. ولكن كل ما أرجوه.. هو أن تسمحا لي برؤيته من حين لآخر.
*****
جلس شريف خلف مكتبه يستمع إليها وهي تقص عليه ما حدث في لقائها مع والد حسام.. لم يحاول إيقافها أو التهدئة من روعها وهو يراقب الهيستيريا التي تتحدث بها.. صمتت أخيرًا ورفعت وجهها إليه تنتظر تعليقه.. قال في هدوء لم تستطع تفسيره:
- لماذا تبكين الآن؟
جففت دموعها قائلة في تلعثم:
- أنا.. أنا.. ربما حزنًا على نفسي ليس إلا.. هل تظنني حزينة لأجله؟
تأملها صامتًا.. تلاقت عيونهما طويلًا.. قبل أن يطلق آهة أطول ويدفن رأسه بين كفيه.. هتفت في قلق:
- شريف ماذا بك؟ فيما تفكر؟
ظل مُنكبًا فوق مكتبه وكأنه لم يسمعها.. بماذا يخبرها.. لو أنها تحمل له جزءًا ولو ضئيلًا من مشاعر تحملها لهذا الآخر لشعرت بما يعانيه من دون أن يتكلم.. هذا الآخر الذي كان أجشع من أن يتغاضى عن اسم طفل اطلقته عليه في لحظة امتنان ليس أكثر.. مشكلته لا تكمن في أنه يجردها من كل ذكرياتها معه بقدر ما تكمن في طاعتها ورضاها بما يفعله حتى ولو مرغمة.. كان يعلم يقينًا ما الذى يرغمها على طاعته.. ويقينه هذا هو ما يقوده للجنون.
- شريف يمكنكَ الآن أن تُحدد موعدًا للزفاف.. انتهت كل العوائق.
رفع رأسه إليها في حسم قائلًا:
- نحن لن نتزوج.
- ماذا..؟ ألم تعد ترغب بي.. ألم تعد تحبني؟!
أشاح بوجهه في ألم.. فأردفت في ألم لا يقل عنه:
- معكَ حق.. أعترف بأنني كنتُ ومازلتُ أنانية جدًا في علاقتي بك.. إلى متى يجب أن تتحملني ومشاكلي فاقت تحمل البشر.. أنا لن ألومك.. كل ما أرجوه منكَ هو أن تغفر لي.. لكنكَ المذنب إن كنتَ لا تدري.. حنانك الذي غمرتني به هو ما زادنى فيكَ جشعًا.
استدار إليها بوجه شاحب وتفحصها في صمت قبل أن يهتف في لوعة من دون أن يرفع عينيه عن وجهها:
- لو لم تعشقيه حد الجنون.. لو كان قد ترك فراغًا ولو ضئيلًا في قلبك.. لطمعت في أن أسكنه يومًا.. وحاربت من أجل الحصول عليه.. لعشت على هذا الأمل وإن لم يكن ليتحقق أبدًا.
- شريف..
- اذهبي إليه.
- ماذا تقول؟
- لكل وجع دواء إلا وجع الحب يا وجعي الأبدي.
- شريف بالله عليكَ كفى.. من قال أنني أعشقه..؟ أنتَ تتوهم.
- ربما كان مجنونًا.. متهورًا.. غيرته الغير عادية تألمك أحيانًا.. ولكنه معذور.. فأنتِ امرأة غير عادية ولا عتب عليه إن فقد عقله واتزانه لأجلك.
أغمضت عينيها في ألم بينما أردف يائسًا:
- عشقك له سيداوي كل نقائصه.. لكنني لن أحتمل أن تكوني بين ذراعي جسدًا بينما روحك وعقلك وحواسك كلها معه.
- كيف تظنني أحبه بعد كل ما فعله بي.. أي عاقل يقول هذا؟
- تحتاجين إلى مرآة تنظرين لنفسك فيها وأنتِ تتحدثين عنه.. الحب لا شأن له بالعقل.
ماتت كل الكلمات وساد الصمت حِدادًا.. لا تدري كم من الوقت مضى عندما شعرت بيده تربت على كتفها هامسًا:
- هيا يا سالي حتى أوصلك في طريقي.
- إلى أين؟
ابتسم في مرارة وهو يمسك بيدها لتنهض عن كرسيها:
- هيا.. أتمنى لكِ كل السعادة.



أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-20, 05:49 PM   #63

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي


الحلقة الأخيرة

تسمرت عيناه فوق الطريق صامتًا.. إنه القدر الذى لطالما آمن به واستسلم له.. سيكتفي بخروجه من هذه التجربة من دون أن يفقد احترامه لذاته أو احترامها له.. إن لم يكن في استطاعته أن يكسبها كزوجة له.. فقد كسبها ذكرى جميلة تداعب أحلامه من حين لآخر.. وتشعره بآدميته في ذروة اهتمامه بعمله الذي أدمنه فأصبح ماكينة لا حياة فيها.
شعر بنظراتها تتعلق به لكنه لم يلتفت إليها.. يكفيه صراع يملأ أعماقه.. لم يكن في حاجة إلى المزيد من الضعف فوق ضعفه.
- وصلنا.
- وماذا عنكَ؟
- أنا..؟! سوف أظل ملاككِ الحارس كما يحلو لكِ أن تصفيني.. سيسعدنى دومًا تقديم العون لكِ كلما احتجتِ إليَ فلا تترددي أبدًا.
- لن تستطيع أن تكمل الطريق بمفردك.
- اطمئني.. سوف أتزوج وأنجب وأكمل رسالتي في الحياة.. على الأقل إرضاءً لأمي.
- مَن.. تلك التى ستتزوجها..؟ هل اخترتَ فتاة بعينها؟
تمعن في قسماتها بكل المشاعر التي يعرفها والتي لا يعرفها قبل أن يهمس:
- سأترك لوالدتي اختيار الفتاة التي تناسبها.. من بعدك كل النساء سواء.
- شريف.. لو.....
فتح لها باب السيارة قائلًا:
- اذهبي يا سالي.
امسكت بيده فربت على كفها مودعًا وقسماته تحثها على الخروج من السيارة.. تحركت في خطوات بطيئة وهي تلتفت إليه من حين لآخر حتى ابتعدت عن ناظريه.. وجدت نفسها تعود إليه مُسرعة بعد قليل لكنه كان قد اختفى.
*****
هتفت دلال ما إن فتحت الباب:
- سالي هانم.. حمدًا لله على سلامتك.. كلنا في شوق إليك.
- أشكرك يا دلال.
اتجهت إلى حيث وقف حموها مبتسمًا.. فاتحًا ذراعيه لاستقبالها.. ضمها إلى صدره وهمس شاكرًا:
- كنتُ أعلم أنكِ ستأتين.
غمغمت بعد صمت قصير:
- أين نور؟
- ذهب إلى فراشه.. الساعة تخطت العاشرة.
- لم يكن من عاداتك أنتَ أيضًا أن تظل مستيقظًا حتى هذه الساعة؟!
- تبدلت كل العادات منذ ذهبتِ.. حمدًا لله لأنه أعادك إلينا.
نظرت إليه في تردد وتوقفت الكلمات فوق شفتيها فابتسم قائلًا:
- حسام في غرفته.
تعلقت عيناها بالدرج لكنها لم تتحرك وكأن أقدامها قد سُمرت بالأرض تحتها.. ربت الرجل على كتفها مُشجعًا حتى تجرأت أخيرًا وصعدته بأقدام مرتبكة.
استدار حسام في حدة واستعد ليوبخ المتطفل الذي دخل عنوة إلى حجرته وأضاء المصابيح من دون حتى أن يطرق الباب.. وما إن وقع بصره عليها حتى غمغم في صدمة:
- أنتِ..؟!
كان جالسًا القرفصاء فوق فراشه محتضنًا ركبتيه مستندًا برأسه فوقهما.. مُشعثًا اختلط شعر رأسه بشعر لحيته التي تغولت في وجهه الشاحب.. مظهره مُرعبًا.. لم يكن والده يبالغ عندما تحدث عن يأسه.
- لماذا أتيتِ؟
صوته أكثر قسوة من منظره.. أهذا بدلًا من أن يشكرها على المجيء إليه بعد كل ما فعله بها..؟!
رفعت رأسها قائلة:
- جئتُ حتى أرى نور.
لانت ملامحه وهو يهمس:
- في هذه الساعة وفي هذه الحجرة..؟!
صمتت ولم يفهم صمتها فعاد يصرخ فيها:
- إن كنتِ قد عرجتِ إلى غرفتي لتتشفي في شهيد هواكِ.. فأنتِ مخطئة.
هتفت بعصبية مماثلة وهي تنظر للباب:
- لقد غدوت أكثر جنونًا عن ذي قبل.. إن كنتَ لا ترغب في وجودي أستطيع الرحيل.
أسرع ليمسك بذراعها وعيناه تتجولان في ملامحها بلهفة قائلًا:
- هل جئتِ لتخبريني بموعد زفافك إليه.. أم جئتِ لتبقي معي؟
رفعت عينيها لتنظر في عينيه بحب من المحال أن يخطئ تفسيره وهمست:
- أقسم أولًا.
نظر إليها في تساؤل فأردفت:
- أقسم بأنكَ لا تخفي عنى شيئًا.. ولن تخفي عني شيئًا مستقبلًا.. وأنك سوف تصدقني عندما تسألني.. وبأنكَ لن تظن بي سوءًا يثير جنونك فتقتلني.. أقسم بأعز ما تملكه بألا تعشقني كدمية بعد اليوم.
- أقسم بقلبك أعز ما أملك.. بألا أخذلك ما حييت.
مررت أصابعها في لحيته قائلة:
- أقسم أيضًا بأنكَ لن تغامر بحياتك مرة أخرى في عمليات لا تدرسها جيدًا.
- أبي أخبرني بأنه قص عليكِ كل شيء.. وأقسم بأنكِ ستعودين لي ولكنني لم أصدقه.
- لماذا؟
- كنتُ أخشى عدم قدرتك على الغفران ثانية.. خاصة مع وجود ذلك الطبيب.. كيف هربتِ منه؟
نظرت إليه مستنكرة وقالت:
- هذا الطبيب هو من شجعني على المجيء إليكَ.. بل وأوصلني إلى هنا أيضًا.
تأملها في ريبة فتابعت:
- قال إنه لا يستطيع أن يتزوجني وأنتَ تملكني عشقًا.. لقد رأى ما لم تره أنتَ أيها الجافي.
- شريف فعل ذلك..؟!
ابتسمت وهو ينطق اسمه للمرة الأولى منذ عرفه.. ليت العداوة بينهما تنتهي.. هتفت في حماسة:
- شريف دائمًا رائع.. كيف لا ترى هذا؟!
- ولن أراه أبدًا مادمتِ تتحدثين عنه بهذه الطريقة.
- حبي لـ شريف نوع من الحب العائلي.. أبي.. أخي.. وربما أمي أيضًا.. هل تفهمني؟
- وماذا عن حبي أنا؟
تأملته بشراسة قائلة:
- حبك متوحش مثلك لم يترك شيئًا فيَ إلا والتهمه التهامًا.. حبك نار مستعرة مثل غضبك.. تحرقني ليل نهار بلا هوادة ولا تتركني حتى لألتقط أنفاسي.. حبك بطعم الموت يقتلني.. وبطعم الحياة يستعيدني مجددًا.
ضمها إلى صدره بقوة لتتخبط طويلًا بين آهات الموت والحياة.. كان جائعًا إليها حتى شعرت معه بأنها تبخرت وذابت بين قبضته العنيفة.. همس أخيرًا بأنفاس لاهثة:
- هناك شيء أريد أن أخبرك به لئلا تغضبي مني مجددًا.. ربما يهمك معرفته.
نظرت إليه في مزيج من اللهفة والقلق فتابع:
- سلمى هي من بدلت التحاليل.. ووضعت في المظروف الخاص بكِ تحليل خاص بامرأة أخرى.
- سلمى.. تلك الأفعى.. هل كانت تعلم بأمر الحادث وبأنكَ...
شعر بترددها في إكمال عبارتها فأردف وهو يحدق في ملامحها بريبة:
- غير قادر على الانجاب مرة أخرى.. عقيم.. لن أستطيع أن أحقق لكِ أمنيتك بإنجاب عشرة أطفال.
همست بمزيج من الصدق والتهكم:
- يكفيني وجودك.. أنتَ عندي بأطفال الدنيا يا طفلي الكبير.. ولكن لا تتهرب من سؤالي.. هل كانت تعلم أم لا؟
- سلمى كانت ضمن الفريق الطبي الذي أشرف على حالتي بعد الحادث.. وأكثرهم اهتمامًا بحالتي.. أخبروني بأنها بالكاد كانت تغادرني أثناء الغيبوبة التي دامت طويلًا.
برقت عيناها قائلة:
- يا لها من لعينة.. يبدو أنكَ ثرثرت كثيرًا في غيبوبتك من دون أن تدري.
- لماذا..؟
- كانت تخبرني بأشياء لا يحق لسوانا معرفتها.. أوهمتني بأنكَ من أخبرتها بها.. لأنكَ تحبها هي ولا تحب ساقطة مثلي سلمتك نفسها بلا.......
وضع يديه فوق شفتيها في غضب قائلًا:
- هذه الـ...... .. ماذا تسمينها؟
- الأفعى.
- نعم صدقتِ.. فهي أفعى سامة بالفعل.. كانت تخدعني طوال الوقت.. ظننتها استسلمت واكتفت بصداقتي بعد أن تأكدت من حبي لكِ.
- يا الله.. كدت أجن وأنا أسمع منها وأتخيل كيف تهينني أمامها.. كانت تطعنني بكلماتها طوال الوقت وكنتُ أتغاضى إكرامًا لقلبي الذي ملكته أيها الخائن.
عض على شفتيه ساخطًا:
- عندما استيقظت من غيبوبتي.. جاءت لمواساتي.. صدمت يومها من كم الأسرار التي تعرفها عن قصتي معكِ.. وكأنها كانت تستجوبني تحت تأثير المخدر والغيبوبة.. دافعت عنكِ بكل السبل مُلقيًا كل اللوم على نفسي.. كانت تعلم كم أحبك.. ولكن هذا لم يمنعها من التقرب مني والتودد إليَ.. التصقت بي كظلي كلما وجدت فرصة سانحة.. عندما طُلقت من زوجها وجدتها فرصة لأكفر عن ذنبي في حق طفلي.. كنتُ سأتزوجها لرعاية مازن فقط.
قبل جبهتها وأردف:
- عندما ظهرتِ أنتِ.. تبدل كل شيء.. تبخرت هي ومازن.. وبقيت أنتِ وهدية القدر التي صُنتها لي.. نور.
استسلمت لأحضانه قبل أن تبتعد عنه فجأة قائلة:
- لكن ماذا عن علاقتي بدكتور شريف..؟ من أخبرها بها؟ لم تكن في غيبوبة وقتها ولا تحت تأثير المخدر.. ربما كنتَ تحت تأثير شيء آخر.
ابتسم وهو يتأملها قائلًا:
- تحت تأثير سحر عينيها مثلًا؟
- حسام....
- أوهمتني أن مازن يعاني من حالة نفسية سيئة جدًا بعد تراجعي عن الزواج منها.. وهذا ما كان يدفعني للتنزه معها.. من أجل مازن.. طلبت مني إظهار المزيد من الاهتمام به.. وانفردت هي بـ نور.
ضحك وهو يكمل:
- ولن أخبرك بمواهب طفلك الذكي الثرثار.
- وكيف علمت بتوتر العلاقات بيننا.. ثم علمت بتحسنها بعد ذلك.. نور أيضًا هو من أخبرها؟
- بعض المعلومات من نور ربما.. يكفي أن يخبرها بأن لكل منا غرفة مستقلة.. ومع بعض تحرياتها الخاصة التي لا تكف عنها حولي.. الأمر ليس في حاجة إلى كثير من الذكاء لاستنتاج كل شيء.. حقًا كيدكن عظيم.
هزت رأسها وتنهدت غاضبة :
- كيف خدعتني بهذا الشكل..؟ لكم كنت غبية..!
- حقًا.
نظرت إليه في عتاب فتابع:
- لماذا لم تخبريني بما تفعله معكِ؟
- لم أكن أريد أن تتوتر العلاقة بيننا أكثر مما كانت عليه.
- أحيانًا نخفي أشياءً صغيرة.. ربما بلا قصد وربما خوفًا من حدوث مشاكل تافهة ولكن هذه الخفايا قد تدمرنا.
- حاولت أن أجنبك بعض القلق.. ظننتُ أنه بإمكاني التخلص منها بمفردي.
- لماذا لم تطرديها من بيتك؟
- طردتها مرارًا.. لكنها متحجرة بلا مشاعر.. ماذا كنتَ تريدني أن أفعل؟
- لو كانت رجلًا.. لأوسعتها أنا ضربًا.
- هل تقصد....
- ليس بمفردك.. معكِ دلال وسعاد.. حتى تهاب المرور بجوار المنزل مرة أخرى.
- حسنًا.. إذا كررتها ثانية.. سأعمل بنصيحتك.
ضحكت في وحشية قائلة:
- ولكم أتمنى أن تكررها...!
بادلها الضحك قائلًا:
- كلا.. لن تكررها.
- ماذا فعلتَ معها؟
- دعكِ منها.. فلتذهب للجحيم.. أحبك يا سالي.
التوت شفتاها وهي تغمغم كالأطفال:
- تحبني.. لهذا كدتَ تقتلني رميًا بالرصاص حتى تتخلص مني؟
- كنت سألحق بكِ عاجلًا.
- بحبل المشنقة.
- كلا.. إن كنتُ لم أستطع الموت معكِ بنفس الرصاصة.. فليكن على الأقل بنفس المسدس.
نظرت إليه ساخطة فتابع:
- أريد أن أعيش معكِ كل مشاعرك حيًا وميتًا.
- مجنون.
- منذ المرة الأولى التي رأيتك فيها أيقنت أنكِ قدري.
- ألم تخبرني بأنكَ كنتَ تؤدي واجبك وأنتَ تقبض على هذا الثلاثي المزعج..؟ أتذكر هذا اليوم جيدًا.
- بل من قبل ذلك.
- هل ذهبت إلى المطعم قبل ذلك؟
- مرتين.
قطبت حاجبيها مُستنكرة فداعب أنفها الصغير قائلًا:
- الأولى كانت مصادفة لتناول وجبة خفيفة دون أن أبتعد كثيرًا عن القسم الذي أعمل به.. والثانية كانت خصيصًا لرؤية ساحرتي الصغيرة.
- لم تطلب شيئًا مني وقتها.. لو كنتَ فعلتَ لتذكرتك.
- شعرت برهبة نحوك لم أجد لها تفسيرًا.. ظللت أراقبك وأنتِ تتنقلين من طاولة لأخرى كالفراشات.. وابتسامة الملائكة تتألق فوق شفتيك.
أغمض عينيه وهز رأسه وهو يهمس هائمًا:
- كنتِ رائعة.
- عجبًا لكوني لم أرك في المرتين.
- وكيف كنتِ ستلاحظينني وأنتِ هائمة بين الموائد توزعين ابتساماتك المجانية.. وتحيطك عبارات الغزل من كل جانب؟
عضت شفتيه قائلة:
- احترس لحديثك أيها المتهور.. كنتُ أؤدي عملي فحسب.. لكن لا كلمة عبرت إلى أعماقي ولا ابتسامة خرجت منها.
أطلقت تنهيدة طويلة وأردفت:
- ظروفي حينها كانت سدًا منيعًا بيني وبين الحب والرجال.. كنتُ بالكاد أكسب قوت يومي.
- ولكن....
- ولكن ما إن رأيتك حتى انهار السد وانهارت معه كل مقاومتي.. تعلقت بكَ كالبلهاء وشعرتُ بأنني ملك لك.
- نعم أنتِ ملكي لأنكِ جزء مني.. أنتِ البصر في عيني والنبض في قلبي والروح في جسدي.. أنتِ أنا يا حب العمر كله.
- حسام... حبيبي.
- كوني أكثر كرمًا.
داعبت لحيته بذقنها طويلًا وعلى شفتيها ابتسامة واسعة.. فهمس بصوت أجش:
- سالي...
تعلقت في عنقه وأغلقت شفتيه لوقت طويل.. لا تريد الآن أن تسمع شيئًا آخر.. يكفيها ما قاله حتى الآن لتحيا به للأبد.




تمت
أماني عطاالله




أرجو النهاية تعجبكم وتشيروا الرواية لأصدقائكم في المنتدى
شكرًا لدعمكم ممتنة كتيييييير
أنا مش فاهمة كويس في طريقة الرد على التعليقات لكن بقراها وبتسعدني



أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 12:43 AM   #64

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,391
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية جميلة جدا

Rima08 متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 06:17 AM   #65

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

مبرووك نهايه الروايه وبالتوفيق ان شاء الله 🌼🌼

نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 06:18 AM   #66

duaa.jabar
 
الصورة الرمزية duaa.jabar

? العضوٌ??? » 395763
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » duaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond reputeduaa.jabar has a reputation beyond repute
افتراضي

روايه رائعه جدا

duaa.jabar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 12:31 PM   #67

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي

شكرا
استنوني بإذن الله قريب في رواية جديدة
ويا ريت تعملوا منشن للرواية دي لأصدقائكم


أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-20, 04:28 PM   #68

ريما دودو حياتي

? العضوٌ??? » 462060
?  التسِجيلٌ » Feb 2020
? مشَارَ?اتْي » 78
?  نُقآطِيْ » ريما دودو حياتي is on a distinguished road
افتراضي

عقيم ازاي وهو مخلف منها ولد 🤔

ريما دودو حياتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-20, 10:08 PM   #69

أماني عطا الله

? العضوٌ??? » 472399
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » أماني عطا الله is on a distinguished road
افتراضي

العقم صابه بعد الحادثة
الأول مكنش عقيم


أماني عطا الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-20, 04:36 PM   #70

funy19

? العضوٌ??? » 36652
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,009
?  نُقآطِيْ » funy19 is on a distinguished road
افتراضي

Thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

funy19 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.