آخر 10 مشاركات
142 - مرة في العمر - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          366 - عروس الصقر - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          250 - غرام عبر الاثير - ربيكا وبنترس - عبير مكتبة مدبولى الصغير (الكاتـب : samahss - )           »          ماسة و شيطان - ج1من س هل للرماد حياة!- للآخاذة: نرمين نحمدالله -زائرة*كاملة& الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree10Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-20, 03:23 PM   #231

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي


أحبتي ، لا تنسوا موعدنا في الخامسةِ بتوقيت القاهرة



ساهرية غير متواجد حالياً  
التوقيع
" أمضي غريقاً "
هي ملحمةٌ من المشاعر وتضاربات الوجدان .. خلجاتٌ نفوسٍ حائرة بأسرارٍ تنحر الروح .. هي أرضٌ ليّنة يمضي فيها القلب ليجد نفسه فجأةً .. قد غرق !
قديم 12-08-20, 05:39 PM   #232

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي




فعلامَ تبكي عندما أبكي؟
لا تكذّب .. لستَ من ماتت عصافيرٌ بصدره
أنا من بصدريّ مذبحة !



يتبع الفصلُ الثامن


ساهرية غير متواجد حالياً  
قديم 12-08-20, 05:43 PM   #233

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثامن

تشنج جسدها بضيقٍ حالما احتلت مقعدها في الحافلة بصعوبةٍ وسط التكتلات البشرية الصاعدة والمُترجلة .. زفرت وهي تُعدل من وشاحها حول رقبتها الذي كاد أن ينزلق من احتكاك التزاحم .. أنزلت يديها على حجرها ترقب ارتجافة أصابعها الخفيفة التي لم تهدأ منذ رأت فِراس بكل بهائه يختلط بعالمٍ لا ينتمي له وكأنه وُلِد على قارعة الطريق .. لكن لِمَ يقصد طريقها هي ؟ لِمَ يترصد لها بذلك الشكل الذي تألفه فقط في الأفلام البوليسية .. لكن الفرق أن أولئك يتخفون ويخشون .. أما هذا فينظر بملء عينيه نحوها تماماً يلتهمها كما يلتهم اللُقيمات التي تطالها يده .. يحوم كمتربصٍ حولها والخطر يلتف حول قدميها فترتعشان كما لم يجرؤ أحدٌ من قبل على إسراء الخوفِ فيها .. ويبقى السؤال يُداهمها ماذا يريد منها ؟ ما تلك الإجابة التي لا يملكها سواها ؟ كتمت شهقتها وهي تراه ينعصر بين الصاعدين والمهرولين ليلحقوا بالمقاعد الشاغرة الباقية .. والضيق يتفرّس ملامحه المتجهمة وإحدى السيدات تدفعه جانباً بجسدها العريض ليتمسك بصعوبةٍ في إحدى السنّادات الحديدية .. تراقصت الشماتة طرباً بعينيها وهي تمنع ابتسامتها المُتشفية لكن لم تستطع فأدارت وجهها إلى النافذة تضحك بخفوت .. وفجأةً تسلل عِطره النافذ إلى أنفها وسط غمام الروائح الأخرى يُداعب مُستقبلات السعادة فيها رغماً عنها .. تظاهرت بالنظرِ إلى الأمام فلمحته يتمسك بالمقبض المُتدلي من سقف الحافلة واقفاً يُحاذي السيدة بجانبها .. مصمصت السيدة الطاعنة بالسن شفتيها بحسرة وهي تُربت على سترة فِراس بيدها التي نال منها عُسر الحال البائن على جلبابها المُرقط وقالت بعفوية وحُزن وعينا فِراس تُبصرا يدها الجريئة بدهشة " مسكين يا بُني ! انظر كيف تهدلت سُترتك الأنيقة .. هل أنت ذاهب لمقابلة عمل أم للقاءِ عروس ؟ " لامست ديما شفتيها تتأكد أنهما لن تصدحا بضحكةٍ عالية وهي تبتسم تُلقي بنظرها من النافذة .. من قال له أن يتأنق هكذا في هذه الأوساط ؟ فليتلق وعده إذاً ! قطبت حاجبيها مُرهفةً سمعها مع العجوز وفراس .. الذي عقدت لسان هذا الأخير جرأة السيدة ليُطالع ملامحها المُتسائلة بفضول يحاول إجلاء حلقه و انتقاء كلمةٍ ما .. فتحدث أخيراً مُبتسماً بفكاهة " وهل نلتقي بالعرائس في الصباح الباكر يا حاجة ؟ "
ضحكت العجوز بخفوت وقالت " حاجة تخرج منك كالسكر ، فليسمع الله من فمك يا ابني .. "
بسم لها بنعومةٍ في المقابل وقد ظنّ أن الحديث انتهى عند هذا الحد ليسمع همهمتها والتي تبعتها قائلةً بتقييم " إذا فأنت ذاهب لمقابلة عمل .. لكن هل أنت متزوج أو خاطب ؟ "
للحظةٍ شرد عنها إلى تلك الأمواج العسلية الراكدة على الوجه المليح تُخفي عنه نحلاتها .. ويالا شقائه بنظرةٍ منها وعذابه إن هي أعرضت ..
قال وهو يُعيد أنظاره مجدداً للعجوز " لا يا حاجة ، هل لديكِ عروس ؟ "
افترت عينيها قبل شفتيها عن فرحة الإنجاز والكلمات تتراقص على شفتيها " ماشاءالله طول بعرض بوسامةٍ ونباهة .. عندي إن شاءالله .. الآن خذ رقم جاري البقال وهاتفني متى تكون متاحاً.. اسأل فقط عن أم سميرة "
بَهُت من حماستها الشديدة والسعادة التي طلّت من عينيها القابعتين وسط ثنايا التجاعيد ، لكنه أبداً ما كان ليكسرها فمدّ يده إلى جيبه وأخرج هاتفه تُملّيه الرقم ليقول بحنان وهو يسجلها " الحاجة أم سميرة "
ابتسمت الحاجة بدفءٍ وهي تدعو له بقلبٍ صادق " سَلِمت للحاجة يا ابني .. " ومن ثم ضحكت بتفكه وهي تتساءل " انظر أين وصلنا في الحديث ولم أعرف اسمك بعد ! "
" فِراس "
فجّرت المضخة بصدرها دماءً دافقة وهي تسمع اسمه يصل رخيماً إلى أذنيها لتعي مجدداً أين هو قابع .. يقف بكل البهاء يفصلها عنه إمرأة .. يتتبعها ويُشيّعها بنظراته الحامية .. تعي لحقيقة أنه فِراس .. هو خارج ذلك العالم المؤقت البسيط الذي جمعه في محادثةٍ عفوية مع عجوز .. إنه فراس الأدهم .. كُلّ الخطر وكُل الإستحالة .. والكُره ..
تحدثت المرأة " اسمٌ على مسمى .. اُبصر سكون الأسود بعينيك يا بُنيّ .. تجول ببطءٍ وتتربص .. " ابتسمت بمرح لتقول " لكن لا تجعلها تقبض على الفريسة قبل أن ترى عروسي ! "
قبضت ديما بقوة على النافذة .. وهي تشعر بالحريق يسري ببطءٍ خلفها على طول ظهرها الذي جاهدت ألا يستريح ويبقى مُستقيماً أمامه .. نيران تنبش في ملبسها وجلدها وتنساب إلى أوردتها .. فينشب حريق غير مفهومٍ لها في تلك المسافة الصغيرة ..
بعد قليل ترجلت أم سميرة إلى وجهتها مُمطرةً فِراس بوابلٍ من الأدعية وهو يبتسم لها بحنانٍ لكل البساطة التي اكتنفتها إلى أن جلس إلى المقعد المجاور لديما يتنهد بقوة وقد خفّ البشر قليلاً من الحافلة ..
نظر يتملى منها كلها .. نظراتٍ مُتعدية -يعلم هذا جيداً -إلا أنه كان ضعيفاً جداً أمام هذا القلب الذي يتخبط بخبلٍ للمرة الأولى ويصارع شعوراً لاهباً يتعرف إليه أيضاً للمرة الأولى .. ذلك الشعور الحارق في الصدر والذي تظن أنه يمكنك التخلص منه بالراحةِ أو بكوبٍ من الحليب البارد إلا أنه يقبع متأججاً حتى تُبصر شخصاً معيناً ويخمد فجأة .. تماماً كما رآها صباحاً بعد أن تلظى يومين في جحيم الإشتياق .. نعم ذلك هو الشعور الذي افتكَ به .. صبابةً انتزعته من راحته لتؤرق الساعات القليلة التي كان يغفو فيها .. وتلك الأغنيات التي كان يمقتها فجأةً استحالت إلى وصفٍ تفصيليّ لجنون الهوى الذي تلبس كيانه فارتجف لمّا صدحت أم كلثوم

[ أغداً ألقاك ؟
أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدِ .. يالا شوقي وإحتراقي فى انتظار الموعدِ ]

متى أضحى مُراهقاً تتلاعب به الكلمات وتسحبه إلى سهادها ؟ وربما في يومٍ آخر تسحبه لتأمل النجوم التي لم يرَ فيها وجهاً قط ! لكنه الآن بقلبٍ ولِهْ يراها فيها مُتجلية بكل فتنتها الغضة ..
تنهد والنفس يخرجه منه لاهباً يرمق الأنف الحاد يشمخ بتجاهل نحو النافذة والشفتين المزمومتين تستتران تحت غلافٍ من مرطب ورديّ اللون أخفى التشقق الحديث الذي ألم بهما ..
تستمر بتجاهله بكل شجاعةٍ وكأنه لم يقتحم عينيها الفزعتين منذ دقائق .. لاذ بالصمتِ الثقيل على عكس توقعها ..
وتشنُج جسدها لم يهدأ أبداً.. وخلال الدقائق التالية لم تنسَ التأكد كل فترة بأن أنفاسها تخرج منتظمة وأن حضوره الطاغي لم يأسرها داخل صدرها ..
تهادى صوتهُ هادئاً مع اقتراب المحطة قائلاً بجدية " ستنزلين بعد قليل وستجدين سيارة أجرة تنتظركِ .. أتمنى أن تركبي بهدوء ودون نقاش ودون أن ألجأ للتهديدات والوعيد ! "
عضت على شفتيها بقسوة والصراع يقوم ثائراً بعينيها .. ماذا يفعل وبأي حق وتحت أي مسمى ؟!
هل تبدو سهلةً ستُقاد بالإهتمام الزائف .. أم معدومة الكرامة لدرجة أن يتخذ عملها احتمالاً آيل للإنعدام !
نظرت إليه وقلبها يتمزق ما بين الحريق القائم لأجله .. والكره الذي يبعثهُ هو في نفسها ..
تأمل عينيها العسليتين بلوعة وجسده كله يتنهد .. لم تنبس بكلمة وإمارات الاعتراض تُشهَر بفجاجةٍ على وجهها الذي طالعه باستحقار .. فباغتها هو بتحذير " صباحاً بذلتُ جهداً خرافياً كيلا آتيكِ بنفسي تحت بيتك تماماً .. وتحملتُ وعصرتُ على نفسي كيس ليمون من عند الرجل الذي أفطرت عنده .. فلا تحلمي أبداً أن بعد مشيك صباحاً كل تلك المسافة .. ستمشين العشرة دقائق المتبقية للشركة .. أنتِ باستهتاركِ تبذلين جهداً مضاعفاً على كاحلك الذي لم يتعافى تماماً بعد "
فغرت قليلاً من صوته الذي تعالى في آخر كلامه .. ليُناظر شفتيها المُنفرجتين وذلك المُرطب الناعم يستفزه أكثر فأدار وجهه إلى الأمام يزفر من مرآها الشهيّ .. أغلقت شفتيها وفتحتهما عدة مرات تحاول النطق بكلمةٍ ما .. لتقول باضطراب كرهت كيف يعتمر فيها " أموت لأعرف لِمَ تتدخل بحياتي هكذا ؟!"
أسند رأسه براحة وهو يطالعها بنظرةٍ جانبية قائلاً بابتسامة " لا تقلقي لن تموتي ، ربما تعرفين قريباً ،وهذا مقرون بإجابة سؤالي "
أرجعت شعرها للخلف بحركةٍ عصبية لتبرز حروقها تجذب نظره لها تماماً فيُطالعها بقلبٍ مُتأوهٍ .. ذلك البغل ابن عمها ، هل وصفها بالتشوه لتلك الجراح الموردة على الخد المخمليّ ؟ عديم الرجولة الحقير .. قبض يده مستحضراً خيال كامل وتمنى لو أنه يوسعه ضرباً مجدداً .. وحينما أدركت إلام ينظر أرجعت شعرها بقسوةٍ مرة أخرى ليتناثر على خديها وقالت بأنفة " أنا لستُ مهتمة بسؤالك ولا بإجابته لكن بالطبع سأهتم لأن تكف عن حشر نفسك بحياتي يا سيد فراس "
ضحك بخفوت قائلاً " يا ابنتي .. اعزفي عن اللقب رجاءً ، صار إضافةً بلا طعمة لكلامك المؤدب !“
تنهدت وهي تقول علّها تنقذ نفسها من أفضالٍ يُقمحها فيه مرغمة " أنا لم أمشِ صباحاً .. أوصلني جاري مشكوراً لذا ممتنة لخدماتك التي لا أحتاجها ! "
قطب حاجبيه وفكرة مُزعجة طرأت له ليقول دون مواربة " أي جار هذا ؟ هل أوصلكِ وحدكما في السيارة ؟! "
طالعته بدهشة شديدة عقدت كلماتها فتنهدت بقوة وهي تقول " يا إلهي ! وما دخلللُك ! ومن ثم ألم توصلني وحدنا ؟ ألا يوصلني سائق التاكسي وحدنا ؟ "
قطب حاجبيه بشكل أكبر مع توقف الحافلة وتلك الحميمية التي قالت بها جاري تنغز قلبه بشكلٍ مُزعج جداً ..
تحركت قليلاً في مكانها إشارة منها لينهض .. لكنه تأنى يستفز العجلة التي أطلت من عينيها لتذهب .. ومد يده إلى المقعد أمامه يسد أي منفذ للخروج هذا إن فكرت بالخروج وهو جالس ليحتك جسدها بقدميه .. احتمالٌ مستبعد جداً لكنه مشوّق للغاية أيضاً .. على هذه الفكرة رسم ابتسامته الساخرة التي تخفي ما يخالجه عميقاً ليقول " لا زال كلامي كما هو .. ستنزلين إلى السيارة كفتاةٍ مطيعة "
قبضت على حقيبتها حتى أبيضت أصابعها وهي تهدر بغضبٍ خافت " هل أصرخ وألم الناس حتى ترتاح ؟! "
أومأ بخفة ليقول " يا ليت والله ، حتى أنفذ خطة (ب) وأحملُكِ " وقف ومد يده أمامه في إشارة للتفضل .. فقامت مسرعة لتقول بعد أن وقفت أمامه بحدة " أنا سأجد رادعاً لما تفعله " وخطت دون أن تنتظر رداً فعالجها بالقول " لا تهرعي لعدن يا ديما .. فحتى هي لن تُجابهني "
حثت قدميها على المُضيّ وألا تقف لتبتلع الصدمة .. فعدن كانت الأمل الأخير لتُنقذ كرامتها من براثن هذا المُتحذلق ..
رأت سيارة الأجرة تقف كما وصفَ تماماً .. فمشت بقدمين ثقيلتين وقلبٌ يقطر حُزنا على حالها .. حتى استقلتها وانطلق السائق دون أن تُلقي نظرةً أخرى على فراس الذي راقبها تبتعد هامساً بلحنٍ خفيض
[ وأهلت فرحة القرب به حين استجابَ..
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذاباً..
مهجةً حرة وقلباً مسه الشوق فذابَ
أغداً ألقاك؟ ]
...
قلّبت إيليا كيس الحلوى بين يديها وهي تشرد بذكرياتٍ بعيدة .. حلوى الكراميل هذه رغم زهد ثمنها إلا أنها كانت تعشق اقتنائها وتوزيعها على كل من تلتقيه دائماً ..
لامست باقة الورود الناعمة التي جمعت مابين اللون الأبيض والزهريّ .. ولم تجد بطاقة بالإسم .. لكن وللغرابة لم تندهش .. بل خطر وجهٌ واحد إليها .. قامت من مكانها إلى الرواق تخطو بتهملٍ وكأنها تخشى أن يتمثل ذلك الوجه أمامها حقيقياً فيهجم بضراوة ويثير كل تلك المخاوف بداخلها .. نادت إحدى العاملات قائلةً بتساؤل " إلهام هل دخل أحدٌ إلى مكتبي قبل مجيئي ؟ "
هزّت إلهام كتفيها بعدم المعرفة وهي تقول " لا يا دكتورة إيليا لقد وصلتُ حالاً ، بإمكانكِ سؤال رؤوف فقد كانت مناوبته اليوم "
أومأت بتفهم وهي تمشي للأمام حيثُ غرفة الإستراحة الخاصة بهم فلمحت رؤوف يستعد للمغادرة فتحدثت على عجلةٍ مُكررةً سؤالها ، فهز رؤوف رأسه بالإيجاب وقال ببساطةٍ وهو يتحسس جيبه بابتسامٍ يطمئن على المراضاة التي حصل عليها من الرجل" نعم لقد أتى رجلٌ مُهذب وأنيق بشكلٍ لا يليق إلا بكونه على معرفة بكِ يا دكتورة ، وطلب مني إدخال تلك الأشياء إلى مكتبكِ لكنه لم يقل اسمه"
مُهذب و أنيق ؟ تلك صفات تجتمع في شخص واحد ..
قالت " هل تستطيع وصفه يا رؤوف ؟" شرع رؤوف بوصف هيئته التي تُشابه كنان أو حتى فِراس .. لكن قلبها أنبأها بشخصٍ واحدٍ فقط غير قابلٍ لأن يكون احتمالاً خاطئ .. فليس بالطبع كنان الذي لازم جانبها طوال الليل وفي ساعات الصباح .. ولا فِراس التي لا تراه إلا في أحيانٍ نادرة .. عادت إلى غرفتها تنظر إلى اسم إياس .. تتردد في أن تتصل به .. لديها رغبة جنونية في التأكد من شخصه .. رفعت هاتفها وقلبها ينبض برتابة للرنين الذي طال قليلاً .. حتى سمعت صوته الهادئ فتفاقم نبضها بجنون ولعنت تسرعها .. ماذا ستقول الآن ؟
همست بتردد " إياس "
على الطرفِ الآخر انقبض خافقه بألمٍ كعادته كلما سمع اسمه منساباً بصوتها الحريريّ.. لكنه رسم الجمود بإتقان وهو يرد بتساؤل " أجل ؟ "
قالت بتوتر جاهدت إخفاءه " صباحُ الخير "
ابتسم ابتسامةً صغيرة قاسية قائلاً " صباح النور يا دكتورة ! "
ازدردت وقالت بمواربة " تُرى هل مررتَ اليوم على مشفى العاصمة ؟ "
صمت قليلاً يشحذ كافة أسلحته ضد نفسه العاشقة وقال كاذباً وهو يرقب المشفى التي يقف مقابلاً إياها تماماً مستنداً إلى سيارته " لا ، لم أمر ..لِمَ هل هناك مشكلة ؟ "
ابتلعت صدمتها لكذبه البائن .. والحيرة تُصارع ذلك الشعور المؤكد الذي أحسته بكونه هو .. قالت بنبرةٍ جامدة " لا أبداً كنت أتساءل فقط و .. " صمتت للحظة وتابعت وهي تتحسس الزهرة الناعمة " وددتُ الإعتذار عن أسلوبي معك في الفترة الأخيرة .."
أغمض إياس عينيه بضيق لاضطرارها للكذبِ مثله .. يعلم أنها ماكانت لتعتذر لأنها مُنذ زمنٍ طويل تتعامل معه كحق مُكتسب وهو سعيد بكونه "حق لها " ..وإن فعلت ، ما كانت لتعتذر صباحاً بتعجل هكذا ..
إنها تود التأكد فقط من هوية المُرسل ..
همس بتعبٍ " لا بأس أبداً يا دكتورة "
أغلق الخط مودعاً بكلمات بسيطة وهاتفه يكاد يتهشم من قوة ضغط يده .. وعقله يغيب بأفكارِ بؤس حاله .. منذ سمع عن عودتها لعملها ، هرع هذا الصباح بغير رحمةٍ لنفسه يبتاع ما تُفضله هي حتى يكسب ابتسامةً واحدة يكون المتسبب فيها .. يعرف جيداً أن ما يفعله إجحافٌ بحق قلبه .. كما يعرف أيضاً أنه لن يبتغي السلامَ أبداً طالما أن الأمر يعنيها ..
لمّا أبصرها في سيارة كنان تترجل ملوحةً له .. أدرك كم هي بعيدة تتوهج كنجمةٍ وضّاءة في سمائه الحالكة .. وهو بدناءةٍ تجرأ أن يرفع يده ليُلامس وهجها ! كيف لقلبه السقيم أن يكف ويرحل عن ضريح ذلك العشق ؟
أغمض عينيه وجبينه يتنغص يرفع وجهه للسماءِ فتغمره الشمس بسخونةٍ شابهت اللهيب الذي يسري بدمائه .. شعوره بالنذالة والدناءة ينخر عظامه ..
لمن ينظر .. من يعشق بجنون بحق الله؟ إيليا مضت وصارت ملكاً لشخصٍ آخر .. هذه الفكرة الكاوية يُحاول إقحامها إلى قلبهِ المفتون لكنه بغباءٍ شديد لا يعقلها أبداً ..
فتح عينيه ببطء يُصارع ضوء الشمس الغالب فانتبه لحركة الأمن الراكضة إلى داخل المشفى .. نغزه قلبه بشعور سيء وقدميه تدفعانه للمُضيّ نحوها .
| قبلها بدقائق |
أنهت إيليا مكالمتها مع إياس وهي تزفر بعصبية .. لِمَ يكذب هذه المرة ؟ لِمَ لا يتفاخر بكونه مُنقذها دائماً حتى في اللحظات التي لا تحتاج الإنقاذ فيتطوع بإسعادها قسراً ..
ارتدت البالطو الأبيض وهي تخرج إلى رواق قسم الأطفال الفارغ .. فتمشت حتى قسم الاستقبال توزع نظراتها على الجالسين لأخذ أرقام الكشوفات .. إلى أن لمحت فتاة قرب الباب بدى على محياها توترٌ عظيم وحدقتيها تهتزان بنظراتٍ إلى الخارج و الداخل .. اقتربت إيليا وهي تُبصر بذهول الكدمات المُلوّنة التي توزعت على وجهها وحول عينيها التي تورمت إحداهما... وبجُرأة وحِس عمليّ بالقلق امتدت أصابعها تُلامس ذقن الفتاة التي شهقت بفزع مُقلبةً وجهها يُمنة ويساراً قائلةً بغضبٍ مكتوم " يا إلهي ! من فعل بكِ هذا ؟! لا يبدو حادثاً .. هذه ضربات بالتأكيد ! " شهقت الفتاة مرةً أخرى ودموعها تنسل وتنساب حتى لامست حجابها الذي ضمّ وجهها مُكتنز الخدين .. وأمسكت بيد إيليا وهي تسحبها جانباً قائلة بخوف وهي تناظر البطاقة التعريفية المُعلقة بصدرها " أرجوكِ يا دكتورة، اكتبي تقريراً طبيّاً أقدمه للشرطة .. لقد هربتُ من زوجي وأخشى أنه اتبعني إلى هنا "
ربتت إيليا برفق على يدها وهي تنفث أنفاساً اهتاجت غضباً .. وقالت وهي تسحب الفتاة التي توشك على الانهيار " لا بأس ، لا تقلقي .. تعالي "
تبعتها الفتاة مُتعثرة الخطى تلم عباءتها حول جسدها بمهابةٍ أن ينكشف الأسوأ .. وتلك الضربات الغائرة التي توزعت بفخرٍ رجوليّ من زوجها تتوهج حديثاً .. بعد عدة خطوات .. أحست إيليا بقوة مهولة تسحب الفتاة من يدها حتى ارتدت معها قليلاً .. نظرت إيليا للخلف بدهشة وهي تُبصر رجلاً يتمسك بالفتاة وعينيه تطلقان شرراً نحوها قائلاً من بين أسنانه " إلى أين يا حبيبتي ؟ "
هلعت الفتاة بشدة وهي تناظر إيليا برجاء .. فاقتربت تحاول التحكم بغضبها الجارف لتقول " دعها ! "
تنبه الرجل إليها وكأنه لم يعي وجودها إلا الآن ليقول بسخرية " وما دخلك أنتِ ؟ "
وضعت الفتاة كفها على يده تحاول دفعها قائلةً بشراسةٍ اهتزت خوفاً " دعني ، لا دخل لك بي سوف أتطلق منك"
حافظت إيليا على صوتها الخفيض وهي تكرر " دعها وإلا لن يحدث خيراً "
رمقهما الرجل بذات النظرة الساخرة وهو يسحب الفتاة جانباً موجها كلامه لإيليا " هل تسمحين بكلمةً لزوجتي على إنفراد ؟"
جحدته إيليا بنظراتٍ محتقرة ..تشعر بمِعول الغضب يدق صبرها بعنف ..
تحدث الرجل بخفوت يكز على أسنانه قائلاً " هل جُننتي يا روضة ؟ ماذا تنتوين ؟ أتودين حبس زوجك بدل أن تعيشي مستورة دون أن تكوني عالة على أهلك و كمطلقة أيضاً .. هل تنقصيهم ألا يكفي أخوتكِ ؟ "
ضغط بأظافره على يدها لتتأوه وتقول " لو عشت في الشارع أفضل من الكنف تحت عفنك وضربك وإهاناتك "
ضغط بأظافره أكثر حتى تأوهت بشدة مع اقتراب إيليا الجنونيّ حينما أبصرت أظافره تتعمق بجلدها .. ضربت إيليا على رسغه بأقصى استطاعتها ليتأوه بمفاجأة فسحبت روضة خلفها قائلةً بتحذير " حاول أن تمد يدك مجدداً لأقطعها ! "
جحظت عينا الرجل بجنون وهو يقول هادراً " إنها زوجتي .. أبعدي يدكِ أنت ما دخلك يا إمرأة ؟!!"
حاول أن يصل إلى روضة خلفها لتدفع إيليا صدره هادرة بعنف " أنا أتدخل حينما أرى حيواناً يجول بلا رادح يستقوي عمّن هُنّ أضعف منه .. لكنه في الحقيقة ناقص يحاول تعويض نقصه في قبضته .. وإن وضعناك أمام رجل حقيقيّ تنقلب كفأرٍ صغير !! "
كشّرت ملامح الرجل بالظلمةِ لترتفع قبضته بلا تفكير وتهوي على وجنة إيليا حتى ارتد وجهها للخلف .. فتشهق روضة برعب متبوعةً بشهقات العمّال الذين تجمهروا على الصراخ وأحدهم يطلب الأمن بعجلة ..
رفعت إيليا يدها مكان الصفعة وهي تتأوه بصوتٍ خافت .. وأذنيها ترهفان لإعتذارات روضة المذعورة المتتالية .. أدارت وجهها نحو الرجل الذي قيّده العُمّال ونظراته تشع باسوداد وهو يهمس بشتائم قذرة ..
حتى حضر الأمن الذين تولوّا تقييده .. فرفعت كفها تتلمسه بترفع أمام وجهه قائلةً بسخرية " أخشى ردّ الصفعة لك فتتوسخ يدي ولا يزول وسخك أبداً ، لذا سأدع القانون يصفعك بعقوبة التعدي على الزوجة بالضرب وأيضاً التعدي على موظف في مكان عمله .. بالشفاء إن شاءالله"
سمعت صوتاً يعصف باسمها فانتفضت خلاياها بالمُفاجأة و نظرت بذهول لتُبصر إياس يقترب وعينيه مُعلقتين على الكف التي رسمت أثآراً على وجنتها .. اكفهرت عيناه و احتدم وجهه باهتياجٍ ساخط وتنافرت قبضته لتهوي على وجه الرجل المُقيّد ولسان حاله يهدر بجنون " هل صفعتها !!!!كيف تجرؤ !! كيف!! " وامتدت يديه بصفعاتٍ قوية متتالية حتى أدمى الرجل .. وركلاتٍ قاضية في منطقتهِ المحظورة .. حتى هجم الأمن أيضاً على إياس الذي تحرك بقوةٍ من بين يديهم و انسل مُكيلاً إياه بالصفعاتٍ الدامية مجدداً مزمجراً وصوته يرتج بالغضب " حينما تود عرض فحولتك اعرضها على الرجال حتى ترى كم أنت نكرة ! "
الصدمة جمّدت قدميّ إيليا وعقدت لسانها إلا عن فمها الذي فغر بفزع وهي تشهد إياس ينقلب للمرة الأولى وحشاً تماماً ..
تجمع الرجال حول إياس مرددين كلمات المواساة وأن الرجل تلقى ما يستحقه وهم يكبحونه بصعوبة عن الحركة مع ابتعاد الأمن بالرجُلِ الآخر .. اقتربت إيليا مُرتعشة التعابير تتبع بعينيها قطرات العرق مُنسابة بتعبٍ على وجهه أسفل شعره الذي تناثر على عينيه المُعذبتين .. حطت نظراته على وجنتها وجبينه يكاد ينفجر تنغصاً يحمل بين طياته أفكاراً هائلة بأن يدفن ذلك الرجل مكانه .. نظرت إلى قبضتيه المُقمعتين بالحمرة وهي تزدرد وبحركةٍ عفوية ترفع يدها تُخفي وجنتها عن عينيه .. ومن ثم رفعت عينيها ببطءٍ على طول جسده الفارع وصدره الذي يرتفع بتضخمٍ يلتقط أنفاساً عدة .. حتى وصلت إلى وجهه .. إلى القتامة الخضراء بعينيه .. وابتسمت .. واتسعت أكثر .. حتى استحالت إلى ضحكاتٍ خافتة ..
تأمل رموشها الكثيفة التي تُداري نظرة الذهول كلما أطبقتهما أثناء ضحكاتها ..وشعر بصوتها الرنان بلسماً يجري على جنونه فيُحيله إلى سلام .. فتبسم مرغماً وهو يرفع بصره إلى السماء داعياً بالثبات أمام كل هذه الفتنة المخبولة تماماً .. وقال مُقاطعاً النوبة المجنونة " هل ضرب الآخرين يستدعي كل تلك البهجة ، لم أدري بتطور جانباً إجراميّ فيكِ يا دكتورة! "خللت أصابعها بين شعرها الليليّ وهي تهز رأسها نفياً تتنفس آخر ضحكاتها " أنا آسفة .. لا أصدق فقط .. أنك هنا ! "
ضيقت مابين عينيها وقالت بمرح تُخفي فضولها الحقيقيّ عن كيفية تواجده .. إلا أنها خشيت الإجابة " اعترف هل تملك مستشعرات تُنبئك حينما أكون في خطر ؟ احذر .. فبعد الآن سأدخل إلى المشكلات بشجاعة كونك ستظهر وتنقذني في النهاية .."
ابتسم بهدوء قائلاً " لا تفعلي .. فلن تخدمكِ الصدفة دائماً " شدد على لفظ " الصدفة " لينفي أية خواطر غريبة عنها .. لكن أيُ صدفةٍ بحق الله ستسحبه كطيرٍ شريد حيثُ تقبع .. إلى داخلِ مشفى تُخفي جدرانها الكثير ؟
لمحت روضة من خلفه تقف كما تركتها .. مذعورة .. كسيرة العين .. تشرد في الأرض وكأنما نسيت أين تقف .. استوعبت إيليا سخف موقفها وكذلك إياس الذي لمح القلق مُطلاً من عينيها .. فسارع بالقول " لا توقعي نفسك بالمشاكل رجاءً .. إن حدث شيء كهذا مجدداً لا تتدخلي .. دعي الأمن يتصرف ! "
أومأت بتعجل قائلةً " تعال إلى مكتبي ، حتى أُنهي فحص الفتاة والتقرير وبعدها نتوجه لتقديم شكوى ضد ذلك الحقير بشهودٍ من العمّال والممرضات"
تبيّنت جمود وجهه لا بالموافقة ولا بالرفض فتشتت وهي تنطق اسمه مجدداً "إياس ؟ " أغمض عينيه هُنيهة كيلا يتبعثر صبره وفتحهما بهدوء كاذبٍ جداً ينحر غيرته التي اشتعلت بأحشائه رغماً عنه .. يحاول هدهدة الأجيج المضطرم بلا فائدة فقال بُعسر وصوتٍ مُتحشرج " من الأفضل أن يأتي كنان ليُرافقكِ .. " وصمت وعينيه تعكس كل معاني الأسى أمام استيعابها المتأخر لوضعهما الحرج .. هل نست زوجها أم تتناساه ؟! بالفعل هو الأحق بالتواجد الآن بل هو الأحق بالهبوب لأجلها إن وقعت بمشكلة .. حل الصمت سيداً ثقيلاً فوق هاته اللحظة .. فتحرك لينصرف مودعاً وحينما مرّ من جانبها أوقفته بسرعة قائلة " إياس ! " نظر إليها مُستفهماً ليرى يدها تمتد إلى جيب البالطو تُخرج تلك الحلوى .. تمُد يدها بها .. وكأن حلاوة كل مافيها لا تكفِ !
....
عاد للشركةِ بروح مُعلّقةٍ تركها حيث تقبع هي .. يمشي الآن بجسدٍ أجوف لن يملؤه سواها .. أُسدِل الستار على دوره الثانويّ ولابد أن بطلها الحقيقيّ يتجه إليها الآن .. وعلى هذه الفكرة طرق باب فِراس بعنفٍ ليدلف دون أن يسمع إذناً والسكرتيرة تفغر وهي تفقد الأمل تماماً في أن تتحضر هذه العائلة المخبولة .. أبصر فِراس مُنكباً على بعض الملفات وقد رفع رأسه بتعجب يرمقه بسوء وقال بينما يُلقي بنظارة القراءة جانباً " كدت تخلع الباب يا رجل ! "
رمى إياس جسده بقسوةٍ على المقعد وهو يزفر بصبرٍ نافذ ومن ثم طالع فراس قائلاً " لنتصارع .. "
رفع فراس حاجبيه وقال بدهشة " عفواً ؟ "
ضرب إياس بقبضته على الطاولة وردّ بغضبٍ مكتوم " بداخلي شُحنات سالبة إن لم أُخرجها ستنفجر وتدمرنا جميعاً " وكان يقصد بداخله .. إن لم يخرجها سيفلت آخر حبل مسلول من تعقله ويذهب إليها ضارباً بكل منطق عرض الحائط وليحترق العالم !
تحدث فِراس بسأم " لِمَ أنا الأُضحية دائماً ؟! يا أخي استعن بكيسٍ للملاكمة ! "
ردّ إياس بهدوء " أحتاج كائناً نابض يستفز شحناتي جيداً "
طالع فِراس قبضته المحمرة بشدة ليقوم من مكانه ممسكاً بها متفحصاً وقال بضحكة خافتة" هل يمارس رجال الأدهم البطولات هذه الأيام ، مرة كنان ومرة وأنت ؟ "
أغمض إياس عينيه بتعبٍ وهو يسند رأسه .. فأدرك فِراس عدم رغبته في الحديث لكن يده امتدت لتضرب على صدره بقوة ، فانتفض إياس يسعل بفزع والسخط يحل من عينيه هادراً " هل جُننت يا ابني ؟ "
خلع فِراس سترته ليُلقي بها بإهمال على المكتب قائلاً وهو يشمر عن ساعديه " هيا إلى السطح لنستغل مزاجك الناريّ بدلاً من لوح الثلج الذي تسقعنا به منذ فترة طويلة ! "
زفر إياس وهو يومئ مُلقياً بسترته بالمثل ، ومن ثم توجها إلى السطح الذي يُماثل الشُرفات جمالاً بشُجيرات الزهور المصفوفة بترتيب آسرٍ للقلب ، وُريقاتها الخضراء وبضعة بتلات وقعت لتتطاير بخفة إلى جانب المقاعد الجرانيتية التي توزعت في الأنحاء .. ازدرد فِراس وخفقاته تهرب إلى حيث أبصر جسداً بعينه يجلس على إحدى المقاعد .. بنفس قميصها الأبيض الهفهاف والذي يعلوه وشاحٌ مُلوّن ببهجة .. وشعرها متوسط الطول يتطاير بخفة مع هبوب النسمات الرقيقة .. توّجه كالمُغيّب إليها وإياس يتبعه متعجباً وقد وعى الآن لوجود عدن وإلى جانبها فتاة لم يعرفها ..
همست ديما بنعومةٍ وهي ترفع نظراتها إلى ماحولها براحةٍ ثم إلى السماء تستنشق النسمات بصفاء " كُنتِ محقة .. المكان غلب روعة شرفة الكافيتيريا "
وجهّت نظراتها المُتسائلة إلى عدن تسأل بمرح " هل توجد أماكن بعد لما أعرفها في هذا الصرح العظيم ؟! "
ابتسمت عدن بشقاوة وقالت وهي تهز كتفيها " ربما ، ابقي مع عدن تكسبي أماكن جديدة.. لكن الآن التفتي لعملكِ " وأشارت بعينيها إلى اللابتوب القابع على حجر ديما ..
تحسست ديما الأزرار وهي تقول بنبرةٍ شابها بعض الانبهار " إنه رائع ! عليّ اقتناء واحد فور استلامي للراتب الأول بدلاً من حاسوبي الخرف ذو رأس البطيخة "
ضحكت عدن بخفوت لتندثر ضحكتها تدريجياً حينما لمحت تجمد التعابير على وجه ديما إلا أنفها الذي اُستثارَ برائحةٍ ما .. نظرت ديما خلفها بلهفةٍ وعبير العطر المألوف يتغلغل عميقاً لتُبصره يقترب منهما بالفعل وخلفه إياس .. بقميصه الأبيض الذي رسم جسده العضليّ بوضوح ..
تحدث فِراس بنبرة ماكرة وهو يركز نظراته على عينيها العسليتين " انظر يا إياس لدينا مُتطفلين هنا "
لم يُعلّق إياس واكتفى بنظراتٍ هادئة نحو ديما التي تعرف إليها فور أن أدارت رأسها ..
قامت عدن بسرعة تقف حائلاً بين فِراس ووصوله لديما .. تُطالعه بنظراتٍ حادة تكاد تشطره نصفين .. غمغم فِراس بشتائمٍ خافتة لينحني بعدها إلى قامتها القصيرة يهمس " بإمكاني قذفك بعيداً بفرقعة إصبع "
همست عدن بالمقابل من بين أسنانها " لن تقترب منها .. ولن تتحدث إليها ! "
" ما تلك الحمائية الغريبة تجاهها يا عدن .. لن أؤذيها ! "
" ليست تجاهها فقط ، إنما تجاهك أيضاً ! "
رفع حاجبيه بتعجب وردّ " ولماذا ؟ خربشات تلك القطة لن تؤثر فيّ مقدار ذرة .. بل إنها تسقط على جلدي ناعمة جداً .. "
تأوه بقوة حينما حطّت كف إياس في ضربةٍ موجعة على ظهره وهو يقول بسأم " هل ستتهامسان طيلة اليوم ؟! خلّصني يا فراس ! "
نظرت لهما عدن مُضيقةً عينيها وقالت بشك وهي تعي أخيراً تخليهم عن ستراتهم وأكمام قميصهما المرفوعة " ماذا ستفعلان ؟! "
خطى فِراس وهو يرمق ديما بنظراتٍ ناعمة قائلاً ببساطة " عرضُ مصارعة أمام الآنسات الجميلات "
شهقت عدن ترافقها ديما التي اتسعت عيناها بذهول .. اقتربت عدن من إياس قائلةً " ماذا حدث لك ، كيف تستجيب لجنون ذلك الفراس ؟! "
طالعها فِراس بتأنيب وهو يهز رأسه بدرامية " دائماً مظلوم والله .. لم تحزري ! إياس من طلب هذه المرة "
نظرت إلى الأخير بدهشة إلا أنها لم تجد سوى ذلك القناع الجامد .. نغزها قلبها بشعورٍ سيء وهي تزدرد وبعفوية تمد يدها تُربت على ذراعه .. وكأن ذبذبات ألمٍ ظليم انتقلت إليها عبر عينيه اللتان تقتلان كل مشاعره فلا يظهر منها سوى قسوةٍ جامدة..
أجلت حلقها لتقول محذرة وهي تعود لتجلس " اذهبا بجنونكما إلى تلك الزواية البعيدة .. وحذارِ من ضرب الوجه وإلا قتلتكما خالتاي ! "
ابتسمت ديما إلى الحنان الفطريّ المُطل من عدن وكلماتها .. فقبض فِراس على يده بقوة وكأنه يأسر نبضه الهادر هامساً لنفسه " ابتسمي أكثر بلا رحمةٍ لقلوب العابرين ! "
...
بعد ثوانٍ كانت ديما تنتفض مرتعدة لكل تأوهٍ عالٍ أو ضحكة مجلجلة تصدر من فِراس .. تحاول التركيز في العمل أمامها إلا أنه شتت كل ذهنها وتركيزها بحضوره وضحكاته المُدغدغة ..
أدعت عدن انشغالها بهاتفها لكنها كانت تسترق النظر لديما الشاردة والتي تُلقي بنظراتٍ متوارية إلى حيث أولئك الثيران .. فتنهدت والثقل يجثم فوق صدرها .. وإحساسها يتأكد بأن النار ستندلع قريباً جداً فوق رؤوسهم ..
...
فتح إياس صدره يتلقى قبضات فراس العنيفة بحبور علّها تُخمد النيران الآكلة لروحه .. هدر فراس متعجباً " لِمَ لا تدافع .. سوف ينتهي بك الأمر على نقّالة هكذا ! "
ابتسم إياس بشقاءٍ أطل من أعماقه وتمنى لو يخبره أنه بالفعل يموت كل يوم .. فلا بأس بضرباتٍ باهتة كهاته !
....................
جالسةً على سرير ابنة خالتها تضم رأسها إلى ركبتيها لا يظهر منه إلا عينيها الجاحظتين في الفراغ .. وتلك الشرايين الصغيرة برزت فيهما بشكلٍ مُنفر وموجع باختلاط حُمرة الدماء بسهولها الخضراء .. تهتز بحركة رتيبة للأمام والخلف وشعرها ثائرٌ حولها بعكس الموت الذي يُقيم مكانه في ذاتها.. تسمع الصوت الحبيب يصدح بغضبٍ خارج الغرفة فينساب إلى قلبها يجس النبض فيه لكن السواد يحول بينها وبين الإستفاقة..
" أتوسل إليكِ يا خالتي .. دعيني أتحدث معها .. عدن ليست طبيعية ! ليست بخير أبداً ! "
أنزلت مليكة بصرها بأسى وهي تتهاوى على المقعد ترفع كفيها فوق رأسها والحسرة تضرب نفسها على حال ابنتها الذي انقلب بين ليلةٍ وضحاها .. صامتة .. جاحظة .. لا تتكلم .. تطلب البقاء وحدها .. تمنعهم من التلفظ بإسم كنان الذي بات ليله السقيم على الهاتف إما يهاتف مليكة أو إحدى البنتين ! وحين حلّ الصباح قفز أمام شقتهم .. يتوسل كلمة معها !
جثى كنان أرضاً أمام مليكة وهو يُخاطب وجهها المنخفض بنظراتٍ زائغة .. ضائعة .. نظراتٍ تهرب منه إلى تلك الغرفة المغلقة تتمنى لو تدلف وتسكن إلى وجه عدنه " هل تُصدقين يا مليكة ؟ عدني أنا .. صغيرتي .. تنفر مني بهذا الشكل .. تترك القصر فور وصولي .. تهرب وكأنما الأشباح تُلاحقها ! أنا أموت ألف مرة .. لم تذق عيناي نوماً وهي بتلك الحال الصامت .. أتوسل إليك أن تعرفي مابها "
ارتجف كف مليكة وهي تمتد إلى وجنة كنان تلحق تلك الدمعة التي فرّت من عينه تُقابلها عَبَرات عدة انسلت بشفقةٍ وهي تقول بصوتٍ متهدج " حالي من حالك يا بُني منذ جاءت إلينا .. أسألها ولا تجيب .. أطعمها ولا تفتح فمها .. تهرب بالنوم فقط وأنا قلبي يذوي لحالها .. بل لحالكما ! "
زفر بحدة وهو يخلل يديه بشعره يقف مستقيماً ويدور عدة مرات حتى توجه إلى غرفتها .. واضعاً يده على الباب مسنداً رأسه والهم يتكالب فوق كتفيه حتى انحنيا مع انحناء رأسه .. تنهد والثقل يرزح بروحه فلا يخرج مهما زفر طويلاً .. ناداها بصوتٍ خفيض " عَدَني "
توقف اهتزاز جسدها ليسكن كل مافيها استجابةً لصوته القريب .. الأقرب لروحها مما يتخيل .. سمعته يُتابع " ألم أخبركِ أن هدية ميلادكِ الثامن عشر ستكون مختلفة ؟ لكنه مضى و لم تناليها .. ألا يتملكك الفضول لماهيتها قبل ميلادكِ غداً ؟"
الصمت حلّ رداً موجعاً على لهفته فكرر يتشبث بتلابيب الأمل " هلّا اقتربتي .. سأخبرُكِ سراً !"
كالمُغيبة قامت تشحذ قواها الخائرة تحملها حتى الباب .. بذات النظرات الفارغة .. استندت بجسدها على الباب يسند وهنها وهي ترهف السمع .. وبعد قليلٍ من الصمت وصلها همسه المبحوح بغصة ألا تكون أمامه " أُحِبُكِ .. "
انفرجت شفتيها بارتعاشٍ وجسدها يرتعد وكأن الحياة جثمت على موتها بضراوة وهو يتابع بتأكيد " أنتِ تجرين في دمائي منذُ أبصرتُ يديكِ الصغيرتين بيدي للمرة الأولى "
تهاوت أرضاً ودموعها تنسكبُ مدراراً .. وكلماته تصل إليها بلا رحمة " عودي إليّ .. لأعيش .."
خافقها يدوي الآن كالعاصفة .. إنها تعيش الآن بكل معنى للحياة .. إنها تتنفس لأنه هنا .. إنها تنبض !
جثى كنان خارجاً ليمد أصابعه بخاتمٍ ماسيّ من أسفل الباب .. قائلاً بنبرةٍ مرتجفة " كل عام وأنتِ تقبعين عميقاً بداخلي "
...
شهقت عدن وهي تفيق من ذِكراها على اليد التي حطت على يدها برفق .. نظرت عدن ساهمة إلى الماثلة خلف المكتب أمامها تبتسم بحنان قائلةً بخفوت " أنتِ تبكين .. فيم شردتِ هذه المرة ؟ "
لامست عدن وجنتيها المُبللتين بتعجب وهي تشعر أنها انفصلت عن نفسها في اللحظات الماضية .. تنهدت وابتسامتها ترتجف على محياها المُرهق .. فعاجلت الأخرى بالقول " لا تبتسمي إن لم ترغبي ! لستِ هُنا بعد انقطاعك لهذه الفترة الطويلة حتى تتكلفين بابتساماتِ فارغة "
تقوست شفتيّ عدن بتأنيب قائلةً بمرحٍ باهت " ألا ابتسمُ لكِ قليلاً يا دكتورة آسيا ؟"
هزت آسيا رأسها نفياً وهي تقول " أنتِ شفافة جداً لدرجة أن كل اختلاجاتكِ تظهر طافية ..ولا أود تحميل نفسك مالا تطيق وإن كان ابتسام عابر "
رمشت عدن عدة مرات والذكرى لا زالت تدفع عبراتها .. فانسلت دمعة أخرى وحيدة .. فقامت آسيا من مكتبها حتى جلست مقابلة لعدن قائلة بهمس " هل تودين الإستراحة على السرير ؟ "
هزت عدن رأسها وقالت بحنق ناعم " تعلمين أنني لا أرتاح هناك ! "
ضحكت آسيا بخفوت قائلة " كنتُ أتأكد فقط أن متلازمة كره العيادة النفسية لا تزال مستمرة "
ابتسمت عدن بخجل وهي تؤيد تلك الحقيقة .. ليس لتلك الفكرة الشائعة أن من يرتادها مجانين .. بل لأن البوح صعبٌ جداً .. يستهلك كل خلية حية فيها .. وكل كلمة تخرج عبر حلقها تحتك به بقسوة وكأنها مسنونة .. فتُدميها ولكنها في النهاية تصل إلى راحةٍ مؤقتة .. مُخدرة ..
قالت آسيا مُشجعة وهي تومئ لها " أخبريني عدن .. هيا "
فركت عدن يديها وهي تقول دون أن ترفع بصرها بنبرةٍ جامدة" تُراودني كوابيس هذه الفترة ، أخاف كثيراً ، حتى أنني ألتجئ في منتصف الليل إلى حواء "
همهمت آسيا ولا تزال تقول مشجعةً " عمّن ؟ "
أجابتها عدن مباشرةً " عن قتله ! "
صمتت آسيا بتفهم وكأنها توقعت إجابة كذلك .. اقتربت لتمسك يدا عدن بين كفيها قائلةً بجدية " ارفعي نظركِ إليّ ! "
لم تستجب عدن .. فكررت آسيا قولها .. لترفع الأخيرة عينيها ببطء فتحل نظراتها قاسية .. قالت آسيا بتأكيد " أنتِ لم تقتليه يا عدن ! "
" كدتُ أفعل .. أنا قاتلة .. مهما تناسيت ذلك يُكمل عقلي الباطن انغراز السكين عميقاً بصدره في كل حلم ! "



التعديل الأخير تم بواسطة ساهرية ; 12-08-20 الساعة 06:15 PM
ساهرية غير متواجد حالياً  
قديم 12-08-20, 05:46 PM   #234

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي





انتهى الفصل مع تبيّن أول خيط من الماضي
انتظركم أحبتي ، شاركوني بكل مايعتمر في رأسكم بعد القراءة ولو كلمة بسيطة
كل الحب


ساهرية غير متواجد حالياً  
التوقيع
" أمضي غريقاً "
هي ملحمةٌ من المشاعر وتضاربات الوجدان .. خلجاتٌ نفوسٍ حائرة بأسرارٍ تنحر الروح .. هي أرضٌ ليّنة يمضي فيها القلب ليجد نفسه فجأةً .. قد غرق !
قديم 12-08-20, 06:08 PM   #235

روكسآن
 
الصورة الرمزية روكسآن

? العضوٌ??? » 476042
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » روكسآن is on a distinguished road
افتراضي

ممكن اقول حجز أول؟ 😶😂❤❤

روكسآن غير متواجد حالياً  
قديم 12-08-20, 06:17 PM   #236

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روكسآن مشاهدة المشاركة
ممكن اقول حجز أول؟ 😶😂❤❤
أكيد 🤣 بشرط ألا تسحبي 🤣🤣♥♥


ساهرية غير متواجد حالياً  
التوقيع
" أمضي غريقاً "
هي ملحمةٌ من المشاعر وتضاربات الوجدان .. خلجاتٌ نفوسٍ حائرة بأسرارٍ تنحر الروح .. هي أرضٌ ليّنة يمضي فيها القلب ليجد نفسه فجأةً .. قد غرق !
قديم 12-08-20, 07:07 PM   #237

ساهرية

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ساهرية

? العضوٌ??? » 327435
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond reputeساهرية has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 6 والزوار 3)
‏ساهرية*, ‏منال سلامة, ‏user0001n, ‏روكسآن, ‏شمس الصحراء, ‏muuj



ساهرية غير متواجد حالياً  
التوقيع
" أمضي غريقاً "
هي ملحمةٌ من المشاعر وتضاربات الوجدان .. خلجاتٌ نفوسٍ حائرة بأسرارٍ تنحر الروح .. هي أرضٌ ليّنة يمضي فيها القلب ليجد نفسه فجأةً .. قد غرق !
قديم 12-08-20, 07:58 PM   #238

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي

ياااااه وجعتي قلوبنا ع عدن مع احداث الماضي والله عيوني بكت من حالها وهي تقرا كل كلمه شو هاد الابداع شو هاد التميز شو هاد الرقي والعظمه بجد فصل ناري بكل ما فيه فصل عبقري ومميز من احداث تاخذنا الى عالم يسحرنا فنسبح بخيالاتك كانها حقيقيه نعيشها الان ومع اسلوبك الفذ والحوارات والمشاهد والاحاسيس كلها مميزه وجميله جدا وبتعقد اولا ابدا اياس ياويلي عليه وع قلبه اللي عم يتعبو واللي ماراح يريحو ابنوب لان الحب مافي اصعب منه فمابلك مع حب مستحيل ومعدوم من الاساس الله يعينو وانتي ايليا مازلت تتمسك بوهم رغم ان قلبها بدا يتجه اتجاهات اخرى ولكن تحاول ان تمنع هذه المشاعر من الظهور وناتي لفراس ياروحي عليه وع طعامته وجماله ورجولته التي تسحرنا ولكن لا اعتقد طريقه سهل خصوصا انو والده سبب بتشوها وموت ابيها اهلها وخصوصا اسرتها امها لن تقبل به ابدا لذلك الطريق امامه كله اشواك وفخخ حتى يصل لبر الامان وبعد ذلك ديما وصراعها الداخلي مع كره واعجاب حتى يمكن هذا الاعجاب راح يتحول لحب وهنا المصيبه والمشكله التي سوف تواجهها مع الاسف وناتي لعدن وما تخفيه من احداث هل هي قتلت شخص ولذلك تركت كنان ومن هو ولماذا لم تترك فرصه اختيار لكنان بدل ان تحطم قلبين كانو مدمين ع الحب تصرف جبان لم احبه بها لذلك انا عرفت ان شخصيه عدن مهزوزه وجبانه لا تحب المواجها بل تختار ابسط الحلول وهو الهروب وهذا يدل ع جبن الشخص وضعفه لذلك لم احب هذه الصفات بها وكنان ماذا سوف يفعل اذا الحقائق ظهرت لنور هل سوف يسامحها لانها دمرت حياة اكثر من شخص بجد الروايه تحفه وبتعقد وتجنن حبيت كل الشخصيات رغم ان الشخصيات النسائيه ضعيفه الا واحده وهي ديما بجد راح ننطر ع نار الفصل القادم نتمنى تكتبي بعض المقتطفات وتنزليها حتى تريحي اعصابنا قليلا يسلمو ع تعبك ومجهودك وابداعك سلمت اناملك الذهبيه

شمس الصحراء غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 12-08-20, 10:30 PM   #239

user0001n

? العضوٌ??? » 456056
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 166
?  نُقآطِيْ » user0001n is on a distinguished road
افتراضي

متشوقة لها جداااا

user0001n غير متواجد حالياً  
قديم 12-08-20, 10:57 PM   #240

zezo1423

? العضوٌ??? » 406322
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » zezo1423 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساهرية مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


zezo1423 غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.