شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة (https://www.rewity.com/forum/f524/)
-   -   أمضي غريقاً (https://www.rewity.com/forum/t471434.html)

ساهرية 23-09-20 03:02 PM


مساءُ الخير أحبتي
استسمح عفوكم فمشاغل هذا الأسبوع لم تسعفني لإكمال الفصل 💔🙏
أترككم مع مشهدٍ تصبيرة من الفصل القادم
مع وعدٍ بالتعويض إن شاءالله ❤


" ذلك الشرود في عينيكِ حيناً .. ذلك التمرد والغضب حيناً آخر ..
تلك العبرات الدفينة و لمعتها المميتة في مُقليتكِ ..
وعدٌ أن آخذ بثأرها ..
روحك الهائمة دون سبيل ..
ابتساماتك الضائعة على قارعة الذكريات ..
وعدٌ أن آخذ بثأرها ..
الشجن في فرحتُكِ المُلقاة بعيداً عن عينيكِ
وعدٌ أن آخذ بثأرها.. "
اهتزت حُدقتيها بتأثر لتلك الكلمات الموجعة وشردت قليلاً لكنها تداركت نفسها بسُرعة و أغلقت المُفكرة الصغيرة بحذر معيدةً إياها إلى مكانها على مسند المقعد المجاور لها ..
عضّت على شفتيها مُغمضة العينين بسوءٍ هامسة لنفسها " اللعنة على فضولكِ يا حواء ! " قراءة المفكرة الخاصة بالرجل الذي يجلس جوراها في مقعد الطائرة كانت من أكثر الأفكار جنوناً وتطفلاً على الإطلاق ! ربآه كيف لها أن تكون بهذا التطفل والغباء .. تشعر الآن بالذنب الشديد وتكاد أن تبكي لفرطه .. فبعد أن غفا الرجل - الشاب الوسيم فعلياً – شعرت بالملل الشديد أثناء الرحلة الطويلة.. فاجتذبتها تِلك المُفكرة الصغيرة بغُلافها المُكوّن من صورة إحدى البواباتِ العتيقة يحذوها زهر الياسمين ..
فتناولتها بأصابعَ فضولية تتحسس البروز في تلك الصورة مبهورة .. كأنها لوهلةٍ قبعت أمامها يغمرها الظلّ العظيم ..
أغلب صفحات المفكرة خُطّت باللُغةِ الفرنسية فنادت على جبينها تقطيبةٌ عابسة كونها لا تجيدها أبداً .. في دراستها كانت ميولها حسابية بقوّة وكان الحاجز بينها وبين الأدبِ واللغات يتفاقم يوماً بعد يوم .. لكنها استطاعت تمييز بعض الكلمات من ذاكرتها المُهترئة .. حتى استوقفتها صفحةٌ دقّ لها خافقها بلغتها الأثيرة .. حروفٌ عربية مُنمقة استرعت تطفلها الشديد لتقرأ ..
حانت منها نظرةٌ جانبية على الغافي إلى جوارها بشعره الأسود الذي استرسل ناعماً على جبينه.. وأهدابه الطويلة .. الطويلةِ جداً .. إنها حتى أطول من رموشها ! هل يضع مسكارا ما ؟!
فتح عينيه الناعسة تدريجياً .. فأشاحت حواء بوجهها بسرعة تُطالع السماء المُلطخة بألوان الغروب الدافئة من النافذة .. اعتدل في جلسته وأمسك بمفكرته الواقعة على مسند مقعده ونظر إليها قليلاً وقال " هل قرأتِها ؟! "
أجفلت ونظرت إليه بتفاجؤ وهي تشعر بورطة حقيقية والكلمات تختض داخل حلقها فتساءلت بتلعثم " ماذا ؟ "
ابتسم بسُخرية وحدق في التوتر الذي لاح على تفاصيل وجهها الصغير وقال " لا بأس لو قرأتها فلا يبدو أنكِ ستفهمين اللغة على أية حال " وألقى بنظرة مستهزئة وهمّ بفتحها ليكتب مجدداً ..
غصّت حواء بصدمةٍ وداخلها يصيح "يالا الوقح , كيف يجرؤ ؟!! " عقدت حاجبيها بشدة وألقت بكلماتها دون إعمال لعقلها الذي تصلّب بفعل إهانته " أنا أفهم الفرنسية بالفعل أيها المحترم ! "
ضحك بتفاجؤٍ شديد رافع الحاجبين " إذاً فقد قرأتِها بالفعل ، فأنا لم أحدد اللغة ... أيتها المحترمة ! "
تباً إنه فخ !! وللمرةِ الثانية لعنت غباءها بقوة ، ورمشت بقلة حيلة أمام ملامحه المُتحدية الساخرة و شبكت أصابعها بتوتر مُمتقعة الوجه .. لتقول بصوتٍ مُتداعٍ خافت " يا سماء انشقي وابلعيني ! "
كتم ضحكته وبصره مُرتكز على حركة يدها المتوترة التي امتدت لتُرجع خصلات تهدلت إلى الخلف ..وسمعها تُكمل بصوتٍ أعلى " أعتذر منك بشدة أيها السيد .. تعلم كم أن الرحلة مملة بجانب أنني لستُ صديقة جيدة للطائرات لذا أردتُ شيئاً يُبدد الخوف.. كما أن مُفكرتك غُلافها جميل جداً وأنا لا أستطيع مقاومة تأمل الرسم الهندسيّ لبواباتٍ كهاته .. "
ابتسم عميقاً يتأمل فمها الثرثار ليُسند رأسه مُتمتماً " لا عليكِ .. انسي الأمر "
تأملت جفنيه ينسدلان مجدداً ليُخفيا ثمرتيّ الزيتون المُظللة بأهدابه الحالكة .. عينيه تُشابهان عينيها إلا أنهما أكثر ظلمة حتى اقتربت بلونهما إلى الزيتون .. زيتون شهيّ ..
أعادت بصرها إلى السماء التي افترش أعتابها الليل الظليم فما عادت تُبصر شيئاً من هذه الدائرة الصغيرة سوى حُلكةٌ مخيفة ..
أدارت وجهها إلى الجالس بجانبها مرةً أخرى وفكرةٌ طارئة قفزت من عقلها إلى لسانها دون تردد.. وتساءلت بتفكير وهي تطالعه " لكنك حقاً كاتبٌ بارع ! إنها كلمات عميقة مؤثرة .. ترى هل يتصادف أنك تحب القهوة ؟ "
فتح عينيه بفزع لينظر لها باندهاش .. هل هي جريئة أم حمقاء بالفعل ؟
طال صمته بعض الشيء ولعنت هي لسانها الثرثار والتي لا تستطيع كبح جماحه فينطلق موقعاً إياها بمواقف محرجة مُتتالية ..زمّت شفتيها بُحنق وكادت أن تنطق باعتذارٍ واهٍ إلا أنه تحدث أخيراً " لستُ كاتباً ولا، لا أحب القهوة ! "
فغرت فاهها بسعادة تهتف " يا الله ، عشت لليوم الذي أرى فيه أحدهم يكتب دون أن يحب القهوة .. هذه الأيام دائمأً ما يرفقون حب الكتابة بالقهوة .."
رمق الثغر الفاغر وشفتيها المُثخنتين بالحُمرة تتباعدان ليَبرُز امتلائهما بشكلٍ جعله يزدرد مُتعجباً كيف أضاعت هذه المخبولة أبجدية التعبير لديه .. يالا طلاقتها في الكلام مع شخصٍ لا تعرفه ! عفوية وبريئة لحدٍ مُهلك ! لكنه أجاب بالرغم من ذلك " قلتُ أني لستُ كاتباً ، أما بالنسبةِ للقهوة فربما يعتمدون عليها للتركيز لا أكثر ، لكني أجدها مشروباً مراً لا أطيقه "
قالت بحماس مرةً أخرى " لكن كلماتك مؤثرة بشكل يجعلك كاتباً حقيقياً .. وعدم تفضيلك للقهوة يدعمك أكثر .. "
مدت يدها في وضع المصافحة قائلةً بابتسامةٍ لطيفة " ولأنني أعجبت بمفكرتكِ.. فمرحباً أنا حواء "
حسناً .. لن يتفاجئ منها بعد الآن .. سيُحاول فقط أن يتجاوب مع صداعها حتى انتهاء الرحلة أو يصمتها بطريقةٍ ما .. احتوى يدها الصغيرة الباردة بين كفه الدافئ باعثاً دفعات من الحرارة إليها ضاغطاً عليها عمداً ..وقال بابتسامةٍ هادئة" وأنا آدم "
نظرت إليه بشك قائلةً بدهشة " أنت تمزح صحيح ! " سحبت كفها بينما تراه يرجع ليستند برأسه للمقعد ناظراً بابتسامةٍ عابثة " أنا آدم طالما تجلسين إلى جانبي " وغمز بعينيه الزيتونية الخبيثة ..
صمتت لترمقه بنظرةٍ ساخطة مُحتقرة دون أن تنبس بكلمةٍ أخرى..
" مهلاً مهلاً يا حواء يبدو أنكِ تلعبين مع الشخص الخاطئ هُنا .. لمي لسانك الثرثار واذهبي للجحيم " هكذا همست بصوت غير مسموع تؤنب نفسها وأزاحت جسدها لجهة النافذة أكثر .. ذلك الوقح رفض حقاً أن يخبرها باسمه الحقيقيّ .. كم مرة ستوقع نفسها بمواقف محرجة ؟
ابتسم الآخر براحة ومحيطه يُغمَر بالهدوءِ مجدداً حتى تهادى إليه بعد فترة صوتُ تنفس رتيب مسموع ..
نظر إليها ليُبصر كيف غطّت في نومٍ عميق برأسٍ مائل غير مُعتدل .. شفتيها مضمومتين يصدر عنهما الصوت الشبيه بتنفس الأطفال ..
رقّ قلبه لمرآها المعجون ببراءةٍ مُذهلة .. وحارَ كيف يعدل من وضعية رأسها .. هل يُنادي المضيفة ليخبرها بالأمر السخيف ؟ أم ..
لم يدع مجالاً للتفكير بالخيار الأول .. فعمد إلى الخيار الثاني ليمد يده أسفل وجنتها يرفع رأسها فيُسندُه مُعتدلاً حتى خَفُتَ صوتُ زفراتها إلى أن اختفى تماماً ..
ابتسم بجذلٍ لملمس شعرها المائل للشقرة كجنيةٍ صغيرة .. ورفع يده بعدها يخفف من قوة مكيف الهواء أعلاها .. لأنه لم ينسَ بالتأكيد برودة اليد أو .. الوجنة ."

روكسآن 23-09-20 09:25 PM

مساء الخير عزيزتي
يؤسفني بشدة عدم وجود فصل لهذا اليوم
لكني اتفهم مشاغلكِ وظروفكِ.. ❤❤
لذلك سننتظر الاسبوع القادم بفارغ الصبر ان شاء الله 😍✨
يعطيك العافية يا رب ويقويك 🌸

حواااااء.. والسيد جينتل مان الغامض الرهيب 😍✨✨✨
هل استطيع ان اقول انه ينافس اياس في قلبي الان؟؟؟
هل اقول ان على اياس ان يحذر لان هذا الفاتن سحررررني بالكامل 😍😍😍
واعجبني بكل حركاته وغموضه وسخريته 🤭🤭🤭🌸

وما سر تلك الكلمات الغريبة بداية المفكرة، ومن يقصد يا ترى؟
متحمسسة جدا لاعرف عن أدم صعب المزاج هذا 😍✨
وعن اسمه الحقيقي 🤭✨✨

Hayette Bjd 23-09-20 11:12 PM

قرأت أول 5فصول جميلة جدا تسلم إيدك

م ام زياد 24-09-20 12:24 AM

طبعا طالما هيه حواء يبقى هوه اكيد آدم 🤣
معلش حبيبتي ربنا يهون لك ظروفك كلنا لازم نقدر ده
ترجعي بالفصل بالسلامه😌

shezo 24-09-20 06:02 AM

مرحبا.صباحا اشرق بروعة وصدق مشاعرك في كتابة هذا الإحساس ولن أقول الفصل،يقولون" الصب تفضحه عيونه"وقد امنت كثيرا بهذه المقولة فقد يكذب الإنسان يدعي ما ليس فيه ولكنها تلك النافذة التي لاتخطئها شمس الحقيقة عيون الإنسان تشي دائما بما يعتمل في صدره رغما عنه وأكثر ما ينعكس في هذه المرأة هي لوعة القلب فالشعاع الذى حرص اياس علي دفنه في أعماق روحه طفا رغما عنه إلي عينيه هاتكا ستر عشقه والذى تحمل المه وحده دون امل حتي فالموتي لا آمال لهم .او تعلمين شيئا لطالما أيقنت أن أول ما يموت بالانسان هي عينيه إذ هي دليل الحياة يليها مفارقة الروح ومع موتها تظل شاخصة حتي يأتي من يسبلها معلنا نهاية حياة،نفس اللوعة يعاني منها فراس مع اختلاف أن لديه امل ذلك الذى ارتعش في يديه وهو يرسم بعضا مما يراه من ملامح حبيبته في لوحته التي تشير لنبض قلبه وما أصعب لوعة الفنان فحسه يختلف عن أى عاشق آخر، فهل لهذا العشق صلة بحادثته بعد أن ألقت ديما كل ما في جوف المها والذى تجرعته سنينا يكوى حلقها بحرقته رغم تلك الرعشة التي أصابت قلبها رغما عنها،عدن ووداعها القصير بدون كلمات لكنان وكأنها تجدد ميثاق عشقها وتودع جرحا جديدا بروحه.قرأت مرة لكاتبة شبهت الحب بسكين يوخز القلب واستغربت لهذا التشبيه وانكرته ولكني معك أجده لم يوخز القلب فقط بل انغرس به نازفا جرحا لا يبرأ فمتي يا ساهرية تنزعينه من قلب العاشقين
.دمتي بخير واسعد الله صباحك.وانضم إلي صفوف المنتظرين للفصل الجديد او بالاحرى الإحساس الجديد.

Hayette Bjd 24-09-20 07:07 PM

قريت 12 فصل بيومين لي عوده مع ريفيو يليق بروعة سطورك💝

نجمه فوق 25-09-20 12:39 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روايه رابعه جميله جدا
الأحداث مشوقه

Sara Ali❤️ 25-09-20 04:03 AM

حبيبتي ولا يهمك لله يقويك وييسرلك الأحوال💝💝💝
السيد الغامض بسلامته وتطفل المرأة الطبيعي اللي موجود داخل اى انثي😂😂
بس حقيقي حبيت جدا جدا ومتاكدة أنها وراه حكاية وابواب لسه متفتحتش وياخوفي علي حواء منها
دى هي كانت شعلة البهجة والتفاؤل في الرواية🥺🥺
حبيبتي حقيقي المشهد فوق الرووووعة حبيته بتفاصيله تسلم ايدك ومنتظرين اللي جاى 💝💝😘😘😘😘😘😘

ام زياد محمود 25-09-20 10:17 PM

كان الله فى عونك ياحبيبتى ربنا يصلح حالك يا رب

وانا اللى كنت زعلانه ان كل الاحبة اتنين اتنين وحواء لحدها

اتاريكى شايلالها التقيل :6[1]::6[1]:

منال سلامة 27-09-20 02:52 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

امضي غريقا ..

الف سلامة عليك والله يسهل امورك ويصلح احوالك يارب ..

قرأت الفصل متأخرة ..

الفصل روووووووووعة جدا جدا جدا تسلم ايدك ما شاء الله ولا قوة الا بالله احداث مثيرة وتفاصيل مشوقة ..وان كانت نهايات المشاهد مفتوحة ..

كلٌ يمضي غريقا في دوامته ولا سبيل للنجاه ..الى الآن

اياس وحب ميؤوس ولا مهرب ولا نجاه منه ..وكيف السبيل لوصالها حتى ان تم الطلاق والفراق صعب ان تكون له كما اخبرته لوجين ..
ياربي على ذلك العشق الذي تملك منه وملأقلبه واختارها دون عن غيرها دون سنوات لم ينقص ولم يتغير ولكنه حفر في قلبه ولم يزول ..
كرم ونبل اخلاقه منعه من التفوه عندما علم انها تعشق كنان رغم انه لا يبادلها العشق ..فمضى صامت !
رتق لي انه رفض ان يرتبط بفتاة اخرى كي لا تكون نفس مصير ايليا التي تعشق ولا يبادلها عشقها ..
مشهد مؤثر بين اياس وايليا وهي تتحدث معها وتفضي له بما حدث ورفضها للسفر مع كنان وتأكل الشوكلاته كطفلة صغيرة كلها براءة ..

ديما ووالدتها ودنيا 💔😢مشهد حزين مؤلم موجع

فراس وديما ..
وحب لم يكتب له النور اعترافه لم يسعدها بل جعلها تواجهه بانه ابن من قتل والدها وتسبب في حروقها ودمر عائلتها ..
صدمة فراسه وكسرة قلبه بعد ما عرف وحادثة فراس التي تركت ديما مفتتة ..

التصبيرة ..
حواء والراجل الغامض بسلامته آدم كما يدعي ولقاء في الطائرة ..وواصح انه هناك حكاية وسيكون لقاء آخر معها ..
ياترى اين تذهب حواء مسافرة ..

الفصل روووووعة يعطيكي العافية ❤❤❤❤❤

hadeer22 27-09-20 07:47 PM

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ساهرية 30-09-20 01:05 PM

تسلملي متابعتكم الحلوة يا رب 🌸🌸
ممتنة جداً لكل من خطّت كلمة لأجلي هنا
على راسي حبيباتي❤
أعذروني هنزل الفصل بدري ..
ودعواتكم بتيسير الحال 🌸

ساهرية 30-09-20 01:07 PM

https://l.top4top.io/p_1734p2ai40.jpeg

يتبع الفصل الثالث عشر..

ساهرية 30-09-20 01:46 PM

ضجّ عقلها بفوضى عارمة تهزها مابين قلقٍ وارتياعٍ شديدين بعكس الهدوء الذي غيّم على أنظارها يُماثل سكون ردهة المشفى المُخيف .. يتهادى نظرها بطيئاً على أفراد العائلة الموزعون .. لا يُبارح أحدهم مكانه حتى يستعيد فِراس وعيه ..
منذ تلقوا الخبر تِباعاً بالأمسِ وحلّت صاعقة من الرُعبِ فوق رؤوسهم فهرعوا للمشفى جميعاً يتهافتون على خبرٍ من داخل غرفة العمليات .. ليجدوا إيليا تستقبلهم بوجهٍ مُمتقع تُحاول نفي ذِكرى وجهه الدامي وملبسه المُمزق وجسده المُتهاوي فاقداً لأي مبعثٍ للحياة .. وحينها انهارت ليندا بين ذراعيّ طاهر .. تذرف دموعاً كاوية ولسانها يلهج بدعاءٍ مُتضرع كطلبِ الرحمة على فوهة النار ..
تنهدت عدن بثقلٍ شديد وصوت رنين هاتفها يتهادى كدويّ في هذا الصمت المُريع .. ابتعدت قليلاً عن مكان جلوسهم لتُجيب حينما أبصرت اسم ديما وقبل أن تنبس بكلمة انطلق صوت ديما فزعاً مُلتاعاً عبر الأثير بأنفاسٍ مُتسارعة " عدن .. كيف هو ؟ كيف حال فِراس ؟ أرجوكِ قولي أنه بخير .. أرجوكِ .. أنا أمام المشفى الآن .. "
قاطعتها عدن بدهشة " ماذا ؟! ماذا تفعلين أمام المشفى ! ديما اهدئي .. فِراس بخير .. لكنه لم يستفق بعد .. أنتِ اذهبي وأنا سأُطمئنكِ ، لا تقلقي .. "
أغمضت ديما عينيها بقهرٍ وعذاب قائلة بصوت مُتهدج تُغالب دموعها " أنتِ لا تفهمين .. لا أستطيع .. لا يمكنني الذهاب دون أن أراه .. أنا السبب .. أنا .. "
توقفت عدن مكانها قاطبة الحاجبين تُحاول تحليل كلماتها ليومض عقلها بالخطر فتتساءل بحذر " ماذا تقصدين ؟ "
صمتت لبرهة وتابعت وقدميها تتحركان بعجلة والغضب يتشبث بإرهاقها فيُظلم عينيها تماماً " قفي مكانكِ أنا آتية ! "
خطت بتعجل حتى أبصرت ديما تقف على السُلم بعينين زائغتين تائهتين وكيانٍ مُرتجف .. سحبتها من يدها لتتبعها ديما هزيلة الروح لا طاقة لها بالمقاومة تبتلعها دوّامة الحزن فتُرخي دفاعاتها .. بعد لحظات تطلعت ديما إلى عدن غائمة القسمات ليخرج سؤالها متوسلاً " هل هو بخير حقاً ؟ ماذا قال الطبيب ؟ وكيف جرى الحادث ؟ "
كتفت عدن ذراعيها وكأنما تُسند ذاتها وتهدهد غضبها " هذا ما أسأُلكِ إياه ، كيف جرى الحادث وما قصدك بأنكِ السبب ؟! "
تقوّس حاجبيّ ديما برجاء وهي تقول " عدن أجيبيني أولاً ! "
هزت عدن رأسها نفياً وعينيها تلتمعان بالإصرار .. فتنهدت ديما وهي تستند إلى سيارةٍ خلفها .. تعبث الذِكرى بنبضها وتكيل أحزاناً ثقيلة أخرى في فؤادها .. تحدثت بضعف " لقد دعاني إلى معرضهِ البارحة .. وطلب مني الزواج " صمتت وكلماته تضرب أوجاعها مجدداً ..
أعذب كلماتٍ تسللّت إلى روحها المُشوّهةِ قط ! حملت صدقاً مُبهراً أطاح بقوتها المزعومة .. لتخر صريعة عشقه في النهاية..
رفعت عينيها إلى عدن التي لم تُبدي اندهاشاً بل ملامحَ جامدة .. وتابعت " ثرتُ ضده وأخبرته الحقيقة وذهبت قبل أن يرد حتى .. "
تصلّبت ملامح عدن أكثر ونواقيس الخطر توقفت عن الدقّ وقد تأكدت مخاوفها .. فرفعت يديها مُصفقتين بغضبٍ حُمِّل باندفاعها الأخويّ نحو فراس لتقول " أحسنتِ يا ديما .. أحسنتِ ! "
غصّت ديما لمرأى عدن المهتاج للمرةِ الأولى عكس الصورة الهادئة التي انطبعت عنها طويلاً .. فقالت ديما بدفاعٍ ضعيف وصوتٍ محتقن " لا تتصرفي هكذا ، أنتِ لستِ مكاني .. لم تقفي قبالة ابن قاتل والدكِ يعرض عليكِ الزواج !
أتستطيعين القبول فوراً ضاربةً قضيتكِ بعرض الحائط ؟ "
صمتت لهنيهة لترفع إصبعها محذرة وتتابع" ولا تقارني أبداً الأمر بلجوئي للعمل بشركتكم ، هذا حقي ! "
مسدت عدن شعرها بقوة لتهرب خصلات عديدة من جديلتها المتهدلة وهي تنظر بعدم تصديق لتقول بحدةٍ شديدة " احزري ماذا يا شريكتي في القدر ! حدث وكنتُ في مكانكِ تماماً ! "
فغرت ديما بدهشة وعينين متسعتين صامتة تماماً تُحاول تجميع الخيوط برأسها منذ آخر مرة اندفعت فيها عدن كالمجانين بعد أن أخبرتها حواء بسفر ذلك المدعو كنان.. قالت بحذر " إذاً ، لا أرى خاتماً بإصبعكِ .. لقد رفضتي .. "
" لقد رفضت .. "
قالتها عدن بإقرار وعينين مُرهقتين مُظلمتين بالحسرة ..
وتابعت بثباتٍ يغمرها وهج عشقٍ لم يندثر " لكن أسبابي بعيدة تماماً عن السبب الذي تتشبثين به .. ما كنتُ لأفرط بحبه أبداً .. أبداً ! "
قطبت ديما حاجبيها وتساءلت باستنكارٍ خافت " أتشبث ؟ أتعتبرين ذلك سبب واهٍ لا يستحق ؟ دعينا لا نضع أنفسنا بموضع مقارنة يا عدن بما أن كلتانا تعيش ظروف مختلفة تماماً "
زفرت عدن أنفاساً لاهبة تُفلت أواخر صبرها وأشارت إلى المشفى بجنون وقالت بصوت مرتفع" انظري يا ديما ، أنتِ تغرزين سكينك بالخاصرة الخطأ ، ذلك الراقد هناك ما ذنبه ؟! لِمَ تُحمّلينه ذنب والده وجده !! "
تنغص جبين ديما بالألم وهي تُبصر عدن تتابع بقهر دافق " دعيني أخبركِ شيئاً إذاً .. بخلاف طاهر ..فرجال هذه العائلة يعشقون فيهدمون الدنيا لأجلكِ ! وانظري كيف ابتدأ فِراس الأمر بهدم نفسه ! "
اقتربت عدن منها لتقبض على كتفها وهي تُحدق بعصبية وعينين اختلطتا بحُمرة دموعٍ مكتومة " هل نعود لسؤالكِ الأول ، كيف هو فراس حقاً ؟ "
دوى قلب ديما بعنفٍ يُنبئها أن القادم سيُهلكها لا محالة .. حاولت ازدراد ريقها لتجد أن حلقها قد جفّ تماماً
فنظرت بخوف إلى عدن ..
حتى امتدت أصابع عدن إلى ترقوة ديما تطرق عليها بقهر قائلة " لقد أُصيب بكسرٍ هنا .. وإن كنتِ لا تعلمين فوجعه مُبرح والتئامه صعب .. أيضاً أصيب بكسر في ذراعه الأيسر وكدماتٍ لا تُحصى بجسده ووجهه .. "
أغمضت عدن عينيها لتنسل دمعة ثقيلة من معقل الإرهاق وسأم الروح فتتابع بخفوت " لقد أُصيبت عينيه إصابةً بالغة حتى حدث انفصال شبكيّ وأخضعوه لجراحة عاجلة .. سيستعيد بصره خلال أسابيع أو أشهر وربما في أسوأ الأحوال سيخضع لعملية أخرى أو.."
بترت عبارتها الأخيرة لمرأى ديما التي تهاوت تماماً حتى رمت بكفيّها على ذراعي عدن تستند ببصرٍ شاخص ونبض مُتسارع جنونيّ ..
التقفتها عدن بين ذراعيها تشعر بجسدها المختض بالألم .. فانحسر غضبها ليحل مكانه العطف ففي النهاية ديما ماهي إلا ضحية ..
تحدثت عدن وهي تربت على ظهرها " لا تقلقي .. سيكون بخير حتماً .. فراس لا يترك أعماله عالقة أبداً "
تنحنحت لتقول مازحة بابتسامةٍ خافتة " ماعدا طبعاً أعمال الشركة .. يتركها عالقة لسنواتٍ لا مشكلة ! "
لم تسمع ديما شيئاً مما تحاول عدن التخفيف عنها به .. فقط أذنيها تدويان بآخر كلماتها عن حالته .. شعورٌ حارق ينحر حلقها الذي تفوه له بالسر وجعله يمر بكل تلك الأوجاع ..
فِراس هو بشاشة روحها المُعتمة .. هو بسمة شفتيها فقيرة السعادة .. فكيف يقتص الإنسان من سعادته هكذا ؟ كيف ينزعها نزعاً بإرادته ؟!
....................
في الداخل اقترب إياس من عائلته يوزّع أكواب شاي وقهوة تُعينهم على الإرهاق الذي ألم بهم منذ مساء البارحة .. نوّار التي تجلس متململة لا تملك صلاحيات في هذه المشفى لتفقُد أخيها من حينٍ لآخر تجاورها حواء.. ليندا التي غفت على كتف لُجين .. و مليكته التي تلتحف بالبالطو الأبيض فيبعث هالة ملائكية فوق التي تحذوها بالأساس .. رأسُها مائلٌ بإرهاق وشعرها مُتهدل من رباطه فيبعث فوضى بهية في المحيا الجميل ..
سلّم أمه كوبها التي تناولته بتعب وهي تُتمتم بشكرٍ خافت .. وأخيراً إلى إيليا التي رفعت أنظاراً ناعسة إليه .. أمسكت بكوبها لكنها لم تُفلته من بين يديه .. لتقف ويُصبح الكوب مُحتَضناً منهما معاً .. أصابعها تُلامس أصابع إياس دون قصد فتبعث شراراتٍ بكل جسده .. يكتم تنهيدة معذبة لحماقاتها المُستمرة الغير مقصودة .. قالت بخفوت بينما تسحب الكوب أخيراً " إياس ، لا فائدة من بقائكم هُنا .. عليكم الذهاب إلى المنزل وأنا سأطمئنكم دائماً "
قطب حاجبيه وهو يُبصر إرهاقها الشديد قائلاً " أنتِ أيضاً تحتاجين إلى الراحة .. كيف ستناوبين هُنا ؟ لم تعتادي بعد على إرهاقٍ كهذا بعد انقطاعك الطويل .. "
ابتسمت إيليا بلطف وهي تميل برأسها قائلة " لستُ ضعيفة إلى تلك الدرجة .. ومن ثم كنت أنوي استلام مناوباتٍ على أي حال .. ما الفائدة من البقاء في المنزل ؟"
تلاشت ابتسامتها تدريجياً وهي تُدرك أن لا أحد بالقصرِ تعود إليه .. لقد ذهب دون محاولة إثناءها حتى .. تركها حرة تماماً في اتخاذ قرارها وهاهي تتجرع مرارة تبعاته ..
ابتسم إياس ابتسامة مريرة وقال " عامةً ، لن يتزحزح أحدٌ من هنا حتى يستفيق .. أعرفهم جيداً "
قطبت لُجين بحدة وعينيها ترقبهما في وقفتهما المتقاربة وهمسهم الذي لا يصل إليها ! لا تستطيع الهجوم عليهما لتبعده عنها وتنقذه من الإنغمار في ذاك الجُبّ السحيق أكثر ..
كادت أن تُلقي برأس ليندا بعيداً وتنقض على إيليا .. لكنها حكمت أعصابها وربتت بلطف على وجنة ليندا التي أصابها من الإعياء والانهيار ما أصابها ..
استفاقت ليندا ببطءٍ تدريجياً بعينين تغشوهما غلالة النوم وحينما استوعبت المكان واستفاق عقلُها .. همست بوجوم ووجه يقطر أسى " ليتكِ لم توقظيني أبداً يا لجين .. ليتني لا أستفيق حتى يفيق حبيبي بخير حال .. "
ربتت لجين على يدها بدعمٍ قائلة " بإذن الله سيكون بخير ، لا تقنطي بهذا الشكل "
قطع الحوارات الدائرة الرنين المُحدث في كل ارتطامة للعصا بالأرض .. يخطو مُعاذ بملامح جامدة لا تستطيع تبين أفكاره .. حتى حزنه لا يتجلى أبداً على استكانة وجهه .. يتبعه ابنيه طاهر وابراهيم يغشوهما ذات الهدوء .. وقف الجميع احتراماً له لتتحدث لجين بتعجب قَلِق" أبي ، لِمَ عدتَ مجدداً ؟! البقاء هنا سيرهقك أكثر "
وافقها ابراهيم الرأي قائلاً " ونحن حاولنا إقناعه لكنه أصرّ على المجيء "
جلس معاذ صامتاً وكأن البقاء بالقرب من حفيده يواسي الحزن المندثر عميقاً .. عاطفة صادقة لا تظهر رغماً عنه .. وكأن أحزانه جُبلت على التخفي كلما تقدم بالعُمرِ والمكانة ..
وبذات اللحظة اقتربت عدن من نهاية الرواق لتُبصرهم جميعاً فتعبس ويتأجج غضبها مجدداً حينما وقع بصرها على طاهر يجلس صامتاً إلى جانب ليندا محدقاً في الفراغ ..
تنبه معاذ لحضورِ عدن فدقّ عصاه قائلاً بتنبيهٍ شديد " هل وصل خبرٌ لكنان ؟ "
وكان الصمتُ رداً على سؤاله حتى قالت نوّار وكأنما تنبهت لشيءٍ هام " يا إلهي ، لقد أُخذنا بالوضع ونسيت تماماً اخباره ! "
لَحِقَ مُعاذ بحركة يدها المتوجهة إلى الهاتف ليقول " هذا جيد ولا تفعلي ! إن عَلِمَ سيحضر على الفور ووضع الشركة هناك سيء بما لا يسمح له للتحرك بعيداً "
اندلعت نيران حارقة بقلب عدن لتقول فوراً بغضب لم تستطع كبحه فتنهمر كلماتها " هل حقاً ستقصونه في وضعٍ كهذا ؟! أخوه بحالٍ كان وأنتم تقصونه ؟!!! "
كتم الجميع أنفاسه للهجتها الوقحة مع جدها .. لا يتجرأ أحدٌ أبداً على مخاطبته هكذا .. وتوقعوا أن يثور إلا أنه ابتسم بحدة قائلاً " وبما سيفيد قدومه ؟ هل قلقه وجلوسه إلى جانبه باكياً كالنسوة سيعجل شفاؤه ؟ "
قطبت حاجبيها بضيقٍ شديد من سخريته وأن يكون كنان المعني من حديثٍ كهذا ، فردّت مصممة " كنان ليس طفلاً ليرمي ما وراءه من مسؤوليات باكياً .. من حقه على الأقل أن يعرف "
زمّت ليندا شفتيها مُتنهدة من الوضع الذي احتدم بشراراتٍ بين عدن وجدها ، فقالت بجمودٍ دون أن ترفع عينيها عن الأرض " هو ليس طفلاً .. لكن العاطفة القوية تجمعهم بحيث يمكن أن يأتي فعلاً .. ولا يمكن للجميع إدراك هاته العاطفة .. "
ازدردت عدن غصة مؤلمة لتلك الرمية التي أصابت الهدف ولم يكن لها داعٍ من الأساس ..
يتيمة ووحيدة بلا إخوة .. نعم ! ما الإضافة التي أضافتها ليندا إذاً ؟ لا شيء سوى أنها تتعمد رميها بحقدٍ تجهل سببه ..
لكن تلك العاطفة فهي تعرفها تماماً .. بل تغمر كل كيانها تجاههم .. أبناء أعمامها لم يكونوا يوماً سوى إخوتها وإن لم يحتويهم رحم واحد ..
تدخلت إيليا واجمة وبملامح صقيعية ووجهت كلامها لمعاذ " معك حق يا جدي ، في الحقيقة كنت أخبر إياس للتو أن لا فائدة من بقاء الجميع هنا .. ستُرهقون فقط .. "
سرت برودة إيليا في مجرى دماء عدن لتشعر برياحٍ قاسية تعصف بها والجميع يتجاهل وقوفها .. استدارات تُلملم خيباتها حتى استوقفها صوت معاذ قاطعاً " بالمناسبة يا عدن .. استعدي لتحلي مكان فراس في اجتماع الشركة بلندن في نهاية الأسبوع .. "
لندن ! الحلم القديم .. بداية النهاية لكل شيء .. ذِكرى نهشت أحلامها وأردتها صريعة .. أغمضت عينيها ورعشة خفية سرت على طول جسدها لعودة ذلك الحُلم ولو بشكلٍ مختلف تماماً .. فتحت عينيها لتشعا بالصلابة واستدارت إلى جدها وأومأت دون أن تنبس بكلمة ..
هكذا معاذ الأدهم حتى في أشد المواقف الغير مناسبة .. يتفوه بما يمليه عليه عقله ضارباً بالظروفِ عرضَ الحائط ..
بينما شَحُب وجه إيليا وانسحب المُتبقي من دماؤه .. هي هُنا وغريمتها تُسافر إلى زوجها ! ما الذي يحدث بحق الله ؟!
أرادت أن تضحك بجنون عالياً حتى يتلاشى ألمها في صدى الضحكات المريرة .. لكنها جلست بقدمين مُرتخيتين ..
لم تسمع حتى سؤال معاذ حينما قال " إيليا ، هل يمكننا نقل الرعاية إلى القصر بصحبةِ طاقمٍ طبيّ ؟ "
كانت شاردة عن المُحيط تماماً حتى أتاها صوت إياس الذي وقف على مقربةٍ من مقعدها خافتاً " إيليا .. "
رفعت أنظارها التائهة إليه فكتم تنهيدته وهو يُعيد سؤال جده بخفوت ..
أفاقت واستدارت إلى معاذ قائلة " عذراً يا جدي .. شردتُ لثانية "
أومأ متفهماً لتتابع " نحن نتوقع استفاقته خلال ساعات لذا من الخطر نقله إلى القصر الآن .. لا نضمن أي تلوث قد يطال عينيه وهي بحالةٍ حساسة جداً "
ساد صمتٌ مشحون بعواطف شتى .. البحر يتسع حولهم يجّر أقدامهم نحو الأعماق .. لا الروح ترتاح ولا الأنفاسُ تولج ..
.........


تنهدت عدن ثقل الموقف الذي مضى وهي تستند لنافذة المشفى ترقب السماء بفكرٍ فوضويّ لا يرسى لشاطئٍ أبدا ..
" هل أقتل ذلك الرجل؟"
نطقت حواء بحنقٍ شديد وهي تميل برأسها على كتف عدن .. ابتسمت عدن بسخرية قائلة " أتحداك أن تُلقي بكلماتكِ الشجاعة هاته أمامه ! "
همهمت حواء بضيق وهي تقول " لا أفهم لِمَ يستقصدك دائما هكذا ، انتهى الأمر بالنسبة لي وتبرأتُ منه داخلياً "
ضحكت عدن بخفوت قائلة " لأنني ابنة البطة السوداء "
رفعت حواء رأسها قائلة باستنكار " أي بطة سوداء ؟! كانت خالتي عُلا أحلى بطة بيضاء في المجرة والمجرات المجاورة ! رحمها الله .. أودعتنا أجمل هدية .."
رمشت عدن بتأثر شديد وهي تقول بحنان " هل تعلمين أنكِ أختي المُفضلة ؟"
أعادت حواء رأسها على كتف عدن وهي تومئ " أجل أعلم .."
صمتت عدن قليلاً بتفكير وقالت " إذاً يا أختي المفضلة ، تعالي معي إلى لندن .. أخبري جدك أنكِ لم تسافري منذ وقت طويل أو تحججي بأي حجة "
رفعت حواء رأسها مجدداً لتحدق في عدن بلا تعبير لثواني ومن ثم اتسعت ابتسامتها الماكرة .
...
بعد ساعات
خرج الطبيب المسؤول عن فِراس بعد أن كان يدلف لمعاينته كل فترة تحت أنظارهم المُتعلقةِ بأقدامهِ علّه يسكب برداً على نارهم .. هذه المرة حادث إيليا بكلماتٍ بسيطة .. فابتسمت هذه الأخيرة بجذلٍ وأشرق محياها الباهت لتهتف بعد أن ذهب الطبيب وتحت أعينهم المُترقبة بقلق " لقد استفاق !! "
كتمت ليندا شهقتها وعينيها تذرفان عبراتِ السعادة تُرافقها تنهيدات الجميع وألسنتهم اللاهجة بالحمدلله.. تنهيدة حُمّلت بإرهاقِ وقلق أربع وعشرون ساعة .. لتتُابع إيليا بتنبيه " سنراه الآن لكن لن نطيل لأنه بحاجة شديدة للراحة .."
أومأت ليندا بتعجل وهي تُسابقهم إلى باب الغرفة يتبعها الجميع ..
كانت الغرفة قاتلة بكآبتها الصامتة وهناك يرقد فِراس غير بائن الملامح من شدة الكدمات التي حلّت بوجهه ينظر إلى السقفِ ولا تعبير معين على وجهه .. حتى اقتربت ليندا بدموعٍ لا تتوقف و أبصرت عينيه النافرتين بعروقٍ حمراء دامية أخفت بياضها النقيّ .. فهمست ببؤسٍ تضاعف " ابني .. "
قاطعها بلهجةٍ كئيبة وهو يُدير رأسه للجهةِ الأخرى عكس وقوفها " أمي .. لماذا لا أرى ..لِمَ يبدو كل شيء مُقحمٌ في ظُلمةٍ مخيفة ؟ ماذا حدث يا أمي ؟! "
ذرفت ليندا عبراتٍ متضاعفة وهي تكتم شهاقتها وتعود للوراءِ خطوات ..
اقتربت عدن من الجهة التي أدار وجهه لها وهي تقول بحنقٍ " يالا تمثيلك الرديء ! هل تعطلت أُذنيك أيضاً لتستدير للإتجاه الخاطئ ؟! "
ضحك فِراس بخفوت .. ضحكاتٍ لم تتردد بداخله وهو يقول " ازداد بكاؤها صحيح ؟! "
أومات عدن فاقتربت حواء وهي تقول مؤنبة " لِمَ تومئين يا ابنتي ، إنه لا يراكِ ! "
وضعت عدن يدها على فمها لتشهق بخفوت قائلة "آه صحيح !! "
شتم فراس بخفوت وهو يقول " أنتما تجرحانِ مشاعري !! ابتعدا .. "
أدار وجهه إلى جهة أمه محركاً ذراعه اليمين إليها فأمسكت به على عجلة وهي تقول بصوتٍ مبحوح " الحمدلله على سلامتك يا حبيبي "
وكذلك نوّار وإيليا اقتربتا تمطرانه بدعواتِ السلامة..
بينما قال إياس بابتسامةٍ هادئة " خشيت أن أفقد كيس ملاكمتي .. "
ابتسم فراس بخفوت قائلاً " عمري أطول من عمرك "
همس لهم بإرهاق يتهادى إليه نشيج أمه " أنا بخير .. لا تقلقوا ! "
جاء سؤال نوّار مُرتاباً من مزاحه مع ليندا فقالت " كيف ترى الآن بالضبط ؟"
زفر فراس بضيق قائلاً " ألا يكفي الطبيب منذ قليل ! قام باستجوابي أسوأ من الشرطة .. عامةً الرؤية مشوشة يتخللها وميض أسود .. "
أومأت نوّار بقلبٍ وجل وهي تقول " بإذن الله ستتحسن بأقرب وقت .. "
نبهتهم إيليا قائلة " حسناً ، هذا يكفي .. علينا الخروج الآن .. "
" فليبق إياس وعدن .. أريدهما " هكذا قال فراس بقتامةٍ حلّت على وجهه العابس ..
ازدردت عدن وهي تتنبأ بالقادم بينما قطب إياس حاجبيه بتساؤل ..
فرغت الغرفة لتلوح الذكرى لفراس وكأنها حدثت الآن .. لقاؤه الأول بديما .. كل كلمة تفوهت بها وكل إيماءة وسخرية حلّت على شفتيها .. ليتساءل بقلبٍ مُحتقن " كيف عمِلت ديما بالشركة ؟ قُلتِ أنها صديقتكِ وأنها سبق والتقت بإياس .. فما قصتكم اللعينة جميعاً ؟! "
ازداد تنغص جبين إياس وهو يزفر بحنقٍ شديد قائلاً بصوتٍ رخيم لم يخلو من الدهشة " ما مناسبة تلك السيرة الآن ؟! ومن ثم أنت متعب .. لا حاجة لك بكلام لا طائل منه .. "
قبض فِراس على يده وعروقه تتنافر وتحتقن قائلاً بغضب مكتوم " قبل وقوعِ الحادث كنت عند جاسم الأدهم.. أسأله كيف تورط أبي في موت والد ديما .. هل لا زال لا طائل منه يا إياس ؟! "
أغمض إياس عينيه بأسى بينما اقتربت عدن منه تُلامس كتفه السليم قائلة برجاء وعينين دامعتين " أرجوك .. أنت بحاجة للراحة .. نتحدث لاحقاً يا فراس .."
قال بنبرةٍ هادرة أرجفتها " لم تُبدُو دهشةً أبداً .. أي تعلمون الحقيقة أيضاً منذ فترة طويلة ..أجيبي يا عدن !!! " ارتعدت بشدة خوفاً عليه لتقول " جاءت مطالبة بحقها ، العوض الذي رفضته أمها في الماضي .. كانت تبحث عنك وتأتي إلى مكتبك يومياً ولا تجدك.. أرادت رميك بالحقيقة منذ زمن .. لكنها تعثرت بنا قبلك وأنا منعتها من إخبارك"
ارتخى رأسه يزفر أنفاساً متقطعة متهدجة .. يومض الألم بروحه ومضات تحرق أوردته .. لقد كان يتلظى كلما خُيّل له صرخاتها أو توجعها حينما طالتها تلك النيران .. فكيف بكونه السبب!! كيف أتت وبحثت عنه مِراراً ؟ أين كان عنها ؟ كيف تذللت في انتظاره ؟
"عليّ اللعنة وعلى سلسال الأدهم أجمعين " همس بها بخفوت لنفسه .. إلا أن عدن التقطتها ولهول الموقف ابتسمت ..
ابتسمت ابتسامة صغيرة حُمّلت بحزنٍ يحفر بوجدانها عميقاً .. تتمنى من أعماقها أن تعي ديما أي هبة ستملك إن أقرت بعشقها له .. رجل يحميها ويعطيها صدراً ترتاح من أثقالها عليه .. تغفو مطمئنة أن أحداً لن يطعنها مجدداً .. رجلٌ يلعن العالم لأجلها ..
انسحبت عدن بهدوء يصحبها إياس .. ليوقفها فِراس مُنادياً " عدن ! "
عادت أدراجها مُستفهمة وانحنت قربه فرفع كفه نحو وجهها مربتاً على وجنتها وقال بقهر " هل تعلمين من الضحية الأخرى ؟ "
شعر بإيماءاتها فأغمض جفنيه بعذاب قائلاً" أنا آسف يا صغيرة .. آسف "
ربتت على كفه المحيطة بوجنتها وهي تحملها برفق لتعيدها على السرير قائلة بهمسٍ " إياك ولوم نفسك على أي شيء سأبدأ أنا حينها بلعنك .. كل شيء سيكون بخير .. كل شيء سيمضي ..أنت فقط اعتنِ بنفسك وأفرغ رأسك من تلك الأفكار "
أومأ دون أن يفتح جفنيه فمضت وتركته في غمرة الغضب والذنب واللوعة .. والإشتياق لأن تكون تلك الموناليزا له ..
كانت حلم جميل مُقبل أمساً .. رآها تتهادى بفستانها السُكريّ كحلاوة روحها .. تقف أمام كل لوحة تلمسها وتندمج بها .. فيكاد يُلثم موضع لمسها .. هامساً " يا حظ اللوحات .. نالت ما لم ينله صاحبها ! "
لتبتر حلمه قبل أن يكتمل مُلقية بطامتها التي حملته على الذهاب كبركانٍ ثائر إلى جاسم الأدهم .. ابن عم جده ومحامي العائلة .. يعرفه كرجل قاسٍ صلب يُشابه جده جداً في الطباع التي لا يظهر لينها إلا في ندرة ..
تُسابق حممه خطواته فيدلف مكتبه دون أن يطرق .. يهبد الباب بقوته ليصدر ارتطاماً عالياً بالحائط مُزمجراً " من هو حسن الحداد !! كيف قتلتموه ؟! "
لم تخلو نظرات جاسم الذي تربع على كُرسيّه بخُيلاءٍ شديد من الإندهاش اللحظي ، إلا أن البرودة اعتمرت نظراته فور أن ألقى فراس بسؤاله .. يُنزل سيجاره في المطفأةِ ويدهسها ببطءٍ مُستفز تحت أعين فراس المُلتهبة بالغضب ..
" أجبني يا سيد جاسم ! " قال فِراس بهسيس مُخيف يكاد يحطم ضروسه ..
فقال جاسم بهدوءٍ باسم " لِمَ لا تجلس لنرى من هو حسن الحداد فذاكرتي لا تسعفني بهذا الإسم كثيراً .. "
ضرب فراس بصبرٍ نافذ على مكتبه قائلاً " من هو حسن الحداد وكيف تسبب أبي بقتله ؟ هل ينعش ذاكرتك ربط اسم طاهر الأدهم معه ؟ "
لم تنحسر ابتسامته الاستفزازية ليُشعل سيجار آخر قائلاً " لكنه موضوع قديم عفى عليه الزمن ، ما الذي أثاره وبِمَ يهمُك ؟"
" يهمني أن أعرف الحقيقة وأنا موقن أنها لديك .. أبي سيتهرب ولن يُدلي بشيء "
همهم جاسم وهو يومئ مُدلياً بتفاصيل مُهلكة وكأنه يحكي قصة ما قبل النوم " ليس بالشيء الهام .. تعلم أن أبيك في فترة شبابه كان مولعاً بالنسوة ويعاقر الخمر .. كان يقود سيارته بجنون بعد أن شبّت مشاحنة بينه وبين معاذ بسبب تلك الأمور وبالطبع تجرع من الشراب المسموم الكثير .. فتسبب بالحادث لذلك المدعو حسن .."
غام التعبير على وجه فِراس وهو يتمتم بذهول " هل اصطدم به ؟ وإن اصطدم فأنا لا أذكر أن أبي تعرض لحادث خطير كهذا ؟ "
حانت نظرة مُتسلية على وجه جاسم وكأنه يتشفى من طاهر بذِكر هذه الأمور لإبنه وقال " هناك قطعة مهمة مفقودة .. "
تنبه فِراس ليُطالعه بتساؤل .. فتابع جاسم " خرج طاهر ثائراً غاضباً بعد مشاحنته مع والده .. فأرسل معاذ ابنه الأصغر أدهم خلف أخيه .. فحينما انحرف طاهر بسيارته ليتفادى حسن .. اصطدم حسن بأدهم وأودى بحياتهما معاً .."
جلس فِراس بملامح شاهقة .. لا تحمله قدميه وهو يهمس بارتياع " عدن !!! "
دارت صورتيّ عدن وديما في رأسه كجحيمٍ يكويه فنطق مبهوتاً " وكيف لم يُعاقب أبي ؟ ماذا جرى بعدها ؟! "
ابتسم جاسم بفخر قائلاً " وما نفعي أنا إذاً يا ولد .. في النهاية صببتُ الأمور بصالح والدك .. كيف يقولونها ؟ خرج عالشعرةِ من العجين .."
أومأ فراس بعدم تصديق قائلاً " أي مارستم ألاعيبكم القذرة بالفعل ؟! "
صدرت عن جاسم ضحكة هازئة وقال " أنا نفسي تعبتُ من التنظيف خلف والدك .. كرامةً فقط لليندا ابنة أخي والتي لا يستحقها ..لكن لولا تلك الألاعيب لزُجّ أبوك في السجن لسنوات ، أترغب بهذا ؟ ثم كان بصحبة ذلك الرجل طفلة .. تضررت أيضاً فعرضنا عليهم تعويض ماديّ كبير لكنهم رفضوا .. ولم يتبقَ بإيدينا شيء لنفعله .."
ذِكر ديما خلع قلبه خلعاً وألقاه بهوةٍ سحيقة ! طفلة!! كانت طفلة صغيرة .. قاست أهوالاً أكبر منها .. تشوّهت الزهرة الصغيرة قبل أن تتفتح بتلاتها حتى !
كانت طفلة فقط !
خرج فراس لا تسعه الأرض .. كل شيء يمزق صدره .. استقل سيارته ليقود بجنونٍ نحو أبيه يحمل مقتاً مُريعاً أحال وجهه لاكفهرارٍ عاتم .. وفي ثانية انقلبت السيارة مُتأرجحة في الهواء لتحط على الأرض بصوتٍ مُدويّ فقد خلالها وعيه.. حتى أفاق منذ لحظات..

...

" ذلك الشرود في عينيكِ حيناً .. ذلك التمرد والغضب حيناً آخر ..
تلك العبرات الدفينة و لمعتها المميتة في مُقليتكِ ..
وعدٌ أن آخذ بثأرها ..
روحك الهائمة دون سبيل ..
ابتساماتك الضائعة على قارعة الذكريات ..
وعدٌ أن آخذ بثأرها ..
الشجن في فرحتُكِ المُلقاة بعيداً عن عينيكِ
وعدٌ أن آخذ بثأرها.. "
اهتزت حُدقتيها بتأثر لتلك الكلمات الموجعة وشردت قليلاً لكنها تداركت نفسها بسُرعة و أغلقت المُفكرة الصغيرة بحذر معيدةً إياها إلى مكانها على مسند المقعد المجاور لها ..
عضّت على شفتيها مُغمضة العينين بسوءٍ هامسة لنفسها " اللعنة على فضولكِ يا حواء ! " قراءة المفكرة الخاصة بالرجل الذي يجلس جوراها في مقعد الطائرة كانت من أكثر الأفكار جنوناً وتطفلاً على الإطلاق ! ربآه كيف لها أن تكون بهذا التطفل والغباء .. تشعر الآن بالذنب الشديد وتكاد أن تبكي لفرطه .. فبعد أن غفا الرجل - الشاب الوسيم فعلياً – شعرت بالملل الشديد أثناء الرحلة الطويلة.. فاجتذبتها تِلك المُفكرة الصغيرة بغُلافها المُكوّن من صورة إحدى البواباتِ العتيقة يحذوها زهر الياسمين ..
فتناولتها بأصابعَ فضولية تتحسس البروز في تلك الصورة مبهورة .. كأنها لوهلةٍ قبعت أمامها يغمرها الظلّ العظيم ..
أغلب صفحات المفكرة خُطّت باللُغةِ الفرنسية فنادت على جبينها تقطيبةٌ عابسة كونها لا تجيدها أبداً .. في دراستها كانت ميولها حسابية بقوّة وكان الحاجز بينها وبين الأدبِ واللغات يتفاقم يوماً بعد يوم .. لكنها استطاعت تمييز بعض الكلمات من ذاكرتها المُهترئة .. حتى استوقفتها صفحةٌ دقّ لها خافقها بلغتها الأثيرة .. حروفٌ عربية مُنمقة استرعت تطفلها الشديد لتقرأ ..
حانت منها نظرةٌ جانبية على الغافي إلى جوارها بشعره الأسود الذي استرسل ناعماً على جبينه.. وأهدابه الطويلة .. الطويلةِ جداً .. إنها حتى أطول من رموشها ! هل يضع مسكارا ما ؟!
فتح عينيه الناعسة تدريجياً .. فأشاحت حواء بوجهها بسرعة تُطالع السماء المُلطخة بألوان الغروب الدافئة من النافذة .. اعتدل في جلسته وأمسك بمفكرته الواقعة على مسند مقعده ونظر إليها قليلاً وقال " هل قرأتِها ؟! "
أجفلت ونظرت إليه بتفاجؤ وهي تشعر بورطة حقيقية والكلمات تختض داخل حلقها فتساءلت بتلعثم " ماذا ؟ "
ابتسم بسُخرية وحدق في التوتر الذي لاح على تفاصيل وجهها الصغير وقال " لا بأس لو قرأتها فلا يبدو أنكِ ستفهمين اللغة على أية حال " وألقى بنظرة مستهزئة وهمّ بفتحها ليكتب مجدداً ..
غصّت حواء بصدمةٍ وداخلها يصيح "يالا الوقح , كيف يجرؤ ؟!! " عقدت حاجبيها بشدة وألقت بكلماتها دون إعمال لعقلها الذي تصلّب بفعل إهانته " أنا أفهم الفرنسية بالفعل أيها المحترم ! "
ضحك بتفاجؤٍ شديد رافع الحاجبين " إذاً فقد قرأتِها بالفعل ، فأنا لم أحدد اللغة ... أيتها المحترمة ! "
تباً إنه فخ !! وللمرةِ الثانية لعنت غباءها بقوة ، ورمشت بقلة حيلة أمام ملامحه المُتحدية الساخرة و شبكت أصابعها بتوتر مُمتقعة الوجه .. لتقول بصوتٍ مُتداعٍ خافت " يا سماء انشقي وابلعيني ! "
كتم ضحكته وبصره مُرتكز على حركة يدها المتوترة التي امتدت لتُرجع خصلات تهدلت إلى الخلف ..وسمعها تُكمل بصوتٍ أعلى " أعتذر منك بشدة أيها السيد .. تعلم كم أن الرحلة مملة بجانب أنني لستُ صديقة جيدة للطائرات لذا أردتُ شيئاً يُبدد الخوف.. كما أن مُفكرتك غُلافها جميل جداً وأنا لا أستطيع مقاومة تأمل الرسم الهندسيّ لبواباتٍ كهاته .. "
ابتسم عميقاً يتأمل فمها الثرثار ليُسند رأسه مُتمتماً " لا عليكِ .. انسي الأمر "
تأملت جفنيه ينسدلان مجدداً ليُخفيا ثمرتيّ الزيتون المُظللة بأهدابه الحالكة .. عينيه تُشابهان عينيها إلا أنهما أكثر ظلمة حتى اقتربت بلونهما إلى الزيتون .. زيتون شهيّ ..
أعادت بصرها إلى السماء التي افترش أعتابها الليل الظليم فما عادت تُبصر شيئاً من هذه الدائرة الصغيرة سوى حُلكةٌ مخيفة ..
أدارت وجهها إلى الجالس بجانبها مرةً أخرى وفكرةٌ طارئة قفزت من عقلها إلى لسانها دون تردد.. وتساءلت بتفكير وهي تطالعه " لكنك حقاً كاتبٌ بارع ! إنها كلمات عميقة مؤثرة .. ترى هل يتصادف أنك تحب القهوة ؟ "
فتح عينيه بفزع لينظر لها باندهاش .. هل هي جريئة أم حمقاء بالفعل ؟
طال صمته بعض الشيء ولعنت هي لسانها الثرثار والتي لا تستطيع كبح جماحه فينطلق موقعاً إياها بمواقف محرجة مُتتالية ..زمّت شفتيها بُحنق وكادت أن تنطق باعتذارٍ واهٍ إلا أنه تحدث أخيراً " لستُ كاتباً ولا، لا أحب القهوة ! "
فغرت فاهها بسعادة تهتف " يا الله ، عشت لليوم الذي أرى فيه أحدهم يكتب دون أن يحب القهوة .. هذه الأيام دائمأً ما يرفقون حب الكتابة بالقهوة .."
رمق الثغر الفاغر وشفتيها المُثخنتين بالحُمرة تتباعدان ليَبرُز امتلائهما بشكلٍ جعله يزدرد مُتعجباً كيف أضاعت هذه المخبولة أبجدية التعبير لديه .. يالا طلاقتها في الكلام مع شخصٍ لا تعرفه ! عفوية وبريئة لحدٍ مُهلك ! لكنه أجاب بالرغم من ذلك " قلتُ أني لستُ كاتباً ، أما بالنسبةِ للقهوة فربما يعتمدون عليها للتركيز لا أكثر ، لكني أجدها مشروباً مراً لا أطيقه "
قالت بحماس مرةً أخرى " لكن كلماتك مؤثرة بشكل يجعلك كاتباً حقيقياً .. وعدم تفضيلك للقهوة يدعمك أكثر .. "
مدت يدها في وضع المصافحة قائلةً بابتسامةٍ لطيفة " ولأنني أعجبت بمفكرتكِ.. فمرحباً أنا حواء "
حسناً .. لن يتفاجئ منها بعد الآن .. سيُحاول فقط أن يتجاوب مع صداعها حتى انتهاء الرحلة أو يصمتها فقط بطريقةٍ ما .. احتوى يدها الصغيرة الباردة بين كفه الدافئ باعثاً دفعات من الحرارة إليها ضاغطاً عليها عمداً ..وقال بابتسامةٍ هادئة" وأنا آدم "
نظرت إليه بشك قائلةً بدهشة " أنت تمزح صحيح ! " سحبت كفها بينما تراه يرجع ليستند برأسه للمقعد ناظراً بابتسامةٍ عابثة " أنا آدم طالما تجلسين إلى جانبي " وغمز بعينيه الزيتونية الخبيثة ..
صمتت لترمقه بنظرةٍ ساخطة مُحتقرة دون أن تنبس بكلمةٍ أخرى..
" مهلاً مهلاً يا حواء يبدو أنكِ تلعبين مع الشخص الخاطئ هُنا .. لمي لسانك الثرثار واذهبي للجحيم " هكذا همست بصوت غير مسموع تؤنب نفسها وأزاحت جسدها لجهة النافذة أكثر .. ذلك الوقح رفض حقاً أن يخبرها باسمه الحقيقيّ .. كم مرة ستوقع نفسها بمواقف محرجة ؟
ابتسم الآخر براحة ومحيطه يُغمَر بالهدوءِ مجدداً حتى تهادى إليه بعد فترة صوتُ تنفس رتيب مسموع ..
نظر إليها ليُبصر كيف غطّت في نومٍ عميق برأسٍ مائل غير مُعتدل .. شفتيها مضمومتين يصدر عنهما الصوت الشبيه بتنفس الأطفال ..
رقّ قلبه لمرآها المعجون ببراءةٍ مُذهلة .. وحارَ كيف يعدل من وضعية رأسها .. هل يُنادي للمضيفة ليخبرها بالأمر السخيف ؟ أم ..
لم يدع مجالاً للتفكير بالخيار الأول .. فعمد إلى الخيار الثاني ليمد يده أسفل وجنتها يرفع رأسها فيُسندُه مُعتدلاً حتى خَفُتَ صوتُ زفراتها إلى أن اختفى تماماً ..
ابتسم بجذلٍ لملمس شعرها المائل للشقرة كجنيةٍ صغيرة .. ورفع يده بعدها يخفف من قوة مكيف الهواء أعلاها .. لأنه لم ينسَ بالتأكيد برودة اليد أو .. الوجنة .
...

خطت ديما في رواق المشفى تشعر بأقدامها تجر أثقالاً خلفها.. تشعر بشياطين الماضي وغضب أمها والذنب يكبلون سعيها .. وبذات الوقت ترى الأرض في خطاها نحو فراس استحالت ربيعاً وحقول زهرٍ ونقاء .. تحتاج لأن تكون بجانبه .. أن يربت على جروحها وأن تربت هي على جروحه الحديثة .. بالكاد تنفست في اليوم الماضي .. كل كيانها سُلِب بعد كلمات عدن .. حتى هاتفتها مجدداً وأخبرتها باستفاقته .. كل أنفاسها التي سلبت منها عادت دفعةً واحدة إلى صدرها فشهقت وبكت كثيراً .. وتلقفتها دنيا بقلبٍ محزون .. لتخبرها بتشجيع أن تذهب إليه وأن تركل الماضي الذي لم يعطنا قوتاً ولا خبز .. هل ستدعه أيضاً يُضيّع حب حياتها قبل أن تلمس طرفه حتى ؟!
وأن فِراس لا ذنب له.. كررت دنيا كثيراً على مسمعها أن لا ذنب له .. ليس لأنه يحمل دماؤه فيحمل معها أوزاره وأثآمه ..
كلٌ مُتفرد بذنبه .. لا تجعلي فراس ضحية أخرى .. فتمتد السلسلة إلى مالا نهاية ..
تنهدت ديما وهي تقترب بتوتر بالقرب من غرفته المخصصة في جناح منفصل .. لمحت نوّار جالسة على إحدى المقاعد تتحدث باندماجٍ شديد في هاتفها ..
تسمّرت مكانها لا تعرف ما هي الخطوة التالية .. بأي صفة تحضر إليه ؟
مضت دقيقة على تخشبها .. حتى رأتها نوّار والتمعت عينيها .. فتمتمت ببضعة كلمات في الهاتف لتُغلق وتنهض مسرعة إلى ديما .. قالت بحبور " مرحباً بالجميلة .. كالورود التي تحملها تماماً "
قبضت ديما على الباقة بينها يديها بشدة ووجهها يمتقع بالحمرة وقالت" شكراً دكتورة نوّار .. والحمدلله على سلامة السيد فِراس .. " ناولتها الزهور ، فأومأت نوّار وهي تشير إلى ديما لتمشي إلى جوارها باتجاه الغرفة وقالت " سلمك الله من كل شر عزيزتي، انظري لقد أتيتِ بوقتكِ .. مراد سيصل في غضون دقائق برفقة أمي وسأنزل إليهما " ومن ثم أشارت للغرفة قائلة " وصاحبنا ذاك يفتقر جداً للصحبة الجميلة ، هلّا بقيتي برفقته ريثما أعود ؟ "
لا زال وجه ديما يتفاوت بدرجاتِ الحُمرة لأنها شعرت أنه موقف مُفتعل من نوّار لتدعها برفقةِ فراس .. لكنها أومأت .. فذهبت نوّار لتبقى ديما أمام الباب بقلبٍ مُرتجف ..
فتحته برفقٍ وهدوء لتدخل ويهوي قلبها لمرآه .. فتنساب دموعها غير قادرة على كبحها كلما كانت في حضرته .. اقتربت بخطواتٍ مُتعثرة وكيانٍ يرتعش لمصابه .. كان فِراس يميل رأسه تجاه الخطوات الصامتة قاطب الحاجبين .. فراقبت تقطيبته بشوقٍ شديد .. وجهه المتوّرم وعينيه الحمراوين .. يا إلهي .. كيف فعلت به هذا ؟!
جلست على الكرسي بجواره .. لا تجد كلمات .. يُخيفها ويقهرها كيف يحدق فيما خلفها .. ولا يستقر بصره على وجهها تماماً ..
همس بإقرارٍ ناعم أكثر منه تساؤل " موناليزا .. "
الآن فقط اندلعت الشهقات الحبيسة بصدرها وهي تكتمها بيدها .. أغمض جفنيه غير مصدق وجودها هُنا إلى جانبه .. تُبكيه ..
قال بلوعة "إن كان حُلماً فليستمر أبد حياتي يا إلهي الرحيم .."
رَجف نبضُها وهي تتساءل بخفوت مُتلعثم" هل ما زلت .. ما زلت .. ألم تكرهني ؟"
" أما زلتُ أحبك ؟ "
همس بها بنعومةٍ أذابت أوصارها .. فيردف قائلاً " للمرة الأولى منذ أفقت أشعر بالقهر الشديد على بصري المفقود كوني لا أراكِ الآن .. "
غصّت بشدة قائلة مُرتعشة اليدين تود لو تضم يده الطليقة في رغبةٍ مُلّحة" أنا آسفة .. آسفة لِما مررت به بسببي "
تنهد بشدة قائلاً " من يعتذر لمن ؟! اصمتي فقط ..
مهلاً لا تصمتي أبداً ..دعيني أتملّى من وجودك .. لكن لا تتفوهي بالتراهات ...“
انحنت بالقرب منه تقبض على شجاعتها وتقول بخفوت " سأقول شيئاً وحدد أنت إن كان تراهة أم لا .."
ابتسم بجذلٍ شديد لقربها الدافئ .. فانهمرت كلمة واحدة من ثغرها كفيضانٍ جارف نحوه " تزوجني يا فراس الأدهم .."

...
تململت في غفوتها لتُبصر تدريجياً السيد مجهول الإسم بجانبها يتحدث مع المضيفة الأجنبية بلكنةٍ عجيبة .. لكنة إنجليزية ممزوجة بنمط فرنسي .. رقيقة محببة جداً .. تخللت ابتسامةٌ بلهاء نُعاسها وهي تتمنى لو أنه يستمر بالتحدث لتلتقط أذناها المزيد .. لكنه صمت حينما تناول كوب الشاي من يد المضيفة ذات النظرات الولهة .. حسناً لا تُلام فهذا الزيتونيّ ذو اللكنةِ الساحرة والكلمات العميقة يوقع أعتى النساء بلهجتهِ وابتساماته المليقة..
أسندت وجهها إلى يدها وهي تفكر بأنه رجل ذو ذوقٍ حقاً .. إنه يُحب الشاي !
سألت هذه المرة بصوتٍ ناعس" أيها السيد أنت فرنسي بالفعل ! أستطيع تبين هذا من لكنتك المعوّجة "
معوجة ؟ حسناً .. التعبير الخاطئ خرج من فمها الثرثار .. فمنذ قليل كانت تفكر بأن لكنته ساحرة .. تماماً .
أغمض عينيه بصبرٍ هامساً " استفاق وجع رأسي" .. ارتشف من كوبه القليل ومن ثم نظر إليها بنصف عين قائلاً " ألديكِ ورقة وقلم ؟ " .. سألت ببراءة " لماذا ؟ " .. ردّ بغضب مندفع " حتى أكتب سيرتي الذاتية وأريحكِ "
نفخت وجنتيها بغضب مماثل قائلة وهي تشير إليه " أنت فقط شخص معقد .. لقد رفضت حتى إخباري بإسمك .. في هذه الرحلة الطويلة نحن رفقاء مقعد على الأقل .. وأنا أشعر بالملل الشديد كما أنني أرهب الطائرات في بعض الحالات عندما أكون وحيدة ، خصيصاً وأن خطأً حدث بالفعل ولم نجد مقعد أختي إلى جواري التي بالمناسبة تبعد عنّا مقعدين في الأمام "
أخذت نفساً عميقاً وتابعت " فقط أيها السيد مجهول الإسم والهوية "
فغر فاهه بدهشة قائلاً " أنتِ حقاً شيءٌ مميز .. بل لكِ قدرة خارقة على الحديث المتواصل "
نظرت إليه ببؤس وقد فقدت الأمل في أن يتحدث معها كإنسانٍ طبيعي ثم رفعت رأسها بكبرياء قائلة " حسناً لن أتحدث حتى نصل وسترى " ضحك بسخرية وردّ " أتحداكِ.." أشاحت وجهها عنه بأنفة ..
حتى مضى وقت طويل بالفعل إلى أن شارفت الطائرة على الوصول .. نظر إليها نظرة خاطفة .. تقطيبة حاجبيها الكثيفين حول عينيها الخضراوين .. شفتيها المزمومة .. بشرتها البيضاء الشاحبة .. جمالها بارد جداً .. طفوليّ بشكل يثير إعجابه على الرغم من لسانها الطويل .. ابتسم هامساً " لا أصدق حقاً أنكِ صامتة إلى الآن ، معجزة سماوية " جحدته بنظرة ساخطة ولم ترد .. لكنه تابع بابتسامة " شارفنا على الوصول أظنك تريدين الذهاب للحمامِ مثلاً لتعديل هيئتكِ " وأشار إلى شعرها.. .
إنه يتابع وصلة وقاحته التي لا تنتهي .. لامست شعرها لتجد أنه مشعث جداً بالفعل .. كيف له أن يكون شرير وساخر ومراعي في ذات الوقت .. تباً له .. قامت من مكانها دون كلمة لتمر من أمامه بإرياحية ممتنة لمقاعد الدرجة الأولى التي تترك مسافاتٍ مُريحة..
رغم كل شيء وجد أنها مسلية وكثيراً .. بثرثرتها وطفولتيها وفضولها اللا متناهي .. وجهها الشاحب ويدها الباردة .. إنها شيء مميز بالفعل وليس مزحاً ..
يتساءل عمّا ستفعل تلك الطفلة الثرثارة في مدينة الضباب الباردة .. كيف لجسدها أن يتحمل برودة فوق برودته .. تنهد بعنف وهو يتساءل عما إذا كان قد جُنّ ليقلق بشأن تلك المجنونة التي قضت إلى جانبه سبع ساعاتٍ طويلة .
هبطت الطائرة بالفعل ففتحت حواء هاتفها لتجد كمّ من الرسائل .. طنينها أزعج الشخص إلى جانبها و الذي نهض بالفعل قائلاً بعبث " الهاتف صاخب كصاحبته تماماً ! " تخلت عن تقطيبة حاجبيها أخيراً وهي تلاحظ طوله الفارع هذه المرة .. لوّح لها بابتسامةٍ بينما يلتقط حقيبته ومن ثم ابتعد ذاهباً إلا أنها استوقفته قائلة بلهفة أفلتها لسانها رغماً عنها " ألن تخبرني اسمك في النهاية أيضاً ؟ "
قال دون أن يستدير " ربما لو التقينا مرة أخرى اُخبركِ .. "
" وهل سنتلقي ؟ "
ابتسم متابعاً طريقه " من يعلم .. "


ساهرية 30-09-20 01:47 PM

انتهى الفصل
قراءة ممتعة ♥🌸🌸

shezo 30-09-20 10:19 PM

مرحبا.حمدا لله علي سلامتك وعسي أن تكون كل أحوالك بخير وسعادة من الله.افتقدت قلمك الذهبي كثيراوافتقدت كل أشخاص الرواية فقد الفنا لقائهم بكل عقدهم ومشاكلهم وقلوبهم المعذبة.الشخصية المرحة خفيفة الظل فراس طريحا للفراش صدمة مما عرفه عن قهر وظلم عائلته للبشر حتي عدن لم تسلم فتظلم عينه ويصيبه ما اصابه بعدما كان يحمل امله وقلبه بين يديه مهرا لمن ملكت قلبه وكل حواسه وهو يراها بعين العاشق والفنان أجمل الجميلات حتي حروقها تزيدها جمالا وعل الحسنة الوحيدة في هذا الحادث إقرار ديمابعمق مشاعرها وصدقها بلا مكابرة فتذهب إليه لا لتوافق علي عرضه بل لتطلب صراحة أن يتزوجها وما أجمل تعبيرك حين يقول فراس أن كان وجودها بجانبه حلما ليته يستمر إلهي الرحيم وكأن وجودها معه رغم كل اصاباته هو الرحمة بعينها.اما هذا الجد القاسي فلا اعلم ما سر قسوته مع عدن واذا به يطالبها بالسفر للندن حيث يوجد كنان اليس هذا غريبا أم أنه يعمد إلي تصحيح الوضع بينهما كتكفير عن ذنبه؟وللأسف ما زالت ايليا تتمسك باملها في كنان علي الرغم من اعترافها أنه بعدم اكتراثه لسفرها معه ولا مبالاته التامة في إقرار منه بعدم حاجته لها في حياته سوي ذلك المسمي زوجة.حواء بشخصيتها البريئة السلسةولقائها بذلك الراكب الغامض والذى اعتقد أنها بداية لقصة تجمعهما معاوليست مجرد شريكي سفر في رحلة عابرة.بانتظار اللوعات الجديدة دمتي بخير.

ساهرية 01-10-20 12:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo (المشاركة 15121092)
مرحبا.حمدا لله علي سلامتك وعسي أن تكون كل أحوالك بخير وسعادة من الله.افتقدت قلمك الذهبي كثيراوافتقدت كل أشخاص الرواية فقد الفنا لقائهم بكل عقدهم ومشاكلهم وقلوبهم المعذبة.الشخصية المرحة خفيفة الظل فراس طريحا للفراش صدمة مما عرفه عن قهر وظلم عائلته للبشر حتي عدن لم تسلم فتظلم عينه ويصيبه ما اصابه بعدما كان يحمل امله وقلبه بين يديه مهرا لمن ملكت قلبه وكل حواسه وهو يراها بعين العاشق والفنان أجمل الجميلات حتي حروقها تزيدها جمالا وعل الحسنة الوحيدة في هذا الحادث إقرار ديمابعمق مشاعرها وصدقها بلا مكابرة فتذهب إليه لا لتوافق علي عرضه بل لتطلب صراحة أن يتزوجها وما أجمل تعبيرك حين يقول فراس أن كان وجودها بجانبه حلما ليته يستمر إلهي الرحيم وكأن وجودها معه رغم كل اصاباته هو الرحمة بعينها.اما هذا الجد القاسي فلا اعلم ما سر قسوته مع عدن واذا به يطالبها بالسفر للندن حيث يوجد كنان اليس هذا غريبا أم أنه يعمد إلي تصحيح الوضع بينهما كتكفير عن ذنبه؟وللأسف ما زالت ايليا تتمسك باملها في كنان علي الرغم من اعترافها أنه بعدم اكتراثه لسفرها معه ولا مبالاته التامة في إقرار منه بعدم حاجته لها في حياته سوي ذلك المسمي زوجة.حواء بشخصيتها البريئة السلسةولقائها بذلك الراكب الغامض والذى اعتقد أنها بداية لقصة تجمعهما معاوليست مجرد شريكي سفر في رحلة عابرة.بانتظار اللوعات الجديدة دمتي بخير.

حبيبتي وجودك وردودك على راسي والله ❤❤
تسلميلي يارب
وجود الفتى الغامض الجديد ماهو إلا تلميح عن احتمالية وجود جزء ثانٍ
فلن تسع هذه القصة ألآم جديدة🤣 يكفي اللي عندنا 😂😂
يسلملي قلمك اللي يخط التحليلات بهذا الجمال
كل الحب ❤❤🌸🌸

ساهرية 01-10-20 03:31 PM

مساء الخير حبيباتي
للأسف لا أستطيع أن أقتص من ظروفي وقتاً أكتب فيه بعد الآن والسبب الأهم لأن ما يضعني في طنجرة الضغط هذه هو تشجيع المتابعين 😂❤
لكن المتابعون الصامتون يزدادون ، كما أن متابعيني الدائمين صرن يتجاهلن نزول الفصل لأيام عدة رغم تواجدهم الفوري في روايات أخرى
وآسفة لفقدهم الشغف بتلك الطريقة بالطبع 🌸

كل الحب لكم ، سأطالب بإغلاق الرواية لحين إشعار آخر ♥

منال سلامة 01-10-20 08:55 PM

ح
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساهرية (المشاركة 15122457)
مساء الخير حبيباتي
للأسف لا أستطيع أن أقتص من ظروفي وقتاً أكتب فيه بعد الآن والسبب الأهم لأن ما يضعني في طنجرة الضغط هذه هو تشجيع المتابعين 😂❤
لكن المتابعون الصامتون يزدادون ، كما أن متابعيني الدائمين صرن يتجاهلن نزول الفصل لأيام عدة رغم تواجدهم الفوري في روايات أخرى
وآسفة لفقدهم الشغف بتلك الطريقة بالطبع 🌸

كل الحب لكم ، سأطالب بإغلاق الرواية لحين إشعار آخر ♥

الله يسامحك والله ما بيمنع عنك غير الشديد ..
عملك اكثر من راااائع ياريت تغيري رأيك ولا توقفيها ..

منال سلامة 01-10-20 08:58 PM

الفصل مؤثر جدا جدا
وما حدث لفراس 😭😢

ديما وعدن ضحايا لنفس الشخص المستهتر العابث طاهر ..
فراس يعشق ديما ويريد ان يعوضها عما مرت به يحبها وليس مشفق عليها ..

قلم راق جذاب مذهل لا تتوقفي ..

ebti 01-10-20 10:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساهرية (المشاركة 15122457)
مساء الخير حبيباتي
للأسف لا أستطيع أن أقتص من ظروفي وقتاً أكتب فيه بعد الآن والسبب الأهم لأن ما يضعني في طنجرة الضغط هذه هو تشجيع المتابعين 😂❤
لكن المتابعون الصامتون يزدادون ، كما أن متابعيني الدائمين صرن يتجاهلن نزول الفصل لأيام عدة رغم تواجدهم الفوري في روايات أخرى
وآسفة لفقدهم الشغف بتلك الطريقة بالطبع 🌸

كل الحب لكم ، سأطالب بإغلاق الرواية لحين إشعار آخر ♥



ليلتكم سعيدة.... تم إغلاق الرواية لحين عودة الكاتبة....


الساعة الآن 01:06 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.