شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة (https://www.rewity.com/forum/f524/)
-   -   أمضي غريقاً (https://www.rewity.com/forum/t471434.html)

ساهرية 24-06-20 02:29 PM

أمضي غريقاً
 
بسم الله الرحمن الرحيم



مساؤكم عابقٌ بالخيرات
كلُ من يمر من هنا - رغم ظروف العالم الغير مبشرة 😂-
أتمنى كونكم جميعاً بخير :elk: ..

ولا أدري إن كان أحد يتذكرني .. فلقد كنتُ قابعة معكم هنا لفترةٍ طويلة .. ومن ثم غبت وها أنا أعود مُشتاقةً حقاً لكل الأجواءِ هُنا:1aa:
لأطرح بين يديكم روايتي الأولى والحصرية لمنتدى روايتي ..
لأنني أعلم أنه المكان المناسب حيثُ يمكنني التعلم والتزود من خبراتكم وأرآئكم <3


https://mrkzgulfup.com/uploads/159299678541131.jpg
" أمضي غريقاً "
هي ملحمةٌ من المشاعر وتضاربات الوجدان .. خلجاتٌ نفوسٍ حائرة بأسرارٍ تنحر الروح .. هي أرضٌ ليّنة يمضي فيها القلب ليجد نفسه فجأةً .. قد غرق !


ملاحظة : الصور التالية هي مجرد مساعدة على التخيل ويُمكنكم تجاوزها <3


https://mrkzgulfup.com/uploads/159299678545452.jpg

https://www.up-00.com/i/00183/2hvsowt1vy0c.jpg


https://mrkzgulfup.com/uploads/159299678547363.jpg


https://www.up-00.com/i/00183/dqe41xdoyael.jpg


https://www.up-00.com/i/00183/udvh9ibb9lqq.jpg


https://www.up-00.com/i/00183/c5lmlmaajtdh.jpg


إهداء من جميلتي " غفران عماد "
https://b.top4top.io/p_17161xe211.png



موعدنا سيكون كل أربعاء في الواحدة والنصف إن شاء الله
أتمنى أن تنال إعجابكم ، تفاعلكم وانتقادتكم :bravo:

:018:

روابط الفصول

الفصل الأول .... بالأسفل
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر




قصص من وحي الاعضاء 24-06-20 02:34 PM

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html



واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء

ساهرية 24-06-20 02:35 PM

الفصل الأول
 

أمضي غريقاً



" تقولين أنتِ الغريقة ، ولا تريني أمضي غريقاً في بحر عينيكِ دون قرار "


الفصل الأول


ـ لندن مساءً ـ
راقبت الدقائق البطيئة على وصولهِ بتحفز .. مُسرعةً بارتداء القميص القصير جداً الذي انساب بنعومةٍ على جسدها فأبرز رقته والتفاف قوامه .. طالعت نفسها بشرود .. والدم يندفع إلى وجنتيها .. قلبها ينتفض مُتسائلاً عن اللحظات القادمة .. أسدلت شعرها الطويل فاحم السواد ..وأذنها تلتقط صوت مفتاح الباب الذي يحفظه قلبها .. كما يحفظ كل تفصيلة يفعلها .. كما يحفظ صوت حفيف ملابسه .. صوت رذاذ عطره .. وصوته في أغلى كلمتين على قلبها " صباح ومساء الخير " .. تكاد تقدس هاتان .. القليل .. القليل فقط منه ، يضرم ناراً لا تنطفئ ، كلامهما المعتاد ونقاشاتهما القليلة وضحكاتهم النادرة ، ذكرياتها الثمينة التي تحرسها دائماً .. خلال فترة زواجهما باتا أقرب إلى معارف سطحيين أو على أعتاب صداقةٍ ما .. لكنها كلما حاولت النبش في حصونه وجدت قتامة سوداء تُميتها .. كلما حاولت حبه ، انقلب سِحرها عليها وعاث فيها خراباً .. فهاهي اليوم تحاول مجدداً كسبه .. بأكثر الطرق حساسية ..
لامست الحائط بأًصابعها المُرتجفة وخطت بتردد وتراءى لها جالساً على الأريكة رامياً سترته بإهمال مُكتفياً بقميصه الداخلي .. يُغمض عينيه بتعب وانعقاد حاجبيه لا يستكين .. أحاطت نفسها بذراعيها .. وهي تتأمل ملامحه الحادة الغاضبة .. غضبه لا يهدأ .. حتى في استرخائه ترى عاصفة هوجاء.. تتمنى لو أنها تمرر يدها على وجهه فتُزيل هذا السقم والغضب للأبد .. وتمنحه كل راحة العالم .. فقط لو يسمح لها !
عضت على شفتيها وتحدثت أخيراً بتوتر " كنان ، هل أحضر العشاء ؟ "
فتح عينيه بتكاسل .. ودُهِشت نظراته للحظة .. لحظة فقط وبعدها رأت ملامحه تكفهر بشكلٍ أنذر قلبها الملتاع بالسوء .. ومن ثم طالعها بجمود وبطء شديدين من رأسها لأخمص قدميها وعينيه تفقد كل السلام .. ضمت قبضتها مُعتصرةً طرف القميص تحاول شده إلى الأسفل .. لا تستطيع إيقاف ارتجافة الخوف والخزي ! خِزي محاولتها الأخيرة التي حسمت نظراته فشلها !
قام من على الأريكة يخطو إليها ببطئ ونظراتٍ حادة .. يُطالعها كفريسة شهية.. قرّب شفتيه إلى أُذنها .. محركاً إصبعه على ذراعها الناعم بشكل طوليّ جيئة وذهاباً بينما أقشعر بدنها لهذا التقارب الأول من بداية زواجهما وشعرت بقلبها ينفجر ومعدتها تتقلص .. همست بضعف " كنان ... " قاطعها هامساً بفحيح غاضب " انظري ، هذا لا ينفع أيضاً لقد أبرمنا اتفاقاً ، لذا دعي عنكِ نصائح أمكِ واخلعي ملابس فتيات الليل هذه "
ابتعد وهو يلقي نظرة أخيرة على عينيها المتسعتين .. مشى خطوة وتوقف قائلاً " وشكراً لا أريد عشاءً "
دلو ماء بارد جداً جداً سُكب على مشاعرها الملتهبة .. وعيناها جاحظتان تحرقانها بشدة .. وأنفاسها ثقيلة حد التوقف .. الكلمات تتكرر وتتقاذف لسمعها كخناجر مسمومة
نحو قلبها مباشرةً .. نظرت حولها بذهول وحاولت شد قميصها للأسفل .. استندت على الطاولة خلفها .. تشعر بتلوي معدتها ورغبة في التقيؤ .. فتيات ليل ! رحمتك يا الله .. لِمَ يحدث هذا معي ؟!.. كلما حاولت التقرب خطوة أبعدني ألفاً ! "
لكنها لم تعط نفسها فرصة لتهدأ بل ركضت خلفه بجسدٍ مرتعش ورأته يجلس على سريرهما .. الذي احتضنها طوال ليالٍ باردة وحيدة .. منكس الرأس شارداً .. صرخت فجأة " هل لو كانت عدن تلك ارتدت نفس الشيء كنت لتقذفها بتلك الكلمة الحقيرة التي أرفض لفظها ؟ " لاحظت انقباض ملامحه بغضب ينذر بشرٍ محتوم ونظر إليها باستنكار مُفجع " ماذا قلتِ ؟! " نهض من مكانه كمن أصابه مسّ واتسعت عيناه هادراً " من التي قلتِ اسمها ؟! كيف تجرؤين ؟؟!! " تراجعت للخلف وهي تراه يقترب ، نظراته تلعنها قبل أن ينطق لسانه ورغم ارتجافة قلبها الملكوم تابعت بشجاعة " نعم اللعنة عليّ أنا ! أنا من وافقت على الزواج منك على أمل أنك ستنسى ! لكن لم أتوقع أن تسقيني علقماً يوماً بعد يوم .. تأخذني بذنب من نبذتك ... "
" اخرسيي ! " هز صوته العاصف المكان وتراجعت أكثر حتى ارتطمت بالحائط .. أمسكها من شعرها مقرباً وجهه منها قائلاً " إياكِ .. إياكِ وأن تذكري هذا مرة أخرى وإلا سأريكِ العلقم الحقيقيّ .. " تجاهلت الوجع الذي أصابها جراء شده لشعرها .. وتأملت عينيه الحبيبتين القريبتين .. وانساقت خلف عشقها وعطفها وهي تعلم أنها جاءت بذكر الموضوع الذي يكوي كرامته .. لكن هو للمرة الثانية في نفس الساعة يكون بهذا القُربِ منها .. المرة الأولى تلاعب بها ساخراً وهذه المرة غاضباً.. وضعت كفها على وجنته براحة .. ومررت أصابعها على أنفه وعينيه وانسابت دموعها ببطء أخيراً .. اقتربت بوجهها حتى لامست شفتيه في قبلتهما الأولى المختلطة بدموعها المالحة .. كانت تشعر بصدمته وجموده ويده الممسكة بشعرها تتهاوى .. لكنها لم تتراجع وهي تتعمق أكثر .. ثوان فقط وابتعدت هامسة ومحدقة في عينيه الجامدتين " كم مضى على زواجنا ؟ .. سنةٌ وشهران من الجفاء والكلمات السامة التي لم أتوقع أن اسمعها يوماً منك .. كيف تراني ؟ أتراني حمقاء صغيرة العقل ؟ ألا اُلاحظ كيف يهفو قلبك وراءها كلما جئت في خطبتنا إلى قصركم ؟ ألا اُلاحظ كيف تحرسها عيناك كلما خطت بعيداً ؟ ألا أموت لإرتجافة فكك كلما همست باسمها ؟ أنا ألاحظ وأموت وأحارب لأجلك لكني سئمت !" كلمة تلو الأخرى منها عبثت بأنفاسه فخرجت متوترة غير منتظمة ، أغلق عينيه يخشى لو أنها تطلعت فيها قليلاً أيضاً لعرّته تماماً .. صمتت تعض على شفتها تمنع شهقة خائنة وخلل أصابعه في شعره يخلطه بحبات العرق و خرج صوته متحشرجاً جافاً " لقد تحدثنا مُسبقاً .. أخبرتكِ أني لن أستطيع إعطائك شيء.. لن أستطيع الاقتراب .. هل توافقين ؟ وافقتي وسلمتي للأمر ولبقائك معي لِمَ تلومينني الآن ؟ لِمَ تحاولين استفزاز السوء بداخلي ؟! " ابتسمت بمرارة على عشقها الذي أرغمها على قبول التحدي .. التحدي في أن تملكه بقلبه وروحه وأن تجعله يلفظ بإسمها فقط في يقظته وأحلامه .. لقد تعبت وخسرت .. حبه لعدن أكبر من احتمالها .. حاولت استجماع شجاعتها وردم عشقها في مكانٍ سحيق من قلبها لدقائق معدودة حتى تنتهي من رميه بقرارها .. بل رمي نفسها به " طلقني أرجوك ! " أجفل من طلبها الذي لم يتوقعه .. وفتح عينيه يُطالع عينيها الحمراوين كسعير جهنم و همس بحذر " ماذا قلتِ ؟ " .. أنزلت يدها أخيراً وقالت بنبرة لا رجعة فيها " طلقني وأعدني للوطن ! "
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

وخزات لا تحصى تضرب قلبها بقسوة وهي تناظر الطريق بأعين دامعة يائسة من نافذة شقتهما .. الليلة ممطرة كئيبة ككآبتها تماماً.. ابتسمت بسخرية على حالها .. لم يحطمها شيء أكثر من أنه لم يتردد ولو لحظة عند طلبها للطلاق منه .. لم يحاول ثنيها حتى عن القرار .. فقط قال بصوتٍ بارد " حسناً فلنضع حداً لهذه المسرحية الكئيبة .."
لكن ولحماقتها .. في قرارة نفسها لا زالت تحبه .. إن أتى وفتح ذراعيه ستركض وتركض حتى تلتحم به تماماً .. لا زال حلمها ولم يتزحزح .. لكن كرامتها تستغيث وترجوها أن تحفظ ما تبقى منها .. أوهل تبقى منها شيءٌ يُذكر ؟
هذا الأسبوع مضى هادئاً تماماً .. لم تُخاطبه سوى لسؤاله عن موعد سفرهما وأجابها أنه بحاجة لأسبوع يُنهي فيه الأعمال المُعلقة.. أخبرته أنه يستطيع البقاء .. لكنه اعترض وأصر على مُرافقتها ..
.. سمعت أنفاسه الهادئة دون أن تلتفت .. آه يا كنان ألم يتحرك شيء بداخلك تجاهها كل هذه الفترة ؟ شيء صغير فقط يكفي بأن يُحيها لسنين قادمة .. كيف لك أن تكون هادئاً وسط كل نيراني المضطرمة ؟
لم تلتفت وظلت تراقب المطر .. بينما تأملها و وهو يرى جسدها مستتر تماماً ولا يظهر منه إنش واحد سوى شعرها الذي عقدته في ربطةٍ قاسية .. من بعد تلك الليلة .. التي كانت فيها بهية جداً .. زوجتهُ وحلاله.. والله أراد أن ينسى ويبدأ معها .. لكنه بدلاً من ذلك .. عصفها بسلوكٍ خرج من شيطانه الرجيم ..أراد أن يطمس قلبه اللعين ويمضي ولكنه كلما حاول المُضيّ غَرِقَ وتقطعت أنفاسه فيعود للسطح هارعاً مستنشقاً عدن وعدن فقط .. هواه وهواؤه وجرحه النابض الثكيل..و كلما وجّه أنظاره لغير عدن استنفرت كل خلايا جسده .. وأقامت عليه الحد وأقصت جميع النساء عن عقله وأبقتها هي فقط .. رغماً عن إرادته .. عدن مضت وتركتهُ رجلاً مُقيتاً ثَخِناً .. يبصق دماء جُرحهِ بلا توقف ..
كلما حاولت إيليا بثه الحب .. فإنها بدون أن تدري توقظ الرجل المُقيت فيؤذيها ويتمعن في تحطيمها .. وكأنما كُتِبَ عليه أن يكون الحُب عدن .. وألا يلفظهُ سواها ، وبعدها يطوف به الذنب .. يأكله حتى النخاع ..
" إيليا "
قبضت يدها حتى أبيضت مفاصلها وإسمها يجري من فمه كخرير المياه .. صافٍ في نطقه ، حاد كسهمٍ صائب على قلبها ..
التفتت إليه بدون أية تعابير تُطالع عينيه الثابتتين عليها .. ومن ثم إلى يده التي تحمل ولدهشتها كعكة وهو يُردف بابتسامة صغيرة أبرزت غمازته اليُمنى بأقل جهد " عيدُ ميلادٍ سعيد . "
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
ـ الوطن ـ
صرخت نوّار " كنان سيعود ! " شهق جميع من في الجلسة وهم يراقبون نوّار تكتب بحماس في هاتفها .. بينما هرعت والدتها وهي تضع فنجانها على الطاولة بإهمال إلى جانبها تتساءل بلهفة وهي تناظر تطبيق المراسلة " هل تمزحين ، ماذا قال ؟ " .. كان الجميع يُنصت لنوار بانتباه وينتظر توقف أصابعها المجنونة وطرقاتها على الشاشة .. " إنه قادم بعد الغد مع إيليا " ..
تهلل وجه والدتها والدموع تتجمع في مُقليتها" آه يا بُنيّ الحبيب كم اشتقتُ إليك ، الحمدلله" .. ضحك الجد الذي يتربع كُرسيّه المُذهّب في رأس المجلس وهو يخاطبها " يا أم كنان علام تبكين ؟ سوف يعود أخيراً ذا الرأس الصلب "
عبست وحدقت به شرزاً " يا أبي ، ما هذه أم كنان ؟ لينداا .. نادني ليندا ولا تحاول استفزازي " عدلت من هندامها وهي تهمس " أنت تزيدني عشرون عاماً بهذا اللقب . "
" يا إمرأة لا تنكري السن .. لديكِ رجل أعمال ذا رأسٍ أصلب مني .. " ومن ثم أشار إلى نوّار وهو يتابع بزهو " وأجمل طبيبة " وأردف بلا اهتمام " وأكبر متسكع لا يأبه بأي شيء .. ذاك الفِراس أود لو أرسله بدلاً من كنان إلى لندن.. "
" جدي معاذ هل نسيتني ؟ " قاطعه الصوت الصغير ذو الستة أعوام وعينيه الواسعتين تحدقان بتساؤل .
ضحك الجد وهو يحمله إلى قدمه " نعم ولديكِ هذا الصغير مُلتهم الحلوى ، نوح الوسيم " ..
لا زال الفنجان يرتجف بين يديها والطنين يتعالى بأذنيها ليصمها عن أي صوت عدا " كنان سيعود " .. الجملة تتكرر في رأسها حتى أصابتها بالصداع فأغلقت عينيها والفنجان تزيد ارتجافته حتى سُكِبَ قليلٌ من محتواه على جديلتها الطويلة.. لسعات مؤلمة تعصف بجسدها واسم إيليا يترافق مع كنان .. أخرجت أنفاساً متهدجة من بين شفتيها وأحست بكل شيء يُطبق عليها والنار تتأجج وتنثر الرماد في روحها .. وضعت الفنجان وقامت بساقين لا تقوى على حملها إلى الشُرفة الواسعة بعيداً عن ضحك ومزاح العائلة.. تلتقط أنفاساً عميقة ودموعها تنساب حارة تحرق وجنتيها .. كم اشتاقت إليه .. كم روحها تشتاق لمعانقة روحه الحبيبة.. كم تشتاق لأن يبثها وهجاً من عينيه .. كم تهفو إليه .. وكيف أفلتت يده و ظنت أنها ستمضي ؟ .. لكنها لا تفعل .. في كل مرة تخطو تغرق و يُذكرها انقطاع أنفاسها بأن كنان هواها وهواؤها وعَبراتها الثكلى .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

حرك إبهامه برفق ولطفٍ شديدين مابين حاجبيها نزولاً إلى أنفها المنحوت بدقة كتمثالٍ إغريقيّ ، لا يدري أهو من يحرك إبهامه أم بشرتها الناعمة التي تزلقه .. تحسس تفاصيل أنفها مضيقاً عينيه بينما تمتمت هي بملل " كنان بالله إلى متى ستدرس أنفي ؟ " جالسان على الأرضِ و مُسندةً رأسها إلى رفوف المكتبة خلفها .. مكتبة القصر التي تعُج بكُتبٍ عديدة ومخبأهما السري بعيداً عن ضوضاء العائلة منذ الصغر حيثُ كان يقص عليها قصصها المفضلة هنا حتى تغفو ومن ثم يحملها إلى الخارج ..
" هشششش ، منحوتتي هذه لا أمل من لمسها منذ كنتِ طفلة مُتعثرة "
جحدته بنظرة حاقدة وهي تبعد إبهامه بأنفة قائلة " أنا طفلة متعثرة ؟؟ "
ضحك وهو يعيد الضغط على أنفها مرات عدة حتى دمعت عيناها قائلاً " أجل ! كلما خطوتِ تعثرتي ووقعتي على أنفك وبكيتي كما الآن تماماً ، أشك أن رفعته الإغريقية هذه نتيجة الوقعات العديدة "
أسند رأسه إلى رف الكتب خلفه ونظر إليها نظرة جانبية يراقبها بينما تحك أنفها بألم لكن تقول بخيُلاء " لا، إنها جينات أمي يا عزيزي .. الجيناااات .. أعطيتموني عيونكم الخضراء وهي أعطتني كللل الوجه " ضحك وقال " أوتعرفين يا ذات الجينات متعتي كانت التقاطكِ كلما تعثرتي ومراضاتك وفرك أنفك الصغير "
اقترب حتى أصبح رأسه أمامها مباشرةً و أبعد يدها وصار يفرك أنفها مُحدقاً في عينيها الخضراوين .. دون أن يبتسم .. يُدرك كيف يُثقل أنفاسها حينما يحدق متفرساً في عينيها .. في البداية تحاول مجاراته والتحديق كما يفعل .. وبعد ثوانٍ قليلة ترمش عدة مرات وتغزو الحُمرة وجنتيها وتهرب بنظرها بعيداً عن عينيه ومن ثم تعيدها مجدداً وتهمس " لا تُحدق فيّ هكذا .. ستبتلعني " .. يحفظها كما يحفظ خطوط يديه .. ابتسم للجملة المتوقعة منها وهمس بالمقابل " أودُ ذلك كثيراً " .. فيزداد احمرار وجنتيها وهي تحدق في غمازته الصغيرة التي تحفر وجنته كلما ابتسم .. هذه وردته التي سقاها منذُ وعى إلى وجودها .. ورعاها حتى تفتحت له وبين يديه .. يغار ويحترق لأجل هذا الجمال وأين يخفيه عن الأعين وقد تمت وردته السادسة عشر .. شابة فاتنة .. تنهد مُثقلاً بمشاعرٍ كثيرة لا يدري كيف يُعلّمها لطفلته وعدنه وجنته فهو أتم الثالثة والعشرون .. سبعُ سنوات بينهما لا يدري كيف يقفز لعمرها ويخاطبها بما تستوعبه الآن .. لا يُريد أن يفجعها بكمّ ما يحمله في قلبه .. وكيف يتضخم عشقها في صدره كل ليلة .. تتدافع الكلمات إلى لسانه لكنها لا تخرج ، يُريد أن يخبرها أنها عدنه هو .. له وحده .. وردته وطفلته .. يحبها .. يحبها كثيراً .. مال رأسه قليلاً ولا زال يحدق في سهول عينيها الخضراء .. بينما اختفت ابتسامته تماماً وحلّ مكانها الشرود وهو يهمس " أين أخفيكِ ؟ "
يظن أنها لا تفهم .. ولكنها تفهم أكثر مما يتصور ، وترى اختلاجاته وحروبه عبر عينيه . ارتجفت حدقتيها تأثراً لما يتأجج فيهما ،تود لو تطمئنه بأنها تفهم ولكن لسانها يعتقل الكلمات ولا يُفرجها أبداً .. قربت إصبعها من غمازته التي اختفت قُرب شفتيه وكادت أن تلمس بشرته .. لولا أنه قبض على يدها بسرعة هادراً ونفسه يثقل أكثر " عدن ، لا تفعلي ."
هب واقفاً وهو يستدير مبتعداً حتى لا يقوم بتصرفٍ أهوج ..
نادته بسرعة " كنان ! "
وقف دون أن يلتفت مُنصتاً .. بينما أردفت بلوعة " كنت سأقول خبئني هنا "
أغمض عينيه بشدة وصدره يكاد ينفجر .. آه من جنته تلك .. تابع مُضياً يبتسم بدفء وهو يلمس غمازته حيثُ خبأ عدنه الصغيرة تماماً .
.....
" كنان ، إلى متى ستتسكع مع ابنة عُلا تلك ؟ " تنهدت وهي تمسد جبهتها بضيق مُردفة " بُني انظر لمكانتك الآن، لقد تخرجت وعلى وشك تَسلُم الأعمال مع والدك وعمك إبراهيم، لا وقت للهو الأطفال ذاك ولا التسكع مع مُراهقة !"
تجهم وجهه وحاول الحفاظ على أعصابه ليمضي ذلك النقاش المتكرر " أمي أولاً اسمها عدن وليس ( ابنة عُلا ) ، ثانياً كما قلتِ والدي وعمي ، وعدن تُمثل عمي أدهم رحمه الله ، سعادتها وراحتها ستظل الأهم لديّ دائماً "
تبسمت ليندا في سخرية وقالت " وهل راحتها في أن تلتقيكَ سراً في المكتبة ."
هدر كنان غاضباً مكوراً قبضته ضارباً الطاولة أمامه " حذااارِ ، حذار مما ترمين إليه يا أمي ، إلا عدن ، إلااا عدن ! "
أجفلت أمه من صراخه الغاضب لكنها تابعت" كنان الفتاة لم تعد صغيرة منذ فترة طويلة، لا يمكنكما اللهو معاً كالماضي ، وأتساءل كيف لا تردع عُلا ابنتها !"
وقف كنان مُغادراً نافثاً لهيباً حارقاً وهو يشعر بالأرض تحته تستحيل إلى أشواكٍ دامية " لم تعد صغيرة " أوليس هذا ما يكويه !
.....
" ألن نخرج الآن ؟ سنتأخر على موعد الطائرة "
أفاق من شروده وهو يطالع صورته في المرآة بجمود .. وتراءت له إيليا خلفه تتجاهل النظر إليه وهي ترفع شعرها الفاحم في عقدة خلف رأسها .. ومن ثم مدت يدها خلف عنقها الطويل تحاول عقد سِلسالها .. التفت إليها مقترباً حتى أصبح خلفها وقبل أن يرفع يده ليتناوله منها .. ابتعدت عنه بسرعة وهي تهمهم " لا بأس لا أحتاج المساعدة " لم يُعقب وعكف على مراقبة أصابعها الحائرة , وشعرها الذي تشابك مع السلسال، تنهد واقترب مجدداً وثبت كتفيها قائلاً " حتماً سنتأخر هكذا ، قفي سأعقده “ حاولت التملص من بين يديه وهو يحكم قبضته حول كتفيها بلا فائدة وهو يُطالع عينيها في المرآةِ مُتمللاً .. استسلمت أخيراً واستكانت فأبعد شعرها إلى كتفيها وعقده وابتعد بهدوء متناولاً الحقائب وخرج دون إضافة كلمة أخرى ..
تحسست إيليا مكان أصابعه التي لامست بشرتها بلا قصد .. وتراخت أهدابها حُزناً .. تعبت تناقضاتهِ .. حيناً تُشعر أنه يأتي إليها .. لطيفاً هادئاً .. وتأمل من لطفه أنه يُمكن أن يكون لها .. وفجأةً تشعر أنه يقف ليصارع في منتصف الطريق إليها .. يغضب وينفجر .. وتُصهرها حِممه ..
تنهدت وهي تُعزي غرفة وحدتها بنظراتٍ قاتمة للمرة الأخيرة وخرجت .

ساهرية 24-06-20 02:39 PM

تابع الفصل الأول
 
" آه لو ترين خالتي ليندا منذ استيقظت وهي تركض في الأنحاء كالحصان وألم المفاصل طار واختفى ، أشرفت بنفسها على تجهيز غرفة كنان وتنوي توريط أمي معها في المطبخ مساءً "
ردت عدن دون أن تُبدي اهتماماً وهي تكمل قراءة الملف " لا أظنها نامت أساساً "
اقتربت حواء منها وهي تخلل أًصابعها بشعرها وتبدأ تجديله قائلةً بسخرية " هل خالتي ليندا أم أنتِ ؟ " .. توقفت عدن عن تقليب الصفحات وهي تزفر نفساً ساخناً ..
شدت حواء الجديلة إلى الأسفل ليرتفع وجه عدن مقابلاً للمرآة وهي تمد اصبعها لتتحسس أسفل عينيها بجدية غاضبة " يا ابنتي انظري لعينيكِ وهذه الهالات السوداء .. والله لو ذهبتي للشركة هكذا ورأوكِ لقالوا مات لكِ ميّت " ابتسمت عدن وهي تومئ " لم يُخطئوا ، لقد مات لي الكثيرون " ..
عبست الأخرى وهي ترمي الجديلة بعيداً حتى اصطدمت بوجه عدن وقالت بينما تخطو لتجلس عالسرير " حمقاء .. تعلمين أني لا أقصد "
التفّت عدن إليها وهي تطبق المكياج أسفل عينيها وقالت بتردد " حواء يا عزيزتي ، أود سؤالك شيئاً " .. همهمت حواء وهي تضيق عينيها " والله لا تظهر هذه الملامح إلا وأنت مُقبلة على شيء غبيّ "
" أفكر في الذهاب إلى خالتي .. أسيُعد هذا هروباً ؟ "
صُدِمت حواء وهي تضع كفيّها على وجنتيها وتمسدهما بلا تصديق " يا ابنة عمي ! أسيُعد هروباً ؟ لا أبداً .. ينقصكِ فقط إعلان تُعلقينه في كل أرجاء القصر ( أنا جبانة وسأختبئ خلف خالتي ) .. "
صمتت حواء وهي ترى تنغص وجه عدن بألمٍ مُبرح .. وقامت باتجاهها لتحتضن رأسها وتمسد على شعرها بحنان مُردفةً " الهروب ليس حلاً وليس من شيمك .. تعلمين إن لم تريه غداً سترينه بعد الغد أو بعده .. "
همست عدن بضعف " لن أستطيع الابتسام .. سأحترق وأذوي "
هزت حواء رأسها بالنفي وهي تقول " هل نسيتي كيف وقفتي في عقد قرانه شامخة؟ لم تهتزي أبداً حتى أنني كنت سأموت قلقاً .. لولا انهياركِ في آخر الليل كنت سأتأكد أنكِ جُننتِ . " عضت حواء على شفتيها وهي تُردف معتذرة " اختياري للكلمات اليوم غير موفق تمام ، لا تأبهي للساني الغبي " ..
غامت عينا عدن بقتامة الذِكرى .. وهي تراه إلى جانب إيليا ، لا يبتسم وعينيه ضائعتين في الفراغ .. ويده في يد والدها يُكرر خلف المأذون بصوتٍ جَهور .. يُكرر ربط اسمه بإسم إيليا .. تتذكر كيف كانت تنظر بثبات وتبتسم .. وكل ثانية ترتجف أطراف ابتسامتها فتعود لتوسعها من جديد ..هل هذه طاولة القران ؟ أم مقصلتها ؟
مقصلتها ..
هل وجّه لها النظرة الأخيرة المذبوحة بعد أن انتهى ؟
وجّه ..
هل ماتت ؟
ماتت .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
ككُل يومٍ وسط أشغاله المتراكمة.. يتصفح حسابها الشخصيّ .. يقرأ ما تكتبه بِبُطءٍ شديد حتى حفظ أغلبها .. يفتح صورها القديمة وتنهل عيناهُ كُل جُزءٍ من وجهها .. يملأ قلبه به ويروي ظمأه .. يتحسس بأصبعهِ الشامة فوق حاجبها المرسوم بدقة .. وتلك الأخرى فوق الشفتين الكرزيتين .. كيف لإمرأة واحدة أن تحمل كمّ هذا الحُسن وتنفرد به وحدها ؟ أتعود غداً لتُلهب قلبه وتميته كل ليلة وهي لا تُبصره .. لم تبصره أبداً ..
منذ كانت تأتي مع نوّار إلى القصر، تدرسان سوياً على هياكلهما العظمية المُقيتة .. وقع في حبها .. في حب كُلِ ضحكة وهي تركض خلف حواء بساق الهيكل وكُل ابتسامة لاحت على شفتيها .. حينها عرف أن الضَحِكْ خُلِقَ لها .. وقع في حب شعرها الفاحم الذي نافس ظُلمة لَيلِه .. وحينها عرف أن الحُسن لا يتجلى إلا فيها .
أسند رأسه بعينين داميتين وملامح مُعتمة .. حينما رنّ هاتفه باسمِ حواء
أجاب بجمود " أجل ؟ "
" إياس ، لقد تأخر الوقت .. ألن تعود الليلة ؟ "
" لا ، هناك أعمال متراكمة "
زفرت حواء من أخيها المُختصر وقالت " حسناً ، اعتني بنفسك "
وفور غلق المكالمة ، انبلجت صورة إيليا مجدداً مرجفةً وجدانه .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
لا جديلة اليوم .. إنها لا تحتمل السكون ريثماً يُنهي أحدهم تجديل شَعرِها .. لا تحتمل الجلوس فكُل شيء يستحيل إلى صفيحٍ ساخن .. لم تنم ولم تأكل إلا اليسير حتى جفّت وتشققت شفتيها .. أهو العيد قادم بعد غياب مُضني ؟ بحماسِ طفلةٍ وفرحةٍ خجول .. رغم كل الجراح المثخنة .. ألا يفرح القلب قليلاً بمحياه يَطِلُ أجمل من العيد ؟ ألا تطرب الأُذن قليلاً لوقع خطواتِه في الطرقات ؟ ألا تنام قريرة العين لكونه قريب .. تفصل بينهما جدران ؟
مُحال .. مُحال أن تقر العين وجسده يُلامسُ جلداً آخر .. وأصابعه التي حفرت على وجهها لمساتٍ عميقة تتخلل شعراً آخر ..
على هذه الفكرة تحركت عدن بهستيرية في أرجاء غرفتها .. حتى طُرِقَ الباب فثَبُتت مكانها بتأهب آذنةً بالدخول.. طلّت إحدى الخادمات وهي تقول بلطف بدون كلفة كما عودتهم عدن منذ طفولتها
" عدن ، جَدُك يستدعيكِ فقد أوشك السيد كنان على الوصول "
ابتسمت بارتجاف وهي تتقدم نحو الباب قائلة " خلُفكِ تماماً يا رضوى " دفعتها بيدها مازحةً وهي تُردف " هيا هيا "..
حتى اختفت رضوى من أمامها .. غابت الابتسامة وابطأت الخطوات وهي تنزل السُلم المؤدي لبهو القصر .. وفي كل درجة تتراءى لها عائلتها .. يقفون بتلهف .. عمها إبراهيم وزوجته لُجين وحواء .. وإلى جانبهم عمها طاهر وزوجته ليندا ونوح .. ويتوسطهم جميعاً جدها معاذ .. يبدون كسدٍ منيع غير قابل للكسر .. ذي بنية من الأصالة والحب والترابط .. لكن هكذا يبدون فقط!
وحدها من تعرف البنية الحقيقية ..
حالما وصلت ابتسمت للجميع بحبورٍ كاذب .. أيقظت أقصى مهاراتها التمثيلية حتى يمُر الأمر كما يمر دائماً.. حتى يعبر الجميع بسلام ووحدها يدهسها القطار .. لكن الابتسامة شعت بدفءٍ حقيقيّ حينما نزلت لمستوى نوح وقبلته وجنتيه الحمراوين وهي تقول بانبهار وهي تمسح شعره " يا وسيمي الصغير ! ما أروعك ! كيف تحلو هكذا كل يوم ؟ " ضحك نوح بفرحٍ للدلال المعتاد من عدن حتى ظهرت غمازته الشبيهة بكِنان فقبلته مجدداً وهي تمسك بيده الصغيرة لتقوده للوقوف بجانبها بينما يعدو في خطواته ويقفز بمرح والعم طاهر يرقبهما بابتسامةٍ هادئة ، وهي تسأله مُبديةً الغيرة " كل هذا الحماس لأجل أخيك ؟و تنساني من الآن فصاعداً " .. أجاب نوح بصوته المحبب " أجل !! أنا أشتاق لأخي كثيراً ، كل يوم أكلمه وأراه لكنه غاب كثيراً حتى صرت أصدق أنه كرتون أراه عبر الشاشة فقط
أريد أن ألمسه لأتأكد إن كان حقيقيا ً " أخذ نفساً عميقاً ليُتابع كلامه بلا توقف " لكنني لن أنساكِ أبداً ، أنتِ معي دائماً ، لكنه سوف يتركنا مجدداً "
ضحك الجميع .. وذاب قلبها لأجله وهي تشدد من إمساكها بيده الصغيرة .. يتركنا مجدداً ؟ هل يرحل مجدداً عنها ؟ ومن تكون حتى يأبه بالبقاءِ لأجلها ؟ منذُ أفلتت يده وهي تطفو بلا جذور .. خسرت والدها فزُلِقت قدمها من على الأرض .. ومن ثم أُمها فزُلقت القدم الأخرى وكادت تطفو لولا أن كنان تشبث بيدها وسحبها إليه وأحاط بخصرها وأراح رأسها المتعب على صدره .. أعادها إلى الأرضٍ مجدداً .. قال لها أنا جِذرُكِ الممتد .. قال استندي هنا ولا تخافي .. لكنها قطعته وأفلتت يده وطفت منذ حينها بلا مُستقر ..
وجهت بصرها إلى حواء وهي تهمس " كفي عن التحديق بي ، أنا بخير ، هل أرقص لترتاحي؟ "
هزت حواء رأسها نفياً ولكن القلق أبى أن يترك نظراتها الغيرُ مستقرة وكأن عدن من الهشاشة ..إن رأتهما معاً تُكسر ! .. تنهدت عدن وتابعت الكلام تحاول تغيير الموضوع بينما تقلب عينيها يمنةً ويساراً " أين أخيكِ المبجل ؟!هل ذهب لاستقباله ؟"
" إياس مُتغيب منذ البارحة ولم يعد بعد ، لا أعتقد أنه ذهب مع نوّار وفراس إلى المطار "
أومأت عدن بلا اهتمام ، بينما شدّ نوح ثوبها الفضفاض عدة مرات قائلاً بحزن " لقد رفضوا اصطحابي ! وها أنا جالس كالعجائز "
شهقت حواء وهي تؤنبه ضاحكةً " أنت عجوز كبير فعلاً يا ولد ، انظروا كيف يتحدث ! هل ترانا عجائز ؟"
داعبت عدن وجنته بلطفٍ وهي تقول " يا حبيبي ، معدتك الصغيرة تتعب من المسافات الكبيرة .. والمطار بعيدٌ عن هنا .. لا نُفرط فيكَ أبداً ولو بتعبٍ طفيف "
لكزت السيدة لُجين حواء وهي تقول " انظري إلى اللسان الحنون وليس لسانكِ المبرد " عبست حواء وكادت أن ترد لولا أن صدحت أبواق السيارات .. فالتفت بسرعة إلى عدن التي امتقع وجهها لتسألها بهمسٍ قلق " أنتِ بخير ؟ "
لم ترد عدن ونوح يُفلت يده من يدها راكضاً خارج الباب الواسع .. تماماً كما تحرك الجميع عدا الجد الذي استند على عكازه بشموخٍ وتريث رغم شوقه الغالب على وجهه لحفيده الأول ..
هُناك عند البابِ طلّ أروع من أي عيد .. أوقف أنفاسها وعطلّ حواسها إلا منه .. أقبل وأي بهجة توازي طلته ؟ وخصلاته البنية التي احتضنت دفء شمس الوطن وعكست لوناً ذهبياً صافياً تتناثر حرة على صفحة وجهه الحبيب .. ذقنه النامية التي احتكت بوجنة والدته في عناقٍ مشتاق وذراعه الحرة التي حاوطتها .. والذراع الآخر الذي أفلت في هذه اللحظة يد إيليا ! أكان يُمسك يدها ؟ .. كفه الكبير حاوط تلك الأصابع ؟.. حاولت ابتلاع الغصة ولم تستطع ، وقفت كسكينٍ حادٍ في حلقها حتى سعلت بصوتٍ خفيض جداً .. تنهدت حواء وهي تحمد الله أن ضوضاء الاستقبال والعناق غطت على سعال عدن ..
تطلعت عدن إلى حواء مجدداً وهي تقول مؤكدة " أنا بخير ."
عِطره النافذ سبقه وهو يقترب ، تخلل إلى أنفاسها وضاعف ضربات قلبها حتى أصبحت تسمعها بوضوح .. راقبته يقبل رأس جده ويعانقه
" يا سيد معاذ ، لم يتأخر الوقت بعد ، نبحث عن عروس ونحتفل !"
ضحك الجد بحبور وهو يربت على وجنة كِنان " حمدلله على سلامتك يا بُني "
أدار كنان وجهه إلى حواء وهو يتناول يدها في سلامٍ صادق " صغيرتي حواء .. " ابتسمت له بدفء وهي تقول " أنرتَ مُجدداً "..
الآن لم تعد تستطيع السيطرة على ارتجافة ساقيها .. ونظراته تنتقل ببطء .. ولا زال ممسكاً بيد حواء .. حتى حطّت عينيه على سهولها الخضراء وأرسلت شتاءً عاصفاً من الجفاء قائلا بابتسامةٍ باردة " كيف حالُك ؟ " .
لقد قالها مُجامِلاً لأبشع درجة واستدار فوراً .. لم ينتظر ردها حتى .. استدار صافعاً قلبها .. موقفاً ارتجاف ساقيها .. موقفاً نبضها .. حتى استندت إلى يد حواء بجانبها .. تجمدت نظراتها عليه وهو يحمل نوح يدور به .. بينما نوح يتحسس وجهه بانبهار والجميع يضحك ..
الجميع يضحك والقطار يمُر ويدهس الحياة داخلها مجدداً ..
————-
في المجلس ، نوح الصغير لا يكف عن الالتصاق به ، يلمس وجهه وشعره قائلاً " أنت تشبهني ، حتى لديك غمازة مثلي "
زفر كنان بتصنع وقال بحزن وهو يكور قبضته إلى صدره " سيدي الصغير متى تقتنع أنني أخوك فعلاً ؟
ربت نوح على رأسه وهو يقول برضى " لا بأس لا تحزن ، أنا أمازحك فقط "
هدرت حواء وهي تشير لنوح باتهام مضيقةً عينيها " قلتُ لكم عجوزٌ كبير "
كانت إيليا تجلس إلى جانب كِنان صامتة .. تبتسمُ بمجاملة وترد بكلماتٍ مقتضبة .. منذ نزلا من السيارة وتفاجئت بيد كنان تمتد لتُعانق يدها .. حاولت تخليصها منهُ بمداراة عن نوّار الواقفة بجانبهما لكنه تشبث أكثر .. فهمست له بقلبٍ مرتجف " كف عن التلاعب بي ، ماذا تفعل ؟! "
لم يرد حينما انشغل باستقبال عائلته .. منذ دخلا إلى البهو حرصت على مراقبة نظراته وللمفاجئة لم يتلفت إلى عدن أبداً سوى مرة واحدة غاية في البرود ! ماذا يحدث ؟ كيف يخطط للتلاعب بها هذه المرة ؟..
كان يُلاعب نوح ويتحدث معه خافضاً بصره ، وفي خفضه يلمح من بعيد الساقين النحيفتين الظاهرتين من الفستان الفضفاض الذي يُبرز نحافتها أكثر مما ينبغي جالسةً إلى جانب فراس تتحدث معه بلا تعبير .. لقد فقدت وزناً .. وجهها دائم التورد كان شاحباً بشكلٍ آلم قلبه.. في تلك النظرة الصغيرة التي وجهها لها ..ودّ لو يتوقف الزمن قليلاً .. حتى يمرر يده على وجهها مجدداً .. وأن يُزلقه الحرير من أنفها إلى ذقنها .. غير قادر على لمس الشفتين .. لكن حين نظر إلى عينيها وجد هوّة قاتمة تتسع بينهما في تلك الخطوة الصغيرة التي تفصلها عنه .. فما كان منه إلا أن " كيف حالُكِ ؟ "
والتفت غير آبهٍ .
والآن يُطالع ساقيها فقط كسارقٍ عديم الضمير .. يتمنى لو أن له الحق لينظرأعلى من ذلك .. ولاحت بروحهِ الذِكرى ..
ــــــــــــــ
" مِن أرضٍ فيها شمسُ الحبْ تُعانقُ وجه الحُرية ..
وأنا في العُمرِ مُسافرةٌ ومعي عيناك وأغنية ..
من أنتَ ؟
كالضوءِ مررتَ ، كخفق العطرِ ، كهزجِ أغانٍ شعبية .. "
صوتُ الأغنية الصادح عالياً جذب خطاه باحثاً عن مصدره عبر رواق الغرفِ العلوية.. هذه الكلمات مألوفةُ تُشبهِها .. رقيقةٌ دافئة .. تنبأ قلبه أنها فقط من يمكن أن تستمع لهذا الدفء ..
" عيناكَ ليالٍ صيفية .. حبيبي "
كان باب غرفتها موارباً ..يمنح النظرة الكافية لقلبه المتلصص .. اتسعت حُدقتيه وهو يُبصر كُلَّ الجمالِ يتمايل مع الموسيقى وشُرفتها المفتوحة تُرسل دفُعاتٍ من الرياح تكاد تحملها بعيداً.. فقد نبضة مع كُلِ التفافة منها .. وثوبها الهفهاف المُتطاير .. الذي يكشف بلا استحياءٍ عن ساقيها إلى مافوق الركبة .. كانت أرق وأكثرُ هشاشة من زَهرِ الهندباء .. في كل ارتفاعٍ وانخفاض لذراعيها المكسوّين بالقماش الشفاف .. تنشرُ أهازيج الفرحِ نحو قلبه فيتلاطم العِشقُ والجنون في عينيه .. والرغبة في أن يقترب ويسحبها لبحور ولعه العاتية ..
أسند رأسه إلى الباب .. وهذا المشهد قد أسَرهُ للأبد ..
" لكأنكَ من قمرٍ تأتي .. من نجمة صُبحٍ ذهبية" .. دارت ودارت كثيراً .. وجعلتُ دنياه تدور بلا توقف .. وكلما ابتسمت بدلال .. ابتسم هو أكثر وغمازته تحملها تُخبئها إلى الأعمق .. حتى توقفت مع توقف الأغنية وهي تلملم شعرها المتناثر .. اتجهت نحو السماعات المتصلة بهاتفها مع خطاه إلى الداخل ..
همس بجانب أذنها وهو يستقبل شهقتها والتفاتتها المُتفاجئة حتى اصطدمت بصدره واستندت بكفيها إليه كيلا تصدم بالطاولةِ خلفها " في المرة القادمة تأكدي من غلق الباب وإلا قتلتُكِ إن شهد أحدٌ آخر ما شَهِدتُه أنا " ..
اندفعت الدماء إلى وجنتيها وهي تدفعه برفق بعيداً حتى تستعيد توازتها وقالت بخوف " هل رأيتني وأنا .. وأنا .. "
أومأ بابتسامةٍ واسعة " وأنتِ ترقصين .. أجل رأيت " حاولت تعديل شعرها بشكل وهميّ توتراً وهي تبعد عينيها قائلةً بتذمر " كنان ليس من حقك أبداً التلصص على الآخرين هكذا "
لامس ذقنها ليجعلها تواجه عينيه اللامعتين مباشرةً وهو يقول بجدية ساخرة " أنتِ لستِ آخرين ومن ثم أنا أتلصص كما أريد ، الحق على من ترقص دون أن توصد الباب "
كانا قريبين جداً .. يكاد يشعر بأنفاسها المرتبكة تلفح وجهه لولا فرق الطول بينهما .. ترك ذقنها .. ليُردف بتأنيب " لا بأس ببعض الترفيه لكن لا تلتهي عن المذاكرة .. امتحانات الثانوية اقتربت ، ولأنكِ تودين الالتحاق بجامعةٍ حكومية كمثابرة صغيرة تشق طريقها عليكِ التركيز جيداً "
تنهدت وهي تنظر إليه وتظاهرت بالإرهاق فجأة " أساساً كانت نوّارة تُساعدنا في بعض الدروس أنا وحواء منذ قليل ، وخرجتا ويبدو أنهما لم تغلقا الباب جيداً ، ليييس ذنبي "
ضحك مكتفاً ذراعيه وعلقت هي في تلك الضحكة تُطالع شفتيه وغمازته .. شردت ونست أين وكيف يقفان .. بينما استرعى شرودها اشتعال النار في عينيه وقربها الذي يُؤرقه .. رفع اصبعه ليلامس أنفها برفقٍ كقطة صغيرة .. وقال بصوتٍ أجش " ماذا تُريد عَدَني لميلادها الثامن عشر ؟ "
همست والنار تنتقل من يديه إلى وجهها وسائر جسدها " تُرى ماذا تود إهدائي أنت ؟ "
اشتعل الأخضر في عينيه وهو يسحب أصابعه من على وجهها ويبتعد بخطى بطيئة مبتسماً ابتسامة مُحارب لاهثٍ على جبلٍ أوشك أن يُعلن انتصاره وقال " هذه المرة ستكون مختلفة .. أعِدُك "
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ


اقترب إياس من المجلس ببطءٍ وعلى مسافةٍ بعيدة بحث بعينيين لاهثتين عنها حتى رأى جانب وجهها تُلاطفه خُصلاتٍ فحماء هربت من معقلها والشامة على شفتيها تدعوه ليغرق مجدداً .. أُسرَ هُنالك مسبقاً وكل مرة محياها يُثمل قلبه فلا يصحو أبداً من سكرته .. حُسنها الغالب أشقاه كثيراً .. حسناء روحه تلك .. إيليا ..
استدار ليخرج من سائر القصر .. وقد وجده بوسعه العظيم لا يسعه ليتنفس .. وكل شيء أطبق على صدره .. وشعر أنه يكاد يُشعل كل شيء سقماً وغضباً .. كان يُريد أن يراها لمرةٍ واحدة فقط .. ولم يدرِ أن نظرة واحدة تُشقيه عمراً ..
" إياس "
اقتربت عدن منه لتقول بنبرةٍ شابها القلق " هل أنتَ بخير ؟ لقد رأيتك من بعيد تأتي ومن ثم تفر عائداً كمن رأيت شبحاً ! وقمتُ ألحقك راكضة . "
مسح وجهه بكفيه وهو يقول بهدوء " لا تقلقي أنا بخير ، لقد وردني اتصال من الشركة فقط وسوف أعود "
نظرت إليه بشك وردّت " أنت لم تسلم عليه حتى "
" عليه ؟ "
" عليه .. هو .. كنان " نطقت اِسمَهُ ثقيلاً مرتجفاً على شفتيها .. ويدها تمتد لتمسك جديلتها .. التي لم تجدلها ..
" لا أشعر أنني بمزاج مناسب للاختلاط بهذه الأجواء الآن يا عدن .. لا تسألي أكثر رجاءً " رمى بكلماته بينما يخطو مبتعداً .. فهرولت إلى جانبه تماماً ومشت بخطى ثابتة وهي تقول " سآتي معك ، أُنهي بعض الأعمال أنا أيضاً "
لم يرد وهو يعلم أنها بحاجة للهربِ أكثر منه .. .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
" قولي لهم أنني وردني اتصال طارئ من أحد العملاء المهمين بالشركة "
تنهدت حواء بتعب وهي ترد عبر الهاتف بهمسٍ في شرفة المجلس " أهذا ما اتفقنا عليه ، قلنا لا هروب ! "
قبلتها عدن عبر الهاتف وهي تقول " أشتري لك شوكولاتتكِ المفضلة عند عودتي ، وداعاً "
أغلقت فوراً وهي تخاطب إياس بتساؤل وهما يخطوان إلى
( شركة الأدهم ) " ومن تكون هذه الفتاة التي تُصر على مقابلة عمي ؟ "
هز إياس كتفيه بلا مبالاة قائلاً " سكرتيرة فِراس أخبرتني أنها عكفت على القدوم لقرابة أربعةِ أيام ، تُطالب مقابلة طاهر أو أحد أبنائه ، وفِراس كان يتجاهل الأمر لأنه لا يتواجد بالشركة أساساً .. واليوم أصرت الفتاة وصرخت أنها لن تخرج حتى تقابلهم ، فاتصلت بي السكرتيرة "
عقدت عدن حاجبيها بغرابة .. وهي تتساءل عمّا تريده الفتاة .. حتى وصلا إلى رواق مكتب فِراس ليجداها تُطرق رأسها .. شعرها مربوط بإهمال .. و تضرب الأرض ضرباتٍ رتيبة متتابعة .. أحست بقدومهما لتقف ويدها تتشبث بحقيبتها المعلقة فتظهر هيئتها كاملة .. بنطال من الجينز مُهترئ وسترة جلدية .. لكن الجاذب للنظر .. لطخات الحروق على رقبتها وجانب وجهها .. أبعدت عدن ناظريها بسرعة وهي تمد يدها مبتسمةً بلطف " مرحباً ، أنا عدن وهذا إياس .. أخبرتنا هدى أنكِ تُريدين عمي لضرورة قصوى .. "
صافحتها الفتاة بهدوءٍ وهي تقول " شكراً لاهتمامكِ لكني أريد مقابلة السيد طاهر أو ابنه "
تنهد إياس بنفاذ صبر وهو يقول بعصبية " بالتأكيد لاحظتي أنه من الصعب جداً مقابلتهما ، لذا نحن في مقام فراس ، بإمكانك إخبارنا إن أردتِ شيئاً ، وأنصحك أن تكون ضرورتكِ ضرورة فعلاً "
أجفلت الفتاة من نبرته الحادة والتردد يظهر على محياها .. بينما لكزته عدن باستياء .. وتحدثت مجدداً " عزيزتي أعدكِ بإيصال ماتريدين تماماً ، لا تقلقي "
أومأت الفتاة .. فقادتها عدن إلى مكتب فراس .. ودلف إياس خلفها مُغلقاً الباب ..
فوراً أن جلسوا بادرت الفتاة بالحديث بلا مقدمات غائمة العينين " أنا ديما حسن الحداد .. والدي قد توفيّ جراء الحادث الذي تسبب به طاهر الأدهم مُنذ ثمانية عشر عاماً .. وأنا كنتُ مع أبي .. وخرجتُ من الحادث بحروق مُتفرقة في جسدي "
عمّ الصمت ، والذهول يتفرّس ملامح كُلاً من عدن وإياس الذي تمتم غيرَ مُصدق " عفواً، ماذا تهذين ؟ " .. جحدته ديما بنظرةٍ حاقدة وهي تقول " ليس ذنبي عدم درايتكم بالمعلومات الكافية ، لكنني لا أهذي يا سيد ! "
ابتلعت غصة وتابعت " ثم كيف لا تدرون وضحية الحادث الآخر كان فَردٌ من عائلتكم ؟ "
أظلمت عينا عدن بشدة وهي تربط الخيوط ببعضها .. والغثيان داخلها يتفاقم والألم ينخر فيها بشدة .. لم يكن والدها الضحية الوحيد في ذاك الحادث المشؤوم .. هناك أسرار لا زالت دفينة .. ولا زال على عاتقها وحدها أن تحمل كل سِرٍ عَفِن يَحني ظهرها مرة بعد مرة ..
تعجب إياس من الهدوء الذي طغى على عدن وهو ينظر إليها باستفهام .. ثم أعاد نظره إلى ديما قائلاً باحتقار " تهذين حقاً .. عمي أدهم توفيّ في حادث .. ما دخل عمي طاهر بالأمر؟ "
قبضت ديما على حقيبتها بغضب وهي تقول " إنه نفس الحادث .. ذلك السكير طاهر كان يقود السيارة بُسرعة ، وانحرف عن الطريق بشكل متهور فُجائئ.. وحاولنا تفاديه لنصطدم بسيارة عمك الآخر وتنقلب بنا ! "
أحست عدن بأنفاسها تتسارع وعقلها رغماً عنها يكوّن صور عديدة لما حدث .. لقد كانت تعلم بتورط طاهر .. الوحيدة التي تعلم .. لكن لم تدرِ بتورط شخصٍ آخر .. تابعت ديما الحديث بحقدٍ قطر في كلماتها " لأنكم أثرياء كعادةِ هذه البلد .. خرجتم منها بطريقةٍ ما .. وحتى أن محاميكم قلب الطاولة علينا ليُثبت أن أبي هو المتسبب بقتل عمك .. لكنّ في أعماقهم يعلمون من المُخطئ فعرض علينا تعويضاً مالياً .. وحينها لم تقبل أمي عوضاً بأبي .. وتركت دعوتها عليكم مُعلقة في السماء .. لقد تم التستر على الأمرِ تماماً .. حتى أنكم في نفس البيتِ ولا تعلمون . "
مسح إياس وجهه بيديه غير مُصدقاً .. يميل رأسه باتجاه عدن الصامتة منتظراً منها أن تُعقب بشيء ما .. نظرت إليه عدن مطولاً والدم قد فرّ من وجهها تماماً وحل مكانه ألم وسوء الذِكرى ..
تأملت ديما وجوههم المصدومة بتشفي .. ومن ثم قالت بهدوء " أستطيع نشر هذه القصة في الصحافة وعبر وسائل التواصل .. تعلمون .. تدمير أي شخص سهل هذه الأيام " وابتسمت بسخرية ..
نظر لها إياس باحتقار أكثر وهب واقفاً وهو يهدر " تُهددينا أيضاً دون أية أدلة .. "
تحدته ديما التي وقفت بدورها " صدقني الناس الآن لا تحتاج إلى أدلة .. تكفيهم قصة .. وظلم .. وعاطفة "
وقفت عدن بينهما لتقول بصوتٍ متحشرج " كفى ، إياس الفتاة لا تكذب ! " بينما انعقد لسان إياس وهو يُطالعها بصدمة وقبل أن يتكلم .. تابعت عدن " ديما ماذا تريدين تحديداً ؟ "
قالت ديما بثقة " أُطالب بالتعويض الآن ولا أخجل لأنه حقي .. لكني لستُ بطامعة حقاً .. لن أستعيد أبي الذي سلبتموه لكني أريد أن تُعالَج حروقي تماماً .. ولا أملك هذه التكلفة ! "
أومأت عدن بتفهم وهي تُخرج هاتفها " أعدكِ ، سأتكفل بكل ماتطلبينه .. دعينا نتبادل الأرقام الآن وسأهاتفكِ اليوم لأخبركِ بالتفاصيل .. "
نظرت ديماً إليها بشك من سرعة استجابتها .. وحنوها هذا .. حتى شكت أنها طبيعية حتماً ، بينما جلس إياس واضعاً قبضته على فمه يكتم شتائم نابية كادت أن تخرج..
رافقت عدن ديما إلى الخارج وفور أن ابتعدا .. همست لها باهتمامٍ حقيقيّ " أرجوكِ لا تخبري القصة لأيٍ كان، أنا أخاف عليكِ .. صدقيني بإمكانهم فعل الكثير .. "
ابتسمت ديما متفهمة لكنها قالت " لو كنتُ أخاف .. ماكنتُ أتيت . "
ـــــــــــــــــــــ
" ماذا فعلتي يا عدن ، وماذا تقصدين بأن الفتاة لا تكذب ؟ ماذا تُخفين بالضبط ؟ " هدر فيها إياس بغضب .. غير آبه بالإرهاق الذي ابتلع كل دِمائها ..
اقتربت منه وقالت " أنا أعلم بتورط عمي طاهر في وفاة أبي .. لكني لم أعلم بوجود طرفٍ ثالث "
كاد أن يتحدث لكنها فقدت سيطرتها وتحدثت بعصبية " وأرجوك لا تسأل كيف عرفت .. أرجوك أرجوك يا إياس أنا لا أتحمل المزيد .. ولا تخبر أحداً بالقصة ولا بالفتاة .. أخشى أن يؤذونها .. "
ردّ إياس ذاهلاً " يا ابنتي هل نحن مافيا وأنا لا أعلم ؟! "
هزت رأسها نفياً وقالت " عِدني أرجوك ! " هزته من ذراعه وهي تكرر برجاءٍ يائس " أرجوك "
تنهد إياس وقال " أعدك .. "
ابتسمت له بارتجاف وهي تستدير لتذهب .. فقال بهدوء " هل ابتعدتي عن كنان لهذا ؟ "
لم ترد وتابعت طريقها بجمود ..

" ألن تكف عن التلاعب حقاً ، ماذا تُريد مني ؟! " هدرت إيليا بغضب فور أن أغلق كنان الباب .
" لن أُطلقكِ "
شخصت عيناها وردت بصدمة وهي تقابله تماماً يتحدث بثقة " م.. ماذا ؟! "
" أنتِ استسلمتي سريعاً حقاً .. "
" سنة وشهران و...سريعاً ؟ " تساءلت بُسخرية .. وحدقت فيه بقوة لتتُابع " لِمَ تتمسك ببقائي الآن .. أحتى أعينك على عدن ؟ "
" نعم " .. ردّ وبدون مواراة ..
ارتجفت عيناها بدموعٍ ثقيلة وهي تهمس " أنتَ أناني جداً " ..
" اعذري الرجل البدائي الجاهل الأناني بداخلي .. وابقي معي .. أطلب منكِ البقاء .. حاربي حتى أنزعه عني "
تنهد قبل أن يقول بثقل .. وقلبه يهوي ويحترق " حتى أكون لكِ ، إيليا " .

قراءة ممتعة أحبائي :31-1-rewity:

أميرة الوفاء 24-06-20 03:43 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مبــارك روايتـ?


أتمنـى لك التوفيـق


وأن تجـدي الدعم


وتحققـي النجـاح اللـي تتمنيـه


https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...nXUH2NgdYU&s=0..

ساهرية 24-06-20 06:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الوفاء (المشاركة 14942790)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مبــارك روايتـ?


أتمنـى لك التوفيـق


وأن تجـدي الدعم


وتحققـي النجـاح اللـي تتمنيـه


https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...nXUH2NgdYU&s=0..




شكراً جزيلاً لكِ عزيزتي ، ممتنة <3

أنرتِ :29-1-rewity:


نهاد على 24-06-20 08:17 PM

بداية موفقة جدا ساهرية
عائلة معاذ واضح أنها بتصارع من أجل البقاء على اسم العائلة و شكلها و وحدها عدن تعرف الحقيقة.
يا ترى طاهر كان يقصد موت أخيه و لا الحادث كان قضاء و قدر؟ .
العلاقة كانت جميلة بين كنان و عدن و لكن الماضى طل عليهم و تسبب فى فرفتهم.
كنان حسيت انه انانى و وقت المواجهة ما قدرش يطلق ايليا
يسلم قلمك ساهرية و بالتوفيق

ساهرية 24-06-20 08:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهاد على (المشاركة 14943121)
بداية موفقة جدا ساهرية
عائلة معاذ واضح أنها بتصارع من أجل البقاء على اسم العائلة و شكلها و وحدها عدن تعرف الحقيقة.
يا ترى طاهر كان يقصد موت أخيه و لا الحادث كان قضاء و قدر؟ .
العلاقة كانت جميلة بين كنان و عدن و لكن الماضى طل عليهم و تسبب فى فرفتهم.
كنان حسيت انه انانى و وقت المواجهة ما قدرش يطلق ايليا
يسلم قلمك ساهرية و بالتوفيق



ممتنة جداً لقدومك جميلتي :eh_s(7):
في الحقيقة لا زالت هُناك أسرار أعمق بكثير مما ذُكِر ،
ولسة بدري فصبراً بقى :279433465:

وتسلمي جداً لحضورك :chirolp_krackr:

غادة. 24-06-20 11:37 PM

أحب كثيرا الراجل الوفي لحبه :)
ولكن هل تستحق عدن هذا الحب؟! وهذا الصبر من رجل متزوج وزوجتة علي قدر من الجمال بحيث لا يستطيع اي رجل مقاومته؟!
كنان شخصية غريبة لم افهمها اذا أراد ان ينسي عدن لماذا لم يستطع خلال سنة واكثر ولماذا يطلب من ايليا الان؟!اتمني ان لا تحترق ايليا
أحببت ايليا ولوهلة ظننت انها الشخصية الرئسية
بداية موفقة جدااا وجذبتني
متابعة جدااا

اسفة 25-06-20 04:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساهرية (المشاركة 14942677)
بسم الله الرحمن الرحيم



مساؤكم عابقٌ بالخيرات
كلُ من يمر من هنا - رغم ظروف العالم الغير مبشرة 😂-
أتمنى كونكم جميعاً بخير :elk: ..

ولا أدري إن كان أحد يتذكرني .. فلقد كنتُ قابعة معكم هنا لفترةٍ طويلة .. ومن ثم غبت وها أنا أعود مُشتاقةً حقاً لكل الأجواءِ هُنا:1aa:
لأطرح بين يديكم روايتي الأولى والحصرية لمنتدى روايتي ..
لأنني أعلم أنه المكان المناسب حيثُ يمكنني التعلم والتزود من خبراتكم وأرآئكم <3


https://mrkzgulfup.com/uploads/159299678541131.jpg
" أمضي غريقاً "
هي ملحمةٌ من المشاعر وتضاربات الوجدان .. خلجاتٌ نفوسٍ حائرة بأسرارٍ تنحر الروح .. هي أرضٌ ليّنة يمضي فيها القلب ليجد نفسه فجأةً .. قد غرق !


ملاحظة : الصور التالية هي مجرد مساعدة على التخيل ويُمكنكم تجاوزها <3

https://mrkzgulfup.com/uploads/159299678545452.jpg











موعدنا سيكون كل أربعاء في الواحدة والنصف إن شاء الله
أتمنى أن تنال إعجابكم ، تفاعلكم وانتقادتكم :bravo:

:018:

روابط الفصول

الفصل الأول .... بالأسفل



مرحبا

هلا وغلا ومليون حلا يم يمى

https://66.media.tumblr.com/0d288490...5a06e73f8.gifvhttps://66.media.tumblr.com/0d288490...5a06e73f8.gifv

:

يوم سععععيد وحافل
يوم مبهج ومشرق وفيه تفاؤل

في هاليوم ولله الحمد والمنة والفضل
عادت صديقتي وعادت الطمأنينة
عادت لتشرق علينا الشمس من جديد
https://66.media.tumblr.com/338429a4...89d18c9f76.pngعادت لتزهر أيامنا ونسعد


https://66.media.tumblr.com/e34f9bc8...47035012a.gifvhttps://66.media.tumblr.com/e34f9bc8...47035012a.gifvhttps://66.media.tumblr.com/e34f9bc8...47035012a.gifv

مبروك غاليتى روايتك الجديدة

https://i.pinimg.com/564x/8e/f8/12/8...77cd4cde68.jpg

ام زياد محمود 25-06-20 04:49 AM

السلام عليكم ورحمة الله

الف مبروك نزول الرواية موفقة فيها ان شاء الله

كنان وعدن قصة حب قوية لم تكتمل وخلفت وراها جروح كتير وكسرت قلوب كتير

طاهر السكير تسبب فى موت ابوعدن وموت شخص تانى واصابة بنته ديما بحروق بقالها سنين بتحاول تعالجها ولقدرتهم المادية الضعيفة هى ووالدتها مقدرتش تكمل طريق العلاج وقررت تدخل عرين الاسد بتهديدها لعيلة معاذ انها تفحهم لو ما تم معالجتها

عدن اللى واضح جدا انها على معرفة باللى حصل قررت تساعد ديما وفى نفس الوقت تحميها من غضب فراس لو عرف حاجه عن وجودها

زواج فاشل تسبب فى ان كنان يرهن ايليا جمبه على امل انه يحبها وفى الحقيقة هو مش قادر ينسى حب الطفولة والمراهقة اللى عاشه مع عدن وبوعد الطلاق قدر يرجع مع ايليا ويوهم نفسه انه ممكن يخرج عدن من حياته ويستمر فى زواجه من ايليا
للأسف ان اياس اخوه بيحب ايليا وبزواج كنان بعدت عنه وعاش فى عذاب بعدها ودلوقتى فى عذاب عودتها

اربع قلوب مجروحه وكلهم فى دايرة واحدة

تسلم ايدك بداية قوية جدا واسلوبك ماشاء الله حلو جدا

والف شكر على الدعوة

اسفة 25-06-20 05:40 AM

ياجماله
وغريق فى بحرى الهوى والعيون :ma3rwdh:


كيف قدرو على قلبي هالعينين
عن جد حبسوني بين رمشين
نظره بعده بسمه
بعده كلمه وطار هالقلب وين كنا وين ..
ورايحين لوين ع جناح القلب
:35-1-rewity:

https://66.media.tumblr.com/17a9e63b...hda7o1_400.jpg







"والحُبُّ فِي الرُّوحِ لا فِي الجِسْمِ موطِنُهُ إنْ فَــارقَ الجِسْـــم فالأرواحُ تَتــصِـلُ".


بداية قوية ما شاء الله

تسعين لينسى عدنه كيف ..؟وهى اسمها وحده حلم ..مابالك وهى كزهرة تفتحت على يديه وحبه بذرته منذ الصغر فى قلبه وقلبها أنبتت أشجار جذورها امتدت لسابع أرض

حتى لو افترقا الأغصان تتعانق وأن رفضا صفعتهم ريح الحب والتفت الأغصان بالأغصان يرضيكى مشاهد إباحية فى روايتى البيت الطاهر هههه:h015:
دى حتى عدن قطقوطة ويتيمة وووووو كامل الأوصاف فتنى :winking_smile:







إذا اجتمعت صفتي البساطة والعمق في المرء كانت جمالاً في تكوينه الشخصي، وإن من أبهى الناس من كان بسيط السجيّة يَألف الناس ويُؤلف، فإذا خالطّته وجدته عميق الجوهر والمخبر "





ونقول لكنان اسم جميل أوى ع فكرة :gdance:



https://66.media.tumblr.com/670334ef...a767e86fa2.png




عاوز تنساها :014:



https://pbs.twimg.com/profile_images...6f_400x400.jpg

:waba3din:بعد ما غنت لك

من أنتَ ؟





" مِن أرضٍ فيها شمسُ الحبْ تُعانقُ وجه الحُرية ..

وأنا في العُمرِ مُسافرةٌ ومعي عيناك وأغنية ..

من أنتَ ؟
كالضوءِ مررتَ ، كخفق العطرِ ، كهزجِ أغانٍ شعبية .. "

..
" عيناكَ ليالٍ صيفية .. حبيبي


المسكينة حالها يقول :tears::28-1-rewity:

https://d5qmjlya0ygtg.cloudfront.net...nal/avatar.jpg

على فكرة الاسماء رااائعة وكأنها مجبولة لكل شخصية دول اللى ممكن نقول عاشت الأسامى :halabk:

وهل ذلك الوقور الراسى كالجبال الحنون المقدام الراقى الستر والغطا اتهون عليه عدنه أن تكشف للأعين:25-1-rewity: مسامحينه لإن هناك وقر على قلبه...!
أحيانا يعمينا الحب عن التحليل المنطقى

ويفقد أقوى وأذكى الشخصيات الحكمة
لو تأنى قليلا لرأى الصورة كاملة

لكن قسوة الرفض غمت عينه عن البحث عن السبب

ويرها الثقة فينها ..:9[1]: نطت من الشباك


https://66.media.tumblr.com/tumblr_m...k9jo1_400.gifv

أين منهم أن من يحبنا لن يؤذينا أبدا

ربما سبب البعد خوفا علينا

هييح هفضل أعلمكم حتى متى :35-1-rewity:


المشكل بقى مين ع البعد يقدر :sm12:ههههه

عاوز تكت وماله من حقك
:no:بس عد ل100 بقى :24-1-rewity:






https://i.pinimg.com/originals/5c/56...63c3ac9d2d.png

للأسف مع التقدير لإيليا الجميلة الراقية وشامتهاالجميلةوجمالها الخلاف والشعر اللى طلع نصه فى أيد أبو الشباب :secret:

لا أراها إلا كسارقة نعم كلام صحيح زيمبقلوكم كده


صعبت عليا ماشى ياحرااام



لكن هى كذلك كانت تعى جيدا حبه لعدن وحب عدن له لكنها دخلت من باب المغامرة لم تحبه

هو انبهار واعجاب ربما بدايات حب لكن هل ستساون حبه لعدن وحبها له بحب إيليا بلاش ممكن تقارنوا حبها له بحب إياس لها هى (إيليا)
ياختى الحب جنبك أهوه

بصى بعين كلها حنية
ما تبصيش بعين ردية

وسيبى الحب يفتح بابه لأحبابه

وكل حبيب يدخل بابه

مش باب الجيران

فين روحك الحلوة

من اسمك وشخصيتك التى لن يتماشى معها سوى شخص يقدرها هى لن ترضى بالفتات
لا مايغركوش رضيت فى البداية ذلك زى طعم كده كمدخل يعنى ثم تعرف من أين تأكل الكتف
ليه الكتف ... عشان يكون الوصول للقلب مش الكتف القلب تحته بحبتين كده وأسرع طريق أقرب من الطحال والأعضاء لأخرى خخخ
سبرايز حبى القلب ليس هنا :35-1-rewity:

كما قيل :ma3rwdh:

لست قلبى أنا إنما أنت قلبها
ويازين ما اخترت كنان من بيت حنون ههههه


ع فكرن ممكن الأمور تتشقلب
وده يحب دى ودهون يحب دهين وتباديل وتوافيق
فهمتونى طبعا ههههه
لو مبدعتنا كانت رؤيتها للرواية كده مافيش مشكل لازم نحترم قلمها

لكن ملحوظة الظلم حرام .. الظلم حرام .. الظلم حرام


حواء بئر الاسرار وزى ماهو هيكمل مع ايليا

المعطاء الحنون إياس لا ندرى ماذا له مع عدن

أهو لواليو وشراشيب وربكم يفك

و يا أكشناتك من أولها ههههههه

فصل رائع

وبلس من أسباب النصيبة اللى وقعتنا كلنا فيها عدن ووعد منى هتتشحتفوا للصبح حضروا المناديل وارفعوا الماسكات

دى الغيبة طولت هههههه


من ضمن أسباب رفض عدن علمها بفعلة عمها المهببة

الله أعلم ماذا اكتشفت خلافها من الأسرار زى وشهم

لكن الفار بيلعب فى عبى وصدى عبارة
فتش عن المرأة يجعلنى استلف
عدسة كونان وأسلطها على عبارة



اقتباس:

" كنان ، إلى متى ستتسكع مع ابنة عُلا تلك ؟ "

قولتى إيه لعدن ياحيزبون الجحيم

أيعقل فعلتهاعدن لتحميه اوبااااا

بانتظار الفصل القادم ياكميل :mazpoot:

ومبروك مرة تانية ع الرواية الشيقة من أولها وأسلوب غير يا متجددة دوما :gdance:

وحمد لله ع السلامة يابو أجمل ابتسامة

صباحكم خير صباحكم غير

أقسم بالله تعبت كأنى كنت بجرى فى سبق

دعواتكم بالشفا

حذارى تدعو عليا خايفة عليكم


الملائكة هتقول لكم ولكم المثل

طب مين يفرفشكم ها ها أنكروا بقى

اللهم أحفظ تواضع سفسف لكم

ودى نتيجة التربية فى روايتى دلع روحى دلع ههههه


وسمعونا



سلامُ عينيكَ يكفي

عن مُصافحةٍ يا صاح
أدري بأنَّ الشوقَ فيَّاضُ ،،
هيَ الظروفُ ...

وإنَّ الوِدَّ مُتصِلٌ بالقلبِ ...

ما شابَهُ صدٌّ وإعراضُ


أمال إيه أمال طبعا وحكمة اليوم من وحى الرواية



اقتباس:

" شخص واحد يشاء أن يصيّره الله وجهًا آخر للطمأنينة، ننسى به هزائمنا، حتى إذا ما أرخى الليل سُدوله وجدنا في مرابع صدره الأمان" .


اسفة 25-06-20 05:56 AM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 3 والزوار 3) ‏اسفة*, ‏~~عنود ـ الصيد~~, ‏ام زياد محمود





صباح الخيرررات
https://upload.rewity.com/do.php?img=160051

ساهرية 25-06-20 11:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غادة. (المشاركة 14943435)
أحب كثيرا الراجل الوفي لحبه :)
ولكن هل تستحق عدن هذا الحب؟! وهذا الصبر من رجل متزوج وزوجتة علي قدر من الجمال بحيث لا يستطيع اي رجل مقاومته؟!
كنان شخصية غريبة لم افهمها اذا أراد ان ينسي عدن لماذا لم يستطع خلال سنة واكثر ولماذا يطلب من ايليا الان؟!اتمني ان لا تحترق ايليا
أحببت ايليا ولوهلة ظننت انها الشخصية الرئسية
بداية موفقة جدااا وجذبتني
متابعة جدااا


بيقولوا إي ؟ هذا ما سنعرفهُ في الحلقات القادمة :22-1-rewity:
كل خبايا الشخصيات تحتاج منكم صبراً

شكراً عزيزتي لمروركِ الجميل
ممتنة :elk:

ساهرية 25-06-20 11:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود (المشاركة 14943931)
السلام عليكم ورحمة الله

الف مبروك نزول الرواية موفقة فيها ان شاء الله

كنان وعدن قصة حب قوية لم تكتمل وخلفت وراها جروح كتير وكسرت قلوب كتير

طاهر السكير تسبب فى موت ابوعدن وموت شخص تانى واصابة بنته ديما بحروق بقالها سنين بتحاول تعالجها ولقدرتهم المادية الضعيفة هى ووالدتها مقدرتش تكمل طريق العلاج وقررت تدخل عرين الاسد بتهديدها لعيلة معاذ انها تفحهم لو ما تم معالجتها

عدن اللى واضح جدا انها على معرفة باللى حصل قررت تساعد ديما وفى نفس الوقت تحميها من غضب فراس لو عرف حاجه عن وجودها

زواج فاشل تسبب فى ان كنان يرهن ايليا جمبه على امل انه يحبها وفى الحقيقة هو مش قادر ينسى حب الطفولة والمراهقة اللى عاشه مع عدن وبوعد الطلاق قدر يرجع مع ايليا ويوهم نفسه انه ممكن يخرج عدن من حياته ويستمر فى زواجه من ايليا
للأسف ان اياس اخوه بيحب ايليا وبزواج كنان بعدت عنه وعاش فى عذاب بعدها ودلوقتى فى عذاب عودتها

اربع قلوب مجروحه وكلهم فى دايرة واحدة

تسلم ايدك بداية قوية جدا واسلوبك ماشاء الله حلو جدا

والف شكر على الدعوة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يا محلى التعليقات القمر دي :22-1-rewity:
فهم شامل للفصل الأول بمنتهى السلاسة ، أحسنتِ :heeheeh:
لكن إياس يكون أخو حواء والاثنان يكونان أبناء عم كنان
عليكِ التركيز في المرة القادمة عشان محطش عقاب بقى :eLeBDa3_15[1]:
تسلمي حبيبتي :elk:

ساهرية 25-06-20 11:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسفة (المشاركة 14943970)
ياجماله
وغريق فى بحرى الهوى والعيون :ma3rwdh:


كيف قدرو على قلبي هالعينين
عن جد حبسوني بين رمشين
نظره بعده بسمه
بعده كلمه وطار هالقلب وين كنا وين ..
ورايحين لوين ع جناح القلب
:35-1-rewity:

https://66.media.tumblr.com/17a9e63b...hda7o1_400.jpg







"والحُبُّ فِي الرُّوحِ لا فِي الجِسْمِ موطِنُهُ إنْ فَــارقَ الجِسْـــم فالأرواحُ تَتــصِـلُ".


بداية قوية ما شاء الله

تسعين لينسى عدنه كيف ..؟وهى اسمها وحده حلم ..مابالك وهى كزهرة تفتحت على يديه وحبه بذرته منذ الصغر فى قلبه وقلبها أنبتت أشجار جذورها امتدت لسابع أرض

حتى لو افترقا الأغصان تتعانق وأن رفضا صفعتهم ريح الحب والتفت الأغصان بالأغصان يرضيكى مشاهد إباحية فى روايتى البيت الطاهر هههه:h015:
دى حتى عدن قطقوطة ويتيمة وووووو كامل الأوصاف فتنى :winking_smile:







إذا اجتمعت صفتي البساطة والعمق في المرء كانت جمالاً في تكوينه الشخصي، وإن من أبهى الناس من كان بسيط السجيّة يَألف الناس ويُؤلف، فإذا خالطّته وجدته عميق الجوهر والمخبر "





ونقول لكنان اسم جميل أوى ع فكرة :gdance:



https://66.media.tumblr.com/670334ef...a767e86fa2.png




عاوز تنساها :014:



https://pbs.twimg.com/profile_images...6f_400x400.jpg

:waba3din:بعد ما غنت لك

من أنتَ ؟





" مِن أرضٍ فيها شمسُ الحبْ تُعانقُ وجه الحُرية ..

وأنا في العُمرِ مُسافرةٌ ومعي عيناك وأغنية ..

من أنتَ ؟
كالضوءِ مررتَ ، كخفق العطرِ ، كهزجِ أغانٍ شعبية .. "

..
" عيناكَ ليالٍ صيفية .. حبيبي


المسكينة حالها يقول :tears::28-1-rewity:

https://d5qmjlya0ygtg.cloudfront.net...nal/avatar.jpg

على فكرة الاسماء رااائعة وكأنها مجبولة لكل شخصية دول اللى ممكن نقول عاشت الأسامى :halabk:

وهل ذلك الوقور الراسى كالجبال الحنون المقدام الراقى الستر والغطا اتهون عليه عدنه أن تكشف للأعين:25-1-rewity: مسامحينه لإن هناك وقر على قلبه...!
أحيانا يعمينا الحب عن التحليل المنطقى

ويفقد أقوى وأذكى الشخصيات الحكمة
لو تأنى قليلا لرأى الصورة كاملة

لكن قسوة الرفض غمت عينه عن البحث عن السبب

ويرها الثقة فينها ..:9[1]: نطت من الشباك


https://66.media.tumblr.com/tumblr_m...k9jo1_400.gifv

أين منهم أن من يحبنا لن يؤذينا أبدا

ربما سبب البعد خوفا علينا

هييح هفضل أعلمكم حتى متى :35-1-rewity:


المشكل بقى مين ع البعد يقدر :sm12:ههههه

عاوز تكت وماله من حقك
:no:بس عد ل100 بقى :24-1-rewity:






https://i.pinimg.com/originals/5c/56...63c3ac9d2d.png

للأسف مع التقدير لإيليا الجميلة الراقية وشامتهاالجميلةوجمالها الخلاف والشعر اللى طلع نصه فى أيد أبو الشباب :secret:

لا أراها إلا كسارقة نعم كلام صحيح زيمبقلوكم كده


صعبت عليا ماشى ياحرااام



لكن هى كذلك كانت تعى جيدا حبه لعدن وحب عدن له لكنها دخلت من باب المغامرة لم تحبه

هو انبهار واعجاب ربما بدايات حب لكن هل ستساون حبه لعدن وحبها له بحب إيليا بلاش ممكن تقارنوا حبها له بحب إياس لها هى (إيليا)
ياختى الحب جنبك أهوه

بصى بعين كلها حنية
ما تبصيش بعين ردية

وسيبى الحب يفتح بابه لأحبابه

وكل حبيب يدخل بابه

مش باب الجيران

فين روحك الحلوة

من اسمك وشخصيتك التى لن يتماشى معها سوى شخص يقدرها هى لن ترضى بالفتات
لا مايغركوش رضيت فى البداية ذلك زى طعم كده كمدخل يعنى ثم تعرف من أين تأكل الكتف
ليه الكتف ... عشان يكون الوصول للقلب مش الكتف القلب تحته بحبتين كده وأسرع طريق أقرب من الطحال والأعضاء لأخرى خخخ
سبرايز حبى القلب ليس هنا :35-1-rewity:

كما قيل :ma3rwdh:

لست قلبى أنا إنما أنت قلبها
ويازين ما اخترت كنان من بيت حنون ههههه


ع فكرن ممكن الأمور تتشقلب
وده يحب دى ودهون يحب دهين وتباديل وتوافيق
فهمتونى طبعا ههههه
لو مبدعتنا كانت رؤيتها للرواية كده مافيش مشكل لازم نحترم قلمها

لكن ملحوظة الظلم حرام .. الظلم حرام .. الظلم حرام


حواء بئر الاسرار وزى ماهو هيكمل مع ايليا

المعطاء الحنون إياس لا ندرى ماذا له مع عدن

أهو لواليو وشراشيب وربكم يفك

و يا أكشناتك من أولها ههههههه

فصل رائع

وبلس من أسباب النصيبة اللى وقعتنا كلنا فيها عدن ووعد منى هتتشحتفوا للصبح حضروا المناديل وارفعوا الماسكات

دى الغيبة طولت هههههه


من ضمن أسباب رفض عدن علمها بفعلة عمها المهببة

الله أعلم ماذا اكتشفت خلافها من الأسرار زى وشهم

لكن الفار بيلعب فى عبى وصدى عبارة
فتش عن المرأة يجعلنى استلف
عدسة كونان وأسلطها على عبارة




قولتى إيه لعدن ياحيزبون الجحيم

أيعقل فعلتهاعدن لتحميه اوبااااا

بانتظار الفصل القادم ياكميل :mazpoot:

ومبروك مرة تانية ع الرواية الشيقة من أولها وأسلوب غير يا متجددة دوما :gdance:

وحمد لله ع السلامة يابو أجمل ابتسامة

صباحكم خير صباحكم غير

أقسم بالله تعبت كأنى كنت بجرى فى سبق

دعواتكم بالشفا

حذارى تدعو عليا خايفة عليكم


الملائكة هتقول لكم ولكم المثل

طب مين يفرفشكم ها ها أنكروا بقى

اللهم أحفظ تواضع سفسف لكم

ودى نتيجة التربية فى روايتى دلع روحى دلع ههههه


وسمعونا



سلامُ عينيكَ يكفي

عن مُصافحةٍ يا صاح
أدري بأنَّ الشوقَ فيَّاضُ ،،
هيَ الظروفُ ...

وإنَّ الوِدَّ مُتصِلٌ بالقلبِ ...

ما شابَهُ صدٌّ وإعراضُ


أمال إيه أمال طبعا وحكمة اليوم من وحى الرواية






https://www.rewity.com/forum/data:im...IlFSpUqUc//9k=
https://mrkzgulfup.com/uploads/159307454600911.jpg

خلاص يا جماعة سفسف خطفت قلبي :kfoof:
والله يا إبنتي القمرة مش عارفة أرد أقولك ، صباحك سكر أول حاجة

و الله يشفيكِ ويعافيكِ حبيبتي وماتشوفي شر أبداً :tears:
الاقتباسات رائعة .. رائعة بكل معنى تحمله
وفعلاً أنتِ تنشرين بهجة غير طبيعية بالأجواء في كل مكان - الله يحفظك - :reedface:
وموّتيني ضحك

اقتباس:

حتى لو افترقا الأغصان تتعانق وأن رفضا صفعتهم ريح الحب والتفت الأغصان بالأغصان يرضيكى مشاهد إباحية فى روايتى البيت الطاهر هههه:h015:
اقتباس:

دى حتى عدن قطقوطة ويتيمة وووووو كامل الأوصاف فتنى :winking_smile:
حاشا لله ي بنتي ، المكان طاهر وهيفضل طول عمره طاهر:1aa::1aa::94:
اقتباس:

للأسف مع التقدير لإيليا الجميلة الراقية وشامتهاالجميلةوجمالها الخلاف والشعر اللى طلع نصه فى أيد أبو الشباب :secret:

ضحكتيني جداً ، والله شعرها الحلو اللي يذوب فيه إياس كان هيتقطع خلاص :22-1-rewity:



أحببتُ جداً اهتمامك بكل التفاصيل ،ومعاني الأسماء
ردك يلمس القلب والله يا أسوفة


يسعد صباحك بكل خير جميلتي ولا تحرميني من طلتك:girl:

ساهرية 25-06-20 12:15 PM

https://www.gulf-up.net/do.php?imgf=159307645911371.jpg


مرحباً أحبتي :girly[1]:

ع عبد الجبار 25-06-20 04:25 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
الف مبروك على الرواية اعجبتني جدا وأهنيك على نزول اول فصولها اتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم لاتطيلي الغياب دمت بخير وود 🌹🌹🌹🌹

ساهرية 25-06-20 05:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ع عبد الجبار (المشاركة 14944511)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
الف مبروك على الرواية اعجبتني جدا وأهنيك على نزول اول فصولها اتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم لاتطيلي الغياب دمت بخير وود 🌹🌹🌹🌹



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأنا ممتنة لمروركِ الجميل :29-1-rewity:

ولن أطيل أبداً إن شاء الله ، في موعدنا تماماً
كوني بخير :eh_s(7):

اسفة 26-06-20 04:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساهرية (المشاركة 14944237)
https://www.rewity.com/forum/data:im...IlFSpUqUc//9k=
https://mrkzgulfup.com/uploads/159307454600911.jpg

خلاص يا جماعة سفسف خطفت قلبي :kfoof:
والله يا إبنتي القمرة مش عارفة أرد أقولك ، صباحك سكر أول حاجة

و الله يشفيكِ ويعافيكِ حبيبتي وماتشوفي شر أبداً :tears:
الاقتباسات رائعة .. رائعة بكل معنى تحمله
وفعلاً أنتِ تنشرين بهجة غير طبيعية بالأجواء في كل مكان - الله يحفظك - :reedface:
وموّتيني ضحك


حاشا لله ي بنتي ، المكان طاهر وهيفضل طول عمره طاهر:1aa::1aa::94:

ضحكتيني جداً ، والله شعرها الحلو اللي يذوب فيه إياس كان هيتقطع خلاص :22-1-rewity:



أحببتُ جداً اهتمامك بكل التفاصيل ،ومعاني الأسماء
ردك يلمس القلب والله يا أسوفة


يسعد صباحك بكل خير جميلتي ولا تحرميني من طلتك:girl:


كده حد يرمى النعمة ع الأرض :nosweat:

يسلم قلبك الغالى ياقمرنا :6[1]:

هههههههههههههههههه

صباحك فل وورد وياسمين والله لا يحرمنا من طلة الحلوين :018:

صحيح طولتى الغيبة لكن....:20-1-rewity:

دايما إنتى كده تقيل وراسى وفى الوقت القياسى :rogaan:

شمس الصحراء 26-06-20 06:20 AM

الف مبروك على الروايه الجديده ومبروك لينا كمان بدايه قويه وموفقه ومميزه اول شي ابدا بي يليا مهما الواحد يحب شخص بس الا كرامته وهي وضعت نفسها بموقف صعب كيف بترضى ان تتزوج واحد بيحب وحده ثانيه حتى لو الحب سيطر عليها اين كبرياء الانثى اين قوتها ومع ذلك استمرت بالذل والاهانه ليه كل دا ميشان واحد عمرو ما فكر فيكي ماحبيت شخصيت يليا لانها ضعيفه كانت لازم تستمر ع موقفها مو توافق على قراروا شوف عدن تركت كل شي حب الطفوله والشباب حب كان مزروع بقلبها طول العمر بس فضلت تقتل قلبها ولا تاخد رجال ابوه سبب بموت ابيها وكمان حسيت امو ما بتحبها ففضلت كبريائها على ذاك الحب رغم انو انا مو معها انها رفضت تتجوزو ميشان ابوه لانو هو مو مسؤول عن اخطاء عيلته بس عدن يمكن حست بان اهله لا يمكن يرضو فيها لهيك اختارت الابتعاد افضل لها رغم الحب وناتي لي كنان عم تخدع مين حضرتك عم تخدع حالك انت نظره منها تذكرت الماضي بحلوه ومره لذلك لماذا تستمر بالخطا وتظلم معك انسانه اصلا باعة كرامتها كن رجل ولا تتخبى وراء امراه وتستمر بظلمها ما حبيت كنان شخصية كنان لان استسلم بسهوله ديما هي وجه الحقيقه الذي سوف تكشف عيوب هذه العيله شخصيه حلوه ورائعه وراح تكون قويه لان من البدايه ماهتمت ولا خافت منهم ابدا بتمنى يتوضح الباقي لان مازال هناك غموض بها بس انا من هلئ حبيت شخصية عدن بكل مافعلتو ميشان تستمر بالحياة وما تنكسر وحبيت قوة ديما يسلمو الايادي روايه قويه منذ البدايه تدل على كاتبه متمرسه قويه لها وزنها بالكتابه ناطرين ع نار بس الي استفسار متى راح تنزل الفصول وبتمنى فصلين بالاسبوع مع الاوضاع التي نعيشها الان فهي سوف تساعدنا على تحمل هكذا وضع دمتي بخير

ساهرية 26-06-20 11:11 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسفة (المشاركة 14945471)
كده حد يرمى النعمة ع الأرض :nosweat:

يسلم قلبك الغالى ياقمرنا :6[1]:

هههههههههههههههههه

صباحك فل وورد وياسمين والله لا يحرمنا من طلة الحلوين :018:

صحيح طولتى الغيبة لكن....:20-1-rewity:

دايما إنتى كده تقيل وراسى وفى الوقت القياسى :rogaan:




يسعد صباحك أسوفتي والله لا يحرمنا من طلتك اللولبية الجميلة :94:



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس الصحراء (المشاركة 14945528)
الف مبروك على الروايه الجديده ومبروك لينا كمان بدايه قويه وموفقه ومميزه اول شي ابدا بي يليا مهما الواحد يحب شخص بس الا كرامته وهي وضعت نفسها بموقف صعب كيف بترضى ان تتزوج واحد بيحب وحده ثانيه حتى لو الحب سيطر عليها اين كبرياء الانثى اين قوتها ومع ذلك استمرت بالذل والاهانه ليه كل دا ميشان واحد عمرو ما فكر فيكي ماحبيت شخصيت يليا لانها ضعيفه كانت لازم تستمر ع موقفها مو توافق على قراروا شوف عدن تركت كل شي حب الطفوله والشباب حب كان مزروع بقلبها طول العمر بس فضلت تقتل قلبها ولا تاخد رجال ابوه سبب بموت ابيها وكمان حسيت امو ما بتحبها ففضلت كبريائها على ذاك الحب رغم انو انا مو معها انها رفضت تتجوزو ميشان ابوه لانو هو مو مسؤول عن اخطاء عيلته بس عدن يمكن حست بان اهله لا يمكن يرضو فيها لهيك اختارت الابتعاد افضل لها رغم الحب وناتي لي كنان عم تخدع مين حضرتك عم تخدع حالك انت نظره منها تذكرت الماضي بحلوه ومره لذلك لماذا تستمر بالخطا وتظلم معك انسانه اصلا باعة كرامتها كن رجل ولا تتخبى وراء امراه وتستمر بظلمها ما حبيت كنان شخصية كنان لان استسلم بسهوله ديما هي وجه الحقيقه الذي سوف تكشف عيوب هذه العيله شخصيه حلوه ورائعه وراح تكون قويه لان من البدايه ماهتمت ولا خافت منهم ابدا بتمنى يتوضح الباقي لان مازال هناك غموض بها بس انا من هلئ حبيت شخصية عدن بكل مافعلتو ميشان تستمر بالحياة وما تنكسر وحبيت قوة ديما يسلمو الايادي روايه قويه منذ البدايه تدل على كاتبه متمرسه قويه لها وزنها بالكتابه ناطرين ع نار بس الي استفسار متى راح تنزل الفصول وبتمنى فصلين بالاسبوع مع الاوضاع التي نعيشها الان فهي سوف تساعدنا على تحمل هكذا وضع دمتي بخير


https://em.wattpad.com/de34553364146...it&w=720&h=720

يالا التعليق الجميل .. مرحباً بكِ عزيزتي بيننا ..
جميع شخصيات الرواية المكروهين يُرحبون بكِ :94:

أحب أحيي نفسي أن القرّاء اتفقوا على كره كنان ، ماشاء الله خطتي جاءت عكسية :el7qoni:
والبقية منقسمون مابين تأييد إيليا وكرهها ..

ممتنة لكِ جداً على الرأي الجميل .. وأنتظركِ في الفصول القادمة :amwa7:
أما بالنسبة للفصلين سأحاول النظر في أن يكونا هكذا .. لكن للآن فلدينا فصل واحد الأربعاء القادم
كوني بخير :amwa7:

اسفة 26-06-20 11:23 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساهرية (المشاركة 14945736)
يسعد صباحك أسوفتي والله لا يحرمنا من طلتك اللولبية الجميلة :94:






https://em.wattpad.com/de34553364146...it&w=720&h=720

يالا التعليق الجميل .. مرحباً بكِ عزيزتي بيننا ..
جميع شخصيات الرواية المكروهين يُرحبون بكِ :94:

أحب أحيي نفسي أن القرّاء اتفقوا على كره كنان ، ماشاء الله خطتي جاءت عكسية :el7qoni:
والبقية منقسمون مابين تأييد إيليا وكرهها ..

ممتنة لكِ جداً على الرأي الجميل .. وأنتظركِ في الفصول القادمة :amwa7:
أما بالنسبة للفصلين سأحاول النظر في أن يكونا هكذا .. لكن للآن فلدينا فصل واحد الأربعاء القادم
كوني بخير :amwa7:

ومين مين مين ده كنان حبيب الملايين:1aa:دخلته غير

ياختتتى واى دخلة الدم للركب وضرب من تحت الحزام:Ts_011:زى كورونا ولا 2020


https://images.akhbarelyom.com//imag...4125240622.jpg
شدخلنى سديكة :tears:

طب وانا مالى طب وانا مالى طيب ياغزالى :28-1-rewity:

أحم قصدى وانا مالى يالمبى





:248081:
https://media1.tenor.com/images/bd41...temid=12061834

MonaEed 26-06-20 08:42 PM

بداية موفقة عزيزتى
حقا كنان انانى وغبى
اليا اغبى منه راهنت على فراغ

ساهرية 26-06-20 11:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسفة (المشاركة 14945745)
ومين مين مين ده كنان حبيب الملايين:1aa:دخلته غير

ياختتتى واى دخلة الدم للركب وضرب من تحت الحزام:Ts_011:زى كورونا ولا 2020


https://images.akhbarelyom.com//imag...4125240622.jpg
شدخلنى سديكة :tears:

طب وانا مالى طب وانا مالى طيب ياغزالى :28-1-rewity:

أحم قصدى وانا مالى يالمبى





:248081:
https://media1.tenor.com/images/bd41...temid=12061834


شوفي يا أسوفتي الكل يهاجم شيخ الشباب بتاعنا من أول فصل ، يا جماعة خفّوا عالولا :22-1-rewity:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MonaEed (المشاركة 14946330)
بداية موفقة عزيزتى
حقا كنان انانى وغبى
اليا اغبى منه راهنت على فراغ



شكراً يا جميلة أضحكتيني والله :elk:
تابعي معي عشان نشوف الأغبياء دول هيعملوا إي :22-1-rewity:

Mini-2012 27-06-20 10:31 PM

🌺❤🌺❤🌺🌺❤🌺❤🌺🌺❤🌺❤🌺🌺❤🌺❤🌺❤🌺❤🌺
🌺❤🌺❤🌺🌺❤🌺❤🌺🌺❤🌺❤🌺🌺❤🌺❤🌺❤🌺❤🌺

م ام زياد 28-06-20 07:02 PM

تسلم ايدك بجد حلو قوي قوي
أكيد طبعا لسه فيه أسرار مختفيه ويكون منها السبب ايلي ابعد عدن عن كنان
لكن كده هوه بيع بها اكتر يعني انت بعيد ما قدرت تنسى ولا حاولت تطلب منها المساعده وكنت بتبعد دلوقتي وهيه قدامك هتعرف احب اقولك يا كنان 🤨حسبي الله

ساهرية 29-06-20 01:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد (المشاركة 14949768)
تسلم ايدك بجد حلو قوي قوي
أكيد طبعا لسه فيه أسرار مختفيه ويكون منها السبب ايلي ابعد عدن عن كنان
لكن كده هوه بيع بها اكتر يعني انت بعيد ما قدرت تنسى ولا حاولت تطلب منها المساعده وكنت بتبعد دلوقتي وهيه قدامك هتعرف احب اقولك يا كنان 🤨حسبي الله



حبيبتي أنتِ تسلمي :amwa7:
حسبنة جماعية على كنان المسكين :fight:

ساهرية 30-06-20 07:56 PM


غادة. 30-06-20 08:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساهرية (المشاركة 14953760)

:32-1-rewity:

تسجيل حضور من الآن

Sara Ali❤️ 30-06-20 11:07 PM

الله بجد بداية موفقة إن شاء الله 🤩🤩🤩🤩
ومنتظرة بشدة لمتابعة الأحداث القادمة،⁦❤️⁩⁦❤️⁩
إيليا حبيتها جدا بزعل جداااا علي الشخصيات اللي زى ايليا بتحب جوزها وهو للاسف اناني في مشاعره ولا منه بيحاول وبينسي القديم ولا منه يسيبها تتابع حياتها ولو ايليا رضيت وتابعت وفي الاخر محبهاش يتقال عليها هي قللت من نفسها واستمرت ولو شخصيتها اتغيرت للاسوء يتقال عليها الصفات الوحشة كلها 😥😥حقيقي بجد حبيتها اوووى واتمني لها السعادة اللي تتمناها
عدن شخصية قوية واظن أن معرفتها للسر القديم سبب في بعدها عن كنان بس ياترى هتقدر تتعايش معه في مكان واحد وهي متخيلة أنه عايش حياته مع زوجه طبيعية
إياس شخصية غامضة بس حبيته اووى مش عارفة ليه🤷
بجد تسلم ايدك من الروايات القليلة اللي الواحد يتشد فيها للبطولة النسائية وينحاز لهن ⁦❤️⁩⁦❤️⁩
ومستنية القادم بشدة بإذن الله😘😘😘😘😘😘😘😘

MerasNihal 01-07-20 12:07 AM

مساء الجمال حبيبتي💙
مبارك الإنطلاقة وموفقة بإذن الله💙💙😘

ساهرية 01-07-20 10:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Sara Ali❤ (المشاركة 14954086)
الله بجد بداية موفقة إن شاء الله 🤩🤩🤩🤩
ومنتظرة بشدة لمتابعة الأحداث القادمة،❤❤
إيليا حبيتها جدا بزعل جداااا علي الشخصيات اللي زى ايليا بتحب جوزها وهو للاسف اناني في مشاعره ولا منه بيحاول وبينسي القديم ولا منه يسيبها تتابع حياتها ولو ايليا رضيت وتابعت وفي الاخر محبهاش يتقال عليها هي قللت من نفسها واستمرت ولو شخصيتها اتغيرت للاسوء يتقال عليها الصفات الوحشة كلها 😥😥حقيقي بجد حبيتها اوووى واتمني لها السعادة اللي تتمناها
عدن شخصية قوية واظن أن معرفتها للسر القديم سبب في بعدها عن كنان بس ياترى هتقدر تتعايش معه في مكان واحد وهي متخيلة أنه عايش حياته مع زوجه طبيعية
إياس شخصية غامضة بس حبيته اووى مش عارفة ليه🤷
بجد تسلم ايدك من الروايات القليلة اللي الواحد يتشد فيها للبطولة النسائية وينحاز لهن ❤❤
ومستنية القادم بشدة بإذن الله😘😘😘😘😘😘😘😘

مرحى ، مُتابعة رائعة جديدة :31-1-rewity::31-1-rewity:
سلمتي عزيزتي على الرد الجميل ، هكذا ردود تُثلج خاطري :elk:
وأنا أنتظركِ في المرة القادمة
كوني بخير ❤
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MerasNihal (المشاركة 14954209)
مساء الجمال حبيبتي💙
مبارك الإنطلاقة وموفقة بإذن الله💙💙😘

صباحُ الخير يا جميلة
بارك ربي بُعمرك ، وشكراً لمرورك الجميل ❤

ساهرية 01-07-20 11:17 AM

موعدنا اليوم مع الفصل الثاني في الساعة الواحدة والنصف بتوقيت مصر ،
كونوا بالقرب أحبتي
https://mrkzgulfup.com/uploads/159359127524051.jpeg

غادة. 01-07-20 02:06 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 2 والزوار 5)
‏غادة., ‏houda4

ساهرية 01-07-20 02:23 PM


ساهرية 01-07-20 02:26 PM



الفصل الثاني
في الحيّ بسيطِ المعالم والعمران وحتى أُناسه الذين يمضون في تَزاحمٌ إلى نهاية النهار .. مضت مُسرعة تحاول تفادي الصدام بالأكتاف البشرية العديدة إلى جانبها .. وشعرها الذي هرب من معقلهِ مُهمَلَ الربط .. عكس آخرَ بريقٍ للشمس قبل أن تغرب .. فسارعت الخطى والظلام يغمر الطريق ذي الإنارة الخافتة حولها .. وهي تلعن في سرها الحافلة التي تتوقف خارج الحي تماماً وكل مرة تضطر للنزوحِ متأففة على أقدامها لقرابة الربع ساعة حتى تصل إلى بنايتهم .. صعدت السلالم مُسرعةً حتى الدورِ الرابع وهي تلهث تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة .. دلفت إلى الشقة لتُلقي بالكيسِ الصغير على الطاولة وتتناول منه إبرة لتُعبئها بالمحلول وهي تخطو نحو غرفةٍ صغيرة للتراءى لها أختها هامدة على السرير .. وأمها إلى جانبها تتناوب يداها على تبديل الكمادات ..
" آه من تلك المدللة ذات المناعة الضعيفة .. هيا هيا إلى الإبرة " سحبت الغطاء من عليها لتبدأ بدغدغتها برفقٍ .. بينما تأوهت الأخرى بتعبٍ وسأم .. حدثتها أمها بتأنيب " ديما .. دنيا ليست حمل المزاح الآن " ..
ردتّ ديما بينما تسند أختها لتقف " أنتما كئيبتين ، ما آخر قياس للحرارة ؟ "
" كانت تسعة وثلاثون " .. همهت ديما لتعطي الإبرة برفق وتنغصات الألم تغزو وجه دُنيا .. عادت لتنام مجدداً .. وخرجت ديما إلى الصالة لترمي بنفسها على إحدى الأرآئك بتعب .. وهي تدلك جانبي رأسها .. تنهدت ولامست الحروق على جانب رقبتها بشرود .. هل أتخلص منكِ قريباً يا رفيقتي ؟ لم تخجل أبداً منها .. ولم تأبه للتنمر الذي كانت تتلقاه بشكل مباشر وغير مباشر طيلة سنوات دراستها .. لم تأبه أيضاً إلى النفور الذي يصلها من أي أم ترغب بعروس لإبنها لكنهن فور أن يرين دنيا تنفرج أساريرهن .. ويتوافد العرسان على بابهم لأختها الصغرى التي لا زالت بعامها الثاني بكلية الصيدلة .. أما هي وسنواتها الستة والعشرون مضين بلا فائدة ولا إنجاز .. تتنقل فقط بين وظائف عدة هذا إن قبلوا توظيفها لأنها ـ على حدِ قولهم ـ مُنفرة ومُجفلة بحروق وجهها الجانبية .. هل قالوا هذا صراحةً ؟ نعم قالوا .. يجدونها غير مُلائمة لأن تكون واجهة محل أو مكتبة أو حتى وظيفة حكومية .. حتى وهي لا ترتدي أي لباسٍ يكشف أبداً عما هو أصعب من حروق وجهها .. هي وأمها حاولن علاج تلك الحروق لكنها لم تختفي تماماً .. فالحروق التي تناثرت على وجهها ورقبتها .. وذراعها الأيمن وجانب فخذها .. جميعها كانت من الدرجة الثانية والثالثة .. لم تستطعن أبداً تغطية تلك التكاليف .. وأمها وجدت أن تأمين الحياة لها ولأختها بالمتبقي من إرث والدها البسيط أهم من علاج بعض الحروق .. لكنها لا زالت لم تأبه لشيء .. الألم القابع في نَفسِها أشد وطأة من أي إهانة .. ولذلك دموعها أبداً لم تسل بعدما رأت رجل عمرها .. أبيها .. مُدللها .. قابع وسط النيران التي طالتها والدماء كنهرٍ جارٍ من رأسه .. كانت تصرخ " بابا " بهلعٍ وخوف وهي مُقيدة غير قادرة على الحراك .. دموعها تمر خطيّن عبر الدماء التي غطت وجهها .. وهو لا يستجيب .. تمد يدها إليه بوهن تُريد لمسه للمرةِ الأخيرة ولا تستطيع .. حتى غابت عن الوعي .. وبعد أن استيقظت كان ألم الحروق مميت لكنه لم يكن أكثروجعاً من روحها التي ماتت وتفحمّت .. لقد كانت بعمر الثامنة فقط .. كان الأمر فاجعٌ .. جسيم لتُعايشه طفلة بذلك العمر .. تيّبس ذراعها الأيمن ورقبتها .. لم تكن قادرة على تحريكهما أبداً .. حتى تلقت جلساتٍ طويلة من العلاج الطبيعي .. فأصبحت قادرة على الحراكِ مجدداً.. لكن مشوّهة .. قلبُها حُمِّل بحُرقة فقدان أبيها لسنواتٍ طويلة .. وكان يُشعل ذلك الجمر المتقد في قلبها أي خبر خاص بتلك العائلة اللعينة ..
" أين كنتِ إلى هذه الساعة .. هل تبحثين عن عمل مجدداً ؟ " تحدثت أمها بتساؤل وهي تجلس إلى جانبها ..
رفعت ديما نظراتها الشاردة وهي تقول " ماذا ؟ " .. تنهدت أمها وردّت " أقول أين كنتِ يا ابنتي ؟ " نظرت لها ديما صامتة لعدة ثواني قبل أن تعتدل في جلستها وهي تقول بجمود " كنتُ في شركة الأدهم . ." تنهدت بثقلٍ أوجع صدرها وهي تُناظر الصدمة المُفجعة على وجه أمها ويدها التي امتدت لفاهها تكتم الشهقة ..
تحدثت أخيراً بغير تصديق وهي تقبض على ذراعها بقوة " ذهبتي ؟ ذهبتي وطأطأت رؤوسنا جميعاً .. كما أردتِ دائماً برأسك العنيد ! حق والدكِ لن تُرجعه أموال الدُنيا " أدلت بكلامها الأخير في صراخٍ صمّ أذن ديما التي عقدت حاجبيها بضيق لكنّ الهدوء لم يزل طاغٍ وتابعت الاستماع دون إبداء رد فعل ..
" أموالهم لن ترجع السنوات التي قضيتُ عمري أتلمس دفئه إلى جانبي ولا أجده .. ولن تُرجعه إلى أختكِ التي لم تره "
أراحت ديما رأسها إلى الخلف ونظرت إلى الجانب الآخر .. تبتلع غصة الفقد .. أمسكت أمها وجهها بعنف لتُعيده بمقابلتها وهي تقول بغضب " مهما كان الذي اتفقتي عليه معهم .. ستبصقينه في وجوههم وتعودين ! "
أبعدت ديما يد أمها التي تحيط بفكها وألقتها بعيداً عنها بقسوة وهي تهمس بشر " كفى .. "
قامت من مكانها تمسد شعرها بجنون ودارت في الصالة عدة مرات والأفكار تعصف بها وتتماوج على وجهها.. ومن ثم خلعت سترتها وألقتها أرضاً ورفعت بلوزتها لتُظهر التشوه الجانبي لبطنها بفجاجة .. وأشارت له ومن ثم لرقبتها وهي تهدر " لأنكِ لستِ أنتِ المشوهة ! "
ابتلعت غصة وتابعت " لستِ من ينفر منها كل عابر .. لستِ من درستي بجد لتحصلي على شهادة بالية بالإمتياز .. لستِ أنتِ من يُغلق كل باب عملٍ في وجهها .. لستِ من تجوبين الشوارع حتى بالت أحذيتك .. "
راقبت ارتجافة شفتيّ أمها .. والدموع التي سالت غير مُصدقة ..
لكنها تابعت بقسوة " هل تظنين إيراد أرض أبي السنويّ .. تلك القروش العفنة ستسندنا للأبد ؟ أو صدقات أعمامي ؟ لقد نفع هذا معنا ونحن صغار .. لكننا كبرنا .. وكَبُرت المتطلبات !.. "
أشارت إلى غرفة أختها بيد ترتعش عصبية " ابنتكِ تلك .. بأي نقود ستشترين لها الصيدلية التي تحلم بها ؟ بأي نقود ستزوجينها ؟ "
مسحت وجهها وهي تلتقط أنفاساً عميقة وتبتلع دموعاً تعهدت ألا تنزل وتابعت " أنا ذهبتُ أطالب بحقي .. ألا أدري أنهم ينظرون إلينا كأننا أذِلاء ؟ " ضربت على صدرها وهي تقول بحرقة " أنا أعرف .. وهذا يؤلم هنا .. ولكن هذا حقي ! أنا يجب أن أتخلص من حروقي وأنال وظيفة لكي نعيش .. أولئك الناس لا يعرفون بما حدث أصلاً ! انظري إلى رخص حيواتنا ! "
وجدت ذراعين يُعانقانها من الخلفِ وحرارتهما تنعكس على جسدها .. وقبلة تُطبع على كتفها .. ارتجف صوت دنيا وهي تقول ببكاءٍ مكتوم " أختي .. أنا آسفة لأجلكِ كثيراً .. أرجوكِ اعذري أمي أيضاً "
استدارت ديما لتشمل أختها في عناقٍ قويّ وهي تمسح على رأسها قائلة " لا بأس .. لا بأس "
اسندتها ليعودا إلى الغرفة .. تاركة أمها تغرق في أسى لا ينتهي ..
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
تحدثت رضوى التي كانت تمشي قرب البهو بتفاجؤ " عدن من أين أتيتِ الآن ؟ ظننتُكِ هنا .. " نظرت لترى إياس قادم من خلفها لتقول باحترام " مرحباً بعودتك سيد إياس " .. أومأ لها وهو يمشي مبتعداً ..
ابتسمت عدن بلطف وهي تقول " كانت لدينا بضعة أعمال .. "
تحدثت رضوى قائلةً بتأنيب " نحن سنضع العشاء الآن ، لا تفوتيه كالأمس .. "
تقوست شفتيّ عدن .. واكتأبت ملامحها وهي تتذكر أنها ستجتمع معهم على مائدةٍ واحدة .. حثت خطاها نحو غرفتها وهي تهمس " حسناً لا تقلقي "
وفي طريقها توّترت أنفاسها لماّ مرت بغرفة كنان و بقلبٍ مُرتجف وحواسٍ مشتعلة لعطره الذي يغمُر الردهة أغمضت عينيها و استنشقت أكبر قدر من الهواء المُحمل بعبقه وشعرت به كالإدمان .. لقد كان ذلك العطر هديتها له منذ سنواتٍ طويلة .. وعدها حينها أنه لن يضع غيره أبداً .. وإن انتهى حتى من الأسواق .. يُعيد تصنعيه مجدداً .. لأنه فقط منها .. ضحكت كثيراً وقتها .. لكن كم وفاؤه بوعوده يحرقها الآن!
كم أصبحت غريبة عنه .. تمضي بقدمين مُسرعتين من أمام غرفته خائفةً كقطةٍ مذعورة بعدما كانت تلك الغرفة ملكيتها الحصرية .. تُقبل فتزعجه كما تشاء .. تقفز على رأسه ليُساعدها في واجباتها .. يجدل لها شعرها .. لكن ألم يُعطها هو ذلك الحق ؟
كم استنكر الجميع أفعالها تلك !.. لم تسلم من نظرات جدها الغاضبة المستنفرة .. ولم يبتسم لها يوماً .. لكنّ كنان كان يُحيطها .. كان يدنو عليها ظلِاً يحمي طفولتها .. وسهامهم الحارقة تُصيب ظهره دون أن يسمح لها بالوصول إليها ..
غيرت مسارها واتجهت نحو غرفة حواء وهي تدخل غير آبهة بطرقِ الباب .. وحواء المُستلقية براحة على سريرها قد استقامت فجأة تُطالعها بدهشة قائلة " انظروا لعديمة الأدب ! " .. أزاحت عدن قدميها وهي تجلس معطيةً ظهرها وهي تقول بلا تعبير " جدلي شعري هذا "
تنهدت حواء وهي تعتدل متأففة لتبدأ بفكه وتجديله " والله أتعبتنا من بعدك يا كنان ، كل دقيقة تأتِ هذه وتفسد راحتي "
صرخت عدن بتفاجؤ غاضب وهي تدير رأسها عابسة " يا حواء .. ماذا تهذين ؟! "
كتفت حواء ذراعيها بجدية وهي تقول " إلى متى ستذوين في وجوده ؟ حينما حدثكِ ببرود واستدار شعرتُ بيدكِ باردة كالصقيع .. ووجهكِ صار أصفراً ممتقعاً .. غير جلستكِ المتملمة طوال الوقتِ وكأنك تجلسين على أشواك.. أنا أموت لأعرف لماذا فعلتي هذا .. لماذا ابتعدتي وتركتهِ وابتدعتي بعدها عدة تصرفات خالية من المنطق ؟! لقد كان الجميع يتنبأ بخطبتكما وزواجكما في أقرب فرصة . "
أدارت عدن وجهها للأمام مجدداً لكيلا تقابل وجه حواء وقالت " أريحي رأسكِ فقط ولا تهتمي بي .. عسى أن احترق حتى .. لا تهتمي .. من يشغل باله بي لن ينتهي من همي "
تحدثت حواء بجفاء وهي ترد بخشونة بينما ألقت بشعر عدن بقسوة " قبل أن تكوني ابنة عمي .. أنت أختي وصديقتي التي كبرت معها يوماً بيوم حتى اعتبرتك توأمي .. صدقيني لا أستطيع تجاوزك وكأنك بخير .. وأتمنى حقاً أن تحمليني همك الذي لا تبوحين به "
استدارت عدن تناظرها لثوانٍ والدموع تتجمع في مُقليتها ..وبملامحَ تقطر حزناً .. اقتربت لتُعانقها قائلةً بهمس قرب أذنها " لا تتزوجي وتتركيني إذاً "
ضحكت حواء بقوة وهي تشد شعرها من الخلف " من التي تتزوج ؟ ها أنا أعنس إلى جانبك . " ابتسمت عدن بدفءٍ وامتنان لتلك الهبة التي تقبع بحضنها .. رفيقة عمرها والوحيدة التي عرّت جفاء قلبها المُزيف تجاه كنان .. واحتضنت أنين روحها .. في يوم عقد قرانه .. بعد أن انتهى وسافر في نفس الليلة مشترطاً عدم عقد أي احتفال ..
دخلت حينها إلى غرفتها بعدما غادر الجميع بجسدٍ مُرَتج وبصرٍ غائم .. شعرت أنها فقدت القدرة على التنفس أو أن الغرفة فُرّغت من الهواء .. وأن العالم وما فيه أطبق على صدرها فإن جاء يرتفع في شهيق لم يستطع مجابهة ثقلِ الألم الذي وثب عليه ..فتحت الشرفة بسرعة ولم تستطع التقاط أي نفس .. الألم يتماوج عبر دمها ليُهلك ساقيها .. فانهارت على الأرض تتنفس بصوتٍ مُرعب .. تحاول استنشاق أي شيء كالغريق .. سمعت طرق الباب ولم تقوى على الرد .. حتى ازداد ولم ترد أيضاً .. ففُتح الباب وطلت حواء التي فجعها المشهد .. كيف كانت جاثية تقبض على صدرها بقوة وتستنشق بصوتٍ شارف على الموت والدموع تسيل من عينيها الحمراوين وأنفها وشفتيها .. هرعت حواء إليها وهي تصرخ " عدن !! " أحاطت بوجهها بفزع ومن ثم قامت مجدداً لتتحرك مردفةً بتلعثم " سأستدعي أحداً " تشبثت عدن بفستانها بأصابعٍ مرتجفة وهي تهز رأسها نفياً بصعوبة .. صرخت حواء بفزع " عدن ماذا تفعلين ؟؟ اتركييني.. ستموتين " .. هزت رأسها نفياً مجدداً وهي تتشبث أكثر ..
وضعت حواء يدها على فاهها وهي تشعر بالجنون وكيف تتصرف .. نظرت إليها وقالت بتحشرجٍ خائف وهي تجثو مجدداً إلى جانبها محتضنةً رأسها " حسناً لن أذهب.. أنا باقية .. أنا هنا .. هنا "
فاضت عينا حواء بالدمع وقلبها يرتجفُ رعباً من نفسِ حواء المُحتَضر.. وهي تقول " أرجوكِ أصدري صوتاً .. أو دعيني أطلب المساعدة "
نظرت حولها بتلهف لتُبصر الحمام المُلحق .. فقالت بينما تحاول إبعاد يد عدن المُتشبثة " سأذهب للحمام فقط .. أنا هنا .. سأحضر قليلاً من الماء "
خففت عدن من تشبثها أخيراً لتهرع حواء إلى الحمام وتغرق يديها بالماء وبضعة مناديل وتوجهت إلى عدن مجدداً لتمسح على وجهها مراتٍ عدة بالمياه الباردة .. وانسالت دموعهاً جارفة وهي ترقب ابنة عمها في انهيارٍ لم يسبق أن رأته وقالت بتوترٍ باكٍ " حبيبتي أرجوكِ قولي شيئاً .. ماذا حدث ؟! ماذا بكِ ؟؟ " اقتربت وعانقت رأسها وهي تمسد ظهرها .. وشهقات عدن لا زالت تُفزعها حتى فكرت بالخروجِ لطلب المساعدة مجدداً رغماً عنها .. إلا أن صرخة مذبوحة دوت من عدن وهي تشهق باسم كِنان .. وبكاءها ارتفع كطفلٍ رضيع ..وتشبثت بصدر حواء أكثر التي انعقد لسانها وملامحها تشهق ذاهلة " عدن أنت لا زلتِ تحبينه ؟! " .. كان بكاءً حارقاً مؤلم .. أنين مبحوح كطيرٍ ذبيح .. كانت ترتجف بشكلٍ مُريع .. وهي تقول بصوتٍ مبحوح يُؤلم الحلق " أنا أطفو .. لا أشعر بساقيّ .. لا أشعر بالأرض "
كانت حواء تستمع بلامحٍ مشدوهة .. لقد عرفت دائماً أن هناك شيء خاطئ غير صحيح .. لا يُمكن لعدن أن تستحيل لذلك الشخص البارد تجاه كنان .. لقد خدعتهم لثلاثةِ سنوات بمنتهى المهارة .. حتى أسى قلب الجميع على ذلك الحب الذي انطفأ ..
شعرت فجأة بيدا عدن تدفعها بوهن وهي تقوم مهرولة .. تتعثر .. والأرض تميد بها لتدلف إلى الحمام مغلقةً بابه و مُفرغةً كل مافي جوفها .. طرقت حواء الباب باكية وهي تحاول فتحه " افتحي دعيني أساعِدُك " .. لم تتلقى رداً فظلّت تطرق وتنادي " عدن سأجن من القلق " .. لا تصدق أن هذه التي تحتضر هي نفسها التي كانت تقف في عقد القران بابتسامةٍ لا تخبو .. فُتح الباب أخيراً وعدن ترتجف غارقة بالمياه .. عيناها غائمتين .. دامتيين .. أنفها ووجنتيها صُبغتا بحُمرةٍ قانية .. تحركت حواء فوراً لتحضر منشفة كبيرة حاوطتها بها وهي تقول " لا تتحركي حتى نبدل ملابسك "
ارتجف قلبها قلقاً وهي لا تشعر بأي حياة منها .. دموعها تنساب فقط بصمت .. وشهقاتٍ خفيفة تخرج بين الحين والآخر .. دثرتها جيداً واستلقت إلى جانبها وعانقت رأسها .. وهي تمسد شعرها .. ومن ثم قالت " أنت تحبينه إلى هذا الحد ؟! إذاً لماذا ؟ " .. شهقت عدن مجدداً ودموعها تنساب حارقة .. وقالت بصوت يكاد يُسمع " لم أتوقف عن حبه يوماً .. إنه .. " شهقت عدة مرات وهي تبكي بمرارة " إنه.. يجري .. في .. دمي "
رفعت حواء عينيها نحو السماء وهي تقول بقهر " إذاً لماذا .. لماذا يا عدن !! "
بكت عدن ترثو كل خليةٍ مذبوحة فيها .. تُبكي السر الذي ينحر روحها .. تُبكي ضياع حبها الوحيد .. تُبكي موتها ..
وظل السؤال مُعلقاً " لماذا ؟! "
أفاقت عدن من ذكرياتها على دمعة ثقيلة انسلت .. ثقيلة إلى حد آلم قلبها وكأنها بقايا دموع تلك الليلة وشهقة توارت في صدرها .
مسحتها دون أن تنتبه حواء التي انتهت من تجديل شعرها أخيراً ..
فأمسكتها وهي تقول بمرحٍ زائف " والله أفتح لكِ صالوناً للجدائل يا حلوة أنتِ "
ابتسمت حواء بغرور وهي تستقيم واقفة .. لتسحب عدن من يدها وهي تقول " هيااا لقد تضورت جوعاً ! "
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
كان الجميع قد شرع يتناول العشاء .. فانضمتا بهدوء وحواء تعتذر عن التأخير بخفوت .. اتخذت حواء مجلساً مقابلاً لكنان .. وعدن إلى جانبها مقابلة لنوح .. لم تستطع أن تقاوم استراق نظرةٍ إليه .. رأته كيف يتناول الطعام بهدوء غير آبه بقدومهما .. يُداعب نوح ويطعمه .. لكن نوح توجه ببصره إليها ليضع كفه على فمه ويرسل قُبلة طائرة .. فذابت لأجله وابتسمت بفرح رَغم قلبها المُثقل.. يالا صغيرها المُرهف .. كم هو جميل.. لا زال يفكر أنها تغار من اهتمامه بكنان فيحاول مراضاتها بعدم جلوسه إلى جانبها .. ضمت شفاهها لتُرسل له قبلة بالمقابل وابتسمت بحبور .. لتنقل نظراتها إلى كنان الذي حدق فيها بدون تعبير .. لكن عينيه حملت ناراً كادت تحرقها .. فانقبض قلبها وتوارى رُعباً في صدرها وأنزلت نظرها للطبق أمامها ..
وعاد كنان ليُطعم نوح الذي فتح فمه واسعاً ليستقبل الملاعق الطائرة .. بينما اشتعل الغضب بأعماقِه .. كيف لها أن تتصرف بتلك العفوية .. لثوانٍ فقط بتصرفها العفويّ عادت أمامه طفلته الصغيرة التي طالما أرسلت له هذه القبلات لمّا كانت بعمر نوح .. وتلك الجديلة التي تعلمها لأجلها .. لسنوات كان شعرها ليديه .. وضحكاتها له .. وعدن كلها ملكه وحده ..
" يا ليتك تُفرح قلبي بطفلٍ تطعمه كما تطعم نوح يا كنان " هكذا قاطعت ليندا أفكاره الساخطة .. لينظر لها بصدمة .. تماما كما توقفت شوكة إيليا في منتصف طريقها لفمها .. وكما شعرت عدن باللقمةِ تستحيل إلى نارٍ عبر حلقها ..
راقبت إيليا ملامحه المصدومة وقلبها ينبض بشدة للفكرة .. حتى عالجَ ملامحه بابتسامةٍ مجاملة لأمهِ دون إضافة كلمة واحدة ..
همست حواء بحنق " لابد من إضافاتها العبقرية لإفساد الجو كل جلسة"
همست عدن بالمقابل وهي تشعر بتلوي معدتها " لا شهية لي أبداً ، لا أستطيع ادخال ملعقة أخرى "
أومأت حواء بأسف قائلة " تظاهري يا عزيزتي تظاهري لتمضي هذه الليلة على خير ! حتى إياس لم ينضم للطعام لا أدري ما باله ! "
——————-
نائمين كُلاً منهم ظهره إلى الآخر .. كُلاً منهما تتلاطم أفكاره ولا ترسو لشاطيءٍ أبداً .. أغمضت إيليا عينيها بشدة وهي تنطق بخفوت لاحه التردد " كنان .. "
أجابها بهدوءٍ ناعس " أجل .. "
تابعت بصوتٍ متحشرج خائف " قُلتَ أن أعينك .. وأبقى معك .. "
صمت لتسترعي كل انتباهه .. وسمع احتكاك جسدها بالسرير خلفه .. تقترب !
كان قلبها يهدر نبضاً وهي تخشى أن يتكرر ماحدث آخر مرة .. لكن لابد أن تغامر ..
التصقت به وأدخلت ذراعها أسفل ذراعه لتمتد وتضع يدها على قلبه وهمست ورأسها يستريح على ظهره " تقبل إذاً طُرقي في إعانتك .. "
تصلب جسده تحت وقع التصاقها وتوقفت أنفاسه .. رافضاً بشدة
وفي عقله تتصارع عبارتين
" أنا أنفر مِنك .. ابتعد عني ولا تقترب أيها المقرف .. ألم تكتف بعد من استغلالي ؟ "
و
" لطالما أحببتك يا كنان .. سأصبر دائماً على شروطك وما تريده "
تصارعت العبارتين بشدة .. حتى أغلق عينيه من الألم الذي استفحل بعقله .. وتسارعت أنفاسه
ليحسم الصراع حينما أراح يده فوق يد إيليا ..
وقلبه يرتجف وهو يشعر رغم كل شيء أنه لا ينتمي إلى ذلك الجسد خلفه ..
إنما الجسد القابع على بعد غرفتين منه.
بينما تشبثت به إيليا أكثر وقلبها يتمايل حباً وكاد يسع ـفي هذه اللحظةـ كل الكون .
———————————————-
حسناؤه تقف هناك في الشُرفةِ وحدها .. لا توليه سوى ظهرها .. كاد أن يُتابع خروجه نحو العمل لولا أن رآها في شُرفة الردهة فسرقت أنفاسه ووقف يتأمل سكونها .. قدها الناعم والذي أبرزه ذلك البنطال اللعين وبلوزتها القصيرة .. أغمض عينيه ليطرد هذه الأفكار والشعور بالدونية يهاجم ضميره ! ليس لتلك التأملات فقط إنما لحبه الذي لا يخبو بعد أن أصبحت تنتمي لشخصٍ آخر ..
تقدم إليها يُريد استراق صباحه من وجهها ليتوهج باقي يومه ..
" دكتورة إيليا .."
استدارت إليه لتتسع ابتسامتها قائلةً بفرح وهي تحاول إبعاد خصلات شعرها المتطايرة " إيااس ! "
شعر بالدفء يغمر أعماقه لوهج ابتسامتها الصادقة .. رأى يدها تمتد تجاهه وهي تقول " كيف حالكِ .. وأين كنتَ البارحة لم أرك ! "
احتوى كفها الصغيرة بين كفه وهو يرد بتساؤل يحمل سخرية مواربة " وهل لاحظتي غيابي يا دكتورة ؟ "
نظرت له بلؤم وهي تقول " بالطبببع ! كيف أنسى فأر تجاربي أنا ونوار "
ضحك بخفة وهو يُفلت يدها بصعوبة .. وتمنى لو أنه يأسرها هنا للأبد ..
وتذكر كيف كانتا تحجرانه في غرفة المجلس ، تمارسان عليه شتى الدراسات .. من دراسةٍ للعضلات والعروق من أين تخرج وأين تصل وقياسٍ للضغط حتى انهار ذراعه بينما تجربان فشلهما عليه.. كانت إيليا تلامسه .. وكان يشعر وكأنما ريشة رقيقة تداعب روحه .. فبعد أن كان يمل من تأمرات نوّار .. صار الأمر هو جزءه الأروع من اليوم ..
ابتسمت باتساع لضحكه المرح..
وهو يرجوها في أعماقه ألا تبتسم أكثر بفتنة هكذا .. تفتك به .
سألها فجأة وعينيه قابعة على عينيها لا تحيدان " هل أنت سعيدة ؟ "
أجفلت من السؤال الغريب .. وضاعت ابتسامتها تدريجياً ..وأحست بضيقٍ طفيف وهي تُطالع عينيه الثابتتين .. لكنها أجابت بثقة مُهتزة " نعم .. أنا سعيدة .. ولِمَ لا أكون ؟ "
ابتسم ببرود غير مُصدق وهو يقول بلا تعبير " وسعادتك تُسعدني .." صمت قليلاً ثم تابع عاقداً حاجبيه يحاول أن يستشفي منها كلمة حقيقية " تساءلتُ فقط لأن كتاباتكِ مؤخراً .. كانت متألمةً بشكل ما .. "
كتاباتي ؟ تفاجئت واتسعت حدقتيها وتوترتا لتحيد بهما بعيداً عن مرمى بصره وهي تقول بخفوت " لا .. أنا فقط أحب ذلك النوع من الكتابات"
كان يُشعر بوجود خللٍ ما .. حتى أن تعابيرها غير الثابتة أقلقته بأنها تُعاني ..
هو فقط يعيش ذلك الصراع مع قلبه المحموم منذ عقد القران .. فكرة سعادتها مع كنان تؤرق مضجعه .. فكرة أنه يلمسها تُحيله إلى وحشٍ ضارٍ .. لا يغف له جفنٌ لأيام .. لا يتذكر أنه غفا بشكلٍ طبيعي يوماً .. في منتصف نومه يصحو والحريق ينشب بأضلعه وحتى الماء البارد لا يخمد ذاك الحريق ولن يُخمد يوماً إلا بها .. وبذاتِ الوقت يحترق إن رآها تُعاني .. يحترق إن رأى شفتيها متقوسيتين إلا بالسعادة .. فماذا هو فاعلٌ بحلمه المستحيل ؟ كاد أن يرد لولا هاتفه اللعين الذي اختار هذه اللحظة ليصدح برنينٍ مُزعج
أجاب عابساً " ماذا يا حواء ؟! "
صرخت حواء بغضب " يا ابني رد بشكل طبيعي ولو مرة .. مرحباً يا أختي الحبيبة .. كيف حالكِ .. ماذا تريدين ؟ "
تنهد بتعب وهو يقول " اختصري يا حبيبتي ! "
" أنا أقف عند سيارتك لتقلني معك لأن سيارتي تعطلت وشكراً . "
" حسناً أنا قادم " وأغلق عابساً لشرود إيليا منذ ألقت بجملتها الغير مقنعة ..
" سأذهب الآن .. "
ابتسمت له بمجاملة وهي تقول " حسناً ، أراكَ لاحقاً "
ابتعد وصدره يضيق قلقاً عليها .. بينما شردت في خطاه المُبتعدة .. لم تدرِ مسبقاً أنه يُتابع منشوراتها ويهتم لها .. بل لم يلاحظها أحدٌ من قبل.. لِمَ يهتم هو ؟ .. ومن ثم طالما يقرأ .. لِمَ لم يكبس إعجاباً واحداً على الأقل !

يتبع

ساهرية 01-07-20 02:28 PM

" يا فراس .. بالله ألا تأتِ قليلاً لنرى هذه الأشغال المتراكمة بفضلك ؟ "
هدرت عدن بسأمٍ على الهاتف وهي تدفع الملفات العديد أمامها بملل .. وفِراس يجيب بتلاعب بينما يغلق باب سيارته ويسير مبتعداً نحو الشركة " يا عزيزتي وما نفعي في وجودك ؟ "
قلدت جُملته بصوتٍ ساخرٍ وهي تُردف " ها ها .. لا تحاول ! "
ضحك بملء فاهه وهو يثبت نظاراته الشمسية " حسناً ، احزري أين أنا ؟ "
" هل في رحلةٍ إلى زُحل هذه المرة؟ "
عبس وهو يدلف مشيراً لكل موظف يعرفه في ردهة الشركة " لِمَ مزاجك سيء جداً يا إمرأة ؟ أنا في الشركة الآن "
ردّت بسخرية " والله سلِمتَ جداً " .. ابتسم وقال بنبرة استفزازية " سلّمك الله من كل شرٍ يا عدني "
أغلقت في وجهه دون إضافة كلمة أخرى .. بينما نبض قلبها ل " عدني " لقبها الخاص بكنان .. والذي اعتاد فِراس استفزازها به طوال تلك السنوات غير آبه للمعارك بينهما .. وكانت في كل مرة تغضب عليه وتؤنبه .. قال لها دون اهتمام " أنتما طفلين وستعودان في النهاية " ومن كُلِّ قلبها تمنت لو أن كلامه ممكن الحدوث .. لكن لا يمكن .. وبزواجهِ أصبح مستحيلاً .. وهي التي عمدت جعله مستحيلاً .
صدحت دقات منغمة على الباب .. لتضحك رغماً عنها آذنة بالدخول ليدلف فِراس قائلاً بابتهاج " مرحباً يا جميلة " وتبعه فوراً إياس العابس .. قامت من مكتبها لتتوجه إلى الأرآئك القابعة في زاوية الغرفة حيثٌ جلسا وهي تحمل رزمة من الملفات .. ألقتها تماماً حيث يجلس فراس قائلة " تفضل .. ثمار جهدك والتزامك "
رمى بنظارته على الطاولة بإهمال وهو يقول بانبهار ناظراً للملفات " لن تتركيني وحدي مع تلك , صحيح ؟ "
تنهدت وجلست مقابلة له وهي تقول " صدقني تمنيت هذا .. لكن هناك العديد من الأمور المهمة تستجوب مناقشتنا معاً لذا استدعيت إياس "
شمرت عن ساعديها وهي تقول بجِد " لذا لنبدأ يا سادة"
فُتِح الباب فجأة ليطل رأس حواء قائلة " هل تأخرت ؟ "
تحدث إياس مُشيراً ببؤسٍ " هل هذه مدعوة أيضاً ؟ والله لن تنتهي هذه الملفات اليوم ! "
هزت عدن كتفيها ضاحكة وهي تقول " قسم الهندسة يحشر نفسهُ دائماً "
خطت حواء بخفة وخُيلاء لتتخذ مجلساً بجانب فِراس الذي ابتسم لها غامزاً لتقول بمرح وهي تُلقي ملفاً آخر فوق الكومة" أنا آتي بدون دعوة يا أخي ، وأحل أهلاً بكل تأكيد "
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
خطت ديما إلى الشركة مجدداً بخطى ثقيلة ونفسٍ مُرهقة .. تلف وشاحاً يُخفي رقبتها .. لتتلاشى النظرات الفضولية المُشفقة لكل مرموقي المقامات في هذه الشركة الفاسدة .. كانت قد هاتفت عدن صباحاً .. تلك الفتاة الغريبة اللطيفة .. هل ربما تصطنع لتنقذ نفسها وعائلتها من الفضيحة ؟ إنها تتجاوب مع أي شيء تقوله ودون أي اعتراض .. وطلبت منها الحضور للشركة بعد الظهيرة كي تذهبا سوياً إلى صديقتها الطبيبة المختصة بهذه الحالات ..
وصلت إلى مكتبها .. لتخاطب السكرتيرة بهدوء " لديّ موعد مع الآنسة عدن . "
ابتسمت الموظفة برسمية وهي تقول " بإسم من ، من فضلك ؟ "
" ديما "
تحدثت عبر الهاتف ومن ثم قادتها لتدلف إلى الغرفة ..
أربعة أزواج من العيون تُحدق فيها .. أحدهم مبتسم.. وآخرين يحدقان بتعجبٍ .. والأخير عابس عاقد الحاجبين ..
وهي أيضاً لم تستطع كتم دهشتها
لتقول بعفوية بينما تتقدم إلى عدن التي وقفت لاستقبالها " ماشاءالله .. جيناتكم قوية !! " .. ضحكت عدن بخفة لترد عليها مُصافحةً إياها " كيف عرفتي أنها نفس الجينات ؟" .. ابتسمت ديما ابتسامةً يشوبها السخرية لتهز كتفيها مُجيبةً " بالنظرِ فقط .. تبدون مُستَنسخين ! "
ضحك فِراس بصوتٍ منخفض وهو يهمس لحواء التي ابتسمت بدورها " من هذه الموناليزا ؟" ..
جحدته حواء بنظرة مؤنبة وهي تهمس " ستفضحنا ! "
تحدثت عدن ببشاشةٍ وهي تشير لديما " هذه ديما صديقتي .. وهؤلاء حواء .. فِراس .. إياس وقد تعرفتي إليه مُسبقاً "
نظرت لها ديما بإجفال بعد نعتها بالصديقة.. تفاجؤ تغلب على سقم قلبها حينما استمعت إلى اسمِ فِراس .. وبدون قصد عدلت من شعرها المنساب على وجهها خافياً حروقه خلف أذنها .. لتظهر بوضوح مُجفلة فِراس الذي كان يتفحصها بدقة .. ويقيم ملابسها البسيطة جداً بعينٍ خبيرة ويُراقب تقلّب تعبيرات تلك الملامح الحادة وابتساماتها الساخرة .. وبدون أن يدري عقد حاجبيه ..و فسد مزاجه فجأة وشعر بالضيق .. كأنه كان يتأمل لوحة جميلة وفجأة انسكب الطلاء لينثر قطراتٍ شاذة عليها .. لكن ومع ذلك .. ظلّت لوحة جميلة جداً .. تأسر الروح وإن تلطخت !
لكزته حواء لُيخفض بصره عنها .. لكنها ظلّت ثابتة تماماً .. حتى جحدته ديما في المقابل بنظراتٍ كارهة مُحتقرة .. ليرفع حاجبيه بتعجبٍ لنظراتها المحتدمة الجريئة نحو عينيه مباشرةً .. وهي تسحب شعرها مجدداً ليغطي جانب وجهها بأنفة .. قامت حواء بابتسامةٍ لتُصافحها قائلة " لم تخبريني بهذه الصديقة الحسناء من قبل "
ابتسمت لها ديما بمجاملة .. لترد عدن " لقد تعرفنا حديثاً .. والآن عُذراً منكم لدينا مشوار سوياً .. ولقد تبقى القليل لذا تابعوا وحدكم " قالت كلماتها الأخيرة وهي تتجه إلى حقيبتها لتتناولها خارجة بصحبة ديما .. حتى نادى إياس بسرعة " عدن ! "
وقفت عدن بينما أكملت ديما خروجها دون أن تُلقي نظرة أخرى عليهم ..
التفتت عدن لإياس الذي اقترب منها قائلاً بهمس " كان يُمكن أن نتصرف معها بطريقة أخرى .. بدلاً من الجنون الذي تفتعلينه الآن والذي لا أفهمه.. اعتني بنفسك وهاتفيني إن حدث شيء .. قلبي لا زال غير مُطمئن . "
ربتت على ذراعه وابتسمت بحنانٍ قائلة " لا تقلق . "
واستدارت مبتعدة إلى ديما التي قالت فور خروجها بحنق " طالما أوشكتِ على الانتهاء كان حرياً بكِ الاتصال ولنتقابل بالخارج بدلاً من صعودي إلى هنا .." ومن ثم أغمضت عينيها بأسى وهي تشعر أن وقاحتها تزيد بلا رادع مع الشخص الوحيد الذي أولاها اهتماماً ..
لكنّ عدن قالت بملامحٍ يُغلفها الندم لجعل ديما تُقابل البقية بتلك الطريقة " أعتذر منكِ حقاً .. يشغل بالي ألف شيء ولم أحسن التصرف "
لم ترد الأخرى وهي تشعر بالذنبِ يتفاقم .. وبالخطر ينسل من معاقلهم ليُحيط بها .. فها هي تندمج بهم لأقل من يوم .. تبتسم وتصطنع مثلهم .. حتى شعرت بداخلها يُلوّث .. لكن الصبر قليلاً فقط .. حتى تنال حقها !
وفي الداخل .. لم يسلم إياس من نظراتهم المُتسائلة .. حتى جلس متنهداً وهو يخلل يديه في شعره ..
سألت حواء مباشرةً بفضول وملامح عابسة " لِمَ لم تخبرني عدن عنها؟ لم تخفي عني أمر أصدقائها من قبل "
نظر لها فِراس وهو يمدد جسده إلى الوراء قائلاً بعبث " إنها لا تشبه صديقات عدن .. أعني عدن تشبه البسكويتة .. وتلك الموناليزا تشبه المطرقة "
أردف مغمضاً عينيه بهمس وهو يسند ظهره براحة " لكن مطرقة جميلة "
نظرت له حواء نظرة جانبية مستاءة وهي تقول " بالطبع تحفظ صديقات عدن .. أيها المتلاعب "
شيعهما إياس بنظراتٍ صامتة لبضعة ثوان ومن ثم ردّ بلا مبالاة وهو يلقي بأحد الملفات أمامهما " لقد جمعتهما الطرق مؤخراً فقط ، ولا تسألا المزيد لدينا أعمال متراكمة "
ابتسم فِراس وهو يحرك أصابعه بشكل وهمي على الأريكة .. يتحسس تفاصيل تلك اللوحة ... أم المطرقة ؟
ـــــــــــــــــــــــ
كشفت عن تشوهاتها الجسيمة وجلدها السميك الذي يرتفع عن باقي جسمها بدرجةٍ بسيطة ويترواح لونه مابين الأحمر والبنفسجيّ إلى عينيّ الطبيبة المُستكشفة .. والتي تهمهم بينما تدّون بعض المُلاحظات .. ابتسمت لها الطبيبة بعمليةٍ بينما تبتعد لتعود حيثُ عدن مُعطية ديما الراحة في ارتداء ملابسها ..
حتى تبعتها بعد ثوانٍ لتتحدث الطبيبة أخيراً موجهةً كلامها إلى كليهما " لا تقلقي أبداً آنسة ديما .. لقد تطور المجال الطبيّ في علاج الحروق إلى الحد الذي سيُخفيها تماماً .. وبالنظر إلى حالتكِ وتدهور حالة الجلد وقِدمه .. لن أستطيع تحديد عدد الجلسات .. سنُتابع أولاً بأول حتى نرى تقدماً "
ابتسمت ديما بقلب نابض .. وهي تتحسس حروق رقبتها بأمل ..
تطلعت إليها عدن بابتسامةٍ وقلبٍ مُشفق ..
تابعت الطبيبة مُردفةً " والآن عبئي بياناتك هنا .. وبإمكانكما الآن المُتابعة مع مُساعدتي بالخارج " وناولتها نفس الورقة التي كانت تدوّن فيها الملاحظات سابقاً ..
تمتمتا بالشُكر .. وهما تتوجهان خارجاً ..
وقفت ديما بعيداً تشعر بفرحةٍ هادرة تعبث بحُزنِ قلبها المُثقل .. بينما تُراقب عدن تُملي بيانات وسيلة الدفع الإتئمانية للجلسة القادمة ..
عدن تلك الفتاة الغريبة .. هشة المظهر .. بفساتينها الفضفاضة التي تُضفي ضُعفاً هائلاً إليها وبذاتِ الوقت رُقيّاً بائناً .. تبدوان النقيضين تماماً بينما تمشي إلى جانبها بهيئتها المُشعثة البسيطة .. لكن وبطريقة ما .. هما شريكتا قدر .
" لديّ طلبٌ أخير .. وبهذا نكون قد انتهينا تماماً "
توقفت عدن قبل الوصول إلى سيارتها لتستدير مجدداً وبكل إنصات أجابتها " أجل يا ديما .. أخبريني "
تنهدت ديما وهي تشعر بكرامتها تحترق .. وتهترئ مما أقبلت عليه منذُ الأمس ..
لكنها نظرت بثباتٍ لتقول " بعد أن أنتهي من الجلسات .. أريد أن يتم توظيفي .. "
تفاجئت عدن قليلاً وهي تقول بارتباك " لكني لا أملك صلاحيات خارج شركتنا .. أعني .. أتقصدين شركتنا ؟ "
أومأت ديما وقلبها يمتقع بتلك المخاطرة التي تُقبل إليها .. تنهدت عدن لتُردف " هل أنتِ متأكدة ، هل ستكونين مرتاحة ؟ "
ردّت ديما بجفاء " لا دخل للأمرِ بارتياحي أو لا .. أنا سأعمل وسأتلقي أجراً مقابل عملي .. لن تتصدقوا عليّ مثلاً.. لديّ شهادة بتقدير الإمتياز .. لكن دون خبرات .. لم يقبل أحد توظيفي من قبل .. والفضل للحروق "
نظرت عدن إليها بعطف وهي تقول " ألهذا قلتي بعد أن تنتهي من الجلسات ؟ "
صمتت قليلاً وتابعت " برأيي أن تبدأي العمل فوراً .. نحن لا نعرف متى تنتهي تلك الجلسات .. "
أجفلت ديما وهي تلامس حروقها مجدداً .. لمساتٍ شابها القلق وقبل أن ترد اقتربت عدن لتقول بجدية " لا تأبهي لأحد .. قلتِ أنك ستعملين وتتلقين أجراً لذا أَقْبِلِي بكل عنفوانك وأريهم كيف لتلك الجروح -داخلية كانت أم ظاهرية- إمدادنا بالقوةِ للمتابعة .. وأن لا أحد مهما نبش فيها قادرٌ على إماتة استمرارية الحياة فينا .. نحن وإياهم في تحدٍ للسقوط حتى النهاية.. لذا لا تتأخري أكثر من ذلك . "
اتسعت حُدقتيا ديما تأثراً .. وهي للحقِ تشعر بعدن تمدها بقوة لم تعهدها .. وتتأكد أنهما مجدداً شريكتا قدرٍ .. بطريقة ما .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
أغمضت عينيها وهي تُخرج رأسها من النافذةِ قليلاً .. تستقبلُ لفحاتِ الهواء الدافئ التي تضرب مواطن السعادةِ في قلبها .. لندن ؟ لا تليق بها أبداً .. فقط هذا الوطن لاق بروحها دائماً .. تندمج في صيفه فيرتسم جسدها من الدفء وينبض حياً ..
" إيليا هلّا أدخلتِ رأسك ؟ الآن لن نسلم من مُضايقات الشباب المنحرف ، وأيضاً أكاد أذوب من فرط الحرارة ! "
أدخلت إيليا رأسها بعد أن لمحت بالفعل بعض الشباب في سياراتٍ أخرى مارة يُلقون بنظرات وإشاراتٍ عابثة .. جحدتهم بنظراتٍ محتقرة وهي تُغلق الزجاج المعتم .. لتلتفت إلى نوّار المتأففة التي احمر خديّها بفعل الجو الحار .. ابتسمت ببشاشة والفرحة الوليدة في قلبها تُضفي بريق الحياة على محياها .. لقد غفت تماماً في نومٍ هانئ وكأن عينيها لم تعهداه منذ سنوات ..وهي تعانقه ويده تُدفئ يدها .. تلك اللمسة البسيطة حملت قلبها لتعبر به سنة الجفاء التي كانت بينهما .. وتمنحه صفحاً بلا حدود ..ولم تشعر بنفسها إلا وهي وحيدة صباحاً .. لكن عطره الملتصق بها جعلها تبتسم من الأعماق .. لتصحو بروحٍ يغمرها التفاؤل ..
" ربما كان عليكِ تأجيل زيارة عائلتك حتى ينتهي كنان من أشغاله مع جدي .. لا أصدق أنه أقبلَ نَهِماً لمناقشته في أوضاع الفرع في لندن صبيحة اليوم الثاني لوصوله فقط ! " هدرت نوّار بغير تصديق وهي تضرب على المقود بسأم ..
ابتسمت إيليا بلطف وهي ترد " لم أطق صبراً .. اشتاق لأمي كثيراً " أومأت نوّار بتفهم بينما صمتت إيليا تتطلع بحماس للسورِ الفخم الذي أطل من بعيد تتوسطه بوابة ضخمة .. فور أن فُتحت بعدما ميّزها الحرّاس كشفت عمّا خلفها من مساحاتٍ خضراءَ واسعة تحتضن فيلا ارتسمت الفخامة على كل ركنٍ من تصميمها العصريّ ..
أمها لا تتوانى عن التجديد كل فترة بأحدث الصيحات ...
نزلت إيليا بتعجل وهي تُلقي بقبلة إلى نوار التي صرخت من خلفها " إيليا أنا سأقلك حينما تنتهين ، اتصلي بي فقط "
عادت إيليا مجدداً لتطل من نافذة السيارة قائلة باستغراب " ولِمَ تتعبين نفسك ؟ أصلا يكفي أنكِ أوصلتني ! سأطلب تاكسي من هنا "
ابتسمت نوار بمرح وهي تقول مازحة " يا بنت ، لو أخذكِ من هنا سيختطفك ويطلب فدية .. أنتِ أمانة أخي .. اتصلي بي فقط ولا تكوني عنيدة مثله "
بادلتها إيليا الابتسام وهي تومئ ملوحةً لها وهي تبتعد بسيارتها الرياضية الحديثة ..
توجهت إلى الباب الخلفي المتصل بالمطبخ ودلفت بهدوء حتى شهقت الخادمات ووقفن سريعاً لتحيتها وهي تبتسم وتتساءل " أين أمي ؟ "
تحدثت إحداهن باحترام " السيدة جورية قد أخذت فطورها بالقرب من المسبح ولا زالت هناك "
لوحت لهنّ متمتمة بالشكرِ وهي تخرج .. ومن ثم
صعدت مهرولة للدور الثاني وهي تتجه للشرفة الفخمة المطلة على الحديقة الخلفية .. تتناثر على أطرافها أزهارٌ متمايزة الألوان خصيصاً الجوري.. ويتوسطها مسبح تصطف إلى جانبه العديد من الكراسي .. حتى وجدت أمها تستلقي على أحدهم بملابس السباحة يغطيها روب قصير جداً .. ببشرةٍ اكتسبت سُمرة ناصعة وشعرٌ أحمر دمويّ .. آه يا أمي هل صبغتي مجدداً !
اقتربت لتجلس إلى جانبها تُداعب وجهها مُغمض العينين وتمسح على شعرها .. وهي تبتسم بدفء .. أمها لا تكبر أبداً .. تبدو أقرب إلى أختها الكبيرة.. تململت جورية في غفوتها حتى فتحت عينيها بفزع وهي تهتف " إيليااااا "
قامت واعتدلت في جلستها وهي تضمها بقوة ، تشتم شعرها بشوق قائلة " حبيبتي الصغيرة .. اشتقتُ إليك كثيراً "
لفّت إيليا ذراعيها حول جذع أمها وهي تغمر رأسها بصدرها الحاني " أمي .. وأنا اشتقتُ إليك أكثر "
ابتعدت جورية عنها وهي تحيط وجهها بكفيها تُقلب فيه بقلق وهي تقول " لقد فقدتي وزناً " تحدثت إيليا بفم السمكة الذي صنعته كفا أمها اللذان يضمان وجنتيها بقوة " بالطبع يا أمي ، كلما ترينني تجدينني فقدت وزناً حتى لو زدت مئة رطل "
تجاهلتها أمها بينما تنظر للخلف وفي أرجاء المكان بعجلةٍ وفضول " أين كنان ؟ ألم يأتِ ؟! "
هزت إيليا رأسها نفياً وهي تقول بخفوت مبتسم " لا فلديه بعض الأعمال العاجلة "
ابتسمت جورية بخيبة أمل وهي تقول بعدم ارتياح " الأولى كان أتى لأم زوجته .. "
حاولت إيليا تغيير الموضوع وهي تمسك ببعض خصلان شعر أمها المتهدلة وقالت " يا جوريتي ، أخبرتك أن الصبغات تُهلك بصيلات الشعر وتعجّل بظهور الشعر الأبيض ، لكن أتساءل دائماً هل عضّكِ مصاصُ دماءٍ في مراهقتكِ ؟ "
غمزت أمها بخفة وهي تقول ضاحكة " وحتى الشعرات البيضاء إن ظهرت نلحقها بصبغةٍ جديدة ! " ثم عبست قليلاً وهي تتساءل " لكن ما علاقة مصاصي الدماء ؟ "
هزت إيليا كتفيها وهي تقول بخفة " يبدوأنه أوقف نموك عند المراهقة ، فأنتِ تزدادين جمالاً يا جوريتي الحُلوة "
ضحكت أمها بدلال وعمق وإيليا بالمقابل ابتسمت باتساعٍ وهي تتنفس ببطء صفاء هذا الجو وهدوئه وشدو العصافير الذي يدخلها في حالةٍ من السكون الجميل .. حتى زعزعه سؤال أمها وهي تسأل باهتمام بينما تربت على يدها " وكيف حالكِ مع كنان ؟ هل .. "
صمتت وهي تنظر إلى بطنها بتساؤل وحماس " هل هناك طفلٌ قادم ؟ "
ارتجفت إيليا وهي تشعر بتوترٍ لوّى معدتها .. وهزت رأسها نفياً ..
نظرت جورية بشك إلى ملامح ابنتها المُشتتة وقالت " لماذا هل تأخذين وسيلة منع ؟ أم أنكما تؤجلان ؟"
تنهدت إيليا بثقل وهي تبتلع دمعاً مُرّاً مَرّ عبر حلقها .. تود لو تُفصح لأمها .. فلقد أثقل الأمر صدرها كثيراً وكذباتها بالسعادة كلما حادثت أمها تؤلم ضميرها أكثر ..
نبض قلب جورية بالخطر وتحدثت بينما تهز كف ابنتها برفق " يا ابنتي تحدثي ، لا تقلقيني !"
صمتت قليلاً وهي تتطلع في أعين جورية اللاتي ملؤهن الخوف وقررت فجأةً إقصاء هذا الحِمل عن كاهلها وهمست وهي تتطلع مباشرةً " أمي ، كنان لم يلمسني إلى الآن .. "
شهقت جورية بفزع وهي تضرب صدرها بقوة .. في حركةٍ لا تتلائم مع ملبسها ولا مايُحيط بها .. وحدقتيها تهتزان بقوة ..
أمسكت يدا إيليا بسرعة وهي تتحدث بفزع " لِمَ يا ابنتي هل يعاني مشكلة .." قاطعتها إيليا وهي تهز رأسها نفياً بقوة حتى تناثر شعرها " لا يا أمي ، كان هذا باتفاقٍ غير مباشر بيني وبينه قبل عقد القران ، أنا وافقت على شروطه وأنا أشعر في داخلي بسخريةٍ منه .. كنت أعتقد أن لا رجلاً قادر على مقاومة زوجته .. كنت أحسب أنني سأكسبه وأكسب حبه لكن تأثره بِعَدن كان أقوى مني حتى وصل الأمر بي لطلب الطلاق " ذُهلت ملامح أمها بالفزع فوضعت إيليا كفها على وجنتها لتردف بطمئنة مُرتجفة " لكن الوضع تغير حينما عدنا .. لقد طلب مني البقاء معه و.. " ابتلعت بقية كلماته بشأن عدن .. فالتمعتا عينا جورية بالراحة وهي تشد إيليا لتغمرها في عناق وهي تتمتم " الحمدلله .. الحمدلله " .. ابتسمت إيليا بدفء لقلق أمها .. لكن جورية ابتعدت قائلة بلهفة " يجب أن تحافظي على كنان بكل قوتكِ يا ابنتي وأن تتحملي وألا تفقدي عقلك بطلبك للطلاق مرة أخرى أبداً .. لقد كُنتِ اليانصيب الرابحة لساجد .. إنه يمتن إليّ كل يومٍ بسببك ، وشراكة عائلة الأدهم قد أزهرت ثروته ، وبالتالي يُغدق علينا أنا وأنتِ بها " شددت على كلماتها وهي تقول بأمل " أنتِ يناصيبه الرابحة دائماً إيليا .. وإن أنجبتي طفلاً ومددتي جذوراً في تلك العائلة سنَسعد جميعاً "
أفلتت إيليا يدها من أمها وهي تشعر بلسعاتٍ كالكهرباء تُصيب كل خليةٍ فيها وعينيها تقدحان بشررٍ دامع والكلمات تجري هادرةً على لسانها " أمي ! هل يهمك بقائي فقط لأجل زوجك !! "
عضت على شفتيها بجنون وهي تكتم قهراً " هل إن أساء معاملتي أبقى ؟ "
هزت رأسها نفياً وهي تردف بذهول " إن قررتُ الذهاب سأذهب .. لن أبقى لخاطر أحد ! "
جحظت عينا جورية والخوف يجتاحها بلا رحمة مرة أخرى وهي تقول بتلعثم "بالطبع لا ، أهتم لبقائك لأنكِ تحبينه أيضاً وسعادتكِ بجانبه .. " صمتت تحاول ترتيب كلماتها الخجلى مُقابل عينا إيليا المُترقبتين " ثم يا ابنتي ساجد من انتشلنا إلى وجه الدنيا وعاملك كابنته تماماً .. حتى هو من أدخلك إلى تلك الثانوية الخاصة وتعرفتي حينها بنوار وقادتك إلى كنان .. لا يمكن أن يكون رد الجميل هكذا ! "
قامت إيليا كالمصعوقة وهي تشعر أنها صارت تُخاطب شخصاً غريباً لا تألفه .. شعرت أنها في وحدةٍ باردة والريح تعصف بها ..
شعرت أنها تمضي .. بلا ظهر ..
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
صعدت عدن سلالِمَ القصر الداخلية متجهةً نحو غرفتها.. وهي تشعر بساقيها مُنهكتين غير قادرتان على حملها وإرهاق شديد يفتك بكل جسدها ..
" عدن "
التفتت إلى سهر خلفها والتي لم تُكمل العشرين وهي تقول بتلعثمٍ وارتباك " هل يمكنكِ أخذ الشاي والحلوى لغرفةِ الجلوس الصغيرة ؟ السيدة ليندا تُناديني أنا ورضوى منذ دقائق وإن تأخرنا أكثر من هذا لن نسلم من شرها "
نظرت عدن إلى الصينية بإرهاق وسأم .. ولكنها لم تستطع تجاهل قلبها المُشفق على المسكينة فابتسمت لتتناول الصينية منها قائلةً " حسناً ، لا تقلقي "
شكرتها سهر بعمق وهي تستدير مهرولة على السلالم .. بينما اتجهت عدن لغرفة الجلوس القريبة من الغرف .. وهي تزفر بتعب ..
الآن بالضبط حيث تقف عند الباب علمت أن سهر أوقعتها بورطةٍ أطاحت بالمُتبقي من قوتها .. ارتجفت يداها المُمسكتان بالصينية وحبست أنفاسها خشية أن تفضح وقوفها وهي تناظره يعمل على حاسبه المحمول بتركيز .. جاش قلبها بنبضٍ مُرتجف وحثّ عينيها استراق بضعة ثوان من زمنٍ وأرضٍ مُقيتة تفصل بينهما .. هو لم يُعلّم روحها أبداً التريث في وجوده .. وهي في كل اجتماعٍ بينهما تهرع روحها قبل جسدها إليه .. تلتهم المسافة اللعينة .. تقفز وتطير وتتناثر كبريقٍ لامع يضرب كيانه بلا رحمة ! فكّت قيد أنفاسها لتتحرر بخفوت وهي تتأمل كُل تفصيلٍ صغير بدايةً من حاجبيه المُنعقدين .. وبعض من خصلات شعره المتدلية على جبهته ..عضلاته البارزة أسفل بلوزته قصيرة الكمين .. وذقنه الخفيفة .. ويديه التي تطرق بخفة على الأزرار .. اشتاقت بجنونٍ لكل إنشٍ صغير فيه .. ومال رأسها بوهن وتقاسميه تشوّشت عبر غلالة الدموع التي غشت عينيها الساهمتين .. رفعتهما نحو السماء ودمعاتٍ حارة تحفر وجنتيها .. تدعو بقلبٍ متضرع ألا تُدمرها عيناه وألا يخطو بقامته فوق شظايا روحها .. فتُدميه ..
أخذت نفساً عميقاً مرتجفاً بشهقةِ بكاءٍ مكتوم وهي تتقدم .. وفستانها يصدر حفيفاً واضحاً في هذا السكون .. ليرفع كنان عينيه مُتفاجئاً .. وقلبه يفقد نبضة لوجهها الساكن الذي لا يرتفع عن الأرض .. تتهدل فوقه بعض خُصلاتٍ هاربة من شعرها مسكيّ العبق .. تخطو تجاهه بقدمين صغيرتيّ الخطى حاملةً أمواجاً متلاطمة من حربٍ مُضطرمة في روحيهما .. وفي كل خطوةٍ منها يفقد نبضة .. حتى هدر عالياً .. وهو يرقب انحناء ذاك الخصر الصغير أمامه لتضع الصينية رافقه تأوه روحه شوقاً .. فوقعت جديتلها قريبة من يده الثابتة على الأزرار .. لتُلامس جلده ناعمةً كحريرٍ دافق ..
ارتعشت ساقيها لهذا القرب الشديد .. بينما اشتعل جسده ألماً ورائحتها الطفولية المحببة تتخلل روحه بلا حياء.. لكنه أطبق على قلبه بقبضةٍ من ذكرياته الدامية و أخفض عينيه إلى يدها المرتجفة بجمود .. تحديداً اليُمنى .. لتتسع حدقتيه ويمد يده لتعتقل يدها بقوة حتى اهتزت الصينية ساكبةً بعض الشاي .. بينما شهقت هي بفزع واستقامت واقفة ليقف معهاً .. مشدداً على قبضته حتى تأوهت بخفوت وهي تُطالع عينيه برعب .. ترقبه وهو يتساءل بجمودٍ حارق وعينيه تمران على خطيّ الدموع الجافين " أين خاتمُكِ ؟ هل نسيتي ارتداؤه ؟"
توّترت نظراتها المُتسائلة ..وعقدت حاجبيها من ألم قبضته المتفاقم ..
ليُعيد سؤاله ببطءٍ مُشدداً على حروفه وصوته يخرج لاهباً كالجحيم " أين خاتم خطبتكِ اللعين ؟! "

ساهرية 01-07-20 02:32 PM

قراءة ممتعة أحبتي
أتمنى ألا تبخلوا عليّ بأرائكم
بانتظاركم:syriasuperstarra8:

ساهرية 01-07-20 02:42 PM


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 1 والزوار 13)


زوّاري الأعزاء .. مرحباً بكم وأتمنى أن تنضموا إلينا قريباً ^_^


الساعة الآن 05:47 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.