آخر 10 مشاركات
صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          482 - خفقات مجنونة - ميشيل ريد ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          عشقتها فغلبت قسوتي-ج1من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي *كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          84 - شريك العمر - ربيكا ستراتون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree83Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-07-20, 09:30 PM   #101

شموخي ثمن صمتي

? العضوٌ??? » 179150
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,118
?  نُقآطِيْ » شموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond repute
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شموخي ثمن صمتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 14-07-20, 09:32 PM   #102

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

14- تعويذة
اندفع حاملا إياها فى ذعر حقيقي لداخل البيت الكبير ولم يتنبه الا و هو يضعها على فراشه في عجالة و الخالة وسيلة تندفع مهرولة خلفه فى ذعر مماثل هاتفة فى لوعة :- ايه فى !؟.. الداكتورة مالها بعيد الشر!؟..
هتف عفيف بدوره في اضطراب :- معرفش يا خالة.. معرفش ..وجعت من طولها بعد ما مامت براءة جدام عنيها ..
هتفت الخالة وسيلة مفجوعة للخبر ضاربة بكفها على صدرها :- براءة ماتت!؟.. عيني عليكي يا بتي ..و على اللي نابك ..
تحرك عفيف في سرعة فى اتجاه طاولة الزينة جالبا زجاجة من عطراسقط بعض من رزازها على كفه التي قربها الى انفها في محاولة لإفاقتها لكن لا فائدة فقد ظلت على حالها ليضرب بخفة على خدها هامسا باسمها في اضطراب :- دلال .. دلال ..
تنبه انها المرة الاولى التي ينطق اسمها مجردا حتى ولو بينه وبين نفسه .. كان يهاب فعل ذلك وكأنه كان يدرك انه لو فعل فسيكون كمن ألقى تعويذة ما على قلبه حتى انه لن يعود قادرًا على ذكر امرأة سواها ماحيا لكنه فعل فى غفلة منه ونطق بأحرف اسمها في اضطراب جعله يشعر برجفة خفيفة بأوصاله و اهتزاز عجيب بأعماقه وارتجافه بفؤاده..
لكن همسه باسمها لم يوقظها كذلك اعاد الكرة متجنبا ذكر اسمها :- يا داكتورة ..
لم يفلح ذلك ايضا في إفاقتها ..كاد ان يصرخ هلعا واندفع في اتجاه الخارج باحثا عن طبيب لمداواتها ليصطدم بالدكتور طارق والذي جاء مسرعا بدوره للاطمئنان عليها..
هتف عفيف به كمن وجد طوق نجاة :- چيت ف وجتك يا داكتور .. الداكتورة فوج تعبانة جوي ..
اندفع طارق للأعلى وتبعه عفيف الذي وقف خارج اعتاب الغرفة يقسم انه يموت قهرا من شدة انفصامه .. فهاهو يجلب لها طبيبا لفحصها تاركا إياها معه بغرفة واحدة رغم وجود الخالة وسيلة الا ان ذلك لم يكن كافيا ليقلل من شدة استعار النيران بجوفه وما بين رغبته فى الاطمئنان عليها ورؤيته لها سالمة معافاة من جديد ..
ظل يتأرجح ما بين مشاعره المتناقضة تلك حد الهلاك حتى ظهر طارق من الداخل فتنفس الصعداء وهو يندفع اليه متسائلا :- خير يا داكتور .. ايه فى !؟..
هتف طارق متنهدا :- ذي ما اتوقعت يا عفيف بيه .. للاسف صدمة عصبية ..
هتف عفيف في اضطراب :- صدمة عصبية !؟..
اكد طارق :- ايوه .. الموقف اللي اتعرضت له مكنش بسيط عليها .. برغم اننا دكاترة وبنشوف ياما لكن واضح ان الدكتورة متعرضتش لمواقف مشابهة وخاصة اني عرفت ان البنت دي هى حاولت تمنع اللي حصلها وكانت أديتها وعد محدش هيقدر يضرها بس هى مقدرتش تمنع ده للاسف .. الدكتورة عندها احساس رهيب بالذنب ان لها يد ف اللي حصل لبراءة وانها كانت تقدر تمنع اللى حصلها وعجزت..
هتف عفيف فى ضيق :- لا حول و لا قوة الا بالله .. طب والعمل يا داكتور !؟..
اكد طارق :- متقلقش يا عفيف بيه .. فترة وهتعدي باذن الله بس اهم حاجة الهدوء والراحة وان محدش ينقل لها اخبار مش كويسة .. و الدكتورة دلال مؤمنة وعارفة ان كل حاجة باذن الله .. بس الصدمة كانت شديدة عليها شوية ..
اكد عفيف :- و نعم بالله ..
تحرك طارق نحو الدرج راحلا و مؤكدا :- انا ف الخدمة ف اى وقت يا عفيف بيه .. ابعت لى مناع بس هتلاقيني هنا ف ثواني لو جد اى جديد ..
هتف عفيف ممتنا :- شكرًا يا داكتور ..
هتف طارق :- العفو على ايه .. الدكتورة عزيزة علينا كلنا .. ربنا يقومها بالسلامة ..
تنحنح عفيف محاولا ان يسيطر على انفعالاته حتى تكون تحت السيطرة بعد تصريح طارق العادي في فحواه والغير عادي على الإطلاق بالنسبة لعفيف الذي هتف بلهجة تبدلت للرسمية فجأة :- متشكرين يا داكتور كلك ذوج ..
اندفع طارق يهبط الدرج هاتفا :- اروح اشوف ايه اللي تم ف موضوع براءة .. انا سبت شريف باشا بيعمل اللازم مع اهلها وجيت عشان اطمن ع الدكتورة ..
لم يكد يكمل طارق جملته وقد وصل لأسفل الدرج بالفعل حتى اندفع لداخل البيت الكبير النقيب شريف الذي هتف فى قلق :- خير!؟ ايه اللي سمعته ده !؟.. الدكتورة دلال !؟..
طفح الكيل .. فقد كان عفيف يغلي بموضعه اعلى الدرج غير قادر على التفوه بحرف واحد حتى لا يحرق الجميع .. فهتف طارق لشريف :- الحمد لله .. هى كويسة .. بس صدمة بسيطة وباذن الله هتعدي على خير ..
هتف شريف :- طب الحمد لله .. بس هى فايقة !؟.. يعني انا ممكن أشوفها !؟..
هم طارق بالإجابة الا ان عفيف هتف بصوت هادر:- جلنا انها بخير يا حضرة الظابط ..!!.. ايه .. نغنوها ع الربابة .. هى كويسة .. مكدب الداكتور يعني .. مجال حاچة بسيطة وهتجوم منيها باذن الله .. وبعدين متهئ لي في حاچات تانية مهمة برضك محتاچاك ..
لم ينفعل شريف كالعادة بل ابتسم فى هدوء :- يا عفيف بيه ما انا كنت بسأل عشان لو فايقة كان ممكن اخد منها كلمتين عن اللي تعرفه ف موضوع براءة ..ع العموم تمام يا عفيف بيه .. المهم انها بخير ..
شعر عفيف بتسرعه في الرد بهذا الشكل .. و اقسم ان ذاك الشعور الاحمق الذي يتملكه تجاه اي ذكر يقترب منها سيورده يوما ما مورد التهلكة .. تنبه على صوت شريف مؤكدا :- انا فعلا سبت كل اللى ف أيدي وجيت جرى اطمن ع الدكتورة وأشوف اقدر اعمل ايه .. هاروح انا بقى ..
هتف طارق بدوره :- خدني معاك يا شريف باشا ..
دعاه شريف برحابة صدر و انصرفا سويا ليزفر عفيف فى ضيق عندما اختفيا من امامه زفرة راحة لانه استطاع ان يتمالك أعصابه التي كانت تحترق فى وجودهما وقد ضاق ذرعا بلهفتهما على تلك الراقدة بالأعلى التى يشعر ان لا حق لاحد غيره في القلق عليها .. نعم .. حقه هو فقط ..
*******************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-20, 09:35 PM   #103

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

همس نديم متسائلا :- جمعتي كل حاجة لينا هنا !؟..
ابتسمت رغما عنها هاتفة :- ده على أساس ان لينا سنين هنا !؟.. دي هدومنا هي اللي حيلتنا ونصها لبسينه والنص الباجي ف الشنطة ..
ابتسم بدوره هاتفا :- على قولك .. بس اهو بسأل بحكم العادة .. ياللاه بينا ..
هتفت وقد تحولت نبرة صوتها الى نبرة مضطربة :- لسه ناوي ع القاهرة !؟..
اكد نديم وهو يفتح باب الغرفة مفسحا المجال لها لتمر حتى يغلق الباب ليسلم مفتاحه لاستقبال الفندق:- والله ما عارف .. سبيها على الله .. يمكن اول ما نوصل المحطة أغير رأيي .. خلينا نشوف الدنيا هتروح بينا على فين ..
اومأت برأسها ايجابا وانتظرته حتى اغلق الغرفة وتبعته في صمت راحلان الى اللامكان ..
****************
كان يزفر في ضيق لما حدث بالأسفل منذ دقائق .. الكل جاء للاطمئنان عليها بعد ان وصل لهم خبر ما حدث لها .. جميع الرجال بلا استثناء جاءوا مهرولين من اجل السؤال عنها .. تبا لهم جميعا ..
كان ذاك الشعور الداخلي تجاه اي رجل يتأكله فعليا وهو يطرق على باب غرفته لتطل الخالة وسيلة برأسها من خلف الباب هاتفة :- خير يا عفيف بيه!؟.. الداكتور جالك ايه !؟..
هز عفيف رأسه مؤكدا في هدوء :- خير يا خالة وسيلة .. كل خير باذن الله .. بجولك .. ناوليني چلبية انام فيها من چوه ..
هتفت وسيلة و كانها تنبهت فجأة :- واااه .. دِه جنابك چبت الداكتورة على اوضتك .. دلوجت هتنام فين!؟..
هتف عفيف بنبرة صوت منهكة :- ف اي حتة يا خالة .. مش هاتفرج كَتير .. ناوليني بس چلبية من عندك .. همّي ..
هتفت وسيلة وقد دلفت للغرفة بالفعل :- حاضر .. حلاً اهاا ..
تحركت الخالة وسيلة من امام باب الغرفة مما جعله بلا تعمد منه يرى جسدها المسجي على فراشه ..انها تحتل فراشه .. كما تحتل روحه.. شئ ما تحرك داخله جعله لا يقو على التطلع اليها من جديد فقد كان يكفيه نظرة واحدة .. مجرد نظرة فعلت به الكثير .. ظهرت الخالة وسيلة حاملة ما طلب وما ان هم بتناوله منها حتى أشاحت بكفها واندفعت خارج الغرفة هاتفة في تصميم :- و الله ما اسيبهم الا اما اعرف هتنام فين وأتأكد انك نايم ومرتاح ..
اكد عفيف :- هنام ف اى اوضة .. متشغليش بالك انتِ.. خليكِ چنب الداكتورة ..
اندفعت الخالة وسيلة حاملة اغراضه متجهة لأحدى الغرف و دفعت بابها هاتفة :- يبجى خليك ف اوضة ناهد .. انا عنضفها يوماتي من يوم ما..
قطعت الحاجة وسيلة استرسالها في الكلام وتطلعت الي وجهه الذي انقلبت سحنته الا انه لم يعقب بل على العكس دفع باب الغرفة ودلفها لتتبعه وسيلة في صمت وتضع اغراضه جانبا راحلة في هدوء لتتركه يكتر ذكريات مضت .. ذكريات تنكأ جرحا لايزل حيّا .
******************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-20, 09:38 PM   #104

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

هتفت ماجدة ام زينب تحاول استثارة فضول ابنتها لتتابع حديثها بدلا من تلك الاوراق التي تدفن بها رأسها :- انتِ عارفة مين اللي كلمني النهاردة !؟..
هتفت زينب بلا اهتمام في محاولة لمجاراة حديث امها :- مين يا ماما!؟..
هتفت ماجدة في سعادة :- الست شريفة .. ام حضرة الظابط اللي قبلته يوم ما كنت عندك ف المستشفى ..
انتفضت زينب وبدا عليها الاهتمام اخيرا مما جلب الابتسام لشفتي امها فقد استطاعت هذه المرة استثارة فضولها بحق لتسأل زينب في توجس :- اتصلت ليه يا ماما !؟..و جابت نمرتنا منين اصلا !؟..
اكدت ماجدة :- قالت لى ان دلال اديتها لحضرة الظابط .. و هى احتفظت بيها عشان لو تعبت تعرف توصل لك ..
هتفت زينب من جديد :- تمام يا ماما .. بس برضو اتصلت ليه !؟..
هتفت ماجدة :- وحياتك يا بنتي ما اعرف .. شوية تحيات على سلامات .. وخلاص ..
نظرت زينب الى امها نظرة متوجسة تشبه نظرة المفتش شارلوك هولمز وهو في سبيله لحل لغز عويص:- ماما ..قري و اعترفي .. ام حضرة الظابط كلمتك ليه !؟..
هتفت ماجدة في اضطراب :- يوووه .. والله ما قالت حاجة .. غير..
قاطعتها زينب هاتفة تتعجلها :- ايوووه .. غير ايه بقى !؟..
هتفت ماجدة معترفة داخليا بفشلها في الاحتفاظ باي سر:- غير انها بتدعيلك دايما لتعبك معاها ف المستشفى وأنك بنت ذي القمر .. و اي واحدة تتمناكِ لأبنها .. واستغربت انك ازاي لسه متجوزتيش لحد دلوقتي ..
انتفضت زينب صارخة :- وانتِ قولتلها ايه !؟..
انتفضت ماجدة بدورها :- والله يا بنتي ما قلت لها اي حاجة .. قلت لها النصيب لسه مجاش .. يعني هقول ايه غير كده !؟..
تنهدت زينب في راحة وعادت لتجلس موضعها لكن ما ان رأت الوجوم يرتسم على ملامح امها حتى نهضت من جديد مقتربة منها وانحنت تقبل هامتها هامسة :- كله بأوانه يا ماما ..
همست ماجدة باكية :- بقالك سنين بتقوليلي كده .. سنين مش قادرة ت..
قاطعتها زينب دامعة :- عشان خاطري يا ماما بلاش السيرة دي .. بلاش ..
همست ماجدة وهى تجذبها لأحضانها :- خلاص يا حبيبة امك.. خلاص .. بلاها اي حاجة تزعلك ..
انزوت زينب باحضان امها راغبة في الهروب من ذكرى بعيدة لكنها لاتزل ماثلة حية امام ناظريها .. لكن هل لها من مفر !؟..
*****************
كان يتطلع اليها الان من الطرف الاخر عبر الحديقة و قد امر الخالة وسيلة بإنزالها من عزلة غرفتها التى تجلس بها وحيدة رغبة منه في اخراجها من حالة التيه التى لاتزل تعتريها وذاك الصمت المطبق المصحوب بالدمع المنساب على خديها ..
كان شعوره بالذنب تجاهها يتضاعف كلما رأها على هذه الحالة فقد كان هو السبب فى جلبها من الاساس .. ليته ما دفعها رغبة فى حماية اخيها الوحيد للقدوم الى هنا .. فهنا ليس مكانها المناسب على اية حال .. فعادات وتقاليد النجع لاتناسبها وافكار أهله لم تعتدها ويبدو انها لن تستطع التأقلم يوما على طريقة التفكير اواسلوب التعامل ما حيت ... فهى من بيئة مختلفة شكلا وموضوعا ..
تنهد في حزن وهو يراها لاتزل تجلس بصحبة صمتها الذى يقتله قهرا عليها ولا حيلة لديه الا صمت مقابل .. فماذا عليه ان يفعل ليخرجها من هذه الحالة !؟..
احضر بدل من طبيب واحد ثلاثة أطباء وكلهم اجمعوا ان حالتها نتيجة صدمة قوية تعرضت لها و ان احساس الذنب يكبلها عن التعاطي مع العالم الخارجي الذي ترفضه ..
تقدم منها بخطوات متمهلة حتى جلس مجاورا لها على تلك الأريكة المنعزلة نوعا ما في احد جوانب الحديقة وتنحنح محاولا اجلاء صوته المتحشرج تأثرا وهمس:- ازيك دلوجت يا داكتورة!؟.. لم تجبه بالطبع وظلت على شرودها ليستطرد هو بنبرة يحملها الشجن.. انا عارف انك سمعاني بس مش عايزة تردي .. مخاصمه الكل وأولهم انا طبعا .. معلوم مش انا اللي چبتك على هنا .. و بسببي شوفتي اللي شوفتيه ده .. بس انا عايز اجولك كلمة يا داكتورة .. متحمليش نفسك فوج طاجتها .. انتِ عملتي اللي عليك .. و انا اشهد لك بكِده .. انتِ روحتى للولية الفجرية ام حبشي وحاولتي تچريها لسكتك و تكفي الحريم أذاها .. ومن جبلها حاولتي تخلي ابو براءة وامها يراچعوا نفسهم وجلتي ان البت ضعيفة ومش هاتستحمل .. و كان عندك حج.. و لما اختها الصغيرة چات لك عشان تلحجي اختها .. مترددتيش لحظة وانا شفتك هناك بتحاولي تلحجيها ولو كنتِ تجدري ساعتها تديها من روحك مكنتيش اتاخرتي ..
تنهد ولم يطرف لها جفنا لكلماته ليكمل مؤكدا :- اللي بجوله دِه شهادة حج يا داكتورة مش عشان انتِ تعبانة .. ربنا العالم انك تستاهلي اكتر من الكلام دِه مليون مرة .. واللي حصل لبراءة دِه مجدر ومكتوب مهما كانت الأسباب وانتِ انسانة مؤمنة بجضا ربنا ..و لا ايه !؟..
كان يتمنى ان ترد عليه بأي كلمة ان تصرخ ان تلعن حتى ذاك اليوم الذي رأته فيه عند باب شقتها باحثا عن اخيها الهارب لكنها لم ترد الا بصمت تام كان يمزق روحه ..
انتفض من موضعه جوارها عندما تنبه لدخول احدهم بوابة البيت الكبير .. كان حضرة الضابط شريف .. حاول ان يتمالك أعصابه التالفة من الاساس وهو يهتف بلهجة رسمية جعلت شريف يتطلع لموضعه القادم منه والذي كان يحتله بمجلسها المنزوي بالحديقة :- خير يا حضرة الظابط!؟..تحت امرك ..
ابتسم شريف فى أريحية متجها اليه هاتفا :- خير اكيد يا عفيف بيه .. انا نازل اجازة وقلت أجي اطمن ع الدكتورة قبل ما انزل ..
هتف عفيف وهو يضرب باطن كفه اليمنى على ظهر كفه اليسرى الممسكة بعصاه والمستندة عليها :- فيك الخير يا شريف بيه ..
هتف شريف متجاهلا نبرة عفيف المبطنة بالغضب:- على ايه يا عفيف بيه .. الدكتورة عزيزة علينا .. و ده اقل واجب ..
هتف عفيف بنفس اللهجة التى بدأت تمتزج بالسخرية :- لاااه الحجيجة يا شريف بيه انت جايم بالواچب و زيادة الصراحة ..
قهقه شريف هاتفا :- و لسه يا عفيف بيه .. الواجب الحقيقي مع الدكتورة متعملش ..
زم عفيف ما بين حاجبيه فى تعجب هاتفا :- جصدك ايه !؟.. واچب ايه اللي متعملش !؟..
ابتسم شريف في غموض هاتفا :- الدكتورة ليها جميل ف رقبتي و لازم أرده .. و هحاول أرده ف الاجازة الجاية باذن الله ..
هتف عفيف فى ضيق :- ايه الفوازير دي يا حضرة الظابط!؟.. چميل ايه !؟.. و ترده كيف !؟..
اكد شريف هاتفا :- انا هساعد الدكتورة تخرج من حالتها دي ..
تنبه عفيف هاتفا في تساؤل متحيرا :-كيف يعنى !؟
نظر شريف لساعة يده وهتف في عجالة :- هتعرف لو قدرت اعمل كده فعلا .. اشوف وشك بخير يا عفيف بيه اتاخرت جداااا ..
واندفع شريف مبتعدا قبل ان يشفي عفيف غليل فضوله لمعرفة ما الذي يمكن ان يخرج دلال من حالتها تلك ويقصده ذاك الاخرق و هو لا يعلم به ..
وأنار بعقله هاجس ما .. هل كان حضرة الضابط يقصد اخيها !؟.. لمعت عيناه في جزل وتمنى من صميم قلبه ان يكون الامر كذلك و ساعتها سينتهي هذا الوضع برمته وسيكون ذاك الضابط الاخرق قد أسدى له خدمة العمر بحق ..
****************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-20, 09:41 PM   #105

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

اندفع شريف إلى داخل المشفى متوجها رأسا الى غرفة الأطباء التى حفظ مكانها عن ظهر قلب .. طرق بابها المغلق لعله يفتح على محياها الذى اشتاقه كثيرا فى الفترة السابقة .. لكن ما من اجابة .. مرت به احدى الممرضات هاتفة :- مفيش حد جوه يا حضرت .. انت عايز مين !؟..
هتف بدوره :- الدكتورة زينب عبدالحكيم ..
اكدت الممرضة :- الدكتورة زينب بتاعت القلب !؟
اكد شريف مبتسما :- اه هى بتاعت القلب .. واستطرد هامسا :- واللي تاعبة القلب ومدوباه والنعمة ..
اكدت الممرضة :- على وصول .. استناها ف الاستقبال ..
اومأ برأسه موافقا وجلس على احد المقاعد القريبة من الغرفة لعله يلمحها وهى تدلف اليها ..
و ما هى الا دقائق حتى كانت ماثلة امام الباب تفتحه و تدخل للغرفة فانتفض وزاد وجيب قلبه وهو يراها بعد طول غياب .. لم يكن يعتقد ان ذلك سيكون حاله عند رؤيتها .. ماذا فعلت تلك المرأة بقلبه !؟.. فما ان يلمح محياها حتى يضيع ثباته وتبدأ كل موازينه فى الاختلال ..
طرق الباب وسمحت له بالدخول ليفتح الباب في هوادة مطلا برأسه من خلفه هاتفا فى محاولة للمرح رغبة فى مدارة ذاك الاضطراب الذى يعتريه ما ان يتطلع اليها :- السلام عليكم يا اعظم دكتورة قلوب ف بر مصر كله ..
انتفضت داخليا وحاولت استجماع شتاتها ما ان وصلتها نبرات صوته المرحة وتغلغلت حتى أعماقها .. كادت تبتسم لمرأه لكنها حاولت بل جاهدت حتى تتصنع الجدية كعادتها فى حضرته وردت تحيته المرحة بأخرى جادة باءت بالفشل الذريع لانها كانت مصاحبة بابتسامة على شفتيها معاكسة تماما لتلك الجدية و أفصحت عن الكثير وهى ترد :- و عليكم السلام يا كابتن .. حمد الله بالسلامة .. رجعت م النجع امتى!؟.. اكيد معاك رسالة من دلال…
تقدم لداخل الغرفة مما اثر على أعصابها كليا وجلس قبالتها و ابتسامته تلك تفعل بقلبها ما لم تخبره يوما وهتف مؤنبا :- هو انا مقدرش اجي ازورك الا لما يكون معايا رسالة من صاحبتك !؟..
أكدت زينب :- متهئ لى كده يا حضرة الظابط .. هو احنا عرفنا بعض اصلا الا من خلال دلال .. يبقى اكيد مجيتك بسببها ..
زفر في حنق هاتفا :- لا طبعا .. مش شرط على فكرة.. بس تصدقي.. انتِ عندك حق برضو ..
كادت تقهقه ضاحكة على ذاك الذي لا يستقر على رأي واحد وهتفت :- انا مش فاهمة حاجة الصراحة بس وماله .. هات جواب دلال وانا اشوف ايه الاخبار عندها ..
اكد مطأطئ الرأس :- الصراحة مفيش جوابات المرة دي منها .. بس ..
انتفضت داخليا وهتفت فى قلق :- بس ايه !؟.. دلال حصل لها حاجة!؟..
تنحنح فى محاولة لتوصيل الاحداث بشكل يقلل من وطأة صعوبتها وبدأ فى شرح الملابسات وما ألت اليه حالة دلال ..
انتفضت من موضعها واقفة وهى تهتف في عزم:- انا لازم اروح لها .. و لو قدرت هرجعها .. مش ممكن اسبها هناك مع الراجل المتوحش ده اللي اسمه عفيف ..هى ملهاش ذنب ان ..
وفجأة توقفت عن متابعة كلامها الذى يفضح عن امر ما لا يعرفه فتطلع اليها فى تعجب متسائلا :- ملهاش ذنب ف ايه بالظبط !؟.. هو ايه الحكاية !؟..
اندفعت باتجاه الباب متحججة بان موعد فحوصاتها قد حان و هتفت مؤكدة:- انا اتاخرت قووى على المرضى بتوعي .. ع العموم .. متشكرة جدا يا كابتن انك جيت قلت لي اللي بيحصل لدلال .. وذي ما قلت لك انا مش هسبها وهروح لها.. حضرتك راجع امتى النجع!؟..
هتف شريف في لهفة :- المفروض بعد يومين .. بس لو حابة أقطع الاجازة ونسافر سوا حالا ..
اكدت :- لا .. يا دوب اجهز حالي وابلغ والدتي .. ونتفق نتقابل ازاي عشان طبعا مش هعرف أوصل النجع لوحدي ..
اكد فى سعادة :- اكيد طبعا .. هكلمك ونتفق ..
اومأت فى هدوء وألقت التحية على عجالة ورحلت مخلفة اياه وراءها تتقاذفه الفرحة لان الفرصة واتته ليكون معها و يرافقها في سفرها ..
******************
أقنعت امها اخيرا بموافقتها على السفر الى دلال بقلب الصعيد وما جعلها تطمئن في الاساس هو معرفة امها بان شريف سيكون رفيقها في رحلتها الى حيث ترقد دلال مريضة ..
كانت قد هاتفته لتؤكد له على موعد اجتماعهما للسفر وقد أزف الوقت و هى لاتزل تجمع حاجياتها في عجالة ..
زفرت فى ضيق عندما تناهى لمسامعها طرقات على باب شقتها و هى غير مؤهلة حاليا لأى زوار من شأنهم تعطيلها عن حزم امتعتها ..
اندفعت للباب تفتح في عجالة وما ان رأت الطارق حتى شهقت فى تعجب هاتفة :- نديم !؟..
ابتسم نديم في حرج هامسا :- معلش .. انا عارف انى جيت فجأة ومن غير ما اكلمك بس اعذريني .. اصل ..
هتفت زينب موبخة :- انت بتقول ايه !؟.. ده بيتك وبيت دلال .. انت تيجي ف اي وقت .. اتفضل ..
هتف مضطربا :- انا مش لوحدى .. انا ..
هتفت زينب وهى تتطلع الى حيث يشير وقد وقعت عيناها على ناهد:- طبعا عارفة ..مراتك ..اتفضلوا
دلف نديم وخلفه ناهد على استحياء ليهتف متعجبا :- انتِ عرفتي منين اني اتجوزت !؟.. ده حتى دلال متعرفش ..
اضطربت زينب ولم تعلم كيف توضح له الامر لكنه عاجلها بسؤال اخر اعتقدت انه أنقذها من اجابة الاول فإذا به يورطها اكثر:- هي دلال فين يا زينب !؟.. برن عليها تليفون البيت كتير مش بترد ..
هتفت في مراوغة مرحبة من جديد وهى تشير للصالون :- طب اتفضلوا يا نديم.. هو احنا هنقف نتكلم كده ع الباب !؟..
دخل نديم غرفة الصالون وتبعته ناهد ولم تنطق بحرف واحد.. جلسا فى صمت حتى هتف نديم متسائلا من جديد:- انتِ طبعا بتشوفي دلال يا زينب !؟..
اضطربت زينب و ساد الصمت .. ليهتف نديم في قلق :- ايه !؟.. هو دلال مرجعتش لسه من السفرية اللى راحتها دى ولا ايه !؟..
ساد الصمت من جديد و لم ترد زينب على اي من أسئلته ..
انتفض نديم هاتفا في حدة عندما طال صمتها وبدا واضحا انها تخفي شيئا ما:- في ايه يا زينب !؟.. ما تفهمينى !؟.. دلال جرالها حاجة!؟..
انتفضت زينب على رنين باب الشقة واتخذته ذريعة لتبتعد عن نديم لبرهة متعللة بالذهاب لرؤية الطارق ..
فتحت زينب الباب لتشهق فى تعجب للمرة الثانية في خلال النصف ساعة الماضية فيبدو ان اليوم يوم المفاجآت وهتفت فى دهشة :- حضرة الظابط !؟.. هو مش احنا ..
هتف شريف مقاطعا إياها في مرحه المعتاد :- والله لقيتك اتاخرتى .. قلت أجي أجيبك بنفسي عشان اضمن انك مسافرة فعلا .. صاحبتك محتاجاكِ ومعتقدش انك هتتأخري عليها ..
هتفت زينب في اضطراب :- ايوه .. ايوه اكيد .. مش ممكن أتأخر .. بس ..
كانت زينب تتطلع لباب حجرة الصالون الذي كان مفتوحا و اضطرابها تزداد وتيرته مع كل لحظة خوفا من ان يكشف شريف حقيقة وضع دلال فيسمع نديم و يحدث ما لا يحمد عقباه .. و لأن كل متوقع آت .. هتف شريف :- الدكتورة دلال لو تعرف بس انك رايحة لها .. هتخف من قبل ما توصلي .. دي ..
اندفع نديم من الصالون هاتفا فى ذعر :- دلال عيانة !؟.. مالها !؟.. و انتِ رايحة لها فين يا زينب !؟ حد يفهمني في ايه !؟..
صرخ بجملته الاخيرة فلجم كل من زينب وشريف عن النطق للحظات و اخيرا هتف شريف متعجبا:- طب ممكن قبل ما اجاوب .. اعرف حضرتك مين بالظبط !؟..
وضعت زينب كفها الذى يرتعش تخبئ وجهها فقد انكشف الكثير من المستور وخاصة عندما اندفعت ناهد من داخل الصالون على صراخ نديم مستفهمة ليتطلع اليها شريف مشدوها واخيرا زم ما بين حاجبيه في تعجب هاتفا :- آنسة ناهد النعمانى !؟.. حضرتك بتعملي ايه هنا !؟..
*****************



نهاية الفصل الرابع عشر







ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-20, 09:42 PM   #106

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

15- عالم اخر
دخلت زينب غرفة الصالون حاملة صينية عليها أكواب من الشاي و العصير .. وضعتها امام شريف و نديم وجلست جوار ناهد وامتدت يدها لكوب العصير تعطيها اياه فى محاولة لتهدئتها بعد نوبة البكاء التي انخرطت فيها ما ان ادركت حقيقة ما يجري ..
رفع نديم رأسه من بين كفيه التى كانت تستكين عليهما من ضجيج الافكار الذي يشملها وتطلع لزينب وشريف هاتفا :- انا رايح معاكم..
هتفت زينب في صدمة :- رايح معانا فين !؟..
هتف شريف بدوره :- بصراحة يا نديم بعد اللي عرفته ده معتقدش ان مرواحك النجع وخاصة ف الظروف دي هيكون قرار صحيح..
أنتفض نديم صارخا :- امال اسيب اختي بين أيدين البني ادم ده وأقف اتفرج !؟..
هتفت ناهد بحدة صارخة :- اخويا ميتجالش عليه كِده .. اخويا سيد الرچالة وعارف الأصول ومش ممكن يضر اختك مهما حصل ..
هتف نديم صارخا :- امال ايه اللى حصل لها !؟.. هو ده مش ضرر!؟ .. لما تقع من طولها و متبقاش بتتكلم م الصدمة .. كل ده مش ضرر .. عيزانى أسيبها هناك لحد ما يحصل لها ايه تانى !؟..
هتف شريف فى محاولة لتهدئة الوضع فقد شعر بالذنب لانه سبب إشعال الموقف بهذا الشكل من الاساس :- استهدى بالله كده يا نديم وفعلا والله اللي هقوله ده شهادة حق هتحاسب عليها قدام ربنا…عفيف بيه بيعامل الدكتورة دلال احسن معاملة وعمره ما ضرها .. وكل اللي ف البلد عارفين انها تحت حمايته وف ضيافته .. ده اولا .. ثانيا .. صدمة الدكتورة دلال كانت م الظروف اللي اتعرضت لها هناك لاختلاف الثقافة وانا شخصيا ف اول لقاء معاها حذرتها من الوضع .. بس هى مسمعتنيش للاسف .. دلوقتى ظهورك وهى ف الحالة دي ممكن يخلى حالتها اسوء خاصة انه اكيد هيحصل بينك وبين عفيف بيه ما لا يحمد عقباه .. عشان كده انا بطلب منك تحكم العقل شوية واستنى بس لما نسافر انا و الدكتورة زينب وتتحسن حالتها شوية واكيد لما الدكتورة زينب ترجع من عندها هتقولك على كل حاجة وخبر ظهورك اللي هتقولهولها الدكتورة زينب اكيد هيفرق ف تحسن حالها .. ساعتها يا سيدي ابقى اعمل اللى تشوف ان فيه الصالح للكل .. تمام ..
هتفت زينب مؤيدة :- تمام جدااا .. ده عين العقل يا حضرة الظابط ..
ابتسم شريف في سعادة منتشيا لاستحسانها رأيه وكاد ان يلق بأحد تعليقاته الا انه توقف في اللحظة الاخيرة مدركا حساسية الموقف ..
تنهد نديم ولم يعقب على رأي شريف وكذا ناهد التي ألتزمت الصمت وما جفت دموع عينيها ..
لتستطرد زينب موجهة حديثها لنديم في محاولة لأخذ وعد منه بعدم التهور في اتخاذ القرار :- نديم.. اللي عملته دلال كله كان عشان خاطر تحميك .. متجيش تضيع كل ده بقرار متهور .. ارجوك .. اصبر بس لحد ما ارجع من عندها واقولك الاخبار بنفسي وأوصلك رأيها هى كمان وبعدها قرر ..
تنهد نديم من جديد و همس في نبرة تحمل وجع وانكسارلايستهان بهما :- طيب ..
هتف شريف مبتهجا :- اهو ده الكلام ..
هتفت زينب فى ارتياح :- تمام .. بس انتوا قاعدين فين !؟.. أوعوا تفكروا تروحوا ناحية شقتكم يا نديم!؟..
هتف نديم محرجا :- والله فكرت يا زينب .. اصل مكنش في طريق تاني غير كده ..بس ربنا هدى تفكيري اني اجيلك ..
هتفت زينب معاتبة :- طبعا ده بيتك التاني … هو مش بيت اختك يبقى بيتك ولا ايه !؟..
هتف نديم ممتنا :- و الله ما عارف اقولك ايه يا زينب .. طبعا اختي و انت ودلال ف معزة واحدة وربنا يعلم ..
تنحنح شريف لا يعرف لما شعر بوخز من غيرة لهذه الحميمية و هتف متعجلا إياها :- طب مش ياللاه يا دكتورة .. خلينا نستعجل عشان منوصلش النجع بالليل متأخر..
هتفت زينب :- اكيد يا حضرة الظابط .. حالا .. و انت يا نديم .. باتوا مع ماما انت وناهد النهاردة .. اهوهبقى مطمنة عليها انها معاكم ومش هتبات لوحدها.. هى فى زيارة لواحدة قريبتنا ف اول الشارع وزمانها على وصول .. هبلغها الموضوع وانت عارف هى بتعزك انت ودلال قد ايه .. و باْذن الله من بكرة هخليها تجيب واحدة تنضف الشقة اللى جنبنا وتقعدوا فيها .. ده فعلا آمن مكان ليكم.. لان زي ما انت عارف البيت كله بتناعنا ولا حد هيطلع ولا ينزل الا بمعرفتنا ..
هتف نديم :- كتر خيرك يا زينب .. هنتعبكم معانا..
نهضت زينب متوجهة لخارج الصالون متعجلة و هتفت فى عتاب :- متقلش كده يا نديم .. و باذن الله خير ..
ساد الصمت عندما غادرت زينب الغرفة حتى هتف شريف موجها حديثه لنديم :- تخيل .. انا مفتكرتكش اول ما شفتك .. رغم اني شفتك مرتين كده ف النجع بس من بعيد .. كان وقت ما كنت بتنزل عشان مواعيد الري وكده ..
هز نديم رأسه مؤكدا:- و انا كمان مكنتش اعرف حضرتك قووي .. استنتج شريف هاتفا :- يمكن عشان كل واحد فينا لسه منقول للنجع جديد مبقلهوش كام شهر ومحصلش احتكاك اوتعامل..
اكد نديم:- اه فعلا .. عندك حق .. استطرد شريف مبتسما :- انا كنت بسمع عنك .. بس الشهادة لله سمعت كل خير .. انا مستعجب اني مخدتش بالي من تشابه الاسماء .. انا شكلي بقى وحش قوووي الصراحة .. زمانكم بتقولوا ده طلع ظابط ازاي ده !؟..
اكد نديم مبتسما :- لا العفو يا شريف بيه .. انت كان هايجي على بالك ازاي الحدوتة دي ..
اكد شريف :-الصراحة متجيش على بال حد .. وعفيف بيه بيعامل الدكتورة دلال معاملة محترمة جدااا ومديها صلاحيات كبيرة وعمر ما حد يشك ان فيه عداوة بينهم من اي نوع .. يعني .. بخصوص موضوعك انت والانسة .. اقصد مدام ناهد ..
اصطبغ وجه ناهد بلون احمر قان خجلا ولم يعقب نديم الا ان شريف استطرد مؤكدا :- بس الشهادة لله انت والدكتورة دلال ناس محترمة واخلاقكم عالية ..
هتف نديم :- ربنا يحفظك يا حضرة الظابط ..
هتفت زينب اخيرا قاطعة استرسال حديثهما:- ياللاه يا حضرة الظابط .. مش بتقول اتأخرنا ..!؟..
انتفض شريف مندفعا خارج الصالون لاحقا إياها ليكون اخر من يصدر صوتا هو باب الشقة بعد ان اُغلق خلفهما راحلين تاركي نديم و ناهد يغمرها صمت صاخب ..
*******************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-20, 09:48 PM   #107

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

جلس شريف بجوار زينب داخل عربة القطار التى تقلهما للنجع .. ساد الصمت بينهما لفترة لا بأس بها حتى قطعه شريف هامسا :- عجيب قوي اللي بيحصل ده !؟..
همست زينب بدورها دون ان تلتفت اليه متطلعة من النافذة على المشاهد التى تتوالى امام ناظريها والقطار يجري فى اتجاه وجهتهما المنشودة :- ايوه فعلا عجيب ..
همس مازحا :- اول مرة توافقيني على حاجة ..
تنبهت وتطلعت اليه ولم تعقب ليستطرد هو مؤكدا :- لا الصراحة دي تاني مرة .. المرة الاولى لما وافقتي على كلامي وانا بقنع نديم بوجهة نظري ..
همست بتهور :- واضح انك مركز يا حضرة الظابط..
اكد مازحا :- ده انا مركز ع الاخر .. مركز تركيز لو كنت ركزت نصه ف الثانوية العامة كنت طلعت م الأوائل…
كادت تنفجر ضاحكة الا انها كالعادة امسكت ضحكاتها وتوجهت بناظريها باتجاه النافذة من جديد ليهتف هو فى محاولة منه لتبادل أطراف الحديث معها :- بس بجد .. سبحان الله .. بقى نديم يجي م القاهرة يشتغل ف النجع عشان يشوف ناهد اخت عفيف ويحبها و يهرب معاها ويفضلوا كده هربانين من اخوها وخايفين منه وهو ياخد اخته رهن عنده عشان يخليه يظهر وينتقم منهم .. دى حكاية ولا ف الأفلام ..
هتفت زينب :- انا كنت زيك كده اول ما جت دلال وحكت لي .. و حاولت أمنعها انها تروح مع عفيف ده .. بس دلال تعمل اي حاجة ف الدنيا عشان خاطر نديم وكانت شايفة ان وجودها هناك هيخليها قريبة وعارفة ايه اللى بيحصل و اذا كانوا لقيوا اخوها ومراته ولا لأ وساعتها ف اعتقادها كان ممكن تتصرف عشان تخفف من عقاب عفيف ليهم ..
اكد شريف متنهدا :- فعلا الحب بيعمل المعجزات..
اكدت زينب هامسة :- ايوه .. حب دلال لاخوها نديم ممكن يخليها ترمى نفسها ف النار مش مع حد زي عفيف ده وبس ..
هتف شريف متعجبا :- دلال ونديم ايه ..!؟.. انا بتكلم على حب نديم لناهد .. معقول حبها للدرجة اللي خلته يغامر بالشكل ده !؟..
اكدت زينب في تعقل :- انا على الرغم من معزتي لنديم الا انى مش شايفة ان ده حب ده انتحار .. ده جنان رسمي ..
اكد شريف حالما :- وهو الحب ايه الا جنان .. رسمي بقى ولا نظمي ولا فهمي .. المهم انك تتجنن .. احلى حاجة ف الحب جنانه ..
سخرت لتداري وجيب قلبها الذى تضاعف مع كلماته التي تصف الحب بهذا الشكل هاتفة :- واضح انك خبير يا فندم ..
انتفض مستديرا تجاهها يقسم فى صدق :- و الله ما حصل .. اقصد انه حصل .. اقصد انه لسه حاصل..
ثم همس في غيظ :- يا دي النيلة .. اقولها ايه دي..
كانت هى تداري ضحكاتها دافنة وجهها في نافذة القطار تتظاهر باللامبالاة وهى تكاد تموت لكتمانها قهقهاتها على اضطرابه بهذا الشكل واخيرا هتفت فى سخرية متطلعة اليه :- صادق .. صادق ..
زم هو ما بين حاجبيه متصنعا الغضب لتبتسم هى رغما عنها و تعاود النظر من النافذة تحاول استيضاح بعض من معالم الطريق الذي بدأت العتمة في اخفائها شيئا فشيئا ..
*****************
بعد رحيل زينب و شريف ظلا على حالهما جالسين بغرفة الصالون لا ينظر احدهما للأخر .. كان كلاهما يتجنب النظر لصاحبه حرجا ووجعا حتى دخلت عليهما ماجدة ام زينب هاتفة :- ايه يا ولاد هو انتوا هتفضلوا قاعدين عندكم كده !؟.. و توجهت بحديثها لنديم معاتبة :- ايه يا نديم !؟.. طب ناهد ومتعرفناش ولسه متعودتش علينا .. انت بقى ايه حجتك ف القاعدة دي!؟..هو ده مش بيتك ولا ايه يا حبيبي !؟..
انتفض نديم مؤكدا :- اه طبعا يا طنط ..بيتي طبعا وربنا يعلم انا بعتبرك زي امي الله يرحمها ..
هتفت ماجدة فى اسف :- الله يرحمها كانت ونعم الصحبة ..
واستطردت بعد لحظات صمت :- ياللاه قوم انت ومراتك انا جهزت لكم الأوضة جوه .. ادخلوا ارتاحوا لحد ما اجهز لكم العشا ..
انتفضت ناهد عند ذكر الغرفة هاتفة في اضطراب:- انا چاية اساعدك يا طنط .. ممكن !؟..
اكدت ماجدة :- اه طبعا يا حبيبتي .. بس انا كنت عيزاكِ تستريحيلك شوية ..
اكدت ناهد فى محبة :- انا مش تعبانة والله .. اسمحيلى اساعدك..
هزت ماجدة رأسها ايجابا وسارت امامهما لتقف عند باب احدى الحجرات مشيرة :- اوضتكم اهى يا نديم .. خش يا حبيبي ارتاح .. و لما نخلص العشا هناديك ..
هتف نديم :- تسلمي يا طنط .. هنتعبك ..
هتفت ماجدة معاتبة :- تعب ايه !؟.. اوعى تقول كده لازعل بجد ..
ابتسم نديم ودلف للغرفة وهو لايزل يتحاشى النظرالى تلك التي تتجاهله بدورها والتي تبعت ماجدة للمطبخ دون ان تلق بنظرة واحدة تجاهه ..
دخل الى الغرفة يغلي غضبا من رد فعلها .. ماذا كانت تتوقع منه بعد ان علم ما فعله اخوها بأخته التي اضطرت ان تضع نفسها في مهب الريح لانقاذه وهى لا ناقة لها ولا جمل في الامر برمته ..
تمدد على الفراش متنهدا في وجع يشعر ان كل عضلة من عضلات جسده متشنجة تئن في ألم صامت يستشعره ينخر روحه ..
اما ناهد فقد وقفت بذهن غائب تساعد ماجدة التي اخذت فى تبادل الحديث معها على أمل اخراجها من عزلتها التى استشعرتها كأم فحاولت ولكنها لم تفلح فقد كانت اجابات ناهد كلها مقتضبة توحي بحزن دفين يشملها كليا .. تم إعداد العشاء ووضع أطباقه على المائدة فهتفت ماجدة:- روحي بقى يا ناهد نادي جوزك ..
كانت تحاول ان تتحاشى التعامل معه لكن الامور تضطرها دوما لفعل أشياء ليست من اختيارها ..
اومأت في هدوء وتوجهت نحو الغرفة .. فكرت في طرق الباب لكنها تراجعت فماذا ستظن ماجدة اذا ما فعلت .. دلفت للحجرة في سرعة تغض البصر قدر إمكانها و هتفت :- العشا چاهز ..
لم تتلق ردا فرفعت رأسها في حذّر متطلعة للغرفة بنظرة سريعة حتى وقع ناظرها على الفراش الذي يتمدد عليه بملابسه التي لم يخلعها حتى موليا ظهره لها .. توجهت قبالته لتكتشف انه قد استغرق في نوم عميق وقد ارتخت ملامحه المتشنجة منذ علم بموضوع اخته .. هى لا تلمه .. هى تلوم الظروف التي وضعتهما وجها لوجه مع تحدي من الواضح انه اكبر من إمكاناتهما .. تنهدت في يأس وهمست في هدوء :- نديم .. نديم ..
لم يحرك ساكنا فيبدو ان الإنهاك بلغ منه مبلغا كبيرا جعله يغرق في النوم بهذا العمق ..
تحركت خارج الغرفة ومنه لطاولة العشاء هاتفة لماجدة :- الظاهر نديم م التعب نام ..
هتفت ماجدة في إشفاق :- يا حبيبي .. نوم العافية.. خلاص لما يقوم يبقى ياكل على مهله .. تعالي انت بقى كليلك لقمة ونسيني ..
جلست ناهد تتناول عشاءها مع ماجدة .. كان بودها ان تعتذر فهى بدورها لم تكن تشعر برغبة في تناول اي طعام لكنها لم تستطع ان تترك ماجدة تتناول عشاءها وحيدة فجلست على مضض وما ان رأت انه من المناسب الاستئذان الان حتى فعلت وأسرعت الي غرفتهما.. دلفت للغرفة ليطالعها جسده الذي لا يزل على حاله مسجيا بطول الفراش بكامل ملابسه .. تطلعت حولها لا تعلم اين يمكنها النوم ولا يوجد حتى أريكة صغيرة يمكن ان تتمدد عليها حتى الصباح ..
شعرت بالرغبة في البكاء من جديد فاعصابها متوترة وتحس انها على حافة الانهيار فكل ما حدث في الفترة السابقة ظهر فجأة مطلا برأسه كأحد الوحوش المرعبة التي تثير مخاوفها وذعرها مما هو آت..
جلست على المقعد الوحيد الموجود بالغرفة و الذي كان مواجها لموضع نومه وتطلعت نحوه تتساءل كيف لها ان تحبه !؟.. كيف ومتى حدث هذا !؟.. انه زوجها وليس كذلك .. وهو حبيبها وليس من المفترض عليها ذلك .. هما هنا مجتمعان لكنهما ابعد ما يكونا عن بعضهما منذ ان رحلا سويا من نجع النعماني ..
سالت دمعاتها وهتفت لنفسها في ثورة :- فوجي يا ناهد .. فوجي .. محدش عارف اخرت اللى بيحصل ده .. وانتِ تجوليلى حب ومعرفش ايه .. باينك اتچنيتي يا بت النعماني..
هزت رأسها مؤيدة لحديث نفسها و أشاحت بناظريها بعيدا عن منبع وجعها ومصدر شقاء قلبها القابع هناك على الفراش وحيدا دونها ..
*******************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-20, 09:50 PM   #108

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

شعر بسعادة غامرة ربما تكون المرة الأولي بحياته التي يستشعر بها هذا الكم من السعادة كل هذه الفترة .. فترة بقاء رأسها الصغير المسند على كتفه بهذه الوداعة ..
غلبها النعاس فقد فاتهما القطار الذي كان من المفترض ان يستقلاه بسبب زيادة نديم وناهد المفاجئة لها.. فأخذا هذا القطار الذي لن يصل بهما الا فى الصباح الباكر .. كان يبدو انها مرهقة بشكل كبير .. فقد غفت رغما عنها وما ان اخذتها سِنة من نوم حتى مال رأسها الصغير الصلب تجاه كتفه في حميمية أسعدته ولم يتحرك قيد انملة خوفا من إيقاظها .. ورغم عضلات كتفيه التي تيبست الا انه كان منتشيا لا لشئ الا لاعتقاده ان شعورها بالامان هو الذي دفعها لتغرق في النوم وهي الى جواره .
حبس انفاسه الان وهو يسمع تنهداتها الرخيمة وبدأت فى تعديل موضع رأسها فى محاولة لإراحة رقبتها التي على ما يبدو بدأت تؤلمها فهو خبير بساعات السفر الطويلة في القطار ويعلم ما تفعل بفقرات الرقبة والظهر ..
تغيير موضع رأسها بهذا الشكل جعل ملامح وجهها الدقيق تحت مجهرعينيه الشغوفة بالمعرفة .. تطلع الى تفاصيل ذاك الوجه المليح الدقيق التفاصيل واستمتع في نشوة بالترحال عبر كل تفصيلة حتى توقفت نظراته على بوابات الثغر الخطرة فتنهد رغما عنه مضطربا مما دفعها لتنتفض مستيقظة يصحبها الذهول لا تدرك اين هى بالضبط .. تصنع النعاس في سرعة ومهارة حتى لا يشعرها بالحرج وخاصة عندما سمع شهقتها المكتومة حين ادركت ان رأسها قد وجد ملجأ له على كتفه .. و سمعها كذلك تهمس فى اطمئنان :- الحمد لله .. طلع نايم ..
كاد ان يبتسم رغما عنه وفكر ان يشاكسها بالرد عليها مؤكدا على استيقاظه التام وانه ظل حارس امين على اميرته الناعسة طوال فترة سباتها الا انه اثر الصمت و التظاهر بالنوم فعلا ..
كان يتطلع اليها الان مثل ذئاب الجبل بنصف عين ليراها تعدل من هندام حجابها امام مرآة صغيرة أخرجتها من حقيبتها .. ابتسم وما عاد قادرًا علي التظاهر بالنوم وهو فى حضرة هذا الجمال ..
تنحنح هامسا مدعيا استيقاظه لتوه :- صباح الخير يا دكتورة ..
همست وهي تحاول ان لا تدع عينيها تسقط على كتفه التى كانت ملاذها منذ دقائق :- صباح النور ..
قرر مشاكستها كالعادة فهمس بلهجة متسائلة تحمل بعض من خبث :- يا ترى نمتي كويس !؟.. ولا الخدمة معجبتش حضرتك ..
اكدت مضطربة :- اه .. اه الحمد لله .. تمام ..
مر العامل المخصص لجلب المشروبات والأطعمة لمسافري القطار ليسألها شريف في أريحية :- نفطر بقى .. لحسن الواحد ميت م الجوع ..
ابتسمت هامسة :- بالهنا والشفا .. انا مبفطرش ..
انتفض معاتبا:- مبتفطريش ايه !؟.. ده غلط على صحتك .. لااا .. لازم تفطري .. وتفطري كويس كمان .
وضعت كفها على فمها تمنع قهقة عالية كانت فى سبيلها للانطلاق بحرية واخيرا هتفت :- مالك قلبت على ماما كده ليه يا سيادة النقيب!؟.. هي عشان وصتك عليا يبقى تحل محلها ..!؟..
قهقه في أريحية مؤكدا :- طبعااااا .. انا بنفذ الأوامر كما انزلت .. انتِ عيزاها تغضب عليا وتزرفني دعوتين يجبوني الارض ... حرام عليكِ يا دكتورة .. ده احنا بنتشعلق ف رضا ربنا ..
كتمت قهقهاتها كالعادة وخاصة انها محاطة بالعديد من البشر منهم من لم يستيقظ بعد داخل القطار في هذه الساعة المبكرة صباحا ..
هتف شريف ينادي العامل طالبا افطار لشخصين وكوبين من الشاي لتعاجله زينب مؤكدة :- خليه نسكافيه عشان بجد عايزة افووق ..
اكد شريف للعامل :- خليهم اتنين نسكافيه ..
مد شريف كفه اليها بكوبها الذي تناولته وبدأت فى ارتشافه ليمتعض هو هامسا متقمصا دور امها :- الفطار الاول يا بنتي.. اقول للعريس اللى هايجي يتجوزك ايه!؟..بتشرب النسكافيه على معدة فاضية !!.. يا دى الفضيحة ام جلاجل يا دى الجرسة ام حناجل ..
كادت ان تغص برشفة النسكافيه التي ابتلعتها في صعوبة ووضعت الكوب جانبا وبدأت في السعال و اخيرا همست و على شفتيها ابتسامة :- لاااا .. انت كفاياك كده دور ماما ده .. و الله لو امي اصلا شافتك و انت بتقلدها كده والله ما تدخلك بيتنا تاني ..
هتف مذعورا :- لا خلاص .. كله الا كده .. ده انا عايش على امل اني ادخل بيتكم .. تاني و تالت و رابع كمان ..
اضطربت وغابت ابتسامتها و أزاحت بناظريها الى النافذة من جديد في محاولة لتجنب نظراته التي تسرق راحة بالها وتدفع بها الي دنيا جديدة ما وطأت عتباتها كما كانت تعتقد يوما ..
******************
يتبع

ياسمين78 likes this.

رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-20, 09:52 PM   #109

رضوى جاويش

? العضوٌ??? » 474091
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » رضوى جاويش is on a distinguished road
افتراضي

طرق باب حجرته التي كانت لاتزل تبيت بها بصحبة الخالة وسيلة .. ما أراد لها العودة لحجرتها بالمندرة حتى لا تستشعر الوحشة هناك وتكون قريبة من حجرة ناهد التي يحتلها اذا ما جد جديد قد يطرأ على حالتها التي لاتزل على وضعها من الشرود والتيه ..
انفرج الباب عن محيا الخالة وسيلة التي كانت تتثاءب معلنة رغبتها في النوم هامسة بنعاس :- خير يا عفيف بيه !؟..
همس عفيف محرجا وهو يغض الطرف عن ذاك الجسد المسجي هناك بغرفته محتلا فراشه :- معلش يا خالة وسيلة جلجتك .. بس في اوراج مهمة ف خزنة الدولاب .. كنت فاكر اني حاططهم ف المكتب طلعوا هنا وانا محتاچهم ضروري عشان هطلع بيهم مشوار من بعد الفچر ..
مد كفه بمفاتيح الخزينة مخرجا إياها من قلب جيب جلبابه مستطردا:- خدي افتحيها وهاتي الظ..
قاطعته الخالة وسيلة هاتفة :- واني ايه دراني بالحاچات دي يا عفيف بيه !؟.. ادخل چيب حاچتك يا ولدي..
هتف متعجبا باضطراب:- ادخل!؟..ادخل فين !؟..
هتفت وسيلة ببساطة :- ادخل اوضتك چيب حاچتك .. و ان كان ع الداكتورة .. أهي نايمة مش دريانة بحاچة ياولداه بعد الأدوية اللي الدكاترة كتبينهالها ..و أديني واچفة اهااا لحد ما تخلص امورك..
تنحنح عفيف وكأن دلال مستيقظة و تسمعه يستأذن للدخول .. فعلها بعفوية وانطلق في اتجاه خزانة ملابسه فتح ضلفتيها وانحني يعبث بأزرار خزينة الاوراق بكف مرتعش حتى فتحها وجذب منها ملفه المطلوب وما ان هم بالاندفاع في طريقه تاركا الغرفة حتى سمع همهماتها فتوقف متسمرا موضعه.. كانت تهزي بأسم اخيها الغائب .. تردده ببطء أوجعه ..ورغم ذلك جاهد حتى لا يرفع ناظريه اليها .. كان مطرقا لا يعرف ما دهاه ولما لا يتحرك راحلا .. تطلع لموضع الخالة وسيلة فوجدها قد غادرت الغرفة فتذكر انه سمع صوت مناع بالأسفل يناديها ويبدو انها ذهبت لتلبية مطلبه .. ما ان وع هذه الحقيقة حتى اضطربت دواخله وهم بالاندفاع خارج الغرفة ... تقدم خطوتين حتى اصبح على أعتابها للخارج لتتسمر قدماه من جديد ما ان تناهى لمسامعه همسها باسمه .. كان اسمه مجردا دون ألقاب كانت تحجب عنه روعته منغما بهذا الشكل من بين شفتيها .. اهتزت اركان روحه وتقوضت دعائم ثباته وما عاد قادرًا على البقاء لحظة وما كان لديه الهمة الكافية ليندفع مبتعدا الا ان وصول الخالة وسيلة جعله يحسم موقفه وهى تسأله :- خدت اوراجك يا ولدي !؟..
هز رأسه في إيجاب يسربله التيه و يشمله الاضطراب وهرب من امامها هابطا الدرج في عجالة وقد اصم أذناه ندائها الاخير باسمه عن ادراك العالم من حوله ..ونقله لعالم اخر..
*******************
وصلا اخيرا لقنا وخرجا من محطة القطار ليكون باستقبالهما احد العساكر بالعربة الميري ما ان لمح شريف قادما حتى انتفض فى اتجاهه مؤديا التحية العسكرية مشيرا لموضع العربة ..
امره شريف بالبقاء بالخلف فى صندوق السيارة مع حقائبهما بينما اتخذ هو موضعه امام عجلة القيادة وجلست هى جواره ..
همس مازحا محاولا تقليد اللهجة الصعيدية :- يا مرحب بكِ ف الصَعيد يا داكتورة.. الصَعيد نور ..
ابتسمت هاتفة :- منور بناسه ..
اتخذا وجهتهما على الطريق فى اتجاه نجع النعماني وقد شملهما الصمت لبعض الوقت الا انه على غير العادة كانت هي المبادرة بالسؤال هاتفة :- هو صحيح الكلام اللي انت قولته عن اللي اسمه عفيف ده يا سيادة النقيب !؟.. ولا كان مجرد كلام بتهدي به نديم !؟.
اكد شريف في ثقة :- صحيح يا دكتورة .. هو فعلا بيعامل الدكتورة دلال معاملة خاصة وبجد مهتم بيها قووى لدرجة اني شكيت انه ..
صمته عند هذه النقطة جعلها تنتبه موجهة نظراتها اليه متسائلة :- انه ايه !؟..
تنهد قليلا ثم هتف فى جدية غير معتادة منه على مسامعها :- بصي .. انا مش عايز أديكِ احكام مسبقة تبني عليها قرارات .. شوفي انتِ بنفسك واحكمي ..
نظرت اليه متطلعة فى اهتمام فهذه من المرات النادرة التي يتحدث فيها اليها بهذه الجدية .. ساد الصمت من جديد حتى وصلا لمشارف النجع فهتف مستعيدا روحه المرحة :- استعدي يا دكتورة .. احنا داخلين ع النجع اهو ..
تنبهت وشعرت بالاضطراب لكنها داخليا عزمت على ان لا تعود الا برفقة صديقتها مهما حدث .. فلابد لأحد ما من تخليصها من بين يدىّ ذاك العفيف وخاصة بعد معرفة مكان نديم ووجوده في امان ببيتها…
انتفضت على صوت زمور العربة الذي اطلقه شريف ما ان وصلا لبوابة السراىّ الحديدية ..تطلع مناع للعربة الميري في تعجب ولكنه لم يجرؤ على فتح ضلفتيّ البوابة الا عندما امره عفيف الذي ظهر على الدرج مندفعا خارج البيت الكبير..
انفرجت البوابة ليدخل شريف صافا العربة جانبا ليترجل منها ويتجه الي باب زينب ليفتحه لتترجل بدورها متطلعة في استطلاع للوضع حولها حتى وقع ناظرها على عفيف الذي كان يتطلع اليها في تعجب بدوره غير مدرك سبب قدم شريف وبصحبته هذه المرأة الا انه هتف بكل ذوق :- حمدالله بالسلامة يا شريف بيه .. و اهلًا بضيوفك .. شرفتونا..
هتف شريف كعادته مازحا :- دي مش ضيفتي يا عفيف بيه .. دي ضيفة سعادتك ..
تطلع اليه عفيف في تعجب لكنه رغم ذلك هتف في لهجة واثقة :- على عينا وراسنا اى غريب يدخل النعمانية .. بيت النعماني الكَبير يبجى بيته يا شريف بيه ..
ابتسم شريف هاتفا :- قد القول يا عفيف بيه .. و انا كنت وعدتك اجيب اللي يخرج الدكتورة دلال من تعبها .. و أديني وفيت بالوعد ..
تطلع اليه عفيف في اهتمام بالغ منتظرا ان يكمل شريف حديثه و الذي استطرد هاتفا :- الدكتورة زينب تبقى صاحبة الدكتورة دلال..
هتفت دلال في صرامة :- انا مش بس صاحبتها انا اختها يا عفيف بيه…
تنحنح عفيف هاتفا في هدوء :- الداكتورة دلال وكل اللي يخصها على روسنا من فوج .. شرفتينا يا داكتورة زينب ..
هتفت زينب بنفس اللهجة الحازمة :- متشكرة .. بس فين دلال .. انا عايزة أشوفها ..
هز عفيف رأسه هاتفا :- معلوم يا داكتورة .. اتفضلي..
واشار بكفه لأحد الاتجاهات صوب الحديقة الخلفية فاتجهت اليه زينب مندفعة باحثة عن صديقة عمرها بينما ظل عفيف يقف متطلعا الى شريف الذي امر العسكري بوضع حقائب الدكتورة زينب جانبا ..
هتف عفيف في غيرة يشوبها شئ من فضول :- انت تعرف صحاب الداكتورة دلال من فين يا حضرة الظابط !؟..
هتف شريف مبتسما :- ما ده الجميل اللي عملته فيا الدكتورة و بحاول أرده يا عفيف بيه ..
هتف عفيف متعجبا :- كيف يعني!؟..
هتف شريف :- الدكتورة زينب هي الدكتورة اللي عالجت امي ف مرضها الاخير والدكتورة دلال كانت هي السبب ف المعرفة لما رشحتها لي عشان تعالج الوالدة و من هنا جت الفكرة يا عفيف بيه..
هتف عفيف :- تمام .. تمام ..
وصلت زينب لموضع جلوس دلال لتجدها تجلس ساهمة متطلعة للأفق في تيه اقتربت منها في سعادة هاتفة باسمها :- دلال .. دلال ..
لم تنتبه دلال لها بل ظلت على شرودها مما صدم زينب التي كانت تتوقع انها ستقفز فرحا ما ان ترها.. دمعت عيناها وهي تتطلع الي صديقتها في غضب وقهر واندفعت باتجاه موضع شريف وعفيف وما ان وصلت اليهما حتى صرخت بوجع في اتجاه عفيف :- انت عملت فيها ايه !؟.. دلال اتبدلت .. مش هى دي دلال اللي سبتها تروح معاك من يجي شهر .. و يا ريتني ما سبتها .. انت عملت فيها ايه!؟..
تقبل عفيف انفعالها في صمت مطبق بينما هتف شريف مهدئا :- اهدي يا دكتورة .. اهدي .. احنا جبناكِ هنا عشان تتحسن حالتها ف وجودك .. مش حالتك انتِ اللي تتأخر بسبب وضعها ..
تطلعت زينب في غيظ لعفيف ولم تنبس بحرف واحد واندفعت عائدة لموضع دلال بينما هتف شريف معتذرا بالنيابة عن زينب :- معلش يا عفيف بيه .. هي زعلانة على صاحبتها .. انت اكيد مقدر الموقف..
هز عفيف رأسه في تفهم واخيرا هتف بصوت متحشرج وهو يندفع خارج البوابة مغادرا البيت الكبير :- البيت بيتك يا سيادة النقيب .. معلش عندي مشاغل ولازما امشي دلوجت ..
هز شريف رأسه متفهما بدوره و هو يتجه الى عربته الميري هاتفا :- طبعا يا عفيف بيه اتفضل شوف مشاغلك .. وانا كمان هروح اشوف مشاغلي .. سلام عليكم ..
رحل شريف بعربته الميري وتبعه عفيف خارجا لكنه قبل ان يتجاوز البوابة توقف للحظة متطلعا حيث تقبع مصدر سهاده ووجيعته .. ألقي الي البعد نظرات تشي بالكثير ثم رحل في عجالة ..
********************
نهاية الفصل الخامس عشر


رضوى جاويش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-07-20, 10:27 PM   #110

شيرين الحق

? العضوٌ??? » 406021
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » شيرين الحق is on a distinguished road
افتراضي

تسلمى حبيبتى على كل حرف بتكتيبيه
دمتى مبدعه


شيرين الحق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.