آخر 10 مشاركات
حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          398 - لن تسامح - داي لوكلير (الكاتـب : سيرينا - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رواية الورده العاشقه " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : sapphire - )           »          أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          أنات في قلوب مقيدة (1) .. سلسلة قلوب مقيدة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-07-20, 08:17 PM   #71

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل السابع والعشرون


السابع والعشرون
————-

اثناء ثرثرتها مع الجانب الآخر شعرت غادة بوجود احد ما خارج الحجرة ..حركت قدميها ببطء اتجاه الباب ،.وقامت بفتح بعنف لتجحظ عينيها من الصدمة ويتعرق جسدها بعرق وهمي عندما تصادمت عينيها مع تلك الواقفة التي تطلق اعينها اسهم من نار مع تسارع تنفسها العالي ..لتصرخ غادة بحدة مزيفة :
-انتِ واقفة عندك بتعملي ايه ..؟!...
غمغمت امينة من بين أسنانه :
-انتِ !!!..انتِ اللي كنتِ السبب في اللي حصل لشيراز ..
أردفت غادة بمكر مع ارتباكها الواضح :
-السبب !!!السبب في ايه ؟...أنا مش فاهمة انتِ. بتقولي ايه؟!....
اقتربت منها امينة بتهور تمسكها من خصلات شعرها بشراسة تصرخ بها:
-اه يا بنت ال(.....) يا (.....)...وربنا لا أفضحك ..يا سافلة ياعديمة الضمير...
علا صرخات غادة في الأنحاء مع محاولتها تخليص نفسها من يد تلك المجنونة ومع تزايد خوفها من فضحها امام مالك ووالده ...فتصرخ بها بغيظ :
-سيبي شعري يا مجنونة ....أنا لحد دلوقت مش عايزه اتهور عليكي خلينا نتكلم بهدوء ..
أسقطتها امينة ارضا داخل الحجرة وتقوم بإلتقاط خفها بيدها لتتوالى الضربات فوق وجه غادة الصارخة التي قامت بقضم يد امينة لتطلق الاخيرة سبابها المتواصل بتوعد لإنهاء حياتها بيدها ......
.........


جالس بجوار والده بوجه متجهم عاقد حاجبيه لا يشعر للحياة طعمًا من بعد بعدها عنه ..يشعر بمرارة الأيام ..لا يعلم كيف سيتقبل هذا الوضع المؤلم ..كيف سيقبل على رجولته هذا الوضع المخذل ان يترك زوجته في يد اخر ..ولكنها ليست زوجته فحسب بل ابنته وحبيبته حلم عمره..الذي لم يهنأ به ..ترى ماذا تفعل الان ؟!..هل بصحة جيدة .هل تجد من يعتني بها ويخاف عليها ....أفاق علي سؤال والدة المراقب له :
-اسمع كلام مراتك يا ابني ،...وارجع وشوف شغلك ..قعادك هنا مبقاش ينفع ..
اجابه بضيق :
-حتى انت يا حاج عايز تخليني امشي ...صدقني يا حاج أنا هكون مستريح اكتر وانا موجود في نفس المكان اللي هي فيه ..حتى لو ما اتكتبش ليا اني أشوفها تاني ..كفاية عليا ان احس انها في نفس المكان ....
نهره حافظ بلطف:
-ما بقاش ينفع الكلام ده ..وعيب تفكر في مرات واحد تاني ..وتجيب سيرتها ..حتى لو كانت دي الي كانت مراتك في يوم من الأيام ....ما يصحش....
اخفض مالك وجهه بين يديه :
-عارف يا حاج ..عارف للاسف ...بس انت وعدتني انه هيطلقها بعد سنة ..وده مديني امل جديد أعيش عشانه....
لامه حافظ على كلامه ليردف:
-املك في ربنا ...ثم ابنك اللي من صلبك ..اللي هيبقى ضهرك وجذرك ....وده مش يستحق انك تعيش عشانه ؟....
استمعا كلاهما لصوت صراخ عالي صادرًا من اعلى جعلهما ينظران بريبة لاعلى الدرج وكان اول من تحرك مندفعا مالك عندما وصله صوت صراخ زوجته باسمه مستنجده به.....
قفز الدرج في ثلاث خطوات واسعة اشبه بالركض ليقف مندهشا عند وصوله لتلك المعركة الطاحنة بين امينة وزوجته التي كانت الاخيرة مستلقاه ارضا تحاول تفادي لطمات امينة العشوائية ...تحرك يحاول جذب امينة من فوق الاخيرة ..مع صراخه مستفهما لسبب تلك المعركة الطاحنة

:
-ايه اللي بتعمليه ده يا امينة ؟..سبيها ...
الا انها ظلت تحارب لتحرر نفسها من مالك صارخة :
-سيبني ..سيبني يا مالك ...انت مش عارف الكلبة دي عملت ايه ؟.....
لتردف غادة بمكر ممسكة خصرها بيدها مصطنعة الألم والبكاء:
-إلحقني يا مالك ...ابعدها عني ...كانت عايزة تسقطني ...
جحظت عين امينة من كذبها وحاولت إفلات ذراعيها من مالك الغاضب لتسمع صوت الحاج حافظ الذي انتهى من صعوده الدرج بصعوبة يقول :
-ايه المسخرة دي ؟...ايه اللي بيحصل هنا يا مالك ؟!
حاول مالك السيطرة على امينة ليرفع نظره اليها متساءلا :
-ممكن افهم في ايه ؟..وايه اللي غادة بتقوله ده ...
جحظت عينها حيث وصلها تشكيكا بها خلف سؤاله لتجيبه بغضب:
-الهانم مراتك ..الهانم هي اللي وزت علي شيراز ..هي السبب في الحصل .كله ...هي السبب في موت ابنك ...
صرخت الاخيرة بجنون مدافعه عن حالها :
-كذابه ..كدابة يا مالك اقسم لك ...وحياة ابني ما اعرف هي بتقول ليه كدة؟...٠هي اللي طلعت تهددني عشان ما اقولش انِّ شفتها في اوضة فزاع ..هددتني انها هسقطني وتخليك تشك فيا ..عشان تكرهني و ترجع لشيراز....وتطلقني....
ظلت تخرج كلماتها بدموع حقيقية ممسكة بطنها تحميها فتكمل بإصرار:
-وانت شوفت بعينك انها كانت بتضربني ازاي ؟
مرر مالك عينيه بينهما لايعلم من منهما الصادق ولكنه يعلم أخلاق امينة ..لن تقدم علي مثل الفعل ..هزت امينة رأسها بتحدي :
-دي حية ..لازم تصدقني يا مالك ..لازم ....
صرخت غادة ببكاء مصطنع :
-سمعت بودانك ..بتحاول تقنعك ازاي عشان تكرهك فيا وتسيبني ..طبعًا ما واحدة زيها لازم تدافع عن صاحبتها ...
اردف حافظ بخشونة ليتحكم في الموقف:
-أنا مش عايز اسمع نفس ..ولا كلمة زيادة (صدرت منه إلتفاته مقصوده لابنه ويأمره بصلابة)؛
-خد مراتك وادخل اوضتك يا مالك ..
وجه الاخير نظرة لابنة خالته في حيرة هل يجب عليه يصدقها ام يصدق زوجته ..؟..هل يعقل ان تصدق غادة القول في نية امينة لإجهاضها ....ولكن لما تفعل ؟!..وماذا عن اتهام امينة لغادة بانها من وشت بشيراز ..لا لا ..يمكن حدوث ذلك ..آفاق من دوامة أسئلته علي صوت زوجته الباكي :
-أنا يستحيل اقعد في المكان ده معاها ،.يا أنا يا هي في البيت كله .....
اندلع الحريق في صدر امينة من مكرها وكلماتها فتحاول الإمساك بها مرة اخرى لضربها ليحول بينهما مالك بصرامة يصرخ باسمها للتوقف مدافعا عن زوجته ..لتقف ذاهلة من رد فعل عندما قال :
-لو سمحت يا امينة اتفضلي روحي على الملحق ..كفاية لحد كده !!!..
رمشت بعينيها تمرر نظرها بينه وبين تلك الحية تسأله بذهول :
-انت بتطردني يا مالك !!!!.. بتطردني بعد اللي قولته لك ..!!!!!
سمعت صوت حافظ الخشن يأمرها :
-روحي يا بنتي علي الملحق ..ونتكلم بعدين ..نظرت لهما بذهول حتى شعرت بابتلال اعينها التي تهدد بالهطول ..لأول مرة تشعر باليتم ..اول مرة تشعر بالضياع ..اول مرة تشعر بانها غريبة لا سكن لها ..انها ضيفة بمكان ليس بمكانها ...
جرت فوق الدرج تاركة ثلاثتهم يراقبون انصرافها بمشاعر مختلفة ...لهذا الموقف الغريب ..الذي يصعب تحليله وتفسيره .....
.................


ان تشعر باليتم للمرة الثانية فهو من اصعب الأمور ..التي يمكن تخترق وجدانك لتنهش روحك ،ولكن ما اصعب ذلك الشعور الشعور بالخذلان مما يفترض ان يكونوا سندًا لك.هذه هي الحياة وعلينا تقبلها ....
......
وقف متخصرا جذعه ينظر لها بضيق وغضب ليس منها ولكن لما تعرضت له من امتهان شديد ..وكسر لكرامتها ..وما زاد غضبه ما تلفظت به من قرارات حاسمة لا رجعة فيها ليقول بصرامة :
-الكلام ده عند "ام ترتر "عارفاها ولا اعرفهالك ...مافيش حد هيسيب المكان ده علي جثتي ...
ردت عليه امينة وهي تمسح دموعها بطرف كمها :
-أنا يستحيل اقعد في المكان هنا تاني ...أنا و ماما هنفتح بيت جدي اللي مقفول ونستقل فيه ...المفروض ده يحصل من الاول ....
اقترب منها فزاع بإصرار يمسك قطع ملابسها التي تقوم بوضعها بعشوائية بحقيبة ملابسها يلقيها ارضا يقول :
-البيت بقاله سنين مقفول ..هتروحي تقعدي فيه ازاي ممكن افهم ....
القت نفسها فوق الفراش بضيق كأنها تلقي فوقه همومها تهمس:
-مش عارفة يافزاع اعمل ايه؟...اول مرة احس ان أنا ضعيفة كده ..كنت دايما قوية ..بس كسرني نظرة الاتهام اللي شفتها في عيون مالك ..وإنهم ما يدفعوش عني لما هي خيرتهم بوجودي ووجدها .....
جلس بجوارها منتبها لحديثها بكل جوارحه متأملا هشاشتها التي أضحت عليها اراد عدم مقاطعتها لتجييش بما في مكنونات قلبها من اسرار..فيسمعها تردف:
-عارف!! ..للحظة فكرت ان مالك وجوز خالتي هيختاروني أنا ...بس املي فيهم انكسر وحسيت ساعتها بالذل لما طلبوا مني ان اخرج من البيت ...حتى لو ما نطقوش بلسانهم بس شفتها في عينهم يافزاع نظرة الاتهام ...كانت صعبة....انك تحس ان ضهرك انكشف واتعريت ....
ربت فوق كفيها القابعين بحجرها يواسيها يبثها الأمان يخبرها بانه سترها وضهرها الصلب فيردف مازحا:
-هو اه ضهري مش هيتحمل تقل وزنك ...بس هقول ايه غير ان ضهري سداد ..وايدي ودراعاتي دايما مفتوحين ليكي يكونوا ليكي بيت وسكن ....ده بعد إذنك ....
ضربته بكتفه بحنق:
-أنا وزني تقيل ..ده أنا ٦١كيلو ....
قام بتمرير نظرة علي جسدها بطريقة كوميدية ويصدر صوتًا بفمه رافضًا ويقول :
-نقول ...١٠٠كويس...
جحظت عينيها تنتفض امامه تضع يديها بخصرها وعيون مطلقة شرارتها تقول:
-هي مين يا روحي اللي ١٠٠....انت شكلك عايز تلبس نضارة ...
ظلت تلتف يمينًا ويسارًا تحصر فستانها فوق جسدها بعفوية ليكشف مفاتنها الأنثوية التي زادت من لهيب قلبه وهي تقول :
-بص كويس يا استاذ ده شكل واحدة حتي وصلت ل٩٠؟!...
حاول إظهار جديته والتحكم في ابتسامته التي تكافح بالظهور ليقول :
-والله ده اللي شايفه بعيوني ..يمكن اما أعاين اقدر احدد الوزن الحقيقي ..هو أنا مقولتلكيش!!!!..
وقفت بتزمر تكتم غيظها من فظاظتها ليكمل مع حك ظهر رقبته :
-اصل نظري ضعيف ...وبشوف طشاش....ها ؟!..هتخليني أعاين ولا افضل على ظني ؟!...
شعرت بمكره ومراوغته لتقول له بتحدي :
-بعينك يا فزاع ....
لم يمهلها حتى تفاجأت بمهاجمته لها يلف ذراعه حول خصرها مع محاولتها التخلص منه بدفعه فتهمس بصوت منخفض بضيق؛
-ابعد يا فزاع هتفضحنا ...ماما بره ..هتسمعنا يا بني ادم ....
ظل يشد من ذراعه وباليد الحرة قام بتثبيت رأسها امام وجهه قائلا بمشاكسة :
-خليها تسمع و نشهدها ..لو ترضى ان بنتها تعذبني بالشكل ده وما اباركلهاش لحد دلوقت يبقى ليكي الكلام ..اساسا مش بعيد تقفل علينا الباب عشان ناخذ راحتنا ....
-ابعد يا فزاع مش بحب التهور ده ...اعقل شوية عيب كده....
ظلت تقاوم قيده ولكنها لم تلاحظ سكونه امام وجهها يراقب ملامحها الشرقية عن قرب ..نظرت له بتعجب من تبدله وتشعر بارتخاء ذراع عن خصرها ويتراجع خطوة يقول بضيق :
-ماشي يا امينة أنا مش هضغط عليكي ..لان شكل علاقتنا لسه قدامها وقت طويل لحد ما تتقبليني .....اسف لو كنت بضغط عليكي ....
شعرت بالصدمة من تصرفه لتجده يتحرك خارجا من باب الغرفة المفتوح وقبل ان يخرج وقف ينظر لها متألما يقول :
-أما موضوع انك تسيبي البيت ..فليا كلام مع الحاج حافظ ومالك ...لان مراتي مش هتخرج من هنا الا على بيت جوزها ...
خرج على وجهه ملامح الضيق ليجد حفيظة تجلس امام التلفاز فتقول له بنزق :
-مابدري!!!!.....يا جوز بنتي......
قبض كفيه بقوة بجواره ليلتفت لها نصف التفاته يقارعها :
-بدري من عمرك يا حماتي ...شكرا على الشاي اللي ما اتشربش .....
ليخرج يدفع الباب بغضب ليصدر منه صوتًا عاليًا عند اغلاقه جعلها تنتفض رعبًا وتردف باستنكار:
-بالسلامة ...جوازة الندامة ...ياعيني عليكي يابنتي حظك شوية في الدنيا ....كان ماله اكرم بس ...؟!....


.............


نظرت ليديه الممدودة لها بإصرار لتمرر نظرها بينهما بريبة واضحة وتردف بتوتر:
-ايه ده يا مالك ؟
وجه لا نظرة من علو يضيف بضيق :
-مش عارفة ايه ده ؟!...مصحف !!...امسكي يا غادة واقسمي عليه ...
انتفضت من جلستها فوق الفراش كالملدوغة تسأله بحذر:
-اقسم !!!!.اقسم على ايه ؟!..مش فاهمة!....
ظل يراقب نظرات عينها المضطربة الهاربة من عينيه ليردف بهدوء مزيف :
-على الكلام اللي قالته امينة ..تقسمي انك ما لكيش يد في اللي حصل لشيراز وحصلي ...
شهقت برعب من شكه بها لتصرخ بوجهه مستنكرة اتهامه:
-انت بتشك فيا ..فيا أنا يا مالك ..في مراتك ام ابنك وتصدق الحقودة دي اللي كانت عايزة تموت ابنك ..انت شفت بعينك شتمتني وضربتني ....
انتهت من ثرثرتها بلهاث شديد تتمنى ان تكون استطاعت التأثير عليه وأثنائه عن شكوكه بها ولكن ابتسامته الغريبة التى طلت على ملامحه ارعبتها ليهمس ببطء:
-امينة اللي بتكلمي عنها دي ..تبقى بنت خالتي وأختي الصغيرة ..تربية ايدي ...انا اللي اعرف امتى بتكدب رغم ان ده مش من طبعها ..وامتى تقول الصدق ...ولما الموضوع يوصل انها تتهمك اتهام مش سهل زي ده يبقى في حاجة لازم اعرفها....
انتفضت من تحوله وتهديده المبطن لتشيح يدها بوجهه بغضب:
-امينة اختي ..امينة ما تكدبش ..لكن غادة هي اللي تكدب ..!!!انت معاها ولا معايا ،......
صمت لم يعقب على كلماتها فوضعه لا يحسد عليه ..يجب عليه التأكد لتهدأ ظنونه ..رفع يده يعطيها المصحف بإصرار قائلا:
-مدام انتِ صح يبقى تقسمي على الكلام ده ايه اللي يخوفك من القسم ..الا لو كان في حاجة مخبياها ....
ظلت تنظر له بغضب ليس غضبا من الموقف بل غضبا من المأزق لتسأل نفسها هل لديها القدرة على القسم بالباطل على كتاب الله ..هل ستتحمل عواقب الحلف كذبا على كتاب الله ... فهذا القسم فيه نجاة في الدنيا وهلاك بالأخرة ......
............


صعد درجات الدرج بجسد متعب ونفس مثقلة بالكثير مشغول الفكر والنفس ..عندما انتهى من اخر درجة قابلته "وداد" خارجة من حجرة المتمردة حاملة بيدها حامل يقبع فيه بعض الصحون المليئة بالأطعمة الشهية ..التى تفوح منها الروائح التي تداعب معدته الجائعة ..عندما انتبهت لصعوده تنحت جانبًا بخجل منتظرة اوامره بطاعة وخنوع فتسمعه يسألها بصرامة :
-الهانم ما كلتش بردو ؟!...
أجابت باختصار :
-لا يا بيه ..قالت مالهاش نفس ...
اقترب منها يحمل حامل الصحون عنها يردف بخشونة :
-انزلي انتِ شوفي شغلك .....
هزت رأسها بتوتر وأمسكت بوشاح رأسها تضع طرفه بين أسنانه بخجل لتتحرك مسرعة امام نظره هابطة درجات الدرج ..اما عنه صدرت منه إلتفاته للباب المغلق كأنه يتواصل معه بكلمات سرية لا يفهمها الا كلاهما ....
...........


ولج من باب الغرفة حاملا الطعام من بين يديه ..بإصرار وضيق وغضب ....من بعد مواجهتها له صباحا يشعر بثقل بروحه وضيق يمتلك قلبه ..سأل حاله كثيرا لما تبدلت معاملتها بعد ان قررت بنفسها الموافقة على زواجهما بارادتها ..وهو لم يصدر منه اي فعل سئ سوى حمايتها والحرص على توفير سبل راحتها ...هل هذا بسبب تشابه ملامحه مع ناصر كما ادعت ....؟....تذكر عندما ظل ينظر لانعكاس صورته بمرآة السيارة الأمامية يتحقق من ملامحه الذكورية ..ولكنه لم يجد التشابه التي ذكرته بينه وبين ناصر كما ادعت ...لم يذكر من قبل امامه ان هناك شبهًا حتى لو شبها طفيفا بينهما ...دائما كانا مختلفان مختلفان بكل شئ....
وقف شاردا يراقب نومتها فوق الفراش مخفية جسدها ورأسها بشرشفها لا يظهر منها سوى خصلات شعرها الذهبي المتمرد مثل صاحبته ...ابتسم بمكر لقد تيقن انها تهرب من مواجهته ..فهو وعدها بانها ستنام بين احضانه الليلة وعليها ان تجهز ...!!ابتسم على سذاجتها كيف ذلك وهي بتلك الحالة الصحية ...؟!كان يتوقع انها ستستمر في تحديها لتحاربه بشراسة ...لم يتصور تقهقرها السريع عن قرارها التي أردفت به بكل وقاحة صباحا ....
انتشله من دوامة افكاره صوتًا ضعيفًا صدر منها نتيجة عطْسَة فجائية منها يتبعها تأوه منها فيقوم بسند الحامل فوق طاولة صغيرة بوسط الحجرة و يقول بصوت خشن :
-يرحمكم الله !!!!
رأي اهتزاز جسدها اسفل الغطاء بصمت ..هز رأسه بملل يشعر انه يتعامل مع طفلة بسن العاشرة وليس فتاة ناضجة سبق لها الزواج والحمل ..عند هذه النقطة تجهم من تذكره لتلك الحقيقة فينهر نفسه على شعوره بالضيق الذي يتوغل بداخله ببطء ..اقترب منها على حين غرة ينزع الغطاء عنها بعنف يلقيه ارضا فيجدها تحاول إغلاق اعينها بقوة مدعية النوم فيردد بسخرية :
-هي الهانم هتفضل تمثل كتير انها نايمة ..؟...افتحي عينك ياشيراز أنا عارف انك صاحية "وداد "قالتي وهي خارجة...
فتحت اعينها على وسعها بصدمة لقد اوصتها قبل خرجها ان تبلغ الجميع بنومها ..تسارعت انفاسها بتوتر تردف بتوتر:
-أنا تعبانة ومحتاجة انام ..ممكن تخرج وتقفل النور ..
قارعها حازم بسخرية :
-تؤتؤتؤ..بقى كده ؟!..بتطرديني من اوضتي ..ما كانش العشم ....
اقترب منها بخطوات متمهلة واضعًا كفيه بجيب سرواله الأنيق يكمل بلوم مزيف:
-وكمان كان في حد الصبح وعدني وعد كدة ....( رفع رأسه ينظر لاعلى كأنه يتذكر شي)يقول :
-وعد ايه يا حازم ؟...وعد ايه يا زومه ؟!...اه ...افتكرت ......
انحني حتى اقترب وجهه من وجهها الأحمر رعبًا يقول من بين أسنانه :
-كان في حد الصبح وعدني بليلة حمرا ...بشروط ...بس تخيلي نفس الحد ده ..لقيته سحب كلامه وعامل نفسه نايم ...تفتكري اعمل معاه ايه ده ؟!....
ابتلعت ريقها بصعوبة لعنت حالها على تهورها وتلفظها بما قالت ..لقد استفزت الجانب الموحش به ....لم تستطع التبرير او الاعتذار حتى ..خائفة بل مرتعبة من نظراته ..نظرات ناصر الوقحة ...لاحظ محاولتها لشد قميص نومها القطني الرمادي لأسفل تستر ساقيها عن أعينه الماكرة ..ماذا لو انقض عليها فجأة الان ؟!!..هل ستستطيع ردعه ومقوماته؟!....
اكمل بحدة واضحة :
-شروطك !!!!....
رمشت بعينيها من اثر كلمته عليها ..لم يصل معناها بالبداية لذهنها ..وسرعان ما اكمل يوضح ما قاله :
-انتِ كان ليكي شروط مقابل انك .......تنامي معايا ....مش دي كانت جملتك بالضبط ....
سندت مرفقيها بجوارها تحاول التحرك والاعتدال من نومتها امامه تسأله بصوت منخفض:
-هتنفذ شروطي كلها ؟!........
استقام في وقفته ينظر لها من علو نظرات صعب تفسيرها ..كان يعتقد انها ستتراجع عن عرضها الوقح يردف بصرامة :
-قولي اللي عندك الاول .....
فركت كفيها بتوتر وخوف ..ولكنها تشجعت قائلة :
-عايزة ابلغ عن ...عن مرات عمي ..عمتك ....عايزه اقدم بلاغ رسمي فيها انها قتلت "بابي"...
هز رأسه برتابة مع ارتفاع جانب فمه بسخرية يردف :
-وايه كمان ؟!.....
شمخت بأنفها محاولة إظهار قوتها :
-عايزة امشي من هنا ...مش عايزة افضل في البلد دي تاني و قبل المدة اللي متفق عليها تطلقني ...
ظل ينظر لها بتمعن بعد سماع كلماتها الساذجة أتتوقع ان يوافق على تلك الشروط ..؟!..
صدرت منه ضحكة خشنة على سذاجتها الغير منتهية ..ظل يضحك حتى شعر بتوقف قلبه من شدة الضحك ..حتى هدأ تحت أنظارها المراقبة فيتنحنح يجلي صوته :
-كل الشروط دي مقابل ليلة ؟!...وكمان ايه اللي يضمنلك ان أنفذ مش يمكن اكون حقير زي ما انتِ عارفة واضحك عليكي ...او يمكن انتِ ما تدخليش مزاجي .....
شعرت بالغضب الشديد من تلميحه الوقح الذي يقلل من أنوثتها رغم انها تتمنى بالفعل ان لا يفكر بها مطلقا ..شعرت بتحركه الصامت من جوارها يحمل بين يده الطعام التي قدمته لها "وداد "منذ قليل فتراه يضعه فوق ساقيها الطعام بحدة لينسكب بعض الحساء فوق ساقيها يأمرها بحدة:
-بعد كدة الأكل اللي يتقدملك يتآكل من غير نقاش ..ياما أنا اللي هحشر الأكل في زورك زي ما بيعملوا مع البط ..ده اولا !!!.اما ثانيا فانسي حكاية ان اوافق على انك تبلغي عن عمتي ..الموضوع ده اتقفل وخلصنا ...مش عايزين نفتح أبواب اتقفلت ....
أزاحت الطعام عن ساقيها بغضب لتجلس على ركبتيها فوق الفراش صارخة:
-كنت متأكدة ...كنت متأكدة انك ما يهمكش الا مصلحتكم وجوازك مني عشان مش عشان تحميني ...لا ...عشان تحميها هي ..دي كانت السبب في قتل "بابي" .وكل اللي حصلي ...
قارعها بشراسة مخيفة:
-وانتِ قتلتِ ابنها ..وراس قصاد راس ...وانتهييييينااا....مش هقبل ان الموضوع ده يتفتح تاني ابدا ،فاهمة ....
إجابته بصراخ اعلى :
-يعني ايه ؟...لو انت ما بلغتش عنها ..أنا هبلغ بنفسي...
لمحت بعينيه نظرة شرسة كادت ان تصرعها ليهمس من بين أسنانه:
-زي ما سمعتي ...ماحدش هيبلغ عن حد ...لان ما فيش حد هيخسر الا انتِ .وزي ما قولتي أنا ما يهمنيش الا عمتي ...أحييكي على ذكائك .....



نهاية الفصل السابع والعشرون


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-20, 09:17 PM   #72

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثامن والعشرون

الثامن والعشرون
—————
بعد عدة اشهر ...
............
جالسة ارضا اسفل قدمها كعادتها منذ ولوجها هذا البيت ..تشعر بالراحة من هذا التصرف البسيط ..عندما تجلس اسفل قدمها توليها ظهرها وتقوم الأخرى بتمشيط خصلاتها القصيرة وتجديله كعادتها مؤخرا ..هذا التصرف البسيط الصادر من الأخرى يشحنها بطاقات إيجابية كبيرة ويبث في روحها الراحة والأمان ...تذكرت عندما كانت تجلس بجوار الحاج حافظ فوق الفراش تداعبه ويقوم بمعاقبتها لعدم حفظها الآيات القرآنية المطلوبة منها ..رفعت يدها بالمعلقة تتناول الصحن الساخن القابع بين كفها فتستشعر لذة في مذاقه ..لقد أدمنت تلك التحلية التي تذوقتها مرة عن طريق الصدفة من "وداد"..ليتحول تناولها له شئ روتيني لم تمل منه .....


سمعت صوت ضحكات "آمنة"تشاكسها قائلة :
-ايه يا يابنتي مش بتاكلي ليه ؟..هي الشعرية بالحليب مش عجباكي المرة دي ؟
إجابتها شيراز بفم ممتلئ بالشعرية وهي تكمل تناولها له بمشاكسة :
-اه فعلا حساه مش أد كدة انهاردة..عشان كدة هطلب من وداد تجيبلي طبق تاني !!..
ضربتها آمنة فوق كتفها بضحك:
-يوه ...وانا ما يرضينيش انه ما يعجبكيش (إلتفت ترفع عنقها تنادي بصوت مرتفع ):
-يا وداد....يابت ياوداد....
نظرت لظهر شيراز الجالسة بجوار ساقيها تردف بتعجب:
-البت دي غريبة ..ميت مرة نبهت عليها انها ما تقعدش في المطبخ مدام مافيش شغل ...
أسندت شيراز الصحن ارضا تردف بأسى:
-مسكينة، يتيمة و اخوها اللي مفروض يكون سند ليها سايبها تخدم في البيوت في السن ده ...
أردفت آمنة بأسى اكبر:
-اهو ده حال معظم البنات هنا ..ياما اهلهم يخدموهم بالأجرة ..او يجوزوهم بدري وهما لسة أطفال ...نصيب ومكتوب يا بنتي....الحوجة والفقر يعملوا اكتر من كدة .....
صمتا عندما لاحظا دخولها برأس منخفضة لتقول لها آمنة بلوم :
-ميت مرة قولتلك ارفعي رأسك وانتِ بتكلميني ....
رفعت وداد رأسها تنظر لهما بارتباك وتأثر بالغ من معاملتهما الحنونة لها التي تشعرها بانها فردًا لا يتجزأ. من هذا البيت فيزيد هذا ألم روحها ...
فتردف بخجل :
-تحت امرك يا ست "آمنة"...
ابتسمت شيراز مع مد يدها بصحن الشعرية الفارغ تقول بمرح :
-ممكن تجيبيلي طبق كمان ..اصله حلو اوي ...
قاطعتها آمنة بلوم زائف مع صدوح ضحكتها المحببة للأخرى :
-انتِ .....!!!اه منك يا شيراز ..مش قولتي مش حلوة المرة دي ...
رفعت شيراز سبابتها تشير لنفسها بطفولة :
-أنا قولت كده ...مش فاكرة ....يلا يا وداد عايزة واحد كمان ....
..............
بعد انتهائها من
تناول التحلية المفضلة لديها ظلت تتمطع بكسل امام نظر آمنة لتردف بوداعة:
-ايه الملل ده زهقانة...هو مافيش اي حاجة نتسلى بيها هنا ...
انتبهت آمنة الساكنة التي كانت تراقب حركاتها بابتسامة حزينة منذ لحظات ...تقارعها :
-وانتِ كنت بتسلي نفسك ازاي واحنا نسليكِ
ظلت شيراز بالفعل تفكر ماهي وسيلة تسليتها الحقيقية التي كانت تقضي أوقات فراغها بالاستمتاع بها ..تذكرت عندما كانت ترتاد معهد البالية لتمارس رياضة البالية وكيف كانت تأمل ان تصبح من اشهر الراقصات العالميات ..أجابت بأسى وحزن واضح :
-كنت بقضي وقتي في الرقص ....
تمعنت آمنة في جانب وجهها الحزين ،.لم تستوعب جدية حديثها فتتساءل بحذر:
-كنتِ بتعملي ايه ؟!...
أردفت شيراز بصوت واثق ؛
-كنت برقص ..بتدرب على الرقص في معهد البالية .....
صدرت ضحكة خجولة من وداد الجالسة ارضا تتسامر معهما نظرت آمنة لوداد الواضعة يدها فوق فمها بخجل على حديث شيراز فتسأل بجهل :
-ايه رقص الباليه ده؟...أنا اسمع عنه بس ما اعرفوش...
انتفضت شيراز من جلستها بسعادة كأنها كانت منتظرة السماح لها بإطلاق عنان أحلامها ...ظلت تدور وتدور امامهما على أطراف أصابعها في سعادة تقول :
-البالية ....رقص راقي ...مش اي حد يقدر يتدرب عليه ..تدريبه بياخد سنين وسنين وممكن يسبب إصابات وقروح وجروح في صوابع الرجل وساعات كتير كسور لو ما اخدتش بالي ...(ثبتت من لفتها تمسك تستند علي ذراع آمنة تحارب الدوار )تضيف :
-ورغم كل ده أنا بعشقه ... بحس بالحرية لما ارقص ..
أشاحت آمنة بيدها الحرة بلا مبالاة :
-لا لا مافيش ..زي رقصنا وحلاوته ...الواحدة كده لما تحب تدلع جوزها..ترقص له وتدلعه ....تلاقيكي خايبة ما بتعرفيش في رقصنا ....
وضعت يدها في خصرها بدلع :
-مين دي يا حاجة آمنة اللي ما بيعرفش يرقص ..جربي وانتِ تشوفي....


.................


بعد دقائق كانت تجلس آمنة فوق أريكتها الخاصة تمسك من بين يدها طبلة صغيرة تحتفظ بها للمناسبات الخاصة ...بعد ان أمرت وداد في الإسراع بجلبها من حجرتها ..وها هي تجلس بسعادة مراهقة ..امتلكت نجمة من السماء ...تذكرت عندما كانت بعمر السادسة عشر وحكم عليها الزواج من ابن عمها "منصور" الذي يفوق عمره عمرها اثنتا عشر عاما لتقضي اياما قبل زفافها في البكاء والنحيب لعدم تقبلها هذا الارتباط ..ولما تعرفه عن شخصيته الصارمة مع الجميع ..ولكن بعد معاشرتها له ومع الأيام لم يظهر لها الا كل دلال وحب وحسن معاشرة لتهيم به عشقا ...قطع شرودها في الذكريات صوت شيراز الفرحة مع تصقيفها بسعادة تقول :
-الله عليكي يا حاجة آمنة ،ومخبية المواهب دي عننا وساكتة....انتي تطبلي ووداد تغني دي طلع صوتها حلو جدا ....
ضحكت على مشاغبة زوجة ابنها تشعر بالسعادة الفعلية لتغيرها وتأقلمها مع الجميع في هذه المدة القصيرة تعترف انها جاهدت لكسب ثقتها بشتى الطرق حتى تخرج من قوقعتها ..وتتمنى من داخلها ان تزيل الحاجز بينها وبين ولدها ....صدرت منها حركة تمسح بكفها فوق الطبلة تردف:
-الطبلة دي مش بتطلع الا للحبايب ...يلا يا وداد.......
............
يا بهية وخبريني يا بويا
عللي قتل ياسين اه ياعيني ..
عللي .....قتل ياسين ...

من فوج ضهر الهچين ياحبيبي
من فوج ضهر الهچييين.

...............
نزل من سيارته الخاصة السوداء ذات الدفع الرباعي التي تلائم شخصيته ...يغلق زر سترة الزرقاء مع وضع نظارته السوداء التي تخفي حدة نظرته الشرسة ينظر حول البيت ...يشعر بسعادة تتراقص بقلبه المقيد بضلوعه يطلب التحرر من قفصه ..بعد هذه السفرة الطويلة شعر بمشاعر متناقضة أثنائها ..رغم كثرة سفره هنا وهناك الا ان هذه السفر التي طالت لمدة شهرين ..اختبر فيها مشاعر جديدة عليه ..لهفة الرجوع كانت تلح عليه اكثر من مرة حتى يقطع سفره ويعود اليها ..ليتدارك نفسه باخر لحظات ويعود عن قراره المجنون ..كأنه يعاند نفسه بانه لا ولن يشتاق اليها مطلقا ...فهو أقوى من ذلك ....
رحب به "جرحي "بحبور:
-حمد لله على السلامة ياباشا ....السفرة المرة دي طولت فيها ....
ابتسم حازم ابتسامة بسيطة يربت فوق كتفه يردف :
-أنا متأكد ان سايب رجالتي مكاني وانا غايب....
ضرب جرحي فوق صدره يقارعه بخنوع:
-رجالتك ولحم اكتفنا من خيرك يا باشا ...
كاد ان يتحرك فشعر بتردد جرحي في قول شئ ليلتفت اليه يسأله؛
-في حاجة عايز تقولها يا "جرحي" ....
ابتسم جرحي بخجل ويجيبه بتردد قائلا:
-الحقيقة يا بيه ..كان في طلب صغير ..وخجلان منك وعندي عشم في حضرتك بعد ربنا انك ما تكسفنيش.....
عقد حازم حاجبيه بتعجب من تلك المقدمة الطويلة .فيشير له برأسه يحثه على إكمال حديثه ليقول الآخر :
-أنا فرحي الأسبوع الجاي ....وكنت عايز حضرتك تحضر الفرح انت والحاجة آمنة ....
ربت مرة اخرى فوق كتفه ليجيبه بصوته الأجش :
-مبروك يا جرحي ..اكيد من غير ما تقول ..
.....................
ظلت شاردة بكلمات الاغنية وصوت "وداد "الحزين الذي يملأه الكثير من الشجن بالإضافة إلى دقات الطبلة التي هزت قلبها المجروح ..كان يكفيها مابها من جرح غادر بقلبها لتضيف كلمات الاغنية بجانب ضربات الآلة وجعًا فوق وجعها ..ظلت تصفق برتابة على أنغام الطبلة الحزين بشرود ..تذكرت مع كلماتها الأولى قتل والدها فيمر الحدث امام اعينها مرة اخرى لتشعر بغلالة من الدموع منعت الرؤية عنها مع ثبات ابتسامتها الحزينة التي تحاول الاحتفاظ بها دوما ..لتثبت الجميع انها بخير ...
&&&&&&&
(وعد ومكتوب عليا يا بويا ومسطر على الچبين .... ياحبيبي....
ومسطر على الچبين...)

&&&&&&&&
قامت ببطء لتسحب وشاح وداد الخفيف تمسكه بيديها لتبدأ بإطلاق عنان روحها المذبوحة ..تحاول كبت دموعها حتى لاتظهر ...لتبدأ بميل خصرها مع دقات الآلة بطريقة بطيئة ليتحول رقصات لرقص حزين واضح وضوح الشمس للأعين التي تجهل جرحها
&&&&&&
(ترميني وتنچينا يا بوي من بين الغرجانين
الدنيا بخير يا حبايب ...يا ما فيها طيبين ياحبيبي يا ما فيها طيبين.....)

&&&&&&&
ترقص وترقص كالراقصة فوق جثمانها المتألم رافعة يدها بزاوية امامها كالتي تطلب الخلاص من حالها وحزنها مع انسدال خصلات شعرها الذهبي الهارب من جديلتها متقنة الصنع ..ليزيد من اخفاء ملامحها المعذبة ...جاهلة امر تلك العيون الثعلبية المراقبة لرقصها الجريح خلسة ...فبعد دخوله ..وصل له صوت دقات الآلة الموسيقية ليبتسم على فعلة امه التي تمارسها من الحين للأخر غافلة عن وجوده ...وجودها بهذا الشكل المبهر للأعين والجارح للنفس والأرواح ..ألجمه ...،فيتراجع خطوتان مخفيًا نفسه خلف الباب ليشاهدها على سجيتها بدون تصنع و بدون قشرتها الصلبة ...
مست كلمات الاغنية التي سمعها ألاف المرات جزء دفين بقلبه ليكون وقعها هذه المرة مختلف عليه كليًا فيراها تتمايل بخصرها بروعة مع مسك جوانب فستانها الطويل ليظهر جزء بسيط من ساقيها مع الإشارة الي والدتها بابتسامة حزينة اغمض عينه يستمع لكلماتها:
&&&&&&&&&
(چينا اغراب ..مالناش احباب ...لقينا كرام فتحولنا الباب ...فتحولنا الباب....
چينا وجلوبنا حزينة يا بوي ..ورچعنا مچبورين يا حبيبي ..ورچعنا مجبورين ...)
&&&&&&&&&&&
توقفت فجأة عن التحرك كالتمثال المتيبس لتلاحظ كلتاهما توقفها فجأة مع ثبات نظرها خارج الحجرة لتتبدل ملامحها من البراءة للشراسة الفجائية ..فتتوقف آمنة على ضرب الآلة كادت تسألها عن سبب توقفها المريب وتبدل ملامحها لتجد ابنها يظهر بابتسامته البشوشة من خلف الباب ..فعندما توقف صوت الألة فتح أعينه بفضول ليجدها ترميه بنظراتها الكارهة المتهمة ..على ما يبدو انها ستزيد من اتهاماتها اتهامًا اضافيا ضمن قائمتها وهي "تهمة التلصص "عليها خلسة لتنتفض امه تاركة طبلتها فوق الأريكة تحتضنه بشوق ليبادلها بقبلات لرأسها ويدها امام تلك الشامخة التي ترميه بنظرات قاتلة كارهة فتسمع صوت آمنة يقول بسعادة بالغة :
-اخيرا جيت يا حازم ..كل ده يا بني سفر ..امتى هتريحني بقى وتلغي شغلك اللي مش فاهمها ده وتخليك هنا ...
ابتسم ابتسامة بسيطة كعادتها لا تظهر الا لها فقط يردف:
-ايه يا ام حازم ..انتِ فاكراني لسه عيل ولا ايه ؟
شهقت بسرعة تنفي:
-قطع لسان اللي يقول كده ..ده انت سندي وسيد الكل ...
لاحظ إلتواء فم شيراز بابتسامة تهكمية تدل على سخريتها على الجملة اراد غيظها ليلوم امه لوم زائف:
-بس شكلك ما وحشتكيش اوي زي كل مرة ..بدليل لقيتك مستمتعة بوقتك طبل وغنى و...رقص (قال كلمته الاخيرة يتمهل واضح)ليظهر شرار الكره من اعينها غيظًا من تلميحه لرؤيتها...
انتبهت آمنة لثبات شيراز وعدم ترحيبها بحازم ،...لقد أقسمت في غيابه ان تقرب بينهما وتذيب الحاجز الجليدي التي تحيط به شيراز نفسها ضد ابنها لتقول بلوم :
-يووه ..مش تسلمي يا بنتي على جوزك ..وتقولي له حمد لله على السلامة ...
تهكمت ملامحها من تلك الكلمات لتقترب خطوات بطيئة فتردف على وجه السرعة :
-حمد لله ..علي السلامة ...
ليشاهدوها تنصرف صاعدة الدرج متجهة لغرفتها بصمت بعد ان أردفت بجملتها بنزق .....
ظل معلق عينيه عليها حتى اختفت خلف أبواب حجرتها ...فيشعر بامه تربت فوق صدره بحنان تردف:
-معلش يا بني ..بالهداوة ..بالله عليك ما تتخانق معاها زي اخر مرة كنت هنا فيها ....
هز رأسه بطاعة ليطلب منها الصعود لإراحة جسده من عناء السفر ...فتودعه اعينها الكحيلة تدعو لربها صلاح حالهما عاجلًا وليس آجلًا ....


.............


ولجت من باب شقتها بالعاصمة حاملة من بين أيديها اكياس بلاستيكية مملوءة بطلبات البيت كعادتها مؤخرا في اخر شهرين ....منذ تركهما للبلدة واستقرارهما بشقتهما الخاصة ..ولكن في حقيقة الامر تسوقها ليس الا وسيلة للهروب منه لتنفس عن حالها بعيدا عنه ...عند والدتها التي قام بمنعها عن زيارتها منذ عودتهما من البلدة ..
أسندت الحقائب بجوار الباب بإرهاق شديد ووجه متعرق تمرر نظرها بأركان الشقة الهادئة لتلاحظ سكونها فترفع ظهر كفها تمسح عرقها وتسرع لحجرة الطبخ تبحث عن مياة باردة تطفئ بها عطشها ....رفعت قارورة مياه زجاجية باردة انتشلتها من المبردة بتلهف فتتساقط خيط من المياة فوق عنقها متسرب من فمها ..تنتفض فزعًا عند سماع صوته الذي اصبح مخيفًا لها في الآونة الاخيرة يردف بحدة :
-اتأخرتي ليه؟
إلتفتت اليه بعد ان سيطرت على فزعها تمرر نظرها على وجهه المتحفز بنظراته الشرسة الذي زال عنه وسامته وجاذبيته ..لشعره الذي اطلق له العنان حتى استطال لاذنيه بطريقة متموجة ..مع فقدان بعضًا من وزنه ..رأته يرفع سيجارته البيضاء يسحب منها دخانها مع رميها بنظراته الغامضة ويكرر بهسيس مخيف :
-ايه !!!القطة كلت لسانك؟!....بقولك اتأخرتي ليه ؟!....
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة تنطق كلماتها بتوتر:
-ما ..ما اتأخرتش يا مالك ..أنا كنت ..كنت بشتري حاجات البيت زي ما قولتلك قبل ما انزل...
اقترب منها بقدمه العارية وملابسه البيتية ..كالذي يجهز لافتراس فريسته حتى وقف امامها لم يفصل بينهما الا خطوة ويردف ببطء:
-أنا منبه !!!ساعة تكوني هنا ..الساعة بقت تلاته ...كنتِ فين يا غادة؟....
ارادت التحلي ببعض الشجاعة لتقارعه بصرامة مزيفة:
-هو تحقيق يا مالك !!..قولتلك كنت بجيب حاجات البيت ...وكمان أنا زهقت من أسلوبك ده ..تعبت....
رفع سيجارته يسحب دخانها ببطء تحت نظرها لينفثه بوجهها مما جعلها تسعل بشدة ويقارعها:
-دلوقت أسلوبي مش عاجبك و تعبك ؟وايه كمان يا هانم...؟
-مالك !!.ده مش أسلوب حوار ولا عيشة ..أنا زهقت ..نفسي اعرف أنا عملت ايه بتعاقبني عليه ...انت من وقت ما رجعنا من البلد وانت حالك لا يسر عدو ولا حبيب...
تركها تثرثر بلا مبالاة ليتعداها ويتركها خارجًا من حجرة الطبخ لحجرة المعيشة ...فيشتد غيظها من بروده وتتبعه لتجده مستلقيا فوق الأريكة التي أدمنها ناظرا لسقف الحجرة بشرود مستمرا في تدخين سيجارته ..فتتهور وتجذب سيجارته من بين أصابعه وتتخلص منها صارخة:
-أنا نفسي افهم من امتى بقيت مدمن تدخين ..من امتى بقيت كده ؟!..أنت مش مالك اللي اعرفه ....كل ده عشانها ...مضمر حياتك عشانها ..!!..طب وانا وابنك ذنبنا ايه في نزوتك دي ....
ظل شاردا في سقف الحجرة لم تتغير ملامحه فتكمل بصرامة وحدة اكبر وهي تقترب تجلس على عقبيها بجواره
-أنا سيبت الدنيا كلها عشانك ..وافقت ان اقدم استقالتي زي ما أمرت ....منعتني من أمي ووافقت ...استحملت جفاءك ليا وبعدك عني ليالي وساكتة ومستحملة ...قولي انت عملت ايه عشاني وعشان ابنك ؟!...حتى شغلك خسرته وبقيت قاعد بتصرف من فلوس الحاج ...قولي ايه الغلط اللي بتعاقب عليه يا مالك؟!.....
انتهت من كلماتها تلهث كالخارجة من سباق للركض متعرقة الوجه ..رأته يلتفت ببطء ينظر اليها هامسا بألم :
-بتحبي ابنك يا غادة؟.....
شاهدته يعتدل في نومته ببطء يواجهها ويكرر سؤاله المريب:
-بتحبي ابنك قد ايه ؟....طيب بتحبيني زيّه ؟.....
راقبت هذيانه بتوتر وعيون زائغة وقلب مقبض وأجابت:
-طبعًا بحبه ..و بحبك اكتر منه ....
-لو فقدتيه هتحسي بإيه؟!....
انتظر إجابتها ..لتخبره:
-ايه الأسئلة دي ؟!...اكيد ممكن يجرالي حاجة ....ممكن اموت فيها ...
هز رأسه برتابة ينظر لقدمه ويكمل :
-اهو ده اللي حصلها ...وانا زودت قتلها!!! ...واتخليت عنها ..عشان ابننا ...
انتِ سألتيني أنا ليه بتصرف كده ..احب اقولك ان الشك دخل قلبي يا غادة ...من ناحيتك ومش عايز يخرج من وقتها .
عقدت ...بس للاسف ما فيش فأيدي دليل ...حاجبها بضيق :
-شك !!!..تقصد ايه ؟...ان كل تصرفاتك معايا دي كلها بسبب الشك ...
انتفضت واقفة تنظر له من علو وتكمل بكره :
-كل ده بسبب بنت ال(...........)اعمل ايه تاني عشان تصدقني أنا وتكدبها هي ؟!...أنا اقسمت لك على المصحف زي ما طلبت عايز ايه تاني ....؟!
وقف ينظر اليها نظرات غريبة نظرات تزيد من ارتيابها نظرات بها الكثير ثم يتحرك متجهًا لحجرة نومه الخاصة التي انفصل عنها فيها يقول بثقة بدون النظر اليها :
-أنا خارج وزي ما اتعودتِ ابقي نامي ما تنتظريش رجوعي.....
نظرت له بأسى على وضعهما بفم مقلوب يكافح البكاء ثم اخفضت نظرها لخصرها مع وضع كف يدها فوق معدتها تحاول ان تبث جنينها بعض الأمان به تلك المناقشة الحادة ....
...................


جلست فوق فراشها تراقب تلك الحقائب الموضوعة ارضا بجوار خزانتها بنظرات شرسة ..منذ لحظات تفاجأت بدخول "وداد"تحمل تلك الحقائب معها وتبلغها انها منه ..ارادت في تلك اللحظة حمل تلك الحقائب وإلقائها في وجهه ردًا على وقاحته ..كيف يجرأ على التعامل كأن لم يصدر منه شئ ...ألم يكفيه مراقبته لها اثناء رقصها خلسة بكل وقاحة ..
نطقت من بين أسنانها :
-وقح ...وقليل الادب ..مش فاهمة "آمنة" تخلف ثور زي ده ازاي ؟!....
برقت عيناها بلمحة من الشر الأنثوي والخبث الواضح مع ابتسامة ساخرة لتردف بتحدي:
-أيامك سودة يا ابن منصور ...
..........


دخلت حجرة الطبخ في محاولة منها اشغال حالها باي شئ يحارب مللها في هذه الأيام ..تعلم انها لن تتمكن في التحرك بحرية كما كانت تفعل في عدم وجوده..تحركت تتلاعب باصابعها في علي التوابل تسترق السمع لتعليمات آمنة لوداد ..لتبتسم بشر لتلك المعلومة البسيطة ليتحرك بداخلها كيد الأنثى ...


.............................


جالسة بجواره على مائدة الطعام تتلاعب بكوب المياه الموجود امامها تعلو شفتيها ابتسامة مريبة .بصمت مقبض ...تراقب حركة وداد السريعة في تنظيم الصحون المملوءة بالأطعمة ذات الروائح النفاذة ..رفعت عينيها يمينها لتصطدم عينيها الفيروزية بعيونه البنية الثعلبية ..ماهذه الواقحة لا يكل من مراقبتها على الدوام ....أشاحت بوجهها عنه تنظر لآمنة الفرحة وهي تحاول خلق احاديث ليس لها معنى ...حتى توفق بينهما وتزيل الحاجز الجليدي بينهما ..أردفت آمنة بسعادة :
-كُل يا حازم ...كل يا بني ...تلاقيك يا عين امك ...وانت مسافر مافيش حد يعملك أكلة حلوة كدة ....عشان كدة خسيت ووشك هفتان ....
صدرت من شيراز ضحكة ساخرة على جملة فقدان وزنه ..هذه السخرية وصلته بوضوح رغم اندماجه بالحديث مع امه ليردف قائلا:
-الحقيقة ما فيش زي أكلك يا آمنة ..مهما كلت من أيد اكبر شيفات العالم ..أكلهم مالوش طعم زي أكلك ....
ضحكت آمنة بسعادة لتردف بفرحة عارمة:
-طيب ..ياحبيب آمنة كل صدر البطة دي من أيد امك ..انا عارفة بتحب الصدور .....
صدرت منه إلتفاته للجالسة يساره فيردف بكلمات لم تفهم معناها الا هي :
-انتِ عارفاني يا ست الكل اموت في حاجة اسمها صدر ......البط طبعًا ...
جحظت عيناها لترفعها له فتجد منه ضحكة ساخرة مع إلتهامه قطعة من اللحم باستمتاع ....
ارتبكت لوقاحته وحاولت الهروب من أنظاره المراقبة عن طريق تناول بعض الملاعق من الأرز ....فتسمع صوت آمنة يطلب منها :
-ايه ياشيراز ..؟...قربي طبق المحشي لجوزك....اما "وداد" عاملة محشى ورق عنب يستاهل ابني الغالي...
فهمت "شيراز "ان الأخرى تحاول التقريب بينهما لتبتسم ابتسامة بلاستيكية مع تقريب صحن ما اليه و تردف باهتمام مزيف:
-اتفضل ...... المحشي يجنن ....
ضيق عينيه بريبة من حديثها يشتم أمرًا غريبًا من تصرفاتها ونظراتها ..مع انشغاله بها كان يرفع اول قطعة من المحشى المفضل لديه يمضغها باستمتاع ..فيتوقف عن المضغ فجأة تتسع عينيها ويتحول لون بشرته للحمرة مع ظهور الاحمرار بشكل ملفت ومضحك معا لاذنيه...في بداية الامر كان استمتاعها برؤيته يعاني يعميها عن ملاحظة ما يحدث له من تحول ..ظلت تراقب جحوظ عينه واحمرار وجهه بابتسامة انتصار سرعان مع اختفت عندما شاهدته يمسك حنجرته لتنتفض آمنة صارخة :
-حازم !!..حازم !!..فيك ايه يا بني...
اردف باختناق وصعوبة:
-شطة ..شط...ة
عندما وصلة طعم الشطة الحارة بالطعام وهو يتحسس من الفلفل الاحمر كحالة مرضية تنتابه شعر بصعوبة في البلع والاختناق ...ظل يسعل بشدة لتدمع عينيه بدموع مع فزع "آمنة .."وسرعان ما انتابها هي الفزع لهذا المشهد لتنتفض تضرب بكفها فوق ظهره بقوة محاولة لانقاذه ليتمكن منها الرعب والفزع لرؤية وجهه يزداد احتقانا مع إشارته بيده بطريقة غير مفهومة ..شاهدت فرار آمنة من امامها مختفية ..فحاولت برعب وسيقان مهتزة تقديم المساعدة له لتردف بشبه بكاء:
-حاسس بايه ؟..نتصل بالدكتور ....طيب اعمل ايه ؟؟....أنا مش فاهمة...
امسك كفها بقوة مؤلمة وهو جالسًا مكانه يميل بجسده ورأسه للخلف يقول من بين انفاسه المتقطعة :
-همو...ت...الدوا ...بس...بسرعة .....
شعرت بالرعب من رؤيته على هذه الحالة ..عندما استرقت السمع لتنبيه "وداد "بمنعها بشدة. لوضعها اي نوع من التوابل الحارة بالطعام من اجله ..قامت بإضافة الشطة الحمراء بكثرة عن عمد منها ..حتى تضايقه وتستفزه..لم تكن تعلم ان تلك المزحة ستحول الي جريمة ...اثناء تمسكها به بكلتا يديها تحاول فتح أزرار قميصه لتوفر له تهوية كافية ليتنفس بطريقة افضل في محاولة منها للتخفيف عنه حدة الاختناق ..رأت دخول آمنة بسرعة بيدها شريط من العلاج واليد الأخرى قلم طبي يشبه تقريبا قلم الإنسولين ..لتنجح في ضربها بفخذه بطريقة عمودية مع وضع حبة من العلاج بفمه ..عند هذه النقطة أسرعت تحمل كوبا من الماء مع مساعدتها له ليرتشف بعد قطرات المياه بحرص شديد......


.................


اصعب مرحلة ممكن ان يمر بها البشر هو ان تجلد ذاتك ..تجلد روحك على افعال خاطئة سقطت بها عمدًا او سهوا ..ولكن في كلا الحالتين تصل لنقطة النهاية لنقطة الجلد .....
تجوب الحجرة بضيق ولوم من نفسها على افعالها المتهورة التي صدرت منها اتجاهه منذ متى وهي بتلك الطيش والاندفاع؟ ..كادت اليوم ان تلقي بحتفه ..اينعم هذا ما تتمناه ،...ولكن لم تتمنى يوما قتله ..ما هذا التناقض التي تهذي به ..موته هو قتله كلاهما نتيجتهما واحدة التخلص منه ...ارتمت جالسة فوق فراشها تحرك ساقها بتوتر مع قضم أظافرها ..وقعت عيناها على تلك الحقائب الملقاة ارضا منذ الصباح .. ..انتابها الفضول لرؤية ما احضره بها هذه المرة ..شد انتباهها حقيبة سوداء مدت يدها تخرج مافيها لتكتشف
وجود بعض ملابس النوم القطنية ذات ماركات عالمية ..فتلقيها جانبا ..فيزداد فضولها لفتح باقي الحقائب لعل يثبت بها وقاحته للمرة المليون ويجلب لها شئ تستنكره عليه ...كشراء ملابس نوم خاصة حريرية ..او أنواع من البيبي دول ....ليثبت وقاحته ..
ظلت تفتش وتتفحص الحقائب حتى انتهت قائلة:
-مش معقول اكون ظلمته؟!.. ...نيته كويسة ..؟!!يتحسد حازم ابن آمنة ....
نهرت حالها على التعاطف معه لتحدث نفسها وهي تشير بكف يده بالهواء :
-ايه ياشيراز انتِ هيصعب عليكي؟....
لامت نفسها مرة اخرى على قسوتها لتكمل :
-ما هو ما كانش ينفع اللي عملتيه فيه ...الراجل طلع عنده حساسية مزمنة وكان هيروح فيها بسبب غبائك....
وكمان "وداد "هتتاخد في الرجلين بسببك ..ايه العمل بقى في المأزق ده ؟!..
اثناء شرودها لفت نظرها حقيبة ضمن الحقائب ليأخذها الفضول لمعرفة ما بها تلك الحقيبة ...مدت يدها بلا مبالاة وهي متأكدة انها ستجد بها بعض الملابس مثل باقي الحقائب ..لتلامس أصابعها صندوق كبير صلب أخرجته ببطء تقلبه يمينه ويسارا بفضول بسبب تغليفه بغلاف لامع كغلاف الهدايا ..بدأ ينتابها الفضول لمعرفة ما به ليتفاقم بداخلها فضول الطفلة التي تتلهف لفتح هدايا العيد ....بدأت بنزع الغلاف بلهفة تلقيه ارضا حتى ظهر امامها صندوقان تعرفت على احداهما بسهولة قد كان علبة شيكولاتة شهيرة (فيريرو روشيه) ذات الكرات ذهبية ..انفرج فاهها باشتياق ..لقد مر وقت طويل لم تتناول فيه الشيكولاته ..هذه النقطة جعلتها احتضنت الصندوق الشفاف الذي يظهر خلفه قطع الشيكولاتة الساحرة بهيام ..مع ابتسامة طفولية كالطفل الفائز بجائزته ..أسرعت في فتحها بتلهف لتتذوق واحدة باشتياق بعد نزع غلافها الذهبي أغمضت عينيها باستمتاع مع إصدار أصوات تلذذية ..لتكرر فعلتها مرة بعد مرة ....انتابها الفضول اكثر لتمد يدها بسرعة تنتشل الصندوق الصغير الاخر تخرجه من الصندق الكبير لتجحظ عينيها عندما وجدت هاتفًا محمولًا من اشهر الماركات العالمية ...بدأت بالبحث عن كيفية تشغيله وعند هذه النقطة زالت ابتسامتها تدريجيا عن وجهها لتحل محلها الغضب والضيق ...
فتنتفض من جلستها محتضنة صندوق الشيكولاته الفاخرة تاركة الهاتف ارضا بجوار الحقائب المبعثرة ..وأغلفة الشيكولاته الملتهمة ...ظلت تدور في الحجرة بضيق تهمس لنفسها :
-طيب ده يتشتم ولا يتشكر ...؟!..بني ادم وقح صحيح ...وقليل الأدب ...
ظلت تهز ساقها بغيظ تكمل :
-لا وانا اللي كنت هروح اطمن عليه ...يارب يولع ...أنا هروح ارمي الحاجة في وشه وأقوله مش عايز حاجة من وشك.....
فتبقي جسدها فوق فراشها تهز ساقها اكثر والشيكولاته تقبع بحضنها ..صدرت منها نظرة لها تقول بلوم:
-بس هو جاب شيكولاتة وانا أكلت منها ...هترجع ازاي دي؟....ضربت رأسها بكف يدها تنهر حالها:
-غبية ياشيراز غبية ..دايما متهورة وضعيفة قدام الشيكولاتة....


........


خرجت ببطء تراقب يمينًا ويسارًا كالسارق المنتظر خلو البيت من أصحابه لسرقته ..حاملة بين يدها حقيبة بلاستيكية ..لقد قررت الذهاب اليه لتلقي بهديته بوجهه الكريه..كيف يجرؤ على وضع مثل هذه الصورة وهو عاري الجزع في فمه سيجارته كخلفية لهاتف مُهدى لها ..ليس هذا فحسب بل ما زاد من ضيقها وقاحته في اختيار صورة وقحة مثله ..ايظن نفسه خارجًا من جلسة تصوير سينمائية هذا المغفل ..؟!...
انتبهت لحركة فوق الدرج لتشاهد صعود "وداد "متجهمًا الوجه منتفخة الأعين حاملة بين يدها كوبا يتصاعد منه الأبخرة ..استنتجت انه مشروب خاص له ...وقفت تحاول ايجاد اي حجة حتى تبرر وقوفها الغريب قائلة بود :
-وداد !!..بنت حلال.. كنت لسه هنزل لك عشان تعملي لي حاجة اشربها ....زادها فضولها لتسأل عن سبب وجومها فاردفت ببراءة زائفة:
-مالك يا وداد مين زعلك؟!..
قاومت "وداد "البكاء بصعوبة لتجيبها من بين شهقاتها :
-ست "آمنة "ادتني حسابي وقالت لي اشوف حتة تانية اشتغل فيها ...وانا ماليش ذنب باللي حصل لحازم بيه والله ....
تأثرت شيراز بحالة" وداد "وهي تعلم كل العلم انها من تسببت في ذلك عندما استغلت انشغالها بوضع الصحون والأكواب ...اقتربت خطوة منها تربت فوق كتفها بحنان مواسية لها توعدها :
-ما تخافيش أنا هكلم الحاجة آمنة ..انها تسامحك المرة دي ....


..............


وقفت بساق وأرجل مهتزة حاملة بين يدها كوبا كبيرا يتصاعد منه الأبخرة وباليد الأخرى الحقيبة السوداء..انتظرت الأذن لها بالدخول ..وحتى لو لم يأذن يكون افضل حتى تعود هاربة لحجرتها ..فتنتفض عند سماعه يسأل بنزق :
-هتفضلي واقفة عندك ...يا تدخلي تحطي اللي في ايدك يا تخرجي لان ساعتها النعناع هيبرد وهيكون ماسخ...
تحدثت مع نفسها بصوت غير مسموع :
-اقسم بالله ما في حد ماسخ غيرك ...ثور صحيح !!!
اجفلت من صوته الخشن:
-بتقولي حاجة ؟...
اقتربت تضع الكوب الذي بدأ في فقدان سخونته بنزق تراقبه وهو جالس فوق أريكته امامه جهاز الحاسوب المحمول فوق ساقيه يعمل بآلية ..كل جوارحه تعمل بصمت ..أصابعه تضرب فوق اللوح بسرعة عجيبة ..كانت اول مرة تدقق به اثناء عمله ..وتلاحظ انتفاخ شفتاه واحمرار وجهه مع سعاله المتكرر ...لتكتشف انها أطالت مراقبته عندما رفع عينه لها مع ارتفاع حاجبه الأيمن بتعجب من وقفتها بعد وضعها للمشروب ..فتقوم برفع خصله تحررت من عقصتها خلف أذنها تردف بحدة مزيفة :
-كنت عايزة أسألك ..انت هتعمل ايه مع "وداد "...
ارتفع حاجبه اكثر يدقق فيها ويجيبها بشئ من الحدة :
-مش أنا اللي هعمل ..أمور الناس اللي شغالة جوة البيت يخص الحاجة"آمنة" ..وبما ان هي أمرت تمشي يبقى هتاخد حسابها وتمشي ..
وقفت تحرك ساقيها. كعادتها تحتضن الحقيبة بين ذراعيها تفكر كيف ستنقذ تلك المسكينة من ذلك المأذق المتسببة به ..؟كان يراقب حركة حدقتها مع ابتسامة سرعان ما نجح في إخفائها قبل ان تضبطه متلبسا بجرمه...فهو على يقين انها هي المتسببة لهذا الجرم ..لن يخذله حدسه ...سمعها تحاول ترتيب كلماتها تبلغه بضيق :
-بس أنا اتعودت عليها ومش حباها تمشي ..و...و...يمكن ما تقصدش اللي حصل ونسيت وحطتلك فلفل ....
عضت على لسانها الذي لم يكف عن الثرثرة المتواصلة لتراه يتراجع في جلسته يغلق حاسبة ويريح كفيه متشابكين خلف رأسه ينظر لها بابتسامة يشوبها الخبث والتسلية :
-وانتِ عرفتي منين انه السبب الفلفل ...مع انّ ما قولتش السبب ؟!....
شتمت من بين أسنانها فهي تعلم مدى خبثه وذكائه للاسف ولكنها شجعت نفسها لتجيبه بتهور غير محسوب :
-عرفت منها !!!..والحقيقة بقى ..الحقيقة هي ملهاش ذنب أنا اللي ..اللي ....
رأته يقف ببطء يقترب بعض الخطوات منها يواجها من ارتفاع ...يضع يديه بجيبه
و يردف بخشونة حادة :
-انتِ اللي حطيتِ الفلفل الاحمر في المحشي مش ده اللي عايزه تقوليله ...
احتضنت الحقيبة بشدة تلعن غبائها الذي جعلها في موقف المتهم امامه ..لتقارعه بشجاعة ؛
-ايوه ..وبصراحة أنا كنت جاية يعني ..عشان اعتذر ماكنتش اعرف ان الموضوع هيقلب بجد كده ...
فتنظر له بغباء وتسأله بسذاجة :
-هو أنت صحيح عندك حساسية من الفلفل ؟..اقصد يعني واحد في سنك عنده حساسية ازاي ؟!... ..(أكملت تحدث نفسها امامه)حساسية ايه وهو زي الثور كده !!..
-نععععم!!!!!...
قالها حازم بحدة مخيفة ...انتفضت بسببها لتتراجع للخلف خطوتين تتدارك الموقف :
-احم ..اقصد يعني انك كبير وضخم اكيد مش حبة فلفل تعمل الليلة دي كلها ...
أنهى حديثها بقوة أحرجتها:
-عندك اي ملاحظات تانية لان حضرتك معطلاني..وأشار بيده خلفه جهة الحاسوب...
ضاقت منه بسبب إحراجه لها لتردف بكبرياء :
-ايوه في ....وداد مش هتمشي وانا هطلب من الحاجة "آمنة"كده .....سلام ..
تحركت تخرج من الباب بغضب تلعن حالها انها فكرت بدخول حجرته وعند محاولة تذكرها لسبب حضورها من البداية أوقفها صوته يهتف باسمها ..استدارت وعينيها الفيروزتين تزداد اشتعالا ..فيشير بعينيه جهة الحقيبة بفضول :
-على ما اعتقد في سبب تاني لتشريفك ليا في اوضتي!!!
مد يده يسحب الحقيبة المتشبثة بها بعنف يسحب من داخلها صندوق الشيكولاته المأكول ربعه على الأقل ..ثم يدفع الحقيبة بما بها من الهاتف المحمول لصدرها بعنف ..
فتخرج كلماتها بنزق تخفي إحراجها :
-اه كويس انك ..افتكرت ..جيت ارجعلك الحاجة دي
رفع حاجبه الكثيف وبابتسامته ساخرة قارعها :
-وده من ايه ان شاء الله ؟...طيب التليفون هشوف مشكلته ايه ؟...لكن الشيكولاته اللي متآكل نصها دي ..ايه؟..اكتشفتِ انها مش حلوة بعد ما خلصتِها ؟!...
زمت شفتيها بضيق تكتم غيظها من وقاحته وبروده فسقط قلبها بين قدمها عندما شاهدته يفتح صندوق الشيكولاته ليتناول احداهما بعد إلقاء غطائه باهمال فوق فراشه ويتناولها امامها باستمتاع مغيظا إياها ..فهو على علم مسبق من عشقها المميت للشيكولاته ، فقارعته بضيق :
-بتهيألي من الوقاحة انك تهدي حد هدية ..وتسيب صورتك عليه ..وكمان ..صورة وقحة زي دي ..
لم يجبها بل استمر في تناول قطع الشيكولاته امام اعينها المغتاظة بعد ان جلس فوق فراشه لتصرخ بوجهه بضيق :
-ما ترد يا بني ادم ...وبطل اكل في الشيكولاته ..
أجابها وفمه ممتلئ بالقطع :
-ليه ؟..اعتقد في حد أتمرد عليها ورجعها ..تبقى حلال عليا !!...
زمت شفتاها بقوة مضيقة عيناها كالنمر منتظر افتراس فريسته وعندما شاهدت يده تمتد لتناول قطعة اخرى في استعداد لنزع غلافها الذهبي هجمت عليه تنتشل الصندوق من بين ذراعيه تحتضنه بقوة وبغيظ طفولي صارخة :
-هات الشيكولاته دي ..أنا اللي غلطانة أنا جيت اسأل عليك ..بني ادم بارد صحيح ..
تحركت تحت عيونه الجاحظة وفمه المنفرج ويده المتوقفة في الهواء ليجدها تتوقف مرة اخرى وتعود تنتشل قطعة الشيكولاته بعنف من يده قائلة :
-وهات دي كمان ..بني ادم بارد !!!....
ظل مذهولًا من تصرفها الطفولي يراقب خروجها حتى اختفت من امامها فصدرت منه إلتفاته الى يده الخالية بصدمة ويهمس بصدمة :
-مجنونة ..اقسم بالله مجنونة !!!..يا سوادك يا ابن منصور ....



نهاية الفصل الثامن والعشرون



وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-20, 09:31 PM   #73

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل التاسع والعشرون

التاسع والعشرون
—————
وقفت تنظر لجوانب البيت بفرحة عارمة ..تتطلع لألوان الدهانات وبعض التحديثات التي طرأت على البيت كما طلبت ..إلتفت حولها بسعادة عارمة ..لم تتوقع ان يلبي رغبتها بهذة السرعة ..ظلت تدور هنا وهناك تفتح أبواب الحجرات بالدور الأرضي تردف بحبور:
-مش معقول يا فزاع ...في المدة الصغيرة البيت بقى جنة ....
رفع يده الممسكة بفرش الدهان عاليا في الهواء بجواره يردف بفخر شديد:
-انتِ بتكلمي فزاع مش اي حد يا استاذة ..سوبر فزاع بين ايديكي...
نظرت لاعلى تناظر ألوان البيت الحديثة مع تجهيز ديكورات تناسب حداثة العصر الحالي :
-شكرا يا فزاع بجد ...أنا مش مصدقة ان ده هيبقى بيتنا ..بعد كام شهر ....
قارعها بخبث:
-شكرا ..من غير غموس ما ينفعش ..يا استاذة ..
تلاقت عينيها الكحيلة بعيونه السوداء فتجيبه بدلال وهي تقترب بغنج أنثوي :
-سوبر فزاع يأمر واحنا ننفذ ......
ألقى فرش الدهان ارضا وحاول السيطرة على يديه الملطخة بالدهان حتى لا يرفعهما ويضمها ويتسبب في اتساخ ملابسها ..اقتربت وامسكته من تلابيبه بخفة تكمل:
-ها ..طلباتك ؟...
اغمض عينيه يحاول تمالك تهوره ينطق من بين أسنانه:
-كل اللي يجي منك حلو ..أنا راضي ..
-طب غمض عينك...
نظر لها بمكر شديد يعلم خبثها ..فهي استاذة في إشعال لهيبه ثم تركه متألم بدون إشباع رغباته امسك بها بيديه الملطخة بالدهان يحاصرها بذراعيه ..قائلا بمكر :
-مش كل مرة يا استاذة ..تسلم .
صدرت ضحكة أنثوية زعزعت رجولته من الداخل ..مع محاولتها التحرر منه ...لهيب صدره لا يهدأ كلما كانت بقربه ..تزيد من اشتياقه وألمه ..ترفض بدلال إراحته او إشباع جزء بسيط من ذكوريته كما هو مسموح لهما ..تقول بدلال ولوم واضح:
-فزاع ما يصحش كده ..شيل ايدك زمان هدومي اتوسخت ..
حاول اقتناص قبلة تطفئ ناره بها ..يتمنى ان يتذوق رحيقها الأخاذ ..يتمنى ان يكون تذوقهما كما حلم بهما من قبل ...وضع قبلة فوق وجنتها بحنان ....شعر بعدها بهدوء حركتها ومحاربتها لذراعيه ..ما اجمل سكونها بين احضانه !!!..
نظرت له بخجل تسند يدها فوق صدره تهمس :
- خلاص اخدت مكافئتك..؟!
لم يهتم بإجاباتها فأفعاله خير دليل ..اقترب منها ببطء يهدي وجنتها الأخرى قبلة مماثلة ارتعشت لملمسها ..رغم ان "اكرم "كان يغرقها بالكثير من الدلال والقبلات ..وكانت تعشق ذلك منه ..ولكن لفزاع مذاق اخر لم تجد له تفسير ،عضت على شفتيها وهي على علم انه لن يحررها بسهولة حتى يقتنص مايريد ...أغمضت اعينها تستقبل قبلته الثالثة بطاعة ..لتتفاجأ بملمس شفتيه فوق جبهتها وهو يردف امام بشرتها :
-ما تيجي نشوف ألوان أوضة النوم ...تحفففة....
شهقت بخجل تضربه بكتفه على جرأته ليكتم انفاسها بقبلة عاشق متهور ..لأول مرة يختبر هذه الحالة المجنونة .وبالأخص معها ...فترفع ذراعيها تضمه لها في دعوة صريحة له ...بعد لحظات شعرت بتماديه عندما ارتفعت يده اسفل قميصها يلمس بشرتها الناعمة بأصابعه الخشنة ارتعشت من ملمسه لم تستطع تحديد سببا لهذه الرعشة التي اصابتها ..اهو خوفا من تهوره ام رفضا للمساته؟! ..وهي في متاهة افكارها المتضاربة شعرت بضرورة إيقافه والحد من تهوره المجنون ..دفعته عنها بقوة خفيفة تحرر شفتيها من خاصته لتسمع زمجرة غاضبة رافضة لمنعه لتهمس مع محاولاتها لتجنب قبلاته :
-فزاع كفاية كده ...ارجوك ...
صدرت من زمجرة رافضة ليردف منزلين انفاسه اللاهثة :
-لا ..مش كفاية ..اسكتِ ...مش قادر ابعد صدقيني ..
انتبه كلاهما لضربات فوق الباب فأجبر نفسه بتحريرها بضيق يردف بغيظ:
-مين هادم اللذات ده ؟..هو ده وقته ...؟!.....
ضحتك أمينة من هيأته المغتاظة ..لتصرخ فيه بطريقة اجفلته عندما تحرك لفتح الباب بهيأته الغير مرتبة قائلة :
-هدومك !!!..
غمز اليها بمكر ليشير بعينيه لفتحة قميصها وحجابها الغير مرتب :
-وانتِ ...زراير قميصك ..ظبطيهم لحد ما اروح اشوف مين الرخم ده ..
لم ينتهي من كلمته لتجحظ عيونهما رعبًا عند سماعهما صوت الحاج حافظ ينادي من الخارج ..ضربت أمينة فوق وجنتها تولول بخوف :
-اتفضحنا ..اتفضحنا !!!
امسكها من ذراعيها يعنفها بضيق من خوفها ورعبها غير المبرر :
-اتفضحتي ايه ..هو أنا جايبك شقة مفروشة .. ما تركزي كده ..واهدي ..
هزت رأسها بخوف توافقه حديثه غير المقنع لتهمس بخوف :
-بس اكيد هيسأل انا بعمل ايه هنا ..؟!..ما تنساش الكلام اللي اتهمتني بيه العقربة اللي ما تتسمى....
اجابها بصرامة ينهي الحديث :
-وجودك معايا ده شي طبيعي ..شكلك نسيتي انك مراتي !!!..
تحرك من امامها يفتح الباب وتشاهد ولوج الحاج حافظ مستندا على عكازه وقعت عين الاخير عليها فيتفاجأ في بداية الامر بوجودها ليردف بوقار :
-امينة!!..ده الحبايب كلهم هنا ..طبعًا عشان كدة سبتني واقف مدة على الباب ...من لقى أحبابه يا سي فزاع ...!!!!
تبعه فزاع للداخل بعد غلق الباب مبتسما من كلمات حافظ البسيطة فيقارعه بود:
-ملناش حبايب غيرك يا حاج ده انت الخير والبركة ...
وجهه اهتمامه لأمينة المتوترة قائلا بلوم :
-وانتِ يا أمينة ..خلاص نسيتي الحاج حافظ ..ما بقتيش تسالي عليه ..خلاص أخذتِ جنب وزعلانه مننا ...
رفعت امينة نظرها لفزاع تستقوي به ...ليكمل حافظ بخشونة تناسبه:
-انتِ هتبصي لفزاع ..أنا عارف انك واخده على خاطرك بس كنت مستني تيجي وتتكلمي معايا ...
اخفضت عينيها بانكسار لشعورها طعم اليتم والانكسار تردف بلوم محبب:
-كنت فاكرة أنكم هتصدقوني ...و..
قاطعها حافظ بحدة يضرب بعصاه ارضا:
-لا ده انتِ عايزة كسر رقبتك ..ازاي تظني أن أنا او مالك نشك في كلامك؟ .مش معنى اننا طلبنا منك تمشي يبقى معناه اننا كدبناكِ..بس كل حاجة بالأصول ....ماينفعش نسيب الحريم هي اللي تحكم وتتحاكم واحنا واقفين نتفرج ...
رفعت نظرها بتأثر تهمس من بين دموعها :
-يعني افهم من كدة ان مالك مصدقني ..وعارف ان لا يمكن احاول آذي مراته وأسقطها ...
رد حافظ بضيق واضح :
-شوف نقول ثور يقولوا احلبوه ...انت اللي خلاكي مدرسة ظلمك ...
ابتسم فزاع على مداعبة حافظ لأمينة شعر في تلك اللحظة انه يريد ضمها بقوة لصدره حتى تطلق عنان دموعها عليه ..آفاق على كلمة حافظ له :
-ما تحضرنا يا فزاع وسيبك من النحنحة اللي انت فيها دي ..
ليكمل بصوت أبوي حنون :
-يا بنتي ..الكلام اللي قولتيه صعب وانت غلطتي لما واجهتيها ..كنت لازم تيجي تبلغيني عشان نقدر نتأكد بأسلوبنا ..واهي راحت أقسمت علي كتاب ربنا انها ما تعرفش حاجة ..مع ان قلبي ما بيكدبش ابدا ..وحاسس ان كلامك صدق ..بس ما فيش دليل ...
ربت فوق ذراعها بود يكمل :
-سيبي الأيام هي اللي تبين كل حاجة ..احنا الفترة دي مش عايزين نشغل مالك بالكلام ده خليه مركز في حياته بعيد عن هنا وانت فاهماني يا امينة يا بنتي ...
هزت رأسها بتأثر فزوج خالتها معه كل الحق في تلك النقطة يجب لمالك الا يلتفت خلفه يجب عليه التقدم في حياته مع زوجته وابنه ويترك الأخرى لنصيبها وقسمتها ..صدح فزاع بصوته المرح يقول :
-طيب بما ان الحاج هنا ..عايز اطلب منه نعجل بجوازي ..ويكون الأسبوع الجاي ...عايز استّر يا حاج ..خلاص أنا حاسس لو شوفت فرخة معدية هتجوزها طوالي...
زمت أمينة شفتيها بضيق من حديثه ليقول حافظ بصوت الوقور بحبور واضح :
-طيب ما العروسة قدامك اسألها يناسبها الميعاد ولا لا انت عارف أمور الحريم ....
ابتسم فزاع علي خجل امينة من حديث زوج خالتها ليحك انفه بأصبعه يداري ضحكه ..وعندما طال صمتها صدح قول حافظ لهما :
-على خيرة الله الفرح يكون الخميس اللي بعد الجاي ...
قفز فزاع فرحًا ليسرع بمسك رأس حافظ يقبلها يقول كالثائر :
-ربنا ما يحرمنا منك يا حاج ..
ضربه حافظ خلف رأسه يداعبه :
-ما يحرمكش مني أنا بردو ..وكمان كفاية بوس وفره لعروستك ..ليغمز له بحركة جديدة عليه ويكمل :
-ولا ايه رايك ؟!....
هرب فزاع بعينه ينظر لقدمه وظهور ابتسامته البراقة فوق شفتيه مع ارتباك تلك المراقبة التي صدرت منها شهقة مكتومة تتمنى ان تنشق الأرض وتبلغها من هذا الموقف المخجل لهما .....


.............


"قولتلك روحي انت أنا ماليش خلق لقعدة العيادة رحت معاكي المرة اللي فاتت واتخانقت "قالها مالك بحدة وهو يقوم باغلاق أزرار قميصه ليتناول بعدها فرشاته يمشط خصلات شعره الطويل بطريقة أنيقة ..شعر كأن صاعق كهربائي لمس جسده عندما لامست ظهره برجاء ليرفع عينيه يبادلها النظر باهمال بالمرآة ليرى إرهاق اعينها وذبول بشرتها فتقول برجاء:
-المرة دي بس ..خليك معايا ..محتجاك في الكشف المرة دي ..
ألقى الفرشاه باهمال ليتناول زجاجة عطره الخاص
أغمضت عينيها تشتم رائحته المحببة لها باستمتاع موجع لقد اشتاقت له ولكنه يعاقبها على شئ تجهله ..انه يمتنع عنها ..كأنه زهدها ليقضي أيامه بحجرة اخرى مستقلة بعيدة عنها ..فتحت عينيها لتنتفض عندما شاهدته إلتفت يراقب ملامحها المرهقة بتمعن ليسألها بروتينية :
أنت في حاجة مخبياها ...البيبي كويس؟...
شعرت لوهلة ببريق من الاهتمام يطفو فوق نبرته الخشنة المحببة لاذنيها لتقترب اليه تسند كفيها فوق صدره تردف بحرص مع ابتسامه مهزوزة :
-أنا اللي مش كويسة ..محتجاك جنبي ..حاسة ان اي اضطراب عنده بيأثر عليه ،...عشان خاطري المرة دي وبس تشوفه معايا علي الشاشة ..تشوف قلبه وهو بيتحرك ....
نظر لاعينها يلتمس الصدق فيهما ..ولكن شئ بداخله يرفض ....شئ بداخله يحثه على الابتعاد وعدم الاقتراب ..فهذا الطفل يقيده بشدة ..كان السبب الرئيسي لتحول حياته ..ورغم هذا القيد الا انه يعتبر قيده قيدًا محببًا لقلبه ..لن ينكر اشتياقه للمسه و ضمّه كمان كان يتمنى ان يضم ابنه منها ..معذبته.. ليعود يسأل حاله مرة اخرى سؤالًا يلح عليه دومًا ..هل شعوره بابنه منها كان سيختلف عن ابنه من غادة ..؟!.....


......................


راقدة فوق فراشها تنظر لسقف الحجرة بشرود ..تشرد في أيامها السابقة والحالية ..لاتعلم لما حياتها كانت مختلفة عن باقي الفتيات؟ ..لما هي مختلفة .؟...كانت تتمنى ان تكون حياتها ابسط من ذلك ..مجرد فتاة شقية ترتاد جامعتها ..وتحقق حلمها ..لتستقر وتتزوج ممن احتل قلبها ..وتنعم بعدها بحياة هادئة كأي زوجة ..لم تصدق كل الاحداث التي مرت بها من عدة سنوات حتى الان ...لتنتهي أيامها حبيسة داخل حجرة ببيت اغراب ..نعم اغراب ..سخرت من تلك الفكرة لتسأل نفسها بلوم ..منذ متى وهي تعيش بين أقارب ...دائما تعيش غريبة وسط اغراب ..غريبة منذ نعومة أظافرها عندما كانت تتولى رعايتها" تينا "المربية وعم "حسن "السائق ..في غياب والدها ..لتزداد غربتها عندما انتقلت لبيت الحاج حافظ ..لينتهي بها الامر ببيت اعدائها ....
فاق من افكارها على ملمس دمعة هاربة من عينيها لتسرع في ازالتها ..لقد اقسمت انها لن تنهار مرة اخرى ..لم يفيدها الانهيار الا ضعفا ...
انصتت السمع لصوت رنين مكتوم ..اعتدلت تستند فوق فراشها تنصت بإتقان تمرر عينيها بجوانب الحجرة ..فسرعان ما استنتجت انه صوت الهاتف الذي لا يزال يقبع داخل الحقيبة ..انتفضت من فراشها تصل إليه تخرجه من الحقيبة لتعقد حاجبها بتعجب عندما رأت رقمًا غير مسجل بالهاتف يظهر فوق شاشته ..ترددت أصابعها في بداية الامر ولكن فضولها اخذها لقرار الرد ..تقوم برفع الهاتف فوق أذنها تضيق عينيها منتظرة الرد من الجهة الاخري بفضول بعد فتح الخط ..ليصلها صوت خشن يردف بضيق :
-ساعة عشان تردي!!!..
نظرت للهاتف بريبة وقد اصابها الغباء ثم تعود وضعه فوق أذنها مرة اخرى تسأل برعب :
-مين معايا؟....
بالجهة الأخرى عقد حاجبه من سؤاله ليبعده هو الاخر عن أذنه ينظر له يتأكد من الرقم المطلوب فيعود مرة اخرى مع رفع حاجبه بتسلية وقد أعجبته اللعبة :
-كدة تنسي صوتي ؟!!..ماكانش العشم يا (شيرو )!!!..
ارتفع جانب فمها باستياء من وقاحة المتصل لتكرر بقرف :
-شيرو !!!..شيرو مين حضرتك ؟!..اكيد حضرتك غلطان في الرقم مع السلامة ...
-استني !!!...يا شيراز ...
عقد حاجبها بريبة من ذلك المجهول لتسأله بغباء :
—حضرتك تعرفني ؟..مين معايا...
تحرك في مكانه يجلس امامه حاسوبه يناظر صورتها الموجودة كخلفية فوق الجهاز باستمتاع و يردف بهدوء :
-أنا اعرف عنك كتير ..وحاجات اكثر مما تتخيلي ....
انتفضت تلتف حولها تزيح خصلات شعرها الذهبي خلف أذنها بارتعاش :
-مين معايا ؟!..لو مقولتش مين أنا هقفل ...
حاول كتم ضحكته بصعوبة يبلغها بمكر:
-حتى لو قفلتي ..هعرف أوصلك دايما ...
جلست فوق فراشها تقضم أظافرها لقد تملك منها الرعب ماذا لو كان احدا يتربص بها ..ويريد أذيتها ...طرأت فكرة متهورة قد تساعدها لتهدد:
-على فكرة أنا مش بخاف ولو مش هتقول انت عايز ايه ؟!..أنا هعرف انت مين ..؟شكلك كدة ما تعرفش أنا مرات مين ..أنا جوزي يعلقك ويسلخك وو يقطعك كمان...
استفزته بكلماتها البسيطة فأراد زيادة توترها ليردف بسخرية :
-ليه ؟..هو أنتِ متجوزة مصاص دماء ولا زعيم عصابة المافيا؟!...أنا بعون الله آده وريني كدة هيعمل ايه ؟..
زاد رعبها من عدم خوف ذلك المتصل لتسأل بخوف :
-انت عايز ايه بالضبط مني؟!...
ظهرت ابتسامة ماكرة بجانب فمه ليهمس بصوته الأجش ببطء مخيف :
-عايزك !!!....
............


دخل بجسد مرهق يخلع حذائه بإرهاق يشعر بهدوء مقبض منتشر بالأجواء كالعادة ...لقد تعمد التأخر بالخارج عن أي يوم ...حتى لا يلتقي بها ..بتعجب من حاله..لما وصل الوضع بينهما لهذه المرحلة ..يتملكه شعور بالرفض في الفترة الاخيرة .....تحرك بخطوات بطيئة بعد ان ألقي بسلسال مفاتيحه علي اقرب مقعد بجوار الباب يلتمس الراحة فوق أريكته التي أدمنها مؤخرا ..ألقى بجسده المنهك فوقها يميل برأسه للخلف مغمض العينين ..يحاول استجماع لحظاته وذكرياته ويسترجع شريط حياته مع من سلبت روحه قبل عقله ..الى متى سيظل الوضع بينهما هكذا ؟!..البعد والفراق من نصيبهما ..تُرى هل تفكر فيه الان ..ام نسته ونست ذكرياتها معه ؟!...إذا نست لن يلومها ..وإذا قست أيضا ..لن يلومها ..فهو يستحق ما يستحقه ..ولكن اكثر ما يستحقه ولن يتنازل عنه مهما طال الزمن ..قلبها!!!...
سمع صوت حركة بالمكان فلم يكلف نفسه لفتح أعينه فهو على يقين من استيقاظها ولن تمرر امر رفضه اصطحابها لطبيبة النسا مرور الكرام ..كان منتظر زوبعتها المعتاد عليها ..فليترك لها حرية الزوبعة لتخرج طاقتها السلبية كما تريد ...ولكن الوقت طال طال اكثر من اللازم في استماع انفاسها السريعة التي بدا يتخللها بعض الشهقات المكتومةً ..ليعقد حاجبه بريبة ويتبعه فتح أعينه ينظر لوقوفها الغريب بملابسها البيتية التي تظهر انتفاخ بطنها الذي بدأ في الظهور تحت الإضاءة الخافتة ..سمع صوت شهقاتها التي بدأ في الارتفاع مع فرك يديها بتوتر كالمذنبة ..سقط قلبه بين قدميه من هيأتها الغريبة ..ليتفاجأ بصوتها المبحوح :
-مالك !!!!...احنا في مصيبة !!!!


......................


جلست على عقبيها بين ساقيه تسند يديها فوق ساقيه تلتمس اي رد فعل على ما أخبرته به ..تلك الكارثة التي سقطت فوق رأسهما ...لم تكن تتوقع ان هذا سيحدث معها يوما من الأيام ولا في اكثر كوابيسها بشاعة ...نظرت له وهو مسند ذراعيه فوق ساقيه يدخن سجارته الرابعة بشرود وصمت مقبض فبعدما استمع لكلماتها الغير مرتبة على الكارثة التي حلت عليهما لم يبد اي رد فعل الا انه تحرك ليسحب اول سجائره بشرود بصمت مقبض ..همس بصوت باكي :
-مالك !!..ما تسكتش كده ..قول حاجة ارجوك ...هنعمل ايه في المصيبة دي ..
نفث دخان سيجارته بوجه متقلص يهمس بألم واضح :
-عايزاني ..أقول ايه ؟...بعد اللي سمعته ..اكيد في حاجة غلط أنا ..أنا متأكد ..ان الكلام ده غلط ..
هزت رأسها بالرفض:
-للاسف يا مالك ..أنا كمان مش مصدقة اللي قالته الدكتورة ..بس هي عادت الإشعة مرتين والنتيجة واحدة ..
وقف صارخًا بوجهها يشير لها بيده :
-كذب ..كذب ..اكيد بتكدبي ..مش ممكن يكون ابني اللي مستنية عنده "متلازمة.... "مستحيل ...
وضعت يدها فوق وجهها بانهيار لتجهش في بكاء متواصل ..فيقترب منها يمسك يدها يكشف عن وجهها المغرق بالدموع قائلا بتوسل :
-غادة !!..أنا عارف ان ضايقتك كتير الفترة اللي فاتت ..بس ده ما يدكيش الحق انك تكذبي في حاجة زي دي عشان تشغليني بيكي ....ارجوكي قولي انك بتهرجي ...
هزت رأسها بالرفض وسط بكائها العالي ليكمل مرة اخرى بصوت معذب :
-احنا لسه ما اتأكدناش مش كده؟ ...لسه ..اكيد في وسيلة نتأكد بيها من الكلام ده ...
إجابته من بين شهقاتها :
-في إشعة طلبتها مني ...وو..طلبت مني اننا ناخذ قرار في موضوع الجنين ..
عقد حاجبيه بغباء يستفسر :
-مش فاهم قرار ايه ؟
نظرت له بشجاعة ليظهر عينيها السوداء تقبع بين بركتي دماء تهمس :
-قرار الإجهاض !!!


................
في الصباح
............
جالسًا امامها فوق مكتبه يرتشف فنجان قهوته المفضل وجهه يرتسم ابتسامة جذابة ..ابتسامة رجولية يخفي خلفها الكثير ..يراقب قطعة الشيكولاته الجالسة امامه بعيونها الفيروزية المتألقة التي يعشق رؤية لونهما الذي يزداد زرقه اثناء غضبها ..ليقول بصوت قاسي خشن :
-شوفي يا شيراز ..زي ما فهمتك قبل كده بلاش ..تتحديني في اي تصرف ..افتكر انك هنا ضيفة وضيفة خفيفة ..واللي صدر منك لو صدر من حد تاني كنت سلخته ...
رفعت وجهها له تواجهه مع رفع حاجبها بتحدي :
-اعتبر ده تهديد ...
زادت ابتسامته الرجولية ظل ينظر لتحديها باستمتاع ..ثم صدرت منه تمهيده مصطنعة مع إراحة ساعديه فوق المكتب امامه يردف :
-لو عصيتني ..هيبقى تهديد ...اسمعيني كويس !!!!أنا مش حابب فترة وجودك معايا يكون في عداء ..اعتبري نفسك جاية مثلا سياحة ..واحنا كشركة محترمة هنوفر سبل الراحة زي أي عميل .بنتعامل معاه ...لحد ما إقامته تخلص ...
لاحظ ارتباكها عندما تعمد تذكيرها بان فترة إقامتها مؤقتة ..اما هي شعرت بألم يأكل صدرها عند ذكر ذلك ..ماذا سيكون حالها بعد المدة ..أين ستذهب ؟..واين سيكون ملجأها ...؟
كل هذا وهو يراقب انفعالاتها الظاهرة ليظهر له توترها وخوفها من المستقبل المجهول ليكمل حتي يبثها الأمان :
-أنا هكون دايما معاكي ..لحد ما تطلبي مني إن ابعد وتستغني عن خدماتي ...
هزت رأسها بالموافقة بصمت وطاعة غريبة عليها تنظر بأصابعها بشرود فتسمعه يضيف بصوته الاجش :
-في بعض الحاجات اللي محتاجك فيها ده اولا ...ثانيا هقولك عليها بعد ما نخلص اولا ....
انتبهت لحواره بإنصات وفضول لتجده يمد يده يخرج ملفًا به بعض الأوراق قائلا :
-الأوراق دي محتاجة أمضتك ..دي أوراق الأرض والبيت اللي اصبح ملكك ..بما انك رفضتي الاقتراح اللي عرضته عليكي انك تنازلي عن الحاجة لمرات عمك ..وان أنا اعوضك بغيرهم ...
عادت لشراستها مرة اخرى تقول بكره :
-عايزني أتنازل عن الحاجة اللي راح بابي بسببها ..بعد كل ده عايزني اهديها البيت والأرض ..يمكن الاول ما كانش يهمني الفلوس ..بس حاليا لا...
أخذ نفسًا فتشاهده يجذب سيجارته الخاصة يشعلها و يردف :
-عشان كده ما حبتش اضغط عليكي في النقطة دي ..واتفاهمت معاها وعوضتها من ناحيتي .....البيت والأرض ملكك يا شيراز هانم ....
شمخت بأنفها من تلقيبه الاخير ..من داخلها تشعر بالامتنان الشديد له ولحمايته لها دواما ..ولكنها دائما تراه ..تراه بوجهه بملامحه لتمقته اكثر وأكثر ..افاقت على حركة الورق الذي وضع امامها مع قوله :
-الأوراق دي ناقصة بس امضتك عشان تتسجل في الشهر الxxxxي ..وده توكيل منك ليا ...
عقد حاجبيها بحده تردف معترضة :
-توكيل ..ومين قال ان عايزة اعملك توكيل ....
-أنا قولت ...يبقى ده كفاية .....وكمان التوكيل ده لمصلحتك مش ليا ..تقدري تقوليلي هتباشري الأراضي ازاي والفلاحين والمحصول والبيع للتجار ...؟
توترت من هجومه ..فهي بالفعل ليس عندها القدرة او القوة لمباشرة أمور الأرض ..
مسكت القلم وأنهت الإمضاءات المطلوبة تحت نظره المراقب بصمت ..فتراه يجذب الأوراق ينظمها يقول بصرامة :
-كده خلصنا اولا ..نيجي لثانيا ...!!!
ارتابت من سلوكه الغريب المتودد لها يذكرها بافعال ناصر عندما كان يحضر لها الطعام ويحاول إطعامها بيده ..كان كالحية الناعمة ....يطعمها حتى يعدها للذبح ....
انتفضت عندما تفاجأ بوقوفه امامها يمد يده لها في دعوة منه ..وقفت بنفسها تاركة يده خالية بالهواء معلقة ولكن ذلك لم يثير غضبه كما اعتقدت بل زادت من ابتسامته التي تمقتها ..سمعته يقارعها بصوته الرجولي :
-في حاجة احتفظت بيها..حبيت اديهالك بنفسي لان كنت عارف انك هترجعيها زي الشيكولاته ...
شعرت بسخريته في حديثه ..وقبل ان تسأل ماهو الشئ الذي يريد تقديمه لها بنفسه ..؟جحظت عينيها وكادت تسقط من وجهها لتنظر الي يده المتدلي من بين أصابعه سلسالا من الذهب الابيض يتوسطة دلاية على شكل راقصة باليه مطعم فستانها بالفصوص الماسية الزرقاء ...تسارعت ضربات قلبها متزامنة مع اقترابه منها يضيف :
-الحقيقة ..التصميم من اختياري وانا اللي اخترت الذهب الابيض عشان يمشي مع الماسات الزرقا ...
شعر بسخونة تضرب جسده عندما تذكر سبب اصراره على تلك الماسات الزرقاء ..فهي تشبه لون عينيها الزرقاء ...شاهدها تقف امامه كالصنم بعيون جاحظة مصدومة عينيها معلقة فوق الدلاية بتأثر بالغ ..شجع نفسه بسبب سكونها ليقترب ويمد يده يريح سلسالها المميز برقبتها مستغلا صدمتها الغير متوقعة ...عندما انتهى من مهمته شاهدها تزيل دمعه هاربة من عينيها المصدومة بسرعة ..احس من حركتها انها لن ترغب في رؤيته لها بهذا الضعف ..فأردف وهو يبحث عن شي وهمي فوق المكتب ليعطيها وقتها الكافي لاستعادة حالها ..:
-في حاجة تاني ضرورية ..فين راحت ؟!..
ليقترب منها بعد ثواني ليجدها على نفس وقفتها تنظر له نظرة غريبة ممسكة بأصابعها اليمني سلسالها بتأثر ..فيقول محاولا اخراجها من حالتها وهو يمسك كف يدها الأيسر الحر :
-أنا اسف لو الدبلة طلعت مش مقاسك ..او ما عجبتكيش ..بس ده شئ لابد منه ....انت فاهمة طبعا .!!
تركت له يدها باستسلام تنظر لاصبعها القابع به خاتم زواجها بشرود ...
لم تجد كلمات تقدمها في تلك اللحظة ..عندما فاجأها بذلك السلسال المميز توقف الزمن من حولها لتتجسد امامها صورتها وهي بفستان العرض ترقص فوق خشبة المسرح امام الجمهور كما تمنت ..لم تشغل نفسها بتفاصيل ثانوية ...مثل كيفية معرفته بموهبتها ..او بما اهتم ؟...كل ما يهمها انه اهتم بما تهتم ....
همست بصوت متألم شبه باكي :
-شكرا !!!!....


...................
بعد ساعة
........
جالسة بين احضانه الدافئة تبكي فوق صدره متشبثة به كالطفل الفاقد لامه ..كان روحها ردت اليها مرة اخرى .'..رفعت عينيها المبتلة لتقع عينيها فوق عينيه الثعلبية القاسية ..لم تصدق عرضه الذي فاجأها به بعد إفاقتها من صدمة السلسال والخاتم ..ويأتي يسألها سؤالًا قلب موازينها (هل لديها الرغبة في زيارة الحاج حافظ ؟)..مختلًا هو !!..كيف يتوقع رفضها لهذا العرض السخي المغري ...
رفعت رأسها من بين احضان حافظ تقول بدلال :
-وحشتني وحشتني اوي يا حاج ..انت عامل ايه طمني عليك ...ام سعد بتعملك الرز بلبن ولا لا ....
صدح ضحك الجميع من حولها ..فتمرر اعينها بينهما بتأثر ..فعندما ولجت للبيت اشتمت رائحته في كل اركان البيت لينزف قلبها تألما على فراقه ..كانت تشحذ قوتها الفترة الفائتة في محاولة نسيانه ومحو صفحته ..لم تكن تدري ان سيهاجمها هذا الشعور المؤلم ..لتتداعى الذكريات بينهما .ومواقفهما معًا ..سمعت صوت فزاع يرحب بها :
-نورتي البيت والمكان كله يا ست البنات ..
ابتسمت بخجل تردف :
-لسه بتقولي يا ست البنات ؟!..غمزت بعينيها لأمينة تكمل :
-في ناس تزعل ؟!...
ضحكت امينة على حديثها تقارعها :
-لا من الناحية دي اطمني ..أنا ليا لقب خاص بيا ..فزاع مش بيمل يناديني بيه ....ههههه
راقب تصرفاتها وأريحية تعاملها مع الجميع بصمت ليزداد تعجبه من موقفها منه هو بالأخص عن الجميع ..عندما جاءه اتصالا هاتفيًا من حافظ يطمئن فيه على أحوالها طرأت فكرة تلك الزيارة ..في محاولة منه لإزالة الحاجز الصلب بينهما ..حتى لا يشعرها بانها حبيسة بيته ..كما تظن ...
شاهدها تنتفض فرحة قائلة بسعادة غامرة :
-أنا داخلة اشوف ام سعد بتعمل ايه كل ده جوه ....تعالي يا امينة ....
أودعها نظراته الصامتة بشرود ..يتساءل كيف لتلك الفراشة تعيش ما عاشت؟!.....
انتبه لترحيب فزاع الروتيني وحافظ الذي يبادله النظرات بريبة نظرات تحوى على كثير من الأسئلة والاستفسارات الحائرة ..


...........


بعد تناول وجبة الغذاء وتعلل فزاع بالانصراف ليكمل بعض الأعمال المتأخرة بالبيت لضيق الوقت ..انفردت امينة بها لتعلم منها كل ما حدث في الفترة الاخيرة مع ترك الحاج حافظ وحازم معًا في اجتماع مغلق ...جلست شاردة تحمل بين أيديها كوب الشاي الساخن تفكر فيما عرفته من ام سعد ..لقد تفاجأت عندما أبلغتها بالشخص الذي قام بمساعدة حفيدها محمد ..لم تصدق انه هو من تكفل بعلاجه ..كيف ومتى؟..تشعر انها بدوامة ليس لها نهاية ..انتبهت لصوت امينة امامها :
-اللي واكل عقلك ..طمنيني ..عاملة ايه معها ..بيضايقك ؟..لا لا ما اعتقدش ما كانش جابك هنا ..
-ايه ..ايه كل دي أسئلة ؟؟..الصبر يا بنتي ..اولا تطمني هناك بيعاملوني كويس جدا جدا ..والست آمنة ما تتخيرش عن الحاج حافظ ...
ضيقت أمينة اعينها بخبث تضيف :
-أنا على فكرة سألتك عنه ..مش عن امه !!!
ارتشفت الشاي بصمت فتردف بعدها :
-مش عارفة يا أمينة ،..محتارة في أمره ...حاسة دايما انه نسخة من ناصر ..وأنه مش بيعاملني كده لوجه الله ..الدنيا دي علمتني ان مافيش حاجة بتبقى لوجه الله ..بس رغم كده في حاجة جوايا بتقولي انه عكس ما أنا شايفة ...
-ربنا يكتبلك الخير ..بس يا شيراز لازم تفكري هتعملي ايه بعد الانفصال ..حياتك هتبقى ازاي ؟!...
هزت رأسها موافقة على حديثها وتشرد مرة اخرى فتضيف الاخيرة :
-شيراز في حاجة كنت عايزة اقولهالك ..!!!
انتبهت لجملتها لتستشعر الريبة في حديثها ..ظلت تقص عليها ما سمعته وما حدث من احداث بعدها ..وكيف كان دومًا يسأل عنها ومستمر في الاتصال بها ليفشل في كل مرة ..ما اثر على حالته النفسية ..ولكن ما صدمها علمها بتقديم استقالته من عمله ...حلم عمره ..الذي كان يسعى اليه دوما ..تأثرت لهذا الخبر المؤسف لتقرر اتخاذ خطوة تنهي بها تعلقه للأبد .....أمسكت بيد أمينة برجاء قائلة :
-افتحي موبايلك يا امينة واعملي اللي هقولك عليه ...بدون اعتراض ......


......
في حجرة المكتب الخاصة بالحاج حافظ
......
اردف حافظ بوقاره وهو مستندًا فوق عكازه :
-عين العقل يا بني ...كده انت ريحتني من جهة الغلبانة دي ..ما تأخذنيش يا حازم يا بني أنا في البداية كنت مقلق منك ..بس كل اللي انت بلغتني بيه ده كده أنا اطمنت ...وأخيرا الحق رجع لأصحابه ...
أراح فنجان قهوته امامه يقارعه بثقة :
-رغم ان شكك فيا ده مش بقبله من اي حد ..بس أنا عاذرك ومقدر خوفك عليها ..وبقولك تاني يا حاج شيراز طول ما هي معايا هتكون في أمان لحد ما هي تطلب الانفصال ....وكنت حابب اشورك في موضوع كده ...
انتبه حافظ لحديث الاخر بقلق ليردف بقلق :
-خير يا بني طمني....
اعتدل حازم في جلسته يسند مرفقيه فوق ساقيه باهتمام واضح :
-كنت حابب اخد شيراز بعيد عن هنا .
ظل حافظ ينظر له بتمعن يحاول قراءة ما يدور بخلده ويكشف نواياه الحقيقية لهذا الاقتراح ....ليفكر هل آن الأوان تركها للبلد والعودة لحياتها مرة اخرى ؟..ام لم يئن الوقت بعد....!!


................

في طريق عودتهما جلست بجواره اثناء قيادته سيارته ذات الدفع الرباعي ..شاردة في منظر الزراعات الخضراءالتي تزين الطريق .بوجه بائس ..ظل يراقبها ويراقب ملامح وجهها الحزين ..ليجلي صوته قبل ان يصدر سؤاله :
-انتِ شكلك مش مبسوط من الزيارة دي ؟..كنت فاكر انك هتفرحي ..
انتبهت لحديثه ظلت تنظر لجانب وجهه القمحي مرورًا بلحيته تردف بتقدير واضح :
-بالعكس !!!انا فرحانة جدا ...
اخفضت نظرها على يده الممسكة بطارة القيادة ثم تكمل برقة :
-حازم !!!!...متشكرة ...متشكرة اوي ...
عندما خرج اسمه من بين شفتيها وكان اول مرة يستمع لاسمه منها اقشعر لِلحنها الجذاب ..للحظة لم يستطع إجابتها علي شكرها له ...فيسمعها تضيف بحرص وتردد واضح :
-ممكن اطلب منك طلب !!!!
نظر اليها بتعجب من هدوئها الغريب أين ذهبت الروح المتمردة ؟لتكمل :
-عايزة ازور محمد ..حفيد ام سعد ..في البيت
نظر إليها متناسيا الطريق للحظات متفاجئا من طلبها ..ليستوعب تناسيه الطريق فيحيد بنظره عنها بصمت ..شعرت بأنه سيرفض طلبها ..فمن الواضح انها بالغت في ثقتها به لتزفر باستسلام وتشيح بوجهها تنظر مرة اخرى للطريق بجوارها فتسمعه يضيف بخشونة :
-عايزة البيت ؟..ولا المستشفى ؟..
لم تفهم مقصده فتعتدل في جلستها تواجهه بجسدها لتكون اكثر انتباها تستفسر بغباء:
-مش فاهمة ؟!..
أضاف بمداعبة :
-بتقولي عايزة تروحي لمحمد ...لو قاصدة محمد نفسه حفيد ام سعد يبقى نروح المستشفى ..بعيد عن هنا ....لكن لو عايزة تزوريه في البيت يبقى هتنتظري خروجه واعتقد هيخرج كمان يومين ....
صمت ينتظر ردها بفضول يشعر بالسعادة لبداية ازالة الحاجز بينهما ..مع بداية كسرها لقشرتها التي تحيط نفسها بها ..تُرى هل تراه الان وجهًا اخر لناصر ام تراه حازم؟ ..حازم فقط ..بدون اي كنية او ألقاب ...حازم كما هو ؟..اراد إطالة الحديث معها فلمحها تمسك دلايتها الجديدة تتحسسها بشرود فظهرت ابتسامته لفعلتها فأراد ان يخرج الفتاة الشقية من داخلها ليردف :
-شكل السلسلة عجبتك ..على فكرة دي حاجة بسيطة بالنسبة للمفاجأت اللي محضرة لك ..ده طبعًا لو حابة ؟
خجلت لملاحظته البسيطة لاهتمامها بهديته.. فتجيبه ببساطة :
-شكرا ..على السلسلة ما كانش له لزوم ..ومافيش داعي تتعب نفسك وتجيب حاجة تاني ...
-تعبك راحة يا ست البنات ..وكل طلباتك أوامر ...(صدرت منه غمزة بعينه اليمنى )يضيف :
-مش فزاع بيناديكي كدة بردوا...
صدرت عنها ابتسامه خجولة تسأله بدورها :
-انت ليه بتعمل معايا كدة ..؟..ليه مهتم بكل حاجة وكل التفاصيل دي كلها...
-بتهيألي انتِ عارفة السبب ..و واجهتيني بيها اكتر من مرة ....
توترت من صراحته كانت تتوقع ان يحاول تجميل الحقيقة ولكن ان يقولها صراحة ان مساعدته لها ليس الا حماية لعمته ...
حاولت تغير مسار الحديث لقد تذكرت للتو ان زفاف امينة بعد اسبوعين لتردف بصوتهازالناعم :
-كنت عايزة اطلب منك طلب ...فرح فزاع وأمينة بعد اسبوعين وكنت حابة احضره ...
تمعن النظر في وجهها ليقرأ تعابير القلق والريبة الواضحة ليقول بثقة:
-بشرط ..!انتِ كمان تيجي معايا أنا والحاجة فرح واحد من رجالتي اخر الأسبوع ده ..فاكمل مداعبًا بصرامة مزيفة :
-ها ..هتوافقي ..ولا ايه ؟!..
ابتسمت على أسلوبه في الحديث معها المختلف لتهز رأسها بالموافقة بصمت ..
...
نظرت له بتعجب كيف يعلم كل شي ..كل التفاصيل ..تعتقد انه من الممكن يعد عدد مرات تثاؤبها ويبلغها بعد ذلك ...فضولها يأخذها لسؤاله كيف اكتشف أمرها اول مرة؟ ..شخصيتها الحقيقية ...وتعود تنهر نفسها على التعمق معه في اي حوارات جانبية غير هامة ..
............


في المساء
........
نائمة فوق فراشها بإرهاق وكسل ..لقد مر وقت طويل لم تخرج من هذا البيت ..ليأتي زيارة الحاج حافظ التي تلتها زيارة "محمد "حفيد الحاج حافظ بالمشفى العام ..الذي سعدت كثيرا عند رؤيته بافضل صحة عن زي قبل ..فتلاحظ اثناء هذه الزيارة البسيطة تواضعه مع تلك الفئة البسيطة ..ذات الدخل المحدود ..وكيف تباسط في الحديث مع سعد الفلاح البسيط وقبل دعوته لتناول كوبا من الشاي الثقيل ...رغم هيمنته بالمكان الذي وقف على أتم للاستعدادات لاستقبال زيارته المفاجئة ..
لم تشعر بنفسها وهي يغلبها النعاس وتغفل عنه في طريق العودة ..
فهي الان غير متعمقة في نومها ..ولكن يغلب عليها الكسل ..تنتبه بعد لحظات لصوت هاتفها الخاص فتفتح عينها اليمنى تنظر له فوق وسادتها ..هل هو نفس المتصل المجهول الذي لم يكل من مهاتفتها ..ليزيد رعبها وتمتنع عن إجابته ..كانت تعتقد انها بذلك تخلصت من معاكسته لتتفاجأ برسائل من نفس الرقم يطلب منها فتح هاتفها والرد عليه ..ليتطور الامر للرسالة لبعض المقاطع الموسيقية والأغاني الرومانسية ذات اللون القديم ...لقد قررت عندما يأتي الصباح ستخبر حازم بشأن ذلك المجهول الذي يعرف اسمها وتفاصيل حياتها ..فمطاردته باتت مرعبة...
فتحت هاتفها بحرص لتجد رسالة من المجهول عبارة عن رابط مكتوب أسفله ..الاغنية دي بحبها جدا اسمعها (وجه يخرج من فمه قلب)
عقد حاجبها من جرأته فالوضع زاد عن حده بطريقة مخيفة مدت يدها بأصابع مرتعشة تضغط علي الرابط ليصدح صوت الاغنية :

قالولي هان الود عليه ونسيك وفات قلبك وحداني ...
رديت وقولت بتشمتوا ليه هو افتكرني عشان ينساني ..
...............


أنا بحبه ..واراعي وده ...ان كان في قربه ولا في بعده ...
......
افضل امني الروح برضاه ..القاه جفاني وزاد حرماني ...زاد حرماني...
هو اللي حالي كده وياه ..كان افتكرني عشان ينساني ...اه عشان ينساني ...


.........


على الجهة الأخرى جلس مغمض العينين واضع باذنه سماعته ينصت لكلمات الاغنية التي تمس قلبه وتحرك مشاعره العنيدة باستمتاع رهيب ...


نهاية الفصل التاسع والعشرون


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-20, 08:05 PM   #74

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثلاثون


الفصل الثلاثون


جلست امام هاتفها تنظر له بتأثر مخالط للرعب فكلمات الاغنية حرك مشاعرها المجروحة ليتجسد امامها صورته الحية بأناقته المعهود بها وجمال ملامحه ..تفر من عينيها دمعة متمردة أسرعت في ازالتها بعنف ..الي متى ستظل تتذكره ؟..الا متى ستغلق قلبها عليه ؟!...
انتبهت لانتهاء المطرب من أغنيته فينتابها الفضول لمعرفة اسمه فتسرع بجذب الهاتف من فوق الشرشف تقرأ اسمه المكتوب فوق الرابط ..وتقرأ بهمس:
(محمد عبد الوهاب)...مين محمد عبد الوهاب ده ؟...هو في مغنى بالاسم ده ..؟..رفعت كتفها بعدم اهتمام تلقى الهاتف مرة اخرى فوق الفراش باهمال ..وتسند ظهرها خلفها تشرد فيما حدث بينها وبين امينة ......

............

جالسًا في الظلام الدامس لا يقبل اي إضاءة من حوله لم يصدق ما سمعته أذنها لتزيد تلك الكلمات من جرحه الغائر وتزيد من ضياعه في هذه الدنيا ...لن ينكر انه اشتاق لنبرة صوتها الرنانة كالمشتاق لقطرة الماء في صحرائه القاحلة ..ولكن هذا الارتواء البسيط لم يشبع حرمانه بل ما زاد من عطشه وحرمانه ...كلماتها القاسية التي انصت لها بصدمة جعلته يكرره مرة بعد مرة حتى يتأكد مما سمع ....
في بداية الامر لم يستوعب لما ارسلت "امينة "تسجيلا صوتيا؟ ..ليأخذه الفضول للاستماع لهذا المقطع القصير الذي أوقف شعر رأسه شيبا ..كان صوتها .نعم صوتها الناعم الرنان ..يتحدث بكل أريحية عن حياتها وسعادتها الحالية ولكن جملة واحدة تتردد باذنه طعنته غدرًا :
(اخيرا يا أمينة لقيت السعادة والراحة اللي ما لقتهاش مع مالك ...لقيتها اخيرا مع حازم ..أنا اكتشف ان عمري ما حبيت مالك)
(شكلي كدة .. بدأت احب حازم يا امينة ).....
........تذكر كيف هاج من هذه الكلمات وظل يصرخ ويحطم المكان من حوله ..لتخرج غادة من الداخل ويبدو عليها اثار النوم ..مرتعبة مما حدث بالشقة من تكسير للتحف الثمينة ..وانقلاب كراسي مائدة الطعام لينكسر واحد منهم ..في هذه اللحظة يكن لها كل الشكر لاحتوائه واحتضانه رغم رفضه لذلك ورفضه لها قبلا ..لم تتركه الا وهو هادئا بين يديها بعد تناوله عصير ليمون وقرص مهدئ ...لتتركه يهدئ وينال بعض من الراحة ....
و ها هو استيقظ منذ لحظات يشعر انه كان يمر بكابوس ليسرع مرة اخرى بفتح هاتفه ليتأكد انه كان يهذي كما تمنى ...ولكن صدمته كانت كبيرة... كانت حقيقة وليس حلما كما تمنى .....
ألقى بثقل جسده فوق الأريكة يتسطح على جانبه الأيسر منكمشًا على حاله يتعرض جسده لانتفاض شديد نتيجة بكائه الصامت ..الذي سرعان ما علا تدريجيا كبكاء طفل فقد امه ويشعر بمرارة اليتم .....

...........

في الصباح
............
وقفت تقبل رأسها و وجنتها بطفولة محببة تحاول ازالة تكشيرة وجهها التي تتلبسها منذ الصباح ..فتردف بلوم طفولي :
-خلاص بقى يا حاجة آمنة اعمل ايه تاني عشان تفكِ التكشيرة دي و تسامحيني ...؟
أشاحت آمنة يدها بضيق :
-لا مش هفكها ..كده يا شيراز ؟..كدة ؟...بقى يطلع منك كل ده ..ده حازم ابني غلبان وحنين ..تعملي فيه المقلب الماسخ ده ..ده كان هيروح فيها حبة عيني !!!...
قبلت وجنتها مرة اخرى بقوة تجيبها :
-أنا اعتذرت له ..وكمان أنا ما كنتش اعرف انه بيتحسس كده ...والموضوع يقلب بجد ..خلاص بقى سماح المرة دي ..
جذبتها من أذنها كالأطفال تعاقبها :
-ده انتِ كنت هتاخدي الغلبانة "وداد "في الرجلين ..اعمل فيكِ ايه ؟...
تألمت شيراز بضحك من تصرف آمنة فهي أكيدة من نقاء قلبها كحافظ تمامًا لتردف بألم مصطنع :
- ااااااه ...طيب قوليلي اعمل ايه عشان ما تزعليش وتسامحيني...!!
ظلت تفكر بزيف مصطنع وتسألها بحرص :
-هتنفذي اللي اطلبه من غير مناقشة !!!؟.
احتضنتها بذراعيها وهزت رأسها بطاعة وعلى وجهها ابتسامتها المشرقة ..فاردفت الأخرى بمكر :
-تنقلي في اوضة حازم ..وما اشوفش حد فيكم في اوضة لوحدة ..
اضطربت شيراز على تعليق آمنة على الامر وأخفضت ذراعيها ببطء تنظر لها بصدمة مع اختفاء ابتسامتها ليحل محلها الوجوم ..شعرت آمنة انها من الممكن ان تكون قد تمادت في طلبها ذلك ولكن سرعان ما نهرت نفسها على ذلك التفكير ..فوحيدها يستحق ان ينال بعض الراحة... في زوجة يسكن إليها لا ان تعذبه ..فإذا وافقت على تركهما بذلك الوضع لن يذوب الجليد بينهما ابدا ...وعند هذه النقطة شعرت بالشجاعة لتردف بقوة اكبر غير متعاطفة مع اضطراب الأخرى :
-ايوه يا شيراز ..المفروض ده الصح ..تكونوا مع بعض تحت سقف اوضة واحدة زي اي اتنين متجوزين ..يعز عليا ابني ينام في اوضة لوحدة ومراته في اوضة ،..
ابتسمت شيراز ابتسامة مهتزة لتفرك يديها المتعرقة بتوتر تقارعها ببعض الشجاعة :
-حاجة آمنة !!..انت عارفة ظروف جوازي من حازم كانت ايه ؟!...وان أنا وهو جوازنا مجرد صورة لحل مشاكلنا ..ومسير الجواز ينتهي..(أكملت بسعادة حاولت إظهارها )؛
-وكمان يا آمنة لو طالبة معاكي حد يبات معاه اوي ..ممكن يتجوز ..لان ده حقه .....
شهقت آمنة لتضرب على صدرها بلوم :
-يتجوز !!.في زوجة عاقلة تقول لجوزها روح اتجوز عليا ...لا يا شيراز اوعي كدة ..أنا زعلانة منك ..
حاولت التخلص من احضان شيراز بغضب حقيقي ولكن الأخرى ظلت متعلقة بها تردف بحنق :
-ما كنتش اعرف انك بتكرهي ابني بالشكل ده ؟...ابني اللي وقف جنبك وحماكي ...وضحى بحاجات كتير عشان يحميكي ..لا لا
أمسكت شيراز "آمنة "تردف بتوسل :
-بالله عليكي ما تزعل مني ..وحياة حازم عندك ..تفهميني ..أنا مش بكره حازم ولا حاجة بالعكس ..أنا بكن له كل تقدير على تعبه معايا ....بس المشكلة فيا أنا ...
أشاحت آمنة بوجهها بعيد عنها بغضب لا تريد الحديث معها في هذه اللحظة غير مستوعبة الصراع الداخلي التي تمر به الأخرى من قلق لخوف لرعب من المستقبل المجهول فالمستقبل بيد خالقها ..
انتبهت لدخوله عليهما بقميصه الأسود المفتوح للمنتصف كعادته وسروال الجينز واضعًا كفيه في سرواله..يمرر نظره بينهما يقيمهما بعد إلقائه التحية لتجيباه كلاهما بصوت مقبض حزين ..فيسأل امه محاولًا استنتاج الامر لقد جاء في نهاية الحوار واستماع جزء منه :
-ايه يا حاجة مافيش فطار انهاردة ولا اخرج من غير فطار ..
اقتربت منه تضرب فوق صدره بمودة بالغة :
-ثواني والفطار يكون محطوط قدامك ..
كادت تتحرك الا ان صوت شيراز أوقفها فتردف باضطراب :
-خليكِ انتِ أنا هروح اشوف وداد خلصت ولا لأ ...
نظر لها بريبة فتقول "آمنة "بتحذير :
-شيراز !!!!..اوعى !!
ابتسمت بحرج واضح يظهر على وجنتيها الحمراء مع خفض رأسها تردف بهدوء :
-قولنا سماح يا حاجة ..ما يبقاش قلب اسود ...
انصرفت تهرب من مراقبته لها بعد ان لمحته بنظرة خاطفة يبتسم على جملة امه الاخيرة .....

..........

على مائدة الطعام
..........
جلس منتظر انتهائها من مساعدة وداد في تنظيم الصحون البسيطة ليردف بصدمة بالغة :
-مش معقول ..فطير يا آمنة ..!!!فطيييير ...
عقدت شيراز حاجبيها من رد فعله اعتقدت في بداية الامر انه جانب من الاعتراض ولكن سرعان ما غيرت رأيها عندما شاهدت آمنة تربت على كتفه بحنان بالغ تقول :
-بالهنا والشفا يا ابن بطني ...انت عايزني اعرف انك نفسك تفطر بيه وما اعملوش ..أنا من الفجرية سويته....(انتبهت لوقوف شيراز تراقبهم بصمت فأكملت تأمرها ):
-ما تقعدي يا شيراز قطعي لجوزك الفطير ...
ابتسم حازم على حركات امه المكشوفة فأراد التخفيف عن الاخيرة ..ورفع الاحراج عنها ليقول بصوته الخشن ؛
-ما تتعبهاش ..أنا هعرف اقطع بنفسي ..
تعالي اقعدي يا شيراز عشان تفطري ...
جلست بهدوء في مكانها المخصص علي يساره ..تشاهده يمسك الفطير يمزقه بلا رحمة ليضع لها في صحنها ..
وعندما بدأ في تناول اول قطعة توقفت يده في الهواء بريبة مفتوح الفم ..صدرت منه إلتفاته صغيرة لها مع عقد حاجبيه يسألها بحرص :
-آكل على ضمانتك ،ولا ألاقي سم فيران المرة دي في الأكل ...؟!!
شعرت بان الأرض تميد بها من شدة الاحراج فتهرب من عينيه الثعلبية المراقبة مع سماعها لضحك آمنة المنطلق تلومه بوده :
-يوووه يا حازم ..خضيتها ووقعت قلبها ....
لينطلق هو الاخر في الضحك مع وضع القطعة بفمه ليؤكد لها انه كان يمزح لا اكثر ...ابتسمت مع احمرار وجهها الذي يكشف توترها الواضح من مزاحه ..بدأت ف تقطيع الفطير بشرود لقطع صغيرة تأكلها بغير شهية وشرود غير منتبهة لمراقبته المستمرة لها ..انتبهت فجأة لصوت أنثوي يصدح بالخارج فتهم آمنة بالتحرك قائلة :
-زي اكيد خيرية جايبة الحاجة اللي طلبتها ..كملوا اكل وانا راجعة ...
شعرت في تلك اللحظة ان تود التحرك خلفها والمسك بجلبابها البيتي كالذي يتبع امه ،.. قرون استشعارها الأنثوية انذرتها لمراقبة عينيه لها اثناء مضغها للطعام فتسمعه يردف بثقة :
-العسل بالطحينة ..لذيذ على فكرة حاجة كدة ملهاش وصف ..اعتقد هتحبيه ...
رفعت نظرها لتكتشف امتداد يده اليمنى امام فمها بقطعة من الطعام المخلوط ببعض العسل الأسود ..ظل ينظر لعينيها يشجعها على فتح فمها لاستقبال تلك القطعة ..عندما طال صمتها بدون تجاوب منها وضع كفه الأيسر اسفل الأيمن مفتوح ليتفادى تساقط العسل فوق ملابسها ..عندما شعرت بإصراره لإطعامها بفمها ..فتحت فمها ببطء مستسلمة لدعوته في إطعامها بنفسه ...حتى لامست شفتاها أطراف أصابعه ،حاولت الهروب من عينيه اثناء مضغها لتتفاجأ بتكرار ما فعله مرة اخرى مع ازدياد ابتسامته الرجولية ..لتقول باعتراض واضح ؛
-شكرا ..هعرف اكل أنا ...
-يلا ياشيراز ..كلي ..مش هسيبك الا ما تأكلي كويس ..لان محتاجك انهاردة بكامل نشاطك وقوتك ...في مفاجأت انهاردة ...
شعرت فجأة بالاختناق من جملته الاخيرة ليتوقف الطعام يسد مجرى الهواء لكبر حجمها ..فتسعل بشدة كعادتها كلما توترت اثناء تناولها الطعام ..
قفز من مكانه يضرب فوق ظهرها بحرص مع مساعدتها لارتشاف الماء ..ظل يحرك كف يده فوق ظهرها بحركة ناعمة صعودًا وهبوطًا يدلك ظهرها بحرص ..ذكرها ذلك عندما ساعدها في ارتشاف العصير عند اختطافها ..انتبهت لتماديه في ملامسته لظهرها بهذه الطريقة ..فأعطى عقلها إشارة سريعة لجسدها لنهره على ملامستها ..قامت بدفع يده تزيح ذراعه بعنف عنها ..عنف اجفله للحظات تأمره بحدة:
-شيل ايدك لو سمحت !!..أنا بقيت كويسه ...
ارتبك بشدة من رد فعلها المفاجئ ..فهو لم يقصد كما فهمت ..بل كان يحاول تهدئة تنفسها ..صدرت منه حكة لأنفه يداري إحراجه ويجلس يكمل طعامه بصمت وشرود ...اما عنها فقد زاد ضيقها عندما لامس جسدها متعمدا ..كلما خطت خطوة في سبيل ثقتها به تتراجع خطوات اكثر ...تشعر بالاختناق دائما لوجوده والارتباك ..كما كان يوترها وجود "ناصر"...سمعته يحدثها بصرامة محببة :
-خلي بالك دايما وانت بتاكلي ..عشان مش كل مرة هكون معاكِ وألحقك...
نظرت له بوجوم من تلك الجملة البسيطة التي لم تعني شيئا في الحقيقة الا مجرد جملة تحذيرية ..لا يعلم ان بتلك الجملة..بسيطة النوايا..... أشعلت ذكريات قديمة بين طيات قلبها وجيوبه ..ذكرى عمرها اكثر من خمس سنوات......نفس الجملة تتردد باذنها لتعود بذاكرتها لحادث "المارشيملو "كما أسماها......
انتبهت لصوت رنين هاتفه مما جعلها تنظر اليه وهو يحاول إخراجه من جيب سرواله الجينز الخلفي بعد وقوفه ولكن ما أعاق العملية اتساخ أصابعه ببعض العسل فجعلت العملية مستحيلة بالنسبة له في تلك اللحظة ..كان يبدو عليه اهتمامه بالرد على هذه المكالمة ..نظرت حولها في توتر اردت مساعدته فقربت له صندوق المحارم الورقية في محاولة منها لحل المعضلة الصعبة ..فتجده يقول بحيرة :
-ايدي مليانه عسل ..المناديل مش هتنفع ..
فوجدته يطلب منها بإلحاح غريب :
-مدي ايدك هاتي التليفون قبل ما يفصل في مكالمة مهمة منتظرها....
وقفت متردد في مد يدها ليس لديها الشجاعة للمسه او الاقتراب منه ..ولكنها اتخذت قرارها عندما زفر بضيق منها ومن توترها المبالغ فيه بالنسبة له ..
حركت اناملها الصغيرة البيضاء. لتجذب هاتفه بطريقة مضحكة كالتي تقوم بتفكيك قنبلة موقوتة ...حتى فقد الطرف الآخر الأمل في الرد ..لينقطع الرنين ...ليردف بغضب شديد ينهرها على فعلتها وخوفها غير المبرر منه:
-عجبك كدة ..اهو قفل ..حتة موبيل مش عارفة تطلعيه ..
ألقى بصندوق المحارم بغضب فوق المائدة لتتهشم الأكواب الزجاجية نتيجة دفعه له ..انتفضت خوفًا من صوته وتحوله المفاجئ فتراه ينصرف من امامها يشيح بيده بوجهها و يردد بغضب :
-حاجة بقت تخنق ...وتقرف !!!...
وقفت مذهولة بعيون جاحظة متسارعة الأنفاس من تحوله المخيف امامها من الاهتمام المبالغ فيه لثورته الغاضبة التي ليس لها سبب من وجهة نظرها ..ولكن عندما هدأت وتمالكت حالها ارجعت ذلك لأصل طباعة... فهذه هي حقيقته التي لا زيف فيها ..غاضب ...متملك ..يثور عندما يفشل في اقتناص هدفه كما كان ......ناصر !!!!!
اخذت نفسًا عميقًا عندما لمحته يخرج من دورة المياة يجفف يديه ..عاقد حاجبيه ويظهر عليه الضيق ..عندما تفاجأ بثباتها كما تركها حاول الهرب من اعينها وارتداء الوجه الخشبي الصارم الذي يخفي خلفه جلد ذاته لما صدر منه منذ لحظات
وقف امامها بتردد يحاول كسر حاجز الصمت بينهما ..انتظرت هي الأخرى ان يكمل ما بدأه من صراخ بوجهها ولكنها تفاجأت بانصرافه يضرب الأرض بقدمه بعد إلقائه للمنشفة ارضا بضيق ....
ودعته عيناها بغضب ظاهر حتى اختفى خارج من المنزل لتهمس من بين أسنانها :
-حقييير!!!!...اوعي تنخدعي فيه ....

..................

جلست بجوار "آمنة "التي تفترش بجوارها العديد من قطع الملابس المتنوعة ذات الألوان الزاهية الصريحة وأمامها تلك المرأة التي تدعى" خيرية "..التى لم تتوقف عن الترحيب بها منذ ان ولجت داخل الحجرة بعد استدعاء آمنة لها والمدح في جمالها الساحر جمالها الغريب عن فتيات البلدة ..ذات الطابع الأجنبي ..ابتسمت عندما تذكرت وجهها المصدوم عندما علمت بهويتها كزوجة لحازم السلماني كبير السلمانية .....
سمعت "خيرية"تشيد ببضاعتها قائلة :
-الحاجة كلها "تركي "يا حاجة وأول ما وصلت لي الطلبية ما عرضتهاش على حد قولت اجيلك الاول ...
-الحاجة كلها جميلة يا"خيرية"..بس جبتيلي اللي وصيتك عليه
قالتها آمنة للأخرى مع غمزها بأعينها بمغزى مقصود ...
اخفت خيرية ضحكتها وقد فهمت الان سبب طلب "آمنة "..لتلك الطلبات التي تعجبت في البداية منها ..ولكن بعدما علمت بهوية تلك الغريبة اتضحت الصورة امامها ...
نظرت شيراز لهما بفضول طفلة تريد ان تعرف ماهية الشئ التى أوصت به "آمنة "لتجد الأخرى تخرج من حقيبتها الكبيرة بعض القطع المغلفة ومن نظرة واحدة عليها استنتجت ماهية تلك القطع ...لتأخذها الأفكار الغريبة متعجبة من طلب "آمنة "لقمصان النوم الحريرية الشفافة قطعت عليها حيرتها الاخيرة عندما وجهت لها الحديث بحبور وهي تمسك بيدها القميص الحريري المكشوف تعرضه امام وجهها :
-شوفتي ..ياشيراز الحاجات دي جبتهالك مخصوص هتبقى تحفة عليكي ...
ابتلعت شيراز ريقها بصعوبة وزاد اضطرابها تشعر ببراكين وحمم ملتهبة ضربت بجسدها من شدة الاحراج ..فتزيد آمنة من إحراجها وتقوم بإلقائه لها حتى تراه عن قرب لتتلقاه بيدها كرد فعل طبيعي بدون إرادة فتردف بصوت مهزوز يشوبه الاحراج :
-حاجة ايه يا حاجة آمنة ..أنا مش بلبس الحاجات دي ...
شهقة لائمة صدرت من "خيرية "التي تجهل الوضع باكمله تقول بنزق:
-هو في عروسة ما تلبيس الحاجات دي ..اومال لو ما كانتيش عروسة ..هتعملي ايه ؟...
وقفت شيراز باضطراب ووجه ملتهب من شدة الاحمرار والخجل كلون القميص القابع بين يدها تحاول ان تبرر رفضها :
-لا أنا اقصد عندي كتير ..ومش محتاجة حاليا ...
ظهر الحزن على وجه آمنة بوضوح فهي تحاول إصلاح حال زواجهما بكل قوة ومن الواضح ان خطتها ستفشل هذه المرة ..لاحظا كلا من خيرية وشيراز صمت آمنة وظهور علامات الحزن على وجهها بشدة ألمها رؤيتها على هذا الوضع وهي لم تكل من توفير سبل السعادة لها ..فتسمع صوت "خيرية" تلومها :
-شوفي اهي الحاجة زعلت ..دي وصتني على الحاجات دي بالطلب ليكي ..هيهون عليكي زعلها ؟!...
شعرت بألم قلبها لحزن تلك المرأة لتهمس بخضوع :
-ما يهونش عليًا زعلها ..هاخد الحاجة ....
انفرجت اسارير آمنة لتصفق كالأطفال وتردف بلهفة :
-هاتي كل الحاجة اللي طلبتها ..واوعي تكوني نسيتي يا ويلك ....
نظرت شيراز بتأثر لآمنة الأم ..تمنت ان تمتلك ام مثلها بنفس حنيتها وصرامتها ..فأمها رغم فقدها لها .لم تتأثر كثيرا بعد موتها ..كانت مشغولة عنها بشركتها وأعمالها التي لا تنتهي ...
انتفضت رعبًا عندما سمعت صوته الجاهوري خلفها يردف بضيق :
-انت هنا وبدور عليكي ....؟!
التفت مصدومة من وقوفه خارج الحجرة المفتوحة تحاول اخفاء ما بيدها خلف ظهرها بخجل تمرر نظرها بينه وبينهما مع سماعها لضحكاتهما المكتومة على فعلتها ..ضيق عينيه يمررها عليها بريبة يسأل :
-مالك في حاجة؟!..
هزت رأسها بالرفض بسرعة ..ليرفع حاجبه الأيسر باندهاش من حالتها ويشير لها بإصبعه لتتبعه :
-تعالي عايزك !!
سار خطوة من امامها ليجدها على وقفتها ليطلب منها مرة اخرى التحرك ..فقالت باضطراب :
-ححاضر ..جاية وراك ...اتفضل !
هز رأسه بعدم اقتناع ليوليها ظهره مرة اخرى فاستغلت ذلك بسرعة لتلقي بالقميص بوجهة خيرية الضاحكة كرمية محترف ..لتردف لهم براحة وهي تستعد لان تتبعه :
-الحمد ما اتفضحناش ...
فرت هاربة خلفه تعلو وجهها ابتسامة لا إرادية نتيجة سماعها لضحكاتهما الهستيرية على فعلتها ...

خرجت خارج البيت وجدته ينتظرها مواليا ظهره لها ..ظلت تنظر له بضعة لحظات تفكر في حقيقته ،هل هو من شياطين الارض ام من أخيارها ؟!....
في ظل تفكيرها وصراعها الداخلي وجدته يلتفت ببطء كأنه استشعر وقفتها فيظهر على وجهه عدم التفاجؤ كأنه يعلم بوجودها المسبق ..ظهرت ابتسامة زادت من انقباض قلبها عند رؤيتها تزين وجهه..أشار إليها بصمت حتى تقترب منه فلبت رغبته مرغمة ، فضولها يأخذها لمعرفة غايته ..زادت ابتسامته المقبضة مع تمرير عينيه عليها من أعلاها لاخمصها في تقييم لملابسها ..لتتفاجأ بسحبه لوشاح رأسها ذات الألوان المتداخلة من الأزرق والأصفر التي تلفه باهمال فوق رأسها ..اجفلتها تلك الحركة مع جهلها للهدف ..سمعت صوته الأجش اخيرا يخرجه بهدوء :
-كنت وعدتك أن لسه محضر لك مفاجأت كتير ....مستعدة للمفاجأة .
ظهرت ابتسامة ساخرة على وجهها بسبب تحوله الغريب ..لقد كاد ان يدق عنقها منذ لحظات لخطأ ليس له أهمية ..ليتحول لذلك الطائر المسالم ،
ترى أيهما شخصيته الحقيقية؟! ...تعجب من صمتها ليسألها بريبة :
-ايه ؟..مش عايزة تعرفي المفاجأة ..
-ولو عرفتها ازاي هتبقى مفاجأة
أردفت جملتها بنزق واضح ..ولكنها تخطى ذلك عن عمد فتراه يقترب منها يرفع الوشاح فوق وجهها في محاولة تغطية عينيها قائلا :
-عشان كدة هغطي عينك ..
حاولت ازالة يده عنها في رفض واضح لما يفعله ليأمرها بصرامة :
-ما تبقيش زي العيال ...اصبري على رزقك مش يمكن المفاجأة تعجبك ..
بعد ان انتهى من اخفاء اعينها لحجب رؤيتها مال يهمس باذنها بطريقة اقشعرت لها :
-بس شوفي هتكفئني بايه لو عجبتك ...!!!
إجابته بنزق وهو يقوم بسحبها ببطء :
-واثق اوي انها هتعجبني ..مش يمكن ما تعجبنيش ..
-هنشوف !!!!!.....
سار بها عدة خطوات ممسكة بكف يده يدلها على مكان خطواتها مع تعثرها اكثر من مرة ليتفادى سقوطها..فبعد لحظات شعرت بتوقفه فجأة يقول :
-ثواني خليكي زي ما انتِ...
وقفت تكتف ذراعيها امام صدرها بملل تحاول استراق السمع من حولها في ملل ..ما هذا الجنون لما تطاوعه في افعاله تلك ؟..لما لا ترفض ما يفعل وينتهي الامر ..اجفلت عندما بدأت في استماع خطواته مع تداخل خطوات اخرى ليست غريبة عليها تقترب منها فقالت بضيق مما يحدث :
-خلاص ولا ايه ..أنا زهقت ..
انتفضت عندما سمعت صوته قريب منها وتشعر بعدها بتحركه ليستقر خلفها يمسك طرف وشاحها في استعداد لإزالته قائلا :
-ها مستعدة ؟!...
صدرت منها تنهيدة تدل على مللها من تلك التصرفات الصبيانية التي لا تليق او تلائمه ..لتشعر فجأة برفع الوشاح وتصدم عينيها بضوء الشمس الحارق ..رفعت يدها تتحاشى الضوء القوي الذي صدم عينيها فيسألها بحبور :
-ايه رايك في المفاجأة دي ؟!
رمشت بعينيها اكثر من مرة تحاول التأكد مما تراه امامها لتجحظ عينيها بشدة مع انفراج فمها بشكل مضحك ..لا تصدق ما رأته امامها ..غير معقول وجودها امامها التفتت خلفها تنظر له بذهول وفرحة في مصدقة ..فصدرت منه إيماءة بسيط بمعنى (نعم حقيقة وليس حلمًا ).نظرت لها مرة اخري تقول بحبور :
-العاصية !!!..أنا مش مصدقة ..انت جبتها ازاي ؟..وامتى ؟..طيب عرفت منين؟!..
أجابها بثقة ؛
-حيلك حيلك ..كل دي أسئلة ..بس افهم من كده ان المفاجأة عجبتك ؟!..
التفتت له كليا تصفق بخفة امامه تردف :
-عجبتني ؟..انت بتسال عجبتني ولا لا ؟..أنا هطير من الفرحة ....
نظر الى فيروزتها يشعر بالانتشاء لرؤيتها بهذة السعادة التي تنطلق من اعينها وجسدها قبلا ...يهمس بداخله :
-يارب دايما !!!

................

بعد لحظات كانت جالسة فوق سرجها بحرص شديد وسعادة بالغة ممسكة بلجامها متناسية امر ذلك الواقف ممسك هو الآخر باللجام خوفًا من تهور الفرسة "العاصية "كما ابلغه عنها الحاج حافظ ..كمهرة عاصية متمردة صعب السيطرة عليها ..ليزداد استغرابه عندما أضاف له انها الوحيدة التي امتلكت قدرة ترويضها بسهولة ...رفع نظره يشاهد ابتسامتها التي لم تتخل عنها منذ لحظة رؤيتها لتلك المهرة ..كثيرا ما تشبهها في جمالها الخارجي وتمردها الداخلي ..شعر اثناء شروده بتحرك الفرسة من جواره وانفلات الجام من يده في غفلة منه فيحذر بصرامة :
-شيراز !!..ما تشديش على اللجام ..ما تخليش اندم ان وافقت انك تركيبها ...
ردت عليه بمكر :
-حد يصدقك شيراز بردو ...
عقد حاجبيه مستفهما عن جملتها المبهمة وكاد ان يسأل عن ما تقصده ..وجدها تضرب بساقيها جوانب العاصية تدفعها للتحرك ..لتنطلق بها مسرعة في عدو بطئ داخل الحاجز الخشبي ..صدرت منه صرخة غاضبة من تهورها باسمها :
-شيرااااز!!!
صدحت ضحكتها وهي تتحرك بفرستها تاركة خلفها كل همومها وحزنها تاركة ذلك الصارخ الذي يستشيط غضبًا من تهورها ..وأكثر ما يغضبه عصيانها اوامره بكل تحدي ..كيف له ان يثق بتلك المتهورة المندفعة ..؟شرد للحظات في هيئتها الرشيقة وهي تعتلي ظهر الفرسة مع تطاير خصلات شعرها خلفها بحريها ينعكس عليه ضوء إشاعة الشمس الذهبية ..ساحرة في هيئتها كلوحة يدوية مرسومة بإتقان .افاق مرة اخرى عندما تحول عدوها لعدو سريع ليزمجر بشراسة وينادي عليها خوفًا من تلك العاصية ..:
-شيراز!!..اقفي بقولك ...شيرااااز ..
انقبض قلبها وازدات ارتيابا عندما حاولت تخفيف سرعة "العاصية"..لتجدها لا تستجيب لأوامرها لتصرخ مستنجدة به لعله يساعدها :
-حااازم ...مش عايزة تقف ..إلحقني ....حاااازم!!!!

عندما صدرت صرخة منها زادته رعبًا عليها بان يصيبها مكروه ..فان سقطت من فوقها سيدق عنقها لا محالة ..او ستصاب بكسور مضاعفة كأفضل توقع ممكن ان يحدث .
جرى اتجاهها في شكل متوازي لجريها محاولة ان يتجاوزها ويمسك بلجام الفرس المتهور ..مع ازدياد صراخها الذي ينبئ على بداية انهيارها وانفلات زمام اللجام من يدها .صرخ بها وسط لهاثه وتعرقه ينبهها بضرورة الحفاظ على التوازن وعدم إفلات اللجام من يدها..نظرت له برعب وهو يجري مسرعا بجوارها في محاولة منه مسك اللجام وفشله مرة بعد مرة في تجاوز العاصية ..لتجده يصرخ بوجهها مع محاولته للاقتراب منها يحثها علي القفز عليه رفضت في البداية رعبًا مما ستتعرض له لكن الموقف لم يهملها التفكير عندما بدأت الفرسة في رفع ساقيها الأماميتين عن الارض ليميل جسدها للخلف مهددا بالسقوط في اي لحظة وفي لحظة اعتدال العاصية أفلتت قدميها من مكانهما ليباغتها بجذبها بقوة لصدره فتتدحرج معه عدة مرات فوق الرمال متألمة من كتفها الذي اصطدم بصدره بقوة اثناء قفزها ..وسط صرخاتها المرعبة ..ولهاثه الشديد وخشونة تنفسه ..فتحت اعينها لتجده فوقها تتسارع انفاسه رعبًا ..فتتحول نظراته من الرعب والهلع للغضب المستعر و تنتطلق من اعينه لهيب حارق مهدد بحرق الأخضر واليابس ..تصدر عنه زمجرة شرسة غاضبة بوجهها جعلها تغمض عينيها خوفًا :
-انت غبية ..غبيييية !!! ..عديمة المسئولية ..متهورة ..عجبك اللي حصل ..بني آدمية متخلفة ..
انتفض مبتعدا عنها ...فيباغتها بجذبها من ذراعها لتصرخ متألمة من كتفها ولكن لم يهمها ألم ذراعها بقدر .هم خوفها ورعبها من تحوله ..تعلم انها اندفعت في تهورها وتجاوزت تعليماته عن عمد مسبق لتزيد من حنقه وغيظه ...لا تعلم لما تقابل كل تودد له بتصرفات هوجائية تزيد من حنقه و غيظه ؟..زاد من ضغطه فوق ذراعها المصاب يهزها بقوة صارخا بوجهها :
-تقصدي ايه من تصرفاتك دي ..ردي ..ساكتة ليه ..ليه دايما بتفسدي كل حاجة بتهورك ..اعمل فيكِ ايه؟ ..اقتلك وأخلص منك ..؟..ولا اعمل فيكِ اييييه؟!..
دفعها بقوة لتتراجع متعثرة في خطواتها ...
ويشيح بيده بغضب متحكم في انفلات أعصابه بضربها :
-غوري من وشي ..مش عايز اشوف وشك قدامي ...
ارادت الاعتذار عما صدر منها فحاول الاقتراب خطوة آمنة تهمس برعب :
-حح حازم !!.انا ....
-اخرسي مش عايز اسمع صوتك ..
قال جملته تاركًا إياها تنظر لسيره الغاضب بألم شديد ...لا تعلم ما هو الخطأ في سير حياتها ..دائما تنتهي السعادة بكارثة حزينة ...تسرب لروحها طعنات مؤلمة مع شعورها بألم كتفها الأيسر المتزايد ..وعدم قدرتها على تحريكه فتتأكد على الفور مما كانت تخشى حدوثه.......


نهاية الثلاثون
[/align]


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 06:29 PM   #75

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الواحد والثلاثون

الواحد والثلاثون

—————

لم تنتظر الا لحظات قليلة لتجده يفتح الباب بابتسامة يستقبلها بها كعادته ..يخصها بتلك الابتسامة الجذابة ...فتسمعه يقول :
-صباح الصباح على احلى استاذة في البلد كلها ..
ضحكت على غزله الصريح الذي لم يكف عنه منذ عقد قرانهما لتجيبه بكبرياء أنثى :
-صباح الخير ايه يا أستاذ؟ ..قول مساء الخير ده المغرب داخل ...
حك خلف رقبته يداري اضطرابه فيردف بؤلفة :
-اعمل ايه فيكِ لغبطتِ كل أوقاتِ يا بنت حفيظة .
-هتفضل سايبني واقفة بره كتير مش هتعزمني على كوباية شاي ..
تنحى جانبًا يدعوها للدخول يقول :
-احلى كوباية شاي ..جيتي في وقتك أنا كنت بلم حبة حاجات عشان اوديها البيت ....
دخلت تمرر نظرها بين ارجاء حجرته المنظمة فتقع عينها فوق خزانته المفتوحة وعلى الملابس المبعثرة فوق الفراش الصغير ..وجدته ينظر لها بابتسامته التي تؤثر فيها بشكل بالغ ..لتردف بغنج أنثوي :
-هتفضل باصص لي ..يلا شوف شغلك ..وانا هروح اعمل كوبايتين شاي لينا ...
تحركت من امامه لمطبخه تضع المياه فوق الموقد الصغير ..فعاد هو يشغل حاله بتنظيم ملابسه داخل حقيبة سفر كبيرة ..لتلاحظ وضعه لبعض الملابس المتسخة بالحقيبة لتصرخ به معترضه :
-استنى عندك ...
انتبه لصراخها مع عقد حاجبيه مندهش من صراخها المفاجئ لتقترب منه بخطوات حذرة تنتشل من الحقيبة سروال من الجينز يظهر عليه الاتساخ لترفع بأصابعه بقرف امام وجهها ثم تقربه من انفها لاشتمامه عن قرب فتدفعه عنها عندما وصلتها رائحة اتساخه تردف باعتراض :
-ايه ده ؟..البنطلون ده بقالوا قد ايه ما اتغسلش...
اقترب منها بذهول يمسكه منها يشتمه يجيبها بجدية :
-ماله ما هو حلو اهو ...
جحظت عينها تصرخ بوجهه معترضه :
-حلو !!!!..البنطلون ده غسلته اخر مرة امتى ...؟
وضع سبابته يضرب به جانب جبهته بتفكير :
-تقريبا كده والله اعلم بقالي سنتين مغسلتوش..
-ايه؟؟؟؟...
قالتها امينة صارخة لتصدح ضحكته الخشنة لقد كان يريد إغضابها فيقول وسط ضحكه:
-خلاص ..خلاص اهدي ..بقاله اسبوع بس ..وكنت ناوي الم هدومي أوديها مغسلة ...اصل الغسالة عطلانة وتالت مرة تعملها معايا ...
انصرف من امامها يطفي النار ويقوم بتجهيز كوبين من الشاي الثقيل ..يقدمه لها فوق المائدة المستديرة الخاصة به يسألها بفضول :
-لسه مصممة ان ما نعملش فرح ..
جلست امامه فوق المقعد تجذب كوب الشاي ترتشف بضع رشقات بسيطة تجيبه بهدوء :
-مالوش لازمة التكاليف كفاية تكون حفلة على الضيق ..
انتبه لرنين هاتفها القابع بجيب سروالها الأسود عقد حاجبه عندما شعر بتوترها عند صدوح رنينه المتواصل ليسألها بفضول :
-مش ناوية تردي ؟...
هزت رأسها بالرفض تجيبه بتردد:
-مش مهم ..اصل دي واحدة صاحبتي ورغاية ..
زم شفتيه بعدم اقتناع يردف :
-على راحتك !!!...
جلس امامها يراقبها بصمت يرتشف هو الآخر الكوب الساخن يشعر بانها تخفي شيئا عنه من حركة أصابعها التي تقبض بهما فوق الكوب وهروب اعينها من مواجهته ..صدر صوت رنين مرة اخرى وكان من نصيب هاتفه هذه المرة فينظر له ليجده الحاج حافظ ..يسرع في إجابته ويبادله بعض الكلمات ..قطع عليها شرودها عندما وجدته يستقيم يحمل هاتفه يردف على استعجال :
-امينة هروح اشوف الحاج حافظ محتاج ايه ..وجاي تاني ما تمشيش عشان في حاجات عايزة أرتبها معاكي بخصوص الفرح ...
هزت رأسها بطاعة صامتة حتى اختفى من امامها فتقوم بإخراج هاتفها تنظر له بضيق شديد ...لا تعلم لمن تلجأ في تلك الكارثة ..عليها التريث على قدر المستطاع ..
استقامت من مجلسها تتحرك بأريحية في جوانب حجرته واضعة يديها خلف ظهرها ..حتى وصلت لفراشه ...جلست فوقه بملل تسند مرفقيها فوق ساقيها بوجه حزين وعقل مشغول ..عندما حركت ساقها شعرت بوجود شئ ما أسفل حذائها ..فانتابها الفضول لمعرفة ماهية ذلك الشئ ..سحبته ببطء لتكتشف بعض الأوراق البيضاء المطوية وعليها بعض الرسامات ..ابتسمت عندما تذكرت انه اخبرها من قبل بموهبته في الرسم ..ظلت تقلب بين الصفحات حتى توقفت عند صورة مرسومة بأقلام الفحم لوجه فتاة بغطاء وجهها الأسود لا يظهر منهما الا عينين فيروزتين ..اهتزت يدها لرؤية هذه الصورة بصدمة ..لا تصدق ما انتابها من شك ..ظلت تقلب بين الأوراق بسرعة لتجد لها اكثر من صورة بوجهها المكشوف وابتسامتها الساحرة ..اهتزت عينيها بصدمة مما وصلها من استنتاج لصاحبة الصور ..مع انقباض قلبها بتألم بجانب غصة مؤلمة ضربتها طعنا ..حتى وقعت عيناها على جملة اسفل الرسمة بخط متقن الرسم ((أنا الغريق في بحر عينيكِ))
..........
شعرت بوقوفه الصامت أمامها لترفع عينيها التي اغرورقت بدموعها ..دموع الشك التي تأكل روحها ..دموع تمتزج بطعم الخيانة ..الخيانة لروحها كأنثى ..
رفعت يدها باهتزاز أمامه تكشف له عن صدمتها به تهمس بصوت مهزوز :
-بتحبها ؟!!..بتحب شيراز ؟...
وقف لم يحرك ساكنا يشعر بدلو ساخن اسقط فوق رأسه ..كيف سيبرر لها ؟..وكيف ستغفر ؟!....
................

واقفا امام باب البيت منتظرا تلبية الآخر في فتح الباب وصله صوته من خلفه متزمرا بسبب استمراره بوضع أصبعه على كبس الجرس ليزيد من غضب الآخر ....فتح الباب بعنف ينوي تعنيف ذلك البغيض الذي لم يرفع إصبعه عن جرس الباب ..وبعد فتح الباب بعنف توقفت الكلمات بحنجرته مصدوما من وجوده بشقته في مثل ذلك الوقت ..فتصدر منه أصوات من حنجرته يردف بقلق :
-اااا...مالك !!!..
اجابه مالك بسخرية مع دفعه بقوة من كتفه ليتراجع للداخل :
-لا خياله !!!!....
خطا خطواته للداخل فهو مقدر لصدمة "نادر "..لقد مر وقت طويل لم يلتقيا او يتواصلا بالتحديد بعد حادث إطلاق النار ..
ألقى بجسده المنهك فوق أريكته ذات الطابع الحديث يريد إلقاء همومه ..يريد ان يسمع اليه احد ..فلم يجد الا هو يبث له شكواه ...اقترب منه نادر بحذر مضيق عينيه بتعجب واضح من هيئة مالك الغريبة والجديدة عليه ..من بداية شعره الذي اطلقه لجسده الذي فقد وزنه ..فيظهر على غير عادته ..يجلس امامه فوق الطاولة مسند ذراعيه فوق ساقه متسائلا :
-انت ايه اللي عامل فيك كدة ؟..انت كويس ...شكلك مش طبيعي ...
-وهو ايه في حياتي بقى طبيعي ...كل حاجة ماشية عكس ...
تحرك نادر من مجلسه ليستقر بجواره يربت فوق ساقه مواسيًا إياه :
-فوق بقى يا مالك ..اللي انت بتعمله في نفسك ده مش هيفيد ..كفاية شغلك اللي خسرته ..المفروض تشوف هنعمل ايه في ابنك اللي جاي ...
رفع سيجارته بصمت يحرق تبغها بسحب هوائها بشرود ليكمل نادر باستياء :
-انت من امتى بتدخن يا شيخنا ؟!...
ابتسم مالك بحسرة على ذلك اللقب الذي كان دائما يناديه به:
-أنا ما بقتش أنا يا نادر ..نفسي ألاقي مرسى لحياتي ..أنا عارف ان غلطت يوم ما تخليت عنها وسلمتها لأيد راجل تاني ..بس والله كان غصب عني ..حياتها كانت عندي اهم من انها تبقى معايا ..بس اللي ما تخيلتوش انها ...انها ....

صمت بكسرة واضعًا راسه بين كفيه كيف سيخبره حقيقة مشاعرها اتجاهه ؟!..ايعقل انها لم تحبه يوما ؟..حبها له كان وهما استيقظت من غفلته ...!!!!..لتجد الحب الحقيقي باحضان حازم ...
اكمل بحسرة :
-خلاص يا نادر كل حاجة راحت وانتهت ...وزي ما انت قولت لازم اشوف حياتي وابني اللي جاي ..هي اختارت طريقها وباعتني وانا ما بشتريش اللي بايع...
ربنا نادر فوق كتفه يشجعه :
-ايوه كده ..ارجع مالك بتاع زمان .."يا جبل ما يهزك ريح"...
تحرك من جواره لحجرة الطبخ ذات الطراز الأوروبي يردف بانتشاء :
-هنشرب ايه ؟؟..أنا هعمل قهوة عشان نفوق شوية ..وسيب لي نفسك الليلة دي هطلعك من اللي انت فيه وهنسيك اسمها نهائي....
ابتسم مالك ليقارعه :
-هو أنت لسه وسخ زي ما انت ...مش ناوي تجوز وتتهد بقى ...
صدحت ضحكة نادر الرجولية التي تجذب الكثير من الفتيات بجانب أناقته ووسامته الشديدة :
-أنا زي الطير ما احبش ادخل القفص ..(ليكمل بصيغة ذات مغزى )...وكمان اللي دخلوا القفص وحبوا كانت اخرتهم ايه؟...اخرتهم القعدة مع نادر بردوا ...هههههه.......
..............

واقفا بالشرفة مستندًا بذراعيه فوق إطارها المعدني شاردا في الظلام الذي يحيط المنطقة امامه مع مراقبته لسير السيارات اسفل البناية العالية ..يتخلل عبر زجاج الشرفة الفاصل بينه وبين الداخل أصوات الضحك الأنثوية الصاخبة ..التي هرب منها لينفصل عنهم بعض الوقت ..شعر بفتح الباب الزجاجي من خلفه ويصله صوت صديقه ومن معه عاليا ليترجم عقله ان احداهما ولجت للشرفة ..فيختفي الصوت مرة اخرى يتبعها خطوات حذائها الرنانة نتيجة تصادم كعب الحذاء العالي بالأرضية المصقولة ..رفع سيجارته يسحب دخانها ويزفره بتجاهل لتلك المتطفلة التي لم تمل من مراقبة تفاصيله وإهدائه نظرات إعجاب متوارية ..

وقفت بجواره تاركة مسافة أمان كافية بينهما تحاول اختلاق الي حديث يكسر حاجز الصمت بينهما ..همست بتردد:
-شكلك ما لكش في جو الحفلات ..
صدرت منه ضحكة ساخرة من جملتها الساذجة اي حفلة تلك التي تتحدث عنها ..أيسمى حضور فتاتان لشقة عازب حفلا؟!...ليقارعها بسخرية :
-اه ..فعلا ..ماليش في الحاجات دي ؟..
استشعرت نبرة السخرية بإجابته لتزيدها ارتباكا ؛
-ااانا آسفة ..لو كنت بتطفل عليك ..في في الوقوف هنا ..اصل أنا ما كنتش اعرف ان الوضع هيبقى كدة ..
-اومال فاكرة الوضع ازاي ..ان شاء الله ....
ابتسمت بحزن على نبرة صوته :
-عندك حق ..أنا فعلا غلطانة أنا وثقت في صحبتي وجيت معاها هنا ...عن إذنك !!!...
-استني....
شعر بانه تمادى في رد فعله مع تلك الغريبة فصدرت منه إلتفاته يتأملها بفضول من بداية شعرها المصبوغ لزيها الرسمي من سترة سوداء قصيرة أسفلها قميص ابيض الي سروالها الأسود الكلاسيكي ..بدت امامه كالمنتهية من عملها للتو ....
وقفت تنتظر سماع مايريد ..ليفاجأها بسؤاله :
-اسمك ايه ؟!...
ابتسمت بحزن قائلة :
-نورهان ...وانت ؟!...
-مالك !!!!...
هزت رأسها ببطء مع مد يدها لتصافحه :
-أتشرفت بمعرفتك يا أستاذ مالك ...
رفع يده يحتضن كفها الصغير بابتسامة متبادلة :
-الشرف ليا يا آنسة نورهان !!!!
ابتسمت بحزن مصححة:
-مدام نورهان ...أنا منفصلة !...
صدح صوت نادر المرح من الخارج ينادي عليهما مع ظهور رأسه من بين الزجاج :
-إنتوا مش ناويين تاكلوا من التورتة ..أنا مش مسئول لو خلصت ....
قارعه مالك بسخرية :
-هههه قولي يا نادر صحيح !!!! عيد ميلادك ده رقم كام الشهر ده !!!!
صدحت ضحكة خجلة من نورهان لتعليق مالك الأخير... ويبادلها ابتسامة ثقيلة على قلبه ...
.............

ولج للبيت بقلب مثقل وروح معذبة ..منذ ما حدث بينهما منذ عدة ساعات وقد ترك البيت لينأى بحالة بعيدا عنها و يشغل نفسه ببعض الأعمال العالقة بالبلدة والإشراف على العاملين الذين يعملون تحت يده ..دخل يمرر نظره في اركان البيت فيشعر بهدوء مقبض للروح على غير العادة ..خطا اول خطواته ليجد أمة جالسة فوق احد الأرائك ساندة وجنتها فوق يدها بحزن ..قلقه رؤيتها بهذه الهيئة فينادي عليها بلهفة ابن ؛

-آمنة !!!!..مالك قاعدة كدة ليه ؟...
رفعت رأسها تنظر اليه بحزن فيستمر الصمت بينهما مما زاد من قلقه عليها ليقترب يجلس تحت قدميها يسألها مرة اخرى بإلحاح :
-مالك يا ام حازم ..في حاجة مضيقاكِ ...
إجابته بسخرية واضحة :
-ابدا هو في حاجة تضايق في البيت ده ..؟..كل ماشي تمام زي ما انت حابب ..يبقى نحمد ربنا ونسكت ..
استقام يجلس بجوارها يربت فوق كف يدها المستريح بحجرها يردف :
-لا ده كده شكلك زعلانه مني أنا شخصيا ولازم اعرف في ايه بالضبط ...
نظرت إليه بلوم تجيبه بضيق :
-يعني مش عارف عملت ايه ؟..أنا عماله اصلح واوصيك ما تزعلش البنية وانت تبهدلها وتعمل عمايلك السودة دي؟!...
رفع حاجبه ليردف بتعجب :
-هي اشتكيتلك؟!....
-لا يا روح آمنة ما اشتكتش ولا نطقت ..كفاية دخلتها من بره بعد ما كانت معاك وشكلها المتبهدل يخلي الأعمى يشوف .عمايلك ..بقى دي وصيتي ليك لما رجعت من سفرك ..قال وانا اللي بقنعها تنقل في اوضتك ..كده مش هيبقى ليا عين ألومها ....
حك خلف رقبته بتوتر من مهاجمة أمه فيسألها بحذر :
-هي فين دلوقت ؟
-هتكون فين غير في اوضتها ..ده حتى ولا اتغدت ولا اتعشت ..بعت لها "وداد" مرتين ..قالت تعبانة وعايزة تنام ...
هز رأسه بتفهم يستأذنها بالانصراف لتودعه بدعوتها بصلاح الحال لهما ....
..............

ظل يطرق الباب عدة طرقات خفيفة منتظرا إجابتها بروح مسلوبة للإرادة بعد حديثه مع امه شعر بالقلق اتجاهها..عندما تركها غاضبا لم يلاحظ تأثرها بالحادث كانت تبادله نظراتها بتحدي سافر لشخصه وهو لم يجرؤ ان يتحداه شخص من قبل ..طال انتظاره حتى ظن انها لن تجبه ..دفع قدميه وحثهما على التحرك ولكنه غير رأيه في اخر لحظة عندما وصله صوت من الداخل يدل على استيقاظها... قرب أذنه من الباب يسترق السمع ..فوصله بعض الهمهمات الغير مفهومة ..رفع يده ينوي الطرق للمرة الاخيرة ليتفاجأ بفتح الباب وتظهر من خلفه في هيئة غريبة عليه مرر نظره على وجهها الذي يزداد حمرة عن اي وقت اخر وعيونها التي تحاول فتحهما لشعرها الغير مرتب بجانب تعرقها الشديد ..رمش بأعينه عدة مرات يحاول استنتاج سبب هيأتها فيسألها بحذر :

-انتِ كنت نايمة؟..قلقتك؟!....
لم تهتم بإجابته لتلتف مبتعدة عن الباب متجهة الي فراشها تجلس عليه بحرص شديد نظر الى منامتها الرقيقة التي انحسرت عند جلوسها لتصل لركبتها فتظهر بياض سيقانها الحليبية ..نهر نفسه على ما يفعله ..فهو لم تهتز له شعره في وجود اجمل نساء العالم ...لما تأثر الان ?...تحرك يدخل خطوات حذرة متوقع اعتراضها على دخوله فتلفحه برودة الحجرة الشديدة ليقول مستنكرا وهو يتجه ينظر لجهاز التبريد:
-انت ازاي مستحملة برودة الاوضة كدة ..؟
-سيبه زي ما هو أنا هموت من الحر ...
قالت جملتها بإرهاق شديد لينتبه لها ويدقق النظر بها فيكتشف ابتلال ملابسها بشدة فيسألها مستنكرا:
-انت هدومك مبلولة كدة ليه ؟..في حد يقعد قدام التكييف وهدومه مبلولة بالشكل ده ؟!..
-عايز ايه يا حازم ..؟!...افتكر مش جاي في وقت زي ده عشان تبلغني بدرجة الطقس ...ممكن تتفضل لان مش قادرة على اي نقاش ...خليها لبكرة ..
ضاق من ردها عليه الذي يزيد من حنقه وغضبه فيقارعها بضيق :
-لا يا شيراز هانم مش جاي أبلغك بالطقس جاي اشوف الهانم ما طفحتش ليه الغذا والعشا ...
رفعت وجهها المتعرق بتحدي :
-وانتِ يهمك في ايه ؟..شاغل نفسك بأكلي وحياتي ليه ؟!..ما تخليك في شغلك اهم ...
اقترب منها خطوة يقارعها بضيق من سلوكها :
-ولا يهمني ولا زفت ..أنا مش عايز يجرالك حاجة في بيتي وتتحسبي عليا نفر ....
-لو خايف قوي تقدر تمشيني من هنا ..وبتهيألي ده طلبي ...
اقترب منها بخطوات كالفهد واضعًا يديه بجيوب سرواله ينحني ليكون بمستواها ينظر لفيروزتها بتحدي ارتعشت من داخلها من نظراته الشرسة ..ازدادت ارتعاشًا عندما وصلها همسه الشرس :
-ومين قالك انك هتتحركِ من هنا ..على جثتي يا شيراز هانم ...
صرخت بوجهه :
-يعني ايه ؟!...يعني أنا محبوسة هنا ..ده مكنش كلامك معايا ..انت قولت لي ان وقت ما احب امشي همشي ....
اخرج يده من جيبه يضرب بأنامله اسفل ذقنها برتابة مخيفة :
-ده كان الاول ..وقت ما كنت لطيف معاكي وانت مطيعة ..لكن لما تقابلي تساهلي معاكِ بكل تحدي ووقاحة ..هتشوفِ وشي التاني وش حازم اللي حظرتك اكتر من مرة منه ...
أشاحت بوجهها بعيدا عن ملمس أصابعه المقززة وتنظر له مرة اخرى تهمس بقرف من بين أسنانها بشراسة أنثى :
-كنت متأكدة ..متأكدة انكم زي بعض ..ما هو اللي بيجري في عروقكم دم واحد ..دم زفر ..وهو دم السلمانية ...
جذبها بقوة من ذراعها الأيسر لتستقيم امامه صارخًا صرخة جريح متألمة من كتفها ..اجفل من صراخها للحظة يشعر بأمر ما غير طبيعي ولكنه صرخ بها محذرا :
-لسانك ده هيسبب لك الذبح قريب ...
قاومت ألم كتفها لتقارعه بشراسة اكبر :
-وأنت أحقر إنسان قابلته في حياتي ...
زاد من ضغطه فوق كتفها لتصرخ بقوة صرخة اخترقت السكون من حولهما اجفل من صرختها الغير مناسبة لضغطه
ابتعد عنها مصدوما و يمرر نظره حولها متسائلا بريبة:
-انتِ في حاجة بكتفك ؟!!
حاول مد يده مرة اخرى لتنتفض متراجعة ممسكة بكتفها الأيسر مع رمقه بنفس النظرة ..غصة مؤلمة بصدره هاجمته فجأة ..رفع يده امام وجهها مستسلما يردف بحذر :
-خليني اشوف كتفك ..واوعدك ان همشي بعدها ..
هزت رأسها بالرفض مع تراجعها مبتعدة عنه ببطء ..لن تسمح له بان يلمسها تحت اي ظرف ..
اقترب منها ببطء يشير إليها بإصبعه يردف بحذر شديد:
-اعقلي يا شيراز ..مش وقت عنادك ..خليني اشوف ذراعك ماله ..انت مش طيقاني ألمسه ..
-اطلع بره يا حازم !!..
قالتها بشراسة فهي ترفض اي مساعدة له ..لن تقبل بقربه او لمسه لها حتى لو ازهقت روحه هو الآخر ...
وقف واضعًا يديه بخصره ينظر لقدميه بضيق ..ظنا منها انه سيرضخ لرغبتها فتتفاجأ برفع وجهه وعلى وجهه نظرة ارعبتها لينطق بهسيس مخيف :
-أنتِ اللي اضطرتني لكده؟!
شهقة مكتومة صدرت منها عندما تفاجأت بهجومه يحاصرها بذراعيه بقوة من الخلف يمنعها من الفرار منه..ظلت تصرخ بقوة مع ضربها بساقيها في الهواء في محاولة فاشلة للتحرر ..تسمعه يهمس باذنها :
-اهدي ..أنا مش عايز حاجة غير ان اطمن عليكي
ظلت تصرخ مع محاولتها خدشه بأظافرها :
-ابعد عني يا حقير ..اببببعد!!..
سار بها بضع خطوات حتى وصل لأقرب حائط ليدفع بها اتجاهه مثبتًا جسدها بجسده بقوة مانعًا تحركها يهمس بإصرار يشوبه الغضب من ثورتها :
-ما تبقيش مجنونة ..أنا عايز اطمن على كتفك بس ..
-لا ...لااااااا ...!!!....
تحول صراخها الهستيري لبكاء ونحيب يمزق جيوب قلبه وشهقات متقطعة ضربت صدره بقوة ..ظل يهمس باذنها كلمات لم تسمع منها شئ تهدئ من ثورتها مع تشنج جسده من صعوبة الموقف ..ظل مستمر على وضعه حتى شعر باستسلام جسدها وهدوء مقاومتها رفع يده اليسرى يزيح عن جانب منامتها
يكشف عن كتفها الأيسر ..اهتز جسده من رؤية كتفها الابيض المصاب ابتلع ريقه بصعوبة بالغة عندما لاحظ كدمة كبيرة زرقاء فوق سطح كتفها مع ظهور انزلاق ظاهر في عضمة الكتف عن مكانها الطبيعي ...
ابتلع ريقه بصعوبة ليهمس لها بصوت مهزوز ووجه متعرق من صعوبة الموقف :
-ش ششيراز!!!...كتفك ده مصاب من قد ايه ؟...
لم يتحمل صمتها اكثر من لحظة واحدة ليديرها اليه ببطء ينظر لوجهها الابيض الذي تحول للاحمرار يغرقه الدموع ..ألمه هيئتها المنكسرة التي اصبحت عليها ..قام بسحبها ببطء يحيط ذراعه بكتفها يسير بها اتجاه الفراش حتى نجح في مساعدتها للجلوس عليه ليقول بتردد :
-شيراز !!.ارجوكي مش وقت عنادك ..كتفك مخلوع ولازم يترد مكانه ...ارجوكِ تثقي فيا ..
هزت رأسها بالرفض مع استمرار بكائها المستمر ..حاصر وجهها بكفيه حتى لفحت انفاسه الحارة وجهها مترجيا :
-ارجوكِ ..ارجوكِ تسمعي كلامي ..لو فضلتي على كدة الالم هيزيد...
شعر بسكونها بين يديه واستسلامها مما شجعه لوضع قبلة خاطفة فوق جبهتها ويسرع قبل ان تبدل رأيها في الجلوس خلفها على عقبيه فوق الفراش ممسكا بكف يده بذراعها الأيسر والكف الآخر فوق كتفها ليهمس لها :
-الموضوع هيكون مؤلم بس هتسريحي بعد كده ..ارجوكِ تستحملِي ...
هزت رأسها بطاعة غريبة عليها ..كما زاد من شعوره بالألم على وضعها كيف لم يلاحظ اصابتها تلك عند وقوعها ؟..وكيف لم يهتم لتألمها عندما عنفها وجذبها منه اكثر من مرة ؟!...ترك افكاره جانبا حتى يقوم بحل تلك المعضلة ..فخرج صوته الأجش اكثر اصرارا :
-هعد لتلاتة تكوني مستعدة ...
قام بالعد وقبل ان يصل للرقم المتفق عليه قد قام بجذب ذراعها للداخل بحركة محسوبة يليها صرخة متألمة جرحت أوتار صوتها يتبعها بكاء عاليا يمتزج ببعض الشهقات ..أراح جسدها المتراخي لصدره المتعرق حتى لامس انفه جانب عنقها يشتم رائحتها الندية مرددًا لها كلمات تساعدها على تهدئة نوبة بكائها.

ظل مرابطا بجوار الباب منتظرا خروجها اكثر من النصف الساعة ..بعد استرخاء جسدها وسكونها عرض عليها ضرورة أخذ حمامًا ساخنة فوق كتفها المتألم ..وعندما عرض عليها المساعدة رمقته بنظرة اتهام صريحة ..انصت السمع ليكتشف اختفاء صوت سريان الماء ..فيعتدل في وقفته منتظرا خروجها ..فتح الباب ببطء لتطل من خلفه متلحفة بشرشف كبير يلف جسدها تاركة خصلات شعرها الذهبية يتساقط منها الماء ..كتم انفاسه لحظات ..فاول مرة يراها بهذه الطلة الفنية الساحرة ..تقدم منها بسرعة يمسك بذراعه السليم يساعدها على خطو خطواته البطيئة يقول :
-افتكر الحمام السخن ده هيهدئ الالم في كتفك وهيخليكِ تعرفي تنامي كويس ....
اجلسها مرة اخرى فوق فراشها فيردف بسرعة وهو يتحرك بالحجرة يجلب شيئا ما :
-أنا جهزتلك ..الهدوم دي تلبسيها ..واختارتلك حاجة واسعة عشان تعرفي تلبسيها ...
رفعت عينيها له تنظر له في حيرة من أمره .راقبته وهو يقترب منها يجلس بجوارها فوق الفراش قائلا :
-بس قبل ما تلبسي ..لازم ادهنلك كتفك واربطه كويس ...اتفقنا؟...
ظلت ساكنة تحت يديه ذات الأصابع الخشنة وهو يقوم بتدليك كتفها المصاب بطريقة دائرة ..تضررت من ملمسه ولكنها اجبرت حالها على الصمت بسبب إنهاكها الجسدي ..شعرت بتوقف أصابعه لتنتقل ببطء الى خلف عنقها يلمس وشمها "التاجي "بنعومة اصابت تشنجًا ملحوظًا لجسدها ..تململت من تلك اللمسة البسيطة في استنكار ظاهر له ..ولكن وصلها صوته المضطرب :
-اول مرة اخد بالي من وشمك ده!!!
..الحقيقة وشم ملكي ..يليق بيكي ....مع ان مش بفضل الحاجات دي لحرمته ..بس فعلا رقيق ...
ابتسمت بحزن من تعليقه البسيط على وشمها وتعليقه على تحريم الشرع للوشم ..نعم لقد علمت تلك المعلومة من "مالك"من قبل ...لو كانت تعلم حرمته قبل ان تدقه لما فعلت ابدا !!....
لمح ابتسامتها على ملاحظته فتشجع ليزيل التوتر بينهم :
-ايه ده؟...انتِ ضحكتِ؟!..قفشتك على فكرة!!...
حاولت ارتداء الوجه الصلب مرة اخرى تردف :
-ما ضحكتش على فكرة ...
مال بوجهه ينظر لجانب وجهها المنخفض بطريقة مضحكة يردف بأسى :
-للاسف معرفتش اضحكك...وخسرت التحدي مع نفسي اللي كنت واخده...
صمتت بتجاهل لم تعلق على جملته ليقول بطريقة مسرحية :
-مش عايزة تعرفي الرهان ايه ؟!...
هزت رأسها بالرفض ليكمل وهو يقوم بالتحرك ليجلس امامها ويقوم بربط كتفها برباط الضاغط :
-كنت مراهن نفسي لو قدرت اضحكك هسيبك وأروح اوضتي ولو ماقدرتش هفضل معاكِ في اوضتك لحد ما تضحكي...
وعند الانتهاء من مهمته ظل على جلسته ينظر لها منتظرا رد فعل حتى رفعت عينيها منتظره انصرافه ..لتردف بصوت هامس :
-شكرا ..تعبتك معايا ..تقدر تمشي ...
رفع حاجبه الكثيف بتعجب مزيف ويستقيم من جلسته ينظر لها بتحدي مع ثبات ابتسامته الماكرة ..عقدت حاجبها هي الأخرى متسائلة عن سبب صمته ..لتصدر منها شهقة مرتعبة عندما وجدته يفتح أزرار قميصه يخلعه عنه ويلقيه ارضا اسفل قدمه بتحدي لتصرخ مرتعبة :
-انت بتعمل ايه ؟..
وجدته ينحني يخلع حذائه ويتبعه جواربه يلقي بهم باهمال ..ليظهر امامها جسده الضخم الأسمر ..وقفت بجسد مهتز تمرر عينها بينه وبين باب الغرفة في محاولة منها للهروب ..ولكنها تفاجأت باتجاهه جهة الباب يغلقه بالمفتاح ..كما زاد من رعبها لتقبض على مقدمة قميصها ترتعش بشدة امامه لا تعرف سببًا لانتفاضها هل بسبب رعبها ام بسبب حالتها الصحية ؟!...تحرك ببطء مرورا بها في تجاهل تام لها يلقي بنفسه فوق الفراش واضعًا يديه خلف رأسه ناظرًا للسقف ..يقول بثقة :
-تعالي نامي يا شيراز ..لان مش ناوي الحقيقة انهاردة انام في اوضتي ..الحقيقة حبيت أوضتك وخصوصا المكيف شديد جدا هنا ...
-وانا مستحيل انام معاك في مكان واحد ..
-اللي يسمع كده يقول ان ما نمتش معاكِ في اوضة واحدة قبل كدة ..
ظهر الاندهاش على وجهها لتعصر عقلها تحاول تذكر متى كان معها بنفس الحجرة ؟؟!!..ايهذي؟!..
رزق بتلاعب منه وهو يربت بجواره فوق الفراش :
-تعالي نامي ..ما تخافيش مش هعضك ..
رفعت انفها بثقة تقارعه :
-أنا مش بخاف ...
ابتسم على شجاعتها المزيفة ليكمل بثقة :
-وهي اللي مش خايفة تفضل واقفة كده ؟!..
.............

-مالك ارجوك افهمني ..مش هقدر أتحمل المسئولية دي مش هقدر ...

تجاهل بكائها ونحيبها التي لم تكل منه في اخر أيامها ..منذ ان تأكدا من صحة ادعاء الطبيبة الخاص بحالة الجنين ..واصراره على عدم التخلص منه والبقاء عليه مهما كلفه الامر ..
وقد زاد اكتئابها وبكائها الرافض لهذا الجنين المصاب ...ألقى بجسده المنهك فوق فراشه يتدثر بغطائه يردف بكلمات مختصرة:
-الموضوع ما فيش فيه نقاش ..ابني طول ما قلبه بينبض مش هتخلى عنه ..مش هقتله يا غادة ...
مسحت دموعها بعنف تلقي كلماتها بضيق:
-قولت لك ..الولد هيكون له ظروف خاصة وله تعامل خاص وتعليم خاص مش هقدر اتعامل معاه ..ارجوك تفهم إحساسي .انا من الصعب عليا اطلب منك ان أجهضه ....احنا ممكن نعوضه ...
قارعها بنفس الحدة :
-وانا قولتلك قبل كده ..مدام مش متقبلة ابني ..يبقى كل اللي عليكي تولديه وانا كفيل بابني ..
-يعني ايه الكلام ده ؟!....
نفض الغطاء بضيق متحركا من فراشا خارج الحجرة يجيبها :
-زي ما سمعتي يا غادة !!..ابني مش هتخلى عنه ..كل اللي عليكي تولديه ..وبعدها كل واحد يروح لحالة ..لو مش هتقدري تراعيه ...
اختفى من امامها ضاربا الباب بقوة غاضبة ..لقد فاض به الكيل من حياته ..يشعر بمسارها الخاطئ ..لا يعلم أين الخلل فيها ؟!.
....................

اخيرا رفعت راية استسلامها وتنازلت عن عنادها لتستلقي فوق فراشها بجواره مع ترك مسافة آمنة بينهما بعد تناوله لقرص مسكن ..ظل واضعًا ذراعه فوق عينيه متجاهل قلقها وتحركها بحرص المصاحب لأناتها المتألمة نتيجة تحركها الخاطئ ..لتسكن بعدها في نوم عميق ...وها هو جالس بجوارها يراقب نومتها المتشنجة واهتزاز جسدها بفضول ..فضول يدفعه لاختراق عقلها ورؤية سبب تقلص وجهها واضطراب نومها ..فهذه المرة الثانية التي يقضيها معها وقت نومها ..ابتسم عندما تذكر نسيانها للمرة الأولى ..عندما حاولت فيها القفز من الشرفة بكل تهور ..لتنهي حياتها بكل سهولة ليضطر بعدها المكوث معها بنفس الغرفة خوفًا من تهورها ..

تفاجأ اثناء شروده بمحاولاتها للتدثر بغطائها نتيجة شعورها بالبرد المفاجئ الذي اصاب جسدها..رغم ارتفاع درجة حرارة الجو ..قام بتغطيتها بإحكام ولكن ذلك لم يؤت بثماره
بالنسبة لها ..فأمسك كف يدها ينفث فيه يحاول تدفئته مع تدليكه ليبث بعض الحرارة فيه ..فيسمع صرير أسنانها نتيجة احتكاكهما ....قام بضمها لصدره العاري حتى التصقت به مع احتضانها في محاولة منه لتدفئة جسدها المهتز واستمر في زفر انفاسه الساخنة بعنقها ..كان مستمتعا بهذا القرب الجديد عليه كان اول مرة يكون بهذا القرب معاها وهذا الاستسلام له ..تمنى في تلك اللحظة ان تكون بكامل وعيها مستقبلة احضانه برغبتها..ارتعب من فكرة ضعفه امامها وإذلاله ..دائما عقله يحثه على التعقل معها وترك مساحة كافية بينهما ..ولكن كان لقلبه شأن اخر ..وهذا ما رعبه ..رعبته فكرة الخضوع لها والاستسلام ..ترك مشاحنة عقله وقلبه على جانب حتى يستمتع بتلك اللحظة التي من المؤكد الا تتكرر ابدا ..اخفض راسه يدفن وجهه بعنقها بودعها قبلة عميقة لعلها تشبع حرمانه ..يجب عليه إغماض عينيه والاستمتاع بتلك اللحظة بدون اي مناوشات ...
..........

(((في حجرة صغيرة تفوح من إرجائها رائحة العطن النفاذة التي تدل على قدم مبناها ..تجلس بجسد يتملك منه الرعب مقيدة اليدين والقدمين وعلى فمها قطعة قماش بالية لتمنعها من الصراخ والاستنجاد ..تبكي بانهيار بسبب ما تعرضت له منذ عدة أيام لا تعلم عددها ..ولا تعلم كم مضى على حبسها بتلك الحجرة ..تبكي ضياعها ..وخوفها ..تبكي ألام جسدها وجروحه ..تبكي انتهاكها يوميا على يديه بدون مبرر ..كيف ستهرب من قبضته الوحشية ..اخفضت نظرها لفستانها الأسود الممزق ..بحسرة ...ترى ما اخّره اليوم عن المجئ ليمارس هوايته المرضية بها ،..

سرعان ما سمعت صوت صرير الباب الذي يقضي على اخر ذرة تحمل بأعصابها ..يتبعه صوته المخيف يدندن برتابة تقبض معدتها ويحدث مساعده المتولي مهمة حراستي يسأله سؤاله المعتاد هل شعر احد بوجودي ؟في ذلك المكان النائي ..من سيشعر بي وانا مقيدة بتلك الطريقة؟!...
كانت قد حفظت خطوات تعامله ..انتظرت دفع بابها ككل يوم ..وقد كان !!...قام بالدخول وبيده حقيبة بلاستيكية تفوح منها رائحة الطعام وزجاجة المياة وعلى وجهه تلك الابتسامة البغيضة التي تمقتها قدر مقته ...يقول بخبث :
-أنا جيت يا قمر ..معلش أتأخرت عليكي انهاردة ...
ظلت تنظر له من بين دموعها التي لم تنضب مطلقًا ..وضع حقيبة الطعام بجوارها قدمها فوق الفراش المتهالك كعادته ..ويقترب منها يسألها بصوته الكريه :
-أنا هشيل البتاعة اللي على بؤك ..بس لو عملتي زي المرة اللي فاتت انت عارفة هعمل فيكِ ايه !!..
تذكرت عندما قام بنزع قطعة القماش من فمها لتسارعه بقضم يده بقوة حتى شعرت بطعم دمائه بفمها ليسرع بلكمها في وجهها كده مرات ويتناوب الضرب عليها بيديه وقدمها في أنحاء جسدها غضبا وتفقد وعيها اثر ذلك ....
هزت رأسها بطاعة تعجب منها ليقوم بنزع تلك القماشة ويقترب منه بوقاحة يمسكها من ذراعيها حتى لفحت انفاسه الكريهة وجهها :
-أنا جايبلك اكل تلاقيكِ جعانة من امبارح ...
تململت من لمساته المتجاوزة لجسدها تنتحب :
-ابعد عني ..مش عايزة منك حاجة ...
اقترب اكتر يضمها لصدره محاولًا تقبيلها يقول بلهفة:
-ما تنشفيش دماغك زي كل يوم ...أنا مش هسيبك انهاردة ..الا أما اخد منك اللي أنا عايزه ...فاحسنلك تساعديني ..وما تضايقنيش زي كل يوم ...انتِ عارفة غضبي شكله ايه !!.
ظلت تتملص من احضانه بدفع بيديها المقيدة :
-ارجوك ..انت عايز ايه حرام عليك ..
ضحك ضحكة خشنة ويقوم بتمرير يده فوق ظهرها وجسدها بانتهاك لذاتها :
-كل يوم تسألي نفس السؤال ..و كل يوم أجاوبك ..وأقول عايزك ..عايزك تفكِ عقدتي ..مش معقول واحدة زيك عايشة في بلاد برة سنين وكانت مقضياها ..مستخسرة فيا تساعدني ..انت جميلة ..جميلة اوي ..
ظلت تصرخ وسط بكائها تحاول إزاحة يده عنها :
-ارجوك تسيبني امشي ..ابعد عنننني...
ابتعد عنها يمسكها من خلف رأسها جاذبًا خصلات شعرها الذهبية بين أصابعه يقرب وجهه من وجهها يردف :
-هسيبك ..بس هسيبك عشان تاكلي ..وبعد كدة هتعملي اللي هقولك عليه وانهاردة اخر فرصة ليكِ ..لو ما ريحتنيش هيبقى مصيرك زي ابوكِ...
دفع رأسها بقوة ثم امسك بالطعام وبدأ في إخراجه ليطعمها كما يفعل كل مرة ولكن تلك المرة استقبلت الطعام بطاعة غريبة عليه ليقول :
-ايوه كده خليكي مطيعة ..الكباب ده جايبه لك مخصوص ...ويكون في علمك الحقنة اللي بتاخديها مش هتخديها الا ما تنفذي اللي طلبته فاهمة ..؟
هزت رأسها بخوف تظهر طاعتها لأوامره ..هيجب عليها فك وثاقها باي شكل من الأشكال ..يجب عليه ان يثق بها ويعتقد استسلامها ..نعم استسلامها هو الحل ....
فمقاومتها له لم تجلب لها الا جرح أوتار حنجرتها وإنهاك جسدها بجانب تعرضها للتعذيب بشتى الطرق لينتج عنها جروح غائرة وحروق بأجزاء جسدها المتهالك ..
بعد انتهائها من تناول بعض اللقيمات التي تقوي بها حالها قام بدفع الطعام من جانبه ليقف ينزع عنه جلبابه في استعداد لالتهامها كما يفعل كل مرة في محاولة منه للاعتداء عليها ولكن رغم مقاومتها الضعيف له مقارنة بجسده الضخم الا انه إذا بدأ لا يستطع إنهاء ما بدأ. فيصب بعدها جام غضبه عليها عن طريق ضربها وتعذيبها متهما إياها بعدم مساعدته .وانها السبب في ذلك ..في بداية الامر كانت ترتعب عندما يقترب منها ولا تعلم سبب عدم إكمال ما يريده منها ..حتى اعتادت وتأكدت انه لن يصيبها باي مكروه لوجود خلل به لا تعلمه ..
قالت بصوت مجروح من كثرة الصراخ :
-عايزة ادخل الحمام الاول ..(please)
نظر له بحيرة يحاول تقييم حالتها لتردف يتوسل :
-ارجوك محتاجة اروح الحمام ..انت عارف ان عندي سكر ولازم ادخل الحمام بسرعة ...
اقترب منها يفك قيد ساقيها تاركًا في يدها يقول بخشونة :
-دقيقة لو ما طلعتيش هفتح الباب ...
هزت رأسها بسرعة تدل على طاعتها واستسلامها ...
عند مرورها بالخارج لمحت بنظرة خاطفة ذلك الراجل القائم على حراستها في غيابه يدعى "متولي"..يدخن سجائر ذات شكل ورائحة غريبة ..وأمامه بعض الزجاجات والفاكهة لتلمح سكينا كبيرا ..
شعرت بدفعه قاسية منها يردف بخشونة :
-زي ما فهمتك ،..مش اكتر من دقيقة ...
رفعت يدها له تطلب منه تحريرها ويرفض ذلك ....))))))


..........

ظل يشعر بانتفاضة جسدها كأنها تقاوم كابوسًا مريعًا تهمس من بين أسنانها بكلمات مبهمة ..جذبها لأحضانه يحاول بثها بعض الأمان مع همسه لها بكلمات إيجابية انها بأمان معه ولن يصيبها اي مكروه مرة اخرى ..وجدها تضغط فوق كف يده الممسك بها بقوة شديدة ..كأنها تحارب للحفاظ على ما بيدها ....ليهمس لنفسه بحيرة
-"يا ترى بتحلمي بايه؟"
الا ان الاجابة وصلته منها عندما نطقت من بين أسنانها بكره :
-ناصر !!!..
..........

(((((ظلت تنتحب بشدة بعد ان انتهك اخر ذرة من روحها كما يفعل دائما وعندما يفشل يقوم بضربها ضربا مبرحا ..كما فعل منذ لحظات ..عندما عادت من دورة المياة ..ارادت إظهار استسلامها ولكن بعد لحظات باءت محاولاته بالفشل ليصرخ بوجهها ويلقيها بأقذع الألفاظ التي لم تسمعها من قبل ...انصتت السمع لتجده يصرخ بمتولي بخشونة قائلا :

-تروح للحاجة ثريا تبلغها ان بنت حفني هتحصل ابوها ..ومحدش هيقتلها غيري ..
ارتعبت مما سمعت ايعقل سيقتلها هي الأخرى كما فعلها من قبل ؟!...ليأتيها صوت متولي المتردد :
-يا سي ناصر ..البت غلبانة سبها تروح لحال سبيلها ..ولو اتهمتك بحاجة مافيش شهود على اللي حصل...
صرخ ناصر بوجهه مستنكرًا :
-انت تنفذ اللي بأمرك بيه وبس من غير كلام ..هو أنا كنت خلصت على ابوها ليه مش عشان لهف كل حاجة هو وبنته ..بس بنته ليها عمر تعيش لها يومين قبل ما تحصله ..
ساد الصمت بينهما لتتأكد بعدها من انصراف "متولي "لوجهته ووجوده بالمكان معها لوحدهما ..استرقت السمع لتنصت لصوت زجاج المشروب الذي يتناوله ...
اخفضت نظرها لكف يدها ليظهر بداخله شفرة حلاقة يملؤها الصدأ ..مختلطًا ببعض قطرات دمائها نتيجة اصابتها منه عندما دخلت لدورة المياة ظلت تبحث عن اي وسيلة لفك قيدها لتجد هدفها ساقطًا فوق الأرضية المتسخة فتسرع بإخفائه بكف يدها فلن تستسلم حتى تزهق روحها ..انتظرت حتى سكن عن الحركة بالخارج وبدأت في فك وثاق يدها بصعوبة حتى اصابت يدها اكثر من مرة في غفلة منها ..فتنجح اخيرا من حل وثاقها وتقوم بفك وثاق قدمها بيدها بسرعة ..تحركت ببطء تنظر من خلف الباب لتجده متسطحا فوق الأريكة المتهالكة وساقط من يده زجاجة المشروب ..خرجت تناجي ربها الا يشعر بها ..ظلت تنظر له برعب فمن المؤكد إذا شعر بها سيقتلها لا محالة ..اقتربت من الباب بحرص حاولت فتحه لتصطدم من إغلاقه حاولت اكثر من مرة فتحه ..لتصدر منها صرخة مرعبة عندما قام بجذبها من شعرها يصرخ بوجهها :
-اه يا بنت ال......بتستغفليني وفاكراني نايم ..ده أنا ناصر السلماني يا بت ..عارفة مين ناصر السلماني ..اللي البلد كلها بتعمله الف حساب ...تيجي واحدة زيك تديني على قفايا ده أنا هدفنك هنا ،.
ألقى بها فوق الأريكة ممسكًا رقبتها في محاولة لخنقها شعرت بقوة يديه فوق عنقها حاولت أخذ نفسها ولكنها شعرت ان الموت قريب منها ومقاومتها مقاومة فاشلة لا محالة ..في محاولة منها لإنقاذ نفسها قامت بضرب اصبع سبابتها في عينه بطريقة مباغته عمودية جعلته يريح قبضته متألم يلقيها بأقذع الألفاظ لتشهق شاعرة بالهواء يملأ رئتيها ..حاولت دفعه عنها ولكنها في محاولتها ذلك قام بإسقاطها ارضا لتسقط معها الطاولة الصغير ارضا ليجثوا فوقها يلطمها عدة لطمات متتالية مع صراخها الممتزج بسبابه ..قام مرة اخرى مسك عنقه بيديه الاثنين محاولا خنقها ليزهق روحها ظلت تضرب الارض بجوارها في محاولة منها للمقاومة حتى شعرت بملمس صلب اسفل أصابعها ..ظلت تصرخ تحت يده وهي مغمضة العينين متوسلة اليه تركها ..لم تشعر بنفسها الا وهي تضرب ما بيدها في جانبه اكثر من مرة جهلت عددها ..في محاولة منها للتنفس ..توقف الزمن بها للحظات حتى شعرت بارتخاء يده عن عنقها ..كان همها الاول والأخير النجاة بروحها كأولاد بني أدم وكطبيعة فطرية عند كل إنسان ...عندما هدأت انفاسها شعرت بثقل جسده فوقها وهذا ما تعجبت منه لما فقد وعيه ؟!...دفعته عنها تلقيه ارضا لتنظر ليدها الممسكة بسكين مملوء بالدماء بصدمة ..صدرت منها صرخة شقت السكون من حولها عندما شاهدت الطعنات المضروب بها بجانبه ..ظلت تصرخ وتصرخ رعبًا مما حدث كيف اقدمت على قتله ..؟..

نهاية الفصل الواحد والثلاثون



وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-20, 09:05 PM   #76

zezo1423

? العضوٌ??? » 406322
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » zezo1423 is on a distinguished road
افتراضي

يا ترى هتعرف يا حازم تعالج شيراز من اللي عمله فيها ناصر الله يجحمه.
فزاع موقفه وحش جدا امام أمينة.. هيبرر صورتها بإيه ؟!!


zezo1423 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-20, 01:00 AM   #77

fatima hassan

? العضوٌ??? » 382368
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » fatima hassan is on a distinguished road
افتراضي

روايتك جميلة وممتعة عجبتني جدا، اسلوبك في الكتابة سلس ومشوق موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

fatima hassan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-20, 02:20 PM   #78

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي

فصول بقمة الروعه بجد واحداث قوية امنه حتعمل ايه مع فزاع حتفركش الجوازة.... حازم اتمنى بجد انه يكسب قلب شيراز لانه فعلا بحبها اتوقع المجهول الي بيرسل لشيراز هو حازم نفسه سلمت اناملك الذهبية واحساسك الدرامي الرهيب وشكرا لك على جهودك اتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم بانتظارك دوما لا تطيلي الغياب دمت بخير وود 🌹🌹🌹🌹🌹🌹

ع عبد الجبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-20, 10:13 PM   #79

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثاني والعشرون

الفصل الثاني والثلاثون
&&&&&

صرخة شقت السكون من حولها عندما شاهدت الطعنات المضروب بها بجانبه ..ظلت تصرخ وتصرخ رعبًا مما حدث كيف اقدمت على قتله ..؟..
جلست بجواره تنتحب ..لا تعلم ماذا ستفعل ..اخذت قرارها بالبحث عن مفتاح البيت ..اقتربت منه بخوف وبيدها السكين الكبير تبحث داخل جلبابه وجيوبه حتى وجدته ..كادت ان تتحرك الا انه قبض على يدها بقوة مؤلمة ينطق بهسيس:
-مش هتهربي ..مش هتقدري تهربي ..هقتلك يا بنت حفني ...
ظلت تصرخ في محاولة تحرير نفسها من قبضته الغريبة غير المناسبة لاصابته لتقوم مرة اخرى بطعنه بصدره طعنة واحدة تصرخ به :
-أنا اللي هقتلك ..هقتلك !!!
.............
خرجت من باب البيت حافية القدمين بملابسها الممزقة وجسدها المملوء بالدماء ممسكة بكتفها الأيسر بألم ..تنظر حولها برعب للظلام الدامس الذي يحيطها .ظلت تجرى مبتعدة عن حيز البيت في محاولة منها الفرار..لم تعلم كم المدة التي اقتطعتها اثناء فرارها ؟ ..حتى وجدت نفسها وسط أراضي زراعية واسعة جدا لا تعلم بدايتها من نهايتها..حتى داهمها الدوار فجأة لتسقط ارضا مغشية عليها ))))

...................


رفع وجهه يراقب ملامح وجهها المتشنجة التي بدأت في التعرق في محاولة منه إيقاظها من كابوسها الغريب الذي لم يجعله يغفل دقيقة واحدة ..وبالأخص عندما رددت
صارخة (أنا اللي هقتلك )...اتقصده هو ام ناصر ؟!..
ظل يحركها في محاولة إيقاظها يربت فوق وجنتها بخفه يهمس باسمها :
- شيراز ..شيراز فوقي ...حبيبتي فوقي ...
فتحت اعينها ببطء تنظر له نظرات فارغة لا يظهر عليها اي تأثر اراد الاطمئنان عليها :
- انت كنتِ بتحلمي ؟!..انتِ كويسة ؟!شكله حلم مضايقك ...
انفرجت شفتاها ببطء تحت مراقبته تهمس :
-كابوس ..!!!..كابوس مش حلم ...
اقترب منها اكتر يريح كف يده فوق وجنتها لا يفصل بين وجههما شئ و يردف بحنان بالغ :
-تحبي تحكيه ..يمكن تستريحي ؟!....
اهتزت حدقة عينيها من رد فعله وقربه لتهمس له :
-عمري ما هستريح ..ده قدري ....
ظل صامتًا على وضعه ..انفاسه الخشنة تصدم انفاسها المُسْكِرة..طال بينهما الصمت ..يترك لحاله حرية مراقبتها عن قرب ...همست مرة اخرى برجاء صدمه :
-حازم !!!.......بوسني !!!
اجفل من طلبها ..لا يهمه مبادرتها في ذلك الطلب الغريب ولكن ما يهمه تحولها الغير مطمئن للنفس ،كأنها تعاني من خلل نفسي ..كررت طلبها مرة اخرى :
-بوسني يا حازم !!!..ايه ..مش عايز ..؟!
ظل صامتا مصدوما من جرأتها ..حتى رفعت اناملها تريحهم فوق وجنته الخشنة تلمس ذقنه وتقرب شفتاها من خاصته حتى لامست شفتيه برقة ..مشجعة إياه على فعلها ..لتتفاجأ بهجومه العنيف حتى ينهل من شفتيها ويمتص ريحقها بدون توقف ..لقد كان يحتاج إشارة واحدة حتى يطلق عنانه..ظل ممسكا بوجهها بين كفيه بتملك ...للحظات شعر انه تمادى في فعلته.. فمن المؤكد انها ليست بخير حتى تطلب منه هذا الطلب ..حرر شفتيها التي عانت من هجومه باستسلام مريب ..مع بقائها بأحضانه ينظر لها وهي مغمضة اعينها بقوة ينساب منهما دموعها الهاربة ....ندم في تلك اللحظة على تهوره ..كان يجب عليه التريث في فعلته ..همس لها بصوته مهزوز:
-شيراز !!...أنا ..أنا ...
فتحت اعينها تبادله النظرات الفارغة تخبره بما يؤملها :
-استسلمت .....!!!أنا استسلمت يا حازم ... دايما بقاوم واحارب لحد ما بستسلم في النهاية ..زي ما استسلمت ليك دلوقت ...يمكن اعرف أتحرر من قدري ..
هز رأسه لم يفهم معنى حديثها ..فاردفت بصوت اعلى نسبيًا :
-زي ما استسلمت لناصر ..قبل كده ..
تبدلت ملامحه للشراسة عند ذكر اسمه فيسمعها تكمل بشجاعة :
-طول ما أنا بقاوم بتعذب وأتألم ...بس اكتشفت في النهاية ان نجاتي دايما مرتبطة باستسلامي ..مش في مقاومتي ...
رفع إصبعه يريحه فوق شفتيها يسكتها عن الإكمال ولكنها أزاحت يده بإصرار اكبر تكمل بنفس صوتها :
-أنا قتلته ..عارف يعني ايه قتلته ..!!!!..بس صدقني مش ده اللي كنت عاوزاه ..كنت عايزه اهرب بس ...اهرب منه ..مع انه كان يستاهل القتل ..مش مرة واحدة لا الف مرة ...
طلب منها بصرامة :
-كفاية يا شيراز ..كفاية ...
-كفاية ليه ؟..مش عايز تعرف عمل فيا ايه ..وإزاي قدرت اهرب منه ...مش عايز تعرف كان بيعذبني ازاي ..
ابتعد عنها يشيح وجهه عنها يقارعها بغضب ؛
-مش عايز اسمع حاجة عنه ....انت فاهمة...
أردفت بحدة :
-ليييه؟...مش ده "ناصر السلماني "زينة الشباب ..اللي موته كان كارثة قومية في عيلتكم .اللي يشوفكوا بتتكلموا عنه يقول ده كان بطل من الأبطال ...وكان خسارة فيه الموت ..مش كان واحد ندل وحقير ومجرم ...قاتل...... ومغتصب ...!!!!!
انتفض من جوارها يصرخ بها :
-مش عايز اسمع ..فاهمة مش عايز اسمع ..لان عارف كل حاجة ..
اجفلت للحظة عند كلماته ولكنها عادت سريعا تجمع شتات نفسها تقارعه بسخرية :
-عارف ؟..هههه ..عارف ايه ؟..عارف انه كل يوم كان بيأكلني بأيده عشان أبقى بصحتي ويقدر يعمل اللي عايزه .. طيب عارف كان بيلمسني ازاي بايده القذرة ..
تحركت من فراشها تسير خطواتها ببطء حتى وصلت له تواجهه بابتسامتها الباردة مع ثبات عينيها على خاصته بتحدي .. أجفل عندما امسكت كف يده ترفعه بثبات ..تريح كفه فوق صدرها الذي ينبض بقوة تبثه كلماتها كالافعى :
-لمس كل حتة في جسمي ...ما سبش حتة الا اما لمسها بايده بوقاحة وبشهوة مقرفة ..
ظل ينظر لها مصدوما من كلماتها وتصرفاتها ..هذه الكلمات تشعل ناره ...تدفعه للتفكير في قتله لإخراسها ..زادت صدمته عندما بدأت في تحريك كف يده فوق جسدها لتلامس كفه مناطق محظورة من فوق منامتها ..انتفض مصعوقًا يجذب يده ممتنعًا عن تصرفها الوقح فتزيد قبضتها قوة تمنعه من الابتعاد تخبره بأسى :
-ايه ؟..مالك؟!..مش عايز انت كمان تلمسني زيه ..
ازدادت سرعة تنفسه غضبا حتى صار صوته مسموعًا ..لتكمل بسخرية :
-مالك ؟!..مصدوم ليه ؟...مش ده اللي انت عايزه زي ناصر بالضبط ...بس المرة دي محدش هيلومك لاننا متجوزين..
نظر لها بغضب صامت فيطول الصمت منه تركها تجيش بما يملأ قلبها سمعها تهمس بحسرة من بين دموعها التي بدأت في الظهور :
-زيه بالضبط ما تفرقش كتير ..غير انه هو أخذني غصب في الخفا ..انت أخذتني غصب بس قدام الناس وبالشرع ...
-غصب ؟!!...
كان تلك الكلمة صادرة منه بألم ..هزت رأسها بالإيجاب لتكمل :
-ايوه اومال انت فاكر ايه !!!...انت بتراعيني وتاكلني عشان صحتى هو بردو كان بيأكلني كل يوم بايده عشان يحضرني للذبح وانا بصحتي ..
ضحتك بسخرية تكمل :
-انت فاكر أما كان بيضربني ويسبب لي جروح وكدمات كان بيسبني كده .؟
هزت رأسها بالرفض لتكمل بإصرار :
-كان بيعمل زي ما انت عملت بالضبط ..بيعالج جروحي ويعتذر هههه كان بيعتذر تصدق ؟!...عشان افضل هادية معاه وما اعترضش على اللي هيعمله فيا ....
رفعت كف يدها تريحه فوق وجنته بنعومة اثارته و تلصق جسدها الطري الضعيف بجزعه العاري المتعرق :
-أنا اهو يا حازم ..بقولك وانا مستسلمة ....أنا مش هقاومك تاني ..وانا بين ايدك دلوقت مستسلمة ..عشان الاقي نجاتي لانِّ تعبت ..تعبت يا حازم ....
اهتزت شفتاه الغليظتين متأثرا بكلماتها لقد هزته هزًا ..هزت رجولته وكبريائه ..هزت قوته وجبروته ..لقد كانت مقارنة غير عادلة بينهما ...ظلم فيها شر ظلما ...اخيرا استجمع قوته الضائعة لينطق بخشونة :
-هو ده اللي شوفتيه فيا ؟..مجرد واحد بتحركه شهوته ورغباته ..مجرد راجل ظالم اخدك غصب ...و بيستبح لمسك بورقة جواز ؟!..ده رأيك فيا ؟!...
تسألت بسخرية :
-اومال انت مين ؟...انت مين يا حازم ؟..لو انت مش الوجهة التاني لناصر ...
رفع كف يده يمسك يدها المستريحة فوق وجنته يخفضها ببطء يردف بكبرياء رجل مجروح :
-أنا مش حد ..أنا حازم السلماني ..وبس...حازم الوحش وهفضل حازم الوحش ...يا ..شيراز هانم ...
ابتعد عن حيزها يلقي بجسده فوق الفراش يواليها ظهره مبتعدا عنها على القدر المستطاع لا يطيق ملامستها او حتى الشعور بإنفاسها ..يتملكه الكثير من الغضب ..كان من السهل عليه الاعتراف بما يجيش به قلبه ..ولكن كبريائه الذكوري المجروح منعه من ذلك ..
ظلت ثابتة تنظر له مذهولة من نفسها ومن اندفاعها اكثر من ذهولها من رد فعله على عرضها السخي الذي قُبل بالرفض منه والتمنع....
................

جالسًا امام جهاز الحاسوب الخاص به فوق مائدة الطعام المستديرة كما هي حالته بالفترة الاخيرة ..يقضي ليلا ونهارا في البحث عن وظيفة تلائم مؤهله بعد تقديم استقالته وتخليه عن حلم الطيران ..كافضل كابتن طيار على مستوى اقرانه ..ولكن في الفترة الاخيرة تملك منه اليأس وكاد ان يفقد الأمل في الحصول على وظيفة مناسبة تناسب خبراته ومؤهله ..قطع عليه تركيزه اثناء تدوينه لرقم احد الشركات صوت تهشم صادر من حجرة الطبخ فيزفر بضيق يرفع عينه ينظر اتجاهه كأن عينيه تطلق أشعة خارقة تكشف ما يحدث بداخله ..لقد اعتاد في الفترة الاخيرة الاستماع الى تلك الضوضاء والفوضى الصادرة منها ..اغلق سطح حاسوبه ويستقيم من جلسته يتحرك اتجاهها بثقل صادر من قلبه قبل جسده ..حتى وصل اليها يجدها منحنية بملابسها البيتية الفضفاضة التي بدأت في اللجوء اليها في الفترة الاخيرة بسبب انتفاخ بطنها الظاهر ..وجدها تلملم قطع الزجاج من الارض بشرود غافلة عن مراقبته ترفع ظهر كفها تزيل دموعها الهاربة من اعينها غصبا ..ألمه وضعها وتبدلها لقد كانت زهرة ندية وروح متألقة متحدية لكل الظروف المحيطة من بداية انفصال والدها عن أمها تاركا خلفه مسئولياته متناسيا دوره كأب ...إلى ام انانية متسلطة لا يهمها في الحياة الا المال. حتى ولو كان على حساب ابنتها ..
تحرك اتجاهها حتى وصل اليها لتنتبه لوقوفه ..صدرت منها نظرة ..نظرة واحدة تحمل الكثير ..تحمل اتهامًا صريحًا تحمل لومًا ..تحمل قهرًا ....
سمعها تنطق كلماتها بصوت مهتز :
-آسفة ..لو كنت ازعجتك ..الحاجة وقعت مني غصب عني ...
انحنى يساعدها في الوقوف امامه ممسكا ذراعيها يردف بصدق حقيقي :
-غادة انتِ مش عجباني اليومين دول ..وشايف انك اهملتي في ادويتك و أكلك الفترة الاخيرة ...أنا عارف ان علاقتنا متوترة الفترة الاخيرة ..وأهملتك بس ده ما يدكيش الحق تهملي في ابنك ..
ازالت يديه بضيق تبتعد عنه تلقي بقطع الزجاج المهشم بالقمامة تقارعه بضيق :
-كويس انك واخد بالك ان علاقتنا متوترة ...
رفع أصابعه يحك جبهته بتوتر فيجيبها بصوت متوتر:
-فعلا احنا متوترين الفترة الاخيرة ....
اقترب منها يقف خلفها يدلك ذراعيها بلطف يهمس بهدوء:
-طيب ايه رايك نحاول ندّي حياتنا فرصة ..ونحاول مرة تانية عشان خاطر ابننا ...ابننا اكيد يستاهل فرصة جديدة ان يجي ويعيش بنا في حياة هادية ...
أغمضت عينيها بألم حتى انهمرت دموعها بكسرة ..كانت تتمنى طفل سليم معافي ..كانت تتمنى حياة هادئة مع من احبت ..لم يكن باختيارها دخول تلك اللعنة حياتها لعنة قلبت حياتها على عقبها ...لعنة من اربع احرف تسمى "شيراز"....
..شعرت باحتضانه لها من الخلف يضمها اليه يدفن انفه في تجويف عنقها في محاولة منه لتهدئتها يردف بحنان غريب عليها :
-وحشتيني يا غادة ...مالك موحشكيش ؟!...
أراحت رأسها للخلف في استسلام لملامسته لقد اشتاقت له ...تتعذب من هجره لها ..لقد كانت تستجدي قربه تتمنى لمسه منه لتروي ظمأها الذي لا يروى .إلتفت تواجهه فلفحت انفاسه الرجولية وجهها ....اقشعر بدنها لملمسه كأن اول مرة يلامسها ..رفعت يدها تريحهم فوق وجنتيه تهمس باشتياق من بين دموعها :
-مالك !!انا بحبك اوي ..اوي ..ما تبعدش عني ..ارجوك


ضمها الي صدره بقلب مثقل بالهموم اغمض عينيه يريد رفع راية الاستسلام ..الاستسلام لحياته وأسرته ..لقد اقسم الا يتخلى عنهما مهما كلفته حياته ..يكفيه خسائر فطعم الخسارة لازال اثاره في فمه كالعلقم المر ..
..............


وقف يضبط وضعية سترته الرسمية الأنيقة امام مرآة حجرتهما يقيمها بحرص شديد ..بعد ان قام بضبط خصلات شعره الطويلة شرد في هيئته الجديدة ..تساءل من هذا المنعكس صورته امامه ؟..أين ذهب مالك القديم ..النشط اليافع ؟!..ليبقى ذلك الشبح الواجم فاقد للحياة ....
رفع عينيه يرى انعكاس صورة تلك النائمة قريرة العين على وجهها بابتسامة الحصول على الراحة بعد عناء ....فبعد ان اشبع رغباتها المحرومة الجائعة العطشة ..كما يجب كزوج ..ولكنه حتى الان فاقد الإحساس لم يشعر بشئ كما كان يعتقد ان يشعر ...فيجب عليه إعطاء حياته فرصة ..فرصة للنجاح ..اقترب منها يدثرها بغطائها الخفيف ظل ثابتا يراقبها حتى صدرت منه إلتفاته الى بطنها البارز شعر بحاجته الملحة في لمسها و بأصابع مهتزة قرب يده يريحها فوق بطنها باشتياق ظل مستمرا على وضعه يستمتع بتلك اللحظة النادرة الذي كان يتمناها مع ابنه الراحل الذي لم يكتب له الحياة ..ابعد يده فجاة مصعوقًا مما شعر ظل ينظر مرة اخرى لبطنها بعيون زائغة لا يصدق ما شعر به ..لقد شعر بحركة ابنه داخل أحشائها..رفع يده فوق فمه بصدمة ..ظل يضحك بخفوت لا يصدق ان ابنه يرحب به ..يتواصل معه ..يشعر برغبته الحارة لوجوده معه في تلك الحياة ..اقترب بحرص مرة اخرى يخفض وجهه امام بروز بطنها يودعه قبله عميقة يهمس له بصوت مهزوز :
-أنا مستنيك ..مستنيك تنور حياتي وأحضنك يا روح بابا ....!!
...................


ظل جالسًا يراقب رد فعل من قابع امامه ممسكا ملفه باهتمام يقرأ صفحة صفحة بدقه كان يتمنى في تلك اللحظة العودة مرة اخرى للتحليق بالسماء كما خطط دائمًا ولكن وضعه الجديد الان يحتم عليه تخليه عن تلك الوظيفة حتى يكون بجوار أسرته اكبر وقت ممكن ..
وصله صوت ذلك الشخص يردف بإعجاب وهو يضبط وضعية نضارته فوق وجهه:
-الحقيقة cv بتاعك ممتاز ..بس حابب اعرف السبب انك سبت وظيفة زي كابتن طيار ..
اجابه ‏مالك بثبات :
-الحقيقة في ظروف أسرية اضطرتني ان أسيب مهنة الطيران ..
هز رأسه بتفهم ليقول بصرامة خفيفة :
-أرجو ان الظروف دي متأثرش على شغلك معانا ...
ابتسم مالك على ملاحظته التي تؤكد قبوله للعمل بالشركة فيجيبه باتزان :
-ان شاء الله مافيش حاجة تأثر ...
................


خرج من الداخل يشعر بالسعادة لحصوله على تلك الوظيفة كمترجم بها ...لم يكن يتوقع ان يوظف بتلك السرعة ..اراد إبلاغ "غادة "بالأمر ..كانت دائما تلقي عليه بالاتهامات بالإهمال وتضيع مستقبله بيده ...ادخل يده بسترته يخرج هاتفه من جيبه ينوي الاتصال ليجد نفسه مصطدما بجسم طري اسقط عنه هاتفه ارضا ..رفع عينه بصدمه لاتساخ بذلته نتيجة سقوط كوب من القهوة السريعة سببت في بقعة ظاهرة على صدره ...مع صدور شهقة أنثوية اجفلته ليرفع عينه ينوي تقريع المتسبب في تلك الكارثة ..فتجحظ عينيه بصدمة يراقب تلك المتسبب بالكارثة في ذهول تملكه ليهمس بصوته الأجش مصدوما :
- انتِ؟؟؟؟.
.................


جلست تراقب توتره الذي كان جليًا عليه مع معاودة اتصاله اكثر من مرة للجانب المجهول لها ..شعرت بالإحراج عندما صدرت منه زفرة قوية تدل على ضيقه الشديد مما حدث منذ قليل ..اخيرا وجدت صوتها لتنتطق بعبارات خجلة :
-أنا محرجة جدا من اللي حصل أنا آسفة جدا والله ...ممكن حضرتك تستخدم تليفوني لو تليفونك في مشكلة ...
رفع نظره ليخفضه بسرعة يردف بروتينية :
-ابدا ما حصلش حاجة ده كان غلطي ..أنا ما كنتش منتبه وانا ماشي ..وخبطت فيكِ...
رفعت أصابعها تثبت خصلات شعرها المصبوغ الهارب من عقصته بتوتر :
-طيب تحب تشرب ايه لحد ما جاكيت البدلة ينضف ..
ابتسم ابتسامة متكلفة يجيبها بسخرية :
-اشرب اكتر من كدة !!!...
-أنا آسفة مرة تانية ..
قالتها نورهان بإحراج من اتهامه الواضح لها فاردفت وهي تستعد للتحرك من جلستها :
-عن إذنك اسيبك على راحتك ....
شعر بانه تمادى في رد فعله معاها فانتفض معتذرا :
-انسه نورهان..اقصد مدام نورهان ..أنا بعتذر لو رد فعلِ لو ضايقك ..أنا بس اللي مضطرب شوية ..
هزت رأسها بالإيجاب تنظر لكف يدها التي لم تكف عن فركه بتوتر فتسمعه يسأل كأنه يكاد عاد له انتباهه الغائب :
-هو انتِ كنتِ بتعملي ايه هنا ؟...
ابتسمت ابتسامة بسيطة بخجل فتجيبه بثقة :
-ياااه لسه وأخذ بالك ؟..عموما يا كابتن أنا هنا مديرة العلاقات العامة بالشركة ..
فرغ فاهه بصدمة ليمرر عينيه على ملابسها التي رأها بها من قبل من أعلاها لاخمص قدمها لتتضح له الصورة بانه زيها الرسمي الخاص بالعمل في الشركة انتبه لمراقبته لها الفجة فسريعا اخفض عينه عنها معتذرا :
-مش معقول ..فعلا صدفة غريبة ...اننا نتقابل تاني انهاردة ...
هزت رأسها بمرح تردف :
-يارب تكون صدفة لطيفة ولا ايه ؟...
-اكيد طبعًا صدفة لطيفة...
مدت يدها ترحب به مرة اخرى برسمية :
-أهلًا بيك معانا في الشركة "مستر مالك !!...."
.......................


استمر ليومين كاملين يتجاهلها كأنها سراب بالحجرة لا يحدثها ولا ينتبه لتصرفاتها التي تتعمد افتعالها ...كل ما يفعله هو التأكد من طعامها وادويتها ومن استمرارها في تركيب الكتف الذي قام بشرائه خصيصا لها ليحمي كتفها من الخلع مرة اخرى ...حتى عندما تعمدت نزعه وتبقى بدونه حتى ينتبه لها..كل ما فعله انه جذبه من فوق فراشها وقام بإلباسه لها عنوة دون نبث اي كلمة..حتى عندما حاولت مقاومته مقاومة أنثى تتدلل رمقها بنظرة غاضبة أخرستها ..فلم يجادلها!!! ..لم يحدثها!!! ..كأنه يعاقبها بتجاهله ....هذا التجاهل الجديد عليها .....
ظلت تجوب الحجرة ذهابًا وإيابًا هل يجب عليها الاعتذار له عما بدر منها ..وعن اتهاماتها المشينة له ..فهي معترفة انه لم يحاول إيذائها القول او الفعل حتى الان ..وكل هجماتها عليه نابعة من ذكرياتها المؤلمة ..لتؤكد لنفسها انه إذا كان ينوي بها شرا لما تركها حتى الان تعيش بسلام ....
إلتفتت عندما وصلها صوت طرقات الباب وترى ظهور "وداد "من خلفه ممسكة بين يديها كوبا من الحليب ..تمعنت شيراز النظر فيها فدائما" وداد" تثير الكثير من الأسئلة في ذهنها دائما حزينة، واجمة، قليلة الكلام ..تأثرت كثيرا بقصتها التي علمتها من "آمنة "..من الواضح انها ليست الوحيدة التي تعاني في تلك الحياة يوجد غيرها الكثير ..رسمت ابتسامتها الطبيعية تردف بحنان :
-لبن تاني يا وداد ..أنا مش لسه شاربه من ساعة ...
إجابتها وداد بطاعة :
-الحاجة آمنة وصتني قبل ما تخرج ان اعملك كوباية لبن عشان دراعك ....
اقتربت منها بمرح تنظر لوجهها الحزين نقول :
-ممم الحاجة آمنة خرجت ؟!...طيب و..وحازم بيه هو كمان خرج ....
هزت رأسها بلا تجيبها :
-لا في واحد معاه تحت ..بس شكله هو كمان خارج ...
رفعت ذراعيها تحيط رقبه وداد بدلال :
-طيب ايه رايك تشربي كوباية اللبن انتِ وتسيبيني ألحق حازم بيه قبل ما يخرج ..
ارتبكت وداد من فعلتها وخصوصا بعد ان طبعت شيراز قبله فوق وجنتها بنعومة لتقول باضطراب :
-ها .لا لا ..بالله عليكِ يا ست شيراز ما ترضي لي الأذية لو حد عرف ان شربت حاجتك ....
ضحتك شيراز على توترها لتردف بسعادة لا تعلم سببها :
-طيب يا ست "وداد "..هشرب اللبن اللي عامل مشكلة ده عشان انزل ألحق حازم بيه ...
قامت بجذب كوب الحليب منها لتتجرعه حتى اخر نقطة امام عيون وداد الذاهلة ..
...............



تحركت ببطء وحرص شديد بساحة المنزل الداخلية تمرر عينيها على جوانبه كالباحث عن هدفه المنشود ...صدرت منه لفته لفستانها الصيفي الذي انتقته من ضمن ملابسها وسط خزانتها بإتقان ..تتأكد من أناقتها وطلتها لترفع بعدها يدها اليمنى تلمس خصلاتها الذهبية المصففة ..لقد عاهدت نفسها ان تغلق صفحة الماضي خلفها وتقدم له اعتذارا عما بدر منها ..لقد أبلغتها "وداد " بوجوده بغرفة مكتبه فحثت قدماها للتقدم اتجاه الغرفة التي لاحظت غلقها نسبيا ..حتى اقتربت من فتحة الباب ليصلها صوت رجولي غريب بلكنة أهل البلدة :
-خيرك سابق يا بيه ....وأي حاجة عايزها مني أنا في الخدمة ..أنا خدامكم من أيام سي ناصر ....
ارتجفت لتلك الكلمات الصادرة من ذلك الصوت الغير جديد عليها ..لينقبض قلبها خوفًا ورعبا مما ترجمه عقلها ..حاولت التحرك ببطء لتلمح ذلك الغريب ..لتتأكد من شكوكها التي ستطيح بأخر ذرة بعقلها ...حاولت النظر من فتحة الباب الضيقة لترى ظهر حازم الضخم يخفي ذلك الغريب امامه لقصر قامة الآخر ..فيصل لها صوت حازم يأمره بحدة معتاد عليها مع رجاله والعاملين تحت يده :
-طول ما انت بتنفذ أوامري دايما هكون راضي عنك. ..وزي ما. نبهتك... عينك ما تنزلش من عليها نهائي و تستنى اي أوامر مني بخصوصها ....
انتبه كلاهما لفتح الباب المفاجئ ليتفاجآ بوقوفها بعيونها الجاحظة وجسدها المنتفض رعبًا ظلت تمرر عينيها بينهما بعدم تصديق لما ترجمه عقلها اخفضت نظرها لما يقبع بكف يد الغريب ..لتشاهد مبلغًا ليس بالقليل من المال ...لا ليس غريبًا بل معروفا ..معروفا منذ زمن ..همست برعب كأنها تريد التأكد من شخصيته لتثبت لنفسها انها لازالت بعقلها ولم تصب بمس من الجنون :
-مممتولي!!!!!
ادخل متولي المبلغ الذي اخذه من حازم منذ دقائق داخل جلبابه الفضفاض ليتحرك من خلف حازم الذي لم يخفض نظره عنها يراقب رد فعلها وخوفها ..يرحب بها بحبور يتخلله بعض الاحراج والتوتر :
-ست شيراز..يا أهلا وسهلا .. يا هانم ..الحمد لله على سلامتك يا ست ....
تراجعت خطوة عندما تحرك "متولي "..اتجاهها يحدثها فتسارعت انفاسها بشدة مع احتقان وجهها بالحمرة الشديدة الصعب تفسير سببها هل بسبب الغضب ام الرعب ؟!...ليكمل متولي بتعجب واضح :
-انتِ مش فاكراني و لا ايه يا ست ..؟!...أنا متولي!!!....
نظرت بخوف لحازم الثابت ذو الملامح الغامضة الذي يبادلها النظرات بصمت مقبض ..ظلت تنظر له بخوف وصدمة حتى أعطها الإشارة الخضراء للإفاقة من صدمتها عندما نطق باسمها باستجداء :
-شيراز ....
تراجعت خطوتان للخلف مبتعدة عنه وعندما حاول الاقتراب منها محاولًا التبرير أطلقت لارجلها الحرية للفرار من امامه ..رعبًا ....نظر لمتولي بضيق ليندفع يجري خلفها حتى يستطيع إيقافها صارخا :
-شيرااااز!!..اقفي ...شيراااز لازم تسمعيني .....
وصلت لغرفتها تحتمي بها تغلقه من الداخل برعب لتسحب مفتاحه تلقيه على امتداد ذراعها بتهور ولكن ذلك لم يكفيها حتى تشعر بالأمان أسرعت في حمل مقعد طاولة التزيين بصعوبة تضعه خلف الباب برعب ..انتفضت عندما وصلها صوت طرقاته المتتالية بعصبية يصرخ بها :
-شيراز افتحي الباب ده ...شيراز ..بقولك افتحي ..لازم نتكلم ..الموضوع مش زي ما انتِ فهمتِ...شيرررراز...
صرخت من خلف الباب تضربه بقبضتها بقهر :
-ابعد عني ..مش طايقة اسمع صوتك ..كفاااااية !!!!كفاية بقى!!!!...
ضرب الباب بقدمه بغضب شديد حتى شعرت بخطواته الغاضبة تبتعد عن حيز سمعها .....
أراحت رأسها خلفها على الباب تبكي بقهر على حالها وصدمتها به ....
............


وقف بين رجاله بوجه غاضب يتابع أعمالهم وذهن شارد حتى لم ينتبه لحديث ذراعه الأيمن "جرحي " عندما اردف يقول :
-هنبيع ولا نستنى شوية يا حازم بيه ؟!.
لم يجبه حازم بسبب شروده باتجاه الأراضي الزراعية أمامه..ليردف بعد مدة :
-بيع لهم يا جرحي المحصول ....
اعترض جرحي على اندفاع حازم الجديد وعدم دراسته لجوانب الصفقة ليقول بتردد:
-بس يا حازم باشا السعر مش أد كده ؟...
انتبه حازم لرنين هاتفه الخاص ليأمر جرحي وهو يجذب هاتفه يخرجه من جيبه :
-اتصرف أنت يا جرحي أنا بثق فيك ....أنا دماغي مشغولة دلوقت ....
سرعان ما تبدل وجهه من الوجوم الي القلق عندما اطلع على هوية المتصل ليسرع في الرد بقلق واضح حتى جحظت عينيه رعبًا وخوفا مما وصله منها !!!! ....
............


قبل قليل
..........
مستلقية فوق فراشها تنتحب قهرًا لا تعلم ماذا تفعل بعد ما علمت تورطه في إيذائها ..تورطه في ذبحها وقتلها ..ليزيد قهرها قهرًا تعامله مع خاطفها ومقايضته المال مقابل خدماته له ..ترى ما الخطة الجديدة الذي يتبعها هذه المرة ليقايضه المال من اجلها؟ ..هل يتفق على قتلها مرة اخرى بطريقة لا تثير الشبهات حوله؟ ....ظلت تبكي حتى غلبها النعاس ولكنها بعض قليل من الوقت شعرت بشعور غريب يسري بجسدها جعلها تنفض نعاسها عنها... حاولت التحرك من فراشها بإرهاق لتشعر بخدر غريب يسري بجسدها مع الم شديد يضرب معدتها بقوة تزهق الروح ..وضعت يدها السليمة فوق معدتها تحاول تدليكها لتخفف حدة الالم الضارب بها ..ولكن ذلك لم يزده الا ألم ..كأسلحة حادة تمزق أمعائها بشدة مع شعورها بصعوبة تنفسها بشكل طبيعي .. حاولت الزحف فوق الفراش بجسدها في محاولة منها النزول منه وصولا للباب في محاولة منها طلب المساعدة لإزالة هذا الألم الشديد الذي يتفاقم بسرعة رهيبة مع جهلها السبب ..حاولت النزول من فوقه لتسقط مرتطمة ارضا لتكتشف خدر ساقيها بشدة ..تسارعت انفاسها مع تعرقها الشديد فصدرت منها صرخة طويلة متألمة في محاولة منها إسماع من بالخارج صوتها لعل احد ينجدها من عذابها وتألمها ...نار حارقة تمزق أمعائها بدون رحمة ...تمنت في تلك اللحظة وجوده بجوارها ..لانقاذها كما يفعل دائما ...غشاوة من الدموع ظللت عينيها لتمنعها عن الرؤية بوضح ..ظلت تصرخ متألمة مع تلوي جسدها كالمصاب بمس من الشيطان ..وقعت عينيها على هاتفها المحمول فوق الطاولة ..بدون تفكير شحذت قوتها للزحف ارضا بمساعدة ذراعها الأيمن حتى وصلت اليه تمسكه بكفها المهتز بصعوبة ..ولكن بمن ستتواصل ؟!..لا تعلم احد ؟!..ولم تسجل ارقام احد بهذا الهاتف ....لا يوجد الا رقمًا واحدًا رقمًا واحدًا كان يطاردها يتواصل معها ....بعد مجهود شديد استطاعت الاتصال بذلك الرقم المجهول الوحيد بهاتفها ليصلها الرد سريعا كأنه كان منتظر اتصالها لتهمس من بين انفاسها المتلاحقة :
-ألحق ...إلحقنننني!!!.انا بموت.......
..........


ظل يضرب الباب بكتفه في محاولة منه فتح الباب بقوة غاضبة ..قوة مرعبة ..بقلب مسلوب ..عندما وصله اتصالا من رقمها المسجل تعجب من اتصالها الغريب ليصله صوتها المتألم صارخا بألم شديد تستجدي مساعدته في انقاذها ..لم يشعر بنفسه وهو يفر من بين رجاله يقود سيارته بسرعة مجنونة عائدا اليها ليكتشف إغلاق الباب من الداخل ....
ظل يضرب الباب بقوة حتى نجح في تهشيمه .. ليجدها ملقاه ارضا ..شعر بان العالم توقف من حوله عندما لاحظ سكونها وعدم تحركها كاللافظة لإنفاسها الاخير ..اسرع اتجاهها يجثو جوارها يرفعها لصدره بروح مسلوبة ليلاحظ زرقة بشرتها الواضح مع ظهور بعض السائل الابيض الخارج من جانب فمها المفتوح ..فيسرع بوضع أصبعين على جانب عنقها يتحسس نبضها فتتسارع ضربات قلبه رعبًا وتجحظ عينيه عندما شعور بفقد نبضها... لتصدر بعدها صرخة مدوية بالمكان صرخة .باسمها....! صرخة أسد مجروح !صرخة رجل فقد أنثاه......!!!!!

....


نهاية الفصل الثاني والثلاثون






















وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-20, 10:26 PM   #80

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ع عبد الجبار مشاهدة المشاركة
فصول بقمة الروعه بجد واحداث قوية امنه حتعمل ايه مع فزاع حتفركش الجوازة.... حازم اتمنى بجد انه يكسب قلب شيراز لانه فعلا بحبها اتوقع المجهول الي بيرسل لشيراز هو حازم نفسه سلمت اناملك الذهبية واحساسك الدرامي الرهيب وشكرا لك على جهودك اتمنى لك التوفيق والنجاح الدائم بانتظارك دوما لا تطيلي الغياب دمت بخير وود 🌹🌹🌹🌹🌹🌹





شكرا لتقديركم للرواية واتمنى تعجبكم للنهاية


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.