آخر 10 مشاركات
بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          تنظيف كنب بالخبر (الكاتـب : صابرين المغربى - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588-المساومة -ديانا هاميلتون -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-20, 06:46 AM   #51

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي


بجد روعه روعه وقفلتي قفلة شريرة جدا اممممممم ابدعتي كاتبتنا الرائعة بانتظار فصل اليوم.....

ع عبد الجبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-20, 05:47 PM   #52

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الخامس عشر

الخامس عشر

—————



حاله لم يكن باقل منها حال ..صدمته في وجودها امامه شلته ..لم يكن يتوقع وهو يبحث بين مفاتيحه عن مفاتيح الملحق النسخة الأصلية له ...انه سيجد بداخله من جافاه النوم لايام من اجلها ...من عذبت روحه وقلبه ..تلك الجنّية التي خطفت قلبه ببراءتها فيخطف هو احلامها بقسوته ..ليعش أيامه بعدها في تأنيبًا للضمير ....ايعقل ان تكون ببيته بجواره ..؟..كل ذلك الوقت ..وهو يبحث عنها هنا وهناك ....هل يتوهم ؟..نعم يتوهم ....أراد التأكد مما رأى... فعندما دخل من الباب بهدوء وسمع صوتا صادرا من المطبخ اقترب بهدوء منه وتسمرت قدماه من صدمته لم يستطع التحرك عندما رأها ترقص ووتتمايل كما كانت تفعل امامه ..لقد خدعته ..وأخفت شخصيتها عنه عمدًا ..قصدت تعذيبه عمدًا ....هل هذا انتقامًا منها ؟!.....هل هي خديجة ؟..ام خديجة شخصا اخر ؟...بدأ يهزي بتفكيره ..يشعر بمس من الجنون ..لم يتحامل الصمت اكثر من ذلك ليخرج اسمها من بين شفتيه لا يعلم هل هو نداء ام سؤالا ام إقرارًا منه لشخصيتها :

-ش.ششيراز!!......

خرجت منها صرخة استنجاد قوية مع تحركها السريع فارة من امامه تحاول الاحتماء بحجرة المطبخ منه لتصرخ مرة اخرى بقوة اكبر عند دهسها قطعة الزجاج المكسور ..ولكن ذلك لم يمنعها من مواصلة الجري رغم جرح قدمها ..ليتحرك هو الآخر جاريا خلفها محاولا الإمساك بها يمنعها من الهروب مرة اخرى منه ..يصرخ باسمها مناديا لها لعلها تتوقف:

-شيراز!!!!!...اقفي عندك ........بقولك اقفي....

تخطى الزجاج ليلحق بها فيجدها كالفأر الذي يبحث عن مخرج ولم يجده تلف حول نفسها برعب حقيقي ودموع تغرق وجهها الابيض يصرخ مرة اخرى بها:

-مش هتعرفي تخرجي من هنا يا شيراز..الا أما افهم عملتي كدة ليه فيا ....

التفت له برعب واضح تبحث بعينيها عن المخرج مستندة بظهرها على المغسلة .لم تجبه ظلت تبكي وتشهق برعب واضح تحاول التحرك مبتعدة بلعين زائغة كلما حاول الاقتراب منها لن تحتمل اكثر من ذلك ..ستقتله او تقتل نفسها وتستريح من عذابها ...تقول له من بين أسنانها بكره واضح كبتته سنين مضت:

-ابعد عني ....ابعد !!!!...أنا بكرهك ..بكرررررهك !!!

هز رأسه بألم حقيقي يشعر بقلبه رافضا تحريرها مرة اخرى وابتعادها يقول:

-ما بقاش ينفع ابعد ....انت هنا فعلا؟!....لازم نتكلم وافهم عملتي كدة ليه ...ليه خبيتي عني حقيقتك .....؟لازم اعرف كل حاجة ....أنا كنت بدور عليكي في كل مكان من وقت ما اختفيتي ..كنت زي المجنون ......

ضحكت بغل لتجز على أسنانها بحقد :

-بتدور عليا ...؟!.....بتدور عليا عشان تكمل اللي عملتوا فيا مش كدة ...!!!!!أنا عايزة أأكدلك ان هدفعك تمن اللي عملته فيا زمان ......

أمسكت بقبضتها سكينًا صغير يستخدم لقطع الخبز تتشبث بها ...فاقترب منها خطوات محسوبة يترجاها بهدوء:

-طيب خلينا نتكلم ...وانا أوعدك عملك اللي انتي عاوزاه ..انتي مش متخيلة أنا بتعذب في بعدك قد ايه ...نفسي اخدك في حضني زي زمان .....أنا لحد دلوقت مش مصدق انك قدامي...خايف اكون بتخيل...

حاول الاقتراب منها بهدوء فيسمعها تقول بألم :

-عارف قد ايه كنت مستنية اللحظة دي ؟....سنين ..سنين عدت عليا وانا في بيتك وانا كل يوم احلم وأتخيل لحظة مواجهتنا بعد اللي حصل منك في حقي ...كان نفسي اشوف نظرة الندم في عينك ..كان نفسي اكون بحلم وكل اللي حصل مابينا يكون كذب ...واني مكنتش رخيصة اوي كدة في نظرك ...عشان تقضي معايا وقت لطيف وتمشي سايبلي ورقة مالهاش تمن ...

اغمض عينه من تلك الذكرى المؤلمة التى تؤرق أيامه من يومها ...يريد الاعتراف لها ...يعتذر لها ...

رفع نظره لها بانكسار واضح يهمس:

-اسف ....اسف على كل حاجة صدرت مني في حقك ..اسف على كل لحظة عدت عليكي في ألم بسببي ..بس سيبيني اشرحلك كل حاجة وانت اكيد هتعذريني .....

لم تصدق بساطة مافعله ..يقدم أسفا على جرمه في حقها بهذه البساطة ..؟!..لا وألف لا ...اقترب منها يمسك ذراعيها بحنان وحذر يترجاها :

-ارجوكي ...خليني احضنك ..ألمسك ...احس انك موجودة بجد مش بتوهم زي كل مرة ..احتضنها بقوة أراد ادخالها بصدره يستنشق عبيرها براحة ..هي رائحتها ،..كان يشك عند قربه من خديجة ..كانت تضربه مشاعر عجيبة بقربها الان تأكد لما كل هذا الخلل ...انها هي ..حبيبته ..معشوقته الصغيرة ....

سمعها تقول من بين بكائها الهادئ:

-اللحظة دي كنت مستنياها من زمااااان ..من زمان يامالك .....

ظن انها اشتاقت له مثله تمام ..لينثر علي عنقها ورأسها قبلات عشوائية محبة:

-وانا كمان يا قلبي ...ماتتخيليش كنت بحلم باليوم اللي ألاقيكي فيه ...واعتذرلك ....سامحيني ..سامحيني على كل حاجة ...

شعر بتصلب جسدها بعد انتفاضته بخفة ..ولكن بسبب هدوئها بين احضانه استمر في حديثه:

-تأكدي ان طول عمري بحبك ..بعشقك ياشيراز ...انت كل حياتي وعمري ماهسيبك تاني ...أنا مش مصدق انك خديجة ...بس ازاي ..ازاي؟

-أنا كمان ..آسفة .....آسفة أني وثقت فيك .....آسفة ...ان طلعت ......جبانة !ومقدرتش ..ماقدرتش أأذيك و اقتلك ....

شعر بارتعاش جسدها بأحضانه ليبتعد عنها ينظر في عينيها ليرى سحابة ألم تعلو وجهها مع إغماض اعينها بقوة نادى عليها بقلق :

-شيراز؟....شي.......!!

خُرست كلماته على لسانه يقف مصدوما

ليحاول اثنائها عن فعلتها المجنونة الغير محسوبة صرخ رعبًا بها يحاول تهدئتها ...كانت ممسكة بالسكين بموجهة نصله بخصرها مع ظهور بقعة من الدماء فوق قميصها :

-شيراز...اهدي ..وانا هعملك اللي انتي عايزاه ....ارجوكي ....

كانت في حالة انهيار كبير بعد ثباتها تلك السنوات الطويلة جاءت لحظة انهيارها

امامه ظلت تهزي بكلمات غريبةوتحرك رأسها بالرفض تبدو امامه التي اتخذت قرارها وانتهى الأمر تقول ببكاء:

-ما قدرتش .....ما. ..قدرتش...

رفع يديه امامها متوسلا لها بالا تقدم علي اي فعل يؤذيها :

- ما قدرتيش ايه ؟..قولي لي وأنا هعمل لك اللي عاوزه ....أنا ما صدقت لقيتك ..عايزة تحرميني منك تاني ؟!...

كان قريبًا منها ويستطع منعها ولكنه خشى ان يقترب منها فتسرع بطعن حالها قبل ان ينجح في منعها

وجدها تبتسم له بتشفي من بين دموعها

مع ارتفاع يديها بالسكين بتهور فجأة وخفضها اتجاه خصرها قاصدة طعن نفسها وقتلها ....بصراخ كبير صادر منه قبل منها..يمنع وصول السكين لخصرها محاولا احتجاز يدها ليستقر طرفه بجانبها وسط ذهوله لاقدامها على قتل نفسها بسببه ..بسببه هو

فيشاهد بقعة الدماء وتخاذل قدمها ليلحق بها بذراعيه قبل ارتطامها ارضا صارخًا باسمها يتوسلها يحاول الضغط على جرح خصرها بكف يده بقوة يمنع نزيفه ..الذي لا يعلم مدى سوءه ....تنظر له بعيونها الزائغة تبتسم له من بين ألمها ابتسامة رضا تهمس له بكلماتها الأخيرة :

-اخيرا ...هحس بالراحة .......

فتغمض عينيها مستسلمة لدوارها ودوامتها بسعادة ...



.............................



طرقات متتالية فوق الباب جعلته ينتفض من نومه العميق بعد السهرة الخاصة الماجنة التى اثقلت من رأسه وجسده ...لم يكن عليه احتساء الخمر بهذه الشراهة هذه المرة ...تحرك بجسد مثقل الي الباب صراخا للطارق الذي لم يكف عن الطرق بقوة :

-ايه ؟...الحرب قامت ...

فتح الباب بعنف لتجحظ عيناه بعدها بقوة ناطقًا باسمها بذهول من وجودها :

-غادة !؟...

دفعته من كتفه تتجاوزه بثقة للداخل تقول بغنج:

-كل ده نوم ياكابتن ..اوعى تكون معاك حد من بتوعك.....

دخلت لمنتصف الحجرة تنظر للفراش الفارغ المبعثر ثم تلاحظ وجود قنينة فارغة من الخمر بجواره لتلتف له بابتسامة واثقة وهو مازال فارغ الفاه ثابتا وخلفه باب الحجرة المفتوح لتقول له بعد ان جلست بكبرياء تضع ساقا فوق الأخرى تأمره بضحك حاولت كبحه:

-ايه يا نادر ؟..زي مايكون شوفت عفريت ..اقفل الباب وتعالى عايزاك.....

انتبه لوقوفه بسرواله الداخلي وجزعه المكشوف لينظر خلفه برعب يغلق باب حجرة الفندق بارتباك وتقدم اليها بفزع :

-انتي اتجننتي ياغادة ؟...ايه اللي جابك هنا ...انتي ناوية على قتلي وقتلك ....

هزت ساقها برتابة تنظر لطلاء أظافرها بكبرياء:

-بطل جبن بقي ..وقرب ..أنا مش هينفع انأخر اكتر من كدة....

تحرك نادر يبحث عن قميصه القطني وسرواله الذي وجدهما ملقى ارضا ليرتديهما على عجالة ..يجلس فوق حافة السرير متحفزًا لها :

-اديني قعدت ..ممكن افهم اللي جابك ...وإزاي عرفتي ان هنا....

ضحكت ضحكة سخرية تجيبه بعدها:

-انت شاكلك لسه نايم ..لانك انت اللي قايلي امبارح انك في اجازه وأنك بالأقصر ....

حك رأسه يحاول التذكر ..ليتذكر انها حدثته امس تنفث عن ضيقها من مالك ..:

-اه افتكرت .....

اخفضت ساقها لتستند بذراعيها فوق ركبتيها تقول:

-نادر ..أنا محتجاك .....

انتبه لكلماتها التي تحمل اكثر من معنى ليقول ببلاهة:

-محتجاني ازاي مش فاهم ...؟

نظرت له في عينيه بغرور مع رفع حاجبها بدون اجابة ليظهر عليه التوتر جليًا وينتفض من مجلسه يشير له باصبعه :

-اكيد ماتقصديش اللي فهمته...انتي اكيد مجنونة ..اللي بينا انتهى يوم ما اختارتي مالك ...واختارتي تبقى زوجة ليه...أنا اه وسخ بس الا ده يا غادة فاهمة!!! .....

ضحكت بقوة شديدة ضحكة جعلته مصدوم مما دار. في رأسها اتجاهه هل جنت ان تعيد ما مضى بينهما ..فغادة بالنسبة له كأي فتاة قضى معها بعض الوقت ولكنه إلتزم بحدود هذه العلاقة معها كفتاة تحاول الحفاظ على عذريتها ...وبعد ظهور مالك في حياتها وإعجابها به قررا معًا إنهاء تلك العلاقة العابرة العابثة ..يسمعها تبصق كلماتها بخبث:

-هو اه في فرق بينك وبين مالك ..وهو مش قادر يرضي الجزء ده فيا ..بس مش لدرجة اللي جه في دماغك أني اكون زوجة خاينة ....

ارحاته بكلماتها رغم خبثها لتشير إليه لعدم وصولها للرضا الكامل معه ..لن ينكر انها من النساء القليلين الذي صادفهن فابهروه وكانت لهن بصمة في ذاكرته ..كانت علاقتهما عابرة لم تطل الا انها كانت لها اثرا في نفسه

سألها بحيرة لقد أشعلت فضوله :

-عايزة ايه ياغادة ؟..من غير لف ودوران ..أنا عارفك ماتتكرميش بزيارتي بالشكل ده الا أما يكون في حاجة مهمة ....

-طول عمري بقول انك ذكي يا نادر...عموما هريح فضولك ..أنا عايزاك في خدمتين الخدمة الأولى هتنفذهالي فورا أما التانية فنخليها لوقتها ....

ظل ينظر اليها بحيرة لا يعلم هل من الأصح ان يسير وراء رغباتها ليرضيها ام يقطع علاقته بهما ..وينأى بنفسه عن كل هذا اللغط المحيط بحياتها ....ولكنه في النهاية يرجع تصرفاتها لرغبتها في الاحتفاظ بزوجها لها فقط بعد تضحية منها دامت اربع سنوات عجاف....



...............



جلس جوارها يراقبها بعد ان اطمأن عليها وعلى جرحها الغير نافذ ..كاد ان يجن عندما رأها تقدم على الانتحار بسببه ...يسأل حاله ماذا لو لم يكن بجوارها في مثل هذه اللحظة ليتلقى الطعنة بيده بدلًا من خصرها ..هل كان سيتحمل

فكرة فقدها مرة اخرى بعد العثور عليها ....يعلم انه اخطأ في حقها في فراشته ..جنيته الصغيرة..ليبتسم وهو ينظر لها وهي غائبة عن الوعي يتفحصها بدقة ..فمن الواضح انها مازالت فراشته كما كانت ولكن ليست بصغيرة ..لقد طرأ عليها بعض التغيرات لتصبح كالفاكهة الناضجة منتظرة حاصدها ....نظر إلى كف يده الدامي الملفوف بقطعة من القماش الذي تلقى الطعنة بدلًا منها ..يشعر بان الطعنة تلقاها بقلبه وليس كفه ..لقد اختارت في لحظة ضعف إلقاء حالها في احضان الموت بدلًا من احضانه ..هروبا منه ...عقابًا له ...اقترب منها بهدوء يجلس بجوارها يراقب ملامحها المتشنجة بابتسامة باهتة ينتظر لحظة فتح اعينها الزرقاء ليغرقها بقبلاته الآسفة ...توقف للحظة تذكره لون عينيها ليضحك على سذاجته عندما سألها عن لون عينيها الأسود الذي تغير للبني ،...لقد نجحت في اخفاء نفسها عنه عمدًا كل هذه السنوات ....يا لغبائه.....!!!!

اقترب منها يودعها قبلة حانية فوق جبينها يريدها ان تستيقظ من اغمائها بنفسها ..ظل يحرك أصابعه فوق وجنتها برقة جعل ملامح وجهها تسترخي من تشنجها ليقوم بالنداء باسمها بهمس محبب في أذنها :

-شيراز ....شيراز .....انت سامعاني ...قومي كلميني ..في حاجات كتير لازم تعرفيها ...أنا لازم اعترفلك بكل حاجة حصلت لي من يوم ما سيبتيني واختفيتي ...أنا قلبي مات من يوم بعدك عني ..كنت حاسس ان نبضه وقف ..وانتي جيتي حيتيه تاني

...ليه ما قولتيش انك هي ....ليه ؟...ليه سبتيني انتظر كل ده وانتي جنبي ومش حاسس بيكي ...لا ..كنت حاسس ..كنت شاكك ان خديجة فيها حاجة غريبة ..كنت حاسس بس كنت بكدب نفسي وأقول انت بتتوهم يا مالك شيراز خلاص ماتت ومش راجعة ..قومي ارجوكي......

كانت في حلمها ترتدي فستانا ورديًا حريريًا بشعرها الأشقر يزين رأسها تاجا من الورود البيضاء والوردية في وسط حديقة مملوءة باتساعها الزهور الوردية والبيضاء من نفس لون التاج ..يقف امامها ببذلته الأنيقة السوداء وربطة عنقه الصغيرة مع قميصه الابيض ...ممسكًا كف يدها يودعها قبلة رقيقة فوق ظهره يعتذر لها عما اقترفه في حقها لتقول له وهي تسحب يدها بغضب منه:

-مش مسامحاك ...مش قادرة ...

اقترب منها يحيط خصرها بذراعه يعاتبها:

-سامحيني ياشيراز ..أنا بتعذب ...سامحيني وصدقيني هعوضك عن اللي فات بس سامحيني ....

-انت لسه بتحبني يا مالك ؟!!......

أودعها قبلة فوق وجنتها بهدوء:

-أنا ميت من غيرك ..انت الحياة ياشيراز ...

وجدها تبتعد عنه بغير ارادتها كأن شئ يجذبها بقوة من الخلف لتتطاير معها الزهور ويطير تاج رأسها من فوقه فتمسك به بقوة محاولة التشبث به من شدة الجذب كالإعصار تتوسله:

-مالك ...ما تسبنيش ...اوعى تسيبني ..

صرخ بها برعب من قوة الهواء :

-امسكي فيا ياشيراز اوعي تفلتي ...الهوا شديد ...

يتزايد الهواء ويسحب كل شئ حوله الا هو ثابتا بمكانه لا يتحرك لتصرخ هي باستجداء وهي تشعر بإفلاته لها:

-مااااالك!!!!!

كانت الصرخة بالحلم كفيلة ان تعيدها لواقعها لتفتح عيونها بفزع غير مستوعبة مكانها او ما حدث لها لتصطدم بعيونه السوداء الصقرية التي طالما تغزلت بهما ..فتشعر باقترابه المهلك لأعصابها ...وتهتز حدقتها بتوتر تتلمس غطائها برعب وتحاول تغطيها جسدها الذي كان مغطى بالفعل ...احتماء وخوفًا منه ....يهمس لها وهو يمرر عينيه على ملامحها :

-وحشتيني .......

ظلت صامتة تحاول السيطرة على حالها تفكر في مخرج لهذا المأزق ..كانت دائما تتخيل الكثير من السيناريوهات بينهما بعد كشفه امرها ..تتخيل مرة قتله بيديها ليقف مستسلمًا لموته ..مرة اخرى تتخيل سبه وقذفه باقذع الكلمات ...لما شلت في هذه اللحظة ؟!....

ليكرر كلمته مرة اخرى يستجديها :

-ما وحشتكيش ؟!....ردي عليا ..نفسي أسمعك بتكلميني زي زمان ....انت وحشتيني اوي ياشيراز بطريقة ما تتخيليهاش...

انفرجت شفتيها المهتزتين تنفي بحدة:

-أنا مش شيراز .....أنا خديجة ........

عقد حاجبه من حدتها :

-طيب اهدي عشان نعرف نتفاهم ...سواء كنت شيراز او خديجة ...

اعتدلت في جلستها بعنف تصرخ بوجهه:

-قولتلك أنا مش شيراز ...مش شيراز ...أنا خديجة ..خديجة وبس.....

مسكها من ذراعها يهدئها :

-خلاص حقك عليا ...انت خديجة ..ممكن تسمعيني ...في حاجات كتير لازم تعرفيها .عن اخر يوم شوفنا بعض فيه ....وكمان لازم اعرف وصلتي هنا ازاي .وهربانة من ايه؟...وليه صوتك متغير كده ليه؟....

ابتسمت بسخرية مع خفض يديه عن ذراعها تتساءل بكره واضح :

-يوم..يوم ايه؟...تقصد يوم فرحك ؟..ولا يوم ما اختفيت وجابني حازم بن السلمانية ....

اغمض عينيه يحاول تهدئة الوضع يعلم انها غاضبة ثائرة ويحق لها :

-يوم شرم يا شيراز ...اخر يوم شفتك فيه ...أنا عارف انك غضبانة من اللي حصل مني ..وأنه شئ لا يغتفر بس صدقيني أنا بموت في كل لحظة بفتكر.فيها اللي صدر مني...

أنا اسف بجد ....

صرخت به بقوة مما تسبب في احتقان وجهها:

-آسفك ده مايلزمنيش ..روح قدمه للي تستحقه (شيراز)...لكن أنا مافيش حاجة بيني وبينك ..

تحركت من جواره قاصدة تركه ولكنه لم يمهلها قام باحطتها بذراعيه من خصرها من الخلف ليصبح ظهرها بصدره يقيد ذراعيها بكفه يهمس بأذنها كلمات أسفه مع صراخها ومحاولتها للتحرر:

-اسمعيني ..اسمعيني المرة دي بس..أنا كنت معذور ..أني اشوف البنت اللي خطفت قلبي في حضن واحد تاني ويكون طالع من أوضتها ..ده شي محدش يتحمله ....أنا كنت عامل زي المجنون مطعون في كرامتي ..كنت عايز انتقم منك ..واجرحك..بس صدقيني ما قدرتش ..ما قدرتش ألمسك ..مقدرتش أخذ حاجة مش من حقي ..كان عندي اموت ولا ان اعتدي عليكي ..أنا اكتفيت بأن... بأن اوهمك ان قضيت معاكي وقت وسيبتك .....لكن صدقيني اقسملك ما حصل حاجة ..صدقيني ياشيراز ارجوكي ...

لاحظ سكوتها وسكونها ..اثناء حديثه كانت تقاوم منذ لحظات لتتحول مقاومتها له لسكون غريب لا يقطعه الا صوت تنفسها العالي الشاذ لهذا الهدوء ..أراد بثها الطمأنينة ..أراد محو ذنبه ...ليكمل بإصرار اكبر:

-ايوه ياشيراز...أنا ملمستكيش صدقيني ..مقدرتش اعملها ..مقدرتش ...كان الغضب

عاميني ..

سمعها تهمس بذهول غير مصدقة لما تسمعه هل ظلت كل هذه السنوات تلوم حالها على غدره..لا تعلم ما اقترفته في حقه من خطأ ..ليأتي الان يقدم بعض الكلمات الاسفة ويتوقع منها مسامحته ...نعم هو لم يلمسها كما يقول الان ولكنه كشفها قام بتعريتها بدون وجه حق ..الم يكن هذا اعتداء علي روحها قبل جسدها ...؟ ألم تتسول رده في رسائلها ؟..ألم تشعر بالقهر والوحدة من هجره لها بدون سبب ؟...تتذكر كل كلمة كتبتها بقهر تترجاه فيه الا يبتعد ..ان يجيبها ..يريحها من عذابها ...يواجهها بماذا اخطأت؟ ..هل كل ما حدث بسبب سفرها وكذبها فقط ؟!..لمجرد كذبة بسيطة عاقبها ؟!..هجرها؟!..ليأتي الان طالبًا الصفو والسماح....

همست بصوت تائه مصدوم :

-الرسايل!!!!....اترجيتك كتييير تسمعني ..تفهمني أنا عملت ايه ...؟دورت عليك في كل حتة .مالقتكش ...ما لقتكتش وقت ما كنت محتجاك ....حتى اخر رسالة بعتهالك كنت بعتاها وانا قلبي حاسس انها هتكون الأخيرة بينا ..اترجيتك ترد عليا مرة واحدة ...اسمع صوتك لمرة واحدة بس.......لكن انت بخلت عليا بده ....ويوم ما عرفت انك ابن الراجل اللي حماني كنت مستعدة اجرى عليك واترمي في حضنك لكن للأسف وقتها عرفت انك اتجوزت ونسيتني...و اني فعلا عمري ما كنت افرق معاك زي ما كتبتلي..

احتضنها بقوة يدفن انفه بعنقها يشتم عبيرها ويكرر آسفة مرارًا لها تصفح عنه لتخبره بألم واضح في صوتها :

-اندرو ..يبقى اونكل ...اخو چينا الصغير ...مكانش واحد عارفاه عليك يا مالك .....

اغمض عينيه بألم يكابح دموعه بالا تظهر فتشتد ذراعه حولها يخبرها :

-عارف ....عرفت انه خالك وقابلته بس متأخر بعد فوات الأوان ..بعد ما اختفيتي من حياتي ..انتي و والدك ......

انتبهت لكلمة (قابلته)..لتنتفض مبتعدة عن مجال ذراعه تلتف تواجهه بوجهها الغارق بدموعها تسأله برجاء:

-شوفت اندرو؟.....امتى ؟...هو دور عليا مش كدة ..كنت متأكدة انه هيدور عليا .....

ضم شفتيه بقوة يحاول إظهار ابتسامة مغتصبة ويربت فوق وجنتها بحنان مؤكدا لها ظنها يقول:

-بعد مدة من اختفائك جالي تليفون من امينة بتقولي تعالا حالًا ..اول ما وصلت لقيته قاعد ما حستش بنفسي الا وانا بهجم عليه وبضربه طبعا الكل كان مستغرب رد فعلي ...بعد ما قدرت أسيطر علي نفسي لقيت امينة بتقولي انه خالك وجاي يسأل عليكي لما عرف وفاة باباكي وأنك مفقودة ..ساعتها حسيت ان الدنيا لفت بيا الشخص اللي شفته معاكي وظلمتك عشانه يبقى خالك وانا بغبائي عاقبتك علي حاجة انتي مش عارفها ...

لم تستمع لكلماته الاسفة واعتذاراته كل ما يهمها ان هناك من يبحث عنها في هذا الكون ،.من يهتم بها ..رأت في ذلك بصيص امل يخلصها من قدرها المحكوم عليها ..نظر اليها لايستطع تفسير ملامحها كانت شاردة بعيون زائغة تبتسم تارة ببلاهة وتارة تعبس بوجهها تفكر بشرود أراد في هذه اللحظة سبر أغوارها ...اقترب منها يمسك كفيها بحنان بالغ يبثها الأمان بقربه فانتبهت له واستمرت تنظر الي عينيه بوجوم مررت نظرها بينه وبين كفيها القابعتين بين يديه لتراه يخفض رأسه يودع كفها قبلة رقيقة ارتعشت لملمسها فتضرب دقات قلبها صدرها بقوة. لم تشعر بهروب دمعة من محبسها فوق وجنتها ...ليؤلمه قلبه لمرآها بهذه الحالة الضائعة ....اقترب منها يسرق المسافة الفاصلة بينهما و يودع عينيها الدامعة قبلة حانية يتذوق ملوحة دموعها بشفتيه فتتحول القبلة لقبلات عشوائية موزعة فوق وجهها بلهفة.. فتأن من بين ذراعيه ليزيد ضمها لصدره يمسح فوق ظهرها بحنان يهمس باذنها:

-أنا مش مصدق انك بين حضني ..و رجعتيلي ياشيراز ..ودعواتي استجابت ...أنا مش مصدق ..الحمد لله ..الحمد لله.....

بعد لحظات تذكر شيئا فتوقف فجأة بصدمة عن احتضانها ..شعرت هي بتصلب جسده فجأة لتعقد حاجبها بخوف من سكونه فتجده يبتعد عنها يتفحصها بصدمة يسألها :

-احنا اتجوزنا ...!!!!....انتي مراتي ؟....أنا مش مصدق ...

اخفضت رأسها تهرب من سؤاله عن ماهية زواجه بها ليكمل تساؤله بحيرة :

-بس ازاي ؟...مين خديجة اللي اخدتي اسمها ؟.....

ارتعشت شفتاها هل تصارحه بحقيقة هويتها واسمها ..رفعت رأسها بكبرياء تخبره بشجاعة زائفة:

-أنا خديجة ...اسمي الحقيقي خديجة .....خديجة حفني الشاذلي .."شيراز "ده اسم اللي مامي اختارته ليا ..وبينادوني بيه.......

ظل ينظر اليها مبهوتا مما قالته ايعقل انه عقد قرانه عليها ..؟!علي حبيبته دون ان يدرك ...احتضنها بقوة كبير كادت ان تكسر عظامها غير مصدق كرم الله عليه ان يجدها ببيته و تكون زوجته ....كيف كان سيقدم على طلاقها ..كيف؟......

عني لها بلهفة مملوءة بالسعادة :

-انت مش هتبعدي عني تاني ...انتي فاهمة .......

أبعدته عنها بقوة ألمته في قلبه :

-انت أقسمت ان يوم ما اطلب انفصل عنك هتطلقني ...

صمتت تنظر لعينيه بقوة غريبة يشوبها التحدي لتكمل :

-وانا عايزة اطلق ......



.....................



اثناء طريق الرجعة جلست بجواره تنظر للزراعات الخضراء على يمينها براحة عجيبة ..يوميا تنتظر مرور فزاع ليقلها إلى المنزل وتستمع بهذا المنظر الخلاب لمحاصيل الذرة قبل حصادها ..لقد اشتهت رائحة الذرة المشوي اثناء احتراقه على الفحم ..تعجبت من حالها في الفترة الأخيرة من إلحاح شهيتها للذرة ..خجلت من التلميح له لرغبتها في النزول والجري بين المحاصيل وخطف حبات الذرة كما كانت تفعل في صغرها خطفت نظرة اليه اثناء اندماجه في القيادة يدندن مع نغمات الأغنية التي تصدح من المسجل ..لقد استمعت لها من قبل ولكنها اول مرة تشعر بلذة في الاستماع اليها ليخرج صوته الرنان موازيا لصوت المطربة



بتناديني تَأْنِي لَيّهُ أَنّتِي عايِزهُ مِنِّي أَي



ما أَنّتِي خَلاص حُبِّيّتِي غَيْرِي



.................



روحي للي حبتيه يا شيخه روحي ل اللي حبتيه



بتناديني تَأْنِي لَيّهُ أَنّتِي عايِزهُ مِنِّي أَي



ما أَنّتِي خَلاص حُبِّيّتِي غَيْرِي



.................



انسى غدرك و الاسية



و لا حبي الي راح ضحية



.................



لاحظ عينين سوداوين كحيلة تراقبه خلسة ليتوقف عن الغناء ويقبض عليها متلبسة يعقد حاجبه بتساؤل مرح:

-ساكتة ليه ؟!...مش متعود عليكي كدة....

ارادت اخفاء فعلتها :

-يعني تقصد أني رغاية ....ماشي يا فزاع ....

أمسكت بدفتر خاص بمدرستها ارادت اشغال حالها به بعيدا عن نظره ...لا تعلم لما ينشغل بالها دائما به ..؟بدأت تكره هذا الشعور الذي يراودها مؤخرا اتجاهه لتنهر نفسها لهذا الاهتمام المخيف ...تسمعه يسألها مغيرا الحوار :

-المدرس اللي اتمسك عندكم ..مافيش اخبار عنه ؟

انتبهت لسؤاله الغريب لتجيبه بلا مبالاة:

-مش عارفة ..تقريبا أتحول للنيابة ..مالك هو اللي متابع القصة....

-غريبة !!!.....

انتبهت لكلمته لتسأله بحيرة :

-ايه الغريب في كدة؟....

نظر لها بتمعن ليسرح في عيونها السوداء الساحرة الكحيلة ..مسحورا بلون عينيها وطريقة رسمهما التي تزيد من سحرهما ...فيشعر بالغيرة تنهش روحه عندما تخيل نظرة زملائها بالعمل لها ..ليجد نفسه يزفر بضيق ينظر للامام مراقبا الطريق يجيبها بضيق:

-اهتمام مالك بالموضوع ده وكمان رد فعل خديجة وقتها اغرب ...انها تمسك في الراجل بالطريقة دي كل حاجة كل حاجة غريبة ..زي ما يكون في حاجة مخبيها مالك ..في حاجة مفقودة في القصة ...

توترت امينة من كلماته لتدافع :

-حاجة زي ايه ؟..لا طبعا ما فيش حاجة مخبينها

ابتسم ابتسامة جانبية بسخرية :

-أنا قولت مخبيها مالك مش مخبينها ...عموما ده يأكد ان في حاجة وكبيرة كمان ...مش هضغط عليكي عشان اعرفها ....

أشاحت بوجهها تنظر للطريق بشرود لديها رغبة ملحة في إخباره ولكن إذا أخبرته ستفشي سرها ....شعرت بتوقف السيارة على جانب الطريق وتجده يهبط من سيارته يدور حولها من الأمام ويتقدم يفتح باباها آمرًا :

-انزلي.........

تلفتت حولها بتعجب فلم ينتظر إجابتها ليفتح الباب ويجذبها من ذراعها بإصرار يسير بها مبتعدا عن السيارة باتجاه الأرض الزراعية بخطوات واسعة فتتعثر في خطواتها خلفه صارخة به ان يتوقف ..يقف فجأة ناظرا امامه وهي خلفه تنظر لظهره العريض توبخه:

-انت جارر بقرة ..ازاي تشدني بالشكل ده انت اتجننت......

إلتف لها نص إلتفاته يبتسم لها ابتسامة جذابة ساحرة يقول بمرح:

-لو كل البقر حلوين كده..يبقى اه اتجننت.....

-فزاع.....!!!!!

قالتها باعتراض على تغزله الواضح لها ...كان اكرم يتغزل بها كثيرا ولكن هناك شئ غريب يداعبها من بعيد

يقول بتشجيع لها:

-بقالك قد ايه ما اكلتيش ذرة ؟

وقفت مذهولة من سؤاله بفم مفتوح ..كيف عرف بما فكرت به من لحظات ...انها بالفعل تشتاق لأكله واشتمامه:

-انت عرفت ازاي ان نفسي رايحة للدرة المشوي ..مش معقول تكون صدفة ...انت عارف بقالي قد ايه نفسي فيه ....دايما شامة رحته في كل مكان...

توتر فزاع من كلماتها لتضرب الأفكار رأسه افكار مقلقة افكار قبضت قلبه ليسألها بقلق:

-هو أنتي انتي منفصلة عن اكرم بقالك قد ايه؟....

اختفت السعادة عن وجهها لتحل مكانها الوجوم من سؤاله الغريب في غير وقته ليظهر الضيق على ملامحها:

-بتسأل ليه سؤال زي ده؟...-"

حك رأسه بتوتر ينظر خلفها علي سيارته ..كيف يبلغها بشكه ..وهل له الحق في إخبارها بشكوكه .؟...ليقول معتذرا عن تدخله:

-أنا اسف ...ان سألتك ..أنا عارف ان مش يحق لي أتدخل في حياتك...

رفعت حاجبها بتعجب من اعتذاره غير المبرر:

-في ايه يافزاع من امتى في حساسية بينا بالشكل ده..أنا بس استغربت سؤالك فجأة كده ....عموما ياسيدي أنا منفصلة من سنة ونص تقريبا عن اكرم .....

تنهد براحة غريبة كأن حملا أُزيل عن صدره فظهرت ابتسامة خلابة شقت شفتيه لتزيد من وسامته الشرقية ليقول بدون ادراك:

-الحمد لله ماطلعش وحم ......

طعنة غادرة ضربت قلبها بدون ادراك منه ..طعنة أدمت انوثتها تجيبه بخواء:

-لا اطمن ..عمره ما هيكون وحم...

رأها تتحرك امامه تلمس أعواد الذرة الصفراء بشرود فيتحرك لينزع عدد من أكواز الذرة من أعوادها يقول بحماس غريب:

-أنا بصراحة شكل الذرة جوعني وعايز اكل الأرض كلها ...

نظرت له باعتراض فاقبلت تمنعه عن فعلته تقول بلوم :

-ايه اللي بتعمله ده ؟...دي اسمها سرقة ..احنا ما استأذناش اصحاب الأرض ....

نظر لها بثقة ويرفع رأسه بكبرياء مصطنع:

-أنا مش محتاج اخد الأذن .......لأن صاحب الأرض موجود ....

تلفتت حولها تبحث عن صاحبها بغباء:

-فين ده ؟!...محدش واقف غيرنا....

رفع ذراعيه بجواره في الهواء ممسكا أكواز الذرة بمكر وعلى وجهه ابتسامة ثقة ...لتصرخ مصدومة تشير له بسبابتها :

-انت !!!!

هز رأسه بسعادة لتعبير وجهها المذهول وانفراج فمها كانت كاللوحة الفنية المرسومة مع تحرر خصلات شعرها الأسود من أسفل حجابها ليتطاير امام وجهها يداعب عينيها الكحيلتين بسعادة مماثلة كسعادته....



................



جلست تلتهم كوز الذرة المشوي بشهية مفتوحة بعد ان قام بشوائهم فوق مشواه خاصة به يحتفظ بها في مكان مخصص له بجوار ارضه.. سألته بحيرة :

-قولي يا فزاع ...هو مين سماك الاسم ده ..اشمعنى فزاع؟

انتبه لسؤالها ليبتسم بسخرية :

-ايه يا حضرة الأستاذة مش عاجبك اسمي ؟..،

رفعت كتفيها بلا مبالاة :

-عجبني ولا مش عاجبني هو أنا هتجوزك ..أنا بس فضولي أخذني أسألك...

نظر لها مبهوتا من جملتها عن الزواج ليجيبها بمرارة لم تنتبه لها:

-علي رايك هو أنا هتجوزك ؟!.....المهم يا استاذة اسمي ده قدر طلعت لقيت أبويا مسميني بيه ربنا يسامحه كان زنقت معاه يسميني علي اسم جدي .....

-الله يرحمه ....

قالتها امينة بتأثر شعرت بمرارة نبرته وألمها ألمه لتنطق بكلماتها التي جعلته ينظر لها مبهوتا يراقبها :

-أنا مبخلفش .....

كلمتان بسيطتان اخترقا أذنه لتتوقف يده عن التهوية فوق الذرة ..يرفع عينيه يراقبها وهي تلتهم الذرة بلا مبالاة كأنها لم تنطق من لحظات ..لام نفسه بسبب تلميحه لها لهذه النقطة الحساسة ليقول بحزن:

-أنا اسف ...أنا مكنتش اعرف ....

-و لا يهمك أنا عديت مرحلة الصدمة من زمان وتعاملت معاها....

أراد معرفة سبب انفصالها عن ذلك اللزج :

-هو ده سبب انفصالكم....

ابتسمت له ابتسامة بسيطة لتجيبه:

-تخيل ...لا .....

عقد حاجبه بتساؤل لتكمل هي:

-أنا اللي طلبت الطلاق بعد ما هو قرر يتجوز زوجة تانية عشان يخلف ..وقد كان اتجوز وخلف ..بس للاسف شكله ملقاش السعادة اللي بيتمناها بالخلفة ..هو حابب يمتلك كل حاجة في ايده ..بس الدنيا مش بتعطي كل حاجة .....

لتسأله بفضول لمعرفة فكر الجانب الذكوري:

-لو انت اللي اتجوزت ولقتيها مش بتخلف هتتخلى عنها ...؟

صمت ينظر اليها لم يستطع إجابتها ..هو بالفعل يعتبر اكرم من اغبى الرجال ليضيع مثل تلك المخلوقة من يده ...عندما طال صمته ابتسمت بمرارة فهي تعلم ان كل الرجال تفكيرهم يأخذ نفس المنحنى لن يضحي رجل بأمر الإنجاب من اجل امرأة أحبها....

استقامت من جلستها تطلب منها الرحيل تحاول اخفاء خلف ابتسامتها البشوشة ..حزنها ووجعها ..ليلبي لها طلبها بصمت مقبض وبال مشغول ....

......



في المساء....

وقفت امام مرأتها تنثر على جسدها رزاز عطرها الأنثوي الأخاذ وتقيم جسدها المغري الظاهر أسفل قميص نومها الأسود الذي يكشف اكثر مما يستر تلمس خصلاتها السوداء وترتب غرتها فوق جبينها منتظرة صعوده من الأسفل ..عندما عادت من الخارج لاحظت ضيق مالك الواضح وغضبه وتوجهه لغرفة والده ليصدح بعدها صوتهما العالي الغاضب من كلاهما التي لم تفهم منه شئ الا ذكر اسم تلك الملعونة "خديجة"...ولكنها صبرت حالها بان نهاية وجودها قد اقتربت ..وستنتهي للأبد ......وها قد بدأت بخطتها واقتنعت نادر ليتصل به يخبره زيفًا انه مهدد بفقد عمله بسبب انقطاعه الطويل .....

دخل عليها يجدها منتظراه وسط الغرفة بقميص نومها الأسود المثير دعوة منها لليلة حالمة ..ولكن شخص في غير حالته سينتهز هذه الدعوة المجانية بصدر رحب لينهل من فاكهة الجنة على الأرض ...ولكن بحالته النفسية والعصبية كل ما يستحقه الاختلاء بنفسه لتصفية ذهنه وترتيب أفكاره ...بعد طلب طلبها الأخير الذي صدمه ...كيف لها تطلب الانفصال وهي كانت تتمنى هذه اللحظة من قبل ..ان يكون لها ...زوجًا ...يقسم انها تغيرت كثيرا عن ذي قبل ....هناك تساؤلات كثيرة بعقله عن كيفية وصولها لبيته ..يجهل ما حدث لها بعد اختفائها .....وسيعرف كل شئ ......ما زاد من غضبه طلب والده هو الآخر في نفس التوقيت انفصاله عنها .وتطليقها ..ليثور ويغضب لأول مرة على والده ......

اقتربت بغنج أنثوي عندما لاحظت شروده وثباته بعد دخوله من باب الحجرة لتريح كفها على صدره تداعبه بأناملها تهمس بدلع :

-ايه مش ناوي تدخل وتغير هدومك ....

انتبه لوقوفها امامه بهذا الشكل يحاول ترتيب كلماته لم ينقصه هم ليزيده وجود غادة فحياته ...الم يختارها بنفسه شريكة له ..؟!..يتآكله الذنب اتجاهها ...كيف سيستمر معها وقلبه معلق بغيرها ليقول بجدية :

-لا ...ازاي ...هغير هدومي ...

تحرك امام نظرها المتفحصة لحاله تقسم انها ستنسيه اي شئ يعكر صفوه ..لا تكن غادة الا إذا فعلت ......



..................



اعين تنام مملوءة العين بالرضا ..واعين يجافيها النوم ...مع اختلاف الأسباب ... عينيه تأبى الخضوع والاستسلام لنوم عميق ينعم به ...يلقي نظرة بجواره على تلك النائمة قريرة العين ...بعد ان اشبع جموحها الغريب الذي لا نهاية له ..يشعر انه اصبح كالآلة خالي من اي مشاعر او احاسيس ..تحرك من جوارها يبحث عن سرواله ويرتديه بضيق ....ليبتعد عن الفراش متجها إلى النافذة المطلة على ساحة البيت يلقي نظرة على المكان الهادئ بشرود ...ظروفه تعارضه داوما ..تختار الوقت الغير مناسب لتعرقله عن خططته...بعد تلقيه اتصالا هاتفيًا من صديقه المقرب نادر يبلغه بضرورة قطع إجازته ومداومة العمل مرة اخرى...بعد ان كانت هذه الوظيفة حلم عمره اصبحت ثقلا على عاتقه ..سيبتعد عنها مرة اخرى بعد ان وجدها ...ماذا سيفعل الان؟....هل سيتركها بحماية والده كما كانت ....ام يبقى بجوارها ويتخلى عن حلمه ...ليضحك بدون صوت عندما تذكر غادة التي تنعم بأحلامها الان ...كيف ستتقبل جمعه لخديجة معها ؟...كيف سيبرر لها ؟....لو علمت حقيقة الأمر لو علمت انها حب حياته الذي لم يكل لحظة للبحث عنها .. لقتلتها للتخلص منها ....رفع نظره ليرى ضوء غرفة فزاع مضاء ...ليقول لنفسه :

-اهو كله كوم وفزاع اللي جه يطلب ايدك مني ده كوم تاني يا شيراز هانم ...حتى فزاع ما عتقتيهوش من ايدك ..يا شيراز ...لا و ايه ؟!..وكمان بيحنن قلبي عليكي ....عشان كنت قاسي معاكي ...

لمح شئ يتحرك خفية فتشق شفتاه ابتسامة مكر ويندفع يبحث عن شئ يستر جذعه العاري بسرعة ...

.....................



وقفت تداعب شعر مهرتها الغالية تقص لها ألمها كعادتها معها ..لقد هربت من بين يده بصعوبة بالغة لتهدده بالصراخ وفضحه امام الموجودين إذا لم يخرج من الملحق ..ليشتد به الغضب من تمردها عليه ..ليسألها متى كانت بهذه القسوة معه ؟!....وعند تكرار طلبها للانفصال عنه ..خرج مندفعا من حجرتها لباب الملحق يضرب الأرض بقدمه كالأطفال لتبتسم على هيئته الغاضبة ،....شئ بصدرها راضيًا تمام الرضا على تعذيبه وإرهاقه وفي نفس الوقت رافضًا الابتعاد عنه ...تشعر بقبضة صلبة تكمم فمها فيدب الرعب بقلبها ان تتعرض للاختطاف مرة اخرى مثلما حدث من قبل وتجد ساقيها بالهواء لا تلامس الأرض ....تصرخ بقوة تحت تلك اليد مع محاولاتها للتخلص من قيدها ...

نهاية الفصل الخامس عشر





وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-20, 06:38 PM   #53

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل السادس عشر

الفصل السادس عشر

قراءة ممتعة🌹🌹

,,,,,,,,,,,,,,




...تصرخ بقوة تحت تلك اليد مع محاولاتها للتخلص من قيدها .

لتجده يهمس باذنها:

-شششش ..أنا مالك ..يخربيتك هتفضحيني يا شيراز ....

هدأت مقاومتها عندما سمعت صوته الحنون العاشقة له يهمس بدوره :

-هشيل ايدي .بس اوعي تصوتي ...

هزت رأسها بالموافقة وتشعر بعدها بتحرك يده من فوق فمها مع بقاء ذراعه ملتف حول خصرها يقول لها :

-وحشتيني ..وحشتيني يا روح مالك....

تململت بين يده بضيق حتى يحررها وتبتعد عنه تواجهه بشراسة :

-عايز ايه يامالك مني؟!...مش كفاية اللي حصل لحد دلوقت .....

لفها اليه لتبتعد هي بعض خطوات الخلف فنظر لها بوشاحها الأسود الذي يغطي رأسها وغطاء وجهها يظهر من خلفهما عيونها الفيروزية لأول مرة خلف نقابها...كم كانت ماهرة في اخفاء معالمها المحببة له عنه عمدًا ...ولكنه يلوم نفسه من لحظة اكتشافه لها كيف لم يشعر بانها هي ؟!...عندما لامسها واحتضنها ..لما كان غبيا لهذه الدرجة الشنيعة؟......اقترب منها خطوات بطيئة يسرق المسافة بينهما وعلى حين غرة ينزع عنها نقابها بقوة جعلتها تشهق عاليا رعبًا من فعلته ..لما هي الان مرتعبة من فكرة كشف وجهها امامه ما دام قد كشفت شخصيتها له ....؟ألقى نقابها أرضا مع غطاء رأسها الذي انتزع عن غير قصد ليظهر شعرها البني المصبوغ الذي يتداخل فيه بعض الخصلات الشقراء معقوصا خلف رأسها يرفع اناملها يحرر شعرها لينسدل فوق كتفيها بحرية لتكتمل صورتها الحيّة يقول بصوت اجش:

-تخيلي من وقت ما كشفتك ....وانا حاسس أني في وهم ...حاسس أني بتخيل زي كل مرة وهصحى على كابوس ...

رمشت بعينيها بتوتر من كلماته التي إلتمست الصدق في نبرته ..ابتلعت ريقها بصعوبة تشعر بجفاف حلقها فجأة وشعورها بالعطش ليكمل حديثه بنبرة حزينة:

-وإزاي كنت بقصد اهينك ...واتعبك ..ازاي كنت قاسي كده ..ازاي ما اخدتش بالي ان خديجة عندها نفس مرضك ...ده كان كفيل ان اشك ...بس أنا غبي زي كل مرة ......

ابتسمت على نعت حاله بالغبي ..نعم هو غبي !!!!....لتسأله بسخرية وتحدي :

-عايز ايه من خديجة يا حضرة الغبي؟.....

لف ذراعه حول خصرها يضمها إلى صدره فتشعر بسرعة تنفسه الخشن تلفحها انفاسه الدافئة تداعبها :

-عايز استرد حقي اللي اتحرمت منه سنين ...عايزك يا شيراز تكوني زوجتي وحبيبتي وصديقتي وعشيقتي كمان ...عايز نكمل حياتنا مع بعض زي ما كنا مخططين ...أنا مالك ...حبك الاول والأخير ...نفسك اللي كنتي بتتنفسيه ...

ردت عليه بأسى وحزن مؤلم:

-شيراز ماتت يا مالك مالهاش وجود ..اللي موجودة دلوقت خديجة ...

اقترب منها يخطف قبلة عميقة من شفتاها بلهفة فيبتعد بعد لحظات ويكمل وقد زادت سرعة تنفسه بوضوح :

-الاسماء مش مهم ...المهم انتي بكيانك كله معايا وبين أيديا ..فاكرة زمان لما كنت بحس برجاء في عينك ان احس بيكي وبحبك ..أنا دلوقت اللي بترجاكي تحسي بعشقي ليكي ...

ضمها بقوة كبيرة ولهفة جعلتها تشعر بألم جسدها تحت يده يدفن وجهه في تجويف عنقها يقبلها باشتياق وتصدر منه آهة وأنين من شدة اشتياقه لها ..لم تعرف متى وكيف رفعت يدها باستسلام وضعف تبادله احتضانه بلهفة مغمضة عينها عن العالم من حولها ..متناسية ما فعله بها كل هذه السنين ..بعد لحظات وجدت حالها تطير بالهواء غير ملامسة الأرض ثم شعورها بالأرض أسفلها بعد ان اجلسها ارضا وهو امامها يودعها قبلاته المنتظرة سنين ممسكا بوجهها بتملك ....ابتعد عنها بعد لحظات يلتقط انفاسه ينظر لشفاهها المتوردتين التي عانت من هجماته منذ قليل تنظر الي عينيه بخجل واضح من هجماته فيتذكر شيئا ويقول متلهفا:

-جرحك عامل ايه دلوقت ؟...لسة بيوجعك ....

اخفضت رأسها بخجل مع اهتزاز رأسها بالسلب تحاول اخراج كلماتها من فمها المتورد:

-الجرح كان بسيط ..بس اكيد هياخد وقت زي جرح ظهري عقبال ما يخف ....

أنا اساسا مش عارفة ليه أغمى عليه وقتها ...انت اللي ايدك اتعورت بسببي....

ابتسم يداعبها يقول باستسلام :

-اعمل ايه ؟؟؟..وانا شايفك هتموتي نفسك يا غبية ،كنت لازم امنعك باي طريقة حتى لو كنت أنا اللي هتصاب بدالك ،..

-آسفة ....نطقت كلمتها بأسف واضح .....

-فداكي روحي وقلبي ...المهم عندي انك بخير وسليمة ...

نظرت له بتيه ارادت الارتماء بأحضانه وبث شكواها له ..وقص عليها ما حدث لها وما تعانيه منذ سنوات ..فتحت فمها لتبدأ بالحديث ولكنها شعرت بالتخاذل لتغلق فمها مرة اخرى ...كل هذا وهو يراقب ملامحها المتوترة شعر بانها تريد إخباره بشئ ولكنها تراجعت عن ذلك ..هل ما زالت لا تثق فيه كما سبق ؟!..امسك كفيها بهدوء يرفعهما لفمه يودعهما قبلة رقيقة يهمس لها بصوته الأجش :

-مالك ؟...حاسس ان في حاجة عايزة تقوليها ومترددة ....

اهتزت شفتاها لتضغط على طرف شفاهها مسيطرة على اهتزازهما تقول بصعوبة :

-انت ليه مش عايز تطلقني ؟...احنا ما بقاش ينفع نكمل مع بعض ..انت خلاص اختارت حياتك مع غادة واستحالة هقبل اكون سبب في خراب بيت حد ...الأحسن ليا وليك ..اننا نفضل على اتفقنا ...ماتنساش انت اتجوزت خديجة واقسمت لخديجة انك هتحررها وقت ما تطلب ده منك.....

وانا اهو بطلب منك اننا ننفصل ....

هز رأسه بالرفض يهمس لها ببطء:

- أنتِ غبية صح؟.. مستحيل ...مستحيل أتخلى عنك بعد ما لقيتك ..وانتي اللي بتطلبي ده مش مصدق ..وكمان انتي السبب لو كنتي قولتي انك شيراز ما كنتش اتجوزتها من الأساس !!!!

-لا ..صدق ..في حاجات كتير انت ما تعرفهاش ...جوازي منك كان لهدف واحد هو ان اكون محمية في البيت ده من اي حد يحاول ياخدني منه ...انت ماسألتش الحاج حافظ ايه السبب لحد دلوقت؟!....

رد بعصبية :

-اي سبب ؟!..أنا مش عايز اعرف اي حاجة غير انك مراتي وملكي واستحالة حد يقدر يبعدك عني ...فاهمة!!!!

ردت بسخرية وصوت خاوي :

-مراتك ؟؟...انت شايف أني مراتك ؟؟...أنت اتجوزتني وانت رافض الجوازة ...وكمان شوف نفسك يا مالك ...جاي تتسحب زي اللي بيسرقوا عشان تشوفني في الخفا ..بعد ما مراتك نامت ...وجاي وانت ريحتك غرقانه (perfum) بتاعها ..انت كنت في حضنها يامالك ...في حضن مراتك الحقيقية اللي أجوزتها قدام الناس كلها...مافيش حد يعرف اني مراتك ..بلاش نضحك على بعض .......

نظر لها مدهوشًا من كلماتها المرتبة ..شيراز لم تكن هكذا ..كانت طفلة مراهقة تتكئ عليه تسير بجواره ليست تقف ضده تهاجمه ولا يستطع إجابتها حتى .......

وجدها تقف امامه بتحدي تنتشل حجابها من فوق الأرض تقول بصوت حزين :

-احنا عمرنا ما هنكون لبعض يا مالك ..طريقنا عمره ما كان واحد لو تلاحظ كده ...فخليك في طريقك اللي رسمته من غيري ومتخافش عليا أنا كمان هحاول اوصل لاندرو وارجع لحياتي تاني ......

تحركت من امامه قاصد الهروب إلى حجرتها ليفيق من صدمته يندفع يحتضنها من الخلف مانعا إياها من تركه يصرخ بها:

-حياتك معايا أنا ..أنا بس يا شيراز ...

يلفها اليه لم تبدي اي مقاومة تشعر بخوائها وانهزامها ..الي متى سيلعب بها القدر بهذا الشكل ؟!...اسند جبينه بجبينها يبلغها عشقه يصرخ بها :

-انتي مرض ماشي في جسمي ..مرض اتصابت بيه ومش حابب أشفى منه...

رفعت يدها تحيط وجهه تسأله بلهفة :

-بتحبني يا مالك ؟...معقول حبيت شيراز كل الحب ده ؟......ولو حبتها وجعتها ليه من البداية؟...

نثر قبلاته المتلهفة على وجهها وعنقها يضمها الي صدره يريد إخفائها عن الجميع يخبرها بلهفة:

-بتسألي يا غبية ؟!...لسة بتسألي ..؟!بحبك ..بعشقك ....

شهقت برعب مع محاولتها دفعه عنها بصدمة ...



عندما تلاقت عينيها باعين مراقبة لهما بصدمة وغضب واشمئزاز ..رافضة لما تراه

كانت عين فزاع المصدوم من وضعهما ..ليفلتها مالك على الفور ينظر إلى ما تنظر اليه ليجد فزاع يراقبهما بقرف و لكنه اصر على عدم تحريرها من ذراعه المحيط لخصرها ...تحديا واضحا له ...اعلانا لملكيته لها بوضوح...

حاولت التحرك باتجاه فزاع منادية باسمه لتبرر له وضعهما المشبوه:

-فزاع !!!.

ينصرف والغضب يعتليه مما رأها لا يتخيل يوما ان تكون خديجة ومالك بهذه الأخلاق ..وخصوصا هي ...كيف لها تستسلم لاحضانه بهذا الشكل المقرف ؟..كيف سمحت لنفسها إقامة علاقة مع رجل متزوج ؟...والأدهى انه كان يخبره بكل سذاجة رغبته في الارتباط بها ...لقد كان مخدوعا منهما معا ...تُرى منذ متى وهما على هذه العلاقة الخفية ؟!...لقد سمعه يبثها كلمات عشقه ..الغير متناهية .....

....

فتح باب غرفته بغضب ينظر الي جوانبها بضيق فتقع عينيه على رسوماته التي تم رسمها لها من قبل ... يمسكها بغضب ينظر لها بقرف فيسرع بتمزيقها إلى قطع عشوائية ويلقيها على الأرض يدهسها بقدمه ...هل غضبه نابع عن غيرة ؟...لا ..لم يشعر بالغيرة مطلقا كل غضبه من الوضع الغير مشرف الغير ملائم لعاداتهم ودينهم قبلها ..يرتمي فوق فراشه بإرهاق مغمضا عينيه فتتراءى امامه عيون سوداء كحيلة بشكل مستفز لأعصابه ....



.......



بعد عدة ايام

صباحًا....

-أنا مش فاهم حضرتك تقصد ايه بالسؤال ؟!....قالها مالك لوالده بمراوغة يتهرب من إجابته ......

ينظر اليه حافظ نظرة دقيقة يعلم ابنه كخطوط كف يده ..يعلم متى يتهرب ويراوغ ...ليسأله مرة اخرى بإصرار:

-انا كلامي صريح ...انت تممت جوازك من خديجة ولا لأ...دخلت بيها ولا لأ..؟

ارتبك مالك من مباغتة بهذا السؤال المقلق قبل ان يكون محرج ..يشعر في نبرة سؤاله تمنيه بان تكون الاجابة لا ....ففي الفترة الأخيرة بعد طلبه منه ان يحررها ..اصبح لا يفهم ما يدور بعقل والده ..اجابه مالك بحرج وحذر :

-لا ....لسه ما تمش.........

هز حافظ راسه برضا تام ظهر على ملامحه ليطلب منه قبل ان يستقيم :

-بعد الغدا ...عايزكم انتو الاتنين في المكتب هنا ..........

قلق مالك من طلبه أراد ان يعرف السبب ليشحذ اسلحته فقال يستفسر:

-خير ؟..في حاجة ؟....

-لما تيجوا تبقوا تعرفوا ...........



..............



مرت عدة أيام عليها تتهرب منه ومن مراقبته ومتابعته لها ...حتى وصل بها الامر إغلاق باب حجرتها بالمفتاح من الداخل بعد محاولته التسلل لها ليلًا اكثر من مرة .بعد ان باغتها في مرة بالاختباء بحجرتها اثناء استحمامها ليلًا لتدخل الحجرة وتتفاجأ به يحيطها بذراعه يبث لها شوقه الحار لها بقبلاته الساخنة العشوائية مع خروج اسمها بين كل قبلة ....لتنجح في التخلص منه سريعا وتهدده برفع صوتها وإيقاظ زوجته الغافلة عن تصرفاته الطائشة ..كانت سعيدة بجنونه وتهوره الجديد عليها ولكن ما كان يعكر صفوها رائحته ..كان دوما رائحته مملوءة بعطرها الأنثوي المثير ليثبت لها مرة بعد مرة انها تمتلكه اكثر منها ......فتبتسم بحزن على مراهقته التى لم تعاصرها معه قديمًا .....أيضا ما قيحزنها ويكدر صفوها فزاع ...الذي تبدل حاله معها ...بعد رؤيته لهما معًا ...يتهرب منها ..كلما ارادت الحديث معه يتحجج بألف حجة وحجة ..لينأى بعيدا عنها ....كأنها ستلوثه ....لم يخف عليها نظرات التحقير و الازدراء ..الذي يطلقهما عليها ..لقد اشتاقت كثير لمناداته لها ب(ست البنات)...........

سمعت ام سعد تنبهها بألا تغفل عن الموقد وهي شاردة لتقول:

-أنا مش عارفة البيت مقلوب بقاله كام يوم ...كل واحد فيه دايما سرحان وعقله مش معاه ..حتى انتي.....

-مالي يا ام سعد ...أنا كويسة اهو .....

مصمصت شفاهها بصوت تلوح بسكينها :

-ماهو باين ...انتي على طول دماغك مش فيكي وسرحانة...وحالك مقلوب ...ما علينا ....اروح اشوف فزاع اطمن عليه بقاله مدة مش بيطل علينا زي عادته واديله الطلبات يجبها معاه بعد صلاة الجمعة ...اصل الحاج حافظ مجمع كل البيت على الغذا ............

استدركت شيراز الامر لتقول بلهفة مانعة إياها من التحرك :

-لا خليكي انتي أنا هروح وتابعي انتي الأكل .....

انطلقت تمسك بالورقة باتجاه حجرته لعلها تستطع تبرير ما شاهده بعينه حتى لايحكم عليها احكام خاطئة ...فزاع بالنسبة لها حارسها الأمين في ذلك البيت ويعز عليها فراقه وجفائه ..

..........



كان يمشط شعره الأسود المبتل امام مرآته الصغيرة بوجوم وملامح غير مقروءة ...سمع صوت طرقات خفيفة خلف بابه فينتبه اليها ويتوجه ينتشل قميصه يرتديه علي عجالة منه يغلق ازراره .....اتجه يفتحه ليدهش من وقوفها امامه بوجهها المكشوف وعيونها الزرقاء البديعة من الواضح انها بدأت التخلي عن نقابها و عدستها بعد ان كان الامر ضروريا ....ظل ينظر لعينيها بقسوة لم تعتادها معه من قبل مطلقا وهي تفرك يدها بتوتر :

-صباح الخير يا فزاع ....عامل ايه ؟

مط فمه بملل يجيبها بغير نفس:

-الحمد الله ....!!!خير.........؟!

هربت من عيونه تنظر لقدمها تقول :

:كنت عايزة اتكلم معاك ضروري ...تسمحلي ؟؟...

لم يجيبها ولكنه ظل ينظر اليها نظراته الجارحة اللائمة فتراه فجأة يدخل حجرته تاركًا إياها يقول بجفاء :

-ياريت بسرعة .عشان ألحق صلاة الجمعة ...،

ابتسمت بتوتر وشجعت حالها للدخول خطوات بسيطة داخل حجرته التى اول مرة تراها من داخلها ويظهر عليها الترتيب والنظافة رغم صغرها ..قطع شرودها قسوته في الحديث:

- هتفضلي ساكتة ...قولتلك مش ......

قطعت استرساله في الحديث :

-انت فاهم غلط يا فزاع ...صدقني الموضوع مش زي ما انت حكمت عليه ..اقسملك..

رفع حاجبه ينظر لها بسخرية ويضع يديه بجيوبه ؛

-ايه بقى هو الصح ...يا ست ال....البنات...؟!

جف حلقها كيف تشرح له وضعها ..انه يظن بها السوء هل من حقها إفشاء سر زواجها الذي سرعان ما سينتهي ..

-شوفتي بقى مش عارفة تبرري ازاي ...

أقولك أنا ..انت واحدة ما نعرفش اصلها ..اتخدعنا فيها ...وجت لفت علي ابن الكبير المتجوز يمكن تدبسه في علاقة او عيل ..ترجع تغصبه علي الجواز منها ...من غير حتى ما تراعي ربنا في البيت اللي حماها والله الراجل الكبير اللي اعتبراها بنته ....ده انتي طلعتي اوسخ خلق الله ....

أنهى حديثه الجارح لها ببصقة على الأرض

تحقيرا لها ....اهتزت عينيها تحارب وتمنع سقوط دموعها تقول له برجاء:

-أنا من يوم ما جيت هنا ..ما لقتش حد حميني غيرك انت والحاج وكل اللي في البيت ..وده جميل عمره ما هنساه ليكم ..عشان كده نصيحة ما تقولش كلام ترجع تتألم بسببه وتندم ...

امسكها من ذراعها يدفعها دفع للخروج من الحجرة تشعر بقوة قبضته فوق ذراعها لتسقط ارضا نتيجة دفع صارخا بقرف:

-اطلعي بره ....نفسك نجس اوضتي ومش طايق وجودك فيه ...انت من طريق واحنا من طريق يا بنت الناس ....

نظرت بتحسر لاتستطع مصارحته انه زوجها وأنها لم تخطئ تهز رأسها بالإيجاب :

-حاضر ...همشي عشان ما نجسش ..المكان ......

استقامت بكسرة امام عينه الكارهة تضبط وضع عباءتها وحجابها وعندما بدأت بخطو أولى خطواتها للخروج وجدت نفسها تمنع من الخروج بقبضته الحديدية الممسكة لذراعها والأيد الأخرى تغلق الباب ..نظرت له بذعر من اغلاقه الباب ولكنها واثقة بانه لن يقدم على اي تصرف مخجل ...هزها بقوة من ذراعيها يبصق كلماته بكره:

-انت عارفة أنا طلبتك للجواز كام مرة ...كام مرة ؟!...وكل مرة الحاج يرفض ...ايه ؟..فزاع مش قد المقام ...فزاع المرمطون ..خدام الكل ....فزاع اليتيم ..اللي جذره مقطوع ...ردي عليا!! ....ليه اختارتي مالك ؟...عشان فلوسه....

عايزة فلوس يا خديجة ؟!...أنا عندي فلوس قد اللي عند مالك مرتين ....ها ؟!..دلوقت توافقي ترافقيني ..تبقي معايا بداله بس المرة دي من غير جواز ...زيه بالضبط ....هجم عليها يحاول ان يقبلها بعنف ظلت تصرخ صرخات مكتومة وهي تشعر بقبلته المعاقبة لها ..وعندما زادت مقاومتها بضربها له قيد ذراعيها خلف ظهرها ليسمح لحاله ملامسة جسدها بطريقة فجة ممنوعة ..شعرت بالرعب يتملكها ارادت الاحتماء منه لتصرخ اكثر وأكثر ليبتلع صرخاتها بفمه مانعا خروجها ..تبكي بانهيار من تهجمه عليها بهذا الشكل لتتخاذل ساقيها وتسقط ارضا في انهيار كامل ..يبتعد عنها بدون فك قيدها بوجه اسود وعيون تسبح ببركة حمراء ناظرًا اليها بصدمة مما اقدم عليه من افعال ...تتسارع انفاسه بلهاث جاف ..ويبتعد فجأة كالملدوع كأنه أفاق من صدمته ....غطت وجهها تخفيه عنه واجهشت ببكاء مرير جرح صدره قبل صدرها ...وقف ينظر لها من علو يأمرها بقسوة:

-اطلعي بره ...وانسي اللي حصل ما بينا ...ماتحاوليش تحتكي بيا تاني ...اتفضلي ..برررره....

جرت من امامه في حالة انهيار لم تكن تتوقع ولا في أحلامها ان يصدر من ذلك المخلوق مثل هذه الأفعال........

.........



أنهى مكالمته الهاتفية بوجوم ...ضاق من إلحاح المتصل لإنهاء الامر في اسرع وقت ممكن ...لخطورة الوضع .....

أراح رأسه الخلف مستندًا على كرسيه العاجي مغمض العينين يقول لنفسه (المسئولية تقلت اوي يا حفني وخايف ماكنش قدها )........

شرد في يوم اختفائها وصدمته برجوعها مع حازم بن السلمانية

..................



((((((جلس حازم واضعا سيجارته الخاصة بفمه يزفر دخانها بهدوء:

-قولت ايه يا حاج حافظ ....

ضرب حافظ بعصاه ارضا معترضًا يقول :

-هو أنا فهمت حاجة عشان اقول رأي....

ابتسم حازم على مراوغة ذلك الرجل :

-ايه اللي مش مفهوم ؟...بقولك عايز اتجوز خديجة ...ايه بقى الصعب في كلامي ....

-انت تعرفها منين عشان تطلب أيدها ..مش غريبة شاب زيك في مكانتك يبقى عايز يرتبط بواحدة مايعرفهاش ولا يعرف شكلها ....

أراد حافظ سبر أغوار حازم فهو يعلم انه ليس بخصم سهل للمراوغة معه ...فيراقبه بثبات ينفث سيجاره بابتسامه غريبه يقول بثقة:

-مين قالك يا حاج ان مش عارفها ؟!...

اقترب حازم من المكتب الفاصل ينحني للامام ويكمل ببطء :

-مش هي بردوا (خديجة حفني الشاذلي )..الشهيرة بشيراز ....

كفاية كدة ولا اكمل .....

اهتزت حدقة حافظ برعب ليبتلع ريقه بصعوبة ..كان يعلم انه سيصعب عليه الحفاظ عليها ..كان يعلم ....يسمعه يكمل بهدوء :

-أنا عارف كل حاجة يا حاج حافظ ...عيب ..أنا مش قليل في البلد ....وانت حضرتك. عارف

سأله بحدة بدون مراوغة :

-عايز منها ايه يا حازم ؟!...سيبها في حالها ..الغلط مكانش غلطها غلط اللي حاول (ي.....)

قاطعه حازم بحدة غير ملائمة لسنه ولكنها مناسبة لمكانته :

-حاج حافظ اهدى ..واسمعني كويس ..أنا من بدري عارف مكانها ولو كنت ناوي على اذيتها مكنتش جيت لحد عندك وكنت خلصت عليها برصاصة (بتلاتة تعريفة )...أنا جاي اعمل معاك اتفاق لمصلحتها قبل اي شئ ..لان تأكد اللي انت مخبيه النهاردة أنا مش ضامن هيفضل مستخبي لحد امتي ..

ابتلع ريقه باهتزاز فهو يريد حمايتها ومن حديثه إلتمس الصدق فيه :

-المطلوب ..يا حازم ؟

سند ظهره بمقعده ليقول بهدوء مع ظهور ابتسامة بسيطة :

- ديّة.......جوازي منها هيكون ديّة للقتيل اللي اتقتل .....

صمت حافظ لم يستطع الرد لم يكن في مخيلته بان يطلبها كقربان ثأر ليسأله بتمهل :

-انت عارف اللي انت بتطلبه ده معناه ايه ؟....ان الغلبانة دي هتدخل برجلها وادي الديابة اللي ما بترحمش ...واللي ما عرفوش يعملوه فيها وهي في حمايتي هيبقى سهل عليهم وهي وسطهم .....

شعر حازم بالإهانة من التقليل في قدراته ليقول لائما :

-عيب ياحاج حافظ يتقال لي الكلام ده ..أنا مش عيل صغير ....عموما أنا قولت اللي عندي ..و هنتظر ردك عليا في اقرب وقت لمصلحتها .....

انصرف تاركا إياه غير مستوعب ماهية ذلك العرض ...كيف سيقنعها بذلك ..والأهم كيف سيقنع ولده بتطليقها بعد ان شعر بانجذابه لها .....))))))



.................



عاد لواقعه عندما سمع رنين هاتفه مرة اخرى صادرا من "فزاع "...فمن المؤكد انه يعاجله لاداء صلاة الجمعة ...فيدعو في نفسه (يارب حلها من عندك )......



....................



جلس الجميع حول مائدة الطعام كما امر الحاج حافظ لتناول وجبة الغذاء معًا ..ولكن كل من هو جالس فوق الطاولة شاردا في شئ خاص به ...مرر حافظ عينه على ابنه الوحيد الجالس على يمينه وبجواره زوجته يظهر على وجهه الوجوم والضيق بعكسها هي كانت مشغولة بنفسها كعادتها تنظر لهاتفها بتركيز ...وعلي الجهة الأخرى تجلس امينة واخت زوجته الراحلة حفيظة دخلت ام سعد ترتب الصحون على الطاولة بسعادة تقول :

-ده انهاردة عيد يا ولاد ...الكل مجمع ..مجمعين عند النبي يارب ....

بعد انتهائها من وضع الصحون أكملت :

-ثواني وباقي الأكل يكون عندكم يا حاج ...

هز حافظ رأسه ينهرهها على ثرثرتها:

-بطلي بس انتي لت وعجن وخلصينا ...

وجه سؤاله لمالك بجدية :

-هو فزاع أتأخر ليه ؟...الأكل هيفوته ..

-أنا اهو يا حاج ...

قالها فزاع اثناء دخوله بوجه صلد قاسي ليقترب منه يجلس بجواره علي الجهة الاخري بجوار" امينة "ووالدتها مقابل لمالك فيتبادل معه النظرات النارية الغاضبة يقابلها مالك بتحدي فاجر ...

امر الحاج حافظ "غادة "بشدة واضحة قائلا:

-قومي يابنتي حركي نفسك وأقعدي علي الكرسي اللي جارك ...وانت يا مالك اقعد مكان "غادة "....

نظر الكل لبعضهم في استغراب واضح وتبادلا "غادة "و"مالك" النظر ثم تحركا من اماكنهما تاركين المقعد المجاور له خال ...

انتظروا بعض الوقت يتبادلوا النظر ... يرسلون رسائل صامتة فيما بينهم باستغراب ..تخلل في نفوسهم ان هذا التجمع يقصد به شي اخر غير تجمعهم على الطعام للم الشمل...

يقطع شكوكهم قول حافظ لأمينة بصرامة:

-عاملة ايه يا امينة في مدرستك ؟..

نظرت له امينة بانتباه تحاول عدم النظر لمن يجلس بجوارها تهمس برضا:

-الحمد لله بخير يا حاج ....

هز رأسه براحة ويكمل بإصرار :

-أنا مجمعكم انهاردة عشان حالكم مش عاجبني وفي حاجات محتاجة توضح للكل ..ما تفتكروش ان نايم علي وداني ومش داري باللي بيجرى جو البيت وبراه ....نهايته!!!...

انت ليه طلبتي سواق يوصلك للمدرسة ؟..هو فزاع صدر منه حاجة اتجاهك ...؟

ابتلت ..شعرت كأن دلو من الماء البارد اسقط فوق رأسها ..ما هذا المأزق ؟..نعم طلبت منه هذا الطلب ولكنها لم تتوقع ان يعرض الامر امامه في وجوده ..رفعت رأسها ببطء تنظر بجانب عينها له لتراه محمر الوجه منتفخ الأجدان و ينطلق من رأسه الدخان ينظر لها بذهول ولوم واضح ..فتسرع تقول مبررة :

-ابدا والله يا حاج ...مافيش حاجة صدرت من فزاع ..بالعكس ...

-كنت ممكن اصدق كلامك لو ما كانش فزاع طلب انه يسيب البيت هنا في نفس توقيت طلبك تقريبا ....

كان ذلك دور فزاع ليخفض رأسه متهربًا منها هذه المرة ..أراد الابتعاد عنها وعن هذا البيت ..شعر انه آن الأوان ليستقل بحياته عنهم ان يثبت لهم انه ليس بالتتبع او بالقليل ليتهاونوا بحقه يقول بصوت مهتز :

-يا حاج ..لو هيزعلك ان امشي ..مش همشي ..كل قصدي انً أنا كبرت ولازم هيجي يوم افتح بيت أبويا واعيش فيه وأتجوز ....

نظرت امينة له بتأثر لا تعلم لما شعرت بالحزن من حديثه عن الاستقلال والزواج ..ايعقل ان يكون وجد زوجة مناسبة له ؟!...لم تشعر بنفسها الا وهي تمسك بطرف المفرش تقبض عليه بضيق واضح ...وتسمع امها تضيف ما يزيد من اشتعالها؛

-ايوة يا حاج "فزاع "من دور "مالك .."لازم يشوف نفسه وحاله ويتجوز واحدة تصونه وتخلف له عيال يشيلوه أمًا يكبر ....

أغمضت اعينها بقوة شعرت بطعنات متتالية بسبب كلمات امها الحادة ....كبحت دموعها ان تظهر ....فتسمع حافظ يوجه حديثه لتلك الجالس غير مبالية بالجالسين يقول بسخرية :

-وانتي يا مرات ابني ...اجازتك هتخلص امتى؟....

كانت في تلك اللحظة شديدة التركيز في رسائلها الموجهة للطرف الآخر تملي عليه طلبها الأخير بان يقم بالتنفيذ ولكنه يرفض بشدة لتصفه بالجبن ....

بعد ان نجح في الاتصال بمالك وإبلاغه ان الشركة تطلب قطع إجازته على وجهه السرعة وإلا سيتم الاستغناء عنه ..فتنجح خطتها ويقرر العودة لعمله كما خططت ...تنتفض عند سماع صوت والد زوجها فتقول بكبرياء معتاد:

-بكرة يا حاج اجازتي تخلص .ومالك ...بعد أسبوع هيحصلني عشان يرجع شغله بقى كفاية لحد كدة ....

-على خير .....قالها حافظ برتابة واضحة ...

ترفع عينيها لمالك الواجم الذي يشاهد المسرحية بعقل وقلب مسلوب تعلم انه ليس على طبيعته في الآونة الأخيرة عينيه تتلفت في أنحاء المكان باحثًا عنها بلهفة ظاهرة ....ليقول مالك محاولا تغير الحوار يسأل برتابة على امل ان يراها :

-احنا مش هناكل ولا ايه ؟!...

أمرهم حافظ بالبدء ..ليبدأ كل الجالسين تناول الطعام بغير شهية الا اثنان غادة وحفيظة اللتان لم يحملا همًا ..اثناء ذلك لاحظ "فزاع "عدم تناول "حافظ "للطعام فيسأله بدوره باهتمام :

-ايه يا حاج مش هتاكل ولا ايه ؟!....

-هاكل يا ولدي اكيد ......

فيصدح بعدها صوته عاليًا مناديا على ام سعد لتأتي مهرولة :

-أمرني يا حاج ....

نظر حافظ لجميع الجالسين بعين مقيمة لهما يراقب رد فعلهم فيأمرها بصرامة:

-نادي لخديجة تيجي .......

هزت رأسها بالإيجاب وانصرفت دون نطق كلمة لينظر بعدها على كل الموجودين يراقب ردود افعالهم على طلبه ..ينظر لابنه الذي زال عن وجهه الوجوم وحل محله السعادة ويشغل نفسه بتناول الحساء الساخن ...ويلاحظ أيضا تصلب وجه" فزاع "عند نطق اسمها ....بخلاف ضيق "غادة "

دخلت بخطوات متمهلة بارتباك واضح مخفضة رأسها .شعرت بسخونة تسري بجسدها ..وكأن الأرض غير مستوية تعرقلها عن السير بطريقة صحيحة ..خطت اخر خطواتها حتى استقرت واقفة بجوار الحاج الحافظ ..كانت مراقبة من الجميع من بين ذاهل وسعيد ومستنكر وغاضب ..اول ما اخترق سمعها لحظة وصولها شهقة عالية قوية صادرة من فاه ام امينة (حفيظة)..يسقط بعدها من يده الملعقة في صحن الحساء لتقف تتمتم :

-"بسم الله الحفيظ .."بسم الله ...الله اكبر ..قل اعوذ برب الفلق"...

تمسك بعدها ذراع ابنتها بقوة تشير لتلك الثابتة :

-بت يا امينة ..مش دي ..دي ....

اخفضت امينة رأسها بحرج وارتباك لقد اخفت عن الجميع حقيقة وجود "شيراز" حتى امها ..يكفيها مواجهة مالك لها عند علمه بمعرفتها لحقيقتها وإخفائها الامر عنوة عنه لتتفاجأ الان بخروجها للجميع بهيئتها الحقيقية كاشفة وجهها ولون عينيها الأصلي ..لتعلم انها النهاية ...لقد أخبرت زوج خالتها حافظ بحقيقتها ومعرفة مالك المسبقة لها ...الان اصبح يعلم من هو الشخص التي كانت تقص له عنه في أوائل أيام ولوجها هذا البيت ...لتكون صدمته بانه ابنه ..وحيده..ليعرقل ذلك أمور كثيرة امامه في الوقت الراهن .. عندما طال صمتها نهرتها امها وقامت بضربها بكتفها ضربة مؤلمة تقول :

-انتي كنت عارفة و مخبية ..مخبية عليا أنا يا امينة ......وانت ؟..انت يا مالك عارف ؟....أنا مش فاهمة حاجة ابدا....

نظر فزاع للجميع لا يفهم شيئا مما يدور حوله ..ولكنه شعر بالضيق والاختناق من رؤيته لها ..ليلقى عليها نظرة ضيق و أشاح نظره عنها ...لم يخف عليها تلك النظرة التي رماهها بها ...سمعت صوت الحاج حافظ ينهر ام امينة قائلا :

-أنا مش عايز لت حريم ..اقعدي يا حفيظة ...واسكتي ....

أومأت برأسها لتجلس بعد ان قرصت ابنتها بضيق من ذراعها ....

وجهه حافظ حديثه لخديجة بنبرة مختلفة نبرة تملأها الحنان والعطف يأمرها :

-اقعدي يا بنتي .......

ظلت واقفة امامه لم تستطع التحرك ..فالمكان الوحيد الفارغ بينه وبين مالك ..تشعر إذا اقتربت لن تستطع السيطرة على حالها ..رفعت نظرها تنظر لغادة التي تحول وجهها الي سواد غريب وعيون مشتعلة ارعبتها للحظات ...لتبتلع ريقها تقول بهمس اعتقدت انه غير مسموع :

-اقعد فين يا حاج ؟....

ابتسم حافظ على براءتها ليأمرها بصوت مسموع للجميع بتحدي صارخ للكل وهو يشير بعصاه يضرب الكرسي ليصدر صوتًا مسموعًا تحديا للجميع :

-تقعدي هنا ......جنب جوزك ......مالك.....!!!

شهقة صدرت من ام امينة مرة اخرى اعلى من السابقة تقول :

-جججوزها ؟!!!!!!!!...

تحركت بحرج تجلس بالمقعد المجاور له ببطء تهرب من مراقبته وابتسامة مالك البلهاء ..تشعر بان الحجرة تميد بها..رفعت عينيها للامام لتجد عيون سوداء جاحظة تكاد ان تسقط بصحن الحساء مع فمه المنفرج بصدمة

ويده المعلقة بالهواء ممسكة بالملعقة التي كانت في طريقها لفمه ....نظرت له بانكسار واضح ولوم على ماصدر منه ليسقط الملعقة فجأة يغلق عينه بضع ثواني غير مستوعب لما سمعه ..فتحهما عندما سمع صوت غادة منفعلا تقول :

-الموضوع ده زاد عن حده ...ولازم تحط له يامالك نهاية دلوقت ....وحالًا....

صمت مالك لا يعرف ماذا يفعل ؟..فهو في موقف لا يحسد عليه ..جالس بين زوجتيه كهارون الرشيد ..شخص في حالته يطير فرحًا ولكنه يشعر كأنه بين حجري الرحايا ...نظر لها مالك بضيق واضح يأمرها بصوت خشن :

-غادة مش وقته ..الأمور ما تتحلش كده ...

-تتحل ازاي يا كابتن ..؟!...ده ما كانش كلامك ولا اتفاقنا ..البت دي لازم تطلقها وحالًا ...

صرخت غادة بكلماتها ليس من اجل رؤيتها لخديجة ولمدى جمالها الأخاذ وإنما لوجود شعور غريب بداخلها تحاربه دوما وهو ان مالك يميل اليها ....

في هذه اللحظة صرخ حافظ بها مهددًا:

-صوتك ما يعلاش في وجودي وفي وجود جوزك ..انت فاهمة ..ده اولا ..ثانيا اقعدي وكملي أكلك ...لان موضوع طلاق خديجة من مالك شي مفروغ منه ....

كانت الصدمة هذه المرة حليفة تلك

الفراشة المكسورة التى تجلس بجواره بجسد منتفض مما يحدث حولها ..كأنها دمية يتلاعبون بها كما يشاؤون وقتما يريدون ..لم تشعر بتساقط دموعها الساخنة فوق وجنتيها ليزداد وجهها حمرة ..

شعرت بأنامل خشنة تداعب كفها الصغير المستريح فوق ساقها اسفل الطاولة في الخفاء ..تنتفض على اثرها وتصدر منها إلتفاته تنظر له باستجداء الا يتركها ضائعة ..كانت نظرة عينه المحبة لها كفيلة لبثها الأمان التي تنشده ..لن يحررها ..لن يتركها ويتخلى عنها ..يكفيه عذابا في بعدها ....ابتسمت بصعوبة من بين دموعها ..اما عن الجميع كأن على رؤسهم الطير ....لم يفهموا شيئا ....كلمة واحدة صدرت من حافظ للجميع انتبه جميعهم لها :

-بتهيألي الأمور كلها وضحت قدامكم ...

انهي جملته بالنظر بعين فزاع ...يرسل له رسالة خاصة .....

فعندما لمحها من شرفته صباحًا تخرج من حجرته بانهيار تام ووجهه منتفخ أرسل لها ليستفسر عما حدث بدون ان يشير إلى انه علم بوجودها معه بحجرته ...ليجدها تنهار ببكاء فوق كتفه تخبره عن رؤية فزاع لها مع مالك وظنه بها سوءا ...بدون الدخول بتفاصيل ماحدث بينهما ...فأراد في تلك اللحظة رد كرامتها وقطع السنة من يتحدث في أخلاقها ....لقد كان خطؤه اخفاء الامر من بدايته ....

انتفضت غادة بغضب كبير تركض وتضرب الأرض بساقيها ...تاركة الجميع ينظرون في اثرها ..

فيكمل حافظ بلا مبالاة :

-كملوا اكلكم قبل ما يبرد .....

ظل خلال الجلسة يقرب لها الطعام باهتمام بالغ لتبتسم بصعوبة وتحارب حتى تستطع ابتلاع الطعام ....تحت أنظار الجميع المراقبة ........

................

بعد الانتهاء من وجبة الطعام انصرف الجميع وانفرد حافظ بابنه في المجلس كما طلب منه على امل ان تنضم لهما خديجة بعد لحظات .....

يقف مالك من إلحاح والده يقول :

-أنا مش مصدق حقيقي مش مصدق ..انك مصمم على طلبك....

بعد ما كنت بتحاول تقنعني بجوازي منها دلوقت بتحارب ان اطلقها واسيبها ...

لا يا حاج اسمح لي....!!!!

-عايز تفهمني انك حبيتها في الفترة القصيرة دي ..لا طبعا ...ولا عشان هي طلعت البت اللي عشقتها وجيت لي طاير من الفرحة وانت بتحكي لي عنها ....زمان .....

ارتبك من مواجهة والده ومعرفة بكل تلك التفاصيل ليسأله بحرج:

-هو حضرتك عارف من امتى؟

ابتسم ابتسامة لم تصل لعينيه واكتفى بهز رأسه بقلة حيلة بدون جواب

ليكمل :

-اسمعني يا ابني ..لو هي فعلا تهمك امرها وخايف عليها لازم تسمعني كويس .لازم ....

........................



في المطبخ جلست تجفف الصحون بشرود منتظرة انتهاء إعداد القهوة على الموقد حتى تقدمها للحاج حافظ ..تفكر كيف ستتعامل مع جميع بالمنزل بعد معرفة حقيقتها للجميع ؟..هل هذه النهاية ؟!....تسمع ثرثرة ام سعد تلومها على اخفاء امر زواجها من مالك عنها ..وكم هي سعيدة لهذا الخبر ..لم تجبها شيراز وظلت واجمة مشغولة البال تمسك الصحن بهدوء شديد تجففه بقطعة قماش نظيفة ..شعرت بحركة على مدخل الباب لتجد فزاع يرسل لها نظرات مختلفة عن ذي قبل ..نظرات تحمل الأسف ..والخجل من تصرفاته ...اخفض نظره لينظر لقدمه لا يقدر على مواجهتها بعد تصرفه الأخير ..رفع وجهه فجأة عندما سمع صوت ام سعد يلومه هو الآخر :

-لا وكمان سي فزاع عايز يسيبنا ..أنا مش عارفة انت أتخبط في عقلك يا واد يافزاع ..خلاص كبرت على الحاج وعليا ..

نظر لام سعد بابتسامه مغتصبة يجيبها:

-لو كبرت على الدنيا مش هقدر اكبر عليكي وعلى الحاج يا ام سعد ..ده انتي اللي مربياني وخيرك عليا ...

نظرت له بتأثر من حديثه وتقترب منه بلوم تضربه من كتفه بصوت يحارب البكاء :

-اومال طلبك من الحاج انك تفتح بيت ابوك وتسيبنا ده ايه ؟...أنا مش طول عمرك بتقول ان لو امك عايشة ما كانتش اهتمت بيك قدي....

ربت على كتفها بحنان يمسح وجهها الذي أغرقته الدموع يجيبها:

-اكيد عارف ...ومقدر ..بس انتي مش دايما بتقولي يا واد يافزاع نفسي اشوفك حتة عيل واربيه زي ما ربيتك ورعيتك ....

ضحكت من بين دموعها وتضربه بخفه بكتفه :

-انت دايما كده تقلب كل حاجة تهريج ....تكمل على عجالة شوف بقى انت أخرتني وخليت القهوة تفور وانا لسه عايزه اروح اجيب حاجات من السوق ...

ابتسم لها قائلا بحبور :

-روحي انتي وانا وخديجة هنعمل القهوة ...اهداها نظرة مترجية بان توافق على حديثه لتهمس بصوت متحشرج :

-ايوه يا ام سعد روحي انتي ..وانا هوصلهم القهوة ....

وافقت على الفور لتتحرك مبتعدة عن المكان بعد ان ارتدت عبائتها ووشاحها ...

صمت فزاع بعض الوقت وقف ينظر لقدمه ويده بجيوبه لا يستطع البدأ بالحديث أراد مصافحتها عن فعلته الدنيئه معها فيسمعها تقول وهي تتحرك من مجلسها :

-قهوتك مظبوطة مش كدة ؟؟؟؟.....

التقط انفاسه عن سماع صوتها تحدثه كأن لم يحدث شيئًا منذ عدة ساعات يجيبها :

-ايوه .....لو ...لو مش هتعبك !!!.....

هزت رأسها بالرفض وتتجه لإعدادها تقول بإحراج :

-لا ما فيش تعب ....

شعرت بتحركه يمسك زجاجة المياة القابعة بجوارها فوق اللوح الرخامي وتلمح بطرف عينها يسكب الماء بكوب زجاجي محاولا إشغال حاله عنها..وتسمعه بعد انتهائه من الشرب يسأل سؤاله التي كانت تتوقعه منه يشوب نبرته اللوم الواضح لها :

-ليه ما قولتيش ..ليه خبيتي وخليتيني أظن فيكي السوء ....

ابتسمت ابتسامة مغتصبة ..لن تستطع في الوقت الراهن تبرير الامر كاملا ..تجيبه بتأثر:

-يمكن في حاجات كتير ما اقدرش أحكيها دلوقت ..بس صدقني لو كان الزمن أداني الاختيار ان احكي لحد ..كنت هتكون انت يافزاع ..بس للاسف في حاجات ما ينفعش تتحكي..لان لو حكينا هنفتكر ..ولو افتكرنا هنتجرح وبعدها نتألم ونندم اننا حكينا وفتحنا جرح اتقفل من زمان ......

تنهد بحيرة يشعر ان هناك امر لا تريد التطرق اليه عمدًا ليقول آسفًا:

-أنا اسف عن اي شئ صدر مني ...أنا مكنتش في وعيي .شيطاني تملك مني ...انتي عارفة ان بعزك قد ايه ...؟ولو كنت بعزك في الاول قيراط ..دلوقت معزتك زادت عندي لانك بقيت مرات اخويا ....

أغمضت عينيها بتأثر بالغ ..اه لو يعلم ماهو منتظرها ؟!....

رفعت عينيها له برضا وتسكب قهوته وتقدمها له بحبور تقول :

-ده شئ متأكدة منه يا فزاع......أنا متأكدة ان قلبك ابيض .....مسمحاك!!!



نهاية الفصل السادس عشر







وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-20, 06:47 PM   #54

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل السابع عشر



السابع عشر

................

ِ



جلست بتيه بغرفتها تنظر الي أركانها بشرود تتأمل تقع عينيها علي خزانتها القابع بمنتصفها مرآة تعكس صورتها المنهزمة الشاحبة شعرها المنسدل على كتفيها ..أين ذهبت روحها النشطة ؟..أين تلك الفراشة التي لم تكل من التنقل من فوق كل زهرة بحرية تنعم برحيقها ...تتقوس شفاهها للأسفل تحارب بكائها ..متى ستظل هكذا ؟..متى ستتحرر من قيودها ؟..متى خلاصها ؟....

خلال اليومان يتهرب منها ..يتهرب من النظر لعينيها ..بعد ان كان يتوسل قربها ..بعد ان أعطاها املا جديد بوجودها ..تألمت عندما سمعت اصرار حافظ بطلبه له ...بان يحررها ..يطلقها ...وقفت حاملة أكواب الشاي ثابتة بصدمة تسترق السمع خلف الباب ليصل لمسامعها طلب الحاج حافظ له ...ولكن ما صدمها اكثر سكونه وصمته وعدم إجابته على طلب والده كانت تنتظر دفاعه عنها باستماتة ..ليقابلها سكووون غامض ...

ومن بعدها لم يتلاقا ..حاولت انتهاز الفرص للحديث معه ولكنها تشعر بتهربه ..ألمها تجاهله المتعمد ...لتجلس كل ليلة تبكي فوق وسادتها وتشبعها صرخاتها المكتومة ..لما يفعل معها ذلك ؟..بعد ان تعمدت نسيانه لتغلق قلبها وتحصنه ضده عاد يداعبها ويحركه مرة اخرى ..

تحركت بإصرار من فراشها ترتدي عباءتها السوداء فوق ملابسها ولكنها لم تهتم بتغطية خصلاتها البنية ..لتخرج الي وجهتها بضيق وغضب يجب عليها مواجهته معاقبته على افعاله ....

صعدت الدرج الخشبي بخطوات مهتزة قاصدة غرفته الخاصة... تعلم انها اول مرة تتجرأ لوطئ غرفته الخاص من قبل وبالأخص بعد زواجه ...وقفت مترددة امام بابه المفتوح جزئيا ...فتتجرأ بدفعه بتمهل تبحث عنه فيصدمها ظلام الحجرة الا من ضوء بسيط صادر من مصباح جانبي ..دخلت بخطوات بطيئة تمرر عينها بجوانبها فتجده جالسًا على حافة فراشه واضعًا رأسه بين يديه ساندا ذراعيه فوق ركبتيه ..بهيئة لم تشاهدها عليه من قبل ،انقبض قلبها لرؤيته هكذا ..اما عنه. قد شعر بوجودها بغرفته يعلم انها هي ولكنه لم يقدر على رفع رأسه لرؤيتها ...

فاقتربت منه منتظرة انتباهه لها وعندما مرت اللحظات على ثباته همست بعذاب واضح باسمه ...ليرفع رأسه من بين يده ببطء يواجهها ينظر لها نظرات غامضة عليها ...صمته شجعها للتحرك اليه تجلس على ركبتيها امامه تستند بكفيها فوق ساقيه لتسمعه يسألها بخشونة بسيطة :

-ايه اللي جابك ؟....

صدمت من سؤاله هل لا يريد قربها ..ام هو سؤال بديهي منه؟....لتجيبه بنبرة رنانة:

-انت اللي جبتني هنا ....جاية اشوفك بتتهرب مني ليه ؟....

لمس كفيها بيده الدافئة يحتويهما يقول بحسرة:

-ياريتني اقدر اهرب ....

تلفتت بعينيها بالحجرة لتلمح حقيبة سفر مجهزة بجوار مكتبة فينقبض قلبها مما فسره عقلها قبل عينيها تسأله بخوف:

-انت ....انت مسافر ...؟!

رأته يغمض عينيه بقوة بعد سؤالها يجاهد نفسه كيف سيخبرها انه تاركها لمصيرها للمرة الثانية ...ولكن هذه المرة ليست بارادته ..ظروفه تعانده ..من بداية عمله المهدد فقده لانقطاعه مدة كبيرة عنه ...إلى .....!!!!

عند هذه النقطة فقد أعصابه لينتفض واقفا امام عينيها المرتعبة من تحوله المفاجئ ..ويتحرك للنافذة شاردا يواليها ظهر يقول بصوت حاد اجش:

-اسمعيني كويس ياشيراز ،..في كلام لازم تفهميه قبل ما امشي ...يمكن الزمن ما يجمعناش تاني ...

تنقبض قلبها واعتصر من قسوة كلماته ..ما هذه الكلمات التى يهزي بها ..تقترب منه بإصرار سانده كفها خلف ظهر تتساءل :

-ايه الكلام ده ؟...تمشي ..تمشي تروح فين ...؟..أنا مش فاهمة حاجة ؟!...

مالك بإصرار عجيب :

-ده امر طبيعي ..ياشيراز ..ان. امشي وأشوف مستقبلي اللي حلمت بيه ..أنا فكرت كتير في وضعنا الغريب ..لقيت ان مش من مصلحتي ان افضل اكتر من كدة هنا ......ولازم اعيش حياتي زي ما كانت مع شغلي ومراتي......

لم تصدق أذنها ...هل ما سمعته منه صحيح ...ايخبرها بابتعاده بكل هذه البساطة بعد سنوات عذابها وحرمانها منه ..؟!بعد ان عثرت عليه بعد فقدانه .....تقول بصوت متألم غير مصدقة موقفه:

-وانا !!!!.انا يا مالك فين من حياتك ....أنا فين من حياتكم كلكم .....أنا مش مصدقة انت اكيد بتكدب ..ايوه بتكدب صح ...أنا مراتك زيها ..زي غادة .وده كلامك مش كلامي ...أنا لما طلبت منك تطلقني قبل كده ..انت اللي رفضت وقولت لي ان حياتك معايا ...ايه اللي غيرك ..؟

سمعت ما جعلها تتمنى الصمم قبل ذلك الوقت ليقول بقسوة :

-اكتشفت انك انتي ماضي جميل ...بأحلام وردية ..أيام طيش شباب ..وللأسف مش هتتعدي الماضي ياشيراز ..لكن مستقبل ..لاااا.....

نبشت أظافرها في ذراعيه لتديره بقوة غريبة عليها لتواجه وجهه البارد تقول من بين دموعها :

-ده مش كلامك ...أنا حاسة ان قدام حد تاني شبهك ..أنا حياتك وروحك ..مش ده كلامك ..رد عليا ...قولي انك مش هتسبني تاني .......

انزل يديها الممسكة به بقوة وجفاء يقول بوجه رخامي :

-جوازنا مصيره الفشل ...عشان كده أنا .....أنا ....هطلقك....

صرخت بوجه من صدمتها تمسك تلابيبه بقوة رافضة تهز رأسها بصدمة تترجاه:

-لا يا مالك ..لا ...انت بتحبني وانا بحبك ..مش هقدر أعيش من غيرك تاني ...انا كنت بكابر كل السنين دي بحاول أكرهك فيها.. وما عرفتش ...أنا مستعدة اعمل اي حاجة تطلبها مني بس ما تسبنيش ...حتى مستعدة اكون زوجة تانية ..ماليش حقوق عندك ،.انا متخلية عنها ..مش هضايقك نهائي...حتى لو وصلت ان اكون خدامة لغادة.. أنا مستعدة ..بس ما تسبنيش ...أنا تعبت ..اقسم بالله تعبت .....تعبت.

أنصدم من انهيارها بهذا الشكل ومن كلامها الذي طعنه في قلبه حاول اخفاء تأثره حتى لا تؤثر عليه بضعفها وحديثها لقد عزم وانتهى الامر :

-مالوش لازمة الكلام ده ....ياريت تطلعي بره عشان محتاج انام ورايا سفر من بدري ...

بروده زاد من انهيارها لتهزه بقوة من قميصه كلبؤة مجروحة مطعونة:

-انت بتعمل فيا كده ليه ؟...ليه دايما بتموتني ..بتدبحني ...أنا استحاله اسيبك تعمل فيا كده ،..أنا بحبك يا مالك ...والله بحبك ...

قامت باحتضانه بقوة رافضة تحريره رغم محاولته لإبعادها عنه بقوة ..فيمسكها من ذراعها بقوة ألمتها يباعد بينهما ويدفعها بقوة عنه أسقطتها ارضا صارخا بها بقسوة :

-قولتلك اطلعي بره ....بررررررا....

جلست ارضا متألمة ..ولكن الألم لم يصل لجسدها بل وصل لروحها المطعونة من تغيره وتعامله القاسي معها الغير مبرر ..اخفضت رأسها بانكسار تجهش بالبكاء الشديد لم تعد تستطع السيطرة على انتفاضة جسدها والسيطرة على شهقاتها التي بدأت بالتصاعد بطريقة مخجلة ..

وقف مثبتًا ناظرا ليده بصدمه ..كيف فعلها ودفعها بتلك القسوة ..كيف هانت عليه ان يؤلمها ويعاملها بالنبذ؟. ..عندما وصله شهقاتها وانتفاضتها ...لم يسيطر على نفسه ليتحرك بسرعة جالسًا على ركبتيه حتى يكون بمستواها ..ممسكا وجهها بكفيه قائلا بنبرة ملتاعة :

-أنا اسف ...اسف ...ما اقصدش أوقعك ...حاسة بحاجة بتوجعك ؟!...

لم تجبه زادت من بكائها ..فيسمعها تقول بعد فترة :

قلبي ....قلبي بيوجعني يا مالك ...

ظلت تضرب صدرها بقبضتها بقوة لتكمل بنحيب :

-اطلع منه يا مالك ..وريحني .....مش هقدر أعيش طول ما انت جواه ...

تعرف تخرج من هنا .....؟!

اشارت باتجاه قلبها بإصرار ....

نظر لعينيها التي اشتعلت باحمرار دامي يراقب نظراتها الملتاعة المترجية العاشقة ..فيشعر بسريان صاعق كهرباء بجسده المتعرق و تلفح وجهه انفاسها الدافئة الخارج من فمها الصغير المهتز ..يخفض عينيه يراقب خروج اسمه منها ببطء كالهجاء ...فيزداد اشتعاله ..لينخفض عليها ملتهم شفاهها صاحبة الدعوة المجانية يبثها شوقه وألمه في بعدها بقوة ..انه يجاهد نفسه ولكنها زوجته ..زوجته ... فتقابل قبلته برفع ذراعيها تلفه حول رقبته مشتاقة للمزيد والمزيد تريد عدم هجره ...لم يدرك كيف حملها ووصل بها لفراشه ؟!...ومتى تجردا من ملابسهما ..ليضمها الي صدره الساخن يغوص في احلامه التي طالما رسمها معها ..يهزي باسمها من بين قبلاته العشوائية التي طالت جسدها بقسوة وتملك ..كان مغيبا لا يهمه العواقب الاهم ان يشعر بها في تلك اللحظة الفارقة وتشعر به ...انها زوجته وبين يده خانعة له كما تمنى في أيام .مضت ....

تأن باسمه بنعومة من هجماته التي أشعلت نارًا لم تطفئها منذ سنوات مضت ...ليزيد من امتلاكها بقوة اكبر وأكبر ...تاركًا لنفسه حرية الاستمتاع بهذه اللحظات حتى تظل محفورة بعقله للأبد .......

........

في العاصمة

.................

منذ عدة ساعات وقف لاهثة من شدة الغضب بشعر اشعث وقميص مفتوح صدره ناظرا بشراسة وغضب للفراغ ...فتقع عينيه على هاتفه المهشم على الأرض ب'الذي ضربه بالحائط بعد إنهاء مكالمته الأخيرة ..كان يتوقع عندما رأى اسمه يضئ بشاشة الهاتف انه سينهي الامر ليعاجله الآخر بحديث غير مرتب فحواه انها على ذمة رجل اخر "....رجل غيره ....!!!!"...مالك !!!!..ليصرخ بقوة به يقول :

-حاج حافظ ....أنا قولت اللي عندي ...وأتصرف ..الوقت ضيق .....التأخير مش في مصلحتها....

ليغلق الخط على وعد منه ان ينهي هذه الزيجة بأسرع وقت ... التي فهم منه انها كانت مجرد درع حماية لها ....زواجا على ورق ....وآن الأوان تسليمه هذا الدرع .....

.........................



هانئة بأحلامها ..مستمتعة بلمساته الخشنة فوق بشرة وجهها .وجسدها الحليبي ..تتقبل قبلاته باشتياق ..يداعب شعرها بنعومة اشتاقت لها ..شعرت ببرودة بعد مدة لفحت جسدها الصغير في ظهرها المكشوف .تململت بضيق بسيط ارادت تدفئة جسدها بجسده الساخن الملتهب ..الهمجي ....حركت كف يدها بجوارها تلتمس دفئه لعله يغرقها بهجماته مرة اخرى كما حلمت بها ..فاستشعرت اناملها برودة الفراش التي جعلتها تكافح لفتح عينيها الثقيلتين تنظر جوارها بصعوبة حتى اعتادت على ضوء الحجرة المضئ بإشاعة الشمس ..رفعت رأسها تبحث عنه في جوانب الحجرة لعلها كانت تحلم !!..ولكن إذا كان حلم ..لما هي بحجرته ؟!.....

نظرت لحالها لتجد نفسها مسطحة على بطنها عارية الجسد لا يسترها الا غطاء خفيف ،.اعتدلت بصدمة في جلستها تنظر لأركان الحجرة تحاول تغطية حالها بخجل ..رغم انها وحيدة بالمكان ...ذكرها هذا الموقف بموقف مشابه ..عندما عادت لوعيها في غرفة الفندق لتجد نفسها وحيدة عارية تاركًا لها ورقة وداع ....ولكن شعورها اليوم في تلك اللحظة مخالفا للذكرى القديمة تشعر الان بتغير حدث بها ..ألام بسيطة في جسدها لم تشعر بها من قبل فكان ذلك وسيلة لإفهامها انها لم تصبح كما كانت ...انقبض قلبها بألم شديد ..لتؤكد لنفسها ان تلك الذكرى ماضي وانتهى ،.انها زوجته الان فعليا ..ولم تخطئ بشئ ...ارادت التحرك للبحث عنه فمن المؤكد انها تأخرت بالاستيقاظ على غير عادتها ..بحثت عن ملابسها لتجدها ملقاه اسفل سريره فترتديها بعجالة ...ولكن بعد انتهائها لاحظت عدم وجود حقيبة سفره بمكانها لتبتسم بنصر انها نجحت في أثنائه عن سفره

.......

بعد شهرين....

............

جلس واجمًا خلف مقعد القيادة بسيارته الخاصة حاله كحال الجميع داخل البيت كأن الحزن اقسم ان يذيق كلا منهم على حدا ..حاله ليس افضل حالًا من تلك المتوقعة على نفسها بجواره ..صامتة غامضة حزينة .عينيها الكحيلتين تنطق بالكثير والكثير بدون كلمات وحروف ..تحيط عينيها سحابة حزن ودموع منحبسة تأبى الظهور لمدة شهرين كاملين ...كل يوم يمر عليهم كالذي قبله منذ استيقاظهم ليمثلوا على بعضهم ان كل شئ على ما يرام ..يدعون انهم بخير ....حتى نهاية يومهما كلا منهم ينسحب لحصنه المنيع يتقوقع داخله و يظهر لنفسه ما خشى اظاهره امام الجميع ....

دق هاتفه برنة مخصصة ليزفر بقوة ملتقطة بضيق ويجيب بضيق :

-ايوه ؟!!!!......

"........."-

-الحمد لله ......

"........"-

-كلنا كويسين .....

صدرت منه إلتفاته حذرة لأمينة الشاردة في الطريق ويقول بحذر :

-كل حاجة زي ما هي ....

-للاسف الحالة بقت اسوء ....

صدرت منه ضحكة ساخرة ليقول بحقد :

-لا والله حنين اوي.....؟!ما تشغلش بالك بينا......

"........"-

-أنا مضطر اقفل عشان سايق مع السلامة ........




...........





اغلق الخط بعد إلقائه تلك المحادثة الغامضة..تمر لحظات ليجدها تقول وهي على نفس ثباتها :

-مالك مش كده ؟!......

نظر اليها بصدمة ليطول الصمت المقبض بينهما ....لم يكن يتوقع ان تعلم انه يتواصل معه ليطمئن على أحوالهم وخصوصا حال تلك المسكينة التي لا تغادر غرفة امينة مطلقا منذ اكثر من شهرين ...كاملين ...طالها المرض والضعف ..بعد علمها بهجره وتركه لها خلف ظهره كأنها لم تكن في حياته من الأساس .لتهرول كالممسوسة خارج البيت حافية القدمين وشعرها الأشعث ووجهها الشاحب المغرق بالدموع ..تصرخ باسمه ...تصرخ وتصرخ ...وتهرول هنا وهناك باحثة عنه غير مصدقة ما فعله بها ..للمرة الثانية كانت تهزي بكلمات غير مفهومة وبنظرات زائغة تؤكد انه لن يفعلها مرة أخرى بها ..ليست مرة اخرى ....كانت صورتها مفرطة للقلوب . ذابحة للنفس ..لعن لحظتها مالك ..

ليحاول هو منعها من الفرار خارج بوابة البيت للبحث عنه كالمجنونة عن طريق الأحكام عليها بذراعيه وهي بهذا الوضع المؤلم للنفس.... لتصرخ وتصرخ حتى تلاشى صوتها تدريجيا مع ارتخاء جسدها بين يده ....وتتقوقع بعدها على نفسها رافضة التواصل مع اي فرد حتى الحاج حافظ ..الذي لم يكل من الجلوس بجوارها لساعات طويلة يحدثها ويبرر بان ما صدر من مالك كان رغمًا عنه ومن مصلحتها الابتعاد عنه ....ولكنها لم تبدي اي إشارة لتجاوبها مع حديثه ..لتظل صامتة واجمة ...نظراتها كارهة لمن حولها حتى هو .....

انتبه لرنين الهاتف ولكن هذه المرة كان هاتفها الخاص ...يجدها تخرجه من حقيبتها الصغيرة بملل كأنها تعرف المتصل ...وتزفر كما فعل هو منذ عدة لحظات و تجيب باقتضاب و وجه عابس:

-السلام عليكم .........

.............-

-الحمد لله ..............هو وصل ؟!...قوليله أنا في الطريق ........

-فزاع معايا فاضل ربع ساعة تقريبا................

-خلاص مش ده اللي انتي عايزاه ...أنا بريحك وانفذهولك ....مع السلامة ..
شعر بريبة في الحوار وخصوصا تمرير عينيها عليه بتوتر في كل لحظة اثناء حديثها فيضيق عينه يسألها كما فعلت:

-دي الحاجة حفيظة ؟؟.........

هزت رأسها بالإيجاب ويلمح نظرة الحزن بعينيها الكحيلة ليكرر سؤاله بإحراج من تدخله وفضوله القاتل:

-مين اللي وصل ؟!.....احم اصل أنا عارف ان الحاج ما خرجش انهاردة فأكيد مش هو المقصود .......

كان مرعوبا من فكرة عودتها لطليقها مرة اخرى ...ليطول الصمت المقبض بينهما وعندما لاحظ صمتها وامتناعها عن الاجابة نظر اليها ..يجدها تنظر له نظرات غريبة لم يستطع تفسيرها فتقول ببطء ؛

-ده واحد جاي يتقدم لي ......

اصطدمت في اقل من الثانية بمقدمة السيارة امامها برأسها من توقفه المفاجئ بالسيارة ..فتمسك رأسها بألم تدلك مكانها توبخه بضيق ؛

-ايه اللي عملته ده ؟...حد عاقل يعمل كده ؟.....ادخل عليه دلوقت ازاي وانا دماغي مفتوحة ؟!......

نظر لها بحدة يقول موبخا :

-همك اوي منظرك قدام عريس الغفلة ....ان شالله تدخلي على نقالة ....

رفعت حاجبها بضيق من تصرفه الغريب :

-انت كمان بتدعي عليا ؟؟.....

-ما قولتيش ليه ان في عريس جاي انهاردة ......

ضاقت من تدخله الغير مبرر فهو يوكل نفسه مسئول عن كل شئ يخصها يتدخل في ادق الأمور كما كان يفعل مالك مسبقا ولكن هذا بحكم قرابتهم ولكن فزاع ؟!!.......تقول بنزق:

-وانا أقولك بتاع ايه حضرتك ؟...و لي امري ......

أراد تغيير منحنى الحوار ليسألها بضيق وهو متشبث بعجلة قيادته ناظرا امامه:

-اكرم عارف ؟.......اكرم لو عرف مش بعيد يطخك رصاصة بين حواجبك .....

-انت عايز ايه بالضبط ..؟ايه اللي مضايقة بموضوع العريس ...ما انت كمان بتدور على عروسة الغفلة ...ولا تكون اكرم حاطك جاسوس عليا تبلغه اخباري ........

نظر لها بغضب مستعر من إلقائها بالاتهامات الباطلة الواحدة تلو الأخرى ...ليقول بصدمة ؛

-أنا جاسوس !؟.....ده رايك فيا ؟!........
نظر للطريق بكل برود كأن لم يسمع منها شئ ويقود بهدوء مخالف لمشاعره المتضاربة المتناقضة ...فيجدها بعد مدة من الصمت تحاول ترتيب كلماتها وتقص عليه الظروف المحيطة بالعريس:

-هو كان زميلي بالمدرسة ..ووو...دايما كان عينه عليا ....ووو لمح لي ....اكتر من مرة بس أنا كنت بصده .....بس ..بس من كام يوم جاب رقم جوز خالتي الحاج حافظ وكلمه ان عايز يجي .....وبس.......

أنهت حديثها وثرثرتها الغير مفيدة تنتظر تعليقه على أي شئ تشعر بضألة نفسها وصغرها ..بسبب ظروفها الصحية ...علمت منذ عدة اشهر سابقة رأيه بها بعد ان سألته لو كان مكان اكرم ...ولكنها رأت الاجابة بعينه بدون ان يتلفظها.....

لم يعلق على حديثها كأنه شئ ليس ذو قيمة لديه ..لما دائمًا منحنى تفكيرها يذهب لاهتمامها به ....تتمنى اهتمامه بأحاديثهاوشئونها الخاصة ..تستند برأسها عدة لحظات فوق زجاج الباب الجانبي لتتذكر شيئا مهما لتقول مرتعبة بارتباك :

-فزاع !!!....

انتفض لارتباكها ونظر لها بتمعن ليجدها مرتبكة تفرك يديها معًا تقول برجاء :

-هو في صيدلية قريبة من هنا ....؟...محتاجة حاجات ضروري .....

-اه في ..بس عايزة ايه وانا اجبهولك ....

قالها فزاع بصدق حقيقي ظاهر بعينيه ..،،

فتسرع بمنعه :

-لا لا أنا هشتري ما تتعبش نفسك .....

ابتسم على ارتباكها قد فهم سبب طلبها للصيدلية لجلب أشياء خاصة بالنساء ليقول لها بمكر :

-زي ما تحبي.......

...........



وقف امام اقرب صيدلية ..لتشكره وكادت تخفض ساقها خروجًا من السيارة وجدته يفتح بابه للهبوط معها لتصرخ به باضطراب؛

-انت رايح فين ؟

رفع كتفه بلا مبالاة يخبرها :

-نازل معاكي ....

-ايه ...قولتلك أنا هعرف اشتري ،.ماتتعبش نفسك .....

اغلق بابه بعد عودته لمقعده مبتسما :

-زي ما تحبي ......

............



وقفت امام الطبيب الصيدلي تتلفت خوفا من رؤية فزاع لها بعد ان طلبت طلبها ليقول الصيدلي بعملية :

-دي احسن أنواع عندنا ...

-حضرتك متأكد انهم كويسين

-اه يا فندم ....

حكت رأسها بتوتر وارتعاش من الفكرة المجنونة المقدمة عليها لتطلب منه طلبها الأخير :

-طيب أنا عايزة (........)!

انصرف الطبيب وكان عليها شراء أشياء اخرى حتى لا يشك فزاع بأمرها فوقفت تنظر إلى ارفف الفوط النسائية بأنواعها وأحجامها ...رفعت يدها تجلب شئ ما ...لتجد يد تمتد امامها وصوته الأجش المداعب لها يقول :

-النوع ده افضل أنا سمعت كدة ....

شقهت بخجل ورعب لتلتف لتجده قريبًا منها كفاية ينظر لها بداعبة منه لها وابتسامة فوق شفتيه ممسكا بكيسا من الفوط الصحية فتقول بغضب :

-ايه قلة الأدب دي ..انت ...انت ...ازاي ....؟!ابعد ابعد .....

ضحك على خجلها ليقول بلوم زائف :

-كده يا امينة ..أنا قليل الادب ..ده حتى كنت بساعدك ...

صرخت بغضب :

-انت قليل الأدب ...ما تدخلش في حاجة زي دي ...

ضيق عيونه بمكر يسألها:

-هو الدكتور لما تطلبيها منه مش قلة أدب منك ......

تحركت من امامه مبتعدة عن ذلك الموقف المخجل فيحمل الكيس بيده ويقف بجوارها منتظرا حضور الصيدلي ....

الصيدلي :

-الحاجة يا فندم حسابها( .......)!

انتشلت الكيس القابع فيه أشيائها بحركة جعلت الشك يطرق قلبه وعقله وتسرع باخفائها في حقيبتها الجانبية ...وتنصرف على عجالة الي السيارة بعد دفعها للحساب ليدقق بها يجدها متوترة بقلق وليست خجلًا منه ...

...........


خرج خلفها يدقق في ملامحها وانفعالاتها الغريبة وبعد. وصوله مقعد القيادة مد يده بكيسا اسود بوجه جامد يقول:

-لقيتك نسيتي تشتري الحاجة الخاصة بتاعتك فقولت اشتريها أنا ....

نظرت له بذهول من وقاحته وتجحظ عينيها الكحيلة :

-انت اكيد قاصد تقل ادبك انهاردة ...

ولكنه لم يتأثر بضيقها وظل يدقق النظر في عينيها المتوترة ..فبعد خروجها سأل الصيدلي عن الأشياء التي قامت بشرائها فحلت عليه الصدمة مما اشترت ...فيسألها بهدوء مخالف لبراكين عقله الثائرة :

-فين الحاجة اللي اشتريتيها ؟!.......

لاحظ ضغطها بأناملها فوق حقيبتها تبتلع ريقها بصعوبة ..ماكان منه الا انه انتشل حقيبتها من يدها بقوة أفزعتها...فتصرخ بوجهه مستنكرة فعلته ليصرخ هو الآخر بها محذرا مشيرًا بسبابته امام وجهها :

-اخرسي ...ولا كلمة ...

يفتحها بعجالة يخرج كيسا بلاستيكيا منها مطبوع عليه اسم الصيدلية ..ليدفع بوجهها بقوة حقيبتها الشخصية بكل صفاقة .....تسارعت انفاسها عندما مد يده داخل الكيس الابيض يخرج مافيه فتقول مستنكرة تصرفه:

-انت باي حق تفتح شنطتي ...وتفتش فيها ؟.....

ظلت تثرثر تحاول السيطرة على خوفها تراه عيونه الجاحظة ويده الممسكة بعلبة من العلب امام عينيه بصدمة ...يبتلع ريقه بصعوبة ويسألها بحذر مخيف مقبض:

-ممكن افهم ايه ده ؟........ايه ده يا امينة؟ ....قال جملته الأخيرة بصراخ رج الانحاء ...

تلفتت بريبة حولها تحاول اخراج الكلمات بحرص فتسمعه يقول بصوت غريب :

-أنا ما صدقتش الصيدلي لما قالي ...بيعمل ايه تحليل الحمل في شنطتك ...وحبوب الإجهاض دي بتهبب ايه مع واحدة في وضعك .....

طعنة غائرة ضربت بقوة ..سؤاله يتبطن به تلميحا لا تقبله لتسأله بكسرة :

-واحدة زي عقيم مش كده؟....ولا اقصدك واحدة مطلقة؟...

صرخ يمسكها من ذراعها بألم يضغط عليه بقوة :

-ما تغيريش الموضوع ....أنا عايز اجابة واضحة ..قبل ما الأفكار تاخدني وتجبني لحاجات ماينفعش افكر فيها من الأساس .....

ظلت صامتة بعيون دامعة ..أتسعد انه مهتمًا لأمرها ويخاف عليها ..؟ام تحزن لطعنه وشكه لها....؟

تسمعه يجاهد للسيطرة على طريقة تنفسه ويسألها بغلظة:

-انتِ ...حامل !!!!!!....

جحظت عينيها بصدمة من سؤاله الوقح ما كان منها الا ان رفعت يدها لتستقر فوق وجنتها في لطمة قوية مسموعة هزت كيانها قبل كيانه ...فكانت الصدمة هذه المرة حليفه هو .....نظر لها نظرات شيطانية من إهانتها له مع رفع حاجبه الأيسر ببطء بتعجب واضح ...يسمعها تقول بصعوبة مسيطرة على بكائها :

-تحليل الحمل مش ليا !!!!!.....

................



جالس بزيه المخصص للطيران يرتشف قهوته بمطعم احد الفنادق التي خصصت لهم في تلك البلدة ....شاردا في حياته التي آل اليها ..ها هو يحقق حلمه في التحليق فوق كل دولة بحرية ولكن ماذا عن حلم قلبه ؟!....كيف اختار .وقرر وابتعد بكل سلاسة ليتركها تواجه مصيرها بنفسها ....بكل دناءة .....لم تختلف فعلته السابقة بهذه المرة ...في كل مرة يثبت لنفسه انه من اجبن المخلوقات ارضا ..ليتخلى عنها بعد اول ليلة حالمة بينهما .....يعلم انها عانت بعد رحيله وهجرها بدون رحمة ليكمل قسوته بتطليقها رسميا ...لتنفصل عنه مرة اخرى ...للأبد!!!!.......

..............



وضع هاتفه الخلوى باذنه وهو يقوم بإمضاء بعض الأوراق وبفمه يقبع سيجاره الخاص يتحدث مع الطرف الآخر بحزم :

-وافق على اي شروط يقدمها...المهم الشراكة دي تتم ....باي شكل

...........-

-أنا عارف كويس ان الشركة واقعة بسبب دخوله السجن ..حاول تتصرف ...سلام ....




اغلق الهاتف ليلقيه بعدم اهتمام ويظل كما هو مضيقًا عينيه شاردا يدخن سيجارته باستمتاع يهمس بصوت اجوف لنفسه "اهدي يا حازم ...اهدى ...كل حاجة هتبقى زي ما انت مخطط "..فتظهر ابتسامة شيطانية فوق شفته الغليظ ...ويفكر في الخطوة التالية .....

...................



ظل يدور في مكانه باضطراب ذهابًا وإيابًا كالمنتظر نتيجة شهادة الثانوية ..واضعًا يديه خلف ظهره ناظرا لقدمه ..بوجه متجهم انتبه لفتح الباب وظهورها من خلفه بوجه خالي من اي تعبير ..فاندفع اليها متسائلا بريبة؛
-ها يا امينة ؟!....طمنيني ..ساكتة ليه؟!...

نظرت له بصمت احتارت فأمره لما هو مهتمًا هذا الاهتمام ؟!...لتقول مستهزئة :

-اللي يشوفك يقول مستني مراته اللي بتولد جوه ...

توتر لمواجهتها له فهو بالفعل تصرفاته اصبحت مبالغة فيها ،.بالفترة الأخيرة فيسمعها تخرجه من دوامته :

-للاسف حامل !!!!!!....



نهاية الفصل السابع عشر




وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-20, 11:06 PM   #55

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي

روعه روعه والفصول روعه وتعقدت الامور ذيادة في حياة خديجة بنتظار الفصل القادم لا تطيلي الغياب دمتي بود وخير 🌸🌸🌸

ع عبد الجبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 05:48 PM   #56

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثامن عشر



الفصل الثامن عشر
—————


للاسف حامل !!!!!!
اغمض عينه بقوة مع ضم قبضته لفمه في اسف ثم يسألها باضطراب :
-هنعمل ايه دلوقت ...مالك والحاج حافظ لازم يعرفوا ...
-لا طبعا ..!!!!
كانت هذه جملتها التي خرجت منها باستنكار غريب لتكمل بكره:
-مالك مالوش حق يعرف حاجة زي كده ..لانها مش هتحتفظ بالعيل ده ......
صرخ بوجهها معترضًا:
-انت مجنونة ...ازاي تفكري في حاجة زي كدة ..ده ابنه ومن صلبه ولازم يعرف ....
-هو طلقها والموضوع انتهى .....وكده اساسا عدتها قربت تخلص وكل واحد يشوف طريقه ...كفاية بقى اللي جرالها منه لحد دلوقت ....
ضحك بسخرية من تفكيرها ليقول :
-وعدتها تخلص ازاي وهي حامل ...بلاش غباء ..مالك لازم يأخذ فرصة يمكن يردها لما يعرف ...
أشاحت تشير له لنافذة حجرتها القابعة فيها المسكينة :
-ودي ..مش صعبانة عليك ..عايز يردها عشان الولد بس ..عايزه يدخل حياتها يدمرها تاني ..أنا حاكتلك كل حاجة يا فزاع بينهم ..ومش هسمح لمالك يدمر الغلبانة اكتر من كدة ..والحمل ده لازم ينزل ...عشان خاطرها هي قبل أي حد .....
تركته بغضب تضرب الأرض بقدمها تخطو خطوات واسعة متجهة حيث ذلك العريس المنتظر لها منذ اكثر من ساعة ...
.........


كانت تجلس فوق فراشها مخفضة ساقيها تلامس الأرض مستندة بكف يدها اليمني فوق الفراش بجوارها واليد الأخرى تلامس بطنها المسطحة بشرود وذهول ..يظهر على ملامح وجهها الصدمة ...لقد شكت امينة منذ عدة أيام في امرها عندما زاد خمولها وعدم مكوث اي طعام بمعدتها الصغيرة ليشحب وجهها ويزبل لونه ،.ولكنها لم تهتم بالأمر كثيرا ..لم يكن لديها طاقة للتفكير في موعد اخر عادة شهرية ...لتتفاجأ بدخول امينة عليها باختبار الحمل المنزلي ...لتتأكد بعدها بإيجابيته ..هل عليها الان ان تتراقص فرحا ام تصرخ حزنا ؟!.....مشاعر متضاربة متداخله اصابتها لتسمع بعدها صوت شجار فزاع معها،.بشأنها .....شقت وجهها ابتسامة تدريجية بلهاء تهمس بعدم تصديق :
-أنا حامل .....أنا حامل .....حاااامل !!!!
.....................


جلست امام زوج خالتها بجوار والدتها تسمع ترحيب امها المبالغ فيه بزميلها في العمل وأخته التي تكبره سنًا ولم تستسيغها منذ دخولها بسبب برود سلامها ونظراتها المتفحصة لها بكل وقاحة فتمرر عينيها بصمت على ذلك الواقف مستندا على إطار الباب مكتف ذراعيه امام صدره وعلى وجهه ابتسامة صفراء على وجه بلاستيكي فترسل له نظرة متسائلا بمعنى (على اي شئ تبتسم )....فما كان منه الا ان رفع كتفيه بلا مبالاة بمعني (ولا شئ).....فتزداد ابتسامته .....
فيقول انور برسمية :
-احم أنا ياحاج كنت جاي يشرفني انهاردة أجي اطلب أيد امينة من حضرتك.....أنا مدرس لغة انجليزية وماليش في الدنيا اللي اخواتي البنات هيام وهادية ...وعندي شقة المرحومة والدتي ممكن اوضبها و اسكن فيها ....
الحاج حافظ يمرر نظرة بعدم راحة على الجميع يقول بدبلوماسية :
-والله يا أستاذ انور ...الرأي رأي امينة وأمها...بس أنا ما تأخذنيش ما سبق ليك الجواز قبل كده ..واللي قدك عياله بقوا طوله ..ايه اللي اخرك في الجواز كل ده ...
كاد ان يجيب بوجه متعرق فوجد من تلكزه بخفة وتسرع في القول :
-اخويا ربنا يحميه يا حاج ...ما يعيبوش حاجة ...هو مأخر جوازه عشاننا أنا وأختي ....هو اه امينة سبقلها الجواز وهو لا بس هنقول ايه ؟...نصيب!!!.....
لتنهي كلمتها بإصدار صوت من فمها ...
لم يخفى علي الجميع تصرف اخته وسيطرتها على اخيها والرد نيابة عنه ..ليظهر ويوضح امامها خامة انور وضعفه امام اخته ..فتستقيم في جلستها بكبريائها المعتاد وترفع ساق فوق اختها تهزها برتابة تقول بلهجة ذات مغزى:
-والله اللي سبق لها الجواز قبل كده احسن من اللي فاتها القطر ولا عانس ...على الأقل أنا دوقته احسن من اللي عمره ما هيدوقه ......
كتم فزاع ضحكة كادت ان تخرج من فمه ليتدارك الامر ليتنحنح ويحك رقبته ينظر للسقف وهو يرى اخت عريس الغفلة تخرج نارًا من رأسها كالتنين ...ويجد ذلك الأنور متعرقا يحاول تلطيف الجلسة يقول للحاج حافظ :
-ما سمعتش رايك يا حاج ؟!.....
كاد ان يجيب ليصدح صوت امينة مقاطعا تقول بلطف مبالغ فيه سبب له بالضيق:
-عن إذنك يا حاج قبل ما نقول رأينا ...لازم أستاذ انور وأخته يعرفوا حاجة مهمة جدا ...وكنت متوقعة انهم هما اللي يسألوا ......
ردت هيام بسخرية ونزق :
-خير يا عروسة !!!!...
-انتوا ما سألتوش عن سبب طلاقي وانفصالي عن جوزي ......
رفعت طرف عينيها لذلك المستند على إطار الباب ولاحظت اختفاء الابتسامة تدريجيًا ويظهر لفحة ألم بعينيه فتشيح بوجهها بكبرياء ترفع انفها تصدمهم :
-أنا عقيمة!!!!!!!
.................


دخل على ام سعد التي تقوم بعملها بطريقة عملية بحتة من تنظيف الصحون لإعداد الطعام مع متابعتها لإعداد القهوة للضيوف الغير مستساغة لوجودهم ..تحدثه بضيق واضح:
-والله يافزاع طليق امينة برقبته ..كانت رجعتله بدل خيال المقاتة اللي جوه ده هو وأخته الحيزبون ....
رد ببرود:
-ما لناش دعوة يا ام سعد كل واحد حر .....
قالت وهي تشيح بيدها وتتحرك تسكب القهوة :
-على رايك ....بس ياكبدي امينة ما تستأهل اللي جوه ده ...قُصْرُه....أنا جبتلك عروسة إنما ايه ...زي ما وصتني تمام أدب واخلاق وبنت ناس طيبين عارف بنت الشيخ عبد الرحيم ...عنده بنتين كل واحدة فيهم بنت بنوت ..والله لا أوزع شربات علي البلد لو .......!!!!
دخلت ببرود تقاطعهم تحاول التهرب من نظراته تحدث الأخيرة :
-ام سعد العصير جاهز ؟.....
قالت لها بضيق :
-مافيش عصير ..هو قهوة حلو اوي في المناسبة دي !!!...
-ام سعد !!!!.....
أصدرت ام سعد صوت بفمها تجيبها :
-يوه يا امينة يا بنتي ...أنا بعمل الغدا ...
رفعت نظرها له لتجده يكتم ضحكته لتقول لها وهي لازالت تنظر له بتحدي :
-ماشي يا ام سعد ....ما ناس ليها قهوة...وناس ليها شربات !!!!...
فتتحرك بحامل القهوة متجهة للمكان الضيوف وتشيعها عينيه بألم ....
..................


جلست بجوارها مستندة بظهر فراشها شاردة امامها بحزن غريب ..لا تعلم متى كانت بمثل هذا الضعف والتأثر ..؟بعد سماعها عن امر إعداده لخطبته ورحلة البحث عن عروس مناسبة له سنًا ولم يسبق لها الزواج من قبل (بنت بنوت)...ابتسمت بحسرة على مدي تأخر تفكير المحيطين بها وبالأخص هو ..لما تفكر به وتهتم ؟...فكل إنسان حر له مطلق الحرية باختياره سواء كان صائبا او خاطئا ....لما سيتنازل ويرتبط بامرأة سبق لها ان لامسها غيره وتمتع بها ..وإضافة لذلك اتصفت "بالعقم ".....
التفتت تنظر لتلك القابعة المستكينة بوضع الجنين بجوارها مفتوحة العينين يخيم عليها هدوء غريب بعد معرفتها بخبر حملها ....تمد يدها تمسح فوق خصلات شعرها بهدوء ويتصادف معها سماعها لصوت التلفاز بالخارج يصدح منه كلمات مست قلبهما الأخضر معًا :
••••••••••••••
على مين الملامة على مين العتاب
ع اللي استنى ياما ولا على اللي غاب
يا مفارق مسيرك تتفارق بغيرك
ويتصفى الحساب
يا مهموم وشايل على كتفك حمول
القالك بدايل وانسى دول بدول
على رأي اللي قايل مايصون الجمال
الا ولاد اصول
•••••••••••


انهمرت دموع خديجة على وجنتها بألم متزامنة مع دموع امينة لتنخفض تتسطح بجوارها تحتضنها بقوة من الخلف تهمس بشجن واضح بكلمات الأغنية بألم وصوت باكي هادئ:
يا مجروح وساكت عشان ناس فاتوك
مسير اللي فايت قديمه يطول
سيبك من اللي راحوا
محدش جراحه في يوم موتوه
•••••••••••••••


اعتدلت خديجة لتواجهها مع استمرار احتضانها تكررا معًا كلمات الأغنية بألم :
على مين الملامة على مين العتاب
ع اللي استنى ياما ولا ع اللي غاب
عتاب يمزق القلوب وحسرة .. كأنهم يواسون بعضهما على قلبهما المنفرط حزنا رغمًا عنهما........
.........................


كان يريد الاطمئنان عليها فبعد انصراف عريسها مع وعد لتحديد موعد الخطبة لأقرب وقت ..شعر بنيران تحرق جسده وهو يشاهده يهدي لها نظرات خفية محبة ومحاولته للمس يدها اثناء وداعه ليكتم غضبه ..فهي لا تخصه في شئ كي يغضب؟....ليلاحظ تبدل ملامحها من الابتسامة التي تحلت بها طوال الجلسة الي الوجوم ونظرة الحزن واللوم معًا التى أهدتها له قبل انصرافها بهدوء مرتخية الكتفين برأس مطأطأة ..إذا كانت غير راضية عن تلك الخطبة لما اقدمت عليها ؟!......
فيعزم على الذهاب اليها مختلقًا اي حجة للاطمئنان عليها وتقديم اعتذاره لما بدر منه صباحا بظنه بها ....
ليصل لمسامعه صوت غنائها الباكي من خلف النافذة فيضرب قلبه ضربة متأثرا ببكائها وحزنها ...فيظن انها تبكي بعدها عمن احبت وعشقت ..تبكي طليقها (اكرم).....
............


دخل بجسد مرهق غير آبيا بفتح الضوء مكتفيا بضوء القمر المتسلل من نافذته المفتوحة خلع قميصه وسرواله ليلقي به بإهمال ارضا فيظهر جسدًا قويًا قمحيا عريض المنكبين رياضيًا متناسقًا نوعًا ما ....ألقى بنفسه بإرهاق فوق فراشه الصغير واضعًا ذراعه فوق عينه ..شاردا بها ...طالت اللحظات وهو يفكر بعينيها الكحيلة وخصلات شعرها الأسود الذي يهرب احيانا من غطاء رأسها فتحاول جاهدة ادخاله بمكانه ....
ليشعر بفتح الباب ببطء شديد فيلتفت ليرى شبحا اسودا بفعل الظلام بفتحة الباب منتظر دعوته للدخول ..يتقدم ببطء اتجاهه... فيستقيم بجلسته بعد ان سمع نبرة صوتها الناعمة :
-مش هتقولي ادخلي؟ .....
انتفض من فراشه يبحث عن ملابسه يستر حاله يقول بغضب :
-انتي ازاي تيجي لواحد غريب في وقت زي ده ..ومن غير استئذان ...؟!...
امسك قميصه يستر جزعه مع محاولته للبحث عن سرواله ليجدها تقول بلوم واضح حزين :
-انت ليه بتعمل معايا كده ...ليه ؟
-اطلعي بره يا امينة ..و جودك هنا ...وفي وقت زي ده ما يصحش ....
سألته بحزن واضح :
-عايزني امشي يافزاع .....؟!بص في عيني اللي بتتوتر اما تشوفهم وقولي ابعدي يا امينة ..وانا هبعد ....
رفعت كفيها تلمس صدره العاري المتعرق بوقاحة غريبة عليها تدلك صدره بنعومة تشعر بضربات قلبه المتسارعة وأنفاسه اللاهثة ..كيف يقاوم شيطانه الذي يتلاعب به الان ...كيف؟...يمرر عينه عليها وكان اول مرة يلاحظ قميص نومها الأسود المكشوف فوقه مئزر مفتوح بنفس اللون ..وشعرها الأسود وغرتها
التي تخفي جبهتها ...كانت دعوة صريحة منها لقربه ...رفع يده يمسك كفيها بقوة مؤلمة يزيحها و ينهرها علي سلوكها وانحرافها المفاجئ ...يصرخ بغضب :
-اطلعي بره يا امينة ..ما تخلينيش افقد أعصابي ....!!!!
اقتربت منه بعد تحررها من مئزرها فيكشف الكثير عن جسدها تقول بغنج:
-محدش هيعرف ..أنا مطلقة ومش بخلف ..محدش هيعرف صدقني ..انا عارفة انك محتاجني وانا محتجاك اكتر ...
ظلت تقترب منه حتى وصلت له تحيطه بذراعها تقبل شفتاه بنعومة لم يتحملها ..يفقد السيطرة على نفسه المجاهدة فيقرب رأسها منه بعنف ينهل منها ما يشاء ...كاد ان ينجرف بفعلته ليستوعب عقله الامر فيبعدها عنه بقسوة ويتبعها لطمة قوية على وجهها اخلت بتوازنها لتسقط ارضا اسفل قدمه متألمة ...وقف ينظر لها بغضب من سلوكها المنحرف ..ليسمع شهقاتها المتعالية التي لم تزده الا غضبا فيقترب منها ممسكا بشعرها خلف رأسها صارخا بوجهها :
-ازاي توصلي للمستوى ده ...ازااااي ؟......
رفعت عينيها بألم مغرقة بالدموع تهمس له برجاء :
-أنا بحبك ..يا فزاع ...صدقني اكتشفت اني حبيبتك ...أنا آسفة....آسفة ....
صدمة اعتلته من كلماتها المترجية الضعيفة طنين باذنه متزايد مع ارتفاع ضغط دمه برأسه ..أحبته ؟...أحبته هو؟....
ابتلع ريقه بصعوبة وهو ينظر لشفاهها المجروحة من قوة اللطمة ..فيجدها تلملم حالها تحاول الهروب منه بعد شعورها بارتخاء أصابع يده عن رأسها تمسك بمئزرها تحاول الوقوف لتجده يجذبها من ذراعها بقوة يسألها بريبة :
-بتحبيني ؟...بتحبيني أنا ؟...فزاع ...اليتيم ...خدامكم؟.
رفعت يدها تلمس فكه مستنكرة:
-انت سيد الناس ...!!!!!
فقد عقله من همسها ...لم يتركها تختم جملتها لينقض على شفتيها بجوع قاتل مبتلع انفاسها الندية ف قبلات متتالية تشبه الهجمات يطلب منها برجاء :
-قولي تاني ..قوليها يا امينة .....
تحررت من شفاه القابضة تلهث وتهمس :
-سيد الناس ...
هز رأسه رافضا يقبلها مرة اخرى ثم يحررها :
-لا لا ...قولي انك بتحبيني ..بتحبيني ...!!!..وانا كمان بعشقك ...بعشقك .
ليحملها بين ذراعيه يريحها فوق فراشه الصغير ينزع عنه قميصه المفتوح ...ويقوم بملامسة جسدها بلهفة يقول مترجيا :
-أنا عايزك اكتر ما انتي عوزاني ...مش هسيبك الا اما تكوني ليا انهاردة ...يقترب منها كالفهد الذي وجد فريسته مستسلمة لاغتيالها وترفع يديها تضمه بقوة فيندمجا معًا بجسد واحد ينهل من عبيرها بلهفة مع ترديد اسمها بعذاب فتصدر منها آهات وانات مثيرة تزيد من هجماته فيصدر ندائها له مترجيا:
فزاع !!!...فزاع ،......!!!!
انتفض مبتعدا عنها بجسد متعرق وأنفاس لاهثة ينظر حوله بصدمة مما حدث فيسمعها صوتها اللحوح :
-فزاع !!!!....فزاع!!!!!.كل ده نايم ......
نظر مرة اخرى لفراشه الخالي بصدمة ..لقد كان حلما ...كابوسا !!!..لا لا حلما ...حلما جميلا ...استغفر الله على حديثه ..غير مصدق انه حلما ..لقد شعر بها بطعم شفاهها ،..أيمكن ان تتلاعب به ؟!...
انتفض يرتدي ملابسه وقميصه ويقوم باغلاقه باهمال يتجه لفتح الباب بعنف يجدها امامه بطلتها وملابسها العملية وحجاب رأسها فعندما طال صمته اخفضت رأسها تقول بإحراج :
-احم ،'..أنا آسفة ان قلقتك شكلك نايم .....
نظر لها بتدقيق غير مصدق انه كان يحلم يقول :
-انت هنا من امتي؟...انتي كويسة؟
هزت رأسها برتابة لتقول منهية الحوار :
-ايوه .....عموما احنا اتاخرنا علي المدرسة ..وانا كده كده تعبانة ..مش حابة اروح ....كمل نومك ....انت ...
تحركت خطوة من امامه لتجد يده ممسكة بذراعها يجذبها بقوة داخل الحجرة ..شل التصرف امرها فتزيح يده بقوة :
-ايه الجنان ده ؟...ازاي تمسكني بالشكل ده ..وكمان تدخلني أوضتك ..انت مابقتش طبيعي ..وهقول لجوز خالتي ...
كان ينظر لها بتدقيق في انفعالها كالمجنون ليرفع إبهامه يتحسس جانب شفاهها السفلي عندما لاحظ تورما بها فيسألها بريبة :
-ايه اللي فشفايفك ده ؟!....
نزعت يده عن فمها بقوة تنهره علي لمسها تقول :
-انت شكلك جرى لعقلك حاجة ..تحركت للابتعاد والخروج من حجرته بغضب ليمسكها مرة اخرى يلصقها بالجدار يسأل بعنف :
-ايه اللي في شفافك ووشك ده ؟....انتي كنت هنا؟...
عقدت حاجبها لم تفهم مقصده تقول بعدم فهم ؛
-هنا فين ؟..اه كنت هنا وانت لسه فاتح ليا....لو سمحت ابعد عشان اخرج ...
ظل ثابتا يتفحص وجهها باستغراب ويمرر نظره على جسدها متفحصا اجزاء محددة ..خشت من نظراته الغريبة فرفعت يدها تضبط فتحة قميصها فوق صدرها تتأكد من اغلاقه بريبة فتسمعه يقول بهدوء بعد ان اقترب خطوة ارعبتها ينظر لشفتها المكدومة :
-ريحيني وقوليلي ايه اللي في شفايفك؟!....
عضت بخجل من تعليقه على شفاهها وجرأته الجديدة عليها ..تقول وهي تشيح بوجهها عنه:
-امباارح ...كنت ...كنت بستحمى ف فحسيت بدوخة ووقعت على وشي ....ممكن اخرج بقى
ظل ثابتا يقيم كلماتها مع رفع إبهامه يتحسس الإصابة بعقل مسلوب :
-انتي شاكلك طالع من حلبة ملاكمة ..مش من الحمام ....صمت بضع لحظات ليناديها مرة اخرى:
-امينة !!!!
-نعم ....
ابتلع ريقه ببطء يضيف بصعوبة :
-ماتوافقيش علي عريس الغفلة ....
رفعت حاجبها وعادت امينة الثائرة تكتف ذراعيها امام صدرها :
-عريس الغفلة !!!...وما وافقش ليه بقى؟...
-عشان مش مناسب ليكي...أنا حاسس انك مش بتحبيه..
ابتسمت بألم :
-مش كل اللي بنحبهم ينفع نكون معاهم ...انت شايف مالك وشيراز ...وانت هتروح تخطب واحدة عمرك ما حبتها ..
أضاف كلماته بهدف أراد الوصول له :
-نسيتي تقولي وانتِ وأكرم ...مش كان حب حياتك ؟.....
رفعت انفها بكبرياء أنثى :
-كان ...كان يافزاع ..عشان كده قررت أخذ اللي بيحبني مش شرط احبه ....عن إذنك .....
..................


في شقته الخاصة

"مالك حبيبي وحشتني موت "قالتها غادة وهي تحاصره بذراعها بدلال واشتياق حقيقي ...نعم غادة مثالًا للأنثى المتكاملة ويصعب مقاومتها فيضعف جسده اثر اقترابها وينساق بدوامتها الغير متناهية ..ولكنه ينساق بجسده فقط اما عن روحه فهي مسلوبة الإرادة شاردة عنه بعيدة كل البعد بالعديد من الاميال ..يجد نفسه غير متحملا فكرة اقترابها في تلك اللحظة ..فيحاول ابعاد ذراعها بهدوء معتذرا:
-غادة معلش ...أنا مرهق جدا ومحتاج انام بقالي يومين ما نمتش وورانا شغل بكرة ......
ابتعدت عنه بضيق حاولت عدم إظهاره فوسائل إغرائها التي تتعمد استخدامها وتنفيذها باءت بالفشل ...فهي تشعر بتغيره وشروده عنها منذ اكتر من شهرين بعد عودته كعودة مفاجئة ...من البلدة لتلاحظ حزنه الدفين وشروده الدائم عنها ..رغم علمها منه انها اخيرا تخلصت منها للأبد ولكن ما قلقها هو حزنه لسبب ذلك كأنه فقد عزيز وحبيب. ..تقول بغضب حاولت السيطرة عليه :
-انت ليه متغير من وقت ما رجعت ...ليه مش حاسة بلهفتك عليا ؟!....
جلس على حافة الفراش ووضع سبابته وإبهامه فوق انفه يشعر بألم يشتد برأسه من كثرة التفكير ولوم حاله وزاد ألمه ثرثرتها الغير متناهية في تلك اللحظة حاول أشعارها بان الأمور على ما يرام فيخبرها:
-غادة ...اعذريني ..انت عارفة ان صعب عليا اكون في خلاف بيني وبين الحاج وده شي مضايقني ....
ردت بمكر بالغ :
-حبيبي انت لازم تمحي اي خلاف بينك وبين والدك ..ماينفعش تفضل مقاطعة المدة دي كلها ...وكمان أنا مش عارفة سبب الخلاف ايه؟....
ابتسم لها بقهر وظل يحرك رأسه برتابة وتخرج بعدها منه تنهيدة مؤلمة ...أراد النسيان مؤقتا والخروج من تلك الدوامة فرفع عينه لها ليلحظ لأول مرة ارتدائها لذلك القميص القرمزي الذي يكاد يصل لفخدها مكشوف الصدر ...فيزداد ضميره تألما فهي زوجته ولها حقوق فمد لها يده في دعوة مجبر عليها لها ..ويجدها تقترب اليها حتى اجلسها فوق ساقيه ويهمس لها بعذاب :
-ما تزعليش مني ياغادة أنا عارف اني مقصر معاكي وانتي مالكيش ذنب في كده ....
-لا أنا زعلانة ...وعايزة مصالحة "قالتها بدلع أنثوي .....
فاقترب منها يطبع فوق ثغرها قبلة خفيفة يقول :
-أنا كفيل اصالحك بطريقتي الخاصة
احتضنها بقوة وانغمس معها في عالمها محاولا تناسي ضميره المؤلم وتوهانه في طرقاته المظلمة ....


نهاية الفصل الثامن عشر




وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-20, 07:47 PM   #57

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل التاسع عشر



الفصل التاسع عشر

————-


تجلس ترتشف كوب من الشاي الساخن باستمتاع ...كملكة متوجة على عرشها ..تنظر لجوانب البيت بثقة بالغة ..بأنه لها ولن يكون لغيرها أبدا فهذا البيت ضحت لاجله بكل عزيز وغالي ليكون لها وحدها .. ..تلك الهاربة هي الوريثة الوحيدة لزوجها الراحل حامد وأبيها حفني ...فيجب عليها التخلص منها ليعود كل شئ بيدها كما كان ......

دخلت عليها خادمتها" وداد "ذات العمر ١٦....ممسكة بهاتفها الخلوي تقول برعب بسبب قطع اختلائها بنفسها :

-ست ثريا !!!!!....تليفونك ما بطلش رن يجي ساعة .....

مدت يدها المرتعشة لها فتنهرها تقول :

-غوري انتي ....

فرت وداد من امامها تحتمي بالمطبخ ...اما عنها فنظرت بريبة للرقم المتصل بها وتقول ؛

-مين عايز الحاجة ثريا ؟...

-فاعل خير ......

برقت عينيها بالشر وهي تستمع لذلك المجهول ...فتغلق بعدها هاتفها بتوعد شديد لتهمس بشماتة:

-والله ووقعتي في يدي يا بنت حفني ...كنتي فاكرة هتعرفي تهربي مني ..ده أنا ثريا بردو......

....................

عاالحلوه والمره مش كنا متعاهدين


ليه تنسى بالمرة عشره بقالها سنين


عاالحلوة والمره


نسيت خلاص عهدنا ونسيت ليالينا


ونسيت كمان ودنا ونسيت امانينا


كان املى فيك غير كدة ليه تنسى ماضينا


حرام عليك كل ده شمتهم فينا........


.....................

صدحت الأغنية من المذياع وقت الظهيرة كعادتها مؤخرا تستمع الأغاني العاطفية في مثل ذلك الوقت ....نظرت امينة لوالدتها التي بادلتها النظر بقلق تقول:

-بدأنا !!!!!

اقتربت منها حفيظة تهمس لها:

-امينة !!!...أنا حاسة انها مش طبيعية محتاجة تروح لدكتور ...

لامتها امينة علي تفكيرها :

-دكتور ايه بس يا ام امينة؟...ما تسيبي البنت تطلع طاقتها ..مش كفاية اللي هي فيه ....

-طاقة ؟....طاقة ايه ؟!...اللي يخليها كل يوم ترقص علي الأغاني ...بالشكل الغريب ده ..وكمان ايه حكاية سندس اللي معاها علي طول دي ....

تعلم ان امها معها جانب من الحق فحال شيراز مقلق في الفترة الاخيرة ..بداية من صدمتها عندما تخلصت الاخيرة من اجزاء من شعرها البني المصبوغ وترك الجزء الذي بدأ في الظهور بدون مؤثرات الصبغة البنية ليظهر بمظهر عصري فيصل الي عنقها بطريقة مبهرة ..كأنها قررت العودة مرة اخرى لشخصيتها القديمة فتقول وهي وتواليها ظهرها حاملة كوب الشاي الزجاجي :

-ما تقلقيش يا حفيظة ..البنت لسه بكامل قواها العقلية ...

...........

بالداخل ظلت تتتراقص على أنغام الأغنية القديمة ولحنها الشرقي ..فترفع يدها بالهواء مع تحريك خصرها بطريقة تعلمتها من سندس الصغيرة ..تلك الطفلة الكارثية التي تقضي وقت فراغها في مشاهدة الراقصة الاوكرانية "صافيناز"..لتتعلم منها الرقص باحترافية وتنتقل العدوى بالتوالي لشيراز التي ارادت تقليدها مرة بعد مرة حتى اصبحت هي الأخرى مدمنة لنوعية هذا الرقص ...لتظهر براعتها سريعًا في إتقان الحركة مع الميل بجزعها للخلف بميوعة كالراقصة الشهيرة ....وقفت مستندة على إطار باب الحجرة بكتفها تشاهدها بشرود وعيون غائمة بلمحة حسرة وحزن تشاهد تلك الفراشة الذي يسكن جوارحها الحزن الدفين فتخفيه باحترافية خلف قناع ابتسامتها ورقصها يوميًا عادت بذاكرتها لسنوات مضت ..عندما كانت تشاهدها تتراقص في حجرتها ببيتها بالعاصمة كما تتراقص الان ولكل بين الرقصة والرقصة زمنًا شابت فيه أرواحهما... زمانًا اغتال برائتهم وأحلامهم الوردية البسيطة....


عالحلوة والمرة


ايامنا كانت هنا زيناها عشرتنا


وايه بس اقولك انا غير هى قسمتنا


ياناسى عهد الهوى ليه تنسى فرحتنا


انا وانت كنا سوا مااحلى دنيتنا


راح تنسى كام مرة وتفرح اللايمين


عالحلوة والمرة مش كنا متعاهدين


ليه تنسى بالمرة عشرة بقاله سنين


.............




عند هذه الكلمات لاحظت غشاوة دموع بدأت في الظهور على عينها ..لتتقابل عيناها بعين الفراشة المتوهجة فتتوقف ببطء مع استمرار المغني بالغناء ..حاولت اضافة بعض المرح للمكان فتتقدم بكوب الشاي الذي برد :

-ايه ست سندس مافيش غير خديجة بتعلميها الرقص ...مافيش أبلة امينة ....

خجلت الطفلة واحمرت وجنتها فتقول بطفولة:

-خديجة..وعدتني لو علمتها الرقص هتعلمني ارقص زيها ...انتي بقي هتعلميني ايه ؟...

عقدت حاجبها بلوم زائف لتقول بأسلوبها الطفولي:

-بقى كدة ؟!..طيب شوفي مين هينجحك ياناصحة ...

لتكمل كلمتها بضربها بخفة خلف رأسها مداعبة لها ...

ظلت الأخرى ثابتة شاردة واضعة كف يدها فوق بطنها تدلكها بهدوء ..كأنها تداعب جنينها بهذه الحركة البسيطة فتطلب امينة من سندس الانصراف وإحضار بعض (الفايش)من جدتها ام سعد (معجنات جافة مشهورة به أهل الصعيد )...

.....فتستقيم تواجه تلك الشاردة التي ودعت سندس بعينها بصمت تقول بلوم :

-مش عارفة ليه مصممة تحتفظي بيه؟...وابوه تخلى عنك ...انت فاكرة انه ممكن يرجع عشان اللي في بطنك ...فوقي ياشيراز ..مالك باعك والتفت لحياته ولازم انتي كمان تفوقي من وهمه وتعيشي حياتك

-حياتي ؟!!!!....فين حياتي دي ؟...اللي أنا هربانة منها وهفضل هربانة ...بحاجة ماليش ذنب فيها ...أنا ما قولتش للناس تطمع وتبص على حق غيرها ...ولا قولت للناس تقتل عشان مصالحها ...ولا قولتلهم يخطفوني ويحصل اللي حصل ....لو كانوا خيروني ساعتها يسيبوا بابي ولا يقتلوه كنت قولتلهم خدوا كل حاجة وسيبوه ...أنا ما كنتش عايزة حاجة يا امينة ...يا ريتهم كانوا قتلوني معاه ورموني في المية زي ما عملوا معاه ....

أنا من غير اللي في بطني ميتة ...ميتة ....

مالك استحالة يتخلى عني بالسهولة دي بعد اللي حصل ما بينا ...مستحيل!!!!!.....

..................



خرجت تفكر بذهن شارد في امرها الغير مرضي لها ...تسير على غير هدى ...هل لديها الحق في ان تنجب طفلا لهذه الحياة القاسية ...؟...وأول من سيقسوا عليه من حوله ...هل لو كانت بوضعها ستهم بالتخلص من جنينها ام ستحتفظ به لنفسها وهي تعلم انها مهددة بالقتل في كل لحظة ؟!!..وجدت قدماها ساقتها الي حيث هو ...مكان مبيته لتعقد حاجبها بتعجب من حالها ..انها كلما تضيق عليها الحياة تسوقها قدماها اليه ...التفت حولها كالتائهة ترى هل لاحظ احد وقوفها امام سكنه ..فالجو هادئ على غير العادة ..أطرقت رأسها و رفعت كف يدها تريحه فوق بطنها تلمسها بطريقة دائرة ...كم تحسد شيراز على هذا الشعور التى لن تهنأ به مطلقا ...صدرت منها شهقة مرعبة عندما سمعت سؤاله المباغت :

-عايزة حاجة يا امينة ؟.....

التفت له بصدمة من وجوده تُرى هل رآها وهي تتحسس بطنها بتلك الطريقة المجنونة ؟!....

اما عنه قد كان يراها من بعيد تتحرك شاردة مبتعدة عن الملحق حتى وصلت امام حجرته تناظرها بتيه ......ألمه قلبه عندما رفعت يدها تريحها.فوق بطنها تتحسسها باستمتاع ظاهر على ملامحها ..يعلم ما يجول بخاطرها .كأنها اصبحت لوح شفاف يستطيع معرفة ما تفكر به بسهولة

كانت تتحدث معه وهو شارد في وجهها ..فشعرت بالحرج من تأمله الفج :

-فزاع !!!..أنا بكلمك....

-ها ...معلش ..كنتي بتقولي ايه؟...

استغربت من شروده لتقول مرة اخرى:

-ايه اللي شايله ده ؟!..كل ده قصب ...

نظر لما يحمله علي كتفه باهتمام:

-لقيت نفسي بليل ببقى زهقان ..قولت اجيب شوية من الأرض أخليهم عندي ...

هزت رأسها بملل حتى الان لم تستطع تحليل شخصيته وتكوينها ...فتقول بسخرية :

-واضح جدا انك بتبقى زهقان من كمية القصب اللي شايله ههههه...

-ايه يا استاذة بتتريقي ..ده أنا حتى ملاحظ عينك هتطلع علي القصب ومكسوفة ...

ابتسمت بخجل من ملاحظته :

-فعلا أنا بعشقه بس اسناني مش بتستحمل تقطيعه...

هز رأسه بابتسامة غريبة فتراه يتحرك ببرود استفزها بدون ان يعرض عليها أكله يقول:

-ثواني أدخل الحاجة وجاي ..

-ما تتأخرش!!!......

ودعته باعين محبة متألمة ونفس تتمنى المستحيل

.......



بعد لحظات كانا واقفان داخل الإسطبل يحثها للاقتراب من المهرة البيضاء كان الخوف يمتلكها من التقدم والاقتراب فتقف مبتعدة تشاهده يتواصل مع هذا الكائن المخيف الذي لم يتوقف عن تحريك ذيله ورأسه ..ضحك بقوة عندما وجدها انتفضت عندما صدر صهيلها بقوة :

-مش معقول يا امينة ...لسه جبانة ...أنا شكلي هحبسك معاها عشان تتشجعي وتعرفي عليها اكتر....انتي مش عارفة

خديجة بتحبها قد ايه؟...وكان دايما مالك يمنعها عنها...

-أنا عمري ما هحبهم بحس انها ممكن تغدر في اي وقت ...

عقد حاجبيه باعتراض:

-الخيل ..!!!..استحالة ..تغدر....قربي حاولي تأكليها وهي هتبقى صاحبتك.....

حاول يحثها على التقدم ..فارادت سبر هذه التجربة ..على الأقل ستسمى محاولة ...اقتربت تمسك باناملها قطع السكر من كفه وبدأت بالاقتراب بحرص وخوف في البداية رفضت الفرسة تناوله منها ..لتجده يقترب بتهور غير محسوب يقف خلفها فتشعر بسخونة جسده ويمسك كف يدها الأخرى ويضعها فوق شعر الفرسة ويقوم بتحريك كفها فوق الفرس ..شعرت وقتها بالخجل الشديد من مسكه لكف يدها بتلك الجرأة ...يشعر هو وقتها براحة ملكت نفسه بملامسة يدها ..فحلمه بات يؤرقه بشدة ..ولكنه شعر بسحب يدها فجأة تخبره بخجل :

-هي مش هتحبني ..لأني مش مستريحة لها ..

-مش يمكن بتحبك وانتي اللي مش قادرة تحسي ..

قال جملته كان يقصد به معني متواري وصلها بدقة ولكنها أوهمت نفسها ان جملته ليست هي المقصودة بها ...هزت رأسها بالرفض تشيح بنظرها عنه تنظر الفرسة:

-لو بتحبني ...كنت حسيت بيها ..لكن هي رفضاني ورافضة السكر ....

اقترب منها خطوة وكانت بينهما مسافة بسيطة يقول بصوت رجولي سحرها:

-حاولي تاني ..مش يمكن إحساسك غلط ...

رفعت نظرها له تريد سبر أغواره تشعر بمشاعر متضاربة في وجوده ..كما تشعر بتلميحا من بعيد يقصده ..ولكنها لم ترغب في وهم حالها بامور لن تحدث ....

فتجده يسألها بهدوء :

-عريس الغفلة ..لسه مصممة عليه ؟!..

-ايه اللي يخليني ارفضه ..قولتك من قبل هو بيحبني من مدة ،وده يكفي ....

أجابها بهدوء اكبر بكلمات هامسة :

-بس ما يستحقش امينة !!!!.....مايستحقكيش ...

ارادت تغير الحوار فتتحرك تواليه ظهرها تطعم الفرسة السكر بهدوء تسأله:

-هتروح امتى تشوف عروستك ...؟...

نظر لقدميه يقول بمكر :

-المفروض انهاردة ..بس في مشكلة ...

التفتت اليه بانتباه ليكمل بخبث:

-أنا يتيم زي ما انتي عارفة وماليش اخوات يجوا معايا يشوفوا العروسة ...ينفع تيجي معايا تشوفيها ؟!!!!!

جحظت عينيها للحظات من طلبه ..اصبحت لا تعرف ما يريد !!..هل هو يريد قربها ام يريد الابتعاد ؟!...ترفع ذقنها بكبرياء وتحدي :

-موافقة !!!...موافقة أجي اختارلك عروستك .....

.................



دخلت سندس من باب الملحق تقفز في الهواء بطفولة وفرح مع صدوح صوتها الطفولي بالنداء على خديجة المتقوقعة داخل حجرتها كعادتها :

-خديجة !!!!...خديجة!!!!...

وصلت داخل الحجرة تجدها جالسة فوق فراشها شاردة كعادتها تريح كف يدها فوق بطنها الصغيرة ..قفزت فوق الفراش بجوارها تقول بسعادة :

-خديجة !!!...عارفة مين جه يشوفك ؟!.

نظرت لها شيراز بتيه فهي لاترغب برؤية احد الا هو ..هو فقط في تلك اللحظة ..فتجيبها بثقل :

-مين يا سندس ؟

لم تكمل جملتها لتجد الاجابة امام اعينها واقفا على إطار الباب يبادلها بابتسامة خجلة



نهاية الفصل التاسع عشر


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 07:25 PM   #58

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل العشرون



الفصل العشرون
————-

لم تكمل جملتها لتجد الاجابة امام اعينها واقفا على إطار الباب يبادلها بابتسامة خجلة
فما كان منها الا الانتفاض بقلق عليه تقف امامه ممسكة بذراعيه تحثه علي الجلوس فهي تعلم حالته الصحيةالتي يعانيها تقول بلوم :
-محمد !!!!...ايه اللي جابك وحركك من مكانك ؟
ابتسم محمد ذو ١٥ عاما على قلقها عليه فهي دائما كانت تنصحه بعدم الإهمال في صحته خوفًا عليه ليقول بحب واضح :
-جيت اشوفك وأطمن عليكي ..اما سندس قالتلي انك ما بتجيش عندنا عشان تعبانه ....
جلست امامه تربت فوق ذراع بحنان واضح ...تتذكر كيف كانت تخرج من البيت خلسة حتى تصل لبيته البسيط كل مرة رغم تحذيرها اكثر من مرة ومنعها من الخروج من قبل الحاج حافظ خوفًا من ان يكشف امرها :
-حبيبي يا محمد ..أنا عارفة اني مقصرة الفترة اللي فاتت ..واكيد اتراكمت عليك دروس كتير في الانجلش بس ما تقلقش أنا أوعد اذاكرلك الدروس اللي فاتتك في المدرسة ...
شعر محمد بالحرج الشديد من كلماتها البسيطة فهي دوما كانت سندًا له لتوضح له ما يصعب عليه باللغة الإنجليزية بسبب عدم قدرته للانتظام بالحضور اليومي مثل زملائه بسبب مرضه ،وعدم قدرة والده المادية بان يتحمل مصاريف مدرس خصوصي له بالمنزل
فهو بالفعل تراكمت عليه الكثير من الدروس وكان يستحي من إظهار ذلك لها ليظهر امامها ان الغرض من الزيارة هو حاجته لها ولكن في حقيقة الامر أراد الاطمئنان علي صحتها ليس الا :
-لا ابدا يا أبلة خديجة ..أنا فعلا جاي اطمن عليكي فعلا وأفرحك ان أنا سمعت أبويا بيكلم أمي ان في واحد هيساعده عشان اعمل عملية القلب في اقرب وقت ....
فرحت شيراز لما سمعته من ذلك الطفل الذي يعاني من مرضه المقدر له منذ مولده ..كانت دائما تدعو ربها ان يكتب له الشفاء العاجل ...لو كان الامر بيدها لعرضته على افضل الأطباء المتخصصين بمثل حالتها فتجيبه بحب حقيقي :
-أنا فرحانة فرحانة اوي يا محمد بالخبر ده .... ان شاء الله تخف وتبقى احسن الناس وتبقى مهندس قد الدنيا زي ما انت بتحلم ...
شقت ابتسامة فوق وجهه ليجيبها بحبور :
-يارب يا أبلة خديجة يارب .....
......................


جلست تنظر لجوانب البيت البسيط بفضول بغرفة بسيطة تدل علي بساطة أهلها فتسمع صوت الشيخ عبد الرحيم يقول بحبور :
-احنا زرنا النبي ..يا أهلا وسهلا بروايح الجعافرة ،...نورتونا ...فيصدح صوته القوي لزوجته قائلا:
الشاي يا ام وفاء ..بسرعة ..يا أهلا يا أهلا ...
رفعت نظرها عليه فتهديه ابتسامة بسيطة تشجعه على الحديث ..كان يريد في تلك اللحظة...ان تنهره علي ابتعاده تمسكه بقوة رافضة اقترانه بأخرى غيرها ..ولكنه يتوهم ...ايعقل ان تنظر له لهذه النظرة في يوم من الأيام ام هو اقل من ذلك ..؟!
...........


بعد فترة من الزمن وبعد انتهائه من التعريف بحاله وتقديم نفسه وعرض رغبته بنسبه وجدت ما تدعى ام وفاء تطلب منها الدخول وإحضار العروس الخاجلة بنفسها وها هي تقف ذاهلة تشعر بتوقف الزمن فترة كبيرة بها لا تسمع الا لصوت الزغاريد التي اصم أذنها بطريقة مبالغ بها ..فاقت من صدمتها تسأل بحرص وريبة ام وفاء :
-احم ...هي فين العروسة يا ام وفاء ؟....
شهقت ام وفاء بلوم تشير لتلك الجالسة امامها تقول :
-اسم الله عليكي ..ما هي قدامك أهي ...
نظرت امينة مرة اخرى لتلك القابعة وابتسامة بلهاء زينت وجهها ...تقول :
-دي؟!!!......دي العروسة ؟!!!
..........


جلس متعرقا ينظر لها بريبة من ابتسامتها البلهاء ..يشوبها بعض الخبث ..منذ خروجها من الداخل وهي ترسل له نظرات لم يتحملها وخصوصا بعد قولها جملتها التي همست له بها :
-يا زين ما اختارت يا فزاع ؟...البنت تبارك الخلاق ...مش هتلاقي بعد كده ....
جلس يهز قدمه بتوتر بالغ حتى شعر بحركة بطيئة بمدخل الحجرة ويسمع صوت الشيخ ؛
-تعالي يا بنتي ...قدمي الشاي لعريسك...
رفع عينه بفضول وياليته ما رفع رأسه ليفرغ فاه وتجحظ عينيه من شدة الصدمة وينقل عينه بينها وبين امينة الجالسة بجواره التي لم تكف من تلاعب حاجبيها بمكر مع ابتسامتها الصفراء المزينة وجهها ببراعة .....
............


ظل يتحرك بعصبية وغيظ من الموقف الذي وضع نفسه به ،يمر امامها ذهابًا وإيابًا يضرب حجرًا بالأرض بغضب ..تجلس واضعة يدها اسفل وجنتها متربعة فوق مقدمة سيارته تراقب انفعاله ببرود مع مضغها لعلكة كبيرة تملأ فمها بها ....
تقول ببرود :
-أنا الحقيقة مش عارفة ليه كل الانفعال ده ؟
نظر اليها بغضب كبير يصرخ بها:
-انتي باردة ؟...أنا اتحطيت في اسوء موقف في حياتي ..هتصرف ازاي دلوقت ...هعتذر لهم ازاي؟!
رفعت كتفيها ببرود تقول :
-أنا مش شايفة في مشكلة ..دي حتى البنت جميلة وكيوت خالص ...وزي ما انت طالب ...
وقف يلهث من غضبه :
-كيوت ...كيوت يا امينة ..والكيوت دي ..المفروض اتجوزها وتخلف لي عيال ولا اغيرلها البامبرز ...
ضحكت عندما تذكرت منظره وهو ينظر لتلك العروس التي لم يتعدى عمرها ١٤عاما ..كانت صدمتها من رؤيتها ليست بهينة مثل صدمته ..والادهى ضآلت جسدها الذي يدل على طفولتها لا يمت للأنوثة بصلة ...
ليسألها بغيظ :
-انتي كنتي قاصدة تحرجيني ..ليه ما لمحتيش اما عرفتي ؟..ليه؟...
لم تجبه وظلت تراقب تحركه امامها بسعادة لا تعرف سبب سعادتها ..هل بسبب إفساد مشروع زوجه ام لانها ارادت ان تري وجهه الغاضب كما هو الان ؟
-فزاع !!!...
-فزاع !!!...فزااااااااع!!
ظلت تنادي عليه وهو متخذ الأرض ذهابًا وإيابًا ليصرخ بغضب جديد أخافها :
-ااااااايييييه؟....عايزه ايه من زفت!!!
ارجعت رأسها للخلف خوفًا من صراخه ثم تعود تلاعب طرف بنطالها الجينز بأصابعها تقول بدلال :
-نفسي اكل قصب !!!....
نظر لها بهدوء وصمت مع ارتفاع صدره وانخفاضه يقيم كلماتها البسيطة كأن طفلته من تطلب منه الحلوى ليخر راكعا ملبي طلبها ..فتشق شفتاه ابتسامة بلهاء لطلبها ...
............


بعد الظهيرة ومع بداية زوال حدة الشمس الحارقة.....ظلت سندس تحرك تلك النائمة فوق وجهها واضعة يدها اسفل الوسادة وشعرها الذهبي القصير يغطي ملامحها تقول لها بطفولة :
-قومي ...ياخديجة ...يلا ...بطلي نوم بقي ...
لم تستطع فتح اعينها فهي تشعر بإرهاق شديد مع تقدم شهور الحمل تشعر بالوخم وتزداد رغبتها في النوم تقول بتعب:
-سبيني شوية وانا هقوم يا سندس .روحي لام سعد وبعد شوية تعالي...
زفرت الطفلة بضيق لتخرج من عندها متجهة لجدتها بغضب طفولي ....
......


مرت اثناء توجهها للبيت وصعودها درجاته الثلاثة على فزاع وأمينة الجالسين بأريحية علي باب البيت في هذا الوقت الذي اوشك علي دخول المغرب وبينهما قصب يقوم فزاع بتقشيره بأسنانه بقوة يقول لسندس:
-زعلانه ليه ياسندسي ...خديجة ما رضيتش تصحى بردو ...
ردت بغضب طفولي :
-حاولت ما عرفتش ...أنا زعلانة منها ومش هكلمها تاني ...
ضحكت امينة على ردها لتقول بجدية زائفة:
-وانا كمان مش هكلمها تاني ...ازاي ما تصحاش تأخذ درس الرقص ...ده إهمال...
رفعت سندس كتفيها بلا مبالاة وثقة:
-هي حرة ...هي اللي خسرانة...
انصرفت وهي تسمع صوت ضحكاتهما القوى التي حاولت امينة كبته بسبب جملتها الاخيرة ...ولكنه لاحظت انقلابها فجأة وتحركها تنفض ملابسها فتقول متحركة من جواره تحاول الوقوف :
-احم ...أنا همشي أنا ..وشكرا على القصب ...
—استني يا امينة ...انتي ما اكلتيش لسه قصب ...هو في حاجة صدرت مني ضايقتك.ولا ايه؟!!
-لا ابدا ..بس كل الحكاية مش المفروض اقعد بالشكل ده معاك ..دايما بنسى اننا في الصعيد والعادات هنا بتحكمنا ...
-بس احنا مش بنعمل حاجة غلط ..احنا قاعدين في مكان مفتوح للكل وفي النهار وملتزمين بحدودنا ....
ابتسمت بمرارة تسأله :
-لو حد عدى علينا دلوقت وسألك اقربلك ايه ؟...ايه هيكون ردك؟...
صمت بقهر وشعر بألم في مقدمة معدته يعتصرها لم يجد اجابة شافية ..فتكمل مؤكدة له:
-شوف ما عرفتش ترد ازاي؟...
كادت تنصرف ولكن فضولها جعلها تتلكأ في تحركها عندما سمعت صوت رنين هاتفه الخلوي...فينظر اليه بضيق عندما علم بالمتصل وقام بإرجاعه بجيبه مرة اخرى دون جواب فتتساءل بمكر:
-ما ردتش ‏ليه؟!
صمت دقيقة يتهرب من إجابتها فتكمل بسخرية:
-رد عليه يا فزاع ..أنا عارفة كويس انه اكيد بيكلمك يطمن علي الوضع....
زفر بضيق لا يعلم ما هو الصواب ..هل من الصواب اخفاء امر حملها عن الجميع كما طلبت امينة ؟..لو كان الامر بيده لأخبره هو والحاج عن ذلك ولكنه خاف ان تنخفض منزلته في نظرها ويظهر بمظهر خائن الأمانة والأسرار ...قال بلوم واضح:
-انتي عارفة أنا مش عايز ارد عليه ليه ؟..مش قادر اخبي عليه انه هيكون أب وخصوصًا ان مخبي علي الحاج ..ضميري واجعني ...
-هو تخلى عنها ..حتى ما فكر يرجع يردها قبل عدتها ما تخلص ...خليها تشوف حياتها بعيد عنه....
أراد تنبيها لامر هام :
-امينة !!!...خديجة تعتبر لسه في عدتها مادام حامل ...خلينا نبلغه يمكن يردها وساعتها هيكون اختياره واحنا عملنا اللي
علينا ....
هزت رأسها بعدم اقتناع تبلغه:
-ده طلبها وياريت نحترم رغبتها ...على الأقل في الوقت الحالي...رغم اني شايفاها هبلة وغبية فاكراه هيرجع من نفسه ....
رن الهاتف مرة اخرى ليكون هذه المرة من نصيب هاتفها فترفعه لنظرها بضيق حاولت إخفائه من هوية المتصل وفضلت هي الأخرى عدم الرد لتقول بتوتر :
-ده انور ...اكيد عايز يعرف الميعاد اللي حددناه للخطوبة وميعاد اللي هنروح نشوف فيه الشقة .....
نظر لها بغموض قبل ان يهز رأسه ببطء و بشرود لينصرف من امامها دون ابداء اي كلمة تدل على اهتمامه بما قالت ..لتزفر بضيق من حالها التي وصلت اليه ....دائما تهتم بإطلاعه على اهم التفاصيل ظنا منها انه مهتم ليفاجئها دائما بعد مبالاته لأمرها ..
........
بعد مرور اسبوعا
............
حالة من الضيق تعتليها فمنذ خروج ثلاثتهم من البلدة للعاصمة مستقلين القطار وتصرفاته اتجاهها تزيدها ضيقًا ..بعد اصراره على مرافقتها هي ووالدتها لمقابلة "انور "والاطلاع على شقة الزوجية التي ستقطن بها ...حتى اثناء رحلتهم الطويلة ظل صامتا بوجه صلد يتهرب من عينيها ...لم يحدثها حتى عندما حاولت ابلاغه برغبتها في الذهاب لدورة المياة وشراء كوب من القهوة الساخن وجدته ينتفض من مكانه يتقدمها بصمت وعندما أطالت في جلوسها تنظر له ببلاهة أشار لها برأسه بأن تتبعه....
ليظل مرابطا أمام دورة المياة حتى انتهائها ..حتى لم يجب على كلمات شكرها له !!....
ظلت تنظر اليه تنتظر إلتفاتة منه تعبر عن اهتمامه بها ولكنه أبى ان يريحها أغمضت عينيها بضيق واضح عندما سمعت صوت اخت انور الصغيرة الرفيع الذي يجعلها تشعر برغبتها الملحة لوضع أصبعها باذنها ترحب به بالأخص للمرة العشرين بطريقة مبالغ فيها تظهر للأعمى تقول بغنج :
-اتفضل يا أستاذ فزاع العصير ؟؟..انت ما بتحبش الفراولة ولا ايه ؟....
ابتسم ابتسامة مغتصبة يجيبها :
-لا ابدا ..بحبها طبعًا ....شكرا ليكي ...
رفعت امينة حاجبها ترمقه بغيظ وهو يرتشف عصيره باستمتاع ليقطع مراقبتها صوت انور الهادئ بطريقة مبالغ فيها :
-منورة يا امينة ..منورة يا حاجة. ...
ماتعرفوش أنا سعيد قد ايه بمجيتكم انهاردة ...
ردت حفيظة بفخر أم :
-بنورك يا ابني ...اومال فين أختك هيام ...
ارتبك انور فتصدر منه إلتفاته لأخته "هادية .."فكلاهما يعلم غضب اخته منه عندما عرض عليها الاقامة هي و"هيام" بالشقة المجاورة التي ورثوها أيضا ، وترك له تلك الشقة ليتزوج بها ويستقل فيها هو وأمينة الا انها قابلت ذلك بالصراخ والغضب واتهام العروس العاقر بانها تريد ابعاده عنهما وتركهما ..وتصر ان تبقى كما هي وأختها بنفس الشقة تشاركه فيها مع تأجير الأخرى والاستفادة من إيجارها ...
مرر نظره ليجد انتباه الجميع له ليقول بصوت مهتز :
-هيام بتجيب حاجات وزمانها جاية
لم يريح فزاع الحديث يشعر بان هناك أمر خفي في الأمر..كاد ان يطلب منه التعجيل برؤية الشقة حتى يستطيعا العودة مرة اخرى للبلدة ..ليجد دخول تلك المدعوة "هيام "بوجه لا يبشر بالخير خالية الوفاض رغم زعم اخيها انها تقوم بالتسوق ،ولم يخف عليه ولا على حفيظة التحفز الذي دخلت به وتحيتها المقتضبة لأمينة فيسمعها تبصق كلماتها بترحيب مزيف :
-منورة يا عروسة اخويا ..(وجهت كلماتها لأخيها تكمل بنزق)ايه يا انور هو العروسة لسة ما اتفرجتش على الشقة ..عشان تلحق ترجع بلدها ؟....
شعرت امينة بأمر مريب بأسلوبها المتحفز للعراك ونظراتها المشتعلة ولم يخف عليها توتر انور امامها ..رفعت اعينها لذلك التمثال الرخامي الذي يشاهد المسرحية بوجه خالي من التعبير عاقد الحاحبين ....سمعت والدتها تقول بحيادية :
-ان شاء الله تعجبها ..ولو على السفر احنا لينا شقة هنا هنبيت فيها للصبح ...
رفعت "هيام"ساقا فوق الأخرى تهزها برتابة متناسية بعض الأصول والأدب وصدرت منها تنهيدة مصطنعة مع بصقها لباقي سمها موجهة حديثها لأخيها بتمثيل مبالغ فيه :
-ايه يا انور ؟..شكلك لسه ما عرفتش العروسة باتفاقنا ؟!..،
كادت ان تكمل ليلاحظ الجميع انتفاض انور من مكانه متعرقا يدعوهم لرؤية الشقة غير مباليا بثرثرة اخته البغيضة .
...........
لبى الجميع دعوته رغم عدم شعورهم براحة وان هناك أمر ما ..يزداد ضيقها كلما حاول الاقتراب منها واستغلال الفرص للاختلاء بها التي في كل مرة تبوء بالفشل بسبب مراقبة الآخر الرخامي لهما ..وقف انور امامها يحثها على رؤية اركان حجرة النوم الذي من المقرر ان تكون حجرتها الخاصة بعد زواجهما بعد انصراف اخته الصغيرة للإجابة على هاتفها ..لم يخف عليها تعمد والدتها بترك لها مساحة خاصة معه عندما طلبت من هيام رؤية حجرة المطبخ عن عمد ...شعرت بتقلص معدتها الشديد وشعورها بالنفور عند تخيلها انفراده بها ..انتبهت لملامسته كف يدها التي لم تكف عن فركه..انتفضت لملامسته لها أردت ان تنهره الا انها قال لها متوسلا لها :
-امينة أنا مش عارف أتلم عليكي بقالي شهر وأنتي مش عايزة تبلي ريقي بكلمة ولا عايزة تردي على مكالماتي ...
حاولت نزع يدها منه بإحراج ورفض لتصرف قالت باستنكار :
-انور !!!..ما يصحش اللي بتعمله ده ....
لم يحرر يدها مع ازدياده تشبسا بها يبلغها شوقه واعتراضه على جفائها الدائم كان يعتقد انها ستتغير مع الوقت قال برجاء :
-انتي ليه بتعملي معايا كده ..؟..في حاجة مضيقاكي مني ؟!..
كادت ان تجبه الا ان قطع حديثها
دخول فزاع ليرى ذلك المشهد الفج الذي جعل النيران تدفق بشراينه ولكنه أصر على إظهار برودة رغم كرهه وضيقه من موقفها ..كيف لها تتركه يمسك يدها بهذا الشكل المقرف ؟!...
انتبهت قبله لوجود فزاع فانتزعت يدها بقوة من شدة ارتباكها ..كيف سيظن بها الان ؟!..انها إمرأة سهلة ..محرومة المشاعر ؟!.
.............
جلست فوق الفراش تنظر لسقف حجرتها ببيت والدها رحمة الله عليه في العاصمة بشرود ..لا تعلم ما هو القرار الصائب ؟..هل من الصواب إكمال هذه الزيجة رغم نفورها منه ...وضيقها من تحكمات اخته به ...ليزيد الامر تعقيدًا علمها بمشاركة أخواته لمنزل الزوجية ...إلتفتت لأمها التي يصدر أصوات من انفها بطريقة مزعجة فتشعر بالإشفاق عليها ..لقد نال منها الإرهاق بقوة ..تحركت ببطء من فراشها بعد ان ضبطت وضعية رأسها ..ارتدت إسدالها وأحكمت إغلاقه ..فهما ليسا وحيدين بالمنزل ..لقد اصرت امها علي مبيت فزاع حتى الصباح على امل ان يتوجهوا لطريق العودة للبلدة باكرا ...
.....
خرجت بهدوء تتلمس الحائط بحرص بسبب انغلاق اضواء المنزل تتحس مفتاح الضوء ليعينها على الرؤية في ذلك الممر الذي يؤدي إلى المطبخ اثناء تحسسها وقفت مرعوبة عند سماعها حفيف ملابس ضعيف ...قطع الهدوء القاتل المحيط بها ..تلفتت خلفها في رعب وليسكن الصوت مرة اخرى ..هزت رإسها بملل منذ متى هي تخاف من الظلام ؟!..دائما شجاعة لا تخشى الا شئ واحد ...الحيوانات .....عند بداية تحركها ببطء ورفع يدها تتحس الحائط ...للوصول الي المفتاح ...جحظت عيناها برعب لملمس ذلك الشئ اللين المشعر ترجمت إشارات عقلها أنها امسكت بحيوان من الحيوانات القارضة..قارضة!!!....فأر!!!!صرخ� � خرجت من حنجرتها لتجد الضوء يضرب عينيها بقوة ألمتها وفزاع امامها ممسكها من ذراعيها يصرخ من بين أسنانه :
-ياشيخة حرام عليكي ..قطعتي خلفي ....
رمشت بأهدابها غير مستوعبة وجوده امامها كأنها عانت من فقدان ذاكرة مؤقت تنظر له ببلاهة ....لتسمعه ينطق بنزق :
-ايه اللي مسهرك لحد دلوقت ؟..مش عندنا سفر الفجر ؟...
ظلت تنظر له غير مستوعبة وجودة اثر الصدمة ..احتاجت بعض الوقت لتسيطر على حالها ..فبدأت تتململ من اسفل يده المحاصرة ...لينتفض مبتعدا عنها خطوة ينظر إلى وجهها الخمري المغطى ببعض الخصلات الواضحة التى تحررت من اسفل إسدالها بوضوح ...مع ملاحظته للانتفاخ المحيط بعينيها الكحيلة نتيجة لبكائها لفترات طويلة ..وقفت تضبط وشاح إسدالها على رأسها تتهرب من نظراته المربكة تجيبه بكبرياء مزيف:
-ما تقول الكلام ده لنفسك؟...ايه اللي مصحيك ؟
وضع يديه بجيب سرواله المنزلي ينظر لقدميه بتفكير كيف يخبرها بانها من سلبت النوم من جفونه ؟!...عندما طال صمته قالت تحاول سبر أغوار عقله :
-شكلها عجبتك وطيرت النوم من عينك...
رفع عينيه لها عاقد الحاجبين لا يفهم مقصدها ولكن قرون استشعاره الذكورية نبهته لغيرة تطفو فوق سطح كلماتها ..اراد إغاظتها :
-هي فعلا تعجب الباشا؟...
امتقع وجهها بالسواد لتقول بضيق :
-هي مين دي؟
-اللي طيرت النوم من عيني .....
جزت على أسنانها بغيظ :
-انت لحقت ده انت يا دوب لسه شايفها ؟...شكلك بتحب المرقعة الفاضية ...
رفع حاجبه بتحدي نظر اليها بتمعن يقول :
-حاسس ان اعرفها من زماااان اوي ...بس هي تحس بيا ....
ظلت قابضة كفها بجوارها تريد لكمه بمنتصف وجه على بروده لتقول وهي تنصرف لحجرة والدتها :
-الله يهني سعيد بسعيدة!!!...
أوقفها بمسكه لذراعها بقوة يقول لها بغيظ:
-هتفضلي غبية لحد امتى؟!!..
نظرت له بتعجب من تحول ملامحة من المزاح للجدية فاكمل بضيق :
-أنت مش بتحبيه يا امينة ولا عمرك هتحبيه ..أنا شفتك ازاي مش طايقاه يلمس ايدك ...ليه توافقي عليه مدام مش قابلاه ليه؟
-عشان حاجات كتير يا فزاع ..كتير ..!!!اولها انه قابل حالتي اللي مافيش راجل هيقبلها ...ثانيا نفسي اريح قلب أمي اللي شايفة الحسرة بعنيها عليا ،..ثالثًا وده الاهم انه بيحبني بجد ودايما بيقابل نفوري ليه بحب ...رغم ان اكرم كان بيعشقني الا انه ما قبلنيش بعيبي ..وقرر يدور على سعادته بعيد عني ...
شعر بأسواط من نار تجلده من وصفها لحب كلاهما لها ..ولما يلومهما على حبهما المجنون وهو مرض بعشقها معهما ليجيبها بصوت مهتز :
-مش معقول ترمي نفسك مع واحد مش طايقاه وأخواته اللي هيشركوكي حياتك معاه لمجرد انه قابل حالتك ...
(ابتلع ريقه بصعوبة )يسألها بحرص:
-لو لقيتي حد بيحبك ويتمنى انه يعيش حياته جنبك غير" انور "هتوافقي....؟!
صدحت ضحكتها بسخرية واضحة تتساءل:
-مين بقى المجنون ده ؟
-أنا يا أمينة؟!!.....
قالها فزاع باندفاع دون تفكير ...اراد البوح بمكنونات قلبه المعذب ....ظلت ثابتة كالتمثال الرخامي الخالي من الحياة ..تنظر له بصدمة وقد نست فمها مفتوحا على وسعه ..



نهاية الفصل العشرون



وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-20, 10:31 PM   #59

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي

ايوه كده اخيرا نطق فزاع.... 😉😉

ع عبد الجبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-20, 05:24 PM   #60

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الواحد والعشرون



الفصل الواحد وعشرون
—————-
لم تتخيل يوما ان يبادلها نفس الشعور ..كانت دائما تكذب نفسها وتبرر تصرفاته انها نفس تصرفاته مع الجميع بدون استثناء ..فهز رأسه بالإيجاب يؤكد لها ما سمعته ليكرر مرة اخرى كلماته :
-أنا يا امينة المجنون ده ؟؟؟...ياترى في مشاعر حتى لو بسيطة شيلاها في قلبك ليا ...؟يا ترى لو وافقتي عليا هتكون نظرتك ليا زي انور مجرد واحد بيحبك ،...؟
رفع سبابته يضغط فوق قلبها بإصرار :
-عايز اعرف ..ليا مكان هنا ولا ماليش....؟
رمشت بأهدابها بصدمة تنظر لمكان أصبعه بذهول ..ابتلعت ريقها بصعوبة تهرب بعينيها الدامعة من مواجهته و تجيبه بما لا يتوقعه في تلك اللحظة :
-للاسف ...لا يا فزاع !!!..أنا آسفة ....
لتنصرف من امامه تحتمي بحجرة والدتها تهرب من مشاعرها التى تفضحها
فهو يشعر بمشاعرها المتبادلة معه ..يظهر بعينيها بوضوح ولكنها تظل تكابر وتعاند ..رأى بعينها بريق الحب ينعكس من مقلتيها ...فيزداد ضيقا من رفضها لحبه ويقرر الا يضغط عليها ويترك لها مساحة كافية للتفكير ....اما عنها فكانت كثيرًا تتمنى تلك اللحظة لن تنكر انها كادت تطير فرحًا من اعترافه ولكن هذه الفرحةالعارمة كشفت لها حقيقة قد تناستها ..انها لن ترض بان تكون عائقًا لسعادته وتحرمه من ذريته وعزوته حتى لو كان ذلك باختيارها.........
..........


-"أنت اتجننت يا مالك ...انت ما كاملتش الأربع شهور راجع من إجازتك عايز تأخذ اجازة تاني ...كدة الشركة هتستغنى عنك ..اعقل واستهدى بالله"
قالها نادر مهدئا صديقه من تهوره الغير محسوب ..ليجد الأخير يغلق سحاب حقيبته بضيق وقد اتخذ قراره بدون رجعة ويجلس بضيق :
-أنا تعبت ..مش قادر يا نادر ..حاولت ابدأ حياتي بعيد عنها ومش قادر ..هي محتجالي وانا كالعادة كنت ندل واتخليت عنها ...بس مش بايدي ..غصب عني ...اقسم بالله غصب عني ...
تأثر نادر من رؤية صديقة بهذا الوضع ويقترب منه يخفف عنه يقول :
-حاول تنساها وأبدأ حياتك مع غادة ...غادة بتحبك ...كده مش هيكون كويس لجوازكم.....
وضع وجهه بين كفيه بإرهاق يزن كلمات صديقه فيسمعه يكمل :
-انت اه ما حكتش كل حاجة بس أنا متأكد ان والدك عنده سبب قوي عشان يجبرك تطلقها ....
-ياريت افهم بيفكر في ايه ؟!...وليه بعد ما كان بيحاول يقربني منها خلاني بعدت عنها؟ ...كل كلامه غامض ان مصلحتها في بعدها عني وأنها طول ما هي معايا في خطر ...وبحكم عليها بالإعدام ..أنا كنت بموت يا نادر لحظة طلاقي ليها وانا عارف انها مهددة تكون لغيري ...
صمت نادر للحظات لا يجد كلمات مناسبة يواسي بها صديقه ..يؤنبه ضميره اتجاهه شعر في تلك اللحظة بمدى دناءته معه فيسأله بحذر:
-وغادة ؟!...هتعمل ايه معاها ؟...لو هي عرفت انك ناوي على اللي في دماغك مش هتعديها...
تنهد مالك بتعب واكمل :
-اهي غادة دي حمل تاني على ضميري ...كنت فاكر اني هعيش سعيد معاها ...وللأسف من ساعة ما اكتشف وجود شيراز وكل أموري اتلغبطت وبقيت معاها بجسمي بس ...ذنبها بيطوق رقبتي كل يوم عن اللي قبله ....فضلت سنين مستنياني ومش هقدر أتخلى عنها....
............................................
اضطرار
...........
(دائما تحكم عليك ايامك بسلك طرق غير مستحبة لتصل لأهدافك وغايتك ..بدون النظر لوسيلة الوصول ..هل هي ملائمة لهذا الطريق ام لا ...؟.....مع الحرص على اختيار اقصر الطرق سواء كان ملتويا او لا ..الأهم قبل كل شئ ....الوصول ...........)


جالس مغمض العينين يستمتع للموسيقى الهادئة الصادرة من سماعة أذنه الخاصة عاقد الحاجبين بطريقة لا تلائم استرخائه كأنه يحارب وينازع أفكاره ..مسندا رأسه على المقعد المخصص له بيده اليمنى يتصاعد دخان سيجارته الخاصة باستحياء ...تلتقط أذنيه خطوات أنثوية تسير بطريقة رسمية اتجاهه ثم تتوقف بجواره تقول برسمية شديدة بلغتها الأجنبية :
-No smoking,please


لم يتحرك من ثباته كأنه لم يسمعها فظنت انه لم يستطع سماعها بسبب وجود السماعات باذنه ..فعزمت على تحذيره مرة اخرى بصوت اعلى وقبل تفعل ذلك وجدته يرفع يده الممسكة بسيجارته ببطء يسحب منها دخانه مرة اخرى بلا مبالاة لتلك الواقفة يقول بصرامة :
-Go,now
اقتربت منها زميلتها تمسك ذراعها تحثها على التحرك بصمت لتتولى هي مهمة ذلك الراكب المتمرد الجذاب فيشعر باقترابها منه تسند يدها على مقعده بجوار رأسه وتميل فتسرق المسافة بينهما عن قصد تقول لإغواء:
-Mr,Hazem
(مستر حازم من فضلك )Please
فتح أعينه ببطء ينظر لها نظرة ماكرة يقيمها من أعلاها بأسفلها بنظرة سريعة فيبتسم بمكر :
-As you like
(كما تريدين )
ويقوم بإطفائها بمكان مخصص ثم يرفع أنامله يمررها على أطراف وشاح عنقها الملون الذي يعلو زيها الرسمي مع الحفاظ على ابتسامته الماكرة يسألها :
How much time is left to arrive?-
(كم تبقى من الوقت للوصول)
إجابته بابتسامة مغرية تاركة له حرية التلاعب بزيها :
five minutes-
(خمس دقايق )
أشار لها بيده لتتحرك بعدها مبتعدة عن مرمى رؤيته ليعود إلى وجومه وجديته التى اعتاد عليها يفكر بضيق مما هو مقدم عليه ....
...........
هبط من الطائرة المخصصة له تلفحه برودة الجو ليتطاير خصلات شعره بقوة متزامنا مع حركة سترته الصوفية الطويلة التي تساعده على التدفئة... يجد مساعده رأفت يقترب منه ممسكا بمظلة مفتوحة يقربها فوق رأسه يرحب برسمية :
-حمد الله على السلام يا باشا ....إيطاليا نورت
-الله يسلمك يا رأفت...
سأله وهو يسير بجواره مسرعا محتمي بمظلته وصولًا للسيارة السوداء التي تنتظر اقلاله :
-عملت ايه يا رأفت ؟..عايزك تديلي تقرير سريع لحد ما نوصل ....
-تحت إمرك يا باشا .....
قالها رأفت برسمية وهو يفتح باب السيارة ليجلس بعدها الآخر داخلها مستشعرا الدفء بها ....
............
اثناء طريق الفندق
.........
-كويس جدا الاخبار دي ....احنا مش عايزين حد يحس بحاجة ..ما عرفتش الصفقة دي هتبقى امتى ...
سأل حازم بفضول ليجيبه رأفت :
-لا يا باشا ..مش عايزين نبين اننا مهتمين ...عشان محدش يشك ..
هز حازم رأسه بتفكير ليسمع رأفت يبلغه برسمية :
-تقريبا مقابلتك للثعلب هتكون انهاردة ..بس لحد الان ما اتبلغناش بالمكان زي كل مرة...
هز راسه بصمت مرة اخرى يفكر بحديثه بصمت ثم يقول :
-انت عارف ان لازم ارجع خلال يومين ظروف البلد ..فيها قلق ....عموما هو عارف هيوصلنا ازاي....و ربنا يستر .....
............
دخل جناحه الخاص وخلفه رأفت يعطي اوامره للحرس الخاص بالبقاء خارج الحجرة والتأهب لأي خطر ...
ابتسم ابتسامة خبيثة عندما وجده واقفا واضعًا يده بجيوب ملابسه الكلاسيكية مواليا ظهره يشاهد المنظر الخارجي الساحر من ارتفاع فيقول مرحبا حتى ينتبه الأخير :
-ثعلب الصحراء !!!!منور إيطاليا ...
إلتف له الأخير ببطء شديد مع الحفاظ على ابتسامته الجانبية يجيبه:
-منورة بيك يا وحْش...!!!!
........
مر يومان ولكنهما من اصعب الأيام على كل منهم ..كلًا منهم منتظرا بزوغ امل جديد ليهنأ بحياته ويتخلص من عذابه ..
لم يشعر بنفسه بعد ان ضاقت به الدنيا من حوله ونفدت طاقته على التحمل الا وهو يتجه إلى بلدته عازما على إعادتها لاحضانه مهما كلفه الامر ..لن يتركها لغيره ..سيكون كفيلا بحمايتها والبعد بها عن اي خطر ينالها ..سيعيدها ويهرب بها بعيدا ..بعيدا .،،

جلس امام والده يودع كف يده قبلات متتالية معتذرا عن انقطاعه تلك المدة عنه بسبب غضبه مما صدر من ابيه في اخر مقابلة جمعتهما ..فأول مرة يتعرض للضرب والإهانة من ابيه عندما عارضه ورفض تحريرها والانفصال عنها ليباغته الآخر بلطمة قوية على وجهه عندما علم بإتمام زواجه منها ومخالفة اوامره ..لقد كان متخذ قراره بعدم الانفصال عنها بعد ما حدث بينهما وذلك ما اغضب أباه ...ليتم الطلاق تحت ضغط والده ونقمته على تصرفه يقول برجاء قاتل:
-سامحني يا حاج ...غصب عني ...صدقني ...
ربت حافظ فوق رأس ابنه الوحيد بتأثر يهدئ من حاله:
-مسامحك يا ابني ..أنا عارف انك عمرك ما تقسى على ابوك ...مسامحك ...
رفع مالك عينه بتأثر من كلمات ابيه المحبة له ويبادله النظر يعلم بما يجيش به قلب ابنه الوحيد ظل يتأمل عينيه الزائغتين ليبادر حافظ بسؤاله:
-ايه اللي جابك يا مالك ؟..مش اتفقنا يا بني تبعد الفترة دي ...عشان مصلحتها ...
شعر بغصة مؤلمة منعته من ابتلاع ريقه بسهولة يكافح لإخراج الكلمات :
-جيت اطمن عليك يا حاج ..اما عرفت انك راقد من وقت ما مشيت...
ابتسم حافظ من مكر ابنه فهو يعلم جيدا الدافع لحضوره وعودته مرة اخرى بدون مقدمات..يربت فوق وجنته بكفه يداعبه :
-جيت تسأل على ابوك العجوز بردوا !!ولا جاي تسأل عليها ؟!.....
أشاح بوجهه عن مرمى نظره المتفحص ..من السهل على ابيه قراءة أفكاره منذ الصغر ليقول مبررًا:
-كويس يا حاج انك فتحت الموضوع ...أنا جاي انهاردة عشان مش قادر يا حاج على الاتفاق اللي بينا ...أنا جاي اخدها وأمشي من هنا ..أنا كفيل ان احميها ...
-مش هنقدر يا ابني ...الموضوع اكبر مني ومنك ...لانه تار ودم ..أنا حاولت احميها بجوازك منها في الاول بس كنت غلط ..وعمر المشكلة ما هتتحل كده ...
رد مالك بضيق بالغ:
-اومال ايه الحل في نظرك ؟...ان اكون ندل وجبان في نظرها وأتخلى عنها .؟!
تنهد حافظ بتعب يريد أثنائه عن اصراره :
-خديجة مش ليك يا مالك ...خديجة مصيرها مع غيرك ..مش بمزاج حد فينا ...لا ...عشان لازم ندفع ديّة القتيل ..
حازم طلب ان يتجوزها بعد ما نعمل مجلس للعائلتين عشان تقدر تعيش حياتها بسلام ....
-وعمرها ما هتتحل بجوازها من حازم ...انت بترميها في النار ..ازاي تقبل تكون قربان ثأر ..انت عارف ده معناه ايه ؟!...انها هتعيش في وسطهم ذليلة مالهاش حقوق عندهم ...هتعيش ميتة بسبب واحد حقير ولا يسوى ..
ظل يلهث من شدة الانفعال والغضب يقدّر خوف والده عليها ..وهو أيضا يشعر بالرعب من ان يصيبها مكروه ولكن عندما يصل لنقطة امتلاك غيره لها يجن من هذه الفكرة ..هي له وستصبح له للممات ..يعيش معذبا في بعدها ...لن يكذب على حاله قد حاول منذ طلاقهما ان يتأقلم ولكنه فشل ...فهي تجرى مجرى دمائه ...تعيش بروحه وتسكنها ..لن يستطع التخلي عنها هذه المرة يكفي خذلانه لها من قبل ...
عندما لاحظ صمت ابيه الذي لم يتوقف عن التلاعب بحبات سبحته البنية ...اكمل بإصرار :
-أنا جاي ارد مراتي يا حاج ...مراتي مش هتكون لحد غيري ....
هز حافظ رأسه برتابة بدون النظر اليه ليسأله بجدية :
-وهتردها ازاي بقى ؟!!..وعدتها خلصت ...
تعرق مالك من كلمات ابيه الصادمة فهو لم يشغل باله بحساب أيام عدتها من قبل ..ليجد نفسه يندفع قائلا:
-هكتب عليها ...هرجع حقي فيها ...كفاية بعد عنها بقى كفاية ..انت لازم تحس بيا وتساعدني مش معقول بعد ما عرفت انها البنت اللي حبيتها وكنت بدور عليها سنين يكون ده موقفك ........
-امشي يا مالك !!!....امشي ...وروح لحالك الله يسهلك .....
قالها حافظ برجاء وضعف يحاول عدم إظهار دموعه التي بدأت في الظهور ليكمل بإصرار اكبر :
-خديجة عمرها ما هتكون ليك يا ابني ...ولو أصريت على اللي في دماغك يبقى حكمت عليها بالموت في اي لحظة .....امشي قبل ما تشوفك ..امشي...
غضب مالك من اصرار والده على ابتعادها عنه ليبلغه بصرامة واصرار متبادل:
-أنا كفيل بحماية مراتي لآخر يوم في عمري ......
ليهم بالانصراف تحت أنظار ابيه الذاهلة ..لم يهتم لندائه المتكرر وطلبه منه الرجوع عما يفكر به ...تحرك حافظ من فوق فراشه بصعوبة يحاول ان يمنعه من تهوره سيضيعها ويضيع نفسه بتهوره...
.......
هبط مهرولا فوق الدرج يريد الطير إليها يعيدها لأحضانه ..لسكنها ولمأواها ..اصطدم بدون وعي بام سعد اثناء هبوطه المسرع لتقول له بلوم :
-يوه حاسب يا ابني مالك ؟!!!!واخد في وشك كده ؟
أجابها بسعادة وابتسامه مشرقة على عجالة :
-معلش يا ام سعد ...بعدين بعدين هحكيلك ....
وقت تضرب كف فوق الأخرى تهمس لنفسها :
-لو اللي في دماغي صح ..يبقى ربنا يسعدك ويجبر بخاطرك يا مالك يا بن حافظ ....
...............
انتبه كلاهما إلى ضوضاء اثناء انتظارهما في غرفة الجلوس لهبوطه من حجرة والده..خرجت امينة وولدتها ليشاهداه يخرج من باب البيت مسرعا وتظهر عليه السعادة جلية ...فيتبادلا النظر في ما بينهما بتعجب وريبة من حاله مع تأكدهما لوجهته المقصودة ......
..................


(((((((جالسة بجواره تشعر ببعض البرودة تلفح جسدها الضعيف رغم ارتفاع درجة حرارة تلك البلدة الا انها تشعر بالبرودة المفاجئة لتحاول تدفئة جسدها بذلك الوشاح الأسود الذي اصر عليها ارتدائه اثناء ولوجها من البيت ..لكن في الحقيقة لم تكن برودة الجو هي سبب ارتعاشها بل بسبب رعبها مما حدث منذ قليل ..لقد شعرت بالخطر يقترب منها هي ووالدها بوضوح مما حولهما ...عندما قامت بآداء واجب العزاء ...لم يخف عليها نظرات تلك المرأة التي كانت تجهر بكرهها دون خجل او خوف ..ولم تكن هي فقط نظراتها مخيفة بل نظرات ابنها الذي ظل يقيمها من أعلاها لاسفلها بوقاحة فتنكمش رعبًا منه ....نظرت بجوارها لوالدها الذي يقود السيارة بتوتر لم تلاحظه عليه من قبل يتلفت بطريقة مريبة للطريق فتقرر قطع الصمت تسأله بفضول:
-بابي في حاجة حصلت موتراك ...أنا حاسة انك من وقت ما ركبنا وانت قلقان ....حتى ما سلمتش على اللي اسمه ايه ده ناصر !!!!....
حاول طمأنتها يجيبها:
-مافيش يا شيراز كل الحكاية اننا اتاخرنا ولازم نمشي ..
ظهر عليها عدم الاقتناع فتحاول طرد مخاوفها وتنظر لهاتفها المفتوح على برنامج الرسائل الأخضر تقرر إرسال له رسالتها الاخيرة تشعر بانقباض يقبض روحها وقلبها فتكتب :
-دي رسالتي الاخيرة ليك ...ايوة دي اخر رسالة اكيد بتضحك دلوقت لان ما يهمكش تكون الاخيرة او في غيرها ..أنا كنت عايزة أقولك بس ان ما حبتش حد في الدنيا دي قدك ..هتستغرب لو أقولك حبيبتك اكتر من بابي ..اه والله ..لانك كنت ليا الاب والأخ والصديق وللأسف الحبيب ...حبيت أشكرك على كل حاجة عملتها معايا حتى لو كان نيتك ان كنت تلعب بيا وتسلي وقتك معايا ..
بس للاسف الحاجة الوحيدة اللي مش هقدر أسامحك عليها انك ..انك تغتصبني يا مالك
ربنا يوفقك ..المخدوعة شيراز


شعرت بعد إنهاء رسالتها بعدم اتزان سيارتهما بسبب اقتراب سيارة اخرى تحاول تضيق الطريق عليهم فتشعر بالرعب ..ويسقط من بين أيديها هاتفها اسفل قدمها ..تصرخ برعب شديد بسبب انحراف السيارة التي يكابح والدها في السيطرة عليها ممسكة بمقعدها برعب :
-بااابي...هو في ايه ؟...هما بيعملوا كده ليه..
لم يجبها ولكنها شعرت برعبه التي اول مرة تلاحظه عليه وتجده يصرخ بها دون التفات :
-انزلي في الدواسة تحت ...انزلي ياشيراز بسرعة ...
تحررت برعب من حزام أمانها وهي في حالة انهيار وخوف من المجهول وتلبي رغبة والدها بالنزول اسفل الكرسي ...
تشعر بعدها باصطدام السيارة الأخرى بسيارة والدها في محاولة إيقافها عمدا. وتسمع صوت والدها يناجي ربه ان ينقذه وينقذها ..تشعر بعدها بتوقف السيارة فجأة وتصدر صوت صريرا عالي ..ليأمرها والدها بعدم الهبوط وإغلاقها عليها من الداخل ..هزت رأسها بخوف وتجده يهبط من سيارته فاسرعت باغلاقها من الداخل اما هو كان يواجه الآخرين بعد تأكده من غلق السيارة عليها بالداخل ..كانت تحاول استراق السمع من الداخل تريد الاطمئنان على والدها فتسمع صوت شجار بين اثنين احدهما صوت والدها ....ارادت التحرك لتشاهد ما يحدث بالخارج تمنت في تلك اللحظة ان يجيبها مالك وتستنجد به كما كانت تفعل ....صرخة قوية صدرت منها عندما سمعت صوت تهشم زجاج نافذة مقعد ابيها وضعت يدها فوق رأسها تحمي وجهها من شظايا الزجاج خوفًا ان يصيبها ....في لمح البصر وجدت ايد غادرة تجذبها بعنف من داخل السيارة لتصرخ رعبًا وتحاول مهاجمة ذلك الذي قام بجرها ارضا ...أصوات متداخله وتوعد وسباب رفعت عينيها تجد رجلان يثبتان والدها الذي يحاول فك قيده منهم يصرخ بشخص اخر :
-انت فاكر الدنيا سايبة ..عشان تعمل اللي على كيفك ..في قانون....
ضحكة خشنة خبيثة صدرة من الآخر :
-انت اللي اجبرتني على كدة ...لو كنت طاوعتني ونفذت اللي طلبته منك ..ماكناش وصلنا للحل ده ..ما هو مش معقول بعد ما استحملنا قرف اخوك كل السنين دي ..يجي ويكتبلك كل حاجة ويحرم أمي من حقها ...
عرفته ...لقد تعرفت عليه ؟..هو ذلك الشخص ذو النظرات الوقحة الجريئة ..صرخت بابيها بانهيار ودموع أغرقت عينيها :
-بابي ،..الناس دي عايزة ايه ؟!...
التفت لها ناصر بعيون وقحة يقترب منها عدة خطوات ارتعب حفني من ذلك ..فيراه يرفع كف يده يربت فوق وجنتها بقوة يحدثها :
-ما تخافيش ..يا عروسة ..ابوكي بس معاند شوية ...وانا هعرف أخليه يفك ازاي ..
-شيل ايدك من عليها يا حيوان ....
حاول" حفني "فك قيده من هؤلاء الرجال ..في محاولة منه إنقاذ ابنته من بين تلك الأيادي الآثمة ..قاوم مقاومة لا تلائم عمره و كهولته....
أشار ناصر بعينيه لاحد رجاله وذراع الأيمن "متولي" ليهم الأخير لتسديد اللكمات المتتالية للوجه وجسد ابيها المكبل ،.فتصرخ وتصرخ تتوسل اليهم بان يتركوه:
-ارجوكم سيبوه ...لاااااا ...بابي ...لااااااا
ابتسم لها "ناصر "بمكر واقترب منها يضغط بأنامله يمسك صدغها بيبثق كلماته السامة ببطء كالافعى :
-ابوكي ما سمعش الكلام ..لو كان سمع كلامي وسلمنا نصيبه من اخوه ما كانش حصل كل ده ...اهو دلوقت هناخد اللي احنا عايزينه أما انتي مستخسرك في الموت بصراحة فهتكوني فوق البيعة...
.شاهدت الدماء تخرج من فم وأنف والدها ويسقط ارضا غير قادرًا على مجابهة ضربهم له مع عدم توقفه عن النطق باسمها مترجيهم تركها ..تصرخ برعب تحاول الهروب من قيدها تنادي ابيها الملقى ارضا :
-بابي....سيبوه ...خدوا اللي إنتوا عاوزينه وسيبونا...
ابتسم ناصر ابتسامه خبيثة يبلغها :
-ما احنا هناخد اللي احنا عاوزينه يا عروسة ..بس لازم نوجب معاه......
انتهى من جملته يشير لرجاله إشارة متفقة بينهما فيقوم احدهم بضرب حفني الملقى ارضا بعصا حديدية فوق رأسه بقوة سمعت من خلالها تهشم رأسه وانفجار الدماء منها بطريقة مرعبة ..لتصدر منها صرخات قوية متتالية جرحت أوتار صوتها لتشعر بعدها بغلالة سوداء تحيطها من جميع الجهات رافضة واقعها القاسي......)))))))



..................


انتفضت من كابوسها المزعج ...تنظر حولها فتلاحظ خلو المكان الا منها ..ترفع اناملها تزيح خصلاتها القصيرة الذهبية عن جبينها المتعرق تفكر متى ستتحرر من تلك الذكرى القاسية التي تطاردها ....
سمعت صوت التلفاز يصدح بخفوت من الخارج ويصدح منه صوت المسلسل المفضل لدى ام امينة لتتأكد انها أطالت في النوم بطريقة مبالغ فيها ...تجلس تتحسس بطنها التي تشعر ببروزها البسيط ببطء تداعب جنينها الذي كاد ان يتم شهره الرابع تقسم انها شعرت بحركته بداخلها ..رغم عدم تصديق امينة لذلك لصغر حجمه ..الا انها متأكدة مما تشعر به تهمس له بخفوت غير مسموع :
-اكيد انت جعان مش كدة ؟...معلش انا جوعتك بسبب نومي الكتير بس أوعدك هأكلك حالًا .....
تحركت ببطء شديد تنفض النعاس عنها تتثائب بقوة توعد نفسها بأخذ قسط من الراحة مرة اخرى بعد إطعام جنينها الصغير ..تشعر بقوة انه صبي لا تعرف لما يباغتها مثل هذا الشعور الرائع ....
خرجت تبحث بعينيها عن الجميع ولكنها لم تجد الا الصغيرة "سندس "متسطحة فوق الأريكة امام التلفاز ومسلسل ام امينة يعرض عليه لتتعجب من عدم وجودها للمشاهدة فأمر هذا المسلسل من اولوياتها في الحياة ..لتسأل سندس وهي تجلس بجوارها بتعجب:
-هو ما فيش حد هنا يا سندس ولا ايه ؟..فين امينة ؟!..وخالتك حفيظة؟!
فتحت سندس عينيها الناعسة ببراءة تقول :
-خرجوا هما الاتنين بسرعة وسابوني لوحدي ....
زمت شيراز شفتاها وترفع يدها تحك رأسها بتثاؤب تسألها:
-ما صحتنيش ليه ؟..اقعد معاكي ...
تحركت سندس من نومها تكتف ذراعيها بغضب طفولي تقول:
-قالوا اوعي تصحي خديجة !!!!هما وحشين وأنا زعلانة منهم عشان مش عايزينا نروح نسلم عليه ....
لم تنتبه لحديثها لتسألها بعدم اهتمام:
-مين ده اللي عايزة تسلمي عليه؟
-مالك !!!!
كلمة بسيطة من اربع حروف بسيطة هزت كيانها الصغير بدون إرادة لينقبض قلبها بطريقة مؤلمة فيزيد ألمها تقلص معدتها بقوة فمن الواضح ان جنينها قرر مشاركتها ألمها في تلك اللحظة لم تدرك انها وضعت يدها فوق معدتها تهدئ من تشنجه فتسألها بصوت مهتز :
-هو مالك هنا ؟!!!!
.........................
في مكان اخر...
كان يحاول الحصول على قسط من الراحة بعد عناء السفر المرهق حتى يستطع إكمال باقي مهامه العالقة في البلدة لقد قرر اليوم ان ينهي كل ما يتعلق بشأنها ...اثناء انفصاله عن واقعه بنومه رن هاتفه الخلوي برنين مزعج جعله يبحث عنه بأعين مغلقة يضغط على زره يقول :
-ايوه ؟..................



..................

انتفض من نومته كالملدوغ بالعقرب بعد سماع بعض الكلمات المختصرة ليصرخ وهو ينفض الغطاء عن جسدها يفتح جارور صغير بجواره يمسك مسدسه :
-اتعامل يا جرحي ....اضربهم في المليان.....مش عايزهم يطلع عليهم صبح.....بسرررررررعة!

هرول خارجًا بملابس نومه وقدمه الحافية يقفز الدرج بغضب حتى لم يهتم بالرد عن امه التى تعجبت من حاله وهيئته الغير مرتبة ..يقود سيارته السوداء بسرعة مخلفا ورائه سحابة من الغبار .......
..............
خرجت تجري مهرولة من الملحق بعد ان بدلت ملابسها لفستان سماوي صيفي باكمام طويلة وجدته بخزانة امينة ورتبت شعرها الذهبي القصير على عجالة لتظهر طلتها كسابق عهدها كما عرفها دوما..توقفت بارتباك عن التحرك لم تستطع تحريك ساقها خطوة واحدة عندما لمحته من بعيد يهبط درجات البيت على عجاله ليتوقف هو الآخر عن الحراك عندما شاهدها ثابتة تنظر له بارتباك بطلتها الساحرة كما كانت وستظل دوما...كانت اول مرة تظهر بتلك الطلّة بهذا المنزل دائما ملتحفة بالسواد وغطاء وجهها ...يراها تريح يديها فوق بطنها تنظر له برجاء بان لا يخذلها مرة أخرى... ان يعيدها لسكنها التي حرمت منه ...ليبادلها هو نظرة اعتذار وأسف على تركها للمرة الثانية وخذلها....
تحرك خطوات بطيئة اتجاهها في بدايتها لتتحول لخطوات واسعة بعد تحركها اتجاهه بتردد ...
وقف امامها لا يفصلهما سوى خطوة واحدة يمرر نظره على وجهها بوله يراقب ابتسامتها المهزوزة مع دموعها الظاهرة ..يحيطهما سكون الليل الا من صوت حشرات الليل وحفيف الأشجار ليهمس لها كلمة واحدة:
-سامحيني!!!
تندفع كطلقة تمكث بصدره تحتضنه ببكاء فيزيد هو من احتضانها مغمض العينين يستمتع برائحتها ويكرر أسفه مرارًا ومرارًا لعلها تصفح عنه....ترفع وجهها عن صدره تنظر له بكاء تهمس له بحب :
-كنت متأكدة انك هترجع لي تاني ...كنت متأكدة انك مش هيهون عليك تسيبني تاني ...
حاصر وجهها بكفيه يقربه له يهمس بإصرار:
-ابدا ...مافيش حاجة هتبعدني عنك تاني ...كفاية كده ..أنا جيت انهاردة عشان أخدك من هنا ونروح اي مكان بعيد ....مافيش حد هيقدر يعملك حاجة وانا معاكي ...
ابتلعت ريقها بصعوبة تنظر لعينيه تبحث عن الصدق فيهما ..حاولت إخباره بسرها الصغير الذي احتفظت به لحضوره ..نعم كانت متيقنة من عودته مرة اخرى تهمس له بابتسامه مهتزة:
-مالك !!!..أنا ...أنا كنت عايزة أقولك ..اني...ان.......
انتفضا كلاهما عند سماع صوت صرير سيارة عالي اخترق السكون..فتجحظ عينيهما رعبًا عندما رأى كلاهما هبوط حازم من سيارته حافي القدمين بشعره الأشعث وملابسه الغير مرتبة ..وجهه لا يبشر بالخير ..ممسكًا بسلاحه الخاص يهرول باتجاههما يصرخ بوجههما بغضب مستعر.كالمجنون يوجه فوهة سلاحه اتجاهما و يصرخ بشراسة باسمها ...

ارتعب كلاهما عند رؤيتهما له ولسلاحه و لجنونه ،لم يأخذ الامر الا ثانية واحدة بعد ظهوره المخيف لتصدح طلقات الرصاص في المكان ... فما كان منه الا ان احتضنها يحميها كدرع واقي من الطلقات الغادرة المستهدفة لها ..وسط صرخاتها الخائفة ...يحاول جذبها خلفه لتحتمي به خلف ظهره من ذلك المجنون ،وقبل ان يتحرك طلقة غادرة اصابت كتفه ليصرخ متألما ...ويبتعد خطوة واحدة عنها رغمًا عنه من قوة اندفاع الطلقة ..يسقط أرضًا بالقرب من قدمها مع سماعه لوابل من الرصاص كانهما بحرب فجائية ...تداخلت الأصوات في أذنه من صوت فزاع الذي لمحه يخرج من حجرته حاملًا سلاحه الخاص وصوت صراخ أنثوي صادر من داخل البيت كان لأمينة وخالته وأم سعد مع تداخل صوت حازم الغاضب صارخًا باسمها كل ذلك في اقل من ثانية إلتفت لها بخوف يصرخ باسمها :
-شيراااااز...!!!
يجاهد بالوقوف مرة اخرى متألما حتى استطاع الوقوف ليجدها ثابتة تنظر له بصدمة وذهول ...بعيون جاحظة و بدموع مغرقة وجهها محيطة خصرها بيدها برعب جلي ،قربها له يحميها..يطمئن عليها بقلق شديد ليشعر بانهيار ساقيها وثقل جسدها بين ذراعه المتألمة .فيتخاذل جسده معها ارضا ترجم ذلك لصدمتها من الموقف ...وجدها تجاهد لإخراج كلماتها تهمس له بصوت غير مسموع وسط دموعها:
-ااانا !!...أنا ح..حححامل ......
هذه الكلمة البسيطة كانت كفيلة لان يخفض نظره على بطنها ليكتشف تدفق الدماء الغزيرة من بطنها اسفل كفها ...بسبب اصابتها بطلق ناري غادر
وضع كف يده فوق يدها محاولًا إيقاف النزيف بانهيار غير مستوعب اصابتها يهز رأسه بعدم تصديق انها اصيبت من بين يديه يصرخ بوجهها :
-لا ...لااااا....لا ياشيراز ما تسيبينيش لا .....قومي ردي عليا ..أنا اسف والله اسف ....
شاهدها تستسلم تودعه نظرتها الاخيرة ، وتغلق عينيها مع هبوط دمعة من عينيها المغلقة...




نهاية الفصل الواحد وعشرون


وسام الأشقر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:34 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.