08-07-20, 06:38 PM
|
#53 |
| الفصل السادس عشر الفصل السادس عشر قراءة ممتعة🌹🌹 ,,,,,,,,,,,,,, ...تصرخ بقوة تحت تلك اليد مع محاولاتها للتخلص من قيدها . لتجده يهمس باذنها: -شششش ..أنا مالك ..يخربيتك هتفضحيني يا شيراز .... هدأت مقاومتها عندما سمعت صوته الحنون العاشقة له يهمس بدوره : -هشيل ايدي .بس اوعي تصوتي ... هزت رأسها بالموافقة وتشعر بعدها بتحرك يده من فوق فمها مع بقاء ذراعه ملتف حول خصرها يقول لها : -وحشتيني ..وحشتيني يا روح مالك.... تململت بين يده بضيق حتى يحررها وتبتعد عنه تواجهه بشراسة : -عايز ايه يامالك مني؟!...مش كفاية اللي حصل لحد دلوقت ..... لفها اليه لتبتعد هي بعض خطوات الخلف فنظر لها بوشاحها الأسود الذي يغطي رأسها وغطاء وجهها يظهر من خلفهما عيونها الفيروزية لأول مرة خلف نقابها...كم كانت ماهرة في اخفاء معالمها المحببة له عنه عمدًا ...ولكنه يلوم نفسه من لحظة اكتشافه لها كيف لم يشعر بانها هي ؟!...عندما لامسها واحتضنها ..لما كان غبيا لهذه الدرجة الشنيعة؟......اقترب منها خطوات بطيئة يسرق المسافة بينهما وعلى حين غرة ينزع عنها نقابها بقوة جعلتها تشهق عاليا رعبًا من فعلته ..لما هي الان مرتعبة من فكرة كشف وجهها امامه ما دام قد كشفت شخصيتها له ....؟ألقى نقابها أرضا مع غطاء رأسها الذي انتزع عن غير قصد ليظهر شعرها البني المصبوغ الذي يتداخل فيه بعض الخصلات الشقراء معقوصا خلف رأسها يرفع اناملها يحرر شعرها لينسدل فوق كتفيها بحرية لتكتمل صورتها الحيّة يقول بصوت اجش: -تخيلي من وقت ما كشفتك ....وانا حاسس أني في وهم ...حاسس أني بتخيل زي كل مرة وهصحى على كابوس ... رمشت بعينيها بتوتر من كلماته التي إلتمست الصدق في نبرته ..ابتلعت ريقها بصعوبة تشعر بجفاف حلقها فجأة وشعورها بالعطش ليكمل حديثه بنبرة حزينة: -وإزاي كنت بقصد اهينك ...واتعبك ..ازاي كنت قاسي كده ..ازاي ما اخدتش بالي ان خديجة عندها نفس مرضك ...ده كان كفيل ان اشك ...بس أنا غبي زي كل مرة ...... ابتسمت على نعت حاله بالغبي ..نعم هو غبي !!!!....لتسأله بسخرية وتحدي : -عايز ايه من خديجة يا حضرة الغبي؟..... لف ذراعه حول خصرها يضمها إلى صدره فتشعر بسرعة تنفسه الخشن تلفحها انفاسه الدافئة تداعبها : -عايز استرد حقي اللي اتحرمت منه سنين ...عايزك يا شيراز تكوني زوجتي وحبيبتي وصديقتي وعشيقتي كمان ...عايز نكمل حياتنا مع بعض زي ما كنا مخططين ...أنا مالك ...حبك الاول والأخير ...نفسك اللي كنتي بتتنفسيه ... ردت عليه بأسى وحزن مؤلم: -شيراز ماتت يا مالك مالهاش وجود ..اللي موجودة دلوقت خديجة ... اقترب منها يخطف قبلة عميقة من شفتاها بلهفة فيبتعد بعد لحظات ويكمل وقد زادت سرعة تنفسه بوضوح : -الاسماء مش مهم ...المهم انتي بكيانك كله معايا وبين أيديا ..فاكرة زمان لما كنت بحس برجاء في عينك ان احس بيكي وبحبك ..أنا دلوقت اللي بترجاكي تحسي بعشقي ليكي ... ضمها بقوة كبيرة ولهفة جعلتها تشعر بألم جسدها تحت يده يدفن وجهه في تجويف عنقها يقبلها باشتياق وتصدر منه آهة وأنين من شدة اشتياقه لها ..لم تعرف متى وكيف رفعت يدها باستسلام وضعف تبادله احتضانه بلهفة مغمضة عينها عن العالم من حولها ..متناسية ما فعله بها كل هذه السنين ..بعد لحظات وجدت حالها تطير بالهواء غير ملامسة الأرض ثم شعورها بالأرض أسفلها بعد ان اجلسها ارضا وهو امامها يودعها قبلاته المنتظرة سنين ممسكا بوجهها بتملك ....ابتعد عنها بعد لحظات يلتقط انفاسه ينظر لشفاهها المتوردتين التي عانت من هجماته منذ قليل تنظر الي عينيه بخجل واضح من هجماته فيتذكر شيئا ويقول متلهفا: -جرحك عامل ايه دلوقت ؟...لسة بيوجعك .... اخفضت رأسها بخجل مع اهتزاز رأسها بالسلب تحاول اخراج كلماتها من فمها المتورد: -الجرح كان بسيط ..بس اكيد هياخد وقت زي جرح ظهري عقبال ما يخف .... أنا اساسا مش عارفة ليه أغمى عليه وقتها ...انت اللي ايدك اتعورت بسببي.... ابتسم يداعبها يقول باستسلام : -اعمل ايه ؟؟؟..وانا شايفك هتموتي نفسك يا غبية ،كنت لازم امنعك باي طريقة حتى لو كنت أنا اللي هتصاب بدالك ،.. -آسفة ....نطقت كلمتها بأسف واضح ..... -فداكي روحي وقلبي ...المهم عندي انك بخير وسليمة ... نظرت له بتيه ارادت الارتماء بأحضانه وبث شكواها له ..وقص عليها ما حدث لها وما تعانيه منذ سنوات ..فتحت فمها لتبدأ بالحديث ولكنها شعرت بالتخاذل لتغلق فمها مرة اخرى ...كل هذا وهو يراقب ملامحها المتوترة شعر بانها تريد إخباره بشئ ولكنها تراجعت عن ذلك ..هل ما زالت لا تثق فيه كما سبق ؟!..امسك كفيها بهدوء يرفعهما لفمه يودعهما قبلة رقيقة يهمس لها بصوته الأجش : -مالك ؟...حاسس ان في حاجة عايزة تقوليها ومترددة .... اهتزت شفتاها لتضغط على طرف شفاهها مسيطرة على اهتزازهما تقول بصعوبة : -انت ليه مش عايز تطلقني ؟...احنا ما بقاش ينفع نكمل مع بعض ..انت خلاص اختارت حياتك مع غادة واستحالة هقبل اكون سبب في خراب بيت حد ...الأحسن ليا وليك ..اننا نفضل على اتفقنا ...ماتنساش انت اتجوزت خديجة واقسمت لخديجة انك هتحررها وقت ما تطلب ده منك..... وانا اهو بطلب منك اننا ننفصل .... هز رأسه بالرفض يهمس لها ببطء: - أنتِ غبية صح؟.. مستحيل ...مستحيل أتخلى عنك بعد ما لقيتك ..وانتي اللي بتطلبي ده مش مصدق ..وكمان انتي السبب لو كنتي قولتي انك شيراز ما كنتش اتجوزتها من الأساس !!!! -لا ..صدق ..في حاجات كتير انت ما تعرفهاش ...جوازي منك كان لهدف واحد هو ان اكون محمية في البيت ده من اي حد يحاول ياخدني منه ...انت ماسألتش الحاج حافظ ايه السبب لحد دلوقت؟!.... رد بعصبية : -اي سبب ؟!..أنا مش عايز اعرف اي حاجة غير انك مراتي وملكي واستحالة حد يقدر يبعدك عني ...فاهمة!!!! ردت بسخرية وصوت خاوي : -مراتك ؟؟...انت شايف أني مراتك ؟؟...أنت اتجوزتني وانت رافض الجوازة ...وكمان شوف نفسك يا مالك ...جاي تتسحب زي اللي بيسرقوا عشان تشوفني في الخفا ..بعد ما مراتك نامت ...وجاي وانت ريحتك غرقانه (perfum) بتاعها ..انت كنت في حضنها يامالك ...في حضن مراتك الحقيقية اللي أجوزتها قدام الناس كلها...مافيش حد يعرف اني مراتك ..بلاش نضحك على بعض ....... نظر لها مدهوشًا من كلماتها المرتبة ..شيراز لم تكن هكذا ..كانت طفلة مراهقة تتكئ عليه تسير بجواره ليست تقف ضده تهاجمه ولا يستطع إجابتها حتى ....... وجدها تقف امامه بتحدي تنتشل حجابها من فوق الأرض تقول بصوت حزين : -احنا عمرنا ما هنكون لبعض يا مالك ..طريقنا عمره ما كان واحد لو تلاحظ كده ...فخليك في طريقك اللي رسمته من غيري ومتخافش عليا أنا كمان هحاول اوصل لاندرو وارجع لحياتي تاني ...... تحركت من امامه قاصد الهروب إلى حجرتها ليفيق من صدمته يندفع يحتضنها من الخلف مانعا إياها من تركه يصرخ بها: -حياتك معايا أنا ..أنا بس يا شيراز ... يلفها اليه لم تبدي اي مقاومة تشعر بخوائها وانهزامها ..الي متى سيلعب بها القدر بهذا الشكل ؟!...اسند جبينه بجبينها يبلغها عشقه يصرخ بها : -انتي مرض ماشي في جسمي ..مرض اتصابت بيه ومش حابب أشفى منه... رفعت يدها تحيط وجهه تسأله بلهفة : -بتحبني يا مالك ؟...معقول حبيت شيراز كل الحب ده ؟......ولو حبتها وجعتها ليه من البداية؟... نثر قبلاته المتلهفة على وجهها وعنقها يضمها الي صدره يريد إخفائها عن الجميع يخبرها بلهفة: -بتسألي يا غبية ؟!...لسة بتسألي ..؟!بحبك ..بعشقك .... شهقت برعب مع محاولتها دفعه عنها بصدمة ... عندما تلاقت عينيها باعين مراقبة لهما بصدمة وغضب واشمئزاز ..رافضة لما تراه كانت عين فزاع المصدوم من وضعهما ..ليفلتها مالك على الفور ينظر إلى ما تنظر اليه ليجد فزاع يراقبهما بقرف و لكنه اصر على عدم تحريرها من ذراعه المحيط لخصرها ...تحديا واضحا له ...اعلانا لملكيته لها بوضوح... حاولت التحرك باتجاه فزاع منادية باسمه لتبرر له وضعهما المشبوه: -فزاع !!!. ينصرف والغضب يعتليه مما رأها لا يتخيل يوما ان تكون خديجة ومالك بهذه الأخلاق ..وخصوصا هي ...كيف لها تستسلم لاحضانه بهذا الشكل المقرف ؟..كيف سمحت لنفسها إقامة علاقة مع رجل متزوج ؟...والأدهى انه كان يخبره بكل سذاجة رغبته في الارتباط بها ...لقد كان مخدوعا منهما معا ...تُرى منذ متى وهما على هذه العلاقة الخفية ؟!...لقد سمعه يبثها كلمات عشقه ..الغير متناهية ..... .... فتح باب غرفته بغضب ينظر الي جوانبها بضيق فتقع عينيه على رسوماته التي تم رسمها لها من قبل ... يمسكها بغضب ينظر لها بقرف فيسرع بتمزيقها إلى قطع عشوائية ويلقيها على الأرض يدهسها بقدمه ...هل غضبه نابع عن غيرة ؟...لا ..لم يشعر بالغيرة مطلقا كل غضبه من الوضع الغير مشرف الغير ملائم لعاداتهم ودينهم قبلها ..يرتمي فوق فراشه بإرهاق مغمضا عينيه فتتراءى امامه عيون سوداء كحيلة بشكل مستفز لأعصابه .... ....... بعد عدة ايام صباحًا.... -أنا مش فاهم حضرتك تقصد ايه بالسؤال ؟!....قالها مالك لوالده بمراوغة يتهرب من إجابته ...... ينظر اليه حافظ نظرة دقيقة يعلم ابنه كخطوط كف يده ..يعلم متى يتهرب ويراوغ ...ليسأله مرة اخرى بإصرار: -انا كلامي صريح ...انت تممت جوازك من خديجة ولا لأ...دخلت بيها ولا لأ..؟ ارتبك مالك من مباغتة بهذا السؤال المقلق قبل ان يكون محرج ..يشعر في نبرة سؤاله تمنيه بان تكون الاجابة لا ....ففي الفترة الأخيرة بعد طلبه منه ان يحررها ..اصبح لا يفهم ما يدور بعقل والده ..اجابه مالك بحرج وحذر : -لا ....لسه ما تمش......... هز حافظ راسه برضا تام ظهر على ملامحه ليطلب منه قبل ان يستقيم : -بعد الغدا ...عايزكم انتو الاتنين في المكتب هنا .......... قلق مالك من طلبه أراد ان يعرف السبب ليشحذ اسلحته فقال يستفسر: -خير ؟..في حاجة ؟.... -لما تيجوا تبقوا تعرفوا ........... .............. مرت عدة أيام عليها تتهرب منه ومن مراقبته ومتابعته لها ...حتى وصل بها الامر إغلاق باب حجرتها بالمفتاح من الداخل بعد محاولته التسلل لها ليلًا اكثر من مرة .بعد ان باغتها في مرة بالاختباء بحجرتها اثناء استحمامها ليلًا لتدخل الحجرة وتتفاجأ به يحيطها بذراعه يبث لها شوقه الحار لها بقبلاته الساخنة العشوائية مع خروج اسمها بين كل قبلة ....لتنجح في التخلص منه سريعا وتهدده برفع صوتها وإيقاظ زوجته الغافلة عن تصرفاته الطائشة ..كانت سعيدة بجنونه وتهوره الجديد عليها ولكن ما كان يعكر صفوها رائحته ..كان دوما رائحته مملوءة بعطرها الأنثوي المثير ليثبت لها مرة بعد مرة انها تمتلكه اكثر منها ......فتبتسم بحزن على مراهقته التى لم تعاصرها معه قديمًا .....أيضا ما قيحزنها ويكدر صفوها فزاع ...الذي تبدل حاله معها ...بعد رؤيته لهما معًا ...يتهرب منها ..كلما ارادت الحديث معه يتحجج بألف حجة وحجة ..لينأى بعيدا عنها ....كأنها ستلوثه ....لم يخف عليها نظرات التحقير و الازدراء ..الذي يطلقهما عليها ..لقد اشتاقت كثير لمناداته لها ب(ست البنات)........... سمعت ام سعد تنبهها بألا تغفل عن الموقد وهي شاردة لتقول: -أنا مش عارفة البيت مقلوب بقاله كام يوم ...كل واحد فيه دايما سرحان وعقله مش معاه ..حتى انتي..... -مالي يا ام سعد ...أنا كويسة اهو ..... مصمصت شفاهها بصوت تلوح بسكينها : -ماهو باين ...انتي على طول دماغك مش فيكي وسرحانة...وحالك مقلوب ...ما علينا ....اروح اشوف فزاع اطمن عليه بقاله مدة مش بيطل علينا زي عادته واديله الطلبات يجبها معاه بعد صلاة الجمعة ...اصل الحاج حافظ مجمع كل البيت على الغذا ............ استدركت شيراز الامر لتقول بلهفة مانعة إياها من التحرك : -لا خليكي انتي أنا هروح وتابعي انتي الأكل ..... انطلقت تمسك بالورقة باتجاه حجرته لعلها تستطع تبرير ما شاهده بعينه حتى لايحكم عليها احكام خاطئة ...فزاع بالنسبة لها حارسها الأمين في ذلك البيت ويعز عليها فراقه وجفائه .. .......... كان يمشط شعره الأسود المبتل امام مرآته الصغيرة بوجوم وملامح غير مقروءة ...سمع صوت طرقات خفيفة خلف بابه فينتبه اليها ويتوجه ينتشل قميصه يرتديه علي عجالة منه يغلق ازراره .....اتجه يفتحه ليدهش من وقوفها امامه بوجهها المكشوف وعيونها الزرقاء البديعة من الواضح انها بدأت التخلي عن نقابها و عدستها بعد ان كان الامر ضروريا ....ظل ينظر لعينيها بقسوة لم تعتادها معه من قبل مطلقا وهي تفرك يدها بتوتر : -صباح الخير يا فزاع ....عامل ايه ؟ مط فمه بملل يجيبها بغير نفس: -الحمد الله ....!!!خير.........؟! هربت من عيونه تنظر لقدمها تقول : :كنت عايزة اتكلم معاك ضروري ...تسمحلي ؟؟... لم يجيبها ولكنه ظل ينظر اليها نظراته الجارحة اللائمة فتراه فجأة يدخل حجرته تاركًا إياها يقول بجفاء : -ياريت بسرعة .عشان ألحق صلاة الجمعة ...، ابتسمت بتوتر وشجعت حالها للدخول خطوات بسيطة داخل حجرته التى اول مرة تراها من داخلها ويظهر عليها الترتيب والنظافة رغم صغرها ..قطع شرودها قسوته في الحديث: - هتفضلي ساكتة ...قولتلك مش ...... قطعت استرساله في الحديث : -انت فاهم غلط يا فزاع ...صدقني الموضوع مش زي ما انت حكمت عليه ..اقسملك.. رفع حاجبه ينظر لها بسخرية ويضع يديه بجيوبه ؛ -ايه بقى هو الصح ...يا ست ال....البنات...؟! جف حلقها كيف تشرح له وضعها ..انه يظن بها السوء هل من حقها إفشاء سر زواجها الذي سرعان ما سينتهي .. -شوفتي بقى مش عارفة تبرري ازاي ... أقولك أنا ..انت واحدة ما نعرفش اصلها ..اتخدعنا فيها ...وجت لفت علي ابن الكبير المتجوز يمكن تدبسه في علاقة او عيل ..ترجع تغصبه علي الجواز منها ...من غير حتى ما تراعي ربنا في البيت اللي حماها والله الراجل الكبير اللي اعتبراها بنته ....ده انتي طلعتي اوسخ خلق الله .... أنهى حديثه الجارح لها ببصقة على الأرض تحقيرا لها ....اهتزت عينيها تحارب وتمنع سقوط دموعها تقول له برجاء: -أنا من يوم ما جيت هنا ..ما لقتش حد حميني غيرك انت والحاج وكل اللي في البيت ..وده جميل عمره ما هنساه ليكم ..عشان كده نصيحة ما تقولش كلام ترجع تتألم بسببه وتندم ... امسكها من ذراعها يدفعها دفع للخروج من الحجرة تشعر بقوة قبضته فوق ذراعها لتسقط ارضا نتيجة دفع صارخا بقرف: -اطلعي بره ....نفسك نجس اوضتي ومش طايق وجودك فيه ...انت من طريق واحنا من طريق يا بنت الناس .... نظرت بتحسر لاتستطع مصارحته انه زوجها وأنها لم تخطئ تهز رأسها بالإيجاب : -حاضر ...همشي عشان ما نجسش ..المكان ...... استقامت بكسرة امام عينه الكارهة تضبط وضع عباءتها وحجابها وعندما بدأت بخطو أولى خطواتها للخروج وجدت نفسها تمنع من الخروج بقبضته الحديدية الممسكة لذراعها والأيد الأخرى تغلق الباب ..نظرت له بذعر من اغلاقه الباب ولكنها واثقة بانه لن يقدم على اي تصرف مخجل ...هزها بقوة من ذراعيها يبصق كلماته بكره: -انت عارفة أنا طلبتك للجواز كام مرة ...كام مرة ؟!...وكل مرة الحاج يرفض ...ايه ؟..فزاع مش قد المقام ...فزاع المرمطون ..خدام الكل ....فزاع اليتيم ..اللي جذره مقطوع ...ردي عليا!! ....ليه اختارتي مالك ؟...عشان فلوسه.... عايزة فلوس يا خديجة ؟!...أنا عندي فلوس قد اللي عند مالك مرتين ....ها ؟!..دلوقت توافقي ترافقيني ..تبقي معايا بداله بس المرة دي من غير جواز ...زيه بالضبط ....هجم عليها يحاول ان يقبلها بعنف ظلت تصرخ صرخات مكتومة وهي تشعر بقبلته المعاقبة لها ..وعندما زادت مقاومتها بضربها له قيد ذراعيها خلف ظهرها ليسمح لحاله ملامسة جسدها بطريقة فجة ممنوعة ..شعرت بالرعب يتملكها ارادت الاحتماء منه لتصرخ اكثر وأكثر ليبتلع صرخاتها بفمه مانعا خروجها ..تبكي بانهيار من تهجمه عليها بهذا الشكل لتتخاذل ساقيها وتسقط ارضا في انهيار كامل ..يبتعد عنها بدون فك قيدها بوجه اسود وعيون تسبح ببركة حمراء ناظرًا اليها بصدمة مما اقدم عليه من افعال ...تتسارع انفاسه بلهاث جاف ..ويبتعد فجأة كالملدوع كأنه أفاق من صدمته ....غطت وجهها تخفيه عنه واجهشت ببكاء مرير جرح صدره قبل صدرها ...وقف ينظر لها من علو يأمرها بقسوة: -اطلعي بره ...وانسي اللي حصل ما بينا ...ماتحاوليش تحتكي بيا تاني ...اتفضلي ..برررره.... جرت من امامه في حالة انهيار لم تكن تتوقع ولا في أحلامها ان يصدر من ذلك المخلوق مثل هذه الأفعال........ ......... أنهى مكالمته الهاتفية بوجوم ...ضاق من إلحاح المتصل لإنهاء الامر في اسرع وقت ممكن ...لخطورة الوضع ..... أراح رأسه الخلف مستندًا على كرسيه العاجي مغمض العينين يقول لنفسه (المسئولية تقلت اوي يا حفني وخايف ماكنش قدها )........ شرد في يوم اختفائها وصدمته برجوعها مع حازم بن السلمانية .................. ((((((جلس حازم واضعا سيجارته الخاصة بفمه يزفر دخانها بهدوء: -قولت ايه يا حاج حافظ .... ضرب حافظ بعصاه ارضا معترضًا يقول : -هو أنا فهمت حاجة عشان اقول رأي.... ابتسم حازم على مراوغة ذلك الرجل : -ايه اللي مش مفهوم ؟...بقولك عايز اتجوز خديجة ...ايه بقى الصعب في كلامي .... -انت تعرفها منين عشان تطلب أيدها ..مش غريبة شاب زيك في مكانتك يبقى عايز يرتبط بواحدة مايعرفهاش ولا يعرف شكلها .... أراد حافظ سبر أغوار حازم فهو يعلم انه ليس بخصم سهل للمراوغة معه ...فيراقبه بثبات ينفث سيجاره بابتسامه غريبه يقول بثقة: -مين قالك يا حاج ان مش عارفها ؟!... اقترب حازم من المكتب الفاصل ينحني للامام ويكمل ببطء : -مش هي بردوا (خديجة حفني الشاذلي )..الشهيرة بشيراز .... كفاية كدة ولا اكمل ..... اهتزت حدقة حافظ برعب ليبتلع ريقه بصعوبة ..كان يعلم انه سيصعب عليه الحفاظ عليها ..كان يعلم ....يسمعه يكمل بهدوء : -أنا عارف كل حاجة يا حاج حافظ ...عيب ..أنا مش قليل في البلد ....وانت حضرتك. عارف سأله بحدة بدون مراوغة : -عايز منها ايه يا حازم ؟!...سيبها في حالها ..الغلط مكانش غلطها غلط اللي حاول (ي.....) قاطعه حازم بحدة غير ملائمة لسنه ولكنها مناسبة لمكانته : -حاج حافظ اهدى ..واسمعني كويس ..أنا من بدري عارف مكانها ولو كنت ناوي على اذيتها مكنتش جيت لحد عندك وكنت خلصت عليها برصاصة (بتلاتة تعريفة )...أنا جاي اعمل معاك اتفاق لمصلحتها قبل اي شئ ..لان تأكد اللي انت مخبيه النهاردة أنا مش ضامن هيفضل مستخبي لحد امتي .. ابتلع ريقه باهتزاز فهو يريد حمايتها ومن حديثه إلتمس الصدق فيه : -المطلوب ..يا حازم ؟ سند ظهره بمقعده ليقول بهدوء مع ظهور ابتسامة بسيطة : - ديّة.......جوازي منها هيكون ديّة للقتيل اللي اتقتل ..... صمت حافظ لم يستطع الرد لم يكن في مخيلته بان يطلبها كقربان ثأر ليسأله بتمهل : -انت عارف اللي انت بتطلبه ده معناه ايه ؟....ان الغلبانة دي هتدخل برجلها وادي الديابة اللي ما بترحمش ...واللي ما عرفوش يعملوه فيها وهي في حمايتي هيبقى سهل عليهم وهي وسطهم ..... شعر حازم بالإهانة من التقليل في قدراته ليقول لائما : -عيب ياحاج حافظ يتقال لي الكلام ده ..أنا مش عيل صغير ....عموما أنا قولت اللي عندي ..و هنتظر ردك عليا في اقرب وقت لمصلحتها ..... انصرف تاركا إياه غير مستوعب ماهية ذلك العرض ...كيف سيقنعها بذلك ..والأهم كيف سيقنع ولده بتطليقها بعد ان شعر بانجذابه لها .....)))))) ................. عاد لواقعه عندما سمع رنين هاتفه مرة اخرى صادرا من "فزاع "...فمن المؤكد انه يعاجله لاداء صلاة الجمعة ...فيدعو في نفسه (يارب حلها من عندك )...... .................... جلس الجميع حول مائدة الطعام كما امر الحاج حافظ لتناول وجبة الغذاء معًا ..ولكن كل من هو جالس فوق الطاولة شاردا في شئ خاص به ...مرر حافظ عينه على ابنه الوحيد الجالس على يمينه وبجواره زوجته يظهر على وجهه الوجوم والضيق بعكسها هي كانت مشغولة بنفسها كعادتها تنظر لهاتفها بتركيز ...وعلي الجهة الأخرى تجلس امينة واخت زوجته الراحلة حفيظة دخلت ام سعد ترتب الصحون على الطاولة بسعادة تقول : -ده انهاردة عيد يا ولاد ...الكل مجمع ..مجمعين عند النبي يارب .... بعد انتهائها من وضع الصحون أكملت : -ثواني وباقي الأكل يكون عندكم يا حاج ... هز حافظ رأسه ينهرهها على ثرثرتها: -بطلي بس انتي لت وعجن وخلصينا ... وجه سؤاله لمالك بجدية : -هو فزاع أتأخر ليه ؟...الأكل هيفوته .. -أنا اهو يا حاج ... قالها فزاع اثناء دخوله بوجه صلد قاسي ليقترب منه يجلس بجواره علي الجهة الاخري بجوار" امينة "ووالدتها مقابل لمالك فيتبادل معه النظرات النارية الغاضبة يقابلها مالك بتحدي فاجر ... امر الحاج حافظ "غادة "بشدة واضحة قائلا: -قومي يابنتي حركي نفسك وأقعدي علي الكرسي اللي جارك ...وانت يا مالك اقعد مكان "غادة ".... نظر الكل لبعضهم في استغراب واضح وتبادلا "غادة "و"مالك" النظر ثم تحركا من اماكنهما تاركين المقعد المجاور له خال ... انتظروا بعض الوقت يتبادلوا النظر ... يرسلون رسائل صامتة فيما بينهم باستغراب ..تخلل في نفوسهم ان هذا التجمع يقصد به شي اخر غير تجمعهم على الطعام للم الشمل... يقطع شكوكهم قول حافظ لأمينة بصرامة: -عاملة ايه يا امينة في مدرستك ؟.. نظرت له امينة بانتباه تحاول عدم النظر لمن يجلس بجوارها تهمس برضا: -الحمد لله بخير يا حاج .... هز رأسه براحة ويكمل بإصرار : -أنا مجمعكم انهاردة عشان حالكم مش عاجبني وفي حاجات محتاجة توضح للكل ..ما تفتكروش ان نايم علي وداني ومش داري باللي بيجرى جو البيت وبراه ....نهايته!!!... انت ليه طلبتي سواق يوصلك للمدرسة ؟..هو فزاع صدر منه حاجة اتجاهك ...؟ ابتلت ..شعرت كأن دلو من الماء البارد اسقط فوق رأسها ..ما هذا المأزق ؟..نعم طلبت منه هذا الطلب ولكنها لم تتوقع ان يعرض الامر امامه في وجوده ..رفعت رأسها ببطء تنظر بجانب عينها له لتراه محمر الوجه منتفخ الأجدان و ينطلق من رأسه الدخان ينظر لها بذهول ولوم واضح ..فتسرع تقول مبررة : -ابدا والله يا حاج ...مافيش حاجة صدرت من فزاع ..بالعكس ... -كنت ممكن اصدق كلامك لو ما كانش فزاع طلب انه يسيب البيت هنا في نفس توقيت طلبك تقريبا .... كان ذلك دور فزاع ليخفض رأسه متهربًا منها هذه المرة ..أراد الابتعاد عنها وعن هذا البيت ..شعر انه آن الأوان ليستقل بحياته عنهم ان يثبت لهم انه ليس بالتتبع او بالقليل ليتهاونوا بحقه يقول بصوت مهتز : -يا حاج ..لو هيزعلك ان امشي ..مش همشي ..كل قصدي انً أنا كبرت ولازم هيجي يوم افتح بيت أبويا واعيش فيه وأتجوز .... نظرت امينة له بتأثر لا تعلم لما شعرت بالحزن من حديثه عن الاستقلال والزواج ..ايعقل ان يكون وجد زوجة مناسبة له ؟!...لم تشعر بنفسها الا وهي تمسك بطرف المفرش تقبض عليه بضيق واضح ...وتسمع امها تضيف ما يزيد من اشتعالها؛ -ايوة يا حاج "فزاع "من دور "مالك .."لازم يشوف نفسه وحاله ويتجوز واحدة تصونه وتخلف له عيال يشيلوه أمًا يكبر .... أغمضت اعينها بقوة شعرت بطعنات متتالية بسبب كلمات امها الحادة ....كبحت دموعها ان تظهر ....فتسمع حافظ يوجه حديثه لتلك الجالس غير مبالية بالجالسين يقول بسخرية : -وانتي يا مرات ابني ...اجازتك هتخلص امتى؟.... كانت في تلك اللحظة شديدة التركيز في رسائلها الموجهة للطرف الآخر تملي عليه طلبها الأخير بان يقم بالتنفيذ ولكنه يرفض بشدة لتصفه بالجبن .... بعد ان نجح في الاتصال بمالك وإبلاغه ان الشركة تطلب قطع إجازته على وجهه السرعة وإلا سيتم الاستغناء عنه ..فتنجح خطتها ويقرر العودة لعمله كما خططت ...تنتفض عند سماع صوت والد زوجها فتقول بكبرياء معتاد: -بكرة يا حاج اجازتي تخلص .ومالك ...بعد أسبوع هيحصلني عشان يرجع شغله بقى كفاية لحد كدة .... -على خير .....قالها حافظ برتابة واضحة ... ترفع عينيها لمالك الواجم الذي يشاهد المسرحية بعقل وقلب مسلوب تعلم انه ليس على طبيعته في الآونة الأخيرة عينيه تتلفت في أنحاء المكان باحثًا عنها بلهفة ظاهرة ....ليقول مالك محاولا تغير الحوار يسأل برتابة على امل ان يراها : -احنا مش هناكل ولا ايه ؟!... أمرهم حافظ بالبدء ..ليبدأ كل الجالسين تناول الطعام بغير شهية الا اثنان غادة وحفيظة اللتان لم يحملا همًا ..اثناء ذلك لاحظ "فزاع "عدم تناول "حافظ "للطعام فيسأله بدوره باهتمام : -ايه يا حاج مش هتاكل ولا ايه ؟!.... -هاكل يا ولدي اكيد ...... فيصدح بعدها صوته عاليًا مناديا على ام سعد لتأتي مهرولة : -أمرني يا حاج .... نظر حافظ لجميع الجالسين بعين مقيمة لهما يراقب رد فعلهم فيأمرها بصرامة: -نادي لخديجة تيجي ....... هزت رأسها بالإيجاب وانصرفت دون نطق كلمة لينظر بعدها على كل الموجودين يراقب ردود افعالهم على طلبه ..ينظر لابنه الذي زال عن وجهه الوجوم وحل محله السعادة ويشغل نفسه بتناول الحساء الساخن ...ويلاحظ أيضا تصلب وجه" فزاع "عند نطق اسمها ....بخلاف ضيق "غادة " دخلت بخطوات متمهلة بارتباك واضح مخفضة رأسها .شعرت بسخونة تسري بجسدها ..وكأن الأرض غير مستوية تعرقلها عن السير بطريقة صحيحة ..خطت اخر خطواتها حتى استقرت واقفة بجوار الحاج الحافظ ..كانت مراقبة من الجميع من بين ذاهل وسعيد ومستنكر وغاضب ..اول ما اخترق سمعها لحظة وصولها شهقة عالية قوية صادرة من فاه ام امينة (حفيظة)..يسقط بعدها من يده الملعقة في صحن الحساء لتقف تتمتم : -"بسم الله الحفيظ .."بسم الله ...الله اكبر ..قل اعوذ برب الفلق"... تمسك بعدها ذراع ابنتها بقوة تشير لتلك الثابتة : -بت يا امينة ..مش دي ..دي .... اخفضت امينة رأسها بحرج وارتباك لقد اخفت عن الجميع حقيقة وجود "شيراز" حتى امها ..يكفيها مواجهة مالك لها عند علمه بمعرفتها لحقيقتها وإخفائها الامر عنوة عنه لتتفاجأ الان بخروجها للجميع بهيئتها الحقيقية كاشفة وجهها ولون عينيها الأصلي ..لتعلم انها النهاية ...لقد أخبرت زوج خالتها حافظ بحقيقتها ومعرفة مالك المسبقة لها ...الان اصبح يعلم من هو الشخص التي كانت تقص له عنه في أوائل أيام ولوجها هذا البيت ...لتكون صدمته بانه ابنه ..وحيده..ليعرقل ذلك أمور كثيرة امامه في الوقت الراهن .. عندما طال صمتها نهرتها امها وقامت بضربها بكتفها ضربة مؤلمة تقول : -انتي كنت عارفة و مخبية ..مخبية عليا أنا يا امينة ......وانت ؟..انت يا مالك عارف ؟....أنا مش فاهمة حاجة ابدا.... نظر فزاع للجميع لا يفهم شيئا مما يدور حوله ..ولكنه شعر بالضيق والاختناق من رؤيته لها ..ليلقى عليها نظرة ضيق و أشاح نظره عنها ...لم يخف عليها تلك النظرة التي رماهها بها ...سمعت صوت الحاج حافظ ينهر ام امينة قائلا : -أنا مش عايز لت حريم ..اقعدي يا حفيظة ...واسكتي .... أومأت برأسها لتجلس بعد ان قرصت ابنتها بضيق من ذراعها .... وجهه حافظ حديثه لخديجة بنبرة مختلفة نبرة تملأها الحنان والعطف يأمرها : -اقعدي يا بنتي ....... ظلت واقفة امامه لم تستطع التحرك ..فالمكان الوحيد الفارغ بينه وبين مالك ..تشعر إذا اقتربت لن تستطع السيطرة على حالها ..رفعت نظرها تنظر لغادة التي تحول وجهها الي سواد غريب وعيون مشتعلة ارعبتها للحظات ...لتبتلع ريقها تقول بهمس اعتقدت انه غير مسموع : -اقعد فين يا حاج ؟.... ابتسم حافظ على براءتها ليأمرها بصوت مسموع للجميع بتحدي صارخ للكل وهو يشير بعصاه يضرب الكرسي ليصدر صوتًا مسموعًا تحديا للجميع : -تقعدي هنا ......جنب جوزك ......مالك.....!!! شهقة صدرت من ام امينة مرة اخرى اعلى من السابقة تقول : -جججوزها ؟!!!!!!!!... تحركت بحرج تجلس بالمقعد المجاور له ببطء تهرب من مراقبته وابتسامة مالك البلهاء ..تشعر بان الحجرة تميد بها..رفعت عينيها للامام لتجد عيون سوداء جاحظة تكاد ان تسقط بصحن الحساء مع فمه المنفرج بصدمة ويده المعلقة بالهواء ممسكة بالملعقة التي كانت في طريقها لفمه ....نظرت له بانكسار واضح ولوم على ماصدر منه ليسقط الملعقة فجأة يغلق عينه بضع ثواني غير مستوعب لما سمعه ..فتحهما عندما سمع صوت غادة منفعلا تقول : -الموضوع ده زاد عن حده ...ولازم تحط له يامالك نهاية دلوقت ....وحالًا.... صمت مالك لا يعرف ماذا يفعل ؟..فهو في موقف لا يحسد عليه ..جالس بين زوجتيه كهارون الرشيد ..شخص في حالته يطير فرحًا ولكنه يشعر كأنه بين حجري الرحايا ...نظر لها مالك بضيق واضح يأمرها بصوت خشن : -غادة مش وقته ..الأمور ما تتحلش كده ... -تتحل ازاي يا كابتن ..؟!...ده ما كانش كلامك ولا اتفاقنا ..البت دي لازم تطلقها وحالًا ... صرخت غادة بكلماتها ليس من اجل رؤيتها لخديجة ولمدى جمالها الأخاذ وإنما لوجود شعور غريب بداخلها تحاربه دوما وهو ان مالك يميل اليها .... في هذه اللحظة صرخ حافظ بها مهددًا: -صوتك ما يعلاش في وجودي وفي وجود جوزك ..انت فاهمة ..ده اولا ..ثانيا اقعدي وكملي أكلك ...لان موضوع طلاق خديجة من مالك شي مفروغ منه .... كانت الصدمة هذه المرة حليفة تلك الفراشة المكسورة التى تجلس بجواره بجسد منتفض مما يحدث حولها ..كأنها دمية يتلاعبون بها كما يشاؤون وقتما يريدون ..لم تشعر بتساقط دموعها الساخنة فوق وجنتيها ليزداد وجهها حمرة .. شعرت بأنامل خشنة تداعب كفها الصغير المستريح فوق ساقها اسفل الطاولة في الخفاء ..تنتفض على اثرها وتصدر منها إلتفاته تنظر له باستجداء الا يتركها ضائعة ..كانت نظرة عينه المحبة لها كفيلة لبثها الأمان التي تنشده ..لن يحررها ..لن يتركها ويتخلى عنها ..يكفيه عذابا في بعدها ....ابتسمت بصعوبة من بين دموعها ..اما عن الجميع كأن على رؤسهم الطير ....لم يفهموا شيئا ....كلمة واحدة صدرت من حافظ للجميع انتبه جميعهم لها : -بتهيألي الأمور كلها وضحت قدامكم ... انهي جملته بالنظر بعين فزاع ...يرسل له رسالة خاصة ..... فعندما لمحها من شرفته صباحًا تخرج من حجرته بانهيار تام ووجهه منتفخ أرسل لها ليستفسر عما حدث بدون ان يشير إلى انه علم بوجودها معه بحجرته ...ليجدها تنهار ببكاء فوق كتفه تخبره عن رؤية فزاع لها مع مالك وظنه بها سوءا ...بدون الدخول بتفاصيل ماحدث بينهما ...فأراد في تلك اللحظة رد كرامتها وقطع السنة من يتحدث في أخلاقها ....لقد كان خطؤه اخفاء الامر من بدايته .... انتفضت غادة بغضب كبير تركض وتضرب الأرض بساقيها ...تاركة الجميع ينظرون في اثرها .. فيكمل حافظ بلا مبالاة : -كملوا اكلكم قبل ما يبرد ..... ظل خلال الجلسة يقرب لها الطعام باهتمام بالغ لتبتسم بصعوبة وتحارب حتى تستطع ابتلاع الطعام ....تحت أنظار الجميع المراقبة ........ ................ بعد الانتهاء من وجبة الطعام انصرف الجميع وانفرد حافظ بابنه في المجلس كما طلب منه على امل ان تنضم لهما خديجة بعد لحظات ..... يقف مالك من إلحاح والده يقول : -أنا مش مصدق حقيقي مش مصدق ..انك مصمم على طلبك.... بعد ما كنت بتحاول تقنعني بجوازي منها دلوقت بتحارب ان اطلقها واسيبها ... لا يا حاج اسمح لي....!!!! -عايز تفهمني انك حبيتها في الفترة القصيرة دي ..لا طبعا ...ولا عشان هي طلعت البت اللي عشقتها وجيت لي طاير من الفرحة وانت بتحكي لي عنها ....زمان ..... ارتبك من مواجهة والده ومعرفة بكل تلك التفاصيل ليسأله بحرج: -هو حضرتك عارف من امتى؟ ابتسم ابتسامة لم تصل لعينيه واكتفى بهز رأسه بقلة حيلة بدون جواب ليكمل : -اسمعني يا ابني ..لو هي فعلا تهمك امرها وخايف عليها لازم تسمعني كويس .لازم .... ........................ في المطبخ جلست تجفف الصحون بشرود منتظرة انتهاء إعداد القهوة على الموقد حتى تقدمها للحاج حافظ ..تفكر كيف ستتعامل مع جميع بالمنزل بعد معرفة حقيقتها للجميع ؟..هل هذه النهاية ؟!....تسمع ثرثرة ام سعد تلومها على اخفاء امر زواجها من مالك عنها ..وكم هي سعيدة لهذا الخبر ..لم تجبها شيراز وظلت واجمة مشغولة البال تمسك الصحن بهدوء شديد تجففه بقطعة قماش نظيفة ..شعرت بحركة على مدخل الباب لتجد فزاع يرسل لها نظرات مختلفة عن ذي قبل ..نظرات تحمل الأسف ..والخجل من تصرفاته ...اخفض نظره لينظر لقدمه لا يقدر على مواجهتها بعد تصرفه الأخير ..رفع وجهه فجأة عندما سمع صوت ام سعد يلومه هو الآخر : -لا وكمان سي فزاع عايز يسيبنا ..أنا مش عارفة انت أتخبط في عقلك يا واد يافزاع ..خلاص كبرت على الحاج وعليا .. نظر لام سعد بابتسامه مغتصبة يجيبها: -لو كبرت على الدنيا مش هقدر اكبر عليكي وعلى الحاج يا ام سعد ..ده انتي اللي مربياني وخيرك عليا ... نظرت له بتأثر من حديثه وتقترب منه بلوم تضربه من كتفه بصوت يحارب البكاء : -اومال طلبك من الحاج انك تفتح بيت ابوك وتسيبنا ده ايه ؟...أنا مش طول عمرك بتقول ان لو امك عايشة ما كانتش اهتمت بيك قدي.... ربت على كتفها بحنان يمسح وجهها الذي أغرقته الدموع يجيبها: -اكيد عارف ...ومقدر ..بس انتي مش دايما بتقولي يا واد يافزاع نفسي اشوفك حتة عيل واربيه زي ما ربيتك ورعيتك .... ضحكت من بين دموعها وتضربه بخفه بكتفه : -انت دايما كده تقلب كل حاجة تهريج ....تكمل على عجالة شوف بقى انت أخرتني وخليت القهوة تفور وانا لسه عايزه اروح اجيب حاجات من السوق ... ابتسم لها قائلا بحبور : -روحي انتي وانا وخديجة هنعمل القهوة ...اهداها نظرة مترجية بان توافق على حديثه لتهمس بصوت متحشرج : -ايوه يا ام سعد روحي انتي ..وانا هوصلهم القهوة .... وافقت على الفور لتتحرك مبتعدة عن المكان بعد ان ارتدت عبائتها ووشاحها ... صمت فزاع بعض الوقت وقف ينظر لقدمه ويده بجيوبه لا يستطع البدأ بالحديث أراد مصافحتها عن فعلته الدنيئه معها فيسمعها تقول وهي تتحرك من مجلسها : -قهوتك مظبوطة مش كدة ؟؟؟؟..... التقط انفاسه عن سماع صوتها تحدثه كأن لم يحدث شيئًا منذ عدة ساعات يجيبها : -ايوه .....لو ...لو مش هتعبك !!!..... هزت رأسها بالرفض وتتجه لإعدادها تقول بإحراج : -لا ما فيش تعب .... شعرت بتحركه يمسك زجاجة المياة القابعة بجوارها فوق اللوح الرخامي وتلمح بطرف عينها يسكب الماء بكوب زجاجي محاولا إشغال حاله عنها..وتسمعه بعد انتهائه من الشرب يسأل سؤاله التي كانت تتوقعه منه يشوب نبرته اللوم الواضح لها : -ليه ما قولتيش ..ليه خبيتي وخليتيني أظن فيكي السوء .... ابتسمت ابتسامة مغتصبة ..لن تستطع في الوقت الراهن تبرير الامر كاملا ..تجيبه بتأثر: -يمكن في حاجات كتير ما اقدرش أحكيها دلوقت ..بس صدقني لو كان الزمن أداني الاختيار ان احكي لحد ..كنت هتكون انت يافزاع ..بس للاسف في حاجات ما ينفعش تتحكي..لان لو حكينا هنفتكر ..ولو افتكرنا هنتجرح وبعدها نتألم ونندم اننا حكينا وفتحنا جرح اتقفل من زمان ...... تنهد بحيرة يشعر ان هناك امر لا تريد التطرق اليه عمدًا ليقول آسفًا: -أنا اسف عن اي شئ صدر مني ...أنا مكنتش في وعيي .شيطاني تملك مني ...انتي عارفة ان بعزك قد ايه ...؟ولو كنت بعزك في الاول قيراط ..دلوقت معزتك زادت عندي لانك بقيت مرات اخويا .... أغمضت عينيها بتأثر بالغ ..اه لو يعلم ماهو منتظرها ؟!.... رفعت عينيها له برضا وتسكب قهوته وتقدمها له بحبور تقول : -ده شئ متأكدة منه يا فزاع......أنا متأكدة ان قلبك ابيض .....مسمحاك!!! نهاية الفصل السادس عشر |
| |