23-08-20, 12:32 AM
| #127 | ||||
|  اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الفصل الرابع عشر شل تفكير صخر لدقائق لا يعلم عددها ، متسع العينين يحدق في وميض ينتظره ان يكذب ما سمع منه لكنه لم يفعل بل اتخذ الصمت تأكيدا لما قال . هو اختار وميضا لأنه لماح لا تفوته فائتة ، لا ينطق بحرف دون موضعه ،لقد أمره أن يراقب دكان أميد ويبلغه بأي أمر مريب يلاحظه ولا أكثر اثارة للريبة من زوجة اخ الشيخ تتنكر بلباس الخدم وتدخل دكان العطار المشكوك في امره ليغلق الباب على كليهما في وضح النهار ، ومع ذلك قال ببارقة أمل شبه معدومة : _ الا يمكن ان تكون اخرى وقد التبست عليك الأمور ؟ رغم انه لا يعلم الملابسات ولا الاسباب كان رجله اكثر من مقدر لحساسية الوضع برمته ، ولكن للأسف لا يوجد أي التباس -انا واثق يا شيخي انها السيدة ضحكة ، لقد لمحتها بعيني هاتين وهي تميط اللثام عن وجهها عندما دلفت الى الداخل قبل ان يغلق العطار الباب وتأكدت عندما رأيتها ثانية تخرج منه وتعيد وضع لثامها على عجل ولأقطع كل الشك باليقين لحقت بها حتى عادت لمنزلكم ودلفت اليه عبر الباب الخلفي . لو أن صاعقة من السماء ضربته لكانت اهون عليه من هذا الوجع الذي ضجت به ضلوعه ، إلا انه يبقى الشيخ ولا يجب ان يرى اي شخص في هذا الكون ضعفه او يشعر اهتزازه وأولهم من يعملون تحت امرته ، اغمض عينيه للحظات ثم فتحهما بعد ان استرجعا بريق القوة والثبات الذي يشع بهما وامره بنبرته الحازمة -انتظر حتى يسدل الليل ستاره واحضر لي ذلك العطار الى المنزل وحذار ان يراك او ينتبه لك احد وخاصة حمزة. -امرك سيدي. اخفض رأسه باحترام وتراجع بضع خطوات للخلف قبل ان يستدير ليركب حصانه ويعود لموقعه ، وبالنسبة لصخر كانت براكين من الغضب تتدفق حممها في شرايينه وأول من ستحرقه هي ضحكة يقسم ان يمحو ضحكتها الى الابد ويجعلها تذرف بدلها دموعا لا تجف لكن كل شيء بروية وميعاد فلا يمكن ان يغفل انه زوجة اخيه. ************ مع بدء تحسن حالة عروة واستجابة جسده لعلاج السيد شاهين وتخلص من وهنه واصفرار وجهه الذي لازمه لشهور بدأت السيدة ام صخر في استعادة قوتها وبسط سيطرتها من جديد على المنزل ومن فيه ، بمن فيهم ضحكة التي عادت لتأخذ اذنها ان ارادت الدخول او الخروج و اليوم استغلت ام صخر وبناتها خروج السيد شاهين من مخدع عروة فدخلن للاطمئنان عليه ومعهن ضحكة التي وقفت على مقربة منهم تتابع بجمود وترسم على وجهها ابتسامة متعاطفة مزيفة كلما نظرت احداهن اليها . كانت تتميز من الغيظ والحقد وهي ترى سعادة حماتها عندما رأت عروة يقف وسط الغرفة دون مساعدة احد و يهتف انه يرى خيالاتهن حتى انه استطاع تعداد خمسة اشخاص بالغرفة، صحيح انه لا يميز هويتهم او اشكالهم دون الاستعانة بالصوت لكنه يبقى تقدما ملحوظا احرزته عيناه وكل هذا ولم يبدأ شاهين بالعلاج المخصص لعينيه . كان تفاؤل الام الذي يبلغ عنان السماء القشة التي قسمت ظهر بعير ضحكة خاصة وهي تهتف محتضنة اصغر ابنائها . -لم يبقى سوى القليل يا حبة عيني امك وتبصر النور مجددا ونذر علي ان اقيم لك احتفالا لم تشهد القرى مثيلا له و اطعم جميع فقراء القرية اللحم لسبة ايام وسبع ليال لن اسمح لك ان تهزميني يا ام صخر ، افرحي قليلا فستبكين كثيرا عندما يتحول تفاؤلك هذا الى يأس وقنوط ، هكذا حدثت ضحكة نفسها وقد عزمت ان تذهب الى العطار أميد لإحضار فطر الناب ووضع مسحوقه لعروة في الدواء وتنسف كل التقدم الذي احرزوه بجرعة واحدة . و ها هي الان تجلس منكمشة على سريرها منذ ان عادت من دكان العطار الذي وعدها بتأمين طلبها خلا ل يومين وتقضم اظافرها بتوتر لا تعرف سببه ، طرق على الباب اجفلها فسألت بنزق -من ؟ اجابها صوت الخادمة -سيدتي ام صخر تطلب من الاشراف على تحضير الغداء لان السيدات الصغيرات سيعودن لبيوت ازواجهن . -اغربي من هنا وسألحق بك على الفور غيرت ملابس الخادمة التي ترتديها وارتدت جلبابا اسود مطرزا بالوان قزح ووضعت غطاء رأسها ونظرت للمرآة تهمس بتوعد -يومان يا ام صخر وبعدها لن تقوم لك قائمة من جديد ************************ -يا رجال انقلوا هذه البضاعة الى المخزن انها تسد المدخل وتعيق حركة الزبائن امرت عهد بهذه الكلمات العمال بعد ان انهت تسجيل البضائع التي وصلت هذا الصباح ثم نهضت قائلة لوضاح الذي يرتب لفائف الاثواب على الرفوف -انا سأذهب للدكان الكبير ، هناك زبون سيأتي لاستلام ما جهزناه البارحة من سجاد ويجب ان اكون حاضرا ترك وضاح ما يفعل وهرول اليها قائلا بعجل -اذن سأذهب معك صاحت به -لماذا تذهب معي ابقى هنا وانه عملك الا يكفي انك تركت اعباء الارض على والدك رد باقتضاب عابس -وهو لم يشتكي كتفت ذراعيها امام صدرها وسالته بشكل مباشر -لا تظن انني لم الاحظ التصاقك بي طيلة الايام الماضية ، اخبرني الان ماذا يجري لم يجد بدا من الانكار او التهرب من الاجابة كي تأخذ ايضا حذرها وتنتبه اكثر لتحركاتها -انها اوامر ابي ، لقد امرني بمرافقة اينما ذهبت وعدم تركك بمفردك مهما حصل ردت باستهجان بغلظة صوت -وهل انا صغير احتاج لمن يرعاني اقترب منها وقال بصوت خافت يشرح وجهة نظر والده والتي يؤيدها هو الاخر -ابي يظن ان من حاول قتلك المرة السابقة لابد وان يعيد المحاولة وحتى عودة عمي شاهين لا ينبغي ان تبقى بمفردك وتكون لقمة سائغة للأنذال وانا ارى ان معه حق يا عهد كزت على اسنانها وشعرت ان العم حضرمي يستهين بقوتها -هل يظن عمي اني ضعيف وعاجز عن الدفاع عن نفسي واحتاج لحارس يا وضاح وضع يده على كتفها وشد عليها -جميعنا يدرك قوتك و يحترم شجاعتك وانت بالفعل قادر على ما قلت لكن غريمنا لن يقصدك وجها لوجه ويقول ها انا ذا بل سيتحين الفرصة للغدر بك ووجودك بمفردك سيسهل عليه غايته اطرقت برأسها تفكر ان كلامه فيه بعض الصواب عندما اضاف وضاح -لا تعاند يا عهد في تلك اللحظة دلف الى الدكان احد العاملين لديهم يتصبب عرقا ووجهه لا يبشر بخير ونطق بما جعل الدماء تنسحب من الوجوه -صقر...السيد صقر قتل السيد راشد كان وضاح اول من شق الصمت الخانق عندما امسك بتلابيب العامل -ماذا تقول يا فيصل ؟ صقر قتل راشد !!!!! مسح العامل وجهه بانفعال ومنظر راشد مسجى بدمائه لا يفارقه -لا ادري ... ربما قتله ....لقد...لقد كان يضربه بقسوة امام الخان حتى...حتى بعد ان فقد وعيه ظل يضربه ولم يجرؤ احد على ايقافه سوى السيد زيد لكن بعد فوات الأوان امسكت عهد بجانبي رأسها ، تحركه بذهول وهي تردد -ماذا فعلت يا صقر ؟ ماذا فعلت ؟ ثم ركضت الى الخان وفي اثرها وضاح . ****************** ترجل من عربته امام البوابة الكبيرة وقال لخفره بلهجة آمرة -اريدكم ان تحضروا لي صقر حالا ولو اضطررتم الى تقييده كان صقر قد وصل الى البوابة في طريقه لمنزل عباس بالتزامن مع اوامر والده ليقول بسخرية -لا داعي لتقييدي يا ابا عقاب ها انا ذا امامك قال جملته الاخير وهو يفرد ذراعيه امام المنذر الذي هجم عليه ممسكا اياه من تلابيبه -ايها الوغد لن ترتاح قبل ان تدخلني القبر قبل اواني ابتسم بزاوية فمه وقال -ارى ان الاخبار قد وصلتك نفض يديه ووجه امره للخفر وسار الى المنزل بغضب وعباءته ترفل خلفه -احضروه الى المجلس تبادل الخفر النظر برهبة لا هم قادرين على تجاهل الامر ولاهم قادرين على تنفيذه ولحسن الحظ جاءت كلمات صقر التي اوقفتهم -لو لمسني احدكم اقسم ان اقطع يده ثم التفت ليلحق بوالده ، اما عباس الذي كان يراقب ما يحدث فكان يدعوا ان يأتي عقاب بالوقت المناسب غافله بصفعة مدوية وهدر صائحا -هل تسعى لتدميري وتدمير سيرة والدي واجدادي تصلبت عضلات فكه صقر المحمر من اثر الصفعة واشتدت قبضتاه بينما اضاف المنذر وهو يتحرك بأنحاء المجلس يطرق بعصاه بغضب -تغاضيت عن عنفك وبطشك بالفلاحين والعاملين لدينا علك تجد متنفسا لجنونك بعيدا عني، بسبب جنونك و رعونتك فقدت خيرة حراسي وخفري وحولتهم الى عاجزين وتغاضيت ايضا عن ذلك كما تغاضيت عن اخبار العاهرات والحانات التي تتردد عليها كل ليلة وعن المصائب التي تمارسها داخل منزلك الذي اتخذته بعيدا عنا ، لكن ان يطال هذا الجنون وضعي ومكانتي كشيخ للقرية فانا لن اسكت ابدا اكتفى صقر بالصمت مما استفز والده الذي امسكه بيد واحدة من مقدمة جلبابه وهتف بحنق -الم تجد سوى راشد الا تعلم كم يكرهني والده تمام ويتصيد الاخطاء لي من اجل نصرة شاهين . ضحكة باردة اطلقها صقر قبل ان يقول -اسف يا والدي العزيز هذه المرة سأضرب ابناء السادة الذين تربطك بهم علاقة جيدة رفع المنذر عصاه ليهوي بها على صقر لكن يد عقاب اوقفتها وهو يقول -ابي !!! ليس هكذا تحل الامور عندما وصل عقاب للمنزل بعدما سمع ما فعل اخوه ،كان سخطه يعمي عينيه ، ترجل عن حصانه وخطا باتجاه المجلس باهتياج حين تلقاه عباس معترضا طريقه -عقاب لا تثقل على اخيك فيكفيه ما سيلاقيه ان كان عباس يظن ان كلماته ستهدئ عقاب فهو مخطئ ، بل اثار حفيظته اكثر ورد محتدا -انت من تقول هذا يا عم عباس الا تدرك حجم الورطة التي اوقعنا بها صقر تذكر حالته وهو يقطع النخلة ويكاد يقسم انه رأى لمعة دموع في عينيه ليقول -اقسم لك انه لم يكن بوعيه ، لقد.. قاطعه عقاب وهو يتجاوز ليمضي -ومنذ متى وصقر في وعيه امسك به من مرفقه يديره اليه هاتفا وهو يشير الى النخلة المقطوعة -انظر لتفهم ما اقصد ، لقد قطع هذه النخلة فور دخوله ، انها ذات النخلة يا عقاب ، هل تذكرها في تلك اللحظة تبخر كل غضبه ونقمته على صقر وحل محلهما الشفقة عليه ، غضبه في البداية اعمى عينيه عن حقيقة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء بصيف حارق ، ان روح صقر روح مشوهة معتلة وهو نفسه طاله بعض من التشوه والاعتلال تحت سقف منزل الشيخ لكن الفرق بينهما ان عقاب وجد متنفسا يمنحه بعض التوازن بمنزل عمه لكنه صقر لم يجد و ظل الكره ينخر روحه كل يوم . تخيل ان تكون طفلا صغيرا وامك تتلقى كل انواع الاذلال من ضرب واهانة و سب وانت بين احضانها تسمع وترى وتحس لكنك عاجز ان تحميها او تدافع عنها ولو بكلمة . تخيل ان تكون طفلا صغيرا بدل ان يكون والدك هو من يوجهك و يعلمك الفرق بين الخطأ والصواب يكون هو يوغل قلبك بالكره والبغضاء لأقرب الناس اليك ويمنعك من وصل رحمك ، تخيل ان تقضي ليال الشتاء الباردة مقيدا الى جذع نخلة ترتجف من البرد وتقرقر معدتك من الجوع بعد ان تلقى جسدك من الجلد ما لا يطيقه ولا يحتمله اقوى الرجال كعقاب لأي خطأ تخطه صغيرا او كبيرا فقط لأرضاء احد سادة المجلس نظر عقاب لأخيه مطولا وقلبه يخبره ان حال اخيه اسوء من حال راشد . نفض المنذر ملابسه بعصبية وجلس بكرسيه بصدر المجلس وقال -تمام لن يرضى بأي ترضية لما فعله اخوك المجنون بولده ، لا بد انه سيطالب بانعقاد مجلس عرفي يجبرني على ان اسلمه صقر ليجلد بنفسه في الساحة وحينها ستدهس هيبتي بالأقدام لم تفارق عينيه اخاه الذي هز كتفيه بلامبالاة ثم حول نظره الى والده وقال بثبات -قبل كل شيء علينا الاطمئنان على ان اصابات راشد ليست سيئة قاطعه صقر بمزاح ثقيل -اشك في ذلك رمقه عقاب بنظرة محذرة وتابع بنفس النبرة -سأذهب لتفقد راشد و ندعو الله ان يتحسن قبل عودة والده جلس صقر واضعا ساقا فوق الاخرى وتحدث مرة اخرى ببرود كانه ليس سبب المشكلة -او ندعو ان يعود عمي شاهين قبله فهو صديقه الحميم وسيجد حلا هذه المرة فاضت كأس المنذر عن اخرها وانتفض صائحا -اخرس ايها الكلب وقف عقاب حاجزا بينهما والتفت الى اخيه وصرخ به -انت تزيد الطين بلة اخرج وانتظرني بالبهو وقف وسار بتثاقل خارج المجلس وما ان راته زهرة حتى اسرعت للاختباء خلف ردينة ، تصرف زهرة البريء كان بمثابة لكمة سددت الى معدته وقد شعرت به ردينة التي قالت لتوضح -لقد رأتك عبر النافذة وانت تقطع النخلة يبدوا انها اول مرة تشهد نوبة غضب لك ركع على ركبة واحدة وابتسم وهو يشير لها بان تقترب ، رفعت راسها الى ردينة التي اومأت لها بنعم وسارت بخطوات مترددة الى عمها الذي ضمها اليه ومسح على شعرها الناعم بحنو والتفت الى ردينة قائلا -اذا سأل عني عقاب اخبريه اني بالفناء الخارجي مع زهرة . ***************** ضرب الحائط بقبضته بقوة ادمت يده فأسرعت كل من عهد ووضاح يقيدان حركته لإيقافه -اهدأ يا زيد بالله عليك سيكون راشد بخير صرخ بهما بعد ان تملص من ايديهم الممسكة به وهو يوجه كلامه لعهد وكأنها مشاركة فيما حدث -لقد اوشك على قتله ، ابن عمك اراد قتل صديقي راشد -انا اقدر حزنك على صديقك يا زيد لكن لا تنسى انه ابن عمتك كما هو ابن عمي تحدث وضاح فهو للان لم يفهم شيئا من حديث زيد المنفعل فمنذ وصل مع عهد الى الخان وجدا زيد يقف ببابه يصيح ويتوعد صقر -لم تخبرنا ما سبب شجارهما، فرغم معرفتي لتهور صقر فلا اظنه يضربه دون سبب احتد في رده وهو الذي كان شاهدا على جريمة صقر -لم يكن شجارا يا وضاح بل اعتداء سافر من صقر على راشد ، لقد جره لنزال بالعصا وهو يضمر له الشر دون سبب يذكر. وصل عقاب بوجه جامد وسأل زيد متجاهلا عهد كأنها غير موجودة -اين راشد -بغرفة السيد تمام والحكيم اسحاق معه -هل وصل اي من اعمامه -ليس بعد ، لقد ارسلت لإبلاغهم لكن احدا لم يصل بعد اتجه عقاب بشموخ الى الداخل وأردف بنبرة امرة -تعالى معي يا زيد تبعه زيد دون كلام تاركين عهد ووضاح يقفان بمفردهما عندما التفتت عهد الى اخيها قائلة بحزن وقد حز في نفسها تجاهل عقاب لها كحاله منذ ايام -أرأيته يا وضاح ، لم يلق علي حتى نظرة او حتى سلام كأنني غير موجود ربت على ذراعها -هون عليك يا عهد فتكفيه مصيبة اخيه التي حطت على رؤوسهم اردفت بانفعال -وقبل مصيبة اخيه ، انه يقاطعني منذ حديثي معه عن الغجرية ، حتى عندما ذهبت اليه بنفسي ووضعت كرامتي على جنب ، كان حديثه جافا معي بل اشعرني ان زيارتي غير مرغوبة ولولا صلة القرابة لكان طردني لم تكن تعتقد انها ستفتقد حديثها مع عقاب لهذه الدرجة ،حتى انها لعنت نفسها على كذبتها وودت لو تستطيع مصارحته بحقيقتها ، لكنها لم تعلم ان عقاب ايضا يعز عليه خصامه لابن عمه ويفتقد حديثه الممتع معه ونقاشهما المشوق كلما التقيا ، لكنه يعتبر هذه المقاطعة كنوع من العقاب الذي ربما يجعل عهد يعرف خطأه قبل ان يتورط اكثر مع تلك الفتاة . -انا واثق انكما ستتصالحان فقط امهله بعد الوقت همست بتمني -ارجو ذلك -هيا لنعد لأعمالنا فلا فائدة من وقوفنا هكذا كالمتسولين رفضت بلهجة مصممة -لن نتزحزح من هنا حتى نطمئن على راشد من الحكيم اسحاق . ***************************** الهدوء كان يخيم على المكان برمتن فلم يكن احد على علم بعد بفعلة صقر بمنزل عمه ، كل منشغل بعمله ، فريحة و سعاد تنثران حبات الفلفل الاحمر على بساط قديم كي تجففها اشعة الشمس الحارة فوق سطح الدار وفي ركن مظلل من السطح تجلس السيدة خولة تشق الليمون بسكين وتملأه بالملح لتعبئه ميسم في الجرار الطينية ببال منشغل فسندس منذ ايام لم تأتي لزيارتها و امها ترفض السماح لها بتجاوز عتبة الباب وتهددها كل مرة انها ستخبر ابيها عن خروجها دون اذن عند عودته وكأنه سيقطع رأسها ، ألا تعرف امها ان والدها عابد هو احن الناس عليها ولا يهون عليه حتى رميها وردة فيخشى ان تجرح خدها ، تنهدت بعمق وهي تتابع ما تفعل حتى وصلهم طرق على الباب ، ركضت بسرعة الى سور السطح تنظر من فوقه لترى من الطارق و فرحت عندما رأت صديقتها ولو انها كانت ستفرح اكثر لو كان صقر قد حن عليها وكرر زيارته ثانية لهم . -من يا ميسم بخطوات مهرولة تحركت الى الدرج هاتفة وهي تمسح يديها في جلبابها البيتي -انها سندس يا امي فتحت الباب واحتضنتها بلهفة وعتاب . -اسبوع بأكمله تغيبن عنه ولا تسألي او تطلي على صديقتك الوحيدة ازالت سندس غطاء شعرها وبدأت تلوح به امام وجهها تبتغي به ولو نفحة هواء تطري عليها حر هذا اليوم وهي تقول -والله رغما عني يا ميسم ان تعرفين ان لا احب على قلبي من زيارتك كل يوم سحبتها معها باتجاه المطبخ مردفة عساه خيرا ان شاء الله جلست على مصطبة خشبية وقالت مبررة -اقارب والدي جاؤوا لزيارتنا ولم يسافروا الا بالأمس وانا لم اكن استطيع ترك امي بمفردها في خدمتهم مدت لها ميسم شراب التوت البارد -تفضلي اخدت منها الكأس وقالت وهي تدقق النظر في صديقتها -عيناك تلمعان بسعادة خفية لابد ان هناك جديد ابتسمت ميسم وقالت اشربي واروي عطشك اولا وسأخبرك بكل شيئ- تجرعت الكأس دفعة واحدة رفعت ساقها وثنتها اسفل منها وتساءلت بفضول كبير -هات ما عندك من اخبار طيبة بعد ان انتهت من افراغ جعبتها تفاجأت من ردة فعل ابنت الفقيه التي كسا التجهم قسماتها -اراك لم تسعدي بما أطلعتك عليه ، ام انك لم تسمعيني وضعت الكأس على الطاولة الصغيرة امامهما ورغم خفوت صوتها فقد كانت هجومية في ردها -بل سمعت جيدا والحقيقة اني انا من يستغرب من سعادتك الكبيرة التي تقفز من عينيك وانت تروين تفاصيل زيارة صقر باستنكار وتعجب سالتها ميسم -الا يحق لي السعادة -ان كنت سعيدة لزيارته فهو قد جاء لمنزل عمه و رغبة في رؤية عمته وليس رؤيتك انت وان كنت سعيدة لمغازلته اياك بوقاحة دون ان يلقي بالا لحرمة الدار وهو يدري انك من اهلها فذلك خطأ لانه وجب عليك ان تغضبي وان توقفيه عند حده اشاحت بوجهها عنها كارهة لردها ولو كانت تعلم انه سيكون هكذا لم اخبرتها بشيء لكن سندس لم تتوقف بل اضاقت -كما انك اخبرتني انك ستنسين امره وستقبلين براشد اذا ما تقدم لخطبتك اه اشد حرارة من طقس هذا اليوم الحارق اخرجتها من اعماق صدرها وهي تهتف بلوعة -اه يا سندس ، كيف تلومينني فيما لا حكم لي عليه و لا قدرة لي على رده ، صدقيني اول ما فتحت الباب ورأيته تبعثرت الدنيا كلها من حولي ، حلق قلبي ورفرف فرحة لمرآه رغما عني وتوقف عقلي عن التفكير وكأنه انفصل عن رأسي بت انظر فقط اليه ولا اصدق انه امامي واما عن راشد فأنا حقا قد اخبرتك ان سأوافق ان تقدم لي لكن كلما فكرت اني سأكون لرجل اخر غير صقر شعرت بالاختناق امسكت سندس بكفيها وقالت بدافع الصداقة الحقيقية التي تجمعها وبغيرتها على مصلحة صديقتها تحاول ان تجبرها على رؤية ما يعميها الحب عن رؤيته -الاختناق اهون من الاحتراق يا ميسم ، صقر سيحرقك ببطء ، سيقلبك على الجمر واخشى ان لا تجدي يدا تمتد لإنقاذك. هتفت بلوعة -انت لم تعشقي يا سندس لتفهميني ، اقسم لك ان اي عذاب واي نار منه ستكون اهون علي من جنة سواه ، والله منذ ذلك اليوم وانا ادعوا ان يجعله الله من نصيبي . اسرتها سندس في نفسها فهي ادرى الناس بلوعة الحب وهي من اختار قلبها من ليس لها ، ابتليت بعشق وضاح وهي ترى العشق واضح في عينيه لابنة خالته، كتمت حرقتها في صدرها ودعت الله ان يخيب ظنونها في صقر وان تجد معه ميسم السعادة ان حدثت المعجزة وكان من نصيبها. ************* -كتفه مخلوع و لديه ثلاثة اضلاع مكسورة و كسرين بقدمه اليمنى هذا عدا عن الكدمات الاخرى والرضوض امسك عقاب رأسه بعد ما سمع ما نتج عنه فحص الحكيم لراشد لكنه تمالك نفسه قائلا - يا حكيم افعل كل اللازم لتتحسن حالته في اقرب وقت هز الحكيم اسحاق رأسه بقلق اعرب عنه بهذه الكلمات -الكسور ستجبر والكدمات والرضوض ستخف لكن ما يقلقني ان لا يستفيق يا سيد عقاب ولا افهم السبب فرك عقاب جبينه بتوتر وقال ارجوك يا حكيم افعل كل ما بوسعك لأفاقته وكل ما ستحتاجه انا كفيل بتأمينه لك.- ثم التفت الى ابن خاله متابعا -تعالى معي يا زيد لنتورك الحكيم يتابع عمله تبعه زيد الذي تمسك بالصمت كي لا يفلت لسانه امام ابن عمته اكن سخطه على صقر يزداد . بعد خروجهما من مخدع راشد اردف عقاب -حسن فعلت بعدم اخذه الى منزله هتف مستنكرا -لم اكن لأخذه خوفا على امه اذا ما رأته بحالته المزرية تلك حوقل عقاب بصوت خافت فهو لم يتخيل ان تكون حال راشد بها السوء ثم استطرد -انا اعرف انه اقرب اصدقائك اليك وتكن له محبة كبيرة لكن يا زيد يبقى صقر ابن عمتك وسمعة العائلة على المحك اراد المقاطعة لكن عقاب اوقفه بكفه متابعا -اعرف ان صقر اقترف خطأ كبيرا ولن يمر دون عقاب لكن الان علينا ان نتآزر مع بعضنا البعض حتى تمضي هذه المشكلة بسلام . اطرق برأسه دون تعقيب فتابع عقاب -اريدك ان تبقى هنا واي جديد يطرأ تبلغني به على الفور و سأرسل لك احد الخفر ليبقى رهن اشارتك وسأمر عليك مساء -وأعمام راشد ، هل تظنهم سيتجاهلون فعلة اخيك نظر له مطولا قبل ان يرد باقتضاب وهو يهم بالمغدرة -سأتصرف . عندما رأته عهد يخرج من باب الخان اسرعت اليه تناديه بتلهف لا تسيطر عليه -عقاب التفت اليها يقول بلهجة جاف -ماذا تريد ؟ لم تتوقف عند فظاظته غير المعهودة منه بل قالت تعرض مساعدتها -انا جاهزة لكل ما تحتاجه مني فقط اطلب ، حتى اني استطيع ان اذهب للسيد برهان اكبر اعمام راشد واتحدث معه لم يستطع عقاب الا ان يلين امام كلماتها فقال وعيناه تشردان الى الافق -السيد برهان واخوته ان قادر على التأثير عليهم ، المشكلة الكبيرة في السيد تمام عندما يعود ويعرف ربت على كتفها في حركة عفوية لكنها جعلت رعدة تسري في جسدها لم تشعر بمثيلتها في حياتها بعثرتها للحظات فقط قبل ان تستعيد ثباتها وهي تستمع اليه يقول -اريد منك ان تطلب من عمتي على لساني ان تذهب لام راشد واخوته وتحاول تهوين الخبر عليها فهي مازالت تجهل بما حل بابنها . شعرت بفرحة لأنه تجاوز الخصام وطلب منها هذا الطلب الذي يعتبر صغيرا وبسيطا -سأذهب اليها في الحال وسأوصلها بنفسي الى دارهم ، هيا بنا يا وضاح تمتم وضاح ببلاهة -ظننتنا لن تزحزح حتى نطمئن على راشد . ********************* بقرية القيسيين : كان عابد يسير في السوق الكبير برفقة السيد شاهين لشراء ما يحتاجه من ادوات و مواد لتركيب دواء عروة رافضا عرض صخر باين يرسل احدا اخر بدلا عنه فهو ادرى بما يحتاج قال عابد -على مر سنوات رافقتك اثناء سفرياتك و شهدت العديد من المرضى الذين وفقك الله لعلاجهم لكني ابدا لم اشعر بالحزن والشفقة على احد كما شعرتها على حال هذا الفتى عروة ، اي عدو لله يقدم على فعل شنيع كهذا ويحرم شابا في مقتبل العمر من نور عينيه هز رأسه موافقا -لقد قلتها بنفسك عدو الله ، لكنني اعتقد ان عروة لم يكن المقصود بل ربما صخر او حمزة ، فما حاجتهم بأذية صبي كعروة الا لو كانت غايتهم وجيعة احد من اهله توقف عند دكان عشاب وجالت عيناه على اكياس الاعشاب المصفوفة بالمدخل بينما عابد استقرت عيناه على ثوب عروس ابيض موشح بخطوط بلون الماس والفضة معروض بالدكان الملاصق ، دمعت عيناه وهو يتخيله على ابنته بيوم عرسها وتزف الى عريسها والذي سيكون رجلا بحق يصونها ويتقي الله فيها ويعاملها بما يرضي لها ولن يرضى باقل من هذه المواصفات فهو سيسلمه درته المكنون شمس حياته ونورها . ناداه شاهين عدة مرات فلم يجبه فنقل عينيه مستغربا لما ينظر اليه خادمه ، واي غصة ابتلعها عندما رأى الثوب الجميل ، اي اب ستراوده نفس مشاعر عابد الا هو ، فليس من حقه حتى التفكير ولا من حق ابنته حتى الحلم . سامحيني يا عهد ، همسها لنفسه بحرقة اب خط مصيرا لابنته يحرمها من ابسط امنية تتمناها اي فتاة . بذات الغصة سأل عابد وهو يحاول جعل ابتسامته تطفو على وجهه وان لا تغرق في قهره. -هل نشتريه لميسم يا عابد بعيون دامعة من السعادة التي بثها فيه مجرد التخيل حرك رأسه بنعم سأشتريه لها ، انا واثق انها ستسعد به كثيرا – -هيا اذن حتى لا نتأخر عن عروة ****************** وجه الزعيم كان جامد التعابير لا ينم على شيء لكن حدسه اخبره ان سهيل قد ابلغه بشأنه ورعد وقد تأكد عندما هتف اخيه بتهكم -لم اكن اعرف ان من يذهب الى الصيد يرتدي افخم الثياب واغلاها ودون رماح او سهام وفوق هذا كله يعود دون صيد و طرائد اخفض رعد بصره ولسانه يتمتم بخفوت بالأدعية كي يحفظه الله من غضب الزعيم الذي هدر بهما -لماذا ذهبتما الى قرية العدنانيين اجفل رعد واسرع يهتف بتبرير -صدقني يا زعيم انا لم اكن اعلم اننا ذاهبان الى هناك ، مصطفى لم يخبرني قاطعه الزعيم بصوته القوي الذي لم تؤثر فيه السنون -وبعد ان علمت ، ماذا فعلت ؟ تدخل مصطفى مدافعا عن صديقه رغم خوفه من غضبة اخيه -اخي انا وحدي المسؤول ، رعد لا شأن له فأنا من اجبره على البقاء معي عيناه على مصطفى ثابتتان وامر رعد بالانصراف -قف خارجا حتى اناديك بعد ان خلى المكان الا من كليهما سأله الزعيم بهدوء يتنافى مع الهدير الذي يموج بدواخله -لماذا عصيت اوامري وذهبت الى تلك القرية -ليس عصيانا يا اخي بل هي رغبة ملحة في كشف لغز حيرني واطار النوم من عيوني جلس الزعيم على كرسيه متابعا بنفس الهدوء -وهل كشفته جلس مصطفى الى جانبه قائلا باسف -لا ، كل ما عرفته عن ذلك الرجل انه سيد طيب و كريم ومعطاء و تاجر كبير و شقيق شيخ القرية وانه سخر معرفته وعلمه في الطب لمن يحتاجه دون مقابل وابنه ايضا يبدوا ان يسير على نهج ابيه فالجميع يحبه ويحترمه. قال الزعيم بنبرة لوم -ماذا لو تعرف عليك ابنه او احد ممن كان معه ذلك اليوم؟ -كنا ملثمين وحتى لو رأوني فلن يتعرفوا علي او على رعد -سأخبرك بما يؤرقك ويشغل بالك لكن لا تظن انني سأسامحك على ما فعلت كانت ريحانة خلف الباب تستمع لحديث زوجها فقد خافت ان يعصف غضبه بمصطفى فقررت التدخل بالوقت المناسب فمصطفى ليس اخ زوجها فقط بل هو ابنها الذي ربته منذ ان كان طفلا صغيرا لم تظهر اسنانه بعد . كانت كل كلمة تخرج من فم الزعيم تعيدها الى سنوات مضت ، الى اليوم الذي سيبقى عالقا بذاكرتها حتى يواريها التراب ، لو لم يسق الله السيد شاهين الى طريقها لكانت نهايتها هي ومصطفى محتومة . اما مصطفى فكانت عيناه تتسعان بذهول لما يسمع فقد كان صغيرا للغاية ولم يكن عقله يسعفه ليتذكر هذه الاحداث وعندما ختم الزعيم حديثه هتف به -لماذا لم تخبرني منذ البداية يا اخي ، لا اصدق اني رفعت سيفي في وجه الرجل الذي انقذ حياتنا واسرتنا من التشتت -لاني خشيت من ان تقدم على تصرف متهور يكشف هويتنا للسيد شاهين وانا لا اريد ان يعرف ان الرجل الذي كان دليلا لقوافل الحج قد اصبح قاطع طريق وسارق اعترض باحتدام على وصف اخيه -نحن لا نسرق حبا في السرقة او من اجل المال والثروة ، نحن ننتقم لما لحقنا من قهر وظلم فقط لاننا كنا فقراء لا سند لنا. اردف الزعيم وما حسب له حسابه يتجلى بوضوح امامه من نارية ونزق في الطباع -أرأيت يا مصطفى هذا ما اقصده نظر لاخيه الكبير و زعيمهم مردفا -اذن فهذا السبب لمنعنا من اعتراض اي شخص من قريته -نعم ، خشيت ان نمس احدا من اهله فأكون بذلك قابلت كرمه بجحود انا لست اهله و ها قد رأيت بنفسك ما فعله غراب الذي عصا اوامري ، لقد كاد ان يقتل ابنه و وحيده . تذكر مصطفى امر غراب الذي قبل سفره تركه محبوسا -بالحديث عن غراب ما ذا قررت ان تفعل بشأنه ارتسمت ابتسامة مرعبة على وجهه -لقد فعلت وقررت وانتهى الامر سأله مصعوقا وقد خمن ما يقصد -قتلته ؟ ببديهية اجاب -طبعا قتلته ، العصيان في قانوني جزاءه الموت ، وموت غراب هو درس لباقي الرجال كي لا تسول لاحدهم نفسه ان يعصى اوامري . حدث مصطفى نفسه ان من رحمة الله انه اخوه والا لكانت عاقبته وعاقبة ذلك المسكين رعد وخيمة . **************** رمش بعينيه و يداه تجاهدان لتمسك برأسه الذي يضربه صداع قوي بمقدمته ، لكن مهلا يدا مقيدتان ، فتح عيناه برعب على وسعهما يحاول بتخبط التخلص من قيد يديه ورجله دون جدوى قبل ان يسمع صوت سجانه -اهلا بالعطار أميد ارتعدت فرائسه عندما تقدم صخر ينظر اليه من عل ، يطالعه بعينين تقدحان شرارا -الش..الشيخ....صخر همس من بين اسنانه -بشحمه ولحمه جالت عيناه بهذا المكان المرعب وهتف بهلع -اين انا وماذا تريد مني يا شيخ طاف صخر ببصره في انحاء المكان المقفر وهو يقول -نحن بسرداب اسفل منزل الشيخ ، سرداب بني منذ سنوات طوال ولا احد يعرف بشأنه سوى جدي قيس و أبي الشيخ اسد وكلاهما رحمهما الله واظنك ستلحق بهما قريبا صرخ والرعب يرعد فرائسه -انا لم افعل شيئا يا شيخ انحنى عليه وقبض بأصابعه على فكه كما قبضة لا فكاك منها كقبضة الكماشة والكلمات تخرج كفحيح الافعى من فمه -قسما بالله سأجعلك تبصق دما جزاء لك على ما فعلته بأخي الصغير لقد كشف امره وهو اذكى من ان ينكر فما احضره الشيخ الى هنا الا وهو وقد امسك عليه الحجة لذا فلا سبيل امامه الا القاء اللوم على رأس الافعى تحدث بصعوبة و يد صقر مازال مطبقة على فكه -انها السيدة ضحكة ، اقسم لك انا لم اكن اعرف شيئا ، هي السبب اشتدت قبضته حتى انغرزت اظافره في لحم خديه ثم دفعه بقوة -ستخبرني بكل شيء منذ اول يوم داست ضحكة قدمها داخل دكانك النجس وحتى يومنا هذا واياك يا أميد ان تكذب ولو في حرف . | ||||
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
352Likes
العرض العادي
